الامتحان الصعب

وبالفعل دعى عليهم ، فنزل عليه الوحي وحدد له وقت نزول العذاب الالهي بهم ، ومع قرب حلول موعد نزول العذاب ، خرج يونس مع الرجل العابد من مدينته وهو غاضب على قومه ، ووصل الى ساحل البحر ، وشاهد سفينة عند الساحل وفيها ركاب ، فطلب منهم السماح بالصعود اليها والسفر معهم ، وافقوا على ذلك وصعد معهم .... بينما كانت السفينة في وسط البحر ، فاذا بحوت ضخم وقف امام السفينة ، فاتحا فمه يطلب الطعام ، ولم يجد الركاب سبيلا الا ان يلقوا احدهم الى الحوت حتى يبتعد عنهم ، عند ذلك لجأوا الى الاقتراع لتعيين الشخص الذي يرمى للحوت ، وعندما اقرتعوا خرج اسم يونس ، « وطلبقا للرواية فانهم اقترعوا ثلاث مرات وفي كل مرة كان يخرج اسم يونس عليه السلام ، فامسكوا به وقذفوه في فم الحوت ، وذلك قوله تعالى « فساهم فكان من المدحضين * فالتقمه الحوت وهو مليم ». اي بلعه الحوت وهو مستحق الملامة ، لانه خرج من قومه وتركهم قبل نزول العذاب بفترة من الزمن ولم يبقى معهم عسى ان يهتدوا .... ومن المسلم النبي معصوم ولم يرتكب خلاف ، ولكن هذه الملامة بسبب تركه العمل بالاولى ، واستعجاله في ترك قومه وهجرانهم. وبعد بلعه من قبل الحوت ، اعطى الله عزوجل امرا تكوينيا الى الحوت ان لا تلحق الاذى بعبد الله يونس ، اذ ان عليه ان يقضي فترة في السجن الذي لم يسبق له مثيل ، كي يدرك تركه العمل بالاولى ، ويسعى لاصلاحه.