قصص نوح النبي ع

قصص نوح النبي ع وفيه فصلان

الفصل الأول في مدة عمره ووفاته وعلل تسميته ونقش خاتمه ومكارم أخلاقه

 عيون أخبار الرضا قال إن نوحا ع لما ركب السفينة أوحى الله عز وجل إليه يا نوح إن خفت الغرق فهللني ألفا ثم سلني النجاة أنجيك من الغرق ومن آمن معك فلما استوى نوح ومن معه في السفينة ورفع القلص عصفت الريح عليهم فلم يأمن نوح الغرق فأعجلته الريح فلم يدرك أن يهلل ألف مرة فقال بالسريانية هلوليا ألفا ألفا يا ماريا أتقن فاستوى القلص وجرت السفينة فقال نوح إن كلاما نجاني الله به من الغرق لحقيق أن لا يفارقني فنقش خاتمه لا إله إلا الله ألف مرة يا رب أصلحني

 الأمالي بإسناده إلى الصادق ع قال عاش نوح ع ألفي وخمسمائة سنة منها ثمانمائة وخمسون سنة قبل أن يبعث وألف سنة إلا خمسين عاما وهو في قومه يدعوهم ومائتا سنة في عمل السفينة وخمسمائة عام بعد ما نزل من السفينة ونضب الماء فمصر الأمصار وأسكن ولده البلدان ثم إن ملك الموت جاءه وهو في الشمس قال السلام عليك فرد عليه نوح السلام فقال ما حاجتك يا ملك الموت قال جئت لأقبض روحك قال له تدعني أدخل من الشمس إلى الظل فقال له نعم فتحول نوح ثم قال ع يا ملك الموت فكأن ما مر بي من الدنيا مثل تحولي من الشمس إلى الظل فامض لما أمرت به قال فقبض روحه ص

 علل الشرائع سأل الشامي أمير المؤمنين ع عن اسم نوح ما كان فقال اسمه السكن وإنما سمي نوحا لأنه ناح على قومه ألف سنة إلا خمسين عاما

 وفيه عن الصادق ع كان اسم نوح عبد الغفار وإنما سمي نوحا لأنه كان ينوح على نفسه

 وفيه عنه ع كان اسم نوح ع عبد الملك وإنما سمي نوحا لأنه بكى خمسمائة سنة

 وعنه ع اسم نوح عبد الأعلى

قال الصدوق رحمه الله تعالى الأخبار في اسم نوح ع كلها متفقة غير مختلفة تثبت له التسمية بالعبودية وهو عبد الغفار والملك والأعلى

 قصص الأنبياء عن الصدوق بإسناده إلى وهب قال إن نوحا لبث في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما يدعوهم إلى الله تعالى فلا يزدادون إلا طغيانا ومضى ثلاثة قرون من قومه وكان الرجل منهم يأتي بابنه وهو صغير فيوقفه على رأس نوح ع فيقول يا بني إن بقيت بعدي فلا تطيعن هذا المجنون

 وفيه عن علي بن محمد العسكري ع أنه جاء إبليس إلى نوح فقال إن لك عندي يدا عظيمة فانتصحني فإني لا أخونك فتألم نوح بكلامه ومسألته فأوحى الله إليه أن كلمه وسلمه فإني سأنطقه بحجة عليك فقال نوح ص تكلم فقال إبليس إذا وجدنا ابن آدم شحيحا أو حريصا أو حسودا أو جبارا أو عجولا تلقفناه تلقف الكرة فإن اجتمعت لنا هذه الأخلاق سميناه شيطانا فقال نوح ما اليد العظيمة التي صفت قال إنك دعوت الله على أهل الأرض فألحقتهم في ساعة بالنار فصرت فارغا ولو لا دعوتك لشغلت بهم دهرا طويلا

 إكمال الدين بإسناده إلى أبي عبد الله ع قال عاش نوح ع بعد النزول من السفينة خمسين سنة ثم أتاه جبرئيل ع فقال يا نوح إنه قد انقضت نبوتك واستكملت أيامك فانظر الاسم الأكبر وميراث العلم فادفعها إلى ابنك سام فإني لا أترك الأرض إلا وفيها عالم يعرف به طاعتي ويكون نجاة فيما بين قبض النبي وبعث النبي الآخر فدفع ع آثار علم النبوة إلى ابنه سام فأما حام ويافث فلم يكن عندهما علم ينتفعان به وبشرهم نوح بهودا وظهرت الجبرية في ولد حام ويافث واستخفى ولد سام بما عندهم من العلم وجرت على سام بعد نوح الدولة لحام ويافث

