أبواب سجدتي الشّكر

 باب 1 -استحبابهما بعد الصّلاة فريضة كانت أو نافلة

1    سبط الطّبرسيّ في مشكاة الأنوار، نقلا من كتاب المحاسن عن أبي عبد اللّه ع قال من سجد سجدة ليشكر نعمة و هو متوضّئ كتب اللّه له عشر حسنات و محا عنه عشر خطيئات عظام

2    السّيّد في فلاح السّائل، من نزهة عيون المشتاقين تأليف عبد اللّه بن الحسن النّسّابة بإسناده عن الحسين بن زيد بن عليّ بن الحسين ع أنّه قال نحن إذا سلّمنا من الصّلاة و عزمنا و أردنا الدّعاء دعونا بما نريد أن ندعو و نحن سجود و رأيت منّا من يفعله و أنا أفعله

3    فقه الرّضا، ع لا تدع التّعفير و لا سجدة الشّكر في سفر و لا حضر

   باب 2- استحباب إطالة سجدة الشّكر و إكثار السّجود

1    البحار عن الكتاب العتيق الّذي أستظهر أنّه لأبي محمّد هارون بن موسى قال حدّثنا إسحاق بن محمّد بن مروان الكوفيّ عن أبيه عن الحسن بن محبوب عن خالد بن سعيد عن عامر الشّعبيّ عن عديّ بن حاتم الطّائيّ قال دخلت على أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب ع فوجدته قائما يصلّي متغيّرا لونه فلم أر مصلّيا بعد رسول اللّه ص أتمّ ركوعا و لا سجودا منه فسعيت نحوه فلمّا سمع بحسّي أشار إليّ بيده فوقفت حتّى صلّى ركعتين أوجزهما و أكملهما ثمّ سلّم ثمّ سجد سجدة أطالها فقلت في نفسي نام و اللّه فرفع رأسه ثمّ قال الخبر و يأتي تمامه

2    السّيّد عليّ بن طاوس في مهج الدّعوات، روينا بإسنادنا إلى سعد بن عبد اللّه في كتاب فضل الدّعاء قال أبو جعفر محمّد بن إسماعيل بن بزيع عن الرّضا ع و بكير بن صالح عن سليمان بن جعفر الجعفريّ عن الرّضا ع قالا دخلنا عليه و هو ساجد في سجدة الشّكر فأطال السّجود ثمّ رفع رأسه فقلنا له أطلت السّجود الخبر و يأتي

  الشّيخ الكشّيّ في رجاله، وجدت في كتاب أبي عبد اللّه الشّاذانيّ بخطّه سمعت أبا محمّد الفضل بن شاذان يقول دخلت العراق فرأيت واحدا يعاتب صاحبه و يقول له أنت رجل عليك عيال و تحتاج أن تكسب عليهم و ما آمن أن تذهب عيناك بطول سجودك قال فلمّا أكثر عليه قال أكثرت عليّ ويحك لو ذهبت عين أحد من السّجود لذهبت عين ابن أبي عمير ما ظنّك برجل سجد سجدة الشّكر بعد صلاة الفجر فلا يرفع رأسه إلّا عند الزّوال

، و عن محمّد بن مسعود عن يوسف بن السّخت قال كان عليّ بن مهزيار إذا طلعت الشّمس سجد فكان لا يرفع رأسه حتّى يدعو لألف من إخوانه بمثل ما دعا لنفسه و كان على جبهته سجّادة مثل ركبة البعير

 باب 3 -استحباب تعفير الخدّين على الأرض بين سجدتي الشّكر

1    الحسين بن حمدان الحضينيّ في هدايته، عن عيسى بن مهديّ الجوهريّ و عسكر مولى أبي جعفر ع و جماعة كثيرة تنيف على سبعين عن أبي محمّد ع في حديث طويل أنّه قال إنّ اللّه عزّ و جلّ أوحى إلى جدّي رسول اللّه ص أنّي خصصتك و عليّا و حججي منه إلى يوم القيامة و شيعتكم بعشر خصال صلاة إحدى و خمسين و تعفير الجبين إلى أن قال فخالفنا من أخذ حقّنا و حزبه الضّالّون فجعلوا صلاة التّراويح في شهر رمضان عوضا من صلاة الخمسين في كلّ يوم و ليلة و كتف أيديهم على صدورهم في الصّلاة عوضا من تعفير الجبين إلى أن قال فقال قائل منّا يا سيّدنا فهل يجوز لنا أن نكبّر أربعا تقيّة فقال ع هي خمس لا تقيّة فيها التّكبير خمسا على الميّت و التّعفير في دبر كلّ صلاة و تربيع القبور و ترك المسح على الخفّين و شرب المسكر الخبر

2    فقه الرّضا، ع و لا تدع التّعفير )و لا سجدة( الشّكر في سفر و لا حضر

3    محمّد بن المشهديّ في مزاره، بسنده المتقدّم في باب نوادر أحكام المساجد عن ميثم التّمّار عن أمير المؤمنين ع أنّه خرج من الكوفة و انتهى إلى مسجد جعفيّ توجّه إلى القبلة و صلّى أربع ركعات فلمّا سلّم و سبّح بسط كفّيه و قال إلهي كيف أدعوك الدّعاء و أخفت دعاءه و سجد و عفّر و قال العفو العفو مائة مرّة الخبر

4    عليّ بن الحسين المسعوديّ في مروج الذّهب، عن المنذر بن الجارود قال لمّا قدم عليّ ع البصرة نزل الموضع المعروف بالزّاوية و صلّى أربع ركعات و عفّر خدّيه على التّراب و خالط ذلك دموعه الخبر

