النبي موسى عليه السلام

 

قال الله تعالى : « ولقد ارسلنا موسى بآياتنا ان اخرج قومك من الظلمات الى النور وذكرهم بايام الله ان في ذلك لآيات لكل صبار شكور » (1). من نعم الله تعالى على البشرية هو ان يبعث لهم رسولا ونبيا ومبلغا من انفسهم يرشدهم الى طريق الحق ويبلغ لهم رسالات الله ، « هو الذي بعث في الميين رسولا منهم ... » (2) وعلى الرسول ان تكون له صلة وثيقة بالدرجة الاولى مع قومه وعشيرته يحدثهم بلسانهم وبلغتهم حتى يتمكن من هدايتهم الى طريق الحق ، وكذلك اذا اراد ان ينتخب له خليفة ووزيرا يساعده على تبليغ رسالته ويكون خليفة من بعده ينتخب من القريبين منه وممن يثق بهم ويعتمد عليهم وافضلهم علما وعملا وحكمة ، وبأمر من الله تعالى ، مثلما حدث لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم عندما امر الله تعالى ان ينذر عشيرته ويدعوهم « وانذر عشيرتك الاقربين » (3) فدعاهم وجمعهم وصنع لهم طعاما وانتخب من بينهم ابن عمه علي بن ابي طالب عليه السلام وزيرا وخليفة ، وقد جاء في حديث الانذار يوم الدار ، دعى النبي صلى الله عليه واله وسلم اقرباءه وعشيرته الى دار عمه ابي طالب ، وهم يومئذ اربعون رجلا يزيدون رجلا او ينقصونه ، وفيهم اعمامه ، ابو طالب ، وحمزة ، والعباس ، وابو لهب ، وابن عمه علي بن ابي طالب عليه السلام ، وقام رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وخطب فيهم وكان آخر ما قال : « يا بني عبد المطلب اني والله ما اعلم شابا من العرب جاء قومه بافضل مما جئتكم به ، جئتكم بخير الدنيا والآخرة ، وقد امرني الله ان ادعوكم اليه ، فايكم يؤازرني على امري هذا على ان يكون اخي ووصيي وخليفتي فيكم ؟ فاحجم القوم عنه غير علي بن ابي طالب عليه السلام اذ قال : انا يا نبي الله اكون وزيرك عليه ، فاخذ رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وقال : ان هذا اخي ووصيي وخليفتي فيكم ، فاسمعوا له واطيعوا ... » اخرج هذا الحديث كثير من الصحاح والسنن فراجع (4). وكذلك نراه قد اختار اقرب الناس اليه اخيه هارون ليكون خليفة ووزيرا له في حياته ومن بعد وفاته يشدد به ازره ويساعده على نشر رسالته .. « واجعل لي وزيرا من اهلي ، هارون اخي ، اشدد به ازري ، واشركه في امري ... » (5).
____________________________________________
1 ـ ابراهيم : 5. 
2 ـ الجمعة : 2. 
3 ـ الشعراء : 214. 
4 ـ الطبري ج 2 ص 319 ، الكامل في التاريخ ج 2 ص 62 ، السيرة الحلبية ج 1 ص 311 كنز العمال ج 15 ص 115 ومسند احمد ج 5 ص 41 ، شواهد التنزيل ج 1 ص 371 الى غير ذلك. 
5 ـ طه : 29 ـ 32.