  وعنه ص كانت أعمار قوم نوح ثلاثمائة سنة وعاش نوح ألفي سنة وأربعمائة وخمسين سنة

أقول اختلفوا في مدة عمره ع فقيل كان ألفا وأربعمائة وخمسين سنة وقيل كان ألفا وأربعمائة سنة وسبعين سنة وقيل ألفا وثلاثمائة سنة وأكثر أخبارنا المعتبرة تدل على أنه عاش ألفين وخمسمائة سنة وبعضها قابل للتأويل بإسقاط زمن البعثة أو زمان عمل السفينة أو بعدها الطوفان أو زيادتها أو نحو ذلك وقال شيخنا الطبرسي طاب ثراه في قوله تعالى إِنَّهُ كانَ عَبْداً شَكُوراً معناه أن نوحا كان عبد الله كثير الشكر وكان إذا لبس ثوبا أو أكل طعاما أو شرب ماء شكر الله تعالى وقال الحمد لله وقيل إنه كان يقول في ابتداء الأكل والشرب بسم الله وفي انتهائه الحمد لله

 وروي عن أبي جعفر وأبي عبد الله ع أن نوحا كان إذا أصبح وأمسى قال اللهم إني أشهدك أن ما أصبح أو أمسى بي من نعمة في دين أو دنيا فمنك وحدك لا شريك لك لك الحمد ولك الشكر بها علي حتى ترضى وبعد الرضا فهذا كان شكره

أقول ظاهره أنه كان يقولها مرة واحدة وفي كثير من الأخبار مثله ورواه في الفقيه وأنه كان يقولها عشرا

 علل الشرائع وعن الدقاق عن الأسدي عن سهل عن عبد العظيم الحسني قال سمعت علي بن محمد العسكري ع يقول عاش نوح ألفين وخمسمائة سنة وكان يوما في السفينة نائما فهبت ريح فكشفت عورته فضحك حام ويافث فزجرهما سام ونهاهم عن الضحك وكان كلما غطى سام شيئا تكشفه الريح كشفه حام ويافث فانتبه نوح ع فرآهم وهم يضحكون فقال ما هذا فأخبره سام بما كان فرفع نوح يده إلى السماء يدعو ويقول اللهم غير ماء صلب حام حتى لا يولد له إلا السودان اللهم غير ماء صلب يافث فغير الله ماء صلبهما فجميع السودان حيث كانوا من حام وجميع الترك والصقالبة ويأجوج ومأجوج والصين من يافث حيث كانوا وجميع البيض سواهم من سام وقال نوح ع لحام ويافث جعل ذريتكما خولا أي خدما لذرية سام إلى يوم القيامة لأنه بر بي وعققتماني فلا زالت سمة عقوقكما لي في ذريتكما ظاهرة وسمة البر في ذرية سام ظاهرة ما بقيت الدنيا

أقول روى الشيخ الطبرسي هذا الخبر من كتاب النبوة بهذا الإسناد ثم قال قال الشيخ أبو جعفر بن بابويه رحمه الله ذكر يافث في هذا الخبر غريب لم أروه إلا من هذا الطريق وجميع الأخبار التي رويتها في هذا المعنى فيها ذكر حام وأنه ضحك لما انكشفت عورة أبيه وأن ساما ويافثا كانا في ناحية فبلغهما ما صنع فأقبلا ومعهما ثوب وهما معرضان وألقيا عليه الثوب وهو نائم فلما استيقظ أوحى الله عز وجل إليه ما صنع حام فلعن حام ودعا عليه

 قصص الأنبياء للراوندي طاب ثراه بإسناده إلى ابن عباس قال قال إبليس لعنه الله يا نوح لك عندي يد سأعلمك خصالا قال نوح وما يدي عندك قال دعوتك على قومك حتى أهلكهم الله جميعا فإياك والكبر وإياك والحرص وإياك والحسد فإن الكبر هو الذي حملني على أن تركت السجود لآدم فأكفرني وجعلني شيطانا رجيما وإياك والحرص فإن آدم أبيح له الجنة ونهي عن شجرة واحدة فحمله الحرص على أن أكل منها وإياك والحسد فإن ابن آدم حسد أخاه فقتله فقال نوح ص متى تكون أقدر على ابن آدم قال عند الغضب

 الكافي في الصحيح عن أبي عبد الله ص قال لما هبط نوح ع من السفينة غرس غرسا فكان فيما غرس النخلة ثم رجع إلى أهله فجاء إبليس لعنه الله فقلعها ثم إن نوحا ع عاد إلى غرسه فوجده على حاله ووجد النخلة قد قلعت ووجد إبليس عندها فأتاه جبرئيل ع فأخبره أن إبليس لعنه الله قلعها فقال نوح لإبليس ما دعاك إلى قلعها فو الله ما غرست غرسا أحب إلي منها وو الله لا أدعها حتى أغرسها فقال إبليس وأنا والله لا أدعها حتى أقلعها فقال اجعل لي منها نصيبا قال فجعل له منها الثلث فأبى أن يرضى فجعل له النصف فأبى أن يرضى وأبى نوح أن يزيده فقال جبرئيل لنوح ع يا رسول الله أحسن فإن منك الإحسان فعلم نوح أنه قد جعل الله له عليها سلطانا فجعل نوح له الثلثين قال أبو عبد الله ع فإذا أخذت عصيرا فاطبخه حتى يذهب الثلثان من نصيب الشيطان فإذا ذهب فكل واشرب حينئذ

