أبواب مقدّمة العبادات

باب 1 - وجوب العبادات الخمس الصّلاة و الزّكاة و الصّوم و الحجّ و الجهاد

1-  محمّد بن يعقوب الكلينيّ رضي اللّه عنه عن أبي عليّ الأشعريّ عن الحسن بن عليّ الكوفيّ عن عبّاس بن عامر عن أبان بن عثمان عن الفضيل بن يسار عن أبي جعفر ع قال بني الإسلام على خمس على الصّلاة و الزّكاة و الحجّ و الصّوم و الولاية الحديث

2-  و عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه و عبد اللّه بن الصّلت جميعا عن حمّاد بن عيسى عن حريز بن عبد اللّه عن زرارة عن أبي جعفر ع قال بني الإسلام على خمسة أشياء على الصّلاة و الزّكاة و الحجّ و الصّوم و الولاية قال زرارة فقلت و أيّ شي‏ء من ذلك أفضل فقال الولاية أفضل لأنّها مفتاحهنّ و الوالي هو الدّليل عليهنّ قلت ثمّ الّذي يلي ذلك في الفضل فقال الصّلاة قلت ثمّ الّذي يليها في الفضل قال الزّكاة لأنّه قرنها بها و بدأ بالصّلاة قبلها قلت فالّذي يليها في الفضل قال الحجّ قلت ما ذا يتبعه قال الصّوم الحديث

 و رواه أحمد بن أبي عبد اللّه البرقيّ في المحاسن عن عبد اللّه بن الصّلت بالإسناد المذكور

3-  و عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد عن عليّ بن النّعمان عن ابن مسكان عن سليمان بن خالد عن أبي جعفر ع قال أ لا أخبرك بالإسلام أصله و فرعه و ذروة سنامه قلت بلى جعلت فداك قال أمّا أصله فالصّلاة و فرعه الزّكاة و ذروة سنامه الجهاد ثمّ قال إن شئت أخبرتك بأبواب الخير قلت نعم قال الصّوم جنّة الحديث

 و رواه البرقيّ في المحاسن عن أبيه عن عليّ بن النّعمان و رواه الشّيخ بإسناده عن الحسن بن محمّد بن سماعة عن ابن رباط عن ابن مسكان عن سليمان بن خالد عن أبي عبد اللّه ع عن رسول اللّه ص نحوه و

 رواه الحسين بن سعيد في كتاب الزّهد عن عليّ بن النّعمان مثله إلى قوله الجهاد

و عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن ابن فضّال عن ثعلبة عن عليّ بن عبد العزيز عن أبي عبد اللّه ع نحوه و رواه الشّيخ بإسناده عن محمّد بن يعقوب عن محمّد بن يحيى و رواه الصّدوق بإسناده عن عليّ بن عبد العزيز و رواه البرقيّ في المحاسن عن الحسن بن عليّ بن فضّال مثله

4-  و عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه و عن أبي عليّ الأشعريّ عن محمّد بن عبد الجبّار جميعا عن صفوان عن عمرو بن حريث أنّه قال لأبي عبد اللّه ع أ لا أقصّ عليك ديني فقال بلى قلت أدين اللّه بشهادة أن لا إله إلّا اللّه وحده لا شريك له و أنّ محمّدا )رسول اللّه( ص و إقام الصّلاة و إيتاء الزّكاة و صوم شهر رمضان و حجّ البيت و الولاية و ذكر الأئمّة ع فقال يا عمرو هذا دين اللّه و دين آبائي الّذي أدين اللّه به في السّرّ و العلانية الحديث

5-  و عنه عن أبيه عن حمّاد عن حريز عن زرارة عن أبي جعفر ع قال بني الإسلام على خمسة أشياء على الصّلاة و الزّكاة و الحجّ و الصّوم و الولاية الحديث

  و رواه الشّيخ بإسناده عن محمّد بن يعقوب و رواه الصّدوق مرسلا

6-  و عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد و عن عدّة من أصحابنا عن سهل بن زياد جميعا عن الحسن بن محبوب عن هشام بن سالم عن عبد الحميد بن أبي العلاء عن أبي عبد اللّه ع في جملة حديث قال إنّ اللّه افترض على أمّة محمّد ص خمس فرائض الصّلاة و الزّكاة و الصّيام و الحجّ و ولايتنا

 أقول الجهاد من توابع الولاية و لوازمها لما يأتي و يدخل فيه الأمر بالمعروف و النّهي عن المنكر و يأتي ما يدلّ عليه

7-  و عنه عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن ابن العرزميّ عن أبيه عن الصّادق ع قال أثافيّ الإسلام ثلاثة الصّلاة و الزّكاة و الولاية لا تصحّ واحدة )منها إلّا بصاحبتها(

8-  و عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر و عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد بن خالد عن إبراهيم بن محمّد الثّقفيّ عن محمّد بن مروان جميعا عن أبان بن عثمان عمّن ذكره عن أبي عبد اللّه ع قال إنّ اللّه أعطى محمّدا ص شرائع نوح و إبراهيم و موسى و عيسى إلى أن قال ثمّ افترض عليه فيها الصّلاة و الزّكاة و الصّيام و الحجّ و الأمر بالمعروف و النّهي عن المنكر و الجهاد في سبيل اللّه و زاده الوضوء و أحلّ له المغنم و الفي‏ء و جعل له الأرض مسجدا و طهورا و أعطاه الجزية و أسر المشركين و فداهم الحديث

 و رواه البرقيّ في المحاسن عن أبي إسحاق الثّقفيّ عن محمّد بن مروان مثله

9-  و عنه عن محمّد بن عيسى عن يونس بن عبد الرّحمن عن عجلان أبي صالح قال قلت لأبي عبد اللّه ع أوقفني على حدود الإيمان فقال شهادة أن لا إله إلّا اللّه و أنّ محمّدا رسول اللّه ص و الإقرار بما جاء من عند اللّه و صلاة الخمس و أداء الزّكاة و صوم شهر رمضان و حجّ البيت و ولاية وليّنا و عداوة عدوّنا و الدّخول مع الصّادقين

10-  و عن الحسين بن محمّد الأشعريّ عن معلّى بن محمّد الزّياديّ عن الحسن بن عليّ الوشّاء قال حدّثنا أبان بن عثمان عن الفضيل عن أبي حمزة عن أبي جعفر ع قال بني الإسلام على خمس على الصّلاة و الزّكاة و الصّوم و الحجّ و الولاية و لم يناد بشي‏ء ما نودي بالولاية

 و رواه البرقيّ في المحاسن عن ابن محبوب عن أبي حمزة الثّماليّ عن أبي جعفر ع مثله و عن عليّ بن إبراهيم عن صالح بن السّنديّ عن جعفر بن بشير عن أبان عن الفضيل عن أبي جعفر ع مثله

11-  و عن عدّة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر عن مثنّى الحنّاط عن عبد اللّه بن عجلان عن أبي جعفر ع قال بني الإسلام على خمس الولاية و الصّلاة و الزّكاة و صوم شهر رمضان و الحجّ

12-  و عن عليّ بن إبراهيم عن صالح بن السّنديّ عن جعفر بن بشير عن عليّ بن أبي حمزة عن أبي بصير قال سمعته يسأل أبا عبد اللّه ع عن الدّين الّذي افترض اللّه عزّ و جلّ على العباد ما لا يسعهم جهله و لا يقبل منهم غيره ما هو فقال شهادة أن لا إله إلّا اللّه و أنّ محمّدا رسول اللّه و إقام الصّلاة و إيتاء الزّكاة و حجّ البيت من استطاع إليه سبيلا و صوم شهر رمضان و الولاية الحديث

13-  و عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد عن عليّ بن الحكم عن سفيان بن السّمط عن أبي عبد اللّه ع في حديث قال الإسلام هو الظّاهر الّذي عليه النّاس شهادة أن لا إله إلّا اللّه و أنّ محمّدا )رسول اللّه( ص و إقام الصّلاة و إيتاء الزّكاة و حجّ البيت و صيام شهر رمضان فهذا الإسلام

14-  و عن عدّة من أصحابنا عن سهل بن زياد و عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد جميعا عن ابن محبوب عن عليّ بن رئاب عن حمران بن أعين عن أبي جعفر ع في حديث الإسلام و الإيمان قال و اجتمعوا على الصّلاة و الزّكاة و الصّوم و الحجّ فخرجوا بذلك من الكفر و أضيفوا إلى الإيمان

15-  و عن عليّ بن محمّد عن بعض أصحابه عن آدم بن إسحاق عن عبد الرّزّاق بن مهران عن الحسين بن ميمون عن محمّد بن سالم عن أبي جعفر ع في حديث قال بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلّا اللّه و أنّ محمّدا عبده و رسوله و إقام الصّلاة و إيتاء الزّكاة و حجّ البيت و صيام شهر رمضان

16-  و عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن عليّ بن معبد عن عبد اللّه بن القاسم عن يونس بن ظبيان عن أبي عبد اللّه ع في حديث قال إنّ الشّيعة لو أجمعوا على ترك الصّلاة لهلكوا و لو أجمعوا على ترك الزّكاة لهلكوا و لو أجمعوا على ترك الحجّ لهلكوا

17-  محمّد بن عليّ بن الحسين بن بابويه بإسناده عن سليمان بن خالد قال قلت لأبي عبد اللّه ع أخبرني عن الفرائض الّتي فرض اللّه على العباد ما هي قال شهادة أن لا إله إلّا اللّه و أنّ محمّدا رسول اللّه و إقام الصّلوات الخمس و إيتاء الزّكاة و حجّ البيت و صيام شهر رمضان و الولاية فمن أقامهنّ و سدّد و قارب و اجتنب كلّ مسكر دخل الجنّة

 و رواه البرقيّ في المحاسن عن أبيه عن النّضر عن يحيى الحلبيّ عن عبد اللّه بن مسكان عن سليمان بن خالد مثله

18-  قال ابن بابويه و قال أبو جعفر ع بني الإسلام على خمسة أشياء على الصّلاة و الزّكاة و الحجّ و الصّوم و الولاية

19-  قال و خطب أمير المؤمنين ع يوم الفطر فقال الحمد للّه الّذي خلق السّماوات و الأرض إلى أن قال و أطيعوا اللّه فيما فرض عليكم و أمركم به من إقام الصّلاة و إيتاء الزّكاة و حجّ البيت و صوم شهر رمضان و الأمر بالمعروف و النّهي عن المنكر

20-  و في كتاب المجالس و كتاب صفات الشّيعة و كتاب التّوحيد و كتاب إكمال الدّين عن عليّ بن أحمد بن موسى الدّقّاق و عليّ بن عبد اللّه الورّاق جميعا عن محمّد بن هارون عن أبي تراب عبد اللّه بن موسى الرّوبانيّ عن عبد العظيم بن عبد اللّه الحسنيّ قال دخلت على سيّدي عليّ بن محمّد ع فقلت إنّي أريد أن أعرض عليك ديني فقال هات يا أبا القاسم فقلت إنّي أقول إنّ اللّه واحد إلى أن قال و أقول إنّ الفرائض الواجبة بعد الولاية الصّلاة و الزّكاة و الصّوم و الحجّ و الجهاد و الأمر بالمعروف و النّهي عن المنكر فقال عليّ بن محمّد ع يا أبا القاسم هذا و اللّه دين اللّه الّذي ارتضاه لعباده فاثبت عليه ثبّتك اللّه بالقول الثّابت في الحياة الدّنيا و في الآخرة

21-  و في كتاب العلل عن عليّ بن أحمد عن محمّد بن يعقوب عن عليّ بن محمّد عن إسحاق بن إسماعيل النّيسابوريّ أنّ العالم كتب إليه يعني الحسن بن عليّ ع أنّ اللّه لمّا فرض عليكم الفرائض لم يفرض ]ذلك[ عليكم بحاجة منه إليه بل رحمة منه إليكم لا إله إلّا هو ليميز الخبيث من الطّيّب إلى أن قال ففرض عليكم الحجّ و العمرة و إقام الصّلاة و إيتاء الزّكاة و الصّوم و الولاية الحديث

 و رواه الشّيخ في كتاب المجالس و الأخبار عن الحسين بن عبيد اللّه عن عليّ بن محمّد الحلبيّ عن الحسن بن عليّ الجوهريّ عن محمّد بن يعقوب و

 رواه الكشّيّ في كتاب الرّجال عن بعض الثّقات بنيسابور قال خرج توقيع من أبي محمّد ع و ذكره بطوله

22-  و عن محمّد بن موسى بن المتوكّل عن عليّ بن الحسين السّعدآباديّ عن أحمد بن أبي عبد اللّه البرقيّ عن إسماعيل بن مهران عن أحمد بن محمّد بن جابر عن زينب بنت عليّ ع قالت قالت فاطمة ع في خطبتها فرض اللّه الإيمان تطهيرا من الشّرك و الصّلاة تنزيها عن الكبر و الزّكاة زيادة في الرّزق و الصّيام تثبيتا للإخلاص و الحجّ تسنية للدّين و الجهاد عزّا للإسلام و الأمر بالمعروف مصلحة للعامّة الحديث

 و رواه أيضا بعدّة أسانيد طويلة و رواه في الفقيه بإسناده عن إسماعيل بن مهران مثله

23-  و عن عليّ بن حاتم عن أحمد بن عليّ العبديّ عن الحسن بن إبراهيم الهاشميّ عن إسحاق بن إبراهيم عن عبد الرّزّاق بن همّام عن معمر بن قتادة عن أنس قال قال رسول اللّه ص جاءني جبرئيل فقال لي يا أحمد الإسلام عشرة أسهم و قد خاب من لا سهم له فيها أوّلها شهادة أن لا إله إلّا اللّه و هي الكلمة و الثّانية الصّلاة و هي الطّهر و الثّالثة الزّكاة و هي الفطرة و الرّابعة الصّوم و هو الجنّة و الخامسة الحجّ و هو الشّريعة و السّادسة الجهاد و هو العزّ و السّابعة الأمر بالمعروف و هو الوفاء و الثّامنة النّهي عن المنكر و هو الحجّة و التّاسعة الجماعة و هي الألفة و العاشرة الطّاعة و هي العصمة

24-  و في الخصال عن محمّد بن الحسن عن سعد بن عبد اللّه عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن القاسم بن الحسن بن عليّ بن يقطين عن ابن أبي نجران و جعفر بن سليمان جميعا عن العلاء بن رزين عن أبي حمزة الثّماليّ قال قال أبو جعفر ع بني الإسلام على خمس إقام الصّلاة و إيتاء الزّكاة و حجّ البيت و صوم شهر رمضان و الولاية لنا أهل البيت فجعل في أربع منها رخصة و لم يجعل في الولاية رخصة من لم يكن له مال لم تكن عليه الزّكاة و من لم يكن له مال فليس عليه حجّ و من كان مريضا صلّى قاعدا و أفطر شهر رمضان و الولاية صحيحا كان أو مريضا أو ذا مال أو لا مال له فهي لازمة

25-  و عن محمّد بن جعفر البندار عن محمّد بن جمهور الحمّاديّ عن صالح بن محمّد البغداديّ عن عمرو بن عثمان الحمّصيّ عن إسماعيل بن عيّاش عن شرحبيل بن مسلم و محمّد بن زياد عن أبي أمامة عن النّبيّ ص قال أيّها النّاس إنّه لا نبيّ بعدي و لا أمّة بعدكم ألا فاعبدوا ربّكم و صلّوا خمسكم و صوموا شهركم و حجّوا بيت ربّكم و أدّوا زكاة أموالكم طيبة بها نفوسكم و أطيعوا ولاة أمركم تدخلوا جنّة ربّكم

  -26  و عن أبيه عن محمّد بن يحيى عن محمّد بن أحمد عن سهل بن زياد عن محمّد بن سنان عن المفضّل بن عمر عن يونس بن ظبيان عن أبي عبد اللّه ع في حديث قال المحمّديّة السّمحة إقام الصّلاة و إيتاء الزّكاة و صيام شهر رمضان و حجّ البيت الحرام و الطّاعة للإمام و أداء حقوق المؤمن

27-  و عن أحمد بن الحسن القطّان عن أحمد بن يحيى بن زكريّا عن بكر بن عبد اللّه بن حبيب عن تميم بن بهلول عن أبي معاوية عن إسماعيل بن مهران عن أبي عبد اللّه ع قال و اللّه ما كلّف اللّه العباد إلّا دون ما يطيقون إنّما كلّفهم في اليوم و اللّيلة خمس صلوات و كلّفهم في كلّ ألف درهم خمسة و عشرين درهما و كلّفهم في السّنة صيام ثلاثين يوما و كلّفهم حجّة واحدة و هم يطيقون أكثر من ذلك

28-  و في كتاب صفات الشّيعة عن أبيه عن عبد اللّه بن جعفر عن أحمد بن محمّد عن ابن أبي نجران قال سمعت أبا الحسن ع يقول من عادى شيعتنا فقد عادانا إلى أن قال شيعتنا الّذين يقيمون الصّلاة و يؤتون الزّكاة و يحجّون البيت الحرام و يصومون شهر رمضان و يوالون أهل البيت و يبرءون من أعدائنا أولئك أهل الإيمان و التّقى و )الأمانة( من ردّ عليهم فقد ردّ على اللّه و من طعن عليهم فقد طعن على اللّه الحديث

  -29  و في المجالس عن محمّد بن موسى بن المتوكّل عن السّعدآباديّ عن أحمد بن أبي عبد اللّه البرقيّ عن أبيه عن محمّد بن سنان عن المفضّل بن عمر عن الصّادق جعفر بن محمّد ع قال بني الإسلام على خمس دعائم على الصّلاة و الزّكاة و الصّوم و الحجّ و ولاية أمير المؤمنين و الأئمّة من ولده ع

30-  الحسين بن سعيد في كتاب الزّهد عن حمّاد بن عيسى عن إبراهيم بن عمر اليمانيّ رفع الحديث إلى عليّ ع أنّه كان يقول إنّ أفضل ما يتوسّل به المتوسّلون إلى اللّه الإيمان باللّه و رسوله و الجهاد في سبيل اللّه و كلمة الإخلاص فإنّها الفطرة و إقام الصّلاة فإنّها الملّة و إيتاء الزّكاة فإنّها من فرائض اللّه و صوم شهر رمضان فإنّه جنّة من عذابه و حجّ البيت فإنّه منفاة للفقر و مدحضة للذّنب الحديث

 و رواه الصّدوق مرسلا و رواه في العلل عن أبيه عن سعد بن عبد اللّه عن إبراهيم بن مهزيار عن أخيه عليّ عن حمّاد بن عيسى مثله

31-  الحسن بن محمّد بن الحسن الطّوسيّ في مجالسه عن أبيه عن المفيد عن جعفر بن محمّد بن قولويه عن أبيه عن سعد بن عبد اللّه عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن أبي حمزة الثّماليّ عن أبي جعفر ع قال بني الإسلام على خمس دعائم إقام الصّلاة و إيتاء الزّكاة و صوم شهر رمضان و حجّ بيت اللّه الحرام و الولاية لنا أهل البيت

 و رواه الطّبريّ في بشارة المصطفى عن الحسن بن محمّد الطّوسيّ مثله

32-  و عن أبيه عن المفيد عن أحمد بن محمّد بن الحسن بن الوليد عن أبيه عن محمّد بن الحسن الصّفّار عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن محمّد بن أبي عمير عن عبد اللّه بن بكير عن زرارة بن أعين عن أبي جعفر عن آبائه ع قال قال رسول اللّه ص بني الإسلام على عشرة أسهم على شهادة أن لا إله إلّا اللّه و هي الملّة و الصّلاة و هي الفريضة و الصّوم و هو الجنّة و الزّكاة و هي المطهّرة و الحجّ و هو الشّريعة و الجهاد و هو العزّ و الأمر بالمعروف و هو الوفاء و النّهي عن المنكر و هو الحجّة و الجماعة و هي الألفة و العصمة و هي الطّاعة

 و رواه الصّدوق في الخصال عن أبيه عن محمّد بن يحيى عن محمّد بن أحمد عن إبراهيم بن إسحاق عن محمّد بن خالد البرقيّ عن محمّد بن أبي عمير مثله و رواه في العلل كما مرّ

33-  و عن أبيه عن جماعة عن أبي المفضّل عن الفضل بن محمّد بن المسيّب عن هارون بن عمرو أبي موسى المجاشعيّ عن محمّد بن جعفر بن محمّد عن أبيه عن آبائه ع و عن المجاشعيّ عن الرّضا عن آبائه ع عن رسول اللّه ص قال بني الإسلام على خمس خصال على الشّهادتين و القرينتين قيل له أمّا الشّهادتان فقد عرفناهما فما القرينتان قال الصّلاة و الزّكاة فإنّه لا تقبل إحداهما إلّا بالأخرى و الصّيام و حجّ البيت من استطاع إليه سبيلا و ختم ذلك بالولاية الحديث

