أبواب الحجة 2

باب ما يفصل به بين دعوى المحق و المبطل في أمر الإمامة

1-  علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن ابن محبوب عن سلام بن عبد الله و محمد بن الحسن و علي بن محمد عن سهل بن زياد و أبو علي الأشعري عن محمد بن حسان جميعا عن محمد بن علي عن علي بن أسباط عن سلام بن عبد الله الهاشمي قال محمد بن علي و قد سمعته منه عن أبي عبد الله ع قال بعث طلحة و الزبير رجلا من عبد القيس يقال له خداش إلى أمير المؤمنين ص و قالا له إنا نبعثك إلى رجل طال ما كنا نعرفه و أهل بيته بالسحر و الكهانة و أنت أوثق من بحضرتنا من أنفسنا من أن تمتنع من ذلك و أن تحاجه لنا حتى تقفه على أمر معلوم و اعلم أنه أعظم الناس دعوى فلا يكسرنك ذلك عنه و من الأبواب التي يخدع الناس بها الطعام و الشراب و العسل و الدهن و أن يخالي الرجل فلا تأكل له طعاما و لا تشرب له شرابا و لا تمس له عسلا و لا دهنا و لا تخل معه و احذر هذا كله منه و انطلق على بركة الله فإذا رأيته فاقرأ آية السخرة و تعوذ بالله من كيده و كيد الشيطان فإذا جلست إليه فلا تمكنه من بصرك كله و لا تستأنس به ثم قل له إن أخويك في الدين و ابني عمك في القرابة يناشدانك القطيعة و يقولان لك أ ما تعلم أنا تركنا الناس لك و خالفنا عشائرنا فيك منذ قبض الله عز و جل محمدا ص فلما نلت أدنى منال ضيعت حرمتنا و قطعت رجاءنا ثم قد رأيت أفعالنا فيك و قدرتنا على النأي عنك و سعة البلاد دونك و أن من كان يصرفك عنا و عن صلتنا كان أقل لك نفعا و أضعف عنك دفعا منا و قد وضح الصبح لذي عينين و قد بلغنا عنك انتهاك لنا و دعاء علينا فما الذي يحملك على ذلك فقد كنا نرى أنك أشجع فرسان العرب أ تتخذ اللعن لنا دينا و ترى أن ذلك يكسرنا عنك فلما أتى خداش أمير المؤمنين ع صنع ما أمراه فلما نظر إليه علي ع و هو يناجي نفسه ضحك و قال هاهنا يا أخا عبد قيس و أشار له إلى مجلس قريب منه فقال ما أوسع المكان أريد أن أؤدي إليك رسالة قال بل تطعم و تشرب و تحل ثيابك و تدهن ثم تؤدي رسالتك قم يا قنبر فأنزله قال ما بي إلى شي‏ء مما ذكرت حاجة قال فأخلو بك قال كل سر لي علانية قال فأنشدك بالله الذي هو أقرب إليك من نفسك الحائل بينك و بين قلبك الذي يعلم خائنة الأعين و ما تخفي الصدور أ تقدم إليك الزبير بما عرضت عليك قال اللهم نعم قال لو كتمت بعد ما سألتك ما ارتد إليك طرفك فأنشدك الله هل علمك كلاما تقوله إذا أتيتني قال اللهم نعم قال علي ع آية السخرة قال نعم قال فاقرأها فقرأها و جعل علي ع يكررها و يرددها و يفتح عليه إذا أخطأ حتى إذا قرأها سبعين مرة قال الرجل ما يرى أمير المؤمنين ع أمره بترددها سبعين مرة ثم قال له أ تجد قلبك اطمأن قال إي و الذي نفسي بيده قال فما قالا لك فأخبره فقال قل لهما كفى بمنطقكما حجة عليكما و لكن الله لا يهدي القوم الظالمين زعمتما أنكما أخواي في الدين و ابنا عمي في النسب فأما النسب فلا أنكره و إن كان النسب مقطوعا إلا ما وصله الله بالإسلام و أما قولكما إنكما أخواي في الدين فإن كنتما صادقين فقد فارقتما كتاب الله عز و جل و عصيتما أمره بأفعالكما في أخيكما في الدين و إلا فقد كذبتما و افتريتما بادعائكما أنكما أخواي في الدين و أما مفارقتكما الناس منذ قبض الله محمدا ص فإن كنتما فارقتماهم بحق فقد نقضتما ذلك الحق بفراقكما إياي أخيرا و إن فارقتماهم بباطل فقد وقع إثم ذلك الباطل عليكما مع الحدث الذي أحدثتما مع أن صفقتكما بمفارقتكما الناس لم تكن

 إلا لطمع الدنيا زعمتما و ذلك قولكما فقطعت رجاءنا لا تعيبان بحمد الله من ديني شيئا و أما الذي صرفني عن صلتكما فالذي صرفكما عن الحق و حملكما على خلعه من رقابكما كما يخلع الحرون لجامه و هو الله ربي لا أشرك به شيئا فلا تقولا أقل نفعا و أضعف دفعا فتستحقا اسم الشرك مع النفاق و أما قولكما إني أشجع فرسان العرب و هربكما من لعني و دعائي فإن لكل موقف عملا إذا اختلفت الأسنة و ماجت لبود الخيل و ملأ سحراكما أجوافكما فثم يكفيني الله بكمال القلب و أما إذا أبيتما بأني أدعو الله فلا تجزعا من أن يدعو عليكما رجل ساحر من قوم سحرة زعمتما اللهم أقعص الزبير بشر قتلة و اسفك دمه على ضلالة و عرف طلحة المذلة و ادخر لهما في الآخرة شرا من ذلك إن كانا ظلماني و افتريا علي و كتما شهادتهما و عصياك و عصيا رسولك في قل آمين قال خداش آمين ثم قال خداش لنفسه و الله ما رأيت لحية قط أبين خطأ منك حامل حجة ينقض بعضها بعضا لم يجعل الله لها مساكا أنا أبرأ إلى الله منهما قال علي ع ارجع إليهما و أعلمهما ما قلت قال لا و الله حتى تسأل الله أن يردني إليك عاجلا و أن يوفقني لرضاه فيك ففعل فلم يلبث أن انصرف و قتل معه يوم الجمل رحمه الله

2-  علي بن محمد و محمد بن الحسن عن سهل بن زياد و أبو علي الأشعري عن محمد بن حسان جميعا عن محمد بن علي عن نصر بن مزاحم عن عمرو بن سعيد عن جراح بن عبد الله عن رافع بن سلمة قال كنت مع علي بن أبي طالب صلوات الله عليه يوم النهروان فبينا علي ع جالس إذ جاء فارس فقال السلام عليك يا علي فقال له علي ع و عليك السلام ما لك ثكلتك أمك لم تسلم علي بإمرة المؤمنين قال بلى سأخبرك عن ذلك كنت إذ كنت على الحق بصفين فلما حكمت الحكمين برئت منك و سميتك مشركا فأصبحت لاأدري إلى أين أصرف ولايتي و الله لأن أعرف هداك من ضلالتك أحب إلي من الدنيا و ما فيها فقال له علي ع ثكلتك أمك قف مني قريبا أريك علامات الهدى من علامات الضلالة فوقف الرجل قريبا منه فبينما هو كذلك إذ أقبل فارس يركض حتى أتى عليا ع فقال يا أمير المؤمنين أبشر بالفتح أقر الله عينك قد و الله قتل القوم أجمعون فقال له من دون النهر أو من خلفه قال بل من دونه فقال كذبت و الذي فلق الحبة و برأ النسمة لا يعبرون أبدا حتى يقتلوا فقال الرجل فازددت فيه بصيرة فجاء آخر يركض على فرس له فقال له مثل ذلك فرد عليه أمير المؤمنين ع مثل الذي رد على صاحبه قال الرجل الشاك و هممت أن أحمل على علي ع فأفلق هامته بالسيف ثم جاء فارسان يركضان قد أعرقا فرسيهما فقالا أقر الله عينك يا أمير المؤمنين أبشر بالفتح قد و الله قتل القوم أجمعون فقال علي ع أ من خلف النهر أو من دونه قالا لا بل من خلفه إنهم لما اقتحموا خيلهم النهروان و ضرب الماء لبات خيولهم رجعوا فأصيبوا فقال أمير المؤمنين ع صدقتما فنزل الرجل عن فرسه فأخذ بيد أمير المؤمنين ع و برجله فقبلهما فقال علي ع هذه لك آية

3-  علي بن محمد عن أبي علي محمد بن إسماعيل بن موسى بن جعفر عن أحمد بن القاسم العجلي عن أحمد بن يحيى المعروف بكرد عن محمد بن خداهي عن عبد الله بن أيوب عن عبد الله بن هاشم عن عبد الكريم بن عمرو الخثعمي عن حبابة الوالبية قالت رأيت أمير المؤمنين ع في شرطة الخميس و معه درة لها سبابتان يضرب بها بياعي الجري و المارماهي و الزمار و يقول لهم يا بياعي مسوخ بني إسرائيل و جند بني مروان فقام إليه فرات بن أحنف فقال يا أمير المؤمنين و ما جند بني مروان قال فقال له أقوام حلقوا اللحى و فتلوا الشوارب فمسخوا فلم أر ناطقا أحسن نطقا منه ثم اتبعته فلم أزل أقفو أثره حتى قعد في رحبة المسجد فقلت له يا أمير المؤمنين ما دلالة الإمامة يرحمك الله قالت فقال ائتيني بتلك الحصاة و أشار بيده إلى حصاة فأتيته بها فطبع لي فيها بخاتمه ثم قال لي يا حبابة إذا ادعى مدع الإمامة فقدر أن يطبع كما رأيت فاعلمي أنه إمام مفترض الطاعة و الإمام لا يعزب عنه شي‏ء يريده قالت ثم انصرفت حتى قبض أمير المؤمنين ع فجئت إلى الحسن ع و هو في مجلس أمير المؤمنين ع و الناس يسألونه فقال يا حبابة الوالبية فقلت نعم يا مولاي فقال هاتي ما معك قال فأعطيته فطبع فيها كما طبع أمير المؤمنين ع قالت ثم أتيت الحسين ع و هو في مسجد رسول الله ص فقرب و رحب ثم قال لي إن في الدلالة دليلا على ما تريدين أ فتريدين دلالة الإمامة فقلت نعم يا سيدي فقال هاتي ما معك فناولته الحصاة فطبع لي فيها قالت ثم أتيت علي بن الحسين ع و قد بلغ بي الكبر إلى أن أرعشت و أنا أعد يومئذ مائة و ثلاث عشرة سنة فرأيته راكعا و ساجدا و مشغولا بالعبادة فيئست من الدلالة فأومأ إلي بالسبابة فعاد إلي شبابي قالت فقلت يا سيدي كم مضى من الدنيا و كم بقي فقال أما ما مضى فنعم و أما ما بقي فلا قالت ثم قال لي هاتي ما معك فأعطيته الحصاة فطبع لي فيها ثم أتيت أبا جعفر ع فطبع لي فيها ثم أتيت أبا عبد الله ع فطبع لي فيها ثم أتيت أبا الحسن موسى ع فطبع لي فيها ثم أتيت الرضا ع فطبع لي فيها و عاشت حبابة بعد ذلك تسعة أشهر على ما ذكر محمد بن هشام

4-  محمد بن أبي عبد الله و علي بن محمد عن إسحاق بن محمد النخعي عن أبي هاشم داود بن القاسم الجعفري قال كنت عند أبي محمد ع فاستؤذن لرجل من أهل اليمن عليه فدخل رجل عبل طويل جسيم فسلم عليه بالولاية فرد عليه بالقبول و أمره بالجلوس فجلس ملاصقا لي فقلت في نفسي ليت شعري من هذا فقال أبو محمد ع هذا من ولد الأعرابية صاحبة الحصاة التي طبع آبائي ع فيها بخواتيمهم فانطبعت و قد جاء بها معه يريد أن أطبع فيها ثم قال هاتها فأخرج حصاة و في جانب منها موضع أملس فأخذها أبو محمد ع ثم أخرج خاتمه فطبع فيها فانطبع فكأني أرى نقش خاتمه الساعة الحسن بن علي فقلت لليماني رأيته قبل هذا قط قال لا و الله و إني لمنذ دهر حريص على رؤيته حتى كان الساعة أتاني شاب لست أراه فقال لي قم فادخل فدخلت ثم نهض اليماني و هو يقول رحمة الله و بركاته عليكم أهل البيت ذرية بعضها من بعض أشهد بالله إن حقك لواجب كوجوب حق أمير المؤمنين ع و الأئمة من بعده صلوات الله عليهم أجمعين ثم مضى فلم أره بعد ذلك قال إسحاق قال أبو هاشم الجعفري و سألته عن اسمه فقال اسمي مهجع بن الصلت بن عقبة بن سمعان بن غانم ابن أم غانم و هي الأعرابية اليمانية صاحبة الحصاة التي طبع فيها أمير المؤمنين ع و السبط إلى وقت أبي الحسن ع

 -  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن علي بن رئاب عن أبي عبيدة و زرارة جميعا عن أبي جعفر ع قال لما قتل الحسين ع أرسل محمد بن الحنفية إلى علي بن الحسين ع فخلا به فقال له يا ابن أخي قد علمت أن رسول الله ص دفع الوصية و الإمامة من بعده إلى أمير المؤمنين ع ثم إلى الحسن ع ثم إلى الحسين ع و قد قتل أبوك رضي الله عنه و صلى على روحه و لم يوص و أنا عمك و صنو أبيك و ولادتي من علي ع في سني و قديمي أحق بها منك في حداثتك فلا تنازعني في الوصية و الإمامة و لا تحاجني فقال له علي بن الحسين ع يا عم اتق الله و لا تدع ما ليس لك بحق إني أعظك أن تكون من الجاهلين إن أبي يا عم صلوات الله عليه أوصى إلي قبل أن يتوجه إلى العراق و عهد إلي في ذلك قبل أن يستشهد بساعة و هذا سلاح رسول الله ص عندي فلا تتعرض لهذا فإني أخاف عليك نقص العمر و تشتت الحال إن الله عز و جل جعل الوصية و الإمامة في عقب الحسين ع فإذا أردت أن تعلم ذلك فانطلق بنا إلى الحجر الأسود حتى نتحاكم إليه و نسأله عن ذلك قال أبو جعفر ع و كان الكلام بينهما بمكة فانطلقا حتى أتيا الحجر الأسود فقال علي بن الحسين لمحمد بن الحنفية ابدأ أنت فابتهل إلى الله عز و جل و سله أن ينطق لك الحجر ثم سل فابتهل محمد في الدعاء و سأل الله ثم دعا الحجر فلم يجبه فقال علي بن الحسين ع يا عم لو كنت وصيا و إماما لأجابك قال له محمد فادع الله أنت يا ابن أخي و سله فدعا الله علي بن الحسين ع بما أراد ثم قال أسألك بالذي جعل فيك ميثاق الأنبياء و ميثاق الأوصياء و ميثاق الناس أجمعين لما أخبرتنا من الوصي و الإمام بعد الحسين بن علي ع قال فتحرك الحجر حتى كاد أن يزول عن موضعه ثم أنطقه الله عز و جل بلسان عربي مبين فقال اللهم إن الوصية و الإمامة بعد الحسين بن علي ع إلى علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب و ابن فاطمة بنت رسول الله ص قال فانصرف محمد بن علي و هو يتولى علي بن الحسين ع

 علي بن إبراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسى عن حريز عن زرارة عن أبي جعفر ع مثله

6-  الحسين بن محمد عن المعلى بن محمد عن محمد بن علي قال أخبرني سماعة بن مهران قال أخبرني الكلبي النسابة قال دخلت المدينة و لست أعرف شيئا من هذا الأمر فأتيت المسجد فإذا جماعة من قريش فقلت أخبروني عن عالم أهل هذا البيت فقالوا عبد الله بن الحسن فأتيت منزله فاستأذنت فخرج إلي رجل ظننت أنه غلام له فقلت له استأذن لي على مولاك فدخل ثم خرج فقال لي ادخل فدخلت فإذا أنا بشيخ معتكف شديد الاجتهاد فسلمت عليه فقال لي من أنت فقلت أنا الكلبي النسابة فقال ما حاجتك فقلت جئت أسألك فقال أ مررت بابني محمد قلت بدأت بك فقال سل فقلت أخبرني عن رجل قال لامرأته أنت طالق عدد نجوم السماء فقال تبين برأس الجوزاء و الباقي وزر عليه و عقوبة فقلت في نفسي واحدة فقلت ما يقول الشيخ في المسح على الخفين فقال قد مسح قوم صالحون و نحن أهل البيت لا نمسح فقلت في نفسي ثنتان فقلت ما تقول في أكل الجري أ حلال هو أم حرام فقال حلال إلا أنا أهل البيت نعافه فقلت في نفسي ثلاث فقلت فما تقول في شرب النبيذ فقال حلال إلا أنا أهل البيت لا نشربه فقمت فخرجت من عنده و أنا أقول هذه العصابة تكذب على أهل هذا البيت فدخلت المسجد فنظرت إلى جماعة من قريش و غيرهم من الناس فسلمت عليهم ثم قلت لهم من أعلم أهل هذا البيت فقالوا عبد الله بن الحسن فقلت قد أتيته فلم أجد عنده شيئا فرفع رجل من القوم رأسه فقال ائت جعفر بن محمد ع فهو أعلم أهل هذا البيت فلامه بعض من كان بالحضرة فقلت إن القوم إنما منعهم من إرشادي إليه أول مرة الحسد فقلت له ويحك إياه أردت فمضيت حتى صرت إلى منزله فقرعت الباب فخرج غلام له فقال ادخل يا أخا كلب فو الله لقد أدهشني فدخلت و أنا مضطرب و نظرت فإذا شيخ على مصلى بلا مرفقة و لا بردعة فابتدأني بعد أن سلمت عليه فقال لي من أنت فقلت في نفسي يا سبحان الله غلامه يقول لي بالباب ادخل يا أخا كلب و يسألني المولى من أنت فقلت له أنا الكلبي

 النسابة فضرب بيده على جبهته و قال كذب العادلون بالله و ضلوا ضلالا بعيدا و خسروا خسرانا مبينا يا أخا كلب إن الله عز و جل يقول و عادا و ثمود و أصحاب الرس و قرونا بين ذلك كثيرا أ فتنسبها أنت فقلت لا جعلت فداك فقال لي أ فتنسب نفسك قلت نعم أنا فلان بن فلان بن فلان حتى ارتفعت فقال لي قف ليس حيث تذهب ويحك أ تدري من فلان بن فلان قلت نعم فلان بن فلان قال إن فلان بن فلان ابن فلان الراعي الكردي إنما كان فلان الراعي الكردي على جبل آل فلان فنزل إلى فلانة امرأة فلان من جبله الذي كان يرعى غنمه عليه فأطعمها شيئا و غشيها فولدت فلانا و فلان بن فلان من فلانة و فلان بن فلان ثم قال أ تعرف هذه الأسامي قلت لا و الله جعلت فداك فإن رأيت أن تكف عن هذا فعلت فقال إنما قلت فقلت فقلت إني لا أعود قال لا نعود إذا و اسأل عما جئت له فقلت له أخبرني عن رجل قال لامرأته أنت طالق عدد نجوم السماء فقال ويحك أ ما تقرأ سورة الطلاق قلت بلى قال فاقرأ فقرأت فطلقوهن لعدتهن و أحصوا العدة قال أ ترى هاهنا نجوم السماء قلت لا قلت فرجل قال لامرأته أنت طالقثلاثا قال ترد إلى كتاب الله و سنة نبيه ص ثم قال لا طلاق إلا على طهر من غير جماع بشاهدين مقبولين فقلت في نفسي واحدة ثم قال سل قلت ما تقول في المسح على الخفين فتبسم ثم قال إذا كان يوم القيامة و رد الله كل شي‏ء إلى شيئه و رد الجلد إلى الغنم فترى أصحاب المسح أين يذهب وضوؤهم فقلت في نفسي ثنتان ثم التفت إلي فقال سل فقلت أخبرني عن أكل الجري فقال إن الله عز و جل مسخ طائفة من بني إسرائيل فما أخذ منهم بحرا فهو الجري و المارماهي و الزمار و ما سوى ذلك و ما أخذ منهم برا فالقردة و الخنازير و الوبر و الورك و ما سوى ذلك فقلت في نفسي ثلاث ثم التفت إلي فقال سل و قم فقلت ما تقول في النبيذ فقال حلال فقلت إنا ننبذ فنطرح فيه العكر و ما سوى ذلك و نشربه فقال شه شه تلك الخمرة المنتنة فقلت جعلت فداك فأي نبيذ تعني فقال إن أهل المدينة شكوا إلى رسول الله ص تغيير الماء و فساد طبائعهم فأمرهم أن ينبذوا فكان الرجل يأمر خادمه أن ينبذ له فيعمد إلى كف من التمر فيقذف به في الشن فمنه شربه و منه طهوره فقلت و كم كان عدد التمر الذي كان في الكف فقال ما حمل الكف فقلت واحدة و ثنتان فقال ربما كانت واحدة و ربما كانت ثنتين فقلت و كم كان يسع الشن فقال ما بين الأربعين إلى الثمانين إلى ما فوق ذلك فقلت بالأرطال فقال نعم أرطال بمكيال العراق قال سماعة قال الكلبي ثم نهض ع و قمت فخرجت و أنا أضرب بيدي على الأخرى و أنا أقول إن كان شي‏ء فهذا فلم يزل الكلبي يدين الله بحب آل هذا البيت حتى مات

7-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن أبي يحيى الواسطي عن هشام بن سالم قال كنا بالمدينة بعد وفاة أبي عبد الله ع أنا و صاحب الطاق و الناس مجتمعون على عبد الله بن جعفر أنه صاحب الأمر بعد أبيه فدخلنا عليه أنا و صاحب الطاق و الناس عنده و ذلك أنهم رووا عن أبي عبد الله ع أنه قال إن الأمر في الكبير ما لم تكن به عاهة فدخلنا عليه نسأله عما كنا نسأل عنه أباه فسألناه عن الزكاة في كم تجب فقال في مائتين خمسة فقلنا ففي مائة فقال درهمان و نصف فقلنا و الله ما تقول المرجئة هذا قال فرفع يده إلى السماء فقال و الله ما أدري ما تقول المرجئة قال فخرجنا من عنده ضلالا لا ندري إلى أين نتوجه أنا و أبو جعفر الأحول فقعدنا في بعض أزقة المدينة باكين حيارى لا ندري إلى أين نتوجه و لا من نقصد و نقول إلى المرجئة إلى القدرية إلى الزيدية إلى المعتزلة إلى الخوارج فنحن كذلك إذ رأيت رجلا شيخا لا أعرفه يومئ إلي بيده فخفت أن يكون عينا من عيون أبي جعفر المنصور و ذلك أنه كان له بالمدينة جواسيس ينظرون إلى من اتفقت شيعة جعفر ع عليه فيضربون عنقه فخفت أن يكون منهم فقلت للأحول تنح فإني خائف على نفسي و عليك و إنما يريدني لا يريدك فتنح عني لا تهلك و تعين على نفسك فتنحى غير بعيد و تبعت الشيخ و ذلك أني ظننت أني لا أقدر على التخلص منه فما زلت أتبعه و قد عزمت على الموت حتى ورد بي على باب أبي الحسن ع ثم خلاني و مضى فإذا خادم بالباب فقال لي ادخل رحمك الله فدخلت فإذا أبو الحسن موسى ع فقال لي ابتداء منه لا إلى المرجئة و لا إلى القدرية و لا إلى الزيدية و لا إلى المعتزلة و لا إلى الخوارج إلي إلي فقلت جعلت فداك مضى أبوك قال نعم قلت مضى موتا قال نعم قلت فمن لنا من بعده فقال إن شاء الله أن يهديك هداك قلت جعلت فداك إن عبد الله يزعم أنه من بعد أبيه قال يريد عبد الله أن لا يعبد الله قال قلت جعلت فداك فمن لنا من بعده قال إن شاء الله أن يهديك هداك قال قلت جعلت فداك فأنت هو قال لا ما أقول ذلك قال فقلت في نفسي لم أصب طريق المسألة ثم قلت له جعلت فداك عليك إمام قال لا فداخلني شي‏ء لا يعلم إلا الله عز و جل إعظاما له و هيبة أكثر مما كان يحل بي من أبيه إذا دخلت عليه ثم قلت له جعلت فداك أسألك عما كنت أسأل أباك فقال سل تخبر و لا تذع فإن أذعت فهو الذبح فسألته فإذا هو بحر لا ينزف قلت جعلت فداك شيعتك و شيعة أبيك ضلال فألقي إليهم و أدعوهم إليك و قد أخذت علي الكتمان قال من آنست منه رشدا فألق إليه و خذ عليه الكتمان فإن أذاعوا فهو الذبح و أشار بيده إلى حلقه قال فخرجت من عنده فلقيت أبا جعفر الأحول فقال لي ما وراءك قلت الهدى فحدثته بالقصة قال ثم لقينا الفضيل و أبا بصير فدخلا عليه و سمعا كلامه و ساءلاه و قطعا عليه بالإمامة ثم لقينا الناس أفواجا فكل من دخل عليه قطع إلا طائفة عمار و أصحابه و بقي عبد الله لا يدخل إليه إلا قليل من الناس فلما رأى ذلك قال ما حال الناس فأخبر أن هشاما صد عنك الناس قال هشام فأقعد لي بالمدينة غير واحد ليضربوني

8-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن محمد عن محمد بن فلان الواقفي قال كان لي ابن عم يقال له الحسن بن عبد الله كان زاهدا و كان من أعبد أهل زمانه و كان يتقيه السلطان لجده في الدين و اجتهاده و ربما استقبل السلطان بكلام صعب يعظه و يأمره بالمعروف و ينهاه عن المنكر و كان السلطان يحتمله لصلاحه و لم تزل هذه حالته حتى كان يوم من الأيام إذ دخل عليه أبو الحسن موسى ع و هو في المسجد فرآه فأومأ إليه فأتاه فقال له يا أبا علي ما أحب إلي ما أنت فيه و أسرني إلا أنه ليست لك معرفة فاطلب المعرفة قال جعلت فداك و ما المعرفة قال اذهب فتفقه و اطلب الحديث قال عمن قال عن فقهاء أهل المدينة ثم اعرض علي الحديث قال فذهب فكتب ثم جاءه فقرأه عليه فأسقطه كله ثم قال له اذهب فاعرف المعرفة و كان الرجل معنيا بدينه فلم يزل يترصد أبا الحسن ع حتى خرج إلى ضيعة له فلقيه في الطريق فقال له جعلت فداك إني أحتج عليك بين يدي الله فدلني على المعرفة قال فأخبره بأمير المؤمنين ع و ما كان بعد رسول الله ص و أخبره بأمر الرجلين فقبل منه ثم قال له فمن كان بعد أمير المؤمنين ع قال الحسن ع ثم الحسين ع حتى انتهى إلى نفسه ثم سكت قال فقال له جعلت فداك فمن هو اليوم قال إن أخبرتك تقبل قال بلى جعلت فداك قال أنا هو قال فشي‏ء أستدل به قال اذهب إلى تلك الشجرة و أشار بيده إلى أم غيلان فقل لها يقول لك موسى بن جعفر أقبلي قال فأتيتها فرأيتها و الله تخد الأرض خدا حتى وقفت بين يديه ثم أشار إليها فرجعت قال فأقر به ثم لزم الصمت و العبادة فكان لا يراه أحد يتكلم بعد ذلك

 محمد بن يحيى و أحمد بن محمد عن محمد بن الحسن عن إبراهيم بن هاشم مثله

9-  محمد بن يحيى و أحمد بن محمد عن محمد بن الحسن عن أحمد بن الحسين عن محمد بن الطيب عن عبد الوهاب بن منصور عن محمد بن أبي العلاء قال سمعت يحيى بن أكثم قاضي سامراء بعد ما جهدت به و ناظرته و حاورته و واصلته و سألته عن علوم آل محمد فقال بينا أنا ذات يوم دخلت أطوف بقبر رسول الله ص فرأيت محمد بن علي الرضا ع يطوف به فناظرته في مسائل عندي فأخرجها إلي فقلت له و الله إني أريد أن أسألك مسألة و إني و الله لأستحيي من ذلك فقال لي أنا أخبرك قبل أن تسألني تسألني عن الإمام فقلت هو و الله هذا فقال أنا هو فقلت علامة فكان في يده عصا فنطقت و قالت إن مولاي إمام هذا الزمان و هو الحجة

10-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد أو غيره عن علي بن الحكم عن الحسين بن عمر بن يزيد قال دخلت على الرضا ع و أنا يومئذ واقف و قد كان أبي سأل أباه عن سبع مسائل فأجابه في ست و أمسك عن السابعة فقلت و الله لأسألنه عما سأل أبي أباه فإن أجاب بمثل جواب أبيه كانت دلالة فسألته فأجاب بمثل جواب أبيه أبي في المسائل الست فلم يزد في الجواب واوا و لا ياء و أمسك عن السابعة و قد كان أبي قال لأبيه إني أحتج عليك عند الله يوم القيامة أنك زعمت أن عبد الله لم يكن إماما فوضع يده على عنقه ثم قال له نعم احتج علي بذلك عند الله عز و جل فما كان فيه من إثم فهو في رقبتي فلما ودعته قال إنه ليس أحد من شيعتنا يبتلى ببلية أو يشتكي فيصبر على ذلك إلا كتب الله له أجر ألف شهيد فقلت في نفسي و الله ما كان لهذا ذكر فلما مضيت و كنت في بعض الطريق خرج بي عرق المديني فلقيت منه شدة فلما كان من قابل حججت فدخلت عليه و قد بقي من وجعي بقية فشكوت إليه و قلت له جعلت فداك عوذ رجلي و بسطتها بين يديه فقال لي ليس على رجلك هذه بأس و لكن أرني رجلكالصحيحة فبسطتها بين يديه فعوذها فلما خرجت لم ألبث إلا يسيرا حتى خرج بي العرق و كان وجعه يسيرا

11-  أحمد بن مهران عن محمد بن علي عن ابن قياما الواسطي و كان من الواقفة قال دخلت على علي بن موسى الرضا ع فقلت له يكون إمامان قال لا إلا و أحدهما صامت فقلت له هو ذا أنت ليس لك صامت و لم يكن ولد له أبو جعفر بعد فقال لي و الله ليجعلن الله مني ما يثبت به الحق و أهله و يمحق به الباطل و أهله فولد له بعد سنة أبو جعفر ع فقيل لابن قياما أ لا تقنعك هذه الآية فقال أما و الله إنها لآية عظيمة و لكن كيف أصنع بما قال أبو عبد الله ع في ابنه

12-  الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الوشاء قال أتيت خراسان و أنا واقف فحملت معي متاعا و كان معي ثوب وشي في بعض الرزم و لم أشعر به و لم أعرف مكانه فلما قدمت مرو و نزلت في بعض منازلها لم أشعر إلا و رجل مدني من بعض مولديها فقال لي إن أبا الحسن الرضا ع يقول لك ابعث إلي الثوب الوشي الذي عندك قال فقلت و من أخبر أبا الحسن بقدومي و أنا قدمت آنفا و ما عندي ثوب وشي فرجع إليه و عاد إلي فقال يقول لك بلى هو في موضع كذا و كذا و رزمته كذا و كذا فطلبته حيث قال فوجدته في أسفل الرزمة فبعثت به إليه

13-  ابن فضال عن عبد الله بن المغيرة قال كنت واقفا و حججت على تلك الحال فلما صرت بمكة خلج في صدري شي‏ء فتعلقت بالملتزم ثم قلت اللهم قد علمت طلبتي و إرادتي فأرشدني إلى خير الأديان فوقع في نفسي أن آتي الرضا ع فأتيت المدينة فوقفت ببابه و قلت للغلام قل لمولاك رجل من أهل العراق بالباب قال فسمعت نداءه و هو يقول ادخل يا عبد الله بن المغيرة ادخل يا عبد الله بن المغيرة فدخلت فلما نظر إلي قال لي قد أجاب الله دعاءك و هداك لدينه فقلت أشهد أنك حجة الله و أمينه على خلقه

14-  الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن أحمد بن محمد بن عبد الله قال كان عبد الله بن هليل يقول بعبد الله فصار إلى العسكر فرجع عن ذلك فسألته عن سبب رجوعه فقال إني عرضت لأبي الحسن ع أن أسأله عن ذلك فوافقني في طريق ضيق فمال نحوي حتى إذا حاذاني أقبل نحوي بشي‏ء من فيه فوقع على صدري فأخذته فإذا هو رق فيه مكتوب ما كان هنالك و لا كذلك

15-  علي بن محمد عن بعض أصحابنا ذكر اسمه قال حدثنا محمد بن إبراهيم قال أخبرنا موسى بن محمد بن إسماعيل بن عبيد الله بن العباس بن علي بن أبي طالب قال حدثني جعفر بن زيد بن موسى عن أبيه عن آبائه ع قالوا جاءت أم أسلم يوما إلى النبي ص و هو في منزل أم سلمة فسألتها عن رسول الله ص فقالت خرج في بعض الحوائج و الساعة يجي‏ء فانتظرته عند أم سلمة حتى جاء ص فقالت أم أسلم بأبي أنت و أمي يا رسول الله إني قد قرأت الكتب و علمت كل نبي و وصي فموسى كان له وصي في حياته و وصي بعد موته و كذلك عيسى فمن وصيك يا رسول الله فقال لها يا أم أسلم وصيي في حياتي و بعد مماتي واحد ثم قال لها يا أم أسلم من فعل فعلي هذا فهو وصيي ثم ضرب بيده إلى حصاة من الأرض ففركها بإصبعه فجعلها شبه الدقيق ثم عجنها ثم طبعها بخاتمه ثم قال من فعل فعلي هذا فهو وصيي في حياتي و بعد مماتي فخرجت من عنده فأتيت أمير المؤمنين ع فقلت بأبي أنت و أمي أنت وصي رسول الله ص قال نعم يا أم أسلم ثم ضرب بيده إلى حصاة ففركها فجعلها كهيئة الدقيق ثم عجنها و ختمها بخاتمه ثم قال يا أم أسلم من فعل فعلي هذا فهو وصيي فأتيت الحسن ع و هو غلام فقلت له يا سيدي أنت وصي أبيك فقال نعم يا أم أسلم و ضرب بيده و أخذ حصاة ففعل بها كفعلهما فخرجت من عنده فأتيت الحسين ع و إني لمستصغرة لسنه فقلت له بأبي أنت و أمي أنت وصي أخيك فقال نعم يا أم أسلم ائتيني بحصاة ثم فعل كفعلهم فعمرت أم أسلم حتى لحقت بعلي بن الحسين بعد قتل الحسين ع في منصرفه فسألته أنت وصي أبيك فقال نعم ثم فعل كفعلهم صلوات الله عليهم أجمعين

16-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن الحسين بن الجارود عن موسى بن بكر بن داب عمن حدثه عن أبي جعفر ع أن زيد بن علي بن الحسين ع دخل على أبي جعفر محمد بن علي و معه كتب من أهل الكوفة يدعونه فيها إلى أنفسهم و يخبرونه باجتماعهم و يأمرونه بالخروج فقال له أبو جعفر ع هذه الكتب ابتداء منهم أو جواب ما كتبت به إليهم و دعوتهم إليه فقال بل ابتداء من القوم لمعرفتهم بحقنا و بقرابتنا من رسول الله ص و لما يجدون في كتاب الله عز و جل من وجوب مودتنا و فرض طاعتنا و لما نحن فيه من الضيق و الضنك و البلاء فقال له أبو جعفر ع إن الطاعة مفروضة من الله عز و جل و سنة أمضاها في الأولين و كذلك يجريها في الآخرين و الطاعة لواحد منا و المودة للجميع و أمر الله يجري لأوليائه بحكم موصول و قضاء مفصول و حتم مقضي و قدر مقدور و أجل مسمى لوقت معلوم فلا يستخفنك الذين لا يوقنون إنهم لن يغنوا عنك من الله شيئا فلا تعجل فإن الله لا يعجل لعجلة العباد و لا تسبقن الله فتعجزك البلية فتصرعك قال فغضب زيد عند ذلك ثم قال ليس الإمام منا من جلس في بيته و أرخى ستره و ثبط عن الجهاد و لكن الإمام منا من منع حوزته و جاهد في سبيل الله حق جهاده و دفع عن رعيته و ذب عن حريمه قال أبو جعفر ع هل تعرف يا أخي من نفسك شيئا مما نسبتها إليه فتجي‏ء عليه بشاهد من كتاب الله أو حجة من رسول الله ص أو تضرب به مثلا فإن الله عز و جل أحل حلالا و حرم حراما و فرض فرائض و ضرب أمثالا و سن سننا و لم يجعل الإمام القائم بأمره شبهة فيما فرض له من الطاعة أن يسبقه بأمر قبل محله أو يجاهد فيه قبل حلوله و قد قال اللهعز و جل في الصيد لا تقتلوا الصيد و أنتم حرم أ فقتل الصيد أعظم أم قتل النفس التي حرم الله و جعل لكل شي‏ء محلا و قال الله عز و جل و إذا حللتم فاصطادوا و قال عز و جل لا تحلوا شعائر الله و لا الشهر الحرام فجعل الشهور عدة معلومة فجعل منها أربعة حرما و قال فسيحوا في الأرض أربعة أشهر و اعلموا أنكم غير معجزي الله ثم قال تبارك و تعالى فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم فجعل لذلك محلا و قال و لا تعزموا عقدة النكاح حتى يبلغ الكتاب أجله فجعل لكل شي‏ء أجلا و لكل أجل كتابا فإن كنت على بينة من ربك و يقين من أمرك و تبيان من شأنك فشأنك و إلا فلا ترومن أمرا أنت منه في شك و شبهة و لا تتعاط زوال ملك لم تنقض أكله و لم ينقطع مداه و لم يبلغ الكتاب أجله فلو قد بلغ مداه و انقطع أكله و بلغ الكتاب أجله لانقطع الفصل و تتابع النظام و لأعقب الله في التابع و المتبوع الذل و الصغار أعوذ بالله من إمام ضل عن وقته فكان التابع فيه أعلم من المتبوع أ تريد يا أخي أن تحيي ملة قوم قد كفروا بآيات الله و عصوا رسوله و اتبعوا أهواءهم بغيرهدى من الله و ادعوا الخلافة بلا برهان من الله و لا عهد من رسوله أعيذك بالله يا أخي أن تكون غدا المصلوب بالكناسة ثم ارفضت عيناه و سالت دموعه ثم قال الله بيننا و بين من هتك سترنا و جحدنا حقنا و أفشى سرنا و نسبنا إلى غير جدنا و قال فينا ما لم نقله في أنفسنا

17-  بعض أصحابنا عن محمد بن حسان عن محمد بن رنجويه عن عبد الله بن الحكم الأرمني عن عبد الله بن إبراهيم بن محمد الجعفري قال أتينا خديجة بنت عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ع نعزيها بابن بنتها فوجدنا عندها موسى بن عبد الله بن الحسن فإذا هي في ناحية قريبا من النساء فعزيناهم ثم أقبلنا عليه فإذا هو يقول لابنة أبي يشكر الراثية قولي فقالت

اعدد رسول الله و اعدد بعده أسد الإله و ثالثا عباساو اعدد علي الخير و اعدد جعفرا و اعدد عقيلا بعده الرواسا

فقال أحسنت و أطربتني زيديني فاندفعت تقول

و منا إمام المتقين محمد و حمزة منا و المهذب جعفرو منا علي صهره و ابن عمه و فارسه ذاك الإمام المطهر

فأقمنا عندها حتى كاد الليل أن يجي‏ء ثم قالت خديجة سمعت عمي محمد بن علي صلوات الله عليه و هو يقول إنما تحتاج المرأة في المأتم إلى النوح لتسيل دمعتها و لا ينبغي لها أن تقول هجرا فإذا جاء الليل فلا تؤذي الملائكة بالنوح ثم خرجنا فغدونا إليها غدوة فتذاكرنا عندها اختزال منزلها من دار أبي عبد الله جعفر بن محمد فقال هذه دار تسمى دار السرقة فقالت هذا ما اصطفى مهدينا تعني محمد بن عبد الله بن الحسن تمازحه بذلك فقال موسى بن عبد الله و الله لأخبرنكم بالعجب رأيت أبي رحمه الله لما أخذ في أمر محمد بن عبد الله و أجمع على لقاء أصحابه فقال لا أجد هذا الأمر يستقيم إلا أن ألقى أبا عبد الله جعفر بن محمد فانطلق و هو متك علي فانطلقت معه حتى أتينا أبا عبد الله ع فلقيناه خارجا يريد المسجد فاستوقفه أبي و كلمه فقال له أبو عبد الله ع ليس هذا موضع ذلك نلتقي إن شاء الله فرجع أبي مسرورا ثم أقام حتى إذا كان الغد أو بعده بيوم انطلقنا حتى أتيناه فدخل عليه أبي و أنا معه فابتدأ الكلام ثم قال له فيما يقول قد علمت جعلت فداك أن السن لي عليك و أن في قومك من هو أسن منك و لكن الله عز و جل قد قدم لك فضلا ليس هو لأحد من قومك و قد جئتك معتمدا لما أعلم من برك و أعلم فديتك أنك إذا أجبتني لم يتخلف عني أحد من أصحابك و لم يختلف علي اثنان من قريش و لا غيرهم فقال له أبو عبد الله ع إنك تجد غيري أطوع لك مني و لا حاجة لك في فو الله إنك لتعلم أني أريد البادية أو أهم بها فأثقل عنها و أريد الحج فما أدركه إلا بعد كد و تعب و مشقة على نفسي فاطلب غيري و سله ذلك و لا تعلمهم أنك جئتني فقال له الناس مادون أعناقهم إليك و إن أجبتني لم يتخلف عني أحد و لك أن لا تكلف قتالا و لا مكروها قال و هجم علينا ناس فدخلوا و قطعوا كلامنا فقال أبي جعلت فداك ما تقول فقال نلتقي إن شاء الله فقال أ ليس على ما أحب فقال على ما تحب إن شاء الله من إصلاحك ثم انصرف حتى جاء البيت فبعث رسولا إلى محمد في جبل بجهينة يقال له الأشقر على ليلتين من المدينة فبشره و أعلمه أنه قد ظفر له بوجه حاجته و ما طلب ثم عاد بعد ثلاثة أيام فوقفنا بالباب و لم نكن نحجب إذا جئنا فأبطأ الرسول ثم أذن لنا فدخلنا عليه فجلست في ناحية الحجرة و دنا أبي إليه فقبل رأسه ثم قال جعلت فداك قد عدت إليك راجيا مؤملا قد انبسط رجائي و أملي و رجوت الدرك لحاجتي فقال له أبو عبد الله ع يا ابن عم إني أعيذك بالله من التعرض لهذا الأمر الذي أمسيت فيه و إني لخائف عليك أن يكسبك شرا فجرى الكلام بينهما حتى أفضى إلى ما لم يكن يريد و كان من قوله بأي شي‏ء كان الحسين أحق بها من الحسن فقال أبو عبد الله ع رحم الله الحسن و رحم الحسين و كيف ذكرت هذا قال لأن الحسين ع كان ينبغي له إذا عدل أن يجعلها في الأسن من ولد الحسن فقال أبو عبد الله ع إن الله تبارك و تعالى لما أن أوحى إلى محمد ص أوحى إليه بما شاء و لم يؤامر أحدا من خلقه و أمر محمد ص عليا ع بما شاء ففعل ما أمر به و لسنا نقول فيه إلا ما قال رسول الله ص من تبجيله و تصديقه فلو كان أمر الحسين أن يصيرها في الأسن أو ينقلها في ولدهما يعني الوصية لفعل ذلك الحسين و ما هو بالمتهم عندنا في الذخيرة لنفسه و لقد ولى و ترك ذلك و لكنه مضى لما أمر به و هو جدك و عمك فإن قلت خيرا فما أولاك به و إن قلت هجرا فيغفر الله لك أطعني يا ابن

 عم و اسمع كلامي فو الله الذي لا إله إلا هو لا آلوك نصحا و حرصا فكيف و لا أراك تفعل و ما لأمر الله من مرد فسر أبي عند ذلك فقال له أبو عبد الله و الله إنك لتعلم أنه الأحول الأكشف الأخضر المقتول بسدة أشجع عند بطن مسيلها فقال أبي ليس هو ذلك و الله ليحاربن باليوم يوما و بالساعة ساعة و بالسنة سنة و ليقومن بثأر بني أبي طالب جميعا فقال له أبو عبد الله ع يغفر الله لك ما أخوفني أن يكون هذا البيت يلحق صاحبنا منتك نفسك في الخلاء ضلالا لا و الله لا يملك أكثر من حيطان المدينة و لا يبلغ عمله الطائف إذا أحفل يعني إذا أجهد نفسه و ما للأمر من بد أن يقع فاتق الله و ارحم نفسك و بني أبيك فو الله إني لأراه أشأم سلحة أخرجتها أصلاب الرجال إلى أرحام النساء و الله إنه المقتول بسدة أشجع بين دورها و الله لكأني به صريعا مسلوبا بزته بين رجليه لبنة و لا ينفع هذا الغلام ما يسمع قال موسى بن عبد الله يعنيني و ليخرجن معه فيهزم و يقتل صاحبه ثم يمضي فيخرج معه راية أخرى فيقتل كبشها و يتفرق جيشها فإن أطاعني فليطلب الأمان عند ذلك من بني العباس حتى يأتيه الله بالفرج و لقد علمت بأن هذا الأمر لا يتم و إنك لتعلم و نعلم أن ابنك الأحول الأخضر الأكشف المقتول بسدة أشجع بين دورها عند بطن مسيلها فقام أبي و هو يقول بل يغني الله عنك و لتعودن أو ليقي الله بك و بغيرك و ما أردت بهذا إلا امتناع غيرك و أن تكون ذريعتهم إلى ذلك فقال أبو عبد الله ع الله يعلم ما أريد إلا نصحك و رشدك و ما علي إلا الجهد فقام أبي يجر ثوبه مغضبا فلحقه أبو عبد الله ع فقال له أخبرك أني سمعت عمك و هو خالك يذكر أنك و بني

 أبيك ستقتلون فإن أطعتني و رأيت أن تدفع بالتي هي أحسن فافعل فو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب و الشهادة الرحمن الرحيم الكبير المتعال على خلقه لوددت أني فديتك بولدي و بأحبهم إلي و بأحب أهل بيتي إلي و ما يعدلك عندي شي‏ء فلا ترى أني غششتك فخرج أبي من عنده مغضبا أسفا قال فما أقمنا بعد ذلك إلا قليلا عشرين ليلة أو نحوها حتى قدمت رسل أبي جعفر فأخذوا أبي و عمومتي سليمان بن حسن و حسن بن حسن و إبراهيم بن حسن و داود بن حسن و علي بن حسن و سليمان بنداود بن حسن و علي بن إبراهيم بن حسن و حسن بن جعفر بن حسن و طباطبا إبراهيم بن إسماعيل بن حسن و عبد الله بن داود قال فصفدوا في الحديد ثم حملوا في محامل أعراء لا وطاء فيها و وقفوا بالمصلى لكي يشمتهم الناس قال فكف الناس عنهم و رقوا لهم للحال التي هم فيها ثم انطلقوا بهم حتى وقفوا عند باب مسجد رسول الله ص قال عبد الله بن إبراهيم الجعفري فحدثتنا خديجة بنت عمر بن علي أنهم لما أوقفوا عند باب المسجد الباب الذي يقال له باب جبرئيل اطلع عليهم أبو عبد الله ع و عامة ردائه مطروح بالأرض ثم اطلع من باب المسجد فقال لعنكم الله يا معاشر الأنصار ثلاثا ما على هذا عاهدتم رسول الله ص و لا بايعتموه أما و الله إن كنت حريصا و لكني غلبت و ليس للقضاء مدفع ثم قام و أخذ إحدى نعليه فأدخلها رجله و الأخرى في يده و عامة ردائه يجره في الأرض ثم دخل بيته فحم عشرين ليلة لم يزل يبكي فيه الليل و النهار حتى خفنا عليه فهذا حديث خديجة قال الجعفري و حدثنا موسى بن عبد الله بن الحسن أنه لما طلع بالقوم في المحامل قام أبو عبد الله ع من المسجد ثم أهوى إلى المحمل الذي فيه عبد الله بن الحسن يريد كلامه فمنع أشد المنع و أهوى إليه الحرسي فدفعه و قال تنح عن هذا فإن الله سيكفيك و يكفي غيرك ثم دخل بهم الزقاق و رجع أبو عبد الله ع إلى منزله فلم يبلغ بهم البقيع حتى ابتلي الحرسي بلاء شديدا رمحته ناقته فدقت وركه فمات فيها و مضى بالقوم فأقمنا بعد ذلك حينا ثم أتى محمد بن عبد الله بن حسن فأخبر أن أباه و عمومته قتلوا قتلهم أبو جعفر إلا حسن

 بن جعفر و طباطبا و علي بن إبراهيم و سليمان بن داود و داود بن حسن و عبد الله بن داود قال فظهر محمد بن عبد الله عند ذلك و دعا الناس لبيعته قال فكنت ثالث ثلاثة بايعوه و استوسق الناس لبيعته و لم يختلف عليه قرشي و لا أنصاري و لا عربي قال و شاور عيسى بن زيد و كان من ثقاته و كان على شرطه فشاوره في البعثة إلى وجوه قومه فقال له عيسى بن زيد إن دعوتهم دعاء يسيرا لم يجيبوك أو تغلظ عليهم فخلني و إياهم فقال له محمد امض إلى من أردت منهم فقال ابعث إلى رئيسهم وكبيرهم يعني أبا عبد الله جعفر بن محمد ع فإنك إذا أغلظت عليه علموا جميعا أنك ستمرهم على الطريق التي أمررت عليها أبا عبد الله ع قال فو الله ما لبثنا أن أتي بأبي عبد الله ع حتى أوقف بين يديه فقال له عيسى بن زيد أسلم تسلم فقال له أبو عبد الله ع أ حدثت نبوة بعد محمد ص فقال له محمد لا و لكن بايع تأمن على نفسك و مالك و ولدك و لا تكلفن حربا فقال له أبو عبد الله ع ما في حرب و لا قتال و لقد تقدمت إلى أبيك و حذرته الذي حاق به و لكن لا ينفع حذر من قدر يا ابن أخي عليك بالشباب و دع عنك الشيوخ فقال له محمد ما أقرب ما بيني و بينك في السن فقال له أبو عبد الله ع إني لم أعازك و لم أجئ لأتقدم عليك في الذي أنت فيه فقال له محمد لا و الله لا بد من أن تبايع فقال له أبو عبد الله ع ما في يا ابن أخي طلب و لا حرب و إني لأريد الخروج إلى البادية فيصدني ذلك و يثقل علي حتى تكلمني في ذلك الأهل غير مرة و لا يمنعني منه إلا الضعف و الله و الرحم أن تدبر عنا و نشقى بك فقال له يا أبا عبد الله قد و الله مات أبو الدوانيق يعني أبا جعفر فقال له أبو عبد الله ع و ما تصنع بي و قد مات قال أريد الجمال بك قال ما إلى ما تريد سبيل لا و الله ما مات أبو الدوانيق إلا أن يكون مات موت النوم قال و الله لتبايعني طائعا أو مكرها و لا تحمد في بيعتك فأبى عليه إباء شديدا و أمر به إلى الحبس فقال له عيسى بن زيد أما إن طرحناه في السجن و قد خرب السجن و ليس عليه اليوم غلق خفنا أن يهرب منه فضحك أبو عبد الله ع ثم قال لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم أ و تراك تسجنني قال نعم و الذي أكرم محمدا ص بالنبوة لأسجننك و لأشددن عليك فقال عيسى بن زيد احبسوه في المخبإ و ذلك دار ريطة اليوم فقال له أبو عبد الله ع أما و الله إني سأقول ثم أصدق فقال له عيسى بن زيد لو تكلمت لكسرت فمك فقال له أبو عبد الله ع أما و الله يا أكشف يا أزرق لكأني بك تطلب لنفسك جحرا تدخل فيه و ما أنت في المذكورين عند اللقاء و إني لأظنك إذا صفق خلفك طرت مثل الهيق النافر فنفر عليه محمد بانتهار احبسه و شدد عليه و اغلظ عليه فقال له أبو عبد الله ع أما و الله لكأني بك خارجا من سدة أشجع إلى بطن الوادي و قد حمل عليك فارس معلم في يده طرادة نصفها أبيض و نصفها أسود على فرس كميت أقرح فطعنك فلم يصنع فيك شيئا و ضربت خيشوم فرسه فطرحته و حمل عليك آخر خارج من زقاق آل أبي عمار الدؤليين عليه غديرتان مضفورتان و قد خرجتا من تحت بيضة كثير شعر الشاربين فهو و الله صاحبك فلا رحم الله رمته فقال له محمد يا أبا عبد الله حسبت فأخطأت و قام إليه السراقي بن سلخ الحوت فدفع في ظهره حتى أدخل السجن و اصطفي ما كان له من مال و ما كان لقومه ممن لم يخرج مع محمد قال فطلع بإسماعيل بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب و هو شيخ كبير ضعيف قد ذهبت إحدى عينيه و ذهبت رجلاه و هو

 يحمل حملا فدعاه إلى البيعة فقال له يا ابن أخي إني شيخ كبير ضعيف و أنا إلى برك و عونك أحوج فقال له لا بد من أن تبايع فقال له و أي شي‏ء تنتفع ببيعتي و الله إني لأضيق عليك مكان اسم رجل إن كتبته قال لا بد لك أن تفعل و أغلظ له في القول فقال له إسماعيل ادع لي جعفر بن محمد فلعلنا نبايع جميعا قال فدعا جعفرا ع فقال له إسماعيل جعلت فداك إن رأيت أن تبين له فافعل لعل الله يكفه عنا قال قد أجمعت ألا أكلمه أ فلير في برأيه فقال إسماعيل لأبي عبد الله ع أنشدك الله هل تذكر يوما أتيت أباك محمد بن علي ع و علي حلتان صفراوان فدام النظر إلي فبكى فقلت له ما يبكيك فقال لي يبكيني أنك تقتل عند كبر سنك ضياعا لا ينتطح في دمك عنزان قال قلت فمتى ذاك قال إذا دعيت إلى الباطل فأبيته و إذا نظرت إلى الأحول مشوم قومه ينتمي من آل الحسن على منبر رسول الله ص يدعو إلى نفسه قد تسمى بغير اسمه فأحدث عهدك و اكتب وصيتك فإنك مقتول في يومك أو من غد فقال له أبو عبد الله ع نعم و هذا و رب الكعبة لا يصوم من شهر رمضان إلا أقله فأستودعك الله يا أبا الحسن و أعظم الله أجرنا فيك و أحسن الخلافة على من خلفت و إنا لله و إنا إليه راجعون قال ثم احتمل إسماعيل و رد جعفر إلى الحبس قال فو الله ما أمسينا حتى دخل عليه بنو أخيه بنو معاوية بن عبد الله بن جعفر فتوطئوه حتى قتلوه و بعث محمد بن عبد الله إلى جعفر فخلى سبيله قال و أقمنا بعد ذلك حتى استهللنا شهر رمضان فبلغنا خروج عيسى بن موسى يريد المدينة قال فتقدم محمد بن عبد الله على مقدمته يزيد بن معاوية بن عبد الله بن جعفر و كان على مقدمة عيسى بن موسى ولد الحسن بن زيد بن الحسن بن الحسن و قاسم و محمد بن زيد و علي و إبراهيم بنو الحسن بن زيد فهزم يزيد بن معاوية و قدم عيسى بن موسى المدينة و صار القتال بالمدينة فنزل بذباب و دخلت علينا المسودة من خلفنا و خرج محمد في أصحابه حتى بلغ السوق

 فأوصلهم و مضى ثم تبعهم حتى انتهى إلى مسجد الخوامين فنظر إلى ما هناك فضاء ليس فيه مسود و لا مبيض فاستقدم حتى انتهى إلى شعب فزارة ثم دخل هذيل ثم مضى إلى أشجع فخرج إليه الفارس الذي قال أبو عبد الله من خلفه من سكة هذيل فطعنه فلم يصنع فيه شيئا و حمل على الفارس فضرب خيشوم فرسه بالسيف فطعنه الفارس فأنفذه في الدرع و انثنى عليه محمد فضربه فأثخنه و خرج عليه حميد بن قحطبة و هو مدبر على الفارس يضربه من زقاق العماريين فطعنه طعنة أنفذ السنان فيه فكسر الرمح و حمل على حميد فطعنه حميد بزج الرمح فصرعه ثم نزل إليه فضربه حتى أثخنه و قتله و أخذ رأسه و دخل الجند من كل جانب و أخذت المدينة و أجلينا هربا في البلاد قال موسى بن عبد الله فانطلقت حتى لحقت بإبراهيم بن عبد الله فوجدت عيسى بن زيد مكمنا عنده فأخبرته بسوء تدبيره و خرجنا معه حتى أصيب رحمه الله ثم مضيت مع ابن أخي الأشتر عبد الله بن محمد بن عبد الله بن حسن حتى أصيب بالسند ثم رجعت شريدا طريدا تضيق علي البلاد فلما ضاقت علي الأرض و اشتد بي الخوف ذكرت ما قال أبو عبد الله ع فجئت إلى المهدي و قد حج و هو يخطب الناس في ظل الكعبة فما شعر إلا و أني قد قمت من تحت المنبر فقلت لي الأمان يا أمير المؤمنين و أدلك على نصيحة لك عندي فقال نعم ما هي قلت أدلك على موسى بن عبد الله بن حسن فقال لي نعم لك الأمان فقلت له أعطني ما أثق به فأخذت منه عهودا و مواثيق و وثقت لنفسي ثم قلت أنا موسى بن عبد الله فقال لي إذا تكرم و تحبى فقلت له أقطعني إلى بعض أهل بيتك يقوم بأمري عندك فقال لي انظر إلى من أردت فقلت عمك العباس بن محمد فقال العباس لا حاجة لي فيك فقلت و لكن لي فيك الحاجة أسألك بحق أمير المؤمنين إلا قبلتني فقبلني شاء أو أبى و قال لي المهدي من يعرفك و حوله أصحابنا أو أكثرهم فقلت هذا الحسن بن زيد يعرفني و هذا موسى بن جعفر يعرفني و هذا الحسن بن عبد الله بن العباس يعرفني فقالوا نعم يا أمير المؤمنين كأنه لم يغب عنا ثم قلت للمهدي يا أمير المؤمنين لقد أخبرني بهذا المقام أبو هذا الرجل و أشرت إلى موسى بن جعفر قال موسى بن عبد الله و كذبت على جعفر كذبة فقلت له و أمرني أن أقرئك السلام و قال إنه إمام عدل و سخاء قال فأمر لموسى بن جعفر بخمسة آلاف دينار فأمر لي منها موسى بألفي دينار و وصل عامة أصحابه و وصلني فأحسن صلتي فحيث ما ذكر ولد محمد بن علي بن الحسين فقولوا صلى الله عليهم و ملائكته و حملة عرشه و الكرام الكاتبون و خصوا أبا عبد الله بأطيب ذلك و جزى موسى بن جعفر عني خيرا فأنا و الله مولاهم بعد الله