 وفيه عن أبي عبد الله ع قال إن إبليس نازع نوحا ع في الكرم فأتاه جبرئيل ع فقال إن له حقا فأعطه فأعطاه الثلث فلم يرض إبليس ثم أعطاه النصف فلم يرض فطرح جبرئيل نارا فأحرقت الثلثين وبقي الثلث فقال ما أحرقت النار فهو نصيبه وما بقي فهو لك يا نوح حلال

 الفصل الثاني في بعثته إلى قومه وقصة الطوفان

اعلم أن الله سبحانه كرر قصة نوح ع في كثير من سور القرآن قال الطبرسي طاب ثراه وهو نوح بن متوشلخ بن أخنوخ وهو إدريس ع وهو أول نبي بعد إدريس وقيل إنه كان نجارا وولد في العام الذي مات فيه آدم ع وبعث وهو ابن أربعمائة سنة وكان يدعو قومه ليلا ونهارا فلم يزدهم دعاؤه إلا فرارا وكان يضربه قومه حتى يغشى عليه فإذا أفاق قال اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون وكانوا يثورون إلى نوح ع فيضربونه حتى تسيل مسامعه دما وحتى لا يعقل شيئا مما صنع به فيحمل فيرمى في بيت أو على باب داره مغشيا عليه فأوحى الله تعالى إليه أن لن يؤمن قومك إلا من آمن فعندها أقبل على الدعاء عليهم فقال رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكافِرِينَ دَيَّاراً فأعقم الله أصلاب الرجال وأرحام النساء فلبثوا أربعين سنة لا يولد لهم وقحطوا في تلك الأربعين سنة حتى هلكت أموالهم وأصابهم الجهد والبلاء ثم قال لهم نوح اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كانَ غَفَّاراً الآيات فلم يؤمنوا وقالُوا لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ الآيات حتى أغرقهم الله تعالى وآلهتهم التي كانوا يعبدونها فلما كان بعد خروج نوح ع من السفينة وعبد الناس الأصنام سموا أصنامهم بأسماء أصنام قوم نوح فاتخذ أهل اليمين يغوث ويعوق وأهل دومة الجندل صنما سموه ودا واتخذت حمير صنما سمته نسرا وهذيل سموه سواعا فلم يزل يعبدونها حتى جاء الإسلام. وروي أن الله تعالى لم يرحم قوم نوح ع في عذابهم

 وروي عن النبي ص أنه قال لما فار التنور وكثر الماء في السكك خشيت أم صبي عليه وكانت تحبه حبا شديدا فخرجت إلى الجبل حتى بلغت ثلثه فلما بلغها الماء عرجت به حتى بلغت ثلثيه فما بلغها الماء حتى استوت على الجبل فلما بلغ الماء رقبتها رفعته بيديها حتى ذهب بها الماء فلو رحم الله منهم أحدا لرحم أم الصبي وأما امرأة نوح فقال الله فيها وفي امرأة لوط كانَتا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبادِنا صالِحَيْنِ فَخانَتاهُما

 قال ابن عباس كانت امرأة نوح كافرة تقول للناس إنه مجنون وإذا آمن أحد بنوح أخبرت الجبابرة من قوم نوح به وكانت امرأة لوط تدل على أضيافه وكان ذلك خيانتهما لهما وما بغت امرأة نبي قط وإنما كانت خيانتهما في الدين

قال السدي كانت خيانتهما أنهما كانتا كافرتين. وقيل كانتا منافقتين. وقال الضحاك خيانتهما النميمة إذ أوحى الله إليهما أفشتاه إلى المشركين واسم امرأة نوح واغلة واسم امرأة لوط واهلة وقال مقاتل والفة وواهلة. وفي تفسير علي بن إبراهيم كانَتا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبادِنا صالِحَيْنِ فَخانَتاهُما والله ما عنى بقوله فَخانَتاهُما إلا الفاحشة أقول ينبغي حمل الفاحشة هنا على معناها اللغوي وهو ما تفاحش قبحه ولا قبح أكبر من الكفر والنفاق

