قصص هود النبي ع وقومه وعاد

في قصص هود النبي ع وقومه وعاد

قال الله تعالى وإِلى عادٍ أَخاهُمْ هُوداً قالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ أَ فَلا تَتَّقُونَ وقد ذكر الله سبحانه قصته في كثير من السور والآيات. وعاد هو عاد بن عوص بن إرم بن سام بن نوح أخاهم في النسب لأن هود بن شالخ بن أرفخشد بن نوح وقيل هو ابن عبد الله بن رياح بن حلوت بن عاد بن علوص بن آدم بن سام بن نوح كذا في كتاب النبوة وقد جعلهم الله سكان الأرض من بعد قوم نوح وزادهم بسطة في الخلق كان أطولهم مائة ذراع وأقصرهم سبعين ذراعا.

 وقال أبو جعفر الباقر ع كانوا كأنهم النخل الطوال فكان الرجل منهم يضرب الجبل بيده فيهدم منه قطعة

و كانوا يعبدون أصناما سموها آلهة ولذا قال لهم هود ع أَ تُجادِلُونَنِي فِي أَسْماءٍ سَمَّيْتُمُوها وقيل معناه تسميتهم لبعضها أنه يسقيهم المطر والأرض وأنه يأتيهم بالرزق والآخر أنه يشفي المرضى والآخر أنه يصحبهم في السفر وهؤلاء الذين أهلكهم الله بالريح خرج على قدر الخاتم وكانوا يقولون لنبيهم هود ولا نقول فيك إلا أنه أصابك بعض آلهتنا بسوء فخبل عقلك لسبك إياه وكانوا يبنون البنيان بالمواضع المرتفعة ليشرفوا على المارة فيسخروا بهم ويعبثوا منهم وقيل إن معنى قوله أَ تَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ هو اتخاذهم بروجا للحمام عبثا ولما دعاهم ولم ينفع بهم حبس الله سبحانه عنهم المطر فساق إليهم سحابة سوداء فاستبشروا وقالُوا هذا عارِضٌ مُمْطِرُنا فقال هود بل هو العذاب الذي طلبتموه فأرسل الله عليهم ريحا أهلكت كل شي‏ء واعتزل هود ومن معه في حظيرة لم يصبهم من تلك الريح إلا ما تلين على الجلود وتلتذ به الأنفس وإنها لتمر على عاد بالظعن ما بين السماء والأرض حتى ترى الظعينة كأنها جرادة وقد سخر تلك الريح عليهم سبع ليال وثمانية أيام قال وهب هي التي تسميها العرب أيام العجوز ذات برود ورياح شديدة وإنما نسبت إلى العجوز لأن عجوزا دخلت سربا فتبعتها الريح فقتلتها في اليوم الثامن. وفي تفسير علي بن إبراهيم أن عادا كانت بلادهم في البادية وكانت لهم زرع ونخل كثير ولهم أعمار طويلة وأجسام طويلة فعبدوا الأصنام فبعث الله إليهم هودا يدعوهم إلى الإسلام فأبوا ولم يؤمنوا بهود وآذوه فكفت السماء عنهم سبع سنين حتى قحطوا وكان هود زارعا وكان يسقي الزرع فجاء قوم إلى بابه يريدونه فخرجت عليهم امرأته شمطاء عوراء فقالت ومن أنتم فقالوا نحن من بلاد كذا وكذا أجدبت بلادنا فجئنا إلى هود نسأله أن يدعو الله حتى تمطر وتخصب بلادنا فقالت لو استجيب لهود لدعا لنفسه احترق زرعه لقلة الماء قالوا فأين هو قالت هو في موضع كذا وكذا فجاءوا إليه فقالوا يا نبي الله قد أجدبت بلادنا فاسأل الله أن يمطر بلادنا فصلى ودعا لهم فقال ارجعوا فقد أمطرتم فقالوا يا نبي الله لقد رأينا في بيتك عجبا امرأة شمطاء عوراء وحكوا له كلامها فقال هود تلك امرأتي وأنا أدعو الله لها بطول البقاء فقالوا وكيف ذلك قال لأنه ما خلق الله مؤمنا إلا وله عدو يؤذيه وهي عدوتي فلأن يكون عدوي ممن أملكه خير من أن يكون عدوي ممن يملكني فبقي هود في قومه يدعوهم إلى الله وينهاهم عن عبادة الأصنام حتى تخصب بلادهم وهو قوله عز وجل ويا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّماءَ عَلَيْكُمْ مِدْراراً ويَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلى قُوَّتِكُمْ ولا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ قالُوا يا هُودُ ما جِئْتَنا بِبَيِّنَةٍ وما نَحْنُ بِتارِكِي آلِهَتِنا عَنْ قَوْلِكَ وما نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ فلما لم يؤمنوا أرسل الله عليهم الريح الصرصر يعني الباردة وهو قوله في سورة القمر كَذَّبَتْ عادٌ فَكَيْفَ كانَ عَذابِي ونُذُرِ إِنَّا أَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ وحكى في سورة الحاقة فقال وأَمَّا عادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عاتِيَةٍ سَخَّرَها عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيالٍ وثَمانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً قال كان القمر منحوسا بزحل سبع ليال وثمانية أيام