18-  و بهذا الإسناد عن عبد الله بن جعفر بن إبراهيم الجعفري قال حدثنا عبد الله بن المفضل مولى عبد الله بن جعفر بن أبي طالب قال لما خرج الحسين بن علي المقتول بفخ و احتوى على المدينة دعا موسى بن جعفر إلى البيعة فأتاه فقال له يا ابن عم لا تكلفني ما كلف ابن عمك عمك أبا عبد الله فيخرج مني ما لا أريد كما خرج من أبي عبد الله ما لم يكن يريد فقال له الحسين إنما عرضت عليك أمرا فإن أردته دخلت فيه و إن كرهته لم أحملك عليه و الله المستعان ثم ودعه فقال له أبو الحسن موسى بن جعفر حين ودعه يا ابن عم إنك مقتول فأجد الضراب فإن القوم فساق يظهرون إيمانا و يسترون شركا و إنا لله و إنا إليه راجعون أحتسبكم عند الله من عصبة ثم خرج الحسين و كان من أمره ما كان قتلوا كلهم كما قال ع

19-  و بهذا الإسناد عن عبد الله بن إبراهيم الجعفري قال كتب يحيى بن عبد الله بن الحسن إلى موسى بن جعفر ع أما بعد فإني أوصي نفسي بتقوى الله و بها أوصيك فإنها وصية الله في الأولين و وصيته في الآخرين خبرني من ورد علي من أعوان الله على دينه و نشر طاعته بما كان من تحننك مع خذلانك و قد شاورت في الدعوة للرضا من آل محمد ص و قد احتجبتها و احتجبها أبوك من قبلك و قديما ادعيتم ما ليس لكم و بسطتم آمالكم إلى ما لم يعطكم الله فاستهويتم و أضللتم و أنا محذرك ما حذرك الله من نفسه فكتب إليه أبو الحسن موسى بن جعفر ع من موسى بن أبي عبد الله جعفر و علي مشتركين في التذلل لله و طاعته إلى يحيى بن عبد الله بن حسن أما بعد فإني أحذرك الله و نفسي و أعلمك أليم عذابه و شديد عقابه و تكامل نقماته و أوصيك و نفسي بتقوى الله فإنها زين الكلام و تثبيت النعم أتاني كتابك تذكر فيه أني مدع و أبي من قبل و ما سمعت ذلك مني و ستكتب شهادتهم و يسألون و لم يدع حرص الدنيا و مطالبها لأهلها مطلبا لآخرتهم حتى يفسد عليهم مطلب آخرتهم في دنياهم و ذكرت أني ثبطت الناس عنك لرغبتي فيما في يديك و ما منعني من مدخلك الذي أنت فيه لو كنت راغبا ضعف عن سنة و لا قلة بصيرة بحجة و لكن الله تبارك و تعالى خلق الناس أمشاجا و غرائب و غرائز فأخبرني عن حرفين أسألك عنهما ما العترف في بدنك و ما الصهلج في الإنسان ثم اكتب إلي بخبر ذلك و أنا متقدم إليك أحذرك معصية الخليفة و أحثك على بره و طاعته و أن تطلب لنفسك أمانا قبل أن تأخذك الأظفار و يلزمك الخناق من كل مكان فتروح إلى النفس من كل مكان و لا تجده حتى يمن الله عليك بمنه و فضله و رقة الخليفة أبقاه الله فيؤمنك و يرحمك و يحفظ فيك أرحام رسول الله و السلام على من اتبع الهدى إنا قد أوحي إلينا أن العذاب على من كذب و تولى قال الجعفري فبلغني أن كتاب موسى بن جعفر ع وقع في يدي هارون فلما قرأه قال الناس يحملوني على موسى بن جعفر و هو بري‏ء مما يرمى به

 تم الجزء الثاني من كتاب الكافي و يتلوه بمشيئة الله و عونه الجزء الثالث و هو باب كراهية التوقيت و الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على محمد و آله أجمعين

  بسم الله الرحمن الرحيم

باب كراهية التوقيت

1-  علي بن محمد و محمد بن الحسن عن سهل بن زياد و محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى جميعا عن الحسن بن محبوب عن أبي حمزة الثمالي قال سمعت أبا جعفر ع يقول يا ثابت إن الله تبارك و تعالى قد كان وقت هذا الأمر في السبعين فلما أن قتل الحسين صلوات الله عليه اشتد غضب الله تعالى على أهل الأرض فأخره إلى أربعين و مائة فحدثناكم فأذعتم الحديث فكشفتم قناع الستر و لم يجعل الله له بعد ذلك وقتا عندنا و يمحو الله ما يشاء و يثبت و عنده أم الكتاب قال أبو حمزة فحدثت بذلك أبا عبد الله ع فقال قد كان كذلك

2-  محمد بن يحيى عن سلمة بن الخطاب عن علي بن حسان عن عبد الرحمن بن كثير قال كنت عند أبي عبد الله ع إذ دخل عليه مهزم فقال له جعلت فداك أخبرني عن هذا الأمر الذي ننتظر متى هو فقال يا مهزم كذب الوقاتون و هلك المستعجلون و نجا المسلمون

3-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه عن القاسم بن محمد عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال سألته عن القائم ع فقال كذب الوقاتون إنا أهل بيت لا نوقت

4-  أحمد بإسناده قال قال أبى الله إلا أن يخالف وقت الموقتين

5-  الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الحسن بن علي الخزاز عن عبد الكريم بن عمرو الخثعمي عن الفضيل بن يسار عن أبي جعفر ع قال قلت لهذا الأمر وقت فقال كذب الوقاتون كذب الوقاتون كذب الوقاتون إن موسى ع لما خرج وافدا إلى ربه واعدهم ثلاثين يوما فلما زاده الله على الثلاثين عشرا قال قومه قد أخلفنا موسى فصنعوا ما صنعوا فإذا حدثناكم الحديث فجاء على ما حدثناكم به فقولوا صدق الله و إذا حدثناكم الحديث فجاء على خلاف ما حدثناكم به فقولوا صدق الله تؤجروا مرتين

6-  محمد بن يحيى و أحمد بن إدريس عن محمد بن أحمد عن السياري عن الحسن بن علي بن يقطين عن أخيه الحسين عن أبيه علي بن يقطين قال قال لي أبو الحسن ع الشيعة تربى بالأماني منذ مائتي سنة قال و قال يقطين لابنه علي بن يقطين ما بالنا قيل لنا فكان و قيل لكم فلم يكن قال فقال له علي إن الذي قيل لنا و لكم كان من مخرج واحد غير أن أمركم حضر فأعطيتم محضه فكان كما قيل لكم و إن أمرنا لم يحضر فعللنا بالأماني فلو قيل لنا إن هذا الأمر لا يكون إلا إلى مائتي سنة أو ثلاثمائة سنة لقست القلوب و لرجع عامة الناس عن الإسلام و لكن قالوا ما أسرعه و ما أقربه تألفا لقلوب الناس و تقريبا للفرج

7-  الحسين بن محمد عن جعفر بن محمد عن القاسم بن إسماعيل الأنباري عن الحسن بن علي عن إبراهيم بن مهزم عن أبيه عن أبي عبد الله ع قال ذكرنا عنده ملوك آل فلان فقال إنما هلك الناس من استعجالهم لهذا الأمر إن الله لا يعجل لعجلة العباد إن لهذا الأمر غاية ينتهي إليها فلو قد بلغوها لم يستقدموا ساعة و لم يستأخروا

باب التمحيص و الامتحان

1-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن الحسن بن محبوب عن يعقوب السراج و علي بن رئاب عن أبي عبد الله ع أن أمير المؤمنين ع لما بويع بعد مقتل عثمان صعد المنبر و خطب بخطبة ذكرها يقول فيها ألا إن بليتكم قد عادت كهيئتها يوم بعث الله نبيه ص و الذي بعثه بالحق لتبلبلن بلبلة و لتغربلن غربلة حتى يعود أسفلكم أعلاكم و أعلاكم أسفلكم و ليسبقن سباقون كانوا قصروا و ليقصرن سباقون كانوا سبقوا و الله ما كتمت وسمة و لا كذبت كذبة و لقد نبئت بهذا المقام و هذا اليوم

 -  محمد بن يحيى و الحسن بن محمد عن جعفر بن محمد عن القاسم بن إسماعيل الأنباري عن الحسين بن علي عن أبي المغراء عن ابن أبي يعفور قال سمعت أبا عبد الله ع يقول ويل لطغاة العرب من أمر قد اقترب قلت جعلت فداك كم مع القائم من العرب قال نفر يسير قلت و الله إن من يصف هذا الأمر منهم لكثير قال لا بد للناس من أن يمحصوا و يميزوا و يغربلوا و يستخرج في الغربال خلق كثير

3-  محمد بن يحيى و الحسن بن محمد عن جعفر بن محمد عن الحسن بن محمد الصيرفي عن جعفر بن محمد الصيقل عن أبيه عن منصور قال قال لي أبو عبد الله ع يا منصور إن هذا الأمر لا يأتيكم إلا بعد إياس و لا و الله حتى تميزوا و لا و الله حتى تمحصوا و لا و الله حتى يشقى من يشقى و يسعد من يسعد

4-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن معمر بن خلاد قال سمعت أبا الحسن ع يقول الم أ حسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا و هم لا يفتنون ثم قال لي ما الفتنة قلت جعلت فداك الذي عندنا الفتنة في الدين فقال يفتنون كما يفتن الذهب ثم قال يخلصون كما يخلص الذهب

5-  علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن سليمان بن صالح رفعه عن أبي جعفر ع قال قال إن حديثكم هذا لتشمئز منه قلوب الرجال فمن أقر به فزيدوه و من أنكره فذروه إنه لا بد من أن يكون فتنة يسقط فيها كل بطانة و وليجة حتى يسقط فيها من يشق الشعر بشعرتين حتى لا يبقى إلا نحن و شيعتنا

6-  محمد بن الحسن و علي بن محمد عن سهل بن زياد عن محمد بن سنان عن محمد بن منصور الصيقل عن أبيه قال كنت أنا و الحارث بن المغيرة و جماعة من أصحابنا جلوسا و أبو عبد الله ع يسمع كلامنا فقال لنا في أي شي‏ء أنتم هيهات هيهات لا و الله لا يكون ما تمدون إليه أعينكم حتى تغربلوا لا و الله لا يكون ما تمدون إليه أعينكم حتى تمحصوا لا و الله لا يكون ما تمدون إليه أعينكم حتى تميزوا لا و الله ما يكون ما تمدون إليه أعينكم إلا بعد إياس لا و الله لا يكون ما تمدون إليهأعينكم حتى يشقى من يشقى و يسعد من يسعد

باب أنه من عرف إمامه لم يضره تقدم هذا الأمر أو تأخر

1-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسى عن حريز عن زرارة قال قال أبو عبد الله ع اعرف إمامك فإنك إذا عرفت لم يضرك تقدم هذا الأمر أو تأخر

2-  الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد بن جمهور عن صفوان بن يحيى عن محمد بن مروان عن الفضيل بن يسار قال سألت أبا عبد الله ع عن قول الله تبارك و تعالى يوم ندعوا كل أناس بإمامهم فقال يا فضيل اعرف إمامك فإنك إذا عرفت إمامك لم يضرك تقدم هذا الأمر أو تأخر و من عرف إمامه ثم مات قبل أن يقوم صاحب هذا الأمر كان بمنزلة من كان قاعدا في عسكره لا بل بمنزلة من قعد تحت لوائه قال و قال بعض أصحابه بمنزلة من استشهد مع رسول الله ص

3-  علي بن محمد رفعه عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير قال قلت لأبي عبد الله ع جعلت فداك متى الفرج فقال يا أبا بصير و أنت ممن يريد الدنيا من عرف هذا الأمر فقد فرج عنه لانتظاره

4-  علي بن إبراهيم عن صالح بن السندي عن جعفر بن بشير عن إسماعيل بن محمد الخزاعي قال سأل أبو بصير أبا عبد الله ع و أنا أسمع فقال تراني أدرك القائم ع فقال يا أبا بصير أ لست تعرف إمامك فقال إي و الله و أنت هو و تناول يده فقال و الله ما تبالي يا أبا بصير ألا تكون محتبيا بسيفك في ظل رواق القائم صلوات الله عليه

5-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن علي بن النعمان عن محمد بن مروان عن فضيل بن يسار قال سمعت أبا جعفر ع يقول من مات و ليس له إمام فميتته ميتة جاهلية و من مات و هو عارف لإمامه لم يضره تقدم هذا الأمر أو تأخر و من مات و هو عارف لإمامه كان كمن هو مع القائم في فسطاطه

6-  الحسين بن علي العلوي عن سهل بن جمهور عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني عن الحسن بن الحسين العرني عن علي بن هاشم عن أبيه عن أبي جعفر ع قال ما ضر من مات منتظرا لأمرنا ألا يموت في وسط فسطاط المهدي و عسكره

7-  علي بن محمد عن سهل بن زياد عن الحسين بن سعيد عن فضالة بن أيوب عن عمر بن أبان قال سمعت أبا عبد الله ع يقول اعرف العلامة فإذا عرفته لم يضرك تقدم هذا الأمر أو تأخر إن الله عز و جل يقول يوم ندعوا كل أناس بإمامهم فمن عرف إمامه كان كمن كان في فسطاط المنتظر ع

باب من ادعى الإمامة و ليس لها بأهل و من جحد الأئمة أو بعضهم و من أثبت الإمامة لمن ليس لها بأهل

1-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن سنان عن أبي سلام عن سورة بن كليب عن أبي جعفر ع قال قلت له قول الله عز و جل و يوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة قال من قال إني إمام و ليس بإمام قال قلت و إن كان علويا قال و إن كان علويا قلت و إن كان من ولد علي ابن أبي طالب ع قال و إن كان

2-  محمد بن يحيى عن عبد الله بن محمد بن عيسى عن علي بن الحكم عن أبان عن الفضيل عن أبي عبد الله ع قال من ادعى الإمامة و ليس من أهلها فهو كافر

3-  الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد بن جمهور عن عبد الله بن عبد الرحمن عن الحسين بن المختار قال قلت لأبي عبد الله ع جعلت فداك و يوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله قال كل من زعم أنه إمام و ليس بإمام قلت و إن كان فاطميا علويا قال و إن كان فاطميا علويا

 -  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الوشاء عن داود الحمار عن ابن أبي يعفور عن أبي عبد الله ع قال سمعته يقول ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة و لا يزكيهم و لهم عذاب أليم من ادعى إمامة من الله ليست له و من جحد إماما من الله و من زعم أن لهما في الإسلام نصيبا

5-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن سنان عن يحيى أخي أديم عن الوليد بن صبيح قال سمعت أبا عبد الله يقول إن هذا الأمر لا يدعيه غير صاحبه إلا بتر الله عمره

6-  محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن محمد بن سنان عن طلحة بن زيد عن أبي عبد الله ع قال من أشرك مع إمام إمامته من عند الله من ليست إمامته من الله كان مشركا بالله

7-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن إسماعيل عن منصور بن يونس عن محمد بن مسلم قال قلت لأبي عبد الله ع رجل قال لي اعرف الآخر من الأئمة و لا يضرك أن لا تعرف الأول قال فقال لعن الله هذا فإني أبغضه و لا أعرفه و هل عرف الآخر إلا بالأول

8-  الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد بن جمهور عن صفوان عن ابن مسكان قال سألت الشيخ عن الأئمة ع قال من أنكر واحدا من الأحياء فقد أنكر الأموات

9-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن أبي وهب عن محمد بن منصور قال سألته عن قول الله عز و جل و إذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا و الله أمرنا بها قل إن الله لا يأمر بالفحشاء أ تقولون على الله ما لا تعلمون قال فقال هل رأيت أحدا زعم أن الله أمر بالزنا و شرب الخمر أو شي‏ء من هذه المحارم فقلت لا فقال ما هذه الفاحشة التي يدعون أن الله أمرهم بها قلت الله أعلم و وليه قال فإن هذا في أئمة الجور ادعوا أن الله أمرهم بالائتمام بقوم لم يأمرهم الله بالائتمام بهم فرد الله ذلك عليهم فأخبر أنهم قد قالوا عليه الكذب و سمى ذلك منهم فاحشة

 -  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن أبي وهب عن محمد بن منصور قال سألت عبدا صالحا عن قول الله عز و جل قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها و ما بطن قال فقال إن القرآن له ظهر و بطن فجميع ما حرم الله في القرآن هو الظاهر و الباطن من ذلك أئمة الجور و جميع ما أحل الله تعالى في الكتاب هو الظاهر و الباطن من ذلك أئمة الحق

11-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن عمرو بن ثابت عن جابر قال سألت أبا جعفر ع عن قول الله عز و جل و من الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله قال هم و الله أولياء فلان و فلان اتخذوهم أئمة دون الإمام الذي جعله الله للناس إماما فلذلك قال و لو يرى الذين ظلموا إذ يرون العذاب أن القوة لله جميعا و أن الله شديد العذاب. إذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا و رأوا العذاب و تقطعت بهم الأسباب. و قال الذين اتبعوا لو أن لنا كرة فنتبرأ منهم كما تبرؤا منا كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم و ما هم بخارجين من النار ثم قال أبو جعفر ع هم و الله يا جابر أئمة الظلمة و أشياعهم

12-  الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن أبي داود المسترق عن علي بن ميمون عن ابن أبي يعفور قال سمعت أبا عبد الله ع يقول ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة و لا يزكيهم و لهم عذاب أليم من ادعى إمامة من الله ليست له و من جحد إماما من الله و من زعم أن لهما في الإسلام نصيبا

باب فيمن دان الله عز و جل بغير إمام من الله جل جلاله

1-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن ابن أبي نصر عن أبي الحسن ع في قول الله عز و جل و من أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله قال يعني من اتخذ دينه رأيه بغير إمام من أئمة الهدى

2-  محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن صفوان بن يحيى عن العلاء بن رزين عن محمد بن مسلم قال سمعت أبا جعفر ع يقول كل من دان الله بعبادة يجهد فيها نفسه و لا إمام له من الله فسعيه غير مقبول و هو ضال متحير و الله شانئ لأعماله و مثله كمثل شاة ضلت عن راعيها و قطيعها فهجمت ذاهبة و جائية يومها فلما جنها الليل بصرت بقطيع مع غير راعيها فحنت إليها و اغترت بها فباتت معها في ربضتها فلما أن ساق الراعي قطيعه أنكرت راعيها و قطيعها فهجمت متحيرة تطلب راعيها و قطيعها فبصرت بغنم مع راعيها فحنت إليها و اغترت بها فصاح بها الراعي الحقي براعيك و قطيعك فإنك تائهة متحيرة عن راعيك و قطيعك فهجمت ذعرة متحيرة نادة لا راعي لها يرشدها إلى مرعاها أو يردها فبينا هي كذلك إذا اغتنم الذئب ضيعتها فأكلها و كذلك و الله يا محمد من أصبح من هذه الأمة لا إمام له من الله جل و عز ظاهرا عادلا أصبح ضالا تائها و إن مات على هذه الحال مات ميتة كفر و نفاق و اعلم يا محمد إن أئمة الجور و أتباعهم لمعزولون عن دين الله قد ضلوا و أضلوا فأعمالهم التي يعملونها كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف لا يقدرون مما كسبوا على شي‏ء ذلك هو الضلال البعيد

3-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن محبوب عن عبد العزيز العبدي عن عبد الله بن أبي يعفور قال قلت لأبي عبد الله ع إني أخالط الناس فيكثر عجبي من أقوام لا يتولونكم و يتولون فلانا و فلانا لهم أمانة و صدق و وفاء و أقوام يتولونكم ليس لهم تلك الأمانة و لا الوفاء و الصدق قال فاستوى أبو عبد الله ع جالسا فأقبل علي كالغضبان ثم قال لا دين لمن دان الله بولاية إمام جائر ليس من الله و لا عتب على من دان بولاية إمام عادل من الله قلت لا دين لأولئك و لا عتب على هؤلاء قال نعم لا دين لأولئك و لا عتب على هؤلاء ثم قال أ لا تسمع لقول الله عز و جل الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور يعني من ظلمات الذنوب إلى نور التوبة و المغفرة لولايتهم كل إمام عادل من الله و قال و الذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات إنما عنى بهذا أنهم كانوا على نور الإسلام فلما أن تولوا كل إمام جائر ليس من الله عز و جل خرجوا بولايتهم إياه من نور الإسلام إلى ظلمات الكفر فأوجب الله لهم النار مع الكفار ف أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون

4-  و عنه عن هشام بن سالم عن حبيب السجستاني عن أبي جعفر ع قال قال الله تبارك و تعالى لأعذبن كل رعية في الإسلام دانت بولاية كل إمام جائر ليس من الله و إن كانت الرعية في أعمالها برة تقية و لأعفون عن كل رعية في الإسلام دانت بولاية كل إمام عادل من الله و إن كانت الرعية في أنفسها ظالمة مسيئة

5-  علي بن محمد عن ابن جمهور عن أبيه عن صفوان عن ابن مسكان عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله ع قال قال إن الله لا يستحيي أن يعذب أمة دانت بإمام ليس من الله و إن كانت في أعمالها برة تقية و إن الله ليستحيي أن يعذب أمة دانت بإمام من الله و إن كانت في أعمالها ظالمة مسيئة

باب من مات و ليس له إمام من أئمة الهدى و هو من الباب الأول

1-  الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الحسن بن علي الوشاء عن أحمد بن عائذ عن ابن أذينة عن الفضيل بن يسار قال ابتدأنا أبو عبد الله ع يوما و قال قال رسول الله ص من مات و ليس عليه إمام فميتته ميتة جاهلية فقلت قال ذلك رسول الله ص فقال إي و الله قد قال قلت فكل من مات و ليس له إمام فميتته ميتة جاهلية قال نعم

2-  الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الوشاء قال حدثني عبد الكريم بن عمرو عن ابن أبي يعفور قال سألت أبا عبد الله ع عن قول رسول الله ص من مات و ليس له إمام فميتته ميتة جاهلية قال قلت ميتة كفر قال ميتة ضلال قلت فمن مات اليوم و ليس له إمام فميتته ميتة جاهلية فقال نعم

 -  أحمد بن إدريس عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان عن الفضيل عن الحارث بن المغيرة قال قلت لأبي عبد الله ع قال رسول الله ص من مات لا يعرف إمامه مات ميتة جاهلية قال نعم قلت جاهلية جهلاء أو جاهلية لا يعرف إمامه قال جاهلية كفر و نفاق و ضلال

4-  بعض أصحابنا عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني عن مالك بن عامر عن المفضل بن زائدة عن المفضل بن عمر قال قال أبو عبد الله ع من دان الله بغير سماع عن صادق ألزمه الله البتة إلى العناء و من ادعى سماعا من غير الباب الذي فتحه الله فهو مشرك و ذلك الباب المأمون على سر الله المكنون

باب فيمن عرف الحق من أهل البيت و من أنكر

1-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن عيسى عن علي بن الحكم عن سليمان بن جعفر قال سمعت الرضا ع يقول إن علي بن عبد الله بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ع و امرأته و بنيه من أهل الجنة ثم قال من عرف هذا الأمر من ولد علي و فاطمة ع لم يكن كالناس

2-  الحسين بن محمد عن معلى بن محمد قال حدثني الوشاء قال حدثنا أحمد بن عمر الحلال قال قلت لأبي الحسن ع أخبرني عمن عاندك و لم يعرف حقك من ولد فاطمة هو و سائر الناس سواء في العقاب فقال كان علي بن الحسين ع يقول عليهم ضعفا العقاب

3-  الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الحسن بن راشد قال حدثنا علي بن إسماعيل الميثمي قال حدثنا ربعي بن عبد الله قال قال لي عبد الرحمن بن أبي عبد الله قلت لأبي عبد الله ع المنكر لهذا الأمر من بني هاشم و غيرهم سواء فقال لي لا تقل المنكر و لكن قل الجاحد من بني هاشم و غيرهم قال أبو الحسن فتفكرت فيه فذكرت قول الله عز و جل في إخوة يوسف فعرفهم و هم له منكرون

4-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن ابن أبي نصر قال سألت الرضا ع قلت له الجاحد منكم و من غيركم سواء فقال الجاحد منا له ذنبان و المحسن له حسنتان

باب ما يجب على الناس عند مضي الإمام

1-  محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن صفوان عن يعقوب بن شعيب قال قلت لأبي عبد الله ع إذا حدث على الإمام حدث كيف يصنع الناس قال أين قول الله عز و جل فلو لا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين و لينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون قال هم في عذر ما داموا في الطلب و هؤلاء الذين ينتظرونهم في عذر حتى يرجع إليهم أصحابهم

2-  علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس بن عبد الرحمن قال حدثنا حماد عن عبد الأعلى قال سألت أبا عبد الله ع عن قول العامة إن رسول الله ص قال من مات و ليس له إمام مات ميتة جاهلية فقال الحق و الله قلت فإن إماما هلك و رجل بخراسان لا يعلم من وصيه لم يسعه ذلك قال لا يسعه إن الإمام إذا هلك وقعت حجة وصيه على من هو معه في البلد و حق النفر على من ليس بحضرته إذا بلغهم إن الله عز و جل يقول فلو لا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين و لينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون قلت فنفر قوم فهلك بعضهم قبل أن يصل فيعلم قال إن الله جل و عز يقول و من يخرج من بيته مهاجرا إلى الله و رسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله قلت فبلغ البلد بعضهم فوجدك مغلقا عليك بابك و مرخى عليك سترك لا تدعوهم إلى نفسك و لا يكون من يدلهم عليك فبما يعرفون ذلك قال بكتاب الله المنزل قلت فيقول الله جل و عز كيف قال أراك قد تكلمت في هذا قبل اليوم قلت أجل قال فذكر ما أنزل الله في علي ع و ما قال له رسول الله ص في حسن و حسين ع و ما خص الله به عليا ع و ما قال فيه رسول الله ص من وصيته إليه و نصبه إياه و ما يصيبهم و إقرار الحسن و الحسين بذلك و وصيته إلى الحسن و تسليم الحسين له بقول الله النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم و أزواجه أمهاتهم و أولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله قلت فإن الناس تكلموا في أبي جعفر ع و يقولون كيف تخطت من ولد أبيه من له مثل قرابته و من هو أسن منه و قصرت عمن هو أصغر منه فقال يعرف صاحب هذا الأمر بثلاث خصال لا تكون في غيره هو أولى الناس بالذي قبله و هو وصيه و عنده سلاح رسول الله ص و وصيته و ذلك عندي لا أنازع فيه قلت إن ذلك مستور مخافة السلطان قال لا يكون في ستر إلا و له حجة ظاهرة إن أبي استودعني ما هناك فلما حضرته الوفاة قال ادع لي شهودا فدعوت أربعة من قريش فيهم نافع مولى عبد الله بن عمر قال اكتب هذا ما أوصى به يعقوب بنيه يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا و أنتم مسلمون و أوصى محمد بن علي إلى ابنه جعفر بن محمد و أمره أن يكفنه في برده الذي كان يصلي فيه الجمع و أن يعممه بعمامته و أن يربع قبره و يرفعه أربع أصابع ثم يخلي عنه فقال اطووه ثم قال للشهود انصرفوا رحمكم الله فقلت بعد ما انصرفوا ما كان في هذا يا أبت أن تشهد عليه فقال إني كرهت أن تغلب و أن يقال إنه لم يوص فأردت أن تكون لك حجة فهو الذي إذا قدم الرجل البلد قال من وصي فلان قيل فلان قلت فإن أشرك في الوصية قال تسألونه فإنه سيبين لكم

3-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن خالد عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن بريد بن معاوية عن محمد بن مسلم قال قلت لأبي عبد الله ع أصلحك الله بلغنا شكواك و أشفقنا فلو أعلمتنا أو علمتنا من قال إن عليا ع كان عالما و العلم يتوارث فلا يهلك عالم إلا بقي من بعده من يعلم مثل علمه أو ما شاء الله قلت أ فيسع الناس إذا مات العالم ألا يعرفوا الذي بعده فقال أما أهل هذه البلدة فلا يعني المدينة و أما غيرها من البلدان فبقدر مسيرهم إن الله يقول و ما كان المؤمنون لينفروا كافة فلو لا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين و لينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون قال قلت أ رأيت من مات في ذلك فقال هو بمنزلة من خرج من بيته مهاجرا إلى الله و رسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله قال قلت فإذا قدموا بأي شي‏ء يعرفون صاحبهم قال يعطى السكينة و الوقار و الهيبة

باب في أن الإمام متى يعلم أن الأمر قد صار إليه

1-  أحمد بن إدريس عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان بن يحيى عن أبي جرير القمي قال قلت لأبي الحسن ع جعلت فداك قد عرفت انقطاعي إلى أبيك ثم إليك ثم حلفت له و حق رسول الله ص و حق فلان و فلان حتى انتهيت إليه بأنه لا يخرج مني ما تخبرني به إلى أحد من الناس و سألته عن أبيه أ حي هو أو ميت فقال قد و الله مات فقلت جعلت فداك إن شيعتك يروون أن فيه سنة أربعة أنبياء قال قد و الله الذي لا إله إلا هو هلك قلت هلاك غيبة أو هلاك موت قال هلاك موت فقلت لعلك مني في تقية فقال سبحان الله قلت فأوصى إليك قال نعم قلت فأشرك معك فيها أحدا قال لا قلت فعليك من إخوتك إمام قال لا قلت فأنت الإمام قال نعم

2-  الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن علي بن أسباط قال قلت للرضا ع إن رجلا عنى أخاك إبراهيم فذكر له أن أباك في الحياة و أنك تعلم من ذلك ما يعلم فقال سبحان الله يموت رسول الله ص و لا يموت موسى ع قد و الله مضى كما مضى رسول الله ص و لكن الله تبارك و تعالى لم يزل منذ قبض نبيه ص هلم جرا يمن بهذا الدين على أولاد الأعاجم و يصرفه عن قرابة نبيه ص هلم جرا فيعطي هؤلاء و يمنع هؤلاء لقد قضيت عنه في هلال ذي الحجة ألف دينار بعد أن أشفى على طلاق نسائه و عتق مماليكه و لكن قد سمعت ما لقي يوسف من إخوته

3-  الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الوشاء قال قلت لأبي الحسن ع إنهم رووا عنك في موت أبي الحسن ع أن رجلا قال لك علمت ذلك بقول سعيد فقال جاء سعيد بعد ما علمت به قبل مجيئه قال و سمعته يقول طلقت أم فروة بنت إسحاق في رجب بعد موت أبي الحسن بيوم قلت طلقتها و قد علمت بموت أبي الحسن قال نعم قلت قبل أن يقدم عليك سعيد قال نعم

4-  محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن صفوان قال قلت للرضا ع أخبرني عن الإمام متى يعلم أنه إمام حين يبلغه أن صاحبه قد مضى أو حين يمضي مثل أبي الحسن قبض ببغداد و أنت هاهنا قال يعلم ذلك حين يمضي صاحبه قلت بأي شي‏ء قال يلهمه الله

5-  علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن أبي الفضل الشهباني عن هارون بن الفضل قال رأيت أبا الحسن علي بن محمد في اليوم الذي توفي فيه أبو جعفر ع فقال إنا لله و إنا إليه راجعون مضى أبو جعفر ع فقيل له و كيف عرفت قال لأنه تداخلني ذلة لله لم أكن أعرفها

6-  علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن مسافر قال أمر أبو إبراهيم ع حين أخرج به أبا الحسن ع أن ينام على بابه في كل ليلة أبدا ما كان حيا إلى أن يأتيه خبره قال فكنا في كل ليلة نفرش لأبي الحسن في الدهليز ثم يأتي بعد العشاء فينام فإذا أصبح انصرف إلى منزله قال فمكث على هذه الحال أربع سنين فلما كان ليلة من الليالي أبطأ عنا و فرش له فلم يأت كما كان يأتي فاستوحش العيال و ذعروا و دخلنا أمر عظيم من إبطائه فلما كان من الغد أتى الدار و دخل إلى العيال و قصد إلى أم أحمد فقال لها هات التي أودعك أبي فصرخت و لطمت وجهها و شقت جيبها و قالت مات و الله سيدي فكفها و قال لها لا تكلمي بشي‏ء و لا تظهريه حتى يجي‏ء الخبر إلى الوالي فأخرجت إليه سفطا و ألفي دينار أو أربعة آلاف دينار فدفعت ذلك أجمع إليه دون غيره و قالت إنه قال لي فيما بيني و بينه و كانت أثيرة عنده احتفظي بهذه الوديعة عندك لا تطلعي عليها أحدا حتى أموت فإذا مضيت فمن أتاك من ولدي فطلبها منك فادفعيها إليه و اعلمي أني قد مت و قد جاءني و الله علامة سيدي فقبض ذلك منها و أمرهم بالإمساك جميعا إلى أن ورد الخبر و انصرف فلم يعد لشي‏ء من المبيت كما كان يفعل فما لبثنا إلا أياما يسيرة حتى جاءت الخريطة بنعيه فعددنا الأيام و تفقدنا الوقت فإذا هو قد مات في الوقت الذي فعل أبو الحسن ع ما فعل من تخلفه عن المبيت و قبضه لما قبض

باب حالات الأئمة ع في السن

1-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن محبوب عن هشام بن سالم عن يزيد الكناسي قال سألت أبا جعفر ع أ كان عيسى ابن مريم ع حين تكلم في المهد حجة الله على أهل زمانه فقال كان يومئذ نبيا حجة الله غير مرسل أ ما تسمع لقوله حين قال إني عبد الله آتاني الكتاب و جعلني نبيا. و جعلني مباركا أين ما كنت و أوصاني بالصلاة و الزكاة ما دمت حيا قلت فكان يومئذ حجة لله على زكريا في تلك الحال و هو في المهد فقال كان عيسى في تلك الحال آية للناس و رحمة من الله لمريم حين تكلم فعبر عنها و كان نبيا حجة على من سمع كلامه في تلك الحال ثم صمت فلم يتكلم حتى مضت له سنتان و كان زكريا الحجة لله عز و جل على الناس بعد صمت عيسى بسنتين ثم مات زكريا فورثه ابنه يحيى الكتاب و الحكمة و هو صبي صغير أ ما تسمع لقوله عز و جل يا يحيى خذ الكتاب بقوة و آتيناه الحكم صبيا فلما بلغ عيسى ع سبع سنين تكلم بالنبوة و الرسالة حين أوحى الله تعالى إليه فكان عيسى الحجة على يحيى و على الناس أجمعين و ليس تبقى الأرض يا أبا خالد يوما واحدا بغير حجة لله على الناس منذ يوم خلق الله آدم ع و أسكنه الأرض فقلت جعلت فداك أ كان علي ع حجة من الله و رسوله على هذه الأمة في حياة رسول الله ص فقال نعم يوم أقامه للناس و نصبه علما و دعاهم إلى ولايته و أمرهم بطاعته قلت و كانت طاعة علي ع واجبة على الناس في حياة رسول الله ص و بعد وفاته فقال نعم و لكنه صمت فلم يتكلم مع رسول الله ص و كانت الطاعة لرسول الله ص على أمته و على علي ع في حياة رسول الله ص و كانت الطاعة من الله و من رسوله على الناس كلهم لعلي ع بعد وفاة رسول الله ص و كان علي ع حكيما عالما

2-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن صفوان بن يحيى قال قلت للرضا ع قد كنا نسألك قبل أن يهب الله لك أبا جعفر ع فكنت تقول يهب الله لي غلاما فقد وهب الله لك فقر عيوننا فلا أرانا الله يومك فإن كان كون فإلى من فأشار بيده إلى أبي جعفر ع و هو قائم بين يديه فقلت جعلت فداك هذا ابن ثلاث سنين قال و ما يضره من ذلك شي‏ء قد قام عيسى ع بالحجة و هو ابن ثلاث سنين

3-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن سيف عن بعض أصحابنا عن أبي جعفر الثاني ع قال قلت له إنهم يقولون في حداثة سنك فقال إن الله تعالى أوحى إلى داود أن يستخلف سليمان و هو صبي يرعى الغنم فأنكر ذلك عباد بني إسرائيل و علماؤهم فأوحى الله إلى داود ع أن خذ عصا المتكلمين و عصا سليمان و اجعلها في بيت و اختم عليها بخواتيم القوم فإذا كان من الغد فمن كانت عصاه قد أورقت و أثمرت فهو الخليفة فأخبرهم داود فقالوا قد رضينا و سلمنا

4-  علي بن محمد و غيره عن سهل بن زياد عن يعقوب بن يزيد عن مصعب عن مسعدة عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال أبو بصير دخلت إليه و معي غلام يقودني خماسي لم يبلغ فقال لي كيف أنتم إذا احتج عليكم بمثل سنه أو قال سيلي عليكم بمثل سنه

 -  سهل بن زياد عن علي بن مهزيار عن محمد بن إسماعيل بن بزيع قال سألته يعني أبا جعفر ع عن شي‏ء من أمر الإمام فقلت يكون الإمام ابن أقل من سبع سنين فقال نعم و أقل من خمس سنين فقال سهل فحدثني علي بن مهزيار بهذا في سنة إحدى و عشرين و مائتين

6-  الحسين بن محمد عن الخيراني عن أبيه قال كنت واقفا بين يدي أبي الحسن ع بخراسان فقال له قائل يا سيدي إن كان كون فإلى من قال إلى أبي جعفر ابني فكأن القائل استصغر سن أبي جعفر ع فقال أبو الحسن ع إن الله تبارك و تعالى بعث عيسى ابن مريم ع رسولا نبيا صاحب شريعة مبتدأة في أصغر من السن الذي فيه أبو جعفر

7-  الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن علي بن أسباط قال رأيت أبا جعفر ع و قد خرج علي فأخذت النظر إليه و جعلت أنظر إلى رأسه و رجليه لأصف قامته لأصحابنا بمصر فبينا أنا كذلك حتى قعد فقال يا علي إن الله احتج في الإمامة بمثل ما احتج به في النبوة فقال و آتيناه الحكم صبيا و لما بلغ أشده و بلغ أربعين سنة فقد يجوز أن يؤتى الحكمة و هو صبي و يجوز أن يؤتاها و هو ابن أربعين سنة

8-  علي بن إبراهيم عن أبيه قال قال علي بن حسان لأبي جعفر ع يا سيدي إن الناس ينكرون عليك حداثة سنك فقال و ما ينكرون من ذلك قول الله عز و جل لقد قال الله عز و جل لنبيه ص قل هذه سبيلي أدعوا إلى الله على بصيرة أنا و من اتبعني فو الله ما تبعه إلا علي ع و له تسع سنين و أنا ابن تسع سنين

باب أن الإمام لا يغسله إلا إمام من الأئمة ع

1-  الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الحسن بن علي الوشاء عن أحمد بن عمر الحلال أو غيره عن الرضا ع قال قلت له إنهم يحاجونا يقولون إن الإمام لا يغسله إلا الإمام قال فقال ما يدريهم من غسله فما قلت لهم قال فقلت جعلت فداك قلت لهم إن قال مولاي إنه غسله تحت عرش ربي فقد صدق و إن قال غسله في تخوم الأرض فقد صدق قال لا هكذا قال فقلت فما أقول لهم قال قل لهم إني غسلته فقلت أقول لهم إنك غسلته فقال نعم

2-  الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد بن جمهور قال حدثنا أبو معمر قال سألت الرضا ع عن الإمام يغسله الإمام قال سنة موسى بن عمران ع

3-  و عنه عن معلى بن محمد عن محمد بن جمهور عن يونس عن طلحة قال قلت للرضا ع إن الإمام لا يغسله إلا الإمام فقال أ ما تدرون من حضر لغسله قد حضره خير ممن غاب عنه الذين حضروا يوسف في الجب حين غاب عنه أبواه و أهل بيته

باب مواليد الأئمة ع

1-  علي بن محمد عن عبد الله بن إسحاق العلوي عن محمد بن زيد الرزامي عن محمد بن سليمان الديلمي عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير قال حججنا مع أبي عبد الله ع في السنة التي ولد فيها ابنه موسى ع فلما نزلنا الأبواء وضع لنا الغداء و كان إذا وضع الطعام لأصحابه أكثر و أطاب قال فبينا نحن نأكل إذ أتاه رسول حميدة فقال له إن حميدة تقول قد أنكرت نفسي و قد وجدت ما كنت أجد إذا حضرت ولادتي و قد أمرتني أن لا أستبقك بابنك هذا فقام أبو عبد الله ع فانطلق مع الرسول فلما انصرف قال له أصحابه سرك الله و جعلنا فداك فما أنت صنعت من حميدة قال سلمها الله و قد وهب لي غلاما و هو خير من برأ الله في خلقه و لقد أخبرتني حميدة عنه بأمر ظنت أني لا أعرفه و لقد كنت أعلم به منها فقلت جعلت فداك و ما الذي أخبرتك به حميدة عنه قال ذكرت أنه سقط من بطنها حين سقط واضعا يديه على الأرض رافعا رأسه إلى السماء فأخبرتها أن ذلك أمارة رسول الله ص و أمارة الوصي من بعده فقلت جعلت فداك و ما هذا من أمارة رسول الله ص و أمارة الوصي من بعده فقال لي إنه لما كانتالليلة التي علق فيها بجدي أتى آت جد أبي بكأس فيه شربة أرق من الماء و ألين من الزبد و أحلى من الشهد و أبرد من الثلج و أبيض من اللبن فسقاه إياه و أمره بالجماع فقام فجامع فعلق بجدي و لما أن كانت الليلة التي علق فيها بأبي أتى آت جدي فسقاه كما سقى جد أبي و أمره بمثل الذي أمره فقام فجامع فعلق بأبي و لما أن كانت الليلة التي علق فيها بي أتى آت أبي فسقاه بما سقاهم و أمره بالذي أمرهم به فقام فجامع فعلق بي و لما أن كانت الليلة التي علق فيها بابني أتاني آت كما أتاهم ففعل بي كما فعل بهم فقمت بعلم الله و إني مسرور بما يهب الله لي فجامعت فعلق بابني هذا المولود فدونكم فهو و الله صاحبكم من بعدي إن نطفة الإمام مما أخبرتك و إذا سكنت النطفة في الرحم أربعة أشهر و أنشئ فيها الروح بعث الله تبارك و تعالى ملكا يقال له حيوان فكتب على عضده الأيمن و تمت كلمة ربك صدقا و عدلا لا مبدل لكلماته و هو السميع العليم و إذا وقع من بطن أمه وقع واضعا يديه على الأرض رافعا رأسه إلى السماء فأما وضعه يديه على الأرض فإنه يقبض كل علم لله أنزله من السماء إلى الأرض و أما رفعه رأسه إلى السماء فإن مناديا ينادي به من بطنان العرش من قبل رب العزة من الأفق الأعلى باسمه و اسم أبيه يقول يا فلان بن فلان اثبت تثبت فلعظيم ما خلقتك أنت صفوتي من خلقي و موضع سري و عيبة علمي و أميني على وحيي و خليفتي في أرضي لك و لمن تولاك أوجبت رحمتي و منحت جناني و أحللت جواري ثم و عزتي و جلالي لأصلين من عاداك أشد عذابي و إن وسعت عليه في دنياي من سعة رزقي فإذا انقضى الصوت صوت المنادي أجابه هو واضعا يديه رافعا رأسه إلى السماء يقول شهد الله أنه لا إله إلا هو و الملائكة و أولوا العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم قال فإذا قال ذلك أعطاه الله العلم الأول و العلم الآخر و استحق زيارة الروح في ليلة القدر قلت جعلت فداك الروح ليس هو جبرئيل قال الروح هو أعظم من جبرئيل إن جبرئيل من الملائكة و إن الروح هو خلق أعظم من الملائكة أ ليس يقول الله تبارك و تعالى تنزل الملائكة و الروح

 محمد بن يحيى و أحمد بن محمد عن محمد بن الحسين عن أحمد بن الحسن عن المختار بن زياد عن محمد بن سليمان عن أبيه عن أبي بصير مثله

2-  محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن موسى بن سعدان عن عبد الله بن القاسم عن الحسن بن راشد قال سمعت أبا عبد الله ع يقول إن الله تبارك و تعالى إذا أحب أن يخلق الإمام أمر ملكا فأخذ شربة من ماء تحت العرش فيسقيها أباه فمن ذلك يخلق الإمام فيمكث أربعين يوما و ليلة في بطن أمه لا يسمع الصوت ثم يسمع بعد ذلك الكلام فإذا ولد بعث ذلك الملك فيكتب بين عينيه و تمت كلمة ربك صدقا و عدلا لا مبدل لكلماته و هو السميع العليم فإذا مضى الإمام الذي كان قبله رفع لهذا منار من نور ينظر به إلى أعمال الخلائق فبهذا يحتج الله على خلقه

3-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن حديد عن منصور بن يونس عن يونس بن ظبيان قال سمعت أبا عبد الله ع يقول إن الله عز و جل إذا أراد أن يخلق الإمام من الإمام بعث ملكا فأخذ شربة من ماء تحت العرش ثم أوقعها أو دفعها إلى الإمام فشربها فيمكث في الرحم أربعين يوما لا يسمع الكلام ثم يسمع الكلام بعد ذلك فإذا وضعته أمه بعث الله إليه ذلك الملك الذي أخذ الشربة فكتب على عضده الأيمن و تمت كلمة ربك صدقا و عدلا لا مبدل لكلماته فإذا قام بهذا الأمر رفع الله له في كل بلدة منارا ينظر به إلى أعمال العباد

4-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن الربيع بن محمد المسلي عن محمد بن مروان قال سمعت أبا عبد الله ع يقول إن الإمام ليسمع في بطن أمه فإذا ولد خط بين كتفيه و تمت كلمة ربك صدقا و عدلا لا مبدل لكلماته و هو السميع العليم فإذا صار الأمر إليه جعل الله له عمودا من نور يبصر به ما يعمل أهل كل بلدة

5-  الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن أحمد بن محمد بن عبد الله عن ابن مسعود عن عبد الله بن إبراهيم الجعفري قال سمعت إسحاق بن جعفر يقول سمعت أبي يقول الأوصياء إذا حملت بهم أمهاتهم أصابها فترة شبه الغشية فأقامت في ذلك يومها ذلك إن كان نهارا أو ليلتها إن كان ليلا ثم ترى في منامها رجلا يبشرها بغلام عليم حليم فتفرح لذلك ثم تنتبه من نومها فتسمع من جانبها الأيمن في جانب البيت صوتا يقول حملت بخير و تصيرين إلى خير و جئت بخير أبشري بغلام حليم عليم و تجد خفة في بدنها ثم لم تجد بعد ذلك امتناعا من جنبيها و بطنها فإذا كان لتسع من شهرها سمعت في البيت حسا شديدا فإذا كانت الليلة التي تلد فيها ظهر لها في البيت نور تراه لا يراه غيرها إلا أبوه فإذا ولدته ولدته قاعدا و تفتحت له حتى يخرج متربعا يستدير بعد وقوعه إلى الأرض فلا يخطئ القبلة حيث كانت بوجهه ثم يعطس ثلاثا يشير بإصبعه بالتحميد و يقع مسرورا مختونا و رباعيتاه من فوق و أسفل و ناباه و ضاحكاه و من بين يديه مثل سبيكة الذهب نور و يقيم يومه و ليلته تسيل يداه ذهبا و كذلك الأنبياء إذا ولدوا و إنما الأوصياء أعلاق من الأنبياء

6-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن علي بن حديد عن جميل بن دراج قال روى غير واحد من أصحابنا أنه قال لا تتكلموا في الإمام فإن الإمام يسمع الكلام و هو في بطن أمه فإذا وضعته كتب الملك بين عينيه و تمت كلمة ربك صدقا و عدلا لا مبدل لكلماته و هو السميع العليم فإذا قام بالأمر رفع له في كل بلدة منار ينظر منه إلى أعمال العباد

7-  علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى بن عبيد قال كنت أنا و ابن فضال جلوسا إذ أقبل يونس فقال دخلت على أبي الحسن الرضا ع فقلت له جعلت فداك قد أكثر الناس في العمود قال فقال لي يا يونس ما تراه أ تراه عمودا من حديد يرفع لصاحبك قال قلت ما أدري قال لكنه ملك موكل بكل بلدة يرفع الله به أعمال تلك البلدة قال فقام ابن فضال فقبل رأسه و قال رحمك الله يا أبا محمد لا تزال تجي‏ء بالحديث الحق الذي يفرج الله به عنا

8-  علي بن محمد عن بعض أصحابنا عن ابن أبي عمير عن حريز عن زرارة عن أبي جعفر ع قال للإمام عشر علامات يولد مطهرا مختونا و إذا وقع على الأرض وقع على راحته رافعا صوته بالشهادتين و لا يجنب و تنام عيناه و لا ينام قلبه و لا يتثاءب و لا يتمطى و يرى من خلفه كما يرى من أمامه و نجوه كرائحة المسك و الأرض موكلة بستره و ابتلاعه و إذا لبس درع رسول الله ص كانت عليه وفقا و إذا لبسها غيره من الناس طويلهم و قصيرهم زادت عليه شبرا و هو محدث إلى أن تنقضي أيامه

باب خلق أبدان الأئمة و أرواحهم و قلوبهم ع

1-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن أبي يحيى الواسطي عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله ع قال إن الله خلقنا من عليين و خلق أرواحنا من فوق ذلك و خلق أرواح شيعتنا من عليين و خلق أجسادهم من دون ذلك فمن أجل ذلك القرابة بيننا و بينهم و قلوبهم تحن إلينا

2-  أحمد بن محمد عن محمد بن الحسن عن محمد بن عيسى بن عبيد عن محمد بن شعيب عن عمران بن إسحاق الزعفراني عن محمد بن مروان عن أبي عبد الله ع قال سمعته يقول إن الله خلقنا من نور عظمته ثم صور خلقنا من طينة مخزونة مكنونة من تحت العرش فأسكن ذلك النور فيه فكنا نحن خلقا و بشرا نورانيين لم يجعل لأحد في مثل الذي خلقنا منه نصيبا و خلق أرواح شيعتنا من طينتنا و أبدانهم من طينة مخزونة مكنونة أسفل من ذلك الطينة و لم يجعل الله لأحد في مثل الذي خلقهم منه نصيبا إلا للأنبياء و لذلك صرنا نحن و هم الناس و صار سائر الناس همج للنار و إلى النار

3-  علي بن إبراهيم عن علي بن حسان و محمد بن يحيى عن سلمة بن الخطاب و غيره عن علي بن حسان عن علي بن عطية عن علي بن رئاب رفعه إلى أمير المؤمنين ع قال قال أمير المؤمنين ع إن لله نهرا دون عرشه و دون النهر الذي دون عرشه نور نوره و إن في حافتي النهر روحين مخلوقين روح القدس و روح من أمره و إن لله عشر طينات خمسة من الجنة و خمسة من الأرض ففسر الجنان و فسر الأرض ثم قال ما من نبي و لا ملك من بعده جبله إلا نفخ فيه من إحدى الروحين و جعل النبي ص من إحدى الطينتين قلت لأبي الحسن الأول ع ما الجبل فقال الخلق غيرنا أهل البيت فإن الله عز و جل خلقنا من العشر طينات و نفخ فينا من الروحين جميعا فأطيب بها طيبا و روى غيره عن أبي الصامت قال طين الجنان جنة عدن و جنة المأوى و جنة النعيم و الفردوس و الخلد و طين الأرض مكة و المدينة و الكوفة و بيت المقدس و الحائر

4-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن محمد بن خالد عن أبي نهشل قال حدثني محمد بن إسماعيل عن أبي حمزة الثمالي قال سمعت أبا جعفر ع يقول إن الله خلقنا من أعلى عليين و خلق قلوب شيعتنا مما خلقنا و خلق أبدانهم من دون ذلك فقلوبهم تهوي إلينا لأنها خلقت مما خلقنا ثم تلا هذه الآية كلا إن كتاب الأبرار لفي عليين. و ما أدراك ما عليون. كتاب مرقوم. يشهده المقربون و خلق عدونا من سجين و خلق قلوب شيعتهم مما خلقهم منه و أبدانهم من دون ذلك فقلوبهم تهوي إليهم لأنها خلقت مما خلقوا منه ثم تلا هذه الآية كلا إن كتاب الفجار لفي سجين. و ما أدراك ما سجين. كتاب مرقوم

باب التسليم و فضل المسلمين

1-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن سنان عن ابن مسكان عن سدير قال قلت لأبي جعفر ع إني تركت مواليك مختلفين يتبرأ بعضهم من بعض قال فقال و ما أنت و ذاك إنما كلف الناس ثلاثة معرفة الأئمة و التسليم لهم فيما ورد عليهم و الرد إليهم فيما اختلفوا فيه

2-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد البرقي عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن حماد بن عثمان عن عبد الله الكاهلي قال قال أبو عبد الله ع لو أن قوما عبدوا الله وحده لا شريك له و أقاموا الصلاة و آتوا الزكاة و حجوا البيت و صاموا شهر رمضان ثم قالوا لشي‏ء صنعه الله أو صنعه رسول الله ص ألا صنع خلاف الذي صنع أو وجدوا ذلك في قلوبهم لكانوا بذلك مشركين ثم تلا هذه الآية فلا و ربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت و يسلموا تسليما ثم قال أبو عبد الله ع عليكم بالتسليم

3-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن حماد بن عيسى عن الحسين بن المختار عن زيد الشحام عن أبي عبد الله ع قال قلت له إن عندنا رجلا يقال له كليب فلا يجي‏ء عنكم شي‏ء إلا قال أنا أسلم فسميناه كليب تسليم قال فترحم عليه ثم قال أ تدرون ما التسليم فسكتنا فقال هو و الله الإخبات قول الله عز و جل الذين آمنوا و عملوا الصالحات و أخبتوا إلى ربهم

4-  الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الوشاء عن أبان عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر ع في قول الله تبارك و تعالى و من يقترف حسنة نزد له فيها حسنا قال الاقتراف التسليم لنا و الصدق علينا و ألا يكذب علينا

5-  علي بن محمد بن عبد الله عن أحمد بن محمد البرقي عن أبيه عن محمد بن عبد الحميد عن منصور بن يونس عن بشير الدهان عن كامل التمار قال قال أبو جعفر ع قد أفلح المؤمنون أ تدري من هم قلت أنت أعلم قال قد أفلح المؤمنون المسلمون إن المسلمين هم النجباء فالمؤمن غريب فطوبى للغرباء

6-  علي بن محمد عن بعض أصحابنا عن الخشاب عن العباس بن عامر عن ربيع المسلي عن يحيى بن زكريا الأنصاري عن أبي عبد الله ع قال سمعته يقول من سره أن يستكمل الإيمان كله فليقل القول مني في جميع الأشياء قول آل محمد فيما أسروا و ما أعلنوا و فيما بلغني عنهم و فيما لم يبلغني

7-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن ابن أذينة عن زرارة أو بريد عن أبي جعفر ع قال قال لقد خاطب الله أمير المؤمنين ع في كتابه قال قلت في أي موضع قال في قوله و لو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤك فاستغفروا الله و استغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما. فلا و ربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم فيما تعاقدوا عليه لئن أمات الله محمدا ألا يردوا هذا الأمر في بني هاشم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت عليهم من القتل أو العفو و يسلموا تسليما

8-  أحمد بن مهران رحمه الله عن عبد العظيم الحسني عن علي بن أسباط عن علي بن عقبة عن الحكم بن أيمن عن أبي بصير قال سألت أبا عبد الله ع عن قول الله عز و جل الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه إلى آخر الآية قال هم المسلمون لآل محمد الذين إذا سمعوا الحديث لم يزيدوا فيه و لم ينقصوا منه جاءوا به كما سمعوه

باب أن الواجب على الناس بعد ما يقضون مناسكهم أن يأتوا الإمام فيسألونه عن معالم دينهم و يعلمونهم ولايتهم و مودتهم له

1-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن ابن أذينة عن الفضيل عن أبي جعفر ع قال نظر إلى الناس يطوفون حول الكعبة فقال هكذا كانوا يطوفون في الجاهلية إنما أمروا أن يطوفوا بها ثم ينفروا إلينا فيعلمونا ولايتهم و مودتهم و يعرضوا علينا نصرتهم ثم قرأ هذه الآية فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم

2-  الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن علي بن أسباط عن داود بن النعمان عن أبي عبيدة قال سمعت أبا جعفر ع و رأى الناس بمكة و ما يعملون قال فقال فعال كفعال الجاهلية أما و الله ما أمروا بهذا و ما أمروا إلا أن يقضوا تفثهم و ليوفوا نذورهم فيمروا بنا فيخبرونا بولايتهم و يعرضوا علينا نصرتهم

