أبواب صفات القاضي و ما يجوز أن يقضي به

 باب 1 -أنّه يشترط فيه الإيمان و العدالة فلا يجوز التّرافع إلى قضاة الجور و حكّامهم إلّا مع التّقيّة و الخوف و لا يمضي حكمهم و إن وافق الحقّ

1    محمّد بن مسعود العيّاشيّ في تفسيره، عن يونس مولى عليّ عن أبي عبد اللّه ع قال من كانت بينه و بين أخيه منازعة فدعاه إلى رجل من أصحابه يحكم بينهما فأبى إلّا أن يرفعه إلى السّلطان فهو كمن حاكم إلى الجبت و الطّاغوت و قد قال اللّه يريدون أن يتحاكموا إلى الطّاغوت إلى قوله بعيدا

، و عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه ع في قوله تعالى أ لم تر إلى الّذين يزعمون أنّهم آمنوا بما أنزل إليك و ما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطّاغوت فقال يا أبا محمّد إنّه لو كان لك على رجل حقّ فدعوته إلى حكّام أهل العدل فأبى عليك إلّا أن يرافعك إلى حكّام أهل الجور ليقضوا له كان ممّن حاكم إلى الطّاغوت

3    دعائم الإسلام، عن جعفر بن محمّد ع أنّه قال في قول اللّه عزّ و جلّ و لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل و تدلوا بها إلى الحكّام لتأكلوا فريقا من أموال النّاس بالإثم ثمّ قال إنّ اللّه عزّ و جلّ علم أنّ في الأمّة حكّاما يجورون أما إنّه لم يعن حكّام أهل العدل و لكنّه عنى حكّام أهل الجور أما إنّه لو كان لأحدكم على رجل حقّ فدعاه إلى حكّام أهل العدل فأبى عليه إلّا أن يرافعه إلى حكّام أهل الجور ليقضوا له كان ممّن تحاكم إلى الطّاغوت و هو قول اللّه عزّ و جلّ أ لم تر إلى الّذين يزعمون أنّهم آمنوا بما أنزل إليك و ما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطّاغوت و قد أمروا أن يكفروا به الآية

، و عنه ع أنّه قال يوما لأصحابه إيّاكم أن يخاصم بعضكم بعضا إلى أهل الجور و لكن انظروا إلى رجل منكم يعلم شيئا من قضايانا فاجعلوه بينكم فإنّي قد جعلته قاضيا فتحاكموا إليه

، و عن جعفر بن محمّد ع أنّه قال ولاية أهل العدل الّذين أمر اللّه بولايتهم و توليتهم و قبولها و العمل لهم فرض من اللّه و طاعتهم واجبة و لا يحلّ لمن أمروه بالعمل لهم أن يتخلّف عن أمرهم و ولاة الجور و أتباعهم و العاملون لهم في معصية اللّه غير جائز لمن دعوه إلى خدمتهم و العمل لهم و عونهم و لا القبول منهم

باب 2 -أنّ المرأة لا تولّى القضاء

1    الشّيخ المفيد في الإختصاص، عن ابن عبّاس في مسائل عبد اللّه بن سلام عن رسول اللّه ص قال فأخبرني عن آدم خلق من حوّاء أو خلقت حوّاء من آدم قال بل خلقت حوّاء من آدم و لو أنّ آدم خلق من حوّاء لكان الطّلاق بيد النّساء و لم يكن بيد الرّجال قال من كلّه أو من بعضه قال بل من بعضه و لو خلقت حوّاء من كلّه لجاز القضاء في النّساء كما يجوز في الرّجال الخبر

 و تقدّم في أبواب مقدّمات النّكاح في خبر

قوله تعالى لحوّاء لمّا أمر بخروجها من الجنّة الآن اخرجي من الجنّة فقد جعلتك ناقصة العقل و الدّين و الميراث إلى أن قال و لم أجعل منكنّ حاكما و لا أبعث منكنّ نبيّا الخبر

 باب 3 -أنّه لا يجوز لأحد أن يحكم إلّا الإمام أو من يروي حكم الإمام فيحكم به

1    دعائم الإسلام، عن أمير المؤمنين ع أنّه لمّا استقضى شريحا اشترط عليه أن لا ينفّذ القضاء حتّى يرفعه إليه

، و روّينا عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال لابن أبي ليلى أ تقضي بين النّاس يا عبد الرّحمن قال نعم يا ابن رسول اللّه قال تنزع مالا من يد هذا فتعطيه هذا و تحدّ هذا و تحبس هذا و تنزع امرأة هذا فتعطيها هذا قال نعم قال بما ذا تفعل ذلك كلّه قال بكتاب اللّه قال أ كلّ شي‏ء تفعله تجده في كتاب اللّه قال لا قال فما لم تجده في كتاب اللّه فمن أين تأخذه قال من سنّة رسول اللّه ص قال و كلّ شي‏ء تجده في كتاب اللّه و في سنّة رسول اللّه ص قال لا و ما لم أجده فيهما أخذته من أصحاب رسول اللّهص قال عن أيّهم تأخذ قال عن أبي بكر و عمر و عثمان و عليّ ع و طلحة و الزّبير و عدّد رجالا قال فكلّ شي‏ء تأخذه عنهم تجدهم قد أجمعوا عليه قال لا قال فإذا اختلفوا فبقول من تأخذ منهم قال بقول من رأيت أن آخذ منهم أخذت قال و لا تبالي أن تخالف الباقين قال لا قال فهل تخالف عليّا ع فيما بلغك أنّه قضى به قال ربّما خالفته إلى غيره منهم فسكت أبو عبد اللّه ع ساعة ينكت في الأرض ثمّ رفع رأسه فقال يا عبد الرّحمن فما تقول يوم القيامة إذا أخذ رسول اللّه ص بيدك و أوقفك بين يدي اللّه و قال أي ربّ إنّ هذا بلغه عنّي قول فخالفه قال و أين خالفت قوله يا ابن رسول اللّه قال أ لم يبلغك قوله ص لأصحابه أقضاكم عليّ ع قال نعم قال فإذا خالفت قوله أ لم تخالف قول رسول اللّه ص فاصفرّ وجه ابن أبي ليلى حتّى عاد كالأترجّة و لم يحر جوابا

   ، و عن أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد ع أنّه قال من طلب العلم ليباهي به العلماء أو يماري به السّفهاء أو يصرف به وجوه النّاس إلى نفسه أو يقول أنا رئيسكم فليتبوّأ مقعده من النّار إنّ الرّئاسة لا تصلح إلّا لأهلها

4    عوالي اللآّلي، روى ابن عبّاس عن النّبيّ ص أنّه قال من جعل قاضيا فقد ذبح بغير سكّين فقيل يا رسول اللّه و ما الذّبح قال نار جهنّم

 باب 4 -عدم جواز القضاء و الإفتاء بغير علم بورود الحكم عن المعصومين ع

1    السّيّد فضل اللّه الرّاونديّ في نوادره، عن الشّهيد أبي المحاسن عبد الواحد بن إسماعيل الرّويانيّ عن أبي عبد اللّه محمّد بن الحسن التّميميّ عن سهل بن أحمد الدّيباجيّ عن محمّد بن محمّد بن الأشعث عن موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب ع عن أبيه إسماعيل بن موسى عن أبيه موسى عن جدّه جعفر بن محمّد عن آبائه ع قال قال رسول اللّه ص من أفتى بغير علم لعنته ملائكة السّماء و ملائكة الأرض

2    دعائم الإسلام، عن عليّ ع عن رسول اللّه ص مثله

  و عن أبي جعفر محمّد بن عليّ ع قال من أفتى بغير علم لعنته ملائكة السّماء و ملائكة الأرض و لحقه وزر من عمل بفتياه

، و عنهم ع عن رسول اللّه ص أنّه قال أربعة تلزم كلّ ذي عقل و حجى من أمّتي قيل يا رسول اللّه و ما هي قال استماع العلم و حفظه و العمل به و نشره

، و عنه ص أنّه قال طلب العلم فريضة على كلّ مسلم

 و عن عليّ ع مثله

، و عن أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد ع أنّه قال اطلبوا العلم و تزيّنوا معه بالحلم و الوقار الخبر

، و عنه عن أبيه عن عليّ ع عن رسول اللّه ص أنّه قال منزلة أهل بيتي فيكم كسفينة نوح من ركبها نجا و من تخلّف عنها غرق تعلّموا من عالم أهل بيتي و من تعلّم من عالم أهل بيتي نجا

، و عنه ع أنّه قال كلّ حاكم يحكم بغير قولنا أهل البيت فهو طاغوت و قرأ يريدون أن يتحاكموا إلى الطّاغوت و قد أمروا أن يكفروا به الآية ثمّ قال قد و اللّه فعلوا و تحاكموا إلى الطّاغوت و أضلّهم الشّيطان ضلالا بعيدا فلم ينج من هذه الآية إلّا نحن و شيعتنا و قد هلك غيرهم فمن لم يعرف حقّهم فعليه لعنة اللّه

، و عن جعفر بن محمّد ع أنّه قال لبعض أصحابه إيّاك و خصلتين مهلكتين تفتي النّاس برأيك و تدين بما لا تعلم

، و عن عليّ ع أنّه قال القضاة ثلاثة واحد في الجنّة و اثنان في النّار رجل جار متعمّدا فذلك في النّار و رجل أخطأ في القضاء فذلك في النّار و رجل عمل بالحقّ فذلك في الجنّة

10  ، و عن رسول اللّه ص أنّه قال من حكم في قيمة عشرة دراهم فأخطأ حكم اللّه جاء يوم القيامة مغلولة يده و من أفتى بغير علم لعنته ملائكة السّماء و ملائكة الأرض

11  ، و روّينا عن رسول اللّه ص أنّه قال إنّ اللّه لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من النّاس و لكن يقبض العلم بقبض العلماء حتّى إذا لم يبق عالم اتّخذ النّاس رؤساء جهّالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلّوا و أضلّوا

12  ، و عن عليّ ع أنّه كتب إلى رفاعة لمّا استقضاه على الأهواز كتابا فيه ذر المطامع و خالف الهوى إلى أن قال العلم ثلاثة آية محكمة و سنّة متّبعة و فريضة عادلة و ملاكهنّ أمرنا

13  ، و روّينا عن ابن أذينة و كان من أصحاب أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد ع قال دخلت يوما على عبد الرّحمن بن أبي ليلى و هو قاض فقلت أردت أصلحك اللّه أسألك عن مسائل و أنا يومئذ حديث السّنّ فقال سل يا ابن أخي فقلت أخبرني عنكم معاشر القضاة ترد عليكم القضيّة في المال و الفرج و الدّم فتقضي فيها أنت برأيك ثمّ ترد تلك القضيّة على قاضي مكّة فيقضي فيها بخلاف قضيّتك و ترد على قاضي البصرة و قاضي اليمن و قاضي المدينة فيقضون فيها بخلاف ذلك ثمّ تجتمعون عند خليفتكم الّذي استقضاكم فتخبرونه باختلاف قضاياكم فيصوّب رأي كلّ واحد منكم و إلهكم واحد و نبيّكم واحد و دينكم واحد فأمركم اللّه باختلاف فأطعتموه أم نهاكم عنه فعصيتموه أم كنتم شركاء اللّه في حكمه فلكم أن تقولوا و عليه أن يرضى أم أنزل دينا ناقصا فاستعان بكم في إتمامه أم أنزله تامّا فقصّر رسول اللّه ص عن أدائه ما ذا تقولون فقال من أين أنت يا بنيّ قلت من أهل البصرة قال من أيّها قلت من عبد القيس قال من أيّهم قلت من بني أذينة قال ما قرابتك من عبد الرّحمن بن أذينة قلت هو جدّي فرحّب بي و قرّبني و قال يا ابن أخي لقد سألت فغلّظت و انهمكت فتعرّضت و سأخبرك إن شاء اللّه أمّا قولك باختلاف القضايا فإنّه ما ورد علينا من أمر القضايا ممّا له في كتاب اللّه خبر أو في سنّة رسول اللّه ص أصل فليس لنا أن نعدو الكتاب و السّنّة و أمّا ما ورد علينا ممّا ليس في كتاب اللّه و لا في سنّة نبيّه ص فإنّا نأخذ فيه برأينا قلت ما صنعت شيئا قال اللّه عزّ و جلّ ما فرّطنا في الكتاب من شي‏ء و قال تبيانا لكلّ شي‏ء أ رأيت لو أنّ رجلا عمل بما أمره اللّه به و انتهى عمّا نهاه اللّه عنه أ بقي عليه شي‏ء يعذّبه اللّه عليه إن لم يفعله أو يثيبه عليه إن فعله قال و كيف يثيبه على ما لم يأمره به أو يعاقبه على ما لم ينهه عنه قلت و كيف يرد عليك من الأحكام ما ليس له في كتاب اللّه أثر و لا في سنّة نبيّه ص خبر قال أخبرك يا ابن أخي حدّثنا بعض أصحابنا يرفع الحديث إلى عمر بن الخطّاب أنّه قال قضى قضيّة بين رجلين فقال له أدنى القوم إليه مجلسا أصبت يا أمير المؤمنين فعلاه عمر بالدّرّة و قال ثكلتك أمّك و اللّه ما يدري عمر أصاب أم أخطأ إنّما هو رأي اجتهدته فلا تزكّونا في وجوهنا قلت أ فلا أحدّثك حديثا قال و ما هو قلت أخبرني أبي عن أبي القاسم العبديّ عن أبان عن عليّ بن أبي طالب ع أنّه قال القضاة ثلاثة هالكان و ناج فأمّا الهالكان فجائر جار متعمّدا و مجتهد أخطأ و النّاجي من عمل بما أمره اللّه به فهذا نقض حديثك يا عمّ قال أجل و اللّه يا ابن أخي فتقول أنت إنّ كلّ شي‏ء في كتاب اللّه قلت اللّه قال ذلك و ما من حلال و لا حرام و لا أمر و لا نهي إلّا هو في كتاب اللّه عزّ و جلّ عرف ذلك من عرفه و جهله من جهله و لقد أخبرنا اللّه عزّ و جلّ فيه بما لا يحتاج إليه فكيف بما نحتاج إليه قال و ما هو قلت قوله فأصبح يقلّب كفّيه على ما أنفق فيها قال فعند من يوجد علم ذلك قلت عند من عرفت قال وددت أنّي عرفته فأغسل قدميه و أخدمه و أتعلّم منه قلت أناشدك اللّه هل تعلم رجلا كان إذا سأل رسول اللّه ص أعطاه و إذا سكت عنه ابتدأه قال نعم ذاك عليّ بن أبي طالب ع قلت فهل علمت أنّ عليّا ع سأل أحدا بعد رسول اللّه ص عن حلال و حرام قال لا قلت فهل علمت أنّهم كانوا يحتاجون إليه و يأخذون عنه قال نعم قلت فذلك عنده قال فقد مضى فأين لنا به قلت تسأل في ولده فإنّ ذلك العلم فيهم و عندهم قال و كيف لي بهم قلت أ رأيت قوما كانوا في مفازة من الأرض و معهم أدلّاء فوثبوا عليهم فقتلوا بعضهم و أخافوا بعضهم فهرب و استتر من بقي منهم لخوفه فلم يجدوا من يدلّهم فتاهوا في تلك المفازة حتّى هلكوا ما تقول فيهم قال إلى النّار و اصفرّ وجهه و كانت في يده سفرجلة فضرب بها الأرض فتهشّمت و قال إنّا للّه و إنّا إليه راجعون

14    عوالي اللآّلي، عن النّبيّ ص قال من أفتى النّاس بغير علم كان ما يفسده أكثر ممّا يصلحه

15  ، و عن أبي أمامة الباهليّ أنّ رسول اللّه ص قال عليكم بالعلم قبل أن يقبض و قبل أن يجمع و جمع بين إصبعيه الوسطى و الّتي تلي الإبهام الخبر

16  ، و عنه ص قال العلم مخزون عند أهله و قد أمرتم بطلبه منهم

   ، و عنه ص قال طلب العلم فريضة على كلّ مسلم و مسلمة

18    الإمام العسكريّ ع في تفسيره، عن عليّ بن الحسين ع أنّه قال في حديث ثمّ أنتم معاشر الشّيعة العلماء بعلمنا تالون مقرونون بنا و بملائكة اللّه المقرّبين شهداء للّه بتوحيده و عدله و كرمه و جوده قاطعون لمعاذير المعاندين من إمائه و عبيده فنعم الرّأي لأنفسكم رأيتم و نعم الحظّ الجزيل اخترتم و بأشرف السّعادة سعدتم حين بمحمّد و آله الطّيّبين ع قرنتم الخبر

19    أبو الفتح الكراجكيّ في كنز الفوائد، عن أمير المؤمنين ع قال عليكم بطلب العلم فإنّ طلبه فريضة الخبر

20    كتاب عاصم بن حميد الحنّاط، عن خالد بن راشد عن مولى لعبيدة السّلمانيّ قال سمعت عبيدة يقول خطبنا أمير المؤمنين ع على منبر له من لبن فحمد اللّه و أثنى عليه ثمّ قال يا أيّها النّاس اتّقوا اللّه و لا تفتوا النّاس بما لا تعلمون الخبر

21    الجعفريّات، أخبرنا عبد اللّه أخبرنا محمّد حدّثني موسى قال حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ ع قال قال رسول اللّه ص يعذّب اللّسان بعذاب لا يعذّب به شيئا من الجوارح فيقول أي ربّ عذّبتني بعذاب لم تعذّب به شيئا من الجوارح قال فيقال له خرجت منك كلمة بلغت مشارق الأرض و مغاربها فسفك بها الدّم الحرام و أخذ بها المال الحرام و انتهك بها الفرج الحرام فو عزّتي لأعذّبنّك بعذاب لا أعذّب به شيئا من جوارحك

22    الشّهيد الثّاني في منية المريد، عن النّبيّ ص أنّه قال من أفتى بفتيا من غير تثبّت و في لفظ بغير علم فإنّما إثمه على من أفتاه

23    القطب الرّاونديّ في لبّ اللّباب، عن الصّادق ع قال من له أدب فعليه أن يتثبّت فيما يعلم و من الورع أن لا يقول ما لا يعلم

24    كمال الدّين بن ميثم في شرح النّهج، عن رسول اللّه ص أنّه قال لبعض أصحابه كيف بك إذا بقيت في حثالة من النّاس خرجت عهودهم و أماناتهم و صاروا هكذا و شبّك بين أصابعه قال فقلت مرني يا رسول اللّه فقال خذ ما تعرف و دع ما لا تعرف و عليك بخويصة نفسك

 باب 5 -تحريم الحكم بغير الكتاب و السّنّة و وجوب نقض الحكم مع ظهور الخطإ

1    العيّاشيّ في تفسيره، عن عبد اللّه بن مسكان عن أبي عبد اللّه عن أبيه عن آبائه ع قال قال رسول اللّه ص من حكم في درهمين بحكم جور ثمّ جبر عليه كان من أهل هذه الآية و من لم يحكم بما أنزل اللّه فأولئك هم الكافرون فقلت يا ابن رسول اللّه و كيف يجبر عليه قال يكون له سوط و سجن فيحكم عليه فإن رضي بحكومته و إلّا ضربه بسوطه و حبسه في سجنه

2    دعائم الإسلام، عن جعفر بن محمّد ع أنّه قال الحكم حكمان حكم اللّه عزّ و جلّ و حكم الجاهليّة

، و عنه ع أنّه قال من حكم بين اثنين فأخطأ في درهمين كفر قال اللّه عزّ و جلّ و من لم يحكم بما أنزل اللّه فأولئك هم الكافرون فقال له رجل من أصحابه يا ابن رسول اللّه إنّه ربّما كان بين الرّجلين من أصحابنا المنازعة في شي‏ء فيتراضيان برجل منّا قال هذا ليس من ذلك إنّما ذاك الّذي يجبر النّاس على حكمه بالسّيف و السّوط

، و عن عليّ ع أنّه خطب النّاس بالكوفة فقال في خطبته إنّ مثل معاوية لا يجوز أن يكون أمينا على الدّماء و الأحكام و الفروج و المغانم و الصّدقة المتّهم في نفسه و دينه المجرّب بالخيانة للأمانة النّاقض للسّنّة المستأصل للذّمّة التّارك للكتاب اللّعين ابن اللّعين لعنه رسول اللّه ص في عشرة مواطن و لعن أباه و أخاه و لا ينبغي أن يكون على المسلمين الحريص فيكون في أموالهم نهمته و لا الجاهل فيهلكهم بجهله الخبر

، و عن جعفر بن محمّد ع أنّه سئل عمّا يقضي به القاضي قال بالكتاب قيل فما لم يكن في الكتاب قال بالسّنّة قيل فما لم يكن في الكتاب و لا في السّنّة قال ليس من شي‏ء هو من دين اللّه إلّا و هو في الكتاب و السّنّة قد أكمل اللّه الدّين فقال جلّ ذكره اليوم أكملت لكم دينكم ثمّ قال ع يوفّق اللّه و يسدّد لذلك من شاء من خلقه و ليس كما تظنّون

6    كتاب درست بن أبي منصور، عن هشام بن سالم عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال في حديث أما و اللّه لو ابتليتم في أنفسكم و أموالكم و أولادكم لعلمتم أنّ الحاكم بغير ما أنزل اللّه بمنزلة سوء الخبر

7    كتاب مثنّى بن الوليد الحنّاط، عن أبي بصير قال قال أبو عبد اللّه ع من ولّي درهمين فلم يحكم بما أنزل اللّه فقد كفر بما أنزل اللّه