 وعن أبي جعفر ع الريح العقيم تخرج من تحت الأرضين السبع وما خرج منها شي‏ء قط إلا على قوم عاد حين غضب الله عليهم فأمر الخزان أن يخرجوا منها مثل سعة الخاتم فعصفت على الخزنة فخرج منها مثل مقدار منخر الثور تغيظا منها على قوم عاد فضج الخزنة إلى الله من ذلك وقالوا يا ربنا إنها قد عتت علينا ونحن نخاف أن نهلك ممن لم يعصك من خلقك وعمار بلادك فبعث الله جبرئيل ع فردها بجناحه وقال لها اخرجي على ما أمرت به فرجعت وخرجت على ما أمرت به فأهلكت قوم عاد ومن كان بحضرتهم

 علي بن إبراهيم قال حدثني أبي قال أمر المعتصم أن يحفر بالبطانية بئر فحفروا ثلاثمائة قامة فلم يظهر الماء فتركه ولم يحفره فلما ولى المتوكل أمر أن يحفر ذلك البئر أبدا حتى يبلغ الماء فحفروا حتى وضعوا في كل مائة قامة بكرة حتى انتهوا إلى صخرة فضربوها بالمعول فانكسرت فخرجت عليهم منها ريح باردة فمات من كان بقربها فأخبروه بذلك فلم يعلم ما ذاك فقالوا سل ابن الرضا عن ذلك وهو أبو الحسن علي بن محمد العسكري ع فكتب إليه يسأله عن ذلك فقال ع تلك بلاد الأحقاف أي الرمل وهم قوم عاد الذين أهلكهم الله بالريح الصرصر وكان نبيهم هود وكانت بلادهم كثيرة الخير فحبس الله عنهم المطر سبع سنين حتى أجدبوا وذهب خيرهم وكان هود يدعوهم فلم يؤمنوا فأوحى الله إلى هود ع أن يأتيهم العذاب في وقت كذا وكذا ريح فيها عذاب أليم فلما كان ذلك الوقت نظروا إلى سحاب قد أقبلت ففرحوا بالمطر فقال هود ع بل هو عذاب استعجلتم بطلبه ريح فيها عذاب أليم فأصبحوا لا يرى إلا مساكنهم وكل هذه الأخبار من هلاك الأمم تخويف وتحذير لأمة محمد ص

 وقال ع الرياح خمسة منها العقيم فنعوذ بالله من شرها

 وقال رسول الله ص ما خرجت ريح قط إلا بمكيال إلا زمن عاد فإنها عتت على خزانها فخرجت في مثل خرق الأبر فأهلكت قوم عاد

