نبذة من احوال اقربائه صلى الله عليه واله وسلم

كان لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم تسعة اعمام ، هم بنو عبدالمطلب : الحارث ، والزبير ، وابو طالب ، وحمزة ، والغيداق ، وضرار ، والمقوم ، وابو لهب « واسمه عبد العزى » ، والعباس. فاما الحارث : فهو اكبر اولاد عبد المطلب ، وبه يكنى ، وشهد مع ابيه حفر زمزم ، واولاد الحارث هم : ابو سفيان ، والمغيرة ، ونوفل ، وربيعة ، وعبد شمس. وكان ابو سفيان بن الحارث اخا رسول الله صلى الله عليه واله وسلم من الرضاعة ، وكان شبيها برسول الله صلى الله عليه واله وسلم. واما الزبير ، وابو طالب ، وعبد الله ابو النبي صلى الله عليه واله وسلم ، والزبير ، فهم اخوة ومن ام واحدة ، وهي : فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم. وكان اسم ابي طالب عبد مناف ، وله اربعة اولاد : طالب ، وعقيل ، وجعفر ، وعلي عليه السلام. وقيل ان الفاصل بين كل اخ عشر سنين ، وكان لابي طالب بنتان هما : ام هاني ، واسمها فاختة ، وجمانة ، وكانت زوجة ابو طالب وام ابنائه : فاطمة بنت اسد بن هاشم بن عبد مناف. توفي ابو طالب قبل هجرة النبي صلى الله عليه واله وسلم بثلاث سنين ، وتوفيت خديجة زوجة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم بعده بثلاثة ايام على قول ، فسمى صلى الله عليه واله وسلم ذلك العام عام الحزن. اما العباس : وكنيته ابو الفضل ، فقد كانت سقاية زمزم بيده ، وتوفي في المدينة اواخر خلافة عثمان ، وقد كف بصره في اخر عمره ، وكان له تسعة اولاد : عبد الله ، وعبيد الله ، والفضل ، وقثم ، ومعبد ، وعبدالرحمن ، وثمام ، وكثير ، والحارث. اما اولاد ابي لهب فهم : عتبة ، وعتيبة ، ومعتب ، ودرة ، وامهم ام جميل ، اخت ابي سفيان ، التي قال الله تعالى في حقها : « حمالة الحطب ». وكان لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم ست عمات من امهات متعددات وهن : اميمة ، وام حكم ، وبرة ، وعاتكة ، وصفية ، واروى. وكان ابوطالب وحمزة ، افضل اعمام النبي صلى الله عليه واله وسلم ، وكان اسم ابي طالب عبد مناف ، وكان سيد البطحاء وشيخ قريش ، ورئيس مكة ، وقبلة العشيرة. وقد ورد في روايات كثيرة ، ان مثل ابي طالب مثل اصحاب الكهف ، اسروا الايمان ، وذلك ليقدر على نصرة النبي صلى الله عليه واله وسلم وكف اذى كفار قريش منه ، وكان رحمه الله مستودعا لوصايا الانبياء عليهم السلام واثارهم وردها الى رسول الله صلى الله عليه واله وسلم (1). وجاء في الرواية : ان نور ابي طالب يوم القيامة ليطفي انوار الخلائق الا خمسة انوار ، نور محمد صلى الله عليه واله وسلم ، ونور علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام (2). وانه لو وضع ايمان ابي طالب في كفة ميزان وايمان هذا الخلق في الكفة الاخرى ، لرجح ايمانه ، فان كثرة خدمات ابي طالب عليه السلام للدين ونصرته لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم اكثر من ان تحصى في هذا المختصر. وقال ابن ابي الحديد :
لما مثل الدين شخص فقاما وهذا بيثرب جس الحماما***ولوا ابو طالـب وابنه فذاك بمكة اوى وحامى  (3)
واما حمزة عم النبي صلى الله عليه واله وسلم ، فقد كان جليل القدر ، والمدافع الشديد عن الرسول والرسالة ، وقد استشهد في غزوة احد ، وصلى عليه النبي صلى الله عليه واله وسلم سبعين صلاة ، وكبر عليه سبعين تكبيرة ، وقد نزل في حقه قوله تعالى : « من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا » (4). ان من قضى نحبه هو : حمزة ، ومن ينتظر هو علي بن ابي طالب عليه السلام (5). روي عن بن عباس انه قال : قال علي عليه السلام ـ لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم ـ يا رسول الله انك لتحب عقيلا ؟ قال : اي والله اني لاحبه حبين ، حبا له وحبا لحب ابي طالب له ، وان ولده لمقتول في محبة ولدك ، فتدمع عليه عيون المؤمنين ، وتصلي عليه الملائكة المقربون ، ثم بكى رسول الله صلى الله عليه واله وسلم حتى جرت دموعه على صدره ، ثم قال : الى الله اشكو ما تلقي عترتي من بعدي (6).
_________________________________________________
1 ـ الاختصاص : ص 241 عنه منتهى الامال. 
2 ـ كنز الفوائد : ص 80 عنه منتهى الامال : 1 ـ221. 
3 ـ شرح نهج البلاغة : ج 14 ص 84. 
4 ـ الاحزاب : 23. 
5 ـ تفسير القمي : ج 2 ص 188. 
6 ـ الامالي للصدوق : ص 111 عنه البحار : 22 ـ 288 عنهم منتهى الامال : 1 ـ 223.