أبواب الصّوم المندوب

 باب 1 -استحباب صوم كلّ يوم عدا الأيّام المحرّمة

1    الجعفريّات، أخبرنا محمّد حدّثني موسى حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ ع قال قال رسول اللّه ص وكّل اللّه تعالى ملائكة بالدّعاء للصّائمين

، و بهذا الإسناد قال قال رسول اللّه ص نوم الصّائم عبادة و نفسه تسبيح

، و بهذا الإسناد قال قيل يا رسول اللّه ما الّذي يباعد الشّيطان منّا قال الصّوم للّه يسوّد وجهه و الصّدقة تكسر ظهره و الحبّ في اللّه عزّ و جلّ و المواظبة على العمل تقطع دابره و الاستغفار يقطع وتينه

4    دعائم الإسلام، عن جعفر بن محمّد ع أنّه قال ثلاثة من روح اللّه التّهجّد في اللّيل بالصّلاة و لقاء الإخوان و الصّوم

، و عن رسول اللّه ص أنّه قال لكلّ شي‏ء زكاة و زكاة الأبدان الصّيام

، و عن عليّ ع أنّه قال سبع من سوابق الإيمان فتمسّكوا بهنّ شهادة أن لا إله إلّا اللّه و أنّ محمّدا عبده و رسوله و حبّ أهل بيت نبيّ اللّه حقّا حقّا من قبل القلوب لا الزّحم بالمناكب و مفارقة القلوب و الجهاد في سبيل اللّه و الصّيام في الهواجر و إسباغ الوضوء في السّبرات و المحافظة على الصّلوات و حجّ بيت اللّه الحرام

 و عن رسول اللّه ص أنّه قال نوم الصّائم عبادة و نفسه تسبيح

، و عنه ص أنّه قال يقول اللّه عزّ و جلّ الصّوم لي و أنا أجزى به و للصّائم فرحتان فرحة حين يفطر و فرحة حين يلقى ربّه و الّذي نفس محمّد بيده لخلوف فم الصّائم أطيب عند اللّه من ريح المسك

8    أحمد بن محمّد بن فهد الحلّيّ في كتاب التّحصين، نقلا عن الشّيخ أبي محمّد جعفر بن أحمد بن عليّ القمّيّ في كتابه المنبئ عن زهد النّبيّ ص قال حدّثنا أحمد بن عليّ بن بلال قال حدّثنا عبد الرّحمن بن حمدان قال حدّثنا الحسن بن محمّد حدّثنا أبو الحسن بشر بن أبي بشر البصريّ قال أخبرني الوليد بن عبد الواحد قال حدّثنا حنان البصريّ عن إسحاق بن نوح عن محمّد بن عليّ عن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل قال سمعت النّبيّ ص و أقبل على أسامة بن زيد فقال يا أسامة عليك بطريق الحقّ و إيّاك و أن تختلج دونه بزهرة رغبات الدّنيا و غضارة نعيمها و بائد سرورها و زائل عيشها فقال أسامة يا رسول اللّه ما أيسر ما ينقطع به ذلك الطّريق قال السّهر الدّائم و الظّمأ في الهواجر و كفّ النّفس عن الشّهوات و ترك اتّباع الهوى و اجتناب أبناء الدّنيا يا أسامة عليك بالصّوم فإنّه قربة إلى اللّه و ليس شي‏ء أطيب عند اللّه من ريح فم صائم ترك الطّعام و الشّراب للّه ربّ العالمين و آثر اللّه على ما سواه و ابتاع آخرته بدنياه فإن استطعت أن يأتيك الموت و أنت جائع و كبدك ظمآن فافعل فإنّك تنال بذلك أشرف المنازل و تحلّ مع الأبرار و الشّهداء و الصّالحين الخبر

9    مصباح الشّريعة، قال الصّادق ع قال رسول اللّه ص الصّوم جنّة أي ستر من آفات الدّنيا و حجاب من عذاب الآخرة إلى أن قال و قال رسول اللّه ص قال اللّه تعالى الصّوم لي و أنا أجزى به فالصّوم يميت مراد النّفس و شهوة الطّبع الحيوانيّ و فيه صفاء القلب و طهارة الجوارح و عمارة الظّاهر و الباطن و الشّكر على النّعم و الإحسان إلى الفقراء و زيادة التّضرّع و الخشوع و البكاء و حبل الالتجاء إلى اللّه و سبب انكسار الشّهوة و تخفيف السّيّئات و تضعيف الحسنات و فيه من الفوائد ما لا يحصى و كفى بما ذكرناه منه لمن عقله و وفّق لاستعماله

10    الحسن بن أبي الحسن الدّيلميّ في إرشاد القلوب، عن أمير المؤمنين ع عن النّبيّ ص أنّه قال في ليلة المعراج يا ربّ ما أوّل العبادة قال أوّل العبادة الصّمت و الصّوم قال يا ربّ و ما ميراث الصّوم قال يورث الحكمة و الحكمة تورث المعرفة و المعرفة تورث اليقين فإذا استيقن العبد لا يبالي كيف أصبح بعسر أم بيسر و إذا كان العبد في حالة الموت يقوم على رأسه ملائكة بيد كلّ ملك كأس من ماء الكوثر و كأس من الخمر يسقون روحه حتّى تذهب سكرته و مرارته و يبشّرونه بالبشارة العظمى و يقولون له طبت و طاب مثواك إنّك تقدم على العزيز الكريم الحبيب القريب فتطير الرّوح من أيدي الملائكة فتصعد إلى اللّه تعالى في أسرع من طرفة عين و لا يبقى حجاب و لا ستر بينها و بين اللّه تعالى و اللّه عزّ و جلّ إليها مشتاق و يجلس على عين عند العرش ثمّ يقال لها كيف تركت الدّنيا فيقول إلهي و عزّتك و جلالك لا علم لي بالدّنيا أنا منذ خلقتني خائف منك فيقول اللّه صدقت عبدي كنت بجسدك في الدّنيا و روحك معي فأنت بعيني سرّك و علانيتك سل أعطك و تمنّ عليّ فأكرمك هذه جنّتي مباح فتسيّح فيها و هذا جواري فاسكنه فتقول الرّوح إلهي عرّفتني نفسك فاستغنيت بها عن جميع خلقك و عزّتك و جلالك لو كان رضاك في أن أقطّع إربا إربا و أقتل سبعين قتلة بأشدّ ما يقتل به النّاس لكان رضاك أحبّ إليّ كيف أعجب بنفسي و أنا ذليل إن لم تكرمني و أنا مغلوب إن لم تنصرني و أنا ضعيف إن لم تقوّني و أنا ميّت إن لم تحيني بذكرك و لو لا سترك لافتضحت أوّل مرّة عصيتك إلهي كيف لا أطلب رضاك و قد أكملت عقلي حتّى عرفتك و عرفت الحقّ من الباطل و الأمر من النّهي و العلم من الجهل و النّور من الظّلمة فقال اللّه عزّ و جلّ و عزّتي و جلالي لا أحجب بيني و بينك في وقت من الأوقات كذلك أفعل بأحبّائي

11    القطب الرّاونديّ في لبّ اللّباب، عن رسول اللّه ص أنّه قال إنّ اللّه تعالى جعل حسنات بني آدم بعشرة أمثالها إلّا الصّوم فإنّه قال الصّوم لي و أنا أجزى به

 و في دعواته، عن أبي الحسن ع قال دعوة الصّائم تستجاب عند إفطاره

 و قال ع للصّائم عند إفطاره دعوة لا تردّ

 و عن النّبيّ ص أنّه قال صوموا تصحّوا

12    البحار، عن أعلام الدّين للدّيلميّ عن النّبيّ ص أنّه قال إنّ في الجنّة بابا يقال له الرّيّان لا يدخل منه إلّا الصّائمون فإذا دخل آخرهم أغلق ذلك الباب

13    الشّيخ الطّوسيّ في مجالسه، عن جماعة عن أبي المفضّل محمّد بن عبد اللّه الشّيبانيّ عن أبي الحسين رجاء بن يحيى عن محمّد بن الحسن بن شمّون عن عبد اللّه بن عبد الرّحمن الأصمّ عن الفضيل بن يسار عن وهب بن عبد اللّه بن أبي دني‏ء عن أبي حرب بن أبي الأسود الدّؤليّ عن أبي الأسود عن أبي ذرّ قال قال رسول اللّه ص يا أبا ذرّ إنّ اللّه جلّ ثناؤه ليدخل قوما الجنّة فيعطيهم حتّى يملّوا و فوقهم قوم في الدّرجات العلى فإذا نظروا إليهم عرفوهم فيقولون ربّنا إخواننا كنّا معهم في الدّنيا فبم فضّلتهم علينا فيقال هيهات هيهات إنّهم كانوا يجوعون حين تشبعون و يظمئون حين تروون و يقومون حين تنامون و يشخصون حين تحفظون

