أبواب الدّين و القرض

 باب 1 -كراهيته مع الغنى عنه

1    الجعفريّات، أخبرنا عبد اللّه بن محمّد أخبرنا محمّد بن محمّد قال حدّثني موسى بن إسماعيل قال حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ بن أبي طالب ع قال كان رسول اللّه ص يدعو بهذا الدّعاء اللّهمّ إنّي أعوذ بك من غلبة الدّين و من بوار الأيّم و من الجوع فإنّه بئس الضّجيع

، و بهذا الإسناد عن عليّ بن أبي طالب ع أنّه قال من أراد البقاء و لا بقاء فليخفّف الرّداء و ليباكر الغذاء و ليقلّ الجماع فقيل يا أمير المؤمنين ما خفّة الرّداء قال الدّين

3    الشّيخ الطّوسيّ في أماليه، عن الحسين بن إبراهيم عن محمّد بن وهبان عن عليّ بن حبشيّ عن أبي الفضل العبّاس بن محمّد بن الحسين عن أبيه عن صفوان بن يحيى و جعفر بن عيسى عن الحسين بن أبي غندر عن أبيه عن أبي عبد اللّه ع قال خفّفوا الدّين فإنّ في خفّة الدّين زيادة العمر

  الصّدوق في المقنع، عن رسول اللّه ص أنّه قال إيّاكم و الدّين فإنّه شين للدّين و هو همّ باللّيل و ذلّ بالنّهار

5    الشّيخ أبو الفتوح في تفسيره، عن أنس بن مالك قال قال رسول اللّه ص إيّاكم و الدّين فإنّه همّ باللّيل و مذلّة بالنّهار

6    الآمديّ في الغرر، عن أمير المؤمنين ع أنّه قال ثلاث من أعظم البلاء كثرة العائلة و غلبة الدّين و دوام المرض

7    الصّحيفة الكاملة السّجّاديّة، على منشئها السّلام اللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد و هب لي العافية من دين تخلق له وجهي و يحار فيه ذهني و يتشعّب له فكري و يطول بممارسته شغلي و أعوذ بك يا ربّ من همّ الدّين و فكره و شغل الدّين و سهره فصلّ على محمّد و آل محمّد و أعذني منه و أستجير بك يا ربّ من ذلّته في الحياة و من تبعته بعد الوفاة الدّعاء

 باب 2 -جواز الاستدانة مع الحاجة إليها

1    محمّد بن عليّ بن شهرآشوب في المناقب، مرسلا و أصيب الحسين ع و عليه دين بضع و سبعون ألف دينار الخبر

2    الطّبرسيّ في مكارم الأخلاق، عن ابن عبّاس قال إنّ رسول اللّه ص توفّي و درعه مرهونة عند رجل من اليهود على ثلاثين صاعا من شعير أخذها ص رزقا لعياله

3    الشّيخ الطّوسيّ في أماليه، عن جماعة عن أبي المفضّل عن محمّد بن جعفر الرّزّاز عن أيّوب بن نوح عن محمّد بن سعيد بن زائدة عن أبي الجارود عن محمّد بن عليّ ع و عن زيد بن عليّ كلاهما عن أبيهما عليّ بن الحسين عن أبيه الحسين عن أبيه عليّ بن أبي طالب ع قال لمّا ثقل رسول اللّه ص إلى أن قال فقال ص يا بلال ائتني بسوادي إلى أن قال فأتى بذلك كلّه إلّا درعه كانت يومئذ مرتهنة الخبر

4    الجعفريّات، بإسناده عن عليّ ع أنّ يهوديّا يقال له حويحر كان له على رسول اللّه ص دنانير الخبر

5    ثقة الإسلام في الكافي، عن العدّة عن أحمد بن محمّد عن ابن فضّال و الحسن بن محبوب عن يونس بن يعقوب عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه ع قال إنّ ناسا بالمدينة قالوا ليس للحسن ع مال فبعث الحسن ع إلى رجل بالمدينة فاستقرض منه ألف درهم فبعث بها إلى المصدّق و قال هذه صدقة مالنا الخبر

6    الصّدوق في العيون، عن عليّ بن عبد اللّه الورّاق و الحسين بن إبراهيم المكتّب و الحسين بن إبراهيم بن ناتانة و أحمد بن عليّ بن إبراهيم و محمّد بن عليّ ماجيلويه و محمّد بن موسى المتوكّل جميعا عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن عثمان بن عيسى عن سفيان بن نزار في حديث طويل أنّه قال قال هارون لموسى بن جعفر ع فهل عليك دين قال نعم قال كم قال نحو من عشرة آلاف دينار فقال الرّشيد يا ابن عمّ إنّما أعطيك من المال ما تزوّج به الذّكران و النّسوان و تقضي الدّين و تعمر الضّياع الخبر

7    الحسين بن حمدان في الهداية، عن محمّد بن إسماعيل و عليّ بن عبد اللّه الحسنيين عن أبي شعيب محمّد بن نصير عن عمر بن فرات عن محمّد بن مفضّل عن المفضّل بن عمر عن الصّادق في حديث طويل في الرّجعة إلى أن قال في سياق شكاية فاطمة ع إلى أبيها ص و تقصّ عليه قصّة أبي بكر إلى أن قال قالت و اشتغال أمير المؤمنين بوفاة رسول اللّه ص و ضمّ أزواجه و تعزيتهم و جمع القرآن و تأليفه و قضاء دينه و إنجاز عداته و هو ثمانون ألف درهم باع فيها تليده و طارفه و قضاها عن رسول اللّه ص الخبر

8    دعائم الإسلام، روّينا عن أبي عبد اللّه ع عن أبيه عن آبائه ع أنّ رسول اللّه ص قال إنّ اللّه مع الدّائن حتّى يقضي دينه ما لم يكن فيه ما يكره اللّه