 باب 4 -استحباب مسح اليد على موضع السّجود ثمّ مسح الوجه بها و الدّعاء بالمأثور

1    الجعفريّات، أخبرنا محمّد حدّثني موسى حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ ع أنّ رسول اللّه ص إذا أراد الانصراف من الصّلاة مسح جبهته بيده اليمنى ثمّ يقول اللّهمّ لك الحمد لا إله إلّا أنت عالم الغيب و الشّهادة اللّهمّ أذهب عنّا الهمّ و الحزن و الفتن ما ظهر منها و ما بطن و قال ما أحد من أمّتي يفعل ذلك إلّا أعطاه اللّه عزّ و جلّ ما سأل

2    دعائم الإسلام، عن عليّ ع أنّه قال قال رسول اللّه ص ما ]من[ أحد من أمّتي قضى الصّلاة ثمّ مسح جبهته بيده اليمنى ثمّ قال و ذكر مثله

3    السّيّد رضيّ الدّين في فلاح السّائل، فإذا رفعت رأسك من السّجود فقل ما ذكره كردين مسمع في كتابه المعروف بإسناده فيه إلى النّبيّ ص أنّه كان إذا أراد الانصراف من الصّلاة مسح جبهته بيده اليمنى ثمّ يقول لك الحمد لا إله إلّا أنت عالم الغيب و الشّهادة الرّحمن الرّحيم أذهب عنّي الهمّ و الحزن و الفتن ما ظهر منها و ما بطن و قال ما أحد من أمّتي يقول ذلك إلّا أعطاه اللّه ما سأل

، و روي لنا في حديث آخر أنّك إذا أردت أن تقول هذه الكلمات فامسح يدك اليمنى على موضع سجودك ثلاث مرّات و امسح ]بيدك[ في كلّ مرّة وجهك و أنت تقول في كلّ مرّة هذه الكلمات المذكورة

 باب 5 -استحباب الدّعاء في سجدتي الشّكر و ما بينهما بالمأثور

1    الصّدوق في كمال الدّين، عن محمّد بن زياد الهمدانيّ عن جعفر بن أحمد العلويّ عن عليّ بن أحمد العقيقيّ عن أبي نعيم الأنصاريّ الزّيديّ عن الحجّة القائم ص في حديث قال كان أمير المؤمنين ع يقول في سجدة الشّكر يا من لا يزيده إلحاح الملحّين إلّا جودا و كرما يا من له خزائن السّماوات و الأرض يا من له ما دقّ و جلّ لا تمنعك إساءتي من إحسانك إليّ أسألك أن تفعل بي ما أنت أهله و أنت أهل الجود و الكرم و العفو يا اللّه يا اللّه افعل بي ما أنت أهله و أنت قادر على العقوبة و قد استحققتها لا حجّة لي عندك و لا عذر لي عندك أبوء إليك بذنوبي كلّها و أعترف بها كي تعفو عنّي و أنت أعلم بها منّي بؤت إليك بكلّ ذنب أذنبته و كلّ خطيئة أخطأتها و كلّ سيّئة عملتها يا ربّ اغفر و ارحم و تجاوز عمّا تعلم إنّك أنت الأعزّ الأجلّ الأكرم

2    البحار، عن دلائل الطّبريّ عن محمّد بن هارون التّلّعكبريّ عن أبيه عن محمّد بن همّام عن ]جعفر بن محمّد الفزاريّ عن محمّد بن[ جعفر بن عبد اللّه عن إبراهيم بن محمّد الأنصاريّ عن القائم ع مثله إلى قوله إلّا كرما و جودا يا من لا تزيده كثرة الدّعاء إلّا سعة و عطاء يا من لا تنفد خزائنه يا من له خزائن السّماوات إلى قوله أن تفعل بي الّذي أنت أهله فأنت أهل الجود و الكرم و التّجاوز يا ربّ يا اللّه لا تفعل بي الّذي أنا أهله فإنّي أهل العقوبة و لا حجّة لي إلى قوله بذنوبي كلّها كي تعفو عنّي و أنت أعلم بها منّي و أبوء لك بكلّ ذنب أذنبته و كلّ خطيئة احتملتها و كلّ سيّئة عملتها ربّ اغفر ]لي[ إلى آخر الدّعاء

  الشّيخ الطّوسيّ في المصباح، عن عليّ بن الحسين ع أنّه كان يقول في سجدة الشّكر مائة مرّة الحمد للّه شكرا و كلّما قاله عشر مرّات قال شكرا للمجيب ثمّ يقول يا ذا المنّ الدّائم الّذي لا ينقطع أبدا و لا يحصيه غيره عددا و يا ذا المعروف الّذي لا ينفد أبدا يا كريم يا كريم يا كريم ثمّ يدعو و يتضرّع و يذكر حاجته ثمّ يقول اللّهمّ لك الحمد إن أطعتك و لك الحجّة )عليّ( إن عصيتك لا صنع لي و لا لغيري في إحسان منك ]إليّ[ في حالي الحسنة يا كريم يا كريم صلّ على محمّد و أهل بيته و صل بجميع ما سألتك و أسألك من في مشارق الأرض و مغاربها من المؤمنين و المؤمنات و ابدأ بهم و ثنّ بي برحمتك ثمّ يضع خدّه الأيمن على الأرض و يقول اللّهمّ لا تسلبني ما أنعمت به عليّ من ولايتك و ولاية محمّد و آل محمّد عليه و عليهم السّلام ثمّ يضع خدّه الأيسر على الأرض و يقول مثل ذلك

 هذا آخر الرّواية كما صرّح به السّيّد عليّ بن طاوس في فلاح السّائل و كذا فهمه مصنّفو كتب الدّعوات. و الشّيخ ره ذكر الرّواية في الأصل إلى قوله حاجته و لم يذكر باقي الخبر ظنّا منه أنّه عمل آخر لم يذكر سنده و من تأمّل فيها لا أظنّه يحتمل غير ما ذكرناه