 وفيه أيضا عن أمير المؤمنين ع عن ابن أبي عمير عن ابن سنان عن أبي عبد الله ع قال بقي نوح ع في قومه ثلاثمائة سنة يدعوهم إلى الله فلم يجيبوه فهم أن يدعو عليهم عند طلوع الشمس فوافاه اثنا عشر ألف قبيل من قبائل ملائكة السماء الدنيا وهم العظماء من الملائكة قالوا له نسألك أن لا تدعو على قومك قال نوح قد أجلتهم ثلاثمائة سنة فلما أتى عليهم ستمائة سنة ولم يؤمنوا هم أن يدعو عليهم فوافاه اثنا عشر ألف قبيل من قبائل ملائكة السماء الثانية فقالوا نسألك أن لا تدعو على قومك فقال نوح قد أجلتهم ثلاثمائة سنة فلما أتى عليهم تسعمائة سنة ولم يؤمنوا هم أن يدعو عليهم فأنزل الله عز وجل أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ فقال نوح ع رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكافِرِينَ دَيَّاراً فأمره الله عز وجل أن يغرس النخل فكان قومه يسخرون به ويقولون شيخ يغرس النخل فلما أتى لذلك خمسون سنة وبلغ النخل أمره الله أن ينحت السفينة وأمر جبرئيل ع أن يعلمه فقدر طولها في الأرض ألفا ومائتي ذراع وعرضها ثمانمائة ذراع وطولها في السماء ثمانون ذراعا فقال يا رب من يعينني على اتخاذها فأوحى الله إليه ناد في قومك من أعانني عليها ونجر منها شيئا صار ما ينجره ذهبا وفضة فنادى نوح فيهم بذلك فأعانوه عليه وكانوا يسخرون منه ويقولون يتخذ سفينة في البر

 وعنه ع لما أراد الله عز وجل إهلاك قوم نوح ع عقم أرحام النساء أربعين عاما لم يولد فيهم مولود فلما فرغ من اتخاذ السفينة أمره الله تعالى أن ينادي فيهم بالسريانية لا يبقى بهيمة ولا حيوان إلا حضر فأدخل من كل جنس من أجناس الحيوان زوجين في السفينة وكان الذين آمنوا به من جميع الدنيا ثمانون رجلا فقال الله تعالى احْمِلْ فِيها مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وكان نجر السفينة في مسجد الكوفة فلما كان اليوم الذي أراد الله إهلاكهم كانت امرأة نوح تخبز في الموضع الذي يعرف بفار التنور في مسجد الكوفة وقد كان نوح ع اتخذ لكل ضرب من أجناس الحيوان موضعا في السفينة وجمع لهم ما يحتاجون إليه من الغذاء وصاحت امرأته لما فار التنور فجاء نوح إلى التنور فوضع طينا وختمه حتى أدخل جميع الحيوانات في السفينة ثم جاء إلى التنور وفض الخاتم ورفع الطين وانكسفت الشمس ونزل من السماء ماء منهمر صب بلا قطر وتفجرت الأرض عيونا فقال الله عز وجل اركبوا فيها فدارت السفينة ونظر نوح ع إلى ابنه يقع ويقوم فقال له يا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنا ولا تَكُنْ مَعَ الْكافِرِينَ فقال ابنه سَآوِي إِلى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْماءِ فقال نوح لا عاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ الله ثم قال نوح رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ فقال يا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صالِحٍ وحالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ فدارت السفينة وضربتها الأمواج حتى وافت مكة وطافت في البيت وغرق جميع الدنيا إلا موضع البيت وإنما سمي البيت العتيق لأنه أعتق من الغرق فبقي الماء ينصب من السماء أربعين صباحا ومن الأرض العيون حتى ارتفعت السفينة فمست السماء فرفع نوح يده وقال يا رهمان أتقن وتفسيرها يا رب أحسن فأمر الله الأرض أن تبلع ماءها فأراد ماء السماء أن يدخل في الأرض فامتنعت الأرض من قبوله وقالت إنما أمرني أن أبلع مائي فبقي ماء السماء على وجه الأرض واستوت السفينة على جبل الجودي وهو بالموصل جبل عظيم فبعث الله جبرئيل ع فساق الماء إلى البحار حول الدنيا وأنزل الله على نوح يا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلامٍ مِنَّا وبَرَكاتٍ عَلَيْكَ وعَلى أُمَمٍ مِمَّنْ مَعَكَ وأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُمْ مِنَّا عَذابٌ أَلِيمٌ فنزل نوح ع بالموصل من السفينة مع الثمانين وبنوا مدينة الثمانين وكانت لنوح بنت ركبت معه السفينة فتناسل الناس منها وذلك قول النبي ص نوح أحد الأبوين انتهى ملخصا

أقول قوله تعالى إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ قيل فيه أقوال أحدها أنه كان ابنه لصلبه والمعنى أنه ليس من أهلك الذين وعدتك نجاتهم معك لأن الله تعالى قد استثنى من أهله الذين وعده أن ينجيهم ممن أراد إهلاكهم بالغرق فقال إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ عن ابن عباس. وثانيها أن المراد بقوله إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ ليس على دينك فكان كفره أخرجه عن أن يكون له أحكام أهله وهذا كما قال النبي ص سلمان منا أهل البيت وإنما أراد على ديننا ويؤيد هذا التأويل أن الله سبحانه قال على طريق التعليل إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صالِحٍ فبين أنه إنما أخرج عن أحكام أهله لكفره وشر عمله. وثالثها أنه لم يكن ابنه حقيقة وإنما ولد على فراشه فقال ع إنه ابنه على ظاهر الأمر فأعلمه الله أن الأمر بخلاف الظاهر ونبهه على خيانة امرأته عن الحسن ومجاهد وهذا الوجه بعيد من حيث إن فيه منافاة للقرآن لأنه تعالى قال ونادى نُوحٌ ابْنَهُ ولأن الأنبياء يجب أن ينزهوا عن مثل هذا الحال لأنها تعيير وتشيين وقد نزه الله أنبياءه عما دون ذلك. ورابعها أنه كان ابن امرأته وكان ربيبه ويعضده قراءة من قرأ بفتح الهاء وحذف الألف وإثباته لفظا والمعتمد المعول عليه في تأويل الآية القولان الأولان

