الوقائع التي حدثت في ايام عمره الشريف صلى الله عليه واله وسلم قبل الهجرة

 ذكر المؤرخون بشكل مفصل الوقائع والحوادث التي مرت في حياة النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم من حين ولادته الى وفاته ، ونحن هنا نختصر اهم هذه الحوادث ونؤرخها بتاريخ هبوط ادم عليه السلام الى الارض كما وجدنا مؤرخا في كتاب « منتهى الامال » للشيخ عباس القمي تغمده الله برحمته الواسعة.     ولد النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم بعد هبوط ادم عليه السلام « سنة 6163 » ستة الاف سنة ومائة وثلاث وستين سنة.     وفي سنة « 6169 » توفيت امه امنة بنت وهب ـ رضي الله عنها ـ.     وفي سنة « 6171 » توفي جده عبد المطلب وله من العمر صلى الله عليه واله وسلم ثمان سنين.     وفي سنة « 6174 » خرج مع عمه ابو طالب رضي الله عنه الى الشام للتجارة وكان عمره الشريف صلى الله عليه واله وسلم اثنتي عشر سنة وشهرين وعشرة ايام ، وكانوا اذا ساروا تسير على راس رسول الله صلى الله عليه واله وسلم غمامة تظله من الشمس ، فمروا في طريقهم براهب نصراني يقال له « بحيرى » فلما رأى الغمامة تسير معهم نزل من صومعته واخبر ابو طالب بشان النبي صلى الله عليه واله وسلم وقال له : رد هذا الغلام الى بلاده فانه ان علمت به اليهود ما اعلم منه قتلوه ، فان لهذا شانا من الشان ، وهذا نبي هذه الامة ، هذا نبي السيف.     وفي سنة « 6188 » تزوج النبي صلى الله عليه واله وسلم بخديجة « رض » وكان عمره الشريف انذاك خمسا وعشرين سنة ، واما خديجة فهي بنت خويلد ابن اسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب.     وفي سنة « 6193 » كانت ولادة امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام وكان عمر النبي صلى الله عليه واله وسلم ثلاثين سنة.     وفي سنة « 6203 » بعث النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم وعمره الشريف اربعون سنة في اليوم السابع والعشرين من شهر رجب الذي صادف في يوم النيروز.     وفي سنة « 6207 » اظهر النبي صلى الله عليه واله وسلم دعوته واعلنها على الناس بعدما كان يدعوهم ثلاث سنين في الخفاء ، ذهب الى جبل الصفا وانذر الناس ودعاهم الى الدين المبين وتلا عليهم القران ....     وفي سنة « 6208 » هاجر اصحاب رسول الله صلى الله عليه واله وسلم الى الحبشة ، وذلك لما اشتدت قريش في اذى الرسول صلى الله عليه واله وسلم واصحابه الذين امنوا معه في مكة ، فامرهم رسول الله صلى الله عليه واله وسلم بالهجرة الى ارض الحبشة ، والنجاشي ملك الحبشة يومئذ كان لا يظلم احدا.     وفي سنة « 6209 » ولدت فاطمة الزهراء « س » بنت رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وذلك بعد البعثة بخمس سنين.     وفي سنة « 6210 » دخل رسول الله صلى الله عليه واله وسلم الشعب « شعب ابي طالب » مع اهله واصحابه ، وكان عمه ابو طالب واولاده يحرسون النبي صلى الله عليه واله وسلم خوفا من ان يقتل على ايدي المشركين من قريش.     وفي سنة « 6213 » توفي ابو طالب وخديجة ، وكانت وفاته رضي الله عنه في ست وعشرين من شهر رجب في اواخر السنة العاشرة من البعثة واما خديجة « رض » فانها توفيت بعده بثلاثة ايام ، فبكى رسول الله صلى الله عليه واله وسلم عليهما كثيرا ، واغتم حتى قل خروجه من الدار ، وسمي ذلك العام ، بعام الحزن.     وفي سنة « 6214 » خرج النبي صلى الله عليه واله وسلم الى الطائف لدعوة اهلها الى الاسلام ، وفي نفس العام تزوج صلى الله عليه واله وسلم من سودة بنت زمعة ، وهي اول امرأة تزوجها بعد خديجة ، ثم تزوج بعائشة ، وفي هذا العام ايضا ، دخل الانصار في الاسلام.     وفي عام « 6215 » كان معراج النبي صلى الله عليه واله وسلم ، وقد عرج الى السماء ببدنه وروحه وفي اليقظة لا في المنام ، ولاقى الانبياء ودخل الجنة وراى منازل اهل الجنة واهل النار ... كل ذلك في ليلة واحدة.     و في عام « 6216 » وقعت بيعة العقبة الثانية لاهل المدينة ، وذلك عاهدوا رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ان يحفظوه ويحرسوه كما يحفظون انفسهم وان يمنعوه ما يمنعون انفسهم ، ولما علم المشركون بذلك ازداد حقدهم وغيظهم ، فاجتمع اربعون نفرا من دهاتهم في دار الندوة للمشورة والتخطيط لقتل النبي صلى الله عليه واله وسلم.     وفي نفس العام امر ان يثبت عليا عليه السلام مكان النبي صلى الله عليه واله وسلم ويخرج النبي صلى الله عليه واله وسلم الى المدينة (1).     فقال النبي صلى الله عليه واله وسلم لعلي عليه السلام : ان جبرئيل هبط علي يخبرني ان قريشا اجتمعت على قتلي وامرني ربي ان اهجر دار قومي ، وانه امرني ان آمرك بالمبيت على مضجعي لتخفي بمبيتك عليه اثري ... فقال علي عليه السلام : اوتسلمن بمبيتي يا نبي الله ؟ قال نعم ، فتبسم علي عليه السلام ضاحكا واهوى الى الارض ساجدا شكرا لله ، « فكان اول من سجد لله شكرا » فلما رفع راسه قال : امضي لما امرت فداك نفسي (2) .. ، ونزلت هذه الآية في حق علي عليه السلام « ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله والله رؤوف بالعباد » (3).     خرج رسول الله صلى الله عليه واله وسلم من مكة ومكث في الغار ثلاثة ايام ثم خرج من الغار في اليوم الرابع الى المدينة ، فحل بها في الثاني عشر من شهر ربيع الاول ، في السنة الثالثة عشر من البعثة ، فصارت هذه الهجرة مبدا تاريخ المسلمين.
__________________________________________________________
1 ـ منتهى الآمال : ج 1 ص 109. 
2 ـ منتهى الآمال : ج 1 ص 122. 
3 ـ البقرة : 207.