4    الشّيخ إبراهيم الكفعميّ في الجنّة، و البلد الأمين، عن عليّ ع أنّه كان يقول إذا سجد سجدتي الشّكر وعظتني فلم أتّعظ و زجرتني عن محارمك فلم أنزجر و غمرتني أياديك فما شكرت عفوك عفوك يا كريم

5    عوالي اللآّلي، عنه ع مثله و في الجنّة، قال الشّيخ التّولينيّ في كفايته و فيه يقول في سجدتي الشّكر بعد الفريضة

6    البحار، نقلا عن خطّ الشّهيد قال أمير المؤمنين ع أحبّ الكلام إلى اللّه تعالى أن يقول العبد و هو ساجد إنّي ظلمت نفسي فاغفر لي ثلاثا

7    و عنه، نقلا عن الجعفريّات عن البزنطيّ عن عبد اللّه بن سنان عن أبي عبد اللّه ع أنّ رسول اللّه ص كان يقول إذا وضع وجهه للسّجود اللّهمّ مغفرتك أوسع من ذنوبي و رحمتك أرجى عندي من عملي فاغفر لي ذنوبي يا حيّا لا يموت

 قلت مراده بالجعفريّات غير الكتاب المعهود الّذي ننقل عنه و ببالي أنّي رأيت في بعض الفهارس عدّه في مؤلّفات بعض الأصحاب

8    القطب الرّاونديّ في دعواته، أخبرنا الشّيخ أبو جعفر النّيسابوريّ عن الشّيخ أبي عليّ عن أبيه الطّوسيّ رض عن أبي محمّد الفحّام عن المنصوريّ عن عمّ أبيه عن الإمام عليّ بن محمّد العسكريّ عن آبائه عن أمير المؤمنين ع قال سمعت رسول اللّه ص يقول من أدّى للّه مكتوبة فله في أثرها دعوة مستجابة قال الفحّام رأيت و اللّه أمير المؤمنين ع في النّوم فسألته عن الخبر فقال صحيح إذا فرغت من المكتوبة فقل و أنت ساجد اللّهمّ بحقّ من رواه و بحقّ من روي عنه صلّ على جماعتهم و افعل بي كيت و كيت

، و عن الصّادق ع إذا أصابك أمر فبلغ منك مجهودك فاسجد على الأرض و قل يا مذلّ كلّ جبّار يا معزّ كلّ ذليل قد و حقّك بلغ مجهودي فصلّ على محمّد و آل محمّد و فرّج عنّي

10  ، و كان موسى بن جعفر ع يدعو كثيرا في سجوده اللّهمّ إنّي أسألك الرّاحة عند الموت و العفو عند الحساب

11    البحار، عن الكتاب العتيق دعاء السّجود عن مولانا أبي عبد اللّه ع بسم اللّه الرّحمن الرّحيم اللّهمّ مالك الملك تؤتي الملك من تشاء و تنزع الملك ممّن تشاء و تعزّ من تشاء و تذلّ من تشاء بيدك الخير إنّك على كلّ شي‏ء قدير تولج اللّيل في النّهار و تولج النّهار في اللّيل و تخرج الحيّ من الميّت و تخرج الميّت من الحيّ و ترزق من تشاء بغير حساب يا اللّه يا اللّه أنت المرهوب منك جميع خلقك يا نور النّور فلا يدركك نور كنورك يا اللّه يا اللّه أنت الرّفيع فوق عرشك من فوق سماواتك فلا يصف عظمتك أحد من خلقك يا نور النّور أنت الّذي قد استنار بنورك أهل سماواتك و استنار بنورك أهل أرضك يا اللّه يا اللّه أنت الّذي لا إله غيرك تعاليت عن أن يكون لك ولد و تعظّمت عن أن يكون لك ندّ يا نور النّور تكرّمت عن أن يكون لك شبيه و تجبّرت عن أن يكون لك ضدّ أو شريك يا نور النّور كلّ نور خامد لنورك يا مليك كلّ مليك يفنى غيرك يا اللّه يا اللّه أنت الرّحيم و أنت الباقي الدّائم ملأت عظمتك السّماوات و الأرض يا دائم كلّ حيّ يموت ]غيرك[ يا اللّه يا اللّه ارحمنا رحمة تطفئ بها سخطك علينا و تكفّ عذابك عنّا و ترزقنا بها سعادة من عندك و تحلّنا بها دارك الّتي يسكنها خيرتك من عبادك يا أرحم الرّاحمين أسألك أن تصلّي على محمّد و آله و أن تفعل بي كذا و كذا و تسأل حاجتك