 باب 6 -عدم جواز القضاء و الحكم بالرّأي و الاجتهاد و المقاييس و نحوها من الاستنباطات الظّنّيّة في نفس الأحكام الشّرعيّة

1    دعائم الإسلام، روّينا عن أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد ع أنّه قال لأبي حنيفة يا نعمان ما الّذي تعتمد عليه فيما لا تجد فيه نصّا من كتاب اللّه و لا خبرا عن رسول اللّه ص قال أقيسه على ما وجدت من ذلك قال له إنّ أوّل من قاس إبليس فأخطأ إذ أمره اللّه بالسّجود لآدم فقال أنا خير منه خلقتني من نار و خلقته من طين فرأى أنّ النّار أشرف عنصرا من الطّين فخلّده ذلك في العذاب المهين أي نعمان أيّهما أطهر المنيّ أو البول فقال المنيّ قال فإنّ اللّه قد جعل في البول الوضوء و في المنيّ الغسل و لو كان على القياس لكان الغسل في البول و أيّهما أعظم عند اللّه الزّنى أم قتل النّفس قال قتل النّفس قال فقد جعل اللّه في قتل النّفس شاهدين و في الزّنى أربعة و لو كان بالقياس لكان الأربعة ]الشّهداء[ في القتل ]لأنّه أعظم[ و أيّهما أعظم عند اللّه الصّلاة أم الصّوم قال الصّلاة قال فقد أمر رسول اللّه ص الحائض أن تقضي الصّوم و لا تقضي الصّلاة و لو كان على القياس لكان الواجب أن تقضي الصّلاة فاتّق اللّه يا نعمان و لا تقس فإنّا نقف غدا نحن و أنت و من خالفنا بين يدي اللّه فيسألنا عن قولنا و يسألكم عن قولكم فنقول نحن قلنا قال اللّه و قال رسوله و تقول أنت و أصحابك رأينا و قسنا فيفعل اللّه بنا و بكم ما يشاء

، و عن جعفر بن محمّد ع أنّه قال نهى رسول اللّه ص عن الحكم بالرّأي و القياس و قال إنّ أوّل من قاس إبليس و من حكم في شي‏ء من دين اللّه برأيه خرج من دين اللّه

، و عن أبي جعفر محمّد بن عليّ ع أنّه ذكر له عن عبيدة السّلمانيّ أنّه روى عن عليّ ع بيع أمّهات الأولاد و قال أبو جعفر ع كذبوا على عبيدة أو كذب عبيدة على عليّ ع إنّما أراد القوم أن ينسبوا إليه الحكم بالقياس و لا يثبت لهم هذا أبدا إنّما نحن أفراخ عليّ ع فما حدّثناكم به عن عليّ ع فهو قوله و ما أنكرناه فهو افتراء عليه و نحن نعلم أنّ القياس ليس من دين عليّ ع و إنّما يقيس من لا يعلم الكتاب و لا السّنّة فلا تضلّنّكم روايتهم فإنّهم لا يدعون أن يضلّوا و لا يسرّكم أن تلقوا منهم مثليغوث و يعوق و نسر الّذين ذكرهم اللّه عزّ و جلّ أنّهم أضلّوا كثيرا ألّا لقيتموهم

، و عن جعفر بن محمّد ع أنّه قال لا يجوز لأحد أن يقول في دين اللّه برأيه أو يأخذ فيه بقياسه ويح أصحاب الكلام يقولون هذا ينقاس و هذا لا ينقاس إنّ أوّل من قاس إبليس لعنه اللّه حين قال أنا خير منه خلقتني من نار و خلقته من طين فرأى في نفسه و قال بشركه إنّ النّار أعظم قدرا من الطّين ففتح له القياس أن لا يسجد الأعظم للأدنى فلعن من أجل ذلك و صيّر شيطانا مريدا و لو جاز القياس لكان كلّ قائس مخطئ في سعة إذ القياس ممّا يتمّ به الدّين فلا حرج على أهل القياس و إنّ أمر بني إسرائيل لم يزل معتدلا حتّى نشأ المولّدون أبناء سبايا الأمم فأخذوا بالرّأي و القياس و تركوا سنن الأنبياء ع فضلّوا و أضلّوا

، و عنه ع أنّه قال لبعض أصحابه في حديث إنّ أوّل من قاس إبليس و إنّ أوّل ما سنّ لهذه الأمّة القياس المعروف

، و عن عليّ ع أنّه خطب النّاس فقال أمّا بعد فذمّتي رهينة و أنا به زعيم لا يهيج على التّقوى زرع قوم و لا يظمأ على التّقوى سنخ أصل و إنّ الحقّ و الخير فيمن عرف قدره و كفى بالمرء جهلا أن لا يعرف قدره و إنّ أبغض الخلق إلى اللّه تبارك و تعالى رجلان رجل وكله اللّه إلى نفسه جائر عن قصد السّبيل مشعوف ببدعة قد لهج فيها بالصّوم و الصّلاة فهو فتنة لمن افتتن بعبادته ضالّ عن هدي من كان قبله مضلّ لمن اقتدى به من بعده حمّال خطايا غيره ممّن أضلّ بخطيئته و رجل قمش جهلا في أوباش النّاس غارّ بأغباش الفتنة قد سمّاه النّاس عالما و لم يغن في العلم يوما سالما بكّر فاستكثر ما قلّ منه خير ممّا كثر حتّى ارتوى من آجن و جمع من غير طائل جلس بين النّاس قاضيا ضامنا لتخليص ما اشتبه على غيره إن خالف قاضيا سبقه لم يأمن في حكمه و إن نزلت به إحدى المعضلات هيّأ لها حشوا من رأيه ثمّ قطع ]به[ فهو على لبس الشّبهات في مثل غزل العنكبوت لا يدري أصاب أم أخطأ لا يحسب العلم في شي‏ء ممّا أنكره و لا يرى أنّ وراء ما بلغ فيه مذهبا إن قاس شيئا بشي‏ء لم يكذّب نظره و إن أظلمعليه أمر اكتتم به لما يعلم من جهله لئلّا يقال لا يعلم ثمّ جسر فأمضى فهو مفتاح عشوات ركّاب شهوات خبّاط جهالات لا يعتذر ممّا لا يعلم فيسلم و لا يعضّ بضرس قاطع في العلم فيغنم يذرو الرّوايات ذرو الرّيح الهشيم تبكي منه المواريث و تصرخ منه الدّماء و تحرّم بقضائه الفروج الحلال و تحلّل الفروج الحرام لا مليّ و اللّه بإصدار ما ورد عليه و لا هو أهل لما فوّض إليه عباد اللّه أبصروا عيب معادن الجور و عليكم بطاعة من لا تعذرون بجهالته فإنّ العلم الّذي نزل به آدم ع و جميع ما فضّل به النّبيّون في خاتم النّبيّين محمّد ص و في عترته الطّاهرين ع فأين يتاه بكم بل أين تذهبون

7    عوالي اللآّلي، عن النّبيّ ص قال تعمل هذه الأمّة برهة بالكتاب و برهة بالسّنّة و برهة بالقياس فإذا فعلوا ذلك فقد ضلّوا

، و عنه ص قال إيّاكم و أصحاب الرّأي فإنّهم أعيتهم السّنن أن يحفظوها فقالوا في الحلال و الحرام برأيهم فأحلّوا ما حرّم اللّه و حرمّوا ما أحلّ اللّه فضلّوا و أضلّوا

، و عنه ص قال من عمل بالمقاييس فقد هلك و أهلك و من أفتى النّاس و هو لا يعلم النّاسخ من المنسوخ و المحكم من المتشابه فقد هلك و أهلك

10    أبو الفتح الكراجكيّ في كنز الفوائد، عن رسول اللّه ص قال ستفترق أمّتي على بضع و سبعين فرقة أعظمها فتنة على أمّتي قوم يقيسون الأمور برأيهم فيحرّمون الحلال و يحلّلون الحرام

11  ، و عن أمير المؤمنين ع قال إيّاكم و القياس في الأحكام فإنّه أوّل من قاس إبليس

12  ، و عن الصّادق ع قال إيّاكم و تقحّم المهالك باتّباع الهوى و المقاييس قد جعل اللّه للقرآن أهلا أغناكم بهم عن جميع الخلائق لا علم إلّا ما أمروا به قال اللّه تعالى فسئلوا أهل الذّكر إن كنتم لا تعلمون إيّانا عنى

13  ، و روي عن سلمان رحمة اللّه عليه أنّه قال ما هلكت أمّة حتّى قاست في دينها

14    أبو عمرو الكشّيّ في رجاله، عن محمّد بن قولويه عن سعد بن عبد اللّه عن محمّد بن عبد اللّه المسمعيّ عن عليّ بن أسباط عن محمّد بن سنان عن داود بن سرحان قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول إنّي لأحدّث الرّجل الحديث و أنهاه عن الجدال و المراء في دين اللّه و أنهاه عن القياس فيخرج من عندي فيؤوّل حديثي على غير تأويله الخبر

15    محمّد بن الحسن الصّفّار في البصائر، عن أحمد بن محمّد عن أبيه محمّد بن خالد البرقيّ عن صفوان عن سعيد الأعرج قال قلت لأبي عبد اللّه ع إنّ من عندنا ممّن يتفقّه يقولون يرد علينا ما لا نعرفه في كتاب اللّه و لا في السّنّة نقول فيه برأينا فقال أبو عبد اللّه ع كذبوا ليس شي‏ء إلّا جاء في الكتاب و جاءت فيه السّنّة

 و رواه الشّيخ المفيد في الإختصاص، بهذا السّند مثله

16  ، و عن أحمد بن الحسن بن عليّ بن فضّال عن أبيه عن أبي المغراء عن سماعة عن العبد الصّالح ع قال سألته فقلت إنّ أناسا من أصحابنا قد لقوا أباك و جدّك و سمعوا منهما الحديث فربّما كان الشّي‏ء يبتلى به بعض أصحابنا و ليس عندهم في ذلك شي‏ء بعينه و عندهم ما يشبهه يسعهم أن يأخذوا بالقياس فقال لا إنّما هلك من كان قبلكم بالقياس الخبر

 و رواه المفيد في الإختصاص، عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن الحسن بن فضّال مثله

17  ، و عن السّنديّ بن محمّد عن صفوان بن يحيى عن محمّد بن حكيم عن أبي الحسن ع قال قلت له تفقّهنا في الدّين و روّينا و ربّما ورد علينا رجل قد ابتلي بشي‏ء صغير الّذي ما عندنا فيه بعينه شي‏ء و عندنا ما هو يشبه مثله أ فنفتيه قال لا و ما لكم و القياس في ذلك هلك من هلك بالقياس قال قلت أتى رسول اللّه ص بما يكتفون به قال أتى رسول اللّه ص بما استغنوا به في عهده و بما يكتفون به من بعده إلى يوم القيامة قال قلت ضاع منه شي‏ء قال لا هو عند أهله

 و رواه المفيد في الإختصاص، مثله سندا و متنا و ليس فيه قوله بالقياس

18  ، و عن إسماعيل بن مهران عن ابن عميرة عن أبي المغراء عن سماعة قال قلت لأبي الحسن ع إنّ عندنا من قد أدرك أباك و جدّك و إنّ الرّجل يبتلى بالشّي‏ء لا يكون عندنا فيه شي‏ء فيقيس فقال إنّما هلك من كان قبلكم حين قاسوا

 و رواه البرقيّ في المحاسن، عن إسماعيل بن مهران مثله

19  ، و عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن النّضر عن القاسم بن سليمان عن المعلّى بن خنيس عن أبي عبد اللّه ع في قول اللّه عزّ و جلّ و من أضلّ ممّن اتّبع هواه بغير هدى من اللّه يعني من يتّخذ دينه رأيه بغير إمام هدى من أئمّة الهدى

20  ، و عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر عن أبي الحسن ع في قول اللّه عزّ و جلّ و من أضلّ ممّن اتّبع هواه بغير هدى من اللّه يعني من اتّخذ دينه رأيه بغير هدى من أئمّة الهدى

21  ، و عن محمّد عن الحسين بن سعيد عن محمّد بن أبي عمير عن محمّد بن حكيم عن أبي الحسن ع قال إنّما هلك من كان قبلكم بالقياس و إنّ اللّه تبارك و تعالى لم يقبض نبيّه حتّى أكمله جميع دينه في حلاله و حرامه فجاءكم بما تحتاجون إليه في حياته و تستغنون به و بأهل بيته بعد موته إلى أن قال ع ثمّ قال إنّ أبا حنيفة ممّن يقول قال عليّ ع و قلت أنا

22  ، و عن عبد اللّه بن محمّد عن محمّد بن الحسين عن الحجّال عن غالب النّحويّ عن أبي عبد اللّه ع في قول اللّه تعالى و من أضلّ ممّن اتّبع هواه بغير هدى من اللّه قال اتّخذ رأيه دينا

23    الصّدوق في التّوحيد، عن محمّد بن إبراهيم الطّالقانيّ عن عبد العزيز بن يحيى الجلوديّ عن محمّد بن زكريّا الجوهريّ عن العبّاس بن بكّار الضّبّيّ عن أبي بكر الهذليّ عن عكرمة قال قال الحسين بن عليّ ع من وضع دينه على القياس لم يزل الدّهر في الارتماس مائلا عن المنهاج ظاعنا في الاعوجاج ضالا عن السّبيل قائلا غير الجميل الخبر

24    الشّيخ الطّوسيّ في أماليه، عن الحسين بن عبيد اللّه الغضائريّ عن هارون بن موسى عن عليّ بن معمر عن حمدان بن معافى عن العبّاس بن سليمان عن الحارث بن التّيّهان قال قال ابن شبرمة دخلت أنا و أبو حنيفة على جعفر بن محمّد ع فسلّمت عليه و كنت له صديقا ثمّ أقبلت على جعفر ع فقلت أمتع اللّه بك هذا رجل من أهل العراق له فقه و عقل فقال له جعفر ع لعلّه الّذي يقيس الدّين برأيه ثمّ أقبل عليّ فقال هذا النّعمان بن ثابت فقال أبو حنيفة نعم أصلحك اللّه فقال اتّق اللّه و لا تقس الدّين برأيك فإنّ أوّل من قاس إبليس إذ أمره اللّه بالسّجود فقال أنا خير منه خلقتني من نار و خلقته من طين ثمّ قال له جعفر ع هل تحسن أن تقيس رأسك من جسدك قال لا إلى أن قال ثمّ قال له أيّما أعظم عند اللّه عزّ و جلّ قتل النّفس أو الزّنى قال بل قتل النّفس قال له جعفر ع فإنّ اللّه تعالى قد رضي في قتل النّفس بشاهدين و لم يقبل في الزّنى إلّا أربعة ثمّ قال له أيّما أعظم عند اللّه تعالى الصّوم أو الصّلاة قال لا بل الصّلاة قال فما بال المرأة إذا حاضت تقضي الصّيام و لا تقضي الصّلاة اتّق اللّه يا عبد اللّه فإنّما نحن و أنت غدا و من خالفنا بين يدي اللّه عزّ و جلّ و نقول قال رسول اللّه ص و تقول أنت و أصحابك سمعنا و رأينا فيفعل بنا و بكم ما شاء اللّه عزّ و جلّ

25    الصّدوق في كمال الدّين، عن محمّد بن محمّد بن عصام عن محمّد بن يعقوب الكلينيّ عن القاسم بن العلاء عن إسماعيل بن عليّ عن عاصم بن حميد عن محمّد بن قيس عن أبي حمزة الثّماليّ قال قال عليّ بن الحسين ع إنّ دين اللّه لا يصاب بالعقول النّاقصة و الآراء الباطلة و المقاييس الفاسدة و لا يصاب إلّا بالتّسليم فمن سلّم لنا سلم و من اهتدى بنا هدي و من دان بالقياس و الرّأي هلك و من وجد في نفسه شيئا ممّا نقوله أو نقضي به حرجا كفر بالّذي أنزل السّبع المثاني و القرآن العظيم و هو لا يعلم

26    نهج البلاغة، قال أمير المؤمنين ع اعلموا عباد اللّه أنّ المؤمن يستحلّ العام ما استحلّ عاما أوّل و يحرّم العام ما حرّم عاما أوّل و أنّ ما أحدث النّاس لا يحلّ لكم شيئا ممّا حرّم عليكم و لكنّ الحلال ما أحلّ اللّه و الحرام ما حرّم اللّه فقد جرّبتم الأمور و ضربتموها و وعظتم بمن كان قبلكم و ضربت الأمثال لكم و دعيتم إلى الأمر الواضح فلا يصمّ عن ذلك إلّا أصمّ و لا يعمى عن ذلك إلّا أعمى و من لم ينفعه اللّه بالبلاء و التّجارب لم ينتفع بشي‏ء من العظة و أتاه التّقصير من أمامه حتّى يعرف ما أنكر و ينكر ما عرف و إنّما النّاس رجلان متّبع شرعة و متّبع بدعة ليس معه من اللّه برهان سنّة و لا ضياء حجّة

27    أحمد بن محمّد بن خالد البرقيّ في المحاسن، عن أبيه عن ابن أبي عمير عن محمّد بن حكيم قال قلت لأبي الحسن موسى بن جعفر ع جعلت فداك فقّهنا في الدّين و أغنانا اللّه بكم عن النّاس حتّى إنّ الجماعة منّا لتكون في المجلس ما يسأل أحد صاحبه يحضره المسألة و يحضره جوابه منّا من اللّه علينا بكم فربّما ورد علينا الشّي‏ء لم يأتنا فيه عنك و لا عن آبائك شي‏ء فننظر إلى أحسن ما يحضرنا و أوفق الأشياء لما جاءنا منكم فنأخذ به فقال هيهات هيهات في ذلك هلك و اللّه من هلك يا ابن حكيم ثمّ قال لعن اللّه أبا حنيفة كان يقول قال عليّ ع و قلت و قال محمّد بن حكيم لهشام بن الحكم و اللّه ما أردت إلّا أن يرخّص لي في القياس

28  ، و عن أبيه عن النّضر عن درست عن محمّد بن حكيم ما يقرب منه

 و عن أبيه عن حمّاد عن حريز عن محمّد بن حكيم قال قلت لأبي عبد اللّه ع إنّ قوما من أصحابنا قد تفقّهوا و أصابوا علما و رووا أحاديث فيرد عليهم الشّي‏ء فيقولون فيه برأيهم فقال لا و هل هلك من مضى إلّا بهذا و أشباهه

29  ، و عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطيّ قال قال رجل من أصحابنا لأبي الحسن ع نقيس على الأثر نسمع الرّواية فنقيس عليها فأبى ذلك و قال قد رجع الأمر إذا إليهم فليس معهم لأحد أمر

30  ، و عن عثمان بن عيسى قال سألت أبا الحسن موسى ع عن القياس فقال ما لكم و للقياس إنّ اللّه تعالى لا يسأل كيف أحلّ و كيف حرّم

31  ، و عن أبيه عن صفوان عن عبد المؤمن بن الرّبيع عن محمّد بن بشر الأسلميّ قال كنت عند أبي عبد اللّه ع و ورقة يسأله فقال له أبو عبد اللّه ع أنتم قوم تحمّلون الحلال على السّنّة و نحن قوم نتّبع على الأثر

32  ، و عن أبيه عن فضالة عن موسى بن بكر عن فضيل عن أبي جعفر ع قال إنّ السّنّة لا تقاس و كيف تقاس السّنّة و الحائض تقضي الصّيام و لا تقضي الصّلاة

33    تفسير العسكريّ، ع عن أبيه عن جدّه عن أبيه قال قال أمير المؤمنين ع في حديث أما لو كان الدّين بالقياس لكان باطن الرّجلين أولى بالمسح من ظاهرهما

34    كتاب درست بن أبي منصور، عن أبي المغراء عن سماعة بن مهران عن أبي عبد اللّه ع قال قلت جعلت فداك إنّ أناسا من أصحابك قد لقوا أباك و جدّك و قد سمعوا منهما الحديث و قد يرد عليهم الشّي‏ء ليس عندهم فيه شي‏ء و عندهم ما يشبهه فيقيسوا على أحسنه قال فقال ما لكم و القياس إنّما هلك من هلك بالقياس قال قلت أصلحك اللّه و لم ذاك قال لأنّه ليس من شي‏ء إلّا و قد جرى به كتاب و سنّة و إنّما ذاك شي‏ء إليكم إذا ورد عليكم أن تقولوا قال فقال إنّه ليس من شي‏ء إلّا و قد جرى به كتاب و سنّة ثمّ قال إنّ اللّه قد جعل لكلّ شي‏ء حدّا و لمن تعدّى الحدّ حدّا

