أبواب ما تجب فيه الزّكاة و ما تستحبّ فيه

 باب 1 -وجوبها

1    الجعفريّات، أخبرنا محمّد حدّثني موسى حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ ع قال قال رسول اللّه ص ما هلك مال في برّ و لا بحر إلّا بمنع الزّكاة حصّنوا أموالكم بالزّكاة و داووا مرضاكم بالصّدقة و ردّوا أبواب البلاء بالدّعاء

2    دعائم الإسلام، عن جعفر بن محمّد ع أنّه قال ما فرض اللّه على هذه الأمّة شيئا أشدّ عليهم من الزّكاة و فيها يهلك عامّتهم

، و عنه ص أنّه قال في قول اللّه عزّ و جلّ حتّى إذا جاء أحدهم الموت قال ربّ ارجعون لعلّي أعمل صالحا فيما تركت قال ع يعني الزّكاة

   ، و عن عليّ ع أنّه قال لا يقبل اللّه الصّلاة ممّن منع الزّكاة

، و عنه عن رسول اللّه ص أنّه قال لا تتمّ صلاة إلّا بزكاة و لا تقبل صدقة من غلول و لا صلاة لمن لا زكاة له و لا زكاة لمن لا ورع له

، و عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن آبائه عن عليّ ع أنّه قال إنّ اللّه عزّ و جلّ فرض على أغنياء النّاس في أموالهم قدر الّذي يسع فقراءهم فإن ضاع الفقير أو أجهد أو عري فبما يمنع الغنيّ فإنّ اللّه محاسب الأغنياء في ذلك يوم القيامة و معذّبهم به عذابا أليما

، و عن جعفر بن محمّد ع أنّه قال إنّ اللّه فرض للفقراء في أموال الأغنياء ما يكتفون به فلو علم أنّ الّذي فرض لهم لا يكفيهم لزادهم و إنّما يؤتى الفقراء فيما أتوا من منع من يمنعهم حقوقهم لا من الفريضة لهم

، و عن عليّ ع أنّه قال للعابد ثلاث علامات الصّلاة و الصّوم و الزّكاة

، و عنه ع أنّه أوصى فقال في وصيّته أوصي ولدي و أهلي و جميع المؤمنين و المؤمنات بتقوى اللّه ربّهم اللّه اللّه في الزّكاة فإنّها تطفئ غضب ربّكم

10  ، و عنه عن رسول اللّه ص أنّه قال في الزّكاة إنّما يعطي أحدكم جزءا ممّا أعطاه اللّه فليعطه بطيب نفس منه و من أدّى زكاة ماله فقد ذهب عنه شرّه

11    محمّد بن مسعود العيّاشيّ في تفسيره، عن سماعة قال قال إنّ اللّه فرض للفقراء في أموال الأغنياء فريضة لا يحمدون بأدائها و هي الزّكاة بها حقنوا دماءهم و بها سمّوا المسلمين الخبر

12    السّيّد الرّضيّ في نهج البلاغة، عن أمير المؤمنين ع أنّه قال إنّ اللّه سبحانه فرض في أموال الأغنياء أقوات الفقراء فما جاع فقير إلّا بما متّع به غنيّ و اللّه تعالى جدّه سائلهم عن ذلك

13    فقه الرّضا، ع اعلم أنّ اللّه تبارك و تعالى فرض على الأغنياء الزّكاة بقدر مقدور و حساب محسوب فجعل عدد الأغنياء مائة و خمسة و تسعين و الفقراء خمسة و قسم الزّكاة على هذا الحساب فجعل على كلّ مائتين خمسة حقّا للضّعفاء و تحصينا لأموالهم لا عذر لصاحب المال في ترك إخراجه و قد قرنها اللّه بالصّلاة

14    تفسير الإمام، ع قال قال رسول اللّه ص آتوا الزّكاة من أموالكم المستحقّين لها من الفقراء و الضّعفاء لا تبخسوهم و لا توكسوهم و لا تيمّموا الخبيث أن تعطوهم فإنّ من أعطى زكاة ماله طيّبة بها نفسه أعطاه اللّه بكلّ حبّة منها قصرا في الجنّة من ذهب و قصرا من فضّة و قصرا من لؤلؤ و قصرا من زبرجد و قصرا من زمرّد و قصرا من جوهر و قصرا من نور ربّ العالمين و إن قصّر في الزّكاة قال اللّه تعالى يا عبدي أ تبخّلني أم تتّهمني أم تظنّ أنّي عاجز غير قادر على أن نؤدّيك سوف يردّ عليك يوم تكون فيه أحوج المحتاجين إن أدّيتها كما أمرت و سوف يردّ عليك إن بخلت يوم تكون فيه أخسر الخاسرين قال فسمع ذلك المسلمون فقالوا سمعنا و أطعنا يا رسول اللّه

15    البحار، عن كتاب الإمامة و التّبصرة عن محمّد بن عبد اللّه عن محمّد بن جعفر الرّزّاز عن خاله عليّ بن محمّد عن عمرو بن عثمان الخزّاز عن النّوفليّ عن السّكونيّ عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن آبائه ع قال قال رسول اللّه ص الزّكاة قنطرة الإسلام

16    تفسير الشّيخ أبي الفتوح الرّازيّ، عن أمير المؤمنين ع عن رسول اللّه ص أنّه قال في خطبة الوداع أيّها النّاس أدّوا زكاة أموالكم فمن لا يزكّي لا صلاة له و من لا صلاة له لا دين له و من لا دين له لا حجّ و لا جهاد له

17    محمّد بن عليّ بن شهرآشوب في المناقب، سئل الحسن بن عليّ ع عن بدو الزّكاة فقال إنّ اللّه تعالى أوحى إلى آدم أن زكّ عن نفسك يا آدم قال يا ربّ و ما الزّكاة قال صلّ لي عشر ركعات فصلّى ثمّ قال يا ربّ هذه الزّكاة عليّ و على خلق اللّه قال اللّه هذه الزّكاة عليك في الصّلاة و على ولدك في المال من جمع من ولدك مالا

18    كتاب عاصم بن حميد الحنّاط، عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال في حديث إنّ اللّه عزّ و جلّ نظر في أموال الأغنياء و نظر في الفقراء فجعل في أموال الأغنياء ما يكتفي به الفقراء و لو لم يكفهم لزادهم

  عوالي اللآّلي، عن النّبيّ ص أنّه قال إنّ اللّه فرض عليكم الزّكاة كما فرض الصّلاة زكّوا أموالكم تقبل صلاتكم