3-  علي بن إبراهيم عن صالح بن السندي عن جعفر بن بشير و محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن فضال جميعا عن أبي جميلة عن خالد بن عمار عن سدير قال سمعت أبا جعفر ع و هو داخل و أنا خارج و أخذ بيدي ثم استقبل البيت فقال يا سدير إنما أمر الناس أن يأتوا هذه الأحجار فيطوفوا بها ثم يأتونا فيعلمونا ولايتهم لنا و هو قول الله و إني لغفار لمن تاب و آمن و عمل صالحا ثم اهتدى ثم أومأ بيده إلى صدره إلى ولايتنا ثم قال يا سدير فأريك الصادين عن دين الله ثم نظر إلى أبي حنيفة و سفيان الثوري في ذلك الزمان و هم حلق في المسجد فقال هؤلاء الصادون عن دين الله بلا هدى من الله و لا كتاب مبين إن هؤلاء الأخابث لو جلسوا في بيوتهم فجال الناس فلم يجدوا أحدا يخبرهم عن الله تبارك و تعالى و عن رسوله ص حتى يأتونا فنخبرهم عن الله تبارك و تعالى و عن رسوله ص

باب أن الأئمة تدخل الملائكة بيوتهم و تطأ بسطهم و تأتيهم بالأخبار ع

1-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن ابن سنان عن مسمع كردين البصري قال كنت لا أزيد على أكلة بالليل و النهار فربما استأذنت على أبي عبد الله ع و أجد المائدة قد رفعت لعلي لا أراها بين يديه فإذا دخلت دعا بها فأصيب معه من الطعام و لا أتأذى بذلك و إذا عقبت بالطعام عند غيره لم أقدر على أن أقر و لم أنم من النفخة فشكوت ذلك إليه و أخبرته بأني إذا أكلت عنده لم أتأذ به فقال يا أبا سيار إنك تأكل طعام قوم صالحين تصافحهم الملائكة على فرشهم قال قلت و يظهرون لكم قال فمسح يده على بعض صبيانه فقال هم ألطف بصبياننا منا بهم

2-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن خالد عن محمد بن القاسم عن الحسين بن أبي العلاء عن أبي عبد الله ع قال قال يا حسين و ضرب بيده إلى مساور في البيت مساور طال ما اتكت عليها الملائكة و ربما التقطنا من زغبها

3-  محمد عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم قال حدثني مالك بن عطية الأحمسي عن أبي حمزة الثمالي قال دخلت على علي بن الحسين ع فاحتبست في الدار ساعة ثم دخلت البيت و هو يلتقط شيئا و أدخل يده من وراء الستر فناوله من كان في البيت فقلت جعلت فداك هذا الذي أراك تلتقطه أي شي‏ء هو فقال فضلة من زغب الملائكة نجمعه إذا خلونا نجعله سيحا لأولادنا فقلت جعلت فداك و إنهم ليأتونكم فقال يا أبا حمزة إنهم ليزاحمونا على تكأتنا

4-  محمد عن محمد بن الحسن عن محمد بن أسلم عن علي بن أبي حمزة عن أبي الحسن ع قال سمعته يقول ما من ملك يهبطه الله في أمر ما يهبطه إلا بدأ بالإمام فعرض ذلك عليه و إن مختلف الملائكة من عند الله تبارك و تعالى إلى صاحب هذا الأمر

باب أن الجن يأتيهم فيسألونهم عن معالم دينهم و يتوجهون في أمورهم

1-  بعض أصحابنا عن محمد بن علي عن يحيى بن مساور عن سعد الإسكاف قال أتيت أبا جعفر ع في بعض ما أتيته فجعل يقول لا تعجل حتى حميت الشمس علي و جعلت أتتبع الأفياء فما لبث أن خرج علي قوم كأنهم الجراد الصفر عليهم البتوت قد انتهكتهم العبادة قال فو الله لأنساني ما كنت فيه من حسن هيئة القوم فلما دخلت عليه قال لي أراني قد شققت عليك قلت أجل و الله لقد أنساني ما كنت فيه قوم مروا بي لم أر قوما أحسن هيئة منهم في زي رجل واحد كأن ألوانهم الجراد الصفر قد انتهكتهم العبادة فقال يا سعد رأيتهم قلت نعم قال أولئك إخوانك من الجن قال فقلت يأتونك قال نعم يأتونا يسألونا عن معالم دينهم و حلالهم و حرامهم

2-  علي بن محمد عن سهل بن زياد عن علي بن حسان عن إبراهيم بن إسماعيل عن ابن جبل عن أبي عبد الله ع قال كنا ببابه فخرج علينا قوم أشباه الزط عليهم أزر و أكسية فسألنا أبا عبد الله ع عنهم فقال هؤلاء إخوانكم من الجن

3-  أحمد بن إدريس و محمد بن يحيى عن الحسن بن علي الكوفي عن ابن فضال عن بعض أصحابنا عن سعد الإسكاف قال أتيت أبا جعفر ع أريد الإذن عليه فإذا رحال إبل على الباب مصفوفة و إذا الأصوات قد ارتفعت ثم خرج قوم معتمين بالعمائم يشبهون الزط قال فدخلت على أبي جعفر ع فقلت جعلت فداك أبطأ إذنك علي اليوم و رأيت قوما خرجوا علي معتمين بالعمائم فأنكرتهم فقال أ و تدري من أولئك يا سعد قال قلت لا قال فقال أولئك إخوانكم من الجن يأتونا فيسألونا عن حلالهم و حرامهم و معالم دينهم

4-  محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن إبراهيم بن أبي البلاد عن سدير الصيرفي قال أوصاني أبو جعفر ع بحوائج له بالمدينة فخرجت فبينا أنا بين فج الروحاء على راحلتي إذا إنسان يلوي ثوبه قال فملت إليه و ظننت أنه عطشان فناولته الإداوة فقال لي لا حاجة لي بها و ناولني كتابا طينه رطب قال فلما نظرت إلى الخاتم إذا خاتم أبي جعفر ع فقلت متى عهدك بصاحب الكتاب قال الساعة و إذا في الكتاب أشياء يأمرني بها ثم التفت فإذا ليس عندي أحد قال ثم قدم أبو جعفر ع فلقيته فقلت جعلت فداك رجل أتاني بكتابك و طينه رطب فقال يا سدير إن لنا خدما من الجن فإذا أردنا السرعة بعثناهم

 و في رواية أخرى قال إن لنا أتباعا من الجن كما أن لنا أتباعا من الإنس فإذا أردنا أمرا بعثناهم

5-  علي بن محمد و محمد بن الحسن عن سهل بن زياد عمن ذكره عن محمد بن جحرش قال حدثتني حكيمة بنت موسى قالت رأيت الرضا ع واقفا على باب بيت الحطب و هو يناجي و لست أرى أحدا فقلت يا سيدي لمن تناجي فقال هذا عامر الزهرائي أتاني يسألني و يشكو إلي فقلت يا سيدي أحب أن أسمع كلامه فقال لي إنك إن سمعت به حممت سنة فقلت يا سيدي أحب أن أسمعه فقال لي اسمعي فاستمعت فسمعت شبه الصفير و ركبتني الحمى فحممت سنة

6-  محمد بن يحيى و أحمد بن محمد عن محمد بن الحسن عن إبراهيم بن هاشم عن عمرو بن عثمان عن إبراهيم بن أيوب عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر ع قال بينا أمير المؤمنين ع على المنبر إذ أقبل ثعبان من ناحية باب من أبواب المسجد فهم الناس أن يقتلوه فأرسل أمير المؤمنين ع أن كفوا فكفوا و أقبل الثعبان ينساب حتى انتهى إلى المنبر فتطاول فسلم على أمير المؤمنين ع فأشار أمير المؤمنين ع إليه أن يقف حتى يفرغ من خطبته و لما فرغ من خطبته أقبل عليه فقال من أنت فقال عمرو بن عثمان خليفتك على الجن و إن أبي مات و أوصاني أن آتيك فأستطلع رأيك و قد أتيتك يا أمير المؤمنين فما تأمرني به و ما ترى فقال له أمير المؤمنين ع أوصيك بتقوى الله و أن تنصرف فتقوم مقام أبيك في الجن فإنك خليفتي عليهم قال فودع عمرو أمير المؤمنين و انصرف فهو خليفته على الجن فقلت له جعلت فداك فيأتيك عمرو و ذاك الواجب عليه قال نعم

7-  علي بن محمد عن صالح بن أبي حماد عن محمد بن أورمة عن أحمد بن النضر عن النعمان بن بشير قال كنت مزاملا لجابر بن يزيد الجعفي فلما أن كنا بالمدينة دخل على أبي جعفر ع فودعه و خرج من عنده و هو مسرور حتى وردنا الأخيرجة أول منزل نعدل من فيد إلى المدينة يوم جمعة فصلينا الزوال فلما نهض بنا البعير إذا أنا برجل طوال آدم معه كتاب فناوله جابرا فتناوله فقبله و وضعه على عينيه و إذا هو من محمد بن علي إلى جابر بن يزيد و عليه طين أسود رطب فقال له متى عهدك بسيدي فقال الساعة فقال له قبل الصلاة أو بعد الصلاة فقال بعد الصلاة ففك الخاتم و أقبل يقرؤه و يقبض وجهه حتى أتى على آخره ثم أمسك الكتاب فما رأيته ضاحكا و لا مسرورا حتى وافى الكوفة فلما وافينا الكوفة ليلا بت ليلتي فلما أصبحت أتيته إعظاما له فوجدته قد خرج علي و في عنقه كعاب قد علقها و قد ركب قصبة و هو يقول أجد منصور بن جمهور أميرا غير مأمور و أبياتا من نحو هذا فنظر في وجهي و نظرت في وجهه فلم يقل لي شيئا و لم أقل له و أقبلت أبكي لما رأيته و اجتمع علي و عليه الصبيان و الناس و جاء حتى دخل الرحبة و أقبل يدور مع الصبيان و الناس يقولون جن جابر بن يزيد جن فو الله ما مضت الأيام حتى ورد كتاب هشام بن عبد الملك إلى واليه أن انظر رجلا يقال له جابر بن يزيد الجعفي فاضرب عنقه و ابعث إلي برأسه فالتفت إلى جلسائه فقال لهم من جابر بن يزيد الجعفي قالوا أصلحك الله كان رجلا له علم و فضل و حديث و حج فجن و هو ذا في الرحبة مع الصبيان على القصب يلعب معهم قال فأشرف عليه فإذا هو مع الصبيان يلعب على القصب فقال الحمد لله الذي عافاني من قتله قال و لم تمض الأيام حتى دخل منصور بن جمهور الكوفة و صنع ما كان يقول جابر

باب في الأئمة ع أنهم إذا ظهر أمرهم حكموا بحكم داود و آل داود و لا يسألون البينة عليهم السلام و الرحمة و الرضوان

1-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن منصور عن فضل الأعور عن أبي عبيدة الحذاء قال كنا زمان أبي جعفر ع حين قبض نتردد كالغنم لا راعي لها فلقينا سالم بن أبي حفصة فقال لي يا أبا عبيدة من إمامك فقلت أئمتي آل محمد فقال هلكت و أهلكت أ ما سمعت أنا و أنت أبا جعفر ع يقول من مات و ليس عليه إمام مات ميتة جاهلية فقلت بلى لعمري و لقد كان قبل ذلك بثلاث أو نحوها دخلت على أبي عبد الله ع فرزق الله المعرفة فقلت لأبي عبد الله ع إن سالما قال لي كذا و كذا قال فقال يا أبا عبيدة إنه لا يموت منا ميت حتى يخلف من بعده من يعمل بمثل عمله و يسير بسيرته و يدعو إلى ما دعا إليه يا أبا عبيدة إنه لم يمنع ما أعطي داود أن أعطي سليمان ثم قال يا أبا عبيدة إذا قام قائم آل محمد ص حكم بحكم داود و سليمان لا يسأل بينة

2-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن سنان عن أبان قال سمعت أبا عبد الله ع يقول لا تذهب الدنيا حتى يخرج رجل مني يحكم بحكومة آل داود و لا يسأل بينة يعطي كل نفس حقها

3-  محمد عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن هشام بن سالم عن عمار الساباطي قال قلت لأبي عبد الله ع بما تحكمون إذا حكمتم قال بحكم الله و حكم داود فإذا ورد علينا الشي‏ء الذي ليس عندنا تلقانا به روح القدس

4-  محمد بن أحمد عن محمد بن خالد عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن عمران بن أعين عن جعيد الهمداني عن علي بن الحسين ع قال سألته بأي حكم تحكمون قال حكم آل داود فإن أعيانا شي‏ء تلقانا به روح القدس

5-  أحمد بن مهران رحمه الله عن محمد بن علي عن ابن محبوب عن هشام بن سالم عن عمار الساباطي قال قلت لأبي عبد الله ع ما منزلة الأئمة قال كمنزلة ذي القرنين و كمنزلة يوشع و كمنزلة آصف صاحب سليمان قال فبما تحكمون قال بحكم الله و حكم آل داود و حكم محمد ص و يتلقانا به روح القدس

باب أن مستقى العلم من بيت آل محمد ع

1-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب قال حدثنا يحيى بن عبد الله أبي الحسن صاحب الديلم قال سمعت جعفر بن محمد ع يقول و عنده أناس من أهل الكوفة عجبا للناس أنهم أخذوا علمهم كله عن رسول الله ص فعملوا به و اهتدوا و يرون أن أهل بيته لم يأخذوا علمه و نحن أهل بيته و ذريته في منازلنا نزل الوحي و من عندنا خرج العلم إليهم أ فيرون أنهم علموا و اهتدوا و جهلنا نحن و ضللنا إن هذا لمحال

2-  علي بن محمد بن عبد الله عن إبراهيم بن إسحاق الأحمر عن عبد الله بن حماد عن صباح المزني عن الحارث بن حصيرة عن الحكم بن عتيبة قال لقي رجل الحسين بن علي ع بالثعلبية و هو يريد كربلاء فدخل عليه فسلم عليه فقال له الحسين ع من أي البلاد أنت قال من أهل الكوفة قال أما و الله يا أخا أهل الكوفة لو لقيتك بالمدينة لأريتك أثر جبرئيل ع من دارنا و نزوله بالوحي على جدي يا أخا أهل الكوفة أ فمستقى الناس العلم من عندنا فعلموا و جهلنا هذا ما لا يكون

باب أنه ليس شي‏ء من الحق في يد الناس إلا ما خرج من عند الأئمة ع و أن كل شي‏ء لم يخرج من عندهم فهو باطل

1-  علي بن إبراهيم بن هاشم عن محمد بن عيسى عن يونس عن ابن مسكان عن محمد بن مسلم قال سمعت أبا جعفر ع يقول ليس عند أحد من الناس حق و لا صواب و لا أحد من الناس يقضي بقضاء حق إلا ما خرج منا أهل البيت و إذا تشعبت بهم الأمور كان الخطأ منهم و الصواب من علي ع

2-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن ابن أبي نصر عن مثنى عن زرارة قال كنت عند أبي جعفر ع فقال له رجل من أهل الكوفة يسأله عن قول أمير المؤمنين ع سلوني عما شئتم فلا تسألوني عن شي‏ء إلا أنبأتكم به قال إنه ليس أحد عنده علم شي‏ء إلا خرج من عند أمير المؤمنين ع فليذهب الناس حيث شاءوا فو الله ليس الأمر إلا من هاهنا و أشار بيده إلى بيته

3-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الوشاء عن ثعلبة بن ميمون عن أبي مريم قال قال أبو جعفر ع لسلمة بن كهيل و الحكم بن عتيبة شرقا و غربا فلا تجدان علما صحيحا إلا شيئا خرج من عندنا أهل البيت

4-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن معلى بن عثمان عن أبي بصير قال قال لي إن الحكم بن عتيبة ممن قال الله و من الناس من يقول آمنا بالله و باليوم الآخر و ما هم بمؤمنين فليشرق الحكم و ليغرب أما و الله لا يصيب العلم إلا من أهل بيت نزل عليهم جبرئيل

5-  علي بن إبراهيم عن صالح بن السندي عن جعفر بن بشير عن أبان بن عثمان عن أبي بصير قال سألت أبا جعفر ع عن شهادة ولد الزنا تجوز فقال لا فقلت إن الحكم بن عتيبة يزعم أنها تجوز فقال اللهم لا تغفر ذنبه ما قال الله للحكم إنه لذكر لك و لقومك فليذهب الحكم يمينا و شمالا فو الله لا يؤخذ العلم إلا من أهل بيت نزل عليهم جبرئيل ع

6-  عدة من أصحابنا عن الحسين بن الحسن بن يزيد عن بدر عن أبيه قال حدثني سلام أبو علي الخراساني عن سلام بن سعيد المخزومي قال بينا أنا جالس عند أبي عبد الله ع إذ دخل عليه عباد بن كثير عابد أهل البصرة و ابن شريح فقيه أهل مكة و عند أبي عبد الله ع ميمون القداح مولى أبي جعفر ع فسأله عباد بن كثير فقال يا أبا عبد الله في كم ثوب كفن رسول الله ص قال في ثلاثة أثواب ثوبين صحاريين و ثوب حبرة و كان في البرد قلة فكأنما ازور عباد بن كثير من ذلك فقال أبو عبد الله ع إن نخلة مريم ع إنما كانت عجوة و نزلت من السماء فما نبت من أصلها كان عجوة و ما كان من لقاط فهو لون فلما خرجوا من عنده قال عباد بن كثير لابن شريح و الله ما أدري ما هذا المثل الذي ضربه لي أبو عبد الله فقال ابن شريح هذا الغلام يخبرك فإنه منهم يعني ميمون فسأله فقال ميمون أ ما تعلم ما قال لك قال لا و الله قال إنه ضرب لك مثل نفسه فأخبرك أنه ولد من ولد رسول الله ص و علم رسول الله عندهم فما جاء من عندهم فهو صواب و ما جاء من عند غيرهم فهو لقاط

 باب فيما جاء أن حديثهم صعب مستصعب

1-  محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن محمد بن سنان عن عمار بن مروان عن جابر قال قال أبو جعفر ع قال رسول الله ص إن حديث آل محمد صعب مستصعب لا يؤمن به إلا ملك مقرب أو نبي مرسل أو عبد امتحن الله قلبه للإيمان فما ورد عليكم من حديث آل محمد ص فلانت له قلوبكم و عرفتموه فاقبلوه و ما اشمأزت منه قلوبكم و أنكرتموه فردوه إلى الله و إلى الرسول و إلى العالم من آل محمد و إنما الهالك أن يحدث أحدكم بشي‏ء منه لا يحتمله فيقول و الله ما كان هذا و الله ما كان هذا و الإنكار هو الكفر

2-  أحمد بن إدريس عن عمران بن موسى عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة عن أبي عبد الله ع قال ذكرت التقية يوما عند علي بن الحسين ع فقال و الله لو علم أبو ذر ما في قلب سلمان لقتله و لقد آخى رسول الله ص بينهما فما ظنكم بسائر الخلق إن علم العلماء صعب مستصعب لا يحتمله إلا نبي مرسل أو ملك مقرب أو عبد مؤمن امتحن الله قلبه للإيمان فقال و إنما صار سلمان من العلماء لأنه امرؤ منا أهل البيت فلذلك نسبته إلى العلماء

3-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن البرقي عن ابن سنان أو غيره رفعه إلى أبي عبد الله ع قال إن حديثنا صعب مستصعب لا يحتمله إلا صدور منيرة أو قلوب سليمة أو أخلاق حسنة إن الله أخذ من شيعتنا الميثاق كما أخذ على بني آدم أ لست بربكم فمن وفى لنا وفى الله له بالجنة و من أبغضنا و لم يؤد إلينا حقنا ففي النار خالدا مخلدا

4-  محمد بن يحيى و غيره عن محمد بن أحمد عن بعض أصحابنا قال كتبت إلى أبي الحسن صاحب العسكر ع جعلت فداك ما معنى قول الصادق ع حديثنا لا يحتمله ملك مقرب و لا نبي مرسل و لا مؤمن امتحن الله قلبه للإيمان فجاء الجواب إنما معنى قول الصادق ع أي لا يحتمله ملك و لا نبي و لا مؤمن إن الملك لا يحتمله حتى يخرجه إلى ملك غيره و النبي لا يحتمله حتى يخرجه إلى نبي غيره و المؤمن لا يحتمله حتى يخرجه إلى مؤمن غيره فهذا معنى قول جدي ع

5-  أحمد بن محمد عن محمد بن الحسين عن منصور بن العباس عن صفوان بن يحيى عن عبد الله بن مسكان عن محمد بن عبد الخالق و أبي بصير قال قال أبو عبد الله ع يا أبا محمد إن عندنا و الله سرا من سر الله و علما من علم الله و الله ما يحتمله ملك مقرب و لا نبي مرسل و لا مؤمن امتحن الله قلبه للإيمان و الله ما كلف الله ذلك أحدا غيرنا و لا استعبد بذلك أحدا غيرنا و إن عندنا سرا من سر الله و علما من علم الله أمرنا الله بتبليغه فبلغنا عن الله عز و جل ما أمرنا بتبليغه فلم نجد له موضعا و لا أهلا و لا حمالة يحتملونه حتى خلق الله لذلك أقواما خلقوا من طينة خلق منها محمد و آله و ذريته ع و من نور خلق الله منه محمدا و ذريته و صنعهم بفضل رحمته التي صنع منها محمدا و ذريته فبلغنا عن الله ما أمرنا بتبليغه فقبلوه و احتملوا ذلك فبلغهم ذلك عنا فقبلوه و احتملوه و بلغهم ذكرنا فمالت قلوبهم إلى معرفتنا و حديثنا فلو لا أنهم خلقوا من هذا لما كانوا كذلك لا و الله ما احتملوه ثم قال إن الله خلق أقواما لجهنم و النار فأمرنا أن نبلغهم كما بلغناهم واشمأزوا من ذلك و نفرت قلوبهم و ردوه علينا و لم يحتملوه و كذبوا به و قالوا ساحر كذاب فطبع الله على قلوبهم و أنساهم ذلك ثم أطلق الله لسانهم ببعض الحق فهم ينطقون به و قلوبهم منكرة ليكون ذلك دفعا عن أوليائه و أهل طاعته و لو لا ذلك ما عبد الله في أرضه فأمرنا بالكف عنهم و الستر و الكتمان فاكتموا عمن أمر الله بالكف عنه و استروا عمن أمر الله بالستر و الكتمان عنه قال ثم رفع يده و بكى و قال اللهم إن هؤلاء لشرذمة قليلون فاجعل محيانا محياهم و مماتنا مماتهم و لا تسلط عليهم عدوا لك فتفجعنا بهم فإنك إن أفجعتنا بهم لم تعبد أبدا في أرضك و صلى الله على محمد و آله و سلم تسليما

 باب ما أمر النبي ص بالنصيحة لأئمة المسلمين و اللزوم لجماعتهم و من هم

1-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن عيسى عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن أبان بن عثمان عن ابن أبي يعفور عن أبي عبد الله ع أن رسول الله ص خطب الناس في مسجد الخيف فقال نضر الله عبدا سمع مقالتي فوعاها و حفظها و بلغها من لم يسمعها فرب حامل فقه غير فقيه و رب حامل فقه إلى من هو أفقه منه ثلاث لا يغل عليهن قلب امرئ مسلم إخلاص العمل لله و النصيحة لأئمة المسلمين و اللزوم لجماعتهم فإن دعوتهم محيطة من ورائهم المسلمون إخوة تتكافأ دماؤهم و يسعى بذمتهم أدناهم

 و رواه أيضا عن حماد بن عثمان عن أبان عن ابن أبي يعفور مثله و زاد فيه و هم يد على من سواهم و ذكر في حديثه أنه خطب في حجة الوداع بمنى في مسجد الخيف

2-  محمد بن الحسن عن بعض أصحابنا عن علي بن الحكم عن الحكم بن مسكين عن رجل من قريش من أهل مكة قال قال سفيان الثوري اذهب بنا إلى جعفر بن محمد قال فذهبت معه إليه فوجدناه قد ركب دابته فقال له سفيان يا أبا عبد الله حدثنا بحديث خطبة رسول الله ص في مسجد الخيف قال دعني حتى أذهب في حاجتي فإني قد ركبت فإذا جئت حدثتك فقال أسألك بقرابتك من رسول الله ص لما حدثتني قال فنزل فقال له سفيان مر لي بدواة و قرطاس حتى أثبته فدعا به ثم قال اكتب بسم الله الرحمن الرحيم خطبة رسول الله ص في مسجد الخيف نضر الله عبدا سمع مقالتي فوعاها و بلغها من لم تبلغه يا أيها الناس ليبلغ الشاهد الغائب فرب حامل فقه ليس بفقيه و رب حامل فقه إلى من هو أفقه منه ثلاث لا يغل عليهن قلب امرئ مسلم إخلاص العمل لله و النصيحة لأئمة المسلمين و اللزوم لجماعتهم فإن دعوتهم محيطة من ورائهم المؤمنون إخوة تتكافأ دماؤهم و هم يد على من سواهم يسعى بذمتهم أدناهم فكتبه سفيان ثم عرضه عليه و ركب أبو عبد الله ع و جئت أنا و سفيان فلما كنا في بعض الطريق قاللي كما أنت حتى أنظر في هذا الحديث فقلت له قد و الله ألزم أبو عبد الله رقبتك شيئا لا يذهب من رقبتك أبدا فقال و أي شي‏ء ذلك فقلت له ثلاث لا يغل عليهن قلب امرئ مسلم إخلاص العمل لله قد عرفناه و النصيحة لأئمة المسلمين من هؤلاء الأئمة الذين يجب علينا نصيحتهم معاوية بن أبي سفيان و يزيد بن معاوية و مروان بن الحكم و كل من لا تجوز شهادته عندنا و لا تجوز الصلاة خلفهم و قوله و اللزوم لجماعتهم فأي الجماعة مرجئ يقول من لم يصل و لم يصم و لم يغتسل من جنابة و هدم الكعبة و نكح أمه فهو على إيمان جبرئيل و ميكائيل أو قدري يقول لا يكون ما شاء الله عز و جل و يكون ما شاء إبليس أو حروري يتبرأ من علي بن أبي طالب و شهد عليه بالكفر أو جهمي يقول إنما هي معرفة الله وحده ليس الإيمان شي‏ء غيرها قال ويحك و أي شي‏ء يقولون فقلت يقولون إن علي بن أبي طالب ع و الله الإمام الذي يجب علينا نصيحته و لزوم جماعتهم أهل بيته قال فأخذ الكتاب فخرقه ثم قال لا تخبر بها أحدا

3-  علي بن إبراهيم عن أبيه و محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد جميعا عن حماد بن عيسى عن حريز عن بريد بن معاوية عن أبي جعفر ع قال قال رسول الله ص ما نظر الله عز و جل إلى ولي له يجهد نفسه بالطاعة لإمامه و النصيحة إلا كان معنا في الرفيق الأعلى

4-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن ابن فضال عن أبي جميلة عن محمد الحلبي عن أبي عبد الله ع قال من فارق جماعة المسلمين قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه

5-  و بهذا الإسناد عن أبي عبد الله ع قال من فارق جماعة المسلمين و نكث صفقة الإمام جاء إلى الله عز و جل أجذم

باب ما يجب من حق الإمام على الرعية و حق الرعية على الإمام

1-  الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد بن جمهور عن حماد بن عثمان عن أبي حمزة قال سألت أبا جعفر ع ما حق الإمام على الناس قال حقه عليهم أن يسمعوا له و يطيعوا قلت فما حقهم عليهم قال يقسم بينهم بالسوية و يعدل في الرعية فإذا كان ذلك في الناس فلا يبالي من أخذ هاهنا و هاهنا

2-  محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن محمد بن إسماعيل بن بزيع عن منصور بن يونس عن أبي حمزة عن أبي جعفر ع مثله إلا أنه قال هكذا و هكذا و هكذا و هكذا يعني من بين يديه و خلفه و عن يمينه و عن شماله

3-  محمد بن يحيى العطار عن بعض أصحابنا عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة عن أبي عبد الله ع قال قال أمير المؤمنين ع لا تختانوا ولاتكم و لا تغشوا هداتكم و لا تجهلوا أئمتكم و لا تصدعوا عن حبلكم فتفشلوا و تذهب ريحكم و على هذا فليكن تأسيس أموركم و الزموا هذه الطريقة فإنكم لو عاينتم ما عاين من قد مات منكم ممن خالف ما قد تدعون إليه لبدرتم و خرجتم و لسمعتم و لكن محجوب عنكم ما قد عاينوا و قريبا ما يطرح الحجاب

 -  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن عبد الرحمن بن حماد و غيره عن حنان بن سدير الصيرفي قال سمعت أبا عبد الله ع يقول نعيت إلى النبي ص نفسه و هو صحيح ليس به وجع قال نزل به الروح الأمين قال فنادى ص الصلاة جامعة و أمر المهاجرين و الأنصار بالسلاح و اجتمع الناس فصعد النبي ص المنبر فنعى إليهم نفسه ثم قال أذكر الله الوالي من بعدي على أمتي ألا يرحم على جماعة المسلمين فأجل كبيرهم و رحم ضعيفهم و وقر عالمهم و لم يضر بهم فيذلهم و لم يفقرهم فيكفرهم و لم يغلق بابه دونهم فيأكل قويهم ضعيفهم و لم يخبزهم في بعوثهم فيقطع نسل أمتي ثم قال قد بلغت و نصحت فاشهدوا و قال أبو عبد الله ع هذا آخر كلام تكلم به رسول الله ص على منبره

5-  محمد بن علي و غيره عن أحمد بن محمد بن عيسى عن علي بن الحكم عن رجل عن حبيب بن أبي ثابت قال جاء إلى أمير المؤمنين ع عسل و تين من همدان و حلوان فأمر العرفاء أن يأتوا باليتامى فأمكنهم من رءوس الأزقاق يلعقونها و هو يقسمها للناس قدحا قدحا فقيل له يا أمير المؤمنين ما لهم يلعقونها فقال إن الإمام أبو اليتامى و إنما ألعقتهم هذا برعاية الآباء

6-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد البرقي و علي بن إبراهيم عن أبيه جميعا عن القاسم بن محمد الأصبهاني عن سليمان بن داود المنقري عن سفيان بن عيينة عن أبي عبد الله ع أن النبي ص قال أنا أولى بكل مؤمن من نفسه و علي أولى به من بعدي فقيل له ما معنى ذلك فقال قول النبي ص من ترك دينا أو ضياعا فعلي و من ترك مالا فلورثته فالرجل ليست له على نفسه ولاية إذا لم يكن له مال و ليس له على عياله أمر و لا نهي إذا لم يجر عليهم النفقة و النبي و أمير المؤمنين ع و من بعدهما ألزمهم هذا فمن هناك صاروا أولى بهم من أنفسهم و ما كان سبب إسلام عامة اليهود إلا من بعد هذا القول من رسول الله ص و إنهم آمنوا على أنفسهم و على عيالاتهم

 -  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن أبان بن عثمان عن صباح بن سيابة عن أبي عبد الله ع قال قال رسول الله ص أيما مؤمن أو مسلم مات و ترك دينا لم يكن في فساد و لا إسراف فعلى الإمام أن يقضيه فإن لم يقضه فعليه إثم ذلك إن الله تبارك و تعالى يقول إنما الصدقات للفقراء و المساكين الآية فهو من الغارمين و له سهم عند الإمام فإن حبسه فإثمه عليه

8-  علي بن إبراهيم عن صالح بن السندي عن جعفر بن بشير عن حنان عن أبيه عن أبي جعفر ع قال قال رسول الله ص لا تصلح الإمامة إلا لرجل فيه ثلاث خصال ورع يحجزه عن معاصي الله و حلم يملك به غضبه و حسن الولاية على من يلي حتى يكون لهم كالوالد الرحيم

 و في رواية أخرى حتى يكون للرعية كالأب الرحيم

9-  علي بن محمد عن سهل بن زياد عن معاوية بن حكيم عن محمد بن أسلم عن رجل من طبرستان يقال له محمد قال قال معاوية و لقيت الطبري محمدا بعد ذلك فأخبرني قال سمعت علي بن موسى ع يقول المغرم إذا تدين أو استدان في حق الوهم من معاوية أجل سنة فإن اتسع و إلا قضى عنه الإمام من بيت المال

باب أن الأرض كلها للإمام ع

1-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن محبوب عن هشام بن سالم عن أبي خالد الكابلي عن أبي جعفر ع قال وجدنا في كتاب علي ع إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده و العاقبة للمتقين أنا و أهل بيتي الذين أورثنا الله الأرض و نحن المتقون و الأرض كلها لنا فمن أحيا أرضا من المسلمين فليعمرها و ليؤد خراجها إلى الإمام من أهل بيتي و له ما أكل منها فإن تركها أو أخربها و أخذها رجل من المسلمين من بعده فعمرها و أحياها فهو أحق بها من الذي تركها يؤدي خراجها إلى الإمام من أهل بيتي و له ما أكل منها حتى يظهر القائم من أهل بيتي بالسيف فيحويها و يمنعها و يخرجهم منها كما حواها رسول الله ص و منعها إلا ما كان في أيدي شيعتنا فإنه يقاطعهم على ما في أيديهم و يترك الأرض في أيديهم

2-  الحسين بن محمد عن معلى بن محمد قال أخبرني أحمد بن محمد بن عبد الله عمن رواه قال الدنيا و ما فيها لله تبارك و تعالى و لرسوله و لنا فمن غلب على شي‏ء منها فليتق الله و ليؤد حق الله تبارك و تعالى و ليبر إخوانه فإن لم يفعل ذلك فالله و رسوله و نحن برآء منه

3-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن عمر بن يزيد قال رأيت مسمعا بالمدينة و قد كان حمل إلى أبي عبد الله ع تلك السنة مالا فرده أبو عبد الله ع فقلت له لم رد عليك أبو عبد الله المال الذي حملته إليه قال فقال لي إني قلت له حين حملت إليه المال إني كنت وليت البحرين الغوص فأصبت أربعمائة ألف درهم و قد جئتك بخمسها بثمانين ألف درهم و كرهت أن أحبسها عنك و أن أعرض لها و هي حقك الذي جعله الله تبارك و تعالى في أموالنا فقال أ و ما لنا من الأرض و ما أخرج الله منها إلا الخمس يا أبا سيار إن الأرض كلها لنا فما أخرج الله منها من شي‏ء فهو لنا فقلت له و أنا أحمل إليك المال كله فقال يا أبا سيار قد طيبناه لك و أحللناك منه فضم إليك مالك و كل ما في أيدي شيعتنا من الأرض فهم فيه محللون حتى يقوم قائمنا فيجبيهم طسق ما كان في أيديهم و يترك الأرض في أيديهم و أما ما كان في أيدي غيرهم فإن كسبهم من الأرض حرام عليهم حتى يقوم قائمنا فيأخذ الأرض من أيديهم و يخرجهم صغرة قال عمر بن يزيد فقال لي أبو سيار ما أرى أحدا من أصحاب الضياع و لا ممن يلي الأعمال يأكل حلالا غيري إلا من طيبوا له ذلك

4-  محمد بن يحيى عن محمد بن أحمد عن أبي عبد الله الرازي عن الحسن بن علي بن أبي حمزة عن أبيه عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال قلت له أ ما على الإمام زكاة فقال أحلت يا أبا محمد أ ما علمت أن الدنيا و الآخرة للإمام يضعها حيث يشاء و يدفعها إلى من يشاء جائز له ذلك من الله إن الإمام يا أبا محمد لا يبيت ليلة أبدا و لله في عنقه حق يسأله عنه

5-  محمد بن يحيى عن محمد بن أحمد عن محمد بن عبد الله بن أحمد عن علي بن النعمان عن صالح بن حمزة عن أبان بن مصعب عن يونس بن ظبيان أو المعلى بن خنيس قال قلت لأبي عبد الله ع ما لكم من هذه الأرض فتبسم ثم قال إن الله تبارك و تعالى بعث جبرئيل ع و أمره أن يخرق بإبهامه ثمانية أنهار في الأرض منها سيحان و جيحان و هو نهر بلخ و الخشوع و هو نهر الشاش و مهران و هو نهر الهند و نيل مصر و دجلة و الفرات فما سقت أو استقت فهو لنا و ما كان لنا فهو لشيعتنا و ليس لعدونا منه شي‏ء إلا ما غصب عليه و إن ولينا لفي أوسع فيما بين ذه إلى ذه يعني بين السماء و الأرض ثم تلا هذه الآية قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا المغصوبين عليها خالصة لهم يوم القيامة بلا غصب

6-  علي بن محمد عن سهل بن زياد عن محمد بن عيسى عن محمد بن الريان قال كتبت إلى العسكري ع جعلت فداك روي لنا أن ليس لرسول الله ص من الدنيا إلا الخمس فجاء الجواب إن الدنيا و ما عليها لرسول الله ص

7-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد رفعه عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر ع قال قال رسول الله ص خلق الله آدم و أقطعه الدنيا قطيعة فما كان لآدم ع فلرسول الله ص و ما كان لرسول الله فهو للأئمة من آل محمد ص

8-  محمد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان و علي بن إبراهيم عن أبيه جميعا عن ابن أبي عمير عن حفص بن البختري عن أبي عبد الله ع قال إن جبرئيل ع كرى برجله خمسة أنهار و لسان الماء يتبعه الفرات و دجلة و نيل مصر و مهران و نهر بلخ فما سقت أو سقي منها فللإمام و البحر المطيف بالدنيا للإمام

 علي بن إبراهيم عن السري بن الربيع قال لم يكن ابن أبي عمير يعدل بهشام بن الحكم شيئا و كان لا يغب إتيانه ثم انقطع عنه و خالفه و كان سبب ذلك أن أبا مالك الحضرمي كان أحد رجال هشام و وقع بينه و بين ابن أبي عمير ملاحاة في شي‏ء من الإمامة قال ابن أبي عمير الدنيا كلها للإمام ع على جهة الملك و إنه أولى بها من الذين هي في أيديهم و قال أبو مالك ليس كذلك أملاك الناس لهم إلا ما حكم الله به للإمام من الفي‏ء و الخمس و المغنم فذلك له و ذلك أيضا قد بين الله للإمامأين يضعه و كيف يصنع به فتراضيا بهشام بن الحكم و صارا إليه فحكم هشام لأبي مالك على ابن أبي عمير فغضب ابن أبي عمير و هجر هشاما بعد ذلك

باب سيرة الإمام في نفسه و في المطعم و الملبس إذا ولي الأمر

1-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن محبوب عن حماد عن حميد و جابر العبدي قال قال أمير المؤمنين ع إن الله جعلني إماما لخلقه ففرض علي التقدير في نفسي و مطعمي و مشربي و ملبسي كضعفاء الناس كي يقتدي الفقير بفقري و لا يطغي الغني غناه

2-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حماد بن عثمان عن المعلى بن خنيس قال قلت لأبي عبد الله ع يوما جعلت فداك ذكرت آل فلان و ما هم فيه من النعيم فقلت لو كان هذا إليكم لعشنا معكم فقال هيهات يا معلى أما و الله أن لو كان ذاك ما كان إلا سياسة الليل و سياحة النهار و لبس الخشن و أكل الجشب فزوي ذلك عنا فهل رأيت ظلامة قط صيرها الله تعالى نعمة إلا هذه

3-  علي بن محمد عن صالح بن أبي حماد و عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد و غيرهما بأسانيد مختلفة في احتجاج أمير المؤمنين ع على عاصم بن زياد حين لبس العباء و ترك الملاء و شكاه أخوه الربيع بن زياد إلى أمير المؤمنين ع أنه قد غم أهله و أحزن ولده بذلك فقال أمير المؤمنين ع علي بعاصم بن زياد فجي‏ء به فلما رآه عبس في وجهه فقال له أ ما استحييت من أهلك أ ما رحمت ولدك أ ترى الله أحل لك الطيبات و هو يكره أخذك منها أنت أهون على الله من ذلك أ و ليس الله يقول و الأرض وضعها للأنام. فيها فاكهة و النخل ذات الأكمام أ و ليس الله يقول مرج البحرين يلتقيان. بينهما برزخ لا يبغيان إلى قوله يخرج منهما اللؤلؤ و المرجان فبالله لابتذال نعم الله بالفعال أحب إليه من ابتذالها بالمقال و قد قال الله عز و جل و أما بنعمة ربك فحدث فقال عاصم يا أمير المؤمنين فعلى ما اقتصرت في مطعمك على الجشوبة و في ملبسك على الخشونة فقال ويحك إن الله عز و جل فرض على أئمة العدل أن يقدروا أنفسهم بضعفة الناس كيلا يتبيغ بالفقير فقره فألقى عاصم بن زياد العباء و لبس الملاء

4-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد البرقي عن أبيه عن محمد بن يحيى الخزاز عن حماد بن عثمان قال حضرت أبا عبد الله ع و قال له رجل أصلحك الله ذكرت أن علي بن أبي طالب ع كان يلبس الخشن يلبس القميص بأربعة دراهم و ما أشبه ذلك و نرى عليك اللباس الجديد فقال له إن علي بن أبي طالب ع كان يلبس ذلك في زمان لا ينكر عليه و لو لبس مثل ذلك اليوم شهر به فخير لباس كل زمان لباس أهله غير أن قائمنا أهل البيت ع إذا قام لبس ثياب علي ع و سار بسيرة علي ع

باب نادر

1-  الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن أحمد بن محمد بن عبد الله عن أيوب بن نوح قال عطس يوما و أنا عنده فقلت جعلت فداك ما يقال للإمام إذا عطس قال يقولون صلى الله عليك

2-  محمد بن يحيى عن جعفر بن محمد قال حدثني إسحاق بن إبراهيم الدينوري عن عمر بن زاهر عن أبي عبد الله ع قال سأله رجل عن القائم يسلم عليه بإمرة المؤمنين قال لا ذاك اسم سمى الله به أمير المؤمنين ع لم يسم به أحد قبله و لا يتسمى به بعده إلا كافر قلت جعلت فداك كيف يسلم عليه قال يقولون السلام عليك يا بقية الله ثم قرأ بقيت الله خير لكم إن كنتم مؤمنين

3-  الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الوشاء عن أحمد بن عمر قال سألت أبا الحسن ع لم سمي أمير المؤمنين ع قال لأنه يميرهم العلم أ ما سمعت في كتاب الله و نمير أهلنا

 و في رواية أخرى قال لأن ميرة المؤمنين من عنده يميرهم العلم

42-  علي بن إبراهيم عن يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عن أبي الربيع القزاز عن جابر عن أبي جعفر ع قال قلت له لم سمي أمير المؤمنين قال الله سماه و هكذا أنزل في كتابه و إذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم و أشهدهم على أنفسهم أ لست بربكم و أن محمدا رسولي و أن عليا أمير المؤمنين

باب فيه نكت و نتف من التنزيل في الولاية

1-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن بعض أصحابنا عن حنان بن سدير عن سالم الحناط قال قلت لأبي جعفر ع أخبرني عن قول الله تبارك و تعالى نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين قال هي الولاية لأمير المؤمنين ع

 -  محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن الحكم بن مسكين عن إسحاق بن عمار عن رجل عن أبي عبد الله ع في قول الله عز و جل إنا عرضنا الأمانة على السماوات و الأرض و الجبال فأبين أن يحملنها و أشفقن منها و حملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا قال هي ولاية أمير المؤمنين ع

3-  محمد بن يحيى عن أحمد بن أبي زاهر عن الحسن بن موسى الخشاب عن علي بن حسان عن عبد الرحمن بن كثير عن أبي عبد الله ع في قول الله عز و جل و الذين آمنوا و لم يلبسوا إيمانهم بظلم قال بما جاء به محمد ص من الولاية و لم يخلطوها بولاية فلان و فلان فهو الملبس بالظلم

4-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن الحسين بن نعيم الصحاف قال سألت أبا عبد الله ع عن قول الله عز و جل فمنكم كافر و منكم مؤمن فقال عرف الله إيمانهم بولايتنا و كفرهم بها يوم أخذ عليهم الميثاق في صلب آدم ع و هم ذر

5-  أحمد بن إدريس عن محمد بن أحمد عن يعقوب بن يزيد عن ابن محبوب عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن ع في قول الله عز و جل يوفون بالنذر الذي أخذ عليهم من ولايتنا

6-  محمد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان عن حماد بن عيسى عن ربعي بن عبد الله عن أبي جعفر ع في قول الله عز و جل و لو أنهم أقاموا التوراة و الإنجيل و ما أنزل إليهم من ربهم قال الولاية

7-  الحسين بن محمد الأشعري عن معلى بن محمد عن الوشاء عن مثنى عن زرارة عن عبد الله بن عجلان عن أبي جعفر ع في قوله تعالى قل لا أسئلكم عليه أجرا إلا المودة في القربى قال هم الأئمة ع

 -  الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن علي بن أسباط عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع في قول الله عز و جل و من يطع الله و رسوله في ولاية علي و ولاية الأئمة من بعده فقد فاز فوزا عظيما هكذا نزلت

9-  الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن أحمد بن النضر عن محمد بن مروان رفعه إليهم في قول الله عز و جل و ما كان لكم أن تؤذوا رسول الله في علي و الأئمة كالذين آذوا موسى فبرأه الله مما قالوا

10-  الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن السياري عن علي بن عبد الله قال سأله رجل عن قوله تعالى فمن اتبع هداي فلا يضل و لا يشقى قال من قال بالأئمة و اتبع أمرهم و لم يجز طاعتهم

11-  الحسين بن محمد عن علي بن محمد عن أحمد بن محمد بن عبد الله رفعه في قوله تعالى لا أقسم بهذا البلد. و أنت حل بهذا البلد. و والد و ما ولد قال أمير المؤمنين و ما ولد من الأئمة ع

12-  الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد بن أورمة و محمد بن عبد الله عن علي بن حسان عن عبد الرحمن بن كثير عن أبي عبد الله ع في قول الله تعالى و اعلموا أنما غنمتم من شي‏ء فأن لله خمسه و للرسول و لذي القربى قال أمير المؤمنين و الأئمة ع

13-  الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الوشاء عن عبد الله بن سنان قال سألت أبا عبد الله ع عن قول الله عز و جل و ممن خلقنا أمة يهدون بالحق و به يعدلون قال هم الأئمة

14-  الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد بن أورمة عن علي بن حسان عن عبد الرحمن بن كثير عن أبي عبد الله ع في قوله تعالى هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب قال أمير المؤمنين ع و الأئمة و أخر متشابهات قال فلان و فلان فأما الذين في قلوبهم زيغ أصحابهم و أهل ولايتهم فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة و ابتغاء تأويله و ما يعلم تأويله إلا الله و الراسخون في العلم أمير المؤمنين ع و الأئمة ع

15-  الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الوشاء عن مثنى عن عبد الله بن عجلان عن أبي جعفر ع في قوله تعالى أم حسبتم أن تتركوا و لما يعلم الله الذين جاهدوا منكم و لم يتخذوا من دون الله و لا رسوله و لا المؤمنين وليجة يعني بالمؤمنين الأئمة ع لم يتخذوا الولائج من دونهم

16-  الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد بن جمهور عن صفوان عن ابن مسكان عن الحلبي عن أبي عبد الله ع في قوله تعالى و إن جنحوا للسلم فاجنح لها قال قلت ما السلم قال الدخول في أمرنا

17-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن جميل بن صالح عن زرارة عن أبي جعفر ع في قوله تعالى لتركبن طبقا عن طبق قال يا زرارة أ و لم تركب هذه الأمة بعد نبيها طبقا عن طبق في أمر فلان و فلان و فلان

18-  الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد بن جمهور عن حماد بن عيسى عن عبد الله بن جندب قال سألت أبا الحسن ع عن قول الله عز و جل و لقد وصلنا لهم القول لعلهم يتذكرون قال إمام إلى إمام

19-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسن بن محبوب عن محمد بن النعمان عن سلام عن أبي جعفر ع في قوله تعالى قولوا آمنا بالله و ما أنزل إلينا قال إنما عنى بذلك عليا ع و فاطمة و الحسن و الحسين و جرت بعدهم في الأئمة ع ثم يرجع القول من الله في الناس فقال فإن آمنوا يعني الناس بمثل ما آمنتم به يعني عليا و فاطمة و الحسن و الحسين و الأئمة ع فقد اهتدوا و إن تولوا فإنما هم في شقاق

20-  الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الوشاء عن مثنى عن عبد الله بن عجلان عن أبي جعفر ع في قوله تعالى إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه و هذا النبي و الذين آمنوا قال هم الأئمة ع و من اتبعهم

21-  الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الوشاء عن أحمد بن عائذ عن ابن أذينة عن مالك الجهني قال قلت لأبي عبد الله ع قوله عز و جل و أوحي إلي هذا القرآن لأنذركم به و من بلغ قال من بلغ أن يكون إماما من آل محمد فهو ينذر بالقرآن كما أنذر به رسول الله ص

22-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن مفضل بن صالح عن جابر عن أبي جعفر ع في قول الله عز و جل و لقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي و لم نجد له عزما قال عهدنا إليه في محمد و الأئمة من بعده فترك و لم يكن له عزم أنهم هكذا و إنما سمي أولو العزم أولي العزم لأنه عهد إليهم في محمد و الأوصياء من بعده و المهدي و سيرته و أجمع عزمهم على أن ذلك كذلك و الإقرار به

23-  الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن جعفر بن محمد بن عبيد الله عن محمد بن عيسى القمي عن محمد بن سليمان عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله ع في قوله و لقد عهدنا إلى آدم من قبل كلمات في محمد و علي و فاطمة و الحسن و الحسين و الأئمة ع من ذريتهم فنسي هكذا و الله نزلت على محمد ص

24-  محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن النضر بن شعيب عن خالد بن ماد عن محمد بن الفضل عن الثمالي عن أبي جعفر ع قال أوحى الله إلى نبيه ص فاستمسك بالذي أوحي إليك إنك على صراط مستقيم قال إنك على ولاية علي و علي هو الصراط المستقيم

25-  علي بن إبراهيم عن أحمد بن محمد البرقي عن أبيه عن محمد بن سنان عن عمار بن مروان عن منخل عن جابر عن أبي جعفر ع قال نزل جبرئيل ع بهذه الآية على محمد ص هكذا بئسما اشتروا به أنفسهم أن يكفروا بما أنزل الله في علي بغيا

26-  و بهذا الإسناد عن محمد بن سنان عن عمار بن مروان عن منخل عن جابر قال نزل جبرئيل ع بهذه الآية على محمد هكذا و إن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا في علي فأتوا بسورة من مثله

27-  و بهذا الإسناد عن محمد بن سنان عن عمار بن مروان عن منخل عن أبي عبد الله ع قال نزل جبرئيل ع على محمد ص بهذه الآية هكذا يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا في علي نورا مبينا

28-  علي بن محمد عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه عن أبي طالب عن يونس بن بكار عن أبيه عن جابر عن أبي جعفر ع و لو أنهم فعلوا ما يوعظون به في علي لكان خيرا لهم

29-  الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الحسن بن علي الوشاء عن مثنى الحناط عن عبد الله بن عجلان عن أبي جعفر ع في قول الله عز و جل يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة و لا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين قال في ولايتنا

 -  الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن عبد الله بن إدريس عن محمد بن سنان عن المفضل بن عمر قال قلت لأبي عبد الله ع قوله جل و عز بل تؤثرون الحياة الدنيا قال ولايتهم و الآخرة خير و أبقى قال ولاية أمير المؤمنين ع إن هذا لفي الصحف الأولى. صحف إبراهيم و موسى

31-  أحمد بن إدريس عن محمد بن حسان عن محمد بن علي عن عمار بن مروان عن منخل عن جابر عن أبي جعفر ع قال أ فكلما جاءكم محمد بما لا تهوى أنفسكم بموالاة علي ف استكبرتم ففريقا من آل محمد كذبتم و فريقا تقتلون

32-  الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن عبد الله بن إدريس عن محمد بن سنان عن الرضا ع في قول الله عز و جل كبر على المشركين بولاية علي ما تدعوهم إليه يا محمد من ولاية علي هكذا في الكتاب مخطوطة

33-  الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن أحمد بن محمد عن ابن هلال عن أبيه عن أبي السفاتج عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع في قول الله جل و عز الحمد لله الذي هدانا لهذا و ما كنا لنهتدي لو لا أن هدانا الله فقال إذا كان يوم القيامة دعي بالنبي ص و بأمير المؤمنين و بالأئمة من ولده ع فينصبون للناس فإذا رأتهم شيعتهم قالوا الحمد لله الذي هدانا لهذا و ما كنا لنهتدي لو لا أن هدانا الله يعني هدانا الله في ولاية أمير المؤمنين و الأئمة من ولده ع

34-  الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد بن أورمة و محمد بن عبد الله عن علي بن حسان عن عبد الله بن كثير عن أبي عبد الله ع في قوله تعالى عم يتساءلون عن النبإ العظيم قال النبأ العظيم الولاية و سألته عن قوله هنالك الولاية لله الحق قال ولاية أمير المؤمنين ع

35-  علي بن إبراهيم عن صالح بن السندي عن جعفر بن بشير عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي جعفر ع في قوله تعالى فأقم وجهك للدين حنيفا قال هي الولاية

36-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن إبراهيم الهمذاني يرفعه إلى أبي عبد الله ع في قوله تعالى و نضع الموازين القسط ليوم القيامة قال الأنبياء و الأوصياء ع

37-  علي بن محمد عن سهل بن زياد عن أحمد بن الحسين بن عمر بن يزيد عن محمد بن جمهور عن محمد بن سنان عن المفضل بن عمر قال سألت أبا عبد الله ع عن قول الله تعالى ائت بقرآن غير هذا أو بدله قال قالوا أو بدل عليا ع

38-  علي بن محمد عن سهل بن زياد عن إسماعيل بن مهران عن الحسن القمي عن إدريس بن عبد الله عن أبي عبد الله ع قال سألته عن تفسير هذه الآية ما سلككم في سقر. قالوا لم نك من المصلين قال عنى بها لم نك من أتباع الأئمة الذين قال الله تبارك و تعالى فيهم و السابقون السابقون. أولئك المقربون أ ما ترى الناس يسمون الذي يلي السابق في الحلبة مصلي فذلك الذي عنى حيث قال لم نك من المصلين لم نك من أتباع السابقين

39-  أحمد بن مهران عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني عن موسى بن محمد عن يونس بن يعقوب عمن ذكره عن أبي جعفر ع في قول الله عز و جل و أن لو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا يقول لأشربنا قلوبهم الإيمان و الطريقة هي ولاية علي بن أبي طالب و الأوصياء ع

 -  الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد بن جمهور عن فضالة بن أيوب عن الحسين بن عثمان عن أبي أيوب عن محمد بن مسلم قال سألت أبا عبد الله ع عن قول الله عز و جل الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فقال أبو عبد الله ع استقاموا على الأئمة واحدا بعد واحد تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا و لا تحزنوا و أبشروا بالجنة التي كنتم توعدون

41-  الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الوشاء عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة قال سألت أبا جعفر ع عن قول الله تعالى قل إنما أعظكم بواحدة فقال إنما أعظكم بولاية علي ع هي الواحدة التي قال الله تبارك و تعالى إنما أعظكم بواحدة

42-  الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد بن أورمة و علي بن عبد الله عن علي بن حسان عن عبد الرحمن بن كثير عن أبي عبد الله ع في قول الله عز و جل إن الذين آمنوا ثم كفروا ثم آمنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفرا لن تقبل توبتهم قال نزلت في فلان و فلان و فلان آمنوا بالنبي ص في أول الأمر و كفروا حيث عرضت عليهم الولاية حين قال النبي ص من كنت مولاه فهذا علي مولاه ثم آمنوا بالبيعة لأمير المؤمنين ع ثم كفروا حيث مضى رسول الله ص فلم يقروا بالبيعة ثم ازدادوا كفرا بأخذهم من بايعه بالبيعة لهم فهؤلاء لم يبق فيهم من الإيمان شي‏ء

43-  و بهذا الإسناد عن أبي عبد الله ع في قول الله تعالى إن الذين ارتدوا على أدبارهم من بعد ما تبين لهم الهدى فلان و فلان و فلان ارتدوا عن الإيمان في ترك ولاية أمير المؤمنين ع قلت قوله تعالى ذلك بأنهم قالوا للذين كرهوا ما نزل الله سنطيعكم في بعض الأمر قال نزلت و الله فيهما و في أتباعهما و هو قول الله عز و جل الذي نزل به جبرئيل ع على محمد ص ذلك بأنهم قالوا للذين كرهوا ما نزل الله في علي ع سنطيعكم في بعض الأمر قال دعوا بني أمية إلى ميثاقهم ألا يصيروا الأمر فينا بعد النبي ص و لا يعطونا من الخمس شيئا و قالوا إن أعطيناهم إياه لم يحتاجوا إلى شي‏ء و لم يبالوا أن يكون الأمر فيهم فقالوا سنطيعكم في بعض الأمر الذي دعوتمونا إليه و هو الخمس ألا نعطيهم منه شيئا و قوله كرهوا ما نزل الله و الذي نزل الله ما افترض على خلقه من ولاية أمير المؤمنين ع و كان معهم أبو عبيدة و كان كاتبهم فأنزل الله أم أبرموا أمرا فإنا مبرمون أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم و نجواهم الآية

44-  و بهذا الإسناد عن أبي عبد الله ع في قول الله عز و جل و من يرد فيه بإلحاد بظلم قال نزلت فيهم حيث دخلوا الكعبة فتعاهدوا و تعاقدوا على كفرهم و جحودهم بما نزل في أمير المؤمنين ع فألحدوا في البيت بظلمهم الرسول و وليه فبعدا للقوم الظالمين

45-  الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن علي بن أسباط عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع في قول الله عز و جل فستعلمون من هو في ضلال مبين يا معشر المكذبين حيث أنبأتكم رسالة ربي في ولاية علي ع و الأئمة ع من بعده من هو في ضلال مبين كذا أنزلت و في قوله تعالى إن تلووا أو تعرضوا فقال إن تلووا الأمر و تعرضوا عما أمرتم به فإن الله كان بما تعملون خبيرا و في قوله فلنذيقن الذين كفروا بتركهم ولاية أمير المؤمنين ع عذابا شديدا في الدنيا و لنجزينهم أسوأ الذي كانوا يعملون