9    أبو عليّ الطّوسيّ في أماليه، عن أبيه عن هلال بن محمّد الحفّار عن أبي القاسم الدّعبليّ عن أخيه دعبل بن عليّ بن محمّد بن إسماعيل و سعيد بن سفيان عن أبي عبد اللّه عن أبيه ع عن عبد اللّه بن جعفر بن أبي طالب رضي اللّه عنه أنّ رسول اللّه ص قال إنّ اللّه مع الدّائن ما لم يكن دينه في أمر يكرهه اللّه قال ع و كان عبد اللّه بن جعفر يقول لجاريته اذهبي فخذي لي بدين فإنّي أكره أن أبيت ليلة إلّا و اللّه معي بعد الّذي سمعت من رسول اللّه ص

 باب 3 -جواز الاستدانة للحجّ و التّزويج و غيرهما من الطّاعات

1    كتاب درست بن أبي منصور، عن عبد الملك بن عتبة عن أبي الحسن ع قال قلت يستقرض الرّجل و يحجّ قال نعم الخبر

 باب 4 -وجوب قضاء الدّين و عدم سقوطه عمّن قتل في سبيل اللّه

1    محمّد بن مسعود العيّاشيّ في تفسيره، عن سماعة قال سألته عن الرّجل يكون عنده شي‏ء يتبلّغ به و عليه دين أ يطعمه عياله حتّى يأتيه اللّه تبارك و تعالى بميسرة أو يقضي دينه أو يستقرض على ظهره في خبث الزّمان و شدّة المكاسب أو يقبل الصّدقة و يقضي بما كان عنده دينه قال يقضي بما كان عنده دينه و يقبل الصّدقة و لا يأخذ أموال النّاس إلّا و عنده وفاء بما يأخذ منهم أو يقرضونه إلى ميسرة فإنّ اللّه يقول يا أيّها الّذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلّا أن تكون تجارة عن تراض منكم فلا يستقرض على ظهره إلّا و عنده وفاء و لو طاف على أبواب النّاس فزوّدوه باللّقمة و اللّقمتين و التّمرة و التّمرتين إلّا أن يكون له وليّ يقضي دينه من بعده إنّه ليس منّا من ميّت يموت إلّا جعل اللّه له وليّا يقوم في عدته و دينه

2    ابن شهرآشوب في المناقب، قال و أصيب الحسين ع و عليه دين بضع و سبعون ألف دينار فاهتمّ عليّ بن الحسين ع بدين أبيه حتّى امتنع من الطّعام و الشّراب و النّوم في أكثر أيّامه و لياليه فأتاه آت في المنام فقال لا تهتمّ بدين أبيك فقد قضاه اللّه عنه بمال يحنّس فقال ع ما أعرف في أموال أبي مالا يقال له يحنّس فلمّا كان من اللّيلة الثّانية رأى مثل ذلك فسأل عنه أهله فقالت له امرأة من أهله كان لأبيك عبد روميّ يقال له يحنّس استنبط له عينا بذي خشب فسأل عن ذلك فأخبر به فما مضت بعد ذلك إلّا أيّام قلائل حتّى أرسل الوليد بن عتبة بن أبي سفيان إلى عليّ بن الحسين ع يقول له إنّه قد ذكرت لي عين لأبيك بذي خشب تعرف يحنّس فإذا أحببت بيعها ابتعتها منك قال عليّ بن الحسين ع خذها بدين الحسين و ذكره له قال قد أخذتها و استثنى منها سقي ليلة السّبت لسكينة

  الصّدوق في الأمالي، عن الحسن بن محمّد بن سعيد الهاشميّ عن فرات بن إبراهيم الكوفيّ عن محمّد بن أحمد الهمدانيّ عن الحسن بن عليّ الشّاميّ عن أبيه عن أبي جرير عن عطاء الخراسانيّ رفعه عن عبد الرّحمن بن غنم في خبر طويل في المعراج إلى أن قال ثمّ مضى يعني رسول اللّه ص فمرّ على رجل يرفع حزمة من حطب كلّما لم يستطع أن يرفعها زاد فيها فقال من هذا يا جبرئيل قال هذا صاحب الدّين يريد أن يقضي فإذا لم يستطع زاد عليه الخبر

4    عوالي اللآّلي، روى أبو أمامة الباهليّ أنّ النّبيّ ص خطب يوم فتح مكّة فقال العاريّة مردودة و المنحة مردودة و الدّين مقضيّ و الزّعيم غارم

5    الشّيخ أبو الفتوح في تفسيره، عن أبي موسى الأشعريّ عن رسول اللّه ص أنّه قال ليس ذنب أعظم عند اللّه بعد الكبائر من رجل يموت و عليه دين لرجال و ليس له ما يقضي عنه

6    الطّبرسيّ في الإحتجاج، بإسناده عن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن عليّ عن أبيه عليّ ع في حديث طويل يذكر فيه معاجز رسول اللّه ص و غرائب حالاته و صفاته قال ع و لقد صلّى ص بأصحابه ذات يوم فقال ما هاهنا من بني النّجّار أحد و صاحبهم محتبس على باب الجنّة بثلاثة دراهم لفلان اليهوديّ و كان شهيدا

7    الشّيخ شاذان بن جبرئيل القمّيّ في كتاب الفضائل، بإسناده إلى عبد اللّه بن مسعود عن رسول اللّه ص في حديث طويل أنّه قال رأيت على الباب السّابع من الجنّة مكتوبا لا إله إلّا اللّه محمّد رسول اللّه عليّ وليّ اللّه بياض القلب في أربع خصال عيادة المريض و اتّباع الجنائز و شراء الأكفان و ردّ القرض