20  ، و روي أنّ الثّلاثة الّذين تخلّفوا في غزوة تبوك لمّا نزل في حقّهم و على الثّلاثة الّذين خلّفوا الآية و تاب اللّه عليهم قالوا خذ أموالنا يا رسول اللّه و تصدّق بها و طهّرنا من الذّنوب فقال ص ما أمرت أن آخذ من أموالكم شيئا فنزل خذ من أموالهم صدقة فأخذ منهم الزّكاة المفروضة شرعا

21    القطب الرّاونديّ في لبّ اللّباب، عن النّبيّ ص قال لا صلاة لمن لا زكاة له و إنّها من فطرة الإسلام

 و قال ص حصّنوا أموالكم بالزّكاة

 باب 2 -وجوب الجود و السّخاء بالزّكاة و نحوها من الواجبات

1    الجعفريّات، أخبرنا محمّد حدّثني موسى حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ ع قال قال رسول اللّه ص إذا أراد اللّه بعبد خيرا بعث إليه ملكا من خزّان الجنّة فيمسح صدره فتسخى نفسه بالزّكاة

، و بهذا الإسناد قال قال رسول اللّه ص السّخيّ قريب من اللّه تعالى قريب من النّاس قريب من الجنّة بعيد من النّار و البخيل بعيد من اللّه تعالى بعيد من النّاس بعيد من الجنّة قريب من النّار

، و بهذا الإسناد عن عليّ ع أنّه سئل عن السّخيّ فقال الّذي يأخذ المال من حلّه و يضعه في حلّه

، أخبرنا عبد اللّه عن محمّد بن محمّد بن الأشعث قال حدّثنا محمّد بن عزيز الآمليّ حدّثنا سليمان بن سلمة الخبائريّ حدّثنا يوسف بن السّفر حدّثنا الأوزاعيّ عن عروة عن عائشة قالت قال رسول اللّه ص ما جبل وليّ اللّه إلّا على السّخاء و حسن الخلق

، و عنه عن الشّريف أبي الحسن عليّ بن عبد الصّمد الهاشميّ عن أبي بكر محمّد بن عبد اللّه بن محمّد بن صالح الأبهريّ حدّثنا عبد اللّه بن محمّد بن وهب الحافظ قال حدّثنا محمّد بن المغيرة الخيرميّ قال حدّثنا إبراهيم بن بكر الشّيبانيّ قال حدّثنا العلاء بن خالد القرشيّ قال حدّثنا ثابت عن أنس بن مالك قال قال رسول اللّه ص الجنّة دار الأسخياء و الّذي نفسي بيده لا يدخل الجنّة بخيل و لا عاقّ والديه و لا منّان بما أعطى

6    فقه الرّضا، ع أروي عن العالم أنّه قال السّخاء شجرة في الجنّة أغصانها في الدّنيا فمن تعلّق بغصن منها أدّته إلى الجنّة و البخل شجرة في النّار أغصانها في الدّنيا فمن تعلّق بغصن من أغصانها أدّته إلى النّار أعاذنا اللّه و إيّاكم من النّار

، و روي أنّ رسول اللّه ص قال لعديّ بن حاتم طيّ دفع عن أبيك العذاب الشّديد لسخاوة نفسه

، و روي أنّ جماعة من الأسارى جاءوا بهم إلى رسول اللّه ص فأمر أمير المؤمنين ع بضرب أعناقهم ثمّ أمر بإفراد واحد لا يقتله فقال الرّجل لم أفردتني من أصحابي و الجناية واحدة فقال له إنّ اللّه تبارك و تعالى أوحى إليّ أنّك سخيّ قومك و لا أقتلك فقال الرّجل فإنّي أشهد أن لا إله إلّا اللّه و أنّك محمّد رسول اللّه قال فقاده السّخاء إلى الجنّة

   ، و روي الشّابّ السّخيّ المقترف للذّنوب أحبّ إلى اللّه من الشّيخ العابد البخيل

 و روي و إيّاك و السّخيّ فإنّ اللّه يأخذ بيده

10  ، و روي أنّ اللّه تبارك و تعالى يأخذ بناصية السّخيّ إذا عثر

 و روى هذه الأخبار السّتّة الشّيخ المفيد في الإختصاص، مثله

11    الشّيخ الطّوسيّ في أماليه، عن جماعة عن أبي المفضّل عن جعفر بن محمّد بن جعفر عن أيّوب بن محمّد بن فرّوخ عن سعيد بن مسلمة عن جعفر بن محمّد عن آبائه ص قال قال رسول اللّه ص إنّ السّخاء شجرة من أشجار الجنّة لها أغصان متدلّية في الدّنيا فمن كان سخيّا تعلّق بغصن من أغصانها فساقه ذلك الغصن إلى الجنّة و البخل شجرة من أشجار النّار لها أغصان متدلّية في الدّنيا فمن كان بخيلا تعلّق بغصن من أغصانها فساقه ذلك الغصن إلى النّار

 قال أبو المفضّل قال لنا أبو عبد اللّه الحسنيّ فحدّثني شيخ من أهلنا عن أبيه عن جعفر بن محمّد بحديثه هذا حديث السّخاء و البخيل قال فقال أبو عبد اللّه ع ليس السّخيّ المبذّر الّذي ينفق ماله في غير حقّه و لكنّه الّذي يؤدّي إلى اللّه عزّ و جلّ ما فرض عليه في ماله من الزّكاة و غيرها و البخيل الّذي لا يؤدّي حقّ اللّه عزّ و جلّ في ماله

12    الصّدوق في العيون، عن جعفر بن محمّد بن مسرور عن الحسين بن محمّد بن عامر عن المعلّى عن الحسن بن الوشّاء قال سمعت الرّضا ع يقول السّخيّ قريب من اللّه قريب من الجنّة قريب من النّاس و البخيل بعيد من اللّه بعيد من الجنّة بعيد من النّاس قال و سمعته يقول السّخاء شجرة في الجنّة من تعلّق بغصن من أغصانها دخل الجنّة

13    و في معاني الأخبار، عن محمّد بن إبراهيم الطّالقانيّ عن محمّد بن سعيد بن يحيى عن إبراهيم بن الهيثم عن أبيه البلديّ عن أبيه عن المعافى بن عمران عن إسرائيل عن المقدام بن شريح بن هانئ عن أبي السّرد قال سأل أمير المؤمنين ع ابنه الحسن بن عليّ ع فقال يا بنيّ ما العقل إلى أن قال فما السّماحة قال إجابة السّائل و بذل النّائل

14    مصباح الشّريعة، قال الصّادق ع السّخاء من أخلاق الأنبياء و هو عماد الإيمان و لا يكون مؤمنا إلّا سخيّ و لا يكون سخيّا إلّا ذو يقين و همّة عالية لأنّ السّخاء شعاع نور اليقين و من عرف ما قصد هان عليه ما بذل

