براءة يوسف

واعلم ان العامة والمنحرفين عقائديا ، نسبوا الى يوسف عليه السلام روايات مختلقة لا يليق للمؤمن نقلها ، فكيف باعتقادها ، واتهموه بانواع التهم لا اطيق ذكرها. نذكر هنا وباختصار الادلة على براءته وعصمته : ان الذين لهم تعلق بهذه الواقعة هم : يوسف عليه السلام ، وامرأة العزيز ، وزوجها ، والشهود ، والنسوة ، ورب العالمين ، وابليس ، وكل هؤلاء قالوا ببراءة يوسف من الذنب : 1 ـ اما يوسف ، فقوله : « هي راودتني عن نفسي » وقوله : « رب السجن احب الي مما يدعونني اليه ». 2 ـ واما العزيزة ، فقولها : « ولقد راودته عن نفسه فاستعصم » ، وقالت : « الآن حصحص الحق انا راودته عن نفسه ». 3 ـ واما زوجها العزيز ، فقال : « انه من كيدكن ان كيدكن عظيم ». 4 ـ واما النسوة ، فقولهن « امرأة العزيز تراود فتاها عن نفسه قد شغفها حبا انا لنراها في ضلال مبين » ، وقلن : « حاش لله ما علمنا عليه من سوء ». 5 ـ واما الشهود ، فقوله تعالى : « شهد شاهد من اهلها ان كان قميصه قد من قبل ... » الآية. 6 ـ واما شهادة الله بذلك ، فقوله عز من قائل : « كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء انه من عبادنا المخلصين ». 7 ـ واما اقرار ابليس بذلك ، فقوله : « لاغوينهم اجمعين الا عبادك منهم المخلصين ». فقد اقر ابليس بانه لم يغوه. وبعد هذا نقول لهؤلاء الجهال الذين نسبوا الى يوسف عليه السلام الفضيحة ، ان كانوا من اتباع دين الله ، فليقبلوا شهادة الله بطهارته ، وان كانوا من اتباع الشيطان وجنوده ، فليقبلوا اقرار ابليس بطهارته. !