أبواب سجدتي الشّكر

باب 1 - استحبابهما بعد الصّلاة فريضة كانت أو نافلة

8560-  محمّد بن عليّ بن الحسين بإسناده عن عبد الرّحمن بن الحجّاج عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال من سجد سجدة الشّكر لنعمة و هو متوضّئ كتب اللّه له بها عشر صلوات و محا عنه عشر خطايا عظام

8561-  و بإسناده عن أبي الحسين الأسديّ يعني محمّد بن جعفر أنّ الصّادق ع قال إنّما يسجد المصلّي سجدة بعد الفريضة ليشكر اللّه تعالى ذكره فيها على ما منّ به عليه من أداء فرضه و أدنى ما يجزي فيها شكرا للّه ثلاث مرّات

8562-  و في العلل و عيون الأخبار عن محمّد بن إبراهيم بن إسحاق الطّالقانيّ عن أحمد بن محمّد بن سعيد الكوفيّ عن عليّ بن الحسن بن عليّ بن فضّال عن أبيه عن أبي الحسن الرّضا ع قال السّجدة بعد الفريضة شكرا للّه عزّ و جلّ على ما وفّق له العبد من أداء فرضه و أدنى ما يجزي فيها من القول أن يقال شكرا للّه شكرا للّه شكرا للّه ثلاث مرّات قلت فما معنى قوله شكرا للّه قال يقول هذه السّجدة منّي شكرا للّه على ما وفّقني له من خدمته و أداء فرضه و الشّكر موجب للزّيادة فإن كان في الصّلاة تقصير لم يتمّ بالنّوافل تمّ بهذه السّجدة

8563-  و في المجالس عن محمّد بن موسى بن المتوكّل عن عليّ بن الحسين السّعدآباديّ عن أحمد بن أبي عبد اللّه البرقيّ عن أبيه عن عبد الرّحمن بن سالم عن المفضّل بن عمر عن الصّادق ع قال إذا قام العبد نصف اللّيل بين يدي ربّه فصلّى له أربع ركعات في جوف اللّيل المظلم ثمّ سجد سجدة الشّكر بعد فراغه فقال ما شاء اللّه ما شاء اللّه مائة مرّة ناداه اللّه جلّ جلاله من )فوق عرشه( عبدي إلى كم تقول ما شاء اللّه أنا ربّك و إليّ المشيّة و قد شئت قضاء حاجتك فسلني ما شئت

8564-  محمّد بن الحسن بإسناده عن أحمد بن أبي عبد اللّه عن أبيه عن محمّد بن أبي عمير عن حريز عن مرازم عن أبي عبد اللّه ع قال سجدة الشّكر واجبة على كلّ مسلم تتمّ بها صلاتك و ترضي بها ربّك و تعجب الملائكة منك و إنّ العبد إذا صلّى ثمّ سجد سجدة الشّكر فتح الرّبّ تبارك و تعالى الحجاب بين العبد و بين الملائكة فيقول يا ملائكتي انظروا إلى عبدي أدّى قربتي و أتمّ عهدي ثمّ سجد لي شكرا على ما أنعمت به عليه ملائكتي ما ذا له عندي قال فتقول الملائكة يا ربّنا رحمتك ثمّ يقول الرّبّ تبارك و تعالى ثمّ ما ذا له فتقول الملائكة يا ربّنا جنّتك فيقول الرّبّ تعالى ثمّ ما ذا فتقول الملائكة يا ربّنا كفاية مهمّه فيقول الرّبّ تعالى ثمّ ما ذا فلا يبقى شي‏ء من الخير إلّا قالته الملائكة فيقول اللّه تعالى يا ملائكتي ثمّ ما ذا فتقول الملائكة يا ربّنا لا علم لنا فيقول اللّه تعالى لأشكرنّه كما شكرني و أقبل إليه بفضلي و أريه رحمتي