 و قال النّبيّ ص ما جبل وليّ اللّه إلّا على السّخاء

 و قال ص لا يسمّى سخيّا إلّا الباذل في طاعة اللّه و لوجهه و لو كان برغيف أو شربة من ماء

 قال النّبيّ ص السّخيّ بما ملك و أراد به وجه اللّه تعالى و أمّا السّخيّ في معصية اللّه فحمّال سخط اللّه و غضبه و هو أبخل النّاس على نفسه فكيف لغيره حيث اتّبع هواه و خالف أمر اللّه

15    القطب الرّاونديّ في لبّ اللّباب، عن النّبيّ ص أنّه قال من أدّى زكاة ماله يسمّى في سماء الدّنيا سخيّا و في الثّانية جوادا و في الثّالثة معطيا و في السّادسة مباركا محفوظا منصورا و في السّابعة مغفورا

16    و فيه، و مرّ موسى ع على شابّ يصلّي صلاة حسنة فقال ما رأيت أحسن صلاة منه فأوحى اللّه إليه ما أجوده بالصّلاة و أبخله بالزّكاة لا أقبلها منه حتّى تحسن الصّلاة مع الزّكاة فإنّهما مقرونتان

17  ، و عن النّبيّ ص أنّه قال إنّ اللّه جاء بالإسلام فوضعه على السّخاء

18    سبط الطّبرسيّ في مشكاة الأنوار، نقلا عن المحاسن أنّه سئل أبو عبد اللّه ع عن حدّ السّخاء فقال تخرج من مالك الحقّ الّذي أوجبه اللّه عليك فتضعه في موضعه و سأل رجل أبا الحسن ع و هو في الطّواف فقال أخبرني عن الجواد فقال إنّ في كلامك وجهين فإن كنت تسأل عن المخلوقين فإنّ الجواد الّذي يؤدّي ما افترض اللّه عليه الخبر

19    الدّيلميّ في إرشاد القلوب، عن النّبيّ ص أنّه قال لمّا خلق اللّه الجنّة قالت يا ربّ لمن خلقتني قال لكلّ سخيّ تقيّ قالت رضيت يا ربّ

 باب 3 -تحريم منع الزّكاة

1    محمّد بن مسعود العيّاشيّ في تفسيره، عن ابن سنان عن أبي عبد اللّه عن أبيه عن آبائه ع قال قال رسول اللّه ص ما من ذي زكاة مال إبل و لا بقر و لا غنم يمنع زكاة ماله إلّا أقيم يوم القيامة بقاع قفر ينطحه كلّ ذات قرن بقرنها و ينهشه كلّ ذات ناب بأنيابها و يطؤه كلّ ذات ظلف بظلفها حتّى يفرغ اللّه من حساب خلقه و ما من ذي زكاة مال نخل و لا زرع و لا كرم يمنع زكاة ماله إلّا قلّدت أرضه في سبعة أرضين يطوّق بها إلى يوم القيامة

، و عن يوسف الطّاطريّ عمّن سمع أبا جعفر ع يقول و ذكر الزّكاة فقال الّذي يمنع الزّكاة يحوّل اللّه ماله يوم القيامة شجاعا من نار له ريمتان فيطوّقه إيّاه ثمّ يقال له الزمه كما لزمك في الدّنيا و هو قول اللّه سيطوّقون ما بخلوا به الآية

، و عنهم ع قال مانع الزّكاة يطوّق بشجاع أقرع يأكل من لحمه و هو قوله تعالى سيطوّقون ما بخلوا به الآية

   ، و عن محمّد بن مسلم قال سألت أبا جعفر ع عن قول اللّه عزّ و جلّ سيطوّقون ما بخلوا به يوم القيامة و للّه ميراث السّماوات و الأرض قال ما من عبد منع زكاة ماله إلّا جعل اللّه ذلك يوم القيامة ثعبانا من نار مطوّقا في عنقه ينهش من لحمه حتّى يفرغ من الحساب و هو قول اللّه سيطوّقون ما بخلوا به يوم القيامة قال ما بخلوا من الزّكاة

5    عوالي اللآّلي، عن أبي أيّوب الأنصاريّ عن رسول اللّه ص أيّما رجل له مال لم يعط حقّ اللّه منه إلّا جعله اللّه على صاحبه يوم القيامة شجاعا له ربيتان ينهشه حتّى يقضي بين النّاس فيقول ما لي و ما لك فيقول أنا كنزك الّذي جمعت لهذا اليوم قال فيضع يده في فيه فيقضمها

، و عن أبي ذرّ قال رأيت رسول اللّه ص و هو جالس في ظلّ الكعبة و هو يقول هم الأخسرون و ربّ الكعبة فقلت من هم يا رسول اللّه فقال ما من صاحب إبل أو غنم لا يؤدّي زكاته إلّا جاءت يوم القيامة أعظم ما كانت و أسمنه تنطحه بقرونها و تطؤه بأخفافها كلّما نفدت عليه آخرها أعيدت أوّلها

  تفسير الإمام، ع قال رسول اللّه ص من أدّى الزّكاة إلى مستحقّها و أقام الصّلاة على حدودها و لم يلحق بها من الموبقات ما يبطلها جاء يوم القيامة يغبطه كلّ من في تلك العرصات حتّى يرفعه نسيم الجنّة إلى أعلى غرفها و عاليها بحضرة من كان يواليه من محمّد و آله الطّاهرين ع و من بخل بزكاته و أدّى صلاته كانت محبوسة دوين السّماء إلى أن يجي‏ء حين زكاته فإن أدّاها جعلت كأحسن أفراس مطيّة لصلاته فحملتها إلى ساق العرش فيقول اللّه عزّ و جلّ سر إلى الجنان فاركض فيها إلى يوم القيامة فما انتهى إليه ركضك فهو كلّه بسائر ما تمسّه لباعثك فيركض فيها على أنّ كلّ ركضه مسيرة سنة في قدر لمحة بصره من يومه إلى يوم القيامة حتّى ينتهي به إلى حيث ما شاء اللّه تعالى فيكون ذلك كلّه له و مثله عن يمينه و شماله و أمامه و خلفه و فوقه و تحته و إن بخل بزكاته و لم يؤدّها أمر بالصّلاة فردّت إليه و لفّت كما يلفّ الثّوب الخلق ثمّ تضرب بها وجهه و يقال له يا عبد اللّه ما تصنع بهذا دون هذا

8    الجعفريّات، أخبرنا محمّد حدّثني موسى حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ ع قال قال رسول اللّه ص ما أكرم اللّه عزّ و جلّ رجلا إلّا زاد اللّه عليه البلاء و لا أعطى رجل زكاة ماله فنقصت من ماله و لا حبسها فزادت في ماله و لا سرق سارق إلّا حسب من رزقه

