أبواب جهاد العدوّ و ما يناسبه

باب 1 -وجوبه على الكفاية مع القدرة عليه أو الاحتياج إليه و سقوطه عن الأعمى و الأعرج و الفقير

1    الجعفريّات، أخبرنا عبد اللّه أخبرنا محمّد حدّثني موسى قال حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ ع قال قال رسول اللّه ص حملة القرآن عرفاء أهل الجنّة و المجاهدون في سبيل اللّه قوّادها و الرّسل سادة أهل الجنّة

، و بهذا الإسناد قال قال رسول اللّه ص دعا موسى و أمّن هارون ع و أمّنت الملائكة فقال اللّه عزّ و جلّ استقيما فقد أجيبت دعوتكما و من غزا في سبيل اللّه عزّ و جلّ استجيبت له كما استجيبت لهما إلى يوم القيامة

، و بهذا الإسناد قال قال رسول اللّه ص كلّ نعيم مسئول عنه العبد يوم القيامة إلّا ما كان في سبيل اللّه تعالى

 و روى هذا و ما قبله الرّاونديّ في نوادره، بإسناده إلى موسى بن جعفر ع مثله

، و بهذا الإسناد قال قال رسول اللّه ص إنّ أبخل النّاس من بخل بالسّلام و أجود النّاس من جاد بنفسه و ماله في سبيل اللّه تعالى

، و بهذا الإسناد عن عليّ بن الحسين عن أبيه ع عن أبي ذرّ في حديث أنّه قال له رسول اللّه ص في مرض وفاته و من ختم له بجهاد في سبيل اللّه و لو قدر فواق ناقة دخل الجنّة

، و بهذا الإسناد عن عليّ ع قال لمّا كان يوم بدر اعتمّ أبو دجانة بعمامته و أرخى عذبة للعمامة من خلفه بين كتفيه ثمّ جعل يتبختر بين يدي الصّفّين فقال رسول اللّه ص إنّ هذه لمشية يبغضها اللّه عزّ و جلّ إلّا عند القتال

، و بهذا الإسناد عن عليّ بن أبي طالب ع قال ثلاثة إن أنتم فعلتموهنّ لم ينزل بكم بلاء جهاد عدوّكم و إذا رفعتم إلى أئمّتكم حدودكم فحكموا فيها ]بالعدل[ و ما لم يتركوا الجهاد

، و بهذا الإسناد عن عليّ ع قال قال رسول اللّه ص إنّ فوق كلّ برّ برّ حتّى يقتل الرّجل شهيدا في سبيله و فوق كلّ ذي عقوق عقوق حتّى يقتل الرّجل أحد والديه

  السّيّد فضل اللّه الرّاونديّ في نوادره، بإسناده الصّحيح عن موسى بن جعفر عن آبائه ع قال قال رسول اللّه ص إنّ فوق كلّ برّ برّ حتّى يقتل الرّجل شهيدا في سبيل ]اللّه[ و فوق كلّ عقوق عقوق حتّى يقتل الرّجل أحد والديه

 و رواه في دعائم الإسلام، و كذلك جميع ما تقدّمه

10  ، و بهذا الإسناد قال قال رسول اللّه ص خيول الغزاة في الدّنيا هي خيولهم في الجنّة

11  ، و بهذا الإسناد قال قال رسول اللّه ص أوصي أمّتي بخمس بالسّمع و الطّاعة و الهجرة و الجهاد و الجماعة و من دعا بدعاء الجاهليّة فله جثوة من جثى جهنّم

 و رواه في الجعفريّات، بالسّند المتقدّم مثله

12  ، و بهذا الإسناد قال قال رسول اللّه ص إنّ أوّل من قاتل في سبيل اللّه إبراهيم الخليل حيث أسرت الرّوم لوطا فنفر إبراهيم ع و استنقذه من أيديهم

13    محمّد بن مسعود العيّاشيّ في تفسيره، عن جابر عن أبي جعفر ع قال أتى رجل رسول اللّه ص فقال إنّي راغب نشيط في الجهاد قال فجاهد في سبيل اللّه فإنّك إن تقتل كنت حيّا عند اللّه ترزق و إن متّ فقد وقع أجرك على اللّه و إن رجعت خرجت من الذّنوب إلى اللّه هذا تفسير و لا تحسبنّ الّذين قتلوا في سبيل اللّه أمواتا

14  ، و عن أبي الجارود عن زيد بن عليّ ع في قول اللّه و اجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا ]قال[ السّيف

15    صحيفة الرّضا، عن آبائه ع عن عليّ بن الحسين ع قال بينما أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب ع يخطب النّاس و يحضّهم على الجهاد إذ قام إليه شابّ فقال يا أمير المؤمنين أخبرني عن فضل الغزاة في سبيل اللّه فقال عليّ ع كنت رديف رسول اللّه ص على ناقته العضباء و نحن قافلون من غزوة ذات السّلاسل فسألته عمّا سألتني عنه فقال إنّ الغزاة إذا همّوا بالغزو كتب اللّه لهم براءة من النّار )فإذا تجهّزوا لغزوهم( باهى اللّه تعالى بهم الملائكة فإذا ودّعهم أهلوهم بكت عليهم الحيطان و البيوت و يخرجون من ذنوبهم كما تخرج الحيّة من سلخها و يوكّل اللّه عزّ و جلّ بكلّ رجل منهم أربعين ألف ملك يحفظونه من بين أيديه و من خلفه و عن يمينه و عن شماله و لا يعملون حسنة إلّا ضعّفت له و يكتب له كلّ يوم عبادة ألف رجل يعبدون اللّه ألف سنة كلّ سنة ثلاثمائة و ستّون يوما اليوم مثل عمر الدّنيا و إذا صاروا بحضرة عدوّهم انقطع علم أهل الدّنيا عن ثواب اللّه إيّاهم و إذا برزوا لعدوّهم و أشرعت الأسنّة و فوّقت السّهام و تقدّم الرّجل إلى الرّجل حفّتهم الملائكة بأجنحتهم و يدعون اللّه تعالى لهم بالنّصر و التّثبيت و نادى مناد الجنّة تحت ظلال السّيوف فتكون الطّعنة و الضّربة أهون على الشّهيد من شرب الماء البارد في اليوم الصّائف و إذا زال الشّهيد من فرسه بطعنة أو بضربة لم يصل إلى الأرض حتّى يبعث اللّه عزّ و جلّ زوجته من الحور العين فتبشّره بما أعدّ اللّه عزّ و جلّ له من الكرامة فإذا وصل إلى الأرض تقول له مرحبا بالرّوح الطّيّبة الّتي خرجت من البدن الطّيّب أبشر فإنّ لك ما لا عين رأت و لا أذن سمعت و لا خطر على قلب بشر و يقول اللّه عزّ و جلّ أنا خليفته في أهله و من أرضاهم فقد أرضاني و من أسخطهم فقد أسخطني و يجعل اللّه روحه في حواصل طير خضر تسرح في الجنّة حيث تشاء تأكل من ثمارها و تأوي إلى قناديل من ذهب معلّقة بالعرش و يعطى الرّجل منهم سبعين غرفة من غرف الفردوس سلوك كلّ غرفة ما بين صنعاء و الشّام يملأ نورها ما بين الخافقين في كلّ غرفة سبعون بابا على كلّ باب ستور مسبلة في كلّ غرفة سبعون خيمة في كلّ خيمة سبعون سريرا من ذهب قوائمها الدّرّ و الزّبرجد مرصوصة بقضبان الزّمرّد على كلّ سرير أربعون فراشا غلظ كلّ فراش أربعون ذراعا على كلّ فراش سبعون زوجا من الحور العين عربا أترابا فقال الشّابّ يا أمير المؤمنين أخبرني عن التّربة ما هي قال هي الزّوجة الرّضيّة المرضيّة الشّهيّة لها سبعون ألف وصيف و سبعون ألف وصيفة صفر الحليّ بيض الوجوه عليهم تيجان اللّؤلؤ على رقابهم المناديل بأيديهم الأكوبة و الأباريق و إذا كان يوم القيامة يخرج من قبره شاهرا سيفه تشخب أوداجه دما اللّون لون الدّم و الرّائحة رائحة المسك يحضر في عرصة القيامة فو الّذي نفسي بيده لو كان الأنبياء على طريقهم لترجّلوا لهم ممّا يرون من بهائهم حتّى يأتوا على موائد من الجوهر فيقعدون عليها و يشفّع الرّجل منهم في سبعين ألفا من أهل بيته و جيرته حتّى إنّ الجارين يختصمان أيّهما أقرب فيقعدون معي و مع إبراهيم ع على مائدة الخلد فينظرون إلى اللّه تعالى في كلّ بكرة و عشيّة

 و رواه الشّيخ أبو الفتوح في تفسيره، قال روى أبو القاسم عليّ بن أحمد بن عامر عن عليّ بن موسى الرّضا عن أبيه موسى بن جعفر الكاظم عن أبيه جعفر بن محمّد الصّادق عن أبيه محمّد بن عليّ الباقر عن أبيه زين العابدين عليّ بن الحسين عن أبيه حسين بن عليّ الشّهيد عن أبيه أمير المؤمنين ع و ساق مثله

16    القطب الرّاونديّ في لبّ اللّباب، عن النّبيّ ص أنّه قال لجابر إنّ اللّه لم يكلّم أحدا إلّا من وراء حجاب و كلّم أباك مواجها فقال له سلني أعطك قال أسألك أن تردّني إلى الدّنيا حتّى أجاهد مرّة أخرى فأقتل فقال أنا لا أردّ أحدا إلى الدّنيا سلني غيرها قال أخبر الأحياء بما نحن فيه من الثّواب حتّى يجتهدوا في الجهاد لعلّهم يقتلون فيجيئون إلينا فقال تعالى أنا رسولك إلى المؤمنين فأنزل و لا تحسبنّ الّذين قتلوا في سبيل اللّه أمواتا

17  ، و عنه ص قال كلّ حسنات بني آدم تحصيها الملائكة إلّا حسنات المجاهدين فإنّهم يعجزون عن علم ثوابها

18  ، و قال ص طوبى لمن أكثر ذكر اللّه في الجهاد فإنّ له بكلّ كلمة سبعين ألف حسنة كلّ حسنة عشرة أضعاف مع ما له عند اللّه من المزيد قالوا يا رسول اللّه و النّفقة في سبيل اللّه على قدر ذلك للضّعفاء قال نعم

19  ، و قال ص مثل المجاهدين في سبيل اللّه كمثل القائم القانت لا يزال في صومه و صلاته حتّى يرجع إلى أهله

 و قال إذا خرج الغازي من عتبة بابه بعث اللّه ملكا بصحيفة سيّئاته فطمس سيّئاته

 و قال ص من كبّر تكبيرة في سبيل اللّه فواق ناقة وجبت له الجنّة

 و قال ص لا يجمع اللّه كافرا و قاتله في النّار

 و قال ص لا يجتمع غبار في سبيل اللّه و دخان في جهنّم

 و قال ص السّيوف مفاتيح الجنّة

20  ، و قال ص ما من أحد يدخل الجنّة فيتمنّى أن يخرج منها إلّا الشّهيد فإنّه يتمنّى أن يرجع فيقتل عشر مرّات ممّا يرى من كرامة اللّه

21  ، و رأى ص رجلا يدعو و يقول اللّهمّ إنّي أسألك خير ما تسأل فأعطني أفضل ما تعطي فقال ص إن استجيب لك أهريق دمك في سبيل اللّه

 و قال ص إنّ لي حرفتين اثنتين الفقر و الجهاد

 و قال ص غدوة أو روحة في سبيل اللّه خير من الدّنيا و ما فيها

 و قال ص في حديث و سياحة أمّتي الجهاد

 و قال ص إنّ اللّه يدفع بمن يجاهد عمّن لا يجاهد

22  ، و عن جعفر الصّادق ع قال بإنفاق المهج يصل العبد إلى برّ حبيبه و قربه

23  ، القاضي نعمان في دعائم الإسلام عن عليّ ص أنّه قال الجهاد فرض على جميع المسلمين لقول اللّه كتب عليكم القتال فإن قامت بالجهاد طائفة من المسلمين وسع سائرهم التّخلّف عنه ما لم يحتج الّذين يلون الجهاد إلى المدد فإن احتاجوا لزم الجميع أن يمدّوا حتّى يكتفوا قال اللّه عزّ و جلّ و ما كان المؤمنون لينفروا كافّة و إن دهم أمر يحتاج فيه إلى جماعتهم نفروا كلّهم قال اللّه عزّ و جلّ انفروا خفافا و ثقالا و جاهدوا بأموالكم و أنفسكم في سبيل اللّه

   ، و عن جعفر بن محمّد ع أنّه قال في قول اللّه انفروا خفافا و ثقالا قال شبّانا و شيوخا

25  ، و عنه ع أنّه سئل عن قول اللّه عزّ و جلّ إنّ اللّه اشترى من المؤمنين أنفسهم و أموالهم بأنّ لهم الجنّة يقاتلون في سبيل اللّه فيقتلون و يقتلون وعدا عليه حقّا في التّوراة و الإنجيل و القرآن و من أوفى بعهده من اللّه فاستبشروا ببيعكم الّذي بايعتم به و ذلك هو الفوز العظيم أ هذا لكلّ من جاهد في سبيل اللّه أم لقوم دون قوم فقال أبو عبد اللّه جعفر بن محمّد ع إنّه لمّا نزلت هذه الآية على رسول اللّه ص سأله بعض أصحابه عن هذا فلم يجبه فأنزل اللّه بعقب ذلك التّائبون العابدون الحامدون السّائحونالرّاكعون السّاجدون الآمرون بالمعروف و النّاهون عن المنكر و الحافظون لحدود اللّه و بشّر المؤمنين فأبان ]اللّه عزّ و جلّ[ بهذا صفة المؤمنين الّذين اشترى منهم أنفسهم و أموالهم فمن أراد الجنّة فليجاهد في سبيل اللّه على هذه الشّرائط و إلّا فهو من جملة من قال رسول اللّه ص ينصر اللّه هذا الدّين بأقوام لا خلاق لهم

26  ، و عنه ع أنّه قال أصل الإسلام الصّلاة و فرعه الزّكاة و ذروة سنامه الجهاد في سبيل اللّه

   ، و عن عليّ ع أنّ رسول اللّه ص قال سافروا تصحّوا جاهدوا تغنموا حجّوا تستغنوا

28  ، و عن عليّ ص أنّه قال الإيمان أربعة أركان الصّبر و اليقين و العدل و الجهاد

29  ، و عنه ع أنّه قال جاهدوا في سبيل اللّه بأيديكم فإن لم تقدروا فجاهدوا بألسنتكم فإن لم تقدروا فجاهدوا بقلوبكم

30  ، و عنه ع أنّه قال عليكم بالجهاد في سبيل اللّه مع كلّ إمام عادل فإنّ الجهاد في سبيل اللّه باب من أبواب الجنّة

31  ، و عنه ع عن رسول اللّه ص أنّه قال ما من قطرة أحبّ إلى اللّه تعالى من قطرة دم في سبيل اللّه أو قطرة دمع في جوف اللّيل من خشية اللّه

32  ، و عنه عن رسول اللّه ص أنّه قال كلّ مؤمن من أمّتي صدّيق و شهيد و يكرّم اللّه بهذا السّيف من شاء من خلقه ثمّ تلا و الّذين آمنوا باللّه و رسله أولئك هم الصّدّيقون و الشّهداء عند ربّهم

   ، و عن جعفر بن محمّد ع أنّه قال كلّ عين ساهرة يوم القيامة إلّا ثلاث عيون عين سهرت في سبيل اللّه و عين غضّت عن محارم اللّه و عين بكت من خشية اللّه

34  ، و عن أبي جعفر محمّد بن عليّ ع أنّه قال في قول اللّه عزّ و جلّ رضوا بأن يكونوا مع الخوالف قال مع النّساء

35  ، و عن زيد بن عليّ بن الحسين ع أنّه قال في قول اللّه عزّ و جلّ و لباس التّقوى قال لباس التّقوى السّلاح في سبيل اللّه

36    و في شرح الأخبار، عن رسول اللّه ص أنّه قال خير النّاس رجل حبس نفسه في سبيل اللّه يجاهد أعداءه يلتمس الموت أو القتل في مصافّه

37  ، و عنه ص أنّه قال غدوة أو روحة في سبيل اللّه خير من الدّنيا و ما فيها

 و رواه في العوالي، عنه ص مثله

   ، و عنه ص قال مقام أحدكم يوما في سبيل اللّه أفضل من صلاة في بيته سبعين عاما و يوم في سبيل اللّه خير من ألف يوم فيما سواه

39  ، و عنه ص قال يرفع اللّه المجاهد في سبيله على غيره مائة درجة في الجنّة ما بين كلّ درجتين كما بين السّماء و الأرض

 و عنه ص قال المجاهدون في سبيل اللّه قوّاد أهل الجنّة

 و عنه ص قال أجود النّاس من جاد بنفسه في سبيل اللّه

40    جعفر بن أحمد القمّيّ في كتاب الغايات، عن النّبيّ ص أنّه قال ما من قطرة أحبّ إلى اللّه عزّ و جلّ من قطرتين قطرة دم في سبيل اللّه و قطرة دمعة في سواد اللّيل لا يريد بهما العبد إلّا اللّه عزّ و جلّ

41    إبراهيم بن محمّد الثّقفيّ في كتاب الغارات، بإسناده عن الأصبغ بن نباتة قال قال أمير المؤمنين ع في بعض خطبه يقول الرّجل جاهدت و لم يجاهد إنّما الجهاد اجتناب المحارم و مجاهدة العدوّ و يقاتل أقوام فيحسنون القتال و لا يريدون إلّا الذّكر و الأجر و إنّ الرّجل ليقاتل بطبعه من الشّجاعة فيحمي من يعرف و من لا يعرف و يجبن بطبيعته من الجبن فيسلّم أباه و أمّه إلى العدوّ و إنّما القتل ]حتف[ من الحتوف و كلّ امرئ على ما قاتل عليه و إنّ الكلب ليقاتل دون أهله

42    البحار، عن العلل لمحمّد بن عليّ بن إبراهيم العلّة في تنحّي النّبيّ ص من قريش أنّ النّبيّ ص كان نبيّ السّيف و القتال لا يكون إلّا بأعوان فتنحّى حتّى وجد أعوانا ثمّ غزاهم

43    الصّدوق في معاني الأخبار، و الخصال، عن عليّ بن عبد اللّه الأسواريّ عن أحمد بن محمّد بن قيس السّجزيّ عن عمرو بن حفص عن عبيد اللّه بن محمّد بن أسد عن الحسين بن إبراهيم عن يحيى بن سعيد البصريّ عن ابن جريح عن عطاء عن عبيد بن عمير اللّيثيّ عن أبي ذرّ أنّه سأل النّبيّ ص أيّ الأعمال أحبّ إلى اللّه عزّ و جلّ فقال إيمان باللّه و جهاد في سبيله قال قلت فأيّ الجهاد أفضل قال من عقر جواده و أهريق دمه في سبيل اللّه

 و رواه في الخصال، مثله و رواه جعفر بن أحمد في كتاب الغايات، مثله

44    أحمد بن محمّد بن خالد في المحاسن، )عن أبيه رفعه( قال قال أبو عبد اللّه ع ثلاث من كنّ فيه زوّجه اللّه من الحور العين كيف شاء كظم الغيظ و الصّبر على السّيف للّه الخبر

45    عبد اللّه بن جعفر الحميريّ في قرب الإسناد، عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة عن الصّادق عن آبائه ع أنّ رسول اللّه ص قال ثلاثة يشفعون إلى اللّه عزّ و جلّ فيشفّعهم الأنبياء ثمّ العلماء ثمّ الشّهداء

46    تفسير الإمام، ع سئل أمير المؤمنين ع عن النّفقة في الجهاد إذا لزم أو استحبّ فقال أمّا إذا لزم الجهاد بأن لا يكون بإزاء الكافرين ]من ينوب[ عن سائر المسلمين فالنّفقة هناك الدّرهم عند اللّه بسبعمائة ألف درهم فأمّا المستحبّ الّذي قصده الرّجل و قد ناب عنه من سبقه و استغني عنه فالدّرهم بسبعمائة حسنة كلّ حسنة خير من الدّنيا و ما فيها مائة ألف مرّة

47    الشّيخ المفيد في أماليه، عن أبي حفص عمر بن محمّد عن عليّ بن مهرويه القزوينيّ عن داود بن سليمان عن الرّضا عن آبائه ع قال قال رسول اللّه ص أفضل الأعمال عند اللّه إيمان لا شكّ فيه و غزو لا غلول فيه و حجّ مبرور الخبر

48    عوالي اللآّلي، عن أبي أمامة الباهليّ قال سمعت رسول اللّه ص يقول من رمى بسهم في سبيل اللّه فبلغ أخطأ أو أصاب كان سهمه ذلك كعدل رقبة من ولد إسماعيل و من خرجت به شيبة في سبيل اللّه كانت له نورا في القيامة

49  ، و عن ثوبان عن أبيه عن مكحول عن عبادة بن الصّامت قال قال رسول اللّه ص جاهدوا في اللّه القريب و البعيد في الحضر و السّفر فإنّ الجهاد باب من أبواب الجنّة و إنّه ينجي صاحبه من الهمّ و الغمّ

50  ، و روي أنّ رجلا أتى جبلا ليعبد اللّه فيه فجاء به أهله إلى الرّسول ص فنهاه عن ذلك و قال إنّ صبر المسلم في بعض مواطن الجهاد يوما واحدا خير له من عبادة أربعين سنة

51  ، و عن النّبيّ ص أنّه قال ألا و إنّ الجهاد باب من أبواب الجنّة فتحه اللّه لأوليائه

52  ، و عنه ص قال إنّ جبرئيل أخبرني بأمر قرّت به عيني و فرح به قلبي قال يا محمّد من غزا غزاة في سبيل اللّه من أمّتك فما أصابته قطرة من السّماء أو صداع إلّا كانت له شهادة يوم القيامة

   ، و روى زيد بن ثابت أنّه لم يكن في آية نفي المساواة بين المجاهدين و القاعدين استثناء غير أولي الضّرر فجاء ابن أمّ مكتوم و كان أعمى و هو يبكي فقال يا رسول اللّه كيف لمن لا يستطيع الجهاد فغشيه الوحي ثانيا ثمّ أسري عنه فقال اقرأ غير أولي الضّرر فألحقناه و الّذي نفسي بيده لكأنّي أنظر إلى ملحقها عند صدع في الكتف

 باب 2 -اشتراط إذن الوالدين في الجهاد ما لم يجب على الولد عينا

1    البحار، عن كتاب الإمامة و التّبصرة لعليّ بن بابويه عن سهل بن أحمد الدّيباجيّ عن محمّد بن محمّد الأشعث عن موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر عن آبائه ع قال جاء رجل إلى رسول اللّه ص فقال يا رسول اللّه إنّي راغب في الجهاد نشيط قال فجاهد في سبيل اللّه فإنّك إن تقتل كنت حيّا عند اللّه ترزق و إن متّ فقد وقع أجرك على اللّه و إن رجعت خرجت من الذّنوب كما ولدت فقال يا رسول اللّه إنّ لي والدين كبيرين يزعمان أنّهما يأنسان بي و يكرهان خروجي فقال رسول اللّه ص أقم مع والديك فو الّذي نفسي بيده لأنسهما بك يوما و ليلة خير من جهاد سنة

2    عوالي اللآّلي، روى ابن عبّاس أنّ النّبيّ ص جاءه رجل فقال يا رسول اللّه أجاهد فقال أ لك أبوان فقال نعم فقال ففيهما فجاهد

 و هذا حديث حسن صحيح

   ، و روي عن أبي سعيد الخدريّ أنّ رجلا هاجر من اليمن إلى رسول اللّه ص فقال له رسول اللّه ص هل لك أحد باليمن فقال أبوان قال ص أذنا لك قال لا قال ارجع فاستأذنهما فإن أذنا لك فجاهد و إلّا فبرّهما

 باب 3 -أنّه يستحبّ أن يخلف الغازي بخير و تبليغ رسالته و يحرم أذاه و غيبته و أن يخلف بسوء

1    الجعفريّات، أخبرنا عبد اللّه أخبرنا محمّد حدّثني موسى قال حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ ع قال قال رسول اللّه ص من اغتاب غازيا أو آذاه و خلف في أهله بخلافة سوء نصب له يوم القيامة علم و يستفرغ حسابه و يركم في النّار

 و رواه في دعائم الإسلام، و فيه فيستفرغ حسناته ثمّ يركس في النّار

2    القطب الرّاونديّ في لبّ اللّباب، عن النّبيّ ص قال من قال لغاز مرحبا و أهلا حيّاه اللّه يوم القيامة و استقبلته الملائكة بالتّرحيب و التّسليم

، و عنه ص أنّه قال من جهّز غازيا بسلك أو إبرة غفر اللّه له ما تقدّم من ذنبه و ما تأخّر

، و قال ص من أعان غازيا بدرهم فله مثل أجر سبعين درّا من درر الجنّة و ياقوتها ليست منها حبّة إلّا و هي أفضل من الدّنيا

5    القاضي نعمان في شرح الأخبار، عن رسول اللّه ص أنّه قال من جبن من الجهاد فليجهّز بالمال رجلا يجاهد في سبيل اللّه و المجاهد في سبيل اللّه إن جهّز بمال غيره فله فضل الجهاد و لمن جهّزه فضل النّفقة في سبيل اللّه و كلاهما فضل و الجود بالنّفس أفضل في سبيل اللّه من الجود بالمال

