أبواب الدّفن و ما يناسبه

 باب 1 -وجوبه

1    عوالي اللآّلي، عن فخر المحقّقين قال قال النّبيّ ص فرض على أمّتي غسل موتاها و الصّلاة عليها و دفنها

2    الطّبرسيّ في الإحتجاج، في أسئلة الزّنديق عن الصّادق ع إلى أن قال فأخبرني عن المجوس كانوا أقرب إلى الصّواب في دهرهم أم العرب قال ع العرب في الجاهليّة كانت أقرب إلى الدّين الحنيفيّ من المجوس إلى أن قال ع و كانت المجوس ترمي الموتى في الصّحاري و النّواويس و العرب تواريها في قبورها و تلحد لها و كذلك السّنّة على الرّسل إنّ أوّل من حفر له قبر آدم ع أبو البشر و ألحد له لحد

   باب 2- استحباب تشييع الجنازة و الدّعاء للميّت

1    الصّدوق في الهداية، عن الصّادق ع من شيّع جنازة مؤمن حطّ عنه خمس و عشرون كبيرة فإن ربّعها خرج من الذّنوب

 و روي أنّ المؤمن ينادى ألا إنّ أوّل حبائك الجنّة و أوّل حباء من تبعك الجنّة

2    ابن شهرآشوب في المناقب، عن موسى بن سيّار عن الرّضا ع في حديث أنّه قال يا موسى بن سيّار من شيّع جنازة وليّ من أوليائنا خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمّه لا ذنب عليه الخبر

3    ابن الشّيخ في أماليه، عن أبيه عن المفيد عن جعفر بن محمّد بن قولويه عن أبيه عن سعد بن عبد اللّه عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن محمّد بن عيسى عن بكر بن محمّد عن أبي عبد اللّه ع قال سمعته يقول لخيثمة يا خيثمة أقرئ موالينا السّلام و أوصهم بتقوى اللّه العظيم و أن يشهد أحياؤهم جنائز موتاهم الخبر

4    فقه الرّضا، ع روى أبي عن أبي عبد اللّه ع أنّ المؤمن إذا أدخل قبره ينادى ألا إنّ أوّل حبائك الجنّة و أوّل حباء من تبعك المغفرة و قال ع لا تترك تشييع جنازة المؤمن فإنّ فيه فضلا كثيرا

5    الجعفريّات، أخبرنا محمّد حدّثني موسى حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ بن أبي طالب ع قال قال رسول اللّه ص سر سنتين برّ والديك سر سنة صل رحمك سر ميلا عد مريضا سر ميلين شيّع جنازة

6    السّيّد فضل اللّه الرّاونديّ في نوادره، عن عبد الواحد بن إسماعيل عن محمّد بن الحسن البكريّ عن سهل بن أحمد الدّيباجيّ عن محمّد بن محمّد الأشعث مثله

7    القطب الرّاونديّ في دعواته، قال قال رسول اللّه ص عودوا المرضى و اتّبعوا الجنائز يذكّركم الآخرة و قال أمير المؤمنين ع من تبع جنازة كتب له أربعة قراريط قيراط باتّباعه إيّاها و قيراط بالصّلاة عليها و قيراط بالانتظار حتّى يفرغ من دفنها و قيراط للتّعزية و قال أبو جعفر ع القيراط مثل جبل أحد

8    الشّهيد في الأربعين، بإسناده عن ابن أبي جيد عن محمّد بن الحسن بن الوليد عن عبد اللّه بن جعفر الحميريّ عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة عن الصّادق ع عن أبيه قال إنّ رسول اللّه ص أمرهم بسبع بعيادة المرضى و اتّباع الجنائز الخبر

9    الحسين بن سعيد الأهوازيّ في كتاب المؤمن، عن أبي عبد اللّه ع قال أوّل ما يتحف به المؤمن في قبره أن يغفر لمن تبع جنازته و فيه، عنه ع قال إنّ المسلم أخو المسلم لا يظلمه إلى أن قال و يشيّعه إذا مات

10    السّيّد عليّ بن طاوس في فلاح السّائل، روي عن النّبيّ ص أنّ أوّل ما يبشّر به المؤمن أن يقال له قدمت خير مقدم قد غفر اللّه لمن شيّعك و استجاب لمن استغفر لك و قبل ممّن شهد لك

11    الشّريف الزّاهد في كتاب التّعازي، بإسناده عن الحصين عن عطاء عن أبي فريد قال قال رسول اللّه ص من شيّع جنازة امرئ مسلم شيّعته الملائكة بألويتها إلى الموقف

   ، و بإسناده عن إسحاق بن محمّد بن مروان عن الفضيل بن فضالة عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن الحسن قال قال رسول اللّه ص إنّ أهون ما يجي‏ء به الميّت أن يغفر لمن تبعه

 باب 3 -استحباب ترك الرّجوع عن الجنازة إلى أن يصلّى عليها و تدفن و يعزّى أهلها و إن أذن له وليّها في الرّجوع و أنّه لا حاجة إلى إذنه في التّشييع

1    القطب الرّاونديّ في دعواته، عن زرارة قال حضر أبو جعفر ع جنازة رجل من قريش و أنا معه و كان عطاء فيها فصرخت صارخة فقال عطاء لتسكتين أو لنرجعنّ قال فلم تسكت فرجع عطاء قال قلت لأبي جعفر ع إنّ عطاء قد رجع قال و لم قلت كان كذا و كذا قال امض بنا فلو أنّا إذا رأينا شيئا من الباطل تركنا الحقّ لم نقض حقّ مسلم فلمّا صلّى على الجنازة قال وليّها لأبي جعفر ع انصرف مأجورا رحمك اللّه فإنّك لا تقدر على المشي فأبى أن يرجع قال فقلت قد أذن لك في الرّجوع و لي حاجة أريد أن أسألك عنها فقالامض فليس بإذنه جئنا و لا بإذنه نرجع إنّما هو فضل طلبناه فبقدر ما يتبع الرّجل يؤجر على ذلك

2    الشّريف الزّاهد محمّد بن عليّ الحسينيّ في كتاب التّعازي، بإسناده عن الحسين بن علوان عن جعفر عن أبيه عن عليّ ع قال من شهد جنازة كتب له أربعة قراريط قيراط لانتظاره إيّاه و قيراط للصّلاة عليها و قيراط لانتظاره حتّى يفرغ من دفنها و قيراط لتعزية أوليائها

3   ، و بإسناده عن ابن هلال المدنيّ عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول اللّه ص من شيّع جنازة حتّى يصلّي عليها كان له قيراط و من تبعها حتّى تدفن كان له قيراطان فقال له رجل يا رسول اللّه و ما القيراط قال و الّذي نفسي بيده لذلك القيراط يوم القيامة أثقل من أحد

 باب 4 -استحباب المشي خلف الجنازة أو مع أحد جانبيها

1    فقه الرّضا، ع إذا حضرت جنازة فامش خلفها و لا تمش أمامها و إنّما يؤجر من تبعها لا من تبعته و قال ع اتّبعوا الجنازة و لا تتّبعكم فإنّه من عمل المجوس و أفضل المشي في اتّباع الجنازة ما بين جنبي الجنازة و هو مشي الكرام الكاتبين

2    القطب الرّاونديّ في دعواته، قال قال الصّادق ع قال رسول اللّه ص عودوا المرضى و اتّبعوا الجنائز

3    دعائم الإسلام، عن عليّ ص أنّه قال قال رسول اللّه ص اتّبعوا الجنازة و لا تتّبعكم خالفوا أهل الكتاب و إنّ رجلا قال له كيف أصبحت يا رسول اللّه قال خير من رجل لم يمش وراء جنازة و لم يعد مريضا

، و عنه ع أنّ أبا سعيد الخدريّ سأله عن المشي مع الجنازة أيّ ذلك أفضل أمامها أو خلفها فقال له ع مثلك يسأل عن هذا قال إي و اللّه لمثلي يسأل عنه قال عليّ ع إنّ فضل الماشي خلفها على الماشي أمامها كفضل الصّلاة المكتوبة على التّطوّع فقال أبو سعيد أ عن نفسك تقول هذا أم سمعته من رسول اللّه ص يقوله قال بل سمعت رسول اللّه ص يقوله

5    الجعفريّات، أخبرنا عبد اللّه بن محمّد قال أخبرنا محمّد بن محمّد قال حدّثني موسى بن إسماعيل قال حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ بن أبي طالب ع قال قال رسول اللّه ص اتّبعوا الجنازة و لا تتّبعكم خالفوا أهل الكتاب

 باب 5 -جواز المشي قدّام الجنازة على كراهية مع عدم التّقيّة و تتأكّد في جنازة المخالف

1    الشّيخ جعفر بن أحمد القمّيّ في كتاب المسلسلات، قال حدّثنا إسماعيل بن عبّاد بن عبّاس الوزير قال حدّثني سليمان بن أحمد عن أحمد بن أبي يحيى الحضرميّ عن محمّد بن داود بن أبي ناجية عن سفيان بن عيينة قال الزّهريّ حدّثنيه و معمرا ثبّتنيه أخذته من فلق فيه يعيده و يبديه عن سالم عن أبيه أنّ النّبيّ ص و أبا بكر و عمر كانوا يمشون أمام السّرير

 باب 6 -استحباب المشي مع الجنازة و كراهة الرّكوب إلّا لعذر و جوازه في الرّجوع

1    القطب الرّاونديّ في دعواته، خرج النّبيّ ص في جنازة ماشيا قيل أ لا تركب يا رسول اللّه فقال إنّي أكره أن أركب و الملائكة يمشون فأبى أن يركب

2    عوالي اللآّلي، عن أبي سعيد الخدريّ أنّه ص ما ركب في عيد و لا جنازة قطّ

   باب 7- استحباب حمل الجنازة عينا و تربيعها

1    دعائم الإسلام، عن عليّ ع أنّه سئل عن حمل الجنازة أ واجب هو على من شهدها قال لا و لكنّه خير من شاء أخذ و من شاء ترك

2    فقه الرّضا، ع و ربّع الجنازة فإنّ من ربّع جنازة مؤمن حطّ عنه خمس و عشرون كبيرة

3    الشّيخ المفيد في كتاب الإختصاص، قال قال ع إذا حملت بجوانب السّرير خرجت من الذّنوب كما ولدتك أمّك

4    الشّريف الزّاهد أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن عليّ بن الحسن العلويّ في كتاب التّعازي، بإسناده عن صالح بن وصيف يرفع به إلى ثابت البنانيّ عن أنس بن مالك قال قال رسول اللّه ص من رفع قوائم السّرير الأربع إيمانا و احتسابا حطّ اللّه عنه أربعين كبيرة

، و بإسناده عن جابر بن عبد اللّه عن النّبيّ ص قال إذا مات الرّجل من أهل الجنّة استحيا اللّه أن يعذّب من حمله و من اتّبعه و من صلّى عليه قال جابر ما تركت حمل ميّت مذ سمعت هذا من رسول اللّه ص

 و قال ص من تبع السّرير فحمل بجوانبه الأربع غفر اللّه له أربعين كبيرة

6    ابن شهرآشوب في معالم العلماء، قال لمّا مات كثير رفع جنازته الباقر ع و عرقه يجري

7    السّيّد عليخان المدنيّ في الدّرجات الرّفيعة، عن يزيد بن عروة قال غلب النّساء على جنازة كثير يبكينه و يذكرن عزّه في ندبتهنّ قال فقال أبو جعفر محمّد بن عليّ ع أفرجوا لي عن جنازة الموالي عن جنازة كثير لأرفعها قال فجعلنا ندفع عنها النّساء و جعل يضربهنّ محمّد ع بكمّه و يقول تنحّين يا صواحبات يوسف الخبر

 باب 8 -كيفيّة ما يستحبّ من التّربيع

1    فقه الرّضا، ع فإذا أردت أن تربّعها فابدأ بالشّقّ الأيمن فخذه بيمينك ثمّ تدور إلى المؤخّر فتأخذه بيمينك ثمّ تدور إلى المؤخّر الثّاني فتأخذه بيسارك ثمّ تدور إلى المقدّم الأيسر فتأخذه بيسارك ثمّ تدور على الجنازة كدور كفّي الرّحى

2    دعائم الإسلام، عن عليّ ع أنّه كان يستحبّ لمن بدا له أن يعين في حمل الجنازة أن يبدأ بياسرة السّرير فيأخذها ممّن هي في يديه بيمينه ثمّ يدور بالجوانب الأربعة

 باب 9 -استحباب الدّعاء بالمأثور عند رؤية الجنازة و حملها

1    فقه الرّضا، ع إذا رأيت الجنازة فقل اللّه أكبر اللّه أكبر هذا ما وعدنا اللّه و رسوله و صدق اللّه و رسوله كلّ نفس ذائقة الموت هذا سبيل لا بدّ منه إنّا للّه و إنّا إليه راجعون تسليما لأمره و رضا بقضائه و احتسابا بالحكمة و صبرا لما قد جرى علينا من حكمه اللّهمّ اجعله لنا خير غائب ننتظره

2    القطب الرّاونديّ في دعواته، و كان زين العابدين ع إذا رأى جنازة يقول الحمد للّه الّذي لم يجعلني من السّواد المخترم

   باب 10- كراهة أن تتبع الجنازة بالنّار و المجمرة إلّا أن تخرج ليلا فلا بأس بالمصباح و جواز الدّفن باللّيل و النّهار

1    الجعفريّات، أخبرنا عبد اللّه بن محمّد قال أخبرنا محمّد بن محمّد قال حدّثني موسى بن إسماعيل قال حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ بن أبي طالب ع قال نهى رسول اللّه ص أن تتبع الجنازة بمجمر

2    البحار، عن مصباح الأنوار عن جعفر بن محمّد ع قال مكثت فاطمة ع بعد النّبيّ ص خمسة و سبعين يوما ثمّ مرضت إلى أن قال ع و ماتت من ليلتها فدفنها قبل الصّباح

3    و فيه، عنه ع عن آبائه ع قال أوصت فاطمة ع أن لا يصلّي عليها أبو بكر و لا عمر فلمّا توفّيت أتاه العبّاس فقال ما تريد أن تصنع قال ع أخرجها ليلا قال فذكر كلمة خوّفه بها العبّاس منهما قال فأخرجها ليلا و دفنها و رشّ الماء على قبرها

   ، و عن زيد بن عليّ قال أخبرني أبي عن الحسن بن عليّ ع و ذكر وصيّة فاطمة ع إلى أن قال قالت ثمّ إنّي أوصيك في نفسي و هي أحبّ الأنفس إليّ بعد رسول اللّه ص إذا أنا متّ فغسّلني بيدك و حنّطني و كفّنّي و ادفنّي ليلا إلى أن قال و كتب ذلك عليّ بيده

5    السّيّد عبد الكريم بن طاوس في فرحة الغريّ، عن والده عن ابن نما عن محمّد بن إدريس عن عربيّ بن مسافر عن إلياس بن هشام عن أبي عليّ عن الطّوسيّ عن المفيد عن محمّد بن أحمد بن داود عن ابن الوليد عن سعد بن عبد اللّه عن أحمد بن الحسين بن سعيد عن أبيه عن ابن أبي نجران عن عليّ بن أبي حمزة عن عبد الرّحيم القصير قال سألت أبا جعفر ع عن قبر أمير المؤمنين ع قال أمير المؤمنين ع مدفون في قبر نوح ع إلى أن ذكر وصيّته ع و فيها إذا متّ فغسّلاني و حنّطاني و احملاني باللّيل سرّا إلى أن قال و ادفناني مع من يعينكما على دفني باللّيل و سوّيا

6   ، و عن إسحاق بن عبد اللّه بن أبي مروان قال سألت أبا جعفر ع كم كان سنّ عليّ بن أبي طالب ع يوم قتل إلى أن قال قلت أين دفن قال بالكوفة ليلا

7    الشّيخ الطّوسيّ في أماليه، عن أبي عمر عبد الواحد بن محمّد عن أبي الحسن محمّد بن محمّد عن ابن عقدة عن أحمد بن يحيى عن عبد الرّحمن بن شريك عن أبيه عن أبي إسحاق عن عبد اللّه بن أبي بكر بن عمرو عن أبيه قال توفّي رسول اللّه ص إلى أن قال و دفن في ليلة الأربعاء

8    الصّدوق في العيون، عن أحمد بن زياد الهمدانيّ عن عليّ بن إبراهيم عن ياسر الخادم في حديث في وفاة الرّضا ع إلى أن قال و كان محمّد بن جعفر بن محمّد ع استأمن إلى المأمون و جاء إلى خراسان و كان عمّ أبي الحسن ع فقال له المأمون يا أبا جعفر اخرج إلى النّاس و أعلمهم أنّ أبا الحسن ع لا يخرج اليوم إلى أن قال فتفرّق النّاس و غسّل أبو الحسن ع في اللّيل و دفن الخبر

   باب 11- استحباب مباشرة حفر القبر عينا

1    الشّهيد الثّاني في مسكّن الفؤاد، عن جابر بن عبد اللّه عن النّبيّ ص و من حفر قبرا لمسلم بنى اللّه عزّ و جلّ له بيتا في الجنّة

 باب 12 -استحباب بذل الأرض المملوكة ليدفن فيها المؤمن

1    الصّدوق في علل الشّرائع، عن محمّد بن عليّ ماجيلويه رحمه اللّه قال حدّثنا عليّ بن إبراهيم عن عثمان بن عيسى عن أبي الجارود رفعه فيما يروى إلى عليّ ع قال إنّ إبراهيم ع مرّ ببانقيا فكان يزلزل بها فأصبح القوم و لم يزلزل بهم فقالوا ما هذا و ليس حدث قالوا هنا شيخ و معه غلام له قال فأتوه فقالوا له يا هذا إنّه كان يزلزل بنا كلّ ليلة و لم يزلزل بنا هذه اللّيلة فبت عندنا فبات فلم يزلزل بهم فقالوا أقم عندنا و نحن نجري عليك ما أحببت قال لا و لكن تبيعونّي هذا الظّهر و لا يزلزل بكم فقالوا فهو لك قال لا آخذه إلّا بالشّراء قالوا فخذه بما شئت فاشتراه بسبع نعاج و أربعة أحمرة فلذلك يسمّى بانقيا لأنّ النّعاج بالنّبطيّة نقيا قال فقال له غلامه يا خليل الرّحمن ما تصنع بهذا الظّهر ليس فيه زرع و لا ضرع فقال له اسكت فإنّ اللّه عزّ و جلّ يحشر من هذا الظّهر سبعين ألفا يدخلون الجنّة بغير حساب يشفّع الرّجل منهم لكذا و كذا

 قلت و في السّرائر و إنّما سمّيت بانقيا لأنّ إبراهيم اشتراه بمائة نعجة من غنمه لأنّ با مائة و نقيا شاة بلغة النّبط انتهى و هي القادسيّة واقعة في غربيّ النّجف و هي آخر أرض العرب و أوّل حدود سواد العراق و الظّاهر أنّ ما اشتراه ع هو بعينه ما اشتراه عليّ ع كما لا يخفى

 باب 13 -استحباب الدّفن في الحرم و حكم نقل الميّت إليه و إلى المشاهد المشرّفة ليدفن بها و الزّيارة بالميّت

1    الشّيخ أبو الفتوح الرّازيّ في تفسيره، عن أنس بن مالك عن رسول اللّه ص أنّه قال من مات في أحد هذين الحرمين حرم اللّه و حرم رسوله ص بعثه اللّه تعالى من الآمنين

، و عنه ص إنّ اللّه تعالى يأمر يوم القيامة أن يأخذوا بأطراف الحجون و البقيع و هما مقبرتان بمكّة و المدينة فيطرحان في الجنّة

3   ، و عن عبد اللّه بن مسعود أنّه قال كان رسول اللّه ص في جانب أرض بمكّة هي اليوم مقبرة و لم تكن يومئذ مقبرة فقال يبعث من هذه البقعة و من هذا الحرم يوم القيامة سبعون ألفا يدخلون الجنّة بغير حساب يشفّع كلّ واحد منهم في سبعين ألفا وجوههم كالقمر ليلة البدر

، و عن وهب بن منبّه أنّه قال مكتوب في التّوراة أنّ اللّه تعالى يبعث يوم القيامة سبعمائة ألف ملك معهم سلاسل الذّهب فيأتون بالكعبة إلى عرصة القيامة فيأتون بها بسلاسل الذّهب إلى موقف القيامة فيقول لها ملك يا كعبة اللّه سيري فتقول لا أذهب حتّى تقضى حاجتي فيقول ما حاجتك فتقول تقبل شفاعتي في الّذين دفنوا في أطرافي فيقول اللّه تعالى قضيت حاجتك فيبعث الأموات من قبورهم وجوههم بيض و عليهم الإحرام فيحتوشون الكعبة و ينادون لبّيك الخبر

5    الشّيخ جعفر بن قولويه في كامل الزّيارة، عن محمّد بن يعقوب عن أبي عليّ الأشعريّ عمّن ذكره عن محمّد بن سنان قال و حدّثني محمّد الحميريّ عن أبيه عن ابن أبي الخطّاب عن محمّد بن سنان عن المفضّل عن أبي عبد اللّه ع قال إنّ اللّه تبارك و تعالى أوحى إلى نوح ع و هو في السّفينة أن يطوف بالبيت أسبوعا فطاف بالبيت أسبوعا كما أوحى اللّه إليه ثمّ نزل في الماء إلى ركبتيه فاستخرج تابوتا فيه عظام آدم ع فحمل التّابوت في جوف السّفينة حتّى طاف بالبيت ما شاء اللّه أن يطوف ثمّ ورد إلى باب الكوفة في وسط مسجدها ففيها قال اللّه للأرض ابلعي ماءك فبلعت ماءها من مسجد الكوفة كما بدأ الماء من مسجدها و تفرّق الجمع الّذي كان مع نوح في السّفينة فأخذ نوح التّابوت فدفنه في الغريّ

6    القطب الرّاونديّ في قصص الأنبياء، بأسانيده إلى الصّدوق عن محمّد بن موسى بن المتوكّل عن عبد اللّه بن جعفر الحميريّ عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن العلاء بن رزين عن محمّد بن مسلم عن أبي جعفر ع قال لمّا مات يعقوب حمله يوسف ع في تابوت إلى أرض الشّام فدفنه في بيت المقدس

7    الدّيلميّ في إرشاد القلوب، روي عن أمير المؤمنين ع أنّه كان إذا أراد الخلوة بنفسه أتى طرف الغريّ فبينما هو ذات يوم هناك مشرف على النّجف فإذا رجل قد أقبل من البريّة راكبا على ناقة و قدّامه جنازة فحين رأى عليّا ع قصده حتّى وصل إليه و سلّم عليه فردّ عليه السّلام فقال من أين قال من اليمن قال و ما هذه الجنازة الّتي معك قال جنازة أبي لأدفنه في هذه الأرض فقال له عليّ ع لم لا دفنته في أرضكم قال أوصى بذلك و قال إنّه يدفن هناك رجل يدعى في شفاعته مثل ربيعة و مضر فقال ع له أ تعرف ذلك الرّجل قال لا قال أنا و اللّه ذلك الرّجل ثلاثا فادفن فقام و دفنه

8    الحميريّ في قرب الإسناد، عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر عن الرّضا ع قال ما غضب اللّه على بني إسرائيل إلّا أدخلهم مصر و لا رضي عنهم إلّا أخرجهم منها إلى غيرها و لقد أوحى اللّه تبارك و تعالى إلى موسى ع أن يخرج عظام يوسف منها إلى أن قال ع فأخرجه من النّيل في سفط مرمر فحمله موسى ع الخبر

، و عن السّنديّ بن محمّد عن صفوان الجمّال عن الصّادق ع قال قال رسول اللّه ص إنّ اللّه تبارك و تعالى أوحى إلى موسى أن يحمل عظام يوسف فسأل عن قبره الخبر

   ، العيّاشيّ عن ابن أسباط عن الرّضا ع قال قلت له إنّ أهل مصر يزعمون أنّ بلادهم مقدّسة قال و كيف ذلك قلت جعلت فداك إنّهم يزعمون أنّه يحشر من ظهرهم سبعون ألفا يدخلون الجنّة بغير حساب فقال لا لعمري ما ذاك كذلك و ما غضب اللّه على بني إسرائيل... و ذكر مثله

11    القطب الرّاونديّ في دعواته، عن أمير المؤمنين ع قال قال رسول اللّه ص إنّ موسى لمّا أمر أن يقطع البحر فانتهى إليه ضربت وجوه الدّوابّ و رجعت فقال موسى يا ربّ ما لي قال يا موسى إنّك عند قبر يوسف ع فاحمل عظامه و قد استوى القبر بالأرض الخبر

12    الجعفريّات، أخبرنا عبد اللّه بن محمّد قال أخبرنا محمّد بن محمّد قال حدّثني موسى بن إسماعيل قال حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ بن أبي طالب ع أنّ رجلا مات بالرّستاق على رأس فرسخ من الكوفة فحملوه إلى الكوفة فرفع ذلك إلى عليّ بن أبي طالب ع فأنهكهم عقوبة ثمّ قال ادفنوا الأجساد في مصارعهم و لا تفعلوا كفعل اليهود فإنّ اليهود تنقل موتاهم إلى بيت المقدس

   ، و عن محمّد بن محمّد حدّثنا إسحاق بن إسماعيل عن عبد الأعلى الآمليّ حدّثنا سفيان بن عيينة عن الأسعد بن قيس عن نتيج العبديّ عن جابر بن عبد اللّه الأنصاريّ أنّ رسول اللّه ص أمر بقتلى أحد أن يردّوا إلى مصارعهم

14  ، و عن محمّد بن محمّد قال أخبرنا الحارث بن مسكين أخبرنا سفيان بن عيينة عن الأسود بن قيس عن بنيح العنزيّ عن جابر بن عبد اللّه الأنصاريّ أنّ النّبيّ ص أمر بقتلى أحد بعد ما نقلوا أن يردّوا إلى مصارعهم

15    دعائم الإسلام، عن عليّ ع أنّه رفع إليه أنّ رجلا مات بالرّستاق فحملوه إلى الكوفة فأنهكهم عقوبة و قال ادفنوا الأجساد في مصارعها و لا تفعلوا كفعل اليهود ينقلون موتاهم إلى بيت المقدس و قال إنّه لمّا كان يوم أحد أقبلت الأنصار لتحمل قتلاها إلى دورها فأمر رسول اللّه ص مناديا فنادى ادفنوا الأجساد في مصارعها

 قلت ما تضمّن صدر الخبر و ما تقدّم عن الجعفريّات محمول على قصد الدّفن في المسجد أو في الكوفة لمجرّد كونها من البلاد العظيمة و أنّها قاعدة بلاد العراق و غيرها من الأغراض الفاسدة

  القطب الرّاونديّ في الخرائج، روي عن الصّادق ع قال لمّا حضرت الحسن بن عليّ ع الوفاة قال يا أخي احملني على سريري إلى قبر جدّي رسول اللّه ص لأجدّد به عهدي ثمّ ردّني إلى قبر جدّتي فاطمة بنت أسد فادفنّي الخبر

17    و في لبّ اللّباب، روي أنّ يوسف لمّا حضرته الوفاة أمر أن يجعل له صندوق من رخام و هيّأ لموته إلى أن قال فقبض ثمّ دفن في النّيل و أوصى أن يذهب به إلى الأرض المقدّسة ثمّ ذهب به موسى ع إليها

18    عليّ بن الحسين المسعوديّ في إثبات الوصيّة، مرسلا في سياق قصّة آدم ع و دفن بمكّة في جبل أبي قبيس ثمّ إنّ نوحا حمل بعد الطّوفان عظامه في تابوت فدفنه في ظاهر الكوفة فقبره هناك مع قبر نوح في الغريّ و تابوت أمير المؤمنين ع فوق تابوته في موضع واحد

 باب 14 -حدّ حفر القبر و اللّحد

1    الجعفريّات، أخبرنا عبد اللّه بن محمّد أخبرنا محمّد بن محمّد قال حدّثني موسى بن إسماعيل قال حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ بن أبي طالب ع أنّ رسول اللّه ص نهى أن يعمّق القبر فوق ثلاثة أذرع

2    دعائم الإسلام، عن عليّ ص أنّه كره أن يعمّق القبر فوق ثلاثة أذرع

 باب 15 -جواز الشّقّ و اللّحد و استحباب اختيار اللّحد

1    الجعفريّات، أخبرنا عبد اللّه بن محمّد أخبرنا محمّد بن محمّد قال حدّثني موسى بن إسماعيل قال حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ بن أبي طالب ع قال قال رسول اللّه ص اللّحد لأمّتي و الضّريح لأهل الكتاب

2    دعائم الإسلام، عن الصّادق عن آبائه عن عليّ ص أنّه ألحد لرسول اللّه ص و اللّحد أن يشقّ للميّت في القبر مكانه الّذي يضجع فيه ممّا يلي القبلة مع حائط القبر و الضّريح أن يشقّ له وسط القبر

 ، و عن جعفر بن محمّد ع أنّه ضرح لأبيه محمّد بن عليّ ع احتاج إلى ذلك لأنّه كان جسيما

4    البحار، عن مصباح الأنوار عن أبي عبد اللّه عن آبائه ع قال إنّ فاطمة ع لمّا احتضرت أوصت عليّا ع فقالت إذا أنا متّ فتولّ أنت غسلي و جهّزني و صلّ عليّ و أنزلني قبري و ألحدني الخبر

5    فقه الرّضا، ع قال العالم ع كتب أبي في وصيّته أن أكفّنه في ثلاثة أثواب إلى أن قال و شقّقنا له القبر شقّا من أجل أنّه كان رجلا بدينا

 و قال ع روي أنّ عليّا ع غسّل النّبيّ ص في قميص إلى أن قال و لحد له أبو طلحة ثمّ خرج أبو طلحة و دخل عليّ ع القبر فبسط يده فوضع النّبيّ ص فأدخله اللّحد

6    السّيّد عبد الكريم بن طاوس في فرحة الغريّ، بإسناده عن محمّد بن أحمد بن داود القمّيّ عن محمّد بن عليّ بن الفضل عن عليّ بن الحسين بن يعقوب عن جعفر بن أحمد بن يوسف عن عليّ بن بزرج الحافظ عن سعد الإسكاف عن أبي عبد اللّه ع قال لمّا أصيب أمير المؤمنين ع قال للحسن و الحسين ع غسّلاني و كفّناني و حنّطاني و احملاني على سريري و احملا مؤخّره تكفيان مقدّمه فإنّكما تنتهيان إلى قبر محفور و لحد ملحود و لبن محفوظ فألحداني و اشرجا عليّ اللّبن الخبر

7    و عن جعفر بن مبشّر في كتابه، عن المدائنيّ عن أبي زكريّا عن أبي بكر الهمدانيّ عن الحسين بن علوان عن سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباتة و عبد اللّه بن محمّد عن عليّ بن اليمانيّ عن أبي حمزة الثّماليّ عن أبي جعفر محمّد بن عليّ و القاسم بن محمّد المقري عن عبد اللّه بن زيد عن المعافى بن عبد السّلام عن أبي عبد اللّه الجدليّ في حديث و أنّه حضر أمير المؤمنين ع و هو يوصي الحسن ع إلى أن قال فإذا صلّيت فخطّ حول سريري ثمّ احفر لي قبرا في موضعه إلى منتهى كذا و كذا ثمّ شقّ لي لحدا الخبر