9    دعائم الإسلام، عنه ع مثله

 و فيه روّينا عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن آبائه عن أمير المؤمنين ص أنّ رسول اللّه ص قال لا تقوم السّاعة حتّى تكون الصّلاة منّا و الأمانة مغنما و الزّكاة مغرما

10  ، و عن عليّ ع أنّه قال من كثر ماله و لم يعط حقّه فإنّما ماله حيّات تنهشه يوم القيامة

11  ، و عن رسول اللّه ص أنّه لعن مانع الزّكاة و آكل الرّبا

12  ، و عن عليّ ع أنّه قال ما هلك مال في برّ و لا بحر إلّا لمنع الزّكاة منه فحصّنوا أموالكم بالزّكاة و داووا مرضاكم بالصّدقة و استدفعوا البلاء بالدّعاء

   ، و عن محمّد بن عليّ ع أنّه قال ما نقصت زكاة من مال قطّ و لا هلك مال في برّ و لا بحر أدّيت زكاته

 و روي أنّه إذا منع الغنيّ زكاة ماله حبس اللّه تعالى قطر السّماء

14    الشّيخ أبو الفتوح الرّازيّ في تفسيره، عن رسول اللّه ص أنّه قال عرض عليّ أعمال أهل الجنّة و النّار إلى أن قال وجدت أوّل من يدخل النّار ثلاثة أمير متسلّط لم يعدل و صاحب مال لا يعطي زكاة ماله و فقير متكبّر

15    كتاب جعفر بن محمّد بن شريح الحضرميّ، عن عبد اللّه بن طلحة قال قال أبو عبد اللّه ع ما ضاع من مال في برّ و لا بحر إلّا بمنع الزّكاة و حصّنوا أموالكم بالزّكاة و داووا مرضاكم بالصّدقة و ادفعوا أبواب البلاء بالاستغفار

16    القطب الرّاونديّ في فقه القرآن، عن النّبيّ ص أنّه قال ما من صاحب كنز لا يؤدّي زكاة كنزه إلّا جي‏ء بكنزه يوم القيامة فيحمى به جنبه و جبينه لعبوسه و ازوراره و جعل السّائل و السّاعي وراء ظهره

17    و روى في لبّ لبابه، عنه ص أنّه قال من كان له مال فلم يزكّه يبشّره كلّ يوم ألف ملك بالنّار إنّ اللّه جعل أرزاق الفقراء في أموال الأغنياء فإن جاعوا و عروا فبذنب الأغنياء و حقّ على اللّه أن يكبّهم في نار جهنّم

 و عنه ص أنّه قال لا صلاة لمن لا زكاة له

 باب 4 -ثبوت الكفر و الارتداد و القتل بمنع الزّكاة استحلالا و جحودا

1    دعائم الإسلام، عن عليّ ع عن رسول اللّه ص أنّ رجلا سأله فقال يا رسول اللّه قول اللّه عزّ و جلّ و ويل للمشركين الّذين لا يؤتون الزّكاة و هم بالآخرة هم كافرون قال لا يعاقب اللّه المشركين أ ما سمعت قوله فويل للمصلّين الّذين هم عن صلاتهم ساهون الّذين هم يراؤن و يمنعون الماعون ألا إنّ الماعون الزّكاة ثمّ قال و الّذي نفس محمّد بيده ما خان اللّه أحد شيئا من زكاة ماله إلّا مشرك باللّه

، و عن عليّ ع أنّه قال الماعون الزّكاة المفروضة و مانع الزّكاة كآكل الرّبا و من لم يزكّ ماله فليس بمسلم

3    الشّيخ أبو الفتوح الرّازيّ في تفسيره، عن رسول اللّه ص أنّه قال الزّكاة قنطرة الإسلام

4    الصّدوق في كمال الدّين، عن محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد قال حدّثنا محمّد بن الحسن الصّفّار عن يعقوب بن يزيد عن محمّد بن أبي عمير عن أبان بن عثمان عن أبان بن تغلب قال قال أبو عبد اللّه ع دمان في الإسلام حلال من اللّه عزّ و جلّ لا يقضي فيهما أحد بحكم اللّه عزّ و جلّ حتّى يبعث اللّه القائم من أهل البيت ع فيحكم بحكم اللّه عزّ و جلّ فيهما لا يريد على ذلك بيّنة الزّاني المحصن يرجمه و مانع الزّكاة يضرب عنقه

5    أحمد بن محمّد السّيّاريّ في كتاب التّنزيل و التّحريف، عن أبي عبد اللّه ع في قوله عزّ و جلّ ربّ ارجعون لعلّي أعمل صالحا فيما تركت قال نزلت فيمن ترك الزّكاة فما من أحد تركها إلّا و هو يقول ذلك عند الموت

6    كتاب حسين بن عثمان، عن رجل عن أبي عبد اللّه ع قال من منع قيراطا من الزّكاة فليس بمؤمن و لا مسلم متعمّدا لا و لا كرامة

7    عوالي اللآّلي، عن النّبيّ ص أنّه أخرج خمسة من المسجد و قال لا تصلّوا فيه و أنتم لا تزكّون

8    محمّد بن مسعود العيّاشيّ في تفسيره، عن أبي بصير قال سمعته ع يقول إنّ الّذين آمنوا ثمّ كفروا ثمّ آمنوا ثمّ كفروا ثمّ ازدادوا كفرا من زعم أنّ الخمر حرام ثمّ شربها و من زعم أنّ الزّنا حرام ثمّ زنى و من زعم أنّ الزّكاة حقّ و لم يؤدّها

 باب 5 -تحريم البخل و الشّحّ بالزّكاة و نحوها

1    أبو القاسم الكوفيّ في كتاب الأخلاق، عن رسول اللّه ص أنّه قال لا يجتمع الإيمان و البخل في قلب امرئ و قال لقبيلة من الأنصار يعرفون ببني سلمة من سيّدكم قالوا أبو الجار قيس و إنّا لنبخّله فينا فقال رسول اللّه ص و أيّ داء أدوى من البخل بل سيّدكم الأبيض الآثر هو عمرو بن الجموح

، و قال ص لو كان لكم في يدي مثل جبال تهامة مال لقسمته بينكم و لم تجدوني كذوبا و لا جبانا و لا بخيلا

، و قال ص ما أصاب عبد دينارا قطّ إلّا بشحّ و لا أصابته نكبة إلّا بذنب

 و قال ص ما يمحق الإيمان شي‏ء كتمحيق البخل له

 و قال ص صلاح الأمّة اليقين و الزّهد و فسادها بالأمل و البخل

 و قال المؤمن غرّ كريم و المنافق خبّ لئيم

 و قال ص في حديث و البخل و عبوس الوجه يكسبان البغاضة و يباعدان من اللّه و يدخلان النّار