14    ابن أبي جمهور الأحسائيّ في درر اللآّلي، عن النّبيّ ص أنّه قال قال اللّه تعالى كلّ عمل لبني آدم الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلّا الصّيام فإنّه لي و أنا أجزى به يترك الطّعام بشهوته من أجلي هو لي و أنا أجزى به و يترك الشّراب بشهوته لأجلي هو لي و أنا أجزى به لخلوف فم الصّائم أطيب عند اللّه رائحة من المسك

15  ، و عنه ص قال قال ربّنا جلّ و علا الصّيام جنّة يسجن بها العبد من النّار و هو لي و أنا أجزى به

16  ، و عن ابن عبّاس قال قال رسول اللّه ص قال اللّه تعالى كلّ عمل بني آدم له إلّا الصّيام فإنّه لي و أنا أجزى به و الصّيام جنّة العبد يقي المؤمن يوم القيامة كما يقي أحدكم سلاحه في الدّنيا و أخلاف الصّائم أطيب عند اللّه من رائحة المسك و الصّائم يفرح مرّتين حين يفطر فيشرب الماء و يوم يلقاني فأدخله الجنّة

  و عنه في الصّحيح، قال قال ص ثلاثة لا تردّ لهم دعوة الصّائم حين يفطر الخبر

18  ، و عن سلامة بن قيصر قال سمعت رسول اللّه ص يقول من صام يوما ابتغاء وجه اللّه باعده اللّه من جهنّم كبعد غراب طار و هو فرخ حتّى مات هرما

19  ، و عن الشّعبيّ عن جرير بن عبد اللّه عن رسول اللّه ص قال من صام يوما تطوّعا و احتسابا باعده من النّار أربعين خريفا

20  ، و عن عبد الرّحمن بن غنم قال قال رسول اللّه ص من صام يبتغي بذلك وجه اللّه باعد اللّه بينه و بين النّار مسير خمسين عاما للرّاكب المسرع

 باب 2 -استحباب الصّوم في الحرّ و احتمال الظّمإ فيه

1    جعفر بن أحمد القمّيّ في كتاب الغايات، عن الصّادق ع أنّه قال أفضل الجهاد الصّوم في الحرّ

  البحار، عن كتاب الإمامة و التّبصرة لعليّ بن بابويه عن الحسن بن حمزة العلويّ عن عليّ بن محمّد بن أبي القاسم عن أبيه عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة عن الصّادق عن أبيه عن آبائه ع قال قال رسول اللّه ص الصّوم في الحرّ جهاد

3    أبو عليّ بن الشّيخ الطّوسيّ في أماليه، عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن النّوفليّ عن السّكونيّ عن جعفر بن محمّد عن أبيه ع قال قام أبو ذرّ رحمه اللّه عند الكعبة فقال أنا جندب بن السّكن فاكتنفه النّاس فقال لو أنّ أحدكم أراد سفرا اتّخذ فيه من الزّاد ما يصلحه فسفر يوم القيامة أ ما تريدون فيه ما يصلحكم فقام إليه رجل فقال أرشدنا فقال صم يوما شديد الحرّ للنّشور و حجّ حجّة لعظائم الأمور و صلّ ركعتين في سواد اللّيل لوحشة القبور الخبر

4    السّيّد عليّ بن طاوس في فلاح السّائل، و من صفات مولانا عليّ ع في ليله ما ذكره نوف لمعاوية بن أبي سفيان و أنّه ما فرش له فراش في ليل قطّ و لا أكل طعاما في هجير قطّ

5    القطب الرّاونديّ في لبّ اللّباب، عن عليّ ع أنّه قال حبّب إليّ الصّوم بالصّيف و قرى الضّيف و الضّرب في سبيل اللّه بالسّيف

، و فيه في حديث وفاة مريم أنّ عيسى ع ناداها بعد ما دفنت فقال يا أمّاه هل تريدين أن ترجعي إلى الدّنيا قالت نعم لأصلّي للّه في ليلة شديدة البرد و أصوم يوما شديد الحرّ يا بنيّ فإنّ الطّريق مخوف

7    نهج البلاغة، قال ع عباد اللّه إنّ تقوى اللّه حمت أولياءه محارمه و ألزمت قلوبهم مخافته حتّى أسهرت لياليهم و أظمأت هواجرهم الخبر

8    مجموعة الشّهيد، نقلا من كتاب الأنوار حدّثنا محمّد بن فتح العسكريّ قال حدّثنا أحمد بن عبد اللّه بن يزيد قال حدّثنا عبد اللّه بن عبد الجبّار اليمانيّ قال حدّثني إبراهيم بن محمّد بن أبي يحيى قال قال جعفر بن محمّد ع من سوابق الأعمال شهادة أن لا إله إلّا اللّه إلى أن قال و إسباغ الوضوء في اللّيلة الباردة و الصّوم في اليوم الحارّ الخبر

 باب 3 -استحباب الصّوم عند غلبة شهوة الباه و تعذّره حلالا

1    القطب الرّاونديّ في لبّ اللّباب، عن رسول اللّه ص أنّه قال يا معشر الشّبّان من استطاع منكم الباه فليتزوّج و من لم يقدر فعليه بالصّوم فإنّه له وجاء

 و عنه ص أنّه قال لعثمان بن مظعون و اختصاء أمّتي الصّوم

2    دعائم الإسلام، عن عليّ ع أنّه قال جاء عثمان بن مظعون إلى رسول اللّه ص فقال يا رسول اللّه قد غلبني حديث النّفس و لم أحدث شيئا حتّى استأمرتك قال بم حدّثتك نفسك يا عثمان قال هممت أن أسيح في الأرض قال فلا تسح فيها فإنّ سياحة أمّتي المساجد إلى أن قال و هممت أن أجبّ نفسي قال يا عثمان ليس منّا من فعل ذلك بنفسه و لا بأحد إنّ وجاء أمّتي الصّيام

 باب 4 -استحباب صوم كلّ خميس و كلّ جمعة و جملة من الصّوم المندوب

1    فقه الرّضا، ع و أمّا الصّوم الّذي صاحبه فيه بالخيار فصوم يوم الجمعة و الخميس و الاثنين و صوم أيّام البيض و صوم ستّة أيّام من شهر شوّال بعد الفطر بيوم و يوم عرفة و يوم عاشوراء كلّ ذلك صاحبه فيه بالخيار إن شاء صام و إن شاء أفطر

 و رواه الصّدوق في الهداية، عن عليّ بن الحسين ع مثله

2    دعائم الإسلام، عن عليّ ص أنّه قال من صام يوم الجمعة محتسبا فكأنّما صام ما بين الجمعتين و لكن لا يخصّ يوم الجمعة بالصّوم وحده إلّا أن يصوم معه غيره قبله أو بعده لأنّ رسول اللّه ص نهى أن يخصّ يوم الجمعة بالصّوم ما بين الأيّام

3    كتاب العروس، للشّيخ جعفر بن أحمد القمّيّ عن ابن مريم قال قال عليّ ع لا يدخل الصّائم الحمّام و لا يحتجم و لا يتعمّد صوم يوم الجمعة إلّا أن يكون من أيّام صيامه

4    الجعفريّات، أخبرنا محمّد حدّثني موسى حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه قال كان أخوه يصوم ستّة أيّام بعد شهر رمضان و يقول بلغني أنّه من صامها فقد صام تمام السّنة

5    إبراهيم بن محمّد الثّقفيّ في كتاب الغارات، عن يحيى بن صالح عن مالك بن خالد الأسديّ عن الحسن بن إبراهيم عن عبد اللّه بن الحسن عن عباية عن أمير المؤمنين ع في كتابه إلى محمّد بن أبي بكر قال النّبيّ ص من صام شهر رمضان ثمّ صام ستّة أيّام من شوّال فكأنّما صام السّنة

6    ابن أبي جمهور في درر اللآّلي، عن رسول اللّه ص أنّه كان يصوم الاثنين و الخميس في كلّ أسبوع و يقول إنّهما يومان يعرض فيهما الأعمال على ربّ العالمين

، و عن أبي أيّوب الأنصاريّ قال سمعت رسول اللّه ص يقول من صام رمضان ثمّ أتبعه ستّا من شوّال فذلك كصيام الدّهر

 و في حديث آخر قال ص من صام رمضان و أتبعه ستّة أيّام من شوّال فكأنّما صام السّنة

 باب 5 -استحباب الصّوم في الشّتاء

1    البحار، عن كتاب الإمامة و التّبصرة لعليّ بن بابويه عن الحسن بن حمزة العلويّ عن عليّ بن محمّد بن أبي القاسم عن أبيه عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة عن الصّادق عن أبيه عن آبائه ع قال قال رسول اللّه ص الصّوم في الشّتاء الغنيمة الباردة

، و عن أحمد بن عليّ عن محمّد بن الحسن الصّفّار عن إبراهيم بن هاشم عن النّوفليّ عن السّكونيّ عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن آبائه ع قال قال رسول اللّه ص الغنيمة الباردة الصّوم في الشّتاء

 باب 6 -تأكّد استحباب صوم ثلاثة أيّام من كلّ شهر أوّل خميس و آخر خميس و وسط أربعاء