 باب 16 -استحباب وضع الميّت دون القبر بذراعين أو ثلاثة و نقله مرّتين و دفنه في الثّالثة أو الثّانية

1    فقه الرّضا، ع و إذا حملته إلى قبره فلا تفاجئ به فإنّ للقبر أهوالا عظيمة و تعوّذ باللّه من هول المطّلع و لكن ضعه دون شفير القبر و اصبر عليه هنيهة ثمّ قدّمه إلى شفير القبر

 باب 17 -عدم استحباب القيام لمن مرّت به جنازة إلّا أن تكون جنازة يهوديّ

1    دعائم الإسلام، عن عليّ ص أنّه نظر إلى قوم مرّت بهم جنازة فقاموا قياما على أقدامهم فأشار إليهم أن اجلسوا

2   ، و عن الحسن بن عليّ ع أنّه مشى مع جنازة فمرّ على قوم فذهبوا ليقوموا فنهاهم فلمّا انتهى إلى القبر وقف يتحدّث مع أبي هريرة و ابن الزّبير حتّى وضعت الجنازة فلمّا وضعت جلس و جلسوا

 باب 18 -أنّه يستحبّ لمن أدخل الميّت القبر أن يحلّ إزاره و يخلع النّعلين و العمامة و الرّداء و القلنسوة و الطّيلسان و الخفّ إلّا مع الضّرورة أو التّقيّة

1    القطب الرّاونديّ في دعواته، قال قال النّبيّ ص لكلّ شي‏ء باب و باب القبر عند رجل الميّت و يستحبّ أن ينزل القبر حافيا مكشوف الرّأس

 باب 19 -استحباب حلّ عقد الكفن و أن يجعل له وسادة من تراب و يجعل خلف ظهره مدرة و كشف وجهه و إلصاق خدّه بالأرض

1    فقه الرّضا، ع ثمّ ضعه في لحده على يمينه مستقبل القبلة و حلّ عقد كفنه و ضع خدّه على التّراب

2    الصّدوق في الهداية، قال الصّادق ع إذا وضعت الميّت في لحده فضعه على يمينه مستقبل القبلة و ذكر مثله

3    المفيد في الإرشاد، في سياق وفاة رسول اللّه ص و نزل عليّ ع القبر فكشف عن وجه رسول اللّه ص و وضع خدّه على الأرض متوجّها إلى القبلة على يمينه

4    دعائم الإسلام، عن عليّ ع أنّه شهد رسول اللّه ص جنازة رجل من بني عبد المطّلب فلمّا أنزلوه في قبره قال أضجعوه في لحده على جنبه الأيمن مستقبل القبلة و لا تكبّوه لوجهه و لا تلقوه لظهره ثمّ قال للّذي وليه ضع يدك على أنفه حتّى يتبيّن لك استقبال القبلة الخبر

 باب 20 -استحباب قراءة الحمد و المعوّذتين و الإخلاص و آية الكرسيّ عند وضع الميّت في قبره و تلقينه الشّهادتين و الإقرار بالأئمّة ع بأسمائهم حتّى إمام زمانه

1    فقه الرّضا، ع فإذا دخلت القبر فاقرأ أمّ الكتاب و المعوّذتين و آية الكرسيّ فإذا توسّطت المقبرة فاقرأ ألهاكم التّكاثر و اقرأ منها خلقناكم و فيها نعيدكم و منها نخرجكم تارة أخرى إلى أن قال ع ثمّ تدخل يدك اليمنى تحت منكبه الأيمن و تضع يدك اليسرى على منكبه الأيسر و تحرّكه تحريكا شديدا و تقول يا فلان بن فلان اللّه ربّك و محمّد نبيّك و الإسلام دينك و عليّ وليّك و إمامك و تسمّي الأئمّة واحدا واحدا إلى آخرهم ع ثمّ تعيد عليه التّلقين مرّة أخرى

2    القطب الرّاونديّ في دعواته، عن الصّادق ع في حديث يأتي أنّه قال فإذا وضعته في قبره إلى أن قال و اقرأ الحمد و قل هو اللّه أحد و المعوّذتين و آية الكرسيّ الخبر

3    الصّدوق في الهداية، قال الصّادق ع يقول من يضع الميّت في قبره اللّهمّ جاف الأرض عن جنبيه و صعّد إليك روحه و لقّه منك رضوانا ثمّ يضع يده اليسرى على منكبه الأيسر و يدخل يده اليمنى تحت منكبه الأيمن و يحرّكه تحريكا شديدا و يقول يا فلان بن فلان اللّه ربّك و محمّد نبيّك و الإسلام دينك و القرآن كتابك و الكعبة قبلتك و عليّ وليّك و إمامك و يسمّي الأئمّة واحدا واحدا إلى آخرهم حتّى ينتهي إلى القائم ع أئمّتك أئمّة هدى أبرار ثمّ يعيد عليه التّلقين مرّة أخرى

4    الجعفريّات، أخبرنا عبد اللّه بن محمّد أخبرنا محمّد بن محمّد قال حدّثني موسى بن إسماعيل قال حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه أنّ عليّا ع كان يقول عند رأس القبر إذا دفن الميّت يا فلان قل لا إله إلّا اللّه فقد أتاك منكر و نكير اللّهمّ لقّنه حجّته

  الشّيخ شاذان بن جبرئيل القمّيّ في كتاب الرّوضة، و الفضائل، في حديث وفاة فاطمة بنت أسد أنّ النّبيّ ص صلّى عليها ثمّ لحدها في قبرها بيده الكريمة بعد أن نام في قبرها و لقّنها الشّهادة

 باب 21 -استحباب الدّعاء للميّت بالمأثور عند وضعه في القبر و جملة من أحكامه

1    الجعفريّات، أخبرنا عبد اللّه بن محمّد أخبرنا محمّد بن محمّد قال حدّثني موسى بن إسماعيل قال حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ بن أبي طالب ع أنّه كان إذا وضع الميّت في قبره قال بسم اللّه و على ملّة رسول اللّه ص اللّهمّ افسح له في قبره نوّره له و ألحقه بنبيّه و أنت عنه راض غير غضبان

، و بهذا الإسناد عن عليّ بن أبي طالب ع قال قال رسول اللّه ص إذا وضعتم الميّت في قبره فقولوا عبد اللّه نزل بك و أنت خير منزول به اللّهمّ جاف الأرض عن جنبيه و افتح أبواب السّماء لروحه و ثبّت عند المساءلة منطقه و تقبّله بقبول حسن فإنّا لا نعلم منه إلّا خيرا و أنت أعلم به منّا

3    دعائم الإسلام، عن عليّ ص قال شهد رسول اللّه ص جنازة فأمرهم فوضعوا الميّت على شفير القبر ممّا يلي القبلة و أمرهم فنزلوا و استقبلوه استقبالا و أنزلوه في لحده و قال لهم قولوا على ملّة اللّه و ملّة رسوله ص

، و عنه ص أنّه شهد رسول اللّه ص جنازة رجل من بني عبد المطّلب فلمّا أنزلوه في قبره قال أضجعوه في لحده على جنبه الأيمن إلى أن قال ثمّ قال قولوا اللّهمّ لقّنه حجّته و صعّد روحه و لقّه منك رضوانا

5    البحار، عن مصباح الأنوار عن أبي عبد اللّه عن آبائه ع أنّ أمير المؤمنين ع لمّا وضع فاطمة بنت رسول اللّه ص في القبر قال بسم اللّه الرّحمن الرّحيم بسم اللّه و باللّه و على ملّة رسول اللّه محمّد بن عبد اللّه ص سلّمتك أيّتها الصّدّيقة إلى من هو أولى بك منّي و رضيت لك بما رضي اللّه تعالى لك ثمّ قرأ منها خلقناكم و فيها نعيدكم و منها نخرجكم تارة أخرى الخبر

6    فقه الرّضا، ع و قل إذا نظرت إلى القبر اللّهمّ اجعلها روضة من رياض الجنّة و لا تجعلها حفرة من حفر النّيران إلى أن قال فإذا تناولت الميّت فقل بسم اللّه و في سبيل اللّه و على ملّة رسول اللّه ص ثمّ ضعه في لحده على يمينه مستقبل القبلة و حلّ عقد كفنه و ضع خدّه على التّراب و قل اللّهمّ جاف الأرض عن جنبيه و صعّد إليك روحه و لقّه منك رضوانا فإذا وضعت عليه اللّبن فقل اللّهمّ آنس وحشته و صل وحدته برحمتك اللّهمّ عبدك و ابن عبدك ابن أمتك نزل بساحتك و أنت خير منزول به اللّهمّ إن كان محسنا فزد في إحسانه و إن كان مسيئا فتجاوز عنه و اغفر له إنّك أنت الغفور الرّحيم إلى أن قال فإذا خرجت من القبر فقل و أنت تنفض يديك من التّراب إنّا للّه و إنّا إليه راجعون

 و قال في موضع آخر و إذا وضعته في القبر فاقرأ آية الكرسيّ و قل بسم اللّه و في سبيل اللّه و على ملّة رسول اللّه اللّهمّ افسح له في قبره و ألحقه بنبيّه ص و قل كما قلت في الصّلاة مرّة واحدة و استغفر له ما استطعت

7    القطب الرّاونديّ في دعواته، قال قال الصّادق ع إذا نظرت إلى القبر فقل اللّهمّ اجعلها روضة من رياض الجنّة و لا تجعلها حفرة من حفر النّيران

 و قال ع إذا تناولت الميّت فقل بسم اللّه و باللّه و على ملّة رسول اللّه ص اللّهمّ إلى رحمتك لا إلى عذابك ثمّ تسلّ الميّت سلّا فإذا وضعته في قبره فضعه على يمينه مستقبل القبلة و حلّ عقد كفنه و ضع خدّه على التّراب و قل أعوذ باللّه من الشّيطان الرّجيم بسم اللّه الرّحمن الرّحيم و اقرأ الحمد و قل هو اللّه أحد و المعوّذتين و آية الكرسيّ ثمّ قل اللّهمّ يا ربّ عبدك و ابن عبدك نزل بك و أنت خير منزول به اللّهمّ إن كان محسنا فزد في إحسانه و إن كان مسيئا فتجاوز عنه و ألحقه بنبيّه محمّد ص و صالح شيعته و اهدنا و إيّاه إلى صراط مستقيم اللّهمّ عفوك عفوك ثمّ تضع يدك اليسرى على عضده الأيسر و تحرّكه تحريكا شديدا ثمّ تدني فمك إلى أذنه و تقول يا فلان إذا سئلت فقل اللّه ربّي و محمّد نبيّي و القرآن كتابي و عليّ إمامي حتّى تسوق الأئمّة ثمّ تعيد القول عليه ثلاثا ثمّ تقول أ فهمت يا فلان و قال ع فإنّه يجيب و يقول نعم ثمّ تقول ثبّتك اللّه بالقول الثّابت و هداك اللّه إلى صراط مستقيم عرّف اللّه بينك و بين أوليائك في مستقرّ من رحمته ثمّ تقول اللّهمّ جاف الأرض عن جنبيه و اصعد بروحه إليك و لقّنه منك برهانا اللّهمّ عفوك عفوك ثمّ تضع الطّين و اللّبن و إذا وضعت الطّين و اللّبن تقول اللّهمّ صل وحدته و آنس وحشته و آمن روعته و أسكن إليه من رحمتك رحمة تغنيه بها عن رحمة من سواك فإنّما رحمتك للطّالبين ثمّ تخرج من القبر و تقول إنّا للّه و إنّا إليه راجعون اللّهمّ ارفع درجته في أعلى علّيّين و اخلف على عقبه في الغابرين و عندك نحتسبه يا ربّ العالمين الخبر

، و روي أنّ أمير المؤمنين ع نزل في قبر ابن المكفّف فلمّا وضعه في قبره قال اللّهمّ عبدك و ولد عبدك اللّهمّ وسّع عليه مداخله و اغفر له ذنبه

9    الصّدوق في الهداية، إذا نظرت إلى القبر فقل اللّهمّ اجعلها روضة من رياض الجنّة و لا تجعلها حفرة من حفر النّيران

 و قال الصّادق ع إذا وضعت اللّبن على اللّحد فقل اللّهمّ آنس وحشته و صل وحدته و ارحم غربته و آمن روعته و أسكن إليه رحمة واسعة يستغني بها عن رحمة من سواك و احشره مع من كان يتولّاه و تقول متى زرته هذا القول

 و قال ع إذا خرجت من القبر فقل و أنت تنفض يديك من التّراب إنّا للّه و إنّا إليه راجعون

  قلت قد تقدّم في الباب السّابق بعض ما يناسب هذا الباب

 باب 22 -استحباب إدخال الميّت في القبر من ناحية الرّجلين إدخالا رفيقا سابقا برأسه إن كان رجلا و المرأة ممّا يلي القبلة

1    الجعفريّات، أخبرنا عبد اللّه بن محمّد قال أخبرنا محمّد بن محمّد قال حدّثني موسى بن إسماعيل قال حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ بن أبي طالب ع قال قال رسول اللّه ص لكلّ بيت باب و ذكر الحديث و باب القبر أن تدخل من قبل الرّجلين

2    دعائم الإسلام، عن عليّ ص أنّه قال قال رسول اللّه ص لكلّ بيت باب و باب القبر ممّا يلي رجلي الميّت فمنه يجب أن ينزل و يصعد منه

3    كتاب عبّاد العصفريّ، عن ابن العرزميّ عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن جبير بن نفير قال قال رسول اللّه ص إنّ لكلّ بيت بابا و إنّ باب القبر من قبل الرّجلين

  فقه الرّضا، ع و إذا أتيت به القبر فسلّه من قبل رأسه

 و قال ع و إن كانت امرأة فخذها بالعرض من قبل اللّحد تأخد الرّجل من قبل رجليه فسلّه سلّا فإذا أدخلت المرأة وقف زوجها من موضع ينال وركها

5    القطب الرّاونديّ في دعواته، قال قال النّبيّ ص لكلّ شي‏ء باب و باب القبر عند رجلي الميّت

6    الصّدوق في الهداية، مثله و زاد و المرأة تؤخذ بالعرض من قبل اللّحد و الرّجل من قبل رجليه يسلّ سلّا

 باب 23 -استحباب خروج من نزل القبر من قبل الرّجلين و جواز نزوله من أيّ ناحية شاء

1    الجعفريّات، أخبرنا عبد اللّه بن محمّد أخبرنا محمّد بن محمّد قال حدّثني موسى بن إسماعيل قال حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ بن أبي طالب ع قال قال رسول اللّه ص من دخل القبر فلا يخرج إلّا من قبل الرّجلين

 و تقدّم مثله في خبر الدّعائم

 باب 24 -أنّ دخول القبر إلى الوليّ و جواز تعدّد الدّاخل

1    فقه الرّضا، ع و يدخله القبر من يأمره وليّ الميّت إن شاء شفعا و إن شاء وترا

2    البحار، عن مصباح الأنوار عن جابر بن عبد اللّه الأنصاريّ عن أبي جعفر ع قال قلت له الشّفع يدخل القبر أو الوتر فقال سواء عليك أدخل فاطمة ص القبر أربعة

3    الشّيخ الطّبرسيّ في إعلام الورى، نقلا عن كتاب أبان بن عثمان قال حدّثني أبو مريم عن أبي جعفر ع في حديث وفاة رسول اللّه ص إلى أن قال فحفر له لحدا و دخل أمير المؤمنين عليّ ع و العبّاس و الفضل و أسامة بن زيد ليتولّوا دفن رسول اللّه ص فنادت الأنصار من وراء البيت يا عليّ إنّا نذكّرك اللّه و حقّنا اليوم من رسول اللّه ص أن يذهب أدخل منّا رجلا يكون لنا به حظّ من مواراة رسول اللّه ص فقال ع ليدخل أوس بن خوليّ رجل من بني عوف بن الخزرج و كان بدريّا فدخل البيت و قال له عليّ ع انزل القبر فنزل و وضع عليّ رسول اللّه على يديه ثمّ دلّاه في حفرته ثمّ قال له اخرج فخرج و نزل عليّ ع فكشف عن وجهه و وضع خدّه على الأرض موجّها إلى القبلة على يمينه ثمّ وضع عليه اللّبن و أهال عليه التّراب

 باب 25 -كراهة النّزول في قبر الولد خاصّة و عدم تحريمه و جواز النّزول في قبر الوالد

1    دعائم الإسلام، عن عليّ ص أنّه قال و كره للرّجل أن ينزل في قبر ولده خوفا من رقّة قلبه عليه

 باب 26 -استحباب نزول الزّوج في قبر المرأة أو من كان يراها في حياتها و نزول الوليّ أو من يأمره مطلقا

1    الجعفريّات، أخبرنا عبد اللّه بن محمّد قال أخبرنا محمّد بن محمّد قال حدّثني موسى بن إسماعيل قال حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ بن أبي طالب ع قال مضت السّنّة من رسول اللّه ص أنّ المرأة إذا ماتت أن لا يدخلها القبر إلّا من كان يراها في حياتها

2    دعائم الإسلام، عن عليّ ص أنّه قال لا ينزل المرأة في قبرها إلّا من كان يراها في حياتها و يكون أولى النّاس بها يلي مؤخّرها و أولى النّاس بالرّجال يلي مقدّمه

 باب 27 -جواز فرش القبر عند الاحتياج بالثّوب و بالسّاج و أن يطبق عليه السّاج

1    دعائم الإسلام، عن عليّ ص أنّه فرش لحد رسول اللّه ص قطيفة لأنّ الموضع كان نديّا سبخا

2    السّيّد عبد الكريم بن طاوس في فرحة الغريّ، عن المدائنيّ عن أبي زكريّا عن أبي بكر الهمدانيّ عن الحسين بن علوان عن سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباتة و عبد اللّه بن محمّد عن عليّ بن اليمان عن أبي حمزة الثّماليّ عن أبي جعفر محمّد بن عليّ ع و القاسم بن محمّد المقري عن عبد اللّه بن زيد عن المعافى بن عبد السّلام عن أبي عبد اللّه الجدليّ عن أمير المؤمنين ع في حديث طويل أنّه قال للحسن ع لمّا حضرته الوفاة ثمّ احفر لي قبرا في موضعه إلى منتهى كذا و كذا ثمّ شقّ لحدا فإنّك تقع على ساجة منقورة ادّخرها لي أبي نوح ع و ضعني في السّاجة ثمّ ضع عليّ سبع لبن كبار ثمّ ارقب هنيئة ثمّ انظر فإنّك لن تراني في لحدي

3    الشّيخ المفيد في الإرشاد، عن عبّاد بن يعقوب الرّواجنيّ عن حنان بن عليّ العنزيّ عن مولى لعليّ بن أبي طالب ع قال لمّا حضرت أمير المؤمنين ع الوفاة قال للحسن و الحسين ع إذا أنا متّ فاحملاني إلى أن قال فإنّكما ستجدان فيها ساجة فادفنوني فيها إلى أن قال فاحتفرنا فإذا ساجة مكتوب عليها هذا ما ادّخر نوح لعليّ بن أبي طالب ع فدفنّاه فيها الخبر

4    الشّيخ الطّوسيّ في الغيبة، عن ابن نوح عن هبة اللّه بن محمّد عن عليّ بن أبي جيّد القمّيّ عن عليّ بن أحمد الدّلّال قال دخلت على أبي جعفر محمّد بن عثمان يعني وكيل مولانا المهديّ ص يوما لأسلّم عليه فوجدت بين يديه ساجة و نقّاش ينقش عليها و يكتب عليها آيات من القرآن و أسماء الأئمّة ع على جوانبها فقلت له يا سيّدي ما هذه السّاجة فقال لي هذه لقبري تكون فيه أوضع عليها أو قال أسند إليها و قد فرغت منه و أنا في كلّ يوم أنزل إليه و أقرأ أجزاء من القرآن فيه و أصعد و أظنّه قال و أخذ بيدي و أرانيه فإذا كان من يوم كذا و كذا من سنة كذا صرت إلى اللّه تعالى و دفنت فيه و هذه السّاجة معي قال فلمّا خرجت من عنده أثبتّ ما ذكره و لم أزل مترقّبا ذلك فما تأخّر الأمر حتّى اعتلّ أبو جعفر فمات في اليوم الّذي ذكر من الشّهر الّذي قاله من السّنة الّتي ذكرها و دفن

 باب 28 -أنّه يستحبّ أن يحثى التّراب باليد و ظهر الكفّ و يدعى بالمأثور

1    الجعفريّات، أخبرنا عبد اللّه بن محمّد أخبرنا محمّد بن محمّد قال حدّثني موسى بن إسماعيل قال حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ بن أبي طالب ع أنّ رسول اللّه ص كان يحثو ثلاث حثيات من تراب على القبر

، و بهذا الإسناد عن عليّ ع أنّه كان إذا حثا على الميّت التّراب قال اللّهمّ إيمانا بك و تصديقا بوعدك و يقينا ببعثك هذا ما وعدنا اللّه و رسوله و صدق اللّه و رسوله

 ثمّ يقول سمعت رسول اللّه ص يقول من حثا على الميّت ثمّ قال هذا الكلام كتب له بكلّ حثية من التّراب حسنة

3    الصّدوق في الهداية، قال الصّادق ع إذا خرجت من القبر فقل و أنت تنفض يديك من التّراب إنّا للّه و إنّا إليه راجعون ثمّ احث التّراب عليه بظهر كفّيك ثلاث مرّات و قل اللّهمّ إيمانا بك و تصديقا بكتابك هذا ما وعدنا اللّه و رسوله و صدق اللّه و رسوله فإنّه من فعل ذلك و قال هذه الكلمات كتب اللّه له بكلّ ذرّة حسنة

 فقه الرّضا، ع مثله

4    دعائم الإسلام، عن عليّ ص أنّ رسول اللّه ص كان إذا حضر دفن جنازة حثا في القبر ثلاث حثيات

، و عنه ص أنّه كان إذا حثا في القبر قال إيمانا بك و تصديقا لرسلك و إيقانا ببعثك هذا ما وعدنا اللّه و رسوله و صدق اللّه و رسوله و قال من فعل هذا كان له بمثل كلّ ذرّة من التّراب حسنة

 باب 29 -استحباب تربيع القبر و رفعه أربع أصابع إلى شبر

1    فقه الرّضا، ع قال العالم ع كتب أبي في وصيّته أن أكفّنه في ثلاثة أثواب إلى أن قال و أمرني أن أجعل ارتفاع قبره أربعة أصابع مفرّجات

 و قال ع في موضع آخر و السّنّة أنّ القبر يرفع أربع أصابع مفرّجة من الأرض و إن كان أكثر فلا بأس

  دعائم الإسلام، عن عليّ ع أنّه لمّا دفن رسول اللّه ص ربّع قبره

3    السّيّد هاشم في مدينة المعاجز، نقلا عن أبي جعفر محمّد بن جرير الطّبريّ قال حدّثنا أبو المفضّل محمّد بن عبد اللّه قال حدّثنا جعفر بن مالك الفزاريّ قال حدّثنا محمّد بن إسماعيل الحسنيّ عن أبي محمّد الحسن بن عليّ الثّاني ع في حديث طويل في وفاة موسى بن جعفر ع إلى أن قال ع قال ع فإذا حملت نفسي إلى المقبرة المعروفة بمقابر قريش فالحدوني بها و لا تعلّوا عليّ قبري علوّا واحدا الخبر

 و رواه الحضينيّ في هدايته، بإسناده عنه ع مثله

 باب 30 -استحباب رشّ القبر بالماء مستقبلا من عند الرّأس دورا ثمّ على وسطه و تكرار الرّشّ أربعين يوما

1    الصّدوق في الهداية، قال الصّادق ع و الرّشّ بالماء على القبر حسن يعني في كلّ وقت

2    فقه الرّضا، ع فإذا استوى قبره فصبّ عليه ماء و تجعل القبر أمامك و أنت مستقبل القبلة و تبدأ بصبّ الماء من عند رأسه و تدور به على القبر ثمّ من أربع جوانب القبر حتّى ترجع من غير أن تقطع الماء فإن فضل من الماء شي‏ء فصبّه على وسط القبر

3    الجعفريّات، أخبرنا عبد اللّه بن محمّد أخبرنا محمّد بن محمّد قال حدّثني موسى بن إسماعيل قال حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ بن أبي طالب ع قال لمّا مات عثمان بن مظعون قبّله رسول اللّه ص فلمّا دفنه رشّ على تراب القبر الماء الخبر

4    دعائم الإسلام، عن عليّ ع أنّ رسول اللّه ص رشّ قبر عثمان بن مظعون بالماء بعد أن سوّى عليه التّراب

5    البحار، عن مصباح الأنوار عن أبي عبد اللّه عن آبائه ع أنّ أمير المؤمنين ع لمّا وضع فاطمة بنت رسول اللّه ص قال في القبر إلى أن قال فلمّا سوّى عليها التّراب أمر بقبرها فرشّ عليها الماء

   باب 31- استحباب وضع اليد على القبر بعد النّضح عند الرّأس مستقبل القبلة و تفريج الأصابع و غمز الكفّ عليه و تأكّد الاستحباب لمن لم يصلّ على الميّت

1    القطب الرّاونديّ في دعواته، عن الصّادق ع أنّه قال في حديث فلمّا أن دفنوه تضع كفّك على قبره عند رأسه و فرّج أصابعك و اغمز كفّك عليه بعد ما تنضح بالماء

 قال روي أنّه ينبغي أن تضع يدك على قبره عند رأسه تفرّج أصابعك عليه بعد ما تنضح على القبر و تقول ختمت عليك من الشّيطان أن يدخلك و من العذاب أن يمسّك ثمّ تنصرف و تستغفر له

2    فقه الرّضا، ع فإن فضل من الماء شي‏ء فصبّه على وسط القبر ثمّ ضع يدك على القبر و أنت مستقبل القبلة فقل الدّعاء و يأتي

3    البحار، عن العلل لمحمّد بن عليّ بن إبراهيم قال إنّ النّبيّ ص كان إذا مات رجل من أهل بيته يرشّ قبره و يضع يده على قبره ليعرف أنّه قبر العلويّة و بني هاشم من آل محمّد ع فصارت بدعة في النّاس كلّهم و لا يجوز ذلك

4    دعائم الإسلام، عن عليّ ص أنّه لمّا مات إبراهيم بن رسول اللّه ص أمرني فغسّلته و كفّنه رسول اللّه ص إلى أن قال ثمّ سوّى قبره و وضع يده عند رأسه و غمزها حتّى بلغت الكوع و قال بسم اللّه ختمتك من الشّيطان أن يدخلك

 باب 32 -استحباب القيام على القبر و الدّعاء للميّت بالمأثور و قراءة القدر سبعا و قراءة آية الكرسيّ و إهداء ثوابها إلى الأموات

1    البحار، عن مصباح الأنوار عن أبي عبد اللّه عن آبائه ع أنّ فاطمة ع لمّا احتضرت أوصت عليّا ع فقالت إذا أنا متّ فتولّ أنت غسلي و جهّزني و صلّ عليّ و أنزلني قبري و ألحدني و سوّ التّراب عليّ و اجلس عند رأسي قبالة وجهي فأكثر من تلاوة القرآن و الدّعاء فإنّها ساعة يحتاج الميّت فيها إلى أنس الأحياء

  فقه الرّضا، ع قال كان عليّ بن الحسين ع إذا أدخل الميّت القبر قام على قبره ثمّ قال اللّهمّ جاف الأرض عن جنبيه و صعّد عمله و لقّه منك رضوانا

3    جعفر بن محمّد بن قولويه في كامل الزّيارة، عن الحسن بن عبد اللّه عن أبيه عن الحسن بن محبوب عن ابن أبي المقدام عن أبيه قال مررت مع أبي جعفر ع بالبقيع فمررنا بقبر رجل من أهل الكوفة من الشّيعة فقلت لأبي جعفر ع جعلت فداك هذا قبر رجل من الشّيعة قال فوقف عليه و قال اللّهمّ ارحم غربته و صل وحدته و آنس وحشته و أسكن إليه من رحمتك ما يستغني بها عن رحمة من سواك و ألحقه بمن كان يتولّاه

4    و فيه، عن أبيه عن سعد بن عبد اللّه عن الحسين بن الحسن بن أبان عن محمّد بن أورمة عن عليّ بن الحكم عن ابن عجلان قال قام أبو جعفر ع على قبر رجل فقال اللّهمّ صل وحدته و آنس وحشته و أسكن إليه من رحمتك و رأفتك ما يستغني عن رحمة من سواك

5    البحار، وجدت في بعض مؤلّفات أصحابنا ناقلا عن المفيد قال قال رسول اللّه ص إذا قرأ المؤمن آية الكرسيّ و جعل ثواب قراءته لأهل القبور أدخله اللّه تعالى قبر كلّ ميّت و يرفع اللّه للقارئ درجة سبعين نبيّا و خلق اللّه من كلّ حرف ملكا يسبّح له إلى يوم القيامة

6    الصّدوق في الخصال، عن أحمد بن الحسن القطّان عن الحسن بن عليّ العسكريّ عن أبي عبد اللّه محمّد بن زكريّا البصريّ عن جعفر بن محمّد بن عمارة عن أبيه عن جابر بن يزيد الجعفيّ قال سمعت أبا جعفر محمّد بن عليّ الباقر ع يقول لمّا ماتت فاطمة ع قام عليها أمير المؤمنين ع و قال اللّهمّ إنّي راض عن ابنة نبيّك اللّهمّ إنّها قد أوحشت فآنسها اللّهمّ إنّها قد هجرت فصلها اللّهمّ إنّها قد ظلمت فاحكم لها و أنت خير الحاكمين

7    القطب الرّاونديّ في لبّ اللّباب، عن النّبيّ ص في حديث في فضل آية الكرسيّ قال ص و من قرأها و جعل ثوابها لأهل القبور غفر اللّه ذنوبهم إلّا أن يكون عشّارا

 باب 33 -استحباب تلقين وليّ الميّت الشّهادتين و الإقرار بالأئمّة ع بأسمائهم بعد انصراف النّاس

1    فقه الرّضا، ع و يستحبّ أن يتخلّف عند رأسه أولى النّاس به بعد انصراف النّاس عنه و يقبض على التّراب بكفّيه و يلقّنه برفيع صوته فإنّه إذا فعل ذلك كفي المسألة في قبره

، الشّيخ شاذان بن جبرائيل القمّيّ في كتاب الرّوضة، و الفضائل، في حديث وفاة فاطمة بنت أسد أنّه لمّا أهيل عليها التّراب و أراد النّاس الانصراف جعل رسول اللّه ص يقول لها ابنك ابنك لا جعفر و لا عقيل ابنك ابنك عليّ بن أبي طالب ع إلى أن قال ص و أمّا قولي لها ابنك ابنك لا جعفر و لا عقيل فإنّها لمّا نزل عليها الملكان و سألاها عن ربّها فقالت اللّه ربّي و قالا من نبيّك قالت محمّد نبيّي فقالا من وليّك و إمامك فاستحيت أن تقول ولدي فقلت لها قولي ابنك عليّ بن أبي طالب ع فأقرّ اللّه بذلك عينها