4    الجعفريّات، بإسناده عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن جدّه عليّ بن أبي طالب ع قال ثلاث منجيات و ثلاث مهلكات فأمّا المنجيات فتقوى اللّه في السّرّ و العلانية و قول الحقّ في الغضب و الرّضى و إعطاء الحقّ من نفسك و أمّا المهلكات فشحّ مطاع و هوى متّبع و إعجاب المرء برأيه

، و بهذا الإسناد عن عليّ بن أبي طالب ع أنّه قال تسعة أشياء من تسعة أنفسهنّ منهنّ أقبح منهنّ من غيرهنّ ضيق الذّرع من الملوك و البخل من الأغنياء الخبر

، و بهذا الإسناد عن عليّ بن أبي طالب ع أنّ رسول اللّه ص مرّ على امرأة و هي تبكي على ولدها و هي تقول الحمد للّه مات شهيدا فقال رسول اللّه ص كفّي أيّتها الامرأة فلعلّه كان يبخل بما لا يضرّه و يقول فيما لا يعنيه

، و بهذا الإسناد عن عليّ ع قال قال رسول اللّه ص يا عليّ إيّاك و اللّؤم فإنّ اللّؤم كفر و الكفر في النّار و عليك بالبرّ و بالسّرّ و الكرم فإنّ البرّ و السّرّ و الكرم يذيب الخطايا كما تذيب الشّمس الجليد إنّ اللّه تعالى يقول أنا اللّه لا إله إلّا أنا و عزّتي و جلالي لا يدخل جنّتي لئيم

8    الشّيخ المفيد في الإختصاص، عن الصّادق ع أنّه قال حسب البخيل من بخله سوء الظّنّ بربّه من أيقن بالخلف جاد بالعطيّة

9    نهج البلاغة، قال أمير المؤمنين ع البخل عار و الجبن منقصة

  و قال ع البخل جامع لمساوئ العيوب و هو زمام يقاد به إلى كلّ سوء

 و فيه، في عهده ع للأشتر فإنّ البخل و الجبن و الحرص غرائز شتّى يجمعها سوء الظّنّ باللّه

10    الصّدوق في الخصال، عن أبيه عن محمّد بن يحيى العطّار عن محمّد بن أحمد عن موسى بن عمر عن أبي عليّ بن راشد رفعه إلى الصّادق ع أنّه قال خمس هنّ كما أقول ليست لبخيل راحة و لا لحسود لذّة و لا للملوك وفاء و لا للكذّاب مروّة و لا يسود سفيه

11    و في الأمالي، عن حمزة بن محمّد العلويّ عن أبي عبد اللّه عبد العزيز بن محمّد الأبهريّ عن محمّد بن زكريّا الجوهريّ عن شعيب بن واقد عن الحسين بن زيد عن الصّادق جعفر بن محمّد عن أبيه عن آبائه عن أمير المؤمنين ع عن النّبيّ ص أنّه قال إنّ اللّه عزّ و جلّ حرّم الجنّة على المنّان و البخيل و القتّات

  و في العيون، عن محمّد بن إبراهيم الطّالقانيّ عن الحسن بن عليّ العدويّ عن الهيثم بن عبد اللّه الرّمّانيّ عن الرّضا عن آبائه ع قال كان أمير المؤمنين ع يقول

خلقت الخلائق في قدرة فمنهم سخيّ و منهم بخيل‏فأمّا السّخيّ ففي راحة و أمّا البخيل فشؤم طويل

13    و في علل الشّرائع، عن محمّد بن موسى المتوكّل عن عبد اللّه بن جعفر الحميريّ عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن هشام بن سالم عن أبي بصير قال قلت لأبي جعفر ع كان رسول اللّه ص يتعوّذ من البخل فقال نعم يا أبا محمّد في كلّ صباح و مساء و نحن نتعوّذ باللّه من البخل اللّه يقول و من يوق شحّ نفسه فأولئك هم المفلحون و سأخبرك عن عاقبة البخل إنّ قوم لوط كانوا أهل قرية أشحّاء على الطّعام فأعقبهم البخل داء لا دواء له في فروجهم الخبر

14    عليّ بن إبراهيم في تفسيره، عن أبيه عن المفضّل بن أبي قرّة قال رأيت أبا عبد اللّه ع يطوف من أوّل اللّيل إلى الصّباح و هو يقول اللّهمّ قني شحّ نفسي فقلت جعلت فداك ما سمعتك تدعو بغير هذا فقال و أيّ شي‏ء أشدّ من شحّ النّفس إنّ اللّه يقول و من يوق شحّ نفسه فأولئك هم المفلحون

15    زيد النّرسيّ في أصله، عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال ما رأيت شيئا هو أضرّ في دين المسلم من الشّحّ

16    كتاب حسين بن عثمان بن شريك، عن الحسين بن مختار عن أبي عبد اللّه ع قال إنّ اللّه عزّ و جلّ يبغض الغنيّ الظّلوم و الشّيخ الفاجر و الصّعلوك المختال قال ثمّ قال أ تدرون و ما الصّعلوك المختال قال قلت القليل المال قال لا و لكنّه الغنيّ الّذي لا يتقرّب إلى اللّه بشي‏ء من ماله

17    الشّيخ أبو الفتوح في تفسيره، عن رسول اللّه ص أنّه قال ما طلعت شمس قطّ إلّا ليحيّيها ملكان يقولان اللّهمّ عجّل لمنفق خلفا و لممسك تلفا

18    زيد الزّرّاد في أصله، قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول خياركم سمحاؤكم و شراركم بخلاؤكم

  القطب الرّاونديّ في لبّ اللّباب، عن النّبيّ ص أنّه قال من أدّى الزّكاة و قرى الضّيف و أعطى في النّائبة فقد وقي من الشّحّ

20  ، و عنه ص قال إذا استطعمتم أهل قرية فلم يطعموكم فصلّوا منها على رأس ميل و انفضوا نعالكم من تربتها فيوشك أن ينزل بهم ما نزل بقوم لوط

21  ، و في الخبر أنّ اللّه تعالى قال للجنّة تكلّمي فقالت قد أفلح المؤمنون ثمّ قالت إنّي حرام على كلّ بخيل و مراء

22    القاضي أبو عبد اللّه القضاعيّ في الشّهاب، عن النّبيّ ص أنّه قال شرّ ما في الرّجل شحّ هالع أو جبن هالع

23    فقه الرّضا، ع و إيّاكم و البخل فإنّها عاهة لا تكون في حرّ و لا مؤمن إنّها حلّاقة الإيمان