 باب 5 -وجوب نيّة قضاء الدّين مع العجز عن القضاء

1    فقه الرّضا، ع روي أنّ من كان عليه دين ينوي قضاءه ينصب من اللّه حافظان يعينانه على الأداء فإن قصرت نيّته نقصوا عنه من المعونة بمقدار ما يقصر من نيّته

 و قال ع في موضع آخر و اعلم أنّ من استدان دينا و نوى قضاءه فهو في أمان اللّه حتّى يقضيه فإن لم ينو قضاءه فهو سارق فاتّق اللّه و أدّ إلى من له عليك

2    الصّدوق في المقنع، و اعلم أنّ من كان عليه دين فنوى قضاءه كان معه ملكان حافظان من اللّه عزّ و جلّ يعينان على أدائه فإن قصرت نيّته قصر عنه من المعونة بقدر ما قصر من نيّته قال و قال والدي عليّ بن الحسين رحمه اللّه في وصيّته إليّ اعلم يا بنيّ أنّه من استدان دينا و نوى قضاءه فهو في أمان اللّه حتّى يقضيه و إن لم ينو قضاءه فهو سارق

3    جعفر بن أحمد القمّيّ في كتاب الغايات، عن أبي موسى الأشعريّ قال قال رسول اللّه ص إنّ أعظم الذّنوب عند اللّه أن تلقاه بها بعد الكبائر الّتي نهى اللّه تعالى عنها أن يموت الرّجل و عليه دين لا يدع له قضاء

4    عوالي اللآّلي، عن النّبيّ ص قال ما يسرّني أنّ لي مثل أحد ذهبا أتى عليّ ليلة و عندي منه دينار إلّا دينارا أرصده لدين عليّ

 باب 6 -استحباب إقراض المؤمن

1    دعائم الإسلام، عن رسول اللّه ص أنّه قال من أقرض قرضا كان له مثله صدقة فلمّا كان من الغد قال من أقرض قرضا كان له مثله كلّ يوم صدقة قال أمير المؤمنين ع يا رسول اللّه قلت لنا أمس من أقرض قرضا كان له مثله صدقة و قلت اليوم من أقرض قرضا كان له مثله كلّ يوم صدقة قال نعم من أقرض قرضا كان له مثله صدقة فإن أخّره بعد محلّه كان له مثله كلّ يوم صدقة

، و عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال القرض و العاريّة و قرى الضّيف من السّنّة

3    الشّيخ أبو الفتوح في تفسيره، عن رسول اللّه ص أنّه قال رأيت مكتوبا على باب الجنّة الصّدقة بعشرة و القرض بثمانية عشر فقلت يا جبرئيل و لم ذلك و الّذي يتصدّق لا يريد الرّجوع و الّذي يقرض يعطي لأن يرجعه فقال نعم هو كذلك و لكن ما كلّ من يأخذ الصّدقة له بها حاجة و الّذي يستقرض لا يكون إلّا عن حاجة فالصّدقة قد تصل إلى غير المستحقّ و القرض لا يصل إلّا إلى المستحقّ و لذا صار القرض أفضل من الصّدقة

4    فقه الرّضا، ع و روي من أقرض قرضا و ضرب له أجلا فلم يردّ عليه عند انقضاء الأجل كان له من الثّواب في كلّ يوم مثل صدقة دينار

 باب 7 -تحريم حبس الحقوق عن أهلها و كراهة القرض من مستحدث النّعمة

1    دعائم الإسلام، عن جعفر بن محمّد ع أنّه سئل عمّن وجب عليه الحقّ فسأل التّأخير فقال أمّا الرّجل الواجد الّذي يريد بذلك المطل فلا يؤخّر و أمّا الّذي يريد أن يكسر ماله و يبيع فإنّه ينظر بقدر ذلك

، و عنه ع أنّه قال من امتنع من دفع الحقّ و كان موسرا حاضرا عنده ما وجب عليه فامتنع من أدائه و أبى خصمه إلّا أن يدفع إليه حقّه فإنّه يضرب حتّى يقضيه الخبر

 باب 8 -تحريم المماطلة بالدّين مع القدرة على أدائه

1    فقه الرّضا، ع و روي كما لا يحلّ للغريم المطل و هو موسر كذلك لا يحلّ لصاحب المال أن يعسر المعسر

2    الشّيخ أبو الفتوح في تفسيره، عن رسول اللّه ص أنّه قال مطل الغنيّ ظلم

3    الحسن بن عليّ بن شعبة في تحف العقول، عن السّجّاد ع في حديث الحقوق عنه ص مثله

 و ذكر النّجاشيّ طريقه إليه و السّند صحيح

4    دعائم الإسلام، عن أبي جعفر ع أنّه قال لا تجوز شهادة المتّهم إلى أن قال و لا من مطل غريما

5    عوالي اللآّلي، عن النّبيّ ص قال ليّ الواجد يحلّ عقوبته

 و قال ص مطل الغنيّ ظلم

 باب 9 -أنّه يجب على الإمام قضاء الدّين عن المؤمن المعسر من سهم الغارمين أو غيره إن كان أنفقه في طاعة اللّه إلّا المهر