1    كتاب جعفر بن محمّد بن شريح الحضرميّ، عن جابر قال سمعت جعفر بن محمّد ع يقول صيام ثلاثة أيّام من الشّهر صيام الدّهر و يذهبن بوساوس الصّدر و بلابل القلب

2    الشّيخ شرف الدّين النّجفيّ في تأويل الآيات، عن تفسير الثّقة محمّد بن العبّاس الماهيار عن أحمد بن هوزة عن إبراهيم بن إسحاق عن عبد اللّه بن حمّاد عن هاشم الصّيداويّ قال قال أبو عبد اللّه ع يا هاشم حدّثني أبي و هو خير منّي عن جدّي عن رسول اللّه ص قال ما من رجل من فقراء شيعتنا إلّا و ليس عليه تبعة قلت جعلت فداك و ما التّبعة قال من الإحدى و الخمسين ركعة و من صوم ثلاثة أيّام من الشّهر فإذا كان يوم القيامة خرجوا من قبورهم و وجوههم مثل القمر ليلة البدر الخبر

3    كتاب العلاء بن رزين، عن محمّد بن مسلم عن أبي جعفر ع في حديث قال ثمّ صام ص يومين إلى أن قال ثمّ آل بعد ذلك إلى صيام ثلاثة أيّام في كلّ شهر

4    دعائم الإسلام، روّينا عن جعفر بن محمّد ع أنّه قال و أمّا ما يلزم في كلّ سنة فصوم شهر معلوم مردود عليهم ذلك الشّهر كلّ سنة و هو شهر رمضان و من الصّوم سنّة و هي مثل الفريضة المفروضة ثلاثة أيّام من كلّ شهر يوم من كلّ عشرة أيّام أربعاء بين خميسين أوّل خميس يكون في أوّل الشّهر و الأربعاء الّتي تكون أقرب إلى نصف الشّهر و الخميس الّذي يكون في آخر الشّهر الّذي لا يكون فيه خميس بعده و يصوم شعبان فذلك شهران مثل الفريضة يعني أنّه يصوم من كلّ عشرة أشهر ثلاثين يوما و يصوم شعبان فذلك شهران

، و روّينا عنه عن أبيه عن آبائه عن رسول اللّه ص أنّه قال من صام ثلاثة أيّام من كلّ شهر كان كمن صام الدّهر لأنّ اللّه عزّ و جلّ يقول من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها

 و عن عليّ و أبي جعفر و أبي عبد اللّه ع مثل ذلك

6    الصّدوق في العيون، عن جعفر بن نعيم بن شاذان عن أحمد بن إدريس عن إبراهيم بن هاشم عن إبراهيم بن العبّاس قال ما رأيت أبا الحسن الرّضا ع جفا أحدا بكلامه قطّ إلى أن قال و كان كثير الصّيام فلا يفوته صيام ثلاثة أيّام في الشّهر و يقول ذلك صوم الدّهر الخبر

7    الجعفريّات، أخبرنا محمّد حدّثني موسى حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ ع قال قال رسول اللّه ص من صام ثلاثة أيّام من الشّهر فقيل له أ صائم أنت الشّهر كلّه فقال نعم فقد صدق فقرأ من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها

 و رواه السّيّد فضل اللّه الرّاونديّ بإسناده الصّحيح عن موسى بن جعفر عن آبائه ع عنه ص مثله

8    السّيّد عليّ بن طاوس في فرج المهموم، نقلا من كتاب التّوقيعات لعبد اللّه بن جعفر الحميريّ عن أحمد بن محمّد بن عيسى بإسناده إلى الكاظم ع في حديث أنّه كتب إلى عليّ بن جعفر ع و ذكر الكتاب و فيه مر فلانا لا فجعنا اللّه به بما يقدر عليه من الصّيام على ما أصف إمّا كلّ يوم أو يوما أو ثلاثة في الشّهر الخبر

 و نقله أيضا عن كتاب التّوقيع، من أصول الأخبار لعبد اللّه بن الصّلت مثله

9    ابن أبي جمهور في درر اللآّلي، عن أبي قتادة عن رسول اللّه ص قال صوم ثلاثة أيّام من كلّ شهر من رمضان إلى رمضان صوم الدّهر

   باب 7- أنّه يجزئ في صوم ثلاثة أيّام من كلّ شهر صوم أربعاء بين خميسين و بالعكس و صوم ثلاثة أيّام في كلّ عشر يوم و صوم الأربعاء و الخميس و الجمعة و صوم الإثنين و الأربعاء و الخميس

1    فقه الرّضا، ع و ما يلزمه من صوم السّنة فضل الفريضة و هو ثلاثة أيّام في كلّ شهر أربعاء بين الخميسين

2    زيد الزّرّاد في أصله، قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول صام رسول اللّه ص شعبان و وصله بشهر رمضان و صام ثلاثة أيّام في كلّ شهر أربعاء بين خميسين فذلك سنّة رسول اللّه ص مضى عليها و هي تمام لصوم شهر رمضان

 باب 8 -جواز تقديم الثّلاثة الأيّام في كلّ شهر و تأخيرها إلى آخر الشّهر و إلى الأيّام القصار و من الصّيف إلى الشّتاء و جواز تتابعها و تفريقها

1    فقه الرّضا، ع فإن أردت سفرا و أردت أن تقدّم من صوم السّنة شيئا فصم ثلاثة أيّام للشّهر الّذي تريد الخروج فيه

   باب 9- استحباب صيام أيّام البيض و هي الثّالث عشر و الرّابع عشر و الخامس عشر

1    الجعفريّات، أخبرنا محمّد حدّثني موسى حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ ع قال قال رسول اللّه ص دخلت الجنّة فرأيت أكثر أهلها الّذين يصومون أيّام البيض

2    دعائم الإسلام، عن رسول اللّه ص أنّه كان كثيرا ما يصوم أيّام البيض و هو يوم ثلاثة عشر و يوم أربعة عشر و يوم النّصف من الشّهر

3    تفسير العسكريّ، ع قال لمّا زالت الخطيئة من آدم ع و أخرج من الجنّة وفّقه اللّه للتّوبة قال يا ربّ لا إله إلّا أنت سبحانك و بحمدك عملت سوءا و ظلمت نفسي فتب عليّ إنّك أنت التّوّاب الرّحيم بحقّ محمّد و آله الطّيّبين و أخيار أصحابه المنتجبين فقال اللّه تعالى لقد قبلت توبتك و آية ذلك أنّي أنقّي بشرتك فقد تغيّرت و كان ذلك لثلاثة عشر من شهر رمضان فصم هذه الثّلاثة أيّام الّتي تستقبلك فهي أيّام البيض ينقّي اللّه في كلّ يوم بعض بشرتك فصامها فنقّى في كلّ يوم ثلث بشرته

  ابن أبي جمهور في درر اللآّلي، عن العبسيّ عن أبيه قال كان رسول اللّه ص يأمرنا أن نصوم أيّام اللّيالي البيض ثالث عشر و رابع عشر و خامس عشر و قال هو كهيئة صوم الدّهر

، و عن أبي ذرّ قال قال رسول اللّه ص من كان منكم صائما من الشّهر فليصم الثّلاث البيض

 باب 10 -استحباب صوم يوم و إفطار يوم

1    كتاب العلاء بن رزين، عن محمّد بن مسلم عن أبي جعفر ع في حديث قال ثمّ صام ص يومين و أفطر يوما و كان ذلك صوم داود قال ثمّ صام يوما و أفطر يوما قال ثمّ آل بعد ذلك إلى صيام ثلاثة أيّام في كلّ شهر

2    دعائم الإسلام، عن رسول اللّه ص أنّه كان يصوم حتّى يقال لا يفطر و يفطر حتّى يقال لا يصوم و كان ربّما صام يوما و أفطر يوما و يقول هو أشدّ الصّيام و هو صيام داود ع

3    ابن أبي جمهور في درر اللآّلي، عن النّبيّ ص أنّه قال أفضل الصّيام صوم داود ع كان يصوم يوما و يفطر يوما

، و عنه ص إنّ أحبّ الصّيام إلى اللّه صيام داود ع الخبر

، و عنه ص أنّه قال صيام نوح ع الدّهر كلّه إلّا يوم الفطر و يوم الأضحى و صيام داود نصف الدّهر و صيام إبراهيم ثلاثة أيّام من كلّ شهر صام الدّهر و أفطر الدّهر

 باب 11 -استحباب صوم يوم الغدير و هو ثامن عشر ذي الحجّة و اتّخاذه عيدا و كثرة العبادة فيه و خصوصا الإطعام و الصّدقة و لبس الجديد