46-  الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن علي بن أسباط عن علي بن منصور عن إبراهيم بن عبد الحميد عن الوليد بن صبيح عن أبي عبد الله ع ذلكم بأنه إذا دعي الله وحده و أهل الولاية كفرتم

 -  علي بن إبراهيم عن أحمد بن محمد عن محمد بن خالد عن محمد بن سليمان عن أبيه عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع في قول الله تعالى سأل سائل بعذاب واقع. للكافرين بولاية علي ليس له دافع ثم قال هكذا و الله نزل بها جبرئيل ع على محمد ص

48-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن سيف عن أخيه عن أبيه عن أبي حمزة عن أبي جعفر ع في قوله تعالى إنكم لفي قول مختلف في أمر الولاية يؤفك عنه من أفك قال من أفك عن الولاية أفك عن الجنة

49-  الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد بن جمهور عن يونس قال أخبرني من رفعه إلى أبي عبد الله ع في قوله عز و جل فلا اقتحم العقبة. و ما أدراك ما العقبة. فك رقبة يعني بقوله فك رقبة ولاية أمير المؤمنين ع فإن ذلك فك رقبة

50-  و بهذا الإسناد عن أبي عبد الله ع في قوله تعالى بشر الذين آمنوا أن لهم قدم صدق عند ربهم قال ولاية أمير المؤمنين ع

51-  علي بن إبراهيم عن أحمد بن محمد البرقي عن أبيه عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة عن أبي جعفر ع في قوله تعالى هذان خصمان اختصموا في ربهم فالذين كفروا بولاية علي قطعت لهم ثياب من نار

52-  الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد بن أورمة عن علي بن حسان عن عبد الرحمن بن كثير قال سألت أبا عبد الله ع عن قول الله تعالى هنالك الولاية لله الحق قال ولاية أمير المؤمنين ع

53-  محمد بن يحيى عن سلمة بن الخطاب عن علي بن حسان عن عبد الرحمن بن كثير عن أبي عبد الله ع في قوله عز و جل صبغة الله و من أحسن من الله صبغة قال صبغ المؤمنين بالولاية في الميثاق

54-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن فضال عن المفضل بن صالح عن محمد بن علي الحلبي عن أبي عبد الله ع في قوله عز و جل رب اغفر لي و لوالدي و لمن دخل بيتي مؤمنا يعني الولاية من دخل في الولاية دخل في بيت الأنبياء ع و قوله إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيرا يعني الأئمة ع و ولايتهم من دخل فيها دخل في بيت النبي ص

55-  و بهذا الإسناد عن أحمد بن محمد عن عمر بن عبد العزيز عن محمد بن الفضيل عن الرضا ع قال قلت قل بفضل الله و برحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون قال بولاية محمد و آل محمد ع هو خير مما يجمع هؤلاء من دنياهم

56-  أحمد بن مهران عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني عن علي بن أسباط عن إبراهيم بن عبد الحميد عن زيد الشحام قال قال لي أبو عبد الله ع و نحن في الطريق في ليلة الجمعة اقرأ فإنها ليلة الجمعة قرآنا فقرأت إن يوم الفصل كان ميقاتهم أجمعين. يوم لا يغني مولى عن مولى شيئا و لا هم ينصرون. إلا من رحم الله فقال أبو عبد الله ع نحن و الله الذي رحم الله و نحن و الله الذي استثنى الله لكنا نغني عنهم

57-  أحمد بن مهران عن عبد العظيم بن عبد الله عن يحيى بن سالم عن أبي عبد الله ع قال لما نزلت و تعيها أذن واعية قال رسول الله ص هي أذنك يا علي

58-  أحمد بن مهران عن عبد العظيم بن عبد الله عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة عن أبي جعفر ع قال نزل جبرئيل ع بهذه الآية على محمد ص هكذا فبدل الذين ظلموا آل محمد حقهم قولا غير الذي قيل لهم فأنزلنا على الذين ظلموا آل محمد حقهم رجزا من السماء بما كانوا يفسقون

59-  و بهذا الإسناد عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة عن أبي جعفر ع قال نزل جبرئيل ع بهذه الآية هكذا إن الذين... ظلموا آل محمد حقهم لم يكن الله ليغفر لهم و لا ليهديهم طريقا. إلا طريق جهنم خالدين فيها أبدا و كان ذلك على الله يسيرا ثم قال يا أيها الناس قد جاءكم الرسول بالحق من ربكم في ولاية علي فآمنوا خيرا لكم و إن تكفروا بولاية علي فإن لله ما في السماوات و ما في الأرض

60-  أحمد بن مهران رحمه الله عن عبد العظيم عن بكار عن جابر عن أبي جعفر ع قال هكذا نزلت هذه الآية و لو أنهم فعلوا ما يوعظون به في علي لكان خيرا لهم

61-  أحمد عن عبد العظيم عن ابن أذينة عن مالك الجهني قال قلت لأبي عبد الله ع و أوحي إلي هذا القرآن لأنذركم به و من بلغ قال من بلغ أن يكون إماما من آل محمد ينذر بالقرآن كما ينذر به رسول الله ص

62-  أحمد عن عبد العظيم عن الحسين بن مياح عمن أخبره قال قرأ رجل عند أبي عبد الله ع قل اعملوا فسيرى الله عملكم و رسوله و المؤمنون فقال ليس هكذا هي إنما هي و المأمونون فنحن المأمونون

63-  أحمد عن عبد العظيم عن هشام بن الحكم عن أبي عبد الله ع قال هذا صراط علي مستقيم

64-  أحمد عن عبد العظيم عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة عن أبي جعفر ع قال نزل جبرئيل بهذه الآية هكذا فأبى أكثر الناس بولاية علي إلا كفورا قال و نزل جبرئيل ع بهذه الآية هكذا و قل الحق من ربكم في ولاية علي فمن شاء فليؤمن و من شاء فليكفر إنا أعتدنا للظالمين آل محمد نارا

65-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن محمد بن إسماعيل عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن ع في قوله و أن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا قال هم الأوصياء

66-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن محبوب عن الأحول عن سلام بن المستنير عن أبي جعفر ع في قوله تعالى قل هذه سبيلي أدعوا إلى الله على بصيرة أنا و من اتبعني قال ذاك رسول الله ص و أمير المؤمنين ع و الأوصياء من بعدهم

67-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن إسماعيل عن حنان عن سالم الحناط قال سألت أبا جعفر ع عن قول الله عز و جل فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين فقال أبو جعفر ع آل محمد لم يبق فيها غيرهم

68-  الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد بن جمهور عن إسماعيل بن سهل عن القاسم بن عروة عن أبي السفاتج عن زرارة عن أبي جعفر ع في قوله تعالى فلما رأوه زلفة سيئت وجوه الذين كفروا و قيل هذا الذي كنتم به تدعون قال هذه نزلت في أمير المؤمنين و أصحابه الذين عملوا ما عملوا يرون أمير المؤمنين ع في أغبط الأماكن لهم فيسي‏ء وجوههم و يقال لهم هذا الذي كنتم به تدعون الذي انتحلتم اسمه

69-  محمد بن يحيى عن سلمة بن الخطاب عن علي بن حسان عن عبد الرحمن بن كثير عن أبي عبد الله ع في قوله تعالى و شاهد و مشهود قال النبي ص و أمير المؤمنين ع

 -  الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الوشاء عن أحمد بن عمر الحلال قال سألت أبا الحسن ع عن قوله تعالى فأذن مؤذن بينهم أن لعنة الله على الظالمين قال المؤذن أمير المؤمنين ع

71-  الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد بن أورمة عن علي بن حسان عن عبد الرحمن بن كثير عن أبي عبد الله ع في قوله تعالى و هدوا إلى الطيب من القول و هدوا إلى صراط الحميد قال ذاك حمزة و جعفر و عبيدة و سلمان و أبو ذر و المقداد بن الأسود و عمار هدوا إلى أمير المؤمنين ع و قوله حبب إليكم الإيمان و زينه في قلوبكم يعني أمير المؤمنين و كره إليكم الكفر و الفسوق و العصيان الأول و الثاني و الثالث

73-  محمد بن يحيى عن ابن محبوب عن جميل بن صالح عن أبي عبيدة قال سألت أبا جعفر ع عن قوله تعالى ائتوني بكتاب من قبل هذا أو أثارة من علم إن كنتم صادقين قال عنى بالكتاب التوراة و الإنجيل و أثارة من علم فإنما عنى بذلك علم أوصياء الأنبياء ع

73-  الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عمن أخبره عن علي بن جعفر قال سمعت أبا الحسن ع يقول لما رأى رسول الله ص تيما و عديا و بني أمية يركبون منبره أفظعه فأنزل الله تبارك و تعالى قرآنا يتأسى به و إذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى ثم أوحى إليه يا محمد إني أمرت فلم أطع فلا تجزع أنت إذا أمرت فلم تطع في وصيك

74-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن الحسين بن نعيم الصحاف قال سألت أبا عبد الله ع عن قوله فمنكم كافر و منكم مؤمن فقال عرف الله عز و جل إيمانهم بموالاتنا و كفرهم بها يوم أخذ عليهم الميثاق و هم ذر في صلب آدم و سألته عن قوله عز و جل أطيعوا الله و أطيعوا الرسول فإن توليتم فإنما على رسولنا البلاغ المبين فقال أما و الله ما هلك من كان قبلكم و ما هلك من هلك حتى يقوم قائمنا ع إلا في ترك ولايتنا و جحود حقنا و ما خرج رسول الله ص من الدنيا حتى ألزم رقاب هذه الأمة حقنا و الله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم

75-  محمد بن الحسن و علي بن محمد عن سهل بن زياد عن موسى بن القاسم البجلي عن علي بن جعفر عن أخيه موسى ع في قوله تعالى و بئر معطلة و قصر مشيد قال البئر المعطلة الإمام الصامت و القصر المشيد الإمام الناطق

 و رواه محمد بن يحيى عن العمركي عن علي بن جعفر عن أبي الحسن ع مثله

76-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن الحكم بن بهلول عن رجل عن أبي عبد الله ع في قوله تعالى و لقد أوحي إليك و إلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك قال يعني إن أشركت في الولاية غيره بل الله فاعبد و كن من الشاكرين يعني بل الله فاعبد بالطاعة و كن من الشاكرين أن عضدتك بأخيك و ابن عمك

77-  الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن أحمد بن محمد عن الحسن بن محمد الهاشمي قال حدثني أبي عن أحمد بن عيسى قال حدثني جعفر بن محمد عن أبيه عن جده ع في قوله عز و جل يعرفون نعمت الله ثم ينكرونها قال لما نزلت إنما وليكم الله و رسوله و الذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة و يؤتون الزكاة و هم راكعون اجتمع نفر من أصحاب رسول الله ص في مسجد المدينة فقال بعضهم لبعض ما تقولون في هذه الآية فقال بعضهم إن كفرنا بهذه الآية نكفر بسائرها و إن آمنا فإن هذا ذل حين يسلط علينا ابن أبي طالب فقالوا قد علمنا أن محمدا صادق فيما يقول و لكنا نتولاه و لا نطيع عليا فيما أمرنا قال فنزلت هذه الآية يعرفون نعمت الله ثم ينكرونها يعرفون يعني ولاية علي بن أبي طالب و أكثرهم الكافرون بالولاية

78-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن محبوب عن محمد بن النعمان عن سلام قال سألت أبا جعفر ع عن قوله تعالى الذين يمشون على الأرض هونا قال هم الأوصياء من مخافة عدوهم

 -  الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن بسطام بن مرة عن إسحاق بن حسان عن الهيثم بن واقد عن علي بن الحسين العبدي عن سعد الإسكاف عن الأصبغ بن نباتة أنه سأل أمير المؤمنين ع عن قوله تعالى أن اشكر لي و لوالديك إلي المصير فقال الوالدان اللذان أوجب الله لهما الشكر هما اللذان ولدا العلم و ورثا الحكم و أمر الناس بطاعتهما ثم قال الله إلي المصير فمصير العباد إلى الله و الدليل على ذلك الوالدان ثم عطف القول على ابن حنتمة و صاحبه فقال في الخاص و العام و إن جاهداك على أن تشرك بي يقول في الوصية و تعدل عمن أمرت بطاعته فلا تطعهما و لا تسمع قولهما ثم عطف القول على الوالدين فقال و صاحبهما في الدنيا معروفا يقول عرف الناس فضلهما و ادع إلى سبيلهما و ذلك قوله و اتبع سبيل من أناب إلي ثم إلي مرجعكم فقال إلى الله ثم إلينا فاتقوا الله و لا تعصوا الوالدين فإن رضاهما رضا الله و سخطهما سخط الله

80-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن علي بن سيف عن أبيه عن عمرو بن حريث قال سألت أبا عبد الله ع عن قول الله كشجرة طيبة أصلها ثابت و فرعها في السماء قال فقال رسول الله ص أصلها و أمير المؤمنين ع فرعها و الأئمة من ذريتهما أغصانها و علم الأئمة ثمرتها و شيعتهم المؤمنون ورقها هل فيها فضل قال قلت لا و الله قال و الله إن المؤمن ليولد فتورق ورقة فيها و إن المؤمن ليموت فتسقط ورقة منها

81-  محمد بن يحيى عن حمدان بن سليمان عن عبد الله بن محمد اليماني عن منيع بن الحجاج عن يونس عن هشام بن الحكم عن أبي عبد الله ع في قول الله عز و جل لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل يعني في الميثاق أو كسبت في إيمانها خيرا قال الإقرار بالأنبياء و الأوصياء و أمير المؤمنين ع خاصة قال لا ينفع إيمانها لأنها سلبت

 -  و بهذا الإسناد عن يونس عن صباح المزني عن أبي حمزة عن أحدهما ع في قول الله جل و عز بلى من كسب سيئة و أحاطت به خطيئته قال إذا جحد إمامة أمير المؤمنين ع فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون

83-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن حماد بن عثمان عن أبي عبيدة الحذاء قال سألت أبا جعفر ع عن الاستطاعة و قول الناس فقال و تلا هذه الآية و لا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك و لذلك خلقهم يا أبا عبيدة الناس مختلفون في إصابة القول و كلهم هالك قال قلت قوله إلا من رحم ربك قال هم شيعتنا و لرحمته خلقهم و هو قوله و لذلك خلقهم يقول لطاعة الإمام الرحمة التي يقول و رحمتي وسعت كل شي‏ء يقول علم الإمام و وسع علمه الذي هو من علمه كل شي‏ء هم شيعتنا ثم قال فسأكتبها للذين يتقون يعني ولاية غير الإمام و طاعته ثم قال يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة و الإنجيل يعني النبي ص و الوصي و القائم يأمرهم بالمعروف إذا قام و ينهاهم عن المنكر و المنكر من أنكر فضل الإمام و جحده و يحل لهم الطيبات أخذ العلم من أهله و يحرم عليهم الخبائث و الخبائث قول من خالف و يضع عنهم إصرهم و هي الذنوب التي كانوا فيها قبل معرفتهم فضل الإمام و الأغلال التي كانت عليهم و الأغلال ما كانوا يقولون مما لم يكونوا أمروا به من ترك فضل الإمام فلما عرفوا فضل الإمام وضع عنهم إصرهم و الإصر الذنب و هي الآصار ثم نسبهم فقال فالذين آمنوا به يعني بالإمام و عزروه و نصروه و اتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون يعني الذين اجتنبوا الجبت و الطاغوت أن يعبدوها و الجبت و الطاغوت فلان و فلان و فلان و العبادة طاعة الناس لهم ثم قال أنيبوا إلى ربكم و أسلموا له ثم جزاهم فقال لهم البشرى في الحياة الدنيا و في الآخرة و الإمام يبشرهم بقيام القائم و بظهوره و بقتل أعدائهم و بالنجاة في الآخرة و الورود على محمد صلى الله على محمد و آله الصادقين على الحوض

84-  علي بن محمد عن سهل بن زياد عن ابن محبوب عن هشام بن سالم عن عمار الساباطي قال سألت أبا عبد الله ع عن قول الله عز و جل أ فمن اتبع رضوان الله كمن باء بسخط من الله و مأواه جهنم و بئس المصير هم درجات عند الله فقال الذين اتبعوا رضوان الله هم الأئمة و هم و الله يا عمار درجات للمؤمنين و بولايتهم و معرفتهم إيانا يضاعف الله لهم أعمالهم و يرفع الله لهم الدرجات العلى

85-  علي بن محمد و غيره عن سهل بن زياد عن يعقوب بن يزيد عن زياد القندي عن عمار الأسدي عن أبي عبد الله ع في قول الله عز و جل إليه يصعد الكلم الطيب و العمل الصالح يرفعه ولايتنا أهل البيت و أهوى بيده إلى صدره فمن لم يتولنا لم يرفع الله له عملا

86-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن القاسم بن سليمان عن سماعة بن مهران عن أبي عبد الله ع في قول الله عز و جل يؤتكم كفلين من رحمته قال الحسن و الحسين و يجعل لكم نورا تمشون به قال إمام تأتمون به

87-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن القاسم بن محمد الجوهري عن بعض أصحابه عن أبي عبد الله ع في قوله و يستنبئونك أ حق هو قال ما تقول في علي قل إي و ربي إنه لحق و ما أنتم بمعجزين

88-  علي بن محمد عن سهل بن زياد عن محمد بن سليمان الديلمي عن أبيه عن أبان بن تغلب عن أبي عبد الله ع قال قلت له جعلت فداك قوله فلا اقتحم العقبة فقال من أكرمه الله بولايتنا فقد جاز العقبة و نحن تلك العقبة التي من اقتحمها نجا قال فسكت فقال لي فهلا أفيدك حرفا خير لك من الدنيا و ما فيها قلت بلى جعلت فداك قال قوله فك رقبة ثم قال الناس كلهم عبيد النار غيرك و أصحابك فإن الله فك رقابكم من النار بولايتنا أهل البيت

89-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن سماعة عن أبي عبد الله ع في قول الله جل و عز و أوفوا بعهدي قال بولاية أمير المؤمنين ع أوف بعهدكم أوف لكم بالجنة

90-  محمد بن يحيى عن سلمة بن الخطاب عن الحسن بن عبد الرحمن عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع في قول الله عز و جل و إذا تتلى عليهم آياتنا بينات قال الذين كفروا للذين آمنوا أي الفريقين خير مقاما و أحسن نديا قال كان رسول الله ص دعا قريشا إلى ولايتنا فنفروا و أنكروا فقال الذين كفروا من قريش للذين آمنوا الذين أقروا لأمير المؤمنين و لنا أهل البيت أي الفريقين خير مقاما و أحسن نديا تعييرا منهم فقال الله ردا عليهم و كم أهلكنا قبلهم من قرن من الأمم السالفة هم أحسن أثاثا و رءيا قلت قوله من كان في الضلالة فليمدد له الرحمن مدا قال كلهم كانوا في الضلالة لا يؤمنون بولاية أمير المؤمنين ع و لا بولايتنا فكانوا ضالين مضلين فيمد لهم في ضلالتهم و طغيانهم حتى يموتوا فيصيرهم الله شرا مكانا و أضعف جندا قلت قوله حتى إذا رأوا ما يوعدون إما العذاب و إما الساعة فسيعلمون من هو شر مكانا و أضعف جندا قال أما قوله حتى إذا رأوا ما يوعدون فهو خروج القائم و هو الساعة فسيعلمون ذلك اليوم و ما نزل بهم من الله على يدي قائمه فذلك قوله من هو شر مكانا يعني عند القائم و أضعف جندا قلت قوله و يزيد الله الذين اهتدوا هدى قال يزيدهم ذلك اليوم هدى على هدى باتباعهم القائم حيث لا يجحدونه و لا ينكرونه قلت قوله لا يملكون الشفاعة إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا قال إلا من دان الله بولاية أمير المؤمنين و الأئمة من بعده فهو العهد عند الله قلت قوله إن الذين آمنوا و عملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا قال ولاية أمير المؤمنين هي الود الذي قال الله تعالى قلت فإنما يسرناه بلسانك لتبشر به المتقين و تنذر به قوما لدا قال إنما يسره الله على لسانه حين أقام أمير المؤمنين ع علما فبشر به المؤمنين و أنذر به الكافرين و هم الذين ذكرهم الله في كتابه لدا أي كفارا قال و سألته عن قول الله لتنذر قوما ما أنذر آباؤهم فهم غافلون قال لتنذر القوم الذين أنت فيهم كما أنذر آباؤهم فهم غافلون عن الله و عن رسوله و عن وعيده لقد حق القول على أكثرهم ممن لا يقرون بولاية أمير المؤمنين ع و الأئمة من بعده فهم لا يؤمنون بإمامة أمير المؤمنين و الأوصياء من بعده فلما لم يقروا كانت عقوبتهم ما ذكر الله إنا جعلنا في أعناقهم أغلالا فهي إلى الأذقان فهم مقمحون في نار جهنم ثم قال و جعلنا من بين أيديهم سدا و من خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون عقوبة منه لهم حيث أنكروا ولاية أمير المؤمنين ع و الأئمة من بعده هذا في الدنيا و في الآخرة في نار جهنم مقمحون ثم قال يا محمد و سواء عليهم أ أنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون بالله و بولاية علي و من بعده ثم قال إنما تنذر من اتبع الذكر يعني أمير المؤمنين ع و خشي الرحمن بالغيب فبشره يا محمد بمغفرة و أجر كريم

91-  علي بن محمد عن بعض أصحابنا عن ابن محبوب عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن الماضي ع قال سألته عن قول الله عز و جل يريدون ليطفؤا نور الله بأفواههم قال يريدون ليطفئوا ولاية أمير المؤمنين ع بأفواههم قلت و الله متم نوره قال و الله متم الإمامة لقوله عز و جل الذين فآمنوا بالله و رسوله و النور الذي أنزلنا فالنور هو الإمام قلت هو الذي أرسل رسوله بالهدى و دين الحق قال هو الذي أمر رسوله بالولاية لوصيه و الولاية هي دين الحق قلت ليظهره على الدين كله قال يظهره على جميع الأديان عند قيام القائم قال يقول الله و الله متم نوره ولاية القائم و لو كره الكافرون بولاية علي قلت هذا تنزيل قال نعم أما هذا الحرف فتنزيل و أما غيره فتأويل قلت ذلك بأنهم آمنوا ثم كفروا قال إن الله تبارك و تعالى سمى من لم يتبع رسوله في ولاية وصيه منافقين و جعل من جحد وصيه إمامته كمن جحد محمدا و أنزل بذلك قرآنا فقال يا محمد إذا جاءك المنافقون بولاية وصيك قالوا نشهد إنك لرسول الله و الله يعلم إنك لرسوله و الله يشهد إن المنافقين بولاية علي لكاذبون. اتخذوا أيمانهم جنة فصدوا عن سبيل الله و السبيل هو الوصي إنهم ساء ما كانوا يعملون ذلك بأنهم آمنوا برسالتك و كفروا بولاية وصيك فطبع الله على قلوبهم فهم لا يفقهون قلت ما معنى لا يفقهون قال يقول لا يعقلون بنبوتك قلت و إذا قيل لهم تعالوا يستغفر لكم رسول الله قال و إذا قيل لهم ارجعوا إلى ولاية علي يستغفر لكم النبي من ذنوبكم لووا رؤسهم قال الله و رأيتهم يصدون عن ولاية علي و هم مستكبرون عليه ثم عطف القول من الله بمعرفته بهم فقال سواء عليهم أستغفرت لهم أم لم تستغفر لهم لن يغفر الله لهم إن الله لا يهدي القوم الفاسقين يقول الظالمين لوصيك قلت أ فمن يمشي مكبا على وجهه أهدى أمن يمشي سويا على صراط مستقيم قال إن الله ضرب مثل من حاد عن ولاية علي كمن يمشي على وجهه لا يهتدي لأمره و جعل من تبعه سويا على صراط مستقيم و الصراط المستقيم أمير المؤمنين ع قال قلت قوله إنه لقول رسول كريم قال يعني جبرئيل عن الله في ولاية علي ع قال قلت و ما هو بقول شاعر قليلا ما تؤمنون قال قالوا إن محمدا كذاب على ربه و ما أمره الله بهذا في علي فأنزل الله بذلك قرآنا فقال إن ولاية علي تنزيل من رب العالمين. و لو تقول علينا محمد بعض الأقاويل. لأخذنا منه باليمين. ثم لقطعنا منه الوتين ثم عطف القول فقال إن ولاية علي لتذكرة للمتقين للعالمين و إنا لنعلم أن منكم مكذبين. و إن عليا لحسرة على الكافرين. و إن ولايته لحق اليقين. فسبح يا محمد باسم ربك العظيم يقول اشكر ربك العظيم الذي أعطاك هذا الفضل قلت قوله لما سمعنا الهدى آمنا به قال الهدى الولاية آمنا بمولانا فمن آمن بولاية مولاه فلا يخاف بخسا و لا رهقا قلت تنزيل قال لا تأويل قلت

 قوله لا أملك لكم ضرا و لا رشدا قال إن رسول الله ص دعا الناس إلى ولاية علي فاجتمعت إليه قريش فقالوا يا محمد أعفنا من هذا فقال لهم رسول الله ص هذا إلى الله ليس إلي فاتهموه و خرجوا من عنده فأنزل الله قل إني لا أملك لكم ضرا و لا رشدا. قل إني لن يجيرني من الله إن عصيته أحد و لن أجد من دونه ملتحدا إلا بلاغا من الله و رسالاته في علي قلت هذا تنزيل قال نعم ثم قال توكيدا و من يعص الله و رسوله في ولاية علي فإن له نار جهنم خالدين فيها أبدا قلت حتى إذا رأوا ما يوعدون فسيعلمون من أضعف ناصرا و أقل عددا يعني بذلك القائم و أنصاره قلت و اصبر على ما يقولون قال يقولون فيك و اهجرهم هجرا جميلا. و ذرني يا محمد و المكذبين بوصيك أولي النعمة و مهلهم قليلا قلت إن هذا تنزيل قال نعم قلت ليستيقن الذين أوتوا الكتاب قال يستيقنون أن الله و رسوله و وصيه حق قلت و يزداد الذين آمنوا إيمانا قال و يزدادون بولاية الوصي إيمانا قلت و لا يرتاب الذين أوتوا الكتاب و المؤمنون قال بولاية علي ع قلت ما هذا الارتياب قال يعني بذلك أهل الكتاب و المؤمنين الذين ذكر الله فقال و لا يرتابون في الولاية قلت و ما هي إلا ذكرى للبشر قال نعم ولاية علي ع قلت إنها لإحدى الكبر قال الولاية قلت لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر قال من تقدم إلى ولايتنا أخر عن سقر و من تأخر عنا تقدم إلى سقر إلا أصحاب اليمين قال هم و الله شيعتنا قلت لم نك من المصلين قال إنا لم نتول وصي محمد و الأوصياء من بعده و لا يصلون عليهم قلت فما لهم عن التذكرة معرضين قال عن الولاية معرضين قلت كلا إنها تذكرة قال الولاية قلت قوله يوفون بالنذر قال يوفون لله بالنذر الذي أخذ عليهم في الميثاق من ولايتنا قلت إنا نحن نزلنا عليك القرآن تنزيلا قال بولاية علي ع تنزيلا قلت هذا تنزيل قال نعم ذا تأويل قلت إن هذه تذكرة قال الولاية قلت يدخل من يشاء في رحمته قال في ولايتنا قال و الظالمين أعد لهم عذابا أليما أ لا ترى أن الله يقول و ما ظلمونا و لكن كانوا أنفسهم يظلمون قال إن الله أعز و أمنع من أن يظلم أو ينسب نفسه إلى ظلم و لكن الله خلطنا بنفسه فجعل ظلمنا ظلمه و ولايتنا ولايته ثم أنزل بذلك قرآنا على نبيه فقال و ما ظلمناهم و لكن كانوا أنفسهم يظلمون قلت هذا تنزيل قال نعم قلت ويل يومئذ للمكذبين قال يقول ويل للمكذبين يا محمد بما أوحيت إليك من ولاية علي بن أبي طالب ع أ لم نهلك الأولين. ثم نتبعهم الآخرين قال الأولين الذين كذبوا الرسل في طاعة الأوصياء كذلك نفعل بالمجرمين قال من أجرم إلى آل محمد و ركب من وصيه ما ركب قلت إن المتقين قال نحن و الله و شيعتنا ليس على ملة إبراهيم غيرنا و سائر الناس منها برآء قلت يوم يقوم الروح و الملائكة صفا لا يتكلمون الآية قال نحن و الله المأذون لهم يوم القيامة و القائلون صوابا قلت ما تقولون إذا تكلمتم قال نمجد ربنا و نصلي على نبينا و نشفع لشيعتنا فلا يردنا ربنا قلت كلا إن كتاب الفجار لفي سجين قال هم الذين فجروا في حق الأئمة و اعتدوا عليهم قلت ثم يقال هذا الذي كنتم به تكذبون قال يعني أمير المؤمنين قلت تنزيل قال نعم

92-  محمد بن يحيى عن سلمة بن الخطاب عن الحسين بن عبد الرحمن عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع في قول الله عز و جل و من أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا قال يعني به ولاية أمير المؤمنين ع قلت و نحشره يوم القيامة أعمى قال يعني أعمى البصر في الآخرة أعمى القلب في الدنيا عن ولاية أمير المؤمنين ع قال و هو متحير في القيامة يقول لم حشرتني أعمى و قد كنت بصيرا قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها قال الآيات الأئمة ع فنسيتها و كذلك اليوم تنسى يعني تركتها و كذلك اليوم تترك في النار كما تركت الأئمة ع فلم تطع أمرهم و لم تسمع قولهم قلت و كذلك نجزي من أسرف و لم يؤمن بآيات ربه و لعذاب الآخرة أشد و أبقى قال يعني من أشرك بولاية أمير المؤمنين ع غيره و لم يؤمن بآيات ربه و ترك الأئمة معاندة فلم يتبع آثارهم و لم يتولهم قلت الله لطيف بعباده يرزق من يشاء قال ولاية أمير المؤمنين ع قلت من كان يريد حرث الآخرة قال معرفة أمير المؤمنين ع و الأئمة نزد له في حرثه قال نزيده منها قال يستوفي نصيبه من دولتهم و من كان يريد حرث الدنيا نؤته منها و ما له في الآخرة من نصيب قال ليس له في دولة الحق مع القائم نصيب

باب فيه نتف و جوامع من الرواية في الولاية

1-  محمد بن يعقوب الكليني عن محمد بن الحسن و علي بن محمد عن سهل بن زياد عن ابن محبوب عن ابن رئاب عن بكير بن أعين قال كان أبو جعفر ع يقول إن الله أخذ ميثاق شيعتنا بالولاية و هم ذر يوم أخذ الميثاق على الذر و الإقرار له بالربوبية و لمحمد ص بالنبوة

2-  محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن محمد بن إسماعيل بن بزيع عن صالح بن عقبة عن عبد الله بن محمد الجعفري عن أبي جعفر ع و عن عقبة عن أبي جعفر ع قال إن الله خلق الخلق فخلق ما أحب مما أحب و كان ما أحب أن خلقه من طينة الجنة و خلق ما أبغض مما أبغض و كان ما أبغض أن خلقه من طينة النار ثم بعثهم في الظلال فقلت و أي شي‏ء الظلال قال أ لم تر إلى ظلك في الشمس شي‏ء و ليس بشي‏ء ثم بعث الله فيهم النبيين يدعونهم إلى الإقرار بالله و هو قوله و لئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله ثم دعاهم إلى الإقرار بالنبيين فأقر بعضهم و أنكر بعضهم ثم دعاهم إلى ولايتنا فأقر بها و الله من أحب و أنكرها من أبغض و هو قوله فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا به من قبل ثم قال أبو جعفر ع كان التكذيب ثم

3-  محمد بن يحيى عن سلمة بن الخطاب عن علي بن سيف عن العباس بن عامر عن أحمد بن رزق الغمشاني عن محمد بن عبد الرحمن عن أبي عبد الله ع قال ولايتنا ولاية الله التي لم يبعث نبيا قط إلا بها

4-  محمد بن يحيى عن عبد الله بن محمد بن عيسى عن محمد بن عبد الحميد عن يونس بن يعقوب عن عبد الأعلى قال سمعت أبا عبد الله ع يقول ما من نبي جاء قط إلا بمعرفة حقنا و تفضيلنا على من سوانا

5-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن إسماعيل بن بزيع عن محمد بن الفضيل عن أبي الصباح الكناني عن أبي جعفر ع قال سمعته يقول و الله إن في السماء لسبعين صفا من الملائكة لو اجتمع أهل الأرض كلهم يحصون عدد كل صف منهم ما أحصوهم و إنهم ليدينون بولايتنا

6-  محمد عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن ع قال ولاية علي ع مكتوبة في جميع صحف الأنبياء و لن يبعث الله رسولا إلا بنبوة محمد ص و وصيه علي ع

7-  الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد بن جمهور قال حدثنا يونس عن حماد بن عثمان عن الفضيل بن يسار عن أبي جعفر ع قال إن الله عز و جل نصب عليا ع علما بينه و بين خلقه فمن عرفه كان مؤمنا و من أنكره كان كافرا و من جهله كان ضالا و من نصب معه شيئا كان مشركا و من جاء بولايته دخل الجنة

8-  الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الوشاء عن عبد الله بن سنان عن أبي حمزة قال سمعت أبا جعفر ع يقول إن عليا ع باب فتحه الله فمن دخله كان مؤمنا و من خرج منه كان كافرا و من لم يدخل فيه و لم يخرج منه كان في الطبقة الذين قال الله تبارك و تعالى لي فيهم المشيئة

9-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن ابن رئاب عن بكير بن أعين قال كان أبو جعفر ع يقول إن الله أخذ ميثاق شيعتنا بالولاية لنا و هم ذر يوم أخذ الميثاق على الذر بالإقرار له بالربوبية و لمحمد ص بالنبوة و عرض الله جل و عز على محمد ص أمته في الطين و هم أظلة و خلقهم من الطينة التي خلق منها آدم و خلق الله أرواح شيعتنا قبل أبدانهم بألفي عام و عرضهم عليه و عرفهم رسول الله ص و عرفهم عليا و نحن نعرفهم في لحن القول

باب في معرفتهم أولياءهم و التفويض إليهم

1-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن صالح بن سهل عن أبي عبد الله ع أن رجلا جاء إلى أمير المؤمنين ع و هو مع أصحابه فسلم عليه ثم قال له أنا و الله أحبك و أتولاك فقال له أمير المؤمنين ع كذبت قال بلى و الله إني أحبك و أتولاك فكرر ثلاثا فقال له أمير المؤمنين ع كذبت ما أنت كما قلت إن الله خلق الأرواح قبل الأبدان بألفي عام ثم عرض علينا المحب لنا فو الله ما رأيت روحك فيمن عرض فأين كنت فسكت الرجل عند ذلك و لم يراجعه

 و في رواية أخرى قال أبو عبد الله ع كان في النار

2-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن عمرو بن ميمون عن عمار بن مروان عن جابر عن أبي جعفر ع قال إنا لنعرف الرجل إذا رأيناه بحقيقة الإيمان و حقيقة النفاق

3-  أحمد بن إدريس و محمد بن يحيى عن الحسن بن علي الكوفي عن عبيس بن هشام عن عبد الله بن سليمان عن أبي عبد الله ع قال سألته عن الإمام فوض الله إليه كما فوض إلى سليمان بن داود فقال نعم و ذلك أن رجلا سأله عن مسألة فأجابه فيها و سأله آخر عن تلك المسألة فأجابه بغير جواب الأول ثم سأله آخر فأجابه بغير جواب الأولين ثم قال هذا عطاؤنا فامنن أو أعط بغير حساب و هكذا هي في قراءة علي ع قال قلت أصلحك الله فحين أجابهم بهذا الجواب يعرفهم الإمام قال سبحان الله أ ما تسمع الله يقول إن في ذلك لآيات للمتوسمين و هم الأئمة و إنها لبسبيل مقيم لا يخرج منها أبدا ثم قال لي نعم إن الإمام إذا أبصر إلى الرجل عرفه و عرف لونه و إن سمع كلامه من خلف حائط عرفه و عرف ما هو إن الله يقول و من آياته خلق السماوات و الأرض و اختلاف ألسنتكم و ألوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين و هم العلماء فليس يسمع شيئا من الأمر ينطق به إلا عرفه ناج أو هالك فلذلك يجيبهم بالذي يجيبهم

أبواب التاريخ

باب مولد النبي ص و وفاته

 ولد النبي ص لاثنتي عشرة ليلة مضت من شهر ربيع الأول في عام الفيل يوم الجمعة مع الزوال و روي أيضا عند طلوع الفجر قبل أن يبعث بأربعين سنة و حملت به أمه في أيام التشريق عند الجمرة الوسطى و كانت في منزل عبد الله بن عبد المطلب و ولدته في شعب أبي طالب في دار محمد بن يوسف في الزاوية القصوى عن يسارك و أنت داخل الدار و قد أخرجت الخيزران ذلك البيت فصيرته مسجدا يصلي الناس فيه و بقي بمكة بعد مبعثه ثلاث عشرة سنة ثم هاجر إلى المدينة و مكث بها عشر سنين ثم قبض ع لاثنتي عشرة ليلة مضت من ربيع الأول يوم الإثنين و هو ابن ثلاث و ستين سنة و توفي أبوه عبد الله بن عبد المطلب بالمدينة عند أخواله و هو ابن شهرين و ماتت أمه آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب و هو ع ابن أربع سنين و مات عبد المطلب و للنبي ص نحو ثمان سنين و تزوج خديجة و هو ابن بضع و عشرين سنة فولد له منها قبل مبعثه ع القاسم و رقية و زينب و أم كلثوم و ولد له بعد المبعث الطيب و الطاهر و فاطمة ع و روي أيضا أنه لم يولد بعد المبعث إلا فاطمة ع و أن الطيب و الطاهر ولدا قبل مبعثه و ماتت خديجة ع حين خرج رسول الله ص من الشعب و كان ذلك قبل الهجرة بسنة و مات أبو طالب بعد موت خديجة بسنة فلما فقدهما رسول الله ص شنأ المقام بمكة و دخله حزن شديد و شكا ذلك إلى جبرئيل ع فأوحى الله تعالى إليه اخرج من القرية الظالم أهلها فليس لك بمكة ناصر بعد أبي طالب و أمره بالهجرة

1-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن فضال عن عبد الله بن محمد بن أخي حماد الكاتب عن الحسين بن عبد الله قال قلت لأبي عبد الله ع كان رسول الله ص سيد ولد آدم فقال كان و الله سيد من خلق الله و ما برأ الله برية خيرا من محمد ص

2-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحجال عن حماد عن أبي عبد الله ع و ذكر رسول الله ص فقال قال أمير المؤمنين ع ما برأ الله نسمة خيرا من محمد ص

3-  أحمد بن إدريس عن الحسين بن عبد الله عن محمد بن عيسى و محمد بن عبد الله عن علي بن حديد عن مرازم عن أبي عبد الله ع قال قال الله تبارك و تعالى يا محمد إني خلقتك و عليا نورا يعني روحا بلا بدن قبل أن أخلق سماواتي و أرضي و عرشي و بحري فلم تزل تهللني و تمجدني ثم جمعت روحيكما فجعلتهما واحدة فكانت تمجدني و تقدسني و تهللني ثم قسمتها ثنتين و قسمت الثنتين ثنتين فصارت أربعة محمد واحد و علي واحد و الحسن و الحسين ثنتان ثم خلق الله فاطمة من نور ابتدأها روحا بلا بدن ثم مسحنا بيمينه فأفضى نوره فينا

4-  أحمد عن الحسين عن محمد بن عبد الله عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة قال سمعت أبا جعفر ع يقول أوحى الله تعالى إلى محمد ص أني خلقتك و لم تك شيئا و نفخت فيك من روحي كرامة مني أكرمتك بها حين أوجبت لك الطاعة على خلقي جميعا فمن أطاعك فقد أطاعني و من عصاك فقد عصاني و أوجبت ذلك في علي و في نسله ممن اختصصته منهم لنفسي

5-  الحسين بن محمد الأشعري عن معلى بن محمد عن أبي الفضل عبد الله بن إدريس عن محمد بن سنان قال كنت عند أبي جعفر الثاني ع فأجريت اختلاف الشيعة فقال يا محمد إن الله تبارك و تعالى لم يزل متفردا بوحدانيته ثم خلق محمدا و عليا و فاطمة فمكثوا ألف دهر ثم خلق جميع الأشياء فأشهدهم خلقها و أجرى طاعتهم عليها و فوض أمورها إليهم فهم يحلون ما يشاءون و يحرمون ما يشاءون و لن يشاءوا إلا أن يشاء الله تبارك و تعالى ثم قال يا محمد هذه الديانة التي من تقدمها مرق و من تخلف عنها محق و من لزمها لحق خذها إليك يا محمد

6-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن صالح بن سهل عن أبي عبد الله ع أن بعض قريش قال لرسول الله ص بأي شي‏ء سبقت الأنبياء و أنت بعثت آخرهم و خاتمهم قال إني كنت أول من آمن بربي و أول من أجاب حين أخذ الله ميثاق النبيين و أشهدهم على أنفسهم أ لست بربكم قالوا بلى فكنت أنا أول نبي قال بلى فسبقتهم بالإقرار بالله

7-  علي بن محمد عن سهل بن زياد عن محمد بن علي بن إبراهيم عن علي بن حماد عن المفضل قال قلت لأبي عبد الله ع كيف كنتم حيث كنتم في الأظلة فقال يا مفضل كنا عند ربنا ليس عنده أحد غيرنا في ظلة خضراء نسبحه و نقدسه و نهلله و نمجده و ما من ملك مقرب و لا ذي روح غيرنا حتى بدا له في خلق الأشياء فخلق ما شاء كيف شاء من الملائكة و غيرهم ثم أنهى علم ذلك إلينا

8-  سهل بن زياد عن محمد بن الوليد قال سمعت يونس بن يعقوب عن سنان بن طريف عن أبي عبد الله ع يقول قال إنا أول أهل بيت نوه الله بأسمائنا إنه لما خلق السماوات و الأرض أمر مناديا فنادى أشهد أن لا إله إلا الله ثلاثا أشهد أن محمدا رسول الله ثلاثا أشهد أن عليا أمير المؤمنين حقا ثلاثا

9-  أحمد بن إدريس عن الحسين بن عبد الله الصغير عن محمد بن إبراهيم الجعفري عن أحمد بن علي بن محمد بن عبد الله بن عمر بن علي بن أبي طالب ع عن أبي عبد الله ع قال إن الله كان إذ لا كان فخلق الكان و المكان و خلق نور الأنوار الذي نورت منه الأنوار و أجرى فيه من نوره الذي نورت منه الأنوار و هو النور الذي خلق منه محمدا و عليا فلم يزالا نورين أولين إذ لا شي‏ء كون قبلهما فلم يزالا يجريان طاهرين مطهرين في الأصلاب الطاهرة حتى افترقا في أطهر طاهرين في عبد الله و أبي طالب ع

10-  الحسين عن محمد بن عبد الله عن محمد بن سنان عن المفضل عن جابر بن يزيد قال قال لي أبو جعفر ع يا جابر إن الله أول ما خلق خلق محمدا ص و عترته الهداة المهتدين فكانوا أشباح نور بين يدي الله قلت و ما الأشباح قال ظل النور أبدان نورانية بلا أرواح و كان مؤيدا بروح واحدة و هي روح القدس فبه كان يعبد الله و عترته و لذلك خلقهم حلماء علماء بررة أصفياء يعبدون الله بالصلاة و الصوم و السجود و التسبيح و التهليل و يصلون الصلوات و يحجون و يصومون

11-  علي بن محمد و غيره عن سهل بن زياد عن محمد بن الوليد شباب الصيرفي عن مالك بن إسماعيل النهدي عن عبد السلام بن حارث عن سالم بن أبي حفصة العجلي عن أبي جعفر ع قال كان في رسول الله ص ثلاثة لم تكن في أحد غيره لم يكن له في‏ء و كان لا يمر في طريق فيمر فيه بعد يومين أو ثلاثة إلا عرف أنه قد مر فيه لطيب عرفه و كان لا يمر بحجر و لا بشجر إلا سجد له

12-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن حماد بن عثمان عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال لما عرج برسول الله ص انتهى به جبرئيل إلى مكان فخلى عنه فقال له يا جبرئيل تخليني على هذه الحالة فقال امضه فو الله لقد وطئت مكانا ما وطئه بشر و ما مشى فيه بشر قبلك

13-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن القاسم بن محمد الجوهري عن علي بن أبي حمزة قال سأل أبو بصير أبا عبد الله ع و أنا حاضر فقال جعلت فداك كم عرج برسول الله ص فقال مرتين فأوقفه جبرئيل موقفا فقال له مكانك يا محمد فلقد وقفت موقفا ما وقفه ملك قط و لا نبي إن ربك يصلي فقال يا جبرئيل و كيف يصلي قال يقول سبوح قدوس أنا رب الملائكة و الروح سبقت رحمتي غضبي فقال اللهم عفوك عفوك قال و كان كما قال الله قاب قوسين أو أدنى فقال له أبو بصير جعلت فداك ما قاب قوسين أو أدنى قال ما بين سيتها إلى رأسها فقال كان بينهما حجاب يتلألأ يخفق و لا أعلمه إلا و قد قال زبرجد فنظر في مثل سم الإبرة إلى ما شاء الله من نور العظمة فقال الله تبارك و تعالى يا محمد قال لبيك ربي قال من لأمتك من بعدك قال الله أعلم قال علي بن أبي طالب أمير المؤمنين و سيد المسلمين و قائد الغر المحجلين قال ثم قال أبو عبد الله ع لأبي بصير يا أبا محمد و الله ما جاءت ولاية علي ع من الأرض و لكن جاءت من السماء مشافهة

14-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن علي بن سيف عن عمرو بن شمر عن جابر قال قلت لأبي جعفر ع صف لي نبي الله ع قال كان نبي الله ع أبيض مشرب حمرة أدعج العينين مقرون الحاجبين شثن الأطراف كأن الذهب أفرغ على براثنه عظيم مشاشة المنكبين إذا التفت يلتفت جميعا من شدة استرساله سربته سائلة من لبته إلى سرته كأنها وسط الفضة المصفاة و كأن عنقه إلى كاهله إبريق فضة يكاد أنفه إذا شرب أن يرد الماء و إذا مشى تكفأ كأنه ينزل في صبب لم ير مثل نبي الله قبله و لا بعده ص

15-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن ابن فضال عن أبي جميلة عن محمد الحلبي عن أبي عبد الله ع قال إن رسول الله ص قال إن الله مثل لي أمتي في الطين و علمني أسماءهم كما علم آدم الأسماء كلها فمر بي أصحاب الرايات فاستغفرت لعلي و شيعته إن ربي وعدني في شيعة علي خصلة قيل يا رسول الله و ما هي قال المغفرة لمن آمن منهم و أن لا يغادر منهم صغيرة و لا كبيرة و لهم تبدل السيئات حسنات

16-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن الحسن بن سيف عن أبيه عمن ذكره عن أبي عبد الله ع قال خطب رسول الله ص الناس ثم رفع يده اليمنى قابضا على كفه ثم قال أ تدرون أيها الناس ما في كفي قالوا الله و رسوله أعلم فقال فيها أسماء أهل الجنة و أسماء آبائهم و قبائلهم إلى يوم القيامة ثم رفع يده الشمال فقال أيها الناس أ تدرون ما في كفي قالوا الله و رسوله أعلم فقال أسماء أهل النار و أسماء آبائهم و قبائلهم إلى يوم القيامة ثم قال حكم الله و عدل حكم الله و عدل فريق في الجنة و فريق في السعير

17-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن إسحاق بن غالب عن أبي عبد الله ع في خطبة له خاصة يذكر فيها حال النبي و الأئمة ع و صفاتهم فلم يمنع ربنا لحلمه و أناته و عطفه ما كان من عظيم جرمهم و قبيح أفعالهم أن انتجب لهم أحب أنبيائه إليه و أكرمهم عليه محمد بن عبد الله ع في حومة العز مولده و في دومة الكرم محتده غير مشوب حسبه و لا ممزوج نسبه و لا مجهول عند أهل العلم صفته بشرت به الأنبياء في كتبها و نطقت به العلماء بنعتها و تأملته الحكماء بوصفها مهذب لا يدانى هاشمي لا يوازى أبطحي لا يسامى شيمته الحياء و طبيعته السخاء مجبول على أوقار النبوة و أخلاقها مطبوع على أوصاف الرسالة و أحلامها إلى أن انتهت به أسباب مقادير الله إلى أوقاتها و جرى بأمر الله القضاء فيه إلى نهاياتها أداه محتوم قضاء الله إلى غاياتها تبشر به كل أمة من بعدها و يدفعه كل أب إلى أب من ظهر إلى ظهر لم يخلطه في عنصره سفاح و لم ينجسه في ولادته نكاح من لدن آدم إلى أبيه عبد الله في خير فرقة و أكرم سبط و أمنع رهط و أكلإ حمل و أودع حجر اصطفاه الله و ارتضاه و اجتباه و آتاه من العلم مفاتيحه و من الحكم ينابيعه ابتعثه رحمة للعباد و ربيعا للبلاد و أنزل الله إليه الكتاب فيه البيان و التبيان قرآنا عربيا غير ذي عوج لعلهم يتقون قد بينه للناس و نهجه بعلم قد فصله و دين قد أوضحه و فرائض قد أوجبها و حدود حدها للناس و بينها و أمور قد كشفها لخلقه و أعلنها فيها دلالة إلى النجاة و معالم تدعو إلى هداه فبلغ رسول الله ص ما أرسل به و صدع بما أمر و أدى ما حمل من أثقال النبوة و صبر لربه و جاهد في سبيله و نصح لأمته و دعاهم إلى النجاة و حثهم على الذكر و دلهم على سبيل الهدى بمناهج و دواع أسس للعباد أساسها و منار رفع لهم أعلامها كيلا يضلوا من بعده و كان بهم رءوفا رحيما

18-  محمد بن يحيى عن سعد بن عبد الله عن جماعة من أصحابنا عن أحمد بن هلال عن أمية بن علي القيسي قال حدثني درست بن أبي منصور أنه سأل أبا الحسن الأول ع أ كان رسول الله ص محجوجا بأبي طالب فقال لا و لكنه كان مستودعا للوصايا فدفعها إليه ص قال قلت فدفع إليه الوصايا على أنه محجوج به فقال لو كان محجوجا به ما دفع إليه الوصية قال فقلت فما كان حال أبي طالب قال أقر بالنبي و بما جاء به و دفع إليه الوصايا و مات من يومه

19-  الحسين بن محمد الأشعري عن معلى بن محمد عن منصور بن العباس عن علي بن أسباط عن يعقوب بن سالم عن رجل عن أبي جعفر ع قال لما قبض رسول الله ص بات آل محمد ع بأطول ليلة حتى ظنوا أن لا سماء تظلهم و لا أرض تقلهم لأن رسول الله ص وتر الأقربين و الأبعدين في الله فبينا هم كذلك إذ أتاهم آت لا يرونه و يسمعون كلامه فقال السلام عليكم أهل البيت و رحمة الله و بركاته إن في الله عزاء من كل مصيبة و نجاة من كل هلكة و دركا لما فات كل نفس ذائقة الموت و إنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار و أدخل الجنة فقد فاز و ما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور إن الله اختاركم و فضلكم و طهركم و جعلكم أهل بيت نبيه و استودعكم علمه و أورثكم كتابه و جعلكم تابوت علمه و عصا عزه و ضرب لكم مثلا من نوره و عصمكم من الزلل و آمنكم من الفتن فتعزوا بعزاء الله فإن الله لم ينزع منكم رحمته و لن يزيل عنكم نعمته فأنتم أهل الله عز و جل الذين بهم تمت النعمة و اجتمعت الفرقة و ائتلفت الكلمة و أنتم أولياؤه فمن تولاكم فاز و من ظلم حقكم زهق مودتكم من الله واجبة في كتابه على عباده المؤمنين ثم الله على نصركم إذا يشاء قدير فاصبروا لعواقب الأمور فإنها إلى الله تصير قد قبلكم الله من نبيه وديعة و استودعكم أولياءه المؤمنين في الأرض فمن أدى أمانته آتاه الله صدقه فأنتم الأمانة المستودعة و لكم المودة الواجبة و الطاعة المفروضة و قد قبض رسول الله ص و قد أكمل لكم الدين و بين لكم سبيل المخرج فلم يترك لجاهل حجة فمن جهل أو تجاهل أو أنكر أو نسي أو تناسى فعلى الله حسابه و الله من وراء حوائجكم و أستودعكم الله و السلام عليكم فسألت أبا جعفر ع ممن أتاهم التعزية فقال من الله تبارك و تعالى

20-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن محمد بن سنان عن ابن مسكان عن إسماعيل بن عمار عن أبي عبد الله ع قال كان رسول الله ص إذا رئي في الليلة الظلماء رئي له نور كأنه شقة قمر

21-  أحمد بن إدريس عن الحسين بن عبيد الله عن أبي عبد الله الحسين الصغير عن محمد بن إبراهيم الجعفري عن أحمد بن علي بن محمد بن عبد الله بن عمر بن علي بن أبي طالب عن أبي عبد الله ع و محمد بن يحيى عن سعد بن عبد الله عن يعقوب بن يزيد عن ابن فضال عن بعض رجاله عن أبي عبد الله ع قال نزل جبرئيل ع على النبي ص فقال يا محمد إن ربك يقرئك السلام و يقول إني قد حرمت النار على صلب أنزلك و بطن حملك و حجر كفلك فالصلب صلب أبيك عبد الله بن عبد المطلب و البطن الذي حملك فآمنة بنت وهب و أما حجر كفلك فحجر أبي طالب

 و في رواية ابن فضال و فاطمة بنت أسد

22-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن أبي عمير عن جميل بن دراج عن زرارة بن أعين عن أبي عبد الله ع قال يحشر عبد المطلب يوم القيامة أمة واحدة عليه سيماء الأنبياء و هيبة الملوك

23-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن عبد الله بن عبد الرحمن الأصم عن الهيثم بن واقد عن مقرن عن أبي عبد الله ع قال إن عبد المطلب أول من قال بالبداء يبعث يوم القيامة أمة وحده عليه بهاء الملوك و سيماء الأنبياء

24-  بعض أصحابنا عن ابن جمهور عن أبيه عن ابن محبوب عن ابن رئاب عن عبد الرحمن بن الحجاج و عن محمد بن سنان عن المفضل بن عمر جميعا عن أبي عبد الله ع قال يبعث عبد المطلب أمة وحده عليه بهاء الملوك و سيماء الأنبياء و ذلك أنه أول من قال بالبداء قال و كان عبد المطلب أرسل رسول الله ص إلى رعاته في إبل قد ندت له فجمعها فأبطأ عليه فأخذ بحلقة باب الكعبة و جعل يقول يا رب أ تهلك آلك إن تفعل فأمر ما بدا لك فجاء رسول الله ص بالإبل و قد وجه عبد المطلب في كل طريق و في كل شعب في طلبه و جعل يصيح يا رب أ تهلك آلك إن تفعل فأمر ما بدا لك و لما رأى رسول الله ص أخذه فقبله و قال يا بني لا وجهتك بعد هذا في شي‏ء فإني أخاف أن تغتال فتقتل

25-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن أبي عمير عن محمد بن حمران عن أبان بن تغلب قال قال أبو عبد الله ع لما أن وجه صاحب الحبشة بالخيل و معهم الفيل ليهدم البيت مروا بإبل لعبد المطلب فساقوها فبلغ ذلك عبد المطلب فأتى صاحب الحبشة فدخل الآذن فقال هذا عبد المطلب بن هاشم قال و ما يشاء قال الترجمان جاء في إبل له ساقوها يسألك ردها فقال ملك الحبشة لأصحابه هذا رئيس قوم و زعيمهم جئت إلى بيته الذي يعبده لأهدمه و هو يسألني إطلاق إبله أما لو سألني الإمساك عن هدمه لفعلت ردوا عليه إبله فقال عبد المطلب لترجمانه ما قال لك الملك فأخبره فقال عبد المطلب أنا رب الإبل و لهذا البيت رب يمنعه فردت إليه إبله و انصرف عبد المطلب نحو منزله فمر بالفيل في منصرفه فقال للفيل يا محمود فحرك الفيل رأسه فقال له أ تدري لم جاءوا بك فقال الفيل برأسه لا فقال عبد المطلب جاءوا بك لتهدم بيت ربك أ فتراك فاعل ذلك فقال برأسه لا فانصرف عبد المطلب إلى منزله فلما أصبحوا غدوا به لدخول الحرم فأبى و امتنع عليهم فقال عبد المطلب لبعض مواليه عند ذلك اعل الجبل فانظر ترى شيئا فقال أرى سوادا من قبل البحر فقال له يصيبه بصرك أجمع فقال له لا و لأوشك أن يصيب فلما أن قرب قال هو طير كثير و لا أعرفه يحمل كل طير في منقاره حصاة مثل حصاة الخذف أو دون حصاة الخذف فقال عبد المطلب و رب عبد المطلب ما تريد إلا القوم حتى لما صاروا فوق رءوسهم أجمع ألقت الحصاة فوقعت كل حصاة على هامة رجل فخرجت من دبره فقتلته فما انفلت منهم إلا رجل واحد يخبر الناس فلما أن أخبرهم ألقت عليه حصاة فقتلته

26-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن رفاعة عن أبي عبد الله ع قال كان عبد المطلب يفرش له بفناء الكعبة لا يفرش لأحد غيره و كان له ولد يقومون على رأسه فيمنعون من دنا منه فجاء رسول الله ص و هو طفل يدرج حتى جلس على فخذيه فأهوى بعضهم إليه لينحيه عنه فقال له عبد المطلب دع ابني فإن الملك قد أتاه

27-  محمد بن يحيى عن سعد بن عبد الله عن إبراهيم بن محمد الثقفي عن علي بن المعلى عن أخيه محمد عن درست بن أبي منصور عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال لما ولد النبي ص مكث أياما ليس له لبن فألقاه أبو طالب على ثدي نفسه فأنزل الله فيه لبنا فرضع منه أياما حتى وقع أبو طالب على حليمة السعدية فدفعه إليها