3    القطب الرّاونديّ في دعواته، عن جابر بن يزيد قال قال أبو جعفر ع ينبغي لأحدكم إذا دفن ميّته و سوّى عليه أن يتخلّف عند قبره ثمّ يقول يا فلان ابن فلان أنت على العهد الّذي عهدناك من شهادة أن لا إله إلّا اللّه و أنّ محمّدا رسول اللّه و أنّ عليّا أمير المؤمنين إمامك إلى آخر الأئمّة ع فإنّه إذا فعل ذلك قال أحد الملكين لصاحبه قد كفينا الدّخول إليه و مسألتنا إيّاه فإنّه يلقّن فينصرفان عنه و لا يدخلان إليه

4    و في البحار، نقلا عن الدّعوات عن الصّادق ع في حديث تقدّم قال فإذا انصرفوا فضع الفم عند رأسه و تناديه بأعلى صوت يا فلان ابن فلان هل أنت على العهد الّذي فارقتنا عليه من شهادة أن لا إله إلّا اللّه و أنّ محمّدا رسول اللّه و أنّ عليّا أمير المؤمنين ع إمامك و فلانا و فلانا حتّى تأتي إلى آخرهم فإنّه إذا فعل ذلك قال أحد الملكين لصاحبه قد كفينا الدّخول إليه في مسألتنا إليه فإنّه يلقّن فينصرفان عنه و لا يدخلان إليه

 و لم أجده في نسختي

 باب 34 -أنّه يكره أن يوضع على القبر من غير ترابه

1    الجعفريّات، أخبرنا عبد اللّه بن محمّد أخبرنا محمّد بن محمّد قال حدّثني موسى بن إسماعيل قال حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ بن أبي طالب ع أنّ رسول اللّه ص نهى أن يزاد على القبر تراب لم يخرج منه

2    دعائم الإسلام، عن عليّ ص أنّه كره أن يعمّق القبر فوق ثلاثة أذرع و أن يزاد عليه تراب غير ما خرج منه

   باب 35- جواز وضع الحصباء و اللّوح على القبر و كتابة اسم الميّت عليه

1    دعائم الإسلام، عن عليّ ص أنّ رسول اللّه ص لمّا دفن عثمان بن مظعون دعا بحجر فوضعه عند رأس القبر و قال يكون علما ليدفن إليه قرابتي

2    الشّهيد في الذّكرى، و يستحبّ أن يوضع عند رأسه حجر أو خشبة علامة ليزار و يترحّم عليه كما فعل النّبيّ ص حيث أمر رجلا يحمل صخرة ليعلم بها قبر عثمان بن مظعون فعجز الرّجل فحسر رسول اللّه ص عن ذراعيه فوضعها عند رأسه و قال أعلم بها قبر أخي و أدفن إليه من مات من أهله

 باب 36 -استحباب إدخال المرأة في القبر عرضا و كون وليّها في مؤخّرها

1    فقه الرّضا، ع فإن كانت امرأة فخذها بالعرض من قبل اللّحد

  الصّدوق في الهداية، عن النّبيّ ص مثله

2    و في الخصال، عن أحمد بن الحسن القطّان عن الحسن بن عليّ العسكريّ عن أبي عبد اللّه محمّد بن زكريّا البصريّ عن جعفر بن محمّد بن عمارة عن أبيه عن جابر بن يزيد الجعفيّ قال سمعت أبا جعفر محمّد بن عليّ الباقر ع يقول فإذا أدخلت المرأة القبر وقف زوجها في موضع يتناول وركها

3    دعائم الإسلام، عن عليّ ع في خبر تقدّم و أولى النّاس بها يلي مؤخّرها

 باب 37 -أنّ من مات في البحر و لم يمكن دفنه في الأرض وجب وضعه في إناء و سدّ رأسه أو تثقيله و إرساله في الماء

1    فقه الرّضا، ع فإن مات في سفينة فاغسله و كفّنه و ثقّل رجليه و ألقه في البحر

   باب 38- عدم جواز نبش القبور و لا تسنيمها و حكم دفن ميّتين في قبر

1    الصّدوق في الأمالي، عن محمّد بن إبراهيم بن إسحاق عن أحمد بن محمّد الهمدانيّ عن أحمد بن صالح بن سعد التّميميّ عن موسى بن داود عن الوليد بن هشام عن ابن حسّان عن الحسن بن أبي الحسن البصريّ عن عبد الرّحمن بن غنم الدّوسيّ قال دخل معاذ بن جبل على رسول اللّه ص باكيا فسلّم فردّ عليه السّلام و ذكر دخول الشّابّ النّبّاش الزّاني عليه ص و إخراجه عن محضره و خروجه إلى بعض الجبال و إنابته و توبته إلى أن قال فأنزل اللّه تبارك و تعالى على نبيّه ص و الّذين إذا فعلوا فاحشة يعني الزّنا أو ظلموا أنفسهم يعني بارتكاب ذنب أعظم من الزّنا و نبش القبور و أخذ الأكفان ذكروا اللّه فاستغفروا لذنوبهم إلى أن قال ثمّ قال عزّ و جلّ و لم يصرّوا على ما فعلوا و هم يعلمون يقول اللّه عزّ و جلّ لم يقيموا على الزّنا و نبش القبور و أخذ الأكفان الخبر

 2    فقه الرّضا، ع و السّنّة أنّ القبر يرفع أربع أصابع إلى أن قال و يكون مسطّحا و لا يكون مسنّما

  الحسين بن حمدان الحضينيّ في هدايته، عن نيّف و سبعين رجلا منهم عسكر مولى أبي جعفر ع و الرّيّان مولى الرّضا ع عن العسكريّ في حديث طويل قالوا فقال قائل منّا يا سيّدنا فهل يجوز لنا أن نكبّر أربعا تقيّة قال ع هي خمسة لا تقيّة فيها التّكبير خمسا على الميّت و التّعفير في دبر كلّ صلاة و تربيع القبور و المسح على الخفّين و شرب المسكر

 باب 39 -كراهة البناء على القبر في غير النّبيّ و الأئمّة ع و الجلوس عليه و تجصيصه و تطيينه

1    القطب الرّاونديّ في دعواته، قال النّبيّ ص لا يزال الميّت يسمع الأذان ما لم يطيّن قبره

2    كتاب جعفر بن محمّد بن شريح، عن عبد اللّه بن طلحة عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال من أكل السّحت سبعة الرّشوة في الحكم و مهر البغيّ و أجر الكاهن و ثمن الكلب و الّذين يبنون البنيان على القبور الخبر

3    العلّامة الحلّيّ في كتاب النّهاية، عن النّبيّ ص أنّه نهى أن يجصّص القبر أو يبنى عليه و أن يقعد عليه أو يكتب عليه لأنّه من زينة الدّنيا فلا حاجة بالميّت إليه

 باب 40 -استحباب التّعزية للرّجل و المرأة لا سيّما الثّكلى

1    فقه الرّضا، ع بعد ذكر سنن الدّفن و عزّ وليّه فإنّه روي عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال من عزّى أخاه المؤمن كسي في الموقف حلّة

2    الشّهيد الثّاني في مسكّن الفؤاد، عن ابن مسعود عن النّبيّ ص من عزّى مصابا كان له مثل أجره من غير أن ينقصه اللّه من أجره شيئا

، و عن جابر أيضا رفعه من عزّى حزينا ألبسه اللّه عزّ و جلّ من لباس التّقوى و صلّى اللّه على روحه في الأرواح

، و سئل النّبيّ ص عن التّصافح في التّعزية فقال هو سكن للمؤمن و من عزّى مصابا فله مثل أجره

، و عن عبد اللّه بن أبي بكر بن محمّد بن عميرة بن حزم عن أبيه عن جدّه رضي اللّه عنهم أنّه سمع رسول اللّه ص و هو يقول من عزّى أخاه المؤمن من مصيبة كساه اللّه عزّ و جلّ من حلل الكرام يوم القيامة

6   ، و عن أبي هريرة قال قال رسول اللّه ص من عزّى ثكلى كسي بردا في الجنّة

، و عن أنس قال قال رسول اللّه ص من عزّى أخاه المؤمن من مصيبة كساه اللّه عزّ و جلّ حلّة خضراء يحبّر بها يوم القيامة قيل يا رسول اللّه ما يحبّر بها قال يغبط بها

، و روي أنّ داود ع قال إلهي ما جزاء من يعزّي الحزين على المصاب ابتغاء مرضاتك قال جزاؤه أن أكسوه رداء من أردية الإيمان أستره به من النّار

، و روي أنّ إبراهيم ع سأل ربّه فقال أي ربّ ما جزاء من بلّ الدّمع وجهه من خشيتك قال صلواتي و رضواني قال فما جزاء من يصبّر الحزين ابتغاء وجهك قال أكسوه ثيابا من الإيمان يتبوّأ بها الجنّة و يتّقي بها النّار

   ، و عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جدّه أنّ رسول اللّه ص قال أ تدرون حقّ الجار قالوا لا قال إن استغاثك أغثته إلى أن قال ص و إن أصابته مصيبة عزّيته الخبر

11    الصّدوق في الهداية، قال النّبيّ ص التّعزية تورث الجنّة

 دعوات الرّاونديّ، عنه مثله الشّيخ المفيد في الإختصاص، عن عليّ ع مثله

12  ، و روي أنّه من عزّى حزينا كسي في الموقف حلّة يحبّر بها

13    الشّريف الزّاهد محمّد بن عليّ الحسينيّ في كتاب التّعازي، بإسناده عن عيسى بن عبد اللّه عن أبيه عن جدّه عن عليّ ع قال من عزّى الثّكلى أظلّه اللّه بظلّ عرشه يوم لا ظلّ إلّا ظلّه

 قال عيسى و سمعت أبي يقول قال إبراهيم خليل الرّحمن يا ربّ من أهلك قال الّذين يشهدون الجنائز و يعزّون الثّكلى و يصلّون باللّيل و النّاس نيام

14  ، و بإسناده قال قال رسول اللّه ص ما من مسلم يعزّي أخاه المسلم إلّا كساه اللّه من حلل الكرامة

 باب 41 -استحباب التّعزية قبل الدّفن و بعده

1    عليّ بن طاوس رحمه اللّه في فلاح السّائل، روى غياث بن إبراهيم في كتابه بإسناده عن مولانا عليّ ع أنّه قال التّعزية مرّة واحدة قبل أن يدفن و بعد ما يدفن

 باب 42 -كيفيّة التّعزية و استحباب الدّعاء لأهل المصيبة بالخلف و التّسلية

1    الجعفريّات، أخبرنا عبد اللّه بن محمّد قال أخبرنا محمّد بن محمّد قال حدّثني موسى بن إسماعيل قال حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ بن أبي طالب ع أنّ رسول اللّه ص مرّ على امرأة و هي تبكي على ولدها فقال اصبري أيّتها المرأة فقالت اذهب إلى عملك فمضى رسول اللّه ص فقيل لها هذا رسول اللّه ص فاتّبعته فقالت يا رسول اللّه إنّي لم أعرفك فهل لي من أجر في مصيبتي فقال لها الأجر مع الصّدمة الأولى

 و رواه في دعائم الإسلام، عنه ص مثله و فيه اذهب إلى عملك فإنّه ولدي و قرّة عيني و فيه فقامت تشتدّ حتّى لحقته فقالت... إلخ

2    البحار، عن أعلام الدّين للدّيلميّ قال قال أمير المؤمنين ع يعزّي قوما عليكم بالصّبر فإنّ به يأخذ الحازم و إليه يرجع الجازع

، و عن الرّضا ع أنّه قال للحسن بن سهل و قد عزّاه بموت ولده التّهنئة بآجل الثّواب أولى من التّعزية بعاجل المصيبة

4    القطب الرّاونديّ في دعواته، قال جاء رجل من موالي أبي عبد اللّه ع فنظر إليه فقال ع ما لي أراك حزينا فقال كان لي ابن قرّة عين فمات فتمثّل ع  

عطيّته إذا أعطى سرور و إن أخذ الّذي أعطى أثابافأيّ النّعمتين أعمّ شكرا و أجزل في عواقبها إياباأ نعمته الّتي أبدت سرورا أو الأخرى الّتي ادّخرت ثوابا

و قال ع إذا أصابك من هذا شي‏ء فأفض من دموعك فإنّها تسكّن

5    الشّهيد الثّاني في مسكّن الفؤاد، عن عليّ ع قال كان رسول اللّه ص إذا عزّى قال آجركم اللّه و رحمكم و إذا هنّأ قال بارك اللّه لكم و بارك عليكم

 و روي أنّه توفّي لمعاذ ولد فاشتدّ وجده عليه فبلغ ذلك النّبيّ ص فكتب إليه بسم اللّه الرّحمن الرّحيم من محمّد رسول اللّه إلى معاذ سلام عليك فإنّي أحمد إليك اللّه الّذي لا إله إلّا هو أمّا بعد أعظم اللّه جلّ اسمه لك الأجر و ألهمك الصّبر و رزقنا و إيّاك الشّكر إنّ أنفسنا و أهالينا و أموالنا و أولادنا من مواهب اللّه الهنيئة و عواريها المستودعة يمتّع بها إلى أجل معلوم و يقبضها لوقت معدود ثمّ افترض علينا الشّكر إذا أعطانا و الصّبر إذا ابتلى و قد كان ابنك من مواهب اللّه الهنيئة و عواريه المستودعة متّعك اللّه به في غبطة و سرور و قبضه منك بأجر كثير الصّلاة و الرّحمة و الهدى إن صبرت و احتسبت فلا تجمعنّ عليك مصيبتين فيحبط اللّه أجرك و تندم على ما فاتك فلو قدمت على ثواب مصيبتك علمت أنّ المصيبة قد قصرت في جنب اللّه عن الثّواب فتنجّز من اللّه موعوده و ليذهب أسفك على ما هو نازل بك مكان قدر

 و رواه الشّريف في كتاب التّعازي، بإسناده عن عاصم بن عمر بن قتادة مثله

6    البحار، عن أعلام الدّين مثله إلى قوله فلا تجمعنّ أن يحبط جزعك أجرك و أن تندم غدا على ثواب مصيبتك فإنّك لو قدمت على ثوابها علمت أنّ المصيبة قد قصرت عنها و اعلم أنّ الجزع لا يردّ فائتا و لا يدفع حزن قضاء فليذهب أسفك على ما هو نازل بك مكان ابنك و السّلام

 و رواه في تحف العقول، عنه مثله

  الصّدوق في كمال الدّين، عن المظفّر العلويّ عن ابن العيّاشيّ عن أبيه عن جعفر بن أحمد عن ابن فضّال عن الرّضا ع قال لمّا قبض رسول اللّه ص جاء الخضر ع فوقف على باب البيت و فيه عليّ و فاطمة و الحسن و الحسين ع و رسول اللّه ص قد سجّي بثوب فقال السّلام عليكم يا أهل البيت كلّ نفس ذائقة الموت و إنّما توفّون أجوركم يوم القيامة إنّ في اللّه خلفا من كلّ هالك و عزاء من كلّ مصيبة و دركا من كلّ فائت فتوكّلوا عليه و ثقوا به و استغفروا اللّه لي و لكم فقال أمير المؤمنين ع هذا أخي الخضر جاء يعزّيكم بنبيّكم

 و رواه فيه و في غيره و العيّاشيّ و الشّيخ في الأمالي و غيرهما بأسانيد و ألفاظ مختلفة

8    دعائم الإسلام، روّينا عن جعفر بن محمّد ع أنّه قال لمّا قبض رسول اللّه ص أتاهم آت يسمعون صوته و لا يرون شخصه فقال السّلام عليكم أهل البيت و رحمة اللّه و بركاته كلّ نفس ذائقة الموت و إنّما توفّون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النّار و أدخل الجنّة فقد فاز و ما الحياة الدّنيا إلّا متاع الغرور إنّ في اللّه عزاء من كلّ مصيبة و خلفا من كلّ هالك فاللّه فارجوا و إيّاه فاعبدوا و اعلموا أنّ المصاب من حرم الثّواب و عليكم السّلام و رحمة اللّه و بركاته فقيل لجعفر بن محمّد ع من كنتم ترون المتكلّم يا ابن رسول اللّه فقال كنّا نراه جبرئيل

9   ، و عن جعفر بن محمّد ع أنّه قال لمّا هلك أبو سلمة جزعت عليه أمّ سلمة فقال لها النّبيّ ص قولي يا أمّ سلمة اللّهمّ أعظم أجري في مصيبتي و عوّضني خيرا منه قالت و أين لي مثل أبي سلمة يا رسول اللّه فأعاد عليها فقالت مثل قولها الأوّل فردّ عليها رسول اللّه ص فقالت في نفسها أردّ على رسول اللّه ص ثلاث مرّات فقالت فأخلف اللّه عليها خيرا من أبي سلمة رسول اللّه ص

10   ، و عن أبي جعفر ع قال تعزية المسلم للمسلم الّذي يعزّيه استرجاع عنده و تذكرة للموت و ما بعده و نحو هذا من الكلام قال و كذلك الذّمّيّ إذا كان لك جارا فأصيب بمصيبة تقول له أيضا مثل ذلك و إن عزّاك عن ميّت فقل هداك اللّه

11    سبط الشّيخ الطّبرسيّ في مشكاة الأنوار، عن الرّضا عن أبيه ع قال أمرني أبي يعني أبا عبد اللّه ع أن آتي المفضّل بن عمر فأعزّيه بإسماعيل و قال أقرئ المفضّل السّلام و قل له أصبنا بإسماعيل فصبرنا فاصبر كما صبرنا إذا أردنا أمرا و أراد اللّه أمرا سلّمنا لأمر اللّه

12    نهج البلاغة، قال أمير المؤمنين ع و قد عزّى الأشعث بن قيس عن ابن له يا أشعث إن تحزن على ابنك فقد استحقّت ذلك منك الرّحم و إن تصبر ففي اللّه من كلّ مصيبة خلف يا أشعث إن صبرت جرى عليك القدر و أنت مأجور و إن جزعت جرى عليك القدر و أنت مأزور سرّك و هو بلاء و فتنة و حزنك و هو ثواب و رحمة

13    و فيه، و عزّى ع قوما عن ميّت مات لهم فقال إنّ هذا الأمر ليس بكم بدأ و لا إليكم انتهى و قد كان صاحبكم هذا يسافر فعدّوه في بعض سفراته فإن قدم عليكم و إلّا قدمتم عليه

 و في خبر آخر أنّه قال للأشعث بن قيس معزّيا إن صبرت صبر الأكارم و إلّا سلوت سلوّ البهائم

14    السّيّد عليخان شارح الصّحيفة في الطّبقات، عن يحيى بن أبي يعلى قال سمعت عبد اللّه بن جعفر و الشّهيد في مسكّن الفؤاد عنه و اللّفظ للأوّل يقول أنا أحفظ حين دخل النّبيّ ص على أمّي فنعى إليها أبي فأنظر إليه و هو يمسح على رأسي و رأس أخي و عيناه تهراقان بالدّمع حتّى قطرت لحيته ثمّ قال اللّهمّ إنّ جعفرا قدم إلى أحسن الثّواب فاخلفه في ذرّيّته بأحسن ما خلفت أحدا من عبادك في ذرّيّته الخبر

 باب 43 -استحباب اتّخاذ النّعش لحمل الميّت و يتأكّد في المرأة

1    الجعفريّات، أخبرنا أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن عثمان قال أخبرنا محمّد بن محمّد الأشعث قال حدّثني موسى بن إسماعيل قال حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ بن أبي طالب ع أنّ فاطمة بنت رسول اللّه ص لمّا قبض النّبيّ ص اشتكت و أخذها السّبل كمدا على رسول اللّه ص فعاشت بعده سبعين يوما و قد كان رسول اللّه ص قال أوّل من يلحق بي من أهلي أنت يا فاطمة فقالت فاطمة ع لأسماء بنت عميس كيف أصنع و قد صرت عظما قد يبس الجلد على العظم فقالت أسماء فديتك أنا أصنع لك شيئا لا... الرّجل شيئا إذا حملت على نعشك... بأرض الحبشة يجعلون لنعش المرأة قالت فأحبّ أن تجعلين ذلك فجعلت النّعش فهو أوّل نعش كان في الإسلام نعش فاطمة بنت رسول اللّه ص

2    البحار، عن مصباح الأنوار عن أبي جعفر عن آبائه ع قال لمّا حضرت فاطمة ع الوفاة كانت قد ذابت من الحزن و ذهب لحمها فدعت أسماء بنت عميس

 و قال أبو بصير في حديثه عن أبي جعفر ع إنّها دعت أمّ أيمن فقالت يا أمّ أيمن اصنعي لي نعشا يواري جسدي فإنّي قد ذهب لحمي فقالت لها يا بنت رسول اللّه أ لا أريك شيئا يصنع في أرض الحبشة قالت فاطمة ع بلى فصنعت لها مقدار ذراع من جرائد النّخل و طرحت فوق النّعش ثوبا فغطّاها فقالت فاطمة ع سترتيني سترك اللّه من النّار

 قال الفرات بن أحنف في حديثه قال أبو جعفر ع و ذلك النّعش أوّل نعش عمل على جنازة امرأة في الإسلام

3   ، و عنه عن زيد بن عليّ ع أنّ فاطمة ص قالت لأسماء بنت عميس يا أمّ إنّي أرى النّساء على جنائزهنّ إذا حملن عليها تشفّ أكفانها و إنّي أكره ذلك فذكرت لها أسماء بنت عميس النّعش فقالت اصنعيه على جنازتي ففعلت ذلك

4    سليم بن قيس الهلاليّ في كتابه، عن سلمان و ابن عبّاس في حديث طويل قالا فبقيت فاطمة ع بعد أبيها أربعين ليلة فلمّا اشتدّ بها الأمر دعت عليّا ع و قالت يا ابن عمّ ما أراني إلّا لما بي و أنا أوصيك بأن تتزوّج بأمامة بنت أختي زينب تكون لولدي مثلي و أن تتّخذ لي نعشا فإنّي رأيت الملائكة يصفونه لي و أن لا يشهد أحد من أعداء اللّه جنازتي و لا دفني و لا الصّلاة عليّ الخبر

  دعائم الإسلام، روّينا عن أبي جعفر عن أبيه ع أنّ رسول اللّه ص أسرّ إلى فاطمة ع أنّها أوّل من يلحق به من أهل بيته فلمّا قبض ص و نالها من القوم ما نالها لزمت الفراش و نحل جسمها و ذاب لحمها و صارت كالخيال و عاشت بعد رسول اللّه ص سبعين يوما فلمّا احتضرت قالت لأسماء بنت عميس كيف أحمل و قد صرت كالخيال و جفّ جلدي على عظمي قالت أسماء يا بنت رسول اللّه إن قضى اللّه إليك بأمر فسوف أصنع لك شيئا رأيته في بلد الحبشة قالت و ما هو قالت النّعش يجعلونه من فوق السّرير على الميّت يستره قالت لها افعلي فلمّا قبضت ع صنعته لها أسماء فكان أوّل نعش عمل للنّساء في الإسلام

 باب 44 -استحباب الوضوء لمن أدخل الميّت القبر

1    فقه الرّضا، ع تتوضّأ إذا أدخلت القبر الميّت

   باب 45- استحباب زيارة القبور و طلب الحوائج عند قبر الأبوين

1    دعائم الإسلام، عن عليّ ع عن رسول اللّه ص أنّه رخّص في زيارة القبور و قال تذكّركم الآخرة

2    السّيّد عليّ بن طاوس في فلاح السّائل، عن كتاب مدينة العلم للصّدوق عن أبيه عن محمّد بن يحيى عن موسى بن الحسن عن أحمد بن هلال العدويّ عن عليّ بن أسباط عن عبد اللّه بن محمّد عن عبد اللّه بن بكير عن محمّد بن مسلم قال قلت لأبي عبد اللّه ع نزور الموتى فقال نعم قلت فيسمعون بنا إذا أتيناهم قال إي و اللّه إنّهم ليعلمون بكم و يفرحون بكم و يستأنسون إليكم

3    و فيه، عنه بإسناده عن صفوان بن يحيى في جملة حديث قال قلت له يعني لأبي الحسن ع هل يسمع الميّت تسليم من يسلّم عليه قال نعم يسمع أولئك و هم كفّار و لا يسمع المؤمنون

  القطب الرّاونديّ في دعواته، قال أبو ذرّ رضي اللّه عنه قال لي رسول اللّه ص يا أبا ذرّ أوصيك فاحفظ لعلّ اللّه ينفعك به جاور القبور تذكّر بها الآخرة و زرها أحيانا بالنّهار و لا تزرها باللّيل الحديث

، و عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال من حقّ المؤمن على المؤمن المودّة له في صدره إلى أن قال و إذا مات فالزّيارة له إلى قبره

6   ، و عن داود الرّقّيّ قال قلت لأبي عبد اللّه ع يقوم الرّجل على قبر أبيه و قريبه و غير قريبه هل ينفعه ذلك قال نعم إنّ ذلك يدخل عليه كما يدخل على أحدكم الهديّة يفرح بها

، و قيل لأمير المؤمنين ع ما شأنك جاورت المقبرة فقال إنّي أجدهم جيران صدق يكفّون السّيّئة و يذكّرون الآخرة

8    الشّيخ الطّوسيّ في أماليه، عن محمّد بن أحمد بن شاذان القمّيّ عن أبي عبد اللّه محمّد بن عليّ عن محمّد بن جعفر بن بطّة عن محمّد بن الحسن عن حمزة بن يعلى عن محمّد بن داود النّهديّ عن عليّ بن الحكم عن الرّبيع بن محمّد المسلميّ عن عبد اللّه بن سليمان عن الباقر ع قال سألته عن زيارة القبور قال إذا كان يوم الجمعة فزرهم فإنّه من كان منهم في ضيق وسّع عليه ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشّمس يعلمون بمن أتاهم في كلّ يوم فإذا طلعت الشّمس كانوا سدى قلت فيعلمون بمن أتاهم فيفرحون به قال نعم و يستوحشون له إذا انصرف عنهم

9    السّيّد عليّ بن طاوس رحمه اللّه في مصباح الزّائر، و روي أنّ زيارتهم على الوجه المأمور به تؤمن من الفزع الأكبر

10    عوالي اللآّلي، بإسناده عن رسول اللّه ص أنّه نهى عن ادّخار لحوم الأضاحيّ فوق ثلاث و عن زيارة القبور ثمّ قال بعد ذلك إنّ النّاس يتحفون ضيفهم و يحبون لغائبهم فكلوا و أمسكوا ما شئتم و كنت نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزوروها و لا تقولوا هجرا فإنّه بدا لي أن يرقّ القلب

   باب 46- تأكّد استحباب زيارة القبور يوم الإثنين و الخميس و السّبت و الجمعة

1    دعائم الإسلام، عن أبي جعفر ع قال كانت فاطمة ص تزور قبر حمزة و تقوم عليه و كانت في كلّ سبت تأتي قبور الشّهداء مع نسوة معها فيدعون و يستغفرون

2    الشّهيد الثّاني في رسالة الجمعة، عن النّبيّ ص أنّه قال من زار قبر أبويه أو أحدهما في كلّ جمعة غفر له و كتب برّا

 و قال بعض الصّالحين إنّ الموتى يعلمون زوّارهم يوم الجمعة و يوما قبله و يوما بعده

 باب 47 -استحباب التّسليم على أهل القبور و التّرحّم عليهم

1    الشّيخ جعفر بن محمّد بن قولويه في كامل الزّيارة، عن الحسن بن عبد اللّه بن محمّد بن عيسى عن أبيه عن جدّه محمّد بن عيسى عن عبد اللّه بن المغيرة عن عبد اللّه بن سنان قال قلت لأبي عبد اللّه ع كيف أسلّم على أهل القبور قال نعم تقول السّلام على أهل الدّيار من المؤمنين و المسلمين أنتم لنا فرط و نحن إن شاء اللّه بكم لاحقون

 و رواه عن أبيه عن ابن أبان عن ابن أورمة عن ابن أبي نجران عن عبد اللّه بن سنان مثله

، و عن أبيه عن الحسين بن الحسن بن أبان عن الحسين بن سعيد عن النّضر عن القاسم بن سليمان عن جرّاح المدائنيّ قال سألت أبا عبد اللّه ع كيف التّسليم على أهل القبور قال تقول السّلام على أهل الدّيار من المؤمنين و المسلمين رحم اللّه المستقدمين منكم و المستأخرين و إنّا إن شاء اللّه بكم لاحقون

 و رواه البرقيّ عن أبيه عن النّضر مثله

، و عن أبيه عن سعد بن عبد اللّه عن الحسين بن الحسن بن أبان عن محمّد بن أورمة عن النّضر عن عاصم بن حميد عن محمّد بن مسلم عن أبي جعفر ع قال سمعته يقول كان رسول اللّه ص إذا مرّ بالقبور قال السّلام عليكم من ديار قوم مؤمنين و إنّا إن شاء اللّه بكم لاحقون

، و عن محمّد الحميريّ عن أبيه عن البرقيّ عن الوشّاء عن عليّ بن أبي حمزة قال سألت أبا عبد اللّه ع كيف أسلّم على أهل القبور قال تقول السّلام على أهل الدّيار من المؤمنين و المؤمنات و المسلمين و المسلمات أنتم لنا فرط و إنّا إن شاء اللّه بكم لاحقون

5   ، و عن أبيه و عليّ بن الحسين رحمهما اللّه و غيرهما عن سعد عن البرقيّ عن أبيه عن هارون بن الجهم عن المفضّل بن صالح عن الحسن بن طريف عن الأصبغ بن نباتة قال مرّ أمير المؤمنين ع على القبور فأخذ في الجادّة ثمّ قال عن يمينه السّلام عليكم يا أهل القبور من أهل القصور أنتم لنا فرط و نحن لكم تبع و إنّا إن شاء اللّه بكم لاحقون ثمّ التفت عن يساره و قال مثل ذلك

6   ، و عن محمّد بن الحسن بن الوليد عمّن ذكر عن البرقيّ عن أبيه عن سعدان بن مسلم عن عليّ بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه ع قال يخرج أحدكم إلى القبور فيسلّم فيقول السّلام على أهل القبور السّلام على من كان فيها من المسلمين و المؤمنين أنتم لنا فرط و نحن لكم تبع و إنّا بكم لاحقون و إنّا للّه و إنّا إليه راجعون يا أهل القبور بعد سكنى القصور يا أهل القبور بعد النّعمة و السّرور صرتم إلى القبور يا أهل القبور كيف وجدتم طعم الموت ثمّ يقول ويل لمن صار إلى النّار فيهريق دمعته ثمّ ينصرف