24    الحسن بن فضل الطّبرسيّ في مكارم الأخلاق، من كتاب النّبوّة عن ابن عبّاس عن النّبيّ ص قال أنا أديب اللّه و عليّ ع أديبي أمرني ربّي بالسّخاء و البرّ و نهاني عن البخل و الجفاء و ما شي‏ء أبغض إلى اللّه عزّ و جلّ من البخل و سوء الخلق و إنّه ليفسد العمل كما يفسد الطّين العسل

25    عوالي اللآّلي، عن النّبيّ ص أنّه قال ما محق الإسلام شي‏ء محق الشّحّ إنّ لهذا الشّحّ دبيبا كدبيب النّمل و شعبا كشعب الشّرك

26    الشّيخ المفيد في أماليه، عن أبي غالب أحمد بن محمّد الرّازيّ عن محمّد بن جعفر الرّزّاز عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب عن الحسن بن محبوب عن جميل بن صالح عن بريد بن معاوية العجليّ عن أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر ع عن آبائه قال قال رسول اللّه ص يقول اللّه تعالى المعروف هديّة منّي إلى عبدي المؤمن إلى أن قال و أيّما عبد خلقته فهديته إلى الإيمان و حسّنت خلقه و لم أبتله بالبخل فإنّي أريد به خيرا

 باب 6 -تحريم منع كلّ حقّ واجب في المال

1    دعائم الإسلام، عن رسول اللّه ص أنّه قال إنّ للّه عزّ و جلّ بقاعا تدعى المنتقمات فصبّ عليهنّ من منع ماله من حقّه فينفقه فيهنّ

 و عنه ص أنّه قال أوّل من يدخل النّار أمير مسلّط لم يعدل و ذو ثروة من المال لا يعطي حقّه و مقتر فاجر

2    القطب الرّاونديّ في لبّ اللّباب، عنه ص أنّه قال كلّ مال أخرج منه حقّ اللّه فوقع في برّ أو بحر لا يعطب

3    ثقة الإسلام في الكافي، عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن فضّال عن حفص المؤذّن عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال في رسالته إلى أصحابه و إيّاكم أيّتها العصابة المرحومة المفضّلة على من سواها و حبس حقوق اللّه قبلكم يوما بعد يوم و ساعة بعد ساعة فإنّه من عجّل حقوق اللّه قبله كان اللّه أقدر على التّعجيل له إلى مضاعفة الخير في العاجل و الآجل و إنّه من أخّر حقوق اللّه قبله كان اللّه أقدر على تأخير رزقه و من حبس اللّه رزقه لم يقدر أن يرزق نفسه فأدّوا إلى اللّه حقّ ما رزقكم يطيّب لكم بقيّته و ينجز لكم ما وعدكم من مضاعفته لكم الأضعاف الكثيرة الّتي لا يعلم بعددها و لا بكنه فضلها إلّا اللّه ربّ العالمين الخبر

 و رواه بطريقين آخرين

4    الشّيخ المفيد في الإختصاص، عن إسماعيل بن جابر عن أبي عبد اللّه ع قال سمعته يقول ما من عبد ضيّع حقّا إلّا أعطى في باطل مثله الخبر

 باب 7 -ما يتأكّد استحقاقه من الحقوق في المال سوى الزّكاة و جملة من أحكامها

1    الصّدوق في الهداية، سئل الصّادق ع عن قول اللّه عزّ و جلّ في أموالهم حقّ معلوم للسّائل و المحروم قال هذا شي‏ء سوى الزّكاة و هو شي‏ء يجب أن يفرضه على نفسه كلّ يوم أو كلّ جمعة أو كلّ شهر أو كلّ سنة

، و عنه ع أنّه سئل عن قول اللّه عزّ و جلّ و يمنعون الماعون قال القرض تقرضه و المعروف تصنعه و متاع البيت تعيره

3    محمّد بن مسعود العيّاشيّ في تفسيره، عن محمّد بن مروان عن جعفر بن محمّد عن أبيه ع أنّه سأله رجل في الحجر عن أشياء إلى أن قال فأخبرني عن قوله في أموالهم حقّ معلوم ما هذا الحقّ المعلوم قال هو الشّي‏ء يخرجه الرّجل من ماله ليس من الزّكاة فيكون للنّائبة و الصّلة قال صدقت قال فعجب أبي من قوله صدقت قال ثمّ قام الرّجل فقال أبي عليّ بالرّجل قال فطلبته فلم أجده

، و عن زرعة عن سماعة قال قال إنّ اللّه فرض للفقراء في أموال الأغنياء فريضة لا يحمدون بأدائها و بها حقنوا دماءهم و بها سمّوا مسلمين و لكنّ اللّه فرض في الأموال حقوقا غير الزّكاة و قد قال اللّه تعالى و ينفقوا ممّا رزقناهم سرّا و علانية

5    عليّ بن إبراهيم في تفسيره، في سياق قصّة أبي ذرّ مع عثمان إلى أن قال فنظر عثمان إلى كعب الأحبار فقال يا أبا إسحاق ما تقول في رجل أدّى زكاة ماله المفروضة هل يجب عليه فيما بعد ذلك فيه شي‏ء فقال لو اتّخذ لبنة من ذهب و لبنة من فضّة ما وجب عليه شي‏ء فرفع أبو ذرّ عصاه فضرب به رأس كعب ثمّ قال له يا ابن اليهوديّة الكافرة ما أنت و النّظر في أحكام المسلمين قول اللّه أصدق من قولك حيث قال الّذين يكنزون الذّهب و الفضّة الآية

  القطب الرّاونديّ في قصص الأنبياء، بإسناده عن الصّدوق عن أحمد الهمدانيّ عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن أبان بن تغلب عن عكرمة عن ابن عبّاس في قوله تعالى و إذ أخذنا ميثاقكم لا تسفكون دماءكم و لا تخرجون أنفسكم من دياركم دخل أبو ذرّ عليلا متوكّئا على عصاه على عثمان إلى أن قال فقال عثمان لكعب الأحبار ما تقول في رجل أدّى زكاة ماله هل يجب عليه بعد ذلك شي‏ء قال لا لو اتّخذ لبنة من ذهب و لبنة من فضّة فقال أبو ذرّ رضي اللّه عنه يا ابن اليهوديّة ما أنت و النّظر في أحكام المسلمين فقال عثمان لو لا صحبتك لقتلتك

7    البحار، عن تقريب المعارف لابن البرّاج من تاريخ الثّقفيّ بإسناده عن سهل بن سعد السّاعديّ قال كان أبو ذرّ جالسا عند عثمان و كنت عنده جالسا إذ قال عثمان أ رأيتم من أدّى زكاة ماله هل في ماله حقّ غيره قال كعب الأحبار لا فدفع أبو ذرّ بعصاه في صدر كعب ثمّ قال يا ابن اليهوديّتين أنت تفسّر كتاب اللّه برأيك ليس البرّ أن تولّوا وجوهكم قبل المشرق و المغرب و لكنّ البرّ من آمن باللّه إلى قوله و آتى المال على حبّه ذوي القربى و اليتامى و المساكين ثمّ قال أ لا ترى أنّ على المصلّي بعد إيتاء الزّكاة حقّا