28-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله ع قال إن مثل أبي طالب مثل أصحاب الكهف أسروا الإيمان و أظهروا الشرك فآتاهم الله أجرهم مرتين

29-  الحسين بن محمد و محمد بن يحيى عن أحمد بن إسحاق عن بكر بن محمد الأزدي عن إسحاق بن جعفر عن أبيه ع قال قيل له إنهم يزعمون أن أبا طالب كان كافرا فقال كذبوا كيف يكون كافرا و هو يقول  

أ لم تعلموا أنا وجدنا محمدا نبيا كموسى خط في أول الكتب

و في حديث آخر كيف يكون أبو طالب كافرا و هو يقول

لقد علموا أن ابننا لا مكذب لدينا و لا يعبأ بقيل الأباطل‏و أبيض يستسقى الغمام بوجهه ثمال اليتامى عصمة للأرامل

30-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن الحكم عن أبي عبد الله ع قال بينا النبي ص في المسجد الحرام و عليه ثياب له جدد فألقى المشركون عليه سلى ناقة فملئوا ثيابه بها فدخله من ذلك ما شاء الله فذهب إلى أبي طالب فقال له يا عم كيف ترى حسبي فيكم فقال له و ما ذاك يا ابن أخي فأخبره الخبر فدعا أبو طالب حمزة و أخذ السيف و قال لحمزة خذ السلى ثم توجه إلى القوم و النبي معه فأتى قريشا و هم حول الكعبة فلما رأوه عرفوا الشر في وجهه ثم قال لحمزة أمر السلى على سبالهم ففعل ذلك حتى أتى على آخرهم ثم التفت أبو طالب إلى النبي ص فقال يا ابن أخي هذا حسبك فينا

31-  علي عن أبيه عن ابن أبي نصر عن إبراهيم بن محمد الأشعري عن عبيد بن زرارة عن أبي عبد الله ع قال لما توفي أبو طالب نزل جبرئيل على رسول الله ص فقال يا محمد اخرج من مكة فليس لك فيها ناصر و ثارت قريش بالنبي ص فخرج هاربا حتى جاء إلى جبل بمكة يقال له الحجون فصار إليه

32-  علي بن محمد بن عبد الله و محمد بن يحيى عن محمد بن عبد الله رفعه عن أبي عبد الله ع قال إن أبا طالب أسلم بحساب الجمل قال بكل لسان

33-  محمد بن يحيى عن أحمد و عبد الله ابني محمد بن عيسى عن أبيهما عن عبد الله بن المغيرة عن إسماعيل بن أبي زياد عن أبي عبد الله ع قال أسلم أبو طالب بحساب الجمل و عقد بيده ثلاثا و ستين

 -  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن فضال عن الحسين بن علوان الكلبي عن علي بن الحزور الغنوي عن أصبغ بن نباتة الحنظلي قال رأيت أمير المؤمنين ع يوم افتتح البصرة و ركب بغلة رسول الله ص ثم قال أيها الناس أ لا أخبركم بخير الخلق يوم يجمعهم الله فقام إليه أبو أيوب الأنصاري فقال بلى يا أمير المؤمنين حدثنا فإنك كنت تشهد و نغيب فقال إن خير الخلق يوم يجمعهم الله سبعة من ولد عبد المطلب لا ينكر فضلهم إلا كافر و لا يجحد به إلا جاحد فقام عمار بنياسر رحمه الله فقال يا أمير المؤمنين سمهم لنا لنعرفهم فقال إن خير الخلق يوم يجمعهم الله الرسل و إن أفضل الرسل محمد ص و إن أفضل كل أمة بعد نبيها وصي نبيها حتى يدركه نبي ألا و إن أفضل الأوصياء وصي محمد عليه و آله السلام ألا و إن أفضل الخلق بعد الأوصياء الشهداء ألا و إن أفضل الشهداء حمزة بن عبد المطلب و جعفر بن أبي طالب له جناحان خضيبان يطير بهما في الجنة لم ينحل أحد من هذه الأمة جناحان غيره شي‏ء كرم الله به محمدا ص و شرفه و السبطان الحسن و الحسين و المهدي ع يجعله الله من شاء منا أهل البيت ثم تلا هذه الآية و من يطع الله و الرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين و الصديقين و الشهداء و الصالحين و حسن أولئك رفيقا. ذلك الفضل من الله و كفى بالله عليما

35-  محمد بن الحسين عن سهل بن زياد عن ابن فضال عن علي بن النعمان عن أبي مريم الأنصاري عن أبي جعفر ع قال قلت له كيف كانت الصلاة على النبي ص قال لما غسله أمير المؤمنين ع و كفنه سجاه ثم أدخل عليه عشرة فداروا حوله ثم وقف أمير المؤمنين ع في وسطهم فقال إن الله و ملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه و سلموا تسليما فيقول القوم كما يقول حتى صلى عليه أهل المدينة و أهل العوالي

36-  محمد بن يحيى عن سلمة بن الخطاب عن علي بن سيف عن أبي المغراء عن عقبة بن بشير عن أبي جعفر ع قال قال النبي ص لعلي ع يا علي ادفني في هذا المكان و ارفع قبري من الأرض أربع أصابع و رش عليه من الماء

37-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حماد عن الحلبي عن أبي عبد الله ع قال أتى العباس أمير المؤمنين ع فقال يا علي إن الناس قد اجتمعوا أن يدفنوا رسول الله ص في بقيع المصلى و أن يؤمهم رجل منهم فخرج أمير المؤمنين ع إلى الناس فقال يا أيها الناس إن رسول الله ص إمام حيا و ميتا و قال إني أدفن في البقعة التي أقبض فيها ثم قال على الباب فصلى عليه ثم أمر الناس عشرة عشرة يصلون عليه ثم يخرجون

38-  محمد بن يحيى عن سلمة بن الخطاب عن علي بن سيف عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر ع قال لما قبض النبي ص صلت عليه الملائكة و المهاجرون و الأنصار فوجا فوجا قال و قال أمير المؤمنين ع سمعت رسول الله ص يقول في صحته و سلامته إنما أنزلت هذه الآية علي في الصلاة علي بعد قبض الله لي إن الله و ملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه و سلموا تسليما

39-  بعض أصحابنا رفعه عن محمد بن سنان عن داود بن كثير الرقي قال قلت لأبي عبد الله ما معنى السلام على رسول الله فقال إن الله تبارك و تعالى لما خلق نبيه و وصيه و ابنته و ابنيه و جميع الأئمة و خلق شيعتهم أخذ عليهم الميثاق و أن يصبروا و يصابروا و يرابطوا و أن يتقوا الله و وعدهم أن يسلم لهم الأرض المباركة و الحرم الآمن و أن ينزل لهم البيت المعمور و يظهر لهم السقف المرفوع و يريحهم من عدوهم و الأرض التي يبدلها الله من السلام و يسلم ما فيها لهم لا شية فيها قال لا خصومة فيها لعدوهم و أن يكون لهم فيها ما يحبون و أخذ رسول الله ص على جميع الأئمة و شيعتهم الميثاق بذلك و إنما السلام عليه تذكرة نفس الميثاق و تجديد له على الله لعله أن يعجله جل و عز و يعجل السلام لكم بجميع ما فيه

40-  ابن محبوب عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله ع قال سمعته يقول اللهم صل على محمد صفيك و خليلك و نجيك المدبر لأمرك

 باب النهي عن الإشراف على قبر النبي ص

1-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد البرقي عن جعفر بن المثنى الخطيب قال كنت بالمدينة و سقف المسجد الذي يشرف على القبر قد سقط و الفعلة يصعدون و ينزلون و نحن جماعة فقلت لأصحابنا من منكم له موعد يدخل على أبي عبد الله ع الليلة فقال مهران بن أبي نصر أنا و قال إسماعيل بن عمار الصيرفي أنا فقلنا لهما سلاه لنا عن الصعود لنشرف على قبر النبي ص فلما كان من الغد لقيناهما فاجتمعنا جميعا فقال إسماعيل قد سألناه لكم عما ذكرتم فقال ما أحب لأحد منهم أن يعلو فوقه و لا آمنه أن يرى شيئا يذهب منه بصره أو يراه قائما يصلي أو يراه مع بعض أزواجه ص

باب مولد أمير المؤمنين صلوات الله عليه

 ولد أمير المؤمنين ع بعد عام الفيل بثلاثين سنة و قتل ع في شهر رمضان لتسع بقين منه ليلة الأحد سنة أربعين من الهجرة و هو ابن ثلاث و ستين سنة بقي بعد قبض النبي ص ثلاثين سنة و أمه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف و هو أول هاشمي ولده هاشم مرتين

1-  الحسين بن محمد عن محمد بن يحيى الفارسي عن أبي حنيفة محمد بن يحيى عن الوليد بن أبان عن محمد بن عبد الله بن مسكان عن أبيه قال قال أبو عبد الله ع إن فاطمة بنت أسد جاءت إلى أبي طالب لتبشره بمولد النبي ص فقال أبو طالب اصبري سبتا أبشرك بمثله إلا النبوة و قال السبت ثلاثون سنة و كان بين رسول الله ص و أمير المؤمنين ع ثلاثون سنة

2-  علي بن محمد بن عبد الله عن السياري عن محمد بن جمهور عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله ع قال إن فاطمة بنت أسد أم أمير المؤمنين كانت أول امرأة هاجرت إلى رسول الله ص من مكة إلى المدينة على قدميها و كانت من أبر الناس برسول الله ص فسمعت رسول الله و هو يقول إن الناس يحشرون يوم القيامة عراة كما ولدوا فقالت وا سوأتاه فقال لها رسول الله ص فإني أسأل الله أن يبعثك كاسية و سمعته يذكر ضغطة القبر فقالت وا ضعفاه فقال لها رسول الله ص فإني أسأل الله أن يكفيك ذلك و قالت لرسول الله ص يوما إني أريد أن أعتق جاريتي هذه فقال لها إن فعلت أعتق الله بكل عضو منها عضوا منك من النار فلما مرضت أوصت إلى رسول الله ص و أمرت أن يعتق خادمها و اعتقل لسانها فجعلت تومي إلى رسول الله ص إيماء فقبل رسول الله ص وصيتها فبينما هو ذات يوم قاعد إذ أتاه أمير المؤمنين ع و هو يبكي فقال له رسول الله ص ما يبكيك فقال ماتت أمي فاطمة فقال رسول الله و أمي و الله و قام مسرعا حتى دخل فنظر إليها و بكى ثم أمر النساء أن يغسلنها و قال ص إذا فرغتن فلا تحدثن شيئا حتى تعلمنني فلما فرغن أعلمنه بذلك فأعطاهن أحد قميصيه الذي يلي جسده و أمرهن أن يكفنها فيه و قال للمسلمين إذا رأيتموني قد فعلت شيئا لم أفعله قبل ذلك فسلوني لم فعلته فلما فرغن من غسلها و كفنها دخل ص فحمل جنازتها على عاتقه فلم يزل تحت جنازتها حتى أوردها قبرها ثم وضعها و دخل القبر فاضطجع فيه ثم قال فأخذها على يديه حتى وضعها في القبر ثم انكب عليها طويلا يناجيها و يقول لها ابنك ابنك ]ابنك[ ثم خرج و سوى عليها ثم انكب على قبرها فسمعوه يقول لا إله إلا الله اللهم إني أستودعها إياك ثم انصرف فقال له المسلمون إنا رأيناك فعلت أشياء لم تفعلها قبل اليوم فقال اليوم فقدت بر أبي طالب إن كانت ليكون عندها الشي‏ء فتؤثرني به على نفسها و ولدها و إني ذكرت القيامة و أن الناس يحشرون عراة فقالت وا سوأتاه فضمنت لها أن يبعثها الله كاسية و ذكرت ضغطة القبر فقالت وا ضعفاه فضمنت لها أن يكفيها الله ذلك فكفنتها بقميصي و اضطجعت في قبرها لذلك و انكببت عليها فلقنتها ما تسأل عنه فإنها سئلت عن ربها فقالت و سئلت عن رسولها فأجابت و سئلت عن وليها و إمامها فارتج عليها فقلت ابنك ابنك ]ابنك[

3-  بعض أصحابنا عمن ذكره عن ابن محبوب عن عمر بن أبان الكلبي عن المفضل بن عمر قال سمعت أبا عبد الله ع يقول لما ولد رسول الله ص فتح لآمنة بياض فارس و قصور الشام فجاءت فاطمة بنت أسد أم أمير المؤمنين إلى أبي طالب ضاحكة مستبشرة فأعلمته ما قالت آمنة فقال لها أبو طالب و تتعجبين من هذا إنك تحبلين و تلدين بوصيه و وزيره

4-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن عيسى عن البرقي عن أحمد بن زيد النيسابوري قال حدثني عمر بن إبراهيم الهاشمي عن عبد الملك بن عمر عن أسيد بن صفوان صاحب رسول الله ص قال لما كان اليوم الذي قبض فيه أمير المؤمنين ع ارتج الموضع بالبكاء و دهش الناس كيوم قبض النبي ص و جاء رجل باكيا و هو مسرع مسترجع و هو يقول اليوم انقطعت خلافة النبوة حتى وقف على باب البيت الذي فيه أمير المؤمنين ع فقال رحمك الله يا أبا الحسن كنت أول القوم إسلاما و أخلصهم إيمانا و أشدهم يقينا و أخوفهم لله و أعظمهم عناء و أحوطهم على رسول الله ص و آمنهم على أصحابه و أفضلهم مناقب و أكرمهم سوابق و أرفعهم درجة و أقربهم من رسول الله ص و أشبههم به هديا و خلقا و سمتا و فعلا و أشرفهم منزلة و أكرمهم عليه فجزاك الله عن الإسلام و عن رسوله و عن المسلمين خيرا قويت حين ضعف أصحابه و برزت حين استكانوا و نهضت حين وهنوا و لزمت منهاج رسول الله ص إذ هم أصحابه و كنت خليفته حقا لم تنازع و لم تضرع برغم المنافقين و غيظ الكافرين و كره الحاسدين و صغر الفاسقين فقمت بالأمر حين فشلوا و نطقت حين تتعتعوا و مضيت بنور الله إذ وقفوا فاتبعوك فهدوا و كنت أخفضهم صوتا و أعلاهم قنوتا و أقلهم كلاما و أصوبهم نطقا و أكبرهم رأيا و أشجعهم قلبا و أشدهم يقينا و أحسنهم عملا و أعرفهم بالأمور كنت و الله يعسوبا للدين أولا و آخرا الأول حين تفرق الناس و الآخر حين فشلوا كنت للمؤمنين أبا رحيما إذ صاروا عليك عيالا فحملت أثقال ما عنه ضعفوا و حفظت ما أضاعوا و رعيت ما أهملوا و شمرت إذا اجتمعوا و علوت إذ هلعوا و صبرت إذ أسرعوا و أدركت أوتار ما طلبوا و نالوا بك ما لم يحتسبوا كنت على الكافرين عذابا صبا و نهبا و للمؤمنين عمدا و حصنا فطرت و الله بنعمائها و فزت بحبائها و أحرزت سوابغها و ذهبت بفضائلها لم تفلل حجتك و لم يزغ قلبك و لم تضعف بصيرتك و لم تجبن نفسك و لم تخر كنت كالجبل لا تحركه العواصف و كنت كما قال ع آمن الناس في صحبتك و ذات يدك و كنت كما قال ع ضعيفا في بدنك قويا في أمر الله متواضعا في نفسك عظيما عند الله كبيرا في الأرض جليلا عند المؤمنين لم يكن لأحد فيك مهمز و لا لقائل فيك مغمز ]و لا لأحد فيك مطمع[ و لا لأحد عندك هوادة الضعيف الذليل عندك قوي عزيز حتى تأخذ له بحقه و القوي العزيز عندك ضعيف ذليل حتى تأخذ منه الحق و القريب و البعيد عندك في ذلك سواء شأنك الحق و الصدق و الرفق و قولك حكم و حتم و أمرك حلم و حزم و رأيك علم و عزم فيما فعلت و قد نهج السبيل و سهل العسير و أطفئت النيران و اعتدل بك الدين و قوي بك الإسلام فظهر أمر الله و لو كره الكافرون و ثبت بك الإسلام و المؤمنون و سبقت سبقا بعيدا و أتعبت من بعدك تعبا شديدا فجللت عن البكاء و عظمت رزيتك في السماء و هدت مصيبتك الأنام فإنا لله و إنا إليه راجعون رضينا عن الله قضاه و سلمنا لله أمره فو الله لن يصاب المسلمون بمثلك أبدا كنت للمؤمنين كهفا و حصنا و قنة راسيا و على الكافرين غلظة و غيظا فألحقك الله بنبيه و لا أحرمنا أجرك و لا أضلنا بعدك و سكت القوم حتى انقضى كلامه و بكى و بكى أصحاب رسول الله ص ثم طلبوه فلم يصادفوه

5-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن صفوان الجمال قال كنت أنا و عامر و عبد الله بن جذاعة الأزدي عند أبي عبد الله ع قال فقال له عامر جعلت فداك إن الناس يزعمون أن أمير المؤمنين ع دفن بالرحبة قال لا قال فأين دفن قال إنه لما مات احتمله الحسن ع فأتى به ظهر الكوفة قريبا من النجف يسرة عن الغري يمنة عن الحيرة فدفنه بين ركوات بيض قال فلما كان بعد ذهبت إلى الموضع فتوهمت موضعا منه ثم أتيته فأخبرته فقال لي أصبت رحمك الله ثلاث مرات

6-  أحمد بن محمد عن ابن أبي عمير عن القاسم بن محمد عن عبد الله بن سنان قال أتاني عمر بن يزيد فقال لي اركب فركبت معه فمضينا حتى أتينا منزل حفص الكناسي فاستخرجته فركب معنا ثم مضينا حتى أتينا الغري فانتهينا إلى قبر فقال انزلوا هذا قبر أمير المؤمنين ع فقلنا من أين علمت فقال أتيته مع أبي عبد الله ع حيث كان بالحيرة غير مرة و خبرني أنه قبره

7-  محمد بن يحيى عن سلمة بن الخطاب عن عبد الله بن محمد عن عبد الله بن القاسم عن عيسى شلقان قال سمعت أبا عبد الله ع يقول إن أمير المؤمنين ع له خئولة في بني مخزوم و إن شابا منهم أتاه فقال يا خالي إن أخي مات و قد حزنت عليه حزنا شديدا قال فقال له تشتهي أن تراه قال بلى قال فأرني قبره قال فخرج و معه بردة رسول الله ص متزرا بها فلما انتهى إلى القبر تلملمت شفتاه ثم ركضه برجله فخرج من قبره و هو يقول بلسان الفرس فقال أمير المؤمنين ع أ لم تمت و أنت رجل من العرب قال بلى و لكنا متنا على سنة فلان و فلان فانقلبت ألسنتنا

8-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد و علي بن محمد عن سهل بن زياد جميعا عن ابن محبوب عن أبي حمزة عن أبي جعفر ع قال لما قبض أمير المؤمنين ع قام الحسن بن علي ع في مسجد الكوفة فحمد الله و أثنى عليه و صلى على النبي ص ثم قال أيها الناس إنه قد قبض في هذه الليلة رجل ما سبقه الأولون و لا يدركه الآخرون إنه كان لصاحب راية رسول الله ص عن يمينه جبرئيل و عن يساره ميكائيل لا ينثني حتى يفتح الله له و الله ما ترك بيضاء و لا حمراء إلا سبعمائة درهم فضلت عن عطائه أراد أن يشتري بها خادما لأهله و الله لقد قبض في الليلة التي فيها قبض وصي موسى يوشع بن نون و الليلة التي عرج فيها بعيسى ابن مريم و الليلة التي نزل فيها القرآن

9-  علي بن محمد رفعه قال قال أبو عبد الله ع لما غسل أمير المؤمنين ع نودوا من جانب البيت إن أخذتم مقدم السرير كفيتم مؤخره و إن أخذتم مؤخره كفيتم مقدمه

10-  عبد الله بن جعفر و سعد بن عبد الله جميعا عن إبراهيم بن مهزيار عن أخيه علي بن مهزيار عن الحسن بن محبوب عن هشام بن سالم عن حبيب السجستاني قال سمعت أبا جعفر ع يقول ولدت فاطمة بنت محمد ص بعد مبعث رسول الله بخمس سنين و توفيت و لها ثمان عشرة سنة و خمسة و سبعون يوما

 -  سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن علي بن فضال عن عبد الله بكير عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله ع أنه سمعه يقول لما قبض أمير المؤمنين ع أخرجه الحسن و الحسين و رجلان آخران حتى إذا خرجوا من الكوفة تركوها عن أيمانهم ثم أخذوا في الجبانة حتى مروا به إلى الغري فدفنوه و سووا قبره فانصرفوا

باب مولد الزهراء فاطمة ع

 ولدت فاطمة عليها و على بعلها السلام بعد مبعث رسول الله ص بخمس سنين و توفيت ع و لها ثمان عشرة سنة و خمسة و سبعون يوما و بقيت بعد أبيها ص خمسة و سبعين يوما

1-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن ابن رئاب عن أبي عبيدة عن أبي عبد الله ع قال إن فاطمة ع مكثت بعد رسول الله ص خمسة و سبعين يوما و كان دخلها حزن شديد على أبيها و كان يأتيها جبرئيل ع فيحسن عزاءها على أبيها و يطيب نفسها و يخبرها عن أبيها و مكانه و يخبرها بما يكون بعدها في ذريتها و كان علي ع يكتب ذلك

2-  محمد بن يحيى عن العمركي بن علي عن علي بن جعفر عن أخيه أبي الحسن ع قال إن فاطمة ع صديقة شهيدة و إن بنات الأنبياء لا يطمثن

3-  أحمد بن مهران رحمه الله رفعه و أحمد بن إدريس عن محمد بن عبد الجبار الشيباني قال حدثني القاسم بن محمد الرازي قال حدثنا علي بن محمد الهرمزاني عن أبي عبد الله الحسين بن علي ع قال لما قبضت فاطمة ع دفنها أمير المؤمنين سرا و عفا على موضع قبرها ثم قام فحول وجهه إلى قبر رسول الله ص فقال السلام عليك يا رسول الله عني و السلام عليك عن ابنتك و زائرتك و البائتة في الثرى ببقعتك و المختار الله لها سرعة اللحاق بك قل يا رسول الله عن صفيتك صبري و عفا عن سيدة نساء العالمين تجلدي إلا أن لي في التأسي بسنتك في فرقتك موضع تعز فلقد وسدتك في ملحودة قبرك و فاضت نفسك بين نحري و صدري بلى و في كتاب الله لي أنعم القبول إنا لله و إنا إليه راجعون قد استرجعت الوديعة و أخذت الرهينة و أخلست الزهراء فما أقبح الخضراء و الغبراء يا رسول الله أما حزني فسرمد و أما ليلي فمسهد و هم لا يبرح من قلبي أو يختار الله لي دارك التي أنت فيها مقيم كمد مقيح و هم مهيج سرعان ما فرق بيننا و إلى الله أشكو و ستنبئك ابنتك بتظافر أمتك على هضمها فأحفها السؤال و استخبرها الحال فكم من غليل معتلج بصدرها لم تجد إلى بثه سبيلا و ستقول و يحكم الله و هو خير الحاكمين سلام مودع لا قال و لا سئم فإن أنصرف فلا عن ملالة و إن أقم فلا عن سوء ظن بما وعد الله الصابرين واه واها و الصبر أيمن و أجمل و لو لا غلبة المستولين لجعلت المقام و اللبث لزاما معكوفا و لأعولت إعوال الثكلى على جليل الرزية فبعين الله تدفن ابنتك سرا و تهضم حقها و تمنع إرثها و لم يتباعد العهد و لم يخلق منك الذكر و إلى الله يا رسول الله المشتكى و فيك يا رسولالله أحسن العزاء صلى الله عليك و عليها السلام و الرضوان

4-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن عيسى عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن عبد الرحمن بن سالم عن المفضل عن أبي عبد الله ع قال قلت لأبي عبد الله ع من غسل فاطمة قال ذاك أمير المؤمنين و كأني استعظمت ذلك من قوله فقال كأنك ضقت بما أخبرتك به قال فقلت قد كان ذاك جعلت فداك قال فقال لا تضيقن فإنها صديقة و لم يكن يغسلها إلا صديق أ ما علمت أن مريم لم يغسلها إلا عيسى

 -  محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن محمد بن إسماعيل عن صالح بن عقبة عن عبد الله بن محمد الجعفي عن أبي جعفر و أبي عبد الله ع قالا إن فاطمة ع لما أن كان من أمرهم ما كان أخذت بتلابيب عمر فجذبته إليها ثم قالت أما و الله يا ابن الخطاب لو لا أني أكره أن يصيب البلاء من لا ذنب له لعلمت أني سأقسم على الله ثم أجده سريع الإجابة

6-  و بهذا الإسناد عن صالح بن عقبة عن يزيد بن عبد الملك عن أبي جعفر ع قال لما ولدت فاطمة ع أوحى الله إلى ملك فأنطق به لسان محمد ص فسماها فاطمة ثم قال إني فطمتك بالعلم و فطمتك من الطمث ثم قال أبو جعفر ع و الله لقد فطمها الله بالعلم و عن الطمث في الميثاق

7-  و بهذا الإسناد عن صالح بن عقبة عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر ع قال قال النبي ص لفاطمة ع يا فاطمة قومي فأخرجي تلك الصحفة فقامت فأخرجت صحفة فيها ثريد و عراق يفور فأكل النبي ص و علي و فاطمة و الحسن و الحسين ثلاثة عشر يوما ثم إن أم أيمن رأت الحسين معه شي‏ء فقالت له من أين لك هذا قال إنا لنأكله منذ أيام فأتت أم أيمن فاطمة فقالت يا فاطمة إذا كان عند أم أيمن شي‏ء فإنما هو لفاطمة و ولدها و إذا كان عند فاطمة شي‏ء فليس لأم أيمن منه شي‏ء فأخرجت لها منه فأكلت منه أم أيمن و نفدت الصحفة فقال لها النبي ص أما لو لا أنك أطعمتها لأكلت منها أنت و ذريتك إلى أن تقوم الساعة ثم قال أبو جعفر ع و الصحفة عندنا يخرج بها قائمنا ع في زمانه

8-  الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن أحمد بن محمد بن علي عن علي بن جعفر قال سمعت أبا الحسن ع يقول بينا رسول الله ص جالس إذ دخل عليه ملك له أربعة و عشرون وجها فقال له رسول الله ص حبيبي جبرئيل لم أرك في مثل هذه الصورة قال الملك لست بجبرئيل يا محمد بعثني الله عز و جل أن أزوج النور من النور قال من ممن قال فاطمة من علي قال فلما ولى الملك إذا بين كتفيه محمد رسول الله علي وصيه فقال رسول الله ص منذ كم كتب هذا بين كتفيك فقال من قبل أن يخلق الله آدمباثنين و عشرين ألف عام

9-  علي بن محمد و غيره عن سهل بن زياد عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال سألت الرضا ع عن قبر فاطمة ع فقال دفنت في بيتها فلما زادت بنو أمية في المسجد صارت في المسجد

10-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الوشاء عن الخيبري عن يونس بن ظبيان عن أبي عبد الله ع قال سمعته يقول لو لا أن الله تبارك و تعالى خلق أمير المؤمنين ع لفاطمة ما كان لها كفو على ظهر الأرض من آدم و من دونه

باب مولد الحسن بن علي صلوات الله عليهما

 ولد الحسن بن علي ع في شهر رمضان في سنة بدر سنة اثنتين بعد الهجرة و روي أنه ولد في سنة ثلاث و مضى ع في شهر صفر في آخره من سنة تسع و أربعين و مضى و هو ابن سبع و أربعين سنة و أشهر و أمه فاطمة بنت رسول الله ص

1-  محمد بن يحيى عن الحسين بن إسحاق عن علي بن مهزيار عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن عبد الله بن سنان عمن سمع أبا جعفر ع يقول لما حضرت الحسن ع الوفاة بكى فقيل له يا ابن رسول الله تبكي و مكانك من رسول الله ص الذي أنت به و قد قال فيك ما قال و قد حججت عشرين حجة ماشيا و قد قاسمت مالك ثلاث مرات حتى النعل بالنعل فقال إنما أبكي لخصلتين لهول المطلع و فراق الأحبة

2-  سعد بن عبد الله و عبد الله بن جعفر عن إبراهيم بن مهزيار عن أخيه علي بن مهزيار عن الحسن بن سعيد عن محمد بن سنان عن ابن مسكان عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال قبض الحسن بن علي ع و هو ابن سبع و أربعين سنة في عام خمسين عاش بعد رسول الله ص أربعين سنة

3-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن علي بن النعمان عن سيف بن عميرة عن أبي بكر الحضرمي قال إن جعدة بنت أشعث بن قيس الكندي سمت الحسن بن علي و سمت مولاة له فأما مولاته فقاءت السم و أما الحسن فاستمسك في بطنه ثم انتفط به فمات

4-  محمد بن يحيى و أحمد بن محمد عن محمد بن الحسن عن القاسم النهدي عن إسماعيل بن مهران عن الكناسي عن أبي عبد الله ع قال خرج الحسن بن علي ع في بعض عمره و معه رجل من ولد الزبير كان يقول بإمامته فنزلوا في منهل من تلك المناهل تحت نخل يابس قد يبس من العطش ففرش للحسن ع تحت نخلة و فرش للزبيري بحذاه تحت نخلة أخرى قال فقال الزبيري و رفع رأسه لو كان في هذا النخل رطب لأكلنا منه فقال له الحسن و إنك لتشتهي الرطب فقال الزبيري نعم قال فرفع يده إلى السماء فدعا بكلام لم أفهمه فاخضرت النخلة ثم صارت إلى حالها فأورقت و حملت رطبا فقال الجمال الذي اكتروا منه سحر و الله قال فقال الحسن ع ويلك ليس بسحر و لكن دعوة ابن نبي مستجابة قال فصعدوا إلى النخلة فصرموا ما كان فيه فكفاهم

5-  أحمد بن محمد و محمد بن يحيى عن محمد بن الحسن عن يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عن رجاله عن أبي عبد الله ع قال إن الحسن ع قال إن لله مدينتين إحداهما بالمشرق و الأخرى بالمغرب عليهما سور من حديد و على كل واحد منهما ألف ألف مصراع و فيها سبعون ألف ألف لغة يتكلم كل لغة بخلاف لغة صاحبها و أنا أعرف جميع اللغات و ما فيهما و ما بينهما و ما عليهما حجة غيري و غير الحسين أخي

 -  الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن أحمد بن محمد عن محمد بن علي بن النعمان عن صندل عن أبي أسامة عن أبي عبد الله ع قال خرج الحسن بن علي ع إلى مكة سنة ماشيا فورمت قدماه فقال له بعض مواليه لو ركبت لسكن عنك هذا الورم فقال كلا إذا أتينا هذا المنزل فإنه يستقبلك أسود و معه دهن فاشتر منه و لا تماكسه فقال له مولاه بأبي أنت و أمي ما قدمنا منزلا فيه أحد يبيع هذا الدواء فقال له بلى إنه أمامك دون المنزل فسارا ميلا فإذا هو بالأسود فقال الحسن ع لمولاه دونك الرجل فخذ منه الدهن و أعطه الثمن فقال الأسود يا غلام لمن أردت هذا الدهن فقال للحسن بن علي فقال انطلق بي إليه فانطلق فأدخله إليه فقال له بأبي أنت و أمي لم أعلم أنك تحتاج إلى هذا أ و ترى ذلك و لست آخذ له ثمنا إنما أنا مولاك و لكن ادع الله أن يرزقني ذكرا سويا يحبكم أهل البيت فإني خلفت أهلي تمخض فقال انطلق إلى منزلك فقد وهب الله لك ذكرا سويا و هو من شيعتنا

باب مولد الحسين بن علي ع

 ولد الحسين بن علي ع في سنة ثلاث و قبض ع في شهر المحرم من سنة إحدى و ستين من الهجرة و له سبع و خمسون سنة و أشهر قتله عبيد الله بن زياد لعنه الله في خلافة يزيد بن معاوية لعنه الله و هو على الكوفة و كان على الخيل التي حاربته و قتلته عمر بن سعد لعنه الله بكربلاء يوم الإثنين لعشر خلون من المحرم و أمه فاطمة بنت رسول الله ص

1-  سعد و أحمد بن محمد جميعا عن إبراهيم بن مهزيار عن أخيه علي بن مهزيار عن الحسين بن سعيد عن محمد بن سنان عن ابن مسكان عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال قبض الحسين بن علي ع يوم عاشوراء و هو ابن سبع و خمسين سنة

2-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن عبد الرحمن العرزمي عن أبي عبد الله ع قال كان بين الحسن و الحسين ع طهر و كان بينهما في الميلاد ستة أشهر و عشرا

3-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الوشاء و الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الوشاء عن أحمد بن عائذ عن أبي خديجة عن أبي عبد الله ع قال لما حملت فاطمة ع بالحسين جاء جبرئيل إلى رسول الله ص فقال إن فاطمة ع ستلد غلاما تقتله أمتك من بعدك فلما حملت فاطمة بالحسين ع كرهت حمله و حين وضعته كرهت وضعه ثم قال أبو عبد الله ع لم تر في الدنيا أم تلد غلاما تكرهه و لكنها كرهته لما علمت أنه سيقتل قال و فيه نزلت هذه الآية و وصينا الإنسان بوالديه حسنا حملته أمه كرها و وضعته كرها و حمله و فصاله ثلاثون شهرا

4-  محمد بن يحيى عن علي بن إسماعيل عن محمد بن عمرو الزيات عن رجل من أصحابنا عن أبي عبد الله ع قال إن جبرئيل ع نزل على محمد ص فقال له يا محمد إن الله يبشرك بمولود يولد من فاطمة تقتله أمتك من بعدك فقال يا جبرئيل و على ربي السلام لا حاجة لي في مولود يولد من فاطمة تقتله أمتي من بعدي فعرج ثم هبط ع فقال له مثل ذلك فقال يا جبرئيل و على ربي السلام لا حاجة لي في مولود تقتله أمتي من بعدي فعرج جبرئيل ع إلى السماء ثم هبط فقال يا محمد إن ربك يقرئك السلام و يبشرك بأنه جاعل في ذريته الإمامة و الولاية و الوصية فقال قد رضيت ثم أرسل إلى فاطمة أن الله يبشرني بمولود يولد لك تقتله أمتي من بعدي فأرسلت إليه لا حاجة لي في مولود مني تقتله أمتك من بعدك فأرسل إليها أن الله قد جعل في ذريته الإمامة و الولاية و الوصية فأرسلت إليه أني قد رضيت ف حملته أمه كرها و وضعته كرها و حمله و فصاله ثلاثون شهرا حتى إذا بلغ أشده و بلغ أربعين سنة قال رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي و على والدي و أن أعمل صالحا ترضاه و أصلح لي في ذريتي فلو لا أنه قال أصلح لي في ذريتي لكانت ذريته كلهم أئمة و لم يرضع الحسين من فاطمة ع و لا من أنثى كان يؤتى به النبي فيضع إبهامه في فيه فيمص منها ما يكفيها اليومين و الثلاث فنبت لحم الحسين ع من لحم رسول الله و دمه و لم يولد لستة أشهر إلا عيسى ابن مريم ع و الحسين بن علي ع

 و في رواية أخرى عن أبي الحسن الرضا ع أن النبي ص كان يؤتى به الحسين فيلقمه لسانه فيمصه فيجتزئ به و لم يرتضع من أنثى

5-  علي بن محمد رفعه عن أبي عبد الله ع في قول الله عز و جل فنظر نظرة في النجوم فقال إني سقيم قال حسب فرأى ما يحل بالحسين ع فقال إني سقيم لما يحل بالحسين ع

6-  أحمد بن محمد عن محمد بن الحسن عن محمد بن عيسى بن عبيد عن علي بن أسباط عن سيف بن عميرة عن محمد بن حمران قال قال أبو عبد الله ع لما كان من أمر الحسين ع ما كان ضجت الملائكة إلى الله بالبكاء و قالت يفعل هذا بالحسين صفيك و ابن نبيك قال فأقام الله لهم ظل القائم ع و قال بهذا أنتقم لهذا

7-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن عيسى عن علي بن الحكم عن سيف بن عميرة عن عبد الملك بن أعين عن أبي جعفر ع قال لما نزل النصر على الحسين بن علي حتى كان بين السماء و الأرض ثم خير النصر أو لقاء الله فاختار لقاء الله

8-  الحسين بن محمد قال حدثني أبو كريب و أبو سعيد الأشج قال حدثنا عبد الله بن إدريس عن أبيه إدريس بن عبد الله الأودي قال لما قتل الحسين ع أراد القوم أن يوطئوه الخيل فقالت فضة لزينب يا سيدتي إن سفينة كسر به في البحر فخرج إلى جزيرة فإذا هو بأسد فقال يا أبا الحارث أنا مولى رسول الله ص فهمهم بين يديه حتى وقفه على الطريق و الأسد رابض في ناحية فدعيني أمضي إليه و أعلمه ما هم صانعون غدا قال فمضت إليه فقالت يا أبا الحارث فرفع رأسه ثم قالت أ تدري ما يريدون أن يعملوا غدا بأبي عبد الله ع يريدون أن يوطئوا الخيل ظهره قال فمشى حتى وضع يديه على جسد الحسين ع فأقبلت الخيل فلما نظروا إليه قال لهم عمر بن سعد لعنه الله فتنة لا تثيروها انصرفوا فانصرفوا

9-  علي بن محمد عن سهل بن زياد عن محمد بن أحمد عن الحسن بن علي عن يونس عن مصقلة الطحان قال سمعت أبا عبد الله ع يقول لما قتل الحسين ع أقامت امرأته الكلبية عليه مأتما و بكت و بكين النساء و الخدم حتى جفت دموعهن و ذهبت فبينا هي كذلك إذا رأت جارية من جواريها تبكي و دموعها تسيل فدعتها فقالت لها ما لك أنت من بيننا تسيل دموعك قالت إني لما أصابني الجهد شربت شربة سويق قال فأمرت بالطعام و الأسوقة فأكلت و شربت و أطعمت و سقت و قالت إنما نريد بذلك أن نتقوى على البكاء على الحسين ع قال و أهدي إلى الكلبية جونا لتستعين بها على مأتم الحسين ع فلما رأت الجون قالت ما هذه قالوا هدية أهداها فلان لتستعيني على مأتم الحسين فقالت لسنا في عرس فما نصنع بها ثم أمرت بهن فأخرجن من الدار فلما أخرجن من الدار لم يحس لها حس كأنما طرن بين السماء و الأرض و لم ير لهن بها بعد خروجهن من الدار أثر

باب مولد علي بن الحسين ع

 ولد علي بن الحسين ع في سنة ثمان و ثلاثين و قبض في سنة خمس و تسعين و له سبع و خمسون سنة و أمه سلامة بنت يزدجرد بن شهريار بن شيرويه بن كسرى أبرويز و كان يزدجرد آخر ملوك الفرس

1-  الحسين بن الحسن الحسني رحمه الله و علي بن محمد بن عبد الله جميعا عن إبراهيم بن إسحاق الأحمر عن عبد الرحمن بن عبد الله الخزاعي عن نصر بن مزاحم عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر ع قال لما أقدمت بنت يزدجرد على عمر أشرف لها عذارى المدينة و أشرق المسجد بضوئها لما دخلته فلما نظر إليها عمر غطت وجهها و قالت أف بيروج بادا هرمز فقال عمر أ تشتمني هذه و هم بها فقال له أمير المؤمنين ع ليس ذلك لك خيرها رجلا من المسلمين و احسبها بفيئه فخيرها فجاءت حتى وضعت يدها على رأس الحسين ع فقال لها أمير المؤمنين ما اسمك فقالت جهان شاه فقال لها أمير المؤمنين ع بل شهربانويه ثم قال للحسين يا أبا عبد الله لتلدن لك منها خير أهل الأرض فولدت علي بن الحسين ع و كان يقال لعلي بن الحسين ع ابن الخيرتين فخيرة الله من العرب هاشم و من العجم فارس

 و روي أن أبا الأسود الدؤلي قال فيه

و إن غلاما بين كسرى و هاشم لأكرم من نيطت عليه التمائم

2-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن ابن فضال عن ابن بكير عن زرارة قال سمعت أبا جعفر ع يقول كان لعلي بن الحسين ع ناقة حج عليها اثنتين و عشرين حجة ما قرعها قرعة قط قال فجاءت بعد موته و ما شعرنا بها إلا و قد جاءني بعض خدمنا أو بعض الموالي فقال إن الناقة قد خرجت فأتت قبر علي بن الحسين فانبركت عليه فدلكت بجرانها القبر و هي ترغو فقلت أدركوها أدركوها و جيئوني بها قبل أن يعلموا بها أو يروها قال و ما كانت رأت القبر قط

3-  علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن محمد بن عيسى عن حفص بن البختري عمن ذكره عن أبي جعفر ع قال لما مات أبي علي بن الحسين ع جاءت ناقة له من الرعي حتى ضربت بجرانها على القبر و تمرغت عليه فأمرت بها فردت إلى مرعاها و إن أبي ع كان يحج عليها و يعتمر و لم يقرعها قرعة قط

  ابن بابويه

4-  الحسين بن محمد بن عامر عن أحمد بن إسحاق بن سعد عن سعدان بن مسلم عن أبي عمارة عن رجل عن أبي عبد الله ع قال لما كان في الليلة التي وعد فيها علي بن الحسين ع قال لمحمد ع يا بني ابغني وضوءا قال فقمت فجئته بوضوء قال لا أبغي هذا فإن فيه شيئا ميتا قال فخرجت فجئت بالمصباح فإذا فيه فأرة ميتة فجئته بوضوء غيره فقال يا بني هذه الليلة التي وعدتها فأوصى بناقته أن يحظر لها حظار و أن يقام لها علف فجعلت فيه قال فلم تلبث أن خرجت حتى أتت القبر فضربت بجرانها و رغت و هملت عيناها فأتي محمد بن علي فقيل له إن الناقة قد خرجت فأتاها فقال صه الآن قومي بارك الله فيك فلم تفعل فقال و إن كان ليخرج عليها إلى مكة فيعلق السوط على الرحل فما يقرعها حتى يدخل المدينة قال و كان علي بن الحسين ع يخرج في الليلة الظلماء فيحمل الجراب فيه الصرر من الدنانير و الدراهم حتى يأتي بابا بابا فيقرعه ثم ينيل من يخرج إليه فلما مات علي بن الحسين ع فقدوا ذاك فعلموا أن عليا ع كان يفعله

5-  محمد بن أحمد عن عمه عبد الله بن الصلت عن الحسن بن علي بن بنت إلياس عن أبي الحسن ع قال سمعته يقول إن علي بن الحسين ع لما حضرته الوفاة أغمي عليه ثم فتح عينيه و قرأ إذا وقعت الواقعة و إنا فتحنا لك و قال الحمد لله الذي صدقنا وعده و أورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء فنعم أجر العاملين ثم قبض من ساعته و لم يقل شيئا

6-  سعد بن عبد الله و عبد الله بن جعفر الحميري عن إبراهيم بن مهزيار عن أخيه علي بن مهزيار عن الحسين بن سعيد عن محمد بن سنان عن ابن مسكان عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال قبض علي بن الحسين ع و هو ابن سبع و خمسين سنة في عام خمس و تسعين عاش بعد الحسين خمسا و ثلاثين سنة

 باب مولد أبي جعفر محمد بن علي ع

 ولد أبو جعفر ع سنة سبع و خمسين و قبض ع سنة أربع عشرة و مائة و له سبع و خمسون سنة و دفن بالبقيع بالمدينة في القبر الذي دفن فيه أبوه علي بن الحسين ع و كانت أمه أم عبد الله بنت الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام و على ذريتهم الهادية

1-  محمد بن يحيى عن محمد بن أحمد عن عبد الله بن أحمد عن صالح بن مزيد عن عبد الله بن المغيرة عن أبي الصباح عن أبي جعفر ع قال كانت أمي قاعدة عند جدار فتصدع الجدار و سمعنا هدة شديدة فقالت بيدها لا و حق المصطفى ما أذن الله لك في السقوط فبقي معلقا في الجو حتى جازته فتصدق أبي عنها بمائة دينار قال أبو الصباح و ذكر أبو عبد الله ع جدته أم أبيه يوما فقال كانت صديقة لم تدرك في آل الحسن امرأة مثلها

 محمد بن الحسن عن عبد الله بن أحمد مثله

2-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن محمد بن سنان عن أبان بن تغلب عن أبي عبد الله ع قال إن جابر بن عبد الله الأنصاري كان آخر من بقي من أصحاب رسول الله و كان رجلا منقطعا إلينا أهل البيت و كان يقعد في مسجد رسول الله ص و هو معتجر بعمامة سوداء و كان ينادي يا باقر العلم يا باقر العلم فكان أهل المدينة يقولون جابر يهجر فكان يقول لا و الله ما أهجر و لكني سمعت رسول الله ص يقول إنك ستدرك رجلا مني اسمه اسمي و شمائله شمائلي يبقر العلم بقرا فذاك الذي دعاني إلى ما أقول قال فبينا جابر يتردد ذات يوم في بعض طرق المدينة إذ مر بطريق في ذاك الطريق كتاب فيه محمد بن علي فلما نظر إليه قال يا غلام أقبل فأقبل ثم قال له أدبر فأدبر ثم قال شمائل رسول الله ص و الذي نفسي بيده يا غلام ما اسمك قال اسمي محمد بن علي بن الحسين فأقبل عليه يقبل رأسه و يقول بأبي أنت و أمي أبوك رسول الله ص يقرئك السلام و يقول ذلك قال فرجع محمد بن علي بن الحسين إلى أبيه و هو ذعر فأخبره الخبر فقال له يا بني و قد فعلها جابر قال نعم قال الزم بيتك يا بني فكان جابر يأتيه طرفي النهار و كان أهل المدينة يقولون وا عجباه لجابر يأتي هذا الغلام طرفي النهار و هو آخر من بقي من أصحاب رسول الله ص فلم يلبث أن مضى علي بن الحسين ع فكان محمد بن علي يأتيه على وجه الكرامة لصحبته لرسول الله ص قال فجلس ع يحدثهم عن الله تبارك و تعالى فقال أهل المدينة ما رأينا أحدا أجرأ من هذا فلما رأى ما يقولون حدثهم عن رسول الله ص فقال أهل المدينة ما رأينا أحدا قط أكذب من هذا يحدثنا عمن لم يره فلما رأى ما يقولون حدثهم عن جابر بن عبد الله قال فصدقوه و كان جابر بن عبد الله يأتيه فيتعلم منه

3-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن مثنى الحناط عن أبي بصير قال دخلت على أبي جعفر ع فقلت له أنتم ورثة رسول الله ص قال نعم قلت رسول الله ص وارث الأنبياء علم كل ما علموا قال لي نعم قلت فأنتم تقدرون على أن تحيوا الموتى و تبرءوا الأكمه و الأبرص قال نعم بإذن الله ثم قال لي ادن مني يا أبا محمد فدنوت منه فمسح على وجهي و على عيني فأبصرت الشمس و السماء و الأرض و البيوت و كل شي‏ء في البلد ثم قال لي أ تحب أن تكون هكذا و لك ما للناس و عليك ما عليهم يوم القيامة أو تعود كما كنت و لك الجنة خالصا قلت أعود كما كنت فمسح على عيني فعدت كما كنت قال فحدثت ابن أبي عمير بهذا فقال أشهد أن هذا حق كما أن النهار حق

4-  محمد بن يحيى عن محمد بن أحمد عن محمد بن الحسين عن محمد بن علي عن عاصم بن حميد عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر ع قال كنت عنده يوما إذ وقع زوج ورشان على الحائط و هدلا هديلهما فرد أبو جعفر ع عليهما كلامهما ساعة ثم نهضا فلما طارا على الحائط هدل الذكر على الأنثى ساعة ثم نهضا فقلت جعلت فداك ما هذا الطير قال يا ابن مسلم كل شي‏ء خلقه الله من طير أو بهيمة أو شي‏ء فيه روح فهو أسمع لنا و أطوع من ابن آدم إن هذا الورشان ظن بامرأته فحلفت له ما فعلت فقالت ترضى بمحمد بن علي فرضيا بي فأخبرته أنه لها ظالم فصدقها

5-  الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن علي بن أسباط عن صالح بن حمزة عن أبيه عن أبي بكر الحضرمي قال لما حمل أبو جعفر ع إلى الشام إلى هشام بن عبد الملك و صار ببابه قال لأصحابه و من كان بحضرته من بني أمية إذا رأيتموني قد وبخت محمد بن علي ثم رأيتموني قد سكت فليقبل عليه كل رجل منكم فليوبخه ثم أمر أن يؤذن له فلما دخل عليه أبو جعفر ع قال بيده السلام عليكم فعمهم جميعا بالسلام ثم جلس فازداد هشام عليه حنقا بتركه السلام عليه بالخلافة و جلوسه بغير إذن فأقبل يوبخه و يقول فيما يقول له يا محمد بن علي لا يزال الرجل منكم قد شق عصا المسلمين و دعا إلى نفسه و زعم أنه الإمام سفها و قلة علم و وبخه بما أراد أن يوبخه فلما سكت أقبل عليه القوم رجل بعد رجل يوبخه حتى انقضى آخرهم فلما سكت القوم نهض ع قائما ثم قال أيها الناس أين تذهبون و أين يراد بكم بنا هدى الله أولكم و بنا يختم آخركم فإن يكن لكم ملك معجل فإن لنا ملكا مؤجلا و ليس بعد ملكنا ملك لأنا أهل العاقبة يقول الله عز و جل و العاقبة للمتقين فأمر به إلى الحبس فلما صار إلى الحبس تكلم فلم يبق في الحبس رجل إلا ترشفه و حن إليه فجاء صاحب الحبس إلى هشام فقال يا أمير المؤمنين إني خائف عليك من أهل الشام أن يحولوا بينك و بين مجلسك هذا ثم أخبره بخبره فأمر به فحمل على البريد هو و أصحابه ليردوا إلى المدينة و أمر أن لا يخرج لهم الأسواق و حال بينهم و بين الطعام و الشراب فساروا ثلاثا لا يجدون طعاما و لا شرابا حتى انتهوا إلى مدين فأغلق باب المدينة دونهم فشكا أصحابه الجوع و العطش قال فصعد جبلا ليشرف عليهم فقال بأعلى صوته يا أهل المدينة الظالم أهلها أنا بقية الله يقول الله بقيت الله خير لكم إن كنتم مؤمنين و ما أنا عليكم بحفيظ قال و كان فيهم شيخ كبير فأتاهم فقال لهم يا قوم هذه و الله دعوة شعيب النبي و الله لئن لم تخرجوا إلى هذا الرجل بالأسواق لتؤخذن من فوقكم و من تحت أرجلكم فصدقوني في هذه المرة و أطيعوني و كذبوني فيما تستأنفون فإني لكم ناصح قال فبادروا فأخرجوا إلى محمد بن علي و أصحابه بالأسواق فبلغ هشام بن عبد الملك خبر الشيخ فبعث إليه فحمله فلم يدر ما صنع به

6-  سعد بن عبد الله و الحميري جميعا عن إبراهيم بن مهزيار عن أخيه علي بن مهزيار عن الحسين بن سعيد عن محمد بن سنان عن ابن مسكان عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال قبض محمد بن علي الباقر و هو ابن سبع و خمسين سنة في عام أربع عشرة و مائة عاش بعد علي بن الحسين ع تسع عشرة سنة و شهرين

باب مولد أبي عبد الله جعفر بن محمد ع

 ولد أبو عبد الله ع سنة ثلاث و ثمانين و مضى في شوال من سنة ثمان و أربعين و مائة و له خمس و ستون سنة و دفن بالبقيع في القبر الذي دفن فيه أبوه و جده و الحسن بن علي ع و أمه أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر و أمها أسماء بنت عبد الرحمن بن أبي بكر

1-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن عبد الله بن أحمد عن إبراهيم بن الحسن قال حدثني وهب بن حفص عن إسحاق بن جرير قال قال أبو عبد الله ع كان سعيد بن المسيب و القاسم بن محمد بن أبي بكر و أبو خالد الكابلي من ثقات علي بن الحسين ع قال و كانت أمي ممن آمنت و اتقت و أحسنت و الله يحب المحسنين قال و قالت أمي قال أبي يا أم فروة إني لأدعو الله لمذنبي شيعتنا في اليوم و الليلة ألف مرة لأنا نحن فيما ينوبنا من الرزايا نصبر على ما نعلم من الثواب و هم يصبرون على ما لا يعلمون

 -  بعض أصحابنا عن ابن جمهور عن أبيه عن سليمان بن سماعة عن عبد الله بن القاسم عن المفضل بن عمر قال وجه أبو جعفر المنصور إلى الحسن بن زيد و هو واليه على الحرمين أن أحرق على جعفر بن محمد داره فألقى النار في دار أبي عبد الله فأخذت النار في الباب و الدهليز فخرج أبو عبد الله ع يتخطى النار و يمشي فيها و يقول أنا ابن أعراق الثرى أنا ابن إبراهيم خليل الله ع

3-  الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن البرقي عن أبيه عمن ذكره عن رفيد مولى يزيد بن عمرو بن هبيرة قال سخط علي ابن هبيرة و حلف علي ليقتلني فهربت منه و عذت بأبي عبد الله ع فأعلمته خبري فقال لي انصرف و أقرئه مني السلام و قل له إني قد آجرت عليك مولاك رفيدا فلا تهجه بسوء فقلت له جعلت فداك شامي خبيث الرأي فقال اذهب إليه كما أقول لك فأقبلت فلما كنت في بعض البوادي استقبلني أعرابي فقال أين تذهب إني أرى وجه مقتول ثم قال لي أخرج يدك ففعلت فقال يد مقتول ثم قال لي أبرز رجلك فأبرزت رجلي فقال رجل مقتول ثم قال لي أبرز جسدك ففعلت فقال جسد مقتول ثم قال لي أخرج لسانك ففعلت فقال لي امض فلا بأس عليك فإن في لسانك رسالة لو أتيت بها الجبال الرواسي لانقادت لك قال فجئت حتى وقفت على باب ابن هبيرة فاستأذنت فلما دخلت عليه قال أتتك بحائن رجلاه يا غلام النطع و السيف ثم أمر بي فكتفت و شد رأسي و قام علي السياف ليضرب عنقي فقلت أيها الأمير لم تظفر بي عنوة و إنما جئتك من ذات نفسي و هاهنا أمر أذكره لك ثم أنت و شأنك فقال قل فقلت أخلني فأمر من حضر فخرجوا فقلت له جعفر بن محمد يقرئك السلام و يقول لك قد آجرت عليك مولاك رفيدا فلا تهجه بسوء فقال و الله لقد قال لك جعفر بن محمد هذه المقالة و أقرأني السلام فحلفت له فردها علي ثلاثا ثم حل أكتافي ثم قال لا يقنعني منك حتى تفعل بي ما فعلت بك قلت ما تنطلق يدي بذاك و لا تطيب به نفسي فقال و الله ما يقنعني إلا ذاك ففعلت به كما فعل بي و أطلقته فناولني خاتمه و قال أموري في يدك فدبر فيها ما شئت

 -  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن عمر بن عبد العزيز عن الخيبري عن يونس بن ظبيان و مفضل بن عمر و أبي سلمة السراج و الحسين بن ثوير بن أبي فاختة قالوا كنا عند أبي عبد الله ع فقال عندنا خزائن الأرض و مفاتيحها و لو شئت أن أقول بإحدى رجلي أخرجي ما فيك من الذهب لأخرجت قال ثم قال بإحدى رجليه فخطها في الأرض خطا فانفرجت الأرض ثم قال بيده فأخرج سبيكة ذهب قدر شبر ثم قال انظروا حسنا فنظرنا فإذا سبائك كثيرة بعضها على بعض يتلألأ فقال له بعضنا جعلت فداك أعطيتم ما أعطيتم و شيعتكم محتاجون قال فقال إن الله سيجمع لنا و لشيعتنا الدنيا و الآخرة و يدخلهم جنات النعيم و يدخل عدونا الجحيم

5-  الحسين بن محمد عن المعلى بن محمد عن بعض أصحابه عن أبي بصير قال كان لي جار يتبع السلطان فأصاب مالا فأعد قيانا و كان يجمع الجميع إليه و يشرب المسكر و يؤذيني فشكوته إلى نفسه غير مرة فلم ينته فلما أن ألححت عليه فقال لي يا هذا أنا رجل مبتلى و أنت رجل معافى فلو عرضتني لصاحبك رجوت أن ينقذني الله بك فوقع ذلك له في قلبي فلما صرت إلى أبي عبد الله ع ذكرت له حاله فقال لي إذا رجعت إلى الكوفة سيأتيك فقل له يقول لك جعفر بن محمد دع ما أنت عليه و أضمن لك على الله الجنة فلما رجعت إلى الكوفة أتاني فيمن أتى فاحتبسته عندي حتى خلا منزلي ثم قلت له يا هذا إني ذكرتك لأبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق ع فقال لي إذا رجعت إلى الكوفة سيأتيك فقل له يقول لك جعفر بن محمد دع ما أنت عليه و أضمن لك على الله الجنة قال فبكى ثم قال لي الله لقد قال لك أبو عبد الله هذا قال فحلفت له أنه قد قال لي ما قلت فقال لي حسبك و مضى فلما كان بعد أيام بعث إلي فدعاني و إذا هو خلف داره عريان فقال لي يا أبا بصير لا و الله ما بقي في منزلي شي‏ء إلا و قد أخرجته و أنا كما ترى قال فمضيت إلى إخواننا فجمعت له ما كسوته به ثم لم تأت عليه أيام يسيرة حتى بعث إلي أني عليل فأتني فجعلت أختلف إليه و أعالجه حتى نزل به الموت فكنت عنده جالسا و هو يجود بنفسه فغشي عليه غشية ثم أفاق فقال لي يا أبا بصير قد وفى صاحبك لنا ثم قبض رحمة الله عليه فلما حججت أتيت أبا عبد الله ع فاستأذنت عليه فلما دخلت قال لي ابتداء من داخل البيت و إحدى رجلي في الصحن و الأخرى في دهليز داره يا أبا بصير قد وفينا لصاحبك