 ، و عنه بإسناده عن البرقيّ عن بعض أصحابه عن عبّاس بن عامر القضبانيّ عن يقطين عن المسلميّ قال كان أبو عبد اللّه ع يقول إذا دخل الجبّانة السّلام على أهل الجنّة

8    نصر بن مزاحم في كتاب صفّين، عن عمر بن سعد عن عبد الرّحمن بن جندب قال لمّا رجع أمير المؤمنين ع من صفّين و جاز دور بني عوف و كنّا معه إذا نحن عن أيماننا بقبور سبعة أو ثمانية فقال أمير المؤمنين ع ما هذه القبور فقال له قدامة بن عجلان الأزديّ يا أمير المؤمنين إنّ خبّاب بن الأرتّ توفّي بعد مخرجك فأوصى أن يدفن في الظّهر و كان النّاس يدفنون في دورهم و أفنيتهم فدفن النّاس إلى جنبه فقال ع رحم اللّه خبّابا فقد أسلم راغبا و هاجر طائعا و عاش مجاهدا و ابتلي في جسمه أحوالا و لن يضيع اللّه أجر من أحسن عملا فجاء حتّى وقف عليهم ثمّ قال عليكم السّلام يا أهل الدّيار الموحشة و المحالّ المقفرة من المؤمنين و المؤمنات و المسلمين و المسلمات أنتم لنا سلف و فرط و نحن لكم تبع و بكم عمّا قليل لاحقون اللّهمّ اغفر لنا و لهم و تجاوز عنّا و عنهم ثمّ قال الحمد للّه الّذي جعل الأرض كفاتا أحياء و أمواتا الحمد للّه الّذي منها خلقنا و فيها يعيدنا و عليها يحشرنا طوبى لمن ذكر المعاد و عمل للحساب و قنع بالكفاف و رضي عن اللّه بذلك

9    كتاب جعفر بن محمّد بن شريح الحضرميّ، عن ذريح المحاربيّ قال سألت أبا عبد اللّه ع إلى أن قال فقلت الرّجل يزور القبر فكيف الصّلاة على صاحب القبر قال يصلّي على النّبيّ ص و على صاحب القبر و ليس فيه شي‏ء مؤقّت

10    القطب الرّاونديّ رحمه اللّه في لبّ اللّباب، روي أنّ عليّا ع مرّ بمقبرة فقال السّلام على أهل لا إله إلّا اللّه من أهل لا إله إلّا اللّه يا أهل لا إله إلّا اللّه كيف وجدتم كلمة لا إله إلّا اللّه فهتف هاتف وجدناها المنجية من كلّ هلكة

11    البحار، عن بعض مؤلّفات أصحابنا ناقلا عن المفيد رحمه اللّه دعاء عليّ ع لأهل القبور بسم اللّه الرّحمن الرّحيم السّلام على أهل لا إله إلّا اللّه من أهل لا إله إلّا اللّه يا أهل لا إله إلّا اللّه بحقّ لا إله إلّا اللّه كيف وجدتم قول لا إله إلّا اللّه من لا إله إلّا اللّه يا لا إله إلّا اللّه بحقّ لا إله إلّا اللّه اغفر لمن قال لا إله إلّا اللّه و احشرنا في زمرة من قال لا إله إلّا اللّه محمّد رسول اللّه عليّ وليّ اللّه فقال عليّ ع إنّي سمعت رسول اللّه ص يقول من قرأ هذا الدّعاء أعطاه اللّه سبحانه و تعالى ثواب خمسين سنة و كفّر عنه سيّئات خمسين سنة و لأبويه أيضا

12    دعائم الإسلام، عن عليّ ع أنّه كان إذا مرّ بالقبور قال السّلام عليكم أهل الدّيار و إنّا بكم لاحقون ثلاث مرّات

 باب 48 -استحباب وضع الزّائر يده على القبر مستقبل القبلة و قراءة القدر سبعا

1    الشّيخ جعفر بن محمّد بن قولويه في كامل الزّيارة، عن محمّد بن الحسين بن متّ الجوهريّ عن محمّد بن أحمد عن عليّ بن إسماعيل عن محمّد بن عمرو عن أبان عن عبد الرّحمن بن أبي عبد اللّه قال سألت أبا عبد اللّه ع كيف أضع يدي على قبور المسلمين فأشار بيده إلى الأرض فوضعها عليها و هو مقابل القبلة

، و عن محمّد بن الحسين بن متّ الجوهريّ عن محمّد بن أحمد بن يحيى بن عمران قال كنت بفيد فقال محمّد بن عليّ بن بلال مرّ بنا إلى قبر محمّد بن إسماعيل بن بزيع فذهبنا إلى عند قبره فقال محمّد بن عليّ حدّثني صاحب هذا القبر عن أحدهما ع أنّه من زار قبر أخيه المؤمن فاستقبل القبلة و وضع يده على القبر و قرأ إنّا أنزلناه في ليلة القدر سبع مرّات أمن من الفزع الأكبر

3    و فيه، وجدت في بعض الكتب محمّد بن سنان عن المفضّل قال من قرأ إنّا أنزلناه عند قبر مؤمن سبع مرّات بعث اللّه إليه ملكا يعبد اللّه عند قبره و يكتب للمؤمن ثواب ما يعمل ذلك الملك فإذا بعثه اللّه من قبره لم يمرّ على هول إلّا صرفه اللّه عنه بذلك الملك الموكّل حتّى يدخله اللّه به الجنّة و يقرأ مع إنّا أنزلناه سورة الحمد و المعوّذتين و قل هو اللّه أحد و آية الكرسيّ ثلاث مرّات كلّ سورة و إنّا أنزلناه سبع مرّات

 السّيّد عليّ بن طاوس في مصباح الزّائر، عن المفضّل مثله

  الصّدوق في الهداية، قال الصّادق ع من زار قبر المؤمن فقرأ عنده إنّا أنزلناه سبع مرّات غفر اللّه له و لصاحب القبر

 باب 49 -استحباب الدّعاء بالمأثور عند زيارة القبور و عدم جواز الطّواف بالقبر

1    القطب الرّاونديّ في دعواته، قال النّبيّ ص ما من أحد يقول عند قبر ميّت إذا دفن اللّهمّ إنّي أسألك بحقّ محمّد و آل محمّد أن لا تعذّب هذا الميّت إلّا رفع اللّه عنه العذاب إلى يوم ينفخ في الصّور

2    السّيّد عليّ بن طاوس في فلاح السّائل، عن كتاب مدينة العلم للصّدوق عن أبيه عن محمّد بن يحيى عن موسى بن الحسن عن أحمد بن هلال عن عليّ بن أسباط عن عبد اللّه بن محمّد عن عبد اللّه بن بكير عن محمّد بن مسلم قال قلت لأبي عبد اللّه ع نزور الموتى فقال نعم إلى أن قال قلت فأيّ شي‏ء نقول إذا زرتهم قال قل اللّهمّ جاف الأرض عن جنوبهم و صاعد إليك أرواحهم و لقّهم منك رضوانا و أسكن إليهم من رحمتك ما تصل به وحدتهم و تؤنس به وحشتهم إنّك على كلّ شي‏ء قدير

3    البحار، عن بعض مؤلّفات أصحابنا عن المفيد رحمه اللّه قال و روي عن الحسين بن عليّ ع قال من دخل المقابر فقال اللّهمّ ربّ هذه الأرواح الفانية و الأجساد البالية و العظام النّخرة الّتي خرجت من الدّنيا و هي بك مؤمنة أدخل عليهم روحا منك و سلاما منّي كتب اللّه له بعدد الخلق من لدن آدم إلى أن تقوم السّاعة حسنات

4   ، و روي أنّ أحسن ما يقال في المقابر إذا مررت عليه أن تقف عليه و تقول اللّهمّ ولّهم ما تولّوا و احشرهم مع من أحبّوا

 و تقدّم عن كامل الزّيارة و غيرها أدعية أخرى

5    القطب الرّاونديّ في لبّ اللّباب، روى من قرأ على قبر بسم اللّه و باللّه و على ملّة رسول اللّه ص رفع اللّه العذاب عن صاحب ذلك القبر أربعين سنة

6    مجموعة الشّيخ الشّهيد، رحمه اللّه نقله من خطّ بعض فضلائنا عن النّبيّ ص أنّه قال ما من أحد يقول عند قبر ميّت ثلاث مرّات اللّهمّ إنّي أسألك بحقّ محمّد و آل محمّد ألّا تعذّب هذا الميّت إلّا دفع اللّه عنه العذاب إلى يوم القيامة

   باب 50- استحباب الاعتبار عند حمل الجنازة و استئناف العمل و ما ينبغي تذكّره و استحباب دفن الشّعر و الظّفر و السّنّ و الدّم و المشيمة و العلقة

1    الشّيخ الطّوسيّ في أماليه، عن جماعة عن أبي المفضّل عن أبي الحسين رجاء بن يحيى عن محمّد بن الحسن بن شمّون عن عبد اللّه بن عبد الرّحمن الأصمّ عن الفضيل بن يسار عن وهب بن عبد اللّه بن أبي دنيّ الهنائيّ عن أبي حرب بن أبي الأسود عن أبيه عن أبي ذرّ قال قال رسول اللّه ص يا أبا ذرّ اخفض صوتك عند الجنائز و عند القتال و عند القرآن يا أبا ذرّ إذا اتّبعت جنازة فليكن عملك فيها التّفكّر و الخشوع و اعلم أنّك لاحق به

2    القطب الرّاونديّ في دعواته، قال و كان النّبيّ ص إذا تبع جنازة غلبته كآبة و أكثر حديث النّفس و أقلّ الكلام

3    سبط الشّيخ الطّبرسيّ في مشكاة الأنوار، قال قال الباقر ع أنزل الدّنيا عندك كمنزل نزلته ثمّ أردت التّحوّل عنه من يومك أو كمال اكتسبته في منامك و ليس في يدك منه شي‏ء و إذا حضرت في جنازة فكن كأنّك المحمول عليها و كأنّك سألت ربّك الرّجعة إلى الدّنيا فردّك فاعمل عمل من قد عاين

4    نهج البلاغة، في كلام له ع فكفى واعظا بموتى عاينتموها حملوا إلى قبورهم غير راكبين و أنزلوا فيها غير نازلين كأنّهم لم يكونوا للدّنيا عمّارا و كأنّ الآخرة لم تزل لهم دارا الوصيّة

 باب 51 -وجوب توجيه الميّت في قبره إلى القبلة بأن يجعل على جنبه الأيمن و وجهه إليها

1    دعائم الإسلام، عن عليّ ص أنّه شهد جنازة رجل من بني عبد المطّلب فلمّا أنزلوه في قبره قال أضجعوه في لحده على جنبه مستقبل القبلة و لا تكبّوه لوجهه و لا تلقوه لظهره ثمّ قال للّذي وليه ضع يدك على أنفه حتّى يتبيّن لك استقبال القبلة

  فقه الرّضا، ع ثمّ ضعه على يمينه مستقبل القبلة

 باب 52 -جواز وطء القبر مؤمنا أو منافقا

1    العلّامة الحلّيّ في النّهاية، عن النّبيّ ص قال لأن أطأ على جمرة أو سيف أحبّ إليّ من أن أطأ على قبر مسلم

2    البحار، عن العلل لمحمّد بن عليّ بن إبراهيم عن رسول اللّه ص من وطئ قبرا فكأنّما وطئ جمرا

 قلت ظاهر الفقهاء كراهة الاتّكاء و المشي على القبور و نسبه في المعتبر إلى العلماء و حمل في الذّكرى الكاظميّ المرويّ في الأصل على القاصد زيارتهم بحيث لا يتوصّل إلى القبر إلّا بالمشي على آخر أو يقال يختصّ الكراهية بالقعود لما فيه من اللّبث المنافي للتّعظيم

   باب 53- كراهة الضّحك بين القبور و على الجنازة و التّطلّع في الدّور

1    دعائم الإسلام، عن عليّ ع عن رسول اللّه ص أنّه نهى عن تخطّي القبور و الضّحك عندها

2    نهج البلاغة، قال أمير المؤمنين ع و قد تبع جنازة فسمع رجلا يضحك فقال ع كأنّ الموت فيها على غيرنا كتب و كأنّ الحقّ فيها على غيرنا وجب و كأنّ الّذي نرى من الأموات سفر عمّا قليل إلينا راجعون نبوّئهم أجداثهم و نأكل تراثهم كأنّا مخلّدون بعدهم قد نسينا كلّ واعظ و واعظة و رمينا بكلّ جائحة طوبى لمن ذلّ في نفسه و طاب كسبه و صلحت سريرته و حسنت خليقته و أنفق الفضل من ماله و أمسك الفضل من لسانه و عزل عن النّاس شرّه و وسعته السّنّة و لم ينسب إلى بدعة

 قال السّيّد و من النّاس من ينسب هذا الكلام إلى رسول اللّه ص

  أبو الفتح الكراجكيّ في كنزه، عن النّبيّ ص مثله و زاد بعد قوله كلّ جائحة طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب غيره و أنفق ما اكتسب في غير معصية و رحم أهل الضّعف و المسكنة و خالط أهل الفقه و الحكمة

4    الجعفريّات، أخبرنا محمّد حدّثني موسى قال حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ ع قال قال رسول اللّه ص إنّ اللّه عزّ و جلّ كره لكم أشياء العبث في الصّلاة و المنّ في الصّدقة و الرّفث في الصّيام و الضّحك عند القبور و إدخال الأعين في الدّور بغير إذن

 باب 54 -استحباب الرّفق بالميّت و القصد في المشي بالجنازة

1    ابن الشّيخ الطّوسيّ في أماليه، عن أبيه عن محمّد بن محمّد بن مخلد عن عمر بن الحسن الشّيبانيّ عن موسى بن سهل عن إسماعيل بن عتبة عن ليث بن أبي بردة عن أبيه قال مرّوا بجنازة تمخض كما يمخض الزّقّ فقال النّبيّ ص عليكم بالسّكينة عليكم بالقصد في المشي بجنائزكم

   باب 55- كراهة بناء المساجد عند القبور

1    العلّامة الكراجكيّ في كنز الفوائد، عن أسد بن إبراهيم السّلميّ و الحسين بن محمّد الصّيرفيّ معا عن أبي بكر المفيد الجرجرانيّ عن ابن أبي الدّنيا المعمّر المغربيّ عن أمير المؤمنين ع قال سمعت رسول اللّه ص يقول لا تتّخذوا قبري عيدا و لا تتّخذوا قبوركم مساجدكم و لا بيوتكم قبورا

 الشّيخ الطّوسيّ في أماليه، عن المفيد عن إبراهيم بن الحسن بن جمهور عن أبي بكر مثله

 باب 56 -استحباب اتّخاذ الطّعام لأهل المصيبة ثلاثة أيّام و البعث به إليهم و كراهة الأكل عندهم

1    الجعفريّات، أخبرنا عبد اللّه بن محمّد قال حدّثنا محمّد بن محمّد قال حدّثني موسى بن إسماعيل قال حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ بن أبي طالب ع قال لمّا جاء نعي جعفر بن أبي طالب ع قال رسول اللّه ص لأهله و ابتدأ بعائشة اصنعوا طعاما و احملوه إليهم ما كانوا في شغلهم ذلك

2   ، و عن عبد اللّه بن محمّد أخبرنا محمّد بن محمّد قال حدّثنا يحيى بن الرّبيع بن شيبان المصريّ حدّثنا سفيان بن عيينة عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن عبد اللّه بن جعفر قال لمّا جاء نعي جعفر ع قال رسول اللّه ص اصنعوا لآل جعفر طعاما فقد أتاهم ما يشغلهم أو أمر يشغلهم

3    دعائم الإسلام، عن عليّ ص أنّه قال لمّا جاء نعي جعفر قال رسول اللّه ص لأهله اصنعوا طعاما و احملوه إلى أهل جعفر ما كانوا في شغلهم ذلك و كلوا معهم فقد أتاهم ما يشغلهم عن أن يصنعوا لأنفسهم

4    فقه الرّضا، ع و السّنّة في أهل المصيبة أن يتّخذ لهم ثلاثة أيّام طعام لشغلهم في المصيبة

5    السّيّد عليّ بن طاوس في فلاح السّائل، عن كتاب حريز بن عبد اللّه السّجستانيّ بإسناده إلى أبي جعفر ع قال يصنع للميّت مأتم ثلاثة أيّام

6    الطّبرسيّ في إعلام الورى، بإسناده عن عبد اللّه بن جعفر قال أنا أحفظ حين دخل رسول اللّه ص على أمّي فنعى لها إلى أن قال و دخل بيته و أدخلني معه و أمر بطعام يصنع لأجلي و أرسل إلى أخي فتغدّينا عنده غداء طيّبا مباركا و أقمنا ثلاثة أيّام في بيته ندور معه كلّما صار في بيت إحدى نساءه ثمّ رجعنا إلى بيتنا

 باب 57 -جواز خروج النّساء في المأتم لقضاء الحقوق و النّدبة و كراهته لغير ذلك

1    الشّهيد في الذّكرى، روى أبو حمزة عن الباقر ع مات ابن المغيرة فسألت أمّ سلمة النّبيّ ص أن يأذن لها في المضيّ إلى مناحته فأذن لها و كان ابن عمّتها فقالت

أنعى الوليد بن الوليد أبا الوليد فتى العشيرةحامي الحقيقة ماجد يسمو إلى طلب الوتيرةقد كان غيثا للسّنين و جعفرا غدقا و ميرة

  و في تمام الحديث فما عاب عليها النّبيّ ص ذلك و لا قال شيئا

2    دعائم الإسلام، عن عليّ ص أنّ رسول اللّه ص مشى مع جنازة فنظر إلى امرأة تتبعها فوقف و قال ردّوا المرأة فردّت و وقف حتّى قيل قد توارت بجدر المدينة يا رسول اللّه فمضى ص

3    الصّدوق في الخصال، عن أحمد بن الحسن القطّان عن الحسن بن عليّ العسكريّ عن محمّد بن زكريّا البصريّ عن جعفر بن محمّد بن عمارة عن أبيه عن جابر بن يزيد الجعفيّ قال سمعت أبا جعفر محمّد بن عليّ الباقر ع يقول ليس على النّساء أذان و لا إقامة إلى أن قال و لا اتّباع الجنائز

4    سبط الشّيخ الطّبرسيّ في مشكاة الأنوار، نقلا من كتاب المحاسن عن أبي عبد اللّه ع في قول اللّه عزّ و جلّ و لا يعصينك في معروف قال المعروف أن لا يشققن جيبا إلى أن قال و لا يقمن عند قبر

 عليّ بن إبراهيم في تفسيره، مرسلا عن رسول اللّه ص مثله

5    السّيّد عبد الكريم بن طاوس في فرحة الغريّ، بإسناده عن الصّدوق عن الحسن بن محمّد بن سعيد عن فرات بن إبراهيم عن عليّ بن حامد عن إسماعيل بن عليّ بن قدامة عن أحمد بن عليّ بن ناصح عن جعفر بن محمّد الأرمنيّ عن موسى بن سنان الجرجانيّ عن أحمد بن عليّ المقرئ عن أمّ كلثوم بنت عليّ ع في حديث قالت فخرجت أشيّع جنازة أبي حتّى إذا كنّا بظهر الغريّ الخبر

6    الشّريف الزّاهد محمّد بن عليّ الحسينيّ في كتاب التّعازي، بإسناده عن إسرائيل عن أبي المقدام يعني العبريّ البصريّ عن أمّه عن فاطمة بنت الحسين ع قالت لمّا توفّي القاسم بن رسول اللّه ص فخرج رسول اللّه ص فاتّبعته خديجة فلمّا دفن رجعت خديجة الخبر

 باب 58 -جواز النّوح و البكاء على الميّت و القول الحسن عند ذلك و الدّعاء

1    الجعفريّات، أخبرنا عبد اللّه بن محمّد قال أخبرنا محمّد بن محمّد قال حدّثني موسى بن إسماعيل قال حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ بن أبي طالب ع أنّ رسول اللّه ص رخّص في البكاء عند المصيبة و قال النّفس مصابة و العين دامعة و العهد قريب و قولوا ما أرضى اللّه و لا تقولوا الهجر

 دعائم الإسلام، عنه ع مثله

2    الشّيخ الطّبرسيّ رحمه اللّه في إعلام الورى، في سياق غزوة مؤتة بإسناده عن الصّادق ع قال قال رسول اللّه ص لفاطمة ع اذهبي فابكي على ابن عمّك فإن لم تدعي بثكل فما قلت فقد صدقت

3    الشّهيد الثّاني في مسكّن الفؤاد، و لمّا انصرف النّبيّ ص من أحد راجعا... إلى أن قال ثمّ مرّ رسول اللّه ص على دور من دور الأنصار من بني عبد الأشهل فسمع البكاء و النّوائح على قتلاهم فذرفت عيناه و بكى ثمّ قال لكنّ حمزة لا بواكي له فلمّا رجع سعد بن معاذ و أسيد بن حضير إلى دار بني عبد الأشهل أمرا نساءهم أن يذهبن فيبكين على عمّ رسول اللّه ص فلمّا سمع رسول اللّه ص بكاءهنّ على حمزة خرج إليهنّ و هنّ على باب مسجده يبكين قال لهنّ رسول اللّه ص ارجعن يرحمكنّ اللّه فقد واسيتنّ بأنفسكنّ

4    الشّريف الزّاهد محمّد بن عليّ الحسينيّ في كتاب التّعازي، بإسناده عن محمّد بن عبد الرّحمن بن المخلص بن أحمد بن إسحاق البهلول عن أبيه عن خلف بن خليفة بن أحمد عن محمّد بن عبد الرّحمن بن عوف قال دخلت النّخل مع رسول اللّه ص فإذا إبراهيم يجود بنفسه فأخذه رسول اللّه ص فوضعه في حجره و فاضت عيناه فقلت يا رسول اللّه أ تبكي أ ما نهيتنا عن البكاء قال ليس عن البكاء نهيت إلى أن قال و هذه رحمة فمن لا يرحم لا يرحم يا إبراهيم لو لا أنّه أمر حقّ و وعد صدق و سبيل لا بدّ أنّها مأتيّة و أنّ آخرنا سوف يلحق أوّلنا لحزنّا عليك حزنا هو أشدّ من هذا و إنّا بك لمحزونون تدمع العين و يحزن القلب و لا نقول ما يسخط الرّبّ تبارك و تعالى

5   ، و بإسناده عن جابر قال أخذ النّبيّ ص بيد عبد الرّحمن بن عوف فأتى به النّخل فإذا بابنه إبراهيم في حجر أمّه و هو يجود بنفسه فأخذه رسول اللّه ص فوضعه في حجره ثمّ قال يا إبراهيم إنّا لا نغني عنك من اللّه شيئا ثمّ ذرفت عيناه فقال عبد الرّحمن أ تبكي يا رسول اللّه أ و لم تنه عن البكاء قال لا إلى أن قال و هذه رحمة و من لا يرحم لا يرحم

6   ، و بإسناده عن محمّد بن الحسن بن أحمد الأسديّ عن أحمد بن محمّد بن سعيد عن عبيد بن يحيى بن سليم الرّقّيّ عن أبي مريم عن أبي عبد اللّه ع قال لمّا مات القاسم بن رسول اللّه ص جاء رسول اللّه ص و هو متّكئ على زيد بن حارثة فمرّ بأبي قبيس فقال لو أنّ ما بي بك يا جبل لهدّك فصاح زيد وا قاسماه... الخبر

7   ، و بإسناده عن عبد اللّه الجعفيّ يرفعه إلى أسامة قال كنّا عند النّبيّ ص أنا و سعد و أبي فأرسلت إليه ابنته أنّ ابني احتضر فاشهدنا فأرسل يقرأ السّلام و يقول له تعالى ما أخذ و ما أعطى و كلّ شي‏ء عنده إلى أجل مسمّى فلتصبر و لتحتسب فأرسلت إليه تقسم عليه فقام و قمنا معه أنا و سعد و أبي فلمّا أتاها وضعت الصّبيّ في حجره و نفس الصّبيّ تقعقع ففاضت عينا رسول اللّه ص من دموعه فقال سعد ما هذا يا رسول اللّه قال هذه رحمة يجعلها اللّه في قلوب من يشاء من عباده و إنّما يرحم اللّه من عباده الرّحماء

   باب 59- كراهية النّوح ليلا و أن تقول النّائحة هجرا و عدم تحريم النّوح بغير الباطل

1    فقه الرّضا، ع و لا بأس بكسب النّائحة إذا قالت صدقا

2    دعائم الإسلام، عن جعفر بن محمّد ع أنّه قال نيح على الحسين بن عليّ ع سنة كلّ يوم و ليلة و ثلاث سنين من اليوم الّذي أصيب فيه

 باب 60 -استحباب احتساب موت الأولاد و الصّبر عليه

1    الصّدوق في الخصال، عن الخليل بن أحمد عن المخلديّ عن يونس بن عبد الأعلى عن عبد اللّه بن وهب عن عمر بن الحارث عن أبي غسانة المعافريّ عن عقبة بن عامر قال قال رسول اللّه ص من أثكل ثلاثة من صلبه فاحتسبهم على اللّه عزّ و جلّ وجبت له الجنّة

، و عن محمّد بن جعفر البندار عن أبي العبّاس الحمّاديّ عن محمّد بن عليّ الصّائغ عن عمر بن سهل عن الوليد بن مسلم عن الأوزاعيّ عن أبي سلّام الأسود عن أبي سالم راعي رسول اللّه ص قال سمعت رسول اللّه ص يقول خمس ما أثقلهنّ في الميزان سبحان اللّه و الحمد للّه و لا إله إلّا اللّه و اللّه أكبر و الولد الصّالح يتوفّى لمسلم فيصبر و يحتسب

3    و في ثواب الأعمال، عن أبيه عن عبد اللّه بن جعفر الحميريّ عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن عليّ بن سيف عن أخيه الحسين عن أبيه سيف بن عميرة عن عبد الحميد بن بهرام عن شهر بن حوشب عن عمر بن عنبسة السّلميّ قال سمعت رسول اللّه ص يقول أيّما رجل قدّم ثلاثة أولاد لم يبلغوا الحنث أو امرأة قدّمت ثلاثة أولاد فهم حجّاب يسترونه من النّار

4    و منه، بهذا الإسناد عن سيف بن عميرة عن أشعث بن سوّار عن الأحنف بن قيس عن أبي ذرّ الغفاريّ رحمه اللّه تعالى قال ما من مسلمين يقدّمان عليهما ثلاثة أولاد لم يبلغوا الحنث إلّا أدخلهم اللّه الجنّة بفضل رحمته

5    القطب الرّاونديّ في دعواته، عن الصّادق ع قال ولد واحد يقدّمه الرّجل أفضل من ولد يبقون بعده شاكين في السّلاح مع القائم ع

6    دعائم الإسلام، عن النّبيّ ص قال من مات له ثلاث من الولد فاحتسبهم حجبوه من النّار فقيل يا رسول اللّه و اثنان قال و اثنان

 قال و روي عن الحسن البصريّ أنّه قال بئس الشّي‏ء الولد إن عاش كدّني و إن مات هدّني فبلغ ذلك زين العابدين ع فقال كذب و اللّه نعم الشّي‏ء الولد إن عاش فدعّاء حاضر و إن مات فشفيع حاضر

7    سبط الشّيخ الطّبرسيّ في مشكاة الأنوار، عن مهران قال كتب رجل إلى أبي جعفر ع يشكو إليه مصابه بولده فكتب إليه أ ما علمت أنّ اللّه يختار من مال المؤمن و من ولده أنفسه ليأجره على ذلك

8   ، و عن أبي عبد اللّه ع قال الولد الصّالح ميراث اللّه من المؤمن إذا قبضه

9    البحار، عن أعلام الدّين للدّيلميّ عن النّبيّ ص قال تجي‏ء يوم القيامة أطفال المؤمنين عند عرض الخلائق للحساب فيقول اللّه تعالى لجبرئيل ع اذهب بهؤلاء إلى الجنّة فيقفون على أبواب الجنّة و يسألون عن آبائهم و أمّهاتهم فتقول لهم الخزنة آباؤكم و أمّهاتكم ليسوا كأمثالكم لهم ذنوب و سيّئات يطالبون بها فيصيحون صيحة باكين فيقول اللّه سبحانه و تعالى يا جبرئيل ما هذه الصّيحة فيقول اللّهمّ أنت أعلم هؤلاء أطفال المؤمنين يقولون لا ندخل الجنّة حتّى يدخل آباؤنا و أمّهاتنا فيقول اللّه سبحانه و تعالى يا جبرئيل تخلّل الجمع و خذ بيد آبائهم و أمّهاتهم فأدخلهم معهم الجنّة برحمتي

10    الشّهيد الثّاني في مسكّن الفؤاد، عن عليّ بن ميسرة عن أبي عبد اللّه ع قال ولد واحد يقدّمه الرّجل أفضل من سبعين يخلفونه من بعده كلّهم قد ركب الخيل و قاتل في سبيل اللّه

11  ، و عن ثوبان قال سمعت رسول اللّه ص يقول بخ بخ خمس ما أثقلهنّ في الميزان لا إله إلّا اللّه و سبحان اللّه و اللّه أكبر و الحمد للّه و الولد الصّالح يتوفّى للمرء المسلم فيحتسبه

 ، و عن عبد الرّحمن بن سمرة عن رسول اللّه ص قال إنّي رأيت البارحة عجائب فذكر حديثا طويلا و فيه رأيت رجلا من أمّتي قد خفّ ميزانه فجاء أفراطه و ثقّلوا ميزانه

13  ، و عن سهل بن حنيف قال قال رسول اللّه ص تزوّجوا فإنّي مكاثر بكم الأمم حتّى إنّ السّقط ليظلّ محبنطئا على باب الجنّة يقال له ادخل يقول حتّى يدخل أبواي

14  ، و عن عبادة بن الصّامت أنّ رسول اللّه ص قال النّفساء يجرّها ولدها يوم القيامة بسرره إلى الجنّة

15   ، و عن أنس بن مالك قال قال رسول اللّه ص إذا كان يوم القيامة نودي في أطفال المؤمنين و المسلمين أن اخرجوا من قبوركم فيخرجون من قبورهم ثمّ ينادى فيهم أن امضوا إلى الجنّة زمرا فيقولون ربّنا و والدينا معنا ثمّ ينادى فيهم ثانية أن امضوا إلى الجنّة زمرا فيقولون ربّنا و والدينا معنا ثمّ ينادى فيهم ثالثة أن امضوا إلى الجنّة زمرا فيقولون ربّنا و والدينا فيقول عزّ و جلّ في الرّابعة و والديكم معكم فيثب كلّ طفل إلى أبويه فيأخذون بأيديهم فيدخلون بهم الجنّة فهم أعرف بآبائهم و أمّهاتهم يومئذ من أولادكم الّذين في بيوتكم

16   ، و عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جدّه قال قال رسول اللّه ص من قدّم من صلبه ولدا لم يبلغ الحنث كان أفضل من أن يخلّف من بعده مائة كلّهم يجاهدون في سبيل اللّه عزّ و جلّ لا تسكن روعتهم إلى يوم القيامة

