يوسف في بيت العزيز

عندما وصلت القافلة الى مصر عرضوا يوسف للبيع ، فاشتراه عزيز مصر الذي كان وزيرا لفرعون ، ولم يكن يرزق ولدا وكان في غاية الشوق للولد ، وحينما رأى هذا الصبي الجميل تعلق قلبه به ليكون مكان ولده. جاء به الى بيته وقال العزيز لامراته « اكرمي مثواه » ، اي تصدي بنفسك امره وتربيته واجعلي له مقاما كريما عندك عسى ان ينفعنا في امورنا او نتخذه ولدا لنا. بقي يوسف في بيت العزيز وواجه في هذا المحيط الجديد ، الذي يعد واحدا من المراكز المهمة السياسية في مصر ، ومن جهة اخرى كان يرى قصور الطغاة المدهشة وثرواتهم ، ومن جهة اخرى كانت تتجسد في ذهنه صورة اسواق النخاسين وبيع المماليك والعبيد ، وكان يفكر في كيفية القضاء على هذه الظواهر ونجاة الناس من المستضعفين منهم. نعم لقد تعلم الكثير في فترة بقائه في هذا المحيط المفعم بالضوضاء ، وكان في نفس الوقت مشغولا بتهذيب نفسه وبنائها ، وبقي كذلك في بيت العزيز حتى بلغ اشده وآتاه الله علما وحكما بعدما وصل الى مرحلة البلوغ الجسمي والروح