1    السّيّد عليّ بن طاوس في الإقبال، عن محمّد بن عليّ الطّرازيّ في كتابه عن محمّد بن سنان عن داود بن كثير الرّقّيّ عن عمارة بن جوين أبي هارون العبديّ و روّيناه بأسانيدنا إلى الشّيخ المفيد فيما رواه عن عمارة بن جوين العبديّ أيضا قال دخلت على أبي عبد اللّه ع في اليوم الثّامن عشر من ذي الحجّة فوجدته صائما فقال إنّ هذا اليوم يوم عظّم اللّه حرمته على المؤمنين إذ أكمل اللّه لهم الدّين إلى أن قال فقلت له جعلت فداك فما ثواب صوم هذا اليوم فقال إنّه يوم عيد و فرح و سرور و صوم شكرا للّه عزّ و جلّ فإنّ صومه يعدل ستّين شهرا من الأشهر الحرم الخبر

 باب 12 -استحباب صوم يوم النّصف من رجب و يوم المبعث و هو السّابع و العشرون منه

1    السّيّد فضل اللّه الرّاونديّ في كتاب النّوادر، عن أبي المحاسن عن أبي عبد اللّه عن أبي العبّاس و أبي جعفر عن إبراهيم عن عبد اللّه بن سليمان عن أبي الصّالح الشّجريّ عن سعيد بن سعيد عن سفيان الثّوريّ عن الأعمش عن منهال بن عمرو عن سعيد بن جبير عن ابن عبّاس قال قال رسول اللّه ص في سابع و عشرين من رجب بعث اللّه محمّدا ص فمن صام ذلك اليوم كان كفّارة ستّين و يعصمه اللّه تعالى من إبليس و جنوده فإن مات في يومه أو في ليلته مات شهيدا و يجعل اللّه تعالى روحه في حواصل طير أخضر يسرح في الجنّة حيث شاء و يجعل اللّه له نصيبا في عبادة العابدين و المجاهدين و الشّاكرين و الذّاكرين الّذين لا خوف عليهم و لا هم يحزنون و الّذي بعثني بالحقّ إذا صام العبد و الأمة و مات ليلته غفر اللّه ذنوبه فيما بينه و بين ربّه إن كان ذنوبه بعدد نجوم السّماء و قطر المطر و ورق الشّجر و أيّام الدّهر و يجعل اللّه تعالى له نصيبا في ثواب جبرئيل و ميكائيل و إسرافيل و ملك الموت و الرّوحانيّين معه و الكروبيّين و حملة العرش و الّذي بعثني بالحقّ يجعل اللّه له نصيبا في عبادة ملائكة السّبع سماوات و إذا أتى ملك الموت لقبض روحه قبضه على الإيمان و يخرج من قبره و وجهه مثل القمر ليلة البدر و يمرّ على الصّراط كالبرق الخاطف و يعطى كتابه بيمينه و يثقّل ميزانه و لا يخاف إذا خاف النّاس و يعطيه اللّه تعالى في جنّة الفردوس سبعين ألف مدينة في كلّ مدينة سبعون ألف قصر و كلّ قصر منها خير من الدّنيا و ما فيها و في كلّ قصر ما لا عين رأت و لا أذن سمعت و لا خطر على قلب بشر

، و عن أبي المحاسن عن أبي عبد اللّه عن محمّد بن أحمد عن عقيل بن سمر عن محمّد بن عمران عن محمّد بن عبد اللّه عن عبد الرّحيم بن محمّد عن خالد بن يزيد عن محمّد بن زياد عن ميمون بن مهران عن ابن عبّاس قال كان يقول في سبع و عشرين ليلة خلت من رجب بعث اللّه تعالى محمّدا ص فمن صلّى تلك اللّيلة اثنتي عشرة ركعة فإذا فرغ من صلاته قرأ فاتحة الكتاب سبع مرّات ثمّ صام ذلك اليوم كان كفّارة ستّين سنة

3    الصّدوق في المقنع، و من صام يوم سبعة و عشرين من رجب كان كصيام ستّين شهرا

 باب 13 -استحباب صوم التّاسع و العشرين من ذي القعدة

1    الصّدوق في المقنع، و في تسع و عشرين من ذي القعدة أنزل اللّه الكعبة و هي أوّل رحمة نزلت فمن صام ذلك اليوم كان كفّارة سبعين سنة

 باب 14 -استحباب صوم أوّل يوم من ذي الحجّة و يوم التّروية و هو ثامنه و جميع العشر إلّا العيد

1    القطب الرّاونديّ في لبّ اللّباب، عن النّبيّ ص قال و من صام يوما من أيّام العشر كتب اللّه له بكلّ يوم أجر سنة و بكلّ ليلة قام إلى الصّلاة أجر ليلة القدر

2    ابن أبي جمهور في درر اللآّلي، عن بعض أزواج النّبيّ ص أنّه كان يصوم تسع ذي الحجّة و ثلاثة أيّام من كلّ شهر

   ، و عنه ص أنّه قال صيام كلّ يوم من أيّام العشر كصيام شهر رمضان الخبر

4    الصّدوق في المقنع، و من صام أوّل يوم من عشر ذي الحجّة كتب اللّه له ثمانين شهرا و من صام التّسع كتب اللّه له صوم الدّهر

 باب 15 -استحباب صوم مولد النّبيّ ص و هو السّابع عشر من ربيع الأوّل

1    أبو الفتح الكراجكيّ في كنز الفوائد، قال ولد النّبيّ ص يوم الجمعة عند طلوع الفجر في اليوم السّابع عشر من شهر ربيع الأوّل روي أنّ من صامه كتب له صيام سنة

2    السّيّد عليّ بن طاوس في كتاب الإقبال، عن كتاب حدائق الرّياض و زهرة المرتاض للشّيخ المفيد رحمة اللّه عليه أنّه قال السّابع عشر منه أي من ربيع الأوّل مولد سيّدنا رسول اللّه ص عند طلوع الفجر من يوم الجمعة عام الفيل و هو يوم شريف عظيم البركة و لم تزل الشّيعة على قديم الأيّام تعظّمه و تعرف حقّه و ترعى حرمته و تطوّع بصيامه و قد روي عن أئمّة الهدى من آل محمّد ع أنّهم قالوا من صام يوم السّابع عشر من ربيع الأوّل و هو يوم مولد سيّدنا رسول اللّه ص كتب اللّه له صيام سنة

 باب 16 -استحباب صوم يوم التّاسع و العاشر من المحرّم حزنا و الإفطار بعد العصر بساعة و قراءة الإخلاص يوم العاشر ألف مرّة

1    دعائم الإسلام، عن جعفر بن محمّد ع أنّه قال أوفت السّفينة يوم عاشوراء على الجوديّ فأمر نوح من معه من الإنس و الجنّ بصومه و هو اليوم الّذي تاب اللّه فيه على آدم ع و هو اليوم الّذي يقوم فيه قائمنا أهل البيت ع

2    فقه الرّضا، ع و أمّا الصّوم الّذي صاحبه فيه بالخيار فصوم يوم الجمعة إلى أن قال و يوم عاشوراء

3    الصّدوق في الهداية، عن الزّهريّ عن عليّ بن الحسين ع مثله و في المقنع، مثله

   ، و فيه في عشر من المحرّم و هو يوم عاشوراء أنزل اللّه توبة آدم إلى أن قال فمن صام ذلك اليوم غفر له ذنوب سبعين سنة و غفر له مكاتم عمله

5    الجعفريّات، أخبرنا محمّد حدّثني موسى حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه ع قال كان عليّ ع يقول صوموا يوم عاشوراء التّاسع و العاشر احتياطا فإنّه كفّارة السّنة الّتي قبله و إن لم يعلم به أحدكم حتّى يأكل فليتمّ صومه

6    السّيّد عليّ بن طاوس في كتاب الإقبال، عن كتاب دستور المذكّرين بإسناده عن ابن عبّاس قال إذا رأيت هلال محرّم فاعدد فإذا أصبحت من تاسعه فأصبح صائما قال قلت كذلك كان يصوم محمّد ص قال نعم

، و فيه بإسناده إلى عليّ بن فضّال بإسناده عن أبي جعفر ع قال استوت السّفينة يوم عاشوراء على الجوديّ فأمر نوح ع من معه من الجنّ و الإنس أن يصوموا ذلك اليوم و قال أبو جعفر ع أ تدرون ما هذا اليوم هذا اليوم الّذي تاب اللّه عزّ و جلّ فيه على آدم ع و حوّاء و هذا اليوم الّذي فلق اللّه فيه البحر لبني إسرائيل فأغرق فرعون و من معه و هذا اليوم الّذي غلب فيه موسى ع فرعون و هذا اليوم الّذي ولد فيه إبراهيم ع و هذا اليوم الّذي تاب اللّه فيه على قوم يونس ع و هذا اليوم الّذي ولد فيه عيسى ابن مريم ع و هذا اليوم الّذي يقوم فيه القائم ع

، و بإسناده إلى هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة عن أبي عبد اللّه ع عن أبيه أنّ عليّا ع قال صوموا من عاشوراء التّاسع و العاشر فإنّه يكفّر ذنوب سنة