34-  محمّد بن الحسن في المجالس و الأخبار بإسناده عن عليّ بن عقبة عن أبي كهمس و بإسناده عن رزيق عن أبي عبد اللّه ع قال قلت له أيّ الأعمال أفضل بعد المعرفة فقال ما من شي‏ء بعد المعرفة يعدل هذه الصّلاة و لا بعد المعرفة و الصّلاة شي‏ء يعدل الزّكاة و لا بعد ذلك شي‏ء يعدل الصّوم و لا بعد ذلك شي‏ء يعدل الحجّ و فاتحة ذلك كلّه معرفتنا و خاتمته معرفتنا و لا شي‏ء بعد ذلك كبرّ الإخوان و المواساة ببذل الدّينار و الدّرهم إلى أن قال و ما رأيت شيئا أسرع غنى و لا أنفى للفقر من إدمان حجّ هذا البيت و صلاة فريضة تعدل عند اللّه ألف حجّة و ألف عمرة مبرورات متقبّلات و لحجّة عنده خير من بيت مملوّ ذهبا لا بل خير من مل‏ء الدّنيا ذهبا و فضّة ينفقه في سبيل اللّه و الّذي بعث محمّدا ص بالحقّ بشيرا و نذيرا لقضاء حاجة امرئ مسلم و تنفيس كربته أفضل من حجّة و طواف و حجّة و طواف حتّى عقد عشرة الحديث

35-  عليّ بن الحسين المرتضى في رسالة المحكم و المتشابه نقلا من تفسير النّعمانيّ بإسناده الآتي عن أمير المؤمنين ع في حديث قال و أمّا ما فرضه اللّه عزّ و جلّ من الفرائض في كتابه فدعائم الإسلام و هي خمس دعائم و على هذه الفرائض بني الإسلام فجعل سبحانه لكلّ فريضة من هذه الفرائض أربعة حدود لا يسع أحدا جهلها أوّلها الصّلاة ثمّ الزّكاة ثمّ الصّيام ثمّ الحجّ ثمّ الولاية و هي خاتمتها و الحافظة لجميع الفرائض و السّنن الحديث

36-  عليّ بن إبراهيم في تفسيره عن أبيه عن ابن أبي عمير عن جميل قال قال أبو عبد اللّه ع إنّ اللّه يدفع بمن يصلّي من شيعتنا عمّن لا يصلّي من شيعتنا و لو أجمعوا على ترك الصّلاة لهلكوا و إنّ اللّه يدفع بمن يزكّي من شيعتنا عمّن لا يزكّي من شيعتنا و لو أجمعوا على ترك الزّكاة لهلكوا و إنّ اللّه ليدفع بمن يحجّ من شيعتنا عمّن لا يحجّ من شيعتنا و لو أجمعوا على ترك الحجّ لهلكوا و هو قوله و لو لا دفع اللّه النّاس بعضهم ببعض لفسدت الأرض

37-  أحمد بن محمّد بن خالد البرقيّ في المحاسن عن عليّ بن الحكم عن هشام بن سالم عن أبي عبد اللّه ع قال ما كلّف اللّه العباد إلّا ما يطيقون إنّما كلّفهم في اليوم و اللّيلة خمس صلوات و كلّفهم من كلّ مائتي درهم خمسة دراهم و كلّفهم صيام شهر في السّنة و كلّفهم حجّة واحدة و هم يطيقون أكثر من ذلك الحديث

38-  و عن عليّ بن الحكم عن الحسين بن سيف عن معاذ بن مسلم عن أبي عبد اللّه ع أنّه سئل عن الدّين الّذي لا يقبل اللّه من العباد غيره و لا يعذرهم على جهله فقال شهادة أن لا إله إلّا اللّه و أنّ محمّدا رسول اللّه ص و الصّلوات الخمس و صيام شهر رمضان و الغسل من الجنابة و حجّ البيت و الإقرار بما جاء من عند اللّه جملة و الائتمام بأئمّة الحقّ من آل محمّد الحديث

39-  و عن أبيه عن سعدان بن مسلم عن الفضيل بن يسار عن أبي جعفر ع قال عشر من لقي اللّه بهنّ دخل الجنّة شهادة أن لا إله إلّا اللّه و أنّ محمّدا رسول اللّه و الإقرار بما جاء من عند اللّه و إقام الصّلاة و إيتاء الزّكاة و صوم شهر رمضان و حجّ البيت و الولاية لأولياء اللّه و البراءة من أعداء اللّه و اجتناب كلّ مسكر

 و رواه الصّدوق في ثواب الأعمال عن محمّد بن الحسن عن الصّفّار عن العبّاس بن معروف عن سعدان بن مسلم و اسمه عبد الرّحمن بن مسلم أقول و الأحاديث في ذلك كثيرة جدّا قد تجاوزت حدّ التّواتر و فيما أوردته كفاية إن شاء اللّه و يأتي ما يدلّ على ذلك في أحاديث تكبير الجنازة و كيفيّة الوضوء و غير ذلك

  باب 30 - ثبوت الكفر و الارتداد بجحود بعض الضّروريّات و غيرها ممّا تقوم الحجّة فيه بنقل الثّقات

40-  محمّد بن يعقوب رضي اللّه عنه عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد عن ابن محبوب عن أبي أيّوب عن محمّد بن مسلم قال سمعت أبا جعفر ع يقول كلّ شي‏ء يجرّه الإقرار و التّسليم فهو الإيمان و كلّ شي‏ء يجرّه الإنكار و الجحود فهو الكفر

41-  و عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد عن الحسن بن محبوب عن داود بن كثير الرّقّيّ قال قلت لأبي عبد اللّه ع سنن رسول اللّه ص كفرائض اللّه عزّ و جلّ فقال إنّ اللّه عزّ و جلّ فرض فرائض موجبات على العباد فمن ترك فريضة من الموجبات فلم يعمل بها و جحدها كان كافرا و أمر رسول اللّه ص بأمور كلّها حسنة فليس من ترك بعض ما أمر اللّه عزّ و جلّ به عباده من الطّاعة بكافر و لكنّه تارك للفضل منقوص من الخير

42-  و عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن حمّاد بن عيسى عن حريز عن زرارة عن أبي جعفر ع في حديث قال الكفر أعظم من الشّرك فمن اختار على اللّه عزّ و جلّ و أبى الطّاعة و أقام على الكبائر فهو كافر و من نصب دينا غير دين المؤمنين فهو مشرك

  و رواه البرقيّ في المحاسن كما يأتي

43-  و عنه عن محمّد بن عيسى عن يونس عن عبد اللّه بن بكير عن زرارة عن أبي جعفر ع أنّه قال في حديث الكفر أقدم من الشّرك ثمّ ذكر كفر إبليس ثمّ قال فمن اجترى على اللّه فأبى الطّاعة و أقام على الكبائر فهو كافر يعني مستخفّ كافر

44-  و بالإسناد عن زرارة عن حمران بن أعين قال سألت أبا عبد اللّه ع عن قوله عزّ و جلّ إنّا هديناه السّبيل إمّا شاكرا و إمّا كفورا قال إمّا آخذ فهو شاكر و إمّا تارك فهو كافر

 أقول التّرك هنا مخصوص بما كان على وجه الإنكار أو الكفر بمعنى آخر غير معنى الارتداد لما مضى و يأتي

45-  و عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد عن ابن فضّال عن ابن بكير عن عبيد بن زرارة قال سألت أبا عبد اللّه ع عن قول اللّه عزّ و جلّ و من يكفر بالإيمان فقد حبط عمله فقال ترك العمل الّذي أقرّ به منه الّذي يدع الصّلاة متعمّدا لا من سكر و لا من علّة

 و رواه البرقيّ في المحاسن عن أبيه عن الحسن بن عليّ بن فضّال عن عبد اللّه بن بكير نحوه

46-  و عن الحسين بن محمّد عن معلّى بن محمّد عن الحسن بن عليّ عن حمّاد بن عثمان عن عبيد عن زرارة عن أبي عبد اللّه ع مثله إلّا أنّه قال من ذلك أن يترك الصّلاة من غير سقم و لا شغل

47-  و عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد عن محمّد بن سنان عن ابن بكير عن زرارة عن أبي عبد اللّه ع قال لو أنّ العباد إذا جهلوا وقفوا و لم يجحدوا لم يكفروا

 و رواه البرقيّ في المحاسن عن أبيه عن محمّد بن سنان بالإسناد

48-  و عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم بن بريد عن أبي عمرو الزّبيريّ عن أبي عبد اللّه ع قال الكفر في كتاب اللّه عزّ و جلّ على خمسة أوجه فمنها كفر الجحود على وجهين و الكفر بترك ما أمر اللّه عزّ و جلّ به و كفر البراءة و كفر النّعم فأمّا كفر الجحود فهو الجحود بالرّبوبيّة و الجحود على معرفة و هو أن يجحد الجاحد و هو يعلم أنّه حقّ قد استقرّ عنده و قد قال اللّه تعالى و جحدوا بها و استيقنتها أنفسهم إلى أن قال و الوجه الرّابع من الكفر ترك ما أمر اللّه عزّ و جلّ به و هو قول اللّه عزّ و جلّ أ فتؤمنون ببعض الكتاب و تكفرون ببعض فكفّرهم بترك ما أمرهم اللّه عزّ و جلّ به و نسبهم إلى الإيمان و لم يقبله منهم و لم ينفعهم عنده فقال فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلّا خزي في الحياة الدّنيا و يوم القيامة يردّون إلى أشدّ العذاب الحديث

49-  و عنه عن محمّد بن عيسى عن يونس عن عبد اللّه بن سنان قال سألت أبا عبد اللّه ع عن الرّجل يرتكب الكبيرة فيموت هل يخرجه ذلك من الإسلام و إن عذّب كان عذابه كعذاب المشركين أم له مدّة و انقطاع فقال من ارتكب كبيرة من الكبائر فزعم أنّها حلال أخرجه ذلك من الإسلام و عذّب أشدّ العذاب و إن كان معترفا أنّه ذنب و مات عليها أخرجه من الإيمان و لم يخرجه من الإسلام و كان عذابه أهون من عذاب الأوّل

50-  و عنه عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة عن أبي عبد اللّه ع قال في حديث فقيل له أ رأيت المرتكب للكبيرة يموت عليها أ تخرجه من الإيمان و إن عذّب بها فيكون عذابه كعذاب المشركين أو له انقطاع قال يخرج من الإسلام إذا زعم أنّها حلال و لذلك يعذّب بأشدّ العذاب و إن كان معترفا بأنّها كبيرة و أنّها عليه حرام و أنّه يعذّب عليها و أنّها غير حلال فإنّه معذّب عليها و هو أهون عذابا من الأوّل و يخرجه من الإيمان و لا يخرجه من الإسلام

51-  و عن محمّد بن يحيى عن محمّد بن الحسين عن محمّد بن عيسى عن صفوان بن يحيى عن داود بن الحصين عن عمر بن حنظلة عن أبي عبد اللّه ع في حديث طويل في رجلين من أصحابنا بينهما منازعة في دين أو ميراث قال ينظران إلى من كان منكم قد روى حديثنا و نظر في حلالنا و حرامنا و عرف أحكامنا فليرضوا به حكما فإنّي قد جعلته عليكم حاكما فإذا حكم بحكمنا فلم يقبله منه فإنّما استخفّ بحكم اللّه و علينا ردّ و الرّادّ علينا الرّادّ على اللّه و هو على حدّ الشّرك باللّه

52-  و عنه عن أحمد بن محمّد عن محمّد بن إسماعيل عن محمّد بن الفضيل عن أبي الصّبّاح الكنانيّ عن أبي جعفر ع قال قيل لأمير المؤمنين ع من شهد أن لا إله إلّا اللّه و أنّ محمّدا رسول اللّه ص كان مؤمنا قال فأين فرائض اللّه إلى أن قال ثمّ قال فما بال من جحد الفرائض كان كافرا

53-  و عن عليّ بن محمّد عن بعض أصحابه عن آدم بن إسحاق عن عبد الرّزّاق بن مهران عن الحسين بن ميمون عن محمّد بن سالم عن أبي جعفر ع في حديث طويل قال إنّ اللّه لمّا أذن لمحمّد ص في الخروج من مكّة إلى المدينة أنزل عليه الحدود و قسمة الفرائض و أخبره بالمعاصي الّتي أوجب اللّه عليها و بها النّار لمن عمل بها و أنزل في بيان القاتل و من يقتل مؤمنا متعمّدا فجزاؤه جهنّم خالدا فيها و غضب اللّه عليه و لعنه و أعدّ له عذابا عظيما و لا يلعن اللّه مؤمنا و قال اللّه عزّ و جلّ إنّ اللّه لعن الكافرين و أعدّ لهم سعيرا. خالدين فيها أبدا لا يجدون وليّا و لا نصيرا و أنزل في مال اليتامى إنّ الّذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنّما يأكلون في بطونهم نارا و سيصلون سعيرا و أنزل في الكيل ويل للمطفّفين و لم يجعل الويل لأحد حتّى يسمّيه كافرا قال اللّه تعالى فويل للّذين كفروا من مشهد يوم عظيم و أنزل في العهد إنّ الّذين يشترون بعهد اللّه و أيمانهم ثمنا قليلا أولئك لا خلاق لهم في الآخرة الآية و الخلاق النّصيب فمن لم يكن له نصيب في الآخرة فبأيّ شي‏ء يدخل الجنّة و أنزل بالمدينة الزّاني لا ينكح إلّا زانية أو مشركة و الزّانية لا ينكحها إلّا زان أو مشرك و حرّم ذلك على المؤمنين فلم يسمّ اللّه الزّاني مؤمنا و لا الزّانية مؤمنة و قال رسول اللّه ص ليس يمتري فيه أهل العلم أنّه قال لا يزني الزّاني حين يزني و هو مؤمن فإنّه إذا فعل ذلك خلع عنه الإيمان كخلع القميص و نزل بالمدينة و الّذين يرمون المحصنات إلى قوله و أولئك هم الفاسقون إلّا الّذين تابوا فبرّأه اللّه ما كان مقيما على الفرية من أن يسمّى بالإيمان قال اللّه عزّ و جلّ أ فمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون و جعله اللّه منافقا قال اللّه إنّ المنافقين هم الفاسقون و جعله ملعونا فقال إنّ الّذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدّنيا و الآخرة

54-  الحسن بن عليّ بن شعبة في تحف العقول عن الصّادق ع في حديث قال و يخرج من الإيمان بخمس جهات من الفعل كلّها متشابهات معروفات الكفر و الشّرك و الضّلال و الفسق و ركوب الكبائر فمعنى الكفر كلّ معصية عصي اللّه بها بجهة الجحد و الإنكار و الاستخفاف و التّهاون في كلّ ما دقّ و جلّ و فاعله كافر و معناه معنى كفر من أيّ ملّة كان و من أيّ فرقة كان بعد أن يكون بهذه الصّفات فهو كافر إلى أن قال فإن كان هو الّذي مال بهواه إلى وجه من وجوه المعصية بجهة الجحود و الاستخفاف و التّهاون فقد كفر و إن هو مال بهواه إلى التّديّن بجهة التّأويل و التّقليد و التّسليم و الرّضا بقول الآباء و الأسلاف فقد أشرك

55-  عليّ بن إبراهيم في تفسيره عن أحمد بن إدريس عن أحمد بن محمّد عن محمّد بن أبي عمير قال قلت لأبي جعفر ع قول اللّه عزّ و جلّ إنّا هديناه السّبيل إمّا شاكرا و إمّا كفورا قال إمّا آخذ فشاكر و إمّا تارك فكافر

56-  محمّد بن عليّ بن الحسين بن بابويه رضي اللّه عنه في كتاب عقاب الأعمال عن عليّ بن أحمد عن محمّد بن جعفر الأسديّ عن موسى بن عمران النّخعيّ عن الحسين بن يزيد القمّيّ عن محمّد بن سنان عن المفضّل بن عمر عن أبي عبد اللّه ع في حديث قال لا ينظر اللّه إلى عبده و لا يزكّيه إذا ترك فريضة من فرائض اللّه أو ارتكب كبيرة من الكبائر قال قلت لا ينظر اللّه إليه قال نعم قد أشرك باللّه قلت أشرك باللّه قال نعم إنّ اللّه أمره بأمر و أمره إبليس بأمر فترك ما أمر اللّه عزّ و جلّ به و صار إلى ما أمر به إبليس فهذا مع إبليس في الدّرك السّابع من النّار

57-  و في كتاب التّوحيد عن محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد قال و أورده في جامعه عن محمّد بن الحسن الصّفّار عن العبّاس بن معروف عن عبد الرّحمن بن أبي نجران عن حمّاد بن عثمان عن عبد الرّحيم القصير عن أبي عبد اللّه ع في حديث قال الإسلام قبل الإيمان و هو يشارك الإيمان فإذا أتى العبد بكبيرة من كبائر المعاصي أو صغيرة من صغائر المعاصي الّتي نهى اللّه عنها كان خارجا من الإيمان و ثابتا عليه اسم الإسلام فإن تاب و استغفر عاد إلى الإيمان و لم يخرجه إلى الكفر و الجحود و الاستحلال و إذا قال للحلال هذا حرام و للحرام هذا حلال و دان بذلك فعندها يكون خارجا من الإيمان و الإسلام إلى الكفر

 و رواه الكلينيّ عن عليّ بن إبراهيم عن العبّاس بن معروف مثله

58-  محمّد بن الحسن الصّفّار في كتاب بصائر الدّرجات عن عبد اللّه بن محمّد يعني ابن عيسى عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب عن محمّد بن عبد اللّه عن يونس عن عمر بن يزيد قال قلت لأبي عبد اللّه ع أ رأيت من لم يقرّ )بأنّكم في ليلة القدر كما ذكرت( و لم يجحده قال أمّا إذا قامت عليه الحجّة ممّن يثق به في علمنا فلم يثق به فهو كافر و أمّا من لم يسمع ذلك فهو في عذر حتّى يسمع ثمّ قال أبو عبد اللّه ع يؤمن باللّه و يؤمن للمؤمنين

59-  أحمد بن أبي عبد اللّه البرقيّ في المحاسن عن أبيه عن النّضر بن سويد عن يحيى بن عمران الحلبيّ عن عبد اللّه بن مسكان عن أبي بصير يعني ليث بن البختريّ المراديّ قال قلت لأبي عبد اللّه ع أ رأيت الرّادّ على هذا الأمر كالرّادّ عليكم فقال يا أبا محمّد من ردّ عليك هذا الأمر فهو كالرّادّ على رسول اللّه و على اللّه عزّ و جلّ

 و رواه الكلينيّ عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد عن محمّد بن خالد و الحسين بن سعيد جميعا عن النّضر بن سويد مثله

60-  و عن عدّة من أصحابنا عن عليّ بن أسباط عن عمّه يعقوب عن زرارة عن أبي جعفر ع قال من اجترى على اللّه في المعصية و ارتكاب الكبائر فهو كافر و من نصب دينا غير دين اللّه فهو مشرك

61-  محمّد بن عمر بن عبد العزيز الكشّيّ في كتاب الرّجال عن عليّ بن محمّد بن قتيبة عن أحمد بن إبراهيم المراغيّ قال ورد توقيع على القاسم بن العلاء و ذكر توقيعا شريفا يقول فيه فإنّه لا عذر لأحد من موالينا في التّشكيك فيما يؤدّيه عنّا ثقاتنا قد عرفوا بأنّا نفاوضهم سرّنا و نحمّلهم إيّاه إليهم الحديث

 أقول و يأتي ما يدلّ على ذلك في أوائل كتب العبادات و في كتاب الحدود و غير ذلك إن شاء اللّه تعالى ثمّ إنّ بعض هذه الأحاديث مطلق يتعيّن حمله على التّفصيل السّابق للتّصريح به كما عرفت

باب 3 - اشتراط العقل في تعلّق التّكليف

62-  محمّد بن يعقوب قال حدّثني عدّة من أصحابنا منهم محمّد بن يحيى العطّار عن أحمد بن محمّد عن الحسن بن محبوب عن العلاء بن رزين عن محمّد بن مسلم عن أبي جعفر ع قال لمّا خلق اللّه العقل استنطقه ثمّ قال له أقبل فأقبل ثمّ قال له أدبر فأدبر ثمّ قال و عزّتي و جلالي ما خلقت خلقا هو أحبّ إليّ منك و لا أكملتك إلّا فيمن أحبّ أما إنّي إيّاك آمر و إيّاك أنهى و إيّاك أعاقب و إيّاك أثيب

 و رواه البرقيّ في المحاسن عن الحسن بن محبوب و رواه الصّدوق في المجالس عن محمّد بن موسى بن المتوكّل عن عبد اللّه بن جعفر الحميريّ عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن الحسن بن محبوب مثله

63-  و عن محمّد بن الحسن عن سهل بن زياد عن ابن أبي نجران عن العلاء بن رزين عن محمّد بن مسلم عن أبي جعفر ع قال لمّا خلق اللّه العقل قال له أقبل فأقبل ثمّ قال له أدبر فأدبر فقال و عزّتي ما خلقت خلقا أحسن منك إيّاك آمر و إيّاك أنهى و إيّاك أثيب و إيّاك أعاقب

 و رواه البرقيّ في المحاسن عن السّنديّ بن محمّد عن العلاء بن رزين مثله

64-  و عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد بن خالد عن الحسن بن عليّ بن يقطين عن محمّد بن سنان عن أبي الجارود عن أبي جعفر ع قال إنّما يداقّ اللّه العباد في الحساب يوم القيامة على قدر ما آتاهم من العقول في الدّنيا

 و رواه البرقيّ في المحاسن عن الحسن بن عليّ بن يقطين مثله

65-  و عن عليّ بن محمّد بن عبد اللّه عن إبراهيم بن إسحاق الأحمر عن محمّد بن سليمان الدّيلميّ عن أبيه عن أبي عبد اللّه ع قال إنّ الثّواب على قدر العقل الحديث

66-  و عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن النّوفليّ عن السّكونيّ عن أبي عبد اللّه ع قال قال رسول اللّه ص إذا بلغكم عن رجل حسن حال فانظروا في حسن عقله فإنّما يجازى بعقله