6-  أبو علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان بن يحيى عن جعفر بن محمد بن الأشعث قال قال لي أ تدري ما كان سبب دخولنا في هذا الأمر و معرفتنا به و ما كان عندنا منه ذكر و لا معرفة شي‏ء مما عند الناس قال قلت له ما ذاك قال إن أبا جعفر يعني أبا الدوانيق قال لأبي محمد بن الأشعث يا محمد ابغ لي رجلا له عقل يؤدي عني فقال له أبي قد أصبته لك هذا فلان بن مهاجر خالي قال فأتني به قال فأتيته بخالي فقال له أبو جعفر يا ابن مهاجر خذ هذا المال و أت المدينة و أت عبد الله بن الحسن بن الحسن و عدة من أهل بيته فيهم جعفر بن محمد فقل لهم إني رجل غريب من أهل خراسان و بها شيعة من شيعتكم وجهوا إليكم بهذا المال و ادفع إلى كل واحد منهم على شرط كذا و كذا فإذا قبضوا المال فقل إني رسول و أحب أن يكون معي خطوطكم بقبضكم ما قبضتم فأخذ المال و أتى المدينة فرجع إلى أبي الدوانيق و محمد بن الأشعث عنده فقال له أبو الدوانيق ما وراءك قال أتيت القوم و هذه خطوطهم بقبضهم المال خلا جعفر بن محمد فإني أتيته و هو يصلي في مسجد الرسول ص فجلست خلفه و قلت حتى ينصرف فأذكر له ما ذكرت لأصحابه فعجل و انصرف ثم التفت إلي فقال يا هذا اتق الله و لا تغر أهل بيت محمد فإنهم قريبو العهد بدولة بني مروان و كلهم محتاج فقلت و ما ذاك أصلحك الله قال فأدنى رأسه مني و أخبرني بجميع ما جرى بيني و بينك حتى كأنه كان ثالثنا قال فقال له أبو جعفر يا ابن مهاجر اعلم أنه ليس من أهل بيت نبوة إلا و فيه محدث و إن جعفر بن محمد محدثنا اليوم و كانت هذه الدلالة سبب قولنا بهذه المقالة

7-  سعد بن عبد الله و عبد الله بن جعفر جميعا عن إبراهيم بن مهزيار عن أخيه علي بن مهزيار عن الحسين بن سعيد عن محمد بن سنان عن ابن مسكان عن أبي بصير قال قبض أبو عبد الله جعفر بن محمد ع و هو ابن خمس و ستين سنة في عام ثمان و أربعين و مائة و عاش بعد أبي جعفر ع أربعا و ثلاثين سنة

8-  سعد بن عبد الله عن أبي جعفر محمد بن عمر بن سعيد عن يونس بن يعقوب عن أبي الحسن الأول ع قال سمعته يقول أنا كفنت أبي في ثوبين شطويين كان يحرم فيهما و في قميص من قمصه و في عمامة كانت لعلي بن الحسين ع و في برد اشتراه بأربعين دينارا

باب مولد أبي الحسن موسى بن جعفر ع

 ولد أبو الحسن موسى ع بالأبواء سنة ثمان و عشرين و مائة و قال بعضهم تسع و عشرين و مائة و قبض ع لست خلون من رجب من سنة ثلاث و ثمانين و مائة و هو ابن أربع أو خمس و خمسين سنة و قبض ع ببغداد في حبس السندي بن شاهك و كان هارون حمله من المدينة لعشر ليال بقين من شوال سنة تسع و سبعين و مائة و قد قدم هارون المدينة منصرفه من عمرة شهر رمضان ثم شخص هارون إلى الحج و حمله معه ثم انصرف على طريق البصرة فحبسه عند عيسى بن جعفر ثم أشخصه إلى بغداد فحبسه عند السندي بن شاهك فتوفي ع في حبسه و دفن ببغداد في مقبرة قريش و أمه أم ولد يقال لها حميدة

1-  الحسين بن محمد الأشعري عن معلى بن محمد عن علي بن السندي القمي قال حدثنا عيسى بن عبد الرحمن عن أبيه قال دخل ابن عكاشة بن محصن الأسدي على أبي جعفر و كان أبو عبد الله ع قائما عنده فقدم إليه عنبا فقال حبة حبة يأكله الشيخ الكبير و الصبي الصغير و ثلاثة و أربعة يأكله من يظن أنه لا يشبع و كله حبتين حبتين فإنه يستحب فقال لأبي جعفر ع لأي شي‏ء لا تزوج أبا عبد الله فقد أدرك التزويج قال و بين يديه صرة مختومة فقال أما إنه سيجي‏ء نخاس من أهل بربر فينزل دار ميمون فنشتري له بهذه الصرة جارية قال فأتى لذلك ما أتى فدخلنا يوما على أبي جعفر ع فقال أ لا أخبركم عن النخاس الذي ذكرته لكم قد قدم فاذهبوا فاشتروا بهذه الصرة منه جارية قال فأتينا النخاس فقال قد بعت ما كان عندي إلا جاريتين مريضتين إحداهما أمثل من الأخرى قلنا فأخرجهما حتى ننظر إليهما فأخرجهما فقلنا بكم تبيعنا هذه المتماثلة قال بسبعين دينارا قلنا أحسن قال لا أنقص من سبعين دينارا قلنا له نشتريها منك بهذه الصرة ما بلغت و لا ندري ما فيها و كان عنده رجل أبيض الرأس و اللحية قال فكوا و زنوا فقال النخاس لا تفكوا فإنها إن نقصت حبة من سبعين دينارا لم أبايعكم فقال الشيخ ادنوا فدنونا و فككنا الخاتم و وزنا الدنانير فإذا هي سبعون دينارا لا تزيد و لا تنقص فأخذنا الجارية فأدخلناها على أبي جعفر ع و جعفر قائم عنده فأخبرنا أبا جعفر بما كان فحمد الله و أثنى عليه ثم قال لها ما اسمك قالت حميدة فقال حميدة في الدنيا محمودة في الآخرة أخبريني عنك أ بكر أنت أم ثيب قالت بكر قال و كيف و لا يقع في أيدي النخاسين شي‏ء إلا أفسدوه فقالت قد كان يجيئني فيقعد مني مقعد الرجل من المرأة فيسلط الله عليه رجلا أبيض الرأس و اللحية فلا يزال يلطمه حتى يقوم عني ففعل بي مرارا و فعل الشيخ به مرارا فقال يا جعفر خذها إليك فولدت خير أهل الأرض موسى بن جعفر ع

2-  محمد بن يحيى عن محمد بن أحمد عن عبد الله بن أحمد عن علي بن الحسين عن ابن سنان عن سابق بن الوليد عن المعلى بن خنيس أن أبا عبد الله ع قال حميدة مصفاة من الأدناس كسبيكة الذهب ما زالت الأملاك تحرسها حتى أديت إلي كرامة من الله لي و الحجة من بعدي

3-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد و علي بن إبراهيم عن أبيه جميعا عن أبي قتادة القمي عن أبي خالد الزبالي قال لما أقدم بأبي الحسن موسى ع على المهدي القدمة الأولى نزل زبالة فكنت أحدثه فرآني مغموما فقال لي يا أبا خالد ما لي أراك مغموما فقلت و كيف لا أغتم و أنت تحمل إلى هذه الطاغية و لا أدري ما يحدث فيك فقال ليس علي بأس إذا كان شهر كذا و كذا و يوم كذا فوافني في أول الميل فما كان لي هم إلا إحصاء الشهور و الأيام حتى كان ذلك اليوم فوافيت الميل فما زلت عنده حتى كادت الشمس أن تغيب و وسوس الشيطان في صدري و تخوفت أن أشك فيما قال فبينا أنا كذلك إذا نظرت إلى سواد قد أقبل من ناحية العراق فاستقبلتهم فإذا أبو الحسن ع أمام القطار على بغلة فقال إيه يا أبا خالد قلت لبيك يا ابن رسول الله فقال لا تشكن ود الشيطان أنك شككت فقلت الحمد لله الذي خلصك منهم فقال إن لي إليهم عودة لا أتخلص منهم

4-  أحمد بن مهران و علي بن إبراهيم جميعا عن محمد بن علي عن الحسن بن راشد عن يعقوب بن جعفر بن إبراهيم قال كنت عند أبي الحسن موسى ع إذ أتاه رجل نصراني و نحن معه بالعريض فقال له النصراني أتيتك من بلد بعيد و سفر شاق و سألت ربي منذ ثلاثين سنة أن يرشدني إلى خير الأديان و إلى خير العباد و أعلمهم و أتاني آت في النوم فوصف لي رجلا بعليا دمشق فانطلقت حتى أتيته فكلمته فقال أنا أعلم أهل ديني و غيري أعلم مني فقلت أرشدني إلى من هو أعلم منك فإني لا أستعظم السفر و لا تبعد علي الشقة و لقد قرأت الإنجيل كلها و مزامير داود و قرأت أربعة أسفار من التوراة و قرأت ظاهر القرآن حتى استوعبته كله فقال لي العالم إن كنت تريد علم النصرانية فأنا أعلم العرب و العجم بها و إن كنت تريد علم اليهود فباطي بن شرحبيل السامري أعلم الناس بها اليوم و إن كنت تريد علم الإسلام و علم التوراة و علم الإنجيل و علم الزبور و كتاب هود و كل ما أنزل على نبي من الأنبياء في دهرك و دهر غيرك و ما أنزل من السماء من خبر فعلمه أحد أو لم يعلم به أحد فيه تبيان كل شي‏ء و شفاء للعالمين و روح لمن استروح إليه و بصيرة لمن أراد الله به خيرا و أنس إلى الحق فأرشدك إليه فأته و لو مشيا على رجليك فإن لم تقدر فحبوا على ركبتيك فإن لم تقدر فزحفا على استك فإن لم تقدر فعلى وجهك فقلت لا بل أنا أقدر على المسير في البدن و المال قال فانطلق من فورك حتى تأتي يثرب فقلت لا أعرف يثرب قال فانطلق حتى تأتي مدينة النبي ص الذي بعث في العرب و هو النبي العربي الهاشمي فإذا دخلتها فسل عن بني غنم بن مالك بن النجار و هو عند باب مسجدها و أظهر بزة النصرانية و حليتها فإن واليها يتشدد عليهم و الخليفة أشد ثم تسأل عن بني عمرو بن مبذول و هو ببقيع الزبير ثم تسأل عن موسى بن جعفر و أين منزله و أين هو مسافر أم حاضر فإن كان مسافرا فالحقه فإن سفره أقرب مما ضربت إليه

 ثم أعلمه أن مطران عليا الغوطة غوطة دمشق هو الذي أرشدني إليك و هو يقرئك السلام كثيرا و يقول لك إني لأكثر مناجاة ربي أن يجعل إسلامي على يديك فقص هذه القصة و هو قائم معتمد على عصاه ثم قال إن أذنت لي يا سيدي كفرت لك و جلست فقال آذن لك أن تجلس و لا آذن لك أن تكفر فجلس ثم ألقى عنه برنسه ثم قال جعلت فداك تأذن لي في الكلام قال نعم ما جئت إلا له فقال له النصراني اردد على صاحبي السلام أ و ما ترد السلام فقال أبو الحسن ع على صاحبك إن هداه الله فأما التسليمفذاك إذا صار في ديننا فقال النصراني إني أسألك أصلحك الله قال سل قال أخبرني عن كتاب الله تعالى الذي أنزل على محمد و نطق به ثم وصفه بما وصفه به فقال حم. و الكتاب المبين. إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين. فيها يفرق كل أمر حكيم ما تفسيرها في الباطن فقال أما حم فهو محمد ص و هو في كتاب هود الذي أنزل عليه و هو منقوص الحروف و أما الكتاب المبين فهو أمير المؤمنين علي ع و أما الليلة ففاطمة ع و أما قوله فيها يفرق كل أمر حكيم يقول يخرج منها خير كثير فرجل حكيم و رجل حكيمو رجل حكيم فقال الرجل صف لي الأول و الآخر من هؤلاء الرجال فقال إن الصفات تشتبه و لكن الثالث من القوم أصف لك ما يخرج من نسله و إنه عندكم لفي الكتب التي نزلت عليكم إن لم تغيروا و تحرفوا و تكفروا و قديما ما فعلتم قال له النصراني إني لا أستر عنك ما علمت و لا أكذبك و أنت تعلم ما أقول في صدق ما أقول و كذبه و الله لقد أعطاك الله من فضله و قسم عليك من نعمه ما لا يخطره الخاطرون و لا يستره الساترون و لا يكذب فيه من كذب فقولي لك في ذلك الحق كما ذكرت فهو كما ذكرت فقال له أبو إبراهيم ع أعجلك أيضا خبرا لا يعرفه إلا قليل ممن قرأ الكتب أخبرني ما اسم أم مريم و أي يوم نفخت فيه مريم و لكم من ساعة من النهار و أي يوم وضعت مريم فيه عيسى ع و لكم من ساعة من النهار فقال النصراني لا أدري فقال أبو إبراهيم ع أما أم مريم فاسمها مرثا و هي وهيبة بالعربية و أما

 اليوم الذي حملت فيه مريم فهو يوم الجمعة للزوال و هو اليوم الذي هبط فيه الروح الأمين و ليس للمسلمين عيد كان أولى منه عظمه الله تبارك و تعالى و عظمه محمد ص فأمر أن يجعله عيدا فهو يوم الجمعة و أما اليوم الذي ولدت فيه مريم فهو يوم الثلاثاء لأربع ساعات و نصف من النهار و النهر الذي ولدت عليه مريم عيسى ع هل تعرفه قال لا قال هو الفرات و عليه شجر النخل و الكرم و ليس يساوى بالفرات شي‏ء للكروم و النخيل فأما اليوم الذي حجبت فيه لسانها و نادى قيدوس ولده و أشياعه فأعانوه و أخرجوا آل عمران لينظروا إلى مريم فقالوا لها ما قص الله عليك في كتابه و علينا في كتابه فهل فهمته قال نعم و قرأته اليوم الأحدث قال إذن لا تقوم من مجلسك حتى يهديك الله قال النصراني ما كان اسم أمي بالسريانية و بالعربية فقال كان اسم أمك بالسريانية عنقالية و عنقورة كان اسم جدتك لأبيك و أما اسم أمك بالعربية فهو مية و أما اسم أبيك فعبد المسيح و هو عبد الله بالعربية و ليس للمسيح عبد قال صدقت و بررت فما كان اسم جدي قال كان اسم جدك جبرئيل و هو عبد الرحمن سميته في مجلسي هذا قال أما إنه كان مسلما قال أبو إبراهيم ع نعم و قتل شهيدا دخلت عليه أجناد فقتلوه في منزله غيلة و الأجناد من أهل الشام قال فما كان اسمي قبل كنيتي قال كان اسمك عبد الصليب قال فما تسميني قال أسميك عبد الله قال فإني آمنت بالله العظيم و شهدت أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له فردا صمدا ليس كما تصفه النصارى و ليس كما تصفه اليهود و لا جنس من أجناس الشرك و أشهد أن محمدا عبده و رسوله أرسله بالحق فأبان به لأهله و عمي المبطلون و أنه كان رسول الله إلى الناس كافة إلى الأحمر و الأسود كل فيه مشترك فأبصر من أبصر و اهتدى من اهتدى و عمي المبطلون و ضل عنهم ما كانوا يدعون و أشهد أن وليه نطق بحكمته و أن من كان قبله من الأنبياء نطقوا بالحكمة البالغة و توازروا على الطاعة لله و فارقوا الباطل و أهله و الرجس و أهله و هجروا سبيل الضلالة و نصرهم الله بالطاعة له و عصمهم من المعصية فهم لله أولياء و للدين أنصار يحثون على الخير و يأمرون به آمنت بالصغير منهم و الكبير و من ذكرت منهم و من لم أذكر و آمنت بالله تبارك و تعالى رب العالمين ثم قطع زناره و قطع صليبا كان في عنقه من ذهب ثم قال مرني حتى أضع صدقتي حيث تأمرني فقال هاهنا أخ لك كان على مثل دينك و هو رجل من قومك من قيس بن ثعلبة و هو في نعمة كنعمتك فتواسيا و تجاورا و لست أدع أن أورد عليكما حقكما في الإسلام فقال و الله أصلحك الله إني لغني و لقد تركت ثلاثمائة طروق بين فرس و فرسة و تركت ألف بعير فحقك فيها أوفر من حقي فقال له أنت مولى الله و رسوله و أنت في حد نسبك على حالك فحسن إسلامه و تزوج امرأة من بني فهر و أصدقها أبو إبراهيم ع خمسين دينارا من صدقة علي بن أبي طالب ع و أخدمه و بوأه و أقام حتى أخرج أبو إبراهيم ع فمات بعد مخرجه بثمان و عشرين ليلة

5-  علي بن إبراهيم و أحمد بن مهران جميعا عن محمد بن علي عن الحسن بن راشد عن يعقوب بن جعفر قال كنت عند أبي إبراهيم ع و أتاه رجل من أهل نجران اليمن من الرهبان و معه راهبة فاستأذن لهما الفضل بن سوار فقال له إذا كان غدا فأت بهما عند بئر أم خير قال فوافينا من الغد فوجدنا القوم قد وافوا فأمر بخصفة بواري ثم جلس و جلسوا فبدأت الراهبة بالمسائل فسألت عن مسائل كثيرة كل ذلك يجيبها و سألها أبو إبراهيم ع عن أشياء لم يكن عندها فيه شي‏ء ثم أسلمت ثم أقبل الراهب يسأله فكان يجيبه في كل ما يسأله فقال الراهب قد كنت قويا على ديني و ما خلفت أحدا من النصارى في الأرض يبلغ مبلغي في العلم و لقد سمعت برجل في الهند إذا شاء حج إلى بيت المقدس في يوم و ليلة ثم يرجع إلى منزله بأرض الهند فسألت عنه بأي أرض هو فقيل لي إنه بسبذان و سألت الذي أخبرني فقال هو علم الاسم الذي ظفر به آصف صاحب سليمان لما أتى بعرش سبإ و هو الذي ذكره الله لكم في كتابكم و لنا معشر الأديان في كتبنا فقال له أبو إبراهيم ع فكم لله من اسم لا يرد فقال الراهب الأسماء كثيرة فأما المحتوم منها الذي لا يرد سائله فسبعة فقال له أبو الحسن ع فأخبرني عما تحفظ منها قال الراهب لا و الله الذي أنزل التوراة على موسى و جعل عيسى عبرة للعالمين و فتنة لشكر أولي الألباب و جعل محمدا بركة و رحمة و جعل عليا ع عبرة و بصيرة و جعل الأوصياء من نسله و نسل محمد ما أدري و لو دريت ما احتجت فيه إلى كلامك و لا جئتك و لا سألتك فقال له أبو إبراهيم ع عد إلى حديث الهندي فقال له الراهب سمعت بهذه الأسماء و لا أدري ما بطانتها و لا شرائحها و لا أدري ما هي و لا كيف هي و لا بدعائها فانطلقت حتى قدمت سبذان الهند فسألت عن الرجل فقيل لي إنه بنى ديرا في جبل فصار لا يخرج و لا يرى إلا في كل سنة مرتين و زعمت الهند أن الله فجر له عينا في ديره و زعمت الهند أنه يزرع له من غير زرع يلقيه و يحرث له من غير حرث يعمله فانتهيت إلى بابه فأقمت ثلاثا لا أدق الباب و لا أعالج الباب فلما كان اليوم الرابع فتح الله الباب و جاءت بقرة عليها حطب تجر ضرعها يكاد يخرج ما في ضرعها من اللبن فدفعت الباب فانفتح فتبعتها و دخلت فوجدت الرجل قائما ينظر إلى السماء فيبكي و ينظر إلى الأرض فيبكي و ينظر إلى الجبال فيبكي فقلت سبحان الله ما أقل ضربك في دهرنا هذا فقال لي و الله ما أنا إلا حسنة من حسنات رجل خلفته وراء ظهرك فقلت له أخبرت أن عندك اسما من أسماء الله تبلغ به في كل يوم و ليلة بيت المقدس و ترجع إلى بيتك فقال لي و هل تعرف بيت المقدس قلت لا أعرف إلا بيت المقدس الذي بالشام قال ليس بيت المقدس و لكنه البيت المقدس و هو بيت آل محمد ص فقلت له أما ما سمعت به إلى يومي هذا فهو بيت المقدس فقال لي تلك محاريب الأنبياء و إنما كان يقال لها حظيرة المحاريب حتى جاءت الفترة التي كانت بين محمد و عيسى ص و قرب البلاء من أهل الشرك و حلت النقمات في دور الشياطين فحولوا و بدلوا و نقلوا تلك الأسماء و هو قول الله تبارك و تعالى البطن لآل محمد و الظهر مثل إن هي إلا أسماء سميتموها أنتم و آباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان فقلت له إني قد ضربت إليك من بلد بعيد تعرضت إليك بحارا و غموما و هموما و خوفا و أصبحت و أمسيت مؤيسا ألا أكون ظفرت بحاجتي فقال لي ما أرى أمك حملت بك إلا و قد حضرها ملك كريم و لا أعلم أن أباك حين أراد الوقوع بأمك إلا و قد اغتسل و جاءها على طهر و لا أزعم إلا أنه قد كان درس السفر الرابع من سهره ذلك فختم له بخير ارجع من حيث جئت فانطلق حتى تنزل

 مدينة محمد ص التي يقال لها طيبة و قد كان اسمها في الجاهلية يثرب ثم اعمد إلى موضع منها يقال له البقيع ثم سل عن دار يقال لها دار مروان فانزلها و أقم ثلاثا ثم سل عن الشيخ الأسود الذي يكون على بابها يعمل البواري و هي في بلادهم اسمها الخصف فالطف بالشيخ و قل له بعثني إليك نزيلك الذي كان ينزل في الزاوية في البيت الذي فيه الخشيبات الأربع ثم سله عن فلان بن فلان الفلاني و سله أين ناديه و سله أي ساعة يمر فيها فليريكاه أو يصفه لك فتعرفه بالصفة و سأصفه لك قلت فإذا لقيته فأصنع ما ذا قال سله عما كان و عما هو كائن و سله عن معالم دين من مضى و من بقي فقال له أبو إبراهيم ع قد نصحك صاحبك الذي لقيت فقال الراهب ما اسمه جعلت فداك قال هو متمم بن فيروز و هو من أبناء الفرس و هو ممن آمن بالله وحده لا شريك له و عبده بالإخلاص و الإيقان و فر من قومه لما خافهم فوهب له ربه حكما و هداه لسبيل الرشاد و جعله من المتقين و عرف بينه و بين عباده المخلصين و ما من سنة إلا و هو يزور فيها مكة حاجا و يعتمر في رأس كل شهر مرة و يجي‏ء من موضعه من الهند إلى مكة فضلا من الله و عونا و كذلك يجزي الله الشاكرين ثم سأله الراهب عن مسائل كثيرة كل ذلك يجيبه فيها و سأل الراهب عن أشياء لم يكن عند الراهب فيها شي‏ء فأخبره بها ثم إن الراهب قال أخبرني عن ثمانية أحرف نزلت فتبين في الأرض منها أربعة و بقي في الهواء منها أربعة على من نزلت تلك الأربعة التي في الهواء و من يفسرها قال ذاك قائمنا ينزله الله عليه فيفسره و ينزل عليه ما لم ينزل على الصديقين و الرسل و المهتدين ثم قال الراهب فأخبرني عن الاثنين من تلك الأربعة الأحرف التي في الأرض ما هي قال أخبرك بالأربعة كلها أما أولهن فلا إله إلا الله وحده لا شريك له باقيا و الثانية محمد رسول الله ص مخلصا و الثالثة نحن أهل البيت و الرابعة شيعتنا منا و نحن من رسول الله ص و رسول الله من الله بسبب فقال له الراهب أشهد أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله و أن ما جاء به من عند الله حق و أنكم صفوة الله من خلقه و أن شيعتكم المطهرون المستبدلون و لهم عاقبة الله و الحمد لله رب العالمين فدعا أبو إبراهيم ع بجبة خز و قميص قوهي و طيلسان و خف و قلنسوة فأعطاه إياها و صلى الظهر و قال له اختتن فقال قد اختتنت في سابعي

6-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن عبد الله بن المغيرة قال مر العبد الصالح بامرأة بمنى و هي تبكي و صبيانها حولها يبكون و قد ماتت لها بقرة فدنا منها ثم قال لها ما يبكيك يا أمة الله قالت يا عبد الله إن لنا صبيانا يتامى و كانت لي بقرة معيشتي و معيشة صبياني كان منها و قد ماتت و بقيت منقطعا بي و بولدي لا حيلة لنا فقال يا أمة الله هل لك أن أحييها لك فألهمت أن قالت نعم يا عبد الله فتنحى و صلى ركعتين ثم رفع يده هنيئة و حرك شفتيه ثم قام فصوت بالبقرة فنخسها نخسة أو ضربها برجله فاستوت على الأرض قائمة فلما نظرت المرأة إلى البقرة صاحت و قالت عيسى ابن مريم و رب الكعبة فخالط الناس و صار بينهم و مضى ع

7-  أحمد بن مهران رحمه الله عن محمد بن علي عن سيف بن عميرة عن إسحاق بن عمار قال سمعت العبد الصالح ينعى إلى رجل نفسه فقلت في نفسي و إنه ليعلم متى يموت الرجل من شيعته فالتفت إلي شبه المغضب فقال يا إسحاق قد كان رشيد الهجري يعلم علم المنايا و البلايا و الإمام أولى بعلم ذلك ثم قال يا إسحاق اصنع ما أنت صانع فإن عمرك قد فني و إنك تموت إلى سنتين و إخوتك و أهل بيتك لا يلبثون بعدك إلا يسيرا حتى تتفرق كلمتهم و يخون بعضهم بعضا حتى يشمت بهم عدوهم فكان هذا في نفسك فقلت فإني أستغفر الله بما عرض في صدري فلم يلبث إسحاق بعد هذا المجلس إلا يسيرا حتى مات فما أتى عليهم إلا قليل حتى قام بنو عمار بأموال الناس فأفلسوا

 -  علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن موسى بن القاسم البجلي عن علي بن جعفر قال جاءني محمد بن إسماعيل و قد اعتمرنا عمرة رجب و نحن يومئذ بمكة فقال يا عم إني أريد بغداد و قد أحببت أن أودع عمي أبا الحسن يعني موسى بن جعفر ع و أحببت أن تذهب معي إليه فخرجت معه نحو أخي و هو في داره التي بالحوبة و ذلك بعد المغرب بقليل فضربت الباب فأجابني أخي فقال من هذا فقلت علي فقال هو ذا أخرج و كان بطي‏ء الوضوء فقلت العجل قال و أعجل فخرج و عليه إزار ممشق قد عقده في عنقه حتى قعد تحت عتبة الباب فقال علي بن جعفر فانكببت عليه فقبلت رأسه و قلت قد جئتك في أمر إن تره صوابا فالله وفق له و إن يكن غير ذلك فما أكثر ما نخطئ قال و ما هو قلت هذا ابن أخيك يريد أن يودعك و يخرج إلى بغداد فقال لي ادعه فدعوته و كان متنحيا فدنا منه فقبل رأسه و قال جعلت فداك أوصني فقال أوصيك أن تتقي الله في دمي فقال مجيبا له من أرادك بسوء فعل الله به و جعل يدعو على من يريده بسوء ثم عاد فقبل رأسه فقال يا عم أوصني فقال أوصيك أن تتقي الله في دمي فقال من أرادك بسوء فعل الله به و فعل ثم عاد فقبل رأسه ثم قال يا عم أوصني فقال أوصيك أن تتقي الله في دمي فدعا على من أراده بسوء ثم تنحى عنه و مضيت معه فقال لي أخي يا علي مكانك فقمت مكاني فدخل منزله ثم دعاني فدخلت إليه فتناول صرة فيها مائة دينار فأعطانيها و قال قل لابن أخيك يستعين بها على سفره قال علي فأخذتها فأدرجتها في حاشية ردائي ثم ناولني مائة أخرى و قال أعطه أيضا ثم ناولني صرة أخرى و قال أعطه أيضا فقلت جعلت فداك إذا كنت تخاف منه مثل الذي ذكرت فلم تعينه على نفسك فقال إذا وصلته و قطعني قطع الله أجله ثم تناول مخدة أدم فيها ثلاثة آلاف درهم وضح و قال أعطه هذه أيضا قال فخرجت إليه فأعطيته المائة الأولى ففرح بها فرحا شديدا و دعا لعمه ثم أعطيته الثانية و الثالثة ففرح بها حتى ظننت أنه سيرجع و لا يخرج ثم أعطيته الثلاثة آلاف درهم فمضى على وجهه حتى دخل على هارون فسلم عليه بالخلافة و قال ما ظننت أن في الأرض خليفتين حتى رأيت عمي موسى بن جعفر يسلم عليه بالخلافة فأرسل هارون إليه بمائة ألف درهم فرماه الله بالذبحة فما نظر منها إلى درهم و لا مسه

9-  سعد بن عبد الله و عبد الله بن جعفر جميعا عن إبراهيم بن مهزيار عن أخيه علي بن مهزيار عن الحسين بن سعيد عن محمد بن سنان عن ابن مسكان عن أبي بصير قال قبض موسى بن جعفر ع و هو ابن أربع و خمسين سنة في عام ثلاث و ثمانين و مائة و عاش بعد جعفر ع خمسا و ثلاثين سنة

باب مولد أبي الحسن الرضا ع

 ولد أبو الحسن الرضا ع سنة ثمان و أربعين و مائة و قبض ع في صفر من سنة ثلاث و مائتين و هو ابن خمس و خمسين سنة و قد اختلف في تاريخه إلا أن هذا التاريخ هو أقصد إن شاء الله و توفي ع بطوس في قرية يقال لها سناباد من نوقان على دعوة و دفن بها و كان المأمون أشخصه من المدينة إلى مرو على طريق البصرة و فارس فلما خرج المأمون و شخص إلى بغداد أشخصه معه فتوفي في هذه القرية و أمه أم ولد يقال لها أم البنين

1-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن هشام بن أحمر قال قال لي أبو الحسن الأول هل علمت أحدا من أهل المغرب قدم قلت لا قال بلى قد قدم رجل فانطلق بنا فركب و ركبت معه حتى انتهينا إلى الرجل فإذا رجل من أهل المدينة معه رقيق فقلت له اعرض علينا فعرض علينا سبع جوار كل ذلك يقول أبو الحسن ع لا حاجة لي فيها ثم قال اعرض علينا فقال ما عندي إلا جارية مريضة فقال له ما عليك أن تعرضها فأبى عليه فانصرف ثم أرسلني من الغد فقال قل له كم كان غايتك فيها فإذا قال كذا و كذا فقل قد أخذتها فأتيته فقال ما كنت أريد أن أنقصها من كذا و كذا فقلت قد أخذتها فقال هي لك و لكن أخبرني من الرجل الذي كان معك بالأمس فقلت رجل من بني هاشم قال من أي بني هاشم فقلت ما عندي أكثر من هذا فقال أخبرك عن هذه الوصيفة إني اشتريتها من أقصى المغرب فلقيتني امرأة من أهل الكتاب فقالت ما هذه الوصيفة معك قلت اشتريتها لنفسي فقالت ما يكون ينبغي أن تكون هذه عند مثلك إن هذه الجارية ينبغي أن تكون عند خير أهل الأرض فلا تلبث عنده إلا قليلا حتى تلد منه غلاما ما يولد بشرق الأرض و لا غربها مثله قال فأتيته بها فلم تلبث عنده إلا قليلا حتى ولدت الرضا ع

2-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عمن ذكره عن صفوان بن يحيى قال لما مضى أبو إبراهيم ع و تكلم أبو الحسن ع خفنا عليه من ذلك فقيل له إنك قد أظهرت أمرا عظيما و إنا نخاف عليك هذه الطاغية قال فقال ليجهد جهده فلا سبيل له علي

3-  أحمد بن مهران رحمه الله عن محمد بن علي عن الحسن بن منصور عن أخيه قال دخلت على الرضا ع في بيت داخل في جوف بيت ليلا فرفع يده فكانت كأن في البيت عشرة مصابيح و استأذن عليه رجل فخلى يده ثم أذن له

4-  علي بن محمد عن ابن جمهور عن إبراهيم بن عبد الله عن أحمد بن عبد الله عن الغفاري قال كان لرجل من آل أبي رافع مولى النبي ص يقال له طيس علي حق فتقاضاني و ألح علي و أعانه الناس فلما رأيت ذلك صليت الصبح في مسجد الرسول ع ثم توجهت نحو الرضا ع و هو يومئذ بالعريض فلما قربت من بابه إذا هو قد طلع على حمار و عليه قميص و رداء فلما نظرت إليه استحييت منه فلما لحقني وقف و نظر إلي فسلمت عليه و كان شهر رمضان فقلت جعلني الله فداك إن لمولاك طيس علي حقا و قد و الله شهرني و أنا أظن في نفسي أنه يأمره بالكف عني و و الله ما قلت له كم له علي و لا سميت له شيئا فأمرني بالجلوس إلى رجوعه فلم أزل حتى صليت المغرب و أنا صائم فضاق صدري و أردت أن أنصرف فإذا هو قد طلع علي و حوله الناس و قد قعد له السؤال و هو يتصدق عليهم فمضى و دخل بيته ثم خرج و دعاني فقمت إليه و دخلت معه فجلس و جلست فجعلت أحدثه عن ابن المسيب و كان أمير المدينة و كان كثيرا ما أحدثه عنه فلما فرغت قال لا أظنك أفطرت بعد فقلت لا فدعا لي بطعام فوضع بين يدي و أمر الغلام أن يأكل معي فأصبت و الغلام من الطعام فلما فرغنا قال لي ارفع الوسادة و خذ ما تحتها فرفعتها و إذا دنانير فأخذتها و وضعتها في كمي و أمر أربعة من عبيده أن يكونوا معي حتى يبلغوني منزلي فقلت جعلت فداك إن طائف بن المسيب يدور و أكره أن يلقاني و معي عبيدك فقال لي أصبت أصاب الله بك الرشاد و أمرهم أن ينصرفوا إذا رددتهم فلما قربت من منزلي و آنست رددتهم فصرت إلى منزلي و دعوت بالسراج و نظرت إلى الدنانير و إذا هي ثمانية و أربعون دينارا و كان حق الرجل علي ثمانية و عشرين دينارا و كان فيها دينار يلوح فأعجبني حسنه فأخذته و قربته من السراج فإذا عليه نقش واضح حق الرجل ثمانية و عشرون دينارا و ما بقي فهو لك و لا و الله ما عرفت ما له علي و الحمد لله رب العالمين الذي أعز وليه

5-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن بعض أصحابه عن أبي الحسن الرضا ع أنه خرج من المدينة في السنة التي حج فيها هارون يريد الحج فانتهى إلى جبل عن يسار الطريق و أنت ذاهب إلى مكة يقال له فارع فنظر إليه أبو الحسن ثم قال باني فارع و هادمه يقطع إربا إربا فلم ندر ما معنى ذلك فلما ولى وافى هارون و نزل بذلك الموضع صعد جعفر بن يحيى ذلك الجبل و أمر أن يبنى له ثم مجلس فلما رجع من مكة صعد إليه فأمر بهدمه فلما انصرف إلى العراق قطع إربا إربا

6-  أحمد بن محمد عن محمد بن الحسن عن محمد بن عيسى عن محمد بن حمزة بن القاسم عن إبراهيم بن موسى قال ألححت على أبي الحسن الرضا ع في شي‏ء أطلبه منه فكان يعدني فخرج ذات يوم ليستقبل والي المدينة و كنت معه فجاء إلى قرب قصر فلان فنزل تحت شجرات و نزلت معه أنا و ليس معنا ثالث فقلت جعلت فداك هذا العيد قد أظلنا و لا و الله ما أملك درهما فما سواه فحك بسوطه الأرض حكا شديدا ثم ضرب بيده فتناول منه سبيكة ذهب ثم قال انتفع بها و اكتم ما رأيت

7-  علي بن إبراهيم عن ياسر الخادم و الريان بن الصلت جميعا قال لما انقضى أمر المخلوع و استوى الأمر للمأمون كتب إلى الرضا ع يستقدمه إلى خراسان فاعتل عليه أبو الحسن ع بعلل فلم يزل المأمون يكاتبه في ذلك حتى علم أنه لا محيص له و أنه لا يكف عنه فخرج ع و لأبي جعفر ع سبع سنين فكتب إليه المأمون لا تأخذ على طريق الجبل و قم و خذ على طريق البصرة و الأهواز و فارس حتى وافى مرو فعرض عليه المأمون أن يتقلد الأمر و الخلافة فأبى أبو الحسن ع قال فولاية العهد فقال على شروط أسألكها قال المأمون له سل ما شئت فكتب الرضا ع إني داخل في ولاية العهد على أن لا آمر و لا أنهى و لا أفتي و لا أقضي و لا أولي و لا أعزل و لا أغير شيئا مما هو قائم و تعفيني من ذلك كله فأجابه المأمون إلى ذلك كله قال فحدثني ياسر قال فلما حضر العيد بعث المأمون إلى الرضا ع يسأله أن يركب و يحضر العيد و يصلي و يخطب فبعث إليه الرضا ع قد علمت ما كان بيني و بينك من الشروط في دخول هذا الأمر فبعث إليه المأمون إنما أريد بذلك أن تطمئن قلوب الناس و يعرفوا فضلك فلم يزل ع يراده الكلام في ذلك فألح عليه فقال يا أمير المؤمنين إن أعفيتني من ذلك فهو أحب إلي و إن لم تعفني خرجت كما خرج رسول الله ص و أمير المؤمنين ع فقال المأمون اخرج كيف شئت و أمر المأمون القواد و الناس أن يبكروا إلى باب أبي الحسن قال فحدثني ياسر الخادم أنه قعد الناس لأبي الحسن ع في الطرقات و السطوح الرجال و النساء و الصبيان و اجتمع القواد و الجند على باب أبي الحسن ع فلما طلعت الشمس قام ع فاغتسل و تعمم بعمامة بيضاء من قطن ألقى طرفا منها على صدره و طرفا بين كتفيه و تشمر ثم قال لجميع مواليه افعلوا مثل ما فعلت ثم أخذ بيده عكازا ثم خرج و نحن بين يديه و هو حاف قد شمر سراويله إلى نصف الساق و عليه ثياب مشمرة فلما مشى و مشينا بين يديه رفع رأسه إلى السماء و كبر أربع تكبيرات فخيل إلينا أن السماء و الحيطان تجاوبه و القواد و الناس على الباب قد تهيئوا و لبسوا السلاح و تزينوا بأحسن الزينة فلما طلعنا عليهم بهذه الصورة و طلع الرضا ع وقف على الباب وقفة ثم قال الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر على ما هدانا الله أكبر على ما رزقنا من بهيمة الأنعام و الحمد لله على ما أبلانا نرفع بها أصواتنا قال ياسر فتزعزعت مرو بالبكاء و الضجيج و الصياح لما نظروا إلى أبي الحسن ع و سقط القواد عن دوابهم و رموا بخفافهم لما رأوا أبا الحسن ع حافيا و كان يمشي و يقف في كل عشر خطوات و يكبر ثلاث مرات قال ياسر فتخيل إلينا أن السماء و الأرض و الجبال تجاوبه و صارت مرو ضجة واحدة من البكاء و بلغ المأمون ذلك فقال له الفضل بن سهل ذو الرئاستين يا أمير المؤمنين إن بلغ الرضا المصلى على هذا السبيل افتتن به الناس و الرأي أن تسأله أن يرجع فبعث إليه المأمون فسأله الرجوع فدعا أبو الحسن ع بخفه فلبسه و ركب و رجع

8-  علي بن إبراهيم عن ياسر قال لما خرج المأمون من خراسان يريد بغداد و خرج الفضل ذو الرئاستين و خرجنا مع أبي الحسن ع ورد على الفضل بن سهل ذي الرئاستين كتاب من أخيه الحسن بن سهل و نحن في بعض المنازل إني نظرت في تحويل السنة في حساب النجوم فوجدت فيه أنك تذوق في شهر كذا و كذا يوم الأربعاء حر الحديد و حر النار و أرى أن تدخل أنت و أمير المؤمنين و الرضا الحمام في هذا اليوم و تحتجم فيه و تصب على يديك الدم ليزول عنك نحسه فكتب ذو الرئاستين إلى المأمون بذلك و سأله أن يسأل أبا الحسن ذلك فكتب المأمون إلى أبي الحسن يسأله ذلك فكتب إليه أبو الحسن لست بداخل الحمام غدا و لا أرى لك و لا للفضل أن تدخلا الحمام غدا فأعاد عليه الرقعة مرتين فكتب إليه أبو الحسن يا أمير المؤمنين لست بداخل غدا الحمام فإني رأيت رسول الله ص في هذه الليلة في النوم فقال لي يا علي لا تدخل الحمام غدا و لا أرى لك و لا للفضل أن تدخلا الحمام غدا فكتب إليه المأمون صدقت يا سيدي و صدق رسول الله ص لست بداخل الحمام غدا و الفضل أعلم قال فقال ياسر فلما أمسينا و غابت الشمس قال لنا الرضا ع قولوا نعوذ بالله من شر ما ينزل في هذه الليلة فلم نزل نقول ذلك فلما صلى الرضا ع الصبح قال لي اصعد على السطح فاستمع هل تسمع شيئا فلما صعدت سمعت الضجة و التحمت و كثرت فإذا نحن بالمأمون قد دخل من الباب الذي كان إلى داره من دار أبي الحسن و هو يقول يا سيدي يا أبا الحسن آجرك الله في الفضل فإنه قد أبى و كان دخل الحمام فدخل عليه قوم بالسيوف فقتلوه و أخذ ممن دخل عليه ثلاث نفر كان أحدهم ابن خاله الفضل ابن ذي القلمين قال فاجتمع الجند و القواد و من كان من رجال الفضل على باب المأمون فقالوا هذا اغتاله و قتله يعنون المأمون و لنطلبن بدمه و جاءوا بالنيران ليحرقوا الباب فقال المأمون لأبي الحسن ع يا سيدي ترى أن تخرج إليهم و تفرقهم قال فقال ياسر فركب أبو الحسن و قال لي اركب فركبت فلما خرجنا من باب الدار نظر إلى الناس و قد تزاحموا فقال لهم بيده تفرقوا تفرقوا قال ياسر فأقبل الناس و الله يقع بعضهم على بعض و ما أشار إلى أحد إلا ركض و مر

9-  الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن مسافر و عن الوشاء عن مسافر قال لما أراد هارون بن المسيب أن يواقع محمد بن جعفر قال لي أبو الحسن الرضا ع اذهب إليه و قل له لا تخرج غدا فإنك إن خرجت غدا هزمت و قتل أصحابك فإن سألك من أين علمت هذا فقل رأيت في المنام قال فأتيته فقلت له جعلت فداك لا تخرج غدا فإنك إن خرجت هزمت و قتل أصحابك فقال لي من أين علمت هذا فقلت رأيت في المنام فقال نام العبد و لم يغسل استه ثم خرج فانهزم و قتل أصحابه قال و حدثني مسافر قال كنت مع أبي الحسن الرضا ع بمنى فمر يحيى بن خالد فغطى رأسه من الغبار فقال مساكين لا يدرون ما يحل بهم في هذه السنة ثم قال و أعجب من هذا هارون و أنا كهاتين و ضم إصبعيه قال مسافر فو الله ما عرفت معنى حديثه حتى دفناه معه

10-  علي بن محمد عن سهل بن زياد عن علي بن محمد القاساني قال أخبرني بعض أصحابنا أنه حمل إلى أبي الحسن الرضا ع مالا له خطر فلم أره سر به قال فاغتممت لذلك و قلت في نفسي قد حملت هذا المال و لم يسر به فقال يا غلام الطست و الماء قال فقعد على كرسي و قال بيده و قال للغلام صب علي الماء قال فجعل يسيل من بين أصابعه في الطست ذهب ثم التفت إلي فقال لي من كان هكذا لا يبالي بالذي حملته إليه

11-  سعد بن عبد الله و عبد الله بن جعفر جميعا عن إبراهيم بن مهزيار عن أخيه علي بن مهزيار عن الحسين بن سعيد عن محمد بن سنان قال قبض علي بن موسى ع و هو ابن تسع و أربعين سنة و أشهر في عام اثنين و مائتين عاش بعد موسى بن جعفر عشرين سنة إلا شهرين أو ثلاثة

باب مولد أبي جعفر محمد بن علي الثاني ع

 ولد ع في شهر رمضان من سنة خمس و تسعين و مائة و قبض ع سنة عشرين و مائتين في آخر ذي القعدة و هو ابن خمس و عشرين سنة و شهرين و ثمانية عشر يوما و دفن ببغداد في مقابر قريش عند قبر جده موسى ع و قد كان المعتصم أشخصه إلى بغداد في أول هذه السنة التي توفي فيها ع و أمه أم ولد يقال لها سبيكة نوبية و قيل أيضا إن اسمها كان خيزران و روي أنها كانت من أهل بيت مارية أم إبراهيم بن رسول الله ص

1-  أحمد بن إدريس عن محمد بن حسان عن علي بن خالد قال محمد و كان زيديا قال كنت بالعسكر فبلغني أن هناك رجل محبوس أتي به من ناحية الشام مكبولا و قالوا إنه تنبأ قال علي بن خالد فأتيت الباب و داريت البوابين و الحجبة حتى وصلت إليه فإذا رجل له فهم فقلت يا هذا ما قصتك و ما أمرك قال إني كنت رجلا بالشام أعبد الله في الموضع الذي يقال له موضع رأس الحسين فبينا أنا في عبادتي إذ أتاني شخص فقال لي قم بنا فقمت معه فبينا أنا معه إذا أنا في مسجد الكوفة فقال لي تعرف هذا المسجد فقلت نعم هذا مسجد الكوفة قال فصلى و صليت معه فبينا أنا معه إذا أنا في مسجد الرسول ص بالمدينة فسلم على رسول الله ص و سلمت و صلى و صليت معه و صلى على رسول الله ص فبينا أنا معه إذا أنا بمكة فلم أزل معه حتى قضى مناسكه و قضيت مناسكي معه فبينا أنا معه إذا أنا في الموضع الذي كنت أعبد الله فيه بالشام و مضى الرجل فلما كان العام القابل إذا أنا به فعل مثل فعلته الأولى فلما فرغنا من مناسكنا و ردني إلى الشام و هم بمفارقتي قلت له سألتك بالحق الذي أقدرك على ما رأيت إلا أخبرتني من أنت فقال أنا محمد بن علي بن موسى قال فتراقى الخبر حتى انتهى إلى محمد بن عبد الملك الزيات فبعث إلي و أخذني و كبلني في الحديد و حملني إلى العراق قال فقلت له فارفع القصة إلى محمد بن عبد الملك ففعل و ذكر في قصته ما كان فوقع في قصته قل للذي أخرجك من الشام في ليلة إلى الكوفة و من الكوفة إلى المدينة و من المدينة إلى مكة و ردك من مكة إلى الشام أن يخرجك من حبسك هذا قال علي بن خالد فغمني ذلك من أمره و رققت له و أمرته بالعزاء و الصبر قال ثم بكرت عليه فإذا الجند و صاحب الحرس و صاحب السجن و خلق الله فقلت ما هذا فقالوا المحمول من الشام الذي تنبأ افتقد البارحة فلا يدرى أ خسفت به الأرض أو اختطفه الطير

2-  الحسين بن محمد الأشعري قال حدثني شيخ من أصحابنا يقال له عبد الله بن رزين قال كنت مجاورا بالمدينة مدينة الرسول ص و كان أبو جعفر ع يجي‏ء في كل يوم مع الزوال إلى المسجد فينزل في الصحن و يصير إلى رسول الله ص و يسلم عليه و يرجع إلى بيت فاطمة ع فيخلع نعليه و يقوم فيصلي فوسوس إلي الشيطان فقال إذا نزل فاذهب حتى تأخذ من التراب الذي يطأ عليه فجلست في ذلك اليوم أنتظره لأفعل هذا فلما أن كان وقت الزوال أقبل ع على حمار له فلم ينزل في الموضع الذي كان ينزل فيه و جاء حتى نزل على الصخرة التي على باب المسجد ثم دخل فسلم على رسول الله ص قال ثم رجع إلى المكان الذي كان يصلي فيه ففعل هذا أياما فقلت إذا خلع نعليه جئت فأخذت الحصى الذي يطأ عليه بقدميه فلما أن كان من الغد جاء عند الزوال فنزل على الصخرة ثم دخل فسلم على رسول الله ص ثم جاء إلى الموضع الذي كان يصلي فيه فصلى في نعليه و لم يخلعهما حتى فعل ذلك أياما فقلت في نفسي لم يتهيأ لي هاهنا و لكن أذهب إلى باب الحمام فإذا دخل إلى الحمام أخذت من التراب الذي يطأ عليه فسألت عن الحمام الذي يدخله فقيل لي إنه يدخل حماما بالبقيع لرجل من ولد طلحة فتعرفت اليوم الذي يدخل فيه الحمام و صرت إلى باب الحمام و جلست إلى الطلحي أحدثه و أنا أنتظر مجيئه ع فقال الطلحي إن أردت دخول الحمام فقم فادخل فإنه لا يتهيأ لك ذلك بعد ساعة قلت و لم قال لأن ابن الرضا يريد دخول الحمام قال قلت و من ابن الرضا قال رجل من آل محمد له صلاح و ورع قلت له و لا يجوز أن يدخل معه الحمام غيره قال نخلي له الحمام إذا جاء قال فبينا أنا كذلك إذ أقبل ع و معه غلمان له و بين يديه غلام معه حصير حتى أدخله المسلخ فبسطه و وافى فسلم و دخل الحجرة على حماره و دخل المسلخ و نزل على الحصير فقلت للطلحي هذا الذي وصفته بما وصفت من الصلاح و الورع فقال يا هذا لا و الله ما فعل هذا قط إلا في هذا اليوم فقلت في نفسي هذا من عملي أنا جنيته ثم قلت أنتظره حتى يخرج فلعلي أنال ما أردت إذا خرج فلما خرج و تلبس دعا بالحمار فأدخل المسلخ و ركب من فوق الحصير و خرج ع فقلت في نفسي قد و الله آذيته و لا أعود و لا أروم ما رمت منه أبدا و صح عزمي على ذلك فلما كان وقت الزوال من ذلك اليوم أقبل على حماره حتى نزل في الموضع الذي كان ينزل فيه في الصحن فدخل و سلم على رسول الله ص و جاء إلى الموضع الذي كان يصلي فيه في بيت فاطمة ع و خلع نعليه و قام يصلي

3-  الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن علي بن أسباط قال خرج ع علي فنظرت إلى رأسه و رجليه لأصف قامته لأصحابنا بمصر فبينا أنا كذلك حتى قعد و قال يا علي إن الله احتج في الإمامة بمثل ما احتج في النبوة فقال و آتيناه الحكم صبيا قال و لما بلغ أشده و بلغ أربعين سنة فقد يجوز أن يؤتى الحكم صبيا و يجوز أن يعطاها و هو ابن أربعين سنة

4-  علي بن محمد عن بعض أصحابنا عن محمد بن الريان قال احتال المأمون على أبي جعفر ع بكل حيلة فلم يمكنه فيه شي‏ء فلما اعتل و أراد أن يبني عليه ابنته دفع إلى مائتي وصيفة من أجمل ما يكون إلى كل واحدة منهن جاما فيه جوهر يستقبلن أبا جعفر ع إذا قعد في موضع الأخيار فلم يلتفت إليهن و كان رجل يقال له مخارق صاحب صوت و عود و ضرب طويل اللحية فدعاه المأمون فقال يا أمير المؤمنين إن كان في شي‏ء من أمر الدنيا فأنا أكفيك أمره فقعد بين يدي أبي جعفر ع فشهق مخارق شهقة اجتمع عليه أهل الدار و جعل يضرب بعوده و يغني فلما فعل ساعة و إذا أبو جعفر لا يلتفت إليه لا يمينا و لا شمالا ثم رفع إليه رأسه و قال اتق الله يا ذا العثنون قال فسقط المضراب من يده و العود فلم ينتفع بيديه إلى أن مات قال فسأله المأمون عن حاله قال لما صاح بي أبو جعفر فزعت فزعة لا أفيق منها أبدا

5-  علي بن محمد عن سهل بن زياد عن داود بن القاسم الجعفري قال دخلت على أبي جعفر ع و معي ثلاث رقاع غير معنونة و اشتبهت علي فاغتممت فتناول إحداهما و قال هذه رقعة زياد بن شبيب ثم تناول الثانية فقال هذه رقعة فلان فبهت أنا فنظر إلي فتبسم قال و أعطاني ثلاثمائة دينار و أمرني أن أحملها إلى بعض بني عمه و قال أما إنه سيقول لك دلني على حريف يشتري لي بها متاعا فدله عليه قال فأتيته بالدنانير فقال لي يا أبا هاشم دلني على حريف يشتري لي بها متاعا فقلت نعم قال و كلمني جمال أن أكلمه له يدخله في بعض أموره فدخلت عليه لأكلمه له فوجدته يأكل و معه جماعة و لم يمكني كلامه فقال يا أبا هاشم كل و وضع بين يدي ثم قال ابتداء منه من غير مسألة يا غلام انظر إلى الجمال الذي أتانا به أبو هاشم فضمه إليك قال و دخلت معه ذات يوم بستانا فقلت له جعلت فداك إني لمولع بأكل الطين فادع الله لي فسكت ثم قال لي بعد ثلاثة أيام ابتداء منه يا أبا هاشم قد أذهب الله عنك أكل الطين قال أبو هاشم فما شي‏ء أبغض إلي منه اليوم

6-  الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد بن علي عن محمد بن حمزة الهاشمي عن علي بن محمد أو محمد بن علي الهاشمي قال دخلت على أبي جعفر ع صبيحة عرسه حيث بنى بابنة المأمون و كنت تناولت من الليل دواء فأول من دخل عليه في صبيحته أنا و قد أصابني العطش و كرهت أن أدعو بالماء فنظر أبو جعفر ع في وجهي و قال أظنك عطشان فقلت أجل فقال يا غلام أو جارية اسقنا ماء فقلت في نفسي الساعة يأتونه بماء يسمونه به فاغتممت لذلك فأقبل الغلام و معه الماء فتبسم في وجهيثم قال يا غلام ناولني الماء فتناول الماء فشرب ثم ناولني فشربت ثم عطشت أيضا و كرهت أن أدعو بالماء ففعل ما فعل في الأولى فلما جاء الغلام و معه القدح قلت في نفسي مثل ما قلت في الأولى فتناول القدح ثم شرب فناولني و تبسم قال محمد بن حمزة فقال لي هذا الهاشمي و أنا أظنه كما يقولون

7-  علي بن إبراهيم عن أبيه قال استأذن على أبي جعفر ع قوم من أهل النواحي من الشيعة فأذن لهم فدخلوا فسألوه في مجلس واحد عن ثلاثين ألف مسألة فأجاب ع و له عشر سنين

8-  علي بن محمد عن سهل بن زياد عن علي بن الحكم عن دعبل بن علي أنه دخل على أبي الحسن الرضا ع و أمر له بشي‏ء فأخذه و لم يحمد الله قال فقال له لم لم تحمد الله قال ثم دخلت بعد على أبي جعفر ع و أمر لي بشي‏ء فقلت الحمد لله فقال لي تأدبت

9-  الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن أحمد بن محمد بن عبد الله عن محمد بن سنان قال دخلت على أبي الحسن ع فقال يا محمد حدث بآل فرج حدث فقلت مات عمر فقال الحمد لله حتى أحصيت له أربعا و عشرين مرة فقلت يا سيدي لو علمت أن هذا يسرك لجئت حافيا أعدو إليك قال يا محمد أ و لا تدري ما قال لعنه الله لمحمد بن علي أبي قال قلت لا قال خاطبه في شي‏ء فقال أظنك سكران فقال أبي اللهم إن كنت تعلم أني أمسيت لك صائما فأذقه طعم الحرب و ذل الأسر فو الله إن ذهبت الأيام حتى حرب ماله و ما كان له ثم أخذ أسيرا و هو ذا قد مات لا رحمه الله و قد أدال الله عز و جل منه و ما زال يديل أولياءه من أعدائه

10-  أحمد بن إدريس عن محمد بن حسان عن أبي هاشم الجعفري قال صليت مع أبي جعفر ع في مسجد المسيب و صلى بنا في موضع القبلة سواء و ذكر أن السدرة التي في المسجد كانت يابسة ليس عليها ورق فدعا بماء و تهيأ تحت السدرة فعاشت السدرة و أورقت و حملت من عامها

11-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحجال و عمرو بن عثمان عن رجل من أهل المدينة عن المطرفي قال مضى أبو الحسن الرضا ع و لي عليه أربعة آلاف درهم فقلت في نفسي ذهب مالي فأرسل إلي أبو جعفر ع إذا كان غدا فأتني و ليكن معك ميزان و أوزان فدخلت على أبي جعفر ع فقال لي مضى أبو الحسن و لك عليه أربعة آلاف درهم فقلت نعم فرفع المصلى الذي كان تحته فإذا تحته دنانير فدفعها إلي

12-  سعد بن عبد الله و الحميري جميعا عن إبراهيم بن مهزيار عن أخيه علي عن الحسين بن سعيد عن محمد بن سنان قال قبض محمد بن علي و هو ابن خمس و عشرين سنة و ثلاثة أشهر و اثني عشر يوما توفي يوم الثلاثاء لست خلون من ذي الحجة سنة عشرين و مائتين عاش بعد أبيه تسع عشرة سنة إلا خمسا و عشرين يوما

باب مولد أبي الحسن علي بن محمد عليهما السلام و الرضوان

 ولد ع للنصف من ذي الحجة سنة اثنتي عشرة و مائتين

 و روي أنه ولد ع في رجب سنة أربع عشرة و مائتين و مضى لأربع بقين من جمادى الآخرة سنة أربع و خمسين و مائتين