1    محمّد بن مسعود العيّاشيّ في تفسيره، عن عمر بن سليمان عن رجل من أهل الجزيرة قال سأل الرّضا ع رجل فقال جعلت فداك إنّ اللّه تبارك و تعالى يقول فنظرة إلى ميسرة فأخبرني عن هذه النّظرة الّتي ذكرها اللّه لها حدّ يعرف إذا صار هذا المعسر لا بدّ له من أن ينتظر و قد أخذ مال هذا الرّجل و أنفق على عياله و ليس له غلّة ينتظر إدراكها و لا دين ينتظر محلّه و لا مال غائب ينتظر قدومه قال نعم ينظر بقدر ما ينتهي خبره إلى الإمام فيقضي عنه ما عليه من سهم الغارمين إذا كان أنفقه في طاعة اللّه فإن كان أنفقه في معصية اللّه فلا شي‏ء له على الإمام قلت فما لهذا الرّجل الّذي ائتمنه و هو لا يعلم فيم أنفقه في طاعة اللّه أو معصيته قال يسعى له في ماله فيردّه و هو صاغر

2    الصّدوق في معاني الأخبار، عن محمّد بن إبراهيم الطّالقانيّ عن أحمد بن محمّد الهمدانيّ عن عليّ بن الحسن بن فضّال عن أبيه عن الرّضا ع قال صعد النّبيّ ص المنبر فقال من ترك دينا أو ضياعا فعليّ و إليّ و من ترك مالا فلورثته فصار بذلك أولى بهم من آبائهم و أمّهاتهم و صار أولى بهم منهم بأنفسهم و كذلك أمير المؤمنين ع بعده جرى ذلك له مثل ما جرى لرسول اللّه ص

3    ثقة الإسلام في الكافي، عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد البرقيّ و عليّ بن إبراهيم عن أبيه جميعا عن القاسم بن محمّد عن سليمان بن داود عن سفيان بن عيينة عن أبي عبد اللّه ع أن النّبيّ ص قال أنا أولى بكلّ مؤمن من نفسه و عليّ ع أولى به من بعدي فقيل له ما معنى ذلك فقال قول النّبيّ ص من ترك دينا أو ضياعا فعليّ و من ترك مالا فلورثته فالرّجل ليست له على نفسه ولاية إذا لم يكن له مال و ليس له على عياله أمر و لا نهي إذا لم يجر عليهم النّفقة و النّبيّ و أمير المؤمنين و من بعدهما ص لزمهم هذا فمن هنا صار أولى بهم من أنفسهم الخبر

، و عن عليّ بن محمّد عن سهل بن زياد عن معاوية بن حكيم عن محمّد بن أسلم عن رجل من طبرستان يقال له محمّد قال قال معاوية و لقيت الطّبرسيّ محمّدا بعد ذلك فأخبرني قال سمعت عليّ بن موسى ع يقول المغرم إذا تديّن أو استدان في حقّ الوهم من معاوية أجّل سنة فإن اتّسع و إلّا قضى عنه الإمام من بيت المال

5    الشّيخ المفيد في مجالسه، عن أحمد بن محمّد بن الحسن بن الوليد عن أبيه عن محمّد بن الحسن الصّفّار عن العبّاس بن معروف عن عليّ بن مهزيار عن محمّد بن إسماعيل عن منصور أبي يحيى قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول صعد رسول اللّه ص المنبر فتغيّرت وجنتاه و التمع لونه ثمّ أقبل بوجهه فقال يا معشر المسلمين إنّما بعثت أنا و السّاعة كهاتين إلى أن قال أيّها النّاس من ترك مالا فلأهله و ورثته و من ترك كلا أو ضياعا فعليّ و إليّ

6    عليّ بن إبراهيم في تفسيره، في قوله تعالى النّبيّ أولى بالمؤمنين من أنفسهم في كلام له إلى أن قال فلمّا جعل اللّه النّبيّ ص أبا المؤمنين ألزمه مئونتهم و تربية أيتامهم فعند ذلك صعد رسول اللّه ص المنبر فقال من ترك مالا فلورثته و من ترك دينا أو ضياعا فعليّ و إليّ فألزم اللّه نبيّه ص للمؤمنين ما يلزم الوالد للولد و ألزم المؤمنين من الطّاعة له ما يلزمه الولد للوالد فكذلك ألزم أمير المؤمنين ع ما ألزم رسول اللّه ص من ذلك و بعده الأئمّة واحدا واحدا

، و عن أبيه عن السّكونيّ عن مالك بن مغيرة عن حمّاد بن مسلمة عن جذعان عن سعيد بن المسيّب عن عائشة أنّها قالت سمعت رسول اللّه ص يقول ما من غريم ذهب بغريمه إلى وال من ولاة المسلمين و استبان للوالي عسرته إلّا برأ هذا المعسر من دينه و صار دينه على والي المسلمين فيما في يديه من أموال المسلمين قال أي الصّادق ع و من كان له على رجل مال أخذه و لم ينفقه في إسراف أو في معصية فعسر عليه أن يقضيه فعلى من له المال أن ينظره حتّى يرزقه اللّه فيقضيه و إذا كان الإمام العادل قائما فعليهأن يقضي عنه دينه لقول رسول اللّه ص من ترك مالا فلورثته و من ترك دينا أو ضياعا فعليّ و إليّ و على الإمام ما ضمنه الرّسول ص

8    جعفر بن أحمد القمّيّ في كتاب الغايات، عن جابر أنّ النّبيّ ص خطب النّاس إلى أن قال ثمّ يقول أتتكم السّاعة مصبحكم أو ممساكم من ترك مالا فلورثته و من ترك دينا أو ضياعا فإليّ و عليّ

9    الصّدوق في المقنع، و إن كان لك على رجل مال و كان معسرا و أنفق ما أخذه منك في طاعة اللّه فأنظره إلى ميسرة و هو أن يبلغ خبره الإمام فيقضي عنه دينه أو يجد الرّجل طولا فيقضي دينه و إن كان أنفق ما أخذه منك في معصية اللّه فطالبه بحقّك فليس هو من أهل هذه الآية الّتي قال اللّه عزّ و جلّ فنظرة إلى ميسرة