   ، و عنه بالسّند المتقدّم في باب استحباب الإطالة عن عديّ بن حاتم أنّه رأى أمير المؤمنين ع صلّى ركعتين أوجزهما و أكملهما ثمّ سلّم ثمّ سجد سجدة أطالها قال فقلت في نفسي نام و اللّه فرفع رأسه ثمّ قال لا إله إلّا اللّه حقّا حقّا لا إله إلّا اللّه إيمانا و صدقا لا إله إلّا اللّه تعبّدا و رقّا يا معزّ المؤمنين بسلطانه يا مذلّ الجبّارين بعظمته أنت كهفي حين تعييني المذاهب عند حلول النّوائب فتضيق عليّ الأرض برحبها أنت خلقتني يا سيّدي رحمة منك لي و لو لا رحمتك لكنت من الهالكين و أنت مؤيّدي بالنّصر على أعدائي و لو لا نصرك لكنت من المغلوبين يا منشئ البركات من مواضعها و مرسل الرّحمة من معادنها فيا من خصّ نفسه بالعزّ و الرّفعة فأولياؤه بعزّه يعتزّون و يا من وضع له الملوك نير المذلّة على أعناقهم فهم من سطوته خائفون أسألك بكبريائك الّتي شققتها من عظمتك و بعظمتك الّتي استويت بها على عرشك و علوت بها في خلقك فكلّهم خاضع ذليل لعزّتك صلّ على محمّد و آل محمّد و افعل بي أولى الأمرين بك تباركت يا أرحم الرّاحمين قال عديّ بن حاتم الطّائيّ ثمّ التفت إليّ أمير المؤمنين ع بكلّه فقال يا عديّ أ سمعت ما قلت أنا قلت نعم يا أمير المؤمنين قال و الّذي فلق الحبّة و برأ النّسمة ما دعا به مكروب و لا توسّل به إلى اللّه محروب و لا مسلوب إلّا نفّس اللّه خناقه و حلّ وثاقه و فرّج همّه و يسّر غمّه و حقيق على من بلغه أن يتحفّظه قال عديّ فما تركت الدّعاء منذ سمعته من أمير المؤمنين ع حتّى الآن

13    السّيّد عليّ بن طاوس في مهج الدّعوات، بالسّند المتقدّم في الباب المذكور عن الرّضا ع أنّه قال من دعا في سجدة الشّكر بهذا ]الدّعاء[ كان كالرّامي مع رسول اللّه ص يوم بدر قالا قلنا فنكتبه قال اكتبا إذا )أنت سجدت( سجدة الشّكر فقل اللّهمّ العن اللّذين بدّلا دينك و غيّرا نعمتك و اتّهما رسولك ص و خالفا ملّتك و صدّا عن سبيلك و كفرا آلاءك و ردّا عليك كلامك و استهزءا برسولك و قتلا ابن نبيّك و حرّفا كتابك و جحدا آياتك و سخرا بآياتك و استكبرا عن عبادتك و قتلا أولياءك و جلسا في مجلس لم يكن لهما بحقّ و حملا النّاس على أكتاف آل محمّد ع اللّهمّ العنهما لعنا يتلو بعضه بعضا و احشرهما و أتباعهما إلى جهنّم زرقا اللّهمّ إنّا نتقرّب إليك باللّعنة عليهما و البراءة منهما في الدّنيا و الآخرة اللّهمّ العن قتلة أمير المؤمنين و قتلة الحسين بن عليّ ابن بنت رسول اللّه ص اللّهمّ زدهما عذابا فوق العذاب و هوانا فوق هوان و ذلّا فوق ذلّ و خزيا فوق خزي اللّهمّ دعّهما في النّار دعّا و أركسهما في أليم عذابك ركسا اللّهمّ احشرهما و أتباعهما إلى جهنّم زمرا اللّهمّ فرّق جمعهم و شتّت أمرهم و خالف بين كلمتهم و بدّد جماعتهم و العن أئمّتهم و اقتل قادتهم و سادتهم و كبراءهم و العن رؤساءهم و اكسر رايتهم و ألق البأس بينهم و لا تبق منهم ديّارا اللّهمّ العن أبا جهل و الوليد لعنا يتلو بعضه بعضا و يتبع بعضه بعضا اللّهمّ العنهما لعنا يلعنهما به كلّ ملك مقرّب و كلّ نبيّ مرسل و كلّ مؤمن امتحنت قلبه للإيمان اللّهمّ العنهما لعنا يتعوّذ منه أهل النّار )و من عذابهما( اللّهمّ العنهما لعنا لا يخطر لأحد ببال اللّهمّ العنهما في مستسرّ سرّك و ظاهر علانيتك و عذّبهما عذابا في التّقدير )و فوق التّقدير( و شارك معهما ابنتيهما و أشياعهما و محبّيهما و من شايعهما إنّك سميع الدّعاء )و صلّى اللّه على محمّد و آله أجمعين(

14    الشّيخ إبراهيم الكفعميّ في البلد الأمين، عن الرّضا ع من دعا بهذا الدّعاء في سجدة الشّكر كان كالرّامي مع النّبيّ ص يوم بدر و أحد و حنين ألف ألف سهم و ساق الدّعاء

15    الصّدوق في الأمالي، عن جعفر بن محمّد بن مسرور عن الحسين بن محمّد بن عامر عن عمّه عبد اللّه بن عامر عن ابن أبي عمير عن أبان بن عثمان عن سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباتة قال كان أمير المؤمنين ع يقول في سجوده أناجيك يا سيّدي كما يناجي العبد الذّليل مولاه و أطلب إليك طلب من يعلم أنّك تعطي و لا ينقص ممّا عندك شي‏ء و أستغفرك استغفار من يعلم أنّه لا يغفر الذّنوب إلّا أنت و أتوكّل عليك توكّل من يعلم أنّك على كلّ شي‏ء قدير

16  ، و عن أبيه عن محمّد بن يحيى العطّار عن سهل بن زياد عن عليّ بن الحكم عن حمّاد بن عثمان عن أبي بصير عن الصّادق جعفر بن محمّد ع قال إذا قال العبد و هو ساجد يا اللّه يا ربّاه يا سيّداه ثلاث مرّات أجابه تبارك و تعالى لبّيك عبدي سل حاجتك

17    فقه الرّضا، ع كان أمير المؤمنين ع يقول في سجوده اللّهمّ ارحم ذلّي بين يديك و تضرّعي إليك و وحشتي من النّاس و أنسي إليك يا كريم فإنّي عبدك و ابن عبدك أتقلّب في قبضتك يا ذا المنّ و الفضل و الجود و الغنى و الكرم ارحم ضعفي و شيبتي من النّار يا كريم