 و رواه الصّدوق بإسناده عن أحمد بن أبي عبد اللّه نحوه إلّا أنّه قال و أريه وجهي

قال الصّدوق من وصف اللّه بوجه كالوجوه فقد كفر و أشرك و وجهه أنبياؤه و رسله بهم يتوجّه العباد إلى اللّه و النّظر إليهم يوم القيامة ثواب عظيم يفوق كلّ ثواب

8565-  و بإسناده عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن البرقيّ عن سعد بن سعد الأشعريّ عن أبي الحسن الرّضا ع قال سألته عن سجدتي الشّكر فقال أيّ شي‏ء سجدة الشّكر فقلت إنّ أصحابنا يسجدون سجدة واحدة بعد الفريضة و يقولون هي سجدة الشّكر فقال إنّما الشّكر إذا أنعم اللّه على عبد النّعمة أن يقول سبحان الّذي سخّر لنا هذا و ما كنّا له مقرنين و إنّا إلى ربّنا لمنقلبون و الحمد للّه ربّ العالمين

 و رواه الصّدوق بإسناده عن سعد بن سعد أقول حمله الشّيخ على التّقيّة و يمكن الحمل على نفي الوجوب و تقدّم ما يدلّ على المقصود في أعداد الفرائض و في التّعقيب و غير ذلك و يأتي ما يدلّ عليه و قد وقع التّعبير في بعض الأحاديث بسجدتي الشّكر باعتبار التّعفير و في بعضها بسجدة الشّكر إمّا باعتبار أنّ التّعفير واقع في أثناء السّجدة لعدم استيفاء الرّفع أو لجواز الاقتصار على واحدة و ترك التّعفير

باب 2 - استحباب إطالة سجدة الشّكر و إكثار السّجود

8566-  محمّد بن عليّ بن الحسين قال كان أبو الحسن موسى بن جعفر ع يسجد بعد ما يصلّي فلا يرفع رأسه حتّى يتعالى النّهار

8567-  و في عيون الأخبار عن أبيه عن سعد بن عبد اللّه عن يعقوب بن يزيد عن الحسن بن عليّ الوشّاء قال سمعت الرّضا ع يقول إذا نام العبد و هو ساجد قال اللّه تبارك و تعالى عبدي قبضت روحه و هو في طاعتي

 و عن أبيه عن سعد بن عبد اللّه عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن الحسن بن عليّ الوشّاء مثله إلّا أنّه زاد بعد قوله تعالى للملائكة انظروا إلى عبدي

  -8568  و عن أبيه عن سعد عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن الحسن بن عليّ بن فضّال في حديث قال رأيت أبا الحسن ع صلّى ستّ ركعات أو ثمان ركعات قال و كان مقدار ركوعه و سجوده ثلاث تسبيحات أو أكثر فلمّا فرغ سجد سجدة أطال فيها حتّى بلّ عرقه الحصى قال و ذكر بعض أصحابنا أنّه ألصق خدّيه بأرض المسجد

8569-  و عن محمّد بن عليّ بن حاتم عن عبد اللّه بن بحر الشّيبانيّ عن العبّاس الجزريّ عن الثّوبانيّ قال كانت لأبي الحسن موسى بن جعفر ع بضع عشرة سنة كلّ يوم سجدة بعد ابيضاض الشّمس إلى وقت الزّوال الحديث

8570-  و عن تميم بن عبد اللّه بن تميم القرشيّ عن أبيه عن أحمد بن عليّ الأنصاريّ عن عبد السّلام بن صالح الهرويّ عن الرّضا ع في حديث أنّه صلّى ركعات و دعا بدعوات فلمّا فرغ سجد سجدة طال مكثه فيها فأحصيت له خمس مائة تسبيحة ثمّ انصرف

8571-  و عنه عن أبيه عن أحمد بن عليّ عن رجاء بن أبي الضّحّاك في حديث قال كان الرّضا ع إذا أصبح صلّى الغداة فإذا سلّم جلس في مصلّاه يسبّح اللّه و يحمده و يكبّره و يهلّله و يصلّي على النّبيّ و آله حتّى تطلع الشّمس ثمّ يسجد سجدة يبقى فيها حتّى يتعالى النّهار