10    عوالي اللآّلي، عن النّبيّ ص أنّه قال من ترك مالا فلأهله و من ترك دينا فعليّ

 باب 10 -استحباب الإشهاد على الدّين و كراهة تركه

1    تفسير الإمام، ع عن أمير المؤمنين ع عن رسول اللّه ص أنّه قال ثلاثة لا يستجيب اللّه لهم بل يعذّبهم و يوبّخهم إلى أن قال و الثّالث رجل أوصاه اللّه تعالى بأن يحتاط لدينه بشهود و كتاب فلم يفعل ذلك و دفع ماله إلى غير ثقة بغير وثيقة فجحده أو بخسه فهو يقول اللّهمّ ردّ عليّ فيقول اللّه عزّ و جلّ يا عبدي قد علّمتك كيف تستوثق لمالك ليكون محفوظا لئلّا يتعرّض للتّلف فأبيت و أنت الآن تدعوني و قد ضيّعت مالك و أتلفته و خالفت وصيّتي فلا استجيب لك

 باب 11 -أنّه لا يلزم الّذي عليه الدّين بيع ما لا بدّ منه من مسكن و خادم و يلزمه بيع ما يزيد عن كفايته من ذلك و حكم الضّيعة

1    الشّيخ المفيد في الإختصاص، عن أبي غالب الزّراريّ عن محمّد بن الحسن السّجّاد عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه قال كان ابن أبي عمير رجلا بزّازا و كان له على رجل عشرة آلاف درهم فذهب ماله و افتقر فجاء الرّجل فباع دارا له بعشرة آلاف درهم و حملها إليه فدقّ عليه الباب فخرج إليه محمّد بن أبي عمير فقال له الرّجل هذا مالك الّذي لك عليّ فخذه فقال ابن أبي عمير فمن أين لك هذا المال ورثته قال لا قال وهب لك قال لا و لكنّي بعت داري الفلانيّ لأقضي ديني فقال ابن أبي عمير حدّثني ذريح المحاربيّ عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال لا يخرج الرّجل من مسقط رأسه بالدّين ارفعها فلا حاجة لي فيها و اللّه إنّي محتاج في وقتي هذا إلى درهم و ما يدخل ملكي منها درهم

  فقه الرّضا، ع و روي أنّ صاحب الدّين يدفع إلى غرمائه فإن شاءوا أخذوه و إن شاءوا استعملوه و إن كان له ضيعة أخذ منها بعضها و ترك البعض إلى ميسرة و روي أنّه لا يباع الدّار و لا الجارية عليه

 باب 12 -أنّ من مات حلّ دينه

1    فقه الرّضا، ع و إذا كان على رجل دين إلى أجل فإذا مات الرّجل فقد حلّ الدّين

 باب 13 -أنّ ثمن كفن الميّت مقدّم على دينه

1    الجعفريّات، أخبرنا عبد اللّه بن محمّد قال حدّثنا محمّد بن محمّد قال حدّثني موسى بن إسماعيل قال حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ بن أبي طالب ع قال قال رسول اللّه ص أوّل شي‏ء يبتدأ به من المال الكفن ثمّ الدّين ثمّ الوصيّة ثمّ الميراث

 و باقي أخبار الباب تقدّم في أبواب الكفن و يأتي في كتاب الوصايا

باب 14 -براءة ذمّة الميّت من الدّين إذا ضمنه ضامن للغرماء و رضوا به

1    الصّدوق في المقنع، و إذا كان للرّجل على رجل مال فضمنه رجل عند موته و قبل الّذي له الحقّ ضمانه فقد بري‏ء الميّت منه و لزم الضّامن الرّدّ عليه

2    فقه الرّضا، ع و إن كان لك على رجل مال و ضمنه رجل عند موته و قبلت ضمانه فالميّت قد بري‏ء منه و قد لزم الضّامن ردّه عليك

3    عوالي اللآّلي، عن أبي سعيد الخدريّ قال كنّا مع رسول اللّه ص في جنازة فلمّا وضعت قال على صاحبكم من دين فقالوا نعم درهمان فقال صلّوا على صاحبكم فقال عليّ ع هما عليّ يا رسول اللّه و أنا لهما ضامن فقام رسول اللّه ص فصلّى عليه ثمّ أقبل على عليّ ع فقال جزاك اللّه عن الإسلام خيرا و فكّ رهانك كما فككت رهان أخيك

4    الشّيخ أبو الفتوح في تفسيره، عن أبي قتادة قال أتي بجنازة فوضعت حتّى يصلّي عليها رسول اللّه ص فقال رسول اللّه ص لأصحابه صلّوا عليه فإنّي لا أصلّي عليها فقالوا و لم يا رسول اللّه فقال لأنّ عليه دينا فقال أبو قتادة فأنا أضمن أن أقضي دينه فقال الرّسول ص بتمامه و كماله قال بتمامه و كماله فصلّى عليه الرّسول ص قال أبو قتادة الدّين الّذي كان عليه سبعة عشر أو ثمانية عشر درهما

 باب 15 -عدم جواز بيع الدّين بالدّين و حكم ما لو بيع بأقلّ منه

1    دعائم الإسلام، عن رسول اللّه ص أنّه نهى عن الكالئ بالكالئ و هو بيع الدّين بالدّين و ذلك مثل أن يسلم الرّجل في الطّعام إلى وقت معلوم فإذا حضر الوقت لم يجد الّذي عليه الطّعام طعاما فيشتريه من الّذي هو له عليه بدين إلى أجل آخر فهذا دين انقلب إلى دين آخر و منه أن يسلم الرّجل في الطّعام و لا يدفع الثّمن و يبقى دينا عليه

