قالت عجوم من الانصار للنبي صلى الله عليه واله وسلم : ادع لي بالجنة ، فقال النبي صلى الله عليه واله وسلم : ان الجنة لا يدخلها العجز ، فبكت المراة ، فضحك النبي صلى الله عليه واله وسلم ، وقال : اما
سمعت قوله تعالى : « انا انشاناهن انشاء ، فجعلناهن ابكارا » (1). وقال للعجوز الاشجعية : يا اشجعية لا تدخل العجوز الجنة ، فراها بلال باكية ، فوصفها للنبي صلى الله عليه واله وسلم ، فقال :
والاسود كذلك ، فجلسا يبكيان ، فراهما العباس فذكرهما له صلى الله عليه واله وسلم ، فقال : والشيخ كذلك ، ثم دعاهم وطيب قلوبهم ، وقال : ينشئهم الله كاحسن ما كانوا ، وذكر انهم يدخلون الجنة شبابا
منورين ، وقال : ان اهل الجنة جرد مرد محكلون (2). وقال صلى الله عليه واله وسلم لرجل : حين قال له : انت نبي الله حقا نعلمه ، ودينك الاسلام دينا نعظمه ، نبغي مع الاسلام شيئا نقضمه ، ونحن حول
هذا ندندن ـ يا علي اقض حاجته ، فاشبعه علي عليه السلام واعطاه ناقة وجلة تمر (3). وقبل جد خالد القسري امرأة فشكت الى النبي صلى الله عليه واله وسلم فارسل اليه فاعترف ، وقال : ان شاءت ان تقتص
فلتقتص ، فتبسم رسول الله صلى الله عليه واله وسلم واصحابه ، وقال : اولا تعود ؟ فقال : لا والله يا رسول الله ، فتجاوز عنه . وراى صلى الله عليه واله وسلم صهيبا ياكل تمرا ، فقال صلى الله عليه
واله وسلم : اتاكل التمر وعينك رمدة ؟ فقال : يا رسول الله اني امضغه من هذا الجانب ، وتشتكي عيني من هذا الجانب . وقال سويبط المهاجري لنعمان البدري : اطعمني ، وكان على الزاد في سفر ، فقال : حتى
تجيء الاصحاب ، فمروا بقوم فقال سويبط : تشترون مني عبدا لي ، قالوا : نعم ، قال : انه عبد له كلام وهو قائل لكم : اني حر ، فان سمعت مقاله تفسدوا علي عبدي ، فاشتروه بعشرة قلائص ، ثم جاءوا فوضعوا في
عنقه حبلا ، فقال نعيمان ، هذا يستعزئ بكم واني حر ، فقالوا : قد عرفنا خبرك ، وانطلقوا به حتى ادركهم القوم وخلصوه ، فضحك النبي صلى الله عليه واله وسلم من ذلك حينا . وراى نعيمان مع اعرابي عكة
عسل فاشتراها مئة ، وجاء بها الى بيت عائشة في يومها ، وقال : خذوها ، فتوهم النبي صلى الله عليه واله وسلم انه اهداها له ، ومر نعيمان الاعرابي على الباب ، فلما طال قعوده قال : يا هؤلاء ردوها علي ان
لم تحضر قيمتها ، فعلم رسول الله صلى الله عليه واله وسلم القصة فوزن له التمن ، وقال لنعيمان : ما حملك على ما فعلت ؟ فقال : رأيت رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يحب العسل ، ورايت الاعرابي معه
العكة ، فضحك النبي صلى الله عليه واله وسلم ولم يظهر له نكرا (4). وكان النبي صلى الله عليه واله وسلم يرقص الحسن والحسين عليهما السلام ويقول : حزقة حزقة ترق عين بقة ، فترقى الغلام حتى وضع
قدميه على صدره (5). وروي ان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يقول : اني لا مزج ولا اقول : الا حقا . وعن الحسن بن علي عليهما السلام قال : سألت خالي هندا عن صفة النبي صلى الله عليه واله
وسلم فقال : اذا غضب اعرض واشاح ، واذا فرح غض طرفه ، جل ضحكه التبسم ، يفتر عن مثل حبة الغمام . عن ابي الدرداء قال : كان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم اذا حدث بحديث تبسم في حديثه .
________________________________________________
1 ـ الواقعة : 35 ـ 36.
2 ـ البحار : ج 16 ص 295.
3 ـ البحار : ج 16 ص 295.
4 ـ 5 ـ البحار : ج 16 ص 295.