 و روي أنه قبض ع في رجب سنة أربع و خمسين و مائتين و له إحدى و أربعون سنة و ستة أشهر

و أربعون سنة على المولد الآخر الذي روي و كان المتوكل أشخصه مع يحيى بن هرثمة بن أعين من المدينة إلى سر من رأى فتوفي بها ع و دفن في داره و أمه أم ولد يقال لها سمانة

1-  الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الوشاء عن خيران الأسباطي قال قدمت على أبي الحسن ع المدينة فقال لي ما خبر الواثق عندك قلت جعلت فداك خلفته في عافية أنا من أقرب الناس عهدا به عهدي به منذ عشرة أيام قال فقال لي إن أهل المدينة يقولون إنه مات فلما أن قال لي الناس علمت أنه هو ثم قال لي ما فعل جعفر قلت تركته أسوأ الناس حالا في السجن قال فقال أما إنه صاحب الأمر ما فعل ابن الزيات قلت جعلت فداك الناس معه و الأمر أمره قال فقال أما إنه شؤم عليه قال ثم سكت و قال لي لا بد أن تجري مقادير الله تعالى و أحكامه يا خيران مات الواثق و قد قعد المتوكل جعفر و قد قتل ابن الزيات فقلت متى جعلت فداك قال بعد خروجك بستة أيام

2-  الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن أحمد بن محمد بن عبد الله عن محمد بن يحيى عن صالح بن سعيد قال دخلت على أبي الحسن ع فقلت له جعلت فداك في كل الأمور أرادوا إطفاء نورك و التقصير بك حتى أنزلوك هذا الخان الأشنع خان الصعاليك فقال هاهنا أنت يا ابن سعيد ثم أومأ بيده و قال انظر فنظرت فإذا أنا بروضات آنقات و روضات باسرات فيهن خيرات عطرات و ولدان كأنهن اللؤلؤ المكنون و أطيار و ظباء و أنهار تفور فحار بصري و حسرت عيني فقال حيث كنا فهذا لنا عتيد لسنا في خان الصعاليك

3-  الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن أحمد بن محمد بن عبد الله عن علي بن محمد عن إسحاق الجلاب قال اشتريت لأبي الحسن ع غنما كثيرة فدعاني فأدخلني من إصطبل داره إلى موضع واسع لا أعرفه فجعلت أفرق تلك الغنم فيمن أمرني به فبعث إلى أبي جعفر و إلى والدته و غيرهما ممن أمرني ثم استأذنته في الانصراف إلى بغداد إلى والدي و كان ذلك يوم التروية فكتب إلي تقيم غدا عندنا ثم تنصرف قال فأقمت فلما كان يوم عرفة أقمت عنده و بت ليلة الأضحى في رواق له فلما كان فيالسحر أتاني فقال يا إسحاق قم قال فقمت ففتحت عيني فإذا أنا على بابي ببغداد قال فدخلت على والدي و أنا في أصحابي فقلت لهم عرفت بالعسكر و خرجت ببغداد إلى العيد

4-  علي بن محمد عن إبراهيم بن محمد الطاهري قال مرض المتوكل من خراج خرج به و أشرف منه على الهلاك فلم يجسر أحد أن يمسه بحديدة فنذرت أمه إن عوفي أن تحمل إلى أبي الحسن علي بن محمد مالا جليلا من مالها و قال له الفتح بن خاقان لو بعثت إلى هذا الرجل فسألته فإنه لا يخلو أن يكون عنده صفة يفرج بها عنك فبعث إليه و وصف له علته فرد إليه الرسول بأن يؤخذ كسب الشاة فيداف بماء ورد فيوضع عليه فلما رجع الرسول و أخبرهم أقبلوا يهزءون من قوله فقال له الفتح هو و الله أعلم بما قال و أحضر الكسب و عمل كما قال و وضع عليه فغلبه النوم و سكن ثم انفتح و خرج منه ما كان فيه و بشرت أمه بعافيته فحملت إليه عشرة آلاف دينار تحت خاتمها ثم استقل من علته فسعى إليه البطحائي العلوي بأن أموالا تحمل إليه و سلاحا فقال لسعيد الحاجب اهجم عليه بالليل و خذ ما تجد عنده من الأموال و السلاح و احمله إلي قال إبراهيم بن محمد فقال لي سعيد الحاجب صرت إلى داره بالليل و معي سلم فصعدت السطح فلما نزلت على بعض الدرج في الظلمة لم أدر كيف أصل إلى الدار فناداني يا سعيد مكانك حتى يأتوك بشمعة فلم ألبث أن أتوني بشمعة فنزلت فوجدته عليه جبة صوف و قلنسوة منها و سجادة على حصير بين يديه فلم أشك أنه كان يصلي فقال لي دونك البيوت فدخلتها و فتشتها فلم أجد فيها شيئا و وجدت البدرة في بيته مختومة بخاتم أم المتوكل و كيسا مختوما و قال لي دونك المصلى فرفعته فوجدت سيفا في جفن غير ملبس فأخذت ذلك و صرت إليه فلما نظر إلى خاتم أمه على البدرة بعث إليها فخرجت إليه فأخبرني بعض خدم الخاصة أنها قالت له كنت قد نذرت في علتك لما أيست منك إن عوفيت حملت إليه من مالي عشرة آلاف دينار فحملتها إليه و هذا خاتمي على الكيس و فتح الكيس الآخر فإذا فيه أربعمائة دينار فضم إلى البدرة بدرة أخرى و أمرني بحمل ذلك إليه فحملته و رددت السيف و الكيسين و قلت له يا سيدي عز علي فقال لي سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون

5-  الحسين بن محمد عن المعلى بن محمد عن أحمد بن محمد بن عبد الله عن علي بن محمد النوفلي قال قال لي محمد بن الفرج إن أبا الحسن كتب إليه يا محمد أجمع أمرك و خذ حذرك قال فأنا في جمع أمري و ليس أدري ما كتب إلي حتى ورد علي رسول حملني من مصر مقيدا و ضرب على كل ما أملك و كنت في السجن ثمان سنين ثم ورد علي منه في السجن كتاب فيه يا محمد لا تنزل في ناحية الجانب الغربي فقرأت الكتاب فقلت يكتب إلي بهذا و أنا في السجن إن هذا لعجب فما مكثت أن خلي عني و الحمد لله قال و كتب إليه محمد بن الفرج يسأله عن ضياعه فكتب إليه سوف ترد عليك و ما يضرك أن لا ترد عليك فلما شخص محمد بن الفرج إلى العسكر كتب إليه برد ضياعه و مات قبل ذلك قال و كتب أحمد بن الخضيب إلى محمد بن الفرج يسأله الخروج إلى العسكر فكتب إلى أبي الحسن ع يشاوره فكتب إليه اخرج فإن فيه فرجك إن شاء الله تعالى فخرج فلم يلبث إلا يسيرا حتى مات

6-  الحسين بن محمد عن رجل عن أحمد بن محمد قال أخبرني أبو يعقوب قال رأيته يعني محمدا قبل موته بالعسكر في عشية و قد استقبل أبا الحسن ع فنظر إليه و اعتل من غد فدخلت إليه عائدا بعد أيام من علته و قد ثقل فأخبرني أنه بعث إليه بثوب فأخذه و أدرجه و وضعه تحت رأسه قال فكفن فيه قال أحمد قال أبو يعقوب رأيت أبا الحسن ع مع ابن الخضيب فقال له ابن الخضيب سر جعلت فداك فقال له أنت المقدم فما لبث إلا أربعة أيام حتى وضع الدهق على ساق ابن الخضيب ثم نعي قال روي عنه حين ألح عليه ابن الخضيب في الدار التي يطلبها منه بعث إليه لأقعدن بك من الله عز و جل مقعدا لا يبقى لك باقية فأخذه الله عز و جل في تلك الأيام

7-  محمد بن يحيى عن بعض أصحابنا قال أخذت نسخة كتاب المتوكل إلى أبي الحسن الثالث ع من يحيى بن هرثمة في سنة ثلاث و أربعين و مائتين و هذه نسخته بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد فإن أمير المؤمنين عارف بقدرك راع لقرابتك موجب لحقك يقدر من الأمور فيك و في أهل بيتك ما أصلح الله به حالك و حالهم و ثبت به عزك و عزهم و أدخل اليمن و الأمن عليك و عليهم يبتغي بذلك رضاء ربه و أداء ما افترض عليه فيك و فيهم و قد رأى أمير المؤمنين صرف عبد الله بن محمد عما كان يتولاه من الحرب و الصلاة بمدينة رسول الله ص إذ كان على ما ذكرت من جهالته بحقك و استخفافه بقدرك و عند ما قرفك به و نسبك إليه من الأمر الذي قد علم أمير المؤمنين براءتك منه و صدق نيتك في ترك محاولته و أنك لم تؤهل نفسك له و قد ولى أمير المؤمنين ما كان يلي من ذلك محمد بن الفضل و أمره بإكرامك و تبجيلك و الانتهاء إلى أمرك و رأيك و التقرب إلى الله و إلى أمير المؤمنين بذلك و أمير المؤمنين مشتاق إليك يحب إحداث العهد بك و النظر إليك فإن نشطت لزيارته و المقام قبله ما رأيت شخصت و من أحببت من أهل بيتك و مواليك و حشمك على مهلة و طمأنينة ترحل إذا شئت و تنزل إذا شئت و تسير كيف شئت و إن أحببت أن يكون يحيى بن هرثمة مولى أمير المؤمنين و من معه من الجند مشيعين لك يرحلون برحيلك و يسيرون بسيرك و الأمر في ذلك إليك حتى توافي أمير المؤمنين فما أحد من إخوته و ولده و أهل بيته و خاصته ألطف منه منزلة و لا أحمد له أثرة و لا هو لهم أنظر و عليهم أشفق و بهم أبر و إليهم أسكن منه إليك إن شاء الله تعالى و السلام عليك و رحمة الله و بركاته و كتب إبراهيم بن العباس و صلى الله على محمد و آله و سلم

8-  الحسين بن الحسن الحسني قال حدثني أبو الطيب المثنى يعقوب بن ياسر قال كان المتوكل يقول ويحكم قد أعياني أمر ابن الرضا أبى أن يشرب معي أو ينادمني أو أجد منه فرصة في هذا فقالوا له فإن لم تجد منه فهذا أخوه موسى قصاف عزاف يأكل و يشرب و يتعشق قال ابعثوا إليه فجيئوا به حتى نموه به على الناس و نقول ابن الرضا فكتب إليه و أشخص مكرما و تلقاه جميع بني هاشم و القواد و الناس على أنه إذا وافى أقطعه قطيعة و بنى له فيها و حول الخمارين و القيان إليه و وصله و بره و جعل له منزلا سريا حتى يزوره هو فيه فلما وافى موسى تلقاه أبو الحسن في قنطرة وصيف و هو موضع تتلقى فيه القادمون فسلم عليه و وفاه حقه ثم قال له إن هذا الرجل قد أحضرك ليهتكك و يضع منك فلا تقر له أنك شربت نبيذا قط فقال له موسى فإذا كان دعاني لهذا فما حيلتي قال فلا تضع من قدرك و لا تفعل فإنما أراد هتكك فأبى عليه فكرر عليه فلما رأى أنه لا يجيب قال أما إن هذا مجلس لا تجمع أنت و هو عليه أبدا فأقام ثلاث سنين يبكر كل يوم فيقال له قد تشاغل اليوم فرح فيروح فيقال قد سكر فبكر فيبكر فيقال شرب دواء فما زال على هذا ثلاث سنين حتى قتل المتوكل و لم يجتمع معه عليه

9-  بعض أصحابنا عن محمد بن علي قال أخبرني زيد بن علي بن الحسين بن زيد قال مرضت فدخل الطبيب علي ليلا فوصف لي دواء بليل آخذه كذا و كذا يوما فلم يمكني فلم يخرج الطبيب من الباب حتى ورد علي نصر بقارورة فيها ذلك الدواء بعينه فقال لي أبو الحسن يقرئك السلام و يقول لك خذ هذا الدواء كذا و كذا يوما فأخذته فشربته فبرأت قال محمد بن علي قال لي زيد بن علي يأبى الطاعن أين الغلاة عن هذا الحديث

 باب مولد أبي محمد الحسن بن علي ع

 ولد ع في شهر رمضان و في نسخة أخرى في شهر ربيع الآخر سنة اثنتين و ثلاثين و مائتين و قبض ع يوم الجمعة لثمان ليال خلون من شهر ربيع الأول سنة ستين و مائتين و هو ابن ثمان و عشرين سنة و دفن في داره في البيت الذي دفن فيه أبوه بسر من رأى و أمه أم ولد يقال لها حديث و قيل سوسن

1-  الحسين بن محمد الأشعري و محمد بن يحيى و غيرهما قالوا كان أحمد بن عبيد الله بن خاقان على الضياع و الخراج بقم فجرى في مجلسه يوما ذكر العلوية و مذاهبهم و كان شديد النصب فقال ما رأيت و لا عرفت بسر من رأى رجلا من العلوية مثل الحسن بن علي بن محمد بن الرضا في هديه و سكونه و عفافه و نبله و كرمه عند أهل بيته و بني هاشم و تقديمهم إياه على ذوي السن منهم و الخطر و كذلك القواد و الوزراء و عامة الناس فإني كنت يوما قائما على رأس أبي و هو يوم مجلسه للناس إذ دخل عليه حجابه فقالوا أبو محمد بن الرضا بالباب فقال بصوت عال ائذنوا له فتعجبت مما سمعت منهم أنهم جسروا يكنون رجلا على أبي بحضرته و لم يكن عنده إلا خليفة أو ولي عهد أو من أمر السلطان أن يكنى فدخل رجل أسمر حسن القامة جميل الوجه جيد البدن حدث السن له جلالة و هيبة فلما نظر إليه أبي قام يمشي إليه خطى و لا أعلمه فعل هذا بأحد من بني هاشم و القواد فلما دنا منه عانقه و قبل وجهه و صدره و أخذ بيده و أجلسه على مصلاه الذي كان عليه و جلس إلى جنبه مقبلا عليه بوجهه و جعل يكلمه و يفديه بنفسه و أنا متعجب مما أرى منه إذ دخل عليه الحاجب فقال الموفق قد جاء و كان الموفق إذا دخل على أبي تقدم حجابه و خاصة قواده فقاموا بين مجلس أبي و بين باب الدار سماطين إلى أن يدخل و يخرج فلم يزل أبي مقبلا على أبي محمد يحدثه حتى نظر إلى غلمان الخاصة فقال حينئذ إذا شئت جعلني الله فداك ثم قال لحجابه خذوا به خلف السماطين حتى لا يراه هذا يعني الموفق فقام و قام أبي و عانقه و مضى فقلت لحجاب أبي و غلمانه ويلكم من هذا الذي كنيتموه على أبي و فعل به أبي هذا الفعل فقالوا هذا علوي يقال له الحسن بن علي يعرف بابن الرضا فازددت تعجبا و لم أزل يومي ذلك قلقا متفكرا في أمره و أمر أبي و ما رأيت فيه حتى كان الليل و كانت عادته أن يصلي العتمة ثم يجلس فينظر فيما يحتاج إليه من المؤامرات و ما يرفعه إلى السلطان فلما صلى و جلس جئت فجلست بين يديه و ليس عنده أحد فقال لي يا أحمد لك حاجة قلت نعم يا أبه فإن أذنت لي سألتك عنها فقال قد أذنت لك يا بني فقل ما أحببت قلت يا أبه من الرجل الذي رأيتك بالغداة فعلت به ما فعلت من الإجلال و الكرامة و التبجيل و فديته بنفسك و أبويك فقال يا بني ذاك إمام الرافضة ذاك الحسن بن علي المعروف بابن الرضا فسكت ساعة ثم قال يا بني لو زالت الإمامة عن خلفاء بني العباس ما استحقها أحد من بني هاشم غير هذا و إن هذا ليستحقها في فضله و عفافه و هديه و صيانته و زهده و عبادته و جميل أخلاقه و صلاحه و لو رأيت أباه رأيت رجلا جزلا نبيلا فاضلا فازددت قلقا و تفكرا و غيظا على أبي و ما سمعت منه و استزدته في فعله و قوله فيه ما قال فلم يكن لي همة بعد ذلك إلا السؤال عن خبره و البحث عن أمره فما سألت أحدا من بني هاشم و القواد و الكتاب و القضاة و الفقهاء و سائر الناس إلا وجدته عنده في غاية الإجلال و الإعظام و المحل الرفيع و القول الجميل و التقديم له على جميع أهل بيته و مشايخه فعظم قدره عندي إذ لم أر له وليا و لا عدوا إلا و هو يحسن القول فيه و الثناء عليه فقال له بعض من حضر مجلسه من الأشعريين يا أبا بكر فما خبر أخيه جعفر فقال و من جعفر فتسأل عن خبره أو يقرن بالحسن جعفر معلن الفسق فاجر ماجن شريب للخمور أقل من رأيته من الرجال و أهتكهم لنفسه خفيف قليل في نفسه و لقد ورد على السلطان و أصحابه في وقت وفاة الحسن بن علي ما تعجبت منه و ما ظننت أنه يكون و ذلك أنه

 لما اعتل بعث إلى أبي أن ابن الرضا قد اعتل فركب من ساعته فبادر إلى دار الخلافة ثم رجع مستعجلا و معه خمسة من خدم أمير المؤمنين كلهم من ثقاته و خاصته فيهم نحرير فأمرهم بلزوم دار الحسن و تعرف خبره و حاله و بعث إلى نفر من المتطببين فأمرهم بالاختلاف إليه و تعاهده صباحا و مساء فلما كان بعد ذلك بيومين أو ثلاثة أخبر أنه قد ضعف فأمر المتطببين بلزوم داره و بعث إلى قاضي القضاة فأحضره مجلسه و أمره أن يختار من أصحابه عشرة ممن يوثق به في دينه و أمانتهو ورعه فأحضرهم فبعث بهم إلى دار الحسن و أمرهم بلزومه ليلا و نهارا فلم يزالوا هناك حتى توفي ع فصارت سر من رأى ضجة واحدة و بعث السلطان إلى داره من فتشها و فتش حجرها و ختم على جميع ما فيها و طلبوا أثر ولده و جاءوا بنساء يعرفن الحمل فدخلن إلى جواريه ينظرن إليهن فذكر بعضهن أن هناك جارية بها حمل فجعلت في حجرة و وكل بها نحرير الخادم و أصحابه و نسوة معهم ثم أخذوا بعد ذلك في تهيئته و عطلت الأسواق و ركبت بنو هاشم و القواد و أبي و سائر الناس إلى جنازته فكانت سر منرأى يومئذ شبيها بالقيامة فلما فرغوا من تهيئته بعث السلطان إلى أبي عيسى بن المتوكل فأمره بالصلاة عليه فلما وضعت الجنازة للصلاة عليه دنا أبو عيسى منه فكشف عن وجهه فعرضه على بني هاشم من العلوية و العباسية و القواد و الكتاب و القضاة و المعدلين و قال هذا الحسن بن علي بن محمد بن الرضا مات حتف أنفه على فراشه حضره من حضره من خدم أمير المؤمنين و ثقاته فلان و فلان و من القضاة فلان و فلان و من المتطببين فلان و فلان ثم غطى وجهه و أمر بحمله فحمل من وسط داره و دفن في البيت الذي دفن فيه أبوه فلما دفن أخذ السلطان و الناس في طلب ولده و كثر التفتيش في المنازل و الدور و توقفوا عن قسمة ميراثه و لم يزل الذين وكلوا بحفظ الجارية التي توهم عليها الحمل لازمين حتى تبين بطلان الحمل فلما بطل الحمل عنهن قسم ميراثه بين أمه و أخيه جعفر و ادعت أمه وصيته و ثبت ذلك عند القاضي و السلطان على ذلك يطلب أثر ولده فجاء جعفر بعد ذلك إلى أبي فقال اجعل لي مرتبة أخي و أوصل إليك في كل سنة عشرين ألف دينار فزبره أبي و أسمعه و قال له يا أحمق السلطان جرد سيفه في الذين زعموا أن أباك و أخاك أئمة ليردهم عن ذلك فلم يتهيأ له ذلك فإن كنت عند شيعة أبيك أو أخيك إماما فلا حاجة بك إلى السلطان أن يرتبك مراتبهما و لا غير السلطان و إن لم تكن عندهم بهذه المنزلة لم تنلها بنا و استقله أبي عند ذلك و استضعفه و أمر أن يحجب عنه فلم يأذن له في الدخول عليه حتى مات أبي و خرجنا و هو على تلك الحال و السلطان يطلب أثر ولد الحسن بن علي

2-  علي بن محمد عن محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن موسى بن جعفر قال كتب أبو محمد ع إلى أبي القاسم إسحاق بن جعفر الزبيري قبل موت المعتز بنحو عشرين يوما الزم بيتك حتى يحدث الحادث فلما قتل بريحة كتب إليه قد حدث الحادث فما تأمرني فكتب ليس هذا الحادث هو الحادث الآخر فكان من أمر المعتز ما كان و عنه قال كتب إلى رجل آخر يقتل ابن محمد بن داود عبد الله قبل قتله بعشرة أيام فلما كان في اليوم العاشر قتل

3-  علي بن محمد عن محمد بن إبراهيم المعروف بابن الكردي عن محمد بن علي بن إبراهيم بن موسى بن جعفر قال ضاق بنا الأمر فقال لي أبي امض بنا حتى نصير إلى هذا الرجل يعني أبا محمد فإنه قد وصف عنه سماحة فقلت تعرفه فقال ما أعرفه و لا رأيته قط قال فقصدناه فقال لي أبي و هو في طريقه ما أحوجنا إلى أن يأمر لنا بخمسمائة درهم مائتا درهم للكسوة و مائتا درهم للدين و مائة للنفقة فقلت في نفسي ليته أمر لي بثلاثمائة درهم مائة أشتري بها حمارا و مائة للنفقة و مائة للكسوة و أخرج إلى الجبل قال فلما وافينا الباب خرج إلينا غلامه فقال يدخل علي بن إبراهيم و محمد ابنه فلما دخلنا عليه و سلمنا قال لأبي يا علي ما خلفك عنا إلى هذا الوقت فقال يا سيدي استحييت أن ألقاك على هذه الحال فلما خرجنا من عنده جاءنا غلامه فناول أبي صرة فقال هذه خمسمائة درهم مائتان للكسوة و مائتان للدين و مائة للنفقة و أعطاني صرة فقال هذه ثلاثمائة درهم اجعل مائة في ثمن حمار و مائة للكسوة و مائة للنفقة و لا تخرج إلى الجبل و صر إلى سوراء فصار إلى سوراء و تزوج بامرأة فدخله اليوم ألف دينار و مع هذا يقول بالوقف فقال محمد بن إبراهيم فقلت له ويحك أ تريد أمرا أبين من هذا قال فقال هذا أمر قد جرينا عليه

4-  علي بن محمد عن أبي علي محمد بن علي بن إبراهيم قال حدثني أحمد بن الحارث القزويني قال كنت مع أبي بسر من رأى و كان أبي يتعاطى البيطرة في مربط أبي محمد قال و كان عند المستعين بغل لم ير مثله حسنا و كبرا و كان يمنع ظهره و اللجام و السرج و قد كان جمع عليه الراضة فلم يمكن لهم حيلة في ركوبه قال فقال له بعض ندمائه يا أمير المؤمنين أ لا تبعث إلى الحسن ابن الرضا حتى يجي‏ء فإما أن يركبه و إما أن يقتله فتستريح منه قال فبعث إلى أبي محمد و مضى معه أبي فقال أبي لما دخل أبو محمد الدار كنت معه فنظر أبو محمد إلى البغل واقفا في صحن الدار فعدل إليه فوضع بيده على كفله قال فنظرت إلى البغل و قد عرق حتى سال العرق منه ثم صار إلى المستعين فسلم عليه فرحب به و قرب فقال يا أبا محمد ألجم هذا البغل فقال أبو محمد لأبي ألجمه يا غلام فقال المستعين ألجمه أنت فوضع طيلسانه ثم قام فألجمه ثم رجع إلى مجلسه و قعد فقال له يا أبا محمد أسرجه فقال لأبي يا غلام أسرجه فقال أسرجه أنت فقام ثانية فأسرجه و رجع فقال له ترى أن تركبه فقال نعم فركبه من غير أن يمتنع عليه ثم ركضه في الدار ثم حمله على الهملجة فمشى أحسن مشي يكون ثم رجع و نزل فقال له المستعين يا أبا محمد كيف رأيته قال يا أمير المؤمنين ما رأيت مثله حسنا و فراهة و ما يصلح أن يكون مثله إلا لأمير المؤمنين قال فقال يا أبا محمد فإن أمير المؤمنين قد حملك عليه فقال أبو محمد لأبي يا غلام خذه فأخذه أبي فقاده

5-  علي عن أبي أحمد بن راشد عن أبي هاشم الجعفري قال شكوت إلى أبي محمد ع الحاجة فحك بسوطه الأرض قال و أحسبه غطاه بمنديل و أخرج خمسمائة دينار فقال يا أبا هاشم خذ و أعذرنا

6-  علي بن محمد عن أبي عبد الله بن صالح عن أبيه عن أبي علي المطهر أنه كتب إليه سنة القادسية يعلمه انصراف الناس و أنه يخاف العطش فكتب ع امضوا فلا خوف عليكم إن شاء الله فمضوا سالمين و الحمد لله رب العالمين

7-  علي بن محمد عن علي بن الحسن بن الفضل اليماني قال نزل بالجعفري من آل جعفر خلق لا قبل له بهم فكتب إلى أبي محمد يشكو ذلك فكتب إليه تكفون ذلك إن شاء الله تعالى فخرج إليهم في نفر يسير و القوم يزيدون على عشرين ألفا و هو في أقل من ألف فاستباحهم

8-  علي بن محمد عن محمد بن إسماعيل العلوي قال حبس أبو محمد عند علي بن نارمش و هو أنصب الناس و أشدهم على آل أبي طالب و قيل له افعل به و افعل فما أقام عنده إلا يوما حتى وضع خديه له و كان لا يرفع بصره إليه إجلالا و إعظاما فخرج من عنده و هو أحسن الناس بصيرة و أحسنهم فيه قولا

9-  علي بن محمد و محمد بن أبي عبد الله عن إسحاق بن محمد النخعي قال حدثني سفيان بن محمد الضبعي قال كتبت إلى أبي محمد أسأله عن الوليجة و هو قول الله تعالى و لم يتخذوا من دون الله و لا رسوله و لا المؤمنين وليجة قلت في نفسي لا في الكتاب من ترى المؤمنين هاهنا فرجع الجواب الوليجة الذي يقام دون ولي الأمر و حدثتك نفسك عن المؤمنين من هم في هذا الموضع فهم الأئمة الذين يؤمنون على الله فيجيز أمانهم

10-  إسحاق قال حدثني أبو هاشم الجعفري قال شكوت إلى أبي محمد ع ضيق الحبس و كتل القيد فكتب إلي أنت تصلي اليوم الظهر في منزلك فأخرجت في وقت الظهر فصليت في منزلي كما قال ع و كنت مضيقا فأردت أن أطلب منه دنانير في الكتاب فاستحييت فلما صرت إلى منزلي وجه إلي بمائة دينار و كتب إلي إذا كانت لك حاجة فلا تستحي و لا تحتشم و اطلبها فإنك ترى ما تحب إن شاء الله

 -  إسحاق عن أحمد بن محمد بن الأقرع قال حدثني أبو حمزة نصير الخادم قال سمعت أبا محمد غير مرة يكلم غلمانه بلغاتهم ترك و روم و صقالبة فتعجبت من ذلك و قلت هذا ولد بالمدينة و لم يظهر لأحد حتى مضى أبو الحسن ع و لا رآه أحد فكيف هذا أحدث نفسي بذلك فأقبل علي فقال إن الله تبارك و تعالى بين حجته من سائر خلقه بكل شي‏ء و يعطيه اللغات و معرفة الأنساب و الآجال و الحوادث و لو لا ذلك لم يكن بين الحجة و المحجوج فرق

12-  إسحاق عن الأقرع قال كتبت إلى أبي محمد أسأله عن الإمام هل يحتلم و قلت في نفسي بعد ما فصل الكتاب الاحتلام شيطنة و قد أعاذ الله تبارك و تعالى أولياءه من ذلك فورد الجواب حال الأئمة في المنام حالهم في اليقظة لا يغير النوم منهم شيئا و قد أعاذ الله أولياءه من لمة الشيطان كما حدثتك نفسك

13-  إسحاق قال حدثني الحسن بن ظريف قال اختلج في صدري مسألتان أردت الكتاب فيهما إلى أبي محمد ع فكتبت أسأله عن القائم ع إذا قام بما يقضي و أين مجلسه الذي يقضي فيه بين الناس و أردت أن أسأله عن شي‏ء لحمى الربع فأغفلت خبر الحمى فجاء الجواب سألت عن القائم فإذا قام قضى بين الناس بعلمه كقضاء داود ع لا يسأل البينة و كنت أردت أن تسأل لحمى الربع فأنسيت فاكتب في ورقة و علقه على المحموم فإنه يبرأ بإذن الله إن شاء الله يا نار كوني بردا و سلاما على إبراهيم فعلقنا عليه ما ذكر أبو محمد ع فأفاق

14-  إسحاق قال حدثني إسماعيل بن محمد بن علي بن إسماعيل بن علي بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب قال قعدت لأبي محمد ع على ظهر الطريق فلما مر بي شكوت إليه الحاجة و حلفت له أنه ليس عندي درهم فما فوقها و لا غداء و لا عشاء قال فقال تحلف بالله كاذبا و قد دفنت مائتي دينار و ليس قولي هذا دفعا لك عن العطية أعطه يا غلام ما معك فأعطاني غلامه مائة دينار ثم أقبل علي فقال لي إنك تحرمها أحوج ما تكون إليها يعني الدنانير التي دفنت و صدق ع و كان كما قال دفنت مائتي دينار و قلت يكون ظهرا و كهفا لنا فاضطررت ضرورة شديدة إلى شي‏ء أنفقه و انغلقت علي أبواب الرزق فنبشت عنها فإذا ابن لي قد عرف موضعها فأخذها و هرب فما قدرت منها على شي‏ء

15-  إسحاق قال حدثني علي بن زيد بن علي بن الحسين بن علي قال كان لي فرس و كنت به معجبا أكثر ذكره في المحال فدخلت على أبي محمد يوما فقال لي ما فعل فرسك فقلت هو عندي و هو ذا هو على بابك و عنه نزلت فقال لي استبدل به قبل المساء إن قدرت على مشتري و لا تؤخر ذلك و دخل علينا داخل و انقطع الكلام فقمت متفكرا و مضيت إلى منزلي فأخبرت أخي الخبر فقال ما أدري ما أقول في هذا و شححت به و نفست على الناس ببيعه و أمسينا فأتانا السائس و قد صلينا العتمة فقال يا مولاي نفق فرسك فاغتممت و علمت أنه عنى هذا بذلك القول قال ثم دخلت على أبي محمد بعد أيام و أنا أقول في نفسي ليته أخلف علي دابة إذ كنت اغتممت بقوله فلما جلست قال نعم نخلف دابة عليك يا غلام أعطه برذوني الكميت هذا خير من فرسك و أوطأ و أطول عمرا

16-  إسحاق قال حدثني محمد بن الحسن بن شمون قال حدثني أحمد بن محمد قال كتبت إلى أبي محمد ع حين أخذ المهتدي في قتل الموالي يا سيدي الحمد لله الذي شغله عنا فقد بلغني أنه يتهددك و يقول و الله لأجلينهم عن جديد الأرض فوقع أبو محمد ع بخطه ذاك أقصر لعمره عد من يومك هذا خمسة أيام و يقتل في اليوم السادس بعد هوان و استخفاف يمر به فكان كما قال ع

17-  إسحاق قال حدثني محمد بن الحسن بن شمون قال كتبت إلى أبي محمد ع أسأله أن يدعو الله لي من وجع عيني و كانت إحدى عيني ذاهبة و الأخرى على شرف ذهاب فكتب إلي حبس الله عليك عينك فأفاقت الصحيحة و وقع في آخر الكتاب آجرك الله و أحسن ثوابك فاغتممت لذلك و لم أعرف في أهلي أحدا مات فلما كان بعد أيام جاءتني وفاة ابني طيب فعلمت أن التعزية له

 -  إسحاق قال حدثني عمر بن أبي مسلم قال قدم علينا بسر من رأى رجل من أهل مصر يقال له سيف بن الليث يتظلم إلى المهتدي في ضيعة له قد غصبها إياه شفيع الخادم و أخرجه منها فأشرنا عليه أن يكتب إلى أبي محمد ع يسأله تسهيل أمرها فكتب إليه أبو محمد ع لا بأس عليك ضيعتك ترد عليك فلا تتقدم إلى السلطان و الق الوكيل الذي في يده الضيعة و خوفه بالسلطان الأعظم الله رب العالمين فلقيه فقال له الوكيل الذي في يده الضيعة قد كتب إلي عند خروجك من مصر أن أطلبك و أرد الضيعة عليك فردها عليه بحكم القاضي ابن أبي الشوارب و شهادة الشهود و لم يحتج إلى أن يتقدم إلى المهتدي فصارت الضيعة له و في يده و لم يكن لها خبر بعد ذلك قال و حدثني سيف بن الليث هذا قال خلفت ابنا لي عليلا بمصر عند خروجي عنها و ابنا لي آخر أسن منه كان وصيي و قيمي على عيالي و في ضياعي فكتبت إلى أبي محمد ع أسأله الدعاء لابني العليل فكتب إلي قد عوفي ابنك المعتل و مات الكبير وصيك و قيمك فاحمد الله و لا تجزع فيحبط أجرك فورد علي الخبر أن ابني قد عوفي من علته و مات الكبير يوم ورد علي جواب أبي محمد ع

19-  إسحاق قال حدثني يحيى بن القشيري من قرية تسمى قير قال كان لأبي محمد وكيل قد اتخذ معه في الدار حجرة يكون فيها معه خادم أبيض فأراد الوكيل الخادم على نفسه فأبى إلا أن يأتيه بنبيذ فاحتال له بنبيذ ثم أدخله عليه و بينه و بين أبي محمد ثلاثة أبواب مغلقة قال فحدثني الوكيل قال إني لمنتبه إذ أنا بالأبواب تفتح حتى جاء بنفسه فوقف على باب الحجرة ثم قال يا هؤلاء اتقوا الله خافوا الله فلما أصبحنا أمر ببيع الخادم و إخراجي من الدار

20-  إسحاق قال أخبرني محمد بن الربيع الشائي قال ناظرت رجلا من الثنوية بالأهواز ثم قدمت سر من رأى و قد علق بقلبي شي‏ء من مقالته فإني لجالس على باب أحمد بن الخضيب إذ أقبل أبو محمد ع من دار العامة يؤم الموكب فنظر إلي و أشار بسباحته أحد أحد فرد فسقطت مغشيا علي

 -  إسحاق عن أبي هاشم الجعفري قال دخلت على أبي محمد يوما و أنا أريد أن أسأله ما أصوغ به خاتما أتبرك به فجلست و أنسيت ما جئت له فلما ودعت و نهضت رمى إلي بالخاتم فقال أردت فضة فأعطيناك خاتما ربحت الفص و الكراء هنأك الله يا أبا هاشم فقلت يا سيدي أشهد أنك ولي الله و إمامي الذي أدين الله بطاعته فقال غفر الله لك يا أبا هاشم

22-  إسحاق قال حدثني محمد بن القاسم أبو العيناء الهاشمي مولى عبد الصمد بن علي عتاقة قال كنت أدخل على أبي محمد ع فأعطش و أنا عنده فأجله أن أدعو بالماء فيقول يا غلام اسقه و ربما حدثت نفسي بالنهوض فأفكر في ذلك فيقول يا غلام دابته

23-  علي بن محمد عن محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن موسى بن جعفر بن محمد عن علي بن عبد الغفار قال دخل العباسيون على صالح بن وصيف و دخل صالح بن علي و غيره من المنحرفين عن هذه الناحية على صالح بن وصيف عند ما حبس أبا محمد ع فقال لهم صالح و ما أصنع قد وكلت به رجلين من أشر من قدرت عليه فقد صارا من العبادة و الصلاة و الصيام إلى أمر عظيم فقلت لهما ما فيه فقالا ما تقول في رجل يصوم النهار و يقوم الليل كله لا يتكلم و لا يتشاغل و إذا نظرنا إليه ارتعدت فرائصنا و يداخلنا ما لا نملكه من أنفسنا فلما سمعوا ذلك انصرفوا خائبين

24-  علي بن محمد عن الحسن بن الحسين قال حدثني محمد بن الحسن المكفوف قال حدثني بعض أصحابنا عن بعض فصادي العسكر من النصارى أن أبا محمد ع بعث إلي يوما في وقت صلاة الظهر فقال لي افصد هذا العرق قال و ناولني عرقا لم أفهمه من العروق التي تفصد فقلت في نفسي ما رأيت أمرا أعجب من هذا يأمرني أن أفصد في وقت الظهر و ليس بوقت فصد و الثانية عرق لا أفهمه ثم قال لي انتظر و كن في الدار فلما أمسى دعاني و قال لي سرح الدم فسرحت ثم قال لي أمسك فأمسكت ثم قال لي كن في الدار فلما كان نصف الليل أرسل إلي و قال لي سرح الدم قال فتعجبت أكثر من عجبي الأول و كرهت أن أسأله قال فسرحت فخرج دم أبيض كأنه الملح قال ثم قال لي احبس قال فحبست قال ثم قال كن في الدار فلما أصبحت أمر قهرمانه أن يعطيني ثلاثة دنانير فأخذتها و خرجت حتى أتيت ابن بختيشوع النصراني فقصصت عليه القصة قال فقال لي و الله ما أفهم ما تقول و لا أعرفه في شي‏ء من الطب و لا قرأته في كتاب و لا أعلم في دهرنا أعلم بكتب النصرانية من فلان الفارسي فاخرج إليه قال فاكتريت زورقا إلى البصرة و أتيت الأهواز ثم صرت إلى فارس إلى صاحبي فأخبرته الخبر قال و قال أنظرني أياما فأنظرته ثم أتيته متقاضيا قال فقال لي إن هذا الذي تحكيه عن هذا الرجل فعله المسيح في دهره مرة

25-  علي بن محمد عن بعض أصحابنا قال كتب محمد بن حجر إلى أبي محمد ع يشكو عبد العزيز بن دلف و يزيد بن عبد الله فكتب إليه أما عبد العزيز فقد كفيته و أما يزيد فإن لك و له مقاما بين يدي الله فمات عبد العزيز و قتل يزيد محمد بن حجر

26-  علي بن محمد عن بعض أصحابنا قال سلم أبو محمد ع إلى نحرير فكان يضيق عليه و يؤذيه قال فقالت له امرأته ويلك اتق الله لا تدري من في منزلك و عرفته صلاحه و قالت إني أخاف عليك منه فقال لأرمينه بين السباع ثم فعل ذلك به فرئي ع قائما يصلي و هي حوله

27-  محمد بن يحيى عن أحمد بن إسحاق قال دخلت على أبي محمد ع فسألته أن يكتب لأنظر إلى خطه فأعرفه إذا ورد فقال نعم ثم قال يا أحمد إن الخط سيختلف عليك من بين القلم الغليظ إلى القلم الدقيق فلا تشكن ثم دعا بالدواة فكتب و جعل يستمد إلى مجرى الدواة فقلت في نفسي و هو يكتب أستوهبه القلم الذي كتب به فلما فرغ من الكتابة أقبل يحدثني و هو يمسح القلم بمنديل الدواة ساعة ثم قال هاك يا أحمد فناولنيه فقلت جعلت فداك إني مغتم لشي‏ء يصيبني في نفسي و قد أردت أن أسأل أباك فلم يقض لي ذلك فقال و ما هو يا أحمد فقلت يا سيدي روي لنا عن آبائك أن نوم الأنبياء على أقفيتهم و نوم المؤمنين على أيمانهم و نوم المنافقين على شمائلهم و نوم الشياطين على وجوههم فقال ع كذلك هو فقلت يا سيدي فإني أجهد أن أنام على يميني فما يمكنني و لا يأخذني النوم عليها فسكت ساعة ثم قال يا أحمد ادن مني فدنوت منه فقال أدخل يدك تحت ثيابك فأدخلتها فأخرج يده من تحت ثيابه و أدخلها تحت ثيابي فمسح بيده اليمنى على جانبي الأيسر و بيده اليسرى على جانبي الأيمن ثلاث مرات فقال أحمد فما أقدر أن أنام على يساري منذ فعل ذلك بي ع و ما يأخذني نوم عليها أصلا

باب مولد الصاحب ع

 ولد ع للنصف من شعبان سنة خمس و خمسين و مائتين

1-  الحسين بن محمد الأشعري عن معلى بن محمد عن أحمد بن محمد قال خرج عن أبي محمد ع حين قتل الزبيري هذا جزاء من افترى على الله في أوليائه زعم أنه يقتلني و ليس لي عقب فكيف رأى قدرة الله و ولد له ولد سماه م‏ح‏م‏د سنة ست و خمسين و مائتين

2-  علي بن محمد قال حدثني محمد و الحسن ابنا علي بن إبراهيم في سنة تسع و سبعين و مائتين قالا حدثنا محمد بن علي بن عبد الرحمن العبدي من عبد قيس عن ضوء بن علي العجلي عن رجل من أهل فارس سماه قال أتيت سر من رأى و لزمت باب أبي محمد ع فدعاني من غير أن أستأذن فلما دخلت و سلمت قال لي يا أبا فلان كيف حالك ثم قال لي اقعد يا فلان ثم سألني عن جماعة من رجال و نساء من أهلي ثم قال لي ما الذي أقدمك قلت رغبة في خدمتك قال فقال فالزم الدار قال فكنت في الدار مع الخدم ثم صرت أشتري لهم الحوائج من السوق و كنت أدخل عليه من غير إذن إذا كان في دار الرجال فدخلت عليه يوما و هو في دار الرجال فسمعت حركة في البيت فناداني مكانك لا تبرح فلم أجسر أن أخرج و لا أدخل فخرجت علي جارية معها شي‏ء مغطى ثم ناداني ادخل فدخلت و نادى الجارية فرجعت فقال لها اكشفي عما معك فكشفت عن غلام أبيض حسن الوجه و كشفت عن بطنه فإذا شعر نابت من لبته إلى سرته أخضر ليس بأسود فقال هذا صاحبكم ثم أمرها فحملته فما رأيته بعد ذلك حتى مضى أبو محمد ع فقال ضوء بن علي فقلت للفارسي كم كنت تقدر له من السنين قال سنتين قال العبدي فقلت لضوء كم تقدر له أنت قال أربع عشرة سنة قال أبو علي و أبو عبد الله و نحن نقدر له إحدى و عشرين سنة

3-  علي بن محمد و عن غير واحد من أصحابنا القميين عن محمد بن محمد العامري عن أبي سعيد غانم الهندي قال كنت بمدينة الهند المعروفة بقشمير الداخلة و أصحاب لي يقعدون على كراسي عن يمين الملك أربعون رجلا كلهم يقرأ الكتب الأربعة التوراة و الإنجيل و الزبور و صحف إبراهيم نقضي بين الناس و نفقههم في دينهم و نفتيهم في حلالهم و حرامهم يفزع الناس إلينا الملك فمن دونه فتجارينا ذكر رسول الله ص فقلنا هذا النبي المذكور في الكتب قد خفي علينا أمره و يجب علينا الفحص عنه و طلب أثره و اتفق رأينا و توافقنا على أن أخرج فأرتاد لهم فخرجت و معي مال جليل فسرت اثني عشر شهرا حتى قربت من كابل فعرض لي قوم من الترك فقطعوا علي و أخذوا مالي و جرحت جراحات شديدة و دفعت إلى مدينة كابل فأنفذني ملكها لما وقف على خبري إلى مدينة بلخ و عليها إذ ذاك داود بن العباس بن أبي الأسود فبلغه خبري و أني خرجت مرتادا من الهند و تعلمت الفارسية و ناظرت الفقهاء و أصحاب الكلام فأرسل إلي داود بن العباس فأحضرني مجلسه و جمع علي الفقهاء فناظروني فأعلمتهم أني خرجت من بلدي أطلب هذا النبي الذي وجدته في الكتب فقال لي من هو و ما اسمه فقلت محمد فقالوا هو نبينا الذي تطلب فسألتهم عن شرائعه فأعلموني فقلت لهم أنا أعلم أن محمدا نبي و لا أعلمه هذا الذي تصفون أم لا فأعلموني موضعه لأقصده فأسائله عن علامات عندي و دلالات فإن كان صاحبي الذي طلبت آمنت به فقالوا قد مضى ص فقلت فمن وصيه و خليفته فقالوا أبو بكر قلت فسموه لي فإن هذه كنيته قالوا عبد الله بن عثمان و نسبوه إلى قريش قلت فانسبوا لي محمدا نبيكم فنسبوه لي فقلت ليس هذا صاحبي الذي طلبت صاحبي الذي أطلبه خليفته أخوه في الدين و ابن عمه في النسب و زوج ابنته و أبو ولده ليس لهذا النبي ذرية على الأرض غير ولد هذا الرجل الذي هو خليفته قال فوثبوا بي و قالوا أيها الأمير إن هذا قد خرج من الشرك إلى الكفر هذا حلال الدم فقلت لهم يا قوم أنا رجل معي دين متمسك به لا أفارقه حتى أرى ما هو أقوى منه إني وجدت صفة هذا الرجل في الكتب التي أنزلها الله على أنبيائه و إنما خرجت من بلاد الهند و من العز الذي كنت فيه طلبا له فلما فحصت عن أمر صاحبكم الذي ذكرتم لم يكن النبي الموصوف في الكتب فكفوا عني و بعث العامل إلى رجل يقال له الحسين بن إشكيب فدعاه فقال له ناظر هذا الرجل الهندي فقال له الحسين أصلحك الله عندك الفقهاء و العلماء و هم أعلم و أبصر بمناظرته فقال له ناظره كما أقول لك و اخل به و الطف له فقال لي الحسين بن إشكيب بعد ما فاوضته إن صاحبك الذي تطلبه هو النبي الذي وصفه هؤلاء و ليس الأمر في خليفته كما قالوا هذا النبي محمد بن عبد الله بن عبد المطلب و وصيه علي بن أبي طالب بن عبد المطلب و هو زوج فاطمة بنت محمد و أبو الحسن و الحسين سبطي محمد ص قال غانم أبو سعيد فقلت الله أكبر هذا الذي طلبت فانصرفت إلى داود بن العباس فقلت له أيها الأمير وجدت ما طلبت و أنا أشهد أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله قال فبرني و وصلني و قال للحسين تفقده قال فمضيت إليه حتى آنست به و فقهني فيما احتجت إليه من الصلاة و الصيام و الفرائض قال فقلت له إنا نقرأ في كتبنا أن محمدا ص خاتم النبيين لا نبي بعده و أن الأمر من بعده إلى وصيه و وارثه و خليفته من بعده ثم إلى الوصي بعد الوصي لا يزال أمر الله جاريا في أعقابهم حتى تنقضي الدنيا فمن وصي وصي محمد قال الحسن ثم الحسين ابنا محمد ص ثم ساق الأمر في الوصية حتى انتهى إلى صاحب الزمان ع ثم أعلمني ما حدث فلم يكن لي همة إلا طلب الناحية فوافى قم و قعد مع أصحابنا في سنة أربع و ستين و مائتين و خرج معهم حتى وافى بغداد و معه رفيق له من أهل السند كان صحبه على المذهب قال فحدثني غانم قال

 و أنكرت من رفيقي بعض أخلاقه فهجرته و خرجت حتى سرت إلى العباسية أتهيأ للصلاة و أصلي و إني لواقف متفكر فيما قصدت لطلبه إذا أنا بآت قد أتاني فقال أنت فلان اسمه بالهند فقلت نعم فقال أجب مولاك فمضيت معه فلم يزل يتخلل بي الطرق حتى أتى دارا و بستانا فإذا أنا به ع جالس فقال مرحبا يا فلان بكلام الهند كيف حالك و كيف خلفت فلانا و فلانا حتى عد الأربعين كلهم فسألني عنهم واحدا واحدا ثم أخبرني بما تجارينا كل ذلك بكلام الهند ثم قال أردت أن تحج مع أهل قمقلت نعم يا سيدي فقال لا تحج معهم و انصرف سنتك هذه و حج في قابل ثم ألقى إلي صرة كانت بين يديه فقال لي اجعلها نفقتك و لا تدخل إلى بغداد إلى فلان سماه و لا تطلعه على شي‏ء و انصرف إلينا إلى البلد ثم وافانا بعض الفيوج فأعلمونا أن أصحابنا انصرفوا من العقبة و مضى نحو خراسان فلما كان في قابل حج و أرسل إلينا بهدية من طرف خراسان فأقام بها مدة ثم مات رحمه الله

4-  علي بن محمد عن سعد بن عبد الله قال إن الحسن بن النضر و أبا صدام و جماعة تكلموا بعد مضي أبي محمد ع فيما في أيدي الوكلاء و أرادوا الفحص فجاء الحسن بن النضر إلى أبي الصدام فقال إني أريد الحج فقال له أبو صدام أخره هذه السنة فقال له الحسن بن النضر إني أفزع في المنام و لا بد من الخروج و أوصى إلى أحمد بن يعلى بن حماد و أوصى للناحية بمال و أمره أن لا يخرج شيئا إلا من يده إلى يده بعد ظهوره قال فقال الحسن لما وافيت بغداد اكتريت دارا فنزلتها فجاءني بعض الوكلاء بثياب و دنانير و خلفها عندي فقلت له ما هذا قال هو ما ترى ثم جاءني آخر بمثلها و آخر حتى كبسوا الدار ثم جاءني أحمد بن إسحاق بجميع ما كان معه فتعجبت و بقيت متفكرا فوردت علي رقعة الرجل ع إذا مضى من النهار كذا و كذا فاحمل ما معك فرحلت و حملت ما معي و في الطريق صعلوك يقطع الطريق في ستين رجلا فاجتزت عليه و سلمني الله منه فوافيت العسكر و نزلت فوردت علي رقعة أن احمل ما معك فعبيته في صنان الحمالين فلما بلغت الدهليز إذا فيه أسود قائم فقال أنت الحسن بن النضر قلت نعم قال ادخل فدخلت الدار و دخلت بيتا و فرغت صنان الحمالين و إذا في زاوية البيت خبز كثير فأعطى كل واحد من الحمالين رغيفين و أخرجوا و إذا بيت عليه ستر فنوديت منه يا حسن بن النضر احمد الله على ما من به عليك و لا تشكن فود الشيطان أنك شككت و أخرج إلي ثوبين و قيل خذها فستحتاج إليهما فأخذتهما و خرجت قال سعد فانصرف الحسن بن النضر و مات في شهر رمضان و كفن في الثوبين

5-  علي بن محمد عن محمد بن حمويه السويداوي عن محمد بن إبراهيم بن مهزيار قال شككت عند مضي أبي محمد ع و اجتمع عند أبي مال جليل فحمله و ركب السفينة و خرجت معه مشيعا فوعك وعكا شديدا فقال يا بني ردني فهو الموت و قال لي اتق الله في هذا المال و أوصى إلي فمات فقلت في نفسي لم يكن أبي ليوصي بشي‏ء غير صحيح أحمل هذا المال إلى العراق و أكتري دارا على الشط و لا أخبر أحدا بشي‏ء و إن وضح لي شي‏ء كوضوحه في أيام أبي محمد ع أنفذته و إلا قصفت به فقدمت العراق و اكتريت دارا على الشط و بقيت أياما فإذا أنا برقعة مع رسول فيها يا محمد معك كذا و كذا في جوف كذا و كذا حتى قص علي جميع ما معي مما لم أحط به علما فسلمته إلى الرسول و بقيت أياما لا يرفع لي رأس و اغتممت فخرج إلي قد أقمناك مكان أبيك فاحمد الله

6-  محمد بن أبي عبد الله عن أبي عبد الله النسائي قال أوصلت أشياء للمرزباني الحارثي فيها سوار ذهب فقبلت و رد علي السوار فأمرت بكسره فكسرته فإذا في وسطه مثاقيل حديد و نحاس أو صفر فأخرجته و أنفذت الذهب فقبل

7-  علي بن محمد عن الفضل الخزاز المدائني مولى خديجة بنت محمد أبي جعفر ع قال إن قوما من أهل المدينة من الطالبيين كانوا يقولون بالحق و كانت الوظائف ترد عليهم في وقت معلوم فلما مضى أبو محمد ع رجع قوم منهم عن القول بالولد فوردت الوظائف على من ثبت منهم على القول بالولد و قطع عن الباقين فلا يذكرون في الذاكرين و الحمد لله رب العالمين

8-  علي بن محمد قال أوصل رجل من أهل السواد مالا فرد عليه و قيل له أخرج حق ولد عمك منه و هو أربعمائة درهم و كان الرجل في يده ضيعة لولد عمه فيها شركة قد حبسها عليهم فنظر فإذا الذي لولد عمه من ذلك المال أربعمائة درهم فأخرجها و أنفذ الباقي فقبل

9-  القاسم بن العلاء قال ولد لي عدة بنين فكنت أكتب و أسأل الدعاء فلا يكتب إلي لهم بشي‏ء فماتوا كلهم فلما ولد لي الحسن ابني كتبت أسأل الدعاء فأجبت يبقى و الحمد لله

10-  علي بن محمد عن أبي عبد الله بن صالح قال كنت خرجت سنة من السنين ببغداد فاستأذنت في الخروج فلم يؤذن لي فأقمت اثنين و عشرين يوما و قد خرجت القافلة إلى النهروان فأذن في الخروج لي يوم الأربعاء و قيل لي اخرج فيه فخرجت و أنا آيس من القافلة أن ألحقها فوافيت النهروان و القافلة مقيمة فما كان إلا أن أعلفت جمالي شيئا حتى رحلت القافلة فرحلت و قد دعا لي بالسلامة فلم ألق سوءا و الحمد لله

11-  علي عن النضر بن صباح البجلي عن محمد بن يوسف الشاشي قال خرج بي ناصور على مقعدتي فأريته الأطباء و أنفقت عليه مالا فقالوا لا نعرف له دواء فكتبت رقعة أسأل الدعاء فوقع ع إلي ألبسك الله العافية و جعلك معنا في الدنيا و الآخرة قال فما أتت علي جمعة حتى عوفيت و صار مثل راحتي فدعوت طبيبا من أصحابنا و أريته إياه فقال ما عرفنا لهذا دواء

12-  علي عن علي بن الحسين اليماني قال كنت ببغداد فتهيأت قافلة لليمانيين فأردت الخروج معها فكتبت ألتمس الإذن في ذلك فخرج لا تخرج معهم فليس لك في الخروج معهم خيرة و أقم بالكوفة قال و أقمت و خرجت القافلة فخرجت عليهم حنظلة فاجتاحتهم و كتبت أستأذن في ركوب الماء فلم يأذن لي فسألت عن المراكب التي خرجت في تلك السنة في البحر فما سلم منها مركب خرج عليها قوم من الهند يقال لهم البوارج فقطعوا عليها قال و زرت العسكر فأتيت الدرب مع المغيب و لم أكلم أحدا و لم أتعرف إلى أحد و أنا أصلي في المسجد بعد فراغي من الزيارة إذا بخادم قد جاءني فقال لي قم فقلت له إذن إلى أين فقال لي إلى المنزل قلت و من أنا لعلك أرسلت إلى غيري فقال لا ما أرسلت إلا إليك أنت علي بن الحسين رسول جعفر بن إبراهيم فمر بي حتى أنزلني في بيت الحسين بن أحمد ثم ساره فلم أدر ما قال له حتى آتاني جميع ما أحتاج إليه و جلست عنده ثلاثة أيام و استأذنته في الزيارة من داخل فأذن لي فزرت ليلا

13-  الحسن بن الفضل بن زيد اليماني قال كتب أبي بخطه كتابا فورد جوابه ثم كتبت بخطي فورد جوابه ثم كتب بخطه رجل من فقهاء أصحابنا فلم يرد جوابه فنظرنا فكانت العلة أن الرجل تحول قرمطيا قال الحسن بن الفضل فزرت العراق و وردت طوس و عزمت أن لا أخرج إلا عن بينة من أمري و نجاح من حوائجي و لو احتجت أن أقيم بها حتى أتصدق قال و في خلال ذلك يضيق صدري بالمقام و أخاف أن يفوتني الحج قال فجئت يوما إلى محمد بن أحمد أتقاضاه فقال لي صر إلى مسجد كذا و كذا و إنه يلقاك رجل قال فصرت إليه فدخل علي رجل فلما نظر إلي ضحك و قال لا تغتم فإنك ستحج في هذه السنة و تنصرف إلى أهلك و ولدك سالما قال فاطمأننت و سكن قلبي و أقول ذا مصداق ذلك و الحمد لله قال ثم وردت العسكر فخرجت إلي صرة فيها دنانير و ثوب فاغتممت و قلت في نفسي جزائي عند القوم هذا و استعملت الجهل فرددتها و كتبت رقعة و لم يشر الذي قبضها مني علي بشي‏ء و لم يتكلم فيها بحرف ثم ندمت بعد ذلك ندامة شديدة و قلت في نفسي كفرت بردي على مولاي و كتبت رقعة أعتذر من فعلي و أبوء بالإثم و أستغفر من ذلك و أنفذتها و قمت أتمسح فأنا في ذلك أفكر في نفسي و أقول إن ردت علي الدنانير لم أحلل صرارها و لم أحدث فيها حتى أحملها إلى أبي فإنه أعلم مني ليعمل فيها بما شاء فخرج إلى الرسول الذي حمل إلي الصرة أسأت إذ لم تعلم الرجل إنا ربما فعلنا ذلك بموالينا و ربما سألونا ذلك يتبركون به و خرج إلي أخطأت في ردك برنا فإذا استغفرت الله فالله يغفر لك فأما إذا كانت عزيمتك و عقد نيتك ألا تحدث فيها حدثا و لا تنفقها في طريقك فقد صرفناها عنك فأما الثوب فلا بد منه لتحرم فيه قال و كتبت في معنيين و أردت أن أكتب في الثالث و امتنعت منه مخافة أن يكره ذلك فورد جواب المعنيين و الثالث الذي طويت مفسرا و الحمد لله قال و كنت وافقت جعفر بن إبراهيم النيسابوري بنيسابور على أن أركب معه و أزامله فلما وافيت بغداد بدا لي فاستقلته و ذهبت أطلب عديلا فلقيني ابن الوجناء بعد أن كنت صرت إليه و سألته أن يكتري لي فوجدته كارها فقال لي أنا في طلبك و قد قيل لي إنه يصحبك فأحسن معاشرته و اطلب له عديلا و اكتر له