 باب 16 -أنّه يكره لمن يتقاضى الدّين المبالغة في الاستقصاء و يستحبّ له إطالة الجلوس و لزوم السّكوت

1    سبط الطّبرسيّ في مشكاة الأنوار، عن حمّاد بن عثمان قال كنت عند أبي عبد اللّه ع إذ دخل عليه رجل من أصحابنا فقال له أبو عبد اللّه ع ما لأخيك يشكو منك قال يشكوني أنّي استقصيت حقّي منه فقال أبو عبد اللّه ع كأنّك إذا استقصيت حقّك لم تسئ أ رأيت ما ذكره اللّه في القرآن يخافون سوء الحساب أ خافوا أن يجور اللّه جلّ ثناؤه عليهم لا و اللّه ما خافوا ذلك و إنّما خافوا الاستقصاء فسمّاه اللّه سوء الحساب

2    الآمديّ في الغرر، عن أمير المؤمنين ع أنّه قال خير الإخوان من لم يكن على إخوانه مستقصيا

3    محمّد بن مسعود العيّاشيّ في تفسيره، عن حمّاد بن عثمان عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال لرجل يا فلان ما لك و لأخيك قال جعلت فداك كان لي عليه حقّ فاستقصيت منه حقّي قال أبو عبد اللّه ع أخبرني عن قول اللّه و يخافون سوء الحساب أ تراهم خافوا أن يجور عليهم أو يظلمهم لا و اللّه خافوا الاستقصاء و المداقّة

 قال محمّد بن عيسى و بهذا الإسناد أنّ أبا عبد اللّه ع قال لرجل شكاه بعض إخوانه ما لأخيك فلان يشكوك فقال أ يشكوني أن استقصيت حقّي قال فجلس مغضبا ثمّ قال كأنّك إذا استقصيت لم تسئ أ رأيت ما حكى اللّه تبارك و تعالى و يخافون سوء الحساب أ خافوا أن يجور عليهم اللّه لا و اللّه ما خافوا إلّا الاستقصاء فسمّاه اللّه سوء الحساب فمن استقصى فقد أساء

4    عليّ بن إبراهيم في تفسيره، دخل رجل على أبي عبد اللّه ع فقال أبو عبد اللّه ع ما لفلان يشكوك قال طالبته بحقّي فقال أبو عبد اللّه ع أ ترى أنّك إذا استقصيت عليه لم تسئ به أ ترى الّذي حكى اللّه عزّ و جلّ و يخافون سوء الحساب يخافون أن يجور اللّه عليهم و اللّه ما خافوا ذلك و لكنّهم خافوا الاستقصاء فسمّاه اللّه سوء الحساب

 باب 17 -وجوب إرضاء الغريم المطالب بالإعطاء و الملاطفة مع التّعذّر

1    الجعفريّات، بإسناده عن عليّ ع أنّ يهوديّا يقال له حويحر كان له على رسول اللّه ص دنانير فتقاضى النّبيّ ص فقال له يا يهوديّ ما عندي ما أعطيك فقال إنّي لا أفارقك يا محمّد حتّى تعطيني فقال إذا اجلس معك فجلس معه فصلّى رسول اللّه ص في ذلك الموضع الظّهر و العصر و المغرب و العشاء الآخرة و الغداة و كان أصحاب رسول اللّه ص يتهدّدونه و يتوعّدونه ففطن رسول اللّه ص فقال ما الّذي تصنعون به فقالوا يا رسول اللّه يهوديّ يحبسك فقال ص نهى تبارك و تعالى أن أظلم معاهدا و لا غيره فلمّا ترحّل النّهار قال اليهوديّ أشهد أن لا إله إلّا اللّه و أشهد أنّ محمّدا عبده و رسوله و شطر مالي في سبيل اللّه أما و اللّه ما فعلت بك الّذي فعلت إلّا لأنظر إلى نعتك في التّوراة فإنّي قرأت في التّوراة محمّد بن عبد اللّه مولده بمكّة و مهاجره بطيبة و ملكه بالشّام و ليس بفظّ و لا غليظ و لا سخّاف في الأسواق و لا مرس بالفحش و لا قول الخطإ أشهد أن لا إله إلّا اللّه و أنّك رسول اللّه و هذا مالي فاحكم فيه بما أراك اللّه تعالى و كان اليهوديّ كثير المال

2    الحسن بن عليّ بن شعبة في تحف العقول، عن السّجّاد ع أنّه قال و أمّا حقّ الغريم الطّالب لك فإن كنت موسرا أوفيته و كفيته و أغنيته و لم تردّده و لم تمطله فإنّ رسول اللّه ص قال مطل الغنيّ ظلم و إن كنت معسرا أرضيته بحسن القول أو طلبت إليه طلبا جميلا و رددته عن نفسك ردّا لطيفا و لم تجمع عليه ذهاب ماله و سوء معاملته فإنّ ذلك لؤم

 باب 18 -جواز النّزول على الغريم و الأكل من طعامه ثلاثة أيّام على كراهية و تتأكّد بعدها

1    دعائم الإسلام، عن أمير المؤمنين ع أنّه قال لا يأخذ أحدكم ركوب دابّة و لا عاريّة متاع من أجل قرض أقرضه و كان يكره أن ينزل الرّجل على غريمه أو يأكل من طعامه أو يشرب من شرابه أو يعلف من علفه

 باب 19 -جواز قبول الهديّة و الصّلة ممّن عليه الدّين و كذا كلّ منفعة يجرّها القرض من غير شرط و استحباب احتسابها له ممّا عليه

1    دعائم الإسلام، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ ع أنّه سئل عن الرّجل يكون له على الرّجل الدّراهم أو المال فيهدي إليه الهديّة قال لا بأس بها