 الكافي عن أبي جعفر ع قال إن لله جنودا من رياح يعذب بها من يشاء ممن عصاه ولكل ريح منها ملك موكل بها فإذا أراد الله أن يعذب قوما بنوع من العذاب أوحى إلى الملك الموكل بذلك النوع من الريح التي يريد أن يعذبهم بها قال فيأمرها الملك فتهيج كما يهيج الأسد المغضب قال ولكل ريح منهن اسم أ ما تسمع قوله تعالى في عاد إِنَّا أَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ وقال تعالى الرِّيحَ الْعَقِيمَ وقال رِيحٌ فِيها عَذابٌ أَلِيمٌ وقال فَأَصابَها إِعْصارٌ فِيهِ نارٌ فَاحْتَرَقَتْ وما ذكر من الرياح التي يعذب الله بها من عصاه

علل الشرائع بالإسناد عن وهب قال إن الريح تحت هذه الأرض التي نحن عليها قد زمت بسبعين ألف زمام من حديد قد وكل بكل زمام سبعون ألف ملك سلطها الله عز وجل على عاد استأذنت خزنة الريح ربها عز وجل أن يخرج منها في مثل منخري الثور ولو أذن الله عز وجل لها ما تركت شيئا على وجه الأرض إلا أحرقته فأوحى الله عز وجل إلى خزنة الريح أن أخرجوا منها مثل ثقب الخاتم فأهلكوا بها وبها ينسف الله عز وجل الجبال نسفا والتلال والآكام والمدائن والقصور يوم القيامة. وذلك قوله عز وجل يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْجِبالِ فَقُلْ يَنْسِفُها رَبِّي نَسْفاً فَيَذَرُها قاعاً صَفْصَفاً لا تَرى فِيها عِوَجاً ولا أَمْتاً والقاع الذي لا نبات فيها والصفصف الذي لا عوج فيه والأمت المرتفع وإنما سميت العقيم لأنها تلقحت بالعذاب وتعقمت عن الرحمة كتعقم الرجل إذا كان عقيما لا يولد له وطحنت تلك القصور والحصون والمدائن حتى صاروا رملا وإنما كثر الرمل في تلك البلاد لأن الريح طحنت تلك البلاد وعصفت عليهم سَبْعَ لَيالٍ وثَمانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً فَتَرَى الْقَوْمَ فِيها صَرْعى كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ خاوِيَةٍ وكانت ترفع الرجال والنساء فتهب بهم صعدا ثم ترمي بهم من الجو فيقعون على رءوسهم منكبين تقلع الرجال والنساء من تحت أرجلهم ثم ترفعهم وكانت الريح نقضت الجبال كما نقضت المساكن فتطحنها ثم تعود رملا دقيقا إنما سميت عاد إرم ذات العماد من أجل أنهم كانوا يسلخون العمد من الجبال فيجعلون طول العمد مثل طول الجبال الذي يسلخونه من أسفله إلى أعلاه ثم ينقلون تلك العمد فينصبونها ثم يبنون القصور عليها فسميت ذات العماد لذلك