 وعن أبي جعفر ع قال كان قوم مؤمنون قبل نوح ع فماتوا فحزن عليهم الناس فجاء إبليس فاتخذ لهم صورهم ليأنسوا بها فأنسوا بها فلما جاء الشتاء أدخلوهم البيوت فمضى ذلك القرن وجاء القرن الآخر فجاءهم إبليس فقال لهم إن هؤلاء آلهة كان آباؤكم يعبدونها فعبدوهم وضل منهم كثير فدعا عليهم نوح فأهلكهم الله

 وفي مناقب ابن شهر شهرآشوب عن الأزدي قال سمعت أبا عبد الله ع يقول ونادى نُوحٌ ابْنَهُ أي ابنها وهي لغة طي‏ء

أقول هذه القراءة بفتح الهاء وحذف الألف وهي لغة طي‏ء ونسبها القراء والمفسرون إلى أهل البيت ع يعني ابن امرأته

 وعن أبي عبد الله ع قال إن نوحا لما كان أيام الطوفان دعا مياه الأرض فأجابته إلا المر والكبريت

 وعنه ع لما هبط نوح ع من السفينة أتاه إبليس فقال له ما في الأرض رجل أعظم منه علي منك دعوت الله على هؤلاء الفساق فأرحتني منهم أ لا أعلمك خصلتين إياك والحسد فهو الذي عمل بي وإياك والحرص فهو الذي عمل بآدم ما عمل وفي حديث آخر قال له جزاء هذه المنة اذكرني في ثلاثة مواطن فإني أقرب ما يكون إلى العبد إذا كان في إحداهن اذكرني إذا غضبت واذكرني إذا حكمت بين اثنين واذكرني إذا كنت مع امرأة خليا ليس معكما أحد

 عيون أخبار الرضا ع سأل الشامي أمير المؤمنين ع عن قول الله عز وجل يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وأُمِّهِ وأَبِيهِ وصاحِبَتِهِ وبَنِيهِ من هم فقال ع قابيل يفر من هابيل والذي يفر من أمه موسى والذي يفر من أبيه إبراهيم والذي يفر من صاحبته لوط والذي يفر من ابنه نوح يفر من ابنه كنعان

 علل الشرائع عن وهب مسندا قال أهل الكتاب يقولون إن إبليس عمر زمان الغرق كله في الجو الأعلى يطير بين السماء والأرض بالذي أعطاه الله من القوة والحيلة وعمرت جنوده في ذلك الزمان تطفو فوق السماء وتحولت الجن أرواحا تهب فوق الماء وبذلك توصف خلقتها أنها تهوي هوي الريح إنما سمي طوفان لأن الماء طفا فوق كل شي‏ء فلما هبط نوح ع من السفينة أوحى الله عز وجل إليه يا نوح أني خلقت خلقي لعبادتي وأمرتهم بطاعتي وقد عصوني وعبدوا غيري واستوجبوا بذلك غضبي فغرقتهم وأني قد جعلت قوسي أمانا لعبادي وبلادي وموثقا مني بيني وبين خلقي يأمنون به إلى يوم القيامة من الغرق ومن أوفى بعهده مني ففرح نوح ع بذلك وتباشر وكانت القوس فيها سهم ووتر فنزع الله عز وجل السهم والوتر من القوس وجعلها أمانا لعباده من الغرق

أقول جاء في الحديث عن الصادق ع أن هذا القوس ظهر في السماء بعد الغرق أمانا منه لمن بقي إلى يوم القيامة

 وقال ع لا تقولوا قوس قزح فإن قزح اسم الشيطان ولكن قولوا قوس الله وإن هذه المجرة التي في السماء ويسمونها مجر الكبش موضع انفطار السماء للماء لأنه لم ينزل قطرات وإنما نزل دفعا فلما التأمت السماوات بقي أثره كالجرح المندمل يبقى أثره في البدن

 عيون أخبار الرضا ع قال الوشاء قال لي كيف تقرءون قال يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح فقلت من الناس من يقرأ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صالِحٍ نفاه عن أبيه فقال ع كلا لقد كان ابنه ولكن لما عصى الله عز وجل نفاه عن أبيه