17    و عن الحسن ع قال قال رسول اللّه ص لأن أقدّم سقطا أحبّ إليّ من أن أخلّف مائة فارس كلّهم يقاتل في سبيل اللّه

18   ، و عن أيّوب بن موسى أنّ النّبيّ ص قال للزّبير يا زبير إنّك إن تقدّم سقطا خير من أن تدع بعدك من ولدك مائة كلّ منهم على فرس يجاهدون في سبيل اللّه تبارك و تعالى

19   ، و عن النّبيّ ص قال يقال للولدان يوم القيامة ادخلوا الجنّة فيقولون يا ربّ حتّى يدخل آباؤنا و أمّهاتنا فيأتون فيقول اللّه عزّ و جلّ ما لي أراهم محبنطئين ادخلوا الجنّة فيقولون يا ربّ آباؤنا فيقول عزّ و جلّ ادخلوا الجنّة أنتم و آباؤكم

20    و عن أنس بن مالك أنّ رجلا كان يجي‏ء بصبيّ له معه إلى رسول اللّه ص و أنّه مات فاحتبس والده عن رسول اللّه ص فسأل عنه فقالوا مات صبيّه الّذي رأيته معه فقال ص هلّا آذنتموني فقوموا إلى أخينا نعزّيه فلمّا دخل عليه إذا الرّجل حزين و به كآبة فعزّاه فقال يا رسول اللّه كنت أرجوه لكبر سنّي و ضعفي فقال رسول اللّه ص أ ما يسرّك أن يكون يوم القيامة بإزائك يقال له ادخل الجنّة فيقول يا ربّ و أبواي فلا يزال يشفع حتّى يشفّعه اللّه عزّ و جلّ فيكم فيدخل الجميع الجنّة

21  ، و عن قرّة بن إياس أنّ النّبيّ ص كان يختلف إليه رجل من الأنصار مع ابن له فقال له النّبيّ ص ذات يوم يا فلان تحبّه قال نعم يا رسول اللّه أحبّه كحبّك قال ففقده النّبيّ ص فسأل عنه فقالوا يا رسول اللّه مات ابنه فلمّا رآه قال ص أ ما ترضى أ و لا ترضى أن لا تأتي يوم القيامة بابا من أبواب الجنّة إلّا جاء حتّى يفتحه لك فقال رجل يا رسول اللّه أ له وحده أم لكلّنا قال بل لكلّكم

22   ، و عن زرارة بن أوفى أنّ رسول اللّه ص عزّى رجلا على ابنه فقال آجرك اللّه و أعظم لك الأجر فقال الرّجل يا رسول اللّه أنا شيخ كبير و كان ابني قد أجزأ عنّي فقال النّبيّ ص أ يسرّك أن تتلاقى من أبواب الجنّة بالكأس قال من لي بذلك يا رسول اللّه قال اللّه لك به و لكلّ مسلم مات له ولد في الإسلام

23  ، و روي أنّ امرأة أتت النّبيّ ص و معها ابن مريض فقالت يا رسول اللّه ادع اللّه أن يشفي ابني هذا فقال لها رسول اللّه ص هل لك فرط قالت نعم يا رسول اللّه قال في الجاهليّة أو في الإسلام قالت بل في الإسلام فقال رسول اللّه ص جنّة حصينة جنّة حصينة

24   ، و عن جابر بن سمرة قال قال رسول اللّه ص من دفن ثلاثة فصبر عليهم و احتسب وجبت له الجنّة فقالت أمّ أيمن و اثنين فقال من دفن اثنين و صبر عليهما و احتسبهما وجبت له الجنّة فقالت أمّ أيمن و واحدا فسكت و أمسك ثمّ قال ص يا أمّ أيمن من دفن واحدا فصبر عليه و احتسبه وجبت له الجنّة

25  ، و عن عبد اللّه بن مسعود قال قال رسول اللّه ص من قدّم ثلاثة لم يبلغ الحنث كان له حصنا حصينا فقال أبو ذرّ قدّمت اثنين قال رسول اللّه ص و اثنين ثمّ قال أبيّ بن كعب قدّمت واحدا فقال و واحدا و لكن إنّما ذاك عند الصّدمة الأولى

26  ، و عن أبي سعيد الخدريّ أنّ النّساء قلن للنّبيّ ص اجعل لنا يوما فوعظهنّ فقال أيّما امرأة مات لها ثلاث من الولدان كان لها حجابا من النّار قالت امرأة و اثنتان قال ص و اثنتان

27   ، و عن بريدة قال كان رسول اللّه ص يتعاهد الأنصار و يعودهم و يسأل عنهم فبلغه أنّ امرأة مات ابن لها فجزعت عليه فأتاها فأمرها بتقوى اللّه عزّ و جلّ و الصّبر فقالت يا رسول اللّه إنّي امرأة رقوب لا ألد و لم يكن لي ولد غيره فقال رسول اللّه ص الرّقوب الّتي لا يبقى لها ولدها ثمّ قال ما من امرئ مسلم و لا امرأة مسلمة يموت لهما ثلاثة من الولد إلّا أدخلهما اللّه الجنّة فقيل له و اثنان فقال ص و اثنان

 و في حديث آخر أنّه ص قال لها تحبّين أن ترينّه على باب الجنّة و هو يدعوك إليها فقالت بلى قال فإنّه كذلك

28  ، و عن أمّ ميسرة الأنصاريّة عن رسول اللّه ص أنّه دخل عليها و هي تطبخ حبّا فقال ص من مات له ثلاث لم يبلغوا الحنث كانوا له حجابا من النّار فقالت فقلت يا رسول اللّه و اثنان قال و اثنان يا أمّ ميسرة و في لفظ آخر قالت أو فرطان قال ص أو فرطان

29  ، و عن قبيصة بن هرمة قال كنت عند رسول اللّه ص جالسا إذ أتته امرأة فقالت يا رسول اللّه ادع اللّه لي فإنّه ليس يعيش لي ولد قال كم مات لك قالت ثلاثة قال ص لقد احتظرت من النّار بحظار

30   ، و عن ابن مسعود و دخل ص على امرأة يعزّيها بابنها فقال بلغني أنّك جزعت جزعا شديدا فقالت و ما يمنعني يا رسول اللّه و قد تركني عجوزا رقوبا فقال لها رسول اللّه ص لست بالرّقوب إنّما الرّقوب الّتي تتوفّى و ليس لها فرط و لا يستطيع النّاس يعودون عليها من أفراطهم فتلك الرّقوب

31  ، و عن زيد بن أسلم قال مات ولد لداود ع فحزن عليه حزنا كثيرا فأوحى اللّه إليه يا داود ما كان يعدل هذا الولد عندك قال كان يا ربّ يعدل عندي مل‏ء الأرض ذهبا قال فلك عندي يوم القيامة مل‏ء الأرض ثوابا

32    القطب الرّاونديّ في لبّ اللّباب، عن النّبيّ ص قال إنّ لكلّ مؤمن فرطا و قدم صدق أب أو أخ أو ولد قيل فمن مات و لا فرط له قال أنا فرطكم على الحوض

33   ، و عنه ص قال إنّ السّقط يظلّ محبنطئا على باب الجنّة فيقال له ادخل الجنّة فيقول حتّى يدخل أبواي معي

34    الشّريف الزّاهد محمّد بن عليّ الحسينيّ في كتاب التّعازي، عن عبيدة السّلمانيّ عن الزّبير بن العوّام عن النّبيّ ص قال من عال له ثلاثة أولاد لم يبلغوا الحنث كانوا له حجابا من النّار أو كما قال

   ، و بإسناده عن أبي معمر عن عبد العزيز عن أنس بن مالك قال قال رسول اللّه ص ما من النّاس من مسلم يتوفّى له ثلاثة من الأولاد لم يبلغوا الحنث إلّا أدخله اللّه الجنّة بفضل اللّه تعالى

36  ، و بإسناده عن إبراهيم عن علقمة عن عبد اللّه قال قال رسول اللّه ص من مات له ولد أو ابن فصبر أو لم يصبر يسلّم أو لم يسلّم لم يكن له ثواب إلّا الجنّة

37  ، و عن رسول اللّه ص من مات له ابن احتسبه أو لم يحتسبه صبر أو لم يصبر لم يكن له ثواب إلّا الجنّة

38  ، و بإسناده عن عبد اللّه بن محمّد و ابن أبي شيبة أملأ من حفظه في جمادى الآخرة من سنة أربع و ثلاثين و مائتين عن ابن الأصبهانيّ قال أتاني أبو صالح يعزّيني على ابن لي يحدّثني عن أبي سعيد و أبي هريرة أنّ النّبيّ ص قلن له النّساء اجعل لنا يوما كما جعلت للرّجال يوما فأتاهنّ و وعظهنّ و ذكّرهنّ فقال ما من امرأة تدفن ثلاثا إلّا كانوا لها حجابا من النّار فقالت امرأة يا رسول اللّه لكنّي دفنت اثنين قال و اثنين قال فلم تسأله عن الواحدة قال و في حديث أبي هريرة لم تبلغ الحنث

   ، و بإسناده عن عابس بن ربيعة عن أبيه عن عليّ ع قال قال رسول اللّه ص إنّ السّقط يراغم ربّه أن يدخل أبويه النّار فيقال له أيّها السّقط المراغم ربّه ارجع فقد أدخلت أبويك الجنّة فيجرّهما بسرره حتّى يدخلهما الجنّة

40  ، و عن معاوية بن قرّة عن أبيه أنّ رجلا كان يختلف إلى النّبيّ ص و معه ابنه فقال له رسول اللّه ص أ تحبّه فقال أحبّك اللّه كما أحبّه قال أحسبه فقده النّبيّ ص قال فقال يا فلان ما فعل بابنك فقال يا رسول اللّه أ ما شعرت أنّه مات قال له النّبيّ ص أ ما يسرّك ألّا تأتي يوم القيامة بابا من أبواب الجنّة إلّا جاء يسعى حتّى يفتح لك قالوا يا رسول اللّه لهذا خاصّة أم لنا عامّة قال لكم عامّة

41  ، و عن عبد الملك بن عمير عن معاوية بن قرّة عن أبيه أنّه رأى النّبيّ ص و معه ابن له غلام فقال له رسول اللّه ص أراك تحبّه قال أجل يا رسول اللّه فقال ص فأحبّك اللّه كما تحبّه قال ثمّ إن النّبيّ ص فقد الغلام فقال ما فعل ابنك قال يا رسول اللّه توفّي قال أظنّك قد حزنت عليه حزنا عظيما شديدا قال أجل يا رسول اللّه فقال أ ما يسرّك أن أدخلك اللّه الجنّة أن تجده عند باب من أبوابها فيفتحها لك قال بلى يا رسول اللّه

42   ، و بإسناده عن عبد اللّه بن وهب المصريّ يرفعه إلى أنس بن مالك قال توفّي ابن لعثمان بن مظعون و اشتدّ حزنه عليه حتّى اتّخذ في داره مسجدا يتعبّد فيه فبلغ ذلك إلى رسول اللّه ص فقال يا عثمان بن مظعون إنّ اللّه لم يكتب علينا الرّهبانيّة إنّما رهبانيّة أمّتي الجهاد في سبيل اللّه يا عثمان إنّ للجنّة ثمانية أبواب و للنّار سبعة أبواب فما يسرّك ألّا تأتي بابا منها إلّا وجدت ابنك إلى جنبك آخذ بحجزتك يشفع بك إلى ربّك قال بلى قال المسلمون و لنا في فرطنا ما لعثمان قال نعم لمن صبر منكم و احتسب

43  ، و عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول اللّه ص يجمع اللّه أطفال أمّة محمّد ص يوم القيامة في حياض تحت العرش قال فيطّلع اللّه عليهم اطّلاعة فيقول ما لي أراكم رافعي رءوسكم إليّ فيقولون يا ربّنا الآباء و الأمّهات في عطش القيامة و نحن في هذه الحياض قال فيوحي اللّه إليهم أن اغرفوا في هذه الآنية من الحياض ثمّ تخلّلوا صفوف القيامة فاسقوا الآباء و الأمّهات

44  ، و بإسناده عن إبراهيم بن محمّد عن محمّد بن فضل عن السّريّ بن عامر قال جاء رجل إلى أمير المؤمنين ع فقال يا أمير المؤمنين هلك ابن لي فجزعت عليه جزعا شديدا أخاف أن يكون حبط أجري فقال عليّ ع بئس الخلف من ابنك يا أيّها النّاس خذوا عنّي خمسا فو الّذي نفسي بيده لو أتعبتم المطيّ لأضنيتموهنّ قبل أن تدركوهنّ لا يرجو العبد إلّا ربّه و لا يخاف إلّا ذنبه و لا يستحي من لا يعلم أن يتعلّم و لا يستحي العالم إذا سئل أن يقول اللّه أعلم و الصّبر من الإيمان بمنزلة الرّأس من الجسد فإذا قطع الرّأس انهدم الجسد و لا إيمان لمن لا صبر له

 باب 61 -استحباب التّحميد و الاسترجاع و سؤال الخلف عند موت الولد و سائر المصائب

1    الشّيخ الطّبرسيّ في مجمع البيان، عن أمير المؤمنين ع من استرجع عند المصيبة جبر اللّه مصيبته و أحسن عقباه و جعل له خلفا صالحا يرضاه

 و رواه الشّيخ أبو الفتوح الرّازيّ في تفسيره، عن النّبيّ ص مثله

2    الشّيخ المفيد في أماليه، عن محمّد بن عمر الجعابيّ عن عبد اللّه بن بريد البجليّ عن محمّد بن بوّاب الهباريّ عن محمّد بن عليّ بن جعفر عن أبيه عن أخيه موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه ع قال قال رسول اللّه ص أربع من كنّ فيه كتبه اللّه من أهل الجنّة من كان عصمته شهادة أن لا إله إلّا اللّه و أنّي محمّد رسول اللّه و من إذا أنعم اللّه عليه بنعمة قال الحمد للّه و من إذا أصاب ذنبا قال أستغفر اللّه و من إذا أصابته مصيبة قال إنّا للّه و إنّا إليه راجعون

 و رواه الشّهيد الثّاني في مسكّن الفؤاد، عن النّبيّ ص قال أربع من كنّ فيه كان في نور اللّه الأعظم و ذكر نحوه

، و بإسناده إلى هشام بن محمّد في خبر طويل قال لمّا وصل إلى أمير المؤمنين ع وفاة الأشتر جعل يتلهّف و يتأسّف عليه و يقول للّه درّ مالك لو كان من جبل لكان من أعظم أركانه و لو كان من حجر كان صلدا أما و اللّه ليهدّنّ موتك عالما فعلى مثلك فليبك البواكي ثمّ قال إنّا للّه و إنّا إليه راجعون و الحمد للّه ربّ العالمين إنّي أحتسبه عندك فإنّ موته من مصائب الدّهر فرحم اللّه مالكا قد وفى بعهده و قضى نحبه و لقي ربّه مع أنّا قد وطّنّا أنفسنا أن نصبر على كلّ مصيبة بعد مصابنا برسول اللّه ص فإنّها أعظم المصيبة

4    القطب الرّاونديّ في دعواته، عن أمّ سلمة قالت قال رسول اللّه ص من أصيب بمصيبة فقال كما أمره اللّه إنّا للّه و إنّا إليه راجعون اللّهمّ آجرني في مصيبتي و أعقبني خيرا منه فعل اللّه ذلك به قالت فلمّا توفّي أبو سلمة قلته ثمّ قلت و من مثل أبي سلمة فأعقبني اللّه برسوله ص فتزوّجني

5    الشّهيد الثّاني في مسكّن الفؤاد، عن أمّ سلمة قالت أتاني أبو سلمة يوما من عند رسول اللّه ص فقال سمعت من رسول اللّه ص قولا سررت به قال لا يصيب أحد من المسلمين فيسترجع عند مصيبته فيقول اللّهمّ آجرني في مصيبتي و اخلف لي خيرا منها إلّا فعل ذلك به قالت أمّ سلمة فحفظت ذلك منه فلمّا توفّي أبو سلمة استرجعت و قلت اللّهمّ آجرني في مصيبتي و اخلف لي خيرا منه ثمّ رجعت إلى نفسي فقلت من أين لي خير من أبي سلمة فلمّا انقضت عدّتي استأذن عليّ رسول اللّه ص و أنا أدبغ إهابا لي فغسلت يدي من القرظ و أذنت له و وضعت له وسادة من أدم حشوها ليف فقعد عليها فخطبني إلى نفسي فلمّا فرغ من مقالته قلت يا رسول اللّه ما بي إلّا أن يكون بك الرّغبة و لكنّي امرأة فيّ غيرة شديدة فأخاف أن ترى منّي شيئا يعذّبني اللّه به و أنا امرأة قد دخلت في السّنّ و أنا ذات عيال فقال ص أمّا ما ذكرت من السّنّ فقد أصابني مثل الّذي أصابك و أمّا ما ذكرت من العيال فإنّما عيالك عيالي قالت فقد سلّمت لرسول اللّه ص فتزوّجها رسول اللّه ص فقالت أمّ سلمة فقد أبدلني اللّه بأبي سلمة خيرا منه رسول اللّه ص

6    الشّريف الزّاهد محمّد بن عليّ الحسينيّ في كتاب التّعازي، بإسناده عن عليّ بن العبّاس عن جابر عن أبي عبد اللّه الجدليّ قال سمعت أمّ سلمة زوجة رسول اللّه ص تقول سمعت رسول اللّه ص و هو يقول إذا أصاب المؤمن من الدّنيا مصيبة فيذكر مصابه بي فإنّ العباد لم يصابوا بمثلها و اعلم أنّ المسلم إذا صبر بمصيبة و قال إنّا للّه و إنّا إليه راجعون الحمد للّه ربّ العالمين اللّهمّ إنّي أحتسب عندك مصيبتي فأبدلني اللّهمّ بها ما هو خير لي منها و من صبر عند الصّدمة الأولى غفر اللّه له ما مضى من ذنوبه و أخلف اللّه له ما هو خير منها ثمّ لم يذكر تلك المصيبة فيما بقي من الدّهر فتقول مثل ذلك إلّا أعطاه اللّه مثل ما أعطاه يوم الصّدمة الأولى من الثّواب قالت أمّ سلمة فلمّا قبض اللّه أبا سلمة قلت ما سمعت من رسول اللّه ص قلت من أين يخلف اللّه خيرا من أبي سلمة فلمّا خطبني رسول اللّه ص فقلت يا رسول اللّه إنّي امرأة غيور و إنّي أكره أن أوذيك في نسائك و لي أيضا عيال فقال رسول اللّه ص إنّي أدعو فيذهب عنك الغيرة و اللّه يكفيك العيال قلت نعم فزوّجني فقلت الحمد اللّه الّذي أخلف ليخيرا من أبي سلمة

7    الشّيخ أبو الفتوح الرّازيّ في تفسيره، عن رسول اللّه ص أنّه قال من استرجع عند المصيبة جبر اللّه مصيبته و أحسن عقباه و جعل له خلفا صالحا

 باب 62 -استحباب الاسترجاع و الدّعاء بالمأثور عند تذكّر المصيبة و لو بعد حين

1    القطب الرّاونديّ في دعواته، قال قال النّبيّ ص ما من مسلم يصاب بمصيبة و إن قدم عهدها فأحدث لها استرجاعا إلّا أحدث اللّه له منزلة و أعطاه مثل ما أعطاه يوم أصيب بها و ما من نعمة و إن تقادم عهدها فذكرها العبد فقال الحمد للّه إلّا جدّد اللّه له ثوابه كيوم وجدها و قال إنّ أهل المصيبة لتنزل بهم المصيبة فيجزعون فيمرّ بهم مارّ من النّاس فيسترجع فيكون أعظم أجرا من أهلها

2    الشّهيد الثّاني في مسكّن الفؤاد، عن الحسين بن عليّ ع أنّ النّبيّ ص قال من أصابته مصيبة فقال إذا ذكرها إنّا للّه و إنّا إليه راجعون جدّد اللّه له أجرها مثل ما كان له يوم أصابته

3    الشّيخ الطّبرسيّ في مجمع البيان، عن أمير المؤمنين ع قال من أصيب بمصيبة فأحدث استرجاعا و إن تقادم عهدها كتب اللّه له من الأجر مثله يوم أصيب

 و رواه الشّيخ أبو الفتوح في تفسيره، عن رسول اللّه ص مثله

4    القطب الرّاونديّ في لبّ اللّباب، عن النّبيّ ص قال عظم الجزاء على قدر عظم المصيبة و من استرجع بعد المصيبة جدّد اللّه أجرها كيوم أصيب بها

  الشّريف الزّاهد في كتاب التّعازي، بإسناده عن عيسى بن سوادة عن الزّهريّ قال قال رسول اللّه ص من أصيب بمصيبة أو حبيبة ثمّ صبر و احتسب و قال كما أمره اللّه إنّا للّه و إنّا إليه راجعون كان حقّا على اللّه أن يدخله الجنّة

، و بإسناده عن جابر عن محمّد بن عليّ ع قال إذا أصاب العبد مصيبة فصبر و استرجع عند الصّدمة الأولى غفر اللّه له بها ما مضى من ذنوبه ثمّ لم يذكر المصيبة فيما بقي من الدّهر إلّا أعطاه اللّه من الأجر مثل ما كان يوم الصّدمة الأولى إذا استرجع حين يذكرها و حمد اللّه عزّ و جلّ

 باب 63 -وجوب الرّضا بالقضاء

1    الحسين بن سعيد الأهوازيّ في كتاب المؤمن، عن زرارة قال سمعت أبا جعفر ع يقول في قضاء اللّه عزّ و جلّ كلّ خير للمؤمن

، و عن الصّادق ع إنّ المسلم لا يقضي اللّه عزّ و جلّ له قضاء إلّا كان خيرا له ثمّ تلا هذه الآية فوقاه اللّه سيّئات ما مكروا ثمّ قال أما و اللّه لقد تسلّطوا عليه و قتلوه فأمّا ما وقاه اللّه فوقاه اللّه أن يفتنوه في دينه

، و عن أبي عبد اللّه ع قال فيما أوحى اللّه إلى موسى يا موسى ما خلقت خلقا أحبّ إليّ من عبدي المؤمن و إنّي إنّما ابتليته لما هو خير له و أزوي عنه لما هو خير له و أنا أعلم لما يصلح عليه عبدي فليصبر على بلائي و ليرض بقضائي و ليشكر نعمائي أكتبه في الصّدّيقين عندي إذا عمل برضائي

 و رواه ابن الشّيخ الطّوسيّ في أماليه، عن أبيه عن المفيد عن ابن قولويه عن أبيه عن سعد بن عبد اللّه عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن الحسن بن محبوب عن مالك بن عطيّة عن يزيد بن فرقد عنه ع

، و عن يزيد بن خليفة عن أبي عبد اللّه ع قال ما قضى اللّه تبارك و تعالى لمؤمن من قضاء إلّا جعل له الخيرة فيما قضى

5   ، و عن أبي عبد اللّه ع قال قال اللّه عزّ و جلّ عبدي المؤمن لا أصرفه في شي‏ء إلّا جعلت ذلك خيرا له فليرض بقضائي و ليصبر على بلائي و ليشكر على نعمائي أكتبه في الصّدّيقين عندي

6   ، و عنه ع قال ضحك رسول اللّه ص حتّى بدت نواجذه ثمّ قال أ لا تسألونّي عمّ ضحكت قالوا بلى يا رسول اللّه قال عجبت للمرء المسلم أنّه ليس من قضاء يقضيه اللّه له إلّا كان خيرا له في عاقبة أمره

 و رواه الصّدوق في أماليه، عن ابن البرقيّ عن أبيه عن جدّه عن الحسن بن عليّ بن فضّال عن عليّ بن عقبة عن أبيه عن سليمان بن خالد عنه عن آبائه ع مثله

، و عن إسحاق بن عمّار قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول رأس طاعة اللّه الرّضا بما صنع اللّه إلى العبد فيما أحبّ و فيما أكره

8    الصّدوق في التّوحيد، و العيون، عن المكتّب حسين بن إبراهيم عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن عليّ بن معبد عن سليمان بن خالد عن الرّضا عن آبائه ع قال قال رسول اللّه ص قال اللّه جلّ جلاله من لم يرض بقضائي و لم يؤمن بقدري فليلتمس إلها غيري

 و قال رسول اللّه ص في كلّ قضاء اللّه عزّ و جلّ خيرة للمؤمن

9    و في الخصال، عن أبيه عن سعد بن عبد اللّه عن أيّوب بن نوح عن ابن أبي عمير عن الفرّاء عن أبي عبد اللّه ع قال من رضي القضاء أتى عليه القضاء و هو مأجور و من سخط القضاء أتى عليه القضاء و أحبط اللّه أجره

10    فقه الرّضا، ع روي عن العالم ع قال إذا شاء اللّه فيعطينا و إذا أحبّ أن يكرّه رضينا

 و أروي أعلم النّاس باللّه أرضاهم بقضاء اللّه

 و روي رأس طاعة اللّه الصّبر و الرّضا

 و روي ما قضى اللّه على عبده قضاء فرضي به إلّا جعل الخير فيه

11    الشّهيد الثّاني في مسكّن الفؤاد، عن ابن مسعود عن النّبيّ ص أنّه قال ثلاثة من رزقهنّ فقد رزق خير الدّارين الرّضا بالقضاء و الصّبر على البلاء و الدّعاء في الرّخاء

12   ، و روي أنّ موسى ع قال يا ربّ دلّني على أمر فيه رضاك عنّي أعمله فأوحى اللّه إليه أنّ رضاي في كرهك و أنت ما تصبر على ما تكره قال يا ربّ دلّني عليه قال فإنّ رضاي في رضاك بقضائي

13   ، و عن رسول اللّه ص أنّه قال أعطوا اللّه الرّضا من قلوبكم تظفروا بثواب اللّه تعالى يوم فقركم و الإفلاس

14    الجعفريّات، أخبرنا عبد اللّه أخبرنا محمّد حدّثني موسى قال حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ بن أبي طالب ع قال الإيمان له أركان أربعة التّوكّل على اللّه و التّفويض إليه و التّسليم لأمر اللّه تعالى و الرّضا بقضاء اللّه تعالى

15    أبو عليّ محمّد بن همّام في كتاب التّمحيص، عن محمّد بن سنان عن أبي الحسن ع قال من غمّ كان للغمّ أهلا فينبغي للمؤمن أن يكون باللّه و بما صنع راضيا

16   ، و عن عليّ بن الحسين ع الرّضا بمكروه القضاء من أعلى درجات اليقين

17   ، و عن ميمون القدّاح عن أبي عبد اللّه ع قال قال عليّ ع ما أحبّ أنّ لي بالرّضا في موضع القضاء جمّ النّعم

18    ثقة الإسلام في الكافي، عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن فضّال عن حفص المؤذّن عن أبي عبد اللّه ع و عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع عن محمّد بن سنان عن إسماعيل بن جابر عنه ع أنّه قال في رسالته الّتي كتبها لأصحابه و اعلموا أنّه لن يؤمن عبد من عبيده حتّى يرضى عن اللّه فيما صنع اللّه إليه و صنع به على ما أحبّ و كره و لن يصنع اللّه بمن صبر و رضي عن اللّه إلّا ما هو أهله و هو خير له ممّا أحبّ و كره

19    الطّبرسيّ في الإحتجاج، عن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه ع عن الحسين بن عليّ ع في حديث طويل في أسئلة اليهوديّ الشّاميّ عن أمير المؤمنين ع إلى أن قال ع قال له اليهوديّ فإنّ يعقوب قد صبر على فراق ولده حتّى كاد يحرض من الحزن قال له عليّ ع لقد كان كذلك و كان حزن يعقوب حزنا بعده تلاق و محمّد ص قبض ولده إبراهيم قرّة عينه في حياة منه و خصّه بالاختبار ليعظّم له الادّخار فقال ع تحزن النّفس و يجزع القلب و إنّا عليك يا إبراهيم لمحزونون و لا نقول ما يسخط الرّبّ في كلّ ذلك يؤثر الرّضا عن اللّه عزّ ذكره و الاستسلام له في جميع الفعال

 باب 64 -استحباب الصّبر على البلاء

1    الجعفريّات، أخبرنا عبد اللّه أخبرنا محمّد حدّثني موسى قال حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ بن أبي طالب ع قال قال رسول اللّه ص أربع من أعطيهنّ فقد أعطي خير الدّنيا و الآخرة بدنا صابرا و لسانا ذاكرا و قلبا شاكرا و زوجة صالحة

   ، و بهذا الإسناد عن عليّ ع أنّه قال و منزلة الصّبر من الإيمان كمنزلة الرّأس من الجسد

3   ، و بهذا الإسناد عنه ع قال قال رسول اللّه ص الصّبر خير مركب

4   ، و بهذا الإسناد عن عليّ بن أبي طالب ع قال ثلاث من أبواب البرّ سخاء النّفس و طيب الكلام و الصّبر على الأذى

، و بهذا الإسناد عنه ع قال في حديث و اعلم أنّ المخرج في أمرين فما كانت له حيلة فالاحتيال و ما لم يكن له حيلة فالاصطبار