  و رواه البرقيّ في المحاسن عن النّوفليّ مثله

67-  أحمد بن محمّد بن خالد البرقيّ في المحاسن عن عليّ بن الحكم عن هشام قال قال أبو عبد اللّه ع لمّا خلق اللّه العقل قال له أقبل فأقبل ثمّ قال له أدبر فأدبر ثمّ قال و عزّتي و جلالي ما خلقت خلقا هو أحبّ إليّ منك بك آخذ و بك أعطي و عليك أثيب

68-  و عن أبيه عن محمّد بن سنان عن رجل عن عبيد اللّه بن الوليد الوصّافيّ عن أبي جعفر ع قال في حديث أوحى اللّه إلى موسى ع أنا أؤاخذ عبادي على قدر ما أعطيتهم من العقل

69-  و عن محمّد بن عليّ عن وهب بن حفص عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه ع قال إنّ اللّه خلق العقل فقال له أقبل ]فأقبل[ ثمّ قال له أدبر ]فأدبر[ )ثمّ قال له أقبل( ثمّ قال لا و عزّتي و جلالي ما خلقت شيئا أحبّ إليّ منك لك الثّواب و عليك العقاب

70-  و عن بعض أصحابنا رفعه عنهم ع في حديث أنّ اللّه خلق العقل فقال له أقبل فأقبل ثمّ قال له أدبر فأدبر فقال و عزّتي و جلالي ما خلقت شيئا أحسن منك و أحبّ إليّ منك بك آخذ و بك أعطي

  أقول و يأتي ما يدلّ على ذلك

باب 4 - اشتراط التّكليف بالوجوب و التّحريم بالاحتلام أو الإنبات مطلقا أو بلوغ الذّكر خمس عشرة سنة و الأنثى تسع سنين و استحباب تمرين الأطفال على العبادة قبل ذلك

71-  محمّد بن يعقوب عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن محمّد بن يحيى عن طلحة بن زيد عن أبي عبد اللّه ع قال إنّ أولاد المسلمين موسومون عند اللّه شافع و مشفّع فإذا بلغوا اثنتي عشرة سنة كتبت لهم الحسنات فإذا بلغوا الحلم كتبت عليهم السّيّئات

 و رواه الصّدوق في كتاب التّوحيد عن محمّد بن الحسن بن الوليد عن محمّد بن الحسن الصّفّار عن العبّاس بن معروف عن محمّد بن سنان عن طلحة بن زيد مثله

72-  و عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد عن ابن محبوب عن عبد العزيز العبديّ عن حمزة بن حمران عن حمران قال سألت أبا جعفر ع قلت له متى يجب على الغلام أن يؤخذ بالحدود التّامّة و تقام عليه و يؤخذ بها قال إذا خرج عنه اليتم و أدرك قلت فلذلك حدّ يعرف به فقال إذا احتلم أو بلغ خمس عشرة سنة أو أشعر أو أنبت قبل ذلك أقيمت عليه الحدود التّامّة و أخذ بها و أخذت له قلت فالجارية متى تجب عليها الحدود التّامّة و تؤخذ بها و يؤخذ لها قال إنّ الجارية ليست مثل الغلام إنّ الجارية إذا تزوّجت و دخل بها و لها تسع سنين ذهب عنها اليتم و دفع إليها مالها و جاز أمرها في الشّراء و البيع و أقيمت عليها الحدود التّامّة و أخذ لها بها قال و الغلام لا يجوز أمره في الشّراء و البيع و لا يخرج من اليتم حتّى يبلغ خمس عشرة سنة أو يحتلم أو يشعر أو ينبت قبل ذلك

 و رواه محمّد بن إدريس في آخر السّرائر نقلا من كتاب المشيخة للحسن بن محبوب مثله إلّا أنّه أسقط قوله عن حمران

73-  و بالإسناد عن ابن محبوب عن أبي أيّوب الخرّاز عن يزيد الكناسيّ عن أبي جعفر ع قال الجارية إذا بلغت تسع سنين ذهب عنها اليتم و زوّجت و أقيمت عليها الحدود التّامّة لها و عليها الحديث

  -74  و بالإسناد عن أبي أيّوب و عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن محبوب عن أبي أيّوب عن سليمان بن خالد عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه ع في حديث في غلام صغير لم يدرك ابن عشر سنين زنى بامرأة محصنة قال لا ترجم لأنّ الّذي نكحها ليس بمدرك و لو كان مدركا رجمت

75-  و عن عليّ بن إبراهيم عن محمّد بن عيسى عن يونس عن أبي أيّوب الخرّاز عن إسماعيل بن جعفر في حديث أنّ رسول اللّه ص دخل بعائشة و هي بنت عشر سنين و ليس يدخل بالجارية حتّى تكون امرأة

76-  عبد اللّه بن جعفر الحميريّ في قرب الإسناد عن عبد اللّه بن الحسن عن عليّ بن جعفر عن أخيه موسى بن جعفر ع قال سألته عن اليتيم متى ينقطع يتمه قال إذا احتلم و عرف الأخذ و العطاء

77-  و عن عليّ بن الفضل أنّه كتب إلى أبي الحسن ع ما حدّ البلوغ قال ما أوجب على المؤمنين الحدود

78-  و عن السّنديّ بن محمّد عن أبي البختريّ عن جعفر بن محمّد عن أبيه ع أنّه قال عرضهم رسول اللّه ص يومئذ يعني بني قريظة على العانات فمن وجده أنبت قتله و من لم يجده أنبت ألحقه بالذّراريّ

  -79  محمّد بن عليّ بن الحسين بإسناده عن حمّاد بن عمرو و أنس بن محمّد عن أبيه جميعا عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن آبائه ع في وصيّة النّبيّ ص لعليّ ع قال يا عليّ لا يتم بعد احتلام

80-  قال و في خبر آخر على الصّبيّ إذا احتلم الصّيام و على المرأة إذا حاضت الصّيام

81-  و في الخصال عن الحسن بن محمّد السّكونيّ عن الحضرميّ عن إبراهيم بن أبي معاوية عن أبيه عن الأعمش عن ابن ظبيان قال أتي عمر بامرأة مجنونة قد زنت فأمر برجمها فقال عليّ ع أ ما علمت أنّ القلم يرفع عن ثلاثة عن الصّبيّ حتّى يحتلم و عن المجنون حتّى يفيق و عن النّائم حتّى يستيقظ

82-  محمّد بن الحسن بإسناده عن محمّد بن عليّ بن محبوب عن محمّد بن الحسين عن أحمد بن الحسن بن عليّ عن عمرو بن سعيد عن مصدّق بن صدقة عن عمّار السّاباطيّ عن أبي عبد اللّه ع قال سألته عن الغلام متى تجب عليه الصّلاة فقال إذا أتى عليه ثلاث عشرة سنة فإن احتلم قبل ذلك فقد وجبت عليه الصّلاة و جرى عليه القلم و الجارية مثل ذلك إن أتى لها ثلاث عشرة سنة أو حاضت قبل ذلك فقد وجبت عليها الصّلاة و جرى عليها القلم

 أقول هذا محمول على حصول الاحتلام أو الإنبات للغلام في الثّلاث عشرة سنة و عدم عقل الجارية قبلها لما مضى و يأتي ما يدلّ على ذلك و على التّمرين في محلّه و يمكن حمل حكم الغلام على الاستحباب و حكم الجارية على أنّ مفهوم الشّرط غير مراد

باب 5 - وجوب النّيّة في العبادات الواجبة و اشتراطها بها مطلقا

83-  محمّد بن يعقوب عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن محبوب عن مالك بن عطيّة عن أبي حمزة عن عليّ بن الحسين ع قال لا عمل إلّا بنيّة

  -84  و عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد بن خالد عن أبيه عن أبي إسماعيل إبراهيم بن إسحاق الأزديّ عن أبي عثمان العبديّ عن جعفر عن آبائه عن أمير المؤمنين ع قال قال رسول اللّه ص لا قول إلّا بعمل و لا قول و عمل إلّا بنيّة و لا قول و عمل و نيّة إلّا بإصابة السّنّة

 و رواه الشّيخ مرسلا عن الرّضا ع نحوه و رواه المفيد في المقنعة مرسلا و رواه البرقيّ في المحاسن عن أبيه بالإسناد

85-  محمّد بن عليّ بن الحسين في الخصال عن محمّد بن موسى بن المتوكّل عن عبد اللّه بن جعفر الحميريّ عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن مالك بن عطيّة عن أبي حمزة الثّماليّ عن عليّ بن الحسين ع قال لا حسب لقرشيّ و لا عربيّ إلّا بتواضع و لا كرم إلّا بتقوى و لا عمل إلّا بنيّة )و لا عبادة إلّا بتفقّه( الحديث

86-  محمّد بن الحسن الصّفّار في بصائر الدّرجات عن أحمد بن محمّد عن البرقيّ عن إبراهيم بن إسحاق الأزديّ عن أبي عثمان العبديّ عن جعفر عن أبيه عن عليّ ع قال قال رسول اللّه ص لا قول إلّا بعمل )و نيّة( و لا قول و لا عمل إلّا بنيّة

87-  أحمد بن محمّد بن خالد في المحاسن عن عليّ بن الحكم عن أبي عروة السّلميّ عن أبي عبد اللّه ع قال إنّ اللّه يحشر النّاس على نيّاتهم يوم القيامة

88-  محمّد بن الحسن الطّوسيّ قال روي عن النّبيّ ص أنّه قال الأعمال بالنّيّات

89-  قال و روي أنّه قال إنّما الأعمال بالنّيّات و إنّما لامرئ ما نوى

90-  و في المجالس و الأخبار بإسناده الآتي عن أبي ذرّ عن رسول اللّه ص في وصيّته له قال يا أبا ذرّ ليكن لك في كلّ شي‏ء نيّة حتّى في النّوم و الأكل

91-  و عن جماعة عن أبي المفضّل عن حنظلة بن زكريّا عن محمّد بن عليّ بن حمزة العلويّ عن أبيه عن الرّضا عن آبائه ع قال قال رسول اللّه ص لا حسب إلّا بالتّواضع و لا كرم إلّا بالتّقوى و لا عمل إلّا بنيّة

92-  و عن جماعة عن أبي المفضّل عن أحمد بن إسحاق بن العبّاس الموسويّ عن أبيه عن إسماعيل بن محمّد بن إسحاق بن محمّد قال حدّثني عليّ بن جعفر بن محمّد و عليّ بن موسى بن جعفر هذا عن أخيه و هذا عن أبيه موسى بن جعفر ع عن آبائه ع عن رسول اللّه ص في حديث قال إنّما الأعمال بالنّيّات و لكلّ امرئ ما نوى فمن غزا ابتغاء ما عند اللّه فقد وقع أجره على اللّه عزّ و جلّ و من غزا يريد عرض الدّنيا أو نوى عقالا لم يكن له إلّا ما نوى

 أقول و يأتي ما يدلّ على ذلك

باب 6 - استحباب نيّة الخير و العزم عليه

93-  محمّد بن يعقوب عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد عن ابن محبوب عن هشام بن سالم عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه ع قال إنّ العبد المؤمن الفقير ليقول يا ربّ ارزقني حتّى أفعل كذا و كذا من البرّ و وجوه الخير فإذا علم اللّه ذلك منه بصدق نيّة كتب اللّه له من الأجر مثل ما يكتب له لو عمله إنّ اللّه واسع كريم

 و رواه البرقيّ في المحاسن عن ابن محبوب مثله

94-  و عنهم عن أحمد بن محمّد بن خالد عن عليّ بن أسباط عن محمّد بن إسحاق بن الحسين بن عمرو عن حسن بن أبان عن أبي بصير قال سألت أبا عبد اللّه ع عن حدّ العبادة الّتي إذا فعلها فاعلها كان مؤدّيا فقال حسن النّيّة بالطّاعة

 و رواه البرقيّ في المحاسن عن عليّ بن أسباط مثله

95-  و عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن النّوفليّ عن السّكونيّ عن أبي عبد اللّه ع قال قال رسول اللّه ص نيّة المؤمن خير من عمله و نيّة الكافر شرّ من عمله و كلّ عامل يعمل على نيّته

 و رواه البرقيّ في المحاسن عن النّوفليّ مثله

96-  و عنه عن أبيه عن القاسم بن محمّد عن المنقريّ عن أحمد بن يونس عن أبي هاشم قال قال أبو عبد اللّه ع إنّما خلّد أهل النّار في النّار لأنّ نيّاتهم كانت في الدّنيا أن لو خلّدوا فيها أن يعصوا اللّه أبدا و إنّما خلّد أهل الجنّة في الجنّة لأنّ نيّاتهم كانت في الدّنيا أن لو بقوا فيها أن يطيعوا اللّه أبدا فبالنّيّات خلّد هؤلاء و هؤلاء ثمّ تلا قوله تعالى قل كلّ يعمل على شاكلته قال على نيّته

 و رواه البرقيّ في المحاسن عن عليّ بن محمّد القاسانيّ عن القاسم بن محمّد و رواه الصّدوق في العلل عن أبيه عن سعد بن عبد اللّه عن القاسم بن محمّد مثله

97-  و بالإسناد عن المنقريّ عن سفيان بن عيينة عن أبي عبد اللّه ع في حديث و النّيّة أفضل من العمل ألا و إنّ النّيّة هي العمل ثمّ تلا قوله تعالى قل كلّ يعمل على شاكلته يعني على نيّته

98-  و عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد عن عليّ بن حديد عن جميل بن درّاج عن زرارة عن أحدهما ع قال إنّ اللّه تبارك و تعالى جعل لآدم في ذرّيّته أنّ من همّ بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة و من همّ بحسنة و عملها كتبت له عشرا و من همّ بسيّئة لم تكتب عليه و من همّ بها و عملها كتبت عليه سيّئة

99-  و عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن أبي عبد اللّه عن عثمان بن عيسى عن سماعة بن مهران عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه ع قال إنّ المؤمن ليهمّ بالحسنة و لا يعمل بها فتكتب له حسنة و إن هو عملها كتبت له عشر حسنات و إنّ المؤمن ليهمّ بالسّيّئة أن يعملها فلا يعملها فلا تكتب عليه

100-  و عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن جميل بن درّاج عن بكير عن أبي عبد اللّه ع أو عن أبي جعفر ع إنّ اللّه تعالى قال لآدم ع يا آدم جعلت لك أنّ من همّ من ذرّيّتك بسيّئة لم تكتب عليه فإن عملها كتبت عليه سيّئة و من همّ منهم بحسنة فإن لم يعملها كتبت له حسنة و إن هو عملها كتبت له عشرا الحديث

101-  سعد بن عبد اللّه في بصائر الدّرجات عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب عن عليّ بن محمّد بن عبد اللّه الحنّاط عن عليّ بن أبي حمزة عن أبي الحسن موسى ع في حديث أنّه قال رحم اللّه فلانا يا عليّ لم تشهد جنازته قلت لا قد كنت أحبّ أن أشهد جنازة مثله فقال قد كتب لك ثواب ذلك بما نويت

102-  الحسين بن سعيد في كتاب الزّهد عن عبد اللّه بن المغيرة عن جميل بن درّاج عن أبي عبد اللّه ع قال إذا همّ العبد بالسّيّئة لم تكتب عليه و إذا همّ بحسنة كتبت له

103-  أحمد بن أبي عبد اللّه البرقيّ في المحاسن عن الوشّاء عن الحسن بن عليّ بن فضّال عن المثنّى الحنّاط عن محمّد بن مسلم قال قال أبو عبد اللّه ع من حسنت نيّته زاد اللّه تعالى في رزقه

104-  و عن أبيه عن ابن أبي عمير عن أبي المغراء عن إسحاق بن عمّار و يونس قالا سألنا أبا عبد اللّه ع عن قول اللّه عزّ و جلّ خذوا ما آتيناكم بقوّة أ قوّة في الأبدان أو قوّة في القلب قال فيهما جميعا

105-  و عن بعض أصحابنا بلغ به خيثمة بن عبد الرّحمن الجعفيّ قال سأل عيسى بن عبد اللّه القمّيّ أبا عبد اللّه ع و أنا حاضر فقال ما العبادة فقال حسن النّيّة بالطّاعة من الوجه الّذي يطاع اللّه منه و في حديث آخر قال حسن النّيّة بالطّاعة من الوجه الّذي أمر به

 و رواه الكلينيّ عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد عن شاذان بن الخليل قال و كتبت من كتابه بإسناده يرفعه إلى عيسى بن عبد اللّه القمّيّ نحوه و رواه الصّدوق في معاني الأخبار عن أبيه عن سعد عن أحمد بن محمّد عن أبيه عمّن ذكره عن خيثمة بن عبد الرّحمن مثله

106-  محمّد بن عليّ بن بابويه بإسناده عن الحسن بن عليّ بن فضّال عن الحسن بن الجهم عن الفضيل بن يسار قال قال الصّادق جعفر بن محمّد ع ما ضعف بدن عمّا قويت عليه النّيّة

 و رواه أيضا مرسلا و رواه في الأمالي عن الحسين بن أحمد بن إدريس عن أبيه عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن ابن فضّال مثله

107-  و في كتاب العلل عن أبيه عن حبيب بن الحسين الكوفيّ عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب عن أحمد بن صبيح الأسديّ عن زيد الشّحّام قال قلت لأبي عبد اللّه ع إنّي سمعتك تقول نيّة المؤمن خير من عمله فكيف تكون النّيّة خيرا من العمل قال لأنّ العمل ربّما كان رياء للمخلوقين و النّيّة خالصة لربّ العالمين فيعطي عزّ و جلّ على النّيّة ما لا يعطي على العمل

108-  قال و قال أبو عبد اللّه ع إنّ العبد لينوي من نهاره أن يصلّي باللّيل فتغلبه عينه فينام فيثبت اللّه له صلاته و يكتب نفسه تسبيحا و يجعل نومه عليه صدقة

109-  و عن أبيه عن محمّد بن يحيى عن محمّد بن أحمد عن عمران بن موسى عن الحسن بن عليّ بن النّعمان عن الحسن بن الحسين الأنصاريّ عن بعض رجاله عن أبي جعفر ع أنّه كان يقول نيّة المؤمن أفضل من عمله و ذلك لأنّه ينوي من الخير ما لا يدركه و نيّة الكافر شرّ من عمله و ذلك لأنّ الكافر ينوي الشّرّ و يأمل من الشّرّ ما لا يدركه

110-  و في الخصال عن محمّد بن موسى بن المتوكّل عن محمّد بن يحيى عن الحسن بن إسحاق عن عليّ بن مهزيار عن فضالة بن أيّوب عن السّكونيّ عن أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن آبائه عن عليّ ع قال قال رسول اللّه ص من تمنّى شيئا و هو للّه رضا لم يخرج من الدّنيا حتّى يعطاه

 و في ثواب الأعمال عن أبيه عن محمّد بن يحيى مثله و في المجالس عن الحسين بن أحمد بن إدريس عن الحسين بن إسحاق التّاجر مثله

  -111  و في الخصال عن أبيه عن أحمد بن إدريس عن محمّد بن أحمد عن عبد اللّه بن محمّد الرّازيّ عن بكر بن صالح عن أبي أيّوب عن محمّد بن مسلم عن أبي عبد اللّه ع قال من صدق لسانه زكا عمله و من حسنت نيّته زاد اللّه في رزقه و من حسن برّه بأهله زاد اللّه في عمره

 و رواه الكلينيّ عن عدّة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر عن مثنّى الحنّاط و محمّد بن مسلم مثله

112-  و في التّوحيد عن محمّد بن موسى بن المتوكّل عن السّعدآباديّ عن أحمد بن أبي عبد اللّه عن أبيه عن محمّد بن أبي عمير عن حمزة بن حمران عن أبي عبد اللّه ع قال من همّ بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة فإن عملها كتبت له عشرا و يضاعف اللّه لمن يشاء إلى سبعمائة و من همّ بسيّئة فلم يعملها لم تكتب عليه حتّى يعملها فإن لم يعملها كتبت له حسنة و إن عملها أجّل تسع ساعات فإن تاب و ندم عليها لم تكتب عليه و إن لم يتب و لم يندم عليها كتبت عليه سيّئة

113-  عبد اللّه بن جعفر الحميريّ في قرب الإسناد عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة عن جعفر بن محمّد ع قال لو كانت النّيّات من أهل الفسق يؤخذ بها أهلها إذا لأخذ كلّ من نوى الزّنا بالزّنا و كلّ من نوى السّرقة بالسّرقة و كلّ من نوى القتل بالقتل و لكنّ اللّه عدل كريم ليس الجور من شأنه و لكنّه يثيب على نيّات الخير أهلها و إضمارهم عليها و لا يؤاخذ أهل الفسق حتّى يفعلوا الحديث

  -114  الحسن بن محمّد الطّوسيّ في الأمالي عن أبيه عن جماعة عن أبي المفضّل عن عليّ بن أحمد بن سيابة عن عبد الرّحمن بن كثير الهاشميّ عن حمّاد بن عيسى عن عمر بن أذينة عن الفضيل بن يسار عن أبي جعفر عن آبائه ع أنّ رسول اللّه ص قال نيّة المؤمن أبلغ من عمله و كذلك )نيّة( الفاجر

