باب 24 - عدم جواز تعلّم النّجوم و العمل بها و حكم النّظر فيها

22195-  محمّد بن يعقوب عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد بن خالد عن ابن فضّال عن الحسن بن أسباط عن عبد الرّحمن بن سيابة قال قلت لأبي عبد اللّه ع إنّ النّاس يقولون إنّ النّجوم لا يحلّ النّظر فيها و هي تعجبني فإن كانت تضرّ بديني فلا حاجة لي في شي‏ء يضرّ بديني و إن كانت لا تضرّ بديني فو اللّه إنّي لأشتهيها و أشتهي النّظر فيها فقال ليس كما يقولون لا تضرّ بدينك ثمّ قال إنّكم تنظرون في شي‏ء منها كثيره لا يدرك و قليله لا ينتفع به الحديث

 أقول يأتي وجهه

22196-  و عن أحمد بن محمّد و عن عليّ بن محمّد جميعا عن عليّ بن الحسن التّيميّ عن محمّد بن الخطّاب الواسطيّ عن يونس بن عبد الرّحمن عن أحمد بن عمر الحلبيّ عن حمّاد الأزديّ عن هشام الخفّاف قال قال لي أبو عبد اللّه ع كيف بصرك بالنّجوم قال قلت ما خلّفت بالعراق أبصر بالنّجوم منّي قال كيف دوران الفلك عندكم إلى أن قال ما بال العسكرين يلتقيان في هذا حاسب و في هذا حاسب فيحسب هذا لصاحبه بالظّفر و يحسب هذا لصاحبه بالظّفر ثمّ يلتقيان فيهزم أحدهما الآخر فأين كانت النّجوم قال قلت لا و اللّه لا أعلم ذلك قال فقال صدقت إنّ أصل الحساب حقّ و لكن لا يعلم ذلك إلّا من علم مواليد الخلق كلّهم

22197-  و عن محمّد بن يحيى عن سلمة بن الخطّاب و عن عدّة من أصحابنا عن سهل بن زياد جميعا عن عليّ بن حسّان عن عليّ بن عطيّة الزّيّات عن معلّى بن خنيس قال سألت أبا عبد اللّه ع عن النّجوم أ حقّ هي فقال نعم إنّ اللّه بعث المشتري إلى الأرض في صورة رجل فأخذ رجلا من العجم فعلّمه إلى أن قال ثمّ أخذ رجلا من الهند فعلّمه الحديث

 أقول يأتي وجهه

22198-  و عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن جميل بن صالح عمّن أخبره عن أبي عبد اللّه ع قال سئل عن النّجوم قال ما يعلمها إلّا أهل بيت من العرب و أهل بيت من الهند

22199-  و قد تقدّم في حديث القاسم بن عبد الرّحمن أنّ النّبيّ ص نهى عن خصال منها مهر البغيّ و منها النّظر في النّجوم

  -22200  محمّد بن عليّ بن الحسين في الخصال عن محمّد بن الحسن عن الصّفّار عن العبّاس بن معروف عن الحسن بن عليّ بن فضّال عن ظريف بن ناصح عن أبي الحصين قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول سئل رسول اللّه ص عن السّاعة فقال عند إيمان بالنّجوم و تكذيب بالقدر

22201-  و عنه عن الصّفّار عن الحسن بن عليّ الكوفيّ عن إسحاق بن إبراهيم عن نصر بن قابوس قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول المنجّم ملعون و الكاهن ملعون و السّاحر ملعون و المغنّية ملعونة و من آواها ملعون و آكل كسبها ملعون

2  -22202-  قال و قال ع المنجّم كالكاهن و الكاهن كالسّاحر و السّاحر كالكافر و الكافر في النّار

22203-  و بإسناده عن أبي جعفر عن آبائه عن النّبيّ ص أنّه نهى عن عدّة خصال منها النّظر في النّجوم

22204-  أحمد بن عليّ بن أبي طالب الطّبرسيّ في الإحتجاج عن هشام بن الحكم عن أبي عبد اللّه ع في حديث أنّ زنديقا قال له ما تقول في علم النّجوم قال هو علم قلّت منافعه و كثرت مضارّه لا يدفع به المقدور و لا يتّقى به المحذور إن خبّر المنجّم بالبلاء لم ينجه التّحرّز من القضاء و إن خبّر هو بخير لم يستطع تعجيله و إن حدث به سوء لم يمكنه صرفه و المنجّم يضادّ اللّه في علمه بزعمه أنّه يردّ قضاء اللّه عن خلقه

22205-  جعفر بن الحسن المحقّق في المعتبر و العلّامة في التّذكرة و الشّهيدان قالوا قال النّبيّ ص من صدّق كاهنا أو منجّما فهو كافر بما أنزل على محمّد ص

22206-  عليّ بن موسى بن طاوس في كتاب الاستخارات نقلا من كتاب الشّيخ الفاضل محمّد بن عليّ بن محمّد في دعاء الاستخارة الّذي كان يدعو به الصّادق ع إلى أن قال اللّهمّ إنّك خلقت أقواما يلجئون إلى مطالع النّجوم لأوقات حركاتهم و سكونهم و خلقتني أبرأ إليك من اللّجإ إليهم و من طلب الاختيارات بها و أيقن أنّك لم تطلع أحدا على غيبك في مواقعها و لم تسهّل له السّبيل إلى تحصيل أفاعيلها و أنّك قادر على نقلها في مداراتها عن السّعود العامّة و الخاصّة إلى النّحوس و عن النّحوس الشّاملة المضرّة إلى السّعود لأنّك تمحو ما تشاء و تثبت و عندك أمّ الكتاب ما أسعدت من اعتمد على مخلوق مثله و استبدّ الاختيار لنفسه و لا أشقيت من اعتمد على الخالق الّذي أنت هو لا إله إلّا أنت وحدك لا شريك لك الدّعاء

 أقول و تقدّم في آداب السّفر ما يدلّ على عدم جواز العمل بالنّجوم و الأمر بإحراق كتبها و عدم جواز تعلّمها إلّا ما يهتدى به في برّ أو بحر و يأتي ما يدلّ على ذلك و لا معارض له صريح فيحمل حديث المعلّى على تعلّم ما يهتدى به في برّ أو بحر أو على التّقيّة على أنّه قد روي في عدّة أحاديث في طبّ الأئمّة و غيره أنّ السّحر حقّ و لا شكّ في تحريمه و كذا في الكهانة و القيافة و غيرهما و أمّا النّظر فيها لا للعمل و لا للحكم بل لمعرفة حكمة اللّه و قدرته و عجائب مخلوقاته فلا بأس به لما مرّ في الحديث الأوّل و اللّه أعلم و لو كان المراد به ما زاد على ذلك تعيّن حمله على التّقيّة