14-  علي بن محمد عن الحسن بن عبد الحميد قال شككت في أمر حاجز فجمعت شيئا ثم صرت إلى العسكر فخرج إلي ليس فينا شك و لا فيمن يقوم مقامنا بأمرنا رد ما معك إلى حاجز بن يزيد

15-  علي بن محمد عن محمد بن صالح قال لما مات أبي و صار الأمر لي كان لأبي على الناس سفاتج من مال الغريم فكتبت إليه أعلمه فكتب طالبهم و استقض عليهم فقضاني الناس إلا رجل واحد كانت عليه سفتجة بأربعمائة دينار فجئت إليه أطالبه فماطلني و استخف بي ابنه و سفه علي فشكوت إلى أبيه فقال و كان ما ذا فقبضت على لحيته و أخذت برجله و سحبته إلى وسط الدار و ركلته ركلا كثيرا فخرج ابنه يستغيث بأهل بغداد و يقول قمي رافضي قد قتل والدي فاجتمع علي منهم الخلق فركبت دابتي و قلت أحسنتم يا أهل بغداد تميلون مع الظالم على الغريب المظلوم أنا رجل من أهل همدان من أهل السنة و هذا ينسبني إلى أهل قم و الرفض ليذهب بحقي و مالي قال فمالوا عليه و أرادوا أن يدخلوا على حانوته حتى سكنتهم و طلب إلي صاحب السفتجة و حلف بالطلاق أن يوفيني مالي حتى أخرجتهم عنه

16-  علي عن عدة من أصحابنا عن أحمد بن الحسن و العلاء بن رزق الله عن بدر غلام أحمد بن الحسن قال وردت الجبل و أنا لا أقول بالإمامة أحبهم جملة إلى أن مات يزيد بن عبد الله فأوصى في علته أن يدفع الشهري السمند و سيفه و منطقته إلى مولاه فخفت إن أنا لم أدفع الشهري إلى إذكوتكين نالني منه استخفاف فقومت الدابة و السيف و المنطقة بسبعمائة دينار في نفسي و لم أطلع عليه أحدا فإذا الكتاب قد ورد علي من العراق وجه السبع مائة دينار التي لنا قبلك من ثمن الشهري و السيف و المنطقة

17-  علي عمن حدثه قال ولد لي ولد فكتبت أستأذن في طهره يوم السابع فورد لا تفعل فمات يوم السابع أو الثامن ثم كتبت بموته فورد ستخلف غيره و غيره تسميه أحمد و من بعد أحمد جعفرا فجاء كما قال قال و تهيأت للحج و ودعت الناس و كنت على الخروج فورد نحن لذلك كارهون و الأمر إليك قال فضاق صدري و اغتممت و كتبت أنا مقيم على السمع و الطاعة غير أني مغتم بتخلفي عن الحج فوقع لا يضيقن صدرك فإنك ستحج من قابل إن شاء الله قال و لما كان من قابل كتبت أستأذن فورد الإذن فكتبت أني عادلت محمد بن العباس و أنا واثق بديانته و صيانته فورد الأسدي نعم العديل فإن قدم فلا تختر عليه فقدم الأسدي و عادلته

18-  الحسن بن علي العلوي قال أودع المجروح مرداس بن علي مالا للناحية و كان عند مرداس مال لتميم بن حنظلة فورد على مرداس أنفذ مال تميم مع ما أودعك الشيرازي

19-  علي بن محمد عن الحسن بن عيسى العريضي أبي محمد قال لما مضى أبو محمد ع ورد رجل من أهل مصر بمال إلى مكة للناحية فاختلف عليه فقال بعض الناس إن أبا محمد ع مضى من غير خلف و الخلف جعفر و قال بعضهم مضى أبو محمد عن خلف فبعث رجلا يكنى بأبي طالب فورد العسكر و معه كتاب فصار إلى جعفر و سأله عن برهان فقال لا يتهيأ في هذا الوقت فصار إلى الباب و أنفذ الكتاب إلى أصحابنا فخرج إليه آجرك الله في صاحبك فقد مات و أوصى بالمال الذي كان معه إلى ثقة ليعمل فيه بما يجب و أجيب عن كتابه

20-  علي بن محمد قال حمل رجل من أهل آبة شيئا يوصله و نسي سيفا بآبة فأنفذ ما كان معه فكتب إليه ما خبر السيف الذي نسيته

21-  الحسن بن خفيف عن أبيه قال بعث بخدم إلى مدينة الرسول ص و معهم خادمان و كتب إلى خفيف أن يخرج معهم فخرج معهم فلما وصلوا إلى الكوفة شرب أحد الخادمين مسكرا فما خرجوا من الكوفة حتى ورد كتاب من العسكر برد الخادم الذي شرب المسكر و عزل عن الخدمة

22-  علي بن محمد عن أحمد بن أبي علي بن غياث عن أحمد بن الحسن قال أوصى يزيد بن عبد الله بدابة و سيف و مال و أنفذ ثمن الدابة و غير ذلك و لم يبعث السيف فورد كان مع ما بعثتم سيف فلم يصل أو كما قال

23-  علي بن محمد عن محمد بن علي بن شاذان النيسابوري قال اجتمع عندي خمسمائة درهم تنقص عشرين درهما فأنفت أن أبعث بخمسمائة تنقص عشرين درهما فوزنت من عندي عشرين درهما و بعثتها إلى الأسدي و لم أكتب ما لي فيها فورد وصلت خمسمائة درهم لك منها عشرون درهما

24-  الحسين بن محمد الأشعري قال كان يرد كتاب أبي محمد ع في الإجراء على الجنيد قاتل فارس و أبي الحسن و آخر فلما مضى أبو محمد ع ورد استئناف من الصاحب لإجراء أبي الحسن و صاحبه و لم يرد في أمر الجنيد بشي‏ء قال فاغتممت لذلك فورد نعي الجنيد بعد ذلك

25-  علي بن محمد عن محمد بن صالح قال كانت لي جارية كنت معجبا بها فكتبت أستأمر في استيلادها فورد استولدها و يفعل الله ما يشاء فوطئتها فحبلت ثم أسقطت فماتت

26-  علي بن محمد قال كان ابن العجمي جعل ثلثه للناحية و كتب بذلك و قد كان قبل إخراجه الثلث دفع مالا لابنه أبي المقدام لم يطلع عليه أحد فكتب إليه فأين المال الذي عزلته لأبي المقدام

27-  علي بن محمد عن أبي عقيل عيسى بن نصر قال كتب علي بن زياد الصيمري يسأل كفنا فكتب إليه إنك تحتاج إليه في سنة ثمانين فمات في سنة ثمانين و بعث إليه بالكفن قبل موته بأيام

28-  علي بن محمد عن محمد بن هارون بن عمران الهمذاني قال كان للناحية علي خمسمائة دينار فضقت بها ذرعا ثم قلت في نفسي لي حوانيت اشتريتها بخمسمائة و ثلاثين دينارا قد جعلتها للناحية بخمسمائة دينار و لم أنطق بها فكتب إلى محمد بن جعفر اقبض الحوانيت من محمد بن هارون بالخمسمائة دينار التي لنا عليه

29-  علي بن محمد قال باع جعفر فيمن باع صبية جعفرية كانت في الدار يربونها فبعث بعض العلويين و أعلم المشتري خبرها فقال المشتري قد طابت نفسي بردها و أن لا أرزأ من ثمنها شيئا فخذها فذهب العلوي فأعلم أهل الناحية الخبر فبعثوا إلى المشتري بأحد و أربعين دينارا و أمروه بدفعها إلى صاحبها

30-  الحسين بن الحسن العلوي قال كان رجل من ندماء روزحسنى و آخر معه فقال له هو ذا يجبي الأموال و له وكلاء و سموا جميع الوكلاء في النواحي و أنهي ذلك إلى عبيد الله بن سليمان الوزير فهم الوزير بالقبض عليهم فقال السلطان اطلبوا أين هذا الرجل فإن هذا أمر غليظ فقال عبيد الله بن سليمان نقبض على الوكلاء فقال السلطان لا و لكن دسوا لهم قوما لا يعرفون بالأموال فمن قبض منهم شيئا قبض عليه قال فخرج بأن يتقدم إلى جميع الوكلاء أن لا يأخذوا من أحد شيئا و أن يمتنعوا من ذلك و يتجاهلوا الأمر فاندس لمحمد بن أحمد رجل لا يعرفه و خلا به فقال معي مال أريد أن أوصله فقال له محمد غلطت أنا لا أعرف من هذا شيئا فلم يزل يتلطفه و محمد يتجاهل عليه و بثوا الجواسيس و امتنع الوكلاء كلهم لما كان تقدم إليهم

31-  علي بن محمد قال خرج نهي عن زيارة مقابر قريش و الحير فلما كان بعد أشهر دعا الوزير الباقطائي فقال له الق بني الفرات و البرسيين و قل لهم لا يزوروا مقابر قريش فقد أمر الخليفة أن يتفقد كل من زار فيقبض عليه

باب ما جاء في الاثني عشر و النص عليهم ع

1-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد البرقي عن أبي هاشم داود بن القاسم الجعفري عن أبي جعفر الثاني ع قال أقبل أمير المؤمنين ع و معه الحسن بن علي ع و هو متكئ على يد سلمان فدخل المسجد الحرام فجلس إذ أقبل رجل حسن الهيئة و اللباس فسلم على أمير المؤمنين فرد عليه السلام فجلس ثم قال يا أمير المؤمنين أسألك عن ثلاث مسائل إن أخبرتني بهن علمت أن القوم ركبوا من أمرك ما قضي عليهم و أن ليسوا بمأمونين في دنياهم و آخرتهم و إن تكن الأخرى علمت أنك و هم شرع سواء فقال له أمير المؤمنين ع سلني عما بدا لك قال أخبرني عن الرجل إذا نام أين تذهب روحه و عن الرجل كيف يذكر و ينسى و عن الرجل كيف يشبه ولده الأعمام و الأخوال فالتفت أمير المؤمنين ع إلى الحسن فقال يا أبا محمد أجبه قال فأجابه الحسن ع فقال الرجل أشهد أن لا إله إلا الله و لم أزل أشهد بها و أشهد أن محمدا رسول الله و لم أزل أشهد بذلك و أشهد أنك وصي رسول الله ص و القائم بحجته و أشار إلى أمير المؤمنين و لم أزل أشهد بها و أشهد أنك وصيه و القائم بحجته و أشار إلى الحسن ع و أشهد أن الحسين بن علي وصي أخيه و القائم بحجته بعده و أشهد على علي بن الحسين أنه القائم بأمر الحسين بعده و أشهد على محمد بن علي أنه القائم بأمر علي بن الحسين و أشهد على جعفر بن محمد بأنه القائم بأمر محمد و أشهد على موسى أنه القائم بأمر جعفر بن محمد و أشهد على علي بن موسى أنه القائم بأمر موسى بن جعفر و أشهد على محمد بن علي أنه القائم بأمر علي بن موسى و أشهد على علي بن محمد بأنه القائم بأمر محمد بن علي و أشهد على الحسن بن علي بأنه القائم بأمر علي بن محمد و أشهد على رجل من ولد الحسن لا يكنى و لا يسمى حتى يظهر أمره فيملأها عدلا كما ملئت جورا و السلام عليك يا أمير المؤمنين و رحمة الله و بركاته ثم قام فمضى فقال أمير المؤمنين يا أبا محمد اتبعه فانظر أين يقصد فخرج الحسن بن علي ع فقال ما كان إلا أن وضع رجله خارجا من المسجد فما دريت أين أخذ من أرض الله فرجعت إلى أمير المؤمنين ع فأعلمته فقال يا أبا محمد أ تعرفه قلت الله و رسوله و أمير المؤمنين أعلم قال هو الخضر ع

2-  و حدثني محمد بن يحيى عن محمد بن الحسن الصفار عن أحمد بن أبي عبد الله عن أبي هاشم مثله سواء قال محمد بن يحيى فقلت لمحمد بن الحسن يا أبا جعفر وددت أن هذا الخبر جاء من غير جهة أحمد بن أبي عبد الله قال فقال لقد حدثني قبل الحيرة بعشر سنين

3-  محمد بن يحيى و محمد بن عبد الله عن عبد الله بن جعفر عن الحسن بن ظريف و علي بن محمد عن صالح بن أبي حماد عن بكر بن صالح عن عبد الرحمن بن سالم عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال قال أبي لجابر بن عبد الله الأنصاري إن لي إليك حاجة فمتى يخف عليك أن أخلو بك فأسألك عنها فقال له جابر أي الأوقات أحببته فخلا به في بعض الأيام فقال له يا جابر أخبرني عن اللوح الذي رأيته في يد أمي فاطمة ع بنت رسول الله ص و ما أخبرتك به أمي أنه في ذلك اللوح مكتوب فقال جابر أشهد بالله أني دخلت على أمك فاطمة ع في حياة رسول الله ص فهنيتها بولادة الحسين و رأيت في يديها لوحا أخضر ظننت أنه من زمرد و رأيت فيه كتابا أبيض شبه لون الشمس فقلت لها بأبي و أمي يا بنت رسول الله ص ما هذا اللوح فقالت هذا لوح أهداه الله إلى رسوله ص فيه اسم أبي و اسم بعلي و اسم ابني و اسم الأوصياء من ولدي و أعطانيه أبي ليبشرني بذلك قال جابر فأعطتنيه أمك فاطمة ع فقرأته و استنسخته فقال له أبي فهل لك يا جابر أن تعرضه علي قال نعم فمشى معه أبي إلى منزل جابر فأخرج صحيفة من رق فقال يا جابر انظر في كتابك لأقرأ أنا عليك فنظر جابر في نسخة فقرأه أبي فما خالف حرف حرفا فقال جابر فأشهد بالله أني هكذا رأيته في اللوح مكتوبا بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من الله العزيز الحكيم لمحمد نبيه و نوره و سفيره و حجابه و دليله نزل به الروح الأمين من عند رب العالمين عظم يا محمد أسمائي و اشكر نعمائي و لا تجحد آلائي إني أنا الله لا إله إلا أنا قاصم الجبارين و مديل المظلومين و ديان الدين إني أنا الله لا إله إلا أنا فمن رجا غير فضلي أو خاف غير عدلي عذبته عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين فإياي فاعبد و علي فتوكل إني لم أبعث نبيا فأكملت أيامه و انقضت مدته إلا جعلت له وصيا و إني فضلتك على الأنبياء و فضلت وصيك على الأوصياء و أكرمتك بشبليك و سبطيك حسن و حسين فجعلت حسنا معدن علمي بعد انقضاء مدة أبيه و جعلت حسينا خازن وحيي و أكرمته بالشهادة و ختمت له بالسعادة فهو أفضل من استشهد و أرفع الشهداء درجة جعلت كلمتي التامة معه و حجتي البالغة عنده بعترته أثيب و أعاقب أولهم علي سيد العابدين و زين أوليائي الماضين و ابنه شبه جده المحمود محمد الباقر علمي و المعدن لحكمتي سيهلك المرتابون في جعفر الراد عليه كالراد علي حق القول مني لأكرمن مثوى جعفر و لأسرنه في أشياعه و أنصاره و أوليائه أتيحت بعده موسى فتنة عمياء حندس لأن خيط فرضي لا ينقطع و حجتي لا تخفى و أن أوليائي يسقون بالكأس الأوفى من جحد واحدا منهم فقد جحد نعمتي و من غير آية من كتابي فقد افترى علي ويل للمفترين الجاحدين عند انقضاء مدة موسى عبدي و حبيبي و خيرتي في علي وليي و ناصري و من أضع عليه أعباء النبوة و أمتحنه بالاضطلاع بها يقتله عفريت مستكبر يدفن في المدينة التي بناها العبد الصالح إلى جنب شر خلقي حق القول مني لأسرنه بمحمد ابنه و خليفته من بعده و وارث علمه فهو معدن علمي و موضع سري و حجتي على خلقي لا يؤمن عبد به إلا جعلت الجنة مثواه و شفعته في سبعين من أهل بيته كلهم قد استوجبوا النار و أختم بالسعادة لابنه علي وليي و ناصري و الشاهد في خلقي و أميني على وحيي أخرج منه الداعي إلى سبيلي و الخازن لعلمي الحسن و أكمل ذلك بابنه م‏ح‏م‏د رحمة للعالمين عليه كمال موسى و بهاء عيسى و صبر أيوب فيذل أوليائي في زمانه و تتهادى رءوسهم كما تتهادى رءوس الترك و الديلم فيقتلون و يحرقون و يكونون خائفين مرعوبين وجلين تصبغ الأرض بدمائهم و يفشو الويل و الرنة في نسائهم أولئك أوليائي حقا بهم أدفع كل فتنة عمياء حندس و بهم أكشف الزلازل و أدفع الآصار و الأغلال أولئك عليهم صلوات من ربهم و رحمة و أولئك هم المهتدون قال عبد الرحمن بن سالم قال أبو بصير لو لم تسمع في دهرك إلا هذا الحديث لكفاك فصنه إلا عن أهله

 -  علي بن إبراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسى عن إبراهيم بن عمر اليماني عن أبان بن أبي عياش عن سليم بن قيس و محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن أبي عمير عن عمر بن أذينة و علي بن محمد عن أحمد بن هلال عن ابن أبي عمير عن عمر بن أذينة عن أبان بن أبي عياش عن سليم بن قيس قال سمعت عبد الله بن جعفر الطيار يقول كنا عند معاوية أنا و الحسن و الحسين و عبد الله بن عباس و عمر ابن أم سلمة و أسامة بن زيد فجرى بيني و بين معاوية كلام فقلت لمعاوية سمعت رسول الله ص يقول أنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم ثم أخي علي بن أبي طالب أولى بالمؤمنين من أنفسهم فإذا استشهد علي فالحسن بن علي أولى بالمؤمنين من أنفسهم ثم ابني الحسين من بعده أولى بالمؤمنين من أنفسهم فإذا استشهد فابنه علي بن الحسين أولى بالمؤمنين من أنفسهم و ستدركه يا علي ثم ابنه محمد بن علي أولى بالمؤمنين من أنفسهم و ستدركه يا حسين ثم يكمله اثني عشر إماما تسعة من ولد الحسين قال عبد الله بن جعفر و استشهدت الحسن و الحسين و عبد الله بن عباس و عمر ابن أم سلمة و أسامة بن زيد فشهدوا لي عند معاوية قال سليم و قد سمعت ذلك من سلمان و أبي ذر و المقداد و ذكروا أنهم سمعوا ذلك من رسول الله ص

5-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه عن عبد الله بن القاسم عن حنان بن السراج عن داود بن سليمان الكسائي عن أبي الطفيل قال شهدت جنازة أبي بكر يوم مات و شهدت عمر حين بويع و علي ع جالس ناحية فأقبل غلام يهودي جميل الوجه بهي عليه ثياب حسان و هو من ولد هارون حتى قام على رأس عمر فقال يا أمير المؤمنين أنت أعلم هذه الأمة بكتابهم و أمر نبيهم قال فطأطأ عمر رأسه فقال إياك أعني و أعاد عليه القول فقال له عمر لم ذاك قال إني جئتك مرتادا لنفسي شاكا في ديني فقال دونك هذا الشاب قال و من هذا الشاب قال هذا علي بن أبي طالب ابن عم رسول الله ص و هذا أبو الحسن و الحسين ابني رسول الله ص و هذا زوج فاطمة بنت رسول الله ص فأقبل اليهودي على علي ع فقال أ كذاك أنت قال نعم قال إني أريد أن أسألك عن ثلاث و ثلاث و واحدة قال فتبسم أمير المؤمنين ع من غير تبسم و قال يا هاروني ما منعك أن تقول سبعا قال أسألك عن ثلاث فإن أجبتني سألت عما بعدهن و إن لم تعلمهن علمت أنه ليس فيكم عالم قال علي ع فإني أسألك بالإله الذي تعبده لئن أنا أجبتك في كل ما تريد لتدعن دينك و لتدخلن في ديني قال ما جئت إلا لذاك قال فسل قال أخبرني عن أول قطرة دم قطرت على وجه الأرض أي قطرة هي و أول عين فاضت على وجه الأرض أي عين هي و أول شي‏ء اهتز على وجه الأرض أي شي‏ء هو فأجابه أمير المؤمنين ع فقال له أخبرني عن الثلاث الأخر أخبرني عن محمد كم له من إمام عدل و في أي جنة يكون و من ساكنه معه في جنته فقال يا هاروني إن لمحمد اثني عشر إمام عدل لا يضرهم خذلان من خذلهم و لا يستوحشون بخلاف من خالفهم و إنهم في الدين أرسب من الجبال الرواسي في الأرض و مسكن محمد في جنته معه أولئك الاثني عشر الإمام العدل فقال صدقت و الله الذي لا إله إلا هو إني لأجدها في كتب أبي هارون كتبه بيده و أملاه موسى عمي ع قال فأخبرني عن الواحدة أخبرني عن وصي محمد كم يعيش من بعده و هل يموت أو يقتل قال يا هاروني يعيش بعده ثلاثين سنة لا يزيد يوما و لا ينقص يوما ثم يضرب ضربة هاهنا يعني على قرنه فتخضب هذه من هذا قال فصاح الهاروني و قطع كستيجه و هو يقول أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أن محمدا عبده و رسوله و أنك وصيه ينبغي أن تفوق و لا تفاق و أن تعظم و لا تستضعف قال ثم مضى به علي ع إلى منزله فعلمه معالم الدين

6-  محمد بن يحيى عن محمد بن أحمد عن محمد بن الحسين عن أبي سعيد العصفوري عن عمرو بن ثابت عن أبي حمزة قال سمعت علي بن الحسين ع يقول إن الله خلق محمدا و عليا و أحد عشر من ولده من نور عظمته فأقامهم أشباحا في ضياء نوره يعبدونه قبل خلق الخلق يسبحون الله و يقدسونه و هم الأئمة من ولد رسول الله ص

7-  محمد بن يحيى عن عبد الله بن محمد الخشاب عن ابن سماعة عن علي بن الحسن بن رباط عن ابن أذينة عن زرارة قال سمعت أبا جعفر ع يقول الاثنا عشر الإمام من آل محمد ع كلهم محدث من ولد رسول الله ص و من ولد علي و رسول الله و علي ع هما الوالدان فقال علي بن راشد كان أخا علي بن الحسين لأمه و أنكر ذلك فصرر أبو جعفر ع و قال أما إن ابن أمك كان أحدهم

8-  محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن مسعدة بن زياد عن أبي عبد الله و محمد بن الحسين عن إبراهيم عن أبي يحيى المدائني عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري قال كنت حاضرا لما هلك أبو بكر و استخلف عمر أقبل يهودي من عظماء يهود يثرب و تزعم يهود المدينة أنه أعلم أهل زمانه حتى رفع إلى عمر فقال له يا عمر إني جئتك أريد الإسلام فإن أخبرتني عما أسألك عنه فأنت أعلم أصحاب محمد بالكتاب و السنة و جميع ما أريد أن أسأل عنه قال فقال له عمر إني لست هناك لكني أرشدك إلى من هو أعلم أمتنا بالكتاب و السنة و جميع ما قد تسأل عنه و هو ذاك فأومأ إلى علي ع فقال له اليهودي يا عمر إن كان هذا كما تقول فما لك و لبيعة الناس و إنما ذاك أعلمكم فزبره عمر ثم إن اليهودي قام إلى علي ع فقال له أنت كما ذكر عمر فقال و ما قال عمر فأخبره قال فإن كنت كما قال سألتك عن أشياء أريد أن أعلم هل يعلمه أحد منكم فأعلم أنكم في دعواكم خير الأمم و أعلمها صادقين و مع ذلك أدخل في دينكم الإسلام فقال أمير المؤمنين ع نعم أنا كما ذكر لك عمر سل عما بدا لك أخبرك به إن شاء الله قال أخبرني عن ثلاث و ثلاث و واحدة فقال له علي ع يا يهودي و لم لم تقل أخبرني عن سبع فقال له اليهودي إنك إن أخبرتني بالثلاث سألتك عن البقية و إلا كففت فإن أنت أجبتني في هذه السبع فأنت أعلم أهل الأرض و أفضلهم و أولى الناس بالناس فقال له سل عما بدا لك يا يهودي قال أخبرني عن أول حجر وضع على وجه الأرض و أول شجرة غرست على وجه الأرض و أول عين نبعت على وجه الأرض فأخبره أمير المؤمنين ع ثم قال له اليهودي أخبرني عن هذه الأمة كم لها من إمام هدى و أخبرني عن نبيكم محمد أين منزله في الجنة و أخبرني من معه في الجنة فقال له أمير المؤمنين ع إن لهذه الأمة اثني عشر إماما هدى من ذرية نبيها و هم مني و أما منزل نبينا في الجنة ففي أفضلها و أشرفها جنة عدن و أما من معه في منزله فيها فهؤلاء الاثنا عشر من ذريته و أمهم و جدتهم و أم أمهم و ذراريهم لا يشركهم فيها أحد

9  -15-  محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن ابن محبوب عن أبي الجارود عن أبي جعفر ع عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال دخلت على فاطمة ع و بين يديها لوح فيه أسماء الأوصياء من ولدها فعددت اثني عشر آخرهم القائم ع ثلاثة منهم محمد و ثلاثة منهم علي

10-  علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى بن عبيد عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة عن أبي جعفر ع قال إن الله أرسل محمدا ص إلى الجن و الإنس و جعل من بعده اثني عشر وصيا منهم من سبق و منهم من بقي و كل وصي جرت به سنة و الأوصياء الذين من بعد محمد ص على سنة أوصياء عيسى و كانوا اثني عشر و كان أمير المؤمنين ع على سنة المسيح

11-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى و محمد بن أبي عبد الله و محمد بن الحسن عن سهل بن زياد جميعا عن الحسن بن العباس بن الحريش عن أبي جعفر الثاني ع أن أمير المؤمنين ع قال لابن عباس إن ليلة القدر في كل سنة و إنه ينزل في تلك الليلة أمر السنة و لذلك الأمر ولاة بعد رسول الله ص فقال ابن عباس من هم قال أنا و أحد عشر من صلبي أئمة محدثون

12-  و بهذا الإسناد قال قال رسول الله ص لأصحابه آمنوا بليلة القدر إنها تكون لعلي بن أبي طالب و لولده الأحد عشر من بعدي

13-  و بهذا الإسناد أن أمير المؤمنين ع قال لأبي بكر يوما لا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون و أشهد أن محمدا ص رسول الله مات شهيدا و الله ليأتينك فأيقن إذا جاءك فإن الشيطان غير متخيل به فأخذ علي بيد أبي بكر فأراه النبي ص فقال له يا أبا بكر آمن بعلي و بأحد عشر من ولده إنهم مثلي إلا النبوة و تب إلى الله مما في يدك فإنه لا حق لك فيه قال ثم ذهب فلم ير

14-  أبو علي الأشعري عن الحسن بن عبيد الله عن الحسن بن موسى الخشاب عن علي بن سماعة عن علي بن الحسن بن رباط عن ابن أذينة عن زرارة قال سمعت أبا جعفر ع يقول الاثنا عشر الإمام من آل محمد كلهم محدث من ولد رسول الله ص و ولد علي بن أبي طالب ع فرسول الله ص و علي ع هما الوالدان

15-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن سعيد بن غزوان عن أبي بصير عن أبي جعفر ع قال يكون تسعة أئمة بعد الحسين بن علي تاسعهم قائمهم

16-  الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الوشاء عن أبان عن زرارة قال سمعت أبا جعفر ع يقول نحن اثنا عشر إماما منهم حسن و حسين ثم الأئمة من ولد الحسين ع

 -  محمد بن يحيى عن محمد بن أحمد عن محمد بن الحسين عن أبي سعيد العصفوري عن عمرو بن ثابت عن أبي الجارود عن أبي جعفر ع قال قال رسول الله ص إني و اثني عشر من ولدي و أنت يا علي زر الأرض يعني أوتادها و جبالها بنا أوتد الله الأرض أن تسيخ بأهلها فإذا ذهب الاثنا عشر من ولدي ساخت الأرض بأهلها و لم ينظروا

18-  و بهذا الإسناد عن أبي سعيد رفعه عن أبي جعفر ع قال قال رسول الله ص من ولدي اثنا عشر نقيبا نجباء محدثون مفهمون آخرهم القائم بالحق يملأها عدلا كما ملئت جورا

19-  علي بن محمد و محمد بن الحسن عن سهل بن زياد عن محمد بن الحسن بن شمون عن عبد الله بن عبد الرحمن الأصم عن كرام قال حلفت فيما بيني و بين نفسي ألا آكل طعاما بنهار أبدا حتى يقوم قائم آل محمد فدخلت على أبي عبد الله ع قال فقلت له رجل من شيعتكم جعل لله عليه ألا يأكل طعاما بنهار أبدا حتى يقوم قائم آل محمد قال فصم إذا يا كرام و لا تصم العيدين و لا ثلاثة التشريق و لا إذا كنت مسافرا و لا مريضا فإن الحسين ع لما قتل عجت السماوات و الأرض و من عليهما و الملائكة فقالوا يا ربنا ائذن لنا في هلاك الخلق حتى نجدهم عن جديد الأرض بما استحلوا حرمتك و قتلوا صفوتك فأوحى الله إليهم يا ملائكتي و يا سماواتي و يا أرضي اسكنوا ثم كشف حجابا من الحجب فإذا خلفه محمد ص و اثنا عشر وصيا له ع و أخذ بيد فلان القائم من بينهم فقال يا ملائكتي و يا سماواتي و يا أرضي بهذا أنتصر لهذا قالها ثلاث مرات

20-  محمد بن يحيى و أحمد بن محمد عن محمد بن الحسين عن أبي طالب عن عثمان بن عيسى عن سماعة بن مهران قال كنت أنا و أبو بصير و محمد بن عمران مولى أبي جعفر ع في منزله بمكة فقال محمد بن عمران سمعت أبا عبد الله ع يقول نحن اثنا عشر محدثا فقال له أبو بصير سمعت من أبي عبد الله ع فحلفه مرة أو مرتين أنه سمعه فقال أبو بصير لكني سمعته من أبي جعفر ع

باب في أنه إذا قيل في الرجل شي‏ء فلم يكن فيه و كان في ولده أو ولد ولده فإنه هو الذي قيل فيه

1-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد و علي بن إبراهيم عن أبيه جميعا عن ابن محبوب عن ابن رئاب عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال إن الله تعالى أوحى إلى عمران أني واهب لك ذكرا سويا مباركا يبرئ الأكمه و الأبرص و يحيي الموتى بإذن الله و جاعله رسولا إلى بني إسرائيل فحدث عمران امرأته حنة بذلك و هي أم مريم فلما حملت كان حملها بها عند نفسها غلام فلما وضعتها قالت رب إني وضعتها أنثى... و ليس الذكر كالأنثى أي لا يكون البنت رسولا يقول الله عز و جل و الله أعلم بما وضعت فلما وهب الله تعالى لمريم عيسى كان هو الذي بشر به عمران و وعده إياه فإذا قلنا في الرجل منا شيئا و كان في ولده أو ولد ولده فلا تنكروا ذلك

2-  محمد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان عن حماد بن عيسى عن إبراهيم بن عمر اليماني عن أبي عبد الله ع قال إذا قلنا في رجل قولا فلم يكن فيه و كان في ولده أو ولد ولده فلا تنكروا ذلك فإن الله تعالى يفعل ما يشاء

3-  الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الوشاء عن أحمد بن عائذ عن أبي خديجة قال سمعت أبا عبد الله ع يقول قد يقوم الرجل بعدل أو بجور و ينسب إليه و لم يكن قام به فيكون ذلك ابنه أو ابن ابنه من بعده فهو هو

 باب أن الأئمة ع كلهم قائمون بأمر الله تعالى هادون إليه

1-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن عيسى عن علي بن الحكم عن زيد أبي الحسن عن الحكم بن أبي نعيم قال أتيت أبا جعفر ع و هو بالمدينة فقلت له علي نذر بين الركن و المقام إن أنا لقيتك أن لا أخرج من المدينة حتى أعلم أنك قائم آل محمد أم لا فلم يجبني بشي‏ء فأقمت ثلاثين يوما ثم استقبلني في طريق فقال يا حكم و إنك لهاهنا بعد فقلت نعم إني أخبرتك بما جعلت لله علي فلم تأمرني و لم تنهني عن شي‏ء و لم تجبني بشي‏ء فقال بكر علي غدوة المنزل فغدوت عليه فقال ع سل عن حاجتك فقلت إني جعلت لله علي نذرا و صياما و صدقة بين الركن و المقام إن أنا لقيتك أن لا أخرج من المدينة حتى أعلم أنك قائم آل محمد أم لا فإن كنت أنت رابطتك و إن لم تكن أنت سرت في الأرض فطلبت المعاش فقال يا حكم كلنا قائم بأمر الله قلت فأنت المهدي قال كلنا نهدي إلى الله قلت فأنت صاحب السيف قال كلنا صاحب السيف و وارث السيف قلت فأنت الذي تقتل أعداء الله و يعز بك أولياء الله و يظهر بك دين الله فقال يا حكم كيف أكون أنا و قد بلغت خمسا و أربعين سنة و إن صاحب هذا الأمر أقرب عهدا باللبن مني و أخف على ظهر الدابة

2-  الحسين بن محمد الأشعري عن معلى بن محمد عن الوشاء عن أحمد بن عائذ عن أبي خديجة عن أبي عبد الله ع أنه سئل عن القائم فقال كلنا قائم بأمر الله واحد بعد واحد حتى يجي‏ء صاحب السيف فإذا جاء صاحب السيف جاء بأمر غير الذي كان

3-  علي بن محمد عن سهل بن زياد عن محمد بن الحسن بن شمون عن عبد الله بن عبد الرحمن عن عبد الله بن القاسم البطل عن عبد الله بن سنان قال قلت لأبي عبد الله ع يوم ندعوا كل أناس بإمامهم قال إمامهم الذي بين أظهرهم و هو قائم أهل زمانه

باب صلة الإمام ع

1-  الحسين بن محمد بن عامر بإسناده رفعه قال قال أبو عبد الله ع من زعم أن الإمام يحتاج إلى ما في أيدي الناس فهو كافر إنما الناس يحتاجون أن يقبل منهم الإمام قال الله عز و جل خذ من أموالهم صدقة تطهرهم و تزكيهم بها

2-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الوشاء عن عيسى بن سليمان النحاس عن المفضل بن عمر عن الخيبري و يونس بن ظبيان قالا سمعنا أبا عبد الله ع يقول ما من شي‏ء أحب إلى الله من إخراج الدراهم إلى الإمام و إن الله ليجعل له الدرهم في الجنة مثل جبل أحد ثم قال إن الله تعالى يقول في كتابه من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة قال هو و الله في صلة الإمام خاصة

3-  و بهذا الإسناد عن أحمد بن محمد عن محمد بن سنان عن حماد بن أبي طلحة عن معاذ صاحب الأكسية قال سمعت أبا عبد الله ع يقول إن الله لم يسأل خلقه ما في أيديهم قرضا من حاجة به إلى ذلك و ما كان لله من حق فإنما هو لوليه

4-  أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن أبي المغراء عن إسحاق بن عمار عن أبي إبراهيم ع قال سألته عن قول الله عز و جل من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له و له أجر كريم قال نزلت في صلة الإمام

5-  علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن الحسن بن مياح عن أبيه قال قال لي أبو عبد الله ع يا مياح درهم يوصل به الإمام أعظم وزنا من أحد

6-  علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن بعض رجاله عن أبي عبد الله ع قال درهم يوصل به الإمام أفضل من ألفي ألف درهم فيما سواه من وجوه البر

7-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن فضال عن ابن بكير قال سمعت أبا عبد الله ع يقول إني لآخذ من أحدكم الدرهم و إني لمن أكثر أهل المدينة مالا ما أريد بذلك إلا أن تطهروا

باب الفي‏ء و الأنفال و تفسير الخمس و حدوده و ما يجب فيه

 إن الله تبارك و تعالى جعل الدنيا كلها بأسرها لخليفته حيث يقول للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة فكانت الدنيا بأسرها لآدم و صارت بعده لأبرار ولده و خلفائه فما غلب عليه أعداؤهم ثم رجع إليهم بحرب أو غلبة سمي فيئا و هو أن يفي‏ء إليهم بغلبة و حرب و كان حكمه فيه ما قال الله تعالى و اعلموا أنما غنمتم من شي‏ء فأن لله خمسه و للرسول و لذي القربى و اليتامى و المساكين و ابن السبيل فهو لله و للرسول و لقرابة الرسول فهذا هو الفي‏ء الراجع و إنما يكون الراجع ما كان في يد غيرهم فأخذ منهم بالسيف و أما ما رجع إليهم من غير أن يوجف عليه بخيل و لا ركاب فهو الأنفال هو لله و للرسول خاصة ليس لأحد فيه الشركة و إنما جعل الشركة في شي‏ء قوتل عليه فجعل لمن قاتل من الغنائم أربعة أسهم و للرسول سهم و الذي للرسول ص يقسمه على ستة أسهم ثلاثة له و ثلاثة لليتامى و المساكين و ابن السبيل و أما الأنفال فليس هذه سبيلها كان للرسول ع خاصة و كانت فدك لرسول الله ص خاصة لأنه ص فتحها و أمير المؤمنين ع لم يكن معهما أحد فزال عنها اسم الفي‏ء و لزمها اسم الأنفال و كذلك الآجام و المعادن و البحار و المفاوز هي للإمام خاصة فإن عمل فيها قوم بإذن الإمام فلهم أربعة أخماس و للإمام خمس و الذي للإمام يجري مجرى الخمس و من عمل فيها بغير إذن الإمام فالإمام يأخذه كله ليس لأحد فيه شي‏ء و كذلك من عمر شيئا أو أجرى قناة أو عمل في أرض خراب بغير إذن صاحب الأرض فليس له ذلك فإن شاء أخذها منه كلها و إن شاء تركها في يده

1-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسى عن إبراهيم بن عمر اليماني عن أبان بن أبي عياش عن سليم بن قيس قال سمعت أمير المؤمنين ع يقول نحن و الله الذين عنى الله بذي القربى الذين قرنهم الله بنفسه و نبيه ص فقال ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله و للرسول و لذي القربى و اليتامى و المساكين منا خاصة و لم يجعل لنا سهما في الصدقة أكرم الله نبيه و أكرمنا أن يطعمنا أوساخ ما في أيدي الناس

2-  الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الوشاء عن أبان عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر ع في قول الله تعالى و اعلموا أنما غنمتم من شي‏ء فأن لله خمسه و للرسول و لذي القربى قال هم قرابة رسول الله ص و الخمس لله و للرسول و لنا

3-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حفص بن البختري عن أبي عبد الله ع قال الأنفال ما لم يوجف عليه بخيل و لا ركاب أو قوم صالحوا أو قوم أعطوا بأيديهم و كل أرض خربة و بطون الأودية فهو لرسول الله ص و هو للإمام من بعده يضعه حيث يشاء

4-  علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن حماد بن عيسى عن بعض أصحابنا عن العبد الصالح ع قال الخمس من خمسة أشياء من الغنائم و الغوص و من الكنوز و من المعادن و الملاحة يؤخذ من كل هذه الصنوف الخمس فيجعل لمن جعله الله تعالى له و يقسم الأربعة الأخماس بين من قاتل عليه و ولي ذلك و يقسم بينهم الخمس على ستة أسهم سهم لله و سهم لرسول الله و سهم لذي القربى و سهم لليتامى و سهم للمساكين و سهم لأبناء السبيل فسهم الله و سهم رسول الله لأولي الأمر من بعد رسول الله ص وراثة فله ثلاثة أسهم سهمان وراثة و سهم مقسوم له من الله و له نصف الخمس كملا و نصف الخمس الباقي بين أهل بيته فسهم ليتاماهم و سهم لمساكينهم و سهم لأبناء سبيلهم يقسم بينهم على الكتاب و السنة ما يستغنون به في سنتهم فإن فضل عنهم شي‏ء فهو للوالي و إن عجز أو نقص عن استغنائهم كان على الوالي أن ينفق من عنده بقدر ما يستغنون به و إنما صار عليه أن يمونهم لأن له ما فضل عنهم و إنما جعل الله هذا الخمس خاصة لهم دون مساكين الناس و أبناء سبيلهم عوضا لهم من صدقات الناس تنزيها من الله لهم لقرابتهم برسول الله ص و كرامة من الله لهم عن أوساخ الناس فجعل لهم خاصة من عنده ما يغنيهم به عن أن يصيرهم في موضع الذل و المسكنة و لا بأس بصدقات بعضهم على بعض و هؤلاء الذين جعل الله لهم الخمس هم قرابة النبي ص الذين ذكرهم الله فقال و أنذر عشيرتك الأقربين و هم بنو عبد المطلب أنفسهم الذكر منهم و الأنثى ليس فيهم من أهل بيوتات قريش و لا من العرب أحد و لا فيهم و لا منهم في هذا الخمس من مواليهم و قد تحل صدقات الناس لمواليهم و هم و الناس سواء و من كانت أمه من بني هاشم و أبوه من سائر قريش فإن الصدقات تحل له و ليس له من الخمس شي‏ء لأن الله تعالى يقول ادعوهم لآبائهم و للإمام صفو المال أن يأخذ من هذه الأموال صفوها الجارية الفارهة و الدابة الفارهة و الثوب و المتاع بما يحب أو يشتهي فذلك له قبل القسمة و قبل إخراج الخمس و له أن يسد بذلك المال جميع ما ينوبه من مثل إعطاء المؤلفة قلوبهم و غير

 ذلك مما ينوبه فإن بقي بعد ذلك شي‏ء أخرج الخمس منه فقسمه في أهله و قسم الباقي على من ولي ذلك و إن لم يبق بعد سد النوائب شي‏ء فلا شي‏ء لهم و ليس لمن قاتل شي‏ء من الأرضين و لا ما غلبوا عليه إلا ما احتوى عليه العسكر و ليس للأعراب من القسمة شي‏ء و إن قاتلوا مع الوالي لأن رسول الله ص صالح الأعراب أن يدعهم في ديارهم و لا يهاجروا على أنه إن دهم رسول الله ص من عدوه دهم أن يستنفرهم فيقاتل بهم و ليس لهم في الغنيمة نصيب و سنته جارية فيهم و في غيرهم و الأرضون التي أخذت عنوة بخيل و رجال فهي موقوفة متروكة في يد من يعمرها و يحييها و يقوم عليها على ما يصالحهم الوالي على قدر طاقتهم من الحق النصف أو الثلث أو الثلثين و على قدر ما يكون لهم صلاحا و لا يضرهم فإذا أخرج منها ما أخرج بدأ فأخرج منه العشر من الجميع مما سقت السماء أو سقي سيحا و نصف العشر مما سقي بالدوالي و النواضح فأخذه الوالي فوجهه في الجهة التي وجهها الله على ثمانية أسهم للفقراء و المساكين و العاملين عليها و المؤلفة قلوبهم و في الرقاب و الغارمين و في سبيل الله و ابن السبيل ثمانية أسهم يقسم بينهم في مواضعهم بقدر ما يستغنون به في سنتهم بلا ضيق و لا تقتير فإن فضل من ذلك شي‏ء رد إلى الوالي و إن نقص من ذلك شي‏ء و لم يكتفوا به كان على الوالي أن يمونهم من عنده بقدر سعتهم حتى يستغنوا و يؤخذ بعد ما بقي من العشر فيقسم بين الوالي و بين شركائه الذين هم عمال الأرض و أكرتها فيدفع إليهم أنصباؤهم على ما صالحهم عليه و يؤخذ الباقي فيكون بعد ذلك أرزاق أعوانه على دين الله و في مصلحة ما ينوبه من تقوية الإسلام و تقوية الدين في وجوه الجهاد وغير ذلك مما فيه مصلحة العامة ليس لنفسه من ذلك قليل و لا كثير و له بعد الخمس الأنفال و الأنفال كل أرض خربة قد باد أهلها و كل أرض لم يوجف عليها بخيل و لا ركاب و لكن صالحوا صلحا و أعطوا بأيديهم على غير قتال و له رءوس الجبال و بطون الأودية و الآجام و كل أرض ميتة لا رب لها و له صوافي الملوك ما كان في أيديهم من غير وجه الغصب لأن الغصب كله مردود و هو وارث من لا وارث له يعول من لا حيلة له و قال إن الله لم يترك شيئا من صنوف الأموال إلا و قد قسمه و أعطى كل ذيحق حقه الخاصة و العامة و الفقراء و المساكين و كل صنف من صنوف الناس فقال لو عدل في الناس لاستغنوا ثم قال إن العدل أحلى من العسل و لا يعدل إلا من يحسن العدل قال و كان رسول الله ص يقسم صدقات البوادي في البوادي و صدقات أهل الحضر في أهل الحضر و لا يقسم بينهم بالسوية على ثمانية حتى يعطي أهل كل سهم ثمنا و لكن يقسمها على قدر من يحضره من أصناف الثمانية على قدر ما يقيم كل صنف منهم يقدر لسنته ليس في ذلك شي‏ء موقوت و لا مسمى و لا مؤلف إنما يضع ذلك على قدر ما يرى و ما يحضره حتى يسد فاقة كل قوم منهم و إن فضل من ذلك فضل عرضوا المال جملة إلى غيرهم و الأنفال إلى الوالي و كل أرض فتحت في أيام النبي ص إلى آخر الأبد و ما كان افتتاحا بدعوة أهل الجور و أهل العدل لأن ذمة رسول الله في الأولين و الآخرين ذمة واحدة لأن رسول الله ص قال المسلمون إخوة تتكافى دماؤهم و يسعى بذمتهم أدناهم و ليس في مال الخمس زكاة لأن فقراء الناس جعل أرزاقهم في أموال الناس على ثمانية أسهم فلم يبق منهم أحد و جعل للفقراء قرابة الرسول ص نصف الخمس فأغناهم به عن صدقات الناس و صدقات النبي ص و ولي الأمر فلم يبق فقير من فقراء الناس و لم يبق فقير من فقراء قرابة رسول الله ص إلا و قد استغنى فلا فقير و لذلك لم يكن على مال النبي ص و الوالي زكاة لأنه لم يبق فقير محتاج و لكن عليهم أشياء تنوبهم من وجوه و لهم من تلك الوجوه كما عليهم

5-  علي بن محمد بن عبد الله عن بعض أصحابنا أظنه السياري عن علي بن أسباط قال لما ورد أبو الحسن موسى ع على المهدي رآه يرد المظالم فقال يا أمير المؤمنين ما بال مظلمتنا لا ترد فقال له و ما ذاك يا أبا الحسن قال إن الله تبارك و تعالى لما فتح على نبيه ص فدكا و ما والاها لم يوجف عليه بخيل و لا ركاب فأنزل الله على نبيه ص و آت ذا القربى حقه فلم يدر رسول الله ص من هم فراجع في ذلك جبرئيل و راجع جبرئيل ع ربه فأوحى الله إليه أن ادفع فدكا إلى فاطمة ع فدعاها رسول الله ص فقال لها يا فاطمة إن الله أمرني أن أدفع إليك فدكا فقالت قد قبلت يا رسول الله من الله و منك فلم يزل وكلاؤها فيها حياة رسول الله ص فلما ولي أبو بكر أخرج عنها وكلاءها فأتته فسألته أن يردها عليها فقال لها ائتيني بأسود أو أحمر يشهد لك بذلك فجاءت بأمير المؤمنين ع و أم أيمن فشهدا لها فكتب لها بترك التعرض فخرجت و الكتاب معها فلقيها عمر فقال ما هذا معك يا بنت محمد قالت كتاب كتبه لي ابن أبي قحافة قال أرينيه فأبت فانتزعه من يدها و نظر فيه ثم تفل فيه و محاه و خرقه فقال لها هذا لم يوجف عليه أبوك بخيل و لا ركاب فضعي الحبال في رقابنا فقال له المهدي يا أبا الحسن حدها لي فقال حد منها جبل أحد و حد منها عريش مصر و حد منها سيف البحر و حد منها دومة الجندل فقال له كل هذا قال نعم يا أمير المؤمنين هذا كله إن هذا كله مما لم يوجف على أهله رسول الله ص بخيل و لا ركاب فقال كثير و أنظر فيه

6-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن علي بن أبي حمزة عن محمد بن مسلم قال سمعت أبا جعفر ع يقول الأنفال هو النفل و في سورة الأنفال جدع الأنف

7-  أحمد عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن الرضا ع قال سئل عن قول الله عز و جل و اعلموا أنما غنمتم من شي‏ء فأن لله خمسه و للرسول و لذي القربى فقيل له فما كان لله فلمن هو فقال لرسول الله ص و ما كان لرسول الله فهو للإمام فقيل له أ فرأيت إن كان صنف من الأصناف أكثر و صنف أقل ما يصنع به قال ذاك إلى الإمام أ رأيت رسول الله ص كيف يصنع أ ليس إنما كان يعطي على ما يرى كذلك الإمام

8-  علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن جميل بن دراج عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر ع أنه سئل عن معادن الذهب و الفضة و الحديد و الرصاص و الصفر فقال عليها الخمس

9-  علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن جميل عن زرارة قال الإمام يجري و ينفل و يعطي ما شاء قبل أن تقع السهام و قد قاتل رسول الله ص بقوم لم يجعل لهم في الفي‏ء نصيبا و إن شاء قسم ذلك بينهم

10-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن سنان عن عبد الصمد بن بشير عن حكيم مؤذن ابن عيسى قال سألت أبا عبد الله ع عن قول الله تعالى و اعلموا أنما غنمتم من شي‏ء فأن لله خمسه و للرسول و لذي القربى فقال أبو عبد الله ع بمرفقيه على ركبتيه ثم أشار بيده ثم قال هي و الله الإفادة يوما بيوم إلا أن أبي جعل شيعته في حل ليزكوا

 -  علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن الحسين بن عثمان عن سماعة قال سألت أبا الحسن ع عن الخمس فقال في كل ما أفاد الناس من قليل أو كثير

12-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن عيسى بن يزيد قال كتبت جعلت لك الفداء تعلمني ما الفائدة و ما حدها رأيك أبقاك الله تعالى أن تمن علي ببيان ذلك لكيلا أكون مقيما على حرام لا صلاة لي و لا صوم فكتب الفائدة مما يفيد إليك في تجارة من ربحها و حرث بعد الغرام أو جائزة

13-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن ابن أبي نصر قال كتبت إلى أبي جعفر ع الخمس أخرجه قبل المئونة أو بعد المئونة فكتب بعد المئونة

14-  أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي جعفر ع قال كل شي‏ء قوتل عليه على شهادة أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله فإن لنا خمسه و لا يحل لأحد أن يشتري من الخمس شيئا حتى يصل إلينا حقنا

15-  أحمد بن محمد عن محمد بن سنان عن يونس بن يعقوب عن عبد العزيز بن نافع قال طلبنا الإذن على أبي عبد الله ع و أرسلنا إليه فأرسل إلينا ادخلوا اثنين اثنين فدخلت أنا و رجل معي فقلت للرجل أحب أن تستأذن بالمسألة فقال نعم فقال له جعلت فداك إن أبي كان ممن سباه بنو أمية قد علمت أن بني أمية لم يكن لهم أن يحرموا و لا يحللوا و لم يكن لهم مما في أيديهم قليل و لا كثير و إنما ذلك لكم فإذا ذكرت رد الذي كنت فيه دخلني من ذلك ما يكاد يفسد علي عقلي ما أنا فيه فقال له أنت في حل مما كان من ذلك و كل من كان في مثل حالك من ورائي فهو في حل من ذلك قال فقمنا و خرجنا فسبقنا معتب إلى النفر القعود الذين ينتظرون إذن أبي عبد الله ع فقال لهم قد ظفر عبد العزيز بن نافع بشي‏ء ما ظفر بمثله أحد قط قد قيل له و ما ذاك ففسره لهم فقام اثنان فدخلا على أبي عبد الله ع فقال أحدهما جعلت فداك إن أبي كان من سبايا بني أمية و قد علمت أن بني أمية لم يكن لهم من ذلك قليل و لا كثير و أنا أحب أن تجعلني من ذلك في حل فقال و ذاك إلينا ما ذاك إلينا ما لنا أن نحل و لا أن نحرم فخرج الرجلان و غضب أبو عبد الله ع فلم يدخل عليه أحد في تلك الليلة إلا بدأه أبو عبد الله ع فقال أ لا تعجبون من فلان يجيئني فيستحلني مما صنعت بنو أمية كأنه يرى أن ذلك لنا و لم ينتفع أحد في تلك الليلة بقليل و لا كثير إلا الأولين فإنهما غنيا بحاجتهما

16-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن محبوب عن ضريس الكناسي قال قال أبو عبد الله ع من أين دخل على الناس الزنا قلت لا أدري جعلت فداك قال من قبل خمسنا أهل البيت إلا شيعتنا الأطيبين فإنه محلل لهم لميلادهم

17-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن شعيب عن أبي الصباح قال قال لي أبو عبد الله ع نحن قوم فرض الله طاعتنا لنا الأنفال و لنا صفو المال

18-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن القاسم بن محمد عن رفاعة عن أبان بن تغلب عن أبي عبد الله ع في الرجل يموت لا وارث له و لا مولى قال هو من أهل هذه الآية يسئلونك عن الأنفال

19-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حماد عن الحلبي عن أبي عبد الله ع عن الكنز كم فيه قال الخمس و عن المعادن كم فيها قال الخمس و كذلك الرصاص و الصفر و الحديد و كل ما كان من المعادن يؤخذ منها ما يؤخذ من الذهب و الفضة

20-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن سنان عن صباح الأزرق عن محمد بن مسلم عن أحدهما ع قال إن أشد ما فيه الناس يوم القيامة أن يقوم صاحب الخمس فيقول يا رب خمسي و قد طيبنا ذلك لشيعتنا لتطيب ولادتهم و لتزكو ولادتهم

21-  محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن محمد بن علي عن أبي الحسن ع قال سألته عما يخرج من البحر من اللؤلؤ و الياقوت و الزبرجد و عن معادن الذهب و الفضة ما فيه قال إذا بلغ ثمنه دينارا ففيه الخمس

22-  محمد بن الحسين و علي بن محمد عن سهل بن زياد عن علي بن مهزيار قال كتبت إليه يا سيدي رجل دفع إليه مال يحج به هل عليه في ذلك المال حين يصير إليه الخمس أو على ما فضل في يده بعد الحج فكتب ع ليس عليه الخمس

23-  سهل بن زياد عن محمد بن عيسى عن علي بن الحسين بن عبد ربه قال سرح الرضا ع بصلة إلى أبي فكتب إليه أبي هل علي فيما سرحت إلي خمس فكتب إليه لا خمس عليك فيما سرح به صاحب الخمس

24-  سهل عن إبراهيم بن محمد الهمذاني قال كتبت إلى أبي الحسن ع أقرأني علي بن مهزيار كتاب أبيك ع فيما أوجبه على أصحاب الضياع نصف السدس بعد المئونة و أنه ليس على من لم تقم ضيعته بمئونته نصف السدس و لا غير ذلك فاختلف من قبلنا في ذلك فقالوا يجب على الضياع الخمس بعد المئونة مئونة الضيعة و خراجها لا مئونة الرجل و عياله فكتب ع بعد مئونته و مئونة عياله و بعد خراج السلطان

25-  سهل عن أحمد بن المثنى قال حدثني محمد بن زيد الطبري قال كتب رجل من تجار فارس من بعض موالي أبي الحسن الرضا ع يسأله الإذن في الخمس فكتب إليه بسم الله الرحمن الرحيم إن الله واسع كريم ضمن على العمل الثواب و على الضيق الهم لا يحل مال إلا من وجه أحله الله و إن الخمس عوننا على ديننا و على عيالاتنا و على موالينا و ما نبذله و نشتري من أعراضنا ممن نخاف سطوته فلا تزووه عنا و لا تحرموا أنفسكم دعاءنا ما قدرتم عليه فإن إخراجه مفتاح رزقكم و تمحيص ذنوبكم و ما تمهدون لأنفسكم ليوم فاقتكم و المسلم من يفي لله بما عهد إليه و ليس المسلم من أجاب باللسان و خالف بالقلب و السلام

26-  و بهذا الإسناد عن محمد بن زيد قال قدم قوم من خراسان على أبي الحسن الرضا ع فسألوه أن يجعلهم في حل من الخمس فقال ما أمحل هذا تمحضونا بالمودة بألسنتكم و تزوون عنا حقا جعله الله لنا و جعلنا له و هو الخمس لا نجعل لا نجعل لا نجعل لأحد منكم في حل

27-  علي بن إبراهيم عن أبيه قال كنت عند أبي جعفر الثاني ع إذ دخل عليه صالح بن محمد بن سهل و كان يتولى له الوقف بقم فقال يا سيدي اجعلني من عشرة آلاف في حل فإني أنفقتها فقال له أنت في حل فلما خرج صالح قال أبو جعفر ع أحدهم يثب على أموال حق آل محمد و أيتامهم و مساكينهم و فقرائهم و أبناء سبيلهم فيأخذه ثم يجي‏ء فيقول اجعلني في حل أ تراه ظن أني أقول لا أفعل و الله ليسألنهم الله يوم القيامة عن ذلك سؤالا حثيثا

28-  علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حماد عن الحلبي قال سألت أبا عبد الله ع عن العنبر و غوص اللؤلؤ فقال ع عليه الخمس

 كمل الجزء الثاني من كتاب الحجة من كتاب الكافي و يتلوه كتاب الإيمان و الكفر و الحمد لله رب العالمين و السلام على محمد و آله الطيبين الطاهرين