 كتاب الإحتجاج عن علي بن يقطين قال أمر أبو جعفر الدوانيقي يقطين أن يحفر بئرا بقصر العبادي فلم يزل يقطين في حفرها حتى مات أبو جعفر ولم يستنبط منها الماء فأخبر المهدي بذلك فقال له احفر أبدا حتى يستنبط الماء ولو أنفقت جميع ما في بيت المال فوجه يقطين أخاه أبا موسى في حفرها فلم يزل يحفر حتى ثقبوا ثقبا في أسفل الأرض فخرجت منه الريح فهالهم ذلك فأخبروا به أبا موسى فقال أنزلوني وكان رأس البئر أربعين ذراعا في أربعين ذراع فأجلس في شق محمل ودلي في البئر فلما صار في قعرها نظر إلى هولها وسمع دوي الريح في أسفل ذلك فأمرهم أن يوسعوا الخرق فجعلوه شبه الباب العظيم ثم دلي فيه رجلان في شق محمل فقال ائتوني بخبر هذا فنزلا ومكثا مليا ثم حركا الحبل فأصعدا فقال لهما ما رأيتما قالا أمرا عظيما نساء ورجالا وبيوتا وآنية ومتاعا كلهم مسوخ من حجارة فأما الرجال والنساء فعليهم ثيابهم فمن بين قاعد ومضطجع ومتكئ فلما مسسناهم إذا ثيابهم تتقشأ مثل الهباء ومنازلهم قائمة فكتب بذلك أبو موسى إلى المهدي فكتب إلى المدينة إلى موسى بن جعفر ع يسأله أن يقدم عليه فقدم عليه فأخبره فبكى بكاء شديدا وقال يا أمير المؤمنين هؤلاء بقية أصحاب عاد غضب الله عليهم فساخت بهم منازلهم هؤلاء أصحاب الأحقاف أي الرمل

أقول قال المبرد المراد من الأحقاف الرمل الكثير وهي رمال بين عمان إلى حضرموت وقيل هي باليمن مشرفة على البحر. إكمال الدين مسندا إلى أبي وائل قال إن رجلا يقال له عبد الله بن قلابة خرج في طلب إبل له قد شردت فبينما هو في صحاري عدن في الفلوات إذ هو قد وقع على مدينة عليها حصن حول ذلك الحصن قصور كثيرة وأعلام طوال فلما دنا منها ظن أن فيها من يسأله عن إبله فلم ير داخلا ولا خارجا فنزل عن ناقته وعقلها وسل سيفه ودخل من باب الحصن فإذا هو ببابين عظيمين لم ير في الدنيا أعظم منهما ولا أطول وإذا خشبهما من أطيب عود وعليها نجوم من ياقوت أصفر وياقوت أحمر ضوؤها قد ملأ المكان فلما رأى ذلك المكان أعجبه ففتح أحد البابين ودخل فإذا هو بمدينة لم ير الراءون مثلها قط وإذا هو بقصور وكل قصر منها معلق تحته أعمدة من زبرجد وياقوت فوق كل قصر منها غرف وفوق الغرف غرف مبنية بالذهب والفضة واللؤلؤ والياقوت والزبرجد وعلى كل باب من أبواب تلك القصور مصاريع مثل مصاريع باب المدينة من عود طيب قد نضدت عليه اليواقيت وقد فرشت تلك القصور باللؤلؤ وبنادق المسك والزعفران فلما رأى ذلك ولم ير أحدا أفزعه ذلك ونظر إلى الأزقة وإذا في كل زقاق منها أشجار قد أثمرت تحتها أنهار تجري فقال هذه الجنة التي وعد الله عز وجل لعباده في الدنيا فالحمد لله الذي أدخلني الجنة فحمل من لؤلئها وبنادق المسك والزعفران ولم يستطع أن يقلع من زبرجدها ولا من ياقوتها لأنه كان مثبتا في أبوابها وجدرانها وكان اللؤلؤ وبنادق المسك والزعفران بمنزلة الرمل في تلك القصور والغرف كلها فأخذ منها ما أراد وخرج حتى أتى ناقته ركبها ثم سار يقفو أثره حتى رجع إلى اليمن وأظهر ما كان معه وأعلم الناس أمره وباع بعض ذلك اللؤلؤ وكان قد اصفر وتغير من طول ما مر عليه من الليالي والأيام فشاع خبره وبلغ معاوية بن أبي سفيان فأرسل رسولا إلى صاحب صنعاء وكتب بإشخاصه فشخص حتى قدم على معاوية فخلا به وسأله عما عاين فقص عليه أمر المدينة وما رأى فيها وعرض عليه ما حمله منها من اللؤلؤ وبنادق المسك والزعفران فقال والله ما أعطي سليمان بن