، و عن أبي جعفر ع أنّه قال كلّ قرض جرّ منفعة فهو ربا

، و عن أبي عبد اللّه ع أنّه سئل عن الرّجل يسلم في بيع عشرين دينارا على أن يقرض صاحبه عشرة دنانير أو ما أشبه ذلك قال لا يصلح ذلك لأنّه قرض يجرّ منفعة

 باب 20 -جواز قضاء الدّين بأكثر منه و أجود مع التّراضي من غير شرط سابق و حكم من دفع عمّا في ذمّته من الدّين طعاما أو نحوه ثمّ يتغيّر السّعر

1    دعائم الإسلام، عن أبي عبد اللّه ع أنّه سئل عن الرّجل يقرض الرّجل الدّراهم الغلّة فيردّ عليه الدّراهم الطّازجيّة طيّبة بها نفسه قال فلا بأس بذلك

، و عن أمير المؤمنين ع أنّه قال من أقرض قرضا ورقا لا يشترط إلّا ردّ مثلها فإن قضي أجود منها فليقبل

باب 21 -جواز اقتراض الخبز و الجوز عددا

1    فقه الرّضا، ع جدّي الصّادق ع و سئل عن الخبز بعضها أكبر من بعض قال لا بأس إذا أقرضته

 باب 22 -استحباب تحليل الميّت و الحيّ من الدّين

1    ابن شهرآشوب في المناقب، عن ابن الزّبير أنّه قال لأمير المؤمنين ع إنّي وجدت في حساب أبي أنّ له على أبيك ثمانين ألف درهم فقال له إنّ أباك صادق فقضى ذلك ثمّ جاء فقال غلطت فيما قلت إنّما كان لوالدك على والدي ما ذكرته لك فقال والدك في حلّ و الّذي قبضته منّي هو لك

2    الصّدوق في المقنع، و إن مات رجل و لك عليه دين فإن جعلته في حلّ منه كان لك بكلّ درهم عشرة و إن لم تحلّله كان لك بكلّ درهم درهم

3    الإمام العسكريّ ع في تفسيره، عن النّبيّ ص قال إنّ اللّه تعالى يبعث يوم القيامة أقواما تمتلئ من جهة السّيّئات موازينهم فيقال لهم هذه السّيّئات فأين الحسنات فيقولون يا ربّنا ما نعرف لنا حسنات فإذا النّداء من قبل اللّه عزّ و جلّ لئن لم تعرفوا لأنفسكم عبادي حسنات فإنّي اعرفها لكم و أوفّرها عليكم ثمّ يأتي بصحيفة صغيرة يطرحها في كفّة حسناتهم فترجح سيّئاتهم بأكثر ممّا بين السّماء و الأرض فيقال لأحدهم خذ بيد أبيك و أمّك و إخوانك و أخواتك و خاصّتك و قراباتك و أخدانك و معارفك فأدخلهم الجنّة فيقول أهل المحشر يا ربّ أمّا الذّنوب فقد عرفناها فما ذا كانت حسناتهم فيقول اللّه عزّ و جلّ يا عبادي مشى أحدهم ببقيّة دينه عليه لأخيه إلى أخيه فقال خذها فإنّي أحبّك بحبّ عليّ بن أبي طالب ع فقال الآخر قد تركتها لك بحبّك عليّا ع و لك من مالي ما شئت فشكر اللّه تعالى ذلك لهما فحطّ به خطاياهم و جعل ذلك في حشو صحيفتهما و موازينهما و أوجب لهما و لوالديهما الجنّة الخبر

 باب 23 -جواز إنظار المعسر و عدم جواز معاسرته

1    كتاب جعفر بن محمّد بن شريح الحضرميّ، عن حميد بن شعيب عن جابر بن يزيد الجعفيّ عن أبي جعفر ع قال سمعته يقول إنّ نبيّ اللّه ص طلع ذات يوم من غرفة له فإذا هو برجل يلزم رجلا ثمّ اطّلع من العشيّ فإذا هو ملازمه ثمّ إنّ النّبيّ ص نزل إليهما فقال ما يقعدكما هاهنا قال أحدهما يا رسول اللّه إنّ لي قبل هذا حقّ قد غلبني عليه فقال الآخر يا نبيّ اللّه له عليّ حقّ و أنا معسر و لا و اللّه ما عندي فقال رسول اللّه ص من أراد أن يظلّه اللّه من فوح جهنّم يوم لا ظلّ إلّا ظلّه فلينظر معسرا أو يدع له فقال الرّجل عند ذلك قد وهبت لك ثلثا و أخّرتك بثلث إلى سنة و تعطيني ثلثا فقال النّبيّ ص ما أحسن هذا

  الآمديّ في الغرر، عن أمير المؤمنين ع أنّه قال من ضيق الخلق البخل و سوء التّقاضي

3    الصّدوق في المقنع، عن الصّادق ع أنّه قال إنّ اللّه عزّ و جلّ يحبّ إنظار المعسر و من كان غريمه معسرا فعليه أن ينظره إلى ميسرة إن كان أنفق ما أخذ في طاعة اللّه و إن كان أنفق ذلك في معصية اللّه فليس عليه أن ينظره إلى ميسرة و ليس هو من أهل الآية الّتي قال اللّه عزّ و جلّ فنظرة إلى ميسرة

 و رواه في الهداية، مثله

4    الشّيخ أبو الفتوح الرّازيّ في تفسيره، عن أبي هريرة عن رسول اللّه ص أنّه قال من انظر معسرا أو وضع له أظلّه اللّه تحت ظلّ عرشه يوم لا ظلّ إلّا ظلّه