أقول هاهنا قراءتان في المتواتر فالأكثر على الفعل الماضي وما بعده منصوب على المفعولية يعني أن أعماله غير صالحة وقراءة الكسائي ويعقوب وسهل على المصدرية وما بعده صفة له وأولوه على أنه تولد من الخيانة وحينئذ فقوله ع كلا يجوز أن يكون ردا للتأويل لا للقراءة يعني أن تأويلهم باطل لأن نفيه عنه باعتبار الدين والعمل ويجوز أن يكون نفيا للقراءة يعني أنها قراءة باطلة لم ينزل بها جبرئيل ع. وفيه تأييد لما حررناه في مواضع من كتبنا من القدح في تواتر القراءات السبع وأنها إن ثبت تواترها فإنما هو عن القراء السبعة لا عن صاحب الوحي ص وذلك أن القراء في كثير من الموارد إذا ذكروا قراءة يقولون قرأ فلان كذا فيجعلون قراءة القرآن تسمية لقراءتهم ص وقد فصلنا الكلام في هذا المقام في شرحنا على تهذيب الحديث بما لا مزيد عليه

 وفيه عنه ع قال سأل الشامي أمير المؤمنين ع فقال ما بال الماعز مرفوعة الذنب بادية الحياء والعورة فقال لأن الماعز عصت نوحا ع لما أدخلها السفينة فدفعها فكسر ذنبها والنعجة مستورة الحياء والعورة لأن النعجة بادرت بالدخول إلى السفينة فمسح نوح ع يده على حيائها وذنبها فاستوت الألية

 علل الشرائع عن أبي عبد الله ع قال إن النجف كان جبلا وهو الذي قال ابن نوح سَآوِي إِلى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْماءِ ولم يكن على وجه الأرض جبل أعظم منه فأوحى الله عز وجل إليه يا جبل أ يعتصم بك مني فتقطع قطعا قطعا إلى بلاد الشام وصار رمادا دقيقا وصار بعد ذلك بحرا عظيما وكان يسمى ذلك البحر ببحر ني ثم جف بعد ذلك وقيل ني جف فسمي نجف ثم صار بعد ذلك يسمونه نجف لأنه كان أخف على ألسنتهم

 وفيه أنه لما ركب نوح ع في السفينة ألقى الله عز وجل السكينة على ما فيها من الدواب والطير والوحش فلم يكن شي‏ء فيها يضر شيئا كانت الشاة تحتك بالذئب والبقرة تحتك بالأسد وأذهب الله حمة كل ذي حمة فلم يزالوا كذلك في السفينة حتى خرجوا منها وكان الفأر قد كثر في السفينة والعذرة فأوحى الله عز وجل إلى نوح ع أن يمسح الأسد فمسحه فعطس فخرج من منخريه هران ذكر و أنثى فخف الفأر ومسح وجه الفيل فعطس فخرج من منخريه خنزيران ذكر وأنثى فخف العذرة

 وعن أبي عبد الله ع قال جاء نوح ع إلى الحمار ليدخله السفينة فامتنع عليه وكان إبليس بين أرجل الحمار فقال يا شيطان ادخل فدخل الحمار ودخل الشيطان

 وعنه ع قال ارتفع الماء زمن نوح ع على كل جبل وعلى كل سهل خمسة عشر ذراعا

 الفقيه قال أبو جعفر الباقر ع إن الحيض للنساء نجاسة رماهن الله عز وجل بها وقد كن النساء في زمن نوح ع إنما تحيض المرأة في كل سنة حتى خرجن نسوة من حجابهن وكن سبعمائة امرأة وانطلقن فلبسن المعصفرات من الثياب وتحلين وتعطرن ثم خرجن فتفرقن في البلاد فجلسن مع الرجال وشهدن الأعياد معهم وجلسن في صفوفهم فرماهن الله عز وجل بالحيض عند ذلك في كل شهر يعني أولئك النسوة بأعيانهن فسالت دماؤهن فخرجن من بين الرجال فكن يحضن في كل شهر حيضة فشغلهن الله تعالى بالحيض وكسر شهوتن قال وكان غيرهن من النساء اللواتي لم يفعلن مثل ما فعلن يحضن في كل سنة حيضة قال فتزوج بنو اللائي يحضن في كل شهر بنات اللاتي يحضن في كل سنة حيضة فامتزج القوم فحضن بنات هؤلاء وهؤلاء في كل شهر حيضة وكثر أولاد اللاتي يحضن في كل شهر حيضة لاستقامة الحيض وقل أولاد اللاتي يحضن في السنة حيضة لفساد الدم قال فكثر نسل أولئك