35    الشّيخ المفيد في الإختصاص، عن إسحاق بن عمّار عن أبي عبد اللّه ع قال إنّما مثل عليّ ع و مثلنا من بعده من هذه الأمّة كمثل موسى النّبيّ و العالم حين لقيه و استنطقه و سأله الصّحبة فكان من أمرهما ما اقتصّه اللّه لنبيّه ص في كتابه و ذلك أنّ اللّه قال لموسى إنّي اصطفيتك على النّاس برسالاتي و بكلامي فخذ ما آتيتك و كن من الشّاكرين ثمّ قال و كتبنا له في الألواح من كلّ شي‏ء موعظة و تفصيلا لكلّ شي‏ء و قد كان عند العالم علم لم يكتب لموسى في الألواح و كان موسى يظنّ أنّ جميع الأشياء الّتي يحتاج إليها ]في نبوّته[ و جميع العلم قد كتب له في الألواح كما يظنّ هؤلاء الّذين يدّعون أنّهم فقهاء و علماء و أنّهم قد أوتوا جميع العلم و الفقه في الدّين ممّا تحتاج هذه الأمّة إليه و صحّ ذلك لهم عن رسول اللّه ص و علموه و حفظوه و ليس كلّ علم رسول اللّه ص علموه و لا صار إليهم عن رسول اللّه ص و لا عرفوه و ذلك أنّ الشّي‏ء من الحلال و الحرام و الأحكام قد يرد عليهم فيسألون عنه و لا يكون عندهم فيه أثر عن رسول اللّه ص فيستحيون أن ينسبهم النّاس إلى الجهل و يكرهون أن يسألوا فلا يجيبون فيطلب النّاس العلم من معدنه فلذلك استعملوا الرّأي و القياس في دين اللّه و تركوا الآثار و دانوا اللّه بالبدع و قد قال رسول اللّه ص كلّ بدعة ضلالة فلو أنّهم إذ سئلوا عن شي‏ء من دين اللّه فلم يكن عندهم منه أثر عن رسول اللّه ص ردّوه إلى اللّه و إلى الرّسول و إلى أولي الأمر منهم لعلمه الّذين يستنبطونه منهم من آل محمّد ع الخبر

36  ، و عن محمّد بن عبيد عن حمّاد عن محمّد بن مسلم قال دخل أبو حنيفة على أبي عبد اللّه ع فقال إنّي رأيت ابنك موسى يصلّي و النّاس يمرّون بين يديه إلى أن قال فقال أبو عبد اللّه ع القتل عندكم أشدّ أم الزّنى فقال بل القتل قال ع فكيف أمر اللّه في القتل بشاهدين و في الزّنى بأربعة كيف يدرك هذا بالقياس يا أبا حنيفة ترك الصّلاة أشدّ أم ترك الصّيام فقال بل ترك الصّلاة قال فكيف تقضي المرأة صيامها و لا تقضي صلاتها كيف يدرك هذا بالقياس ويحك يا أبا حنيفة النّساء أضعف على المكاسب أم الرّجال قال بل النّساء قال فكيف جعل اللّه للمرأة سهما و للرّجل سهمين كيف يدرك هذا بالقياس يا أبا حنيفة الغائط أقذر أم المنيّ قال بل الغائط قال فكيف يستنجى من الغائط و يغتسل من المنيّ كيف يدرك هذا بالقياس ]ويحك[ يا أبا حنيفة تقول سأنزل ]مثل[ ما أنزل اللّه قال أعوذ باللّه أن أقوله قال بل تقوله أنت و أصحابك من حيث لا تعلمون الخبر

37    القطب الرّوانديّ في لبّ اللّباب، عن عليّ ع قال لو كان الدّين بالقياس لكان باطن الرّجل أولى بالمسح من ظاهرها

 باب 7 -وجوب الرّجوع في جميع الأحكام إلى المعصومين ع

1    عماد الدّين محمّد بن أبي القاسم الطّبريّ في بشارة المصطفى، عن أبي البقاء إبراهيم بن الحسين البصريّ عن أبي طالب محمّد بن الحسن عن أبي الحسن محمّد بن الحسين عن محمّد بن وهبان عن عليّ بن أحمد بن كثير العسكريّ عن أبي سلمة أحمد بن المفضّل عن أبي عليّ راشد بن عليّ القرشيّ عن عبد اللّه بن حفص المدنيّ قال حدّثني محمّد بن إسحاق عن سعد بن زيد بن أرطأة عن كميل بن زياد عن أمير المؤمنين ع أنّه قال في وصيّته إليه يا كميل إنّ رسول اللّه ص أدّبه اللّه عزّ و جلّ و هو أدّبني و أنا أؤدّب المؤمنين و أورّث الأدب المكرّمين يا كميل ما من علم إلّا و أنا أفتحه و ما من شي‏ء إلّا و القائم ع يختمه يا كميل ذرّيّة بعضها من بعض و اللّه سميع عليم يا كميل لا تأخذ إلّا عنّا تكن منّا يا كميل ما من حركة إلّا و أنت محتاج فيها إلى معرفة الخبر

2    محمّد بن مسعود العيّاشيّ في تفسيره، عن حمزة بن محمّد الطّيّار قال عرضت على أبي عبد اللّه ع بعض خطب أبيه حتّى انتهى إلى موضع فقال كفّ فأمسكت ثمّ قال لي اكتب و أملى عليّ أنّه لا يسعكم فيما نزل بكم ممّا لا تعلمون إلّا الكفّ عنه و التّثبّت فيه و ردّه إلى أئمّة الهدى ع حتّى يحملوكم فيه على القصد و يجلو عنكم فيه العمى قال اللّه تعالى فسئلوا أهل الذّكر إن كنتم لا تعلمون

، و عن محمّد بن مسلم عن أبي جعفر ع قال قلت له إنّ من عندنا يزعمون أنّ قول اللّه فسئلوا أهل الذّكر إن كنتم لا تعلمون أنّهم اليهود و النّصارى فقال إذا يدعونكم إلى دينهم قال ثمّ أومى بيده إلى صدره نحن أهل الذّكر و نحن المسئولون

 و قال قال أبو جعفر ع الذّكر القرآن

 و رواه الصّفّار في البصائر، عن السّنديّ بن محمّد عن علا عن محمّد بن مسلم مثله

، و عن زرارة عن أبي جعفر ع قال ذروة الأمر و سنامه و مفتاحه و باب الأشياء و رضى الرّحمن الطّاعة للإمام بعد معرفته ثمّ قال إنّ اللّه يقول من يطع الرّسول فقد أطاع اللّه إلى حفيظا أما لو أنّ رجلا قام ليله و صام نهاره و تصدّق بجميع ماله و حجّ جميع دهره و لم يعرف ولاية وليّ اللّه فيواليه و يكون جميع أعماله بدلالته إليه ما كان له على اللّه حقّ في ثواب و لا كان من أهل الإيمان الخبر

 و رواه المفيد في أماليه، عن جعفر بن قولويه عن الكلينيّ عن عليّ عن أبيه عن حمّاد عن حريز عن زرارة مثله

5    الشّيخ شرف الدّين النّجفيّ في تأويل الآيات، نقلا عن تفسير الجليل محمّد بن العبّاس عن محمّد بن خالد الطّيالسيّ عن العلاء عن محمّد بن مسلم مثله

 و عن أحمد بن محمّد بن سعيد عن أحمد بن الحسن عن أبيه عن الحصين بن مخارق عن سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباتة عن عليّ ع في قوله تعالى فسئلوا أهل الذّكر إن كنتم لا تعلمون قال نحن أهل الذّكر

، و عن محمّد بن القاسم عن حسين بن حكم عن حسين بن نصر عن أبيه عن أبان بن أبي عيّاش عن سليم بن قيس عن عليّ ع قال قوله عزّ و جلّ و إنّه لذكر لك و لقومك و سوف تسئلون فنحن قومه و نحن المسئولون

، و عن عبد العزيز بن يحيى عن محمّد بن عبد الرّحمن بن سلّام عن أحمد بن عبد اللّه عن أبيه عن زرارة قال قلت لأبي جعفر ع قوله عزّ و جلّ و إنّه لذكر لك و لقومك و سوف تسئلون قال إيّانا عنى و نحن أهل الذّكر المسئولون

، و عن الحسين بن عامر عن محمّد بن الحسن عن ابن فضّال عن أبي جميلة عن محمّد الحلبيّ ]عن أبي جعفر ع[ قال قوله عزّ و جلّ و إنّه لذكر لك و لقومك و سوف تسئلون فرسول اللّه و أهل بيته ص أهل الذّكر و هم المسئولون أمر اللّه النّاس أن يسألوهم فهم ولاة النّاس و أولاهم بهم فليس يحلّ لأحد من النّاس أن يأخذ هذا الحقّ الّذي افترضه اللّه تعالى لهم

، و عن الحسين بن محمّد عن محمّد بن عيسى عن يوسف عن صفوان عن أبي عبد اللّه ع قال قلت قوله عزّ و جلّ و إنّه لذكر لك و لقومك و سوف تسئلون من هم قال نحن هم

10    فرات بن إبراهيم الكوفيّ في تفسيره، عن الحسين بن سعيد بإسناده عن أبي جعفر ع في قوله تعالى فسئلوا أهل الذّكر إن كنتم لا تعلمون قال نحن أهل الذّكر

11  ، و عن أحمد بن موسى بإسناده عن زيد بن عليّ ع في قول اللّه تعالى فسئلوا أهل الذّكر إن كنتم لا تعلمون قال إنّ اللّه سمّى رسوله في كتابه ذكرا فقال قد أنزل اللّه إليكم ذكرا رسولا و قال فسئلوا أهل الذّكر إن كنتم لا تعلمون

12    دعائم الإسلام، روّينا عن أبي جعفر محمّد بن عليّ ع أنّ سائلا سأله عن قوله تعالى أطيعوا اللّه و أطيعوا الرّسول إلى أن قال فقوله و إنّه لذكر لك و لقومك و سوف تسئلون قال إيّانا عنى فنحن أهل الذّكر و نحن المسئولون

13  ، و روّينا عن جعفر بن محمّد ع في قول اللّه عزّ و جلّ و لو ردّوه إلى الرّسول و إلى أولي الأمر منهم قال نحن أولو الأمر الّذين أمر اللّه عزّ و جلّ بالرّدّ إلينا

14  ، و عنه ع أنّ رجلا قال له جعلت فداك إنّ من عندنا يقولون إنّ قول اللّه عزّ و جلّ فسئلوا أهل الذّكر إن كنتم لا تعلمون أنّهم علماء اليهود فتبسّم و قال إذا و اللّه يدعونهم إلى دينهم بل نحن و اللّه أهل الذّكر الّذين أمر اللّه عزّ و جلّ بردّ المسألة إلينا

15  ، و روّينا عن عليّ ع أنّه سئل عن أهل الذّكر من هم فقال نحن و اللّه أهل الذّكر

 و عن أبي جعفر ع أنّه سئل أيضا فقال نحن و اللّه أهل الذّكر

16  ، و عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن عليّ ع عن رسول اللّه ص أنّه قال منزلة أهل بيتي فيكم كسفينة نوح من ركبها نجا و من تخلّف عنها غرق تعلّموا من ]عالم[ أهل بيتي و من تعلّم من عالم أهل بيتي ينجو من النّار

17    كتاب عاصم بن حميد الحنّاط، عن أبي إسحاق النّحويّ قال دخلت على أبي عبد اللّه ع قال إنّ اللّه أدّب نبيّه ص على محبّته فقال و إنّك لعلى خلق عظيم ثمّ فوّض إليه و قال و ما آتاكم الرّسول فخذوه و ما نهاكم عنه فانتهوا من يطع الرّسول فقد أطاع اللّه و إنّ نبيّ اللّه ص فوّض إلى عليّ ع و أثبته فسلّمتم و جحد النّاس فو اللّه ليحبّكم أن تقولوا إذا قلنا و أن تصمتوا إذا صمتنا و نحن فيما بينكم و بين اللّه و اللّه ما جعل اللّه لأحد من خير في خلاف أمرنا

18  ، و عن خالد بن راشد عن مولى لعبيدة السّلمانيّ قال سمعت عبيدة يقول خطبنا عليّ أمير المؤمنين ع على منبر له من لبن فحمد اللّه و أثنى عليه ثمّ قال يا أيّها النّاس اتّقوا اللّه و لا تفتوا النّاس بما لا تعلمون إنّ رسول اللّه ص قال قولا آل منه إلى غيره و قال قولا وضع على غير موضعه و كذب عليه فقام إليه علقمة و عبيدة السّلمانيّ فقالا يا أمير المؤمنين فما نصنع بما قد خبّرنا في هذه الصّحف عن أصحاب محمّد ص قال سلا عن ذلك علماء آل محمّد ع كأنّه يعني نفسه

19    محمّد بن الحسن الصّفّار في البصائر، عن إبراهيم بن هاشم عن يحيى بن أبي عمران عن يونس عن جميل قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول يغدو النّاس على ثلاثة صنوف عالم و متعلّم و غثاء فنحن العلماء و شيعتنا المتعلّمون و سائر النّاس غثاء

 و رواه بطرق أربعة أخرى

20  ، و عن السّنديّ بن محمّد عن أبان بن عثمان عن عبد اللّه بن سليمان عن أبي جعفر ع أنّه قال في حديث فليذهب الحسن يمينا و شمالا فو اللّه ما يوجد العلم إلّا هاهنا

21  ، و عن أحمد بن محمّد عن الحسين بن سعيد عن النّضر بن سويد عن يحيى الحلبيّ عن معلّى بن عثمان عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه ع قال قال لي إنّ الحكم بن عتيبة ممّن قال اللّه و من النّاس من يقول آمنّا باللّه و باليوم الآخر و ما هم بمؤمنين فليشّرق الحكم و ليغرّب أما و اللّه لا يصيب العلم إلّا من أهل بيت نزل عليهم جبرئيل

22  ، و عن السّنديّ بن محمّد و محمّد بن الحسين عن جعفر بن بشير عن أبان بن عثمان عن أبي بصير قال سألت أبا جعفر ع عن شهادة ولد الزّنى تجوز فقال لا فقلت إنّ الحكم بن عتيبة يزعم أنّها تجوز فقال اللّهمّ لا تغفر له ذنبه ما قال اللّه للحكم و إنّه لذكر لك و لقومك و سوف تسئلون فليذهب الحكم يمينا و شمالا فو اللّه لا يوجد العلم إلّا من أهل بيت نزل عليهم جبرئيل

23  ، و عن أحمد بن محمّد عن الحسين بن عليّ عن أبي إسحاق ثعلبة عن أبي مريم قال قال أبو جعفر ع لسلمة بن كهيل و الحكم بن عتيبة شرّقا و غرّبا لن تجدا علما صحيحا إلّا شيئا يخرج من عندنا أهل البيت

24  ، و عن الفضل عن موسى بن القاسم عن حمّاد بن عيسى عن سليمان بن خالد عن أبي جعفر ع في حديث أنّه قال فليذهب الحسن يمينا و شمالا لا يوجد العلم إلّا عند أهل العلم الّذين نزل عليهم جبرئيل

25  ، و عن محمّد بن عيسى عن الحسن بن عليّ بن فضّال عن الحسين بن عثمان عن يحيى بن أبي عمران الحلبيّ عن أبيه عن أبي جعفر ع قال قال رجل و أنا عنده إنّ الحسن البصريّ يروي أنّ رسول اللّه ص قال من كتم علما جاء يوم القيامة ملجما بلجام من النّار قال كذب ويحه فأين قول اللّه و قال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه أ تقتلون رجلا أن يقول ربّي اللّه ثمّ مدّ بها أبو جعفر ع صوته فقال ليذهبوا حيث شاءوا أما و اللّه لا يجدون العلم إلّا هاهنا ثمّ سكت ساعة ثمّ قال أبو جعفر ع عند آل محمّد ع

26  ، و عن محمّد بن الجعفيّ عن جعفر بن بشير عن الحسن بن عليّ بن فضّال عن مثنّى عن زرارة قال كنت قاعدا عند أبي جعفر ع فقال له رجل من أهل الكوفة يسأله عن قول أمير المؤمنين ع سلوني عمّا شئتم و لا تسألوني عن شي‏ء إلّا أنبأتكم به فقال إنّه ليس أحد عنده علم إلّا خرج من عند أمير المؤمنين ع فليذهب النّاس حيث شاءوا فو اللّه ليأتيهم الأمر من هاهنا و أشار بيده إلى المدينة

27  ، و عن الهيثم النّهديّ الكوفيّ عن الحسن بن عليّ عن ابن هراسة الشّيبانيّ عن شيخ من أهل الكوفة عن عليّ بن الحسين ع أنّه قال في حديث من دويرنا استقانا النّاس العلم فتراهم علموا و جهلنا

28  ، و عن أحمد بن محمّد عن الحسن بن محبوب قال حدّثنا يحيى بن عبد اللّه أبو الحسن صاحب الدّيلم عن جعفر بن محمّد ع أنّه قال في حديث و من عندنا خرج العلم إليهم الخبر

29  ، و عن محمّد بن الحسين عن محمّد بن إسماعيل عن منصور بن يونس عن أبي بكر الحضرميّ قال كنت عند أبي جعفر ع و دخل عليه الورد أخو الكميت فقال جعلني اللّه فداك اخترت لك سبعين مسألة ما يحضرني مسألة واحدة منها قال و لا واحدة يا ورد قال بلى قد حضرني واحدة قال و ما هي قال قول اللّه تبارك و تعالى فسئلوا أهل الذّكر إن كنتم لا تعلمون قال يا ورد أمركم اللّه تعالى أن تسألونا و لنا إن شئنا أجبناكم و إن شئنا لم نجبكم

30  ، و عن أحمد بن محمّد عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال كتبت إلى الرّضا ع كتابا فكان في بعض ما كتب إليّ قال اللّه عزّ و جلّ فسئلوا أهل الذّكر إن كنتم لا تعلمون و قال اللّه و ما كان المؤمنون لينفروا كافّة فلو لا نفر من كلّ فرقة الآية فقد فرضت عليكم المسألة و لم يفرض علينا الجواب الخبر

31  ، و عن أحمد بن محمّد عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم قال سألت أبا عبد اللّه ع عن قول اللّه تعالى فسئلوا أهل الذّكر إن كنتم لا تعلمون من هم قال نحن قال قلت علينا أن نسألكم قال نعم قلت عليكم أن تجيبونا قال ذاك إلينا

32  ، و عن محمّد بن عبد الجبّار عن الحسن بن عليّ بن فضّال عن ثعلبة عن زرارة عن أبي جعفر ع في قول اللّه تعالى فسئلوا أهل الذّكر الآية من هم قال نحن قلت فمن المأمورون بالمسألة قال أنتم قال قلت فإنّا نسألك كما أمرنا و قد ظننت أنّه لا يمنع منّي إذا أتيته من هذا الوجه قال فقال إنّما أمرتم أن تسألونا و ليس لكم علينا الجواب إنّما ذلك إلينا

33  ، و عن يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن زرارة قال سألت أبا عبد اللّه ع عن قول اللّه تعالى فسئلوا الآية من هم قال نحن هم قال قلت علينا أن نسألكم قال نعم قلت فعليكم أن تجيبونا قال ذاك إلينا

34  ، و عن محمّد بن الحسين عن صفوان عن معلّى بن أبي عثمان عن معلّى بن خنيس عن أبي عبد اللّه ع في قول اللّه عزّ و جلّ فسئلوا الآية قال هم آل محمّد ع فعلى النّاس أن يسألوهم و ليس عليهم أن يجيبوا الخبر

35  ، و عن أحمد بن موسى عن عليّ بن إسماعيل عن صفوان بن يحيى عن أبي الحسن ع قال قلت له يكون الإمام يسأل عن الحلال و الحرام و لا يكون عنده فيه شي‏ء قال لا قال اللّه تعالى فسئلوا الآية قلت من هم قال نحن قلت فمن المأمور بالمسألة قال أنتم قلت فإنّا نسألك و قد رمت أنّه لا يمنع منّي إذا أتيته من هذا الوجه فقال إنّما أمرتم أن تسألوا و ليس علينا الجواب إنّما ذلك إلينا

36  ، و عن السّنديّ بن محمّد عن عاصم بن حميد عن محمّد بن مسلم عن أبي جعفر ع في قول اللّه تعالى فسئلوا الآية قال نحن أهل الذّكر و نحن المسئولون

 و رواه أيضا بهذا السّند و فيه قال الذّكر القرآن و قال رسول اللّه ص و أهل بيته ص أهل الذّكر و هم المسئولون

 و رواه أيضا عن أحمد بن محمّد عن الحسين بن سعيد عن فضالة بن أيّوب عن أبان بن عثمان عن محمّد مثله

37  ، و عن محمّد بن الحسين و محمّد بن عبد الجبّار عن الحسن بن عليّ بن فضّال عن ثعلبة عن بعض أصحابنا عن محمّد بن مروان عن الفضيل بن يسار عن أبي جعفر ع في قول اللّه تعالى فسئلوا الآية قال رسول اللّه و أهل بيته هم أهل الذّكر و هم الأئمّة ص

38   ، و عن أحمد بن موسى عن الحسن بن موسى الخشّاب عن عليّ بن حسّان عن عبد الرّحمن بن كثير عن أبي عبد اللّه ع في قول اللّه تعالى فسئلوا الآية قال الذّكر محمّد ص و نحن أهله و نحن المسئولون

39  ، و عن أحمد بن محمّد عن الحسين بن سعيد عن سليمان بن جعفر الجعفريّ قال سمعت أبا الحسن ع يقول في قول اللّه تعالى فسئلوا الآية قال نحن هم

40  ، و عن أحمد بن محمّد عن الحسين بن سعيد عن عليّ بن النّعمان عن محمّد بن مروان عن الفضيل عن أبي جعفر ع في قول اللّه تعالى فسئلوا الآية قال رسول اللّه ص و الأئمّة ع هم أهل الذّكر قال اللّه و إنّه لذكر لك الآية قال نحن قومه و نحن المسئولون

41  ، و عن يعقوب بن يزيد و محمّد بن الحسين عن محمّد بن أبي عمير عن عمر بن أذينة عن بريد بن معاوية عن أبي جعفر ع قال قلت قول اللّه عزّ و جلّ فسئلوا الآية قال الذّكر القرآن و نحن المسئولون