115-  و عن أبيه عن المفيد عن جعفر بن محمّد عن محمّد بن يعقوب عن عليّ بن إبراهيم عن محمّد بن عيسى عن يونس بن عبد الرّحمن عن أبي الوليد عن الحسن بن زياد الصّيقل قال قال أبو عبد اللّه ع من صدق لسانه زكا عمله و من حسنت نيّته زيد في رزقه و من حسن برّه بأهل بيته زيد في عمره

116-  محمّد بن الحسن في المجالس و الأخبار بإسناده عن أبي ذرّ عن النّبيّ ص في وصيّته له قال يا أبا ذرّ همّ بالحسنة و إن لم تعملها لكي لا تكتب من الغافلين

117-  و عن جماعة عن أبي المفضّل عن عبيد اللّه بن الحسين العلويّ عن أبيه عن عبد العظيم بن عبد اللّه الحسنيّ عن أبي جعفر عن آبائه عن أمير المؤمنين ع في حديث قال إنّ اللّه بكرمه و فضله يدخل العبد بصدق النّيّة و السّريرة الصّالحة الجنّة

 أقول و تقدّم ما يدلّ على ذلك و يأتي ما يدلّ عليه

  باب 57 - كراهة نيّة الشّرّ

118-  محمّد بن يعقوب عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد عن عليّ بن الحكم عن عمر بن يزيد عن أبي عبد اللّه ع في حديث أنّ رسول اللّه ص كان يقول من أسرّ سريرة ردّاه اللّه رداها إن خيرا فخير و إن شرّا فشرّ

 أقول هذا شامل للنّيّة و العمل و مثله كثير

119-  و عن عليّ بن إبراهيم عن صالح بن السّنديّ عن جعفر بن بشير عن عليّ بن أبي حمزة عن أبي بصير قال قال أبو عبد اللّه ع ما من عبد يسرّ خيرا إلّا لم تذهب الأيّام حتّى يظهر اللّه له خيرا و ما من عبد يسرّ شرّا إلّا لم تذهب الأيّام حتّى يظهر اللّه له شرّا

 و عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد عن الحسين بن سعيد عن النّضر بن سويد عن القاسم بن سليمان عن جرّاح المدائنيّ عن أبي عبد اللّه ع نحوه

120-  و عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد عن عليّ بن حفص عن عليّ بن السّائح عن عبد اللّه بن موسى بن جعفر عن أبيه ع قال سألته عن الملكين هل يعلمان بالذّنب إذا أراد العبد أن يفعله أو الحسنة فقال ريح الكنيف و الطّيّب سواء قلت لا قال إنّ العبد إذا همّ بالحسنة خرج نفسه طيّب الرّيح فقال صاحب اليمين لصاحب الشّمال قم فإنّه قد همّ بالحسنة فإذا فعلها كان لسانه قلمه و ريقه مداده فأثبتها له و إذا همّ بالسّيّئة خرج نفسه منتن الرّيح فيقول صاحب الشّمال لصاحب اليمين قف فإنّه قد همّ بالسّيّئة فإذا هو فعلها كان لسانه قلمه و ريقه مداده فأثبتها عليه

 و رواه الصّدوق في كتاب صفات الشّيعة عن أبيه عن سعد بن عبد اللّه عن أحمد بن محمّد مثله

121-  محمّد بن عليّ بن الحسين بن بابويه في كتاب عقاب الأعمال عن محمّد بن الحسن بن الوليد عن محمّد بن الحسن الصّفّار عن جعفر بن محمّد بن عبد اللّه عن بكر بن محمّد الأزديّ عن أبي عبد اللّه ع قال إنّ المؤمن لينوي الذّنب فيحرم رزقه

 أحمد بن محمّد البرقيّ في المحاسن عن بكر بن محمّد مثله

122-  و عن محمّد بن الحسن بن شمّون عن عبد اللّه بن عمرو بن الأشعث عن عبد الرّحمن بن حمّاد الأنصاريّ عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر ع قال قال لي يا جابر يكتب للمؤمن في سقمه من العمل الصّالح ما كان يكتب في صحّته و يكتب للكافر في سقمه من العمل السّيّئ ما كان يكتب في صحّته ثمّ قال قال يا جابر ما أشدّ هذا من حديث

 أقول و قد تقدّم ما يدلّ على نفي التّحريم و يأتي ما يدلّ عليه و على الكراهة

باب 8 - وجوب الإخلاص في العبادة و النّيّة

123-  محمّد بن يعقوب عن عليّ بن إبراهيم عن محمّد بن عيسى عن يونس عن عبد اللّه بن مسكان عن أبي عبد اللّه ع في قول اللّه عزّ و جلّ حنيفا مسلما قال خالصا مخلصا ليس فيه شي‏ء من عبادة الأوثان

124-  و عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد بن خالد عن أبيه عن فضالة بن أيّوب عن السّكونيّ عن أبي عبد اللّه ع قال قال أمير المؤمنين ع في حديث و بالإخلاص يكون الخلاص

125-  و عنهم عن سهل بن زياد عن عليّ بن أسباط عن أبي الحسن الرّضا ع أنّ أمير المؤمنين ع كان يقول طوبى لمن أخلص للّه العبادة و الدّعاء و لم يشغل قلبه بما ترى عيناه و لم ينس ذكر اللّه بما تسمع أذناه و لم يحزن صدره بما أعطي غيره

126-  و عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن القاسم بن محمّد عن المنقريّ عن سفيان بن عيينة عن أبي عبد اللّه ع في حديث قال الإبقاء على العمل حتّى يخلص أشدّ من العمل و العمل الخالص الّذي لا تريد أن يحمدك عليه أحد إلّا اللّه عزّ و جلّ

127-  و بالإسناد قال سألته عن قول اللّه عزّ و جلّ إلّا من أتى اللّه بقلب سليم قال السّليم الّذي يلقى ربّه و ليس فيه أحد سواه قال و كلّ قلب فيه شكّ أو شرك فهو ساقط و إنّما أرادوا بالزّهد في الدّنيا لتفرغ قلوبهم للآخرة

128-  محمّد بن عليّ بن الحسين في معاني الأخبار عن أبيه عن سعد بن عبد اللّه عن يعقوب بن يزيد عن محمّد بن أبي عمير عن عبد اللّه بن سنان قال كنّا جلوسا عند أبي عبد اللّه ع إذ قال له رجل أ تخاف أن أكون منافقا فقال له إذا خلوت في بيتك نهارا أو ليلا أ ليس تصلّي فقال بلى فقال فلمن تصلّي قال للّه عزّ و جلّ قال فكيف تكون منافقا و أنت تصلّي للّه عزّ و جلّ لا لغيره

129-  أحمد بن أبي عبد اللّه البرقيّ في المحاسن عن أبيه عن يونس عن ابن مسكان عن أبي عبد اللّه ع في قول اللّه حنيفا مسلما قال خالصا مخلصا لا يشوبه شي‏ء

  -130  و عن أبيه عن ابن أبي عمير عن عمر بن أذينة عن إسماعيل بن يسار قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول إنّ ربّكم لرحيم يشكر القليل إنّ العبد ليصلّي ركعتين يريد بهما وجه اللّه عزّ و جلّ فيدخله اللّه بهما الجنّة الحديث

 و رواه الكلينيّ و الصّدوق و الشّيخ كما يأتي إن شاء اللّه

131-  و عن عثمان بن عيسى عن عليّ بن سالم قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول قال اللّه عزّ و جلّ أنا خير شريك من أشرك معي غيري في عمله لم أقبله إلّا ما كان لي خالصا

132-  و عن ابن محبوب عن عمر بن يزيد عن أبي عبد اللّه ع في حديث قال إذا أحسن المؤمن ضاعف اللّه عمله لكلّ حسنة سبعمائة فأحسنوا أعمالكم الّتي تعملونها لثواب اللّه إلى أن قال و كلّ عمل تعمله للّه فليكن نقيّا من الدّنس

133-  و عن بعض أصحابنا عن أبي جعفر ع قال ما بين الحقّ و الباطل إلّا قلّة العقل قيل و كيف ذلك يا ابن رسول اللّه قال إنّ العبد ليعمل العمل الّذي هو للّه رضا فيريد به غير اللّه فلو أنّه أخلص للّه لجاءه الّذي يريد في أسرع من ذلك

 و رواه الكلينيّ عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد بن خالد و كذا الحديثان اللّذان قبله أقول و يأتي ما يدلّ على ذلك

باب 9 - ما يجوز قصده من غايات النّيّة و ما يستحبّ اختياره منها

134-  محمّد بن يعقوب عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن محبوب عن جميل عن هارون بن خارجة عن أبي عبد اللّه ع قال العبادة ثلاثة قوم عبدوا اللّه عزّ و جلّ خوفا فتلك عبادة العبيد و قوم عبدوا اللّه تبارك و تعالى طلب الثّواب فتلك عبادة الأجراء و قوم عبدوا اللّه عزّ و جلّ حبّا له فتلك عبادة الأحرار و هي أفضل العبادة

135-  محمّد بن عليّ بن الحسين في العلل و المجالس و الخصال عن محمّد بن أحمد السّنانيّ عن محمّد بن هارون عن عبيد اللّه بن موسى الحبّال الطّبريّ عن محمّد بن الحسين الخشّاب عن محمّد بن محصن عن يونس بن ظبيان قال قال الصّادق جعفر بن محمّد ع إنّ النّاس يعبدون اللّه عزّ و جلّ على ثلاثة أوجه فطبقة يعبدونه رغبة في ثوابه فتلك عبادة الحرصاء و هو الطّمع و آخرون يعبدونه خوفا من النّار فتلك عبادة العبيد و هي رهبة و لكنّي أعبده حبّا له عزّ و جلّ فتلك عبادة الكرام و هو الأمن لقوله عزّ و جلّ و هم من فزع يومئذ آمنون و لقوله عزّ و جلّ قل إن كنتم تحبّون اللّه فاتّبعوني يحببكم اللّه و يغفر لكم ذنوبكم فمن أحبّ اللّه عزّ و جلّ أحبّه اللّه و من أحبّه اللّه تعالى كان من الآمنين

  -136  محمّد بن الحسين الرّضيّ الموسويّ في نهج البلاغة عن أمير المؤمنين ع أنّه قال إنّ قوما عبدوا اللّه رغبة فتلك عبادة التّجّار و إنّ قوما عبدوا اللّه رهبة فتلك عبادة العبيد و إنّ قوما عبدوا اللّه شكرا فتلك عبادة الأحرار

 أقول و تأتي أحاديث من بلغه ثواب على عمل فعمله طلبا لذلك الثّواب و هي دالّة على بعض مضمون هذا الباب و مثلها أحاديث كثيرة جدّا تقدّم بعضها و يأتي باقيها في تضاعيف الأبواب إن شاء اللّه

باب 10 - عدم جواز الوسوسة في النّيّة و العبادة

137-  محمّد بن يعقوب عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد عن ابن محبوب عن عبد اللّه بن سنان قال ذكرت لأبي عبد اللّه ع رجلا مبتلى بالوضوء و الصّلاة و قلت هو رجل عاقل فقال أبو عبد اللّه ع و أيّ عقل له و هو يطيع الشّيطان فقلت له و كيف يطيع الشّيطان فقال سله هذا الّذي يأتيه من أيّ شي‏ء هو فإنّه يقول لك من عمل الشّيطان

 أقول و يأتي ما يدلّ على ذلك

  -11  باب تحريم قصد الرّياء و السّمعة بالعبادة

138-  محمّد بن يعقوب عن أبي عليّ الأشعريّ عن محمّد بن عبد الجبّار عن صفوان عن فضل أبي العبّاس عن أبي عبد اللّه ع قال ما يصنع أحدكم أن يظهر حسنا و يسرّ سيّئا أ ليس يرجع إلى نفسه فيعلم أنّ ذلك ليس كذلك و اللّه عزّ و جلّ يقول بل الإنسان على نفسه بصيرة إنّ السّريرة إذا صلحت قويت العلانية

 و عن الحسين بن محمّد عن معلّى بن محمّد عن محمّد بن جمهور عن فضالة عن معاوية عن الفضل عن أبي عبد اللّه ع مثله

139-  و عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد عن الحسين بن سعيد عن إبراهيم بن أبي البلاد عن سعد الإسكاف قال لا أعلمه إلّا قال عن أبي جعفر ع قال كان في بني إسرائيل عابد فأعجب به داود ع فأوحى اللّه إليه لا يعجبك شي‏ء من أمره فإنّه مراء الحديث

 و رواه الحسين بن سعيد في كتاب الزّهد عن إبراهيم بن أبي البلاد مثله

140-  و عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن محبوب عن داود عن أبي عبد اللّه ع قال من أظهر للنّاس ما يحبّ اللّه عزّ و جلّ و بارز اللّه بما كرهه لقي اللّه و هو ماقت له

  -141  و عنه عن أبيه عن النّوفليّ عن السّكونيّ عن أبي عبد اللّه ع قال قال رسول اللّه ص سيأتي على النّاس زمان تخبث فيه سرائرهم و تحسن فيه علانيتهم طمعا في الدّنيا لا يريدون به ما عند ربّهم يكون دينهم رياء لا يخالطهم خوف يعمّهم اللّه بعقاب فيدعونه دعاء الغريق فلا يستجيب لهم

 و رواه الصّدوق في عقاب الأعمال عن أبيه عن عليّ بن إبراهيم مثله

142-  و عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد عن عليّ بن الحكم عن عمر بن يزيد قال إنّي لأتعشّى مع أبي عبد اللّه ع إذ تلا هذه الآية بل الإنسان على نفسه بصيرة و لو ألقى معاذيره ثمّ قال ما يصنع الإنسان أن يتقرّب إلى اللّه عزّ و جلّ بخلاف ما يعلم اللّه إنّ رسول اللّه ص كان يقول من أسرّ سريرة ردّاه اللّه رداها إن خيرا فخيرا و إن شرّا فشرّا

143-  و عن عدّة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن جعفر بن محمّد الأشعريّ عن ابن القدّاح عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال لعبّاد بن كثير البصريّ في المسجد ويلك يا عبّاد إيّاك و الرّياء فإنّه من عمل لغير اللّه وكله اللّه إلى من عمل له

  -144  و عنهم عن سهل عن ابن شمّون عن الأصمّ عن مسمع عن أبي عبد اللّه ع قال قال رسول اللّه ص ما زاد خشوع الجسد على ما في القلب فهو عندنا نفاق

145-  و عنهم عن سهل و عن عليّ بن إبراهيم عن محمّد بن عيسى بن عبيد عن محمّد بن عرفة قال قال لي الرّضا ع ويحك يا ابن عرفة اعملوا لغير رياء و لا سمعة فإنّه من عمل لغير اللّه وكله اللّه إلى ما عمل ويحك ما عمل أحد عملا إلّا ردّاه اللّه به إن خيرا فخيرا و إن شرّا فشرّا

146-  أحمد بن محمّد البرقيّ في المحاسن عن عدّة من أصحابنا عن عليّ بن أسباط عن يحيى بن بشير النّبّال عمّن ذكره عن أبي عبد اللّه ع قال من أراد اللّه عزّ و جلّ بالقليل من عمله أظهر اللّه له أكثر ممّا أراده به و من أراد النّاس بالكثير من عمله في تعب من بدنه و سهر من ليله أبى اللّه إلّا أن يقلّله في عين من سمعه

147-  و عن جعفر بن محمّد الأشعريّ عن ابن القدّاح عن أبي عبد اللّه عن أبيه ع قال قال عليّ ع اخشوا اللّه خشية ليست بتعذير و اعملوا للّه في غير رياء و لا سمعة فإنّه من عمل لغير اللّه وكله اللّه إلى عمله يوم القيامة

  و رواه الكلينيّ عن عدّة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن جعفر بن محمّد و روى الّذي قبله عنهم عن سهل بن زياد عن عليّ بن أسباط مثله

148-  و عن عبد الرّحمن بن أبي نجران و محمّد بن عليّ عن المفضّل بن صالح جميعا عن محمّد بن عليّ الحلبيّ عن زرارة و حمران عن أبي جعفر ع قال لو أنّ عبدا عمل عملا يطلب به وجه اللّه و الدّار الآخرة و أدخل فيه رضى أحد من النّاس كان مشركا و قال أبو عبد اللّه ع من عمل للنّاس كان ثوابه على النّاس يا زرارة كلّ رياء شرك و قال ع قال اللّه عزّ و جلّ من عمل لي و لغيري فهو لمن عمل له

 و رواه الصّدوق في عقاب الأعمال و الأمالي عن أبيه عن محمّد بن أبي القاسم عن محمّد بن عليّ الكوفيّ عن المفضّل بن صالح مثله

149-  و عن أبيه عمّن رفعه إلى أبي جعفر ع قال قال رسول اللّه ص يا أيّها النّاس إنّما هو اللّه و الشّيطان و الحقّ و الباطل و الهدى و الضّلالة و الرّشد و الغيّ و العاجلة و العاقبة و الحسنات و السّيّئات فما كان من حسنات فللّه و ما كان من سيّئات فللشّيطان

 و رواه الكلينيّ عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن أبي عبد اللّه عن أبيه مثله

150-  عليّ بن إبراهيم في تفسيره قال في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر ع قال سئل رسول اللّه ص عن تفسير قول اللّه عزّ و جلّ فمن كان يرجوا لقاء ربّه فليعمل عملا صالحا و لا يشرك بعبادة ربّه أحدا فقال من صلّى مراءاة النّاس فهو مشرك إلى أن قال و من عمل عملا ممّا أمر اللّه به مراءاة النّاس فهو مشرك و لا يقبل اللّه عمل مراء

151-  عبد اللّه بن جعفر الحميريّ في قرب الإسناد عن الحسن بن ظريف عن الحسين بن علوان عن جعفر عن أبيه عن عليّ ع قال قال رسول اللّه ص من تزيّن للنّاس بما يحبّ اللّه و بارز اللّه في السّرّ بما يكره اللّه لقي اللّه و هو عليه غضبان له ماقت

 و رواه الحسين بن سعيد في كتاب الزّهد عن محمّد بن خالد عن عبد اللّه بن المغيرة عن أبي خالد عن أبي عبد اللّه ع مثله

152-  محمّد بن عليّ بن الحسين بن بابويه رضي اللّه عنه بإسناده عن ابن أبي عمير عن عيسى الفرّاء عن عبد اللّه بن أبي يعفور قال سمعت الصّادق ع يقول قال أبو جعفر ع من كان ظاهره أرجح من باطنه خفّ ميزانه

 و في المجالس عن أحمد بن محمّد بن يحيى عن سعد بن عبد اللّه عن يعقوب بن يزيد عن محمّد بن أبي عمير مثله

153-  و في عقاب الأعمال عن أبيه عن عبد اللّه بن جعفر عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن زياد عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن آبائه ع أنّ رسول اللّه ص سئل فيما النّجاة غدا فقال إنّما النّجاة في أن لا تخادعوا اللّه فيخدعكم فإنّه من يخادع اللّه يخدعه و يخلع منه الإيمان و نفسه يخدع لو يشعر قيل له فكيف يخادع اللّه قال يعمل بما أمره اللّه ثمّ يريد به غيره فاتّقوا اللّه في الرّياء فإنّه الشّرك باللّه إنّ المرائي يدعى يوم القيامة بأربعة أسماء يا كافر يا فاجر يا غادر يا خاسر حبط عملك و بطل أجرك فلا خلاص لك اليوم فالتمس أجرك ممّن كنت تعمل له

 و رواه في معاني الأخبار عن محمّد بن الحسن عن الصّفّار عن هارون بن مسلم و رواه في المجالس و معاني الأخبار أيضا عن أحمد بن هارون الفاميّ عن محمّد بن عبد اللّه بن جعفر عن أبيه أقول و تقدّم ما يدلّ على ذلك و يأتي ما يدلّ عليه

  -12  باب بطلان العبادة المقصود بها الرّياء

154-  محمّد بن عليّ بن الحسين بن بابويه رضي اللّه عنه في كتاب عقاب الأعمال عن أبيه عن محمّد بن يحيى عن العمركيّ الخراسانيّ عن عليّ بن جعفر عن أخيه موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه ص قال قال رسول اللّه ص يؤمر برجال إلى النّار إلى أن قال فيقول لهم خازن النّار يا أشقياء ما )كان( حالكم قالوا كنّا نعمل لغير اللّه فقيل لنا خذوا ثوابكم ممّن عملتم له

 و في العلل عن أحمد بن محمّد بن يحيى عن أبيه مثله

155-  و عن محمّد بن موسى بن المتوكّل عن السّعدآباديّ عن أحمد بن أبي عبد اللّه عن أبيه و الحسن بن عليّ بن فضّال عن عليّ بن النّعمان عن يزيد بن خليفة قال قال أبو عبد اللّه ع ما على أحدكم لو كان على قلّة جبل حتّى ينتهي إليه أجله أ تريدون تراءون النّاس إنّ من عمل للنّاس كان ثوابه على النّاس و من عمل للّه كان ثوابه على اللّه إنّ كلّ رياء شرك

  -156  محمّد بن يعقوب عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن النّوفليّ عن السّكونيّ عن أبي عبد اللّه ع قال قال النّبيّ ص إنّ الملك ليصعد بعمل العبد مبتهجا به فإذا صعد بحسناته يقول اللّه عزّ و جلّ اجعلوها في سجّين إنّه ليس إيّاي أراد به

157-  و عنه عن أبيه عن ابن أبي عمير عن أبي المغراء عن يزيد بن خليفة قال قال أبو عبد اللّه ع كلّ رياء شرك إنّه من عمل للنّاس كان ثوابه على النّاس و من عمل للّه كان ثوابه على اللّه