 الكافي عن أبي عبد الله ع قال لما أظهر الله نبوة نوح وأيقن الشيعة بالفرج اشتدت البلوى ووثبوا إلى نوح بالضرب المبرح حتى مكث في بعض الأوقات مغشيا عليه ثلاثة أيام يجري الدم من أذنه ثم أفاق وذلك بعد سنة ثلاثمائة من مبعثه وهو في خلال ذلك يدعوهم ليلا ونهارا فيهربون ويدعوهم سرا فلا يجيبون ويدعوهم علانية فيولون فهم بعد ثلاثمائة سنة بالدعاء عليهم وجلس بعد صلاة الفجر للدعاء فهبط إليه وفد من السماء السابعة وهم ثلاثة أملاك فسلموا عليه ثم قالوا له يا نبي الله حاجتنا أن تؤخر الدعاء على قومك فإنها أول سطوة لله عز وجل في الأرض قال قد أخرت الدعاء عليهم ثلاثمائة سنة أخرى وعاد إليهم فصنع ما كان يصنع ويفعلون ما كانوا يفعلون حتى إذا انقضت ثلاثمائة سنة أخرى ويئس من إيمانهم جلس في وقت ضحى النهار للدعاء فهبط إليه وفد من السماء السادسة فسلموا عليه وسألوه مثل ما سأله الوفد الأول فأجابهم مثل ما أجاب أولئك ثم عاد وقومه بالدعاء حتى انقضت ثلاثمائة سنة تتمة تسعمائة سنة فصارت إليه الشيعة وشكوا ما ينالهم من العامة والطواغيت وسألوه الدعاء بالفرج فأجابهم إلى ذلك وصلى ودعا فهبط جبرئيل ع فقال إن الله تبارك وتعالى قد أجاب دعوتك فقل للشيعة يأكلوا التمر ويغرسوا النوى ويراعوه حتى يثمر فإذا أثمر فرجت عنهم فعرفهم ذلك واستبشروا ففعلوا ذلك وراعوه حتى أثمر ثم سألوه أن ينجز لهم الوعد فسأل الله ذلك فأوحى الله إليه قل لهم كلوا هذا التمر واغرسوا النوى فإذا أثمرت فرجت عنكم فلما ظنوا أن الخلف قد وقع عليهم ارتد عنهم الثلث وبقي الثلثان فأكلوا التمر وغرسوا النوى حتى إذا أثمر أتوا به نوحا فسألوه أن ينجز لهم الوعد فسأل الله عز وجل عن ذلك فأوحى الله إليهم قل لهم كلوا التمر واغرسوا النوى فارتد الثلث الآخر وبقي الثلث فأكلوا التمر وغرسوا النوى فلما أثمر أتوا به نوحا ع فأخبروه وقالوا لم يبق منا إلا القليل ونحن نتخوف على أنفسنا بتأخر الفرج أن نهلك فصلى نوح ع فقال يا رب لم يبق من أصحابي إلا هذه العصابة وإني أخاف عليهم الهلاك إن تأخر الفرج فأوحى الله عز وجل إليه قد أجبت دعوتك فاصنع الفلك فكان بين إجابة الدعاء والطوفان خمسون سنة

أقول ورد في سبب التأخير تصفية المؤمنين من الكفار والمنافقين الذين يظهرون الإيمان ويسرون الكفر

وعن أبي عبد الله ع أنه قال لبعض غلمانه في شي‏ء جرى لئن انتهيت وإلا ضربتك ضرب الحمار قيل وما ضرب الحمار قال إن نوحا ع لما أدخل السفينة من كل زوجين اثنين جاء إلى الحمار فأبى أن يدخل فأخذ جريدة من نخل فضربه ضربة واحدة وقال له عبسا شيطانا أي ادخل يا شيطان

 المحاسن عن أبي عبد الله ع قال لما حسر الماء عن عظام الموتى فرأى ذلك نوح ع فجزع جزعا شديدا فاغتم بذلك فأوحى الله إليه أن كل العنب الأسود ليذهب غمك

 العياشي عن عبد الله العلوي قال كانت السفينة مطبقة بطبق وكان معه خرزتان تضي‏ء إحداهما بالنهار ضوء الشمس وتضي‏ء إحداهما بالليل ضوء القمر وكانوا يعرفون وقت الصلاة وكان آدم معه في السفينة فلما خرج من السفينة صير قبره تحت المنارة بمسجد منى

أقول أكثر الأخبار دالة على أن قبره بالنجف الأشرف ضجيع قبر أمير المؤمنين ع وقبر نوح ع

 وعن أبي عبد الله ع أن مدة لبثهم في السفينة سبعة أيام ولياليها

 وفي حديث آخر مائة وخمسين يوما بلياليها وقيل ستة أشهر

 العياشي عن الأعمش يرفعه إلى علي ع في قوله حَتَّى إِذا جاءَ أَمْرُنا وفارَ التَّنُّورُ فقال أما والله ما هو تنور الخبز ثم أومأ بيده إلى الشمس فقال طلوعها