 باب 4 -وجوب الجهاد على الرّجل دون المرأة بل تجب عليها طاعة زوجها و حكم جهاد المملوك

1    دعائم الإسلام، عن عليّ ع أنّه قال ليس على العبيد جهاد ما استغنوا عنهم و لا على النّساء جهاد و لا على من لم يبلغ الحلم

2    الجعفريّات، أخبرنا عبد اللّه بن محمّد أخبرنا محمّد حدّثني موسى قال حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ ع قال قال رسول اللّه ص كتب اللّه الجهاد على رجال أمّتي و الغيرة على نساء أمّتي فمن صبر منهنّ و احتسب أعطاها اللّه أجر شهيد

3    السّيّد عليّ بن طاوس في اللّهوف، مرسلا و رأيت حديثا أنّ وهبا هذا كان نصرانيّا إلى أن ذكر مقتله و خروج أمّه في المعركة قال فقال لها الحسين ع ارجعي يا أمّ وهب أنت و ابنك مع رسول اللّه ص فإنّ الجهاد مرفوع من النّساء

 باب 5 -أقسام الجهاد و كفر منكره و جملة من أحكامه

1    العيّاشيّ في تفسيره، عن جعفر بن محمّد عن أبي جعفر ع إنّ اللّه بعث محمّدا ص بخمسة أسياف فسيف على مشركي العرب قال اللّه جلّ وجهه فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم و خذوهم و احصروهم و اقعدوا لهم كلّ مرصد فإن تابوا يعني فإن آمنوا فإخوانكم في الدّين لا يقبل منهم إلّا القتل أو الدّخول في الإسلام و لا تسبى لهم ذرّيّة و مالهم في‏ء

، و عن حفص بن غياث عن جعفر بن محمّد عن أبيه ع قال إنّ اللّه بعث محمّدا ص بخمسة أسياف فسيف على أهل الذّمّة قال اللّه تعالى و قولوا للنّاس حسنا نزلت في أهل الذّمّة ثمّ نسختها أخرى قوله قاتلوا الّذين لا يؤمنون باللّه و لا باليوم الآخر إلى و هم صاغرون فمن كان منهم في دار الإسلام فلن يقبل منهم إلّا أداء الجزية أو القتل )و مالهم في‏ء( و تسبى ذراريّهم فإذا قبلوا الجزية )حلّ لنا نكاحهم و ذبائحهم(

، و عن عمران بن عبد اللّه القمّيّ عن جعفر بن محمّد ع في قول اللّه تبارك و تعالى قاتلوا الّذين يلونكم من الكفّار قال الدّيلم

4    جعفر بن أحمد القمّيّ في كتاب الغايات، عن فضيل عن أبي عبد اللّه ع قال سألته عن الجهاد أ سنّة أم فريضة قال الجهاد على أربعة أوجه فجهادان فرض و جهاد سنّة لا يقام إلّا مع فرض و جهاد سنّة و أمّا أحد الفرضين فمجاهدة الرّجل نفسه و هو من أعظم الجهاد و مجاهدة الّذين يلونكم من الكفّار و أمّا الجهاد الّذي هو سنّة لا يقام إلّا مع الفرض فإنّ مجاهدة العدوّ فرض على جميع الأمّة و لو تركوا الجهاد لأتاهم العذاب و هذا هو من عذاب الأمّة و أمّا الجهاد الّذي هو سنّة فكلّ سنّة أقامها الرّجل

 إلى آخر ما يأتي في كتاب الأمر بالمعروف في باب استحباب إقامة السّنن

 باب 6 -حكم المرابطة في سبيل اللّه و من أخذ شيئا ليرابط به و تحريم القتال مع الجائر إلّا أن يدهم المسلمين من يخشى منه على بيضة الإسلام فيقاتل عن نفسه أو عن الإسلام

1    أمين الإسلام في مجمع البيان، عن أبي جعفر ع أنّه قال في قوله تعالى اصبروا و صابروا الآية معناه اصبروا على المصائب و صابروا على عدوّكم و رابطوا عدوّكم

2    العيّاشيّ في تفسيره، عن أبي الطّفيل عن أبي جعفر ع في هذه الآية قال نزلت فينا و لم يكن الرّباط الّذي أمرنا به بعد و سيكون ذلك من نسلنا المرابط و من نسل ابن ناثل المرابط

3    الشّيخ أبو الفتوح الرّازيّ في تفسيره، عن أسمط بن عبد اللّه البجليّ عن سلمان الفارسيّ أنّه كان في جيش فصاروا في ضيق و شدّة فقال سلمان أحدّثكم حديثا عن رسول اللّه ص سمعته يقول من رابط يوما و ليلة في سبيل اللّه تعالى كان كمن صام شهرا و صلّى شهرا لا يفطر و لا ينفتل عن صلاته إلّا لحاجة و من مات في سبيل اللّه آجره اللّه حتّى يحكم بين أهل الجنّة و النّار

، و عن جابر بن عبد اللّه الأنصاريّ قال قال رسول اللّه ص من رابط يوما في سبيل اللّه يخلق اللّه بينه و بين النّار سبع خنادق سعة كلّ خندق سعة السّماوات السّبع و الأرضين السّبع

5    القطب الرّاونديّ في لبّ اللّباب، عن النّبيّ ص أنّه قال من خرج من بيته مرابطا فإنّ له من جمع أمّة محمّد ص بكلّ برّ و فاجر و بهيمة و معاند قيراطا من الأجر و القيراط جبل مثل أحد

6    عوالي اللآّلي، عن سلمان الفارسيّ قال سمعت رسول اللّه ص يقول رباط يوم في سبيل اللّه خير من قيام شهر و صيامه و من مات مرابطا في سبيل اللّه كان له أجر مجاهد إلى يوم القيامة

، و عنه ص قال من رابط في سبيل اللّه يوما و ليلة كان يعدل صيام شهر رمضان و قيامه لا يفطر و لا ينفتل عن صلاة إلّا لحاجة

8    مجموعة الشّهيد، عن النّبيّ ص أنّه قال من لزم الرّباط لم يترك من الخير مطلبا و لم يترك من الشّرّ مهربا

 باب 7 -جواز الاستنابة في الجهاد و أخذ الجعل عليه

1    الجعفريّات، أخبرنا عبد اللّه أخبرنا محمّد حدّثني موسى قال حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ ع أنّه قال الجبان لا يحلّ له أن يغزو لأنّ الجبان ينهزم سريعا و لكن ينظر ما كان يريد أن يغزو به فليجهّز به غيره فإنّ له مثل أجره في كلّ شي‏ء و لا ينقص من أجره شيئا

2    و رواه القاضي في الدّعائم، عنه ع مثله

 و في شرح الأخبار، عن رسول اللّه ص أنّه قال من جبن عن الجهاد فليجهّز بالمال رجلا يجاهد في سبيل اللّه الخبر

 باب 8 -من يجوز له جمع العساكر و الخروج بها إلى الجهاد

1    العيّاشيّ في تفسيره، عن عبد الملك بن عتبة الهاشميّ عن أبي عبد اللّه عن أبيه ع قال قال من ضرب النّاس بسيفه و دعاهم إلى نفسه و في المسلمين من هو أعلم منه فهو ضالّ متكلّف قاله لعمرو بن عبيد حيث سأله أن يبايع عبد اللّه بن الحسن

2    محمّد بن إبراهيم النعمانيّ في كتاب الغيبة، عن عليّ بن أحمد عن عبيد اللّه بن موسى عن أحمد بن محمّد بن خالد عن عليّ بن الحكم عن أبان بن عثمان عن الفضيل بن يسار قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول من خرج يدعو النّاس و فيهم من هو أفضل منه فهو ضالّ مبتدع و من ادّعى الإمامة و ليس بإمام فهو كافر

3    فقه الرّضا، ع و أروي من دعا النّاس إلى نفسه و فيهم من هو أعلم منه فهو مبتدع ضالّ

4    البحار، عن كتاب البرهان عن أحمد بن محمّد بن سعيد عن محمّد بن فضل بن ربيعة الأشعريّ عن عليّ بن حسّان عن عبد الرّحمن بن كثير عن جعفر عن أبيه عن عليّ بن الحسين ع في خبر طويل أنّه قال قال الحسن بن عليّ ع قال رسول اللّه ص ما ولّت أمّة أمرها رجلا قطّ و فيهم من هو أعلم منه إلّا لم يزل أمرهم يذهب سفالا حتّى يرجعوا إلى ما تركوا الخبر

 باب 9 -وجوب الدّعاء إلى الإسلام قبل القتال إلّا لمن قوتل على الدّعوة و عرفها و حكم القتال مع الظّالم

1    الجعفريّات، أخبرنا عبد اللّه أخبرنا محمّد حدّثني موسى قال حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ ع قال لمّا بعثني رسول اللّه ص إلى اليمن قال يا عليّ لا تقاتلنّ أحدا حتّى تدعوه إلى الإسلام و اللّه لأن يهدينّ اللّه على يديك رجلا خير لك ممّا طلعت عليه الشّمس و غربت و لك ولاه يا عليّ

2    دعائم الإسلام، عن عليّ ع أنّه قال لا يغز قوم حتّى يدعوا يعني إذا لم يكن بلغتهم الدّعوة و إن أكّدت الحجّة عليهم بالدّعاء فحسن و إن قوتلوا قبل أن يدعوا إذا كانت الدّعوة قد بلغتهم فلا حرج و قد أغار رسول اللّه ص على بني المصطلق و هم غارّون فقتل مقاتليهم و سبى ذراريّهم و لم يدعهم في الوقت و قال أمير المؤمنين ع قد علم النّاس ما يدعون إليه

3    عوالي اللآّلي، عن النّبيّ ص أنّه قال لا تقاتل الكفّار إلّا بعد الدّعاء

 باب 10 -كيفيّة الدّعاء إلى الإسلام

1    دعائم الإسلام، روّينا عن أبي عبد اللّه عن أبيه عن آبائه عن أمير المؤمنين ع أنّ رسول اللّه ص كان إذا بعث جيشا أو سريّة أوصى صاحبها بتقوى اللّه في خاصّة نفسه و من معه من المسلمين خيرا و قال اغزوا بسم اللّه و في سبيل اللّه و على ملّة رسول اللّه ص و لا تقاتلوا القوم حتّى تحتجّوا عليهم بأن تدعوهم إلى شهادة أن لا إله إلّا اللّه و أنّ محمّدا رسول اللّه و الإقرار بما جاء به من عند اللّه فإن أجابوكم فإخوانكم في الدّين فادعوهم حينئذ إلى النّقلة من ديارهم إلى دار المهاجرين فإن فعلوا و إلّا فأخبروهم أنّهم كأعراب المسلمين يجري عليهم حكم اللّه الّذي يجري على المسلمين و ليس لهم في الفي‏ء و لا في الغنيمة نصيب فإن أبوا عن الإسلام فادعوهم إلى إعطاء الجزية عن يد و هم صاغرون فإن أجابوكم إلى ذلك فاقبلوا منهم و إن أبوا فاستعينوا باللّه عليهم و قاتلوهم الخبر

باب 11 -اشتراط وجوب الجهاد بأمر الإمام العادل و تحريم الجهاد مع الإمام الغير العادل

1    الطّبرسيّ في الإحتجاج، عن عليّ بن الحكم عن أبان قال أخبرني الأحول أبو جعفر محمّد بن النّعمان الملقّب بمؤمن الطّاق أنّ زيد بن عليّ بن الحسين ع بعث إليه و هو مختف قال فأتيته فقال ]لي[ يا أبا جعفر ما تقول إن طرقك طارق منّا أ تخرج معه قال قلت له إن كان أبوك أو أخوك خرجت ]معه[ قال فقال لي فأنا أريد أن أخرج و أجاهد هؤلاء القوم فاخرج معي قال قلت لا أفعل جعلت فداك قال فقال لي أ ترغب بنفسك عنّي قال فقلت له إنّما هي نفس واحدة فإن كان للّه عزّ و جلّ في الأرض معك حجّة فالمتخلّف عنك ناج و الخارج معك هالك و إن لم يكن للّه معك حجّة فالمتخلّف عنك و الخارج معك سواء قال فقال لي يا أبا جعفر كنت أجلس مع أبي على الخوان فيلقمني اللّقمة السّمينة و يبرّد لي اللّقمة الحارّة حتّى تبرد شفقة عليّ و لم يشفق عليّ من حرّ النّار إذ أخبرك بالدّين و لم يخبرني به قال فقلت من شفقته عليك من حرّ النّار لم يخبرك خاف عليك ألّا تقبله فتدخل النّار و أخبرني فإن قبلته نجوت و إن لم أقبل لم يبال أن أدخل النّار ثمّ قلت له جعلت فداك أنتم أفضل أم الأنبياء قال بل الأنبياء قلت يقول يعقوب ليوسف يا بنيّ لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا لم يخبرهم حتّى لا يكيدونه و لكن كتمهم و كذا أبوك كتمك لأنّه خاف عليك قال فقال أما و اللّه لئن قلت ذاك لقد حدّثني صاحبك بالمدينة أنّي أقتل و أصلب بالكناسة و إنّ عنده لصحيفة فيها قتلي و صلبي فحججت فحدّثت أبا عبد اللّه ع بمقالة زيد و ما قلت له فقال أخذته من بين يديه و من خلفه و عن يمينه و عن يساره و من فوق رأسه و من تحت قدميه و لم تترك له مسلكا يسلكه

2    عماد الدّين الطّبريّ في بشارة المصطفى، عن أبي البقاء إبراهيم بن الحسين البصريّ عن محمّد بن الحسن بن عتبة عن محمّد بن الحسين بن أحمد عن محمّد بن وهبان عن عليّ بن أحمد العسكريّ عن أحمد بن المفضّل الأصفهانيّ عن أبي عليّ راشد بن عليّ القرشيّ عن عبد اللّه بن حفص عن محمّد بن إسحاق عن سعد بن زيد بن أرطأة عن كميل عن أمير المؤمنين ع أنّه قال يا كميل لا غزو إلّا مع إمام عادل و لا نفل إلّا مع إمام فاضل يا كميل أ رأيت إن لم يظهر نبيّ و كان في الأرض مؤمن تقيّ ما كان في دعائه إلى اللّه مخطئا أو مصيبا بلى و اللّه مخطئا حتّى ينصبه اللّه عزّ و جلّ لذلك و يؤهّله الخبر

 و رواه الحسن بن عليّ بن شعبة في تحف العقول، و يوجد في بعض نسخ النّهج،

3    السّيّد عليّ بن طاوس في كتاب كشف اليقين، نقلا عن تفسير الثّقة محمّد بن العبّاس الماهيار قال حدّثنا محمّد بن همّام بن سهيل عن محمّد بن إسماعيل العلويّ قال حدّثنا عيسى بن داود النّجّار عن أبي الحسن موسى بن جعفر عن أبيه عن جدّه ع في خبر شريف في المعراج إلى أن قال قال تعالى فهل تعلم يا محمّد فيم اختصم الملأ الأعلى قلت ربّي أعلم و أحكم و أنت علّام الغيوب قال اختصموا في الدّرجات و الحسنات فهل تدري ما الدّرجات و الحسنات قلت أنت أعلم يا سيّدي و أحكم قال إسباغ الوضوء في المكروهات و المشي على الأقدام إلى الجهاد معك و مع الأئمّة من ولدك و انتظار الصّلاة بعد الصّلاة و إفشاء السّلام و إطعام الطّعام و التّهجّد باللّيل و النّاس نيام الخبر

 باب 12 -حكم الخروج بالسّيف قبل قيام القائم ع

1    محمّد بن إبراهيم النعمانيّ في كتاب الغيبة، عن عبد الواحد بن عبد اللّه قال حدّثنا أحمد بن محمّد بن رباح الزّهريّ قال حدّثنا محمّد بن العبّاس عن عيسى الحسينيّ عن الحسن بن عليّ بن أبي حمزة عن أبيه عن مالك بن أعين الجهنيّ عن أبي جعفر ع أنّه قال كلّ راية ترفع قبل راية القائم ع فصاحبها طاغوت

، و عن عليّ بن الحسين قال حدّثنا محمّد بن يحيى العطّار بقمّ قال حدّثنا محمّد بن الحسن الرّازيّ قال حدّثنا محمّد بن عليّ الكوفيّ عن عليّ بن الحسين )عن عليّ بن الحسن بن فضّال( عن ابن مسكان عن مالك بن أعين الجهنيّ قال سمعت أبا جعفر ع يقول و ذكر مثله

   ، و عن عليّ بن أحمد البندينجيّ عن عبد اللّه بن موسى العلويّ عن عليّ بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن عبد اللّه بن المغيرة عن عبد اللّه بن مسكان و ذكر مثله إلّا أنّ فيه كلّ راية ترفع أو قال تخرج

، و عن أحمد بن محمّد بن سعيد قال حدّثنا أحمد بن يوسف بن يعقوب الجعفيّ )أبو الحسن( قال حدّثنا إسماعيل بن مهران قال حدّثنا الحسن بن عليّ بن أبي حمزة عن أبيه و وهيب بن حفص عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال قال لي أبي لا بدّ لنار من آذربيجان لا يقوم لها شي‏ء فإذا كان ذلك فكونوا أحلاس بيوتكم و البدوا ما لبدنا فإذا تحرّك متحرّكنا فاسعوا إليه و لو حبوا الخبر

، و عن أحمد بن محمّد بن سعيد عن بعض رجاله عن عليّ بن عمارة الكنانيّ قال حدّثنا محمّد بن سنان عن أبي الجارود عن أبي جعفر ع قال قلت له أوصني فقال أوصيك بتقوى اللّه و أن تلزم بيتك و تقعد في دهماء هؤلاء النّاس و إيّاك و الخوارج منّا فإنّهم ليسوا على شي‏ء و لا إلى شي‏ء إلى أن قال و اعلم أنّه لا تقوم عصابة تدفع ضيما أو تعزّ دينا إلّا صرعتهم البليّة حتّى تقوم عصابة شهدوا بدرا مع رسول اللّه ص لا يوارى قتيلهم و لا يرفع صريعهم و لا يداوى جريحهم فقلت من هم قال الملائكة

، و عن أحمد بن محمّد بن سعيد قال حدّثني عليّ بن الحسن التّيمليّ قال حدّثني الحسن و محمّد ابنا عليّ بن يوسف عن أبيهما عن أحمد بن عليّ الحلبيّ عن صالح بن أبي الأسود عن أبي الجارود قال سمعت أبا جعفر ع يقول ليس منّا أهل البيت أحد يدفع ضيما و لا يدعو إلى حقّ إلّا صرعته البليّة حتّى تقوم عصابة شهدت بدرا لا يوارى قتيلها و لا يداوى جريحها قلت من عنى أبو جعفر ع قال الملائكة

، و عن أحمد بن محمّد بن سعيد قال حدّثني يحيى بن زكريّا بن شيبان قال حدّثنا يوسف بن كليب المسعوديّ قال حدّثنا الحكم بن سليمان عن محمّد بن كثير عن أبي بكر الحضرميّ قال دخلت أنا و أبان على أبي عبد اللّه ع و ذاك حين ظهرت الرّايات السّود بخراسان فقلنا ما ترى فقال اجلسوا في بيوتكم فإذا رأيتمونا قد اجتمعنا على رجل فانهدوا إلينا بالسّلاح

، و عن محمّد بن همّام قال حدّثنا جعفر بن مالك الفزاريّ قال حدّثني محمّد بن أحمد عن عليّ بن أسباط عن بعض أصحابه عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال كفّوا ألسنتكم و الزموا بيوتكم فإنّه لا يصيبكم أمر تخصّون به و لا يصيب العامّة و لا يزال الزّيديّة وقاء لكم

، و بالإسناد عن الفزاريّ قال حدّثني أحمد بن عليّ الجعفيّ عن محمّد بن المثنّى الحضرميّ عن أبيه عن عثمان بن يزيد عن جابر عن أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر ع قال مثل خروج القائم منّا ]أهل البيت[ كخروج رسول اللّه ص و مثل من خرج منّا أهل البيت قبل قيام القائم ع مثل فرخ طار و وقع من وكره فتلاعبت به الصّبيان

10  ، و عن عليّ بن أحمد عن عبيد اللّه بن موسى العلويّ عن محمّد بن الحسين عن محمّد بن سنان عن عمّار بن مروان عن منخّل بن جميل عن جابر بن يزيد عن أبي جعفر الباقر ع أنّه قال اسكنوا ما سكنت السّموات ]و الأرض[ و لا تخرجوا على أحد فإنّ أمركم ليس به خفاء إلّا أنّها آية من اللّه عزّ و جلّ )ليست من( النّاس الخبر

11  ، و عن الكلينيّ عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه قال و حدّثني محمّد بن يحيى بن عمران قال حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى قال و حدّثنا عليّ بن محمّد و غيره عن سهل بن زياد جميعا عن الحسن بن محبوب قال و حدّثنا عبد الواحد بن عبد اللّه الموصليّ عن أبي عليّ أحمد بن محمّد بن أبي باشر عن أحمد بن هلال عن الحسن بن محبوب عن عمرو بن أبي المقدام عن جابر بن يزيد الجعفيّ قال قال أبو جعفر محمّد بن عليّ الباقر ع يا جابر الزم الأرض و لا تحرّك يدا و لا رجلا حتّى ترى علامات أذكرها لك الخبر

12    العيّاشيّ في تفسيره، عن بريد عن أبي جعفر ع في قوله تعالى اصبروا يعني بذلك عن المعاصي و صابروا يعني التّقيّة و رابطوا يعني على الأئمّة ع ثمّ قال أ تدري ما معنى البدوا ما لبدنا فإذا تحرّكنا فتحرّكوا الخبر

13    كتاب جعفر بن محمّد بن شريح الحضرميّ، عن إبراهيم بن جبير عن جابر قال قال لي محمّد بن عليّ ع يا جابر إنّ لبني العبّاس راية و لغيرهم رايات فإيّاك ثمّ إيّاك ثمّ إيّاك ثلاثا حتّى ترى رجلا من ولد الحسين ع يبايع له بين الرّكن و المقام معه سلاح رسول اللّه ص و مغفر رسول اللّه ص و درع رسول اللّه ص و سيف رسول اللّه ص

14  ، و بهذا الإسناد عن جابر قال قال محمّد بن عليّ ع ضع خدّك ]على[ الأرض و لا تحرّك رجليك حتّى ينزل الرّوم الرّميلة و التّرك الجزيرة و ينادي مناد من دمشق

 باب 13 -استحباب متاركة التّرك و الحبشة ما دام يمكن التّرك

1    المفيد في الإختصاص، عن عليّ بن إبراهيم الجعفريّ عن مسلم مولى أبي الحسن ع قال سأله رجل فقال له التّرك خير أم هؤلاء فقال إذا صرتم إلى التّرك يخلّون بينكم و بين دينكم قال قلت نعم جعلت فداك قال هؤلاء يخلّون بينكم و بين دينكم قال قلت لا بل يجهدون على قتلنا قال فإن غزوهم أولئك فاغزوهم معهم أو أعينوهم عليه الشّكّ من أبي الحسن

 باب 14 -آداب أمراء السّرايا و أصحابهم

1    دعائم الإسلام، عن أبي عبد اللّه عن أبيه عن آبائه عن أمير المؤمنين ع أنّ رسول اللّه ص كان إذا بعث جيشا أو سريّة أوصى صاحبها بتقوى اللّه في خاصّة نفسه و من معه من المسلمين خيرا و قال اغزوا بسم اللّه و في سبيل اللّه إلى أن قال و لا تقتلوا وليدا و لا شيخا كبيرا و لا امرأة يعني إن لم يقاتلوكم و لا تمثّلوا و لا تغلّوا و لا تغدروا

2    نصر بن مزاحم في كتاب صفّين، عن عمر بن سعد عن مالك بن أعين عن زيد بن وهب قال إنّ عليّا ع قال في صفّين الحمد للّه الّذي لا يبرم ما نقض إلى أن قال ألا إنّكم لآتو العدوّ غدا فأطيلوا اللّيلة القيام و أكثروا تلاوة القرآن و اسألوا اللّه الصّبر و النّصر و القوهم بالجدّ و الحزم و كونوا صادقين ثمّ انصرف و وثب النّاس إلى سيوفهم و رماحهم و نبالهم يصلحونها

3    الحسن بن عليّ بن شعبة في تحف العقول، كتاب كتبه أمير المؤمنين ع إلى زياد بن النّضر حين أنفذه على مقدّمته إلى صفّين اعلم أنّ مقدّمة القوم عيونهم و عيون المقدّمة طلائعهم فإذا أنت خرجت من بلادك و دنوت من عدوّك فلا تسأم من توجيه الطّلائع في كلّ ناحية و في بعض الشّعاب و الشّجر و الخمر و في كلّ جانب حتّى لا يغيركم عدوّكم و يكون لكم كمين و لا تسيّر الكتائب و القبائل من لدن الصّباح إلى المساء إلّا تعبية فإن دهمكم أمر أو غشيكم مكروه كنتم قد تقدّمتم في التّعبية و إذا نزلتم بعدوّ أو نزل بكم فليكن معسكركم في أقبال الأشراف أو في سفاح الجبال أو أثناء الأنهار كي ما تكون لكم ردء و دونكم مردّا و لتكن مقاتلتكم من وجه واحد و اثنين و اجعلوا رقباءكم في صياصي الجبال و بأعلى الأشراف و بمناكب الأنهار يريئون لكم لئلّا يأتيكم عدوّكم من مكان مخافة أو أمن و إذا نزلتم فانزلوا جميعا و إذا رحلتم فارحلوا جميعا و إذا غشيكم اللّيل فنزلتم فحفّوا عسكركم بالرّماح و التّرسة و اجعلوا رماتكم يلون ترستكم كيلا تصاب لكم غرّة و لا تلقى لكم غفلة و احرس عسكرك بنفسك و إيّاك أن ترقد أو تصبح إلّا غرارا أو مضمضة ثمّ ليكن ذلك شأنك و دأبك حتّى تنتهي إلى عدوّك و عليك بالتّأنّي في حزبك و إيّاك و العجلة إلّا أن تمكنك فرصة و إيّاك أن تقاتل إلّا أن يبدءوك أو يأتيك أمري و السّلام عليك و رحمة اللّه