   ، و عن أحمد بن محمّد عن الحسين بن سعيد عن صفوان عن أبي عثمان عن المعلّى بن خنيس عن أبي عبد اللّه ع في قول اللّه تعالى فسئلوا الآية قال هم آل محمّد ع فذكرنا له حديث الكلبيّ أنّه قال هي في أهل الكتاب قال فلعنه و كذّبه

43  ، و عن أحمد بن محمّد عن عبد اللّه بن مسكان عن بكير عمّن رواه عن أبي جعفر ع في قول اللّه تعالى فسئلوا الآية قال نحن قلت نحن المأمورون أن نسألكم قال نعم و ذاك إلينا إن شئنا أجبنا و إن شئنا لم نجب

44  ، و عن أحمد بن الحسن عن عليّ بن فضّال عن هارون بن سعيد عن مصدّق عن عمّار السّاباطيّ عن أبي عبد اللّه ع أنّه سئل عن قول اللّه عزّ و جلّ فسئلوا الآية قال هم آل محمّد ع ألا و أنا منهم

45  ، و عن عبد اللّه بن جعفر عن محمّد بن عيسى عن محمّد بن سنان عن إسماعيل بن جابر و عبد الكريم عن عبد الحميد بن أبي الدّيلم عن أبي عبد اللّه ع في قول اللّه تعالى فسئلوا الآية قال كتاب اللّه الذّكر و أهله آل محمّد ع الّذين أمر اللّه بسؤالهم و لم يؤمروا بسؤال الجهّال و سمّى اللّه القرآن ذكرا فقال و أنزلنا إليك الذّكر الآية

46  ، و عن عبّاد بن سليمان عن سعد بن سعد عن صفوان بن يحيى عن أبي الحسن الرّضا ع قال قال اللّه تعالى فسئلوا الآية فعليهم أن يسألوهم و ليس عليهم أن يجيبوهم إن شاءوا أجابوا و إن شاءوا لم يجيبوا

 و عنه بهذا الإسناد قال سألته ع عن قول اللّه تعالى فسئلوا الآية من هم قال نحن هم

47  ، و عن أحمد بن محمّد عن الحسين بن سعيد عن أبي داود المسترقّ عن ثعلبة بن ميمون عن زرارة قال قلت لأبي جعفر ع قول اللّه تبارك و تعالى فسئلوا الآية من المعنى بذلك قال نحن قلت فأنتم المسئولون قال نعم قال قلت و نحن السّائلون قال نعم قال قلت فعلينا أن نسألكم قال نعم قلت و عليكم أن تجيبونا قال لا ذاك إلينا إن شئنا فعلنا و إن شئنا لم نفعل ثمّ قال هذا عطاؤنا الآية

 و رواه عن محمّد بن الحسين عن أبي داود سليمان بن سفيان مثله

   ، و عن محمّد بن جعفر بن بشير عن مثنّى الحنّاط عن عبد اللّه بن عجلان في قوله تعالى فسئلوا الآية قال رسول اللّه و أهل بيته من الأئمّة ص هم أهل الذّكر

49  ، و عن العبّاس بن معروف عن حمّاد بن عيسى عن بريد عن أبي جعفر ع في قوله فسئلوا الآية قال الذّكر القرآن و نحن أهله

50  ، و عن عبد اللّه بن جعفر عن محمّد بن عيسى عن الحسن بن عليّ الوشّاء عن أبي الحسن ع قال على الأئمّة من الفرائض ما ليس على شيعتهم و على شيعتنا ما ليس علينا أمرهم اللّه أن يسألونا فقال فسئلوا الآية فأمرهم أن يسألونا و ليس علينا الجواب إن شئنا أجبنا و إن شئنا أمسكنا

51    الصّدوق في الفقيه، عن أبي بكر الحضرميّ عن الورد بن زيد قال قلت لأبي جعفر ع حدّثني حديثا و أمله عليّ حتّى أكتبه قال فأين حفظكم يا أهل الكوفة قلت حتّى لا يردّه عليّ أحد الخبر

52    الشّيخ المفيد في الإختصاص، قال أبو جعفر الباقر ع كلّ شي‏ء لم يخرج من هذا البيت فهو باطل

  و في الأمالي، عن جعفر بن محمّد بن قولويه عن أبيه عن سعد بن عبد اللّه عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن أبي أيّوب الخزّاز عن محمّد بن مسلم عن أبي جعفر محمّد بن عليّ ع قال أما إنّه ليس عند أحد من النّاس حقّ و لا صواب إلّا شي‏ء أخذوه منّا أهل البيت و لا أحد من النّاس يقضي بحقّ و ]لا[ عدل إلّا و مفتاح ذلك القضاء و بابه و أوّله و سننه أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب ع فإذا اشتبهت عليهم الأمور كان الخطأ من قبلهم إذا أخطئوا و الصّواب من قبل عليّ بن أبي طالب ع إذا أصابوا

54    دعائم الإسلام، عن عليّ بن الحسين و محمّد بن عليّ ع أنّهما ذكرا وصيّة عليّ ع عند وفاته إلى ولده و شيعته و فيها و عليكم بطاعة من لا تعذرون في ترك طاعته طاعتنا أهل البيت فقد قرن اللّه طاعتنا بطاعته و طاعة رسوله و نظم ذلك في آية من كتابه منّا من اللّه علينا و عليكم فأوجب طاعته و طاعة رسوله و طاعة ولاة الأمر من آل رسوله و أمركم أن تسألوا أهل الذّكر و نحن و اللّه أهل الذّكر لا يدّعي ذلك غيرنا إلّا كاذب تصديق ذلك في قوله تعالى قد أنزل اللّه إليكم ذكرا رسولا يتلوا عليكم آيات اللّه مبيّنات ليخرج الّذين آمنوا و عملوا الصّالحات من الظّلمات إلى النّور ثمّ قال فسئلوا أهل الذّكر إن كنتم لا تعلمون فنحن أهل الذّكر فاقبلوا أمرنا و انتهوا إلى نهينا فإنّا نحن الأبواب الّتي أمرتم أن تأتوا البيوت منها فنحن و اللّه أبواب تلك البيوت ليس ذلك لغيرنا و لا يقوله أحد سوانا الوصيّة

 باب 8 -وجوب العمل بأحاديث النّبيّ و الأئمّة ص المنقولة في الكتب المعتمدة و روايتها و صحّتها و ثبوتها

1    زيد الزّرّاد في أصله، عن أبي عبد اللّه ع قال قال أبو جعفر ع يا بنيّ اعرف منازل شيعة عليّ ع على قدر روايتهم و معرفتهم الخبر

 و رواه الصّدوق في معاني الأخبار، عن أبيه عن عليّ بن إبراهيم بن هاشم عن محمّد بن عيسى عن محمّد بن أبي عمير عن يزيد الزّرّاد عن أبي عبد اللّه ع مثله

 كذا في نسخ المعاني و الظّاهر أنّ زيد صحّف بيزيد و العجب أنّه رحمه اللّه ذكر أنّ أصل زيد موضوع ثمّ روى عنه

، زيد قال حدّثنا جابر بن يزيد الجعفيّ قال سمعت أبا جعفر ع يقول إنّ لنا أوعية نملؤها علما و حكما و ليست لها بأهل فما نملؤها إلّا لتنقل إلى شيعتنا فانظروا إلى ما في الأوعية فخذوها ثمّ صفّوها من الكدورة تأخذونها بيضاء نقيّة صافية و إيّاكم و الأوعية فإنّها وعاء سوء فتنكّبوها

، زيد قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول اطلبوا العلم من معدن العلم و إيّاكم و الولائج فهم الصّدّادون عن سبيل اللّه ثمّ قال ذهب العلم و بقي غبّرات العلم في أوعية سوء و احذروا باطنها فإنّ في باطنها الهلاك و عليكم بظاهرها فإنّ في ظاهرها النّجاة

4    كتاب عاصم بن حميد الحنّاط، قال سمعت أبا بصير يقول قال أبو عبد اللّه ع اكتبوا فإنّكم لا تحفظون إلّا بالكتاب

، و عن أبي بصير قال دخلت على أبي عبد اللّه ع فقال دخل عليّ أناس من أهل البصرة فسألوني عن أحاديث و كتبوها فما يمنعكم من الكتاب أما إنّكم لن تحفظوا حتّى تكتبوا الخبر

6    كتاب العلاء بن رزين، عن أبي حمزة عن أبي جعفر ع قال قال رسول اللّه ص نصر اللّه عبدا سمع مقالتي فوعاها و بلّغها من لم تبلغه ربّ حامل فقه غير فقيه و ربّ حامل فقه إلى من هو أفقه منه

7    محمّد بن إبراهيم النعمانيّ في كتاب الغيبة، عن جعفر بن محمّد الصّادق ع أنّه قال اعرفوا منازل شيعتنا عندنا على حسب روايتهم و فهمهم عنّا الخبر

، و وجدنا الرّواية قد أتت عن الصّادقين ع بما أمروا به أنّ من وهب اللّه له حظّا من العلم أوصله منه إلى ما لم يوصل إليه غيره من تبيين ما اشتبه على إخوانه في الدّين و إرشادهم في الحيرة إلى سواء السّبيل و إخراجهم من منزلة الشّكّ إلى نور اليقين

، حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد قال حدّثنا محمّد بن المفضّل و سعدان بن إسحاق و أحمد بن الحسين بن عبد الملك و محمّد بن أحمد القطوانيّ قالوا حدّثنا الحسن بن محبوب عن هشام بن سالم عن أبي حمزة الثّماليّ عن أبي إسحاق السّبيعيّ قال سمعت من يوثق به من أصحاب أمير المؤمنين ع قال قال أمير المؤمنين ع من خطبة خطبها أمير المؤمنين ع بالكوفة طويلة ذكرها اللّهمّ فلا بدّ لك من حجج في أرضك حجّة بعد حجّة على خلقك يهدونهم إلى دينك و يعلّمونهم علمك لئلّا يتفرّق أتباع أولئك ظاهر غير مطاع أو مكتتم خائف يترقّب إن غاب عن النّاس شخصهم في حال هدنتهم في دولة الباطل فلم يغلب عنهم مبثوث علمهم و آدابهم في قلوب المؤمنين مثبتة و هم بها عاملون يأنسون بما يستوحش منه المكذّبون و يأباه المسرفون باللّه كلام يكال بلا ثمن لو كان من يسمعه يعقله فيعرفه فيؤمن به و يتّبعه و ينهج نهجه فيصلح به ثمّ يقول فمن هذا و لهذا يأرز العلم إذا لم يجد حفظة يحملونه و يحفظونه و يوردونه و يروونه كما يسمعونه من العالم الخطبة

 و رواه عن محمّد بن يعقوب الكلينيّ بالسّند الموجود في الأصل

10    صحيفة الرّضا، بإسناده عن آبائه ع قال قال رسول اللّه ص اللّهمّ ارحم خلفائي ثلاث مرّات قيل له يا رسول اللّه و من خلفاؤك قال الّذين يأتون من بعدي و يروون أحاديثي و سنّتي فيعلّمونها النّاس من بعدي

 عوالي اللآّلي، عنه ص مثله و زاد في آخره أولئك رفقائي في الجنّة

11  ، و عن معاذ بن جبل قال قال رسول اللّه ص من حفظ على أمّتي أربعين حديثا من أمر دينها بعثه اللّه تعالى يوم القيامة في زمرة الفقهاء و العلماء

12  ، و عنه ص أنّه قال من حفظ على أمّتي أربعين حديثا ينتفعون بها في أمر دينهم بعثه اللّه يوم القيامة فقيها عالما

 و رواه في صحيفة الرّضا، ع عنه ص مثله و ليس فيه قوله في أمر دينهم

   ، و عنه ص أنّه قال اتّقوا الحديث عنّي إلّا ما علمتم فمن كذب عليّ متعمّدا فليتبوّأ مقعده من النّار

14  ، و عنه ص قال رحم اللّه امرأ سمع مقالتي فوعاها و أدّاها كما سمعها فربّ حامل فقه ليس بفقيه و في رواية فربّ حامل فقه إلى من هو أفقه منه

15  ، و عن حمّاد بن سلمة عن محمّد بن إسحاق عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جدّه قال قلت يا رسول اللّه أكتب كلّ ما أسمع منك قال نعم قلت في الرّضى و الغضب قال نعم فإنّي لا أقول في ذلك كلّه إلّا الحقّ

16  ، و عن ]ابن[ جريج عن عطاء عن عبد اللّه بن عمر قال قلت يا رسول اللّه أقيّد العلم قال نعم قيل و ما تقييده قال كتابته

17    أبو الفتح الكراجكيّ في كنز الفوائد، عن أمير المؤمنين ع أنّه قال تزاوروا و تذاكروا الحديث إن لا تفعلوا يدرس

18  ، و عن رسول اللّه ص أنّه قال نصر اللّه امرأ سمع منّا حديثا فأدّاه كما سمع فربّ مبلّغ أوعى من سامع

19    كتاب حسين بن عثمان، عن بعض أصحابنا عن أبي عبد اللّه ع قال إذا أصبت الحديث فأعرب عنه بما شئت

20    الشّيخ المفيد في الإختصاص، عن محمّد بن الحسن بن الوليد عن محمّد بن الحسن الصّفّار عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن بعض أصحابنا عن عبيد اللّه بن عبد اللّه الدّهقان عن موسى بن إبراهيم المروزيّ عن أبي الحسن ع قال قال رسول اللّه ص من حفظ من أمّتي أربعين حديثا ممّا يحتاجون إليه من أمر دينهم بعثه اللّه تعالى يوم القيامة فقيها عالما

21    الشّيخ المفيد أبو سعيد محمّد بن أحمد بن الحسين النّيسابوريّ في أربعينه، أخبرنا السّيّد أبو إبراهيم جعفر بن محمّد الحسينيّ رحمه اللّه بقراءتي عليه قال أخبرنا أبو يعلى حمزة بن عبد العزيز بن محمّد بن أحمد بن حمزة بن شعيب المهلّبيّ قال أخبرنا أبو بكر محمّد بن داود بن سليمان الصّوفيّ قال حدّثنا أبو مقاتل محمّد بن العبّاس بن أحمد بن شجاع قال حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن خلف بن عبد السّلام المروزيّ حدّثنا أبو عمران موسى بن إبراهيم المروزيّ قال حدّثنا موسى بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب ع عن أبيه عن جدّه قال قال رسول اللّه ص من حفظ على أمّتي أربعين حديثا من السّنّة كنت له شفيعا يوم القيامة

22    السّيّد أبو حامد محمّد بن عبد اللّه بن زهرة في أربعينه، أخبرني القاضي الإمام بهاء الدّين شيخ الإسلام أبو المحاسن يوسف بن رافع بن تميم بقراءتي عليه قال أخبرنا الإمام أبو الفضل عبد اللّه بن أحمد بن محمّد بن عبد القاهر الطّوسيّ الخطيب قال أخبرنا الشّيخ الإمام أبو القاسم عبد اللّه بن الحسين بن محمّد الأسديّ قال أخبرنا الشّيخ الإمام الأديب الثّقة أبو محمّد كامكار بن عبد الرّزّاق قال أخبرنا الشّيخ الإمام الحافظ أبو صالح أحمد بن عبد الملك بن عليّ المؤذّن قال أخبرنا الشّيخ أبو زكريّا يحيى بن إبراهيم بن محمّد المزكّي قال حدّثنا أبو بكر عبد اللّه بن يحيى الطّلحيّ قال حدّثنا محمّد بن عبد اللّه بن سليمان الحضرميّ قال حدّثنا محمّد بن الحسن الحضرميّ قال حدّثنا إسحاق بن نجيح عن ابن جريج عن عطاء عن أبي هريرة عنه ص مثله

23  ، قال و أخبرني عمّي الشّريف الطّاهر عزّ الدّين أبو المكارم حمزة بن عليّ بن زهرة الحسينيّ قال أخبرني الشّيخ أبو عليّ الحسن بن طارق بن الحسن الحلبيّ قال أخبرنا الشّريف أبو الرّضا فضل اللّه بن عليّ الحسنيّ قال أخبرنا السّكّريّ عن العيّار عن التّميميّ عن ابن مهرويه عن الغازي عن الرّضا عن آبائه ع عن رسول اللّه ص من حفظ على أمّتي أربعين حديثا ينتفعون بها بعثه اللّه يوم القيامة فقيها عالما

24    سليم بن قيس الهلاليّ في كتابه، فلمّا كان قبل فوت معاوية بسنتين حجّ الحسين بن عليّ ع و عبد اللّه بن جعفر و عبد اللّه بن عبّاس معه فجمع الحسين ع بني هاشم رجالهم و نساءهم و مواليهم و شيعتهم من حجّ منهم و من لم يحجّ و من الأنصار من يعرفه الحسين ع و أهل بيته ثمّ لم يترك أحدا حجّ ذلك العام من أصحاب رسول اللّه ص و من التّابعين من الأنصار المعروفين بالصّلاح و النّسك إلّا جمعهم و اجتمع إليه بمنى أكثر من سبعمائة رجل و هو في سرادقه عامّتهم التّابعون ]و نحو مائتي رجل من أصحاب النّبيّ ص[ فقام فيهم خطيبا فحمد اللّه و أثنى عليه ثمّ قال أمّا بعد فإنّ هذا الطّاغية قد صنع بنا و بشيعتنا ما علمتم و رأيتم و شهدتم و بلغكم و إنّي أريد أن أسألكم عن شي‏ء فإن صدقت فاصدقوني و إن كذبت فأكذبوني و اسمعوا مقالتي و اكتبوا قولي ثمّ ارجعوا إلى أمصاركم و قبائلكم و من ائتمنتموه من النّاس و وثقتم به فادعوه إلى ما تعلمون من حقّنا فإنّا نخاف أن يدرس هذا الحقّ و يذهب و اللّه متمّ نوره و لو كره الكافرون و ما ترك شيئا ممّا أنزل اللّه في القرآن فيهم إلّا قاله و فسّره و لا شيئا قاله رسول اللّه ص في أبيه و أخيه و أمّه و في نفسه و أهل بيته إلّا رواه و كلّ ذلك يقول أصحابه اللّهمّ نعم قد سمعنا و شهدنا و يقول التّابعون اللّهمّ نعم قد حدّثنا من نصدّقه و نأتمنه حتّى لم يترك شيئا إلّا قاله فقال أنشدكم باللّه إلّا حدّثتم به من تثقون به الخبر

25    السّيّد فضل اللّه الرّاونديّ في رسالة أدعية السّرّ، قرأت بخطّ الشّيخ الصّالح محمّد بن أحمد بن محمّد بن الحسين بن مهرويه الكرمنديّ رحمه اللّه قال و أخبرني عنه ابنه الشّيخ الخطيب أحمد قال رضي اللّه عنه وجدت بخطّ أحمد بن إبراهيم بن محمّد بن أبان قال أخبرني أحمد بن محمّد بن عمر بن يونس اليماميّ قال حدّثني محمّد بن إبراهيم الأصبحيّ قال حدّثني أبو الخطيب بن سليمان رضي اللّه تعالى عنهم قال أخبرني أبو جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب ع قال قال أمير المؤمنين ع إنّه كان لرسول اللّه ص سرّ قلّما عثر عليه و كان يقول و أنا أقول لعن اللّه و ملائكته و أنبياؤه و رسله و صالح خلقه مفشّي سرّ رسول اللّه ص إلى غير ثقة إلى أن قال قال رسول اللّه ص و لو لا طغاة هذه الأمّة لبثثت هذا السّرّ و لكن قد علمت أنّ الدّين إذا يضيع و أحببت أن لا ينتهي ذلك إلّا إلى ثقة الخبر

26    السّيّد عليّ بن طاوس في كشف المحجّة، بإسناده إلى أبي جعفر الطّوسيّ بإسناده إلى محمّد بن الحسن بن الوليد من كتاب الجامع بإسناده إلى المفضّل بن عمر قال قال أبو عبد اللّه ع اكتب و بثّ علمك في إخوانك فإن متّ فورّث كتبك بنيك فإنّه يأتي على النّاس زمان هرج ما يأنسون فيه إلّا بكتبهم

27    و في مهج الدّعوات، بإسناده عن الشّيخ الطّوسيّ عن الحسين بن عبيد اللّه الغضائريّ و أحمد بن عبدون و أبي طالب بن الغرور و أبي الحسن الصّفّار و الحسن بن إسماعيل بن أشناس عن أبي المفضّل الشّيبانيّ عن محمّد بن يزيد بن أبي الأزهر النّحويّ عن أبي الوضّاح محمّد بن عبد اللّه بن زيد النّهشليّ عن الإمام موسى بن جعفر ع و ساق الحديث في قصّته ع مع موسى بن المهديّ إلى أن قال قال أبو الوضّاح فحدّثني أبي قال كان جماعة من خاصّة أبي الحسن ع من أهل بيعته و شيعته يحضرون مجلسه و معهم في أكمامهم ألواح آبنوس لطاف و أميال فإذا نطق أبو الحسن ع بكلمة أو أفتى في نازلة أثبت القوم ما سمعوا منه في ذلك الخبر

28    سبط الشّيخ الطّبرسيّ في مشكاة الأنوار، عن أبي بصير قال دخلت على أبي عبد اللّه ع فقال ما يمنعكم من الكتاب إنّكم لن تحفظوا حتّى تكتبوا إنّه خرج من عندي رهط من أهل البصرة سألوني عن أشياء فكتبوها