158-  و عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن ابن فضّال عن عليّ بن عقبة عن أبيه قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول اجعلوا أمركم هذا للّه و لا تجعلوه للنّاس فإنّه ما كان للّه فهو للّه و ما كان للنّاس فلا يصعد إلى اللّه

159-  و عنه عن أحمد بن محمّد عن الحسين بن سعيد عن النّضر بن سويد عن القاسم بن سليمان عن جرّاح المدائنيّ عن أبي عبد اللّه ع في قول اللّه عزّ و جلّ فمن كان يرجوا لقاء ربّه فليعمل عملا صالحا و لا يشرك بعبادة ربّه أحدا قال الرّجل يعمل شيئا من الثّواب لا يطلب به وجه اللّه إنّما يطلب تزكية النّاس يشتهي أن يسمّع به النّاس فهذا الّذي أشرك بعبادة ربّه ثمّ قال ما من عبد أسرّ خيرا فذهبت الأيّام أبدا حتّى يظهر اللّه له خيرا و ما من عبد يسرّ شرّا فذهبت الأيّام حتّى يظهر اللّه له شرّا

  و رواه الحسين بن سعيد في كتاب الزّهد عن النّضر بن سويد و الّذي قبله عن عليّ بن عقبة و الّذي قبلهما عن محمّد بن سنان عن يزيد بن خليفة مثله

160-  أحمد بن محمّد بن خالد البرقيّ في المحاسن عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبي عبد اللّه ع قال يقول اللّه عزّ و جلّ أنا خير شريك فمن عمل لي و لغيري فهو لمن عمله غيري

161-  محمّد بن الحسين الرّضيّ في نهج البلاغة عن أمير المؤمنين ع قال كم من صائم ليس له من صومه إلّا الظّمأ و الجوع و كم من قائم ليس له من قيامه إلّا ]السّهر و[ العناء حبّذا صوم الأكياس و إفطارهم

162-  الحسن بن محمّد الطّوسيّ في الأمالي عن أبيه عن المفيد عن الحسين بن محمّد التّمّار عن محمّد بن يحيى بن سليمان عن يحيى بن داود عن جعفر بن سليمان عن عمر بن أبي عمرو عن المقبريّ عن أبي هريرة قال قال رسول اللّه ص ربّ صائم حظّه من صيامه الجوع و العطش و ربّ قائم حظّه من قيامه السّهر

163-  الحسين بن سعيد في كتاب الزّهد عن القاسم بن محمّد عن عليّ عن أبي بصير قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول يجاء بالعبد يوم القيامة قد صلّى فيقول يا ربّ قد صلّيت ابتغاء وجهك فيقال له بل صلّيت ليقال ما أحسن صلاة فلان اذهبوا به إلى النّار ثمّ ذكر مثل ذلك في القتال و قراءة القرآن و الصّدقة

164-  و عن عثمان بن عيسى عن عليّ بن سالم قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول قال اللّه تعالى أنا أغنى الأغنياء عن الشّريك فمن أشرك معي غيري في عمل لم أقبله إلّا ما كان لي خالصا

 أقول و تقدّم ما يدلّ على ذلك

باب 13 - كراهية الكسل في الخلوة و النّشاط بين النّاس

165-  محمّد بن يعقوب عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن النّوفليّ عن السّكونيّ عن أبي عبد اللّه ع قال قال أمير المؤمنين ع ثلاث علامات للمرائي ينشط إذا رأى النّاس و يكسل إذا كان وحده و يحبّ أن يحمد في جميع أموره

 محمّد بن عليّ بن الحسين بن بابويه بإسناده عن حمّاد بن عمرو و أنس بن محمّد عن أبيه جميعا عن جعفر بن محمّد عن آبائه ع في وصيّة النّبيّ ص لعليّ ع أنّه قال يا عليّ للمرائي ثلاث علامات و ذكر مثله

أقول و تقدّم ما يدلّ على ذلك و يأتي ما يدلّ عليه

باب 14 - كراهة ذكر الإنسان عبادته للنّاس

166-  محمّد بن عليّ بن الحسين في معاني الأخبار عن أبيه عن سعد بن عبد اللّه عن يعقوب بن يزيد عن محمّد بن أبي عمير عن جميل بن درّاج قال سألت أبا عبد اللّه عن قول اللّه عزّ و جلّ فلا تزكّوا أنفسكم هو أعلم بمن اتّقى قال قول الإنسان صلّيت البارحة و صمت أمس و نحو هذا ثمّ قال ع إنّ قوما كانوا يصبحون فيقولون صلّينا البارحة و صمنا أمس فقال عليّ ع لكنّي أنام اللّيل و النّهار و لو أجد بينهما شيئا لنمته

 و رواه الحسين بن سعيد في كتاب الزّهد عن محمّد بن أبي عمير أقول هذا محمول على المبالغة أو على نوم بعض اللّيل و النّهار أو على احتقار عبادة نفسه بالنّسبة إلى ما يستحقّه اللّه من العبادة فجعل عبادته بمنزلة النّوم

  -167  محمّد بن يعقوب عن عدّة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن عليّ بن أسباط عن بعض أصحابه عن أبي جعفر ع أنّه قال الإبقاء على العمل أشدّ من العمل قال و ما الإبقاء على العمل قال يصل الرّجل بصلة و ينفق نفقة للّه وحده لا شريك له فكتبت له سرّا ثمّ يذكرها فتمحى فتكتب له علانية ثمّ يذكرها فتمحى و تكتب له رياء

 أقول و تقدّم ما يدلّ على ذلك و يأتي ما يدلّ عليه

باب 15 - عدم كراهة سرور الإنسان باطّلاع غيره على عمله بغير قصده

168-  محمّد بن يعقوب عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن جميل بن درّاج عن زرارة عن أبي جعفر ع قال سألته عن الرّجل يعمل الشّي‏ء من الخير فيراه إنسان فيسرّه ذلك قال لا بأس ما من أحد إلّا و هو يحبّ أن يظهر له في النّاس الخير إذا لم يكن صنع ذلك لذلك

169-  محمّد بن عليّ بن الحسين في معاني الأخبار عن محمّد بن أحمد بن عليّ الأسديّ عن عبد اللّه بن محمّد المرزبان عن عليّ بن الجعد عن شعبة عن أبي عمران الجونيّ عن عبد اللّه بن الصّامت قال قال أبو ذرّ رحمه اللّه قلت يا رسول اللّه الرّجل يعمل لنفسه و يحبّه النّاس قال تلك عاجل بشرى المؤمن

باب 16 - جواز تحسين العبادة ليقتدى بالفاعل و للتّرغيب في المذهب

170-  محمّد بن يعقوب عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن عليّ بن النّعمان عن أبي أسامة عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال في حديث كونوا دعاة إلى أنفسكم بغير ألسنتكم و كونوا زينا و لا تكونوا شينا

171-  و عنه عن أحمد بن محمّد عن الحجّال عن العلاء عن ابن أبي يعفور قال قال أبو عبد اللّه ع كونوا دعاة للنّاس بغير ألسنتكم ليروا منكم الورع و الاجتهاد و الصّلاة و الخير فإنّ ذلك داعية

172-  محمّد بن إدريس في آخر السّرائر نقلا من كتاب عبد اللّه بن بكير عن عبيد قال قلت لأبي عبد اللّه ع الرّجل يدخل في الصّلاة فيجوّد صلاته و يحسّنها رجاء أن يستجرّ بعض من يراه إلى هواه قال ليس هذا من الرّياء

  -17  باب استحباب العبادة في السّرّ و اختيارها على العبادة في العلانية إلّا في الواجبات

173-  محمّد بن يعقوب عن الحسين بن محمّد عن أحمد بن إسحاق عن بكر بن محمّد الأزديّ عن أبي عبد اللّه ع قال قال اللّه عزّ و جلّ إنّ من أغبط أوليائي عندي عبدا مؤمنا ذا حظّ من صلاح أحسن عبادة ربّه و عبد اللّه في السّريرة و كان غامضا في النّاس فلم يشر إليه بالأصابع و كان رزقه كفافا فصبر عليه فعجّلت به المنيّة فقلّ تراثه و قلّت بواكيه

 و رواه الحميريّ في قرب الإسناد عن أحمد بن إسحاق نحوه

174-  و عنه عن معلّى بن محمّد عن عليّ بن مرداس عن صفوان بن يحيى و الحسن بن محبوب جميعا عن هشام بن سالم عن عمّار السّاباطيّ قال قال لي أبو عبد اللّه ع يا عمّار الصّدقة و اللّه في السّرّ أفضل من الصّدقة في العلانية و كذلك و اللّه العبادة في السّرّ أفضل منها في العلانية

175-  و بهذا الإسناد عن أبي عبد اللّه ع قال و كذلك و اللّه عبادتكم في السّرّ مع إمامكم المستتر في دولة الباطل و تخوّفكم من عدوّكم في دولة الباطل و حال الهدنة أفضل ممّن يعبد اللّه في ظهور الحقّ مع إمام الحقّ الظّاهر في دولة الحقّ الحديث

  و رواه الصّدوق في كتاب إكمال الدّين عن المظفّر بن جعفر العلويّ عن حيدر بن محمّد و جعفر بن محمّد بن مسعود جميعا عن أبيه عن القاسم بن هشام عن الحسن بن محبوب نحوه

176-  و عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن غير واحد عن عاصم بن حميد عن أبي عبيدة الحذّاء قال سمعت أبا جعفر ع يقول قال رسول اللّه ص قال اللّه عزّ و جلّ إنّ من أغبط أوليائي عندي رجلا خفيف الحال ذا حظّ من صلاة أحسن عبادة ربّه بالغيب و كان غامضا في النّاس جعل رزقه كفافا فصبر عليه عجّلت منيّته فقلّ تراثه و قلّت بواكيه

177-  و عنه عن محمّد بن عيسى عن يونس عن هارون بن خارجة عن زيد الشّحّام عن أبي عبد اللّه ع قال ما أحسن من الرّجل يغتسل أو يتوضّأ فيسبغ الوضوء ثمّ يتنحّى حيث لا يراه أنيس فيشرف عليه و هو راكع أو ساجد الحديث

178-  محمّد بن الحسن في المجالس و الأخبار عن الحسين بن عبيد اللّه عن هارون بن موسى عن ابن عقدة عن يعقوب بن يوسف عن الحصين بن مخارق عن الصّادق ع )عن آبائه عن أمير المؤمنين ع أنّ رجلا وفد إليه( من أشراف العرب فقال له عليّ ع هل في بلادك قوم قد شهروا أنفسهم بالخير لا يعرفون إلّا به قال نعم قال فهل في بلادك قوم قد شهروا أنفسهم بالشّرّ لا يعرفون إلّا به قال نعم قال فهل في بلادك قوم يجترحون السّيّئات و يكتسبون الحسنات قال نعم قال تلك خيار أمّة محمّد )ص( النّمرقة الوسطى يرجع إليهم الغالي و ينتهي إليهم المقصّر

179-  و عنه عن عليّ بن محمّد العلويّ عن محمّد بن أحمد المكتّب عن أحمد بن محمّد الكوفيّ عن عليّ بن الحسن بن عليّ بن فضّال عن أبيه عن أبي الحسن الرّضا ع قال من شهر نفسه بالعبادة فاتّهموه على دينه فإنّ اللّه عزّ و جلّ يكره شهرة العبادة و شهرة اللّباس ثمّ قال إنّ اللّه عزّ و جلّ إنّما فرض على النّاس في اليوم و اللّيلة سبع عشرة ركعة من أتى بها لم يسأله اللّه عمّا سواها و إنّما أضاف إليها رسول اللّه ص مثليها ليتمّ بالنّوافل ما يقع فيها من النّقصان و إنّ اللّه لا يعذّب على كثرة الصّلاة و الصّوم و لكنّه يعذّب على خلاف السّنّة

180-  عبد اللّه بن جعفر الحميريّ في قرب الإسناد عن السّنديّ بن محمّد عن أبي البختريّ عن جعفر عن أبيه عن جدّه ع قال قال رسول اللّه ص أعظم العبادة أجرا أخفاها

181-  محمّد بن عليّ بن الحسين بإسناده عن يونس بن ظبيان عن الصّادق ع أنّه قال الاشتهار بالعبادة ريبة الحديث

 و رواه في معاني الأخبار عن محمّد بن الحسن عن الصّفّار عن أيّوب بن نوح عن محمّد بن أبي عمير عن سيف بن عميرة عن أبي حمزة الثّماليّ عن جعفر بن محمّد )ع( و رواه في المجالس عن محمّد بن أحمد السّنانيّ عن محمّد بن أبي عبد اللّه الكوفيّ عن موسى بن عمران النّخعيّ عن عمّه الحسين بن يزيد عن محمّد بن سنان عن المفضّل بن عمر عن يونس بن ظبيان أقول هذا مخصوص بغير العبادات الواجبة من الصّلاة و الزّكاة و غيرها و يأتي ما يدلّ على ذلك في الزّكاة و غيرها إن شاء اللّه تعالى

باب 18 - استحباب الإتيان بكلّ عمل مشروع روي له ثواب عنهم ع

182-  محمّد بن عليّ بن بابويه في كتاب ثواب الأعمال عن أبيه عن عليّ بن موسى عن أحمد بن محمّد عن عليّ بن الحكم عن هشام عن صفوان عن أبي عبد اللّه ع قال من بلغه شي‏ء من الثّواب على )شي‏ء من الخير( فعمله كان له أجر ذلك )و إن كان رسول اللّه ص لم يقله(

183-  و في عيون الأخبار عن عبد الواحد بن محمّد بن عبدوس عن عليّ بن محمّد بن قتيبة عن حمدان بن سليمان قال سألت أبا الحسن عليّ بن موسى الرّضا ع عن قول اللّه عزّ و جلّ فمن يرد اللّه أن يهديه يشرح صدره للإسلام قال من يرد اللّه أن يهديه بإيمانه في الدّنيا إلى جنّته و دار كرامته في الآخرة يشرح صدره للتّسليم للّه و الثّقة به و السّكون إلى ما وعده من ثوابه حتّى يطمئنّ إليه الحديث

184-  أحمد بن أبي عبد اللّه البرقيّ في المحاسن عن عليّ بن الحكم عن هشام بن سالم عن أبي عبد اللّه ع قال من بلغه عن النّبيّ ص شي‏ء من الثّواب فعمله كان أجر ذلك له و إن كان رسول اللّه ص لم يقله

185-  و عن أبيه عن أحمد بن النّضر عن محمّد بن مروان عن أبي عبد اللّه ع قال من بلغه عن النّبيّ ص شي‏ء من الثّواب ففعل ذلك طلب قول النّبيّ ص كان له ذلك الثّواب و إن كان النّبيّ ص لم يقله

186-  و عن عليّ بن محمّد القاسانيّ عمّن ذكره عن عبد اللّه بن القاسم الجعفريّ عن أبي عبد اللّه عن آبائه ع قال قال رسول اللّه ص من وعده اللّه على عمل ثوابا فهو منجزه له و من أوعده على عمل عقابا فهو فيه بالخيار

 و رواه الصّدوق في التّوحيد عن محمّد بن الحسن عن الصّفّار عن محمّد بن الحسين و أحمد بن أبي عبد اللّه عن عليّ بن محمّد مثله

187-  محمّد بن يعقوب عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبي عبد اللّه ع قال من سمع شيئا من الثّواب على شي‏ء فصنعه كان له و إن لم يكن على ما بلغه

 و رواه ابن طاوس في كتاب الإقبال نقلا من كتاب هشام بن سالم الّذي هو من جملة الأصول عن الصّادق ع مثله

188-  و عن محمّد بن يحيى عن محمّد بن الحسين عن محمّد بن سنان عن عمران الزّعفرانيّ عن محمّد بن مروان قال سمعت أبا جعفر ع يقول من بلغه ثواب من اللّه على عمل فعمل ذلك العمل التماس ذلك الثّواب أوتيه و إن لم يكن الحديث كما بلغه

189-  أحمد بن فهد في عدّة الدّاعي قال روى الصّدوق عن محمّد بن يعقوب بطرقه إلى الأئمّة ع أنّ من بلغه شي‏ء من الخير فعمل به كان له من الثّواب ما بلغه و إن لم يكن الأمر كما نقل إليه

190-  عليّ بن موسى بن جعفر بن طاوس في كتاب الإقبال عن الصّادق ع قال من بلغه شي‏ء من الخير فعمل به كان له ]أجر[ ذلك و إن )لم يكن الأمر كما بلغه(

باب 19 - تأكّد استحباب حبّ العبادة و التّفرّغ لها

191-  محمّد بن يعقوب عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد عن ابن محبوب عن عمر بن يزيد عن أبي عبد اللّه ع قال في التّوراة مكتوب يا ابن آدم تفرّغ لعبادتي أملأ قلبك غنى و لا أكلك إلى طلبك و عليّ أن أسدّ فاقتك و أملأ قلبك خوفا منّي و إن لا تفرّغ لعبادتي أملأ قلبك شغلا بالدّنيا ثمّ لا أسدّ فاقتك و أكلك إلى طلبك

192-  و عن عليّ بن إبراهيم عن محمّد بن عيسى عن يونس عن عمرو بن جميع عن أبي عبد اللّه ع قال قال رسول اللّه ص أفضل النّاس من عشق العبادة فعانقها و أحبّها بقلبه و باشرها بجسده و تفرّغ لها فهو لا يبالي على ما أصبح من الدّنيا على عسر أم على يسر

193-  و عنه عن محمّد بن عيسى عن أبي جميلة قال قال أبو عبد اللّه ع قال اللّه تبارك و تعالى يا عبادي الصّدّيقين تنعّموا بعبادتي في الدّنيا فإنّكم تتنعّمون بها في الآخرة

 و رواه الصّدوق في المجالس عن محمّد بن الحسن عن الصّفّار عن محمّد بن عيسى عن يونس عن أبي جميلة مثله

194-  و عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن ابن محبوب عن الأحول عن سلّام بن المستنير عن أبي جعفر ع قال في حديث كفى بالموت موعظة و كفى باليقين غنى و كفى بالعبادة شغلا

195-  محمّد بن عليّ بن الحسين في كتاب العلل عن محمّد بن الحسن بن الوليد عن محمّد بن الحسن الصّفّار عن أحمد بن أبي عبد اللّه البرقيّ عن عبد اللّه بن أحمد النّهيكيّ عن عليّ بن الحسن الطّاطريّ عن درست بن أبي منصور عن جميل بن درّاج قال قلت لأبي عبد اللّه ع جعلت فداك ما معنى قول اللّه عزّ و جلّ و ما خلقت الجنّ و الإنس إلّا ليعبدون فقال خلقهم للعبادة

196-  و عن محمّد بن موسى بن المتوكّل عن السّعدآباديّ عن البرقيّ عن ابن فضّال عن ثعلبة بن ميمون عن جميل بن درّاج عن أبي عبد اللّه ع قال سألته عن قول اللّه عزّ و جلّ و ما خلقت الجنّ و الإنس إلّا ليعبدون قال خلقهم للعبادة قلت خاصّة أم عامّة قال لا بل عامّة

197-  و عن محمّد بن أحمد السّنانيّ عن محمّد بن أبي عبد اللّه الكوفيّ عن موسى بن عمران النّخعيّ عن عمّه الحسين بن يزيد النّوفليّ عن عليّ بن سالم عن أبيه عن أبي بصير قال سألت أبا عبد اللّه ع عن قول اللّه عزّ و جلّ و ما خلقت الجنّ و الإنس إلّا ليعبدون قال خلقهم ليأمرهم بالعبادة قال و سألته عن قول اللّه عزّ و جلّ و لا يزالون مختلفين إلّا من رحم ربّك و لذلك خلقهم قال خلقهم ليفعلوا ما يستوجبون به رحمته فيرحمهم

 أقول و تقدّم ما يدلّ على ذلك و يأتي ما يدلّ عليه

  -20  باب تأكّد استحباب الجدّ و الاجتهاد في العبادة

198-  محمّد بن يعقوب عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن أبي المغراء عن زيد الشّحّام عن عمرو بن سعيد بن هلال الثّقفيّ عن أبي عبد اللّه ع في حديث أنّه قال له أوصيك بتقوى اللّه و الورع و الاجتهاد

199-  و عنه عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبي عبد اللّه ع قال جاء جبرئيل ع إلى النّبيّ ص فقال يا محمّد عش ما شئت فإنّك ميّت و أحبب من شئت فإنّك مفارقه و اعمل ما شئت فإنّك لاقيه

200-  و عنه عن أبيه و عن محمّد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان جميعا عن ابن أبي عمير عن عبد الرّحمن بن الحجّاج و حفص بن البختريّ و سلمة بيّاع السّابريّ جميعا عن أبي عبد اللّه ع قال كان عليّ بن الحسين ع إذا أخذ كتاب عليّ ع فنظر فيه قال من يطيق هذا من يطيق ذا قال ثمّ يعمل به و كان إذا قام إلى الصّلاة تغيّر لونه حتّى يعرف ذلك في وجهه و ما أطاق أحد عمل عليّ ع من ولده من بعده إلّا عليّ بن الحسين ع

201-  و عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن عليّ بن النّعمان عن أبي أسامة قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول عليك بتقوى اللّه و الورع و الاجتهاد الحديث

 و رواه البرقيّ في المحاسن عن أحمد بن محمّد و عليّ بن حديد جميعا عن أبي أسامة مثله