 باب 15 -حكم المحاربة بإلقاء السّمّ و النّار و إرسال الماء و رمي المنجنيق و حكم من يقتل بذلك من المسلمين

1    الجعفريّات، أخبرنا عبد اللّه أخبرنا محمّد حدّثني موسى قال حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ ع أنّ رسول اللّه ص نهى أن يلقى السّمّ في بلاد المشركين

  دعائم الإسلام، عن عليّ ع أنّه قال يقتل المشركون بكلّ ما أمكن قتلهم به من حديد أو حجارة أو ماء أو نار أو غير ذلك فذكر أنّ رسول اللّه ص نصب المنجنيق على أهل الطّائف و قال ع إن كان معهم في الحصن قوم من المسلمين فأوقفوهم معهم و لا يتعمّدهم بالرّمي و ارموا المشركين و أنذروا المسلمين إن كانوا أقيموا مكرهين و نكّبوا عنهم ما قدرتم فإن أصبتم منهم أحدا ففيه الدّية

 باب 16 -كراهة تبييت العدوّ و استحباب الشّروع في القتال عند الزّوال

1    دعائم الإسلام، عن عليّ ع أنّه كان يستحبّ أن يبدأ بالقتال بعد زوال الشّمس و بعد أن يصلّي الظّهر

 باب 17 -أنّه لا يجوز أن يقتل من أهل الحرب المرأة و لا المقعد و لا الأعمى و لا الشّيخ الفاني و لا المجنون و لا الولدان إلّا أن يقاتلوا و لا تؤخذ منهم الجزية

1    الجعفريّات، أخبرنا عبد اللّه أخبرنا محمّد حدّثني موسى قال حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ ع قال قال رسول اللّه ص لا تقتلوا في الحرب إلّا من جرت عليه المواسي

 و تقدّم عن الدّعائم، قول رسول اللّه ص في وصيّته و لا تقتلوا وليدا و لا شيخا كبيرا و لا امرأة

2    عوالي اللآّلي، و في الحديث أنّ سعد بن معاذ حكم في بني قريضة بقتل مقاتليهم و سبي ذراريّهم و أمر بكشف مؤتزرهم فمن أنبت فهو من المقاتلة و من لم ينبت فهو من الذّراريّ و صوّبه النّبيّ ص

 باب 18 -جواز إعطاء الأمان و وجوب الوفاء و إن كان المعطي له من أدنى المسلمين و لو عبدا و كذا من دخل بشبهة الأمان

1    نهج البلاغة، في عهد أمير المؤمنين ع للأشتر لا تدفعنّ صلحا دعاك إليه عدوّ للّه فيه رضى فإنّ في الصّلح دعة لجنودك و راحة من همومك و أمنا لبلادك و لكن الحذر كلّ الحذر من عدوّك بعد صلحه فإنّ العدوّ ربّما قارب ليتغفّل فخذ بالحزم و اتّهم في ذلك حسن الظّنّ و إن عقدت بينك و بين عدوّك عقدة أو ألبسته منك ذمّة فحط عهدك بالوفاء و ارع ذمّتك بالأمانة و اجعل نفسك جنّة دون ما أعطيت فإنّه ليس من فرائض اللّه سبحانه شي‏ء النّاس عليه أشدّ اجتماعا مع تفريق أهوائهم و تشتيت آرائهم من تعظيم الوفاء بالعهود و قد لزم ذلك المشركون فيما بينهم دون المسلمين لمّا استوبلوا عن عواقب الغدر فلا تغدرنّ بذمّتك و لا تخيسنّ بعهدك و لا تختلنّ عدوّك فإنّه لا يجترئ على اللّه إلّا جاهل شقيّ و قد جعل اللّه عهده و ذمّته أمنا أفضاه بين العباد برحمته و حريما يسكنون إلى منعته و يستفيضون إلى جواره فلا إدغال و لا مدالسة و لا خداع فيه و لا تعقد عقدا يجوز فيه العلل و لا تعوّلنّ على لحن قول بعد التّأكيد و التّوثقة و لا يدعوك ضيق أمر لزمك فيه عهد اللّه إلى ]طلب[ انفساخه بغير الحقّ فإنّ صبرك على ضيق ]أمر[ ترجو انفراجه و فضل عاقبته خير من غدر تخاف تبعته و أن تحيط بك )فيه من اللّه طلبته لا تستقبل( فيها دنياك و لا آخرتك و رواه الحسن بن عليّ بن شعبة في تحف العقول، و فيه لا تدفعنّ صلحا دعاك إليه عدوّك فيه رضى فإنّ في الصّلح دعة لجنودك و راحة من همومك و أمنا لبلادك و لكن الحذر كلّ الحذر من مقاربة عدوّك في طلب الصّلح فإنّ العدوّ ربّما قارب ليتغفّل فخذ بالحزم و تحصين كلّ مخوف تؤتى منه و باللّه الثّقة في جميع الأمور و إن لجّت بينك و بين عدوّك قضيّة عقدت له بها صلحا أو ألبسته منك ذمّة إلى آخره

2    دعائم الإسلام، عن عليّ ع أنّ رسول اللّه ص عهد إليه عهدا و كان ممّا عهد فيه و لا تدفعنّ صلحا دعاك إليه عدوّك فإنّ في الصّلح دعة للجنود و رخاء للهموم و أمنا للبلاد فإن أمكنتك القدرة و الفرصة من عدوّك فانبذ عهده إليه و استعن باللّه عليه و كن أشدّ ما تكون لعدوّك حذرا عند ما يدعوك إلى الصّلح فإنّ ذلك ربّما يكون مكرا و خديعة و إذا عاهدت فحط عهدك بالوفاء و ارع ذمّتك بالأمانة و الصّدق إلخ

، و عن أمير المؤمنين ص أنّ رسول اللّه ص قال ذمّة المسلمين واحدة يسعى بها أدناهم

، و عنه ع أنّه قال خطب رسول اللّه ص في مسجد الخيف فقال رحم اللّه امرأ سمع مقالتي فوعاها و بلّغها إلى من لم يسمعها فربّ حامل فقه و ليس بفقيه و ربّ حامل فقه إلى من هو أفقه منه ]و قال[ ثلاث لا يغلّ عليهنّ قلب امرئ مسلم إخلاص العمل للّه و النّصيحة لأئمّة المسلمين و اللّزوم لجماعتهم فإنّ دعوتهم محيطة من ورائهم و المسلمون إخوة تكافأ دماؤهم و يسعى بذمّتهم أدناهم فإذا أمّن أحد من المسلمين أحدا من المشركين لم يجب أن تخفر ذمّته

، و عن أمير المؤمنين ع أنّه قال إذا أومأ أحد من المسلمين أو أشار بالأمان إلى أحد من المشركين فنزل على ذلك فهو في أمان

، و عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال الأمان جائز بأيّ لسان كان

7    ابن الشّيخ الطّوسيّ في أماليه، عن أبيه عن المفيد عن أبي بكر الجعابيّ عن أحمد بن محمّد بن عقدة عن محمّد بن إسماعيل عن عمّ أبيه الحسين بن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عن أمير المؤمنين ع قال أوفوا بعهد من عاهدتم

8    الجعفريّات، أخبرنا عبد اللّه أخبرنا محمّد حدّثني موسى قال حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ ع قال إذا أومأ أحد من المسلمين إلى أحد من أهل الحرب فهو أمان

 و رواه السّيّد فضل اللّه الرّاونديّ في نوادره، بإسناده عن موسى بن جعفر عن آبائه ع مثله

، و بهذا الإسناد عن عليّ ع قال قال رسول اللّه ص ليس للعبد من الغنيمة شي‏ء إلّا من خرثيّ المتاع و أمانه جائز و أمان المرأة إذا هي أعطت القوم الأمان

باب 19 -تحريم الغدر و القتال مع الغادر

1    دعائم الإسلام، عن عليّ ع أنّ رسول اللّه ص قال له فيما عهد إليه و إيّاك و الغدر بعهد اللّه و الإخفار لذمّته فإنّ اللّه جعل عهده و ذمّته أمانا أمضاه بين العباد برحمته و الصّبر على ضيق ترجو انفراجه خير من غدر تخاف )أوزاره و تبعاته( و سوء عاقبته

2    نهج البلاغة، قال أمير المؤمنين ع الوفاء توأم الصّدق و لا أعلم جنّة أوفى منه و ما يغدر من علم كيف المرجع و لقد أصبحنا في زمان قد اتّخذ أكثر أهله الغدر كيسا و نسبهم أهل الجهل فيه إلى حسن الحيلة ما لهم قاتلهم اللّه قد يرى الحوّل القلّب وجه الحيلة و دونه مانع من أمر اللّه و نهيه فيدعها رأي عين بعد القدرة عليها و ينتهز فرصتها من لا حريجة له في الدّين و قال ع الوفاء لأهل الغدر غدر عند اللّه و الغدر بأهل الغدر وفاء عند اللّه

3    الصّدوق في الخصال، عن الحسن بن عبد اللّه العسكريّ عن محمّد بن موسى بن الوليد عن يحيى بن حاتم عن يزيد بن هارون عن شعبة عن الأعمش عن عبد اللّه بن مرّة عن مسروق عن عبد اللّه بن مسعود عن النّبيّ ص قال أربع من كنّ فيه فهو منافق إلى أن قال و إذا عاهد غدر

4    الآمديّ في الغرر، عن أمير المؤمنين ع قال أسرع الأشياء عقوبة رجل عاهدته على أمر و كان من نيّتك الوفاء )به و من( نيّته الغدر بك

 باب 20 -أنّه يحرم أن يقاتل في الأشهر الحرم من يرى لها حرمة و يجوز أن يقاتل من لا يرى لها حرمة

1    العيّاشيّ في تفسيره، عن العلاء بن الفضيل قال سألته عن المشركين أ يبتدئ بهم المسلمون بالقتال في الشّهر الحرام فقال إذا كان المشركون ابتدءوهم باستحلالهم و رأى المسلمون أنّهم يظهرون عليهم فيه و ذلك قوله الشّهر الحرام بالشّهر الحرام و الحرمات قصاص

2    عليّ بن إبراهيم في تفسيره، الأشهر الحرم رجب مفرد و ذو القعدة و ذو الحجّة و محرّم متّصلة حرّم اللّه فيها القتال و يضاعف فيها الذّنوب و كذلك الحسنات

، و قال في قوله تعالى يسئلونك عن الشّهر الحرام قتال فيه قل الآية فإنّه كان سبب نزولها لمّا هاجر رسول اللّه ص إلى المدينة بعث السّرايا إلى الطّرقات الّتي تدخل مكّة تتعرّض لعير قريش حتّى بعث عبد اللّه بن جحش في نفر من أصحابه إلى نخلة و هي بستان بني عامر ليأخذوا عير قريش ]حين[ أقبلت من الطّائف عليها الزّبيب و الأدم و الطّعام فوافوها و قد نزلت العير و فيهم عمرو بن الحضرميّ إلى أن قال فحمل عليهم عبد اللّه بن جحش و قتل ابن الحضرميّ و أفلت أصحابه و أخذوا العير بما فيها و ساقوها إلى المدينة و كان ذلك في أوّل يوم من رجب من الأشهر الحرم فعزلوا العير و ما كان عليها لم ينالوا منها شيئا فكتبت قريش إلى رسول اللّه ص أنّك استحللت الشّهر الحرام و سفكت فيه الدّم و أخذت المال و كثر القول في هذا و جاء أصحاب رسول اللّه ص فقالوا يا رسول اللّه أ يحلّ القتل في الشّهر الحرام فأنزل اللّه يسئلونك عن الشّهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير و صدّ عن سبيل اللّه الآية قال القتال في الشّهر الحرام عظيم الخبر

 باب 21 -حكم الأسارى في القتل و من عجز منهم عن المشي

1    دعائم الإسلام، روّينا عن أمير المؤمنين ع أنّه قال أسر رسول اللّه ص يوم بدر أسارى و أخذ الفداء منهم فالإمام مخيّر إذا أظفره اللّه بالمشركين بين أن يقتل المقاتلة أو يأسرهم و يجعلهم في الغنائم و يضرب عليهم السّهام و من رأى المنّ عليه منهم منّ عليه و من رأى أن يفادي به فادى به إذا رأى فيما يفعله من ذلك كلّه الصّلاح للمسلمين

   ، و عن عليّ ع أنّه أتي بأسير يوم صفّين فقال لا تقتلني يا أمير المؤمنين فقال أ فيك خير أ تبايع قال نعم قال للّذي جاء به لك سلاحه و خلّ سبيله و أتاه عمّار بأسير فقتله

، و عنه ع أنّه قال قال رسول اللّه ص يوم بدر من استطعتم أن تأسروه من بني عبد المطّلب فلا تقتلوه فإنّهم إنّما أخرجوا كرها

4    نصر بن مزاحم في كتاب صفّين، عن عمر بن سعد )عن نمير بن وعلة( عن الشّعبيّ قال لمّا أسر عليّ ع الأسرى يوم صفّين فخلّى سبيلهم أتوا معاوية و قد كان عمرو بن العاص يقول لأسرى أسرهم معاوية اقتلهم فما شعروا إلّا بأسراهم قد خلّى سبيلهم عليّ ع فقال معاوية يا عمرو لو أطعناك في هؤلاء الأسرى لوقعنا في قبيح من الأمر أ لا ترى قد خلّى سبيل أسرانا فأمر بتخلية من في يديه من أسرى عليّ ع و قد كان عليّ ع إذا أخذ أسيرا من أهل الشّام خلّى سبيله إلّا أن يكون قد قتل من أصحابه أحدا فيقتله به فإذا خلّى سبيله فإن عاد الثّانية قتله و لم يخلّ سبيله الخبر

باب 22 -أنّ من كان له فئة من أهل البغي وجب أن يتبع مدبرهم و يجهز على جريحهم و يقتل أسيرهم و من لم يكن له فئة لم يفعل ذلك بهم

1    دعائم الإسلام، و إذا انهزم أهل البغي و كانت لهم فئة يلجئون إليها طلبوا و أجهز على جرحاهم و أتبعوا و قتلوا ما أمكن إتباعهم و قتلهم و كذلك سار أمير المؤمنين ع في أصحاب صفّين لأنّ معاوية كان وراءهم و إذا لم يكن لهم فئة لم )يطلبوا( و لم يجهز على جرحاهم لأنّهم إذا ولّوا تفرّقوا و كذلك روّينا عن أمير المؤمنين ع أنّه سار في أهل الجمل لمّا قتل طلحة و الزّبير و قبض على عائشة و انهزم أصحاب الجمل نادى مناديه لا تجهزوا على جريح و لا تتبعوا مدبرا و من ألقى سلاحه فهو آمن ثمّ دعا ببغلة رسول اللّه ص الشّهباء فركبها ثمّ قال تعال يا فلان و تعال يا فلان حتّى جمع إليه زهاء ستّين شيخا كلّهم من همدان قد شكّوا الأترسة و تقلّدوا السّيوف و لبسوا المغافر فسار و هم حوله حتّى انتهى إلى دار عظيمة فاستفتح ففتح له فإذا هو بنساء يبكين بفناء الدّار فلمّا نظرن إليه صحن صيحة واحدة و قلن هذا قاتل الأحبّة فلم يقل لهنّ شيئا و سأل عن حجرة عائشة ففتح له بابها و دخل و سمع منهما كلام شبيه بالمعاذير لا و اللّه و بلى و اللّه ثمّ إنّه ع خرج فنظر إلى امرأة فقال لها إليّ يا صفيّة )فأتته مسرعة( فقال أ لا تبعدين هؤلاء )الكليبات( يزعمن أنّي قاتل الأحبّة لو كنت قاتل الأحبّة لقتلت من في هذه الحجرة و من في هذه و من في هذه و أومأ ع بيده إلى ثلاث حجر )فذهبت إليهنّ( فما بقيت في الدّار صائحة إلّا سكتت و لا قائمة إلّا قعدت قال الأصبغ و هو صاحب الحديث و كان في إحدى الحجرات عائشة و من معها من خاصّتها و في الأخرى مروان بن الحكم و شباب من قريش و في الأخرى عبد اللّه بن الزّبير و أهله فقيل للأصبغ فهلّا بسطتم أيديكم على هؤلاء أ ليس هؤلاء كانوا أصحاب القرحة فلم استبقيتموهم قال قد ضربنا بأيدينا إلى قوائم سيوفنا و حدّدنا أبصارنا نحوه لكي يأمرنا فيهم بأمر فما فعل و واسعهم عفوا

2    الشّيخ المفيد رضي اللّه عنه في كتاب الكافئة في إبطال توبة الخاطئة، عن أبي مخنف لوط بن يحيى عن عبد اللّه بن عاصم عن محمّد بن بشير الهمدانيّ قال ورد كتاب أمير المؤمنين ع مع عمر بن سلمة الأرحبيّ إلى أهل الكوفة فكبّر النّاس تكبيرة سمعها عامّة النّاس و اجتمعوا لها في المسجد و نودي الصّلاة جمعا فلم يتخلّف أحد و قرئ الكتاب فكان فيه بسم اللّه الرّحمن الرّحيم من عبد اللّه أمير المؤمنين إلى قرظة بن كعب و من قبله من المسلمين سلام عليكم فإنّي أحمد إليكم اللّه الّذي لا إله إلّا هو أمّا بعد فإنّا لقينا القوم النّاكثين إلى أن قال ع فلمّا هزمهم اللّه أمرت أن لا يتبع مدبر و لا يجاز على جريح و لا يكشف عورة و لا يهتك ستر و لا يدخل دار إلّا بإذن و آمنت النّاس الخبر

3    و في أماليه، عن عليّ بن خالد المراغيّ عن الحسن بن عليّ عن جعفر بن محمّد بن مروان عن أبيه عن إسحاق بن يزيد عن خالد بن مختار عن الأعمش عن حبّة العرنيّ قال في حديث فلمّا كان يوم الجمل و برز النّاس بعضهم لبعض إلى أن قال فولّى النّاس منهزمين فنادى منادي أمير المؤمنين ع لا تجيزوا على جريح و لا تتبعوا مدبرا و من أغلق بابه فهو آمن و من ألقى سلاحه فهو آمن

4    ، و عن أبي بكر محمّد بن عمر الجعابيّ عن ابن عقدة عن عبد اللّه بن مستورد عن محمّد بن ميسّر عن إسحاق بن رزين عن محمّد بن الفضيل بن عطاء مولى مزينة قال حدّثني جعفر بن محمّد عن أبيه ع عن محمّد بن عليّ ع ابن الحنفيّة قال كان اللّواء معي يوم الجمل إلى أن قال ثمّ أمر مناديه فنادى لا يدفّف على جريح و لا يتبع مدبر و من أغلق بابه فهو آمن

5    محمّد بن إبراهيم النعمانيّ في كتاب الغيبة، عن محمّد بن همّام عن أحمد بن مابنداذ عن أحمد بن هليل عن ابن أبي عمير عن أبي المغراء عن أبي بصير قال قال أبو عبد اللّه ع لمّا التقى أمير المؤمنين ع و أهل البصرة نشر الرّاية راية رسول اللّه ص فتزلزلت أقدامهم فما اصفرّت الشّمس حتّى قالوا آمنّا يا ابن أبي طالب فعند ذلك قال لا تقتلوا الأسراء و لا تجهزوا على جريح و لا تتبعوا مولّيا و من ألقى سلاحه فهو آمن و من أغلق بابه فهو آمن

، و عن عليّ بن الحسين قال حدّثني محمّد بن يحيى العطّار عن محمّد بن حسّان الرّازيّ عن محمّد بن عليّ الكوفيّ عن عبد الرّحمن بن أبي هاشم عن أبي خديجة عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال إنّ عليّا ع قال كان لي أن أقتل المولّي و أجهز على الجريح و لكن تركت ذلك للعاقبة من أصحابي إن خرجوا لم يقتلوا و القائم ع ]له[ أن يقتل الموّلي و يجهز على الجريح

7    فرات بن إبراهيم الكوفيّ في تفسيره، عن عبيد بن كثير بإسناده عن الأصبغ بن نباتة قال لمّا هزمنا أهل البصرة جاء عليّ بن أبي طالب ع حتّى أسند إلى حائط من حيطان البصرة ثمّ ذكر دخوله ع في دار كانت فيها عائشة و جماعة مجروحون إلى أن قال الرّاوي للأصبغ يا أبا القاسم هؤلاء أصحاب القرحة هلّا ملتم عليهم بحدّ السّيوف قال يا ابن أخي أمير المؤمنين كان أعلم منك وسعهم أمانه إنّا لمّا هزمنا القوم نادى مناديه لا يدفّف على جريح و لا يتبع مدبر و من ألقى سلاحه فهو آمن سنّة يستنّ بها بعد يومكم هذا الخبر

  نصر بن مزاحم في كتاب صفّين، عن عمر بن سعد عن نمير بن وعلة عن الشّعبيّ قال لمّا أسر عليّ ع أسرى يوم صفّين إلى أن قال و كان لا يجيز على الجرحى و لا على من أدبر بصفّين لمكان معاوية

، و عن عمر بن سعد بإسناده قال كان من أهل الشّام بصفّين رجل يقال له الأصبغ بن ضرار و كان يكون طليعة و مسلحة فندب له عليّ ع الأشتر فأخذه أسيرا من غير أن يقاتل و كان عليّ ع ينهى عن قتل الأسير الكافّ فجاء به ليلا و شدّ وثاقه و ألقاه مع أضيافه ينتظر به الصّباح و كان الأصبغ شاعرا مفوّها )فأيقن بالقتل( و نام أصحابه فرفع صوته و أسمع الأشتر أبياتا يذكر فيها حاله و يستعطفه فغدا به الأشتر على عليّ ع فقال يا أمير المؤمنين هذا رجل من المسلحة لقيته بالأمس و اللّه لو علمت أنّ قتله الحقّ قتلته و قد بات عندنا اللّيلة و حرّكنا فإن كان فيه القتل فاقتله و إن غضبنا فيه و إن كنت فيه بالخيار فهبه لنا قال هو لك يا مالك فإذا أصبت أسير أهل القبلة فلا تقتله فإنّ أسير أهل القبلة لا يفادى و لا يقتل فرجع به الأشتر إلى منزله و قال لك ما أخذنا منك و ليس لك عندنا غيره

10    القاضي نعمان المصريّ صاحب الدّعائم في شرح الأخبار، عن سلّام قال شهدت يوم الجمل إلى أن قال و انهزم أهل البصرة نادى منادي عليّ ع لا تتبعوا مدبرا و لا من ألقى سلاحه و لا تجهزوا على جريح فإنّ القوم قد ولّوا و ليس لهم فئة يلجئون إليها جرت السّنّة بذلك في قتال أهل البغي

 باب 23 -حكم سبي أهل البغي و غنائمهم

1    دعائم الإسلام، روّينا عن أمير المؤمنين ع أنّه لمّا هزم أهل الجمل جمع كلّ ما أصابه في عسكرهم ممّا أجلبوا به عليه فخمّسه و قسم أربعة أخماسه على أصحابه و مضى فلمّا صار إلى البصرة قال أصحابه يا أمير المؤمنين اقسم بيننا ذراريّهم و أموالهم قال ليس لكم ذلك قالوا و كيف أحللت لنا دماءهم و لم تحلل لنا سبي ذراريّهم قال حاربنا الرّجال فقتلناهم فأمّا النّساء ]و الذّراريّ[ فلا سبيل لنا عليهنّ لأنّهنّ مسلمات و في دار هجرة فليس لكم عليهنّ من سبيل )و ما أجلبوا به( و استعانوا به على حربكم و ضمّه عسكرهم و حواه فهو لكم و ما كان في دورهم فهو ميراث على فرائض اللّه ]لذراريّهم[ و على نسائهم العدّة و ليس لكم عليهنّ و لا على الذّراريّ من سبيل فراجعوه في ذلك فلمّا أكثروا عليه قال هاتوا سهامكم فاضربوا على عائشة أيّكم يأخذها و هي رأس الأمر فقالوا نستغفر اللّه قال فأنا أستغفر اللّه فسكتوا و لم يتعرّض لما كان في دورهم و ]لا[ لنسائهم و لا لذراريّهم

، و عنه ع أنّه قال ما أجلب به أهل البغي من مال و سلاح و كراع و متاع و حيوان و عبد و أمة و قليل و كثير فهو في‏ء يخمّس و يقسم كما تقسم غنائم المشركين

، و عن عليّ ع أنّه سأله عمّار حين دخل البصرة فقال يا أمير المؤمنين بأيّ شي‏ء تسير في هؤلاء قال بالمنّ و العفو كما سار النّبيّ ص في أهل مكّة

