مقدّمة المؤلّف

بسم اللّه الرّحمن الرّحيم الحمد للّه الّذي زيّن سماء شرائع الإسلام بزينة كواكب الأخبار و شيّد بروج معالم الدّين بدعائم أحاديث الأئمّة الأطهار و أوضح الحقّ بمسلسلات الرّواة الثّقات و دمغ الباطل بمسانيد الذّادة الحماة و الصّلاة على أوّل من جرى بمدحه القلم في اللّوح المكرّم المصطفى في الظّلال يوم أخذ العهد من ذرّيّة آدم محمّد الّذي لا يدرك نعته بعد الهمم و على آله أنوار اللّه الّتي قهر بها غواسق العدم و بواسق الظّلم و اللّعنة على أعدائهم شرار البريّة بين طوائف الأمم. و بعد فيقول العبد المذنب المسي‏ء حسين بن محمّد تقيّ النّوريّ الطّبرسيّ نوّر اللّه تعالى قلبه بنور المعرفة و اليقين و جعل له لسان صدق في الآخرين. إنّ العالم الكامل المتبحّر الخبير المحدّث النّاقد البصير ناشر الآثار و جامع شمل الأخبار الشّيخ محمّد بن الحسن الحرّ العامليّ قدّس اللّه تعالى روحه الزّكيّة قد جمع في كتاب الوسائل من فنون الأحاديث الفرعيّة المتفرّقة في كتب سلفنا الصّالحين و العصابة المهتدين ما تشتهيه الأنفس و تقرّ به الأعين فصار بحمد اللّه تعالى مرجعا للشّيعة و مجمعا لمعالم الشّريعة لا يطمع في إدراك فضله طامع و لا يغني العالم المستنبط عنه جامع و لكنّا في طول ما تصفّحنا كتب أصحابنا الأبرار قد عثرنا على جملة وافرة من الأخبار لم يحوها كتاب الوسائل و لم تكن مجتمعة في مؤلّفات الأواخر و الأوائل و هي على أصناف. منها ما وجدناه في كتب قديمة لم تصل إليه و لم يعثر عليها و منها ما يوجد في كتب لم يعرف هو مؤلّفيها فأعرض عنها و نحن سنشير بعون اللّه تعالى في بعض فوائد الخاتمة إلى أسامي هذه الكتب و مؤلّفيها و ما يمكن أن يجعل سببا للاعتماد عليها و الرّجوع إليها و التّمسّك بها. و منها ما وجدناه في مطاوي الكتب الّتي كانت عنده و قد أهمله إمّا للغفلة عنه أو لعدم الاطّلاع عليه. و حيث وفّقني اللّه تعالى للعثور عليها رأيت جمعها و ترتيبها و إلحاقها بكتاب الوسائل من أجلّ القربات و أفضل الطّاعات لما في ذلك من الفوائد الجمّة الجليلة و المنافع العامّة العظيمة إذ يتمّ بذلك أساس الدّين و يلمّ به شعث شريعة خاتم النّبيّين ص فاستخرت اللّه تعالى و جمعت تلك الغرر اللآّلي و نظمت تلك الدّرر الغوالي فصار الكتابان بحمد اللّه تعالى كأنّهما نجمان مقترنان يهتدى بهما على مرور الدّهور و الأزمان أو بحران ملتقيان يخرج منهما اللّؤلؤ و المرجان. و هذا الشّيخ المعظّم و إن اجتنى من حدائق الأخبار ما كان من الأثمار اليانعة و اقتطف من رياض الأحاديث ما كان من الأزهار الزّاهية و ما أبقى للمجتني من بعده إلّا بقايا كصبابة الإناء أو خبايا في زوايا الأرجاء إلّا أنّي بحمد اللّه تعالى و منّه و كرمه بعد إبلاغ الجهد و إفراغ الوسع في تسريح الطّرف إلى أكنافها و الفحص البالغ في أطرافها جمعت في هذا الجامع الشّريف من الآثار ما يقرب و يدنو من الأصل و جنيت من الأثمار ثمارا يانعة نافعة تجتنى في الأوان و الفصل. فبلغ بحمد اللّه تعالى مبلغا لو شئت لجعلته جامعا أصيلا و إلّا فلهذا الجامع المنيف مستدركا و تذييلا فكم من خبر ضعيف في الأصل يوجد في التّذييل صحّته أو واحد غريب تظهر فيه كثرته أو مرسل يوجد فيه طريقه و سنده أو موقوف يكشف فيه مستنده أو غير ظاهر في المطلوب تتّضح فيه دلالته و كم من أدب شرعيّ لا ذكر له و فيه ما