  -8572  و في العلل عن محمّد بن موسى بن المتوكّل عن عليّ بن الحسين السّعدآباديّ عن أحمد بن أبي عبد اللّه البرقيّ عن أبيه عن ابن أبي عمير عمّن ذكره قال قلت لأبي عبد اللّه ع لم اتّخذ اللّه إبراهيم خليلا قال لكثرة سجوده على الأرض

8573-  محمّد بن محمّد المفيد في الإرشاد قال كان أبو الحسن موسى ع أعبد أهل زمانه و أفقههم و أسخاهم كفّا و أكرمهم نفسا

8574-  قال و روي أنّه كان يصلّي نوافل اللّيل و يصلها بصلاة الصّبح ثمّ يعقّب حتّى تطلع الشّمس و يخرّ للّه ساجدا فلا يرفع رأسه من الدّعاء و التّحميد حتّى يقرب زوال الشّمس و كان يدعو كثيرا فيقول اللّهمّ إنّي أسألك الرّاحة عند الموت و العفو عند الحساب و يكرّر ذلك

 أقول و تقدّم ما يدلّ على ذلك في أحاديث السّجود و في حديث الاعتماد في الوقت على خبر الثّقة و يأتي ما يدلّ على ذلك في بعض الأدعية المأثورة

باب 3 - استحباب تعفير الخدّين على الأرض بين سجدتي الشّكر

8575-  محمّد بن يعقوب عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن عليّ بن يقطين عمّن رواه عن أبي عبد اللّه ع قال أوحى اللّه إلى موسى ع أ تدري لم اصطفيتك بكلامي دون خلقي قال يا ربّ و لم ذاك قال فأوحى اللّه عزّ و جلّ إليه يا موسى إنّي قلّبت عبادي ظهرا لبطن فلم أجد فيهم أحدا أذلّ لي نفسا منك يا موسى إنّك إذا صلّيت وضعت خدّيك على التّراب أو قال على الأرض

 و رواه الصّدوق في العلل عن أبيه عن سعد عن يعقوب بن فرقد عن محمّد بن أبي عمير نحوه و ترك قوله أو قال على الأرض

 محمّد بن عليّ بن الحسين قال قال أبو جعفر ع و ذكر نحوه

8576-  و بإسناده عن إسحاق بن عمّار عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال كان موسى بن عمران ع إذا صلّى لم ينفتل حتّى يلصق خدّه الأيمن بالأرض و خدّه الأيسر بالأرض

8577-  و رواه الشّيخ بإسناده عن )الحسين بن سعيد( عن محمّد بن سنان عن إسحاق بن عمّار مثله و زاد قال و قال إسحاق رأيت من آبائي من يفعل ذلك قال محمّد بن سنان يعني موسى في الحجر في جوف اللّيل

  -8578  و في العلل عن محمّد بن الحسن عن الصّفّار عن محمّد بن الحسين عن محمّد بن سنان عن إسحاق بن عمّار عن أبي عبد اللّه ع في حديث أنّ اللّه أوحى إلى موسى فقال يا موسى إنّي اطّلعت إلى خلقي اطّلاعة فلم أجد في خلقي أشدّ تواضعا لي منك فمن ثمّ خصصتك بوحيي و كلامي من بين خلقي قال و كان موسى إذا صلّى لم ينفتل حتّى يلصق خدّه الأيمن بالأرض و الأيسر

 و رواه الحسين بن سعيد في كتاب الزّهد عن محمّد بن سنان عمّن أخبره عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه ع نحوه أقول و تقدّم ما يدلّ على ذلك و يأتي ما يدلّ عليه