، و عن أبي جعفر ع أنّه قال سار عليّ ع بالمنّ و العفو في عدوّه من أجل شيعته )لأنّه( كان يعلم أنّه سيظهر عليهم عدوّهم من بعده فأحبّ أن يقتدي من جاء من بعده به فيسير في شيعته بسيرته و لا يجاوز فعله فيرى النّاس أنّه تعدّى و ظلم

5    و في شرح الأخبار، لصاحب الدّعائم عن موسى بن طلحة بن عبيد اللّه و كان فيمن أسر يوم الجمل و حبس مع من حبس من الأسارى بالبصرة فقال كنت في سجن عليّ ع بالبصرة حتّى سمعت المنادي ينادي أين موسى بن طلحة بن عبيد اللّه قال فاسترجعت و استرجع أهل السّجن و قالوا يقتلك فأخرجني إليه فلمّا وقفت بين يديه قال لي يا موسى قلت لبّيك يا أمير المؤمنين قال قل أستغفر اللّه قلت أستغفر اللّه و أتوب إليه ثلاث مرّات فقال لمن كان معي من رسله خلّوا عنه و قال لي اذهب حيث شئت و ما وجدت لك في عسكرنا من سلاح أو كراع فخذه و اتّق اللّه فيما تستقبله من أمرك و اجلس في بيتك فشكرت و انصرفت و كان عليّ ع قد أغنم أصحابه ما أجلب به أهل البصرة إلى قتاله أجلبوا به يعني أتوا به في عسكرهم و لم يعرض لشي‏ء غير ذلك لورثتهم و خمّس ما أغنمه ممّا أجلبوا به عليه فجرت أيضا بذلك السّنّة

، و عن إسماعيل بن موسى بإسناده عن أبي البختريّ قال لمّا انتهى عليّ ع إلى البصرة خرج أهلها إلى أن قال فقاتلوهم و ظهروا عليهم و ولّوا منهزمين فأمر عليّ ع مناديا ينادي لا تطعنوا في غير مقبل و لا تطلبوا مدبرا و لا تجهزوا على جريح و من ألقى سلاحه فهو آمن و من أغلق بابه فهو آمن و ما كان بالعسكر فهو لكم مغنم و ما كان في الدّور فهو ميراث يقسم بينهم على فرائض اللّه عزّ و جلّ فقام إليه قوم من أصحابه فقالوا يا أمير المؤمنين من أين أحللت لنا دماءهم و أموالهم و حرّمت علينا نساءهم فقال لأنّ القوم على الفطرة و كان لهم ولاء قبل الفرقة و كان نكاحهم لرشدة فلم يرضهم ذلك من كلامه ص فقال لهم هذه السّيرة في أهل القبلة فأنكرتموها فانظروا أيّكم يأخذ عائشة في سهمه فرضوا بما قال فاعترفوا صوابه و سلّموا الأمر

7    الشّيخ المفيد في كتاب الكافئة في إبطال توبة الخاطئة، عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر ع في حديث أنّ أمير المؤمنين ع قال لعبد اللّه بن وهب الرّاسبيّ لمّا قال في شأن أصحاب الجمل إنّهم الباغون الظّالمون الكافرون المشركون قال أبطلت يا ابن السّوداء ليس القوم كما تقول لو كانوا مشركين سبينا أو غنمنا أموالهم و ما ناكحناهم و لا وارثناهم

8    كتاب درست بن أبي منصور، عن الوليد بن صبيح قال سأل المعلّى بن خنيس أبا عبد اللّه ع فقال جعلت فداك حدّثني عن القائم ع إذا قام يسير بخلاف سيرة عليّ ع قال فقال له نعم قال فأعظم ذلك معلّى و قال جعلت فداك ممّ ذاك قال فقال لأنّ عليّا ع سار بالنّاس سيرة و هو يعلم أنّ عدوّه سيظهر على وليّه من بعده و إنّ القائم ع إذا قام ليس إلّا السّيف فعودوا مرضاهم و اشهدوا جنائزهم و افعلوا فإنّه إذا كان ذاك لم تحلّ مناكحتهم و لا موارثتهم

9    الحسين بن حمدان الحضينيّ في الهداية، عن محمّد بن عليّ عن الحسن بن عليّ بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه الصّادق ع في حديث طويل في قصّة أهل النّهروان إلى أن قال قال لهم عليّ ع فأخبروني ما ذا أنكرتم عليّ قالوا أنكرنا أشياء يحلّ لنا قتلك بواحدة منها إلى أن قالوا و أمّا ثانيها أنّك حكمت يوم الجمل فيهم بحكم خالفته بصفّين قلت لنا يوم الجمل لا تقتلوهم مولّين و لا مدبرين و لا نياما و لا أيقاظا و لا تجهزوا على جريح و من ألقى سلاحه فهو آمن و من أغلق بابه فلا سبيل عليه و أحللت لنا سبي الكراع و السّلاح و حرّمت علينا سبي الذّراريّ و قلت لنا بصفّين اقتلوهم ]مولّين و[ مدبرين و نياما و أيقاظا و أجهزوا على كلّ جريح و من ألقى سلاحه فاقتلوه و من أغلق بابه فاقتلوه و أحللت لنا سبي الكراع و السّلاح و الذّراريّ فما العلّة فيما اختلف فيه الحكمان إن يكن هذا حلالا فهذا حلال و إن يكن هذا حراما فهذا حرام إلى أن قال ثمّ قال ع و أمّا حكمي يوم الجمل بما خالفته يوم صفّين فإنّ أهل الجمل أخذت عليهم بيعتي فنكثوها و خرجوا من حرم اللّه و حرم رسول اللّه ص إلى البصرة و لا إمام لهم و لا دار حرب تجمعهم فإنّما أخرجوا عائشة زوجة النّبيّ ص معهم لكراهتها لبيعتي و قد خبّرها رسول اللّه ص بأنّ خروجها عليّ بغي و عدوان من أجل قوله عزّ و جلّ يا نساء النّبيّ من يأت منكنّ بفاحشة مبيّنة يضاعف لها العذاب ضعفين و ما من أزواج النّبيّ ص واحدة أتت بفاحشة غيرها فإنّ فاحشتها كانت عظيمة أوّلها خلافها فيما أمرها اللّه في قوله عزّ و جلّ و قرن في بيوتكنّ و لا تبرّجن تبرّج الجاهليّة الأولى فإنّ تبرّجها أعظم من خروجها و طلحة و الزّبير إلى الحجّ فو اللّه ما أرادوا حجّة و لا عمرة و مسيرها من مكّة إلى البصرة و إشعالها حربا قتل فيه طلحة و الزّبير و خمسة و عشرون ألفا من المسلمين و قد علمتم أنّ اللّه عزّ و جلّ يقول و من يقتل مؤمنا متعمّدا فجزاؤه جهنّم خالدا فيها إلى آخر الآية فقلت لكم لمّا أظهرنا اللّه عليهم ما قلته لأنّه لم تكن لهم دار حرب تجمعهم و لا إمام يداوي جريحهم و يعيدهم إلى قتالكم مرّة أخرى و أحللت لكم الكراع و السّلاح و حرّمت الذّراريّ فأيّكم يأخذ عائشة زوجة النّبيّ ص في سهمه قالوا صدقت و اللّه في جوابك و أصبت و أخطأنا و الحجّة لك قال لهم و أمّا قولي بصفّين اقتلوهم مولّين و مدبرين و نياما و أيقاظا و أجهزوا على كلّ جريح و من ألقى سلاحه فاقتلوه و من أغلق بابه فاقتلوه و أحللت لكم سبي الكراع و السّلاح و سبي الذّراريّ و ذاك حكم اللّه عزّ و جلّ لأنّ لهم دار حرب قائمة و إماما منتصبا يداوي جريحهم و يعالج مريضهم و يهب لهم الكراع و السّلاح و يعيدهم إلى قتالكم كرّة بعد كرّة و لم يكونوا بايعوا فيدخلون في ذمّة البيعة و الإسلام و من خرج من بيعتنا فقد خرج من الدّين و صار ماله و ذراريّه بعد دمه حلالا قالوا له صدقت و أصبت و أخطأنا و الحقّ و الحجّة لك الخبر

 و رواه القاضي نعمان في كتاب شرح الأخبار، عن أحمد بن شعيب السّاريّ بإسناده عن عبد اللّه بن عبّاس مثله باختلاف يسير

10    العلّامة في المختلف، عن ابن أبي عقيل أنّه روى أنّ رجلا من عبد القيس قام يوم الجمل فقال يا أمير المؤمنين ما عدلت حتّى تقسم بيننا أموالهم و لا تقسم بيننا نساءهم و لا أبناءهم فقال له إن كنت كاذبا فلا أماتك اللّه حتّى تدرك غلام ثقيف و ذلك أنّ دار الهجرة حرّمت ما فيها و أنّ دار الشّرك أحلّت ما فيها فأيّكم يأخذ أمّه في سهمه

 قال العلّامة فيه لنا ما رواه ابن أبي عقيل و هو شيخ من علمائنا تقبل مراسيله لعلمه و عدالته و ذكر الخبر المذكور

 باب 24 -حكم قتال البغاة

1    الحسن بن محمّد الطّوسيّ في أماليه، عن أبيه عن المفيد عن عليّ بن بلال عن محمّد بن الحسين بن حميد اللّخميّ عن سليمان بن الرّبيع عن نصر بن مزاحم قال عليّ بن بلال و حدّثني عليّ بن عبد اللّه بن أسد الأصبهانيّ عن إبراهيم بن محمّد الثّقفيّ عن محمّد بن عليّ عن نصر بن مزاحم عن يحيى بن يعلى الأسلميّ عن عليّ بن الحزور عن الأصبغ بن نباتة قال جاء رجل إلى عليّ ع فقال يا أمير المؤمنين هؤلاء الّذين تقاتلهم الدّعوة واحدة و الرّسول واحد و الصّلاة واحدة و الحجّ واحد فبم نسمّيهم قال سمّهم بما سمّاهم اللّه تعالى في كتابه فقال ما كلّ ما في كتاب اللّه أعلمه فقال أ ما سمعت اللّه يقول في كتابه تلك الرّسل فضّلنا بعضهم على بعض منهم من كلّم اللّه و رفع بعضهم درجات و آتينا عيسى ابن مريم البيّنات و أيّدناه بروح القدس و لو شاء اللّه ما اقتتل الّذين من بعدهم من بعد ما جاءتهم البيّنات و لكن اختلفوا فمنهم من آمن و منهم من كفر فلمّا وقع الاختلاف كنّا نحن أولى باللّه عزّ و جلّ و بدينه و بالنّبيّ ص و بالكتاب و بالحقّ فنحن الّذين آمنوا و هم الّذين كفروا و شاء اللّه منّا قتلهم فقتلناهم بمشيئته و إرادته

 و رواه المفيد في أماليه، عن عليّ بن بلال مثله

2    ابن شهرآشوب في مناقبه، عن أبي جعفر ع أنّه ذكر الّذين حاربهم عليّ ع فقال أما إنّهم أعظم جرما ممّن حارب رسول اللّه ص قيل له و كيف ذلك يا ابن رسول اللّه قال أولئك كانوا أهل جاهليّة و هؤلاء قرءوا القرآن و عرفوا أهل الفضل فأتوا ما أتوا بعد البصيرة

3    فرات بن إبراهيم الكوفيّ في تفسيره، عن الحسن بن عليّ بن بزيع معنعنا عن أبي جعفر ع قال قال أمير المؤمنين ع  يا معشر المسلمين قاتلوا أئمّة الكفر إنّهم لا أيمان لهم لعلّهم ينتهون ثمّ قال هؤلاء القوم هم و ربّ الكعبة يعني أهل صفّين و البصرة و الخوارج

4    العيّاشيّ في تفسيره، عن حنان بن سدير عن أبي عبد اللّه ع قال دخل عليّ أناس من أهل البصرة فسألوني عن طلحة و الزّبير فقلت لهم كانا إمامين من أئمّة الكفر إنّ عليّا ص يوم البصرة لمّا صفّ الخيول قال لأصحابه لا تعجلوا على القوم حتّى أعذر فيما بيني و بين اللّه تعالى و بينهم فقام إليهم فقال لأهل البصرة هل تجدون عليّ جورا في الحكم قالوا لا إلى أن قال ع ثمّ ثنى إلى أصحابه فقال إنّ اللّه يقول في كتابه و إن نكثوا أيمانهم من بعد عهدهم و طعنوا في دينكم فقاتلوا أئمّة الكفر إنّهم لا أيمان لهم لعلّهم ينتهون فقال أمير المؤمنين ع و الّذي فلق الحبّة و برأ النّسمة و اصطفى محمّدا ص بالنّبوّة إنّكم لأصحاب هذه الآية و ما قوتلوا منذ نزلت

، و عن أبي الطّفيل قال سمعت عليّا ع يوم الجمل و هو يحضّ النّاس على قتالهم و يقول و اللّه ما رمي أهل هذه الآية بكنانة قبل اليوم فقاتلوا أئمّة الكفر إنّهم لا أيمان لهم لعلّهم ينتهون فقلت لأبي الطّفيل ما الكنانة قال السّهم يكون موضع الحديد فيه عظم تسمّيه بعض العرب الكنانة

   ، و عن الحسن البصريّ قال خطبنا عليّ بن أبي طالب ع على هذا المنبر و ذلك بعد ما فرغ من أمر طلحة و الزّبير و عائشة فحمد اللّه و أثنى عليه و صلّى على رسوله ص ثمّ قال أيّها النّاس و اللّه ما قاتلت هؤلاء بالأمس إلّا بآية )من كتاب اللّه( تركتها في كتاب اللّه إنّ اللّه يقول و إن نكثوا الآية أما و اللّه لقد عهد إليّ رسول اللّه ص و قال لي يا عليّ لتقاتلنّ الفئة الباغية و الفئة النّاكثة و الفئة المارقة

، و عن الشّعبيّ قال قرأ عبد اللّه و إن نكثوا إلى آخر الآية ثمّ قال ما قوتل أهلها بعد فلمّا كان يوم الجمل قرأها عليّ ع ثمّ قال ما قوتل أهلها منذ يوم نزلت حتّى كان اليوم

، و عن أبي عثمان مولى بني قصيّ قال شهدت عليّا ع سنة كلّها فما سمعت منه ولاية و لا براءة و قد سمعته يقول عذرني اللّه من طلحة و الزّبير بايعاني طائعين غير مكرهين ثمّ نكثا بيعتي من غير حدث أحدثته و اللّه ما قوتل أهل هذه الآية منذ نزلت حتّى قاتلتهم و إن نكثوا الآية

  دعائم الإسلام، عن أمير المؤمنين ع أنّه خطب بالكوفة فقام رجل من الخوارج فقال لا حكم إلّا للّه فسكت أمير المؤمنين ع ثمّ قام آخر و آخر فلمّا أكثروا قال كلمة حقّ يراد بها باطل لكم عندنا ثلاث خصال لا نمنعكم مساجد اللّه أن تصلّوا فيها و لا نمنعكم الفي‏ء ما كانت أيديكم مع أيدينا و لا نبدؤكم بحرب حتّى تبدءونا ]به[ و أشهد لقد أخبرني النّبيّ الصّادق ص عن الرّوح الأمين عن ربّ العالمين أنّه لا يخرج ]علينا[ منكم من فئة قلّت أو كثرت إلى يوم القيامة إلّا جعل اللّه حتفها على أيدينا و إنّ أفضل الجهاد جهادكم و أفضل المجاهدين من قتلكم و أفضل الشّهداء من قتلتموه فاعملوا ما أنتم عاملون فيوم القيامة يخسر المبطلون و لكلّ نبإ مستقرّ فسوف تعلمون

10  ، و عن أبي عبد اللّه ع قال إن دعي أهل البغي قبل القتال فحسن و إلّا فقد علموا ما يدعون إليه و ينبغي أن لا يبدءوا بالقتال حتّى يبدءوهم به

11  ، و عن أمير المؤمنين ع أنّه قال يقاتل أهل البغي و يقتلون بكلّ ما يقتل به المشركون و يستعان )بكلّ ما( أمكن أن يستعان به عليهم من أهل القبلة و يؤسرون كما يؤسر المشركون إذا قدر عليهم

12  ، و عنه ع أنّه ذكر قتال من قاتله منهم فقال و اللّه ما وجدت إلّا قتالهم أو الكفر بما أنزل اللّه على نبيّه محمّد ص

13  ، و عن أبي جعفر ع أنّه ذكر الّذين حاربهم عليّ ع فقال أما إنّهم أعظم جرما ممّن حارب رسول اللّه ص قيل له و كيف ذلك يا ابن رسول اللّه قال لأنّ أولئك كانوا جاهليّة و هؤلاء قرءوا القرآن و عرفوا فضل أهل الفضل فأتوا ما أتوا بعد البصيرة

14  ، و عنه ع أنّه سئل عن الّذين قاتلهم من أهل القبلة أ كافرون هم قال كفروا بالأحكام و كفروا بالنّعم كفرا ليس ككفر الّذين دفعوا النّبوّة و لم يقرّوا بالإسلام و لو كانوا كذلك ما حلّت لنا مناكحتهم و لا ذبائحهم و لا مواريثهم

15  ، و عنه ع أنّه قال يوم صفّين اقتلوا بقيّة الأحزاب و أولياء الشّيطان اقتلوا من يقول كذب اللّه و رسوله

16  ، و عنه ع أنّه حرّض النّاس على منبر الكوفة فقال يا معشر أهل الكوفة لتصبرنّ على قتال عدوّكم أو ليسلّطنّ اللّه عليكم قوما أنتم أولى بالحقّ منهم

17    ثقة الإسلام في الكافي، عن عليّ بن الحسين عن عليّ بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه ع قلت و إن طائفتان من المؤمنين إلى قوله فأصلحوا بينهما بالعدل فقال ع الفئتان إنّما جاء تأويل هذه الآية يوم البصرة و هم أهل هذه الآية و هم الّذين بغوا على أمير المؤمنين ع فكان الواجب عليه قتالهم و قتلهم حتّى يفيئوا إلى أمر اللّه و لو لم يفيئوا لكان الواجب عليه فيما أنزل اللّه أن لا يرفع السّيف عنهم حتّى يفيئوا أو يرجعوا عن رأيهم لأنّهم بايعوا طائعين غير كارهين و هي الفئة الباغية كما قال اللّه تعالى فكان الواجب على أمير المؤمنين ع أن يعدل فيهم حيث كان ظفر بهم كما عدل رسول اللّه ص في أهل مكّة إنّما منّ عليهم و عفا و كذلك صنع أمير المؤمنين ع بأهل البصرة حيث ظفر بهم مثل ما صنع النّبيّ ص بأهل مكّة حذو النّعل بالنّعل

18  ، و عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن محمّد بن خالد و الحسين بن سعيد معا عن النّضر عن يحيى الحلبيّ عن ابن مسكان عن ضريس قال تمارى النّاس عند أبي جعفر ع فقال بعضهم حرب عليّ ع شرّ من حرب رسول اللّه ص و قال بعضهم حرب رسول اللّه ص شرّ من حرب عليّ ع قال فسمعهم أبو جعفر ع فقال ما تقولون فقالوا أصلحك اللّه تمارينا في حرب رسول اللّه ص و في حرب عليّ ع فقال بعضنا حرب عليّ ع شرّ من حرب رسول اللّه ص و قال بعضنا حرب رسول اللّه ص شرّ من حرب عليّ ع فقال أبو جعفر ع لا بل حرب عليّ ع شرّمن حرب رسول اللّه ص فقلت جعلت فداك أ حرب عليّ ع شرّ من حرب رسول اللّه ص قال نعم و سأخبرك عن ذلك إنّ حرب رسول اللّه ص لم يقرّوا بالإسلام و إنّ حرب عليّ ع أقرّوا بالإسلام ثمّ جحدوه

19    القاضي نعمان في شرح الأخبار، عن محمّد بن داود بإسناده عن عليّ ع أنّه سئل عن قتلى الجمل أ مشركون هم قال لا بل من الشّرك فرّوا قيل فمنافقون قال لا إنّ المنافقين لا يذكرون اللّه إلّا قليلا قيل فما هم قال إخواننا بغوا علينا فنصرنا عليهم

20    إبراهيم بن محمّد الثّقفيّ في كتاب الغارات، عن ميسرة قال قال عليّ ع قاتلوا أهل الشّام مع كلّ إمام بعدي

21    الشّيخ المفيد في الأمالي، عن أبي الحسن عليّ بن بلال المهلّبيّ عن أبي العبّاس أحمد بن الحسين البغداديّ عن الحسين بن عمر المقرئ عن عليّ بن الأزهر عن عليّ بن صالح المكّيّ عن محمّد بن عمر بن عليّ عن أبيه عن جدّه ع قال لمّا نزلت على النّبيّ ص إذا جاء نصر اللّه و الفتح قال يا عليّ إنّه قد جاء نصر اللّه و الفتح فإذا رأيت النّاس يدخلون في دين اللّه أفواجا فسبّح بحمد ربّك و استغفره إنّه كان توّابا يا عليّ إنّ اللّه قد كتب على المؤمنين الجهاد في الفتنة من بعدي كما كتب عليهم جهاد المشركين معي فقلت يا رسول اللّه و ما الفتنة الّتي كتب علينا فيها الجهاد قال فتنة قوم يشهدون أن لا إله إلّا اللّه و أنّي رسول اللّه مخالفون لسنّتي و طاعنون في ديني فقلت فعلى م نقاتلهم يا رسول اللّه و هم يشهدون أن لا إله إلّا اللّه و أنّك رسول اللّه فقال على إحداثهم في دينهم و فراقهم لأمري و استحلالهم دماء عترتي

 باب 25 -جواز فرار المسلم من ثلاثة في الحرب و تحريمه من واحد أو اثنين بأن يكون العدوّ على الضّعف لا أزيد

1    دعائم الإسلام، عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال من فرّ من اثنين فقد فرّ و من فرّ من ثلاثة لم يكن فارّا لأنّ اللّه عزّ و جلّ افترض على المسلمين أن يقاتلوا مثلي أعدادهم من المشركين

، العيّاشيّ عن الحسين بن صالح قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول كان عليّ ص يقول من فرّ من رجلين في القتال من الزّحف فقد فرّ من الزّحف و من فرّ من ثلاثة رجال في القتال من الزّحف فلم يفرّ

3    عليّ بن إبراهيم في تفسيره، في قوله تعالى يا أيّها النّبيّ حرّض المؤمنين على القتال الآية قال كان الحكم في أوّل النّبوّة في أصحاب رسول اللّه ص أنّ الرّجل الواحد وجب عليه أن يقاتل عشرة من الكفّار فإن هرب منه فهو الفارّ من الزّحف و المائة يقاتلون ألفا ثمّ علم اللّه أنّ فيهم ضعفا لا يقدرون على ذلك فأنزل الآن خفّف اللّه عنكم الآية ففرض اللّه عليهم أن يقاتل رجل من المؤمنين رجلين من الكفّار فإن فرّ منهما فهو الفارّ من الزّحف و إن كانوا ثلاثة من الكفّار و واحد من المسلمين ففرّ المسلم منهم فليس هو الفارّ من الزّحف

 باب 26 -أنّ من أسر بعد جراحة مثقلة وجب افتداؤه من بيت المال و إلّا فمن ماله و عدم جواز الاستسلام للأسر بغير جراحة

1    الجعفريّات، أخبرنا عبد اللّه أخبرنا محمّد حدّثني موسى قال حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ ع قال لمّا بعث رسول اللّه ص بالرّاية معي بعث معي ناسا فقال لهم رسول اللّه ص من استأسر من غير جراحة مثقلة فليس منّا

، و بهذا الإسناد عن عليّ بن الحسين عن أبيه أنّ عليّا ع كان يقول من استأسر من غير أن يغلب فلا يفدى من بيت مال المسلمين و لكن يفدى من ماله إن أحبّ أهله

3    دعائم الإسلام، عن أمير المؤمنين ع أنّه قال حرّض رسول اللّه ص النّاس يوم خيبر فقال من استأسر من غير جراحة مثخنة فليس منّا

باب 27 -تحريم الفرار من الزّحف إلّا ما استثني

1    دعائم الإسلام، عن أمير المؤمنين ع أنّه قال الفرار من الزّحف من الكبائر

2    نصر بن مزاحم في كتاب صفّين، عن عمر بن سعد عن مالك بن أعين عن زيد بن وهب أنّ عليّا ع لمّا رأى ميمنته يوم صفّين قد عادت إلى مواقفها و مصافّها و كشف من بإزائها حتّى ضاربوهم في مواقفهم و مراكزهم أقبل حتّى انتهى إليهم فقال إنّي قد رأيت جولتكم و انحيازكم عن صفوفكم تحوزكم الجفاة الطّغاة و أعراب أهل الشّام و أنتم لهاميم العرب و السّنام الأعظم و عمّار اللّيل بتلاوة القرآن و أهل دعوة الحقّ إذا ضلّ الخاطئون فلو لا إقبالكم بعد إدباركم و كرّكم بعد انحيازكم وجب عليكم ما وجب على المولّي يوم الزّحف دبره و كنتم فيما أرى من الهالكين و لقد هوّن عليّ بعض وجدي و شفا بعض )هياج صدري( أنّي رأيتكم بأخرة حزتموهم كما حازوكم و أزلتموهم عن مصافّهم كما أزالوكم تحوزونهم بالسّيوف ليركب أوّلهم آخرهم كالإبل المطردة الهيم فالآن فاصبروا أنزلت عليكم السّكينة و ثبّتكم اللّه باليقين و ليعلم المنهزم أنّه مسخط لربّه و موبق لنفسه و في الفرار موجدة اللّه عليه و الذّلّ اللّازم و فساد العيش و أنّ الفارّ لا يزيد في عمره و لا يرضي ربّه فموت الرّجل محقا قبل إتيان هذه الخصال خير من الرّضى بالتّلبّس بها و الإقرار عليها