202-  و عنه عن أحمد بن محمّد عن ابن فضّال عن عليّ بن عقبة عن أبي كهمس عن عمرو بن سعيد بن هلال قال قلت لأبي عبد اللّه ع أوصني قال أوصيك بتقوى اللّه و الورع و الاجتهاد الحديث

203-  و عنه عن أحمد بن محمّد عن محمّد بن الحسن بن علّان عن أبي إسحاق الخراسانيّ عن عمرو بن جميع عن أبي عبد اللّه ع قال شيعتنا الشّاحبون الذّابلون النّاحلون الّذين إذا جنّهم اللّيل استقبلوه بحزن

204-  و عنه عن أحمد بن محمّد عن محمّد بن إسماعيل عن منصور بزرج عن مفضّل قال قال أبو عبد اللّه ع إيّاك و السّفلة فإنّما شيعة عليّ ع من عفّ بطنه و فرجه و اشتدّ جهاده و عمل لخالقه و رجا ثوابه و خاف عقابه فإذا رأيت أولئك فأولئك شيعة جعفر ع

205-  و عن عدّة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن ابن محبوب عن عليّ بن رئاب عن ابن أبي يعفور عن أبي عبد اللّه ع قال إنّ شيعة عليّ ع كانوا خمص البطون ذبل الشّفاه أهل رأفة و علم و حلم يعرفون بالرّهبانيّة فأعينوا على ما أنتم عليه بالورع و الاجتهاد

206-  و عنهم عن أحمد بن محمّد بن خالد عن الحسن بن محبوب عن عبد اللّه بن سنان عن معروف بن خرّبوذ عن أبي جعفر ع أنّ أمير المؤمنين ع قال أما و اللّه لقد عهدت أقواما على عهد خليلي رسول اللّه ص و إنّهم ليصبحون و يمسون شعثا غبرا خمصا بين أعينهم كركب المعزى يبيتون لربّهم سجّدا و قياما يراوحون بين أقدامهم و جباههم يناجون ربّهم و يسألونه فكاك رقابهم من النّار و اللّه لقد رأيتهم مع هذا و هم خائفون مشفقون

 و عنهم عن ابن خالد عن السّنديّ بن محمّد عن محمّد بن الصّلت عن أبي حمزة عن عليّ بن الحسين ع نحوه

207-  و عنهم عن ابن خالد عن محمّد بن عليّ عن محمّد بن سنان عن عيسى النّهرسيريّ عن أبي عبد اللّه ع قال قال رسول اللّه ص من عرف اللّه و عظّمه منع فاه من الكلام و بطنه من الطّعام و عنّى نفسه بالصّيام و القيام قالوا بآبائنا و أمّهاتنا يا رسول اللّه هؤلاء أولياء اللّه قال إنّ أولياء اللّه سكتوا فكان سكوتهم ذكرا و نظروا فكان نظرهم عبرة و نطقوا فكان نطقهم حكمة و مشوا فكان مشيهم بين النّاس بركة لو لا الآجال الّتي قد كتبت عليهم لم تقرّ أرواحهم في أجسادهم خوفا من العقاب و شوقا إلى الثّواب

 محمّد بن عليّ بن الحسين في المجالس عن الحسين بن أحمد بن إدريس عن أبيه عن أحمد بن محمّد بن خالد و عن محمّد بن عليّ ماجيلويه عن محمّد بن أبي القاسم عن محمّد بن عليّ الكوفيّ مثله

208-  و عن محمّد بن الحسن عن الحسين بن الحسن بن أبان عن الحسين بن سعيد عن ابن أبي عمير عن عليّ بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه ع أنّ أباه قال لجماعة من الشّيعة و اللّه إنّي لأحبّ ريحكم و أرواحكم فأعينوا على ذلك بورع و اجتهاد و اعلموا أنّ ولايتنا لا تنال إلّا بالعمل و الاجتهاد من ائتمّ منكم بعبد فليعمل بعمله الحديث

 و رواه الكلينيّ عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن عمرو بن أبي المقدام عن أبي عبد اللّه ع نحوه

209-  و عن أبيه عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن عبد الرّحمن بن أبي نجران عن عاصم بن حميد عن محمّد بن قيس عن أبي جعفر ع أنّه قال و اللّه إن كان عليّ ع ليأكل أكل العبد و يجلس جلسة العبد و إن كان ليشتري القميصين السّنبلانيّين فيخيّر غلامه خيرهما ثمّ يلبس الآخر فإذا جاز أصابعه قطعه و إذا جاز كعبه حذفه و لقد ولي خمس سنين ما وضع آجرّة على آجرّة و لا لبنة على لبنة و لا أقطع قطيعا و لا أورث بيضاء و لا حمراء و إن كان ليطعم النّاس خبز البرّ و اللّحم و ينصرف إلى منزله و يأكل خبز الشّعير و الزّيت و الخلّ و ما ورد عليه أمران كلاهما للّه رضا إلّا أخذ بأشدّهما على بدنه و لقد أعتق ألف مملوك من كدّ يده و تربت فيه يداه و عرق فيه وجهه و ما أطاق عمله أحد من النّاس و إن كان ليصلّي في اليوم و اللّيلة ألف ركعة و إن كان أقرب النّاس شبها به عليّ بن الحسين ع و ما أطاق عمله أحد من النّاس بعده الحديث

 و رواه الطّبرسيّ في مجمع البيان عن محمّد بن قيس نحوه

210-  و في العلل عن عليّ بن أحمد عن محمّد بن أبي عبد اللّه الكوفيّ عن محمّد بن إسماعيل البرمكيّ عن الحسين بن الهيثم عن عبّاد بن يعقوب عن الحسن بن عليّ بن أبي حمزة عن أبيه قال سألت مولاة لعليّ بن الحسين ع بعد موته فقلت صفي لي أمور عليّ بن الحسين فقالت أطنب أو أختصر فقلت بل اختصري قالت ما أتيته بطعام نهارا قطّ و لا فرشت له فراشا بليل قطّ

211-  و في معاني الأخبار عن الحسن بن عبد اللّه العسكريّ عن محمّد بن أحمد عن أحمد بن عيسى عن موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر عن أبيه عن جدّه عن جعفر بن محمّد عن آبائه ع في قول اللّه عزّ و جلّ و لا تنس نصيبك من الدّنيا قال لا تنس صحّتك و قوّتك و فراغك و شبابك و نشاطك أن تطلب بها الآخرة

212-  و في عيون الأخبار عن أحمد بن زياد بن جعفر الهمذانيّ عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن عبد السّلام بن صالح الهرويّ في حديث أنّ الرّضا ع )كان ربّما يصلّي( في يومه و ليلته ألف ركعة و إنّما ينفتل من صلاته ساعة في صدر النّهار و قبل الزّوال و عند اصفرار الشّمس فهو في هذه الأوقات قاعد في مصلّاه يناجي ربّه

213-  و عن جعفر بن نعيم بن شاذان عن أحمد بن إدريس عن إبراهيم بن هاشم عن إبراهيم بن العبّاس عن الرّضا ع في حديث أنّه كان ع قليل النّوم باللّيل كثير السّهر يحيي أكثر لياليه من أوّلها إلى الصّبح و كان كثير الصّيام فلا يفوته صيام ثلاثة أيّام في الشّهر و يقول ذلك صوم الدّهر و كان كثير المعروف و الصّدقة في السّرّ و أكثر ذلك يكون منه في اللّيالي المظلمة فمن زعم أنّه رأى مثله في فضله فلا تصدّقه

214-  و في الخصال عن أبيه عن أحمد بن إدريس عن محمّد بن أحمد عن محمّد بن عيسى عن أبي محمّد الأنصاريّ عن عمرو بن أبي المقدام عن أبيه قال قال لي أبو جعفر ع يا أبا المقدام إنّما شيعة عليّ ع الشّاحبون النّاحلون الذّابلون ذابلة شفاههم خميصة بطونهم متغيّرة ألوانهم مصفرّة وجوههم إذا جنّهم اللّيل اتّخذوا الأرض فراشا و استقبلوا الأرض بجباههم كثير سجودهم كثيرة دموعهم كثير دعاؤهم كثير بكاؤهم يفرح النّاس و هم )محزونون(

215-  محمّد بن محمّد بن النّعمان المفيد في الإرشاد عن سعيد بن كلثوم عن الصّادق جعفر بن محمّد ع قال و اللّه ما أكل عليّ بن أبي طالب ع من الدّنيا حراما قطّ حتّى مضى لسبيله و ما عرض له أمران )كلاهما( للّه رضا إلّا أخذ بأشدّهما عليه في دينه و ما نزلت برسول اللّه ص نازلة قطّ إلّا دعاه ثقة به )و ما أطاق أحد( عمل رسول اللّه ص من هذه الأمّة غيره و إن كان ليعمل عمل رجل كان وجهه بين الجنّة و النّار يرجو ثواب هذه و يخاف عقاب هذه و لقد أعتق من ماله ألف مملوك في طلب وجه اللّه و النّجاة من النّار ممّا كدّ بيديه و رشح منه جبينه و إن كان ليقوت أهله بالزّيت و الخلّ و العجوة و ما كان لباسه إلّا الكرابيس إذا فضل شي‏ء عن يده )دعا بالجلم( فقطعه و ما أشبهه من ولده و لا أهل بيته أحد أقرب شبها به في لباسه و فقهه من عليّ بن الحسين ع و لقد دخل أبو جعفر ع ابنه عليه فإذا هو قد بلغ من العبادة ما لم يبلغه أحد فرآه قد اصفرّ لونه من السّهر و رمصت عيناه من البكاء و دبرت جبهته و انخزم أنفه من السّجود و ورمت ساقاه و قدماه من القيام في الصّلاة و قال أبو جعفر ع فلم أملك حين رأيته بتلك الحال البكاء فبكيت رحمة له فإذا هو يفكّر فالتفت إليّ بعد هنيهة من دخولي فقال يا بنيّ أعطني بعض تلك الصّحف الّتي فيها عبادة عليّ بن أبي طالب ع فأعطيته فقرأ فيها شيئا يسيرا ثمّ تركها من يده تضجّرا و قال من يقوى على عبادة عليّ بن أبي طالب ع

216-  و عن أبي جعفر ع قال كان عليّ بن الحسين ع يصلّي في اليوم و اللّيلة ألف ركعة و كانت الرّيح تميله مثل السّنبلة

217-  محمّد بن الحسين الموسويّ الرّضيّ في نهج البلاغة عن أمير المؤمنين ع في خطبة له قال و عليكم بالجدّ و الاجتهاد و التّأهّب و الاستعداد و التّزوّد في منزل الزّاد

218-  الحسن بن محمّد الطّوسيّ في الأمالي قال روي أنّ أمير المؤمنين ع خرج ذات ليلة من المسجد و كانت ليلة قمراء فأمّ الجبّانة و لحقه جماعة يقفون أثره فوقف عليهم ثمّ قال من أنتم قالوا شيعتك يا أمير المؤمنين فتفرّس في وجوههم ثمّ قال فما لي لا أرى عليكم سيماء الشّيعة قالوا و ما سيماء الشّيعة يا أمير المؤمنين قال صفر الوجوه من السّهر عمش العيون من البكاء حدب الظّهور من القيام خمص البطون من الصّيام ذبل الشّفاه من الدّعاء عليهم غبرة الخاشعين

219-  و عن أبيه عن هلال بن محمّد الحفّار عن إسماعيل بن عليّ الدّعبليّ عن عليّ بن عليّ أخي دعبل بن عليّ عن الرّضا عن أبيه عن جدّه عن أبي جعفر ع أنّه قال لخيثمة أبلغ شيعتنا أنّا لا نغني من اللّه شيئا و أبلغ شيعتنا أنّه لا ينال ما عند اللّه إلّا بالعمل و أبلغ شيعتنا أنّ أعظم النّاس حسرة يوم القيامة من وصف عدلا ثمّ خالفه إلى غيره و أبلغ شيعتنا أنّهم إذا قاموا بما أمروا أنّهم هم الفائزون يوم القيامة

 أقول و الأحاديث في ذلك كثيرة جدّا و قد تقدّم بعضها و يأتي جملة أخرى منها متفرّقة

باب 21 - استحباب استواء العمل و المداومة عليه و أقلّه سنة

220-  محمّد بن يعقوب عن أبي عليّ الأشعريّ عن عيسى بن أيّوب عن عليّ بن مهزيار عن فضالة بن أيّوب عن العلاء عن محمّد بن مسلم عن أبي جعفر ع قال كان عليّ بن الحسين ع يقول إنّي لأحبّ أن أقدم على ربّي و عملي مستو

  -221  و بالإسناد عن فضالة عن معاوية بن عمّار عن أبي عبد اللّه ع قال كان عليّ بن الحسين ع يقول إنّي لأحبّ أن أداوم على العمل و إن قلّ

222-  و بالإسناد عن معاوية بن عمّار عن نجيّة عن أبي جعفر ع قال ما من شي‏ء أحبّ إلى اللّه عزّ و جلّ من عمل يداوم عليه و إن قلّ

223-  و عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حمّاد عن الحلبيّ قال قال أبو عبد اللّه ع إذا كان الرّجل على عمل فليدم عليه سنة ثمّ يتحوّل عنه إن شاء إلى غيره و ذلك أنّ ليلة القدر يكون فيها في عامه ذلك ما شاء اللّه أن يكون

224-  و عنه عن أبيه عن حمّاد بن عيسى عن حريز عن زرارة عن أبي جعفر ع قال قال أحبّ الأعمال إلى اللّه عزّ و جلّ ما داوم العبد عليه و إن قلّ

 و رواه ابن إدريس في آخر السّرائر نقلا من كتاب حريز بن عبد اللّه مثله

225-  و عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد عن محمّد بن إسماعيل عن جعفر بن بشير عن عبد الكريم بن عمرو عن سليمان بن خالد قال قال أبو عبد اللّه ع إيّاك أن تفرض على نفسك فريضة فتفارقها اثني عشر هلالا

226-  و عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن النّوفليّ عن السّكونيّ عن أبي عبد اللّه ع قال قال رسول اللّه ص ما أقبح الفقر بعد الغنى و أقبح الخطيئة بعد المسكنة و أقبح من ذلك العابد للّه ثمّ يدع عبادته

 أقول و يأتي ما يدلّ على ذلك

باب 22 - استحباب الاعتراف بالتّقصير في العبادة

227-  محمّد بن يعقوب عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن سعد بن أبي خلف عن أبي الحسن موسى ع قال قال لبعض ولده يا بنيّ عليك بالجدّ لا تخرجنّ نفسك من حدّ التّقصير في عبادة اللّه عزّ و جلّ و طاعته فإنّ اللّه لا يعبد حقّ عبادته

 و رواه الصّدوق بإسناده عن الحسن بن محبوب و رواه ابن إدريس في السّرائر نقلا من كتاب المشيخة للحسن بن محبوب و رواه الطّوسيّ في المجالس عن أبيه عن المفيد عن جعفر بن محمّد بن قولويه عن محمّد بن يعقوب مثله

228-  و بالإسناد عن ابن محبوب عن الفضل بن يونس و عن أبي عليّ الأشعريّ عن عيسى بن أيّوب عن عليّ بن مهزيار عن الفضل بن يونس عن أبي الحسن ع قال أكثر من أن تقول اللّهمّ لا تجعلني من المعارين و لا تخرجني من التّقصير قال قلت أمّا المعارون فقد عرفت أنّ الرّجل يعار الدّين ثمّ يخرج منه فما معنى لا تخرجني من التّقصير فقال كلّ عمل تريد به اللّه عزّ و جلّ فكن فيه مقصّرا عند نفسك فإنّ النّاس كلّهم في أعمالهم فيما بينهم و بين اللّه مقصّرون إلّا من عصمه اللّه عزّ و جلّ

229-  و عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن أبي عبد اللّه عن عثمان بن عيسى عن سماعة قال سمعت أبا الحسن ع يقول لا تستكثروا كثير الخير و لا تستقلّوا قليل الذّنوب الحديث

230-  و عنهم عن أحمد بن أبي عبد اللّه عن بعض العراقيّين عن محمّد بن المثنّى الحضرميّ عن أبيه عن عثمان بن زيد عن جابر قال قال أبو جعفر ع يا جابر لا أخرجك اللّه من النّقص و التّقصير

231-  و عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد عن ابن محبوب عن داود بن كثير عن أبي عبيدة الحذّاء عن أبي جعفر ع قال قال رسول اللّه ص قال اللّه عزّ و جلّ لا يتّكل العاملون لي على أعمالهم الّتي يعملونها لثوابي فإنّهم لو اجتهدوا و أتعبوا أنفسهم أعمارهم في عبادتي كانوا مقصّرين غير بالغين في عبادتهم كنه عبادتي فيما يطلبون عندي من كرامتي و النّعيم في جناني و رفيع الدّرجات العلى في جواري و لكن برحمتي فليثقوا و فضلي فليرجوا و إلى حسن الظّنّ بي فليطمئنّوا الحديث

 و عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد مثله و رواه الصّدوق في التّوحيد عن أبيه عن سعد عن أحمد بن محمّد و رواه الطّوسيّ في مجالسه عن أبيه عن المفيد عن ابن قولويه عن محمّد بن يعقوب و رواه أيضا عن أبيه عن المفيد عن عمر بن محمّد عن عليّ بن مهرويه عن داود بن سليمان عن الرّضا عن آبائه ع مثله

232-  محمّد بن عليّ بن الحسين في الخصال عن محمّد بن الحسن عن الصّفّار عن محمّد بن عبد الحميد عن عامر بن رباح عن عمر بن الوليد عن سعد الإسكاف عن أبي جعفر ع قال ثلاث قاصمات الظّهر رجل استكثر عمله و نسي ذنوبه و أعجب برأيه

 و في معاني الأخبار عن أبيه عن سعد بن عبد اللّه عن محمّد بن عبد الحميد مثله

233-  و في الخصال عن أبيه عن سعد بن عبد اللّه عن أحمد بن أبي عبد اللّه عن أبيه عن صفوان بن يحيى عن عبد الرّحمن بن الحجّاج عن أبي عبد اللّه ع قال قال إبليس إذا استمكنت من ابن آدم في ثلاث لم أبال ما عمل فإنّه غير مقبول منه إذا استكثر عمله و نسي ذنبه و دخله العجب

 أقول و يأتي ما يدلّ على ذلك و في أدعية الصّحيفة و غيرها من الأدعية المأثورة دلالة واضحة على ذلك

باب 23 - تحريم الإعجاب بالنّفس و بالعمل و الإدلال به

234-  محمّد بن يعقوب عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد عن ابن محبوب عن داود بن كثير عن أبي عبيدة عن أبي جعفر ع قال قال رسول اللّه ص قال اللّه تعالى إنّ من عبادي المؤمنين لمن يجتهد في عبادتي فيقوم من رقاده و لذيذ وساده فيجتهد لي اللّيالي فيتعب نفسه في عبادتي فأضربه بالنّعاس اللّيلة و اللّيلتين نظرا منّي له و إبقاء عليه فينام حتّى يصبح فيقوم و هو ماقت لنفسه زارئ عليها و لو أخلّي بينه و بين ما يريد من عبادتي لدخله العجب من ذلك فيصيّره العجب إلى الفتنة بأعماله فيأتيه من ذلك ما فيه هلاكه لعجبه بأعماله و رضاه عن نفسه حتّى يظنّ أنّه قد فاق العابدين و جاز في عبادته حدّ التّقصير فيتباعد منّي عند ذلك و هو يظنّ أنّه يتقرّب إليّ الحديث

 و رواه الصّدوق و الطّوسيّ كما تقدّم

235-  و عن عليّ بن إبراهيم عن محمّد بن عيسى عن يونس عن عبد الرّحمن بن الحجّاج قال قلت لأبي عبد اللّه ع الرّجل يعمل العمل و هو خائف مشفق ثمّ يعمل شيئا من البرّ فيدخله شبه العجب به فقال هو في حاله الأولى و هو خائف أحسن حالا منه في حال عجبه

 و رواه البرقيّ في المحاسن عن عبد الرّحمن بن أبي نجران عن أبي عبد اللّه ع مثله

236-  و بالإسناد عن يونس عن بعض أصحابه عن أبي عبد اللّه ع قال قال رسول اللّه ص في حديث قال موسى بن عمران ع لإبليس أخبرني بالذّنب الّذي إذا أذنبه ابن آدم استحوذت عليه قال إذا أعجبته نفسه و استكثر عمله و صغر في عينه ذنبه و قال قال اللّه عزّ و جلّ لداود يا داود بشّر المذنبين و أنذر الصّدّيقين قال كيف أبشّر المذنبين و أنذر الصّدّيقين قال يا داود بشّر المذنبين أنّي أقبل التّوبة و أعفو عن الذّنب و أنذر الصّدّيقين أن لا يعجبوا بأعمالهم فإنّه ليس عبد أنصبه للحساب إلّا هلك

237-  و عنه عن أبيه عن ابن أبي عمير عن عبد الرّحمن بن الحجّاج عن أبي عبد اللّه ع قال إنّ الرّجل ليذنب الذّنب فيندم عليه و يعمل العمل فيسرّه ذلك فيتراخى عن حاله تلك فلأن يكون على حاله تلك خير له ممّا دخل فيه

 و رواه الحسين بن سعيد في كتاب الزّهد عن محمّد بن أبي عمير مثله

238-  و عنه عن أبيه عن عليّ بن أسباط عن أحمد بن عمر الحلّال عن عليّ بن سويد عن أبي الحسن ع قال سألته عن العجب الّذي يفسد العمل فقال العجب درجات منها أن يزيّن للعبد سوء عمله فيراه حسنا فيعجبه و يحسب أنّه يحسن صنعا و منها أن يؤمن العبد بربّه فيمنّ على اللّه عزّ و جلّ و للّه عليه فيه المنّ