9    محمّد بن المشهديّ في مزاره، عن عماد الدّين الطّبريّ عن أبي عليّ الحسن عن والده أبي جعفر الطّوسيّ عن المفيد عن ابن قولويه و الصّدوق عن الكلينيّ عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن عبد اللّه بن سنان قال دخلت على سيّدي أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد ع يوم عاشوراء فألفيته كاسف اللّون ظاهر الحزن و دموعه تنحدر من عينيه كاللّؤلؤ المتساقط فقلت يا ابن رسول اللّه ممّ بكاؤك لا أبكى اللّه عينيك فقال لي أ و في غفلة أنت أ و ما علمت أنّ الحسين بن عليّ ع قتل في مثل هذا اليوم فقلت يا سيّدي فما قولك في صومه فقال صمه من غير تبييت و أفطر من غير تشميت و لا تجعله صوما كملا و ليكن إفطارك بعد صلاة العصر بساعة على شربة من ماء فإنّه في مثل ذلك الوقت من ذلك اليوم تجلّت الهيجاء عن آل رسول اللّه ص و انكشفت الملحمة عنهم الخبر

 باب 17 -عدم جواز صوم يوم التّاسع و العاشر من المحرّم على وجه التّبرّك

1    السّيّد عليّ بن طاوس في الإقبال، بإسناده إلى عبد اللّه بن جعفر الحميريّ قال حدّثنا الحسن بن عليّ الكوفيّ عن الحسن بن محمّد الحضرميّ عن عبد اللّه بن سنان قال دخلت على مولاي جعفر بن محمّد ع يوم عاشوراء و هو متغيّر اللّون و دموعه تنحدر على خدّيه كاللّؤلؤ إلى أن قال قلت يا سيّدي ما تقول في صومه قال صمه من غير تبييت و أفطره من غير تشميت و لا تجعله يوما كاملا و ليكن إفطارك بعد العصر بساعة و لو بشربة من ماء فإنّ في ذلك الوقت من ذلك اليوم تجلّت الهيجاء عن آل الرّسول ع و انكشفت الملحمة عنهم و في الأرض منهم ثلاثون صريعا الخبر

 و رواه الشّيخ في المصباح، عنه مثله  و رواه الشّيخ محمّد بن المشهديّ في مزاره، كما تقدّم

 باب 18 -جواز صوم يوم الإثنين على وجه التّبرّك به

 تقدّم عن فقه الرّضا، أنّ صوم يوم الإثنين من الصّوم الّذي صاحبه فيه بالخيار إن شاء صام و إن شاء أفطر

 و رواه الصّدوق في الهداية، عن عليّ بن الحسين ع مثله

1    السّيّد عليّ بن طاوس في كتاب محاسبة النّفس، عن كتاب الأزمنة لمحمّد بن عمران المرزبانيّ قال كان رسول اللّه ص يصوم الإثنين و الخميس فقيل له ص لم ذلك فقال إنّ الأعمال ترفع كلّ إثنين و خميس فأحبّ أن يرفع عملي و أنا صائم

 و رواه ابن أبي جمهور في درر اللآّلي، كما مرّ

   باب 19- استحباب صوم يوم عرفة لمن لا يضعفه عن الدّعاء مع عدم الشّكّ في الهلال و كراهة صومه مع أحد الأمرين

1    دعائم الإسلام، عن عليّ ص أنّه قال من صام يوم عرفة محتسبا فكأنّما صام الدّهر

، و سئل أبو جعفر محمّد بن عليّ ع عن صومه فقال نحوا من ذلك إلّا أنّه قال إن خشي من شهد الموقف أن يضعفه الصّوم من الدّعاء و المسألة و القيام فلا يصمه فإنّه يوم دعاء و مسألة

3    السّيّد عليّ بن طاوس في كتاب الإقبال، عن كتاب الصّيام لابن فضّال عن حنان بن سدير عن أبيه عن أبي جعفر ع قال سألته عن صوم عرفة فقلت جعلت فداك إنّهم يزعمون أنّه يعدل صيام سنة قال كان أبي ع لا يصومه قلت و لم ذلك جعلت فداك قال يوم عرفة يوم دعاء و مسألة فأتخوّف أن يضعفني عن الدّعاء و أكره أن أصومه و أتخوّف أن يكون عرفة يوم الأضحى و ليس بيوم صوم

4    الشّريف الزّاهد أبو عبد اللّه محمّد بن عليّ بن الحسن العلويّ في كتاب التّعازي، بإسناده عن محمّد بن منصور عن مرّة الجعفيّ عن أبي حازم الجريريّ يرفع به إلى مسروق قال دخلت يوم عرفة على الحسين بن عليّ ع و أقداح السّويق بين يديه و بين يدي أصحابه و المصاحف في حجورهم و هم ينتظرون الإفطار فسألته عن مسألة فأجابني فخرجت فدخلت على الحسن بن عليّ ع و النّاس يدخلون على موائد موضوعة عليها طعام عتيد فيأكلون و يحملون فرآني و قد تغيّرت فقال يا مسروق لم لا تأكل فقلت يا سيّدي أنا صائم و أنا أذكر شيئا فقال اذكر ما بدا لك فقلت أعوذ باللّه أن تكونوا مختلفين دخلت على الحسين ع فرأيته ينتظر الإفطار و دخلت عليك و أنت على هذه الصّفة و الحال فضمّني إلى صدره و قال يا ابن الأشرس أ ما علمت أنّ اللّه تعالى ندبنا لسياسة الأمّة و لو اجتمعنا على شي‏ء ما وسعكم غيره إنّي أفطرت لمفطركم و صام أخي لصوّامكم إلى أن قال و أهل الحقائق الّذين نادت النّاس بناديهم و هم الرّسل و الأئمّة ع كانوا على حال واحد على النّحو الّذي أرادوه منهم فكان سليمان بن داود في ملكه ما سخّر اللّه له من الجنّ و الإنس و الطّير مجاهدا مكابدا في أمر اللّه و طاعته فقال تعالى و وهبنا لداود سليمان نعم العبد إنّه أوّاب و قال لأيّوب في سقمه و دوده و جهده إنّا وجدناه صابرا نعم العبد إنّه أوّاب و هكذا ينبغي لأهل الحقائق أن يكونوا لسيّدهم في السّرّاء و الضّرّاء و الشدّة و الرّخاء على الحال الّذي يرضاه منهم

5    ابن أبي جمهور في درر اللآّلي، عن رسول اللّه ص قال و صيام عرفة كصيام أربعة عشر شهرا

، و عن أبي سعيد الخدريّ عن رسول اللّه ص أنّه قال من صام يوم عرفة غفر اللّه له سنة خلفه و سنة أمامه

، و عن حمّاد عن إبراهيم قال قال رسول اللّه ص و صوم عرفة كفّارة سنتين سنة قبله و سنة بعده

   باب 20- استحباب صوم أوّل يوم من المحرّم و صوم الجمعة و الخميس و السّبت في كلّ شهر حرام و صوم المحرّم أو بعضه و المواضع الّتي يستحبّ فيها الإمساك و إن لم يكن صوما

1    السّيّد عليّ بن طاوس في الإقبال، عن عبد القادر بن أبي القاسم الأشتريّ في كتابه بإسناده عن رسول اللّه ص أنّه قال إنّ في المحرّم ليلة و هي أوّل ليلة منه من صلّى فيها ركعتين يقرأ فيهما سورة الحمد و قل هو اللّه أحد إحدى عشرة مرّة و صام صبيحتها و هو أوّل يوم من السّنة فهو كمن يدوم على الخير سنة و لا يزال محفوظا من السّنة إلى قابل فإن مات قبل ذلك صار إلى الجنّة

2    الصّدوق في المقنع، و في أوّل يوم من المحرّم دعا زكريّا ربّه فمن صام ذلك اليوم استجاب اللّه له كما استجاب من زكريّا ع

 باب 21 -استحباب صوم رجب كلّه أو بعضه خصوصا الأيّام البيض و الخامس و العشرين و السّادس و العشرين و السّابع و العشرين

1    السّيّد فضل اللّه الرّاونديّ في نوادره، عن أبي المحاسن عن أبي عبد اللّه عن عمّه عن محمّد بن العبّاس عن الحسين بن عليّ بن إبراهيم بن الحسين عن صفوان بن صالح عن الوليد بن مسلم عن عامر بن شبل قال سمعت رجلا يحدّث عن أنس بن مالك أنّه قال قال رسول اللّه ص إنّ في الجنّة قصرا لا يدخله إلّا صوّام رجب

، و عن أبي المحاسن عن أبي عبد اللّه ]عن عبد الصّمد[ عن عليّ بن ]عبد اللّه[ عن أحمد بن محمّد عن عثمان بن أبي شيبة عن جوير بن أبي جبائر عن عبد اللّه بن العبّاس قال كان رسول اللّه ص إذا جاء شهر رجب جمع المسلمين حوله و قام فيهم خطيبا فحمد اللّه و أثنى عليه و ذكر من كان قبله من الأنبياء فصلّى عليهم ثمّ قال أيّها المسلمون قد أظلّكم شهر عظيم مبارك و هو شهر الأصبّ يصيب فيه الرّحمة على من عبده إلّا عبدا مشركا أو مظهر بدعة في الإسلام ألا إنّ في شهر رجب ليلة من حرّم النّوم على نفسه قام فيها حرّم اللّه تعالى جسده على النّار و صافحه سبعون ألف ملك و يستغفرون ]له[ إلى يوم مثله فإن عاد عادت الملائكة ثمّ قال من صام يوما واحدا من رجب أومن الفزع الأكبر و أجير من النّار