 وفي تفسير العياشي عن أبي عبد الله ع قال صنعها في مائة سنة ثم أمره أن يحمل فيها من كل زوجين اثنين الأزواج الثمانية التي خرج بها آدم من الجنة لتكون معيشة لعقب نوح ع في الأرض كما عاش آدم ع فإن الأرض تغرق وما فيها إلا ما كان معه في السفينة قال فحمل نوح ع في السفينة الأزواج الثمانية التي قال الله وأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الْأَنْعامِ ثَمانِيَةَ أَزْواجٍ مِنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ ومِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ ومِنَ الْإِبِلِ اثْنَيْنِ ومِنَ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ فكان زوجين من الضأن زوج يربيها الناس ويقومون بأمرها وزوج من الضأن التي تكون في الجبال وهي الوحشية أحل لهم صيدها ومن المعز اثنين زوج يربيها الناس وزوج من الظباء ومن البقر اثنين زوج يربيه الناس وزوج هو البقر الوحشي ومن الإبل زوجين وهو البخاتي والعراب وكل طير وحشي وأنسي ثم غرقت الأرض

أقول المفسرون قالوا المراد بالزوجين الصنفان يعني الذكر والأنثى وما قاله ع هو الأصوب والأنسب

 وعنه ع قال ينبغي لولد الزنى أن لا تجوز شهادته ولا يؤم بالناس لم يحمله نوح في السفينة وقد حمل فيها الكلب والخنزير

 وعنه ع في قوله وما آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ قال آمن معه ثمانية نفر من قومه

 وعنه ع بأسانيد متعددة في قول الله ونادى نُوحٌ ابْنَهُ فقال ليس بابنه إنما هو ابن زوجته على لغة طي‏ء يقولون لابن المرأة ابنه

 وعن أبي الحسن ع أن الله أوحى إلى الجبال أني واضع سفينة نوح على جبل منكن في الطوفان فتطاولت وشمخت وتواضع جبل بالموصل يقال له الجودي فمرت السفينة تدور في الطوفان على الجبال كلها حتى انتهت إلى الجودي فوقفت عليه فقال نوح بارات قني بارات قني يعني اللهم أصلح اللهم أصلح وفي حديث آخر أنه ضرب جؤجؤ السفينة الجبل فخاف عليها فقال يا ماريا أتقن يعني رب أصلح وفي حديث آخر أنه قال يا رهمان أتقن وتأويلها رب أحسن

 وعن أبي عبد الله ع قال سأل نوح ربه أن ينزل على قومه العذاب فأوحى الله إليه أن يغرس نواة من النخل فإذا بلغت وأثمرت هلك قومه فغرس نوح النواة وأخبر أصحابه بذلك فلما أثمرت وأطعم أصحابه قالوا له يا نبي الله الوعد الذي وعدتنا فأوحى الله إليه أن يعيد الغرس ثانية حتى إذا بلغ النخل وأثمر فأكل منه نزل عليهم العذاب فأخبر نوح أصحابه بذلك فصاروا ثلاث فرق فرقة ارتدت وفرقة نافقت وفرقة ثبتت مع نوح ع ففعل نوح ع ذلك حتى إذا بلغت النخلة وأثمرت وأكل منها وأطعم أصحابه قالوا يا نبي الله الوعد الذي وعدتنا فدعا نوح ربه فأوحى الله إليه أن يغرس الغرسة الثالثة فإذا بلغ وأثمر أهلك قومه فأخبر أصحابه فافترقوا ثلاث فرق فرقة ارتدت وفرقة نافقت وفرقة ثبتت معه حتى فعل نوح ذلك عشر مرات وفعل الله بأصحابه الذين يبقون معه فيفترقون كل فرقة ثلاث فرق على ذلك فلما كان في العاشرة جاء إليه رجل من أصحابه فقال يا نبي الله فعلت بنا ما وعدت أو لم تفعل فأنت صادق نبي مرسل لا نشك فيك ولو فعلت ذلك بنا قال فعند ذلك من قولهم أهلكهم الله لقول نوح وأدخل الخاص معه السفينة فنجاهم الله تعالى ونجى نوحا معهم بعد ما صفوا وذهب الكدر منهم

كتاب القصص لمحمد بن جرير الطبري أن الله تعالى أكرم نوحا بطاعته وكان طوله ثلاثمائة وستين ذراعا بذراع زمانه وكان لباسه الصوف ولباس إدريس قبله الشعر وكان يسكن الجبال ويأكل من نبات الأرض

 

 وعن الصادق ع قال يوم النيروز هو اليوم الذي استوت فيه سفينة نوح ع على الجودي

دعوات الراوندي قال لما ركب نوح في السفينة أبى أن يحمل العقرب معه فقالت عاهدتك أن لا ألسع أحدا يقول سلام على محمد وآل محمد وعلى نوح في العالمين

 وقال علي ع صلى نبي الله نوح ع ومن معه ستة أشهر قعودا لأن السفينة كانت تنكفئ بهم 

 

باب 1- مدة عمره و ولادته و وفاته و علل تسميته و نقش خاتمه و جمل أحواله ع

 

باب 2- مكارم أخلاقه و ما جرى بينه و بين إبليس و أحوال أولاده و ما أوحي إليه و صدر عنه من الحكم و الأدعية و غيرها

 

باب 3- بعثته ع على قومه و قصة الطوفان