6    السّيّد عليّ بن طاوس في الإقبال، بإسناده عن شيخ الطّائفة عن المفيد و ابن الغضائريّ عن الصّدوق عن محمّد بن الحسن بن الوليد عن الصّفّار عن ابن أبي الخطّاب عن ابن أبي عمير عن إسحاق بن عمّار و عن الشّيخ عن أحمد بن محمّد بن موسى الأهوازيّ عن أحمد بن محمّد بن عقدة عن محمّد بن الحسن القطوانيّ عن الحسين بن أيّوب الخثعميّ عن صالح بن الأسود عن عطيّة بن نجيح بن المطهّر الرّازيّ و إسحاق بن عمّار الصّيرفيّ قالا معا إنّ أبا عبد اللّه جعفر بن محمّد ع كتب إلى عبد اللّه بن الحسن رضي اللّه عنه حين حمل هو و أهل بيته يعزّيه عمّا صار إليه بسم اللّه الرّحمن الرّحيم إلى الخلف الصّالح و الذّرّيّة الطّيّبة من ولد أخيه و ابن عمّه أمّا بعد فلئن كنت قد تفرّدت أنت و أهل بيتك ممّن حمل معك بما أصابكم فما انفردت بالحزن و الغيظ و الكآبة و أليم وجع القلب دوني فلقد نالني من ذلك من الجزع و القلق و حرّ المصيبة مثل ما نالك و لكن رجعت إلى ما أمر اللّه جلّ جلاله به المتّقين من الصّبر و حسن العزاء حين يقول لنبيّه ص و اصبر لحكم ربّك فإنّك بأعيننا و حين يقول فاصبر لحكم ربّك و لا تكن كصاحب الحوت و حين يقول لنبيّه ص حين مثّل بحمزة و إن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به و لئن صبرتم لهو خير للصّابرين و صبر رسول اللّه ص و لم يعاقب و حين يقول و أمر أهلك بالصّلاة و اصطبر عليها لا نسئلك رزقا نحن نرزقك و العاقبة للتّقوى و حين يقول الّذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنّا للّه و إنّا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربّهم و رحمة و أولئك هم المهتدون و حين يقول إنّما يوفّى الصّابرون أجرهم بغير حساب و حين يقول لقمان لابنه و اصبر على ما أصابك إنّ ذلك منعزم الأمور و حين يقول عن موسى قال موسى لقومه استعينوا باللّه و اصبروا إنّ الأرض للّه يورثها من يشاء من عباده و العاقبة للمتّقين و حين يقول الّذين آمنوا و عملوا الصّالحات و تواصوا بالحقّ و تواصوا بالصّبر و حين يقول ثمّ كان من الّذين آمنوا و تواصوا بالصّبر و تواصوا بالمرحمة و حين يقول و لنبلونّكم بشي‏ء من الخوف و الجوع و نقص من الأموال و الأنفس و الثّمرات و بشّر الصّابرين و حين يقول و كأيّن من نبيّ قاتل معه ربّيّون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل اللّه و ما ضعفوا و ما استكانوا و اللّه يحبّ الصّابرين و حين يقول و الصّابرين و الصّابرات و حين يقول و اصبر حتّى يحكم اللّه و هو خير الحاكمين و أمثال ذلك من القرآن كثير و اعلم أي عمّ أنّ اللّه جلّ جلاله لم يبال بضرّ الدّنيا لوليّه ساعة قطّ و لا شي‏ء أحبّ إليه من الضّرّ و الجهد و البلاء مع الصّبر و أنّه تبارك و تعالى لم يبال بنعيم الدّنيا لعدوّه ساعة قطّ و لو لا ذلك ما كان أعداؤه يقتلون أولياءه و يخيفونهم و يمنعونهم و أعداؤهم آمنون مطمئنّون عالون ظاهرون و لو لا ذلك لما قتل زكريّا و يحيى ظلما و عدوانا في بغيّ من البغايا و لو لا ذلك ما قتل جدّك عليّ بن أبي طالب ص لمّا قام بأمر اللّه جلّ و عزّ ظلما و عمّك

 الحسين ابن فاطمة ص اضطهادا و عدوانا و لو لا ذلك ما قال اللّه عزّ و جلّ في كتابه و لو لا أن يكون النّاس أمّة واحدة لجعلنا لمن يكفر بالرّحمن لبيوتهم سقفا من فضّة و معارج عليها يظهرون و لو لا ذلك لما قال في كتابه أ يحسبون أنّما نمدّهم به من مال و بنين نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون و لو لا ذلك لما جاء في الحديث لو لا أن يحزن المؤمن لجعلت للكافر عصابة من حديد لا يصدع رأسه أبدا و لو لا ذلك لما جاء في الحديث إنّ الدّنيا لا تساوي عند اللّه جناح بعوضة و لو لا ذلك ما سقى كافرا منها شربة من ماء و لو لا ذلك لما جاء في الحديث لو أنّ مؤمنا على قلّة جبل لبعث اللّه له كافرا أو منافقا يؤذيه و لو لا ذلك لما جاء في الحديث إذا أحبّ اللّه قوما أو أحبّ عبدا صبّ عليه البلاء صبّا فلا يخرج من غمّ إلّا وقع في غمّ و لو لا ذلك لما جاء في الحديث ما من جرعتين أحبّ إلى اللّه عزّ و جلّ أن يجرّعهما عبده المؤمن في الدّنيا من جرعة غيظ كظم عليها أو جرعة حزن عند مصيبة صبر عليها بحسن عزاء و احتساب و لو لا ذلك لما كان أصحاب رسول اللّه ص يدعون على من ظلمهم بطولالعمر و صحّة البدن و كثرة المال و الولد و لو لا ذلك ما بلغنا أنّ رسول اللّه ص كان إذا خصّ رجلا بالتّرحّم عليه و الاستغفار استشهد فعليكم يا عمّ و ابن عمّ و بني عمومتي و إخوتي بالصّبر و الرّضا و التّسليم و التّفويض إلى اللّه عزّ و جلّ و الرّضا و الصّبر على قضائه و التّمسّك بطاعته و النّزول عند أمره أفرغ اللّه علينا و عليكم الصّبر و ختم لنا و لكم بالأجر و السّعادة و أنقذكم و إيّانا من كلّ هلكة بحوله و قوّته إنّه سميع قريب و صلّى اللّه على صفوته من خلقه محمّد النّبيّ و أهل بيته

7    سبط الشّيخ الطّبرسيّ في مشكاة الأنوار، عن عمّار بن مروان عن أبي الحسن موسى ع قال سمعته يقول لن تكونوا مؤمنين حتّى تعدّوا البلاء نعمة و الرّخاء مصيبة و ذلك أنّ الصّبر على البلاء أفضل من الغفلة عند الرّخاء

، و عن أبي جعفر ع قال ما من عبد أعطي قلبا شاكرا و لسانا ذاكرا و جسدا على البلاء صابرا و زوجة صالحة إلّا و قد أعطي خير الدّنيا و الآخرة

9    دعائم الإسلام، عن أمير المؤمنين ع أنّه قال إيّاك و الجزع فإنّه يقطع الأمل و يضعّف العمل و يورث الهمّ و اعلم أنّ المخرج في أمرين ما كان فيه حيلة فالاحتيال و ما لم تكن فيه حيلة فالاصطبار

10   ، و عن النّبيّ ص أنّه مرّ على قوم من الأنصار في بيت فسلّم عليهم و وقف فقال كيف أنتم قالوا مؤمنون يا رسول اللّه قال أ فمعكم برهان ذلك قالوا نعم قال هاتوا قالوا نشكر اللّه في الرّخاء و نصبر على البلاء و نرضى بالقضاء قال أنتم إذا أنتم

11    العلّامة الكراجكيّ في كنز الفوائد، روي عن رسول اللّه ص أنّه قال الصّبر ستر من الكروب و عون على الخطوب

  و قال ص الصّبر صبران صبر عند البلاء و أفضل منه الصّبر عند المحارم

 و قال أمير المؤمنين ع من كنوز الإيمان الصّبر على المصائب

 و قال ع الصّبر من الإيمان بمنزلة الرّأس من الجسد و لا إيمان لمن لا صبر له

 و قال ع اطرح عنك الهموم بعزائم الصّبر و حسن اليقين

 و قال ع من صبر ساعة حمد ساعات

 و قال ع من جعل له الصّبر واليا لم يكن بحدث مباليا

12    أبو عليّ محمّد بن همّام في كتاب التّمحيص، عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه ع قال ما من مؤمن إلّا و هو مبتلى ببلاء منتظر به ما هو أشدّ منه فإن صبر على البليّة الّتي هو فيها عافاه اللّه من البلاء الّذي ينتظر به و إن لم يصبر و جزع نزل به من البلاء المنتظر أبدا حتّى يحسن صبره و عزاءه

13   ، و عن إسحاق بن عمّار عن أبي عبد اللّه ع قال لا تعدّنّ مصيبة أعطيت عليها الصّبر و استوجبت عليها من اللّه ثوابا بمصيبة إنّما المصيبة الّتي يحرم صاحبها أجرها و ثوابها إذا لم يصبر عند نزولها

14    و عن أحمد بن محمّد البرقيّ في كتابه الكبير، عن أبي عبد اللّه ع قال قد عجز من لم يعدّ لكلّ بلاء صبرا و لكلّ نعمة شكرا و لكلّ عسر يسرا اصبر نفسك عند كلّ بليّة و رزيّة في ولد أو في مال فإنّ اللّه إنّما يقبض عاريّته و هبته ليبلو شكرك و صبرك

15   ، و عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه ع قال إنّ اللّه أنعم على قوم فلم يشكروا فصارت عليهم وبالا و ابتلى قوما بالمصائب فصبروا فصارت عليهم نعمة

16  ، و عنه ع أنّه قال لم يستزد في محبوب بمثل الشّكر و لم يستنقص من مكروه بمثل الصّبر

17  ، و عن عليّ بن الحسين ع أنّه قال من صبر و رضي عن اللّه فيما قضى عليه فيما أحبّ و كره و لم يقض اللّه عليه فيما أحبّ أو كره إلّا ما هو خير له

 ، و عن أمير المؤمنين ع أنّه قال إنّ للنّكبات غايات لا بدّ أن تنتهي إليها فإذا أحكم على أحدكم فليطأطئ لها و يصبر حتّى يجوز فإنّ إعمال الحيلة فيها عند إقبالها زائد في مكروهها و كان يقول الصّبر من الإيمان كمنزلة الرّأس من الجسد فمن لا صبر له لا إيمان له

19  ، و عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال الصّبر صبران الصّبر على البلاء حسن جميل و أفضل منه الصّبر على المحارم

20   ، و عن أبي الحسن الرّضا ع قال لا يكون المؤمن مؤمنا حتّى يكون فيه ثلاث خصال سنّة من ربّه و سنّة من نبيّه و سنّة من وليّه إلى أن قال ع و أمّا السّنّة من وليّه فالصّبر في البأساء و الضّرّاء

21    جعفر بن أحمد القمّيّ في كتاب الغايات، عن أبي حمزة الثّماليّ قال سمعت عليّ بن الحسين ع يقول ما من جرعة أحبّ إلى اللّه من جرعتين جرعة غيظ ردّها مؤمن بحلم أو جرعة مصيبة ردّها مؤمن بصبر

  الشّهيد الثّاني في مسكّن الفؤاد، روي عن النّبيّ ص أنّه قال الصّبر نصف الإيمان

23  ، و قال ص من أقلّ ما أوتيتم اليقين و عزيمة الصّبر و من أعطي حظّه منهما لم يبال ما فاته من قيام اللّيل و صيام النّهار و لأن تصبروا على مثل ما أنتم عليه أحبّ إليّ من أن يوافيني كلّ امرئ منكم بمثل عمل جميعكم الخبر

 و سئل ص ما الإيمان قال الصّبر

 و قال ص الصّبر كنز من كنوز الجنّة

 و قال ص في الصّبر على ما نكره خير كثير

 و أوحى اللّه إلى داود تخلّق بأخلاقي و إنّ من أخلاقي الصّبر

 و قال المسيح ع إنّكم لا تدركون ما تحبّون إلّا بصبركم على ما تكرهون

24   ، و عن الحسن بن عليّ ع عن النّبيّ ص قال إنّ في الجنّة شجرة يقال لها شجرة البلوى يؤتى بأهل البلاء يوم القيامة فلا يرفع لهم ديوان و لا ينصب لهم ميزان يصبّ عليهم الأجر صبّا و قرأ إنّما يوفّى الصّابرون أجرهم بغير حساب

25   ، و عن زين العابدين ع قال إذا جمع اللّه الأوّلين و الآخرين ينادي مناد أين الصّابرون ليدخلوا الجنّة بغير حساب الخبر

26   ، و عن ابن عبّاس عن النّبيّ ص قال كنت عند رسول اللّه ص فقال يا غلام أو يا غليم أ لا أعلّمك كلمات ينفعك اللّه بهنّ فقلت بلى فقال احفظ اللّه يحفظك إلى أن قال ص و اعلم أنّ في الصّبر على ما تكره خيرا كثيرا و أنّ النّصر مع الصّبر و أنّ الفرج مع الكرب و أنّ من العسر يسرا

27   ، و عنه ص عجبا لأمر المؤمن إنّ أمره كلّه له خير و ليس ذلك لأحد إلّا للمؤمن إن أصابته سرّاء شكر فكان خيرا له و إن أصابته ضرّاء صبر فكان خيرا له

28  ، و عنه ص الصّبر خير مركب ما رزق اللّه عبدا خيرا له و لا أوسع من الصّبر

29  ، و سئل ص هل من رجل يدخل الجنّة بغير حساب قال ص نعم كلّ رحيم صبور

30  ، و عن أبي بصير قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول الحرّ حرّ على جميع أحواله إن نابته نائبة صبر لها و إن تداكّت عليه المصائب لم تكسره و إن أسر و قهر و استبدل باليسر عسرا كما كان يوسف الصّدّيق الأمين ع لم تضرره حرّيّته أن استعبد و أسر و قهر و لم تضرره ظلمة الجبّ و وحشته و ما ناله أن منّ اللّه عليه فجعل الجبّار العاتي له عبدا بعد أن كان مالكا فأرسله و رحم به أمّته و كذلك الصّبر يعقب خيرا فاصبروا و وطّئوا أنفسكم على الصّبر تؤجروا

31  ، و قال النّبيّ ص إذا أحبّ اللّه عبدا ابتلاه فإن صبر اجتباه و إن رضي اصطفاه

32  ، و عن الصّادق ع الصّبر يظهر ما في بواطن العباد من النّور و الصّفاء و الجزع يظهر ما في بواطنهم من الظّلمة و الوحشة و الصّبر يدّعيه كلّ أحد و لا يبين عند أحد إلّا المخبتين و الجزع ينكره كلّ أحد و هو أبين على المنافقين لأنّ نزول المحنة و المصيبة يخبر عن الصّادق و الكاذب و تفسير الصّبر ما يستمرّ مذاقه و ما كان عن اضطراب لا يسمّى صبرا و تفسير الجزع اضطراب القلب و تحزّن الشّخص و تغيّر السّكون و تغيير الحال و كلّ نازلة خلت أوائلها عن الإخبات و الإنابة و التّضرّع إلى اللّه عزّ و جلّ فصاحبها جزوع غير صابر و الصّبر ما أوّله مرّ و آخره حلو لقوم و لقوم مرّ أوّله و آخره فمن دخله من أواخره فقد دخل و من دخله من أوائله فقد خرج و من عرف قدر الصّبر لا يصبر عمّا منه الصّبر قال اللّه عزّ من قائل في قصّة موسى و الخضر ع و كيف تصبر على ما لم تحط به خبرا فمن صبر كرها و لم يشك إلى الخلق و لم يجزع بهتك ستره فهو من العامّ و نصيبه ما قال اللّه عزّ و جلّ و بشّر الصّابرين أي بالجنّة و المغفرة و من استقبل البلاء بالرّحب فصبر على سكينة و وقار فهو من الخاصّ و نصيبه ما قال اللّه عزّ و جلّ إنّ اللّه مع الصّابرين

33    الصّدوق في الأمالي، عن أحمد بن زياد بن جعفر الهمذانيّ عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن أحمد بن العبّاس و العبّاس بن عمرو معا عن هشام بن الحكم عن ثابت بن هرمز عن الحسن بن أبي الحسن عن أحمد بن عبد الحميد عن عبد اللّه بن عليّ عن بلال في خبر طويل عن رسول اللّه ص أنّه قال في ذكر أبواب الجنّة و أمّا باب الصّبر فباب صغير مصراع واحد من ياقوتة حمراء لا حلق له إلى أن قال و أمّا باب البلاء قلت أ ليس باب البلاء هو باب الصّبر قال لا قلت فما البلاء قال المصائب و الأسقام و الأمراض و الجذام و هو باب من ياقوتة صفراء مصراع واحد ما أقلّ من يدخل منه الخبر

34    الحسين بن سعيد الأهوازيّ في كتاب المؤمن، عن أحدهما ع قال ما من عبد مسلم ابتلاه اللّه عزّ و جلّ بمكروه و صبر إلّا كتب له أجر ألف شهيد

35   ، و عن أبي الحسن ع قال ما أحد من شيعتنا يبتليه اللّه عزّ و جلّ ببليّة فيصبر عليها إلّا كان له أجر ألف شهيد

36   ، و عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال نعم الجرعة الغيظ لمن صبر عليها و إنّ عظيم الأجر لمع عظيم البلاء و ما أحبّ اللّه قوما إلّا ابتلاهم

  القطب الرّاونديّ في لبّ اللّباب، قال قال النّبيّ ص المعونة تأتي من اللّه على قدر المئونة و إنّ الصّبر يأتي من اللّه على قدر شدّة البلاء

 و قال ص لو كان الصّبر من الرّجال لكان كريما

 و قال ص من يصبر نصره اللّه و ما أعطي عطاء خير و أوسع من الصّبر

 و قال ص من صبر على مصيبة فله من الأجر بوزن جبال الدّنيا

 و قال ص النّصر مع الصّبر و الفرج بعد الكرب و إنّ مع العسر يسرا

38    الشّريف الزّاهد أبو عبد اللّه محمّد بن عليّ الحسينيّ في كتاب التّعازي، بإسناده عن عمر بن الحسين عن علاء بن الأحوص بن حكيم قال سمعت أنسا يقول إنّ نبيّ اللّه ص قال ما تجرّع عبد جرعتين أحبّ إلى اللّه من جرعة غضب ردّها بحلم أو جرعة مصيبة محزّنة موجعة ردّها عبد بحسن عزاء و صبر

39    الشّيخ أبو الفتوح في تفسيره، عن رسول اللّه ص أنّه مرّ في يوم أحد على امرأة حملت ثلاث جنائز على بعير فقال ص من هؤلاء فقالت أخي و ابني و زوجي يا رسول اللّه فما لي إن صبرت فقال ص إن صبرت فلك الجنّة قالت فما أبالي بعد هذا

40  ، و عن أمير المؤمنين ع أنّه قال إن صبرت جرت عليك المقادير و أنت مأجور و إن جزعت جرت عليك المقادير و أنت مأزور

 باب 65 -استحباب احتساب البلاء و التّأسّي بالأنبياء و الأوصياء و الصّلحاء

1    الحسين بن سعيد الأهوازيّ في كتاب المؤمن، عن سعد بن طريف قال كنت عند أبي جعفر ع فجاء جميل الأزرق فدخل عليه قال فذكروا بلايا الشّيعة و ما يصيبهم فقال أبو جعفر ع إنّ أناسا أتوا عليّ بن الحسين ع و عبد اللّه بن العبّاس فذكروا لهما نحوا ممّا ذكرتم قال فأتيا الحسين بن عليّ ع فذكرا له ذلك فقال الحسين ع و اللّه البلاء و الفقر و القتل أسرع إلى من أحبّنا من ركض البراذين و من السّيل إلى صمره قلت و ما الصّمر قال منتهاه و لو لا أن تكونوا كذلك لرأينا أنّكم لستم منّا

، و عن محمّد بن عجلان قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول إنّ للّه عزّ و جلّ من خلقه عبادا ما من بليّة تنزل من السّماء أو تقتير في الرّزق إلّا ساق إليهم و لا عافية أو سعة في الرّزق إلّا صرف عنهم لو أنّ نور أحدهم قسم بين أهل الأرض جميعا لاكتفوا به

3   ، و عن أبي جعفر ع قال قال رسول اللّه ص يقول اللّه عزّ و جلّ يا دنيا مرّي على عبدي المؤمن بأنواع البلايا و ما هو فيه من أمر دنياه و ضيّقي عليه في معيشته و لا تحلّي له فيسكن إليك

4   ، و عن أبي جعفر ع قال إنّ اللّه عزّ و جلّ إذا أحبّ عبدا غثّه بالبلاء غثّا و ثجّه عليه ثجّا

   ، و عن أبي حمزة قال قال أبو عبد اللّه ع يا ثابت إنّ اللّه عزّ و جلّ إذا أحبّ عبدا غثّه بالبلاء غثّا و ثجّه به ثجّا و إنّا و إيّاكم لنصبح به أو نمسي

6   ، و عنه ع إنّه ليكون للعبد عند اللّه عزّ و جلّ منزلة لا يبلغها إلّا بإحدى الخصلتين إمّا ببليّة في جسمه أو بذهاب في ماله

7    أبو عليّ محمّد بن همّام في كتاب التّمحيص، عن عبد اللّه بن جعفر الحميريّ عن أحمد و عبد اللّه ابني محمّد عن الحسن بن محبوب عن عليّ بن رئاب و كرّام عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه ع قال كان عليّ ع يقول إنّ البلاء أسرع إلى شيعتنا من السّيل إلى قرار الوادي

، و عن أبي عبيدة الحذّاء قال قال أبو جعفر ع يا زياد إنّ اللّه يتعهّد عبده المؤمن بالبلاء كما يتعهّد الغائب أهله بالهديّة و يحميه الدّنيا كما يحمي الطّبيب المريض

9   ، و عن عليّ بن أبي حمزة عن أبي الحسن موسى ع قال المؤمن مثل كفّي الميزان كلّما زيد في إيمانه زيد في بلائه

10  ، و عن أبي يعفور عن أبي عبد اللّه ع قال لو يعلم المؤمن ما له في المصائب من الأجر لتمنّى أن يقرض بالمقاريض

11  ، و عن عبد اللّه بن المبارك قال سمعت جعفر بن محمّد ع يقول إذا أضيف البلاء إلى البلاء كان من البلاء العافية

12  ، و عن معاوية بن عمّار قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول ما من مؤمن إلّا و هو يذّكّر لبلاء يصيبه في كلّ أربعين يوما أو بشي‏ء من ماله أو ولده ليأجره اللّه عليه أو بهمّ لا يدري من أين هو

13   ، و عن أبي الحسن الأحمسيّ عن أبي عبد اللّه ع قال قال رسول اللّه ص إنّ اللّه ليتعهّد عبده المؤمن بأنواع البلاء كما يتعهّد أهل البيت سيّدهم بطرف الطّعام

 ، و عن جابر عن النّبيّ ص مثل المؤمن كمثل السّنبلة تخرّ مرّة و تستقيم أخرى و مثل الكافر مثل الأرزة لا يزال مستقيما

15   ، و عن أبي سعيد الخدريّ أنّه وضع يده على رسول اللّه ص و عليه حمّى فوجدها من فوق اللّحاف فقال ما أشدّها عليك يا رسول اللّه قال إنّا كذلك يشتدّ علينا البلاء و يضعّف لنا الأجر قال يا رسول اللّه أيّ النّاس أشدّ النّاس بلاء قال الأنبياء قال ثمّ من قال ثمّ الصّالحون إن كان أحدهم ليبتلى بالفقر حتّى ما يجد إلّا العباءة إن كان أحدهم ليبتلى بالقمل حتّى يقتله و إن كان أحدهم ليفرح بالبلاء كما يفرح أحدكم بالرّخاء

16   ، و عن عمّار بن مروان عن بعض ولد أبي عبد اللّه ع أنّه قال لن تكونوا مؤمنين حتّى تعدّوا البلاء نعمة و الرّخاء مصيبة

17   ، و عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه ع قال إنّ للّه عبادا في الأرض من خالص عباده ليس ينزل من السّماء تحفة للدّنيا إلّا صرفها عنهم إلى غيرها و لا ينزل من السّماء بلاء للآخرة إلّا صرفه إليهم و هم شيعة عليّ و أهل بيته ع

18   ، و عن سدير قال قلت لأبي جعفر ع هل يبتلي اللّه المؤمن قال و هل يبتلي إلّا المؤمن

19    أبو عمرو الكشّيّ في رجاله، عن محمّد بن مسعود عن جعفر بن أحمد عن العمركيّ بن عليّ عن محمّد بن حبيب الأزديّ عن عبد اللّه بن حمّاد عن عبد اللّه بن عبد الرّحمن الأصمّ عن ذريح عن محمّد بن مسلم في خبر شريف أنّه بكى عند أبي جعفر ع قال فقال لي و ما يبكيك يا محمّد فقلت جعلت فداك أبكي على اغترابي و بعد الشّقّة و قلّة المقدرة على المقام عندك و النّظر إليك فقال أمّا قلّة المقدرة فكذلك جعل اللّه أولياءنا و أهل مودّتنا و جعل البلاء إليهم سريعا الخبر

 و رواه المفيد في الإختصاص، عن عدّة من أصحابه عن محمّد بن جعفر المؤدّب عن البرقيّ عن بعض أصحابنا عن الأصمّ عن ذريح مثله

20    الشّيخ الطّوسيّ في أماليه، عن جماعة عن أبي المفضّل عن محمّد بن جعفر الرّزّاز عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب عن محمّد بن أبي عمير عن عليّ بن أبي حمزة عن أبي حمزة عن أبي الحسن موسى بن جعفر ع قال مثل المؤمن مثل كفّتي الميزان كلّما زيد في إيمانه زيد في بلائه ليلقى اللّه عزّ و جلّ و لا خطيئة له

21    المفيد في الإختصاص، عن محمّد بن عليّ عن أبيه عن سعد بن عبد اللّه عن الحسن بن موسى عن إسماعيل بن مهران عن عليّ بن عثمان عن أبي الحسن موسى بن جعفر ع قال إنّ الأنبياء و أولاد الأنبياء و أتباع الأنبياء خصّوا بثلاث السّقم في الأبدان و خوف السّلطان و الفقر

22    عماد الدّين محمّد بن أبي القاسم الطّبريّ في بشارة المصطفى، عن ابن شيخ الطّائفة عن أبيه عن المفيد عن زيد بن محمّد السّلميّ عن الحسين بن الحكم الكنديّ عن إسماعيل بن صبيح عن خالد بن العلاء عن المنهال بن عمرو في خبر أنّه قال قال رجل للباقر ع و اللّه إنّي لأحبّكم أهل البيت قال ع فاتّخذ البلاء جلبابا فو اللّه إنّه لأسرع إلينا و إلى شيعتنا من السّيل في الوادي و بنا يبدأ البلاء ثمّ بكم و بنا يبدأ الرّخاء ثمّ بكم

23    جامع الأخبار، قال أمير المؤمنين ع إنّ البلاء للظّالم أدب و للمؤمن امتحان و للأنبياء درجة و للأولياء كرامة

24  ، و عن أنس بن مالك عن النّبيّ ص أنّه قال إذا أراد اللّه بقوم خيرا ابتلاهم

 و عن الباقر ع قال يبتلى المرء على قدر حبّه

25    المفيد في أماليه، عن محمّد بن محمّد بن طاهر الموسويّ عن ابن عقدة عن يحيى بن زكريّا عن محمّد بن سنان عن أحمد بن سليمان القمّيّ عن الصّادق ع في خبر أنّه قال و إنّما يبتلي اللّه تبارك و تعالى المؤمنين من عباده على قدر منازلهم عنده

26   ، و عن الجعابيّ عن ابن عقدة عن جعفر بن عبد اللّه عن سعدان بن سعيد عن سفيان بن إبراهيم القاضي قال سمعت جعفر بن محمّد ع يقول بنا يبدأ البلاء ثمّ بكم و بنا يبدأ الرّخاء ثمّ بكم

27    القطب الرّاونديّ في قصص الأنبياء، بإسناده إلى الصّدوق عن أبيه عن سعد بن عبد اللّه عن يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن الصّادق ع أنّه قال إنّ أشدّ النّاس بلاء الأنبياء ثمّ الّذين يلونهم ثمّ الأمثل فالأمثل

 و رواه الشّيخ الطّوسيّ في أماليه، عن الحسين بن إبراهيم القزوينيّ عن محمّد بن وهبان عن أحمد بن إبراهيم عن الحسن بن عليّ الزّعفرانيّ عن أحمد بن محمّد البرقيّ عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام مثله

28    مصباح الشّريعة، قال الصّادق ع البلاء زينة المؤمن و كرامة لمن عقل لأنّ في مباشرته و الصّبر عليه و الثّبات عنده تصحيح نسبة الإيمان قال النّبيّ ص نحن معاشر الأنبياء أشدّ النّاس بلاء فالمؤمن الأمثل فالأمثل و من ذاق طعم البلاء تحت ستر حفظ اللّه له تلذّذ به أكثر من تلذّذه بالنّعمة و يشتاق إليه إذا فقده لأنّ تحت نيران البلاء و المحنة أنوار النّعمة و تحت أنوار النّعمة نيران البلاء و المحنة و قد ينجو من البلاء كثير و يهلك في النّعمة كثير و ما أثنى اللّه تعالى على عبد من عباده منلدن آدم إلى محمّد ص إلّا بعد ابتلائه و وفاء حقّ العبوديّة فيه فكرامات اللّه في الحقيقة نهايات بداياتها البلاء و بدايات نهاياتها البلاء و من خرج من سبيكة البلوى جعل سراج المؤمنين و مؤنس المقرّبين و دليل القاصدين و لا خير في عبد شكا من محنة يقدمها آلاف نعمة و اتّبعها آلاف راحة و من لا يقضي حقّ الصّبر على البلاء حرم قضاء الشّكر في النّعماء كذلك من لا يؤدّي حقّ الشّكر في النّعماء يحرم عن قضاء الصّبر في البلاء و من حرمهما فهو من المطرودين

 و قال أيّوب ع في دعائه اللّهمّ قد أتى عليّ سبعون في الرّخاء فأمهلني حتّى يأتي عليّ سبعون في البلاء

 و قال أمير المؤمنين ع الصّبر من الإيمان كالرّأس من الجسد رأس الصّبر البلاء و ما يعقلها إلّا العالمون

29    الشّهيد الثّاني في مسكّن الفؤاد، عن الصّادق ع مثله

 قال رحمه اللّه و هذا الفصل كلّه من كلام الصّادق ع

30    الحميريّ في قرب الإسناد، عن محمّد بن الوليد عن عبد اللّه بن بكير قال سألت أبا عبد اللّه ع أ يبتلى المؤمن بالجذام و البرص و أشباه هذا قال و هل كتب البلاء إلّا على المؤمن

31    صحيفة الرّضا، ع بإسناده عنه عن آبائه ع أنّ في كتاب عليّ ع أنّ أشدّ النّاس بلاء النّبيّون ثمّ الوصيّون ثمّ الأمثل فالأمثل و أنّما يبتلى المؤمن على قدر أعماله الحسنة فمن صحّ دينه و حسن عمله اشتدّ بلاؤه و من سخف دينه و ضعف عمله قلّ بلاؤه و أنّ البلاء أسرع إلى المؤمن التّقيّ من المطر إلى قرار الأرض و ذلك أنّ اللّه عزّ و جلّ لم يجعل الدّنيا ثوابا لمؤمن و لا عقوبة لكافر

32    الصّدوق في علل الشّرائع، عن أبيه عن عليّ بن الحسين السّعدآباديّ عن البرقيّ عن الحسن بن محبوب عن سماعة عن أبي عبد اللّه ع قال إنّ في كتاب... و ذكر مثله

33    دعائم الإسلام، عن رسول اللّه ص قال إنّ العبد لتكون له المنزلة من الجنّة فلا يبلغها بشي‏ء من البلاء حتّى يدركه الموت و لم يبلغ تلك الدّرجة فيشدّد عليه عند الموت فيبلغها

34    الحسين بن حمدان الحضينيّ في الهداية، بإسناده عن أبي محمّد الكوفيّ قال دخلت على أبي الحسن الرّضا ع بالمدينة فسلّمت عليه فأقبل يحدّثني بأحاديث سألته عنها إذ قال يا أبا محمّد ما ابتلي مؤمن ببليّة فصبر عليها إلّا كان له أجر ألف شهيد الخبر

   باب 66- تحريم إظهار الشّماتة بالمؤمن

1    الجعفريّات، أخبرنا عبد اللّه أخبرنا محمّد حدّثني موسى حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ بن أبي طالب ع قال للحاسد ثلاث علامات يتملّق إذا شهد و يغتاب إذ غاب و يشمت بالمصيبة