، و عن أبي المحاسن عن أبي عبد اللّه عن عبد اللّه بن عبد الصّمد عن أحمد بن محمّد عن عمرو بن الرّبيع عن عبد اللّه بن معاوية عن عبد اللّه بن مالك عن ثوبان قال كنّا بالنّبيّ ص في مقبرة فوقف ثمّ مرّ ثمّ وقف ثمّ مرّ فقلت بأبي أنت و أمّي يا رسول اللّه ما وقوفك بين هؤلاء القبور فبكى رسول اللّه ص بكاء شديدا و بكيت فلمّا فرغ قال يا ثوبان هؤلاء معذّبون في قبورهم سمعت أنينهم فرحمتهم و دعوت اللّه أن يخفّف عنهم ففعل و لو صاموا هؤلاء ]أيّام رجب و قاموا فيها ما عذّبوا في قبورهم فقلت يا رسول اللّه[ صيامه و قيامه أمان من عذاب القبر قال نعم يا ثوبان و الّذي بعثني بالحقّ نبيّا ما من مسلم و لا مسلمة يصوم يوما من رجب و قام ليله يريد بذلك ]وجه[ اللّه تعالى إلّا كتب اللّه تعالى له عبادة ألف سنة صيام نهارها و قيام ليلها و كأنّما حجّ ألف حجّة و اعتمر ألف عمرة من مال حلال و كأنّما غزا ألف غزوة و أعتق ألف رقبة من ولد إسماعيل و كأنّما تصدّق بألف دينار و كأنّما اشترى أسارى أمّتي فأعتقهم لوجه اللّه و كأنّما أشبع ألف جائع و آمنه اللّه تعالى من عذاب القبر و هول منكر و نكير قيل يا رسول اللّه هذا الثّواب كلّه لمن صام يوما واحدا أو قام ليلة من شهر رجب فقال ]رسول اللّه ص هذا لمن لا ينكر قدرة اللّه عزّ و جلّ ثمّ قيل يا رسول اللّه ثواب رجب أبلغ[ أم ثواب شهر رمضان فقال رسول اللّه ص ليس على ثواب رمضان قياس و لكن شهر رجب شهر عظيم الخبر

، و عن أبي المحاسن عن أبي عبد اللّه عن محمّد بن الحسين عن إبراهيم بن عبد اللّه عن عبد اللّه بن سليمان عن أبي صالح عن سعد بن سعيد عن سفيان الثّوريّ عن الأعمش عن سعيد بن جبير عن ابن عبّاس قال قال النّبيّ ص من صام أيّام البيض من رجب و قام لياليها و يصلّي ليلة النّصف مائة ركعة يقرأ في كلّ ركعة قل هو اللّه أحد عشر مرّات فإذا فرغ من هذه الصّلاة استغفر سبعين ]مرّة[ رفع عنه شرّ أهل السّماء و شرّ أهل الأرض و شرّ إبليس و جنوده فإن مات في هذا الشّهر مات شهيدا و يقضي اللّه تعالى له ألف حاجة خمسمائة منها من حوائج الآخرة و خمسمائة من حوائج الدّنيا كلّ حاجة مقضيّة غير مردودة و بنى اللّه تعالى له في الجنّة مائة قصر من زمرّد و في كلّ قصر مائة دار و في كلّ دار مائة بيت و في كلّ بيت مائة سرير و على كلّ سرير فراش من الألوان و على كلّ فراش زوجة من الحور العين لكلّ ألف حاجب يدخل في كلّ بيت ألف ملك مع كلّ ملك مائدة عليها ألف قصعة فيها الألوان من الطّعام و ذلك كلّه لمن صام أيّام البيض من رجب و قام لياليها و صلّى هذه الصّلاة و ذلك على اللّه يسير

  و تقدّم في كتاب الصّلاة، عنه رواية أخرى

5    دعائم الإسلام، عن جعفر بن محمّد ع أنّه ذكر رجبا فقال من صامه ]عاما[ تباعدت منه النّار عاما فإن صامه عامين تباعدت منه النّار عامين كذلك حتّى يصومه سبعة أعوام غلّقت عنه أبواب النّيران السّبعة فإن صامه ثمانية فتّحت له أبواب الجنّة الثّمانية و إن صامه عشرة قيل له استأنف العمل و من زاد زاده اللّه

6    القطب الرّاونديّ في لبّ اللّباب، عن النّبيّ ص قال إنّ رجبا شهر اللّه و شعبان شهري و رمضان شهر أمّتي فمن صام من رجب يوما استوجب رضوان اللّه الأكبر

، و قال ص من صام ثلاثة أيّام من أوّل رجب فله من الأجر كمن صام ثلاثة آلاف سنة

   باب 22- استحباب التّسبيح و الصّدقة كلّ يوم من رجب و تلاوة الإخلاص كلّ جمعة منه مائة مرّة و كثرة الاستغفار فيه و التّهليل و التّوبة و تلاوة الإخلاص فيه عشرة آلاف مرّة

1    السّيّد عليّ بن طاوس في الإقبال، عن النّبيّ ص أنّه قال إنّ اللّه تبارك و تعالى نصب في السّماء السّابعة ملكا يقال له الدّاعي فإذا دخل شهر رجب ينادي ذلك الملك كلّ ليلة منه إلى الصّباح طوبى للذّاكرين طوبى للطّائعين و يقول اللّه تعالى أنا جليس من جالسني و مطيع من أطاعني و غافر من استغفرني الشّهر شهري و العبد عبدي و الرّحمة رحمتي فمن دعاني في هذا الشّهر أجبته و من سألني أعطيته و من استهداني هديته و جعلت هذا الشّهر حبلا بيني و بين عبادي فمن اعتصم به وصل إليّ

2    القطب الرّاونديّ في لبّ اللّباب، عن النّبيّ ص قال من قرأ في كلّ جمعة من رجب مائة مرّة قل هو اللّه أحد كان له نورا يوم القيامة يسعى به إلى الجنّة

 و قال إنّ اللّه أوجب مغفرة للتّائبين في رجب

 باب 23 -استحباب صوم شعبان كلّه أو بعضه

1    السّيّد فضل اللّه الرّاونديّ في نوادره، عن أبي العبّاس أحمد بن إبراهيم عن عليّ بن خلف عن محمّد بن زيد عن عليّ بن الحسين عن محمّد بن أحمد عن الحسن بن حدّاد عن أحمد بن محمّد عن الحسن بن سعيد عن الحسين بن معاذ عن نافع بن عبد الرّحمن عن أنس بن مالك قال قال رسول اللّه ص من صام يوما من شعبان كتب اللّه له صوم سنتين و كان له عند اللّه اثنتا عشرة دعوة مستجابة و من صام يومين من شعبان كتب اللّه له صوم أربع سنين و يخرج من ذنوبه كيوم ولدته أمّه و من صام ثلاثة أيّام كتب اللّه له صوم ستّ سنين و كان له ثواب عشرة من الصّادقين و من صام أربعة أيّام كتب اللّه له صوم ثمان سنين و أعطاه اللّه كتابه بيمينه يوم القيامة و من صام خمسة أيّام كتب اللّه له صوم عشر سنين و كتب اللّه له عدد رمل عالج حسنات و من صام ستّة أيّام كتب اللّه له صوم اثنتي عشرة سنة و جاز على الصّراط كالبرق الخاطف و من صام سبعة أيّام كتب اللّه له صوم أربع عشرة سنة و غفر له ما تقدّم من ذنبه و ما تأخّر و من صام ثمانية أيّام كتب اللّه تعالى له صوم ستّ عشرة سنة و وضع على رأسه تاجا من نور و من صام تسعة أيّام كتب اللّه له صوم ثمان عشرة سنة و باهى اللّه به الملائكة و من صام عشرة أيّام هيهات هيهات وجب له رضوان اللّه الأكبر و دخل الجنّة بغير حساب و لا تعب و لا نصب و من صام أحد عشر يوما رفع درجاته أعلى درجة في الجنّة و كان يوم القيامة في أوائل العابدين و من صام اثني عشر يوما كان يوم القيامة من الآمنين و يحشر مع المتّقين وفد الرّحمن جلّ جلاله و من صام ثلاثة عشر يوما فكأنّما عبد اللّه ثلاثين سنة و أعطاه اللّه في الجنّة قبّة من درّة بيضاء و من صام أربعة عشر يوما لم يسأل اللّه تعالى حاجة في الدّنيا و الآخرة إلّا أعطاه إيّاها و شفّعه في أهل بيته و من صام خمسة عشر يوما جعل اللّه تعالى حكمة في لسانه و في قلبه و كان يوم القيامة من السّابقة فإن صلّى في ليلة النّصف كان له أضعاف ذلك و من صام ستّة عشر يوما أعطاه اللّه تعالى براءة من النّار و براءة من النّفاق و من صام سبعة عشر يوما أعطاه اللّه تعالى مثل ثواب ثلاثين صدّيقا نبيّا و تزوره الملائكة في منزله و من صام ثمانية عشر يوما حشره اللّه تعالى يوم القيامة مع الصّدّيقين و الصّالحين و حسن أولئك رفيقا و من صام تسعة عشر يوما نزع اللّه تعالى الحسد و البغضاء من صدره و رزقه يقينا خالصا و من صام عشرين يوما فبخ بخ طوبى له و حسن مآب و يعطيه اللّه تعالى من الكرامة و الثّواب ما يعجز عن صفته الخلائق و من صام أحدا و عشرين يوما شفّعه اللّه تعالى يوم القيامة في مثل ربيعة و مضر و من صام اثنين و عشرين يوما جعله اللّه تعالى من العابدين المخلصين الّذين لا خوف عليهم و لا هم يحزنون و من صام ثلاثة و عشرين يوما لم يبق ملك مقرّب و لا نبيّ مرسل إلّا غبطه بمنزلته و من صام أربعة و عشرين يوما أعطاه اللّه تعالى أجر شهيد صادق و أجر الشّاهدين النّاصحين و من صام خمسة و عشرين يوما كتب اللّه تعالى له حسناته و يمحو سيّئاته و يرفع درجاته في الجنّة و من صام ستّة و عشرين يوما هنّأه اللّه تعالى في قبره حتّى يكون بمنزلة العرش و يقرب منزلته من اللّه عزّ و جلّ و من صام سبعة و عشرين يوما بنى اللّه تعالى له مائة درجة في الجنّة و حفظه من كلّ سوء و من شرّ الشّيطان و من صام ثمانية و عشرين يوما أعطاه اللّه تعالى ثواب من قرأ القرآن مائة مرّة من جزيل العطايا و من صام تسعة و عشرين يوما أعطاه اللّه تعالى بكلّ نفس في الجنّة سبعين درجة و قضى له في الدّنيا و الآخرة كلّ حاجة و كتب له بكلّ ذلك حسنة و من صام كلّه