3    العيّاشيّ في تفسيره، عن زرارة عن أحدهما ع قال قلت الزّبير شهد بدرا قال نعم و لكنّه فرّ يوم الجمل فإن كان قاتل المؤمنين فقد هلك و إن كان قاتل كفّارا فقد باء بغضب من اللّه حين ولّاهم دبره

، و عن أبي أسامة زيد الشّحّام عن أبي الحسن ع في حديث أنّه قال في قوله تعالى إلّا متحرّفا لقتال أو متحيّزا إلى فئة قال متطرّدا يريد الكرّة عليهم و متحيّزا يعني متأخّرا إلى أصحابه من غير هزيمة فمن انهزم حتّى يجوز صفّ أصحابه فقد باء بغضب من اللّه

5    الشّيخ المفيد في الإرشاد، عن عمران بن حصين قال لمّا تفرّق النّاس عن رسول اللّه ص في يوم أحد جاء عليّ ع متقلّدا سيفه حتّى قام بين يديه فرفع رسول اللّه ص رأسه فقال له ما بالك لم تفرّ مع النّاس فقال يا رسول اللّه أرجع كافرا بعد إسلامي الخبر

 باب 28 -سقوط جهاد البغاة و المشركين مع قلّة الأعوان من المسلمين

1    الشّيخ الطّبرسيّ في الإحتجاج، روي أنّ أمير المؤمنين ع كان جالسا في بعض مجالسه بعد رجوعه من النّهروان فجرى الكلام حتّى قيل ]له[ لم لا حاربت أبا بكر و عمر كما حاربت طلحة و الزّبير و معاوية فقال ع إنّي كنت لم أزل مظلوما مستأثرا على حقّي فقام إليه أشعث بن قيس فقال يا أمير المؤمنين لم لم تضرب بسيفك و تطلب بحقّك فقال يا أشعث قد قلت قولا فاسمع الجواب و عه و استشعر الحجّة إنّ لي أسوة بستّة من الأنبياء صلوات اللّه عليهم أجمعين أوّلهم نوح ع حيث قال أنّي مغلوب فانتصر فإن قال قائل إنّه لغير خوف فقد كفر و إلّا فالوصيّ أعذر ثانيهم لوط ع حيث قال لو أنّ لي بكم قوّة أو آوي إلى ركن شديد فإن قال قائل إنّه قال لغير خوف فقد كفر و إلّا فالوصيّ أعذر و ثالثهم إبراهيم خليل اللّه ع حيث قال و أعتزلكم و ما تدعون من دون اللّه فإن قال قائل إنّه قال هذا لغير خوف فقد كفر و إلّا فالوصيّ أعذر و رابعهم موسى ع حيث قال ففررت منكم لمّا خفتكم فإن قال قائل إنّه قال هذا لغير خوف فقد كفر و إلّا فالوصيّ أعذر و خامسهم أخوه هارون حيث قال ابن أمّ إنّ القوم استضعفوني و كادوا يقتلونني فإن قال قائل إنّه قال لغير خوف فقد كفر و إلّا فالوصيّ أعذر و سادسهم أخي محمّد ص سيّد البشر حيث ذهب إلى الغار و نوّمني على فراشه فإن قال قائل إنّه ذهب إلى الغار لغير خوف فقد كفر و إلّا فالوصيّ أعذر فقام إليه النّاس بأجمعهم فقالوا يا أمير المؤمنين قد علمنا أنّ القول قولك و نحن المذنبون التّائبون و قد عذرك اللّه

   ، و عن إسحاق بن موسى عن أبيه موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمّد عن آبائه ع في حديث أنّ أمير المؤمنين ع قال في خطبة له ثمّ أخذت بيد فاطمة و ابنيّ الحسن و الحسين ع ثمّ درت على أهل بدر و أهل السّابقة فناشدتهم حقّي و دعوتهم إلى نصرتي فما أجابني منهم إلّا أربعة رهط سلمان و عمّار و المقداد و أبو ذرّ و ذهب من كنت أعتضد بهم على دين اللّه إلى أن قال و الّذي بعث محمّدا ص بالحقّ لو وجدت يوم بويع أخو تيم أربعين رهطا لجاهدتهم في اللّه إلى أن أبلي عذري

3    الشّيخ الطّوسيّ في كتاب الغيبة، )عن ابن أبي الجيد عن محمّد بن الحسن بن الوليد عن محمّد بن أبي القاسم عن أبي سمينة عن حمّاد بن عيسى عن إبراهيم بن عمر عن أبان بن أبي عيّاش( عن سليم بن قيس الهلاليّ عن جابر بن عبد اللّه و عبد اللّه بن عبّاس قالا قال رسول اللّه ص في وصيّته لأمير المؤمنين ع يا عليّ إنّ قريشا ستظاهر عليك و تجتمع كلمتهم على ظلمك و قهرك فإن وجدت أعوانا فجاهدهم و إن لم تجد أعوانا فكفّ يدك و احقن دمك فإنّ الشّهادة من وراءك )لعن اللّه قاتلك(

4    سليم بن قيس الهلاليّ في كتابه، قال كنّا جلوسا حول أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب ع و حوله جماعة من أصحابه فقال له قائل يا أمير المؤمنين لو استنفرت النّاس فقام و خطب إلى أن قال فقال ابن قيس و غضب من قوله فما منعك يا ابن أبي طالب حين بويع أبو بكر أخو تيم و أخو بني عديّ بن كعب و أخو بني أميّة بعدهم أن تقاتل و تضرب بسيفك إلى أن قال فقال ع يا ابن قيس اسمع الجواب لم يمنعني من ذلك الجبن و لا كراهة للقاء ربّي و أن لا أكون أعلم أنّ ما عند اللّه خير لي من الدّنيا و البقاء فيها و لكن منعني من ذلك أمر رسول اللّه ص و عهده إليّ أخبرني رسول اللّه ص بما الأمّة صانعة بعده فلم أك بما صنعوا حين عاينته بأعلم و لا أشدّ استيقانا منّي به قبل ذلك بل أنا بقول رسول اللّه ص أشدّ يقينا منّي بما عاينت و شهدت فقلت يا رسول اللّه فما تعهد إليّ إذا كان ذلك قال إن وجدت أعوانا فانبذ إليهم و جاهدهم و إن لم تجد أعوانا فكفّ يدك و احقن دمك حتّى تجد على إقامة الدّين و كتاب اللّه و سنّتي أعوانا و أخبرني أنّ الأمّة ستخذلني و تبايع غيري و أخبرني أنّي منه بمنزلة هارون من موسى و أنّ الأمّة سيصيرون بعده بمنزلة هارون و من تبعه و العجل و من تبعه إذ قال له موسى يا هارون ما منعك إذ رأيتهم ضلّوا ألّا تتّبعن أ فعصيت أمري قال يا بن أمّ لا تأخذ بلحيتي و لا برأسي إنّي خشيت أن تقول فرّقت بين بني إسرائيل و لم ترقب قولي و إنّما يعني أنّ موسى أمر هارون حين استخلفه عليهم إن ضلّوا فوجد أعوانا أن يجاهدهم و إن لم يجد أعوانا أن يكفّ يده و يحقن دمه و لا يفرّق بينهم و إنّي خشيت أن يقول ذلك أخي رسول اللّه ص لم فرّقت بين الأمّة و لم ترقب قولي و قد عهدت إليك أنّك إن لم تجد أعوانا أن تكفّ يدك و تحقن دمك و دم أهلك و شيعتك فلمّا قبض رسول اللّه ص مال النّاس إلى أبي بكر فبايعوه و أنا مشغول برسول اللّه ص بغسله ]و دفنه[ ثمّ شغلت بالقرآن فآليت يمينا بالقرآن أن لا أرتدي إلّا للصّلاة حتّى أجمعه في كتاب ثمّ حملت فاطمة و أخذت بيد الحسن و الحسين ع فلم ندع أحدا من أهل بدر و أهل السّابقة من المهاجرين و الأنصار إلّا ناشدتهم اللّه و حقّي و دعوتهم إلى نصرتي فلم يستجب من جميع النّاس إلّا أربعة رهط الزّبير و سلمان و أبو ذرّ و المقداد و لم يكن معي أحد من أهل بيتي أصول به و لا أقوى به إلى أن قال ع و لو كنت وجدت يوم بويع )أخو تيم( أربعين رجلا مطيعين لجاهدتهم فأمّا يوم بويع عمر و عثمان فلا لأنّي كنت بايعت و مثلي لا ينكث بيعته ويلك يا ابن قيس كيف رأيتني صنعت حين قتل عثمان و وجدت أعوانا هل رأيت منّي فشلا أو جبنا أو تقصيرا يوم البصرة إلى أن قال ع يا ابن قيس أما و الّذي فلق الحبّة و برأ النّسمة لو وجدت يوم بويع أبو بكر الّذي عيّرتني بدخولي في بيعته أربعين رجلا كلّهم على مثل بصيرة الأربعة الّذين وجدت لما كففت يدي و لناهضت القوم و لكن لم أجد خامسا قال الأشعث و من الأربعة يا أمير المؤمنين قال سلمان و أبو ذرّ و المقداد و الزّبير بن صفيّة قبل نكثه بيعتي فإنّه بايعني مرّتين أمّا بيعته الأولى الّتي وفى بها فإنّه لمّا بويع أبو بكر أتاني أربعون رجلا من المهاجرين و الأنصار فبايعوني و فيهم الزّبير فأمرتهم أن يصبحوا عند بابي محلّقين رءوسهم عليهم السّلاح فما وافى منهم أحد و لا صبّحني منهم غير أربعة سلمان و المقداد و أبو ذرّ و الزّبير إلى أن قال ع يا ابن قيس فو اللّه لو أنّ أولئك الأربعين الّذين بايعوني وفوا لي و أصبحوا على بابي محلّقين قبل أن تجب لعتيق في عنقي بيعته لناهضته و حاكمته إلى اللّه عزّ و جلّ و لو وجدت قبل بيعة عثمان أعوانا لناهضتهم و حاكمتهم إلى اللّه الخبر و هو طويل

5    الحسين بن حمدان الحضينيّ في الهداية، عن محمّد بن إسماعيل و عليّ بن عبد اللّه الحسنيّين عن أبي شعيب محمّد بن نصير عن عمر بن فرات عن محمّد بن الفضل عن مفضّل بن عمر عن الصّادق ع في حديث طويل في سيرة القائم ع و ما يحدث في الرّجعة و شكاية أهل البيت ع عند جدّهم ص و ذكر في جملة شكاية الحسن ع أنّه قال و دخلت جامع الصّلاة بالكوفة فرقأت المنبر فاجتمع النّاس ثمّ ذكر خطبته و تحريضه النّاس على معاوية إلى أن قال فتكلّموا رحمكم اللّه فكأنّما ألجموا بلجام الصّمت عن إجابة الدّعوة إلّا عشرون رجلا منهم قاموا منهم سليمان بن صرد و ذكر ع أساميهم فقالوا يا ابن رسول اللّه ما نملك غير سيوفنا و أنفسنا فها نحن بين يديك لأمرك طائعون مرنا بما شئت فنظرت يمنة و يسرة فلم أر أحدا غيرهم فقلت لهم لي أسوة بجدّي رسول اللّه ص حين عبد اللّه سرّا و هو يومئذ في تسعة و ثلاثين رجلا فلمّا أكمل اللّه له الأربعين صاروا في عدّة و أظهروا أمر اللّه فلو كان معي عدّتهم جاهدت في اللّه حقّ جهاده الخبر

  السّيّد عليّ بن طاوس في كشف المحجّة، نقلا عن كتاب الرّسائل للكلينيّ رحمه اللّه عن عليّ بن إبراهيم بإسناده قال كتب أمير المؤمنين ع كتابا بعد منصرفه من النّهروان و أمر أن يقرأ على النّاس و ذكر الكتاب و هو طويل و فيه و قد كان رسول اللّه ص عهد إليّ عهدا فقال يا ابن أبي طالب لك )ولاء أمّتي( فإن ولّوك في عافية و أجمعوا عليك بالرّضا فقم بأمرهم و إن اختلفوا عليك فدعهم و ما هم فيه فإنّ اللّه سيجعل لك مخرجا فنظرت فإذا ليس لي رافد و لا معي مساعد إلّا أهل بيتي فضننت بهم عن الهلاك و لو كان لي بعد رسول اللّه ص عمّي حمزة و أخي جعفر لم أبايع مكرها الخبر

7    دعائم الإسلام، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ ع أنّه قال إذا اجتمع للإمام عدّة أهل بدر ثلاثمائة و ثلاثة عشر وجب عليه القيام و التّغيير

 باب 29 -حكم طلب المبارزة

1    دعائم الإسلام، عن عليّ ع أنّه رخّص في المبارزة و ذكر من بارز على عهد رسول اللّه ص

 باب 30 -استحباب الرّفق بالأسير و إطعامه و سقيه و إن كان كافرا يراد قتله و أنّ إطعامه على من أسره و يطعم من في السّجن من بيت المال

1    عبد اللّه بن جعفر الحميريّ في قرب الإسناد، عن أبي البختريّ عن جعفر بن محمّد عن أبيه أنّ عليّ بن أبي طالب ع خرج يوقظ النّاس لصلاة الصّبح فضربه عبد الرّحمن بن ملجم لعنه اللّه بالسّيف على أمّ رأسه فوقع على ركبتيه و أخذه فالتزمه حتّى أخذه النّاس و حمل عليّ ع حتّى أفاق ثمّ قال للحسن و الحسين ع احبسوا هذا الأسير و أطعموه و اسقوه و أحسنوا إساره الخبر

 ابن شهرآشوب في المناقب، في سياق وفاته ع و روي أنّه ع قال أطعموه و ذكر مثله

2    البحار، عن الشّيخ أبي الحسن البكريّ في حديث وفاته ع عن لوط بن يحيى عن أشياخه قال ثمّ التفت ع إلى ولده الحسن ع و قال ارفق يا ولدي بأسيرك و ارحمه و أحسن إليه و اشفق عليه إلى أن قال فلمّا أفاق ناوله الحسن ع قعبا من لبن و شرب منه قليلا ثمّ نحّاه عن فمه و قال احملوه إلى أسيركم ثمّ قال للحسن ع بحقّي عليك يا بنيّ إلّا ما طيّبتم مطعمه و مشربه و ارفقوا به إلى حين موتي و تطعمه ممّا تأكل و تسقيه ممّا تشرب حتّى تكون أكرم منه الخبر

3    دعائم الإسلام، عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال ينبغي أن يطعم الأسير و يسقى و يرفق به و إن أريد به القتل

4    الجعفريّات، أخبرنا محمّد حدّثني موسى حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه أنّ عليّا ع كان يخرج إلى صلاة الصّبح و في يده درّة فيوقظ النّاس بها فضربه ابن ملجم لعنه اللّه فقال أطعموه و اسقوه و أحسنوا إساره الخبر

 باب 31 -استحباب إمساك أهل الحقّ عن الحرب حتّى يبدأهم به أهل البغي

1    الشّيخ المفيد في الإرشاد، في سياق مقتل أبي عبد اللّه ع و وصوله إلى نينوى و ممانعة الحرّ قال فقال له زهير بن القين إنّي و اللّه )لا أرى أن( يكون بعد الّذي إلّا أشدّ ممّا ترون يا ابن رسول اللّه إنّ قتال هؤلاء القوم السّاعة أهون من قتال من يأتينا من بعدهم و لعمري ليأتينا من بعدهم ما لا قبل لنا به فقال الحسين ع ما كنت لأبدأهم بالقتال ثمّ نزل و ساق الحديث إلى أن ذكر قصّة يوم عاشوراء قال فنادى شمر بن ذي الجوشن لعنه اللّه بأعلى صوته يا حسين أ تعجّلت بالنّار قبل يوم القيامة فقال الحسين ع من هذا كأنّه شمر بن ذي الجوشن فقالوا نعم فقال يا ابن راعية المعزى أنت أولى بها صليّا و رام مسلم بن عوسجة أن يرميه بسهم فمنعه الحسين ع من ذلك فقال له دعني حتّى أرميه فإنّه الفاسق من أعداء اللّه و عظماء الجبّارين و قد أمكن اللّه منه فقال له الحسين ع لا ترمه فإنّي أكره أن أبدأهم بالقتال

2    نصر بن مزاحم في كتاب صفّين، عن عمر بن سعد و عن رجل عن عبد اللّه بن جندب عن أبيه أنّ عليّا ع كان يأمر في كلّ موطن لقينا مع عدوّه يقول لا تقاتلوهم حتّى يبدءوكم فإنّكم بحمد اللّه على حجّة و ترككم إيّاهم حتّى يبدءوكم حجّة أخرى لكم عليهم الخبر

 باب 32 -جملة من آداب الجهاد و القتال

1    الشّيخ الطّوسيّ في أماليه، بإسناده عن أبي ذرّ قال قال رسول اللّه ص يا أبا ذرّ اخفض صوتك عند الجنائز و عند القتال و عند القرآن

2    دعائم الإسلام، روّينا عن أبي عبد اللّه عن آبائه عن عليّ ع كان رسول اللّه ص إذا لقي العدوّ عبّأ الرّجّالة و عبّأ الخيل و عبّأ الإبل

، و عن أمير المؤمنين ع أنّه كان إذا زحف إلى القتال عبّأ الكتائب و فرّق بين القبائل و قدّم على كلّ قوم رجلا و صفّ الصّفوف و كردس الكراديس و زحف إلى القتال

4   ، و عنه ع أنّه كان إذا زحف جعل ميمنة و ميسرة و قلبا يكون هو فيه و يجعل لها روابط و يقدّم عليها رجالا و يأمر النّاس بخفض الأصوات و الدّعاء و اجتماع القلوب و شهر السّيوف و إظهار العدّة و لزوم كلّ قوم مكانهم و رجوع كلّ من حمل إلى مصافّه بعد الحملة

، و عنه ع أنّه وصف القتال فقال قدّموا الرّجّالة الرّماة فليرشقوا بالنّبل و لتتناوش الجنبتان و اجعلوا خيل الرّوابط المنتخبة ردء اللّواء و لا تنشزوا عن مراكزكم لفارس شدّ من العدوّ و من رأى فرصة من العدوّ فلينشز و لينتهز الفرصة بعد إحكام مركزه فإذا قضى حاجته عاد إليه فإذا أردتم الحملة فليبدأ صاحب المقدّمة فإن تضعضع أدعمته شرطة الخميس فإن تضعضعوا حملت المنتخبة و رشقت الرّماة و تقف الطّلائع و المسالح في الأطراف و الغياض و الآكام ليتحفّظ من المكامن فإن ابتدأكم العدوّ بالحملة فأشرعوا الرّماح و اثبتوا و اصبروا و لتنضح الرّماة و حرّكوا الرّايات و قعقعوا الحجف و ليبرز في وجوههم أصحاب الجواشن و الدّروع فإن انكسروا أدنى كسرة فليحمل عليهم الأوّل فالأوّل و لا تحملوا حملة واحدة ما قام من حمل بأمر العدوّ فإن لم يقم فادعوه شيئا شيئا و الزموا مصافّكم و اثبتوا في مواقفكم فإذا استحقّت الهزيمة فاحملوا بجماعتكم على التّعابيّ غير متفرّقين و لا منقبضين و إذا انصرفتم من القتال فانصرفوا كذلك على التّعابيّ

، و عنه ع أنّه قال إن زحف العدوّ إليكم فصفّوا على أبواب الخنادق فليس هناك إلّا السّيوف و لزوم الأرض بعد إحكام الصّفوف و لا تنظروا في وجوههم و لا يهولنّكم عددهم و انظروا إلى أوطانكم من الأرض فإن حملوا عليكم فاجثوا على الرّكب و استتروا )معا بالتّرسة( صفّا محكما لا خلل فيه فإن أدبروا فاحملوا عليهم بالسّيوف فإن ثبتوا فاثبتوا على التّعابيّ و إن انهزموا فاركبوا الخيل و اطلبوا القوم و لا قوّة إلّا باللّه و إن كانت و أعوذ باللّه فيكم هزيمة فتداعوا )و كبّروا و ثقوا باللّه و بما تواعد( به من فرّ من الزّحف و بكّتوا من رأيتموه ولّى و اجمعوا الألوية و اعتقدوا و ليسرع المخفّون في ردّ من انهزم من الجماعة و إلى المعسكر فلينفر من فيه إليكم فإذا اجتمع أطرافكم و آبت إمدادكم و انصرف فلّكم فألحقوا النّاس بقوّادهم و أحكموا تعابيّهم و قاتلوا و استعينوا باللّه و اصبروا

7    فرات بن إبراهيم الكوفيّ في تفسيره، عن إبراهيم بن بنان الخثعميّ عن جعفر بن محمّد بن يحيى بن شمس عن عليّ بن أحمد بن الباهليّ عن ضرار بن الأزور أنّ رجلا من الخوارج سأل ابن عبّاس عن عليّ بن أبي طالب ع فأعرض عنه ثمّ سأله فقال لقد كان و اللّه عليّ أمير المؤمنين ع يشبه القمر الزّاهر و الأسد الخادر إلى أن قال و قد رأيته يوم صفّين و عليه عمامة بيضاء و كأنّ عينيه سراجان و هو يتوقّف على شرذمة شرذمة يحضّهم و يحثّهم إلى أن انتهى إليّ و أنا في كنف من المسلمين فقال معاشر النّاس استشعروا الخشية و أميتوا الأصوات و تجلببوا بالسّكينة و أكملوا اللّأمة و قلقلوا السّيوف في الغمد قبل السّلّة و الحظوا الخزر و اطعنوا الشّزر و نافحوا بالظّبى و صلوا السّيوف بالخطا و الرّماح بالنّبال فإنّكم بعين اللّه مع ابن عمّ نبيّكم عاودوا الكرّ و استحيوا ]من[ الفرّ فإنّه عار باق في الأعقاب و نار يوم الحساب فطيبوا عن أنفسكم نفسا و اطووا عن الحياة كشحا و امشوا إلى الموت مشيا إلى أن قال ألا فسوّوا بين الرّكب و عضّوا على النّواجذ و اضربوا القوانص بالصّوارم و أشرعوا الرّماح بالجوانح و شدّوا فإنّي شادّ ما هم لا يبصرون الخبر

 و رواه في النّهج، من قوله و استشعروا الخشية مع اختلاف يسير

، نصر بن مزاحم في كتاب صفّين، عن عمر بن سعد عن عبد الرّحيم بن عبد الرّحمن عن أبيه أنّ عليّا أمير المؤمنين حرّض النّاس فقال إنّ اللّه عزّ و جلّ قد دلّكم على تجارة تنجيكم من العذاب و تشفي بكم على الخير إيمان باللّه و رسوله و جهاد في سبيله و جعل ثوابه مغفرة الذّنوب و مساكن طيّبة في جنّات عدن و رضوان من اللّه أكبر فأخبركم بالّذي يجب )عليكم من ذلك( فقال إنّ اللّه يحبّ الّذين يقاتلون في سبيله صفّا كأنّهم بنيان مرصوص فسوّوا صفوفكم كالبنيان المرصوص و قدّموا الدّراع و أخّروا الحاسر و عضّوا على الأضراس فإنّه أنبأ للسّيوف عن الهام و أربط للجأش و أسكن للقلوب و أميتوا الأصوات فإنّه أطرد للفشل و أولى بالوقار و التووا في أطراف الرّماح فإنّه أمور للأسنّة و راياتكم فلا تميلوها و لا تزيلوها و لا تجعلوها إلّا في أيدي شجعانكم المانعي الذّمار و الصبّر عند نزول الحقائق هم أهل الحفائظ الّذين يحفّون براياتهم و يكتنفونها يضربون خلفها و أمامها و لا تضيّعوها أجزأ كلّ امرئ منكم رحمكم اللّه قرنه و واسى أخاه بنفسه و لم يكل قرنه إلى أخيه فيجتمع عليه قرنه و قرن أخيه فيكتسب بذلك لائمة و تأتي به دناءة و أنّى لا يكون هذا هكذا و هذا يقاتل اثنين و هذا ممسك يده قد خلّى قرنه على أخيه هاربا منه و قائما ينظر إليه من يفعل هذا يمقته اللّه فلا تعرّضوا لمقت اللّه فإنّما مردّكم إلى اللّه قال اللّه لقوم عابهم لن ينفعكم الفرار إن فررتم من الموت أو القتل و إذا لا تمتّعون إلّا قليلا و ايم اللّه لئن فررتم من سيف العاجلة لا تسلمون من سيف الآخرة فاستعينوا بالصّدق و الصّبر فإنّه بعد الصّبر ينزل النّصر