29  ، و عن جابر عن أبي جعفر ع قال ]لكاتب[ كتبه أن يصنع هذه الدّفاتر كراريس و قال ع وجدنا كتب عليّ ع مدرجة

30  ، و عن أبي عبد اللّه ع قال اذكروا الحديث بأسناده فإن كان حقّا كنتم شركاءه في الآخرة و إن كان باطلا فالوزر عليه

31    مجموعة الشّهيد، محمّد بن مكّيّ نقلا عن كتاب الاستدراك لبعض قدماء أصحابنا روى أبو محمّد هارون بن موسى التّلّعكبريّ و ذكر إسناده إلى عليّ بن أبي حمزة أنّ أبا إبراهيم موسى بن جعفر ع لمّا حمله هارون من المدينة و دخل عليه في مجلس جامع رمى إليه بطومار فيه إنّه يجبى إليه الخراج إلى أن قال فقال يعني هارون أحبّ أن تكتب لي كلاما موجزا له أصول و له فروع و يكون ذلك ممّا علمته من أبي عبد اللّه ع فقال نعم يا أمير المؤمنين و نعم عين و كرامة فكتب بسم اللّه الرّحمن الرّحيم جميع أمور الدّنيا و الدّين أمران أمر لا اختلاف فيه و هو اجتماع الأمّة على الضّرورة الّتي يضطرّون إليها و الأخبار المجمع عليها و هي الغاية المعروض عليها كلّ شبهة و المستنبط منها علم كلّ حادثة و أمر يحتمل الشّكّ و الإنكار من غير جحد لسبيله و سبيله استيضاح أهل الحجّة فما ثبت لمنتحله به حجّة من كتاب مجتمع على تأويله أو سنّة عن النّبيّ ص لا اختلاف فيها أو قياس تعرف العقول عدله ضاق على من استوضح تلك الحجّة ردّها و وجب عليه قبولها و الإقرار بها و الدّيانة بها و ما لم تثبت لمنتحله به حجّة من كتاب مجتمع على تأويله أو سنّة عن رسول اللّه ص لا اختلاف فيها أو قياس تعرف العقول عدله وسع خاصّة الأمّة و عامّتها الشّكّ فيه و الإنكار له كذلك هذان الأمران من أمر التّوحيد فما فوقه إلى أرش الخدش فما فوقه فهذا المعروض الّذي يعرض عليه أمر الدّين فما ثبت له برهانه يا أمير المؤمنين اصطفيته و ما غمض عنك ضوؤه نفيته و لا قوّة إلّا باللّه و حسبنا اللّه و نعم الوكيل

32    السّيّد عليّ بن طاوس في فلاح السّائل، حدّث أبو محمّد هارون بن موسى رحمة اللّه عليه قال حدّثنا أبو عليّ الأشعريّ و كان قائدا من القوّاد عن سعد بن عبد اللّه الأشعريّ قال عرض أحمد بن عبد اللّه بن خانبة كتابه على مولانا أبي محمّد الحسن بن عليّ بن محمّد صاحب العسكر ع فقرأه و قال صحيح فاعملوا به

 و رواه في موضع آخر باختلاف يسير و فيه قال قال لي أحمد إلخ

33    و في كشف اليقين، عن أحمد بن محمّد الطّبريّ المعروف بالخليليّ عن محمّد بن أبي بكر بن عبد الرّحمن عن أبي محمّد الحسن بن عليّ الدّينوريّ عن محمّد بن موسى الهمدانيّ عن محمّد بن خالد الطّيالسيّ عن سيف بن عميرة عن عقبة بن قيس بن سمعان عن علقمة بن محمّد الحضرميّ عن أبي جعفر محمّد بن عليّ ع و ساق قصّة الغدير و خطبة النّبيّ ص إلى أن قال قال ص و قد بلّغت ما أمرت بتبليغه حجّة على كلّ حاضر و غائب و على من شهد و لم يشهد ]و ولد أو لم يولد[ فليبلّغ حاضركم غائبكم إلى يوم القيامة إلى أن قال كلّ حلال دللتكم عليه و حرام نهيتكم عنه فإنّي لم أرجع عن ذلك و لا أبدّله ألا فاذكروا و احفظوا و تواصوا و لا تبدّلوا و لا تغيّروا و أقيموا الصّلاة و آتوا الزّكاة و أمروا بالمعروف و انهوا عن المنكر فعرّفوا من لم يحضر مقامي و لم يسمع مقالي هذا فإنّه بأمر اللّه ربّي و ربّكم الخبر

 و رواه الطّبرسيّ في الإحتجاج، عن العالم مهديّ بن أبي حرب الحسينيّ رضي اللّه عنه عن الشّيخ أبي عليّ عن والده محمّد بن الحسن الطّوسيّ عن جماعة عن أبي محمّد هارون بن موسى التّلّعكبريّ عن أبي عليّ محمّد بن همّام عن عليّ السّوريّ عن أبي محمّد العلويّ عن محمّد بن موسى الهمدانيّ عن محمّد بن خالد الطّيالسيّ مثله و فيه و على كلّ أحد ممّن شهد أو لم يشهد ولد أو لم يولد فليبلّغ الحاضر الغائب و الوالد الولد

 و فيه و تواصوا به و لا تبدّلوه و لا تغيّروه ألا و إنّي أجدّد القول ألا فأقيموا الصّلاة و آتوا الزّكاة و أمروا بالمعروف و انهوا عن المنكر ألا و إنّ رأس الأمر بالمعروف و النّهي عن المنكر أن تنتهوا إلى قولي و تبلّغوه من لم يحضر و تأمروه بقبوله و تنهوه عن مخالفته فإنّه أمر من اللّه و منّي الخبر

34    دعائم الإسلام، عنهم ع عن رسول اللّه ص أنّه خطب النّاس في مسجد الخيف فقال رحم اللّه عبدا سمع مقالتي فوعاها و بلّغها إلى من لم يسمعها فربّ حامل فقه و ليس بفقيه و ربّ حامل فقه إلى من هو أفقه منه

35    الشّيخ الكشّيّ في كتاب الرّجال، عن إبراهيم بن محمّد بن العبّاس عن أحمد بن إدريس عن أحمد بن محمّد بن يحيى عن سليمان الخطّابيّ عن محمّد بن محمّد عن بعض رجاله عن محمّد بن حمران العجليّ عن عليّ بن حنظلة عن أبي عبد اللّه ع قال اعرفوا منازل النّاس منّا على قدر رواياتهم عنّا

36    الشّيخ المفيد في الأمالي، عن جعفر بن محمّد بن قولويه عن أبيه عن سعد بن عبد اللّه عن أحمد بن محمّد بن خالد عن سليمان بن سلمة عن ابن غزوان و عيسى بن أبي منصور عن أبان بن تغلب عن أبي عبد اللّه ع و ذكر حديثا قال ثمّ قال أبو عبد اللّه ع يجب أن يكتب هذا الحديث بماء الذّهب

37  ، و عن أحمد بن محمّد بن الحسن بن الوليد عن أبيه عن محمّد بن الحسن الصّفّار عن العبّاس بن معروف عن عليّ بن مهزيار عن الحسن بن محبوب عن مالك بن عطيّة عن أبي حمزة الثّماليّ في حديث قال كان عليّ بن الحسين ع إذا تكلّم في الزّهد و وعظ أبكى من بحضرته قال أبو حمزة فقرأت صحيفة فيها كلام زهد من كلام عليّ بن الحسين ع و كتبت ما فيها و أتيته به فعرضته عليه فعرفه و صحّحه الخبر

38  ، و عن أبي القاسم جعفر بن محمّد عن أبي عليّ محمّد بن همّام عن عبد اللّه بن العلاء عن أبي سعيد الآدميّ عن عمر بن عبد العزيز المعروف بزحل عن جميل بن درّاج عن أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد ع أنّه قال خياركم سمحاؤكم و شراركم بخلاؤكم إلى أن قال يا جميل أخبر بهذا الحديث غرر أصحابك الخبر

39    محمّد بن الحسن الصّفّار في بصائر الدّرجات، عن عليّ بن إسماعيل عن موسى بن طلحة عن حمزة بن عبد المطّلب بن عبد اللّه الجعفيّ قال دخلت على الرّضا ع و معي صحيفة أو قرطاس فيه عن جعفر ع إنّ الدّنيا مثّلت لصاحب هذا الأمر في مثل فلقة الجوزة فقال يا حمزة ذا و اللّه حقّ فانقلوه إلى أديم

40  ، و عن عبد اللّه بن محمّد عمّن رواه عن محمّد بن خالد عن حمزة بن عبد اللّه الجعفريّ عن أبي الحسن ع قال كتبت في ظهر قرطاس أنّ الدّنيا ممثّلة للإمام كفلقة الجوز فدفعته إلى أبي الحسن ع و قلت جعلت فداك إنّ أصحابنا رووا حديثا ما أنكرته غير أنّي أحببت أن أسمعه منك قال فنظر فيه ثمّ طواه حتّى ظننت أنّه قد شقّ عليه ثمّ قال هو حقّ فحوّله في أديم

41    نهج البلاغة، سأل أمير المؤمنين ع رجل أن يعرّفه ما الإيمان فقال إذا كان غد فأتني حتّى أخبرك على أسماع النّاس فإن نسيت مقالتي حفظها عليك غيرك فإنّ الكلام كالشّاردة يثقفها هذا و يخطئها هذا

42    الشّيخ عبد النّبيّ الكاظميّ في تكملة الرّجال، نقلا عن خطّ المجلسيّ رحمه اللّه قال أقول وجدت نسخة قديمة من كتاب سليم بروايتين بينهما اختلاف يسير و كتب في آخر إحداهما تمّ كتاب سليم بن قيس الهلاليّ إلى أن قال روي عن الصّادق ع أنّه قال من لم يكن عنده من شيعتنا و محبّينا كتاب سليم بن قيس الهلاليّ فليس عنده من أمرنا شي‏ء و لا يعلم من أسبابنا شيئا و هو أبجد الشّيعة و سرّ من أسرار آل محمّد ع

43    الشّيخ المفيد في الإختصاص، عن محمّد بن الحسن عن محمّد بن الحسن الصّفّار عن محمّد بن عبد الحميد عن عبد السّلام بن سالم عن ميسّر بن عبد العزيز قال قال أبو عبد اللّه ع حديث يأخذه صادق عن صادق خير من الدّنيا و ما فيها

44  ، و عن الصّفّار عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن بعض أصحابنا عن عبيد اللّه بن عبد اللّه قال حدّثني موسى بن إبراهيم المروزيّ عن أبي الحسن الأوّل ع قال قال رسول اللّه ص من حفظ من أمّتي أربعين حديثا ممّا يحتاجون إليه من أمر دينهم بعثه اللّه يوم القيامة فقيها عالما

45  ، و عن الصّفّار عن السّنديّ بن محمّد عن أبي البختريّ عن أبي عبد اللّه ع قال العلماء ورثة الأنبياء و ذلك أنّ العلماء لم يورّثوا درهما و لا دينارا و إنّما ورّثوا أحاديث من أحاديثهم فمن أخذ بشي‏ء منها فقد أخذ حظّا وافرا فانظروا علمكم عمّن تأخذونه فإنّ فينا أهل البيت في كلّ خلف عدولا ينفون عنه تحريف الغالين و انتحال المبطلين و تأويل الجاهلين

46  ، و عن جعفر بن الحسن المؤمن عن محمّد بن الحسين بن أحمد عن محمّد بن الحسن الصّفّار عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن صفوان بن يحيى عن إسحاق بن عمّار عن أبي بصير عن أحدهما ع في قول اللّه فبشّر عباد الّذين يستمعون القول فيتّبعون أحسنه قال هم المسلمون لآل محمّد ع إذا سمعوا الحديث أدّوه كما سمعوه لا يزيدون و لا ينقصون

47    و في زيادات كتاب المقالات، أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمّد بن الحسن بن الوليد عن أبيه عن سعد بن عبد اللّه عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن يونس بن عبد الرّحمن عن بعض أصحابه عن خيثمة عن أبي عبد اللّه ع قال دخلت عليه أودّعه و أنا أريد الشّخوص عن المدينة فقال أبلغ موالينا السّلام و أوصهم بتقوى اللّه إلى أن قال و أن يتلاقوا في بيوتهم و ليتفاوضوا علم الدّين فإنّ ذلك حياة لأمرنا رحم اللّه عبدا أحيا أمرنا الخبر

48    القطب الرّاونديّ في كتاب لبّ اللّباب، عن النّبيّ ص قال رحمة اللّه على خلفائي قالوا و ما خلفاؤك قال الّذين يحيون سنّتي و يعلّمونها عباد اللّه و من يحضره الموت و هو يطلب العلم ليحيي به الإسلام فبينه و بين الأنبياء درجة

49  ، و عنه ص أنّه قال أيّ إيمان أعجب قالوا إيمان الملائكة قال و أيّ عجب فيه و ينزل عليهم الوحي قالوا إيماننا قال ص و أيّ عجب فيه و أنتم ترونني قالوا فأيّ إيمان هو قال إيمان قوم في آخر الزّمان بسواد على بياض

50  ، و عنه ص قال سارعوا في طلب العلم فلحديث صادق خير ممّا طلعت عليه الشّمس و القمر

51    السّيّد هبة اللّه في المجموع الرّائق، نقلا من الأربعين لأبي الفضل محمّد بن سعيد القطب الرّاونديّ عن الزّهريّ قال حدّثني جدّي قال قال رسول اللّه ص من زار عالما فكأنّما زارني و من صافح عالما فكأنّما صافحني و من جالس عالما فكأنّما جالسني و من جالسني في الدّنيا أجلسه معي يوم القيامة فإذا جاء الموت يطلب صاحب العلم و هو يطلب العلم مات شهيدا و من أراد رضائي فليكرم صديقي قالوا يا رسول اللّه من صديقك قال صديقي طالب العلم و هو أحبّ إليّ من الملائكة و من أكرمه فقد أكرمني و من أكرمني فقد أكرم اللّه و من أكرم اللّه فله الجنّة فإنّه ليس شي‏ء أحبّ إلى اللّه عزّ و جلّ من هذا العلم و مذاكرة العلم ساعة أحبّ إلى اللّه عزّ و جلّ من عبادة عشرة ألف سنة و طوبى لطالب العلم يوم القيامة

52  ، و عن أمير المؤمنين ع عن النّبيّ ص قال أدلّكم على الخلفاء من أمّتي و من أصحابي و من الأنبياء قبلي هم حملة القرآن و الأحاديث عنّي و عنهم في اللّه و للّه عزّ و جلّ و من خرج يوما في طلب العلم فله أجر سبعين نبيّا

53  ، و عن ابن عبّاس قال قال رسول اللّه ص من نشر علما فله مثل أجر من عمل به

54  ، و عن أبي سعيد الخدريّ قال قال رسول اللّه ص سيأتيكم أقوام من أقطار الأرض يسألونكم الحديث فحدّثوهم و لو للّه و لو عرفتم اللّه حقّ معرفته لزالت الجبال بدعائكم

55  ، و عن رسول اللّه ص قال الفقه حتم واجب على كلّ مسلم و من عبر بحرا في طلب العلم أعطاه اللّه أجر سبعين عمرة و يهون عليه الموت و الفقيه الواحد أشدّ على الشّيطان من ألف قائم و ألف صائم و عالم ينتفع بعلمه خير من ألف عابد

  الآمديّ في الغرر، عن أمير المؤمنين ع أنّه قال الكتب بساتين العلماء

 قلت المراد بالصّحّة في عنوان الباب هو المعنى المصطلح عند القدماء و هو كون الخبر يظنّ و يوثق بصدوره سواء كان سبب الوثوق القرائن الدّاخليّة كالعدالة و الوثاقة أو الخارجيّة المتعلّقة بحال الرّاوي و قد صرّح بصحّة مضمون الباب جماعة من الأعاظم خصوصا بالنّسبة إلى الكتب الأربعة منهم الشّيخ الأعظم الأنصاريّ طاب ثراه في رسالة التّعادل كما ذكرنا كلامه و كلام غيره مع فوائد شريفة في الفائدة الرّابعة من فوائد الخاتمة فلاحظ

 باب 9 -وجوب الجمع بين الأحاديث المختلفة و كيفيّة العمل بها

1    الطّبرسيّ في الإحتجاج، عن عمر بن حنظلة قال سألت أبا عبد اللّه ع عن رجلين من أصحابنا بينهما منازعة في دين أو ميراث فتحاكما إلى السّلطان إلى أن قال فإن كان كلّ واحد اختار رجلا من أصحابنا فرضيا أن يكونا النّاظرين في حقّهما فاختلفا فيما حكما فإنّ الحكمين اختلفا في حديثكم قال إنّ الحكم ما حكم به أعدلهما و أفقههما في الحديث و أورعهما و لا يلتفت إلى ما يحكم به الآخر قلت فإنّهما عدلان مرضيّان عرفا بذلك لا يفضل أحدهما صاحبه قال ينظر الآن إلى ما كان من روايتهما عنّا في ذلك الّذي حكما المجمع عليه بين أصحابك فيؤخذ به من حكمهما و يترك الشّاذّ الّذي ليس بمشهور عند أصحابك فإنّ المجمع عليه لا ريب فيه إلى أن قال قلت فإن كان الخبران عنكم مشهورين قد رواهما الثّقات عنكم قال ينظر ما كان حكمه حكم الكتاب و السّنّة و خالف العامّة فيؤخذ به و يترك ما خالف حكمه حكم الكتاب و السّنّة و وافق العامّة قلت جعلت فداك أ رأيت إن كان الفقيهان عرفا حكمه من الكتاب و السّنّة ثمّ وجدنا أحد الخبرين يوافق العامّة و الآخر يخالف بأيّهما نأخذ من الخبرين قال ينظر إلى ما هم إليه يميلون فإنّ ما خالف العامّة ففيه الرّشاد قلت جعلت فداك فإن وافقهم الخبران جميعا قال أنظروا إلى ما يميل إليه حكّامهم و قضاتهم فاتركوه جانبا و خذوا بغيره قلت فإن وافق حكّامهم الخبرين جميعا قال إذا كان كذلك فأرجه و قف عنده حتّى تلقى إمامك فإنّ الوقوف عند الشّبهات خير من الاقتحام في الهلكات و اللّه المرشد

2    عوالي اللآّلي، روى العلّامة مرفوعا إلى زرارة بن أعين قال سألت الباقر ع فقلت جعلت فداك يأتي عنكم الخبران أو الحديثان المتعارضان فبأيّهما آخذ فقال ع يا زرارة خذ بما اشتهر بين أصحابك و دع الشّاذّ النّادر فقلت يا سيّدي إنّهما معا مشهوران مرويّان مأثوران عنكم فقال ع خذ بقول أعدلهما عندك و أوثقهما في نفسك فقلت إنّهما معا عدلان مرضيّان موثّقان فقال ع انظر ما وافق منهما مذهب العامّة فاتركه و خذ بما خالفهم قلت ربّما كانا معا موافقين لهم أو مخالفين فكيف أصنع فقال إذن فخذ بما فيه الحائطة لدينك و اترك ما خالف الاحتياط فقلت إنّهما معا موافقان للاحتياط أو مخالفان له فكيف أصنع فقال ع إذن فتخيّر أحدهما فتأخذ به و تدع الأخير

 و في رواية أنّه ع قال إذن فأرجه حتّى تلقى إمامك فتسأله

3    محمّد بن مسعود العيّاشيّ في تفسيره، عن هشام بن الحكم عن أبي عبد اللّه ع قال قال رسول اللّه ص في خطبة بمنى أو بمكّة يا أيّها النّاس ما جاءكم عنّي يوافق القرآن فأنا قلته و ما جاءكم عنّي لا يوافق القرآن فلم أقله

، و عن إسماعيل بن أبي زياد السّكونيّ عن جعفر عن أبيه عن عليّ ع أنّه قال في حديث فما وافق كتاب اللّه فخذوا به و ما خالف كتاب اللّه فدعوه

، و عن محمّد بن مسلم قال قال أبو عبد اللّه ع يا محمّد ما جاءك في رواية من برّ أو فاجر يوافق القرآن فخذ به و ما جاءك في رواية من برّ أو فاجر يخالف القرآن فلا تأخذ به

، و عن أيّوب بن الحرّ قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول كلّ شي‏ء مردود إلى الكتاب و السّنّة و كلّ حديث لا يوافق القرآن فهو زخرف

، و عن كليب الأسديّ قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول ما أتاكم عنّا من حديث لا يصدّقه كتاب اللّه فهو زخرف

، و عن حمّاد بن عثمان قال قلت لأبي عبد اللّه ع إنّ الأحاديث تختلف عنكم قال فقال إنّ القرآن نزل على سبعة أحرف و أدنى ما للإمام أن يفتي على سبعة وجوه ثمّ قال هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب

9    محمّد بن الحسن الصّفّار في البصائر، عن أحمد بن محمّد عن أبيه عن عبد اللّه بن المغيرة عن عبد اللّه بن سنان عن موسى بن أشيم قال دخلت على أبي عبد اللّه ع فسألته عن مسألة فأجابني فبينا أنا جالس إذ جاءه رجل فسأله عنها بعينها فأجابه بخلاف ما أجابني ثمّ جاءه آخر فسأله عنها بعينها فأجابه بخلاف ما أجابني و أجاب صاحبي ففزعت من ذلك و عظم عليّ فلمّا خرج القوم نظر إليّ فقال يا ابن أشيم كأنّك جزعت قلت جعلني اللّه فداك إنّما جزعت من ثلاثة أقاويل في مسألة واحدة فقال يا ابن أشيم إنّ اللّه فوّض إلى سليمان بن داود أمر ملكه فقال تعالى هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب و فوّض إلى محمّد ص أمر دينه فقال و ما آتاكم الرّسول فخذوه و ما نهاكم عنه فانتهوا و إنّ اللّه تبارك و تعالى فوّض إلى الأئمّة منّا و إلينا ما فوّض إلى محمّد ص فلا تجزع