 داود مثل هذه المدينة فبعث معاوية إلى كعب الأحبار فقال له يا أبا إسحاق هل بلغك أن في الدنيا مدينة مبنية بالذهب والفضة وعمدها زبرجد وياقوت وحصار قصورها وغرفها اللؤلؤ وأنهار في الأزقة تجري من تحت الأشجار. قال كعب أما هذه المدينة صاحبها شداد بن عاد الذي بناها وأما المدينة فهي إرم ذات العماد وهي التي وصفها الله عز وجل في كتابه المنزل على نبيه محمد ص وذكر أنه لم يخلق مثلها في البلاد. قال معاوية حدثنا بحديثها فقال إن عاد الأولى وليس بعاد قوم هود كان له ابنان سمى أحدهما شديدا والآخر شدادا فهلك عاد وبقيا وملكا وتجبرا وأطاعهما الناس في الشرق والغرب فمات شديد وبقي شداد فملك وحده لم ينازعه أحد وكان مولعا بقراءة الكتب وكان كلما سمع بذكر الجنة وما فيها من البنيان والياقوت والزبرجد رغب أن يفعل مثل ذلك في الدنيا عتوا على الله عز وجل فجعل على صنعتها مائة رجل تحت كل واحد ألف من الأعوان فقال انطلقوا إلى أطيب فلاة في الأرض وأوسعها واعملوا لي فيها مدينة من ذهب وفضة وياقوت وزبرجد ولؤلؤ واصنعوا تحت تلك المدينة أعمدة من زبرجد وعلى المدينة قصورا وعلى القصور غرفا وفوق الغرف غرف واغرسوا تحت القصور وفي أزقتها أصناف الثمار كلها وأجروا فيها الأنهار حتى تكون تحت أشجارها فإني أرى في الكتب صفة الجنة وأنا أحب أن أجعل مثلها في الدنيا قالوا له كيف نقدر على ما وصفت لنا من الجواهر والذهب والفضة حتى يمكننا أن نبني مدينة كما وصفت قال شداد أ لا تعلمون أن ملك الدنيا بيدي قالوا بلى قال انطلقوا إلى كل معدن من معادن الجواهر والذهب والفضة فوكلوا بها حتى تجمعون ما تحتاجون إليه وخذوا جميع ما تجدونه في أيدي الناس من الذهب والفضة فكتبوا إلى ملك الشرق والغرب فجعلوا يجمعون الجواهر عشر سنين فبنوا له هذه المدينة في مدة ثلاثمائة سنة وعمر شداد تسعمائة سنة فلما أتوه وأخبروه بفراغهم منها قال فانطلقوا فاجعلوا عليها حصنا واجعلوا حول الحصن ألف قصر عند كل قصر ألف علم يكون في كل قصر من القصور وزير من وزرائي فرجعوا وعملوا ذلك كله ثم أتوه فأخبروه بالفراغ منها كما أمرهم فأمر الناس بالتجهيز إلى إرم ذات العماد فأقاموا في تجهيزهم إليها عشر سنين ثم سار الملك يريد إرم فلما كان من المدينة على مسيرة يوم وليلة بعث الله عز وجل عليه وعلى جميع من كان معه صيحة من السماء فأهلكتهم ولا دخل إرم ولا أحد ممن كان معه فهذه صفة إرم ذات العماد

 و إني لأجد في الكتب أن رجلا يدخلها ويرى ما فيها ثم يخرج فيحدث الناس بما رأى فلا يصدق وسيدخلها أهل الدين في آخر الزمان. وفي مجمع البيان في آخره وسيدخلها في زمانك رجل من المسلمين أحمر أشقر قصير على حاجبه خال وعلى عنقه خال يخرج من تلك الصحاري في طلب إبل له والرجل عند معاوية فالتفت إليه كعب وقال هذا والله ذلك الرجل 

 

باب - قصة شداد و إرم ذات العماد