 و رواه المفيد في الإرشاد، و فيه اختصار

9   ، و عن عمر بن سعد و حدّثني رجل عن عبد اللّه بن جندب عن أبيه أنّ عليّا ع كان يأمر في كلّ موطن لقينا معه عدوّه يقول لا تقاتلوا القوم حتّى يبدءوكم فإنّكم بحمد اللّه على حجّة و ترككم إيّاهم حتّى يبدءوكم حجّة أخرى لكم عليهم فإذا قاتلتموهم فهزمتموهم فلا تقتلوا مدبرا و لا تجهزوا على جريح و لا تكشفوا عورة و لا تمثّلوا بقتيل فإذا وصلتم إلى رحال القوم فلا تهتكوا السّتر و لا تدخلوا دارا إلّا بإذني و لا تأخذوا شيئا من أموالهم إلّا ما وجدتم في عسكرهم و لا تهيّجوا امرأة إلّا بإذني و إن شتمن أعراضكم و تناولن أمراءكم و صلحاءكم فإنّهنّ ضعاف القوى و الأنفس و العقول لقد كنّا و إنّا نؤمر بالكفّ عنهنّ و إنّهنّ لمشركات و إن كان الرّجل ليتناول المرأة في الجاهليّة بالهراوة أو الحديد فيعيّر بها عقبه بعده

10    نهج البلاغة، من كلامه ع لابنه محمّد بن الحنفيّة لمّا أعطاه الرّاية يوم الجمل تزول الجبال و لا تزل عضّ على ناجذك أعر اللّه جمجمتك تد في الأرض قدمك و ارم ببصرك أقصى القوم و غضّ بصرك و اعلم أنّ النّصر من عند اللّه سبحانه

11    و فيه، و من كلامه ع قال لأصحابه في وقت الحرب و أيّ امرئ منكم أحسّ من نفسه رباط جأش عند اللّقاء و رأى من أحد إخوانه فشلا فليذبّ عن أخيه بفضل نجدته الّتي فضّل بها عليه كما يذبّ عن نفسه فلو شاء اللّه لجعله مثله

 و فيه، و منه فقدّموا الدّراع إلى آخر ما مرّ برواية نصر بن مزاحم مع اختلاف لا يقتضي التّكرار

12    و فيه، و كان يقول لأصحابه ع عند الحرب لا تشتدّنّ عليكم فرّة بعدها كرّة و لا جولة بعدها حملة و أعطوا السّيوف حقوقها و وطّنوا للجنوب مصارعها و ازمروا أنفسكم على الطّعن الدّعسيّ و الضّرب الطّلحفى و أميتوا الأصوات فإنّه أطرد للفشل

13    المفيد في الإرشاد، من كلامه ع في تحضيضه على القتال يوم صفّين بعد حمد اللّه و الثّناء عليه عباد اللّه اتّقوا اللّه و غضّوا الأبصار و اخفضوا الأصوات و أقلّوا الكلام و وطّئوا أنفسكم على المنازلة و المجادلة و المبارزة و المبالطة و المبالدة و المعانقة و المكادمة و اثبتوا و اذكروا اللّه كثيرا لعلّكم تفلحون و أطيعوا اللّه و رسوله و لا تنازعوا فتفشلوا و تذهب ريحكم و اصبروا إنّ اللّه مع الصّابرين اللّهمّ ألهمهم الصّبر و أنزل عليهم النّصر و أعظم لهم الأجر

 و رواه نصر بن مزاحم في كتاب صفّين، عن عمر بن سعد عن إسماعيل بن يزيد عن أبي صادق عن الحضرميّ قال سمعت عليّا ع حرّض النّاس في ثلاثة مواطن في يوم الجمل و يوم صفّين و يوم النّهروان فقال عباد اللّه و ذكر مثله

 باب 33 -حكم ما يأخذه المشركون من أولاد المسلمين و مماليكهم و أموالهم ثمّ يغنمه المسلمون

1    الجعفريّات، أخبرنا عبد اللّه أخبرنا محمّد حدّثني موسى حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ ع قال إذا سبيت دابّة الرّجل من المسلمين أو شي‏ء من ماله ثمّ ظفر به المسلمون بعد فهو أحقّ به ما لم يبع و يقسم فإن هو أدركها بعد ما )انباع و تقسّم( فهو أحقّ بالثّمن

2    دعائم الإسلام، عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال ما أخذ المشركون من أموال المسلمين ثمّ ظهر عليهم )و أخذ من( أيديهم فأهله أحقّ به و لا يخرج مال المسلم من يديه إلّا ما تطيب به نفسه

باب 34 -تحريم التّعرّب بعد الهجرة و سكنى المسلم دار الحرب و دخولها إلّا لضرورة و حكم قتل المسلم بها و أنّ من ذهبت زوجته إلى الكفّار فتزوّج غيرها أعطي مهرها من بيت المال

1    الجعفريّات، أخبرنا عبد اللّه أخبرنا محمّد حدّثني موسى قال حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ ع أنّ رسول اللّه ص بعث جيشا إلى خثعم فلمّا غشوهم استعصموا بالسّجود فقتل بعضهم بعضا فبلغ ذلك رسول اللّه ص فقال للورثة نصف العقل بصلاتهم ثمّ قال رسول اللّه ص إنّي بري‏ء من كلّ مسلم نزل مع مشرك في دار الحرب

 و رواه في الدّعائم، عنه ص مثله و رواه السّيّد فضل اللّه في نوادره، بإسناده عن موسى بن جعفر عن آبائه ع عنه ص مثله

، و بهذا الإسناد قال قال رسول اللّه ص لا ينزل دار الحرب إلّا فاسق برئت منه الذّمّة

، و بهذا الإسناد قال قال رسول اللّه ص في حديث و لا تعرّب بعد الهجرة الخبر

 و رواه السّيّد فضل اللّه في نوادره، بإسناده عنه ص مثله

4    دعائم الإسلام، عن أمير المؤمنين ع أنّه قال من الكبائر قتل المؤمن عمدا إلى أن قال و التّعرّب بعد الهجرة

 باب 35 -التّسوية بين النّاس في قسمة بيت المال و الغنيمة

1    دعائم الإسلام، روّينا عن أمير المؤمنين عليّ ع أنّه أمر عمّار بن ياسر و عبيد اللّه بن أبي رافع و أبا الهيثم بن التّيّهان أن يقسموا مالا من الفي‏ء بين المسلمين و قال اعدلوا بينهم و لا تفضّلوا أحدا على أحد فحسبوا فوجدوا الّذي يصيب كلّ رجل من المسلمين ثلاثة دنانير فأتوا النّاس فأقبل عليهم طلحة و الزّبير و مع كلّ واحد ابنه فدفعوا إلى كلّ واحد منهم ثلاثة دنانير فقال طلحة و الزّبير ليس هكذا كان يعطينا عمر فهذا منكم أو عن أمر صاحبكم قالوا هكذا أمرنا أمير المؤمنين ع فمضيا إليه ع فوجداه في بعض أحواله قائما في الشّمس على أجير له يعمل بين يديه فقالا له ترى أن ترتفع معنا إلى الظّلّ قال نعم فقالا له إنّا أتينا إلى عمّالك على قسمة هذا الفي‏ء فأعطونا كما أعطي سائر النّاس قال فما تريدان قالا ليس كذلك كان يعطينا عمر قال ع فما كان يعطيكما رسول اللّه ص فسكتا فقال ع أ ليس كان النّبيّ ص يقسم بين المسلمين بالسّويّة قالا نعم قال فسنّة رسول اللّه ص أولى بالاتّباع عندكما أم سنّة عمر قالا سنّة رسول اللّه ص و لكن لنا يا أمير المؤمنين سابقة و عناء و قرابة فإن رأيت أن لا تسوّينا بالنّاس فافعل قال سابقتكما أسبق أم سابقتي قالا سابقتك قال فقرابتكما أقرب أم قرابتي قالا قرابتك قال فعناؤكما أعظم أم عنائي قالا بل أنت يا أمير المؤمنين أعظم عناء قال فو اللّه ما أنا و أجيري هذا في المال إلّا بمنزلة واحدة و أومأ بيده إلى الأجير الّذي بين يديه الخبر

 ابن شهرآشوب في المناقب، مثله

2    و عن كتاب ابن الحاشر، بإسناده إلى مالك بن أوس بن الحدثان في خبر طويل أنّه قام سهل بن حنيف فأخذ بيد عبده فقال يا أمير المؤمنين قد أعتقت هذا الغلام فأعطاه ثلاثة دنانير مثل ما أعطى سهل بن حنيف

3    الشّيخ المفيد في أماليه، عن أبي الحسن عليّ بن بلال المهلّبيّ عن عليّ بن عبد اللّه بن أسد الأصفهانيّ عن إبراهيم بن محمّد الثّقفيّ عن محمّد بن عبد اللّه بن عثمان عن عليّ بن أبي السّيف عن أبي حباب عن ربيعة و عمارة و غيرهما أنّ طائفة من أصحاب أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب ع مشوا إليه عند تفرّق النّاس عنه و فرار كثير منهم إلى معاوية طلبا لما في يديه من الدّنيا فقالوا له يا أمير المؤمنين أعط هذه الأموال و فضّل هؤلاء الأشراف من العرب و قريش على الموالي و العجم و من يخاف خلافه عليك من النّاس و فراره إلى معاوية فقال لهم أمير المؤمنين ع أ تأمرونّي أن أطلب النّصر بالجور لا و اللّه لا أفعل ما طلعت شمس و لاح في السّماء نجم لو كان ما لهم لي لواسيت بينهم فكيف و إنّما هي أموالهم الخبر

4    الدّيلميّ في إرشاد القلوب، في خبر طويل أنّه كتب أمير المؤمنين ع في أوّل خلافته إلى حذيفة بن اليمان بالمدائن و فيه و آمرك أن تجبي خراج الأرضين على الحقّ و النّصفة و لا تتجاوز ما تقدّمت به إليك و لا تدع منه شيئا و لا تبتدع فيه أمرا ثمّ اقسمه بين أهله بالسّويّة و العدل الخبر

5    إبراهيم بن محمّد الثّقفيّ في كتاب الغارات، عن محرز بن هشام المراديّ قال حدّثنا جرير بن عبد الحميد عن مغيرة الضّبّيّ قال كان أشراف الكوفة غاشّين لعليّ ع و كان هواهم مع معاوية و ذلك أنّ عليّا ع كان لا يعطي أحدا من الفي‏ء أكثر من حقّه و كان معاوية بن أبي سفيان جعل الشّرف في العطاء ألفي درهم

، و عن هارون بن عنترة عن زاذان قال انطلقت مع قنبر إلى عليّ ع فقال قم يا أمير المؤمنين فقد خبأت لك خبيئة قال فما هو قال قم معي فقام فانطلق إلى بيته فإذا باسنة مملوّة جامات من ذهب و فضّة فقال يا أمير المؤمنين إنّك لا تترك شيئا إلّا قسمته فادّخرت هذا لك قال عليّ ع لقد أحببت أن تدخل بيتي نارا فسلّ سيفه فضربه فانتثرت من بين إناء مقطوع نصفه أو ثلثه ثمّ قال اقسموه بالحصص ففعلوا فجعل يقول

هذا جناي و خياره فيه و كلّ جان يده إلى فيه

إلى آخر الخبر

، و عن محمّد بن عبد اللّه بن عثمان قال حدّثني عليّ بن سيف عن أبي حباب عن ربيعة و عمارة أنّ طائفة من أصحاب عليّ ع مشوا إليه فقالوا يا أمير المؤمنين أعط هذه الأموال و فضّل هؤلاء الأشراف من العرب و قريش على الموالي و العجم و من تخاف خلافه من النّاس و فراره قال و إنّما قالوا له ذلك للّذي كان معاوية يصنع من أتاه فقال لهم عليّ ع أ تأمرونّي أن أطلب النّصر بالجور و اللّه لا أفعل ما طلعت شمس و ما لاح في السّماء نجم لو كان ما لهم لي لواسيت بينهم كيف و إنّما هي أموالهم الخبر

8    الشّيخ المفيد في الإختصاص، عن عبد اللّه قال حدّثنا أحمد بن عليّ بن الحسن بن شاذان قال روى لنا أبو الحسين محمّد بن عليّ بن الفضل بن عامر الكوفيّ قال أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد بن الفرزدق الفزاريّ البزّاز قراءة عليه قال حدّثنا أبو عيسى محمّد بن عليّ بن عمرو الطّحّان و هو الورّاق قال حدّثنا أبو محمّد الحسن بن موسى قال حدّثنا عليّ بن أسباط عن غير واحد من أصحاب ابن دأب في كلام طويل له في فضائل أمير المؤمنين ع إلى أن قال ثمّ ترك التّفضيل لنفسه و ولده على أحد من الإسلام دخلت عليه أمّ هانئ بنت أبي طالب فدفع إليها عشرين درهما فسألت أمّ هانئ مولاتها العجميّة فقالت كم دفع إليك أمير المؤمنين ع فقالت عشرين درهما فانصرفت متسخّطة فقال لها انصرفي رحمك اللّه ما وجدنا في كتاب اللّه فضلا لإسماعيل على إسحاق

، و بعث إليه ع من غوص )البحرين مخنقة لا ندري ما قيمته( فقالت له ابنته أمّ كلثوم ]يا أمير المؤمنين[ أتجمّل به و يكون في عنقي فقال يا أبا رافع أدخله في بيت المال ليس إلى ذلك سبيل حتّى لا تبقى امرأة من المسلمين إلّا و لها مثل ما لك

10  ، و قام ع خطيبا بالمدينة حين ولّي فقال يا معشر المهاجرين و الأنصار يا معشر قريش اعلموا و اللّه إنّي لا أرزؤكم من فيئكم شيئا ما قام لي عذق بيثرب أ فتروني مانعا نفسي و معطيكم و لأسوّينّ بين الأسود و الأحمر فقام إليه عقيل بن أبي طالب فقال لتجعلني و أسود من سودان المدينة واحدا فقال له اجلس رحمك اللّه أما كان هاهنا من يتكلّم غيرك و ما فضلك عليه إلّا بسابقة أو تقوى

11  ، و ولّى ع بيت مال المدينة عمّار بن ياسر و أبا الهيثم بن التّيّهان فكتب العربيّ و القرشيّ و الأنصاريّ و العجميّ و كلّ من في الإسلام من قبائل العرب و أجناس العجم ]سواء[ فأتاه سهل بن حنيف بمولى له أسود فقال كم يؤتى هذا فقال له أمير المؤمنين ع كم أخذت فقال ثلاثة دنانير و كذلك أخذ النّاس فقال فأعطوا مولاه مثل ما أخذ ثلاثة دنانير ثمّ ذكر قصّة طلحة و الزّبير نحو ما مرّ

12    عليّ بن إبراهيم في تفسيره، في قوله تعالى و إذ أخذنا ميثاقكم لا تسفكون دماءكم و لا تخرجون أنفسكم من دياركم ثمّ أقررتم و أنتم تشهدون الآية فإنّها نزلت في أبي ذرّ و عثمان بن عفّان و كان سبب ذلك لمّا أمر عثمان بنفي أبي ذرّ رحمه اللّه إلى الرّبذة دخل عليه أبو ذرّ و كان عليلا متوكّئا على عصاه و بين يدي عثمان مائة ألف درهم قد حملت إليه من بعض النّواحي و أصحابه حوله ينظرون إليه و يطمعون أن يقسمها فيهم فقال أبو ذرّ لعثمان ما هذا المال فقال عثمان مائة ألف درهم حملت إليّ من بعض النّواحي أريد أن أضمّ إليها مثلها ثمّ أرى فيها رأيي فقال أبو ذرّ يا عثمان أيّما أكثر مائة ألف درهم أو أربعة دنانير فقال عثمان بل مائة ألف درهم فقال أبو ذرّ أ ما تذكر أنّي أنا و أنت دخلنا على رسول اللّه ص عشاء فرأيناه كئيبا حزينا فسلّمنا عليه فلم يردّ علينا السّلام فلمّا أصبحنا أتيناه فرأيناه ضاحكا مستبشرا فقلنا له بآبائنا و أمّهاتنا دخلنا عليك البارحة فرأيناك كئيبا حزينا و عدنا إليك اليوم فرأيناك ضاحكا مستبشرا فقال ص نعم كان ]قد بقي[ عندي من في‏ء المسلمين أربعة دنانير لم أكن قسمتها و خفت أن يدركني الموت و هي عندي و قد قسمتها اليوم فاسترحت الخبر

 و رواه الرّاونديّ في قصص الأنبياء، بإسناده عن الصّدوق عن أحمد بن زياد الهمدانيّ عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن أبان بن تغلب عن عكرمة عن ابن عبّاس مثله

13    ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخاطر، عن هلال بن سالم الجحدريّ قال سمعت جدّي عن جدّه أو قال أخوه قال شهدت عليّ بن أبي طالب ع و قد أتي بمال عند المساء فقالوا قد أمسينا فأخّره إلى غد فقال لهم تضمنون لي أن أعيش إلى غد قالوا و ما ذاك بأيدينا قال فلا تؤخّروه حتّى تقسموه فأتى بشمع فقسموا ذاك المال من )غنائمهم(

 باب 36 -كيفيّة قسمة الغنائم

1    العيّاشيّ في تفسيره، عن ابن سنان عن أبي عبد اللّه ع قال سمعته يقول في الغنيمة يخرج منها الخمس و يقسم ما بقي بين من قاتل عليه و ولي ذلك و أمّا الفي‏ء و الأنفال فهو خالص لرسول اللّه ص

، و عن ابن الطّيّار عن أبي عبد اللّه ع قال يخرج خمس الغنيمة ثمّ يقسم أربعة أخماس على من قاتل على ذلك أو وليه

3    دعائم الإسلام، عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال الغنيمة يقسم على خمسة أخماس فيقسم أربعة أخماس على من قاتل عليها و الخمس لنا أهل البيت في اليتيم منّا و المسكين و ابن السّبيل و ليس فينا مسكين و لا ابن السّبيل اليوم بنعمة اللّه فالخمس لنا موفّرا و نحن شركاء النّاس فيما حضرناه في الأربعة الأخماس

، و عن أمير المؤمنين ع أنّه قال أربعة أخماس الغنيمة لمن قاتل عليها للفارس سهمان و للرّاجل سهم

، و عن أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد ع أنّه سئل عن الأعراب هل عليهم جهاد قال لا إلّا أن ينزل بالإسلام أمر و أعوذ باللّه يحتاج فيه إليهم و قال و ليس لهم من الفي‏ء شي‏ء ما لم يجاهدوا

، و عن أمير المؤمنين ع أنّ رسول اللّه ص قال ليس للعبيد من الغنيمة شي‏ء و إن حضر و قاتل عليها فرأى الإمام أو من أقامه الإمام أن يعطيه على بلائه إن كان منه أعطاه من خرثيّ المتاع ما يراه

، و عنه ع أنّه قال من مات في دار الحرب من المسلمين قبل أن يحرز الغنيمة فلا سهم له فيها و من مات بعد أن أحرزت فسهمه ميراث لورثته

8    عوالي اللآّلي، عن النّبيّ ص أنّه قسم في النّفل للفارس سهمين و للرّاجل سهما

9    إبراهيم بن محمّد الثّقفيّ في كتاب الغارات، قال بعث أسامة بن زيد إلى أمير المؤمنين ع أن ابعث إليّ بعطائي فو اللّه لتعلم أنّك إن كنت في فم الأسد لدخلت معك فكتب إليه إنّ هذا المال لمن جاهد عليه و لكنّ هذا مالي بالمدينة فأصب منه ما شئت

 باب 37 -حكم عبيد أهل الشّرك و حكم الرّسل و الرّهن

1    الجعفريّات، أخبرنا عبد اللّه أخبرنا محمّد حدّثني موسى حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ ع أنّ رسول اللّه ص حكم يوم الطّائف أيّما عبد خرج إلينا قبل مواليه فهو حرّ و أيّما عبد خرج إلينا بعد مواليه فهو عبد

2    دعائم الإسلام، عن أمير المؤمنين ع أنّه قال إذا ظفرتم برجل من أهل الحرب فزعم أنّه رسول إليكم فإن عرف ذلك و جاء بما يدلّ عليه فلا سبيل لكم عليه حتّى يبلّغ رسالته و يرجع إلى أصحابه و إن لم تجدوا على قوله دليلا فلا تقبلوا منه

 باب 38 -الأسير من المسلمين هل له أن يتزوّج في دار الحرب أم لا

1    دعائم الإسلام، عن عليّ ع أنّه قال لا يحلّ لمسلم أن يتزوّج حربيّة في دار الحرب

 باب 39 -جواز قتال المحارب و اللّصّ و الظّالم و الدّفاع عن النّفس و المال و إن قلّ و إن خاف القتل

1    كتاب العلاء بن رزين، عن محمّد بن مسلم قال سألته عن الرّجل يقتل دون ماله قال قال رسول اللّه ص من قتل دون ماله قتل شهيدا و لو كنت أنا لتركت له المال و لم أقاتله

2    دعائم الإسلام، عن أبي عبد اللّه ع مثله و فيه و لم أقاتل عليه و إن أراد القتل لم يسع للمرء المسلم إلّا المدافعة عن نفسه و ما أصيب من اللّصّ و عرف أهله ردّ عليهم و الجاسوس و العين إذا ظفر بهما قتلا

 كذلك روّينا عن أهل البيت ع

  صحيفة الرّضا، ع بإسناده قال قال رسول اللّه ص إنّ اللّه ليبغض من يدخل عليه في بيته فلا يقاتل

4    فقه الرّضا، ع و من تخطّى حريم قوم حلّ قتله

5    الجعفريّات، أخبرنا عبد اللّه أخبرنا محمّد حدّثني موسى قال حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ ع قال قال رسول اللّه ص من شهر سيفه فدمه هدر

 باب 40 -قتل الدّعاة إلى البدعة

1    الشّيخ المفيد في الأمالي، عن الصّدوق عن أبيه عن سعد بن عبد اللّه عن إبراهيم بن محمّد الثّقفيّ عن محمّد بن مروان عن زيد بن أبان بن عثمان عن أبي بصير عن أبي جعفر الباقر ع قال لمّا حضر النّبيّ ص الوفاة إلى أن قال ثمّ قال رسول اللّه ص للمسلمين و هم مجتمعون حوله أيّها النّاس لا نبيّ بعدي و لا سنّة بعد سنّتي فمن ادّعى ذلك فدعواه و بدعته في النّار و من ادّعى ذلك فاقتلوه و من اتّبعه فهم في النّار الخبر

 باب 41 -شرائط الذّمّة

1    ابن شهرآشوب في المناقب، و كتب رسول اللّه ص عهدا لحيّ سلمان بكازرون هذا كتاب من محمّد رسول اللّه ص سأله الفارسيّ سلمان وصيّة لأخيه مهاد بن فرّوخ بن مهيار و أقاربه و أهل بيته و عقبه إلى أن قال و قد رفعت عنهم جزّ النّاصية و الجزية و الخمس و العشر و سائر المؤن و الكلف إلخ قال و الكتاب إلى اليوم في أيديهم

2    و وجدت العهد بتمامه في طومار عتيق، منقولا من نسخة الأصل و قد رفعت عنهم جزّ النّاصية و الزّنّارة و الجزية و الخمس و العشر و سائر المؤن و الكلف و أيديهم طلقة على بيوت النّيران و ضياعها و أموالها و لا يمنعون من اللّباس الفاخرة و الرّكوب و بناء الدّور و الإصطبل و حمل الجنائز و اتّخاذ ما يجدون في دينهم و مذاهبهم إلى آخره و في آخره كتب عليّ بن أبي طالب بأمر رسول اللّه ص بحضوره

3    دعائم الإسلام، عن النّبيّ ص أنّه نهى عن إحداث الكنائس في دار الإسلام

4    و عن رسول اللّه ص أنّه لمّا قبل الجزية من أهل الذّمّة لم يقبلها إلّا على شروط افترضها عليهم منها أن لا يأكلوا الرّبا فمن فعل ذلك فقد برئت منه ذمّة اللّه و ذمّة رسوله

5    الجعفريّات، أخبرنا عبد اللّه أخبرنا محمّد حدّثني موسى حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ ع أنّه قال ليس في الإسلام كنيسة محدثة

 و رواه السّيّد فضل اللّه في نوادره، بإسناده عنه ص مثله

 باب 42 -أنّ الجزية لا تؤخذ إلّا من أهل الكتاب و هم اليهود و النّصارى و المجوس

1    دعائم الإسلام، عن أمير المؤمنين ع أنّه قال لا يقبل من عربيّ جزية و إن لم يسلموا قوتلوا

، و عنه ع المجوس أهل الكتاب إلّا أنّه اندرس أمرهم و ذكر قصّتهم فقال يؤخذ الجزية منهم

3    محمّد بن مسعود العيّاشيّ في تفسيره، عن عليّ بن سالم عن رجل عن أبي عبد اللّه ع في حديث أنّه قال قال رسول اللّه ص سنّوا في المجوس سنّة أهل الكتاب في الجزية الخبر

 و عن ابن الفضيل عن أبي الحسن ع مثله

4    الشّيخ المفيد في الإختصاص، مرسلا قال لمّا جلس أمير المؤمنين ع في الخلافة و بايعه النّاس خرج إلى المسجد متعمّما بعمامة رسول اللّه ص لابسا بردة رسول اللّه ص منتعلا نعل رسول اللّه ص متقلّدا سيف رسول اللّه ص فصعد المنبر فجلس عليه متمكّنا ثمّ شبّك بين أصابعه فوضعها أسفل بطنه ثمّ قال يا معشر النّاس سلوني قبل أن تفقدوني و هذا سفط العلم إلى أن قال فقام إليه الأشعث بن قيس فقال يا أمير المؤمنين كيف يؤخذ من المجوس الجزية و لم ينزل عليهم كتاب و لم يبعث إليهم نبيّ فقال ع بلى يا أشعث قد أنزل اللّه عليهم كتابا و بعث إليهم نبيّا الخبر

