النبي ابراهيم تبليغ الرسالة

لما كبر ابراهيم عليه السلام اخرجته امه من الغار وجاءت به الى البيت وادخلته على آزر ، نظر اليه فقال : من هذا الصبي وكيف بقي ولم يقتل. قالت : هذا ابني ولدته وقت كذا وكذا. فقال : ويحك ان علم الملك به زالت منزلتنا عنده ، قالت : لا عليك ان لم يشعر الملك به بقي لنا ولدنا وان شعر به كفيتك الاحتجاج عنه. وكان آزر كلما نظر الى ابراهيم احبه حبا شديدا ، وكان يدفع اليه الاصنام ليبيعها مع اخوته كما يبيع اخوته ، « وكان آزر وزير نمرود ، وكان يتخذ الاصنام له وللناس ويدفعها الى ولده فيبيعونها وكان على دار الاصنام ». كان ابراهيم عليه السلام لما ياخذ الاصنام للبيع يعلق في اعناقها الخيوط ويجرها على الارض ويقول : من يشتري ما لا يضره ولا ينفعه ؟ ويفرقها في الماء ويقول لها : اشربي وتكلمي ، ويكسر ارجلها وايديها ... فذكر اخوته ذلك لابيه فنهاه فلم ينته ، فحبسه في منزله ولم يدعه ان يخرج. كانت هذه اول رسالة تبليغية قام بها ابراهيم عليه السلام في قومه ليقول لهم ، ان هذه الاصنام التي تعبدونها لا تنفع ولا تضر ولا تسمع ولا تشعر ... وقد فند كل اعتقاداتهم بعبادة الاصنام والكواكب والشمس والقمر ، وقال لهم : كيف تعبدون ربا يغيب عن الوجود ويختفي لا حول له ولا قوة ... وكان يبرهن لهم ذلك عن طريق الوجدان والعقل بان هذه الاصنام والاوثان التي تعبدونها من دون الله لا تنفع ولا تضر ، بل هناك قوة قاهرة ووجود ازلي ، وقدرة فائقة على كل القدرات هو الله الواحد الاحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ، خلق كل هذه الكائنات وهو على كل شيء قدير.