 يعني ثلاثين يوما هيهات انقطع العلم من الفضل الّذي يعطيه اللّه تعالى مائة ألف ألف مدينة من الجوهر في كلّ مدينة ألف ألف دار و في كلّ دار ألف ألف قصر في كلّ قصر مائة ألف ألف بيت في كلّ بيت مائة ألف ألف سرير و مع كلّ سرير مائة ألف ألف فراش على كلّ فراش مائة ألف ألف زوجة من الحور العين و كتبه اللّه تعالى من الأخيار ألا من صام رمضان و علم حقّه و احتسب حدوده أعطاه اللّه تعالى سبعين ألف ضعف مثل هذه و ما عند اللّه خير و أبقى

2    دعائم الإسلام، عن رسول اللّه ص أنّه كان أكثر ما يصوم شعبان

3    الشّيخ الطّوسيّ في أماليه، عن الحسن بن إسماعيل عن أحمد بن محمّد بن عيّاش قال خرج إلى القاسم بن العلاء الهمدانيّ وكيل أبي محمّد ع فيما حدّثني به عليّ بن جبير بن مالك أنّ مولانا الحسين ع ولد يوم الخميس لثلاث خلون من شعبان فصمه... إلخ

4    كتاب العلاء، عن محمّد بن مسلم قال قلت لأبي جعفر ع ما ترى في صوم شعبان قال حسن قال قلت أ فصامه رسول اللّه ص قال لا قال قلت أ فتصومه أنت قال لا قال قلت أ فصامه أحد من آبائك قال لا

5    ابن أبي جمهور في درر اللآّلي، عن رسول اللّه ص أنّه ما كان يكثر الصّيام في شهر أكثر من صيامه في شعبان فإنّه كان يصوم شعبان كلّه و كان يقول خذوا من الأعمال ما تطيقون فإنّ اللّه لا يملّ حتّى تملّوا و إنّه كان أحبّ الصّلاة إلى رسول اللّه ص ما داوم عليها و إن قلّت و كان إذا صلّى صلاة من الصّلوات داوم عليها

 باب 24 -استحباب صلة صوم شعبان بصوم رمضان مع الإفطار ليلا لا بدونه و استحباب صوم شهرين متتابعين للتّوبة و لو مع القتل

1    زيد الزّرّاد في أصله، قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول صام رسول اللّه ص شعبان و وصله بشهر رمضان

، و فيه قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول صام رسول اللّه ص شعبان ففصل بينه و بين شهر رمضان بيوم أو يومين ثمّ وصله بشهر رمضان قلت كيف فصل بينهما فقال كان ص يصوم فإذا كان قبل النّصف بيوم أو يومين أفطر ثمّ صام و وصله بشهر رمضان فذلك الفصل بينهما قلت فإن أفطرت بعد النّصف بيوم أو يومين ثمّ أصله أ يكون ذلك مواصلة شهر رمضان فقال لا يكون المواصلة إذا أفطرت بعد النّصف

3    محمّد بن مسعود العيّاشيّ في تفسيره، عن المفضّل بن عمر قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول صوم شعبان و صوم رمضان متتابعين توبة من اللّه

 و في رواية إسماعيل بن عبد الخالق عنه ع توبة من اللّه و اللّه من القتل و الظّهار و الكفّارة

 و في رواية أبي الصّبّاح الكنانيّ عنه ع صوم شعبان و صوم شهر رمضان توبة من اللّه و اللّه من القتل

4    أحمد بن محمّد بن عيسى في نوادره، عن ابن أبي عمير عن سلمة صاحب السّابريّ عن أبي الصّبّاح قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول صوم شعبان و صوم رمضان و اللّه توبة من اللّه

5    دعائم الإسلام، عن رسول اللّه ص أنّه قال شعبان شهري و رمضان شهر اللّه

 و هذا على التّعظيم و الشّهور كلّها للّه و لأنّ رسول اللّه ص كان يصوم شعبان

 قال عليّ ص كان رسول اللّه ص يصوم شعبان و رمضان يصلهما و يقول هما شهر اللّه و هما كفّارة ما قبلهما و ما بعدهما

، و عن جعفر بن محمّد ع أنّه قال صيام شعبان و رمضان ]هما[ و اللّه توبة من اللّه ثمّ قرأ فصيام شهرين متتابعين توبة من اللّه

7    كتاب جعفر بن محمّد بن شريح الحضرميّ، عن جابر بن يزيد عن جعفر بن محمّد ع قال سمعته يقول إنّ رسول اللّه ص كان يسمّي شعبان شهر الصّبر و كان يصبر عليه فيصومه ثمّ يصوم شهر رمضان و يفصل بينهما بيوم و كان عليّ بن الحسين ع يقول صيام شهرين متتابعين توبة من اللّه

8    ابن أبي جمهور في درر اللآّلي، و في حديث عنه ص أنّه كان أحبّ الشّهور إلى رسول اللّه ص أن يصوم شعبان ثمّ يصله برمضان