10  ، و عن محمّد بن عيسى قال أقرأني داود بن فرقد الفارسيّ كتابه إلى أبي الحسن الثّالث ع و جوابه بخطّه فقال نسألك عن العلم المنقول إلينا عن آبائك و أجدادك قد اختلفوا علينا فيه كيف العمل به على اختلافه إذا نردّ إليك فقد اختلف فيه فكتب و قرأته ما علمتم أنّه قولنا فالزموه و ما لم تعلموا فردّوه إلينا

11    الشّيخ المفيد في رسالة العدد، و أمّا ما تعلّق به من شذّ من أصحابنا و مال إلى مذهب الغلاة و بعض الشّيعة في العدد و عدل عن ظاهر حكم الشّريعة من قول أبي عبد اللّه ع إذا أتاكم عنّا حديثان فخذوا بأبعدهما من قول العامّة فإنّه لم يأت بالحديث على وجهه و الحديث المعروف قول أبي عبد اللّه ع إذا أتاكم عنّا حديثان مختلفان فخذوا بما وافق منهما القرآن فإن لم تجدوا لهما شاهدا من القرآن فخذوا بالمجمع عليه فإنّ المجمع عليه لا ريب فيه فإن كان فيه اختلاف و تساوت الأحاديث فيه فخذوا بأبعدهما من قول العامّة قال رحمه اللّه و الحديث في العدد يخالف القرآن فلا يقاس بحديث الرّؤية الموافق للقرآن و حديث الرّؤية قد أجمعت الطّائفة على العمل به إلى أن قال و إنّما المعنى في قولهم ع خذوا بأبعدهما من قول العامّة يختصّ ما روي عنهم في مدائح أعداء اللّه و التّرحّم على خصماء الدّين و مخالفي الإيمان فقالوا ع إذا أتاكم عنّا حديثان مختلفان أحدهما في قول المتقدّمين على أمير المؤمنين ع و الآخر في التّبرّي منهم فخذوا بأبعدهما من قول العامّة لأنّ التّقيّة تدعوهم بالضّرورة إلى مظاهرة العامّة بما يذهبون إليه من أئمّتهم إلخ

12    فقه الرّضا، ع و النّفساء تدع الصّلاة أكثره مثل أيّام حيضها إلى أن قال و قد روي ثمانية عشر يوما و روي ثلاثة و عشرون يوما و بأيّ هذه الأحاديث أخذ من جهة التّسليم جاز

 باب 10 -عدم جواز تقليد غير المعصوم ع فيما يقول برأيه و فيما لا يعمل بنصّ منهم ع

1    دعائم الإسلام، روّينا عن جعفر بن محمّد ع أنّه تلا هذه الآية أي اتّخذوا أحبارهم و رهبانهم أربابا من دون اللّه فقال و اللّه ما صاموا لهم و لا صلّوا إليهم و لكنّهم أحلّوا لهم حراما فاستحلّوه و حرّموا عليهم حلالا فحرّموه

 و تقدّم عنه بإسناده عن رسول اللّه ص أنّه قال حتّى إذا لم يبق عالم اتّخذ النّاس رؤساء جهّالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلّوا و أضلّوا

، و عن عليّ ع أنّه قال في حديث فإذا كان كذلك اتّخذ النّاس رؤساء جهّالا يفتون بالرّأي و يتركون الآثار فيضلّون و يضلّون فعند ذلك هلكت هذه الأمّة

3    محمّد بن إبراهيم النعمانيّ في كتاب الغيبة، عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال من دخل في هذا الدّين بالرّجال أخرجه منه الرّجال و من دخل فيه بالكتاب و السّنّة زالت الجبال قبل أن يزول

   ، و عن سلامة بن محمّد عن أحمد بن داود عن عليّ بن الحسين بن بابويه عن سعد بن عبد اللّه عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب عن المفضّل بن زائدة عن المفضّل بن عمر قال قال أبو عبد اللّه ع من دان اللّه بغير سماع من عالم صادق ألزمه اللّه التّيه إلى الغنا و من ادّعى سماعا من غير الباب الّذي فتحه اللّه لخلقه فهو مشرك ]به[ و ذلك الباب هو الأمين المأمون على سرّ اللّه المكنون

5    الحسن بن عليّ بن شعبة في تحف العقول، عن أبي جعفر الثّاني ع قال من أصغى إلى ناطق فقد عبده فإن كان النّاطق عن اللّه فقد عبد اللّه و إن كان النّاطق ينطق عن لسان إبليس فقد عبد إبليس

6    الإمام أبو محمّد العسكريّ ع في تفسيره، حدّثني أبي عن جدّي عن أبيه عن رسول اللّه ص إنّ اللّه لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من النّاس و لكن يقبضه بقبض العلماء فإذا لم ينزل عالم إلى عالم يصرف عنه طلّاب حطام الدّنيا و حرامها و يمنعون الحقّ أهله و يجعلونه لغير أهله و اتّخذ النّاس رؤساء جهّالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلّوا و أضلّوا

  و قال أمير المؤمنين ص يا معشر شيعتنا المنتحلين مودّتنا إيّاكم و أصحاب الرّأي فإنّهم أعداء السّنن تفلّتت منهم الأحاديث أن يحفظوها و أعيتهم السّنّة أن يعوها فاتّخذوا عباد اللّه خولا و ماله دولا فذلّت لهم الرّقاب و أطاعهم الخلق أشباه الكلاب و نازعوا الحقّ أهله و تمثّلوا بالأئمّة الصّادقين و هم من الكفّار الملاعين فسئلوا عمّا لا يعلمون فأنفوا أن يعترفوا بأنّهم لا يعلمون فعارضوا الدّين بآرائهم فضلّوا و أضلّوا الخبر

7    الصّدوق في معاني الأخبار، عن أبيه عن سعد بن عبد اللّه عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب عن أبي حفص محمّد بن خالد عن أخيه سفيان بن خالد قال قال أبو عبد اللّه ع يا سفيان إيّاك و الرّئاسة فما طلبها أحد إلّا هلك فقلت له جعلت فداك ]قد[ هلكنا إذا ليس أحد منّا إلّا و هو يحبّ أن يذكر و يقصد و يؤخذ عنه فقال ليس حيث تذهب إليه إنّما ذلك أن تنصب رجلا دون الحجّة فتصدّقه في كلّ ما قال و تدعو النّاس إلى قوله

، و عن محمّد بن موسى بن المتوكّل عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن إبراهيم بن أبي زياد قال قال الصّادق ع كذب من زعم أنّه يعرفنا و هو متمسّك بعروة غيرنا

9    الشّيخ المفيد في الإختصاص، عن أبي جعفر الباقر ع أنّه قال كلّ شي‏ء لم يخرج من هذا البيت فهو باطل

10    عبد اللّه بن جعفر الحميريّ في قرب الإسناد، عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطيّ عن الرّضا ع فيما كتبه إليه قال اللّه عزّ و جلّ فإن لم يستجيبوا لك فاعلم أنّما يتّبعون أهواءهم و من أضلّ ممّن اتّبع هواه بغير هدى من اللّه يعني من اتّخذ دينه رأيه بغير إمام من أئمّة الهدى الخبر

11    كتاب جعفر بن محمّد بن شريح، عن حميد بن شعيب السّبيعيّ عن جابر بن يزيد قال قال أبو جعفر ع و من أضلّ ممّن اتّبع الآية قال يعني من اتّخذ دينه رأيه بغير إمام من أئمّة الهدى الخبر

12    كتاب سليم بن قيس الهلاليّ، قال قال أمير المؤمنين ع في حديث و أدنى ما يصير به كافرا أن يدين بشي‏ء فيزعم أنّ اللّه أمره به ممّا نهى اللّه عنه ثمّ ينصبه دينا فيتبرّأ و يتولّى و يزعم أنّ اللّه الّذي أمره به الخبر

13    أحمد بن محمّد السّيّاريّ في كتاب القراءات، عن محمّد بن جمهور عن غيره يرفعه إلى أبي عبد اللّه ع في قوله جلّ و عزّ و الشّعراء يتّبعهم الغاوون قال من رأيتم من الشّعراء إنّما عنى بهذا الفقهاء الّذين يشعرون قلوب النّاس الباطل و هم الشّعراء الّذين يتّبعون

14    عوالي اللآّلي، نقلا عن الشّهيد قال قال النّبيّ ص  من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو ردّ

15  ، و عنه ص قال إيّاكم و أهل الدّفاتر و لا يغرّنّكم الصّحفيّون

 باب 11 -وجوب الرّجوع في القضاء و الفتوى إلى رواة الحديث من الشّيعة فيما رووه عن الأئمّة ع من أحكام الشّريعة لا فيما يقولونه برأيهم

1    أحمد بن عليّ بن أبي طالب الطّبرسيّ في الإحتجاج، عن عمر بن حنظلة قال سألت أبا عبد اللّه ع عن رجلين من أصحابنا بينهما منازعة في دين أو ميراث فتحاكما إلى السّلطان أو إلى القضاة أ يحلّ ذلك قال ع من تحاكم إليهم في حقّ أو باطل فإنّما تحاكم إلى الطّاغوت المنهيّ عنه و ما حكم له به فإنّما يأخذ سحتا و إن كان حقّه ثابتا له لأنّه أخذه بحكم الطّاغوت و من أمر اللّه عزّ و جلّ أن يكفر به قال اللّه عزّ و جلّ يريدون أن يتحاكموا إلى الطّاغوت و قد أمروا أن يكفروا به قلت و كيف يصنعان و قد اختلفا قال ينظران إلى من كان منكم ممّن قد روى حديثنا و نظر في حلالنا و حرامنا و عرف أحكامنا فليرضوا به حكما فإنّي قد جعلته عليكم حاكما فإذا حكم بحكم و لم يقبل منه فإنّما بحكم اللّه استخفّ و علينا ردّ و الرّادّ علينا كافر رادّ على اللّه و هو على حدّ الشّرك باللّه الخبر

  دعائم الإسلام، عن جعفر بن محمّد ع أنّه قال من حكم بين اثنين فأخطأ في درهمين كفر قال اللّه عزّ و جلّ و من لم يحكم بما أنزل اللّه فأولئك هم الكافرون فقال ]له[ رجل من أصحابه يا ابن رسول اللّه إنّه ربّما كان بين الرّجلين من أصحابنا المنازعة في الشّي‏ء فيتراضيان برجل منّا قال هذا ليس من ذاك إنّما ذاك الّذي يجبر النّاس على حكمه بالسّيف و السّوط

، و عنه ع أنّه قال يوما لأصحابه إيّاكم أن يخاصم بعضكم بعضا إلى أهل الجور و لكن انظروا إلى رجل منكم يعلم شيئا من قضايانا فاجعلوه بينكم فإنّي قد جعلته قاضيا فتحاكموا إليه

، و عن جعفر بن محمّد ع أنّه قال ولاية أهل العدل الّذين أمر اللّه بولايتهم و توليتهم و قبولها و العمل لهم فرض من اللّه و طاعتهم واجبة و لا يحلّ لمن أمروه بالعمل لهم أن يتخلّف عن أمرهم الخبر

، و عنه عن آبائه ع عن رسول اللّه ص أنّه قال في حديث و الفقهاء أمناء الرّسل ما لم يدخلوا في الدّنيا قيل يا رسول اللّه و ما دخولهم في الدّنيا قال اتّباع السّلطان فإذا فعلوا ذلك فاحذروهم على أديانكم

، و عنهم عنه ص أنّه قال يحمل هذا العلم من كلّ خلف عدول ينفون عنه تحريف الجاهلين و انتحال المبطلين و تأويل الغالين

7    الشّيخ المفيد في الإختصاص، عن محمّد بن الحسين عن محمّد بن الحسن بن الوليد عن محمّد بن الحسن الصّفّار عن يعقوب بن يزيد عن زيد الشّحّام عن أبي جعفر ع في قول اللّه تعالى فلينظر الإنسان إلى طعامه قال قلت ما طعامه قال علمه الّذي يأخذه ممّن يأخذه

 و رواه البرقيّ في المحاسن، عن أبيه عمّن ذكره عن زيد الشّحّام عنه ع مثله

، و عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن أحمد بن الوليد عن عليّ بن المسيّب قال قلت للرّضا ع شقّتي بعيدة و لست أصل إليك في كلّ وقت فممّن آخذ معالم ديني فقال من زكريّا بن آدم المأمون على الدّين و الدّنيا قال ابن المسيّب فلمّا انصرفت قدمت على زكريّا بن آدم فسألته عمّا احتجت إليه

، و عن محمّد بن الحسن عن محمّد بن الحسن الصّفّار عن يعقوب بن يزيد عن محمّد بن أبي عمير عن هشام بن سالم عن سليمان بن خالد الأقطع قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول ما أحد أحيا ذكرنا و أحاديث أبي إلّا زرارة و أبو بصير المراديّ و محمّد بن مسلم و بريد بن معاوية و لو لا هؤلاء ما كان أحد يستنبط هذا هؤلاء حفّاظ الدّين و أمناء أبي على حلال اللّه و حرامه و هم السّابقون إلينا في الدّنيا و الآخرة

10  ، و عن الصّفّار عن إبراهيم بن هاشم عن ابن أبي عمير عن إبراهيم بن عبد الحميد قال قال أبو عبد اللّه ع رحم اللّه زرارة بن أعين لو لا زرارة لاندرست أحاديث أبي

11  ، و عن ابن الوليد عن الصّفّار و سعد بن عبد اللّه عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن الحجّال عن العلاء عن عبد اللّه بن أبي يعفور قال قلت لأبي عبد اللّه ع إنّي لست كلّ ساعة ألقاك و لا يمكنني القدوم و يجي‏ء الرّجل من أصحابنا فيسألني و ليس عندي كلّما يسألني عنه قال فما يمنعك من محمّد بن مسلم الثّقفيّ فإنّه قد سمع من أبي و كان عنده مرضيّا وجيها

12  ، و عن أحمد بن محمّد بن يحيى عن سعد بن عبد اللّه عن يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم قال أقام محمّد بن مسلم أربع سنين بالمدينة يدخل على أبي جعفر ع يسأله ثمّ كان يدخل بعده على أبي عبد اللّه ع يسأله قال ابن أبي عمير سمعت عبد الرّحمن الحجّاج و حمّاد بن عثمان يقولان ما كان أحد من الشّيعة أفقه من محمّد بن مسلم

13  ، و عن جعفر بن الحسين عن محمّد بن الحسن عن محمّد بن الحسن الصّفّار عن محمّد بن عيسى عن ياسين الضّرير البصريّ عن حريز عن محمّد بن مسلم قال ما شجر في قلبي شي‏ء إلّا سألت عنه أبا جعفر ع حتّى سألته عن ثلاثين ألف حديث و سألت أبا عبد اللّه ع عن ستّة عشر ألف حديث

14    أحمد بن عليّ النّجاشيّ في كتاب الرّجال، قال سلامة بن محمّد الأرزنيّ حدّثنا أحمد بن عليّ بن أبان عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن صالح بن السّنديّ عن أميّة بن عليّ عن سليم بن أبي حيّة قال كنت عند أبي عبد اللّه ع فلمّا أردت أن أفارقه ودّعته و قلت أحبّ أن تزوّدني فقال ائت أبان بن تغلب فإنّه قد سمع منّي حديثا كثيرا فما روى لك فاروه عنّي

 قال و قال له أبو جعفر ع اجلس في مسجد المدينة و أفت النّاس فإنّي أحبّ أن يرى في شيعتي مثلك

15    نهج البلاغة، قال ع فيما كتب إلى قثم بن عبّاس و اجلس لهم العصرين فأفت للمستفتي و علّم الجاهل و ذاكر العالم

16    الحسن بن عليّ بن شعبة في تحف العقول، من كلام الحسين بن عليّ ع في الأمر بالمعروف و النّهي عن المنكر و يروى عن أمير المؤمنين ع اعتبروا أيّها النّاس بما وعظ اللّه به أولياءه من سوء ثنائه على الأحبار إذ يقول لو لا ينهاهم الرّبّانيّون و الأحبار عن قولهم الإثم إلى أن قال و أنتم أعظم النّاس مصيبة لما غلبتم عليه من منازل العلماء لو كنتم تسعون ذلك بأنّ مجاري الأمور و الأحكام على أيدي العلماء باللّه الإمناء على حلاله و حرامه فأنتم المسلوبون تلك المنزلة و ما سلبتم ذلك إلّا بتفرّقكم عن الحقّ و اختلافكم في السّنّة بعد البيّنة الواضحة و لو صبرتم على الأذى و تحمّلتم المئونة في ذات اللّه كانت أمور اللّه عليكم ترد و عنكم تصدر و إليكم ترجع الخبر

17    أبو الفتح الكراجكيّ في كنز الفوائد، عن أمير المؤمنين ع أنّه قال الملوك حكّام على النّاس و العلماء حكّام على الملوك

18    الشّيخ شرف الدّين في تأويل الآيات، نقلا عن تفسير الثّقة محمّد بن العبّاس الماهيار عن أحمد بن هوذة الباهليّ عن إبراهيم بن إسحاق النّهاونديّ عن عبد اللّه بن حمّاد الأنصاريّ عن عبد اللّه بن سنان عن أبي عبد اللّه ع قال دخل الحسن البصريّ على محمّد بن عليّ ع فقال له يا أخا أهل البصرة بلغني أنّك فسّرت آية من كتاب اللّه على غير ما أنزلت فإن كنت فعلت فقد هلكت و استهلكت قال و ما هي جعلت فداك قال قول اللّه عزّ و جلّ و جعلنا بينهم و بين القرى الّتي باركنا فيها قرى ظاهرة و قدّرنا فيها السّير سيروا فيها ليالي و أيّاما آمنين كيف يجعل اللّه لقوم أمانا و متاعهم يسرق بمكّة و المدينة و ما بينهما و ربّما أخذ عبد أو قتل و فاتت نفسه ثمّ مكث مليّا ثمّ أومأ بيده إلى صدره و قال نحن القرى الّتي بارك اللّه فيها إلى أن قال قال جعلت فداك فأخبرني عن القرى الظّاهرة قال شيعتنا يعني العلماء منهم قوله سيروا فيها الآية

19  ، و روى أبو حمزة الثّماليّ عن عليّ بن الحسين ع أنّه قال آمنين من الزّيغ أي فيما يقتبسون منهم العلم في الدّين و الدّنيا

20    الإمام الهمام أبو محمّد العسكريّ ع في تفسيره، حدّثني أبي عن آبائه ع أنّه قال أشدّ من يتم اليتيم الّذي انقطع عن أبيه يتم يتيم انقطع عن إمامه و لا يقدر على الوصول إليه و لا يدري حكمه فيما يبتلى به من شرائع دينه ألا فمن كان من شيعتنا عالما بعلومنا فهذا الجاهل بشريعتنا المنقطع عن مشاهدتنا يتيم في حجره ألا فمن هداه و أرشده و علّمه شريعتنا كان معنا في الرّفيق الأعلى

21  ، و قال عليّ بن أبي طالب ع من كان من شيعتنا عالما بشريعتنا فأخرج ضعفاء شيعتنا من ظلمة جهلهم إلى نور العلم الّذي حبوناه به جاء يوم القيامة و على رأسه تاج إلى أن قال ألا فمن أخرجه في الدّنيا من حيرة جهله فليتشبّث بنوره ليخرجه من حيرة ظلمة هذه العرصات إلى نزهة الجنان فيخرج كلّ من كان علّمه في الدّنيا خيرا أو فتح عن قلبه من الجهل قفلا أو أوضح له عن شبهة

22  ، قال أبو محمّد العسكريّ ع حضرت امرأة عند الصّدّيقة فاطمة الزّهراء ع فقالت إنّ لي والدة ضعيفة و قد لبس عليها في أمر صلاتها شي‏ء و قد بعثتني إليك أسألك فأجابتها فاطمة ع عن ذلك فثنّت فأجابت ثمّ ثلّثت إلى أن عشّرت فأجابت ثمّ خجلت من الكثرة فقالت لا أشقّ عليك يا ابنة رسول اللّه قالت فاطمة ع هاتي و سلي عمّا بدا لك أ رأيت من اكترى يوما يصعد إلى سطح بحمل ثقيل و كراه مائة ألف دينار يثقل عليه فقالت لا فقالت اكتريت أنا لكلّ مسألة بأكثر من مل‏ء ما بين الثّرى إلى العرش لؤلؤا فأحرى أن لا يثقل عليّ سمعت أبي ص يقول إنّ علماء شيعتنا يحشرون فيخلع عليهم من خلع الكرامات على كثرة علومهم و جدّهم في إرشاد عباد اللّه حتّى يخلع على الواحد منهم ألف ألف حلّة من نور ثمّ ينادي منادي ربّنا عزّ و جلّ أيّها الكافلون لأيتام آل محمّد ع النّاعشون لهم عند انقطاعهم عن آبائهم الّذين هم أئمّتهم هؤلاء تلامذتكم و الأيتام الّذين كفلتموهم و نعشتموهم فاخلعوا عليهم خلع العلوم في الدّنيا فيخلعون على كلّ واحد من أولئك الأيتام على قدر ما أخذوا عنهم من العلوم إلى آخره