باب 4 - استحباب بسط الذّراعين و إلصاق الصّدر و البطن بالأرض في سجدتي الشّكر

8579-  محمّد بن يعقوب عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبي عبد اللّه ع قال إذا نزلت برجل نازلة أو شديدة أو كربه أمر فليكشف عن ركبتيه و ذراعيه و ليلصقهما بالأرض و ليلزق جؤجؤه بالأرض ثمّ ليدع بحاجته و هو ساجد

  -8580  و عنه عن أبيه عن يحيى بن عبد الرّحمن بن خاقان قال رأيت أبا الحسن الثّالث ع سجد سجدة الشّكر فافترش ذراعيه و ألصق جؤجؤه )و صدره( و بطنه بالأرض فسألته عن ذلك فقال كذا يجب

8581-  و عنه عن أبيه عن ابن أبي عمير عن جعفر بن عليّ قال رأيت أبا الحسن ع و قد سجد بعد الصّلاة فبسط ذراعيه على الأرض و ألصق جؤجؤه بالأرض في دعائه

 محمّد بن الحسن بإسناده عن محمّد بن يعقوب مثله و كذا الّذي قبله

باب 5 - استحباب مسح اليد على موضع السّجود ثمّ مسح الوجه بها و الدّعاء بالمأثور

8582-  محمّد بن عليّ بن الحسين بإسناده عن إبراهيم بن عبد الحميد أنّ الصّادق ع قال لرجل إذا أصابك همّ فامسح يدك على موضع سجودك ثمّ امسح يدك على وجهك من جانب خدّك الأيسر و على جبهتك إلى جانب خدّك الأيمن ثمّ قل بسم اللّه الّذي لا إله إلّا هو عالم الغيب و الشّهادة الرّحمن الرّحيم اللّهمّ أذهب عنّي الهمّ و الحزن ثلاثا

8583-  محمّد بن يعقوب عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد رفعه عن أبي عبد اللّه ع دعاء يدعى به في دبر كلّ صلاة تصلّيها فإن كان بك داء من سقم و وجع فإذا قضيت صلاتك فامسح بيدك على موضع سجودك من الأرض و ادع بهذا الدّعاء و أمرّ يدك على موضع وجعك سبع مرّات تقول يا من كبس الأرض على الماء و سدّ الهواء بالسّماء و اختار لنفسه أحسن الأسماء صلّ على محمّد و آله و افعل بي كذا و كذا و ارزقني كذا و كذا و عافني من كذا و كذا

 محمّد بن الحسن بإسناده عن أحمد بن محمّد مثله و بإسناده عن محمّد بن عليّ بن محبوب عن محمّد بن عبد الجبّار عن عبد الرّحمن بن حمّاد عن إبراهيم بن عبد الحميد عن رجل عن أبي عبد اللّه ع و ذكر الحديث الأوّل نحوه

8584-  الحسن بن محمّد الطّوسيّ في الأمالي عن أبيه عن المفيد عن المظفّر بن محمّد الخراسانيّ عن محمّد بن جعفر العلويّ عن الحسن بن محمّد بن جمهور القمّيّ عن أبيه عن محمّد بن أبي عمير عن جميل بن درّاج عن أبي عبد اللّه ع قال أوحى اللّه إلى موسى بن عمران ع أ تدري يا موسى لم انتجبتك من خلقي و اصطفيتك لكلامي فقال لا يا ربّ فأوحى اللّه إليه إنّي اطّلعت إلى الأرض فلم أجد عليها أشدّ تواضعا لي منك فخرّ موسى ساجدا و عفّر خدّيه في التّراب تذلّلا منه لربّه عزّ و جلّ فأوحى اللّه إليه ارفع رأسك يا موسى و أمرّ يدك على موضع سجودك و امسح بها وجهك و ما نالته من بدنك فإنّه أمان من كلّ سقم و داء و آفة و عاهة