 و رواه عليّ بن إبراهيم في تفسيره، عن أبيه عن سعد بن عبد اللّه عن القاسم بن محمّد عن سليمان بن داود عن حمّاد بن عيسى عن أبي عبد اللّه ع قال قال لقمان لابنه يا بنيّ لكلّ شي‏ء علامة يعرف بها و يشهد عليها إلى أن قال و للحاسد و ذكر مثله

2    الحسين بن سعيد الأهوازيّ في كتاب المؤمن عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال لا تبد الشّماتة بأخيك المؤمن فيرحمه اللّه عزّ و جلّ و يغيّر ما بك قال و من شمت بمصيبة نزلت بأخيه لم يخرج من الدّنيا حتّى يغيّر ما به

   باب 67- استحباب تذكّر المصاب مصيبة النّبيّ ص و استصغار مصيبة نفسه بالنّسبة إليها

1    دعائم الإسلام، عن رسول اللّه ص أنّه قال من أصيب منكم بمصيبة بعدي فليذكر مصابه بي فإنّ مصابه بي أعظم من كلّ مصاب

2    المفيد في أماليه، بإسناده إلى هشام بن محمّد أنّه قال قال أمير المؤمنين ع لمّا وصل إليه وفاة مالك في جملة كلام له مع أنّا قد وطّنّا أنفسنا أن نصبر على كلّ مصيبة بعد مصابنا برسول اللّه ص فإنّها أعظم المصيبة

3   ، و عن أحمد بن محمّد عن أبيه محمّد بن الحسن بن الوليد عن محمّد بن الحسن الصّفّار عن العبّاس بن معروف عن عليّ بن مهزيار عن عليّ بن عقبة عن أبي كهمس عن عمرو بن سعيد بن هلال قال قلت لأبي عبد اللّه ع أوصني قال أوصيك بتقوى اللّه إلى أن قال و إن نازعتك نفسك إلى شي‏ء من ذلك فاعلم أنّ رسول اللّه ص كان قوته الشّعير و حلواه التّمر إذا وجده و وقوده السّعف و إذا أصبت بمصيبة فاذكر مصابك برسول اللّه ص فإنّ النّاس لن يصابوا بمثله أبدا

4    الشّيخ الطّوسيّ في مجالسه، عن الحسين بن إبراهيم عن محمّد بن وهبان عن محمّد بن أحمد بن زكريّا عن الحسن بن عليّ بن فضّال عن عليّ بن عقبة عن أبي كهمس مثله و في آخره لم يصابوا بمثله و لن يصابوا بمثله أبدا

5    الشّريف الزّاهد محمّد بن عليّ الحسينيّ في كتاب التّعازي، بإسناده عن عليّ بن العبّاس عن جابر عن أبي عبد اللّه الجدليّ قال سمعت أمّ سلمة زوجة رسول اللّه ص تقول سمعت رسول اللّه ص و هو يقول إذا أصاب المؤمن من الدّنيا مصيبة فيذكر مصابه بي فإنّ العباد لم يصابوا بمثلها الخبر

 باب 68 -عدم جواز الجزع عند المصيبة مع عدم الرّضا بالقضاء

1    الصّدوق في الأمالي، و العيون، عن محمّد بن القاسم الأسترآباديّ عن أحمد بن الحسن الحسينيّ عن الحسن بن عليّ بن النّاصر عن أبيه عن محمّد بن عليّ عن أبيه الرّضا عن موسى بن جعفر ع قال رأى الصّادق ع رجلا قد اشتدّ جزعه على ولده فقال يا هذا جزعت للمصيبة الصّغرى و غفلت عن المصيبة الكبرى لو كنت لما صار إليه ولدك مستعدّا لما اشتدّ عليه جزعك فمصابك بتركك الاستعداد له أعظم من مصابك بولدك

2    الحسن بن عليّ بن شعبة في تحف العقول، قال قال أبو الحسن الثّالث ع المصيبة للصّابر واحدة و للجازع اثنتان

3    القطب الرّاونديّ في دعواته، قال قال أمير المؤمنين ع الجزع أتعب من الصّبر

 و قال ص من لم ينجه الصّبر أهلكه الجزع

4    نهج البلاغة، قال ع على قبر رسول اللّه ص ساعة دفن إنّ الصّبر لجميل إلّا عنك و إنّ الجزع لقبيح إلّا عليك

5    و فيه، و من كلامه ع و هو يلي غسل رسول اللّه ص و تجهيزه و لو لا أنّك أمرت بالصّبر و نهيت عن الجزع لأنفذنا عليك ماء الشّئون... إلخ

  أبو عليّ محمّد بن همّام في كتاب التّمحيص، عن سيف بن عميرة عن أبي عبد اللّه ع قال اتّقوا اللّه و اصبروا فإنّه من لم يصبر أهلكه الجزع و أمّا هلاكه في الجزع أنّه إذا جزع لم يؤجر

7    البحار، عن أعلام الدّين للدّيلميّ عن الزّهريّ عن أنس قال قال رسول اللّه ص ما من بيت إلّا و ملك الموت يقف على بابه كلّ يوم خمس مرّات فإذا وجد الإنسان قد نفد أجله و انقطع أكله ألقى عليه الموت فغشيته كرباته و غمرته غمراته فمن أهل بيته النّاشرة شعرها و الضّاربة وجهها الصّارخة بويلها الباكية بشجوها فيقول ملك الموت ويلكم ممّ الفزع و فيم الجزع و اللّه ما أذهبت منكم مالا و لا قرّبت له أجلا و لا أتيته حتّى أمرت و لا قبضت روحه حتّى استؤمرت و إنّ لي إليكم عودة ثمّ عودة حتّى لا أبقي منكم أحدا الخبر

8    دعائم الإسلام، عن أمير المؤمنين ع أنّه قال إيّاك و الجزع فإنّه يقطع الأمل و يضعّف العمل

9    الجعفريّات، أخبرنا محمّد حدّثني موسى حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ بن أبي طالب ع قال إنّ السّبب الّذي أدرك به الفاجر فهو الّذي حال بين الحازم و بين طلبته فإيّاك و الجزع فإنّه يقطع الأمل و يضعّف العمل و يورث الهمّ الخبر

10    شاذان بن جبرئيل القمّيّ في كتاب الفضائل، عن أبي الحسن عليّ بن محمّد بالإسناد الصّحيح عن الأصبغ بن نباتة أنّه قال كنت مع سلمان الفارسيّ و هو أمير المدائن و ساق قصّة تكلّم الميّت مع سلمان إلى أن قال قال الميّت فلمّا اشتدّ صراخ القوم و بكاؤهم جزعا عليّ التفت إليهم ملك الموت بغيظ و حنق و قال معاشر القوم ممّ بكاؤكم فو اللّه ما ظلمناه فتشكون و لا اعتدينا عليه فتصيحون و تبكون و لكن نحن و أنتم عبيد ربّ واحد و لو أمرتم فينا كما أمرنا فيكم لامتثلتم فينا كما امتثلنا فيكم و اللّه ما أخذناه حتّى فني رزقه و انقطعت مدّته و صار إلى ربّ كريم يحكم فيه ما يشاء و هو على كلّ شي‏ء قدير فإن صبرتم أوجرتم و إن جزعتم أثمتم كم لي من رجعة إليكم آخذ البنين و البنات و الآباء و الأمّهات الخبر

   باب 69- تأكّد كراهة ضرب المصاب يده على فخذه

1    فقه الرّضا، ع إيّاك أن تقول ارفقوا به و ترحّموا عليه أو تضرب يدك على فخذك فإنّه يحبط أجرك عند المصيبة

 باب 70 -حدّ الحداد للميّت

1    عوالي اللآّلي، عن النّبيّ ص أنّه قال لا تحلّ لامرأة تؤمن باللّه و اليوم الآخر أن تحدّ على ميّت أكثر من ثلاثة أيّام إلّا على زوج أربعة أشهر و عشرا

2    دعائم الإسلام، عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال و لا تحلّ للمرأة أن تحدّ على غير زوج فوق ثلاثة أيّام

   باب 71- كراهة الصّراخ بالويل و العويل و الدّعاء بالذّلّ و الثّكل و الحزن و لطم الوجه و الصّدر و جزّ الشّعر و إقامة النّياحة

1    عليّ بن إبراهيم في تفسيره، في قوله تعالى و لا يعصينك في معروف إنّها نزلت في يوم فتح مكّة و ذلك أنّ رسول اللّه ص قعد في المسجد يبايع الرّجال إلى صلاة الظّهر و العصر ثمّ قعد لبيعة النّساء إلى أن قال ثمّ قرأ عليهنّ ما أنزل اللّه من شروط البيعة فقال على أن لا يشركن الآية فقامت أمّ حكيم بنت الحارث بن عبد المطّلب فقالت يا رسول اللّه ما هذا المعروف الّذي أمرنا اللّه به أن لا نعصيك فيه فقال ألّا تخمشن وجها و لا تلطمن خدّا و لا تنتفن شعرا و لا تمزقن جيبا و لا تسوّدن ثوبا و لا تدعون بالويل و الثّبور و لا تقمن عند قبر الخبر

2    دعائم الإسلام، عن عليّ ع قال أخذ رسول اللّه ص البيعة على النّساء أن لا ينحن و لا يخمشن و لا يقعدن مع الرّجال في الخلاء

، و عنه ع قال ثلاث من أعمال الجاهليّة لا يزال فيها النّاس حتّى تقوم السّاعة الاستسقاء بالنّجوم و الطّعن في الأنساب و النّياحة على الموتى

، و عن عليّ ع أنّه كتب إلى رفاعة بن شدّاد قاضيه على الأهواز و إيّاك و النّوح على الميّت ببلد يكون لك به سلطان

، و عنه عن رسول اللّه ص قال صوتان ملعونان يبغضهما اللّه إعوال عند مصيبة و صوت عند نعمة يعني النّوح و الغناء

6    سبط الشّيخ الطّبرسيّ في مشكاة الأنوار، و والده في مكارم الأخلاق، نقلا من كتاب المحاسن عن أبي عبد اللّه ع في قول اللّه عزّ و جلّ و لا يعصينك في معروف قال المعروف أن لا يشققن جيبا و لا يلطمن وجها و لا يدعون ويلا و لا يقمن عند قبر و لا يسوّدن ثوبا و لا ينشرن شعرا

، و عن أبي عبد اللّه ع قال من أنعم اللّه عليه بنعمة فجاء عند تلك النّعمة بمزمار فقد كفّرها و من أصيب بمصيبة فجاء عند تلك المصيبة بنائحة فقد أحبطها

  عبد اللّه بن جعفر في قرب الإسناد، بإسناده عن عليّ بن جعفر عن أخيه موسى ع قال سألته عن النّوح فكرهه

9    ثقة الإسلام في الكافي، عن محمّد بن يحيى عن سلمة بن الخطّاب عن سليمان بن سماعة الخزاعيّ عن عليّ بن إسماعيل عن عمرو بن أبي المقدام قال سمعت أبا جعفر ع يقول تدرون ما قوله تعالى و لا يعصينك في معروف قلت لا قال إنّ رسول اللّه ص قال لفاطمة ع إذا أنا متّ فلا تخمشي عليّ وجها و لا ترخي عليّ شعرا و لا تنادي بالويل و لا تقيمي عليّ نائحة قال ثمّ قال إنّ هذا المعروف الّذي قال اللّه عزّ و جلّ

10    فرات بن إبراهيم في تفسيره، عن عبيد بن كثير معنعنا عن جابر الأنصاريّ قال قال رسول اللّه ص في مرضه الّذي قبض فيه لفاطمة ع بأبي أنت و أمّي أرسلي إلى بعلك إلى أن قال و فاطمة ع عنده و هي تبكي و تقول وا كرباه لكربك يا أبتاه فقال لها النّبيّ ص لا تشقّي عليّ الجيب و لا تخمشي عليّ الوجه و لا تدعي عليّ بالويل الخبر

11    المفيد في الإرشاد، عن عليّ بن الحسين ع أنّ الحسين ع قال لأخته زينب يا أختاه إنّي أقسمت عليك فأبرّي قسمي لا تشقّي عليّ جيبا و لا تخمشي عليّ وجها و لا تدعي عليّ بالويل و الثّبور إذا أنا هلكت

12    الشّهيد الثّاني في مسكّن الفؤاد، عن ابن مسعود قال قال رسول اللّه ص ليس منّا من ضرب الخدود و شقّ الجيوب

13  ، و عن أبي أمامة أنّ رسول اللّه ص لعن الخامشة وجهها و الشّاقّة جيبها و الدّاعية بالويل و الثّبور

14  ، و عن يحيى بن خالد أنّ رجلا أتى النّبيّ ص فقال ما يحبط الأجر في المصيبة قال تصفيق الرّجل يمينه على شماله و الصّبر عند الصّدمة الأولى من رضي فله الرّضى و من سخط فله السّخط

 و قال النّبيّ ص أنا بري‏ء ممّن حلق و صلق أي حلق الشّعر و رفع صوته

15    و عن أبي مالك الأشعريّ عن النّبيّ ص النّائحة إذا لم تتب تقام يوم القيامة و عليها سربال من قطران

   ، و عن أبي سعيد الخدريّ لعن رسول اللّه ص النّائحة و المستمعة

17    جعفر بن قولويه في كامل الزّيارة، عن أبيه و جماعة من مشايخه عن سعد بن عبد اللّه عن محمّد بن يحيى المعاذيّ عن الحسن بن موسى الأصمّ عن عمرو عن جابر عن محمّد بن عليّ ع قال لمّا همّ الحسين ع بالشّخوص من المدينة أقبلت نساء بني عبد المطّلب فاجتمعن للنّياحة فمشى فيهنّ الحسين ع فقال أنشدكنّ اللّه أن تبدين هذا الأمر معصية للّه و لرسوله قالت له نساء بني عبد المطّلب فلمن نستبقي النّياحة و البكاء

18    الحسن بن فضل الطّبرسيّ في مكارم الأخلاق، عن الصّادق ع قال أخذ رسول اللّه ص على النّساء أن لا ينحن و لا يخمشن و لا يقعدن مع الرّجال في الخلاء

  الصّدوق في العيون، عن عليّ بن عبد اللّه الورّاق عن محمّد بن جعفر الأسديّ عن سهل عن عبد العظيم الحسنيّ عن محمّد بن عليّ الرّضا عن آبائه عن أمير المؤمنين ع أنّ رسول اللّه ص قال له يا عليّ ليلة أسري بي إلى السّماء رأيت نساء من أمّتي في عذاب شديد إلى أن قال ص و رأيت امرأة على صورة الكلب و النّار تدخل في دبرها و تخرج من فيها و الملائكة يضربون رأسها و بدنها بمقامع من نار إلى أن قال و أمّا الّتي كانت على صورة الكلب و النّار تدخل من دبرها و تخرج من فيها فإنّها كانت قينة نوّاحة حاسدة

20    عوالي اللآّلي، في حديث ابن عبّاس قال قال رسول اللّه ص ثلاث من سنن الجاهليّة لا يدعها النّاس الطّعن في الأنساب و النّياحة و الاستقاء بالأنواء

21   ، و عنه ص أنّه قال في حديث و لكنّي نهيت عن صوتين أحمقين فاجرين صوت عند نغمة لهو و لعب و مزامير الشّيطان و صوت عند مصيبة خمش وجوه و شقّ جيوب و رنّة شيطان الخبر

22    عليّ بن الحسين المسعوديّ في إثبات الوصيّة، عن مسافر مولى أبي إبراهيم ع قال لمّا كان في ليلة من اللّيالي و قد فرشنا لأبي الحسن الرّضا ع على عادته أبطأ عنّا فلم يأت كما كان يأتي فاستوحش العيال و ذعروا و تداخلهم من إبطائه وحشة حتّى أصبحنا فإذا هو قد جاء و حضر الدّار و دخلها من غير إذن و دعا أمّ أحمد و قال لها هاتي الّذي أودعك أبي ع و سمّاه لها فصرخت و لطمت و شقّت ثيابها و قالت مات و اللّه سيّدي فكفّها ع الخبر

 باب 72 -كراهة الصّياح على الميّت و شقّ الثّوب على غير الأب و الأخ و القرابة و كفّارة ذلك

1    نصر بن مزاحم في كتاب صفّين، عن عمر بن سعد عن عبد اللّه بن عاصم الفائشيّ قال لمّا مرّ عليّ ع بالثّوريّين سمع البكاء فقال ما هذه الأصوات قيل هذا البكاء على من قتل بصفّين قال أما إنّي شهيد لمن قتل منهم صابرا محتسبا بالشّهادة ثمّ مرّ بالفائشيّين فسمع الأصوات فقال مثل ذلك ثمّ مرّ بالشّباميّين فسمع رنّة شديدة و صوتا مرتفعا عاليا فخرج إليه حرب بن شرحبيل الشّباميّ فقال ع أ تغلبكم نساؤكم أ لا تنهونهنّ عن هذه الصّياح و الرّنين قال يا أمير المؤمنين لو كانت دارا أو دارين أو ثلاثا قدرنا على ذلك و لكن من هذا الحيّ ثمانون و مائة قتيل فليس من دار إلّا و فيها بكاء أمّا نحن معاشر الرّجال فإنّا لا نبكي و لكن نفرح لهم بالشّهادة فقال عليّ ع رحم اللّه قتلاكم و موتاكم

2    دعائم الإسلام، عن جعفر بن محمّد ع أنّه أوصى عند ما احتضر فقال لا يلطمنّ عليّ خدّ و لا يشقّنّ عليّ جيب فما من امرأة تشقّ جيبها إلّا صدع لها في جهنّم صدع كلّما زادت زيدت

3    الشّهيد الثّاني في مسكّن الفؤاد، عن جابر بن عبد اللّه أنّ رسول اللّه ص قال إنّما نهيت عن النّوح عن صوتين أحمقين فاجرين صوت عند نغم لعب و لهو و مزامير شيطان و صوت عند مصيبة خمش وجوه و شقّ جيوب و رنّة شيطان

4    عليّ بن الحسين المسعوديّ في إثبات الوصيّة، قال حدّثنا جماعة كلّ واحد منهم يحكي أنّه دخل الدّار أي دار أبي الحسن ع يوم وفاته و قد اجتمع فيها جلّ بني هاشم من الطّالبيّين و العبّاسيّين و القوّاد و غيرهم و اجتمع خلق من الشّيعة و لم يكن ظهر أمر أبي محمّد ع و لا عرف خبره إلّا الثّقات الّذين نصّ أبو الحسن ع عندهم عليه فحكوا أنّهم كانوا في مصيبة و حيرة فهم في ذلك إذ خرج من الدّار الدّاخلة خادم فصاح بخادم آخر يا ريّاش خذ هذه الرّقعة و امض بها إلى دار أمير المؤمنين و ادفعها إلى فلان و قل له هذه رقعة الحسن بن عليّ ع فأشرف النّاس لذلك ثمّ فتح من صدر الرّواق باب و خرج خادم أسود ثمّ خرج بعده أبو محمّد ع حاسرا مكشوف الرّأس مشقوق الثّياب و عليه مبطّنة ملحم بيضاء إلى أن قال و كان الدّار كالسّوق بالأحاديث فلمّا خرج و جلس مسك النّاس فما كنّا نسمع شيئا إلّا العطسة و السّعلة و خرجت جارية تندب أبا الحسن ع فقال أبو محمّد ع ما هاهنا من يكفينا مئونة هذه الجارية فبادر الشّيعة إليها فدخلت الدّار إلى أن قال و تكلّمت الشّيعة في شقّ ثيابه و قال بعضهم رأيتم أحدا من الأئمّة ع شقّ ثوبه في مثل هذه الحال فوقّع إلى من قال ذلك يا أحمق ما يدريك ما هذا قد شقّ موسى على هارون ع

5    الشّريف الزّاهد محمّد بن عليّ الحسينيّ في كتاب التّعازي، بإسناد تقدّم عن رسول اللّه ص أنّه قال في حديث ليس عن البكاء نهيت و لكنّي نهيت عن صوتين أحمقين فاجرين صوت عند نغمة لعب و لهو و رنّة شيطان و صوت عند مصيبة و لطم خدود و شقّ جيوب و رنّة شيطان الخبر

، و بإسناده عن جابر عن النّبيّ ص أنّه قال في حديث و لكن نهيت عن النّوح و عن صوتين أحمقين فاجرين صوت عند نغمة لهو و لعب و مزامير شيطان و صوت عند مصيبة خمش وجوه و شقّ جيوب و رنّة شيطان الخبر

باب 73-جواز إظهار التّأثّر قبل المصيبة و الصّبر و الرّضا و التّسليم بعدها

1    القطب الرّاونديّ في دعواته، قال قال الصّادق ع إنّا قوم نسأل اللّه ما نحبّ فيمن نحبّ فيعطينا فإذا أحبّ ما نكره فيمن نحبّ رضينا

2    زيد الزّرّاد في أصله، عن أبي عبد اللّه ع قال قال أمير المؤمنين ص إنّا نكره البلاء و لا نحبّه ما لم ينزل فإذا نزل به القضاء لم يسرّنا أن لا يكون نزل به البلاء

 باب 74 -جواز البكاء على الميّت و المصيبة و استحبابه عند زيادة الحزن

1    الجعفريّات، أخبرنا عبد اللّه بن محمّد قال أخبرنا محمّد بن محمّد قال حدّثني موسى بن إسماعيل قال حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ بن أبي طالب ع قال بينما رسول اللّه ص جالس و نحن حوله إذ أرسلت ابنة له تقول إنّ ابني في السّوق فإن رأيت أن تأتيني فقال رسول اللّه ص للرّسول انطلق إليها فأعلمها أنّ للّه تعالى ما أعطى و للّه ما أخذ كلّ نفس ذائقة الموت و إنّما توفّون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النّار و أدخل الجنّة فقد فاز وما الحياة الدّنيا إلّا متاع الغرور ثمّ ردّت القول فقالت هو أطيب لنفسي أن تأتيني فأقبل رسول اللّه ص و نحن معه فانتهى إلى الصّبيّ و إنّ نفسه تقعقع بين جنبيه كأنّها في شنّ فبكى رسول اللّه ص و انتحب فقلنا يا رسول اللّه تبكي و تنهانا عن البكاء فقال لم أنهكم عن البكاء و لكن نهيتكم عن النّوح و إنّما هذه رحمة يجعلها اللّه في قلب من يشاء من خلقه و يرحم اللّه من يشاء و إنّما يرحم اللّه من عباده الرّحماء

، و بهذا الإسناد عن عليّ ع أنّ رسول اللّه ص رخّص في البكاء عند المصيبة و قال النّفس مصابة و العين دامعة و العهد قريب

3    دعائم الإسلام، عن عليّ ص قال لمّا مات إبراهيم بن رسول اللّه ص أمرني فغسّلته و كفّنه رسول اللّه ص و حنّطه و قال لي احمله يا عليّ فحملته حتّى جئت به إلى البقيع فصلّى عليه ثمّ أتى القبر فقال لي انزل يا عليّ فنزلت و دلّاه عليّ رسول اللّه ص فلمّا رآه منصبّا بكى فبكى المسلمون لبكائه حتّى ارتفعت أصوات الرّجال على أصوات النّساء فنهاهم رسول اللّه ص أشدّ النّهي و قال تدمع العين و يحزن القلب و لا نقول ما يسخط الرّبّ و إنّا بك لمصابون و إنّا عليك لمحزونون الخبر

، و عنه ع قال بكى رسول اللّه ص عند موت بعض ولده فقيل له يا رسول اللّه تبكي و أنت تنهانا عن البكاء فقال لم أنهكم عن البكاء و إنّما نهيتكم عن النّوح و العويل و إنّما هي رقّة و رحمة يجعلها اللّه في قلب من شاء من خلقه و يرحم اللّه من شاء و إنّما يرحم من عباده الرّحماء

، و عنه ع قال رخّص رسول اللّه ص في البكاء عند المصيبة و قال النّفس مصابة و العين دامعة و العهد قريب

6    الشّهيد الثّاني في مسكّن الفؤاد، عن جابر بن عبد اللّه قال أخذ رسول اللّه ص بيد عبد الرّحمن بن عوف فأتى إبراهيم و هو يجود بنفسه فوضعه في حجره فقال بنيّ إنّي لا أملك لك من اللّه شيئا و ذرفت عيناه فقال له عبد الرّحمن يا رسول اللّه تبكي أ و لم تنه عن البكاء قال ص إنّما نهيت عن النّوح إلى أن قال إنّما هذه رحمة من لا يرحم لا يرحم لو لا أنّه أمر حقّ و وعد صدق و سبيل للّه و أنّ آخرنا سيلحق أوّلنا لحزنّا عليك حزنا أشدّ من هذا و إنّا بك لمحزونون تبكي العين و يدمع القلب و لا نقول ما يسخط الرّبّ عزّ و جلّ

 و في رواية أخرى يحزن القلب و تدمع العين و لا نقول ما يسخط الرّبّ و إنّا على إبراهيم لمحزنون

  و رواه في عوالي اللآّلي، عنه مثله

7   ، و عن أسماء بنت زيد قالت لمّا توفّي إبراهيم بن رسول اللّه ص بكى رسول اللّه ص فقال له بعض من عزّاه أنت أحقّ من عظّم اللّه حقّه فقال رسول اللّه ص تدمع العين و يحزن القلب و لا نقول ما يسخط الرّبّ لو لا أنّه وعد حقّ و موعود جامع و أنّ الآخر للأوّل تابع لوجدنا عليك يا إبراهيم أفضل ممّا وجدناه و إنّا بك لمحزونون

، و عن أبي أمامة قال جاء رجل إلى النّبيّ ص حين توفّي ابنه إبراهيم و عيناه تدمعان فقال يا نبيّ اللّه تبكي على هذا الشّخص و الّذي بعثك بالحقّ نبيّا لقد دفنت اثني عشر ولدا في الجاهليّة كلّهم أشبّ منه أدسّه في التّراب دسّا فقال النّبيّ ص فما ذا إن كانت الرّحمة ذهبت منك يحزن القلب و تدمع العين و لا نقول ما يسخط الرّبّ و إنّا على إبراهيم لمحزونون

9   ، و عن محمود بن لبيد قال انكسفت الشّمس يوم مات إبراهيم ابن رسول اللّه ص فقال النّاس انكسفت الشّمس لموت إبراهيم ابن النّبيّ ص فخرج رسول اللّه ص حين سمع ذلك فحمد اللّه و أثنى عليه ثمّ قال أمّا بعد أيّها النّاس إنّ الشّمس و القمر آيتان من آيات اللّه لا تنكسفان لموت أحد و لا لحياته فإذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى المساجد و دمعت عيناه فقالوا يا رسول اللّه تبكي و أنت رسول اللّه فقال إنّما أنا بشر تدمع العين و يفجع القلب و لا نقول ما يسخط الرّبّ يا إبراهيم إنّا بك لمحزونون

 و قال ص يوم مات إبراهيم ما كان من حزن في القلب أو في العين فإنّما هو رحمة و ما كان من حزن باللّسان و باليد فهو من الشّيطان

10  ، و روى الزّبير بن بكّار أنّ النّبيّ ص لمّا خرج بإبراهيم خرج يمشي ثمّ جلس على قبره ثمّ ولّى فلمّا رآه رسول اللّه ص قد وضع في القبر دمعت عيناه فلمّا رأى الصّحابة ذلك بكوا حتّى ارتفعت أصواتهم فأقبل عليه أبو بكر فقال يا رسول اللّه تبكي و أنت تنهى عن البكاء فقال النّبيّ ص تدمع العين و يوجع القلب و لا نقول ما يسخط الرّبّ

11   ، و عن السّائب بن يزيد أنّ النّبيّ ص لمّا مات ابنه الطّاهر ذرفت عيناه فقيل يا رسول اللّه بكيت فقال إنّ العين تذرف و إنّ الدّمع يغلب و إنّ القلب يحزن و لا نعصي اللّه عزّ و جلّ

12  ، و روى أنّه لمّا مات عثمان بن مظعون كشف عن وجهه الثّوب فقبّل بين عينيه ثمّ بكى بكاء طويلا فلمّا رفع السّرير قال طوباك يا عثمان لم تلبسك الدّنيا و لم تلبسها

13  ، و عن أسامة بن زيد قال أتي النّبيّ ص بأمامة بنت زينب و نفسها يتقعقع في صدرها فقال رسول اللّه ص للّه ما أخذ و للّه ما أعطى و كلّ إلى أجل مسمّى و بكى فقال سعد بن عبادة تبكي و قد نهيت عن البكاء فقال رسول اللّه ص إنّما هي رحمة يجعلها اللّه عزّ و جلّ في قلوب عباده و إنّما يرحم اللّه عزّ و جلّ من عباده الرّحماء

14  ، و عن خالد بن زيد قال لمّا جاء نعي زيد بن حارثة إلى النّبيّ ص أتى النّبيّ ص منزل زيد فخرجت إليه بنيّة لزيد فلمّا رأت رسول اللّه ص خمشت في وجهه فبكى رسول اللّه ص و قال هاه هاه فقيل يا رسول اللّه ما هذا فقال شوق الحبيب إلى حبيبه

15   ، و عن البراء بن عازب قال بينما نحن مع رسول اللّه ص إذ أبصر جماعة فقال على م اجتمعوا هؤلاء فقيل على قبر يحفرونه قال فبدر رسول اللّه ص و بين يديه أصحابه مسرعا حتّى أتى القبر فجثا عليه قال فاستقبلته من بين يديه لأنظر ما يصنع فبكى حتّى بلّ التّراب من دموعه ثمّ أقبل علينا فقال إخواني لمثل هذا فأعدّوا

16    الطّبرسيّ في إعلام الورى، قال قال عبد اللّه بن جعفر أنا أحفظ حين دخل رسول اللّه ص على أمّي فنعى لها أبي فأنظر إليه و هو يمسح على رأسي و رأس أخي و عيناه تهرقان الدّموع

17    البحار، عن مصباح الأنوار عن أبي عبد اللّه عن آبائه أنّ أمير المؤمنين ع لمّا وضع فاطمة بنت رسول اللّه ص في القبر قال إلى أن قال ثمّ جلس عند قبرها باكيا حزينا فأخذ العبّاس بيده و انصرف به

18    جعفر بن قولويه في كامل الزّيارة، عن أبيه و جماعة من مشايخه عن سعد بن عبد اللّه عن ابن أبي الخطّاب عن أبي داود المسترقّ عن بعض أصحابنا عن أبي عبد اللّه ع قال بكى عليّ بن الحسين على الحسين بن عليّ ص عشرين سنة أو أربعين سنة

19   ، و عن محمّد بن جعفر عن محمّد بن الحسين عن عليّ بن أسباط عن إسماعيل بن منصور عن بعض أصحابنا قال أشرف مولى لعليّ بن الحسين ع و هو في سقيفة له ساجد يبكي فقال له يا عليّ بن الحسين ما آن لحزنك أن ينقضي فرفع رأسه إليه فقال ويلك أو ثكلتك أمّك و اللّه لقد شكا يعقوب إلى ربّه في أقلّ ممّا رأيت حين قال يا أسفى على يوسف و إنّه فقد ابنا واحدا و إنّي رأيت أبي و جماعة أهل بيتي يذبحون حولي قال و كان عليّ بن الحسين ع يميل إلى ولد عقيل فقيل له ما بالك تميل إلى بني عمّك هؤلاء دون آل جعفر فقال إنّي أذكر يومهم مع أبي عبد اللّه الحسين بن عليّ ع فأرقّ لهم