 باب 43 -أنّه ينبغي إخراج اليهود و النّصارى من جزيرة العرب و الوصاة بالمسلمين من القبط و بقريش و العرب و الموالي و كراهة مساكنة الخوز و مناكحتهم

1    دعائم الإسلام، عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال لا يدخل أهل الذّمّة الحرم و لا دار الهجرة و يخرجون منها

2    تفسير الإمام، ع قال ودّ كثير من أهل الكتاب لو يردّونكم من بعد إيمانكم كفّارا حسدا من عند أنفسهم من بعد ما تبيّن لهم الحقّ فاعفوا و اصفحوا عن جهلهم و قابلوهم بحجج اللّه و ادفعوا بها أباطيلهم حتّى يأتي اللّه بأمره فيهم بالقتل يوم ]فتح[ مكّة فحينئذ تجلونهم من بلد مكّة و من جزيرة العرب و لا تقرّون بها كافرا

 باب 44 -جواز مخادعة أهل الحرب

1    الشّيخ الطّوسيّ في أماليه، عن المفيد عن إبراهيم بن الحسن بن جمهور عن أبي بكر المفيد الجرجانيّ عن أبي الدّنيا المعمّر المغربيّ عن أمير المؤمنين ع الحرب خدعة

 و رواه الكراجكيّ في كنز الفوائد، عن القاضي أبي الحسن أسد بن إبراهيم الحرّانيّ و أبي عبد اللّه الحسين بن محمّد الصّيرفيّ البغداديّ عن المفيد الجرجانيّ عن أبي الدّنيا الأشجّ المعمّر عن عليّ ع قال سمعت رسول اللّه ص يقول الحرب خدعة

2    العيّاشيّ في تفسيره، عن عديّ بن حاتم عن أمير المؤمنين ع قال يوم التقى هو و معاوية بصفّين فرفع بها صوته ليسمع أصحابه و اللّه لأقتلنّ معاوية و أصحابه ثمّ يقول في آخر قوله إن شاء اللّه يخفض بها صوته و كنت قريبا منه فقلت يا أمير المؤمنين إنّك حلفت على ما قلت ثمّ استثنيت فما أردت بذلك فقال إنّ الحرب خدعة و أنا عند المؤمن غير كذوب فأردت أن أحرّض أصحابي عليهم لكيلا يفشلوا و لكن يطمعوا فيهم فأفقههم ينتفعوا بها بعد اليوم إن شاء اللّه تعالى

  الجعفريّات، بإسناده عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ بن أبي طالب ع قال قال رسول اللّه ص لا يصلح الكذب إلّا في ثلاثة مواطن إلى أن قال و كذب الإمام عدوّه فإنّما الحرب خدعة

 باب 45 -ما يستحبّ من عدد السّرايا و العسكر

1    عوالي اللآّلي، عن رسول اللّه ص قال خير الصّحابة أربعة و خير السّرايا أربعمائة و خير الجيوش أربعة آلاف و لن يغلب اثنا عشر ألفا من قلّة

2    القاضي القضاعيّ في الشّهاب، عن رسول اللّه ص أنّه قال خير الرّفقاء أربعة و خير الطّلائع أربعمائة و خير الجيوش أربعة آلاف

 باب 46 -استحباب الدّعاء بالمأثور قبل القتال

1    العيّاشيّ في تفسيره، عن عبد اللّه بن ميمون القدّاح عن أبي عبد اللّه ع قال كان عليّ ع إذا أراد القتال قال هذه الدّعوات اللّهمّ إنّك أعلمت سبيلا من سبلك جعلت فيه رضاك و ندبت إليه أولياءك و جعلته أشرف سبلك عندك ثوابا و أكرمها إليك مآبا و أحبّها إليك مسلكا ثمّ اشتريت فيه من المؤمنين أنفسهم و أموالهم بأنّ لهم الجنّة يقاتلون في سبيل اللّه فيقتلون و يقتلون وعدا عليه حقّا فاجعلني ممّن اشتريت فيه منك نفسه ثمّ وفى لك ببيعته الّتي بايعك عليها غير ناكث و لا ناقض عهدا و لا مبدّل تبديلا

2    نصر بن مزاحم في كتاب صفّين، عن عمر بن سعد عن الحارث بن حصيرة و غيره قال كان عليّ ع يركب بغلا له يستلذّه فلمّا حضرت الحرب قال ائتوني بفرس قال فأتي بفرس له ذنوب أدهم يقاد بشطنين يبحث بيديه الأرض جميعا و له حمحمة و صهيل فركبه قال سبحان الّذي سخّر لنا هذا و ما كنّا له مقرنين

، و عن عمرو بن شمر عن جابر عن تميم قال كان عليّ ع إذا سار إلى القتال ذكر اسم اللّه حين يركب ثمّ يقول الحمد للّه على نعمه علينا و فضله العميم سبحان الّذي سخّر لنا هذا و ما كنّا له مقرنين و إنّا إلى ربّنا لمنقلبون ثمّ يستقبل القبلة و يرفع يديه إلى اللّه ثمّ يقول اللّهمّ إليك نقلت الأقدام و أتعبت الأبدان و أفضت القلوب و رفعت الأيدي و أشخصت الأبصار ربّنا افتح بيننا و بين قومنا بالحقّ و أنت خير الفاتحين سيروا على بركة اللّه ثمّ يقول اللّه أكبر اللّه أكبر لا إله إلّا اللّه و اللّهأكبر يا اللّه يا أحد يا صمد يا ربّ محمّد بسم اللّه الرّحمن الرّحيم لا حول و لا قوّة إلّا باللّه العليّ العظيم إيّاك نعبد و إيّاك نستعين اللّهمّ كفّ عنّا بأس الظّالمين فكان هذا شعاره بصفّين

، و عن أبيض بن الأغرّ عن سعد بن طريف عن الأصبغ قال ما كان عليّ ع في قتال قطّ إلّا نادى يا كهيعص

، و عن قيس بن الرّبيع عن عبد الواحد بن حسّان العجليّ عمّن حدّثه عن عليّ ع أنّه سمعته يقول يوم صفّين اللّهمّ إليك رفعت الأبصار و بسطت الأيدي و دعيت الألسن و أفضت القلوب و تحوكم إليك في الأعمال فاحكم بيننا و بينهم بالحقّ و أنت خير الفاتحين ]اللّهمّ إنّا[ نشكو إليك غيبة نبيّنا و كثرة عدوّنا و قلّة عددنا و شدّة الزّمان علينا و ظهور الفتن علينا أعنّا عليهم بفتح تعجّله و نصر تعزّ به سلطان الحقّ و تظهره

، و عن عمرو بن شمر عن عمران عن سويد قال كان عليّ ع إذا أراد أن يسير إلى الحرب قعد على دابّته و قال الحمد للّه على نعمه علينا و فضله العظيم سبحان الّذي سخّر لنا هذا و ما كنّا له مقرنين و إنّا إلى ربّنا منقلبون ثمّ يوجّه دابّته إلى القبلة ثمّ يرفع يديه إلى السّماء ثمّ يقول اللّهمّ إليك نقلت الأقدام و أفضت القلوب و رفعت الأيدي و شخصت الأبصار نشكو إليك غيبة نبيّنا و كثرة عدوّنا و تشتّت أهوائنا ربّنا افتح بيننا و بين قومنا بالحقّ و أنت خير الفاتحين سيروا على بركة اللّه ثمّ يورد و اللّه من اتّبعه حياض الموت

، و عن عمر بن سعد عن سلّام بن سويد عن عليّ ع في قوله و ألزمهم كلمة التّقوى قال هي لا إله إلّا اللّه و اللّه أكبر آية النّصر

، و عن مالك بن أعين عن زيد بن وهب أنّ عليّا ع خرج إليهم فاستقبلوه فقال اللّهمّ ربّ السّقف المحفوظ المكفوف الّذي جعلته مغيضا للّيل و النّهار و جعلت فيه مجرى الشّمس و القمر و منازل الكواكب و النّجوم و جعلت سكّانه سبطا من الملائكة لا يسأمون العبادة و ربّ هذه الأرض الّتي جعلتها قرارا للأنام و الهوامّ و الأنعام و ما لا يحصى ممّا يرى و ما لا يرى من خلقك العظيم و ربّ الفلك الّتي تجري في البحر بما ينفع النّاس و ربّ السّحاب المسخّر بين السّماء و الأرض و ربّ البحر المسجورالمحيط بالعالمين و ربّ الجبال الرّواسي الّتي جعلتها للأرض أوتادا و للخلق متاعا إن أظهرتنا على عدوّنا فجنّبنا البغي و سدّدنا للحقّ و إن أظهرتهم علينا فارزقنا الشّهادة و اعصم بقيّة أصحابي من الفتنة

، و عن عمرو بن شمر عن تميم الأنصاريّ قال و اللّه لكأنّي أسمع عليّا ع يوم الهرير يقول حتّى متى نخلّي بين هذه الحيّين و قد فنيتا و أنتم وقوف تنظرون إليهم أ ما تخافون مقت اللّه ثمّ انفتل إلى القبلة و رفع يديه إلى اللّه ثمّ نادى يا اللّه يا رحمان يا واحد يا صمد يا اللّه يا إله محمّد ص اللّهمّ إليك نقلت الأقدام و أفضت القلوب و رفعت الأيدي و امتدّت الأعناق و شخصت الأبصار و طلبت الحوائج اللّهمّ إنّا نشكو إليك غيبة نبيّنا و كثرة عدوّنا و تشتّت أهوائنا ربّنا افتح بيننا و بين قومنا بالحقّ و أنت خير الفاتحين سيروا على بركة اللّه ثمّ نادى لا إله إلّا اللّه و اللّه أكبر كلمة التّقوى

10    دعائم الإسلام، عن عليّ ع أنّه كان إذا لقي العدوّ قال اللّهمّ أنت عصمتي و ناصري و مانعي اللّهمّ بك أصول و بك أقاتل

   ، و عنه ع أنّه قال دعا رسول اللّه ص يوم أحد فقال اللّهمّ لك الحمد و إليك المشتكى و أنت المستعان فهبط عليه جبرئيل فقال يا محمّد دعوت اللّه باسمه الأكبر

 و رواه في الجعفريّات، بالسّند الآتي

12    صاحب الدّعائم في شرح الأخبار، عن جعفر بن محمّد ع أنّه قال لمّا توافق النّاس يوم الجمل خرج عليّ ع حتّى وقف بين الصّفّين ثمّ رفع يده نحو السّماء ثمّ قال يا خير من أفضت إليه القلوب و دعي بالألسن يا حسن البلايا يا جزيل العطاء احكم بيننا و بين قومنا بالحقّ و أنت خير الحاكمين

13    نهج البلاغة، و كان ع إذا لقي العدوّ محاربا يقول اللّهمّ إليك أفضت القلوب و مدّت الأعناق و شخصت الأبصار و نقلت الأقدام و أنضيت الأبدان اللّهمّ قد صرّح مكنون الشّنآن و جاشت مراجل الأضغان اللّهمّ إنا نشكو إلى قوله الفاتحين كما تقدّم

14    و فيه، قال ع لمّا عزم على لقاء القوم بصفّين اللّهمّ ربّ السّقف المرفوع و الجوّ المكفوف الّذي جعلته مغيضا للّيل و النّهار و مجرى الشّمس و القمر و مختلفا للنّجوم السّيّارة و جعلت سكّانه سبطا من ملائكتك لا يسأمون من عبادتك و ربّ هذه الأرض الّتي جعلتها قرارا للأنام و مدرجا للهوامّ و الأنعام و ما لا يحصى ممّا يرى و ما لا يرى و ربّ الجبال الرّواسي الّتي جعلتها للأرض أوتادا و للخلق اعتمادا إن أظهرتنا على عدوّنا فجنّبنا البغي و سدّدنا للحقّ و إن أظهرتهم علينا فارزقنا الشّهادة و اعصمنا من الفتنة أين المانع للذّمار و الغابر عند نزول الحقائق من أهل الحفاظ العار وراءكم و الجنّة أمامكم

15    الجعفريّات، أخبرنا عبد اللّه بن محمّد قال أخبرنا محمّد بن محمّد قال حدّثني موسى بن إسماعيل قال حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ بن أبي طالب ع أنّ رسول اللّه ص ]كان[ إذا لقي العدوّ عبّأ الرّجال و عبّأ الخيل و عبّأ الإبل ثمّ يقول اللّهمّ أنت عصمتي و ناصري و مانعي اللّهمّ بك أصول و بك أقاتل

16  ، و بهذا الإسناد عن عليّ بن أبي طالب ع قال لمّا كان يوم خيبر بارزت مرحبا فقلت ما كان رسول اللّه ص علّمني أن أقوله اللّهمّ انصرني و لا تنصر عليّ اللّهمّ اغلب لي و لا تغلب عليّ اللّهمّ تولّني و لا تولّ عليّ اللّهمّ اجعلني لك ذاكرا لك شاكرا لك راهبا لك منيبا مطيعا أقتل أعداءك فقتلت مرحبا يومئذ و تركت سلبه و كنت أقتل و لا آخذ السّلب

17  ، و بهذا الإسناد عن عليّ بن أبي طالب ع أنّ رسول اللّه ص دعا يوم الأحزاب اللّهمّ منزل الكتاب منشر السّحاب واضع الميزان ]سريع الحساب[ اهزم الأحزاب عنّا و ذلّلهم و في نسخة و زلزلهم

18    السّيّد عليّ بن طاوس في مهج الدّعوات، و من ذلك دعاء لمولانا أمير المؤمنين ع يروى أنّه دعا به يوم الجمل قبل الواقعة اللّهمّ إنّي أحمدك و أنت للحمد أهل على حسن صنعك إليّ و تعطّفك عليّ و على ما وصلتني به من نورك و تداركتني به من رحمتك و أسبغت عليّ من نعمتك فقد اصطنعت يا مولاي ما يحقّ لك به حمدي و شكري بحسن عفوك و بلائك القديم عندي و تظاهر نعمائك عليّ و تتابع أياديك لديّ لم أبلغ إحراز حظّي و لا إصلاح نفسي و لكنّك يا مولاي قد بدأتني أوّلا بإحسانك فهديتني لدينك و عرّفتني نفسك و ثبّتّني في أموري كلّها بالكفاية و الصّنع لي فصرفت عنّي جهد البلاء و منعت عنّي محذور القضاء فلست أذكر منك إلّا جميلا و لم أر منك إلّا تفضيلا يا إلهي كم من بلاء و جهد صرفته عنّي و أريتنيه في غيري و كم من نعمة أقررت بها عيني و كم من صنيعة شريفة لك عندي إلهي أنت الّذي تجيب في الاضطرار دعوتي و أنت الّذي تنفّس في الغموم كربتي و أنت الّذي تأخذ ]لي[ من الأعداء بظلامتي فما وجدتك و لا أجدك بعيدا منّي حين أريدك و لا منقبضا عنّي حين أسألك و لا معرضا عنّي حين أدعوك فأنت إلهي أجد صنيعك عندي محمودا و حسن بلائك عندي موجودا و جميع أفعالك عندي جميلا يحمدك لساني و عقلي و جوارحي و جميع ما أقلّت الأرض منّي يا مولاي أسألك بنورك الّذي اشتققته من عظمتك و عظمتك الّتي اشتققتها من مشيّتك و أسألك باسمك الّذي علا أن تمنّ عليّ بواجب شكري نعمتك ربّ ما أحرصني على ما زهّدتني ]فيه[ و حثثتني عليه إن لم تعنّي على دنياي بزهد و على آخرتي بتقوى هلكت ربّ دعتني دواعي الدّنيا من حرث النّساء و البنين فأجبتهما سريعا و ركنت إليها طائعا و دعتني دواعي الآخرة من الزّهد و الاجتهاد فكبوت لها و لم أسارع إليها مسارعتي إلى الحطام الهامد و الهشيم البائد و السّراب الذّاهب عن قليل ربّ خوّفتني و شوّقتني و احتججت عليّ فما خفتك حقّ خوفك و أخاف أن أكون قد تثبّطت عن السّعي لك و تهاونت بشي‏ء من احتجاجك اللّهمّ فاجعل في هذه الدّنيا سعيي لك و في طاعتك و املأ قلبي من خوفك و حوّل تثبيطي و تهاوني و تفريطي و كلّ ما أخافه من نفسي فرقا منك و صبرا على طاعتك و عملا به يا ذا الجلال و الإكرام و اجعل جنّتي من الخطإ حصينة و حسناتي مضاعفة فإنّك تضاعف لمن تشاء اللّهمّ اجعل درجاتي في الجنان رفيعة و أعوذ بك ربّ من رفيع المطعم و المشرب و أعوذ بك من شرّ ما أعلم و من شرّ ما لا أعلم و أعوذ بك من الفواحش كلّها ما ظهر منها و ما بطن و أعوذ بك ربّ أن أشتري الجهل بالعلم كما اشترى غيري أو السّفه بالحلم أو الجزع بالصّبر أو الضّلالة بالهدى أو الكفر بالإيمان يا ربّ منّ عليّ بذلك فإنّك تولّى الصّالحين و لا تضيع أجر المحسنين و الحمد للّه ربّ العالمين

19    و فيه، و من ذلك دعاء لمولانا أمير المؤمنين ع عن ابتداء القتال يوم صفّين من كتاب صفّين لعبد العزيز الجلوديّ من أصحابنا رحمه اللّه قال فلمّا زحفوا باللّواء قال عليّ صلوات اللّه عليه بسم اللّه الرّحمن الرّحيم لا حول و لا قوّة إلّا باللّه العليّ العظيم اللّهمّ إيّاك نعبد و إيّاك نستعين يا اللّه يا رحمان يا رحيم يا أحد يا صمد يا إله محمّد إليك نقلت الأقدام و أفضت القلوب و شخصت الأبصار و مدّت الأعناق و طلبت الحوائج و رفعت الأيدي اللّهمّ افتح بيننا و بين قومنا بالحقّ و أنت خير الفاتحين ثمّ قال لا إله إلّا اللّه و اللّه أكبر ثلاثا

20    الشّيخ المفيد في الإرشاد، روى عن عليّ بن الحسين زين العابدين ع أنّه قال لمّا أصبحت الخيل تقبل على الحسين ع رفع يديه و قال اللّهمّ أنت ثقتي في كلّ كرب و أنت رجائي في كلّ شدّة و أنت لي في كلّ أمر نزل بي ثقة و عدّة كم من همّ يضعف فيه الفؤاد و تقلّ فيه الحيلة و يخذل فيه الصّديق و يشمت فيه العدوّ أنزلته بك و شكوته إليك رغبة منّي إليك عمّن سواك ففرّجته ]عنّي[ و كشفته فأنت وليّ كلّ نعمة و صاحب كلّ حسنة و منتهى كلّ رغبة

 باب 47 -استحباب اتّخاذ المسلمين شعارا

1    الجعفريّات، أخبرنا عبد اللّه أخبرنا محمّد حدّثني موسى قال حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ ع قال قال رسول اللّه ص لسريّة بعثها ليكن شعاركم حم )لا( ينصرون فإنّه اسم من أسماء اللّه تعالى عظيم

، و بهذا الإسناد عن عليّ بن الحسين عن أبيه ]عن عليّ[ ع قال كان شعار أصحاب رسول اللّه ص يوم بدر يا منصور أمت و كان شعارهم يوم أحد للمهاجرين يا عبد اللّه و للخزرج يا بني عبد الرّحمن و للأوس يا بني عبيد اللّه

 و رواه في الدّعائم، عن عليّ ع مثله

، و بهذا الإسناد عن عليّ ع قال قدم ناس من مزينة على رسول اللّه ص فقال لهم رسول اللّه ص ما شعاركم قالوا حرام فقال بل شعاركم حلال

 و رواه في الدّعائم، عن أبي جعفر ع

، و بهذا الإسناد عن عليّ بن الحسين ع قال كان شعار أصحاب رسول اللّه ص يوم مسيلمة يا أصحاب سورة البقرة

، و بهذا الإسناد عن عليّ بن الحسين ع قال كان شعار المسلمين مع خالد بن الوليد في الرّحبة أمت أمت

 و روي جميع ما تقدّم عن السّيّد فضل اللّه الرّاونديّ في النّوادر، بإسناده عن موسى بن جعفر عن آبائه ع مثله

6    دعائم الإسلام، عن أمير المؤمنين ع أنّ رسول اللّه ص أمر بالشّعار قبل الحرب و قال و ليكن في شعاركم اسم من أسماء اللّه تعالى

، السّيّد عليّ بن عبد الحميد نقلا من كتاب الغيبة للفضل بن شاذان بإسناده إلى الفضيل بن يسار عن أبي عبد اللّه ع في حديث في أصحاب القائم ع قال و هم من خشية اللّه مشفقون يدعون بالشّهادة و يتمنّون أن يقتلوا في سبيل اللّه شعارهم يا لثارات الحسين ع إذا ساروا يسير الرّعب أمامهم مسيرة شهر

 باب 48 -استحباب ارتباط الخيل و سائر الدّوابّ و آدابها و آلات الرّكوب

1    الجعفريّات، بإسناده عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ بن أبي طالب ع أنّه قال أوّل من ارتبط ]فرسا[ في سبيل اللّه تبارك و تعالى المقداد بن الأسود الكنديّ و أوّل من رمى سهما في سبيل اللّه تبارك و تعالى سعد بن أبي وقّاص و أوّل شهيد في الإسلام مهجع

، و بهذا الإسناد قال قال رسول اللّه ص إنّ اللّه و ملائكته يصلّون على أصحاب الخيل من اتّخذها و أعدّها لمارد في دينه أو مشرك

3    دعائم الإسلام، روّينا عن عليّ ص أنّ رسول اللّه ص قال إنّ اللّه و ملائكته يصلّون على أصحاب الخيل من اتّخذها فأعدّها في سبيل اللّه

، و عن عليّ ع أنّه قال من ارتبط فرسا في سبيل اللّه كان علفه و كلّ ما يناله و ما يكون منه و أثره حسنات في ميزانه يوم القيامة

، و عنه ع أنّ رسول اللّه ص قال يا عليّ النّفقة على الخيل المرتبطة في سبيل اللّه هي النّفقة الّتي قال اللّه عزّ و جلّ الّذين ينفقون أموالهم باللّيل و النّهار سرّا و علانية

6    عوالي اللآّلي، عن النّبيّ ص قال ارتبطوا الخيل فإنّ ظهورها لكم عزّ و أجوافها كنز

 باب 49 -استحباب تعلّم الرّمي بالسّهام

1    الجعفريّات، أخبرنا عبد اللّه أخبرنا محمّد حدّثني موسى حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ ع قال قال رسول اللّه ص كلّ لهو باطل إلّا ما كان من ثلاثة رميك عن قوسك و تأديبك فرسك و ملاعبتك أهلك فإنّه من السّنّة

، و بهذا الإسناد قال قال رسول اللّه ص علّموا أبناءكم الرّمي و السّباحة

  العيّاشيّ في تفسيره، عن عبد اللّه بن المغيرة رفعه قال قال رسول اللّه ص و أعدّوا لهم ما استطعتم من قوّة الرّمي

4    السّيّد عليّ بن طاوس في أمان الأخطار، عن كتاب دلائل الإمامة لأبي جعفر محمّد بن جرير الطّبريّ الإماميّ بإسناده عن الصّادق ع في حديث طويل في مسيره مع والده أبي جعفر ع إلى الشّام عند هشام و مراماته ع عنده إلى أن قال قال له هشام يا محمّد لا يزال العرب و العجم يسودها قريش ما دام فيهم مثلك للّه درّك من علّمك و في كم تعلّمته فقال أبي قد علمت أنّ أهل المدينة يتعاطونه فتعاطيته أيّام حداثتي ثمّ تركته الخبر

 باب 50 -وجوب معونة الضّعيف و الخائف من لصّ أو سبع أو نحوها

1    الجعفريّات، بالسّند المتقدّم عن عليّ ع قال قال رسول اللّه ص من أصبح لا يهتمّ بأمر المسلمين فليس من المسلمين و من شهد رجلا ينادي يا للمسلمين فلم يجب فليس من المسلمين

2    تفسير الإمام، ع في خبر طويل قال ع ثمّ قال رسول اللّه ص فأيّكم دفع عن أخيه المؤمن بقوّته قال عليّ ع أنا مررت في طريق كذا فرأيت فقيرا من فقراء المؤمنين قد تناوله أسد فوضعه تحته و قعد عليه و الرّجل يستغيث بي من تحته فناديت الأسد خلّ عن المؤمن فلم يخلّ فتقدّمت إليه فركلته برجلي فدخلت رجلي في جنبه الأيمن و خرجت من جنبه الأيسر فخرّ الأسد صريعا فقال رسول اللّه ص وجبت هكذا يفعل اللّه بكلّ من آذى لك وليّا يسلّط اللّه عليه في الآخرة سكاكين النّار و سيوفها يبعج بها بطنه و يحشى نارا