باب 6 - استحباب الدّعاء في سجدتي الشّكر و بينهما بالمأثور

8585-  محمّد بن عليّ بن الحسين بإسناده عن عبد اللّه بن جندب عن موسى بن جعفر ع أنّه قال تقول في سجدة الشّكر اللّهمّ إنّي أشهدك و أشهد ملائكتك و أنبياءك و رسلك و جميع خلقك أنّك أنت اللّه ربّي و الإسلام ديني و محمّدا نبيّي و عليّا و الحسن و الحسين و عليّ بن الحسين و محمّد بن عليّ و جعفر بن محمّد و موسى بن جعفر و عليّ بن موسى و محمّد بن عليّ و عليّ بن محمّد و الحسن بن عليّ و الحجّة بن الحسن بن عليّ أئمّتي بهم أتولّى و من أعدائهم أتبرّأ اللّهمّ إنّي أنشدك دم المظلوم ثلاثا اللّهمّ إنّي أنشدك بإيوائك على نفسك لأعدائك لتهلكنّهم بأيدينا و أيدي المؤمنين اللّهمّ إنّي أنشدك بإيوائك على نفسك لأوليائك لتظفرنّهم بعدوّك و عدوّهم أن تصلّي على محمّد و على المستحفظين من آل محمّد ثلاثا اللّهمّ إنّي أسألك اليسر بعد العسر ثلاثا ثمّ ضع خدّك الأيمن على الأرض و تقول يا كهفي حين تعييني المذاهب و تضيق عليّ الأرض بما رحبت يا بارئ خلقي رحمة بي و كنت عن خلقي غنيّا صلّ على محمّد و آل محمّد و على المستحفظين من آل محمّد ثلاثا ثمّ تضع خدّك الأيسر على الأرض و تقول يا مذلّ كلّ جبّار و يا معزّ كلّ ذليل قد و عزّتك بلغ مجهودي ثلاثا ثمّ تعود للسّجود و تقول مائة مرّة شكرا شكرا ثمّ تسأل حاجتك إن شاء اللّه

 و رواه الكلينيّ عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن عبد اللّه بن جندب نحوه و رواه الشّيخ بإسناده عن محمّد بن يعقوب مثله

8586-  و بإسناده عن سليمان بن حفص المروزيّ أنّه قال كتب إليّ أبو الحسن الرّضا ع قل في سجدة الشّكر مائة مرّة شكرا شكرا و إن شئت عفوا عفوا

 و رواه في عيون الأخبار عن أبيه عن سعد عن محمّد بن عيسى عن سليمان بن حفص و رواه الكلينيّ عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن عليّ بن محمّد القاسانيّ عن سليمان بن حفص المروزيّ نحوه و رواه الشّيخ بإسناده عن محمّد بن يعقوب و رواه الكلينيّ أيضا عن محمّد بن يحيى و أحمد بن إدريس عن محمّد بن أحمد عن عليّ بن محمّد القاسانيّ عن محمّد بن عيسى عن سليمان بن حفص مثله

8587-  قال الصّدوق و قال الصّادق ع إنّ العبد إذا سجد فقال يا ربّ يا ربّ حتّى ينقطع نفسه قال له الرّبّ تبارك و تعالى لبّيك ما حاجتك

8588-  محمّد بن الحسن في المصباح عن عليّ بن الحسين ع أنّه كان يقول في سجدة الشّكر مائة مرّة الحمد للّه شكرا و كلّما قاله عشر مرّات قال شكرا للمجيب ثمّ يقول يا ذا المنّ الّذي لا ينقطع أبدا و لا يحصيه غيره عددا و يا ذا المعروف الّذي لا ينفد أبدا يا كريم يا كريم يا كريم ثمّ يدعو و يتضرّع و يذكر حاجته