 و رواه الصّدوق في معاني الأخبار عن محمّد بن الحسن عن الصّفّار عن محمّد بن الحسين عن عليّ بن أسباط مثله

239-  و عنه عن موسى بن إبراهيم عن الحسن بن موسى عن موسى بن عبد اللّه عن ميمون بن عليّ عن أبي عبد اللّه ع قال قال أمير المؤمنين ع إعجاب المرء بنفسه دليل على ضعف عقله

240-  و عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن عليّ بن أسباط عن رجل يرفعه عن أبي عبد اللّه ع قال إنّ اللّه علم أنّ الذّنب خير للمؤمن من العجب و لو لا ذلك ما ابتلي مؤمن بذنب أبدا

  و رواه الصّدوق في العلل عن أبيه عن سعد عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن عليّ بن الحكم عن عليّ بن أسباط مثله

241-  و عنه عن سعيد بن جناح عن أخيه أبي عامر عن رجل عن أبي عبد اللّه ع قال من دخله العجب هلك

242-  و عنه عن أحمد بن محمّد عن محمّد بن سنان عن نضر بن قرواش عن إسحاق بن عمّار عن أبي عبد اللّه ع قال أتى عالم عابدا فقال له كيف صلاتك فقال مثلي يسأل عن صلاته و أنا أعبد اللّه منذ كذا و كذا قال فكيف بكاؤك فقال أبكي حتّى تجري دموعي فقال له العالم فإنّ ضحكك و أنت خائف أفضل من بكائك و أنت مدلّ إنّ المدلّ لا يصعد من عمله شي‏ء

 و رواه الحسين بن سعيد في كتاب الزّهد عن النّضر بن سويد عن محمّد بن سنان عن إسحاق بن عمّار مثله

243-  و عنه عن أحمد بن محمّد عن أحمد بن أبي داود عن بعض أصحابنا عن أحدهما ع قال دخل رجلان المسجد أحدهما عابد و الآخر فاسق فخرجا من المسجد و الفاسق صدّيق و العابد فاسق و ذلك أنّه يدخل العابد المسجد مدلّا بعبادته يدلّ بها فتكون فكرته في ذلك و تكون فكرة الفاسق في التّندّم على فسقه و يستغفر اللّه عزّ و جلّ ممّا صنع من الذّنوب

 و رواه الصّدوق في العلل عن أبيه عن محمّد بن يحيى عن محمّد بن أحمد عن أحمد بن محمّد رفعه عن الصّادق ع نحوه

244-  أحمد بن محمّد البرقيّ في المحاسن عن ابن سنان عن العلاء عن خالد الصّيقل عن أبي جعفر ع قال إنّ اللّه فوّض الأمر إلى ملك من الملائكة فخلق سبع سماوات و سبع أرضين فلمّا رأى أنّ الأشياء قد انقادت له قال من مثلي فأرسل اللّه إليه نويرة من النّار قلت و ما النّويرة قال نار مثل الأنملة فاستقبلها بجميع ما خلق فتخيّل لذلك حتّى وصلت إلى نفسه لما دخله العجب

 و رواه الصّدوق في عقاب الأعمال عن أبيه عن سعد بن عبد اللّه عن أحمد بن أبي عبد اللّه عن أبيه عن محمّد بن سنان عن العلاء عن أبي خالد الصّيقل مثله

245-  و عن ابن أبي عمير عن منصور بن يونس عن أبي حمزة الثّماليّ عن أبي عبد اللّه أو عليّ بن الحسين ع قال قال رسول اللّه ص في حديث ثلاث مهلكات شحّ مطاع و هوى متّبع و إعجاب المرء بنفسه

246-  و عن هارون بن الجهم عن أبي جميلة مفضّل بن صالح عن سعد بن طريف عن أبي جعفر ع قال في حديث ثلاث موبقات شحّ مطاع و هوى متّبع و إعجاب المرء بنفسه

 و رواه الصّدوق في معاني الأخبار عن محمّد بن الحسن عن الصّفّار عن أحمد بن محمّد عن البرقيّ مثله

247-  و عن حمّاد بن عمرو النّصيبيّ عن السّريّ بن خالد عن أبي عبد اللّه عن آبائه ع في وصيّة النّبيّ ص لأمير المؤمنين ع قال لا مال أعود من العقل و لا وحدة أوحش من العجب الحديث

248-  محمّد بن عليّ بن الحسين بإسناده عن حمّاد بن عمرو و أنس بن محمّد عن أبيه جميعا عن جعفر بن محمّد عن آبائه ع في وصيّة النّبيّ ص لعليّ ع قال يا عليّ ثلاث مهلكات شحّ مطاع و هوى متّبع و إعجاب المرء بنفسه

249-  و بإسناده عن محمّد بن زياد يعني ابن أبي عمير عن أبان بن عثمان عن الصّادق ع في حديث قال و إن كان الممرّ على الصّراط حقّا فالعجب لما ذا

250-  و في العلل و في التّوحيد عن طاهر بن محمّد بن يونس عن محمّد بن عثمان الهرويّ عن الحسن بن مهاجر عن هشام بن خالد عن الحسن بن يحيى عن صدقة بن عبد اللّه عن صدقة بن عبد اللّه عن هشام عن أنس عن النّبيّ ص عن جبرئيل في حديث قال قال اللّه تبارك و تعالى ما يتقرّب إليّ عبدي بمثل أداء ما افترضت عليه و إنّ من عبادي المؤمنين لمن يريد الباب من العبادة فأكفّه عنه لئلّا يدخله عجب فيفسده

251-  و في الأمالي و يقال له المجالس عن عليّ بن أحمد بن موسى عن محمّد بن هارون عن عبيد اللّه بن موسى عن عبد العظيم الحسنيّ عن عليّ بن محمّد الهادي عن آبائه ع قال قال أمير المؤمنين ع من دخله العجب هلك

252-  محمّد بن الحسن في المجالس و الأخبار عن جماعة عن أبي المفضّل عن عبيد اللّه بن الحسين بن إبراهيم العلويّ عن عليّ بن القاسم بن الحسين عن أبيه القاسم بن الحسين عن أبيه الحسين بن زيد عن الصّادق عن آبائه ع قال قال رسول اللّه ص لو لا أنّ الذّنب خير للمؤمن من العجب ما خلّى اللّه بين عبده المؤمن و بين ذنب أبدا

  -253  الحسين بن سعيد في كتاب الزّهد عن محمّد بن أبي عمير عن منصور بن يونس عن الثّماليّ عن أحدهما ع قال إنّ اللّه تعالى يقول إنّ من عبادي لمن يسألني الشّي‏ء من طاعتي لأحبّه فأصرف ذلك عنه لكيلا يعجبه عمله

254-  و بالإسناد عن الثّماليّ عن عليّ بن الحسين ع قال قال رسول اللّه ص ثلاث منجيات خوف اللّه في السّرّ و العلانية و العدل في الرّضا و الغضب و القصد في الغنى و الفقر و ثلاث مهلكات هوى متّبع و شحّ مطاع و إعجاب المرء بنفسه

255-  محمّد بن الحسين الرّضيّ الموسويّ في نهج البلاغة عن أمير المؤمنين ع قال سيّئة تسوؤك خير عند اللّه من حسنة تعجبك

256-  قال و قال ع الإعجاب يمنع الازدياد

257-  قال و قال ع عجب المرء بنفسه أحد حسّاد عقله

258-  الحسن بن محمّد الطّوسيّ في مجالسه عن أبيه عن المفيد عن عمر بن محمّد عن عليّ بن مهرويه عن داود بن سليمان عن الرّضا عن آبائه عن عليّ ع قال الملوك حكّام على النّاس و العلم حاكم عليهم و حسبك من العلم أن تخشى اللّه و حسبك من الجهل أن تعجب بعلمك

  أقول و تقدّم ما يدلّ على ذلك و يأتي ما يدلّ عليه إن شاء اللّه تعالى

باب 24 - جواز السّرور بالعبادة من غير عجب و حكم تجدّد العجب في أثناء الصّلاة

259-  محمّد بن يعقوب عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن القاسم بن عروة عن أبي العبّاس قال قال أبو عبد اللّه ع من سرّته حسنته و ساءته سيّئته فهو مؤمن

260-  و عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد بن خالد عن إسماعيل بن مهران عن سيف بن عميرة عن سليمان بن عمرو النّخعيّ و الحسين بن سيف عن أخيه عليّ عن سليمان عمّن ذكره عن أبي جعفر ع قال سئل النّبيّ ص عن خيار العباد فقال الّذين إذا أحسنوا استبشروا و إذا أساءوا استغفروا و إذا أعطوا شكروا و إذا ابتلوا صبروا و إذا غضبوا غفروا

 و رواه الصّدوق في الأمالي عن محمّد بن الحسن عن الصّفّار عن أحمد بن أبي عبد اللّه البرقيّ عن إسماعيل بن مهران عن سيف بن عميرة عن سليمان بن جعفر النّخعيّ عن محمّد بن مسلم و غيره عن أبي جعفر ع مثله

  -261  و عن عليّ بن إبراهيم عن محمّد بن عيسى عن يونس بن عبد الرّحمن عن يونس بن عمّار عن أبي عبد اللّه ع قال قيل له و أنا حاضر الرّجل يكون في صلاته خاليا فيدخله العجب فقال إذا كان أوّل صلاته بنيّة يريد بها ربّه فلا يضرّه ما دخله بعد ذلك فليمض في صلاته و ليخسأ الشّيطان

262-  محمّد بن عليّ بن الحسين في كتاب صفات الشّيعة عن أبيه عن عبد اللّه بن جعفر الحميريّ عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة عن أبي عبد اللّه ع قال قال رسول اللّه ص من سرّته حسنته و ساءته سيّئته فهو مؤمن

باب 25 - جواز التّقيّة في العبادات و وجوبها عند خوف الضّرر

263-  عليّ بن الحسين المرتضى في رسالة المحكم و المتشابه نقلا من تفسير النّعمانيّ بإسناده الآتي عن عليّ ع قال و أمّا الرّخصة الّتي صاحبها فيها بالخيار فإنّ اللّه نهى المؤمن أن يتّخذ الكافر وليّا ثمّ منّ عليه بإطلاق الرّخصة له عند التّقيّة في الظّاهر أن يصوم بصيامه و يفطر بإفطاره و يصلّي بصلاته و يعمل بعمله و يظهر له استعمال ذلك موسّعا عليه فيه و عليه أن يدين اللّه تعالى في الباطن بخلاف ما يظهر لمن يخافه من المخالفين المستولين على الأمّة قال اللّه تعالى لا يتّخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين و من يفعل ذلك فليس من اللّه في شي‏ء إلّا أن تتّقوا منهم تقاة و يحذّركم اللّه نفسه فهذه رحمة تفضّل اللّه بها على المؤمنين رحمة لهم ليستعملوها عند التّقيّة في الظّاهر و قال رسول اللّه ص إنّ اللّه يحبّ أن يؤخذ برخصه كما يحبّ أن يؤخذ بعزائمه

 أقول و يأتي ما يدلّ على ذلك و على أحكام التّقيّة في الأمر بالمعروف و النّهي عن المنكر

باب 26 - استحباب الاقتصاد في العبادة عند خوف الملل

264-  محمّد بن يعقوب عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حفص بن البختريّ و غيره عن أبي عبد اللّه ع قال اجتهدت في العبادة و أنا شابّ فقال لي أبي يا بنيّ دون ما أراك تصنع فإنّ اللّه عزّ و جلّ إذا أحبّ عبدا رضي منه باليسير

265-  و بالإسناد عن أبي عبد اللّه ع قال لا تكرّهوا إلى أنفسكم العبادة

266-  و عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد عن ابن فضّال عن الحسن بن الجهم عن منصور عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه ع قال مرّ بي أبي و أنا بالطّواف و أنا حدث و قد اجتهدت في العبادة فرآني و أنا أتصابّ عرقا فقال لي يا جعفر يا بنيّ إنّ اللّه إذا أحبّ عبدا أدخله الجنّة و رضي عنه باليسير

267-  و عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن محمّد بن إسماعيل عن حنان بن سدير قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول إنّ اللّه إذا أحبّ عبدا فعمل ]عملا[ قليلا جزاه بالقليل الكثير و لم يتعاظمه أن يجزي بالقليل الكثير له

268-  و عنه عن أحمد بن محمّد عن ابن محبوب عن الأحول عن سلّام بن المستنير عن أبي جعفر ع قال قال رسول اللّه ص ألا إنّ لكلّ عبادة شرّة ثمّ تصير إلى فترة فمن صارت شرّة عبادته إلى سنّتي فقد اهتدى و من خالف سنّتي فقد ضلّ و كان عمله في تبار أما إنّي أصلّي و أنام و أصوم و أفطر و أضحك و أبكي فمن رغب عن منهاجي و سنّتي فليس منّي و قال كفى بالموت موعظة و كفى باليقين غنى و كفى بالعبادة شغلا

269-  و عنه عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن محمّد بن سنان عن أبي الجارود عن أبي جعفر ع قال قال رسول اللّه ص إنّ هذا الدّين متين فأوغلوا فيه برفق و لا تكرّهوا عبادة اللّه إلى عباد اللّه فتكونوا كالرّاكب المنبتّ الّذي لا سفرا قطع و لا ظهرا أبقى

 و عنه عن أحمد عن محمّد بن سنان عن مقرّن عن محمّد بن سوقة عن أبي جعفر ع مثله

270-  و عن حميد بن زياد عن الخشّاب عن ابن بقّاح عن معاذ بن ثابت عن عمرو بن جميع عن أبي عبد اللّه ع قال قال رسول اللّه ص يا عليّ إنّ هذا الدّين متين فأوغل فيه برفق و لا تبغّض إلى نفسك عبادة ربّك إنّ المنبتّ يعني المفرط لا ظهرا أبقى و لا أرضا قطع فاعمل عمل من يرجو أن يموت هرما و احذر حذر من يتخوّف أن يموت غدا

271-  محمّد بن عليّ بن الحسين بإسناده عن الحسن بن محبوب عن جميل بن صالح عن محمّد بن مروان عن أبي عبد اللّه ع في حديث قال كان أبي يقول ما من أحد أبغض إلى اللّه عزّ و جلّ من رجل يقال له كان رسول اللّه ص يفعل كذا و كذا فيقول لا يعذّبني اللّه على أن أجتهد في الصّلاة و الصّوم كأنّه يرى أنّ رسول اللّه ص ترك شيئا من الفضل عجزا عنه

 و رواه الكلينيّ عن عدّة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن الحسن بن محبوب مثله

  -272  الحسن بن محمّد الطّوسيّ في الأمالي و يقال له المجالس عن أبيه عن أبي عمر بن مهديّ عن أحمد عن أحمد بن يحيى عن عبد الرّحمن عن أبيه عن الأعمش عن تميم بن سلمة عن أبي عبيدة عن عبد اللّه عن عليّ ع قال اقتصاد في سنّة خير من اجتهاد في بدعة ثمّ قال تعلّموا ممّن علم فعمل

 أقول و قد تقدّم ما يدلّ على ذلك و يأتي ما يدلّ عليه

باب 27 - استحباب تعجيل فعل الخير و كراهة تأخيره

273-  محمّد بن يعقوب عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن عليّ بن النّعمان عن حمزة بن حمران قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول إذا همّ أحدكم بخير فلا يؤخّره فإنّ العبد ربّما صلّى الصّلاة أو صام اليوم فيقال له اعمل ما شئت بعدها فقد غفر لك

274-  و عنه عن أحمد عن ابن أبي عمير عن مرازم بن حكيم عن أبي عبد اللّه ع قال كان أبي يقول إذا هممت بخير فبادر فإنّك لا تدري ما يحدث

275-  و عنه عن محمّد بن الحسين عن عليّ بن أسباط عن العلاء عن محمّد بن مسلم قال سمعت أبا جعفر ع يقول إنّ اللّه ثقّل الخير على أهل الدّنيا كثقله في موازينهم يوم القيامة و إنّ اللّه خفّف الشّرّ على أهل الدّنيا كخفّته في موازينهم يوم القيامة

276-  و عنه عن أحمد بن محمّد عن عليّ بن الحكم عن أبي جميلة قال قال أبو عبد اللّه ع افتتحوا نهاركم بخير و أملوا على حفظتكم في أوّله خيرا و في آخره خيرا يغفر لكم ما بين ذلك إن شاء اللّه

277-  و عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن ابن أذينة عن زرارة عن أبي جعفر ع قال قال رسول اللّه ص إنّ اللّه يحبّ من الخير ما يعجّل

278-  و عنه عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبي عبد اللّه ع قال إذا هممت بشي‏ء من الخير فلا تؤخّره فإنّ اللّه عزّ و جلّ ربّما اطّلع على العبد و هو على شي‏ء من الطّاعة فيقول و عزّتي و جلالي لا أعذّبك بعدها أبدا و إذا هممت بسيّئة فلا تعملها فإنّه ربّما اطّلع اللّه على العبد و هو على شي‏ء من المعصية فيقول و عزّتي و جلالي لا أغفر لك بعدها أبدا

279-  و عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد بن خالد عن عليّ بن الحكم عن أبان بن عثمان عن بشير بن يسار عن أبي عبد اللّه ع قال إذا أردت شيئا من الخير فلا تؤخّره فإنّ العبد يصوم اليوم الحارّ يريد ما عند اللّه فيعتقه اللّه به من النّار الحديث

 و رواه الصّدوق في المجالس عن عليّ بن أحمد بن عبد اللّه عن أبيه عن جدّه أحمد بن أبي عبد اللّه البرقيّ مثله

  -280  و عنهم عنه عن ابن فضّال عن ابن بكير عن بعض أصحابنا عن أبي عبد اللّه ع قال من همّ بخير فليعجّله و لا يؤخّره فإنّ العبد ربّما عمل العمل فيقول اللّه تبارك و تعالى قد غفرت لك و لا أكتب عليك شيئا أبدا و من همّ بسيّئة فلا يعملها فإنّه ربّما عمل العبد السّيّئة فيراه الرّبّ سبحانه فيقول لا و عزّتي و جلالي لا أغفر لك بعدها أبدا

281-  و عن أبي عليّ الأشعريّ عن محمّد بن عبد الجبّار عن ابن فضّال عن أبي جميلة عن محمّد بن حمران عن أبي عبد اللّه ع قال إذا همّ أحدكم بخير أو صلة فإنّ عن يمينه و شماله شيطانين فليبادر لا يكفّاه عن ذلك

282-  و عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد عن محمّد بن سنان عن أبي الجارود قال سمعت أبا جعفر ع يقول من همّ بشي‏ء من الخير فليعجّله فإنّ كلّ شي‏ء فيه تأخير فإنّ للشّيطان فيه نظرة

283-  محمّد بن إدريس في آخر السّرائر نقلا من كتاب حريز عن زرارة عن أبي جعفر ع قال اعلم أنّ أوّل الوقت أبدا أفضل فتعجّل الخير ما استطعت الحديث

284-  الحسن بن محمّد الطّوسيّ في الأمالي عن أبيه عن المفيد عن ابن الزّيّات عن محمّد بن همّام عن جعفر بن محمّد بن مالك عن أحمد بن سلامة عن محمّد بن الحسن العامريّ عن أبي معمر عن أبي بكر بن عيّاش عن الفجيع العقيليّ عن الحسن بن عليّ عن أبيه ع قال إذا عرض لك شي‏ء من أمر الآخرة فابدأ به و إذا عرض لك شي‏ء من أمر الدّنيا فتأنّه حتّى تصيب رشدك

285-  محمّد بن الحسن في المجالس و الأخبار بإسناده عن أبي ذرّ في وصيّة رسول اللّه ص قال يا أبا ذرّ اغتنم خمسا قبل خمس شبابك قبل هرمك و صحّتك قبل سقمك و غناك قبل فقرك و فراغك قبل شغلك و حياتك قبل موتك يا أبا ذرّ إيّاك و التّسويف بأملك فإنّك بيومك و لست بما بعده يا أبا ذرّ إذا أصبحت فلا تحدّث نفسك بالمساء و إذا أمسيت فلا تحدّث نفسك بالصّباح و خذ من صحّتك قبل سقمك

 أقول و يأتي ما يدلّ على ذلك

باب 28 - عدم جواز استقلال شي‏ء من العبادة و العمل استقلالا يؤدّي إلى التّرك

286-  محمّد بن يعقوب عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد بن خالد عن عليّ بن الحكم عن أبان بن عثمان عن بشير بن يسار عن أبي عبد اللّه ع في حديث قال و لا تستقلّ ما يتقرّب به إلى اللّه عزّ و جلّ و لو شقّ تمرة

287-  و عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد عن الحسين بن سعيد عمّن ذكره عن عبيد بن زرارة عن محمّد بن مارد قال قلت لأبي عبد اللّه ع حديث روي لنا أنّك قلت إذا عرفت فاعمل ما شئت فقال قد قلت ذلك قال قلت و إن زنوا أو سرقوا أو شربوا الخمر فقال لي إنّا للّه و إنّا إليه راجعون و اللّه ما أنصفونا أن نكون أخذنا بالعمل و وضع عنهم إنّما قلت إذا عرفت فاعمل ما شئت من قليل الخير و كثيره فإنّه يقبل منك