18  ، و كان أبو جعفر ع يقول و هو ساجد لا إله إلّا اللّه حقّا حقّا سجدت لك يا ربّ تعبّدا و رقّا و إيمانا و تصديقا يا عظيم إنّ عملي ضعيف فضاعفه لي يا كريم يا جبّار اغفر لي ذنوبي و جرمي و تقبّل عملي يا كريم يا جبّار

19  ، و كان أبو عبد اللّه ع يقول في سجدته يا كائن قبل كلّ شي‏ء يا مكوّن كلّ شي‏ء لا تفضحني فإنّك بي عالم و لا تعذّبني فإنّك عليّ قادر اللّهمّ إنّي أعوذ بك من العديلة عند الموت و من شرّ المرجع في القبر و من النّدامة يوم القيامة اللّهمّ إنّي أسألك عيشة نقيّة و ميتة سويّة و منقلبا كريما غير مخز و لا فاضح

20  ، و كان أبو عبد اللّه ع يقول اللّهمّ إنّ مغفرتك أوسع من ذنوبي و رحمتك أرجى عندي من عملي فاغفر لي يا حيّ و من لا يموت

21  ، و كان أبو الحسن ع يقول في سجوده لك الحمد إن أطعتك و لك الحجّة إن عصيتك لا صنع لي و لا لغيري في إحسان كان منّي حال الحسنة يا كريم صل بما سألك من في مشارق الأرض و مغاربها من المؤمنين و ذرّيّتي اللّهمّ أعنّي على ديني بدنياي و على آخرتي بتقواي اللّهمّ احفظني فيما غبت عنه و لا تكلني إلى نفسي فيما قصّرت يا من لا تنقصه المغفرة و لا تضرّه الذّنوب صلّ على محمّد و آل محمّد و اغفر لي ما لا يضرّك و أعطني ما لا ينقصك

22    السّيّد ابن الباقي في إختياره، عن خديجة الكبرى قالت كانت ليلتي من رسول اللّه ص فإذا أنا به ساجد كالثّوب الطّريح فسمعته يقول سجد لك سوادي و آمن بك فؤادي ربّ هذه يداي و ما جنيت على نفسي يا عظيما يرجى لكلّ عظيم اغفر لي الذّنوب العظيمة ثمّ قال ص إنّ جبرئيل علّمني ذلك و أمرني أن أقول هذه الكلمات الّتي سمعتها فقوليها في سجودك فمن قالها في سجوده لم يرفع رأسه حتّى يغفر له

23    ثقة الإسلام في الكافي، عن عليّ بن محمّد عن سهل بن زياد عن يعقوب بن يزيد عن زياد بن مروان قال كان أبو الحسن ع يقول في سجوده أعوذ بك من نار حرّها لا يطفأ و أعوذ بك من نار جديدها لا يبلى و أعوذ بك من نار عطشانها لا يروى و أعوذ بك من نار مسلوبها لا يكسى

24  ، و عن عليّ بن محمّد عن سهل بن زياد عن عليّ بن الرّيّان عن بعض أصحابنا عن أبي عبد اللّه ع قال شكوت إليه علّة أمّ ولد لي أخذتها فقال قل لها تقول في السّجود في دبر كلّ صلاة مكتوبة يا ربّي يا سيّدي صلّ على محمّد ]و على آل محمّد[ و عافني من كذا و كذا فبها نجا جعفر بن سليمان من النّار قال فعرضت هذا الحديث على بعض أصحابنا فقال أعرف فيه يا رءوف يا رحيم يا ربّي يا سيّدي افعل بي كذا و كذا

   ، و عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد البرقيّ عن محمّد بن عليّ عن سعدان عن رجل عن أبي عبد اللّه ع قال كان يقول في سجوده سجد وجهي البالي لوجهك الباقي الدّائم العظيم سجد وجهي الذّليل لوجهك العزيز سجد وجهي الفقير لوجه ربّي الغنيّ الكريم العليّ العظيم ربّ أستغفرك ممّا كان و أستغفرك ممّا يكون ربّ لا تجهد بلائي ربّ لا تشمت بي أعدائي ربّ و لا تسئ قضائي ربّ إنّه لا دافع و لا مانع إلّا أنت صلّ على محمّد و آل محمّد بأفضل صلواتك و بارك على محمّد و آل محمّد بأفضل بركاتك اللّهمّ إنّي أعوذ بك من سطواتك و أعوذ بك من جميع غضبك و سخطك سبحانك لا إله إلّا أنت ربّ العالمين

26  ، و كان أمير المؤمنين ع يقول و هو ساجد ارحم ذلّي بين يديك و تضرّعي إليك و وحشتي من النّاس و أنسي بك يا كريم

27  ، و كان يقول أيضا وعظتني فلم أتّعظ و زجرتني عن محارمك فلم أنزجر و عمّرتني ]أياديك[ فما شكرت عفوك عفوك يا كريم أسألك الرّاحة عند الموت و أسألك العفو عند الحساب

28  ، و كان أبو جعفر ع يقول و هو ساجد لا إله إلّا أنت حقّا حقّا سجدت لك يا ربّ تعبّدا و رقّا يا عظيم إنّ عملي ضعيف فضاعفه لي يا كريم يا حنّان اغفر لي ذنوبي و جرمي و تقبّل عملي يا كريم يا جبّار أعوذ بك من أن أخيب أو أحمل ظلما اللّهمّ منك النّعمة و أنت ترزق شكرها و عليك يكون ثواب ما تفضّلت به من ثوابها بفضل طولك و بكريم عائدتك