، و عن حذيفة بن اليمان أنّه قال إذا كان يوم القيامة يؤتى بعبد فيقول اللّهمّ إنّي لا أعلم في حياتي عملا غير أنّك وهبتني في الدّنيا مالا فكنت أعين به الفقراء فإذا لم يكن عندهم ما يقضون به لم أعسر عليهم فيقول اللّه تبارك و تعالى أنا أولى بإعانتك فإنّك ملهوف فتجاوزوا عن عبدي قال أبو مسعود الأنصاريّ أشهد أنّ حذيفة سمع هذا من رسول اللّه ص

، و عن بريدة قال قال رسول اللّه ص من أقرض و انظر المعسر يكتب له في كلّ يوم صدقة و من انظر كتب اللّه له صدقة و له في كلّ يوم مثل ما له عليه قلت يا رسول اللّه قلت في الأوّل يكتب له في كلّ يوم صدقة ثمّ قلت يكتب له مثل ما له عليه في كلّ يوم صدقة قال نعم قلت الأوّل قبل الأجل و الثّاني بعده

7    فقه الرّضا، ع و ارفق بمن لك عليه حقّ تأخذ منه في عفاف و كفاف فإن كان غريمك معسرا و كان أنفق ما أخذ منك في طاعة اللّه فأنظره إلى ميسرة و هو أن يبلغ خبره الإمام فيقضي عنه أو يجد الرّجل طولا فيقضي دينه و إن كان أنفق ما أخذه منك في معصية اللّه فطالبه بحقّك فليس هو من أهل هذه الآية

 باب 24 -كراهة مطالبة الغريم في الحرم و حكم من أقرض غيره دراهم ثمّ سقطت و جاءت غيرها

1    فقه الرّضا، ع إن كان لك على رجل حقّ فوجدته في مكّة أو في الحرم فلا تطالبه و لا تسلّم عليه فتفزعه إلّا أن تكون أعطيته حقّك في الحرم فلا بأس أن تطالبه في الحرم

 باب 25 -أنّه إذا كان لاثنين ديون فاقتسماها فما حصل لهما و ما ذهب عليهما

1    دعائم الإسلام، عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال في الشّريكين إذا افترقا و اقتسما ما في أيديهما و بقي الدّين و الغائب فتراضيا أن صار لكلّ واحد منهما حصّته في شي‏ء منه فهلك بعضه قبل أن يصل قال ما هلك فهو عليهما معا و لا يجوز قسمة الدّين

 باب 26 -استحباب قضاء الدّين عن الأبوين و تأكّده بعد الموت

1    البحار، عن كتاب الإمامة و التّبصرة لعليّ بن بابويه عن أحمد بن عليّ عن محمّد بن الحسن عن محمّد بن الحسن الصّفّار عن إبراهيم بن هاشم عن النّوفليّ عن السّكونيّ عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن آبائه ع قال قال رسول اللّه ص سيّد الأبرار يوم القيامة رجل برّ والديه بعد فوتهما

2    القطب الرّاونديّ في دعواته، عن الصّادق ع قال يكون الرّجل عاقّا لوالديه في حياتهما فيصوم عنهما بعد موتهما و يصلّي و يقضي عنهما الدّين فلا يزال كذلك حتّى يكتب بارّا و يكون بارّا في حياتهما فإذا ماتا لا يقضي دينهما و لا يبرّهما بوجه من وجوه البرّ فلا يزال كذلك حتّى يكتب عاقّا

 باب 27 -جواز تعجيل قضاء الدّين بنقيصة منه أو تعجيل بعضه بزيادة مع أجل الباقي لا تأخيره بزيادة فيه و حكم من ترك مطالبة حقّ له عشر سنين

1    دعائم الإسلام، عن أبي عبد اللّه ع أنّه سئل عن الرّجل يكون له على الرّجل الدّين إلى أجل مسمّى فيأتي غريمه فيقول عجّل لي كذا و كذا و أضع عنك بقيّته أو أمدّ لك في الأجل قال لا بأس به إن هو لم يزد على رأس ماله و لا بأس أن يحطّ الرّجل دينا له إلى أجل و يأخذه مكانه

 باب 28 -نوادر ما يتعلّق بأبواب الدّين و القرض

1    الصّدوق في المقنع، و إذا مات الرّجل و له دين على رجل فإن أخذه وارثه منه فهو له و إن لم يعطه فهو للميّت في الآخرة

2    فقه الرّضا، ع مثله و روي أنّه شكا رجل إلى العالم ع دينا عليه فقال له العالم أكثر من الصّلاة

3    السّيّد فضل اللّه الرّاونديّ في نوادره، بإسناده الصّحيح عن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه ع قال قال رسول اللّه ص أربعة لا عذر لهم رجل عليه دين محارف في بلاده لا عذر له حتّى يهاجر في الأرض يلتمس ما يقضي به دينه الخبر

4    الشّيخ المفيد في الإختصاص، عن محمّد بن عليّ قال حدّثنا محمّد بن الحسن قال أخبرنا عبد الرّحمن ابن أخي الأصمعيّ عن عمّه الأصمعيّ قال حدّثنا بعض أصحابنا عن عبد الرّحمن بن خالد بن أبي الحسن جمهور مولى المنصور قال أخرج إليّ بعض ولد سليمان بن عليّ كتابا بخطّ عبد المطّلب و إذا شبيه بخطّ النّساء باسمك اللّهمّ ذكر حقّ عبد المطّلب بن هاشم من أهل مكّة على فلان بن فلان الحميريّ من أهل زول صنعاء عليه ألف درهم فضّة طيّبة كيلا بالحديد و متى دعاه بهذا أجابه شهد اللّه و الملكان

5    الجعفريّات، أخبرنا محمّد حدّثني موسى قال حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن عليّ ع قال صاحب الدّين لا يقيّد و لا يضرب و لا يضيّق عليه في شي‏ء