حكم و مواعظ من حياة النبي ايوب عليه السلام

 

قصة النبي ايوب ( عليه السلام) 
قال الله تعالى : « وايوب اذ نادى ربه اني مسني الضر وانت ارحم الراحيمن * فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر وآتيناه اهله ومثلهم معهم رحمة من عندنا وذكرى للعابدين » (1).
من هو ايوب ؟
تتحدث لنا الآيتان عن نبي آخر من انبياء الله العظماء ، وقصة النبي ايوب عليه السلام قصة حزينة ، ولكنها في نفس الوقت عظيمة وسامية وتحمل لنا تجارب وحكم ومواعظ كثيرة في الصبر والتحمل والاستقامة ، وتعلمنا درسا مهما في كيفية الاستقامة امام المشاكل والمصاعب الحياتية ، وكيف ننتصر على ابليس وجنوده. خاصة نحن في زماننا هذا والازمنة القادمة ، حيث نواجه في مسيرة حياتنا الاجتماعية ، والدينية ، والسياسية ، مختلف المشاكل والمصاعب والطرق الشائكة ، فيجب علينا ان نعالجها بحكمة وحنكة وتدبر وصبر ، حتى نتمكن من الانتصار عليها. كان ايوب النبي عليه السلام رجلا من الروم ، وكان رجلا طويلا عظيم الرأس ، جعد الشعر ، حسن العينين والخلق ، وكان دينه التوحيد والصلاح والاصلاح بين الناس ، وكان اذا اراد حاجة سجد وطلبها ، وكان صابرا محتسبا ، وابتلي باصعب الابتلاءات فصبر وخرج منها منتصرا ناجحا ، وضربت بصبره الامثال ، وسمي « ايوب الصابر ». وهو ايوب بن اموص ، بن رازخ ، » او تارخ « بن روم ، بن عيص ، بن اسحاق ، بن ابراهيم ، وكانت امه من ولد لوط بن هاران عليه السلام. وكان الله تعالى قد اصطفاه ونبأه وبسط عليه الدنيا ، وكانت له » البثنة « (2) من ارض الشام كلها ، سهلها وجبلها بما فيها ، وكان له فيها من اصناف المال كله من الابل والبقر والخيل والغنم والحمر ، ما لا يكون للرجل افضل منه في العدة والكثرة ، وكان له بها خمسمائة فدان (3) يتبعها خمسمائة عبد ، لكل عبد امرأة وولد ومال ..... وكان النبي ايوب عليه السلام برا تقيا رحيما بالمساكين ، يتكفل الارامل والايتام ، ويكرم الضيف ، ويبلغ ابن السبيل ، وكان شاكرا لانعم الله تعالى ، مؤديا لحق الله تعالى ... ، وكان نموذجا حيا للصبر والاستقامة. 
________________________________________
1 ـ الانبياء : 83 ـ 84. 
2 ـ البثنة : هو اسم ناحية من نواحي دمشق ، وقيل هي قرية بين دمشق واذرعات ، وكان ايوب منها. 
3 ـ الفدان : الثوران يقرن بينهما للحرث.