29    الحسن بن الفضل الطّبرسيّ في مكارم الأخلاق، روي أنّ من قال و هو ساجد يا ربّاه يا سيّداه حتّى ينقطع نفسه أجيب سل حاجتك

30  ، و كان بعض الصّادقين ع يقول في سجوده سجد لك يا ربّ طالب من ثوابك سجد لك يا ربّ هارب من عقابك سجد لك يا ربّ خائف من سخطك ثمّ يقول يا اللّه يا ربّاه يا اللّه يا ربّاه حتّى ينقطع النّفس ثمّ يدعو

31  ، و روي عن الصّادق ع أنّه قال مرّ رسول اللّه ص برجل و هو ساجد و هو يقول يا ربّ ما ذا عليك أن ترضي. كلّ من كان له عندي تبعة و أن تغفر لي ذنوبي و أن تدخلني الجنّة برحمتك فإنّما عفوك عن الظّالمين و أنا من الظّالمين فلتسعني رحمتك يا أرحم الرّاحمين فقال له رسول اللّه ص ارفع رأسك فقد استجيب لك إنّك دعوت بدعاء نبيّ كان على عهد عاد

32    الكشّيّ في رجاله، عن عبد الرّزّاق عن معمر عن الزّهريّ و عليّ بن زيد عن سعيد بن المسيّب قال )كان القوم( لا يخرجون إلى مكّة حتّى يخرج عليّ بن الحسين ع فخرج و خرجنا معه ألف راكب فلمّا صرنا بالسّقيا نزل فصلّى و سجد سجدة الشّكر فقال فيها و في رواية الزّهريّ عن سعيد بن المسيّب قال كان القوم لا يخرجون من مكّة حتّى يخرج عليّ بن الحسين سيّد العابدين ع فخرج و خرجت معه فنزل في بعض المنازل و صلّى ركعتين فسبّح في سجوده فلم يبق شجر و لا مدر إلّا و سبّح معه ففزعنا و رفع رأسه فقال يا سعيد أ فزعت فقلت نعم يا ابن رسول اللّه فقال هذا التّسبيح الأعظم حدّثني أبي عن جدّي عن رسول اللّه ص أنّه قال لا تبقى الذّنوب مع هذا التّسبيح فقلت علّمنا و في رواية عليّ بن زيد عن سعيد بن المسيّب أنّه سبّح في سجوده فلم يبق حوله شجرة و لا مدرة إلّا سبّحت بتسبيحه ففزعت من ذلك أنا و أصحابي ثمّ قال يا سعيد إنّ اللّه جلّ جلاله لمّا خلق جبرئيل ألهمه هذا التّسبيح فسبّح فسبّحت السّماوات و من فيهنّ لتسبيحه و هو اسم اللّه عزّ و جلّ الأكبر و التّسبيح هو هذا سبحانك اللّهمّ و حنانيك سبحانك اللّهمّ و تعاليت سبحانك اللّهمّ و العزّ إزارك سبحانك اللّهمّ و العظمة رداؤك سبحانك اللّهمّ و الكبرياء سلطانك سبحانك من عظيم ما أعظمك سبحانك سبّحت في الأعلى سبحانك تسمع و ترى ما تحت الثّرى سبحانك أنت شاهد كلّ نجوى سبحانك موضع كلّ شكوى سبحانك حاضر كلّ ملإ سبحانك عظيم الرّجاء سبحانك ترى ما في قعر الماء سبحانك تسمع أنفاس الحيتان في قعور البحار سبحانك تعلم وزن السّماوات سبحانك تعلم وزن الأرضين سبحانك تعلم وزن الشّمس و القمر سبحانك تعلم وزن الظّلمة و النّور سبحانك تعلم وزن الفي‏ء و الهواء سبحانك تعلم وزن الرّيح كم هي من مثقال ذرّة سبحانك قدّوس قدّوس قدّوس سبحانك عجبا لمن عرفك كيف لا يخافك سبحانك اللّهمّ و بحمدك سبحان العليّ العظيم

 باب 6 -استحباب السّجود للشّكر و إطالته و إلصاق الخدّين بالأرض عند حصول النّعم و دفع النّقم و عند تذكّر نعمة اللّه و لو بالإيماء مع الانحناء عند خوف الشّهرة

1    السّيّد عليّ بن طاوس في كتاب اليقين، عن محمّد بن جرير الطّبريّ عن محمّد بن عبد اللّه عن عمران بن محسّن عن يونس بن زياد عن الرّبيع بن كامل ابن عمّ الفضل بن الرّبيع عن الفضل بن الرّبيع أنّ المنصور كان قبل الدّولة كالمنقطع إلى جعفر بن محمّد ع قال سألت جعفر بن محمّد بن عليّ ع على عهد مروان الحمار عن سجدة الشّكر الّتي سجدها أمير المؤمنين ع ما كان سببها فحدّثني عن أبيه محمّد بن عليّ قال حدّثني أبي عليّ بن الحسين ع عن أبيه الحسين عن أبيه عليّ بن أبي طالب ع أنّ رسول اللّه ص وجّهه في أمر من أموره فحسن فيه بلاؤه و عظم عناؤه فلمّا قدم من وجهه ذلك أقبل إلى المسجد و رسول اللّه ص قد خرج يصلّي الصّلاة فصلّى معه فلمّا انصرف من الصّلاة أقبل على رسول اللّه ص فاعتنقه رسول اللّه ص ثمّ سأله عن مسيره ذلك و ما صنع فيه فجعل عليّ ع يحدّثه و أسارير وجه رسول اللّه ص تلمع سرورا ]بما حدّثه[ فلمّا أتى ع على حديثه قال له رسول اللّه ص أ لا أبشّرك يا أبا الحسن )فقال بلى( فداك أبي و أمّي فكم من خير بشّرت ]به[ قال إنّ جبرئيل هبط إليّ في وقت الزّوال فقال ]لي[ يا محمّد هذا ابن عمّك عليّ وارد عليك إلى أن قال قال يا محمّد إنّ اللّه جعلك سيّد الأنبياء و جعل عليّا سيّد الأوصياء و خيرهم و جعل الأئمّة من ذرّيّتكما إلى أن يرث الأرض و من عليها فسجد عليّ ع و جعل يقبّل الأرض شكرا للّه تعالى الخبر