8589-  محمّد بن يعقوب عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن عليّ بن الحكم عن محمّد بن سليمان عن أبيه قال خرجت مع أبي الحسن موسى ع إلى بعض أمواله فقام إلى صلاة الظّهر فلمّا فرغ خرّ للّه ساجدا فسمعته يقول بصوت حزين و تغرغر دموعه ربّ عصيتك بلساني و لو شئت و عزّتك لأخرستني و عصيتك ببصري و لو شئت و عزّتك لأكمهتني و عصيتك بسمعي و لو شئت و عزّتك لأصممتني و عصيتك بيدي و لو شئت و عزّتك لكنّعتني و عصيتك برجلي و لو شئت و عزّتك لجذمتني و عصيتك بفرجي و لو شئت و عزّتك لعقمتني و عصيتك بجميع جوارحي الّتي أنعمت بها عليّ و ليس هذا جزاءك منّي قال ثمّ أحصيت له ألف مرّة و هو يقول العفو العفو قال ثمّ ألصق خدّه الأيمن بالأرض فسمعته و هو يقول بصوت حزين بؤت إليك بذنبي عملت سوءا و ظلمت نفسي فاغفر لي فإنّه لا يغفر الذّنوب غيرك يا مولاي ثلاث مرّات ثمّ ألصق خدّه الأيسر بالأرض فسمعته و هو يقول ارحم من أساء و اقترف و استكان و اعترف ثلاث مرّات ثمّ رفع رأسه

 و رواه الشّيخ بإسناده عن محمّد بن يعقوب أقول هذا لا ينافي العصمة الثّابتة بالأدلّة العقليّة و النّقليّة لاحتماله التّأويلات المتعدّدة قال الحسين بن سعيد في كتاب الزّهد لا خلاف بين علمائنا في أنّهم ع معصومون من كلّ قبيح مطلقا و أنّهم كانوا يسمّون ترك المندوب ذنبا و سيّئة بالنّسبة إلى كمالهم ع انتهى و نحوه في كشف الغمّة و يحتمل إرادة التّعليم و غير ذلك و تقدّم ما يدلّ على المقصود و الأحاديث المشتملة على الأدعية الطّويلة و غيرها في سجدة الشّكر كثيرة جدّا

باب 7 - استحباب السّجود للشّكر و إطالته و إلصاق الخدّين بالأرض عند حصول النّعم و دفع النّقم و عند تذكّر نعمة اللّه و لو بالإيماء مع الانحناء عند خوف الشّهرة

8590-  محمّد بن يعقوب عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد بن خالد عن عثمان بن عيسى عن عبد اللّه بن مسكان عن أبي عبد اللّه ع أنّ رسول اللّه ص كان في سفر يسير على ناقة له إذ نزل فسجد خمس سجدات فلمّا ركب قالوا يا رسول اللّه إنّا رأيناك صنعت شيئا لم تصنعه فقال نعم استقبلني جبرئيل فبشّرني ببشارات من اللّه عزّ و جلّ فسجدت شكرا للّه لكلّ بشرى سجدة

8591-  و رواه الصّدوق في المجالس عن محمّد بن موسى بن المتوكّل عن عليّ بن الحسين السّعدآباديّ عن أحمد بن أبي عبد اللّه البرقيّ عن أبيه عن محمّد بن عليّ عن ابن أبي عمير عن منصور بن يونس عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه ع نحوه إلّا أنّه قال خرّ ساجدا فأطال السّجود

8592-  و بالإسناد عن عثمان بن عيسى عن يونس بن عمّار عن أبي عبد اللّه ع قال إذا ذكر أحدكم نعمة اللّه عزّ و جلّ فليضع خدّه على التّراب شكرا للّه فإن كان راكبا فلينزل فليضع خدّه على التّراب و إن لم يكن يقدر على النّزول للشّهرة فليضع خدّه على قربوسه فإن لم يقدر فليضع خدّه على كفّه ثمّ ليحمد اللّه على ما أنعم عليه

8593-  و عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن عليّ بن عطيّة عن هشام بن أحمر قال كنت أسير مع أبي الحسن ع في بعض أطراف المدينة إذ ثنى رجله عن دابّته فخرّ ساجدا فأطال و أطال ثمّ رفع رأسه و ركب دابّته فقلت جعلت فداك قد أطلت السّجود فقال إنّي ذكرت نعمة أنعم اللّه بها عليّ فأحببت أن أشكر ربّي