 يرشد إليه و كم من فرع لا نصّ فيه يظهر من التّذييل أنّه منصوص عليه و قد رتّبت الأبواب على ترتيب الكتاب و اقتفيت غالبا في عنوان كلّ باب أثره و إن كان نظري لا يوافق نظره لئلّا يضطرب الأمر على الوارد و لا تقع المخالفة بين الكتابين و هما بمنزلة مؤلّف واحد غير أنّا نشير في آخر الباب إلى ما عندنا من الحقّ و الصّواب و كلّ باب لم نعثر لعنوانه و لو لبعض ما فيه من الأحكام على خبر أسقطناه من الكتاب. و ربّما نعبّر عن صاحب الوسائل بالشّيخ و عن كتابه بالأصل حذرا عن الإطناب و زدت في آخر غالب الأبواب بابا في نوادر ما يتعلّق بالأبواب المذكورة ذكرت فيه ما له تعلّق بها و يدلّ على حكم يحقّ ذكره فيها و لا ينبغي ذكره في خلال بعض من تلك الأبواب و ليس المراد من النّوادر الأخبار النّادرة و الأحاديث الشّاذّة غير المعمول بها على مصطلح أهل الدّراية فإنّه في مقام وصف الخبر بالنّدرة و الشّذوذ لا الباب و الكتاب كما ذكر في محلّه. و لو اطّلع أحد على حديث و هو موجود في الأصل منقول من الكتاب الّذي نقلناه فلا يسارع في الملامة و العتاب فإنّ الشّيخ كثيرا ما ذكر الخبر لمناسبة قليلة في بعض الأبواب مع أنّ درجه في غيره أولى و أنسب فلعدم وجوده فيه و عدم الالتفات إلى الباب الآخر ظننّا أنّه من السّواقط فذكرناه و قد وقفنا على جملة منها فأصلحناها و ربّما بقي منها شي‏ء في بعض الأبواب لا يضرّ وجوده و لا يوجب العتاب و لنعم ما قيل من صنّف فقد استهدف و من وقف على اختلال حالي و كثرة شواغلي و أشغالي و انفرادي في كلّ أحوالي لعلّه يستغرب هذا البارز منّي فكيف بما يفوقه و ما هو إلّا من فضل اللّه يؤتيه من يشاء فعليك بهذا الجامع لعوالي اللآّلي و الدّرر الغوالي الوافي لهداية الطّالب و فلاح السّائل و نجاح مقصد الرّاغب و المجموع الرّائق الحاوي لكشف اليقين بمصباح الشّريعة و قضاء الحقوق بشرح الأخبار و تبيان خصائص أعلام الدّين و دعائم الإسلام و تمحيص رذائل الأخلاق و غايات الأعمال و مانعات دار القرار و سمّيته كتاب مستدرك الوسائل و مستنبط المسائل راجيا من الكريم الوهّاب أن يجعله في ديوان الحسنات في يوم الحساب. و هذا أوان الشّروع في المرام بعون الملك الجواد العلّام متوسّلا بخلفائه أئمّة الأنام ع أن يسدّدني و يوفّقني للإتمام. فهرست الكتاب إجمالا. أبواب مقدّمة العبادات. كتاب الطّهارة. كتاب الصّلاة. كتاب الزّكاة. كتاب الخمس. كتاب الصّيام. كتاب الاعتكاف. كتاب الحجّ. كتاب الجهاد. كتاب الأمر بالمعروف و النّهي عن المنكر. كتاب التّجارة. كتاب الرّهن. كتاب الحجر. كتاب الضّمان. كتاب الصّلح. كتاب الشّركة. كتاب المضاربة. كتاب المزارعة و المساقاة. كتاب الوديعة. كتاب العاريّة. كتاب الإجارة. كتاب الوكالة. كتاب الوقوف و الصّدقات. كتاب السّكنى و الحبيس. كتاب الهبات. كتاب السّبق و الرّماية. كتاب الوصايا. كتاب النّكاح. كتاب الطّلاق. كتاب الخلع و المباراة. كتاب الظّهار. كتاب الإيلاء و الكفّارات. كتاب اللّعان. كتاب العتق. كتاب التّدبير و المكاتبة و الاستيلاد. كتاب الإقرار. كتاب الجعالة. كتاب الأيمان. كتاب النّذر و العهد. كتاب الصّيد و الذّبائح. كتاب الأطعمة و الأشربة. كتاب الغصب. كتاب الشّفعة. كتاب إحياء الموات. كتاب اللّقطة. كتاب الفرائض و المواريث. كتاب القضاء. كتاب الشّهادات. كتاب الحدود. كتاب القصاص. كتاب الدّيات. خاتمة الكتاب فيها اثنتا عشرة فائدة. و لنشرع في التّفصيل سائلا من اللّه تعالى أن يهديني إلى سواء السّبيل إنّه خير دليل و أحسن كفيل