2    الشّيخ يوسف بن حاتم الشّاميّ تلميذ المحقّق في كتاب الدّرّ النّظيم، بإسناده عن ابن عبّاس قال رأيت رسول اللّه ص قد سجد خمس سجدات بلا ركوع فقلت يا رسول اللّه سجود بلا ركوع فقال نعم أتاني جبرئيل فقال يا محمّد إنّ اللّه عزّ و جلّ يحبّ عليّا فسجدت و رفعت رأسي فقال لي إنّ اللّه عزّ و جلّ يحبّ فاطمة فسجدت و رفعت رأسي فقال لي إنّ اللّه يحبّ الحسن فسجدت و رفعت رأسي فقال لي إنّ اللّه يحبّ الحسين فسجدت و رفعت رأسي فقال لي إنّ اللّه يحبّ من أحبّهم فسجدت و رفعت رأسي

3    الشّيخ الفاضل سبط الطّبرسيّ ره في مشكاة الأنوار، نقلا من كتاب المحاسن عن أبي عبد اللّه ع قال من سجد سجدة ليشكر نعمة و هو متوضّئ كتب اللّه له عشر حسنات و محا عنه عشر خطيئات عظام

، و عنه ع قال بينما رسول اللّه ص مع أصحابه إذ سجد فأطال السّجود حتّى ظنّوا أنّه ثمّ رفع رأسه فقيل يا رسول اللّه لقد أطلت السّجود حتّى ظننت أنّك ممّا ذاك فقال ص أتاني جبرئيل من عند اللّه تبارك و تعالى فقال يا محمّد إنّ ربّك يقرئك السّلام و يقول لك إنّي لن أسوءك فيمن والاك من أمّتك و لن أقضي على مؤمن قضاء ساءه أو سرّ ذلك إلّا و هو خير له قال ص فلم يكن عندي مال فأتصدّق به و لا مملوك فأعتقه فسجدت للّه و شكرته و حمدته على ذلك

، و عن أبي عبيدة الحذّاء قال كنت مع أبي جعفر ع في طريق المدينة فوقع ساجدا للّه فقال لي حين استتمّ قائما يا زياد أنكرت عليّ حين رأيتني ساجدا فقلت بلى جعلت فداك قال ذكرت نعمة أنعمها ]اللّه[ عليّ فكرهت أن أجوز حتّى أؤدّي شكرها

، و عن هشام بن الأحمر قال كنت مع أبي الحسن ع في بعض أطراف المدينة إذ ثنى رجله عن دابّته فخرّ ساجدا فأطال و أطال ثمّ رفع رأسه و ركب دابّته فقلت جعلت فداك رأيتك قد أطلت السّجود فقال إنّني ذكرت نعمة أنعم اللّه بها عليّ فأحببت أن أشكر ربّي

7    كتاب عاصم بن حميد، عن أبي بصير قال سمعت أبا جعفر ع يقول بينما رسول اللّه ص مع أصحابه راكبا على دابّته إذ نزل فخرّ ساجدا فقيل له يا رسول اللّه رأيناك صنعت شيئا لم تك تصنعه قبل اليوم فقال أتاني ملك من عند ربّي فقال يا محمّد إنّ ربّك يقرئك السّلام و يقول يا محمّد إنّي أسرّك في أمّتك فلم يكن عندي مال أصّدّق و لا عبد أعتقه فسجدت للّه شكرا

8    جعفر بن قولويه في كامل الزّيارة، عن عبيد اللّه بن الفضل بن محمّد بن هلال عن سعيد بن محمّد عن محمّد بن سلّام الكوفيّ عن أحمد بن محمّد الواسطيّ عن عيسى بن أبي شيبة القاضي عن نوح بن درّاج عن قدامة بن زائدة عن أبيه عن عليّ بن الحسين ع عن عمّته زينب عن أمّ أيمن و عن أبيه أمير المؤمنين ع في حديث طويل أنّ رسول اللّه ص زار منزل فاطمة ع فعملت له حريرة إلى أن قال فلمّا فرغ من غسل يده مسح وجهه ثمّ نظر إلى عليّ و فاطمة و الحسن و الحسين ع ]نظرا[ عرفنا منه السّرور في وجهه ثمّ رمق بطرفه نحو السّماء مليّا ثمّ وجّه وجهه نحو القبلة و بسط يديه يدعو ثمّ خرّ ساجدا و هو ينشج فأطال النّشوج و علا نحيبه و جرت دموعه ثمّ رفع رأسه و ذكر سبب البكاء و أنّ جبرئيل أخبره بما يجري عليهم بعده من المصائب الخبر

9    الحسن بن الفضل الطّبرسيّ في مكارم الأخلاق، عن إسحاق بن عمّار قال خرجت مع أبي عبد اللّه ع و هو يحدّث نفسه ثمّ استقبل القبلة فسجد طويلا ثمّ ألزق خدّه الأيمن بالتّراب طويلا )ثمّ قام( ثمّ مسح وجهه ثمّ ركب فقلت له بأبي أنت و أمّي لقد صنعت شيئا ما رأيته قطّ قال يا إسحاق إنّي ذكرت نعمة من نعم اللّه عزّ و جلّ عليّ فأحببت أن أذلّل نفسي ثمّ قال يا إسحاق ما أنعم اللّه على عبد بنعمة )فعرفها بقلبه و جهر بحمد اللّه عليها( ففرغ عنها حتّى يؤمر له بالمزيد من الدّارين