8594-  محمّد بن الحسن بإسناده عن محمّد بن عليّ بن محبوب عن أبي إسحاق النّهاونديّ عن أحمد بن عمر عن محمّد بن سنان عن إسحاق بن عمّار قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول إذا ذكرت نعمة اللّه عليك و كنت في موضع لا يراك أحد فألصق خدّك بالأرض و إذا كنت في ملإ من النّاس فضع يدك على أسفل بطنك و احن ظهرك و ليكن تواضعا للّه عزّ و جلّ فإنّ ذلك أحبّ و يرى أنّ ذلك غمز وجدته في أسفل بطنك

8595-  و في المجالس و الأخبار عن جماعة عن أبي المفضّل عن عمران بن محسّن عن إدريس بن زياد عن الرّبيع بن كامل عن الفضل بن الرّبيع عن أبيه الرّبيع بن يونس قال سألت جعفر بن محمّد ع عن سجدة الشّكر الّتي سجدها أمير المؤمنين ع ما كان سببها فذكر حديثا طويلا في آخره أنّ جبرئيل ع نزل على رسول اللّه ص فقال يا محمّد هذا ابن عمّك عليّ إلى أن قال إنّ اللّه جعلك سيّد الأنبياء و جعل عليّا سيّد الأوصياء و خيرهم و جعل الأئمّة من ذرّيّتكما قال فأخبر عليّا ع بذلك فسجد عليّ ع للّه عزّ و جلّ و جعل يقلّب وجهه على الأرض شكرا

8596-  محمّد بن عليّ بن الحسين في ثواب الأعمال عن محمّد بن الحسن عن الصّفّار عن أحمد بن محمّد عن الحسن بن محبوب عن جميل بن صالح عن ذريح قال قال أبو عبد اللّه ع أيّما مؤمن سجد سجدة لشكر نعمة في غير صلاة كتب اللّه له بها عشر حسنات و محا عنه عشر سيّئات و رفع له عشر درجات في الجنان

8597-  و في العلل عن محمّد بن محمّد بن عصام عن محمّد بن يعقوب عن الحسين بن الحسن و عليّ بن محمّد بن عبد اللّه جميعا عن إبراهيم بن إسحاق الأحمر عن عبد الرّحمن بن عبد اللّه الخزاعيّ عن نصر بن مزاحم المنقريّ عن عمرو بن شمر عن جابر قال قال أبو جعفر محمّد بن عليّ الباقر ع إنّ أبي عليّ بن الحسين ع ما ذكر للّه عزّ و جلّ نعمة عليه إلّا سجد و لا قرأ آية من كتاب اللّه عزّ و جلّ فيها سجود إلّا سجد و لا دفع اللّه عنه سوءا يخشاه أو كيد كائد إلّا سجد و لا فرغ من صلاة مفروضة إلّا سجد و لا وفّق لإصلاح بين اثنين إلّا سجد و كان أثر السّجود في جميع مواضع سجوده فسمّي السّجّاد لذلك

8598-  سعد بن عبد اللّه في بصائر الدّرجات عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب و الهيثم بن أبي مسروق النّهديّ جميعا عن الحسن بن محبوب عن معاوية بن وهب قال كنت عند أبي عبد اللّه ع بالمدينة و هو راكب حماره فنزل و قد كنّا صرنا إلى السّوق أو قريبا منه قال فنزل فسجد و أطال السّجود ثمّ رفع رأسه إليّ فقلت له رأيتك نزلت فسجدت فقال إنّي ذكرت نعمة للّه عزّ و جلّ قال قلت قريبا من السّوق و النّاس يجيئون و يذهبون فقال إنّه لم يرني أحد غيرك

 و رواه الرّاونديّ في الخرائج و الجرائح عن معاوية بن وهب نحوه