   باب استحباب الاستغفار و التّهليل و الصّدقة و الصّلاة على محمّد و آله في شعبان

1    تفسير الإمام، ع و لقد مرّ أمير المؤمنين ع على قوم من أخلاط المسلمين ليس فيهم مهاجريّ و لا أنصاريّ و هم قعود في بعض المساجد في أوّل يوم من شعبان إذا هم يخوضون في أمر القدر و غيره ممّا اختلف فيه النّاس قد ارتفعت أصواتهم و اشتدّ فيهم محكهم و جدالهم فوقف ع عليهم و سلّم و أوسعوا له و قاموا إليه يسألونه القعود إليهم فلم يحفل بهم ثمّ قال لهم و ناداهم يا معشر المتكلّمين فيما لا يعنيهم و لا يرد عليهم إلى أن قال ع يا معشر المبتدعين هذا يوم غرّة شعبان الكريم سمّاه ربّنا شعبان لتشعّب الخيرات فيه قد فتح فيه ربّكم أبواب جنانه و عرض عليكم قصورها و خيراتها بأرخص الأثمان و أسهل الأمور فابتاعوها و عرض لكم إبليس اللّعين بشعب شروره و بلاياه فأنتم و إنّما تنهمكون في الغيّ و الطّغيان و تتمسّكون بشعب إبليس و تحيدون عن شعب الخير المفتوح لكم أبوابه هذه غرّة شعبان و شعب خيراته الصّلاة و الصّوم و الزّكاة و الأمر بالمعروف و النّهي عن المنكر و برّ الوالدين و القرابات و الجيران و إصلاح ذات البين و الصّدقة على الفقراء و المساكين تتكلّفون ما قد وضع عنكم و ما قد نهيتم عن الخوض فيه من كشف سرائر اللّه الّتي من فتّش عنها كان من الهالكين أما إنّكم لو وقفتم على ما قد أعدّه ربّنا عزّ و جلّ للمطيعين من عباده في هذا اليوم لقصرتم عمّا أنتم فيه و شرعتم فيما أمرتم به قالوا يا أمير المؤمنين و ما الّذي أعدّ اللّه في هذا اليوم للمطيعين له قال أمير المؤمنين ع لا أحدّثكم إلّا بما سمعت من رسول اللّه ص إلى أن قال ثمّ قال رسول اللّه ص و الّذي بعثني بالحقّ نبيّا إنّ إبليس إذا كان أوّل يوم بثّ جنوده في أقطار الأرض و آفاقها يقول لهم اجتهدوا في اجتذاب بعض عباد اللّه إليكم في هذا اليوم و إنّ اللّه عزّ و جلّ بثّ الملائكة في أقطار الأرض و آفاقها يقول لهم سدّدوا عبادي و أرشدوهم فكلّهم يسعد بكم إلّا من أبى و تمرّد و طغى فإنّه يصير في حزب إبليس و جنوده إنّ اللّه عزّ و جلّ إذا كان أوّل يوم من شعبان أمر بأبواب الجنّة فتفتّح و يأمر شجرة طوبى فتطلع أغصانها على هذه الدّنيا ثمّ ينادي منادي ربّنا عزّ و جلّ يا عباد اللّه هذه أغصان شجرة طوبى فتمسّكوا بها يرفعكم إلى الجنّة و هذه أغصان شجرة الزّقّوم فإيّاكم و إيّاها و لا تعود بكم إلى الجحيم قال رسول اللّه ص فو الّذي بعثني بالحقّ نبيّا إنّ من تعاطى بابا من الخير و البرّ في هذا اليوم فقد تعلّق بغصن من أغصان شجرة طوبى فهو مؤدّيه إلى الجنّة و من تعاطى بابا من الشّرّ في هذا اليوم فقد تعلّق بغصن من أغصان شجرة الزّقّوم فهو مؤدّيه إلى النّار ثمّ قال رسول اللّه ص فمن تطوّع للّه بصلاة في هذا اليوم فقد تعلّق منه بغصن و من صام هذا اليوم فقد تعلّق منه بغصن و من تصدّق في هذا اليوم فقد تعلّق منه بغصن و من عفا

 عن مظلمة فقد تعلّق منه بغصن و من أصلح بين المرء و زوجه أو الوالد و ولده أو لقريبه أو الجار و الجارة أو الأجنبيّ و الأجنبيّة فقد تعلّق منه بغصن و من خفّف عن معسر عن دينه أو حطّ عنه فقد تعلّق منه بغصن و من نظر في حسابه فرأى دينا عتيقا قد أيس منه صاحبه فأدّاه فقد تعلّق منه بغصن و من تكفّل يتيما فقد تعلّق منه بغصن و من كفّ سفيها عن عرض مؤمن فقد تعلّق منه بغصن و من قرأ القرآن أو شيئا منه فقد تعلّق منه بغصن و من قعد يذكر اللّه و نعماءه و يشكرهعليها فقد تعلّق منه بغصن و من عاد مريضا فقد تعلّق منه بغصن و من برّ والديه أو أحدهما في هذا اليوم فقد تعلّق منه بغصن و من كان أسخطهما قبل هذا اليوم فأرضاهما في هذا اليوم فقد تعلّق منه بغصن و من شيّع جنازة فقد تعلّق منه بغصن و من عزّى فيه مصابا فقد تعلّق منه بغصن و كذلك من فعل شيئا من سائر أبواب الخير في هذا اليوم فقد تعلّق منه بغصن ثمّ ذكر ص أبواب الشّرّ و ما رآه من حالات شجرة طوبى و الزّقّوم و محاربة الملائكة مع الشّياطين إلى أن قال في آخر كلامه أ لا تعظّمون هذا اليوممن شعبان بعد تعظيمكم لشعبان فكم من سعيد فيه و كم من شقيّ فيه لتكونوا من السّعداء فيه و لا تكونوا من الأشقياء

2    القطب الرّاونديّ في لبّ اللّباب، عن النّبيّ ص قال شعبان المطهّر و رمضان المكفّر إنّ رجبا شهر اللّه الأصمّ و شعبان ترفع فيه أعمال العباد

   باب نوادر ما يتعلّق بأبواب الصّوم المندوب

1    تفسير الإمام، ع عن رسول اللّه ص أنّه قال في جملة كلام له ألا فاعملوا اليوم ليوم القيامة و أعدّوا الزّاد ليوم الجمع يوم التّناد و تجنّبوا المعاصي بتقوى اللّه يرجى الخلاص فإنّ من عرف حرمة رجب و شعبان و وصلهما بشهر رمضان شهر اللّه الأعظم شهدت له هذه الشّهور يوم القيامة و كان رجب و شعبان و شهر رمضان شهوده بتعظيمه لها و ينادي مناد يا رجب و يا شعبان و يا شهر رمضان كيف عمل هذا العبد فيكم كان في طاعة اللّه فيقول رجب و شعبان و شهر رمضان يا ربّنا ما تزوّد منّا إلّا استعانة على طاعتك و استعدادا لموادّ فضلك و لقد تعرّض بحمده لرضاك و طلب لطاقته محبّتك فقال للملائكة الموكّلين بهذه الشّهور ما ذا تقولون في هذه الشّهادة لهذا العبد فيقولون يا ربّنا صدق رجب و شعبان و شهر رمضان ما عرفناه إلّا مقبلا في طاعتك مجتهدا في طلب رضاك صائرا فيه إلى البرّ و الإحسان و لقد كان بوصوله إلى هذه الشّهور فرحا مبتهجا و أمل فيها رحمتك و رجا فيها عفوك و مغفرتك و كان عمّا منعته فيها ممتنعا و إلى ما ندبته إليه فيها مسرعا لقد صام ببطنه و فرجه و سمعه و بصره و يرجو درجة و لقد ظمئ في نهارها و نصب في ليلها و كثرت نفقاته فيها على الفقراء و المساكين و عظم أياديه و إحسانه إلى عبادك صحبها أكرم صحبة و ودّعها أحسن توديع أقام بعد انسلاخها عنه على طاعتك و لم يهتك عند إدبارها ستور حرمتك فنعم العبد هذا فعند ذلك يأمر اللّه بهذا العبد إلى الجنّة فتلقّاه الملائكة بالحباء و الكرامات و يحملونه على نجب النّور و خيول البلق و يصير إلى نعيم لا ينفد و دار لا تبيد و لا يخرج سكّانها و لا يهرم شبّانها و لا يشيب ولدانها و لا ينفد سرورها و حبورها الخبر

2    القطب الرّاونديّ في لبّ اللّباب، عن النّبيّ ص أنّه قال أ تدرون لم سمّي شعبان لأنّه ينشعب فيه خير كثير لرمضان و إنّما سمّي رمضان لأنّه ترمض فيه الذّنوب أي تحرق

3    و في دعواته، قال زين العابدين ع ما أصيب أمير المؤمنين ع بمصيبة إلّا صلّى في ذلك اليوم ألف ركعة و تصدّق على ستّين مسكينا و صام ثلاثة أيّام و قال لأولاده إذا أصبتم بمصيبة فافعلوا بمثل ما أفعل فإنّي رأيت رسول اللّه ص هكذا يفعل فاتّبعوا سنّة نبيّكم الخبر

4    عليّ بن إبراهيم في تفسيره، عن أبيه عن القاسم بن محمّد عن سليمان بن داود المنقريّ عن حمّاد عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال قال لقمان لابنه صم صوما يقطع شهوتك و لا تصم صياما يمنعك من الصّلاة فإنّ الصّلاة أحبّ إلى اللّه من الصّيام

5    الجعفريّات، أخبرنا محمّد حدّثني موسى حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ ع قال قال رسول اللّه ص شعبان شهري و رمضان شهر اللّه و هو ربيع الفقراء

6    عوالي اللآّلي، روي عن النّبيّ ص أنّه قال من صام رمضان و أتبعه بستّ من شوّال فكأنّما صام الدّهر

7    إبراهيم بن محمّد الثّقفيّ في كتاب الغارات، حدّثنا الواقديّ أنّ عمر بن ثابت الّذي روى عن أبي أيّوب الأنصاريّ حديث ستّة أيّام من شوّال كان يركب و يدور في القرى بالشّام فإذا دخل قرية جمع أهلها ثمّ يقول أيّها النّاس إنّ عليّ بن أبي طالب ع كان رجلا منافقا أراد أن ينخس برسول اللّه ص ليلة العقبة فالعنوه فيلعنه أهل تلك القرية ثمّ يسير إلى القرية الأخرى فيأمرهم بمثل ذلك

  ابن أبي جمهور في درر اللآّلي، عن أبي أيّوب الأنصاريّ قال سمعت رسول اللّه ص يقول من صام رمضان ثمّ أتبعه ستّا من شوّال فكأنّما صام السّنة