حكم ومواعظ من حياة النبي ابراهيم عليه السلام

كان ابراهيم عليه السلام امة : قال الله تعالى : « ما كان ابراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين ، ان اولى الناس بابراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين امنوا والله ولي المؤمنين » (1). اجتمع اليهود والنصارى عند رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فتنازعوا فيما بينهم في ابراهيم عليه السلام. فقالت اليهود : ما كان ابراهيم الا يهوديا وهو منا. وقالت النصارى : ما كان الا نصرانيا ، فادعت كل فرقة بان ابراهيم عليه السلام منهم ، فانزل الله تعالى على رسوله صلى الله عليه واله وسلم قل لهم : ما كان ابراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما .. ». كان النبي ابراهيم عليه السلام مسلما ومؤمنا بالله الواحد الاحد الفرد الصمد وكان متمسكا بدين الاسلام ومحبا لله تعالى ، يامر بالمعروف وينهى عن المنكر ، واتخذه الله تعالى خليلا له « واتخذ الله ابراهيم خليلا » (2) وكان ابراهيم محبا ومواليا لاولياء الله تعالى ، ومعاديا لاعداء الله ، وكان خلا لله. ومقابل هذا ، كان الله ينصره على اعداءه الذين يريدون به السوء ويحامي عنه بجنود لم تروها ، كما انقذه من الاعداء في موافق كثيرة اهمها انقاذه من نار نمرود وجعلها بردا وسلاما عليه وذلك عندما امر نمورد الملك بجمع الحطب الكثير واشعلها واصبحت نارا عظيمة عند ذلك امر برمي ابراهيم عليه السلام فيها ... كان ابراهيم صائما ومصليا وداعيا الى الله ، كان معلما للخير ، وامام هدى ، انفرد في دهره بالتوحيد والايمان فكان وحده مؤمنا وبقية الناس كفار ، ولهذا الامر اعطاه الله وسام لم يعطيه لاحد من الانبياء « وسام الامة » « ان ابراهيم كان امة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين » (3) ، نعم : كان امة ، لان قوام الامة كان به ، وكان يقوم بعمل امة لوحده ، وكان مطيعا لله ومصليا ومستقيما على طاعة الله ، وعلى هذا الاساس اختاره الله وانعم عليه وجعله امة وجعله خليلا. 

_________________________________________

1 ـ ال عمران : 68. 

2 ـ النساء : 125. 

3 ـ النحل : 120.