10    عوالي اللآّلي، عن عبد الرّحمن بن عوف قال سجد رسول اللّه ص فأطال السّجود فقلنا له سجدت فأطلت السّجود فقال نعم أتاني جبرئيل فقال من صلّى عليك مرّة صلّى اللّه بها عليه عشرا فسجدت للّه شكرا و عنه ص لمّا أتي برأس أبي جهل سجد شكرا للّه

11  ، و روي أنّ النّبيّ ص زار فاطمة ع يوما فصنعت له عصيدة من تمر فقدّمتها بين يديه فأكل هو و عليّ و فاطمة و الحسنان ع فلمّا فرغوا من الأكل سجد النّبيّ ص فأطال السّجود ثمّ بكى في سجوده ثمّ ضحك ثمّ جلس فقال أمير المؤمنين يا رسول اللّه لم سجدت و بكيت و ضحكت فقال ص لمّا رأيتكم مجتمعين سررت بذلك فسجدت للّه شكرا الخبر

  الشّيخ الطّوسيّ في أماليه، عن جماعة عن أبي المفضّل عن أبي العبّاس أحمد بن عبد اللّه بن عمّار الثّقفيّ عن عليّ بن محمّد بن سليمان النّوفليّ عن أبي محمّد الحسن بن حمزة النّوفليّ عن أبيه و خاله يعقوب بن الفضل بن عبد الرّحمن بن الفضل بن العبّاس بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطّلب عن زيد بن سعيد الهاشميّ عن أبي عبيدة بن محمّد بن عمّار بن ياسر عن أبيه و عبيد اللّه بن أبي رافع جميعا عن عمّار بن ياسر و أبي رافع مولى النّبيّ ص و عن أبي عبيدة عن سنان بن سنان الدّؤليّ عن هند بن أبي هند بن أبي هالة عن أبي هند بن أبي هالة قال أبو عبيدة و كان هؤلاء الثّلاثة هند بن أبي هالة و أبو رافع و عمّار بن ياسر يحدّثون عن هجرة أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب ع و ساق الحديث إلى أن قال قال له النّبيّ ص و إنّه تعالى أمرني أن آمرك بالمبيت على ضجاعي أو قال مضجعي لتخفي بمبيتك عليهم أثري فما أنت قائل و صانع فقال عليّ ع أ و تسلمنّ بمبيتي هناك يا نبيّ اللّه قال نعم فتبسّم عليّ ع ضاحكا و أهوى إلى الأرض ساجدا )شاكرا لمّا أنبأه به رسول اللّه( ص من سلامته فكان عليّ ع أوّلمن سجد للّه شكرا و أوّل من وضع وجهه على الأرض بعد سجدته من هذه الأمّة بعد رسول اللّه ص الخبر

   باب 7- نوادر ما يتعلّق بأبواب سجدة الشّكر

1    الكشّيّ في رجاله، عن محمّد بن مسعود عن يوسف بن السّخت قال كان عليّ بن مهزيار إذا طلعت الشّمس سجد فكان لا يرفع رأسه حتّى يدعو لألف من إخوانه بمثل ما دعا لنفسه و كان على جبهته سجّادة مثل ركبة البعير

، و قال وجدت في كتاب أبي عبد اللّه الشّاذانيّ بخطّه سمعت أبا محمّد الفضل بن شاذان يقول دخلت العراق فرأيت واحدا يعاتب صاحبه و يقول له أنت رجل و عليك عيال و تحتاج أن تكتسب عليهم و ما آمن أن تذهب عيناك بطول سجودك قال فلمّا أكثر عليه قال أكثرت عليّ ويحك لو ذهبت عين أحد من السّجود لذهبت عين ابن أبي عمير ما ظنّك برجل سجد سجدة الشّكر بعد صلاة الفجر فما يرفع رأسه إلّا عند الزّوال

، و قال ذكر أبو القاسم نصر بن الصّبّاح عن الفضل بن شاذان قال دخلت على محمّد بن أبي عمير و هو ساجد فأطال السّجود فلمّا رفع رأسه و ذكر له طول سجوده قال كيف لو رأيت جميل بن درّاج ثمّ حدّثه أنّه دخل على جميل بن درّاج فوجده ساجدا فأطال السّجود جدّا فلمّا رفع رأسه قال له محمّد بن أبي عمير أطلت السّجود فقال فكيف لو رأيت معروف بن خرّبوذ

، و قال الفضل بن شاذان إنّي كنت في قطيعة الرّبيع في مسجد الزّيتونة أقرأ على مقرئ يقال له إسماعيل بن عبّاد فرأيت يوما في المسجد نفرا يتناجون فقال أحدهم إنّ بالجبل رجلا يقال له ابن فضّال أعبد من رأيت أو سمعت به قال و إنّه ليخرج إلى الصّحراء فيسجد السّجدة فيجي‏ء الطّير فتقع عليه فما يظنّ إلّا أنّه ثوب أو خرقة و إنّ الوحش لترعى حوله فما تنفر منه لما قد آنست به و إنّ عسكر الصّعاليك ليجيئون يريدون الغارة أو قتال قوم فإذا رأوا شخصه طاروا في الدّنيا فذهبوا حيث لا يراهم و لا يرونه فسألت عنه فقالوا هو الحسن بن عليّ بن فضّال

5    الحسن بن أبي الحسن الدّيلميّ في إرشاد القلوب، عن أمير المؤمنين ع أنّه كان إذا سجد سجدة الشّكر غشي عليه