288-  و عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد بن خالد عن محمّد بن عليّ عن محمّد بن عمر بن يزيد عن الرّضا ع أنّه قال في حديث تصدّق بالشّي‏ء و إن قلّ فإنّ كلّ شي‏ء يراد به اللّه و إن قلّ بعد أن تصدق النّيّة فيه عظيم إنّ اللّه تعالى يقول فمن يعمل مثقال ذرّة خيرا يره و من يعمل مثقال ذرّة شرّا يره

289-  محمّد بن الحسن بإسناده عن محمّد بن عليّ بن محبوب عن العبّاس عن عبد اللّه بن المغيرة عن معاوية بن عمّار عن إسماعيل بن يسار قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول إيّاكم و الكسل إنّ ربّكم رحيم يشكر القليل إنّ الرّجل ليصلّي الرّكعتين تطوّعا يريد بهما وجه اللّه فيدخله اللّه بهما الجنّة و إنّه ليتصدّق بالدّرهم تطوّعا يريد به وجه اللّه فيدخله اللّه به الجنّة و إنّه ليصوم اليوم تطوّعا يريد به وجه اللّه فيدخله اللّه به الجنّة

 و رواه الصّدوق مرسلا و رواه في ثواب الأعمال عن محمّد بن الحسن عن الحسين بن الحسن بن أبان عن الحسين بن سعيد عن فضالة عن معاوية بن عمّار و رواه البرقيّ في المحاسن عن أبيه عن ابن أبي عمير عن عمر بن أذينة عن إسماعيل بن يسار مثله

290-  محمّد بن عليّ بن الحسين في معاني الأخبار عن أبيه عن سعد بن عبد اللّه عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن أبيه عن عليّ بن النّعمان عن فضيل بن عثمان قال سئل أبو عبد اللّه ع عمّا روي عن أبيه إذا عرفت فاعمل ما شئت و أنّهم يستحلّون بعد ذلك كلّ محرّم فقال ما لهم لعنهم اللّه إنّما قال أبي ع إذا عرفت الحقّ فاعمل ما شئت من خير يقبل منك

291-  و في الخصال و في معاني الأخبار و في كتاب إكمال الدّين عن محمّد بن عليّ ماجيلويه عن عمّه محمّد بن أبي القاسم عن أحمد بن محمّد بن خالد عن القاسم بن يحيى عن جدّه الحسن بن راشد عن أبي بصير عن محمّد بن مسلم عن أبي جعفر عن آبائه عن عليّ ع قال إنّ اللّه أخفى أربعة في أربعة أخفى رضاه في طاعته فلا تستصغرنّ شيئا من طاعته فربّما وافق رضاه و أنت لا تعلم و أخفى سخطه في معصيته فلا تستصغرنّ شيئا من معصيته فربّما وافق سخطه )معصيته( و أنت لا تعلم و أخفى إجابته في دعوته فلا تستصغرنّ شيئا من دعائه فربّما وافق إجابته و أنت لا تعلم و أخفى وليّه في عباده فلا تستصغرنّ عبدا من عبيد اللّه فربّما يكون وليّه و أنت لا تعلم

292-  و في العلل عن محمّد بن موسى عن السّعدآباديّ عن أحمد بن أبي عبد اللّه عن عبد العظيم الحسنيّ عن ابن أبي عمير عن عبد اللّه بن الفضل عن خاله محمّد بن سليمان عن رجل عن محمّد بن عليّ ع أنّه قال لمحمّد بن مسلم يا محمّد بن مسلم لا يغرّنّك النّاس من نفسك فإنّ الأمر يصل إليك دونهم و لا تقطعنّ النّهار عنك كذا و كذا فإنّ معك من يحصي عليك و لا تستصغرنّ حسنة تعملها فإنّك تراها حيث )تسرّك و لا تستصغرنّ سيّئة تعمل بها فإنّك تراها حيث( تسوؤك و أحسن فإنّي لم أر شيئا قطّ أشدّ طلبا و لا أسرع دركا من حسنة محدثة لذنب قديم

 الحسين بن سعيد في كتاب الزّهد عن فضالة بن أيّوب عن عبد اللّه بن يزيد عن عليّ بن يعقوب قال قال لي أبو عبد اللّه ع و ذكر مثله

293-  أحمد بن محمّد بن خالد في المحاسن عن أبيه عن ابن سنان عن محمّد بن حكيم عمّن حدّثه عن أبي عبد اللّه ع قال قال عليّ ع اعلموا أنّه لا يصغر ما ضرّ يوم القيامة و لا يصغر ما ينفع يوم القيامة فكونوا فيما أخبركم اللّه كمن عاين

  -294  محمّد بن الحسين الرّضيّ الموسويّ في نهج البلاغة عن أمير المؤمنين ع أنّه قال افعلوا الخير و لا تحقّروا منه شيئا فإنّ صغيره كبير و قليله كثير و لا يقولنّ أحدكم إنّ أحدا أولى بفعل الخير منّي فيكون و اللّه كذلك إنّ للخير و للشّرّ أهلا فمهما تركتموه منهما كفاكموه أهله

295-  و قال ع قليل مدوم عليه خير من كثير مملول منه

296-  الحسن بن محمّد الطّوسيّ في الأمالي عن أبيه عن المفيد عن جعفر بن محمّد بن قولويه عن أبيه عن سعد بن عبد اللّه عن أحمد بن محمّد عن يونس بن عبد الرّحمن عن الحسن بن محبوب عن أبي محمّد الوابشيّ عن أبي عبد اللّه ع قال إذا أحسن العبد المؤمن ضاعف اللّه عمله بكلّ حسنة سبعمائة ضعف و ذلك قول اللّه عزّ و جلّ و اللّه يضاعف لمن يشاء

باب 29 - بطلان العبادة بدون ولاية الأئمّة ع و اعتقاد إمامتهم

297-  محمّد بن يعقوب عن محمّد بن يحيى عن محمّد بن الحسين عن صفوان بن يحيى عن العلاء بن رزين عن محمّد بن مسلم قال سمعت أبا جعفر ع يقول كلّ من دان اللّه عزّ و جلّ بعبادة يجهد فيها نفسه و لا إمام له من اللّه فسعيه غير مقبول و هو ضالّ متحيّر و اللّه شانئ لأعماله إلى أن قال و إن مات على هذه الحال مات ميتة كفر و نفاق و اعلم يا محمّد إنّ أئمّة الجور و أتباعهم لمعزولون عن دين اللّه قد ضلّوا و أضلّوا فأعمالهم الّتي يعملونها كرماد اشتدّت به الرّيح في يوم عاصف لا يقدرون ممّا كسبوا على شي‏ء ذلك هو الضّلال البعيد

298-  و عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه و عن عبد اللّه بن الصّلت جميعا عن حمّاد بن عيسى عن حريز بن عبد اللّه عن زرارة عن أبي جعفر ع في حديث قال ذروة الأمر و سنامه و مفتاحه و باب الأشياء و رضى الرّحمن الطّاعة للإمام بعد معرفته أما لو أنّ رجلا قام ليله و صام نهاره و تصدّق بجميع ماله و حجّ جميع دهره و لم يعرف ولاية وليّ اللّه فيواليه و يكون جميع أعماله بدلالته إليه ما كان له على اللّه حقّ في ثوابه و لا كان من أهل الإيمان

 و رواه البرقيّ في المحاسن عن عبد اللّه بن الصّلت بالإسناد

299-  و عن عدّة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمّد بن سليمان عن أبيه عن أبي عبد اللّه ع في حديث قال من لم يأت اللّه عزّ و جلّ يوم القيامة بما أنتم عليه لم تقبل منه حسنة و لم يتجاوز له عن سيّئة

300-  و عن عليّ بن إبراهيم عن محمّد بن عيسى بن عبيد عن يونس في حديث قال أبو عبد اللّه ع لعبّاد بن كثير اعلم أنّه لا يتقبّل اللّه منك شيئا حتّى تقول قولا عدلا

301-  و عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد و عن عدّة من أصحابنا عن سهل بن زياد جميعا عن الحسن بن محبوب عن هشام بن سالم عن عبد الحميد بن أبي العلاء عن أبي عبد اللّه ع في حديث قال و اللّه لو أنّ إبليس سجد للّه بعد المعصية و التّكبّر عمر الدّنيا ما نفعه ذلك و لا قبله اللّه عزّ و جلّ ما لم يسجد لآدم كما أمره اللّه عزّ و جلّ أن يسجد له و كذلك هذه الأمّة العاصية المفتونة بعد نبيّها ص و بعد تركهم الإمام الّذي نصبه نبيّهم ص لهم فلن يقبل اللّه لهم عملا و لن يرفع لهم حسنة حتّى يأتوا اللّه من حيث أمرهم و يتولّوا الإمام الّذي أمروا بولايته و يدخلوا من الباب الّذي فتحه اللّه و رسوله لهم

302-  و عنه عن أحمد بن محمّد عن ابن محبوب عن عمرو بن أبي المقدام عن جابر عن أبي جعفر ع في حديث قال من لا يعرف اللّه و ما يعرف الإمام منّا أهل البيت فإنّما يعرف و يعبد غير اللّه هكذا و اللّه ضلالا

303-  و عن حميد بن زياد عن ابن سماعة عن أحمد بن الحسن عن معاوية بن وهب عن إسماعيل بن نجيح عن أبي عبد اللّه ع في حديث قال النّاس سواد و أنتم الحاجّ

304-  و عن عليّ بن محمّد )عن عليّ بن العبّاس عن الحسن بن عبد الرّحمن( عن منصور بن يونس عن حريز عن فضيل عن أبي جعفر ع قال أما و اللّه ما للّه عزّ ذكره حاجّ غيركم و لا يتقبّل إلّا منكم الحديث

305-  و عن عدّة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمّد بن سنان عن حمّاد بن أبي طلحة عن معاذ بن كثير أنّه قال لأبي عبد اللّه ع في حديث إنّ أهل الموقف لكثير فقال غثاء يأتي به الموج من كلّ مكان لا و اللّه ما الحجّ إلّا لكم لا و اللّه ما يتقبّل اللّه إلّا منكم

 و رواه الطّوسيّ في الأمالي عن أبيه عن المفيد عن ابن قولويه عن محمّد بن يعقوب مثله

306-  أحمد بن أبي عبد اللّه البرقيّ في المحاسن عن أبيه عن حمزة بن عبد اللّه عن جميل بن درّاج عن ابن مسكان عن الكلبيّ عن أبي عبد اللّه ع في حديث قال ما أكثر السّواد يعني النّاس قلت أجل فقال أما و اللّه ما يحجّ )أحد( للّه غيركم

307-  و عن أبيه و محمّد بن عيسى عن صفوان عن إسحاق بن عمّار عن عبّاد بن زياد قال قال لي أبو عبد اللّه ع يا عبّاد ما على ملّة إبراهيم أحد غيركم و ما يقبل اللّه إلّا منكم و لا يغفر الذّنوب إلّا لكم

  -308  محمّد بن عليّ بن الحسين بإسناده عن أبي حمزة الثّماليّ قال قال لنا عليّ بن الحسين ع أيّ البقاع أفضل فقلنا اللّه و رسوله و ابن رسوله أعلم فقال لنا أفضل البقاع ما بين الرّكن و المقام و لو أنّ رجلا عمّر ما عمّر نوح في قومه ألف سنة إلّا خمسين عاما يصوم النّهار و يقوم اللّيل في ذلك المكان ثمّ لقي اللّه بغير ولايتنا لم ينفعه ذلك شيئا

 و في عقاب الأعمال عن محمّد بن الحسن عن الصّفّار عن أحمد بن محمّد عن عبد الرّحمن بن أبي نجران عن عاصم عن أبي حمزة مثله و رواه الطّوسيّ في مجالسه عن أبيه عن المفيد عن محمّد بن عمر الجعابيّ عن عبد اللّه بن أحمد عن عبد اللّه بن يحيى عن عليّ بن عاصم عن أبي حمزة مثله

309-  و عن أبيه عن عليّ بن موسى عن أحمد بن محمّد عن الوشّاء عن كرّام الخثعميّ عن أبي الصّامت عن المعلّى بن خنيس قال قال أبو عبد اللّه ع يا معلّى لو أنّ عبدا عبد اللّه مائة عام ما بين الرّكن و المقام يصوم النّهار و يقوم اللّيل حتّى يسقط حاجباه على عينيه و يلتقي تراقيه هرما جاهلا بحقّنا لم يكن له ثواب

310-  و عن محمّد بن الحسن عن الصّفّار عن أحمد بن محمّد عن ابن فضّال عن عليّ بن عقبة عن أبيه عقبة بن خالد عن ميسّر عن أبي جعفر ع في حديث قال إنّ أفضل البقاع ما بين الرّكن الأسود و المقام و باب الكعبة و ذاك حطيم إسماعيل و و اللّه لو أنّ عبدا صفّ قدميه في ذلك المكان و قام اللّيل مصلّيا حتّى يجيئه النّهار و صام النّهار حتّى يجيئه اللّيل و لم يعرف حقّنا و حرمتنا أهل البيت لم يقبل اللّه منه شيئا أبدا

311-  و عن أبيه عن سعد بن عبد اللّه عن أحمد بن أبي عبد اللّه عن محمّد بن حسّان السّلميّ عن محمّد بن جعفر بن محمّد عن أبيه ع قال نزل جبرئيل ع على النّبيّ ص فقال يا محمّد السّلام يقرئك السّلام و يقول خلقت السّماوات السّبع و ما فيهنّ و الأرضين السّبع و ما عليهنّ و ما خلقت موضعا أعظم من الرّكن و المقام و لو أنّ عبدا دعاني منذ خلقت السّماوات و الأرضين ثمّ لقيني جاحدا لولاية عليّ لأكببته في سقر

312-  و عن أبيه عن محمّد بن يحيى عن محمّد بن أحمد عن إبراهيم بن إسحاق عن محمّد بن سليمان الدّيلميّ عن أبيه عن ميسّر عن أبي عبد اللّه ع في حديث قال أيّ البقاع أعظم حرمة قال قلت اللّه و رسوله و ابن رسوله أعلم قال يا ميسّر ما بين الرّكن و المقام روضة من رياض الجنّة و ما بين القبر و المنبر روضة من رياض الجنّة و و اللّه لو أنّ عبدا عمّره اللّه ما بين الرّكن و المقام و ما بين القبر و المنبر يعبده ألف عام ثمّ ذبح على فراشه مظلوما كما يذبح الكبش الأملح ثمّ لقي اللّه عزّ و جلّ بغير ولايتنا لكان حقيقا على اللّه عزّ و جلّ أن يكبّه على منخريه في نار جهنّم

313-  و عن أبيه عن سعد بن عبد اللّه عن محمّد بن عيسى عن الفضل بن كثير المدائنيّ عن سعيد بن أبي سعيد البلخيّ قال سمعت أبا الحسن ع يقول إنّ للّه في وقت كلّ صلاة يصلّيها هذا الخلق لعنة قال قلت جعلت فداك و لم قال بجحودهم حقّنا و تكذيبهم إيّانا

314-  و في العلل عن محمّد بن عليّ ماجيلويه عن عمّه محمّد بن أبي القاسم عن محمّد بن عليّ الكوفيّ عن محمّد بن سنان عن صبّاح المدائنيّ عن المفضّل بن عمر أنّ أبا عبد اللّه ع كتب إليه كتابا فيه أنّ اللّه لم يبعث نبيّا قطّ يدعو إلى معرفة اللّه ليس معها طاعة في أمر و لا نهي و إنّما يقبل اللّه من العباد بالفرائض الّتي افترضها اللّه على حدودها مع معرفة من دعا إليه و من أطاع و حرّم الحرام ظاهره و باطنه و صلّى و صام و حجّ و اعتمر و عظّم حرمات اللّه كلّها و لم يدع منها شيئا و عمل بالبرّ كلّه و مكارم الأخلاق كلّها و تجنّب سيّئها ]و من[ زعم أنّه يحلّ الحلال و يحرّم الحرام بغير معرفة النّبيّ ص لم يحلّ للّه حلالا و لم يحرّم له حراما و أنّ من صلّى و زكّى و حجّ و اعتمر و فعل ذلك كلّه بغير معرفة من افترض اللّه عليه طاعته فلم يفعل شيئا من ذلك إلى أن قال ليس له صلاة و إن ركع و إن سجد و لا له زكاة و لا حجّ و إنّما ذلك كلّه يكون بمعرفة رجل منّ اللّه على خلقه بطاعته و أمر بالأخذ عنه الحديث

315-  عليّ بن إبراهيم في تفسيره عن أحمد بن عليّ عن الحسين بن عبيد اللّه عن السّنديّ بن محمّد عن أبان عن الحارث عن عمرو عن أبي جعفر ع في قوله تعالى و إنّي لغفّار لمن تاب و آمن و عمل صالحا ثمّ اهتدى قال أ لا ترى كيف اشترط و لم تنفعه التّوبة و الإيمان و العمل الصّالح حتّى اهتدى و اللّه لو جهد أن يعمل ما قبل منه حتّى يهتدي قال قلت إلى من جعلني اللّه فداك قال إلينا

 أقول و الأحاديث في ذلك كثيرة جدّا

باب 30 - أنّ من كان مؤمنا ثمّ كفر ثمّ آمن لم يبطل عمله في إيمانه السّابق

316-  محمّد بن الحسن بإسناده عن الحسين بن عليّ عن عليّ بن الحكم عن موسى بن بكر عن زرارة عن أبي جعفر ع قال من كان مؤمنا فحجّ و عمل في إيمانه ثمّ أصابته في إيمانه فتنة فكفر ثمّ تاب و آمن قال يحسب له كلّ عمل صالح عمله في إيمانه و لا يبطل منه شي‏ء

 أقول و يدلّ على ذلك ظاهر آيات التّوبة و أحاديثها و غيرها و اللّه أعلم

باب 31 - عدم وجوب قضاء المخالف عبادته إذا استبصر سوى الزّكاة إذا دفعها إلى غير المستحقّ و الحجّ إذا ترك ركنا منه

317-  محمّد بن الحسن بإسناده عن موسى بن القاسم عن صفوان و ابن أبي عمير عن عمر بن أذينة عن بريد بن معاوية العجليّ عن أبي عبد اللّه ع في حديث قال كلّ عمل عمله و هو في حال نصبه و ضلالته ثمّ منّ اللّه عليه و عرّفه الولاية فإنّه يؤجر عليه إلّا الزّكاة فإنّه يعيدها لأنّه وضعها في غير مواضعها لأنّها لأهل الولاية و أمّا الصّلاة و الحجّ و الصّيام فليس عليه قضاء

 أقول المراد الحجّ الّذي لم يترك شيئا من أركانه لما يأتي إن شاء اللّه تعالى

 محمّد بن يعقوب عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن ابن أذينة قال كتب إليّ أبو عبد اللّه ع ثمّ ذكر مثله إلّا أنّه أسقط لفظ الحجّ

318-  و عن عدّة من أصحابنا عن سهل بن زياد و أحمد بن محمّد جميعا عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر عن عليّ بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه ع قال في حديث و كذلك النّاصب إذا عرف فعليه الحجّ و إن كان قد حجّ

 أقول هذا يحتمل الحمل على ترك بعض الأركان و يحتمل الحمل على الاستحباب

319-  و عنهم عن سهل عن عليّ بن مهزيار قال كتب إبراهيم بن محمّد بن عمران الهمدانيّ إلى أبي جعفر ع إنّي حججت و أنا مخالف و كنت صرورة فدخلت متمتّعا بالعمرة إلى الحجّ فكتب إليه أعد حجّك

320-  محمّد بن مكّيّ الشّهيد في الذّكرى نقلا من كتاب الرّحمة لسعد بن عبد اللّه مسندا عن رجال الأصحاب عن عمّار السّاباطيّ قال قال سليمان بن خالد لأبي عبد اللّه ع و أنا جالس إنّي منذ عرفت هذا الأمر أصلّي في كلّ يوم صلاتين أقضي ما فاتني قبل معرفتي قال لا تفعل فإنّ الحال الّتي كنت عليها أعظم من ترك ما تركت من الصّلاة

 و رواه الكشّيّ في كتاب الرّجال عن محمّد بن مسعود و محمّد بن الحسن البراثيّ عن إبراهيم بن محمّد بن فارس عن أحمد بن الحسن عن عليّ بن يعقوب عن مروان بن مسلم عن عمّار السّاباطيّ قال الشّهيد يعني ما تركت من شرائطها و أفعالها و ليس المراد تركها بالكلّيّة

321-  و في الذّكرى نقلا من كتاب عليّ بن إسماعيل الميثميّ عن محمّد بن حكيم قال كنت عند أبي عبد اللّه ع إذ دخل عليه كوفيّان كانا زيديّين فقالا إنّا كنّا نقول بقول و إنّ اللّه منّ علينا بولايتك فهل يقبل شي‏ء من أعمالنا فقال أمّا الصّلاة و الصّوم و الحجّ و الصّدقة فإنّ اللّه يتبعكما ذلك و يلحق بكما و أمّا الزّكاة فلا لأنّكما أبعدتما حقّ امرئ مسلم و أعطيتماه غيره

 أقول و يأتي ما يدلّ على ذلك في كتاب الزّكاة و في كتاب الحجّ إن شاء اللّه تعالى و اعلم أنّه تأتي أيضا من أحكام العبادات و آدابها أشياء كثيرة متفرّقة في أبواب جهاد النّفس و غيره إن شاء اللّه تعالى لأنّ تلك المواضع أشدّ مناسبة بها و اللّه الموفّق