20    الصّدوق في العيون، و الأمالي، عن محمّد بن الحسن بن الوليد، عن الصّفّار، عن أحمد بن محمّد البرقيّ عن أبيه عن الحسن بن شمّون عن عبد اللّه بن سنان عن الفضيل قال انتهيت إلى زيد بن عليّ ع صبيحة خرج بالكوفة إلى أن قال فدخلت على الصّادق جعفر بن محمّد ع فقلت في نفسي لا أخبرنّه بقتل زيد بن عليّ ع فيجزع عليه فلمّا دخلت قال لي يا فضيل ما فعل عمّي زيد قال فخنقتني العبرة فقال لي قتلوه قلت إي و اللّه قتلوه قال فصلبوه قلت إي و اللّه صلبوه قال فأقبل يبكي و دموعه تنحدر على ديباجتي خدّه كأنّها الجمان الخبر

21    الشّريف الزّاهد محمّد بن عليّ الحسينيّ في كتاب التّعازي، بإسناده عن شعبة بن ثابت البنانيّ عن أنس بن مالك قال لمّا ماتت رقيّة بنت النّبيّ ص فبكت النّساء عليها فجاء عمر يضربهنّ بسوطه فأخذ النّبيّ ص بيده و قال يا عمر دعهنّ يبكين و قال لهنّ ابكين و إيّاكنّ و نعيق الشّيطان فإنّه مهما يكن من العين و القلب فمن اللّه و من الرّحمة و مهما يكن من اليد و اللّسان فمن الشّيطان فبكت فاطمة ع و هي على شفير القبر فجعل النّبيّ ص يمسح الدّمع من عينيها بطرف ثوبه

22    الصّدوق في الأمالي، عن جعفر بن مسرور عن محمّد بن عبد اللّه بن جعفر الحميريّ عن أبيه عن أحمد بن محمّد بن خالد البرقيّ عن أبيه عن خلف بن حمّاد عن أبي الحسن العبديّ عن الأعمش عن عباية بن ربعيّ عن عبد اللّه بن عبّاس قال أقبل عليّ بن أبي طالب ع ذات يوم إلى النّبيّ ص باكيا و هو يقول إنّا للّه و إنّا إليه راجعون فقال له رسول اللّه ص مه يا عليّ فقال عليّ ع يا رسول اللّه ماتت أمّي فاطمة بنت أسد قال فبكى النّبيّ ص ثمّ قال رحم اللّه أمّك يا عليّ أما إنّها لو كانت لك أمّا فقد كانت لي أمّا الخبر

 باب 75 -استحباب البكاء لموت المؤمن

1    الحسين بن سعيد الأهوازيّ في كتاب المؤمن، عن أبي عبد اللّه ع قال ما من مؤمن يموت في غربة من الأرض فيغيب عنه بواكيه إلّا بكته بقاع الأرض الّتي كان يعبد اللّه عليها و بكته أثوابه و بكته أبواب السّماء الّتي كان يصعد بها عمله و بكاه الملكان الموكّلان به

  الكراجكيّ في كنز الفوائد، روي عن رسول اللّه ص أنّه قال ما من مؤمن إلّا و له باب يصعد منه عمله و باب ينزل منه رزقه فإذا مات بكيا عليه و ذلك قول اللّه عزّ و جلّ فما بكت عليهم السّماء و الأرض و ما كانوا منظرين

3    السّيّد فضل اللّه الرّاونديّ في نوادره، بإسناده عن جعفر بن محمّد عن آبائه ع قال قال رسول اللّه ص ما من مؤمن يموت في غربته إلّا بكت عليه الملائكة رحمة له حيث قلّت بواكيه

4    القطب الرّاونديّ في دعواته، قال قال النّبيّ ص إذا مات المؤمن ثلم في الإسلام ثلمة لا يسدّ مكانها شي‏ء و بكت عليه بقاع الأرض الّتي كان يعبد اللّه فيها

 قال و قال النّبيّ ص يا ربّ أيّ عبادك أحبّ إليك قال الّذي يبكي لفقد الصّالحين كما يبكي الصّبيّ لفقد أبويه

5    المفيد في أماليه، بإسناده إلى هشام بن محمّد أنّه قال قال أمير المؤمنين ع لمّا وصل إليه وفاة مالك أما و اللّه ليهدّنّ موتك عالما فعلى مثلك فلتبك البواكي

   باب 76- جواز البكاء على الأليف الضّال

1    في آخر كتاب أبي جعفر محمّد بن المثنّى بن القاسم الحضرميّ، برواية أبي محمّد هارون بن موسى التّلّعكبريّ قال حدّثني محمّد بن همّام، عن حميد بن زياد و محمّد بن جعفر الزّرّاد القرشيّ عن يحيى بن زكريّا اللّؤلؤيّ قال حدّثنا محمّد بن أحمد بن هارون الحرّار عن محمّد بن عليّ الصّيرفيّ عن محمد بن سنان عن مفضّل بن عمر عن جابر الجعفيّ عن رجل عن جابر بن عبد اللّه قال كان لأمير المؤمنين ع صاحب يهوديّ قال و كان كثيرا ما يألفه و إن كانت له حاجة أسعفه فيها فمات اليهوديّ فحزن عليه و استبدت وحشته له قال فالتفت إليه النّبيّ ص و هو ضاحك فقال له يا أبا الحسن ما فعل صاحبك اليهوديّ قال قلت مات قال اغتممت به و استبدت وحشتك عليه قال نعم يا رسول اللّه قال فتحبّ أن تراه محبورا الخبر

 باب 77 -استحباب شهادة أربعين أو خمسين أو أقلّ منهما للمؤمن بالخير

1    الشّيخ أحمد بن محمّد بن فهد في عدّة الدّاعي، عن محمّد بن خالد البرقيّ عن بعض أصحابنا عن الصّادق ع قال كان في بني إسرائيل عابد فأوحى اللّه إلى داود أنّه مراء قال ثمّ أنّه مات فلم يشهد جنازته داود ع قال فقام أربعون من بني إسرائيل فقالوا اللّهمّ إنّا لا نعلم منه إلّا خيرا و أنت أعلم به منّا فاغفر له قال فلمّا غسّل أتى أربعون غير الأربعين و قالوا اللّهمّ إنّا لا نعلم منه إلّا خيرا و أنت أعلم به منّا فاغفر له فلمّا وضع في قبره قام أربعون غيرهم فقالوا اللّهمّ إنّا لا نعلم منه إلّا خيرا و أنت أعلم به منّا فاغفر له قال فأوحى اللّه إلى داود ما منعك أن تصلّي عليه فقال داود ع للّذي أخبرتني قال فأوحى اللّه إليه أنّه قد شهد قوم فأجزت شهادتهم و غفرت له ما علمت ممّا لا يعلمون

2    القطب الرّاونديّ في لبّ اللّباب، روي أنّ رسول اللّه ص خرج في جنازة فقال رجل هذه جنازة صالح فقال آخر مثل ذلك فقال مثله الثّالث فقال ص وجبت و ربّ الكعبة لأنّ المؤمنين شهداء اللّه و اللّه لا يردّ شهادتهم

3    عوالي اللآّلي، عن ابن عبّاس قال سمعت رسول اللّه ص يقول ما من مسلم يموت فيقوم على جنازته أربعون رجلا لا يشركون باللّه شيئا إلّا شفّعهم اللّه فيه

  و رواه الشّريف الزّاهد في كتاب التّعازي، عن ابن عبّاس أنّه مات ابن له بعسفان أو قديد فقال يا كريب انظر ما اجتمع من النّاس فخرج فإذا النّاس قد اجتمعوا له فأخبرته فقال هم أربعون فقلت نعم قال فأخرجوه فإنّي سمعت و ساق مثله

 باب 78 -استحباب مسح رأس اليتيم ترحّما له و ملاطفته و إسكاته إذا بكى

1    فقه الرّضا، ع و إن كان المعزّى يتيما فامسح يديك على رأسه فقد روي عن النّبيّ ص أنّه قال من مسح يده على رأس يتيم ترحّما له كتب اللّه له بكلّ شعرة مرّت عليه يده حسنة و إن وجدته باكيا فسكّته بلطف و رفق فإنّه أروي عن العالم ع أنّه قال إذا بكى اليتيم اهتزّ له العرش فيقول اللّه تبارك و تعالى من هذا الّذي أبكى عبدي الّذي سلبته أبويه في صغره و عزّتي و جلالي و ارتفاعي في مكاني لا أسكته عبد مؤمن إلّا أوجبت له الجنّة

2    أحمد بن محمّد البرقيّ في المحاسن، عن بعض أصحابنا عن العبّاس بن موسى بن جعفر ع قال سألت أبي عن المأتم فقال إنّ رسول اللّه ص لمّا انتهى إليه قتل جعفر بن أبي طالب دخل على أسماء بنت عميس امرأة جعفر فقال أين بنيّ فدعت بهم و هم ثلاثة عبد اللّه و عون و محمّد فمسح رسول اللّه ص رءوسهم فقالت إنّك تمسح رءوسهم كأنّهم أيتام فتعجّب رسول اللّه ص من عقلها

3    الصّدوق في الهداية، روي أنّ من مسح يده على رأس يتيم ترحّما له كتب اللّه له بعدد كلّ شعرة مرّت عليها يده حسنة

4    الجعفريّات، أخبرنا عبد اللّه بن محمّد قال أخبرنا محمّد بن محمّد قال حدّثني موسى بن إسماعيل قال حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ بن أبي طالب ع قال لمّا احتضر رسول اللّه ص إلى أن قال فكان آخر شي‏ء سمعته من رسول اللّه ص يقول إليك إليك ذي العرش لا إلى الدّنيا أوصيكم بالضّعيفين خيرا اليتيم و المملوك

5    عوالي اللآّلي، من كفل يتيما بين المسلمين فأدخله إلى طعامه و شرابه أدخله اللّه الجنّة البتّة إلّا أن يعمل ذنبا لا يغفر

  الشّيخ أبو الفتوح الرّازيّ في تفسيره، مرسلا عن رسول اللّه ص أنّه قال خير بيوتكم بيت فيه يتيم يحسن إليه و شرّ بيوتكم بيت يساء إليه

، و عنه ص أنّه قال أنا و كافل اليتيم كهاتين في الجنّة و أشار بإصبعيه السّبّابة و الوسطى

، و عن أبي مالك عنه من ضمّ يتيما إلى طعامه و شرابه حتّى يستغني عنه وجبت له الجنّة

9    الشّيخ شاذان بن جبرئيل القمّيّ في كتاب الفضائل، بإسناده عن ابن مسعود عن رسول اللّه ص أنّه رأى ليلة الإسراء هذه الكلمات مكتوبة على الباب الثّاني من الجنّة لا إله إلّا اللّه محمّد رسول اللّه ص عليّ وليّ اللّه لكلّ شي‏ء حيلة و حيلة السّرور في الآخرة أربع خصال مسح رأس اليتامى و التّعطّف على الأرامل و السّعي في حوائج المؤمنين و تعهّد الفقراء و المساكين

 و باقي أخبار الباب يأتي في كتاب النّكاح إن شاء اللّه تعالى

   باب نوادر ما يتعلّق بأبواب الدّفن و ما يناسبه

1    الجعفريّات، أخبرنا عبد اللّه بن محمّد أخبرنا محمّد بن محمّد قال حدّثني موسى بن إسماعيل قال حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن جعفر بن أبي طالب ع قال مرّت جنازة امرأة و إذا أمير المؤمنين ع جالس فنظر إلى الجنازة فإذا قد بطّنوا نعشها بالخمر من أحمر و أصفر و أبيض و أخضر فأمر فنزعت ثمّ قال ع سمعت رسول اللّه ص يقول أوّل عدل الآخرة القبور لا يعرف وضيع من شريف

، و بهذا الإسناد عن عليّ بن أبي طالب ع قال لمّا مات عثمان بن مظعون قبّله رسول اللّه ص فلمّا دفنه رشّ على تراب القبر الماء رشّا و بسط على قبره ثوبا و كان أوّل من بسط عليه ثوبا يومئذ و سوّى عليه تراب القبر

3   ، و بهذا الإسناد عنه ع أنّ رسول اللّه ص مرّ على امرأة و هي تبكي على ولدها و هي تقول الحمد للّه مات شهيدا فقال رسول اللّه ص كفّي أيّتها المرأة فلعلّه كان يبخل بما لا يضرّ و يقول فيما لا يعنيه

4   ، و بهذا الإسناد عن عليّ بن الحسين ع قال لمّا توفّي النّبيّ ص اجتمع جماعة من بني هاشم فقالوا أين ندفنه يا أبا الحسن فقال أمير المؤمنين ع ندفنه كما أمر في شهداء أحد قال إنّ قبورهم في مضاجعهم فقالوا صدقت فخطّوا حول مضجعه فحفروا له فيه

، و بهذا الإسناد عن عليّ بن أبي طالب ع قال قال رسول اللّه ص إذا بلغ أحدكم وفاة أخيه المسلم فليقل إنّا للّه و إنّا إليه راجعون اللّهمّ اكتبه عندك في المحسنين و اجعل كتابه في علّيّين و اخلف على تركته في الغابرين و اغفر لنا يا ربّ العالمين و لا تحرمنا أجره و لا تفتنّا بعده فإنّه يستكمل الأجر في المصيبة إن شاء اللّه و الحمد للّه ربّ العالمين

6    دعائم الإسلام، عن عليّ ص أنّه نظر إلى نعش ربطت عليه حلّتان حمراء و صفراء زيّن بهما فأمر ع بهما فنزعتا و قال سمعت رسول اللّه ص يقول أوّل عدل الآخرة القبور لا يعرف فيها غنيّ من فقير

، و عنه ع أنّه رخّص في حمل الجنازة على الدّابّة هذا إذا لم يوجد من يحملها أو من عذر فأمّا السّنّة و الّذي يؤمر به أن يحملها الرّجال

 و عنه ع أنّه أمر أن يبسط على قبر عثمان بن مظعون ثوب و هو أوّل قبر بسط عليه ثوب

8    البحار، عن مصباح الأنوار عن أبي عبد اللّه عن آبائه ع قال إنّ فاطمة ع لمّا احتضرت أوصت عليّا ع فقالت إذا أنا متّ فتولّ أنت غسلي و جهّزني و صلّ عليّ و أنزلني قبري و ألحدني و سوّ التّراب عليّ و اجلس عند رأسي قبالة وجهي فأكثر من تلاوة القرآن و الدّعاء فإنّها ساعة يحتاج الميّت فيها إلى أنس الأحياء

9    السّيّد عليّ بن طاوس رحمه اللّه في فلاح السّائل، و كان جدّي ورّام بن أبي فراس قدّس اللّه جلّ جلاله روحه و هو ممّن يقتدى بفعله قد أوصى أن يجعل في فمه بعد وفاته فصّ عقيق عليه أسماء أئمّته ع فنقشت أنا فصّا عقيقا عليه اللّه ربّي و محمّد نبيّي و عليّ و سمّيت الأئمّة ع إلى آخرهم أئمّتي و وسيلتي

  و قال و عن الصّادق ع أنّه قال في التّعزية ما معناه إن كان هذا الميّت قد قرّبك موته من ربّك أو باعدك عن ذنبك فهذه ليست مصيبة و لكنّها لك رحمة و عليك نعمة و إن كان ما وعظك و لا باعدك عن ذنبك و لا قرّبك من ربّك فمصيبتك بقساوة قلبك أعظم من مصيبتك بميّتك إن كنت عارفا بربّك

10    الصّدوق في أماليه، عن عليّ بن أحمد الدّقّاق عن محمّد بن أبي عبد اللّه الكوفيّ عن محمّد بن إسماعيل البرمكيّ عن الحسين بن الهيثم عن عبّاد بن يعقوب الأسديّ عن عنبسة العابد قال لمّا مات إسماعيل بن جعفر بن محمّد ع و فرغنا من جنازته جلس الصّادق جعفر بن محمّد ع و جلسنا حوله و هو مطرق ثمّ رفع رأسه فقال أيّها النّاس إنّ هذه الدّنيا دار فراق و دار التواء لا دار استواء على أنّ لفراق المألوف حرقة لا تدفع و لوعة لا تردّ و إنّما يتفاضل النّاس بحسن العزاء و صحّة الفكرة فمن لم يثكل أخاه ثكله أخوه و من لم يقدّم ولدا كان هو المقدّم دون الولد ثمّ تمثّل عليه ع بقول أبي فراش الهذليّ يرثي أخاه و لا تحسبي أنّي تناسيت عهده و لكنّ صبري يا أمام جميل

11    ابن الشّيخ الطّوسيّ في مجالسه، عن أبيه عن المفيد عن محمّد بن محمّد بن طاهر عن ابن عقدة الحافظ عن أحمد بن يوسف عن الحسين بن محمّد عن أبيه عن عاصم بن عمر عن محمّد بن مسلم قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول كتب إلى الحسن بن عليّ ع قوم من أصحابه يعزّونه عن ابنة له فكتب إليهم أمّا بعد فقد بلغني كتابكم تعزّونّي بفلانة فعند اللّه أحتسبها تسليما لقضائه و صبرا على بلائه فإن أوجعتنا المصائب و فجعتنا النّوائب بالأحبّة المألوفة الّتي كانت بنا حفيّة و الإخوان المحبّين الّذين كان يسرّ بهم النّاظرون و تقرّ بهم العيون أضحوا قد اخترمتهم الأيّام و نزل بهم الحمام فخلّفوا الخلوف و أودت بهم الحتوف فهم صرعى في عساكر الموتى متجاورون في غير محلّة التّجاور و لا صلات بينهم و لا تزاور و لا يتلاقون عن قرب جوارهم أجسامهم نائية من أهلها خالية من أربابها قد خشعها إخوانها فلم أر مثل دارها دارا و لا مثل قرارها قرارا في بيوت موحشة و حلول مضجعة قد صارت في تلك الدّيار الموحشة و خرجت من الدّيار المؤنسة ففارقتها من غير قلى فاستودعتها للبلى و كانت أمة مملوكة سلكت سبيلا مسلوكة صار إليها الأوّلون و سيصير إليها الآخرون و السّلام

12    الشّيخ الطّوسيّ في مجالسه، عن جماعة عن أبي المفضّل عن محمّد بن جعفر الرّزّاز عن أيّوب بن نوح عن محمّد بن أبي عقيلة عن الحسين بن زيد عن أبيه عن عليّ بن الحسين ع قال سمعته يقول من تعزّى عن الدّنيا بثواب الآخرة فقد تعزّى عن حقير بخطير و أعظم من ذلك من عدّ فائتة سلامة نالها و غنيمة أعين عليها

13    القطب الرّاونديّ في دعواته، قال كان للصّادق ع ابن فبينا هو يمشي بين يديه إذ غصّ فمات فبكى و قال لئن أخذت لقد أبقيت و لئن ابتليت لقد عافيت ثمّ حمل إلى النّساء فلمّا رأينه صرخن فأقسم عليهنّ أن لا يصرخن فلمّا أخرجه للدّفن قال سبحان من يقتل أولادنا و لا نزداد له إلّا حبّا فلمّا دفنه قال يا بنيّ وسّع اللّه في ضريحك و جمع بينك و بين نبيّك

 و قال ع نحن صبّر و شيعتنا و اللّه أصبر منّا لأنّا صبرنا على ما علمنا و صبروا على ما لم يعلموا

 و قال أبو عبد اللّه ع المؤمن صبور في الشّدائد وقور في الزّلازل قنوع بما أوتي لا يعظم عليه المصائب الخبر

14  ، و عنه ع أنّه قال المصيب من عمل ثلاثة من ترك الدّنيا قبل أن تتركه و من بنى قبره قبل أن يدخله و من أرضى خالقه قبل أن يلقاه

15   ، و قال زين العابدين ع ما أصيب أمير المؤمنين ع بمصيبة إلّا صلّى في ذلك اليوم ألف ركعة و تصدّق على ستّين مسكينا و صام ثلاثة أيّام و قال لأولاده إذا أصبتم بمصيبة فافعلوا بمثل ما أفعل فإنّي رأيت رسول اللّه ص هكذا يفعل فاتّبعوا أثر نبيّكم و لا تخالفوه فيخالف اللّه بكم إنّ اللّه تعالى يقول و لمن صبر و غفر إنّ ذلك لمن عزم الأمور ثمّ قال زين العابدين ع فما زلت أعمل بعمل أمير المؤمنين ع

 و قال أمير المؤمنين ع المصائب بالسّويّة مقسومة بين البريّة

 و قال ع من عظّم صغار المصائب ابتلاه اللّه بكبارها

16    سبط الشّيخ الطّبرسيّ في مشكاة الأنوار، جاء رجل إلى النّبيّ ص فقال يا رسول اللّه إذا حضر جنازة و حضر مجلس عالم أيّهما أحبّ إليك أن أشهد فقال إن كان للجنازة من يتبعها و يدفنها فإنّ حضور مجلس عالم أفضل من حضور ألف جنازة و من عيادة ألف مريض الخبر

17    الشّيخ المفيد في أماليه، عن محمّد بن عليّ بن الحسين بن بابويه رحمه اللّه عن محمّد بن الحسن بن الوليد عن محمّد بن الحسن الصّفّار عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب عن عليّ بن أسباط عن عليّ بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد ع قال أوحى اللّه تعالى إلى عيسى ابن مريم يا عيسى هب لي من عينك الدّموع و من قلبك الخشوع و اكحل عينك بميل الحزن إذا ضحك البطّالون و قم على قبور الأموات فنادهم بالصّوت الرّفيع لعلّك تأخذ موعظتك منهم و قل إنّي لاحق بهم في اللّاحقين

18    الشّهيد الثّاني في مسكّن الفؤاد، عن ابن عبّاس قال قال رسول اللّه ص إنّ للموت فزعا فإذا أتى أحدكم وفاة أخيه فليقل إنّا للّه و إنّا إليه راجعون و إنّا إلى ربّنا لمنقلبون اللّهمّ اكتبه عندك من المحسنين و اجعل كتابه في علّيّين و اخلف على عقبه في الغابرين اللّهمّ لا تحرمنا أجره و لا تفتنّا بعده

19    البحار، وجدت في بعض مؤلّفات أصحابنا ناقلا عن المفيد قال قال رسول اللّه ص من قرأ آية من كتاب اللّه في مقبرة من مقابر المسلمين أعطاه اللّه ثواب سبعين نبيّا و من ترحّم على أهل المقابر نجا من النّار و دخل الجنّة و هو يضحك

20    صحيفة الرّضا، ع بإسناده قال قال رسول اللّه ص من مرّ على المقابر فقرأ قل هو اللّه أحد إحدى عشرة مرّة و وهب أجره للأموات أعطي من الأجر بعدد الأموات

21    البلد الأمين، للكفعميّ عن فوائد ابن مسخّر عن الرّضا ع عن أبيه عن آبائه عن النّبيّ ص من مرّ على المقابر فقرأ التّوحيد إحدى عشرة مرّة ثمّ وهب أجره للأموات أعطي من الأجر بعددهم

 جامع الأخبار، قال رسول اللّه ص من مرّ و ذكر مثله

22  ، و عن عبد اللّه بن مسعود إذا العبد يضع يده على رءوس القبور و يقول اللّهمّ اغفر له فإنّه افتقر إليك و يقرأ فاتحة الكتاب و إحدى عشرة مرّة قل هو اللّه أحد نوّر اللّه قبر ذلك الميّت و وسّع عليه قبره مدّ بصره و رجع هذا الدّاعي من رأس القبر مغفورا له الذّنوب فإن مات في يومه إلى مائة يوم مات شهيدا و له ثواب الشّهداء فإنّ اللّه تعالى يحبّ العبد النّاصح لأهل القبور فمن نصحهم بالدّعاء و الصّدقة أوجب الجنّة بغير حساب

   ، و عن أبي هريرة قال قال رسول اللّه ص أهدوا لموتاكم فقلنا يا رسول اللّه و ما هديّة الأموات قال الصّدقة و الدّعاء

24  ، و قال ص إنّ أرواح المؤمنين تأتي كلّ جمعة إلى السّماء الدّنيا بحذاء دورهم و بيوتهم ينادي كلّ واحد منهم بصوت حزين باكين يا أهلي و يا ولدي و يا أبي و يا أمّي و أقربائي اعطفوا علينا يرحمكم اللّه بالّذي كان في أيدينا و الويل و الحساب علينا و المنفعة لغيرنا و ينادي كلّ واحد منهم إلى أقربائه اعطفوا علينا بدرهم أو برغيف أو بكسوة يكسوكم اللّه من لباس الجنّة ثمّ بكى النّبيّ ص و بكينا معه فلم يستطع النّبيّ ص أن يتكلّم من كثرة بكائه ثمّ قال أولئك إخوانكم في الدّين فصاروا ترابا رميما بعد السّرور و النّعيم فينادون بالويل و الثّبور على أنفسهم يقولون يا ويلنا لو أنفقنا ما كان في أيدينا في طاعة اللّه و رضائه ما كنّا نحتاج إليكم فيرجعون بحسرة و ندامة و ينادون أسرعوا صدقة الأموات

25    كتاب النّوادر، لعليّ بن أسباط عن عثمان بن عيسى عن رجل عن أبي عبد اللّه ع قال إذا زرتم موتاكم قبل طلوع الشّمس سمعوا و أجابوكم و إذا زرتموهم بعد طلوع الشّمس سمعوا و لم يجيبوكم

26    الشّيخ أبو محمّد الحسن بن موسى النّوبختيّ في كتاب الفرق، في تاريخ وفاة الإمام موسى بن جعفر ع و يقال في رواية أخرى إنّه ع دفن بقيوده و إنّه أوصى بذلك

27    السّيّد عليخان في الدّرجات الرّفيعة، في ترجمة حجر بن عديّ الكنديّ من خاصّة أصحاب أمير المؤمنين ع و كيفيّة شهادته قال ثمّ قال يعنى حجر لمن حضر من أهله لا تطلقوا منّي حديدا و لا تغسلوا عنّي دما فإنّي لاق معاوية غدا على الجادّة

28    السّيّد عليّ بن طاوس في كشف المحجّة، عن الطّبريّ في تاريخه أنّ النّبيّ ص توفّي يوم الإثنين و ما دفن إلّا يوم الأربعاء

 و في رواية أنّه ص بقي ثلاثة أيّام حتّى دفن

 و ذكر إبراهيم الثّقفيّ في كتاب المعرفة، أنّ النّبيّ ص بقي ثلاثة أيّام حتّى دفن لاشتغالهم بولاية أبي بكر و المنازعات فيها

 29    الشّيخ الطّبرسيّ في إعلام الورى، نقلا عن كتاب أبان بن عثمان قال حدّثني أبو مريم عن أبي جعفر ع قال قال النّاس كيف الصّلاة عليه ص فقال عليّ ع إنّ رسول اللّه إمامنا حيّا و ميّتا فدخل عليه عشرة عشرة فصلّوا عليه يوم الإثنين و ليلة الثّلاثاء حتّى الصّباح و يوم الثّلاثاء حتّى صلّى عليه كبيرهم و صغيرهم و ذكرهم و أنثاهم و ضواحي المدينة بغير إمام الخبر

30    كتاب جعفر بن محمّد بن شريح، عن ذريح المحاربيّ قال سألت أبا عبد اللّه ع الرّجل يزور القبر كيف الصّلاة على صاحب القبر قال يصلّي على النّبيّ ص و على صاحب القبر و ليس فيه شي‏ء موقّت

31    الصّدوق في علل الشّرائع، عن أبي عبد اللّه محمّد بن شاذان بن أحمد بن عثمان البرواذيّ عن أبي عليّ محمّد بن محمّد بن الحارث بن سفيان الحافظ السّمرقنديّ عن صالح بن سعيد التّرمذيّ عن عبد المنعم بن إدريس عن أبيه عن وهب بن منبّه اليمانيّ في حديث له في قصّة زكريّا ع و كيفيّة قتله إلى أن قال ثمّ بعث اللّه عزّ و جلّ الملائكة فغسّلوا زكريّا و صلّوا عليه ثلاثة أيّام من قبل أن يدفن و كذلك الأنبياء ع لا يتغيّرون و لا يأكلهم التّراب و يصلّى عليهم ثلاثة أيّام ثمّ يدفنون

32    الشّريف الزّاهد أبو عبد اللّه محمّد بن عليّ بن الحسن بن عبد الرّحمن العلويّ الحسينيّ في كتاب التّعازي، عن عبد اللّه بن عليّ الزّهريّ عن أبي هاشم عن سعيد بن جبير عن ابن عبّاس قال قال رسول اللّه ص الموت صرع فإذا بلغ أحدكم وفاة أخيه فليقل إنّا للّه و إنّا إليه راجعون و إنّا إلى ربّنا لمنقلبون اللّهمّ اكتبه عندك في المخفّين و اجعل كتابه في علّيّين و اخلفه على عقبه في الآخرين و لا تحرمنا أجره و لا تفتنّا بعده

33  ، و بإسناده عن إسماعيل بن أبي زياد عن جعفر ع عن النّبيّ ص قال ما من أحد من أمّتي تبلغه وفاة أحد بينه و بينه قرابة أو غير ذلك و يسترجع ثمّ يقول اللّهمّ اخلفه على تركته في الغابرين و اغفر له و لنا يا ربّ العالمين ثمّ يقول اللّهمّ نوّر له في قبره و افسح له في لحده و لقّنه حجّته إلّا شفّعه اللّه فيه و كان له مثل أجر من صبر

34  ، و عن شعبة عن ثابت البنانيّ عن أنس بن مالك أنّ النّبيّ ص مرّ بامرأة تبكي عند قبر ولدها فقال يا هذه اتّقي اللّه و اصبري فقالت و ما تبالي أنت بمصيبتي فمضى النّبيّ ص فقيل لها هذا رسول اللّه ص فأخذها شبه الموت قال فانطلقت فلم تجد دونه بوّابا فقالت يا رسول اللّه فإنّي أصبر فقال رسول اللّه ص الصّبر عند الصّدمة الأولى

35   ، و بإسناده عن الأصبغ عن عليّ ع قال خرجنا مع رسول اللّه ص في جنازة في قمص بغير أردية فالتفت إلينا فقال أ جئتموني بزيّ أهل الجاهليّة هممت أن أدعو عليكم دعوة تنشرون بغير صوركم قال فأخذنا أرديتنا و لم نعد

 و رواه بلفظ آخر و فيه جئتموني بزيّ أهل النّار

  دعائم الإسلام، عن عليّ ع أنّه كان يمشي في خمس مواطن حافيا و يعلّق نعليه بيده اليسرى و كان يقول إنّها مواطن للّه فأحبّ أن أكون فيها حافيا إلى أن قال و إذا شهد جنازة