   باب 8- وجوب الزّكاة في تسعة أشياء الذّهب و الفضّة و الإبل و البقر و الغنم و الحنطة و الشّعير و التّمر و الزّبيب و عدم وجوبها في شي‏ء سوى ذلك من الحبوب و غيرها

1    فقه الرّضا، ع إنّ اللّه تعالى فرض الزّكاة على الأغنياء إلى أن قال و وضعها رسول اللّه ص على تسعة أصناف الذّهب و الفضّة و الحنطة و الشّعير و التّمر و الزّبيب و الإبل و البقر و الغنم و روي عن الجواهر و الطّيب و ما أشبه هذه الصّنوف من الأموال

2    الصّدوق في الهداية، سئل الصّادق ع عن الزّكاة على كم أشياء هي فقال على الحنطة و الشّعير و التّمر و الزّبيب و الإبل و البقر و الغنم و الذّهب و الفضّة و عفا رسول اللّه ص عمّا سوى ذلك فقال له السّائل فإنّ عندنا حبوبا مثل الأرزّ و السّمسم و أشباه ذلك فقال الصّادق ع أقول لك إنّ رسول اللّه ص عفا عمّا سوى ذلك فتسألني

3    عوالي اللآّلي، عن النّبيّ ص أنّه قال فرض اللّه الزّكاة فجعله في تسعة الإبل و البقر و الغنم و الذّهب و الفضّة و الحنطة و الشّعير و التّمر و الزّبيب

   باب 9- استحباب الزّكاة فيما سوى الغلّات الأربع من الحبوب الّتي تكال و عدم وجوبها فيما عدا الأربع و تساوي الجميع في الشّرائط

1    دعائم الإسلام، روّينا عن جعفر بن محمّد ع أنّه سئل عن السّمسم و الأرزّ و غير ذلك من الحبوب هل تزكّى فقال نعم هي كالحنطة و التّمر

2    زيد الزّرّاد في أصله، عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال كلّ شي‏ء يدخل فيه القفزان و الميزان ففيه الزّكاة

 باب 10 -عدم وجوب الزّكاة في الخضر و البقول كالقصب و البطّيخ و الغضا و الرّطبة و القطن و الزّعفران و الأشنان و الفواكه و نحوها و كلّ ما يفسد من يومه إلّا أن يباع بذهب أو فضّة فتجب في ثمنه بعد الحول

1    الجعفريّات، أخبرنا محمّد حدّثني موسى حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه أنّ عليّا ع قال إنّ اللّه تعالى عفا لكم عن صدقة الخيل إلى أن قال و عن الخضر

  فقه الرّضا، ع و ليس في سائر الأشياء مثل القطن و الزّعفران و الخضر و الثّمار و الحبوب سوى ما ذكرت لك زكاة إلّا أن يباع و يحول على ثمنه الحول

3    الصّدوق في المقنع، و ليس في العطر و الزّعفران و الخضر و الثّمار و الحبوب زكاة حتّى تباع و يحول على ثمنه الحول

4    زيد الزّرّاد في أصله، عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال كلّ شي‏ء يدخل فيه القفزان و الميزان ففيه الزّكاة إذا حال عليه الحول إلّا ما انفسد إلى الحول و لم يمكن حبسه فذلك يجب الزّكاة فيه على ثمنه إذا حال عليه الحول من يوم بيعه فيبقى ثمنه عنده إلى الحول قلت مثل أيّ شي‏ء الّذي يفسد فقال مثل البقول و الفاكهة الرّطبة و أشباه ذلك

 باب 11 -عدم وجوب الزّكاة في الجوهر و أشباهه و إن كثر

1    الجعفريّات، بالإسناد المتقدّم عن عليّ ع أنّه قال إنّ اللّه تعالى عفا لكم عن صدقة الخيل إلى أن قال و عن الياقوت و عن الجواهر و عن متاع البيوت

2    دعائم الإسلام، عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن آبائه عن رسول اللّه ص أنّه أسقط الزّكاة عن الدّرّ و الياقوت و الجوهر كلّه ما لم يرد به التّجارة

3    فقه الرّضا، ع و روي عن الجواهر و الطّيب و ما أشبه هذه الصّنوف من الأموال

 باب 12 -تأكّد استحباب الزّكاة في مال التّجارة بشرط أن يطلب برأس ماله أو زيادة في الحول كلّه فإن طلب بنقيصة و لو في بعض الحول لم تستحبّ إلّا أن يباع ثمّ يحول على الثّمن الحول فتجب و إن مضى له على النّقيصة أحوال زكّاه لحول واحد استحبابا

1    دعائم الإسلام، عن جعفر بن محمّد ع أنّه قال ما اشترى للتّجارة فأعطى به رأس ماله أو أكثر فحال عليه الحول و لم يبعه ففيه الزّكاة و إن بار عليه و لم يجد رأس ماله لم يزكّه حتّى يبيعه

2    فقه الرّضا، ع و إن كان مالك في تجارة و طلب منك المتاع برأس مالك و لم تبعه تبغي بذلك الفضل فعليك زكاته إذا جاء عليك الحول و إن لم يطلب منك برأس مالك فليس عليك الزّكاة

  الصّدوق في المقنع، مثله و فيه إذا حال عليه الحول و فيه منك المتاع إلى آخره و فيه عليك زكاته

 باب 13 -عدم جواز التّجارة بمال لم يزكّه صاحبه أو العامل به و أنّه يكفي العامل قول صاحبه أنّه يزكّيه

1    دعائم الإسلام، عن جعفر بن محمّد عن آبائه عن عليّ ع أنّ رسول اللّه ص نهى أن يحلف النّاس على صدقاتهم و قال هم فيها مأمونون

 باب 14 -استحباب الزّكاة في الخيل و الإناث السّائمة طول الحول عن كلّ فرس عتيق ديناران و عن كلّ برذون دينار كلّ عام و عدم استحباب الزّكاة في الذّكور من الخيل و لا في المعلوفة و لا في العوامل و لا في البغال و الحمير

1    الجعفريّات، بالإسناد السّابق عن عليّ ع أنّه قال إنّ اللّه تعالى عفا لكم عن صدقة الخيل المسوّمة و عن البقر العوامل و عن الإبل النّواضح

  دعائم الإسلام، عن رسول اللّه ص أنّه عفا عن صدقة الخيل و البغال و الحمير و الرّقيق