23  ، قال ع قال الحسن بن عليّ ع فضل كافل يتيم آل محمّد ع المنقطع عن مواليه النّاشب في رتبة الجهل يخرجه من جهله و يوضح له ما اشتبه عليه على فضل كافل يتيم يطعمه و يسقيه كفضل الشّمس على السّها

24  ، قال ع قال الحسين بن عليّ ع من كفل لنا يتيما قطعته عنّا محنتنا باستتارنا فواساه من علومنا الّتي سقطت إليه حتّى أرشده و هداه قال اللّه عزّ و جلّ ]له[ يا أيّها العبد الكريم المواسي أنا أولى بالكرم منك إلى آخره

25  ، قال ع قال عليّ بن الحسين ع أوحى اللّه تعالى إلى موسى حبّبني إلى خلقي و حبّب خلقي إليّ قال يا ربّ كيف أفعل قال ذكّرهم آلائي و نعمائي ليحبّوني فلأن تردّ آبقا عن بابي أو ضالّا عن فنائي أفضل لك من عبادة مائة سنة بصيام نهارها و قيام ليلها قال موسى ع و من هذا العبد الآبق منك قال العاصي المتمرّد قال فمن الضّالّ عن فنائك قال الجاهل بإمام زمانه تعرّفه و الغائب عنه بعد ما عرفه الجاهل بشريعة دينه تعرّفه شريعته و ما يعبد به ربّه و يتوصّل به إلى مرضاته قال عليّ بن الحسين ع فأبشروا ]معاشر[ علماء شيعتنا بالثّواب الأعظم و الجزاء الأوفر

26  ، قال ع قال موسى بن جعفر ع فقيه واحد ينقذ يتيما من أيتامنا المنقطعين عنّا و عن مشاهدتنا بتعليم ما هو محتاج إليه أشدّ على إبليس من ألف عابد

27  ، قال ع قال عليّ بن موسى ع يقال للعابد يوم القيامة نعم الرّجل كنت همّتك ذات نفسك إلى أن قال و يقال للفقيه يا أيّها الكافل لأيتام آل محمّد ع الهادي لضعفاء محبّيهم و مواليهم قف حتّى تشفع لمن أخذ عنك أو تعلّم منك فيقف فيدخل الجنّة معه فئام و فئام و فئام حتّى قال عشرا و هم الّذين أخذوا عنه علومه و أخذوا عمّن أخذ عنه و عمّن أخذ عمّن أخذ عنه إلى يوم القيامة فانظروا كم فرق ما بين المنزلتين

28  ، و عن أبيه ع قال يأتي علماء شيعتنا القوّامون بضعفاء محبّينا و أهل ولايتنا يوم القيامة و الأنوار تسطع من تيجانهم إلى أن قال فلا يبقى هناك يتيم قد كفلوه و من ظلمة الجهل أنقذوه و من حيرة التّيه أخرجوه إلّا تعلّق بشعبة من أنوارهم الخبر

 و روى هذه الأخبار الطّبرسيّ في الإحتجاج، بإسناده عن أبي محمّد ع

29    السّيّد فضل اللّه الرّوانديّ في نوادره، بإسناده المعتبر عن موسى بن جعفر عن آبائه ع قال قال رسول اللّه ص الفقهاء أمناء الرّسل الخبر

30    العلّامة الحلّيّ في التّحرير، عن رسول اللّه ص قال علماء أمّتي كأنبياء بني إسرائيل

31    جعفر بن أحمد القمّيّ في كتاب الغايات، عن النّبيّ ص أنّه قال خير النّاس القضاة بالحقّ

32  ، عندي نهاية الشّيخ بخطّ أبي المحاسن بن إبراهيم بن الحسين بن بابويه تاريخ كتابتها سنة سبع عشرة و خمسمائة و في آخر المجلّد الأوّل منها رسالة من الصّاحب بخطّه أيضا في أحوال عبد العظيم الحسنيّ المدفون بالرّيّ أوّلها قال الصّاحب رحمة اللّه عليه سألت عن نسب عبد العظيم الحسنيّ المدفون بالشّجرة صاحب المشهد قدّس اللّه روحه و حاله و اعتقاده و قدر علمه و زهده إلى أن قال وصف علمه

 روى أبو تراب الرّويانيّ قال سمعت أبا حمّاد الرّازيّ يقول دخلت على عليّ بن محمّد ع بسرّ من رأى فسألته عن أشياء من الحلال و الحرام فأجابني فيها فلمّا ودّعته قال لي يا حمّاد إذا أشكل عليك شي‏ء من أمر دينك بناحيتك فسل عنه عبد العظيم بن عبد اللّه الحسنيّ و أقرأه منّي السّلام

33    عبد الواحد الآمديّ في الغرر، عن أمير المؤمنين ع أنّه قال العلماء حكّام على النّاس

 باب 12 -حكم التّوقّف و الاحتياط في القضاء و الفتوى و العمل في كلّ مسألة نظريّة لم يعلم حكمها بنصّ منهم ع

1    أحمد بن عليّ بن أبي طالب الطّبرسيّ في الإحتجاج، عن عمر بن حنظلة عن أبي عبد اللّه ع في حديث قال فإنّما الأمور ثلاثة أمر بيّن رشده فيتّبع و أمر بيّن غيّه فيجتنب و أمر مشكل يردّ حكمه إلى اللّه عزّ و جلّ و إلى رسوله ص و قد قال رسول اللّه ص حلال بيّن و حرام بيّن و شبهات تتردّد بين ذلك فمن ترك الشّبهات نجا من المحرّمات و من أخذ بالشّبهات ارتكب المحرّمات و هلك من حيث لا يعلم الحديث و قال ع في آخره فإنّ الوقوف عند الشّبهات خير من الاقتحام في الهلكات

2    السّيّد عليّ بن طاوس في كتاب الطّرف، نقلا من كتاب الوصيّة لعيسى بن المستفاد عن موسى بن جعفر عن أبيه ع قال قال رسول اللّه ص عند عدّ شروط الإسلام و عهوده و الوقوف عند الشّبهة و الرّدّ إلى الإمام فإنّه لا شبهة عنده

3    سبط الشّيخ الطّبرسيّ في مشكاة الأنوار، عن عنوان البصريّ عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال في حديث و أمّا اللّواتي في العلم فاسأل العلماء ما جهلت و إيّاك أن تسألهم تعنّتا و تجربة و إيّاك أن تعمل برأيك شيئا و خذ بالاحتياط في جميع ما تجد إليه سبيلا و اهرب من الفتيا هربك من الأسد و لا تجعل رقبتك للنّاس جسرا الخبر

4    الجعفريّات، أخبرنا عبد اللّه أخبرنا محمّد حدّثني موسى قال حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ ع قال قال رسول اللّه ص لا تجمعوا النّكاح عند الشّبهة و فرّقوا عند الشّبهة و لا تجمعوا

5    الشّيخ الطّوسيّ في أماليه، عن جماعة عن أبي المفضّل عن رجاء بن يحيى العبرتائيّ عن محمّد بن الحسن بن شمّون عن عبد اللّه بن عبد الرّحمن الأصمّ عن الفضيل بن يسار عن وهب بن عبد اللّه الهنائيّ عن أبي حرب بن أبي الأسود عن أبيه عن أبي ذرّ قال قال رسول اللّه ص يا أبا ذرّ إنّ المتّقين الّذين يتّقون اللّه من الشّي‏ء الّذي لا يتّقى منه خوفا من الدّخول في الشّبهة الخبر

، و عن الحسين بن إبراهيم القزوينيّ عن محمّد بن وهبان عن عليّ بن الحبشيّ عن العبّاس بن محمّد بن الحسين عن أبيه عن صفوان بن يحيى عن الحسين بن أبي غندر عن أبيه عن أبي عبد اللّه ع قال الأشياء مطلقة ما لم يرد عليك أمر و نهي الخبر

7    عوالي اللآّلي، عن النّعمان بن بشير قال سمعت رسول اللّه ص يقول حلال بيّن و حرام بيّن و بينهما شبهات لا يعلمها كثير من النّاس فمن اتّقى الشّبهات فقد استبرأ لدينه و عرضه و من وقع في الشّبهات وقع في الحرام كالرّاعي حول الحمى يوشك أن يقع فيه ألا إنّ لكلّ ملك حمى و إنّ حمى اللّه تعالى محارمه

 و عنه ص قال ألا إنّ لكلّ ]ملك[ حمى و إنّ حمى اللّه محارمه فمن رتع حول الحمى أوشك أن يقع فيه

، و عن الصّادق ع أنّه قال كلّ شي‏ء مطلق حتّى يرد فيه نصّ

9    أبو عليّ محمّد بن همّام في كتاب التّمحيص، عن رسول اللّه ص أنّه قال لا يكمل المؤمن إيمانه حتّى يحتوي على مائة و ثلاث خصال فعل و عمل و نيّة و باطن و ظاهر إلى أن عدّ منها بريئا من المحرّمات واقفا عند الشّبهات الخبر

10    الشّيخ ورّام في تنبيه الخواطر، عن النّعمان بن بشير قال سمعت رسول اللّه ص و أهوى النّعمان إلى أذنيه إنّ الحلال بيّن و الحرام بيّن و ساق مثل ما في العوالي

11    الآمديّ في الغرر، عن أمير المؤمنين ع أنّه قال إذا اتّقيت المحرّمات و تورّعت عن الشّبهات و أدّيت المفروضات و تنفّلت بالنّوافل فقد أكملت في الدّين الفضائل

 و قال ع الورع الوقوف عند الشّبهة

 و قال ع من الحزم الوقوف عند الشّبهة

12    جعفر بن أحمد القمّيّ في كتاب الغايات، عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال أورع النّاس من وقف عند الشّبهة

13    الشّيخ المفيد في رسالة المهر، بعد إبطال قول من عاصره من أنّ مهر المتعة من درهم إلى عشرة دراهم دون مهر النّكاح ما لفظه و لا يخلو قوله من وجهين إمّا أن يكون زلّة منه فهذا يقع من العلماء فقد قال الحكيم لكلّ جواد عثرة و لكلّ عالم هفوة و إمّا أن يكون قد اشتبه عليه فالأولى أن يقف عند الشّبهة فيما لا يتحقّقه

 فقد قال مولانا أمير المؤمنين ع الوقوف عند الشّبهة خير من الاقتحام في الهلكة و تركك حديثا لم تروه خير من روايتك حديثا لم تحصه و إنّ على كلّ حقّ حقيقة و على كلّ صواب نورا فما وافق كتاب اللّه فخذوا به و ما خالف كتاب اللّه فدعوه

 حدّثنا به عن السّكونيّ عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عن عليّ ع و ذكر الحديث

 قلت شرح عنوان الباب بما يستخرج من الأخبار الموجودة هنا و في الأصل و بيان موارد الشّبهة و أقسامها و أحكامها من وجوب التّوقّف و الاحتياط و رجحانه طويل لا يليق بوضع هذا الكتاب

 باب 13 -عدم جواز استنباط الأحكام النّظريّة من غير الظّواهر من القرآن إلّا بعد معرفة تفسيرها من الأئمّة ع

1    كتاب جعفر بن محمّد بن شريح الحضرميّ، عن حميد بن شعيب السّبيعيّ عن جابر بن يزيد عن جعفر بن محمّد ع قال سمعته يقول إنّ أناسا دخلوا على أبي رحمة اللّه عليه فذكروا له خصومتهم مع النّاس فقال لهم هل تعرفون كتاب اللّه ما كان فيه ناسخ أو منسوخ قالوا لا فقال لهم و ما يحملكم على الخصومة لعلّكم تحلّون حراما و تحرّمون حلالا و لا تدرون إنّما يتكلّم في كتاب اللّه من يعرف حلال اللّه و حرامه قالوا له أ تريد أن نكون مرجئة قال لهم أبي لقد علمتم ويحكم ما أنا بمرجئ و لكنّي أمرتكم بالحقّ

، و عن جابر عنه ع قال سمعته يقول إنّ القرآن فيه محكم و متشابه فأمّا المحكم فنؤمن به و نعمل به و ندين به و أمّا المتشابه فنؤمن به و لا نعمل به و هو قول اللّه في كتابه فأمّا الّذين في قلوبهم زيغ فيتّبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة و ابتغاء تأويله و ما يعلم تأويله إلّا اللّه و الرّاسخون في العلم

3    الصّدوق في كتاب التّوحيد، عن أحمد بن الحسن القطّان قال حدّثنا أحمد بن يحيى عن بكر بن عبد اللّه بن حبيب قال حدّثنا أحمد بن يعقوب بن مطر قال حدّثنا محمّد بن الحسن بن عبد العزيز الأحدب الجنديسابور قال وجدت في كتاب أبي بخطّه حدّثنا طلحة بن يزيد عن عبد اللّه بن عبيد عن أبي معمر السّعدانيّ أنّ رجلا أتى أمير المؤمنين ع فقال يا أمير المؤمنين إنّي قد شككت في كتاب اللّه المنزل قال له عليّ ع ثكلتك أمّك إلى أن قال ع فإيّاك أن تفسّر القرآن برأيك حتّى تفقهه عن العلماء فإنّه ربّ تنزيل يشبه كلام البشر و هو كلام اللّه و تأويله لا يشبه كلام البشر كما ليس شي‏ء من خلقه يشبهه كذلك لا يشبه فعله تبارك و تعالى شيئا من أفعال البشر و لا يشبه شي‏ء من كلامه كلام البشر الخبر

4    الطّبرسيّ في الإحتجاج، قال الرّضا ع إنّ النّبيّ ص قال قال اللّه تعالى ما آمن بي من فسّر برأيه كلامي الخبر

5    الشّيخ شرف الدّين في تأويل الآيات، نقلا عن تفسير محمّد بن العبّاس الماهيار عن عليّ بن سليمان المرزاريّ عن محمّد بن خالد الطّيالسيّ عن سيف بن عميرة عن أبي بصير عن أبي جعفر ع في قوله عزّ و جلّ بل هو آيات بيّنات في صدور الّذين أوتوا العلم فقلت له أنتم هم فقال أبو جعفر ع من عسى أن يكونوا و نحن الرّاسخون

6    و عن محمّد بن جعفر الرّزّاز عن محمّد بن الحسين عن محمّد بن أبي عمير عن عمر بن أذينة عن بريد بن معاوية قال قلت لأبي جعفر ع قوله عزّ و جلّ بل هو آيات بيّنات في صدور الّذين أوتوا العلم قال إيّانا عنى

 و رواه الصّفّار في البصائر، عن أحمد بن موسى الخشّاب عن عليّ بن حسّان عن عبد الرّحمن بن كثير عنه ع مثله و رواه أيضا عن محمّد بن الحسين عن جعفر بن بشر و ابن فضّال عن الحنّاط عن الحسن الصّيقل عن أبي عبد اللّه ع مثله

، و عن أحمد بن القاسم الهمدانيّ عن أحمد بن محمّد السّيّاريّ عن محمّد بن خالد البرقيّ عن عليّ بن أسباط قال سأل رجل أبا عبد اللّه ع عن قوله عزّ و جلّ بل هو آيات بيّنات في صدور الّذين أوتوا العلم قال نحن هم الخبر

، و عن أحمد بن هوذة الباهليّ عن إبراهيم بن إسحاق عن عبد اللّه بن حمّاد عن عبد العزيز العبديّ قال سألت أبا عبد اللّه ع عن قول اللّه عزّ و جلّ بل هو آيات الآية قال هم الأئمّة من آل محمّد ع

9    محمّد بن الحسن الصّفّار في البصائر، عن محمّد بن عبد الحميد عن سيف بن عميرة عن أبي بصير عن أبي جعفر ع قال تلا هذه الآية بل هو آيات بيّنات الآية قلت أنتم هم قال أبو جعفر ع من عسى أن يكونوا

10  ، و عن أحمد بن محمّد عن الحسين بن سعيد عن عثمان بن عيسى عن عليّ بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي جعفر ع أنّه قرأ هذه الآية بل هو آيات بيّنات الآية ثمّ قال يا أبا محمّد و اللّه ما قال بين دفّتي المصحف قلت من هم جعلت فداك قال من عسى أن يكونوا غيرنا

 و رواه أيضا عن أحمد عن الحسين عن النّضر عن أيّوب بن حرّ و عمران بن عليّ جميعا عن أبي بصير مع اختلاف يسير

11  ، و عن أحمد بن محمّد عن الحسين بن سعيد عن صفوان عن ابن مسكان عن حجر عن حمران قال سألت أبا عبد اللّه ع عن قول اللّه عزّ و جلّ بل هو آيات الآية قال نحن

12  ، و عن محمّد بن الحسين عن يزيد عن هارون بن حمزة عن أبي عبد اللّه ع قال سمعته يقول بل هو آيات الآية قال هي الأئمّة خاصّة

13  ، و عن أحمد بن محمّد عن الحسين بن سعيد عن النّضر عن أيّوب بن الحرّ عن حمران قال سألت أبا عبد اللّه ع عن قول اللّه عزّ و جلّ بل هو آيات الآية قلت أنتم هم قال من عسى أن يكون

14  ، و عن محمّد بن الحسين عن عليّ بن أسباط عن أسباط قال سأله ع الهيتيّ عن قول اللّه عزّ و جلّ بل هو آيات الآية قال هم الأئمّة ع

  و رواه عن أحمد بن محمّد عن الحسن بن محبوب عن عبد العزيز العبديّ قال سألت أبا عبد اللّه ع و ذكر مثله

15  ، و عن عبّاد بن سليمان عن سعد بن سعد عن محمّد بن الفضيل عن أبي الحسن الرّضا ع مثله و زاد في آخره خاصّة

 و عن أحمد عن الحسين عن محمّد بن الفضيل قال سألته ع و ذكر مثله

16  ، و عن محمّد بن الحسين عن صفوان عن ابن مسكان عن حجر عن حمران و عبد اللّه بن عجلان عن أبي جعفر ع في قول اللّه عزّ و جلّ بل هو آيات الآية قال نحن الأئمّة خاصّة الخبر

 و عن محمّد بن الحسين عن يزيد بن سعيد عن هارون بن حمزة عن أبي عبد اللّه ع مثله

17  ، و عن عبّاد بن سليمان عن محمّد بن سليمان عن أبيه عن سدير عن أبي عبد اللّه ع قال قلت قول اللّه تبارك و تعالى بل هو آيات الآية و قوله تعالى قل هو نبأ عظيم أنتم عنه معرضون قال الّذين أوتوا العلم الأئمّة و النّبأ الأئمّة ع

18  ، و عن الهيثم النّهديّ عن العبّاس بن عامر عن عمرو بن مصعب عن أبي عبد اللّه ع قال سمعته يقول إنّ من علم ما أوتينا تفسير القرآن الخبر

19  ، و عن أحمد بن محمّد عن عليّ بن الحكم عن هشام بن سالم عن محمّد بن مسلم قال دخلت عليه ع بعد ما قتل أبو الخطّاب إلى أن قال قال و بحسبك يا محمّد و اللّه أن تقول فينا يعلمون الحلال و الحرام و علم القرآن إلى أن قال إنّما الحلال و الحرام في شي‏ء يسير من القرآن

20  ، و عن محمّد بن عبد الجبّار عن محمّد بن إسماعيل عن منصور عن ابن أذينة قال سألت أبا جعفر ع عن هذه الرّواية ما من آية إلّا و لها ظهر و بطن و ما فيها حرف إلّا و له حدّ و مطلع ما يعني بقوله لها ظهر و بطن قال ظهر و بطن هو تأويلها منه ما قد مضى و منه ما لم يجئ يجري كما تجري الشّمس و القمر كلّما جاء تأويل شي‏ء منه يكون على الأموات كما يكون على الأحياء قال اللّه تعالى و ما يعلم تأويله إلّا اللّه و الرّاسخون في العلم و نحن نعلمه

   ، و عن أحمد بن محمّد عن الحسين بن سعيد عن النّضر عن أيّوب بن الحرّ و عمران بن عليّ عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه ع قال نحن الرّاسخون في العلم و نحن نعلم تأويله

22  ، و عن إبراهيم بن إسحاق عن عبد اللّه بن حمّاد عن بريد العجليّ عن أحدهما ع في قول اللّه تعالى و ما يعلم تأويله إلّا اللّه و الرّاسخون في العلم آل محمّد ع فرسول اللّه ص أفضل الرّاسخين في العلم قد علّمه اللّه جميع ما أنزل عليه من التّنزيل و التّأويل و ما كان اللّه لينزل عليه شيئا لم يعلّمه تأويله و أوصياؤه من بعده يعلمونه كلّه و الّذين لا يعلمون تأويله إذا قال العالم فيه بعلم فأجابهم اللّه بقوله يقولون آمنّا به كلّ من عند ربّنا و القرآن له خاصّ و عامّ و محكم و متشابه و ناسخ و منسوخ و الرّاسخون في العلم يعلمونه

 و رواه عن يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عن ابن أذينة عن بريد عن أبي جعفر ع مثله

23  ، و عن أحمد عن الحسين عن النّضر عن يحيى الحلبيّ عن ابن مسكان عن ميسّر عن سورة بن كليب عن أبي جعفر ع أنّه قال في هذه الآية ثمّ أورثنا الكتاب الّذين اصطفينا من عبادنا الآية قال السّابق بالخيرات الإمام فهي في ولد عليّ و فاطمة ع