3    و فيه، في خبر آخر قال ع ثمّ قال رسول اللّه ص أيّكم وقى بنفسه عن نفس رجل مؤمن البارحة فقال عليّ ع أنا يا رسول اللّه وقيت بنفسي نفس ثابت بن قيس بن شمّاس الأنصاريّ فقال رسول اللّه ص حدّث بالقصّة إخوانك المؤمنين و لا تكشف عن اسم المنافق المكايد لنا فقد كفاكما اللّه شرّه و أخّره للتّوبة لعلّه يتذكّر أو يخشى فقال عليّ ع بينا أنا أسير في بني فلان بظاهر المدينة و بين يديّ بعيدا منّي ثابت بن قيس إذ بلغ بئرا عادية عميقة بعيدة القعر و هناك رجال من المنافقين فدفعوه ليرموه في البئر فتمالك ثابت ثمّ عاد فدفعه و الرّجل لا يشعر بي حتّى وصلت إليه و قد اندفع ثابت في البئر فكرهت أن أشتغل بطلب المنافقين خوفا على ثابت فوقعت في البئر لعلّي آخذه فنظرت فإذا قد سبقته إلى قرار البئر الخبر و هو طويل و فيه معاجز

4    و فيه، عنه ص قال و من أدّى الزّكاة من بدنه في دفع ظلم قاهر عن أخيه أو معونته على مركوب له سقط عليه متاع لا يأمن تلفه أو الضّرر الشّديد عليه قيّض اللّه له ملائكة في عرصات القيامة يدفعون عنه نفحات النّيران و يجيئونه بتحيّات الجنان و يزفّونه إلى محلّ الرّحمة و الرّضوان

5    الصّدوق في الخصال، عن أبيه عن سعد بن عبد اللّه عن محمّد بن عيسى عن القاسم بن يحيى عن جدّه الحسن بن راشد عن أبي بصير و محمّد بن مسلم عن أبي عبد اللّه عن أبيه عن آبائه قال قال أمير المؤمنين ع إذا رأيتم من إخوانكم في الحرب الرّجل المجروح أو من قد نكل أو من طمع عدوّه فيه فقوّوه بأنفسكم الخبر

 باب 51 -استحباب اتّخاذ الرّايات

1    دعائم الإسلام، عن عليّ ع أنّه قال أوّل من جاهد في سبيل اللّه إبراهيم ع أغارت الرّوم على ناحية فيها لوط ع فأسروه فبلغ ذلك إبراهيم فنفر فاستنقذه من أيديهم و هو أوّل من عمل الرّايات

، و عنه ع أنّه رأى عقد الرّايات و الألوية قبل الزّحف و أنّ رسول اللّه ص كان يعطيه رايته

3    الصّدوق في الأمالي، عن محمّد بن الحسن بن الوليد عن محمّد بن الحسن الصّفّار عن عبد اللّه بن الصّلت عن يونس )عن عاصم بن حميد( عن محمّد بن قيس عن أبي جعفر ع قال إنّ اسم رسول اللّه ص في صحف إبراهيم الماحي إلى أن قال و كانت له راية تسمّى العقاب

4    الجعفريّات، أخبرنا محمّد حدّثني موسى قال حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ ع قال أوّل من قاتل في سبيل اللّه إبراهيم ع حيث أسرت الرّوم لوطا ع فنفر إبراهيم حتّى استنقذه من أيديهم و أوّل من اتّخذ الرّايات إبراهيم الخبر

 و الأخبار في هذا المعنى كثيرة لا تحصى

 باب 52 -عدم جواز مضاهاة أعداء اللّه في الملابس و المطاعم و نحوها

1    الجعفريّات، بإسناده عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ بن أبي طالب ع قال أوحى اللّه تبارك و تعالى إلى نبيّ من الأنبياء قل لقومك لا يلبسوا لباس أعدائي و لا يطعموا مطاعم أعدائي و لا يتشكّلوا مشاكل أعدائي فيكونوا أعدائي كما هم أعدائي

باب 53 -أنّه إذا اشتبه المسلم بالكافر في القتلى وجب أن يوارى من كان كميش الذّكر و إذا اشتبه الطّفل بالبالغ من المشركين وجب اعتباره بالإنبات

1    عوالي اللآّلي، و في الحديث أنّ سعد بن معاذ حكم في بني قريظة بقتل مقاتليهم و سبي ذراريّهم و أمر بكشف مؤتزرهم فمن أنبت فهو من المقاتلة و من لم ينبت فهو من الذّراريّ فصوّبه النّبيّ ص

 باب 54 -جواز القتل صبرا على كراهية

1    عوالي اللآّلي، و في الحديث أنّ أبا عزّة الجمحيّ وقع في الأسر يوم بدر فقال يا محمّد إنّي ذو عيلة فامنن عليّ فمنّ عليه أن لا يعود إلى القتال فمرّ إلى مكّة فقال سخرت بمحمّد فأطلقني و عاد إلى القتال يوم أحد فدعا عليه رسول اللّه ص أن لا يفلت فوقع في الأسر فقال إنّي ذو عيلة فامنن عليّ فقال أمنّ عليك حتّى ترجع إلى مكّة فتقول في نادي قريش سخرت بمحمّد لا يلسع المؤمن في جحر مرّتين و قتله بيده

 باب 55 -تحريم قتال المسلمين على غير سنّة

1    دعائم الإسلام، عن عليّ ع أنّ رسول اللّه ص قال فيما عهد إليه و إيّاك و التّسرّع إلى سفك الدّماء لغير حلّها فإنّه ليس شي‏ء أعظم من ذلك تبعة

 باب 56 -تقدير الجزية و ما توضع عليه و قدر الخراج

1    دعائم الإسلام، عن عليّ ع قال الجزية على أحرار أهل الذّمّة الرّجال البالغين و ليس على العبيد و لا على النّساء و لا على الأطفال جزية يؤخذ من الدّهاقين و أمثالهم من أهل السّعة في المال عن كلّ رجل منهم ثمانية و أربعون درهما كلّ عام و من أهل الطّبقة الوسطى أربعة و عشرون درهما و من أهل الطّبقة السّفلى اثنا عشر درهما و عليهم مع ذلك الخراج لمن كانت له الأرض منهم من كبير أو صغير أو رجل أو امرأة فالخراج على الأرض و من أسلم منهم وضعت عنه الجزية و لم يوضع عنه الخراج لأنّ الخراج على الأرض

 و عنه ع أنّه رخّص في أخذ العروض مكان الجزية ]من أهل الذّمّة[ بقيمة ذلك

، و عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال و من استعين به من أهل الذّمّة على حرب المشركين طرحت عنه الجزية

، )و عنه عن آبائه( عن أمير المؤمنين ع أنّ رسول اللّه ص قال من وضع عن ذمّيّ جزية أوجبها اللّه عليه أو يشفع له في وضعها عنه فقد خان اللّه و رسوله و جميع المؤمنين

 و رواه في الجعفريّات، بإسناده عن عليّ ع قال سمعت رسول اللّه ص يقول مثله

، و بالإسناد عنه ص أنّه قال لا تقوم السّاعة حتّى يؤكّل المعاهد كما يؤكّل الخضر

، و عنه ص أنّه نهى عن التّعدّي على المعاهدين

6    العيّاشيّ في تفسيره، عن زرارة عن أبي عبد اللّه ع قال قلت له ما حدّ الجزية على أهل الجزية من أهل الكتاب فهل عليهم في ذلك شي‏ء موظّف لا ينبغي أن يجاوز إلى غيره قال فقال لا ذاك إلى الإمام يأخذ منهم من كلّ إنسان ما شاء على قدر ماله و ما يطيق إنّما هم قوم فدوا أنفسهم من أن يستعبدوا أو يقتلوا فالجزية تؤخذ منهم على قدر ما يطيقون له أن يأخذهم بها حتّى إذا أسلموا فإنّ اللّه يقول حتّى يعطوا الجزية عن يد و هم صاغرون و كيف يكون صاغرا و هو لا يكترث لما يؤخذ منه لا حتّى يجد ذلّا لما أخذ منه فيألم لذلك فيسلم

7    الصّدوق في الخصال، عن أحمد بن الحسن عن الحسن بن عليّ السّكّريّ عن محمّد بن زكريّا الجوهريّ عن جعفر بن محمّد بن عمارة عن أبيه عن جابر الجعفيّ قال سمعت أبا جعفر ع يقول ليس على النّساء أذان و لا إقامة إلى أن قال و لا جزية على النّساء الخبر

 باب 57 -من يستحقّ الجزية

1    دعائم الإسلام، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ ع قال الجزية عطاء المجاهدين و الصّدقة لأهلها الّذين سمّاهم اللّه في كتابه ليس من الجزية قال ع ما أوسع العدل إنّ النّاس يستغنون إذا عدل عليهم

 باب 58 -جواز أخذ المسلمين الجزية من أهل الذّمّة من ثمن الخمر و الخنزير و الميتة

1    دعائم الإسلام، عن أبي عبد اللّه ع أنّه رخّص في أخذ الجزية من ثمن الخمر و الخنازير لأنّ أموالهم أكثرها من الحرام و الرّبا

 باب 59 -حكم الشّراء من أرض الخراج و الجزية

1    الجعفريّات، أخبرنا عبد اللّه أخبرنا محمّد حدّثني موسى قال حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ ع قال لا تشتر من عقار أهل الذّمّة و لا من أرضهم شيئا لأنّه في‏ء المسلمين و لا تشتر من رقيقهم إلّا ما كان سبايا أو خراسانيّا أو حبشيّا أو زنجيّا أو هذا النّحو

2    دعائم الإسلام، عن عليّ ع في حديث قال فإن باعوها من المسلمين فصارت إلى المسلمين بقي الخراج بحاله على الأرض يؤدّيها من يملكها

 باب 60 -أحكام الأرضين

1    الجعفريّات، أخبرنا عبد اللّه أخبرنا محمّد حدّثني موسى قال حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ ع أنّ رسول اللّه ص أعطى يهود خيبر على الشّطر فكان يبعث عليهم من يخرص عليهم و يأمرهم أن يبقي لهم ما يأكلون

2    دعائم الإسلام، في قوله تعالى أذن للّذين يقاتلون الآية روّينا عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال الأرض جميعا و ما فيها للّه و لأوليائه و لأتباعهم من المؤمنين فما كان من ذلك في أيدي الكفّار و الظلمة فأولياء اللّه أهله و ]هم[ مظلومون فيه و مأذون لهم بالقتال عليه قال المصنّف بعد كلام له فقيل لأبي عبد اللّه ع إنّ النّاس يقولون إنّها نزلت في المهاجرين الّذين أخرجوا من مكّة لقول اللّه بعقب ذلك الّذين أخرجوا من ديارهم بغير حقّ إلّا أن يقولوا ربّنا اللّه قال هي في أولئك و في جميع من كان في مثل حالهم ممّن ذكرناه و لو كانت فيهم خاصّة لم يكن يؤذن في الجهاد لغيرهم

  عوالي اللآّلي، عن ابن عبّاس أنّ النّبيّ ص دفع خيبرا أرضها و نخلها إلى أهلها مقاسمة على النّصف

 باب 61 -نوادر ما يتعلّق بأبواب جهاد العدوّ

1    الجعفريّات، أخبرنا عبد اللّه أخبرنا محمّد حدّثني موسى قال حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ ع قال قال رسول اللّه ص إنّ اللّه تبارك و تعالى جعل الإسلام زينة و جعل كلمة الإخلاص حصنا للدّماء فمن استقبل قبلتنا و شهد شهادتنا و أكل ذبيحتنا فهو المسلم له ما لنا و عليه ما علينا

، و بهذا الإسناد قال قال رسول اللّه ص من أحسّ من نفسه جبنا فلا يغز

 و رواه في الدّعائم، عنه ص مثله

، و بهذا الإسناد عن عليّ ع قال إذا أسرت المرأة و زوجها انقطعت العصمة بينهما

، و بهذا الإسناد عن عليّ ع قال قال رسول اللّه ص أمير القوم أضعفهم دابّة

، و بهذا الإسناد قال قال رسول اللّه ص من أسلم على شي‏ء فهو له

، و بهذا الإسناد عن عليّ ع قال كان رسول اللّه ص لا يصافح النّساء فكان إذا أراد أن يبايع النّساء أتي بإناء فيه ماء فيغمس يده ثمّ يخرجها ثمّ يقول اغمسن أيديكنّ فيه فقد بايعتكنّ

، و بهذا الإسناد قال قال رسول اللّه ص لا تنزلوا على أهل الشّرك في كنائسهم و في يوم عيدهم فإنّ السّخطة تنزل عليهم

، و بهذا الإسناد عن عليّ ع أنّ رسول اللّه ص نهى عن زبد المشركين يريد هدايا أهل الحرب

، و بهذا الإسناد قال قال رسول اللّه ص لا يبيعنّ أحدكم سهمه من الغنيمة حتّى يعلم ما يصير له منه

 و روى في الدّعائم، ما يقرب منه

10  ، و بهذا الإسناد عن عليّ ع قال ليس في المال الصّامت نفل

11  ، و بهذا الإسناد عن عليّ ع قال قال رسول اللّه ص من ولد في الإسلام فهو عربيّ و من ملك ثمّ أعتق فهو مولى و من كان في عقد ثمّ مرق فهو مولى للّه و رسوله و من دخل في الإسلام طوعا فهو مهاجريّ

   ، و بهذا الإسناد قال قال رسول اللّه ص شرّ اليهود يهود بيسان و شرّ النّصارى نصارى نجران الخبر

 و رواه في البحار، عن كتاب الإمامة و التّبصرة لعليّ بن بابويه عن هارون بن موسى عن محمّد بن عليّ عن محمّد بن الحسين عن عليّ بن أسباط عن ابن فضّال عن الصّادق عن أبيه عن آبائه ع مثله

13  ، و بهذا الإسناد عن الحسين ع أنّ عليّا ع كان يباشر القتال بنفسه و كان لا يأخذ السّلب

 و رواه الرّاونديّ في نوادره، بإسناده عن موسى بن جعفر عن آبائه عن الحسن بن عليّ ع مثله

14    دعائم الإسلام، عن أمير المؤمنين ع أنّه رأى بعثة العيون و الطّلائع بين يدي الجيوش و قال إنّ رسول اللّه ص بعث عام الحديبية بين يديه عينا له من خزاعة

15  ، و عنه ص أنّه رخّص في احتفار الخندق عند نزول الجيش و ذكر احتفار رسول اللّه ص الخندق

16  ، و عنه ع أنّ رسول اللّه ص نهى عن قطع الشّجر المثمر أو إحراقه يعني في دار الحرب و غيرها إلّا أن يكون ذلك من الصّلاح للمسلمين فقد قال اللّه عزّ و جلّ ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فبإذن اللّه و ليخزي الفاسقين

17  ، و عنه ع أنّه كره أن يلقي الرّجل سلاحه عند القتال فقد قال اللّه عزّ و جلّ عند ذكر صلاة الخوف و ليأخذوا أسلحتهم و قال و ليأخذوا حذرهم الآية فأفضل الأمور لمن كان في الجهاد أن لا يفارقه السّلاح على كلّ الأحوال

18  ، و عنه ع أنّه قال اغتنموا الدّعاء عند خمس مواطن إلى أن قال و عند التقاء الصّفّين

19    و فيه، و روّينا أنّ بني قريظة نزلوا من حصونهم على حكم سعد بن معاذ فأمر رسول اللّه ص بأن يحكم سعد فيهم فحكم بأن يقتل مقاتليهم و يسبي ذراريّهم فقال رسول اللّه ص لسعد لقد حكمت بحكم اللّه من فوق سبعة أرقعة

20  ، و عن الحسين بن عليّ ع أنّه قال فكاك الأسير المسلم على أهل الأرض الّتي قاتل عليها قال فإذا آمن أحد من المسلمين أحدا من المشركين لم يجب أن تخفر ذمّتهم و تعرض عليهم شرائط الإسلام فإن قبلوا أن يسلموا أو يكونوا ذمّة و إلّا ردّوا إلى مأمنهم و قوتلوا و إن قتل أحد منهم دون ذلك فعلى من قتله ما قال اللّه عزّ و جلّ فتحرير رقبة مؤمنة و دية مسلّمة إلى أهله روّينا ذلك عن رسول اللّه ص

21  ، و عن أبي جعفر ع و إن آمنهم ذمّيّ أو مشرك كان مع المسلمين في عسكرهم فلا أمان له

22  ، و عنه ع أنّه قال من دخل في أرض المسلمين من المشركين مستأمنا فأراد الرّجوع فلا يخرج بسلاح يفيده من دار المسلمين و لا بشي‏ء ممّا يتقوّى به على الحرب قال قد ذكرنا فيما تقدّم أنّ رسول اللّه ص وادع أهل مكّة عام الحديبية فالإمام و من أقامه الإمام ينظر في أمر الصّلح و الموادعة فإن رأى أنّ ذلك خير للمسلمين فعله على مال يقتضيه من المشركين و على غير مال كيف أمكنهم ذلك لسنة أو سنتين و أقصى ما يجب أن يوادع المشركون عشر سنين لا يجاوز ذلك و ينبغي أن يوفّى لهم و أن لا تخفر ذمّتهم و إن رأى الإمام أو من أقامه الإمام أنّ في محاربتهم صلاحا للمسلمين قبل انقضاء المدّة نبذ إليهم عهدهم و عرّفهم أنّه محاربهم ثمّ حاربهم

 روّينا ذلك كلّه من أهل البيت ع

23  ، و عن أبي عبد اللّه عن آبائه عن أمير المؤمنين ع أنّ رسول اللّه ص قال رأيت صاحب العباءة الّتي غلّها في النّار و قال ص أدّوا الخياط و المخيط يعني من الغنائم

24  ، و عن أمير المؤمنين ع أنّ رسول اللّه ص نهى أن تركب دابّة من المغنم حتّى تهزل أو يلبس منها ثوب حتّى يبلى من قبل أن تقسم و لا بأس بالانتفاع بالغنائم في جهاد العدوّ إذا احتاج إليها المسلمون قبل أن تقسم ثمّ تردّ إلى مكانها مثل السّلاح و الدّوابّ و غير ذلك قال و لا بأس بالعلف و أكل الطّعام من الغنائم قبل أن يقسم و قد أصاب أصحاب رسول اللّه ص طعاما يوم خيبر فأكلوا منه قبل أن يقسم الغنائم

25  ، و عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال في رجل من المسلمين اشترى مشركا في أرض الحرب فلم يطق المشي و لم يجد ما يحمله عليه و خاف إن تركه أن يلحق بالمشركين قال يقتله و لا يدعه و كذلك ينبغي أن يفعل في ما لم يطق المسلمون حمله من الغنيمة قبل أن تقسم و بعد أن قسمت

26  ، و عن أمير المؤمنين ع أنّه قال في الغنيمة لا يستطاع حملها و لا إخراجها من دار المشركين يتلف و يحرق المتاع و السّلاح بالنّار و تذبح الدّوابّ و المواشي )و لا يحرق( بالنّار و لا يعقر فإنّ العقر مثلة قال و ما أصاب أهل البغي بعضهم من بعض في حال بغيهم فهو هدر إن رأى الإمام العدل أنّ في موادعة أهل البغي قوّة لأهل العدل و خيرا وادعهم كما يوادع المشركون و ما كان من أموال أهل البغي في أيدي أهل العدل فينبغي أن يحبسوها عنهم ما داموا على بغيهم فإن فاءوا أعطوهم إيّاه و لا يكون غنيمة و لكنّه يحبس لئلّا يقووا به على حرب أهل العدل و يقاتل المشركون مع أهل البغي إذا كان الأمر لأهل العدل فإن أصابوا غنائم أخذ أمير أهل العدل الخمس )و فيمن( قاتل معه من أهل العدل الأربعة الأخماس و لم يمكّن أمير أهل البغي من الخمس و يقاتل دونه

 روّينا ذلك كلّه من أهل البيت ص

27    إبراهيم بن محمّد الثّقفيّ في كتاب الغارات، عن إسماعيل بن أبان عن عمرو بن شمر عن سالم الجعفيّ عن الشّعبيّ عن عليّ ع قال قال رسول اللّه ص إذا كنتم و إيّاهم في طريق فألجئوهم إلى مضايقة و صغّروا بهم كما صغّر اللّه بهم في غير أن تظلموا

28    جعفر بن أحمد القمّيّ في كتاب الأعمال المانعة من الجنّة، روي عن المطّلب أنّ النّبيّ ص قال من قتل رجلا من أهل الذّمّة حرّم اللّه عليه الجنّة الّتي توجد ريحها من مسيرة )اثني عشر( عاما

  البحار، عن العدد القويّة لعليّ بن يوسف أخ العلّامة عن محمّد بن جرير الطّبريّ الشّيعيّ قال لمّا ورد سبي الفرس إلى المدينة أراد عمر بن الخطّاب بيع النّساء و أن يجعل الرّجال عبيدا فقال له أمير المؤمنين ع إنّ رسول اللّه ص قال أكرموا كريم كلّ قوم فقال عمر قد سمعته يقول إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه و إن خالفكم فقال أمير المؤمنين ع هؤلاء قوم قد ألقوا إليكم السّلم و رغبوا في الإسلام و لا بدّ من أن يكون فيهم ذرّيّة و أنا أشهد اللّه و أشهدكم أنّي قد أعتقت نصيبي منهم لوجه اللّه فقال المهاجرون و الأنصار و قد وهبنا حقّنا لك يا أخا رسول اللّه ص فقال اللّهمّ أشهد أنّهم قد وهبوا إليّ حقّهم و قبلته و أشهدك أنّي قد أعتقتهم لوجهك فقال عمر لم نقضت عليّ عزمي في الأعاجم و ما الّذي رغّبك عن رأيي فيهم فأعاد عليه ما قال رسول اللّه ص في إكرام الكرماء فقال عمر قد وهبت للّه و لك يا أبا الحسن ما يخصّني و سائر ما لم يوهب لك فقال أمير المؤمنين ع اللّهمّ اشهد على ما قاله و على عتقي إيّاهم فرغب جماعة من قريش أن يستنكحوا النّساء فقال أمير المؤمنين ع هؤلاء لا يكرهن على ذلك و لكن يخيّرن ما اخترنه عمل به الخبر

 و رواه في بعض المناقب القديمة،

30    فقه الرّضا، ع و إذا رأيت ذمّيّا فقل الحمد للّه الّذي فضّلني عليك بالإسلام دينا و بالقرآن كتابا و بمحمّد ص رسولا و نبيّا و بالمؤمنين إخوانا و بالكعبة قبلة فإنّه من قال ذلك لا يجمع بينه و بينه في النّار

31    الطّبرسيّ في الإحتجاج، عن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن عليّ ع في حديث اليهوديّ الشّاميّ و احتجاجه على أمير المؤمنين ع إلى أن قال ع قال له اليهوديّ فإنّ موسى ع قد أعطي المنّ و السّلوى فهل )فعل بمحمّد ص( نظير هذا قال له عليّ ع لقد كان كذلك و محمّد ص أعطي ما هو أفضل من هذا إنّ اللّه عزّ و جلّ أحلّ له الغنائم و لأمّته و لم تحلّ لأحد قبله فهذا أفضل من المنّ و السّلوى

 و في هذا المعنى أخبار كثيرة تقدّم بعضها في أبواب التّيمّم

32    زيد الزّرّاد في أصله، قال قال أبو عبد اللّه ع إذا لبست درعا فقل يا مليّن الحديد لداود ع و يا جاعله حصنا اجعلنا في حصنك الحصين و درعك الحصينة المنيعة و أخرج الرّعب عن قلوبنا و اجمع أحلامنا فلا ناصر لمن خذلته و لا مانع لما تمنعه أنت

33    الشّيخ أبو الفتوح في تفسيره، في قصّة المباهلة إلى أن قال فأمر رسول اللّه ص أن يكتب لهم كتاب الصّلح بسم اللّه الرّحمن الرّحيم هذا كتاب من محمّد ص النّبيّ رسول اللّه لنجران و حاشيتها في كلّ صفراء و بيضاء و ثمرة و رقيق لا يؤخذ منهم غير الفي‏ء حلّة من حلل الأوافي قيمة كلّ حلّة أربعون درهما فما زاد أو نقص فبحساب ذلك يوردون ألفا منها في صفر و ألفا في رجب و عليهم أربعون دينارا مثوى رسلي فما فوق ذلك و عليهم في كلّ حدث يكون باليمن من ذي عدن عاريّة مضمونة ثلاثون درعا و ثلاثون فرسا و ثلاثون جملا عاريّة مضمونة لهم بذلك جوار اللّه و ذمّة محمّد بن عبد اللّه رسول اللّه فمن أكل الرّبا منهم بعد عامه هذا فذمّتي منه بريئة

34    عوالي اللآّلي، عن النّبيّ ص قال من حمل علينا السّلاح فليس منّا و قال ص )ليس قبلتان في الأرض( و ليس على مسلم جزية

35  ، و عنه ص أنّه نهى عن بيع المغانم حتّى تقسم و عن الحبالى أن يوطأن حتّى يضعن ما في بطونهنّ

36    الشّيخ إبراهيم الكفعميّ في حاشية الجنّة، مرسلا من أخذ من تراب المعركة حين التحم القتال و يقرأ عليه قوله تعالى و الّذين قتلوا في سبيل اللّه فلن يضلّ أعمالهم سيهديهم و يصلح بالهم و يدخلهم الجنّة عرّفها لهم يا أيّها الّذين آمنوا إن تنصروا اللّه ينصركم و يثبّت أقدامكم ثمّ يرشّ التّراب في وجه العدوّ فإنّه يخذل و يفرّ قال و من نقش في ترسه يا أيّها الّذين آمنوا إن تنصروا اللّه الآية و قوله تعالى فلا تهنوا و تدعوا إلى السّلم و أنتم الأعلون و اللّه معكم و لن يتركم أعمالكم و قوله تعالى و الّذين قتلوا في سبيل اللّه إلى قوله بالهم ثمّ لقي عدوّه نصره اللّه عليه