3    الحسن بن محمّد بن الحسن القمّيّ المعاصر للصّدوق في تاريخ قمّ، عن النّبيّ ص أنّه قال ليس في الجبهة و لا في النّخّة و لا في الكسعة صدقة

 الجبهة الخيل و النّخّة البغال و الكسعة الحمير كذا فسّره في ترجمة التّاريخ و في كتب اللّغة النّخّة البقر العوامل

 باب 15 -عدم وجوب الزّكاة في شي‏ء من الحيوان غير الأنعام الثّلاث فلا يجب في الرّقيق إلّا الفطرة و زكاة ثمنه إذا بيع و حال عليه الحول و لا في الرّحى و لا تستحبّ في الرّقيق إلّا أن تراد به التّجارة

1    دعائم الإسلام، عن جعفر بن محمّد ع أنّه قال الزّكاة في الإبل و البقر و الغنم السّائمة يعني الرّاعية و ليس في شي‏ء من الحيوان غير هذه الثّلاثة الأصناف شي‏ء

، و عن عليّ ع أنّ رسول اللّه ص عفا عن الدّور و الخدم و الكسوة و الأثاث ما لم يرد بشي‏ء من ذلك التّجارة

  الجعفريّات، بالإسناد السّابق عن عليّ ع أنّه قال إنّ اللّه تعالى عفا عن صدقة المملوكين

 باب 16 -نوادر ما يتعلّق بأبواب ما تجب فيه الزّكاة و ما تستحبّ

1    تفسير الإمام، ع و آتوا الزّكاة من المال و الجاه و قوّة البدن و من المال مواساة إخوانكم المؤمنين و من الجاه إيصالهم إلى ما يتقاعسون عنه لضعفهم من حوائجهم المتردّدة في صدورهم و بالقوّة معونة أخ لك قد سقط حماره أو حمله في صحراء أو طريق و هو يستغيث فلا يغاث تعينه حتّى تحمل عليه متاعه و تركبه عليه و تنهضه حتّى تلحقه القافلة و أنت في ذلك كلّه معتقد لموالاة محمّد و آله الطّيّبين فإنّ اللّه تعالى يزكّي أعمالك و يضاعفها بموالاتك لهم و تبرّئك من أعدائهم

، و قال عليّ ع في قوله تعالى و أقام الصّلاة و آتى الزّكاة الواجبة عليه لإخوانه المؤمنين فإن لم يكن له مال يزكّيه فزكاة بدنه و عقله و هو أن يجهر بفضل عليّ و الطّيّبين من آله إذا قدر و يستعمل التّقيّة عند البلايا إذا عمّت و المحن إذا نزلت و الأعداء إذا غلبوا و يعاشر عباد اللّه بما لا يثلم دينه و لا يقدح في عرضه و بما يسلم معه دينه و دنياه الخبر

3    مصباح الشّريعة، قال الصّادق ع على كلّ جزء من أجزائك زكاة واجبة للّه عزّ و جلّ بل على كلّ منبت شعر من شعرك بل على كلّ لحظة من لحظاتك زكاة فزكاة العين النّظرة بالعبرة و الغضّ عن الشّهوات و ما يضاهيها و زكاة الأذن استماع العلم و الحكمة و القرآن و فوائد الدّين من الموعظة و النّصيحة و ما فيه نجاتك و الإعراض عمّا هو ضدّه من الكذب و الغيبة و أشباهها و زكاة اللّسان النّصح للمسلمين و التّيقّظ للغافلين و كثرة التّسبيح و الذّكر و غيرها و زكاة اليد البذل و العطاء و السّخاء بما أنعم اللّه عليك به و تحريكها بكتابة العلم و منافع ينتفع بها المسلمون في طاعة اللّه و القبض عن الشّرور و زكاة الرّجل السّعي في حقوق اللّه تعالى من زيارة الصّالحين و مجالس الذّكر و إصلاح النّاس و صلة الرّحم و الجهاد و ما فيه صلاح قلبك و سلامة دينك هذا ممّا يحتمل القلوب فهمه و النّفوس استعماله و ما لا يشرف عليه إلّا عباده المخلصون و المقرّبون أكثر من أن يحصى و هم أربابه و هو شعارهم دون غيرهم

  دعائم الإسلام، عن رسول اللّه ص أنّه أوجب في العسل العشر

5    ثقة الإسلام في الكافي، عن العدّة عن أحمد بن محمّد بن خالد البرقيّ عن أبيه عن أحمد بن النّضر عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر ع قال زكاة العلم أن تعلّمه عباد اللّه

6    عبد الواحد بن محمّد الآمديّ في الغرر و الدّرر، عن أمير المؤمنين ع أنّه قال زكاة العلم نشره زكاة الجاه بذله زكاة الحلم الاحتمال زكاة المال الإفضال زكاة القدرة الإنصاف زكاة الجمال العفاف زكاة الظّفر الإحسان زكاة البدن الجهاد و الصّيام زكاة اليسار برّ الجيران و صلة الأرحام زكاة الصّحّة السّعي في طاعة اللّه زكاة الشّجاعة الجهاد في سبيل اللّه زكاة السّلطان إغاثة الملهوف زكاة النّعم اصطناع المعروف زكاة العلم بذله لمستحقّه و إجهاد النّفس في العمل به

7    ثقة الإسلام في الكافي، عن عليّ بن إبراهيم عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة عن أبي عبد اللّه ع قال قال النّبيّ ص يوما لأصحابه ملعون كلّ مال لا يزكّى ملعون كلّ جسد لا يزكّى و لو في كلّ أربعين يوما مرّة فقيل يا رسول اللّه أمّا زكاة المال فقد عرفناها فما زكاة الأجساد فقال لهم أن تصاب بآفة قال فتغيّرت وجوه الّذين سمعوا ذلك منه فلمّا رآهم قد تغيّرت ألوانهم قال لهم هل تدرون ما عنيت بقولي قالوا لا يا رسول اللّه قال بلى الرّجل يخدش الخدشة و ينكب النّكبة و يعثر العثرة و يمرض المرضة و يشاك الشّوكة و ما أشبه هذا حتّى ذكر في آخر حديثه اختلاج العين

8    السّيّد فضل اللّه الرّاونديّ في نوادره، عن الشّهيد أبي المحاسن عبد الواحد بن إسماعيل عن أبي عبد اللّه محمّد بن الحسن التّميميّ عن سهل بن أحمد الدّيباجيّ عن أبي عليّ محمّد بن محمّد بن الأشعث الكوفيّ عن موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر ع عن أبيه إسماعيل عن أبيه موسى عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ بن أبي طالب ع قال قال رسول اللّه ص لكلّ شي‏ء زكاة و زكاة الأجساد الصّيام