 و روي هذا المضمون عنهم بأزيد من عشرة طرق و رواه السّيّد عليّ بن طاوس في كتاب سعد السّعود، عن تفسير محمّد بن العبّاس بإسناده عن محمّد بن عليّ ع ثمّ قال و روي تأويل هذه الآية من عشرين طريقا و في الرّوايات زيادات أو نقصان انتهى و رواه فرات بن إبراهيم في تفسيره و الصّدوق و الطّبرسيّ و استقصاء ما رووا خروج عن وضع الكتاب

24  ، و عن عبّاد بن سليمان عن محمّد بن سليمان عن أبيه عن سدير قال كنت أنا و أبو بصير و يحيى البزّاز و داود بن كثير الرّقّيّ في مجلس أبي عبد اللّه ع إلى أن قال قال ع يا سدير فهل وجدت فيما قرأت من كتاب اللّه عزّ و جلّ قال قل كفى باللّه شهيدا بيني و بينكم و من عنده علم الكتاب قال قلت قد قرأته جعلت فداك قال فمن عنده علم من الكتاب أفهم أم من عنده علم الكتاب كلّه ثمّ أومأ بيده إلى صدره و قال و اللّه علم الكتاب كلّه عندنا علم الكتاب و اللّه كلّه عندنا

  محمّد بن مسعود العيّاشيّ في تفسيره، عن بريد بن معاوية قال قلت لأبي جعفر ع قل كفى باللّه شهيدا بيني و بينكم و من عنده علم الكتاب قال إيّانا عنى و عليّ ع أفضلنا و أوّلنا و خيرنا بعد النّبيّ ص

26  ، و عن عبد اللّه بن عجلان عن أبي جعفر ع قال سألته عن قوله تعالى قل كفى باللّه فقال نزلت في عليّ بعد رسول اللّه ص و في الأئمّة بعده و عليّ عنده علم الكتاب

27  ، و عن مرازم قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول إنّا أهل بيت لم يزل اللّه يبعث فينا من يعلم كتابه من أوّله إلى آخره

28  ، و عن أبي الصّبّاح قال قال أبو عبد اللّه ع إنّ اللّه علّم نبيّه ص التّنزيل و التّأويل فعلّمه رسول اللّه ص عليّا ع

29  ، و عن هشام بن سالم عن أبي عبد اللّه ع قال من فسّر القرآن برأيه فأصاب لم يؤجر و إن أخطأ كان إثمه عليه

30  ، و عن عبد الرّحمن بن الحجّاج قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول ليس أبعد من عقول الرّجال من القرآن

31    أحمد بن محمّد السّيّاريّ في كتاب القراءات، عن محمّد بن سليمان عن مروان بن الجهم عن محمّد بن مسلم عن أبي جعفر ع أنّه قال في حديث ما يعرف القرآن إلّا من خوطب به

32    السّيّد عليّ بن طاوس في كتاب اليقين، عن محمّد بن عليّ الكاتب الأصبهانيّ عن محمّد بن المنذر الهرويّ عن الحسن بن الحكم بن مسلم عن الحسن بن الحسن العرنيّ عن أبي يعقوب الجعفيّ عن جابر عن أبي الطّفيل عن أنس بن مالك قال كنت خادم رسول اللّه ص فبينما أنا أوضّيه فقال يدخل داخل هو أمير المؤمنين و سيّد المسلمين و خير الوصيّين و أولى النّاس بالنّبيّين و أمير الغرّ المحجّلين فقلت اللّهمّ اجعله رجلا من الأنصار قال فإذا عليّ ع قد دخل فعرق وجه رسول اللّه ص عرقا شديدا فجعل يمسح عرق وجهه بوجه عليّ ع فقال يا رسول اللّه ما لي أ نزل فيّ شي‏ء قال أنت منّي تؤدّي عنّي و تبرئ ذمّتي و تبلّغ عنّي رسالتي فقال يا رسول اللّه أ و لم تبلّغ الرّسالة قال بلى و لكن تعلّم النّاس من بعدي من تأويل القرآن ما لم يعلموا و تخبرهم

 و رواه من كتاب إبراهيم بن محمّد الثّقفيّ، عن إبراهيم بن منصور و عثمان بن سعيد عن عبد الكريم بن يعقوب عن أبي الطّفيل عن أنس مثله و عن إبراهيم عن الحسن بن محبوب عن أبي حمزة الثّماليّ عن أبي إسحاق عن أنس مثله و عن محمّد بن أحمد بن الحسن بن شاذان عن محمّد بن حمّاد بن بشير عن محمّد بن الحسن بن محمّد بن جمهور عن أبيه عن الحسين بن عبد الكريم عن إبراهيم بن ميمون و عثمان بن سعيد عن عبد الكريم عن يعقوب عن جابر الجعفيّ عن أنس مثله

33    عليّ بن إبراهيم في تفسيره، عن أبيه عن ابن أبي عمير عن ابن أذينة عن بريد عن أبي جعفر ع قال إنّ رسول اللّه ص أفضل الرّاسخين في العلم فقد علم جميع ما أنزل اللّه عليه من التّأويل و التّنزيل و ما كان اللّه لينزل عليه شيئا لم يعلّمه تأويله و أوصياؤه من بعده يعلمونه كلّه

34  ، قال و قال أمير المؤمنين ع بعث نبيّه محمّدا ص بالهدى إلى أن قال فجاءهم نبيّه بنسخة ما في الصّحف الأولى و تصديق الّذي بين يديه و تفصيل الحلال من ريب الحرام ذلك القرآن فاستنطقوه و لن ينطق لكم أخبركم ]عنه أنّ[ فيه علم ما مضى و علم ما يأتي إلى يوم القيامة و حكم ما بينكم و بيان ما أصبحتم فيه تختلفون فلو سألتموني عنه لأخبرتكم عنه لأنّي أعلمكم

35    عوالي اللآّلي، عن النّبيّ ص قال من قال في القرآن برأيه أو بغير علم فليتبوّأ مقعده من النّار

 باب 14 -حكم استنباط الأحكام النّظريّة من ظواهر كلام النّبيّ ص من غير جهة الأئمّة ع ما لم يعلم تفسيره منهم

1    محمّد بن الحسن الصّفّار في البصائر، عن الحسن بن عليّ بن النّعمان عن أبيه عن عبد اللّه بن مسكان عن محمّد بن مسلم عن أبي جعفر ع قال سمعته يقول إنّ رسول اللّه ص أنال في النّاس و أنال و إنّا أهل البيت معاقل العلم و أبواب الحكم و ضياء الأمر

، و عن يعقوب بن يزيد عن زياد القنديّ عن هشام بن سالم قال قلت لأبي عبد اللّه ع جعلت فداك عند العامّة من أحاديث الرّسول ص شي‏ء صحيح قال فقال نعم إنّ رسول اللّه ص أنال و أنال و أنال و عندنا معاقل العلم و فصل ما بين النّاس

، و عن الحسن بن عليّ بن النّعمان و أحمد بن محمّد عن عليّ بن النّعمان عن عبد اللّه بن مسكان عن محمّد بن مسلم قال قال أبو جعفر ع إنّ رسول اللّه ص أنال في النّاس و أنال و أنال و إنّا أهل البيت عرى الأمر و أواخيه و ضياؤه

 و رواه عن أحمد بن محمّد بن خالد البرقيّ عن فضالة عن ابن مسكان مثله

، و عن محمّد بن عيسى عن أبي عبد اللّه المؤمن عن ابن مسكان و أبي خالد و أبي أيّوب الخزّاز عن محمّد بن مسلم قال قال أبو جعفر ع إنّ رسول اللّه ص أنال في النّاس و أنال و عندنا عرى الأمر و أبواب الحكمة و معاقل العلم و ضياء الأمر و أواخيه الخبر

، و عن محمّد بن عبد الجبّار عن عبد اللّه الحجّال عن عليّ بن حمّاد عن محمّد بن مسلم قال قال أبو عبد اللّه ع إنّ رسول اللّه ص قد أنال و أنال و أنال و يشير كذا و كذا و عندنا أهل البيت أصول العلم و عراه و ضياؤه و أواخيه

   ، و عن محمّد بن عبد الجبّار عن أبي عبد اللّه البرقيّ عن فضالة بن أيّوب عن ابن مسكان عن أبي حمزة الثّماليّ قال خطب أمير المؤمنين ع بالنّاس ثمّ قال إنّ اللّه اصطفى محمّدا ص بالرّسالة و أنبأه بالوحي و أنال في النّاس و أنال و فينا أهل البيت معاقل العلم و أبواب الحكمة و ضياؤه و ضياء الأمر الخبر

، و عن يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن محمّد بن مسلم قال قلت لأبي عبد اللّه ع إنّا نجد الشّي‏ء من أحاديثنا في أيدي النّاس قال فقال لي لعلّك لا ترى أنّ رسول اللّه ص أنال و أنال ثمّ أومأ بيده عن يمينه و عن شماله و من بين يديه و من خلفه و إنّا أهل البيت عندنا معاقل العلم و ضياء الأمر و فصل ما بين النّاس

، و عن محمّد بن الحسين عن جعفر بن بشير عن معلّى بن عثمان قال ذكر لأبي عبد اللّه ع رجل حديثا و أنا عنده فقال إنّهم يروون عن الرّجال فرأيته كأنّه غضب فجلس و كان متّكئا و وضع المرفقة تحت إبطيه فقال أما و اللّه إنّا نسألهم و لنحن أعلم به منهم و لكن إنّما نسألهم لنورّكه عليهم ثمّ قال أما لو رأيت روغان أبي جعفر ع حيث يراوغ يعني الرّجل لعجبت من روغانه

9    محمّد بن إبراهيم النعمانيّ في كتاب الغيبة، عن أحمد بن محمّد بن سعيد بن عقدة و محمّد بن همّام بن سهيل و عبد العزيز و عبد الواحد ابني عبد اللّه بن يونس عن رجالهم عن عبد الرّزّاق بن همّام عن معمر بن راشد عن أبان بن أبي عيّاش عن سليم بن قيس و عن هارون بن محمّد قال حدّثني أحمد بن عبد اللّه بن جعفر المعلّى الهمدانيّ قال حدّثني أبو الحسن عمر بن جامع بن عمر بن جندب الكنديّ قال حدّثني عبد اللّه بن المبارك شيخ لنا ثقة قال حدّثنا عبد الرّزّاق بن همّام عن معمر عن أبان بن أبي عيّاش عن سليم بن قيس الهلاليّ و ذكر أبان أنّه سمعه أيضا من عمر بن أبي سلمة قال معمر و ذكر إبراهيم العبديّ أنّه أيضا سمعه من عمر بن أبي سلمة عن سليم قال قلت لعليّ ع إنّي سمعت من سلمان و من المقداد و من أبي ذرّ أشياء من تفسير القرآن و من الأحاديث عن رسول اللّه ص ثمّ سمعت منك تصديقا لما سمعت منهم و رأيت في أيدي النّاس أشياء كثيرة من تفسير القرآن و من الأحاديث عن رسول اللّه ص يخالفونهم فيهم و يزعمون أنّ ذلك كان باطلا أ فترى النّاس أنّهم يكذبون على رسول اللّه ص متعمّدين و يفسّرون القرآن برأيهم قال فأقبل عليّ ع و قال قد سألت فافهم الجواب إنّ في أيدي النّاس حقّا و باطلا و صدقا و كذبا و ناسخا و منسوخا و عامّا و خاصّا و محكما و متشابها و حفظا و وهما و قد كذب على رسول اللّه ص على عهده حتّى قام خطيبا فقال يا أيّها النّاس قد كثرت عليّ الكذّابة فمن كذب عليّ متعمّدا فليتبوّأ مقعده من النّار ثمّ كذب عليه من بعده و إنّما أتاك بالحديث أربعة ليس لهم خامس رجل منافق مظهر للإيمان متصنّع للإسلام باللّسان لا يتأثّم و لا يتحرّج أن يكذب على رسول اللّه ص متعمّدا و لو علم المسلمون أنّه منافق كاذب ما قبلوا منه و لم يصدّقوه و لكنّهم قالوا هذا قد صحب رسول اللّه ص و قد رآه و سمع منه و أخذ عنه و هم لا يعرفون حاله إلى أن قال فهذا أحد الأربعة و رجل سمع من رسول اللّه ص شيئا لم يحفظه على وجهه فأوهم فيه و لم يتعمّده كذبا فهو في يديه يقول به و يعمل به و يرويه و يقول أنا سمعته من رسول اللّه ص و لو علم المسلمون أنّه وهم لم يقبلوه و لو علم هو أنّه وهم لرفضه و رجل ثالث سمع من رسول اللّه ص شيئا أمر به ثمّ نهى عنه و هو لا يعلم أو سمعه ينهى عن شي‏ء ثمّ أمر به و هو لا يعلم فيحفظ المنسوخ و لم يحفظ النّاسخ و لو علم أنّه منسوخ لرفضه و لو علم النّاس إذا سمعوا منه أنّه منسوخ لرفضوه و رجل رابع لم يكذب على اللّه و لا على رسوله بغضا للكذب و خوفا من اللّه تعالى و تعظيما لرسول اللّه ص و لم يتوهّم بل حفظ الحديث على وجهه فجاء به كما سمعه لم يزد فيه و لم ينقص منه و حفظ النّاسخ و المنسوخ فعمل بالنّاسخ و رفض المنسوخ و إنّ أمر رسول اللّه ص و نهيه مثل القرآن ناسخ و منسوخ و خاصّ و عامّ و محكم و متشابه قد كان يكون من رسول اللّه ص الكلام له وجهان كلام عامّ و كلام خاصّ مثل القرآن و قال عزّ

 و جلّ في كتابه ما آتاكم الرّسول فخذوه و ما نهاكم عنه فانتهوا يسمعه من لا يدري و لم يعرف ما أراد اللّه عزّ و جلّ و ما عنى به رسول اللّه ص و ليس كلّ أصحاب رسول اللّه ص يسأله عن الشّي‏ء فيفهم و كان منهم من يسأله و لا يفهم حتّى أنّهم كانوا يحبّون أن يجي‏ء الأعرابيّ أو الطّارئ فيسأل رسول اللّه ص حتّى يسمعه و كنت أنا أدخل على رسول اللّه ص كلّ يوم دخلة فيخلّيني فيها أدور معه حيث دار و قد علم أصحاب رسول اللّه ص أنّه لم يكن يصنع ذلك بأحد غيري و كنت إذا ابتدأت أجابني و إذا سكتّ ابتدأني و دعا اللّه أن يحفظني و أن يعصمني فما نسيت شيئا قطّ منذ دعا لي و إنّي قلت لرسول اللّه ص إنّك منذ دعوت اللّه لي دعوة لم أنس ممّا تعلّمني شيئا و لم يفتني شي‏ء و لم أكتبه فلم تملّه عليّ و لم تأمرني بكتابته أ تتخوّف عليّ النّسيان فقال يا أخي لست أتخوّف عليك النّسيان و لا الجهل و قد أخبرني اللّه عزّ و جلّ أنّه قد استجاب لي فيك و في شركائك الّذين يكونون بعدك و إنّما تكتبه لهم الخبر و فيه ذكر الشّركاء و هم الأوصياء من ولده ع

10    كتاب عاصم بن حميد، عن خالد بن راشد عن مولى لعبيدة السّلمانيّ عن أمير المؤمنين ع في حديث أنّه قال إنّ رسول اللّه ص قال قولا آل منه إلى غيره و قال قولا وضع على غير موضعه و كذب عليه فقام إليه علقمة و عبيدة السّلمانيّ فقالا يا أمير المؤمنين فما نصنع بما قد خبّرنا في هذه الصّحف عن أصحاب محمّد ص قال سلا عن ذلك علماء آل محمّد ع كأنّه يعني نفسه

 باب 15 -نوادر ما يتعلّق بأبواب صفات القاضي و ما يجوز أن يقضي به

1    مصباح الشّريعة، قال الصّادق ع لا يحلّ الفتيا لمن لا يستفتي من اللّه عزّ و جلّ بصفاء سرّه و إخلاص عمله و علانيته و برهان من ربّه في كلّ حال لأنّ من أفتى فقد حكم و الحكم لا يصحّ إلّا بإذن اللّه و برهانه و من حكم بالخبر بلا معاينة فهو جاهل مأخوذ بجهله و مأثوم بحكمه قال النّبيّ ص أجرأكم على الفتيا أجرأكم على اللّه عزّ و جلّ أ و لا يعلم المفتي أنّه هو الّذي يدخل بين اللّه تعالى و بين عباده و هو الحائر بين الجنّة و النّار و لا تحلّ الفتيا في الحلال و الحرام بين الخلق إلّا لمن ]كان[ أتبع الخلق من أهل زمانه و ناحيته و بلده بالنّبيّ ص و عرف ما يصلح من فتياه قال النّبيّ ص و ذلك لربّما و لعلّ و عسى لأنّ الفتيا عظيمة و قال أمير المؤمنين عليّ ع لقاض هل تعرف النّاسخ من المنسوخ قال لا قال فهل أشرفت على مراد اللّه عزّ و جلّ في أمثال القرآن قال لا قال إذا هلكت و أهلكت و المفتي يحتاج إلى معرفة معاني القرآن و حقائق السّنن و بواطن الإشارات و الآداب و الإجماع و الاختلاف و الاطّلاع على أصول ما اجتمعوا عليه و ما اختلفوا فيه ثمّ إلى حسن الاختيار ثمّ إلى العمل الصّالح ثمّ الحكمة ثمّ التّقوى ثمّ حينئذ إن قدر

2    أبو الفتح الكراجكيّ في كنز الفوائد، عن ابن مسعود أنّه كان يقول هلك القائسون

، و قد روى هشام بن عروة عن أبيه قال كان أمر بني إسرائيل لم يزل معتدلا حتّى نشأ فيهم أبناء سبايا الأمم فقالوا فيهم بالرّأي فأضلّوهم

 و قال ابن عيينة فما زال أمر النّاس مستقيما حتّى نشأ فيهم ربيعة الرّأي بالمدينة و أبو حنيفة بالكوفة و عثمان بالبصرة و أفتوا النّاس و فتنوهم فنظرناهم فإذا هم أولاد سبايا الأمم

4    كتاب جعفر بن محمّد بن شريح، عن حميد بن شعيب عن جابر الجعفيّ عن الباقر ع قال إنّ المؤمن بركة على المؤمن و إنّ المؤمن حجّة للّه

5    النّعمانيّ في كتاب الغيبة، عن محمّد بن همّام و محمّد بن الحسين بن جمهور معا عن الحسن بن محمّد بن جمهور عن أبيه عن بعض رجاله عن المفضّل قال قال أبو عبد اللّه ع خبر تدريه خير من عشرة ترويه إنّ لكلّ حقّ حقيقة و لكلّ صواب نورا ثمّ قال إنّا و اللّه لا نعدّ الرّجل من شيعتنا فقيها حتّى يلحن له فيعرف اللّحن

6    الصّدوق في العيون، عن أبيه عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن أبي حيّون مولى الرّضا عن الرّضا ع قال من ردّ متشابه القرآن إلى محكمه هدي إلى صراط مستقيم ثمّ قال إنّ في أخبارنا متشابها كمتشابه القرآن و محكما كمحكم القرآن فردّوا متشابهها إلى محكمها و لا تتّبعوا متشابهها دون محكمها فتضلّوا

7    عوالي اللآّلي، و بعث عليّ ع عبد اللّه بن العبّاس إلى البصرة قاضيا

، و روي عن النّبيّ ص أنّه قال إنّ اللّه لا يقدّس أمّة ليس فيهم من يأخذ للضّعيف حقّه ]من القويّ[

، و عنه ص أنّه قال يؤتى بالقاضي العدل يوم القيامة فمن شدّة ما يلقاه من الحساب يودّ أنّه لم يكن قضى بين اثنين في تمرة

10  ، و عنه ص أنّه قال يا أبا ذرّ إنّي أحبّ لك ما أحبّ لنفسي و إنّي أراك ضعيفا مستضعفا فلا تأمّر على اثنين و عليك بخاصّة نفسك

11    عليّ بن إبراهيم في تفسيره، عن أبيه عن القاسم بن محمّد عن سليمان بن داود عن حمّاد قال سألت أبا عبد اللّه ع عن لقمان و حكمته إلى أن قال قال ع إنّ اللّه تبارك و تعالى أمر طوائف من الملائكة حين انتصف النّهار و هدأت العيون بالقائلة فنادوا لقمان حيث يسمع و لا يراهم فقالوا يا لقمان هل لك أن يجعلك اللّه خليفة في الأرض تحكم بين النّاس فقال لقمان إن أمرني ربّي بذلك فالسّمع و الطّاعة لأنّه إن فعل بي ذلك أعانني عليه و علّمني و عصمني و إن هو خيّرني قبلت العافية فقالت الملائكة يا لقمان لم قال لأنّ الحكم بين النّاس من أشدّ المنازل من الدّين و أكثرها فتنا و بلاء ما يخذل و لا يعان و يغشاه الظّلم من كلّ مكان و صاحبه منه بين أمرين إن أصاب فيه الحقّ فبالحريّ أن يسلم و إن أخطأ أخطأ طريق الجنّة و من يكن في الدّنيا ذليلا و ضعيفا كان أهون عليه في المعاد من أن يكون فيه حكما سريّا شريفا و من اختار الدّنيا على الآخرة يخسرهما كلتيهما تزول هذه و لا تدرك تلك قال فعجبت الملائكة من حكمته و استحسن الرّحمن منطقه الخبر

12    الآمديّ في الغرر، عن أمير المؤمنين ع أنّه قال أعدل الخلق أقضاهم بالحقّ

 و قال ع أفظع شي‏ء ظلم القضاة