أبواب الحجة 1

باب الاضطرار إلى الحجة

1-  قال أبو جعفر محمد بن يعقوب الكليني مصنف هذا الكتاب رحمه الله حدثنا علي بن إبراهيم عن أبيه عن العباس بن عمر الفقيمي عن هشام بن الحكم عن أبي عبد الله ع أنه قال للزنديق الذي سأله من أين أثبت الأنبياء و الرسل قال إنا لما أثبتنا أن لنا خالقا صانعا متعاليا عنا و عن جميع ما خلق و كان ذلك الصانع حكيما متعاليا لم يجز أن يشاهده خلقه و لا يلامسوه فيباشرهم و يباشروه و يحاجهم و يحاجوه ثبت أن له سفراء في خلقه يعبرون عنه إلى خلقه و عباده و يدلونهم على مصالحهم و منافعهم و ما به بقاؤهم و في تركه فناؤهم فثبت الآمرون و الناهون عن الحكيم العليم في خلقه و المعبرون عنه جل و عز و هم الأنبياء ع و صفوته من خلقه حكماء مؤدبين بالحكمة مبعوثين بها غير مشاركين للناس على مشاركتهم لهم في الخلق و التركيب في شي‏ء من أحوالهم مؤيدين من عند الحكيم العليم بالحكمة ثم ثبت ذلك في كل دهر و زمان مما أتت به الرسل و الأنبياء من الدلائل و البراهين لكيلا تخلو أرض الله من حجة يكون معه علم يدل على صدق مقالته و جواز عدالته

2-  محمد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان عن صفوان بن يحيى عن منصور بن حازم قال قلت لأبي عبد الله ع إن الله أجل و أكرم من أن يعرف بخلقه بل الخلق يعرفون بالله قال صدقت قلت إن من عرف أن له ربا فينبغي له أن يعرف أن لذلك الرب رضا و سخطا و أنه لا يعرف رضاه و سخطه إلا بوحي أو رسول فمن لم يأته الوحي فقد ينبغي له أن يطلب الرسل فإذا لقيهم عرف أنهم الحجة و أن لهم الطاعة المفترضة و قلت للناس تعلمون أن رسول الله ص كان هو الحجة من الله على خلقه قالوا بلى قلت فحين مضى رسول الله ص من كان الحجة على خلقه فقالوا القرآن فنظرت في القرآن فإذا هو يخاصم به المرجئ و القدري و الزنديق الذي لا يؤمن به حتى يغلب الرجال بخصومته فعرفت أن القرآن لا يكون حجة إلا بقيم فما قال فيه من شي‏ء كان حقا فقلت لهم من قيم القرآن فقالوا ابن مسعود قد كان يعلم و عمر يعلم و حذيفة يعلم قلت كله قالوا لا فلم أجد أحدا يقال إنه يعرف ذلك كله إلا عليا ع و إذا كان الشي‏ء بين القوم فقال هذا لا أدري و قال هذا لا أدري و قال هذا لا أدري و قال هذا أنا أدري فأشهد أن عليا ع كان قيم القرآن و كانت طاعته مفترضة و كان الحجة على الناس بعد رسول الله ص و أن ما قال في القرآن فهو حق فقال رحمك الله

3-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن الحسن بن إبراهيم عن يونس بن يعقوب قال كان عند أبي عبد الله ع جماعة من أصحابه منهم حمران بن أعين و محمد بن النعمان و هشام بن سالم و الطيار و جماعة فيهم هشام بن الحكم و هو شاب فقال أبو عبد الله ع يا هشام أ لا تخبرني كيف صنعت بعمرو بن عبيد و كيف سألته فقال هشام يا ابن رسول الله إني أجلك و أستحييك و لا يعمل لساني بين يديك فقال أبو عبد الله إذا أمرتكم بشي‏ء فافعلوا قال هشام بلغني ما كان فيه عمرو بن عبيد و جلوسه في مسجد البصرة فعظم ذلك علي فخرجت إليه و دخلت البصرة يوم الجمعة فأتيت مسجد البصرة فإذا أنا بحلقة كبيرة فيها عمرو بن عبيد و عليه شملة سوداء متزرا بها من صوف و شملة مرتديا بها و الناس يسألونه فاستفرجت الناس فأفرجوا لي ثم قعدت في آخر القوم على ركبتي ثم قلت أيها العالم إني رجل غريب تأذن لي في مسألة فقال لي نعم فقلت له أ لك عين فقال يا بني أي شي‏ء هذا من السؤال و شي‏ء تراه كيف تسأل عنه فقلت هكذا مسألتي فقال يا بني سل و إن كانت مسألتك حمقاء قلت أجبني فيها قال لي سل قلت أ لك عين قال نعم قلت فما تصنع بها قال أرى بها الألوان و الأشخاص قلت فلك أنف قال نعم قلت فما تصنع به قال أشم به الرائحة قلت أ لك فم قال نعم قلت فما تصنع به قال أذوق به الطعم قلت فلك أذن قال نعم قلت فما تصنع بها قال أسمع بها الصوت قلت أ لك قلب قال نعم قلت فما تصنع به قال أميز به كل ما ورد على هذه الجوارح و الحواس قلت أ و ليس في هذه الجوارح غنى عن القلب فقال لا قلت و كيف ذلك و هي صحيحة سليمة قال يا بني إن الجوارح إذا شكت في شي‏ء شمته أو رأته أو ذاقته أو سمعته ردته إلى القلب فيستيقن اليقين و يبطل الشك قال هشام فقلت له فإنما أقام الله القلب لشك الجوارح قال نعم قلت لا بد من القلب و إلا لم تستيقن الجوارح قال نعم فقلت له يا أبا مروان فالله تبارك و تعالى لم يترك جوارحك حتى جعل لها إماما يصحح لها الصحيح و يتيقن به ما شك فيه و يترك هذا الخلق كلهم في حيرتهم و شكهم و اختلافهم لا يقيم لهم إماما يردون إليه شكهم و حيرتهم و يقيم لك إماما لجوارحك ترد إليه حيرتك و شكك قال فسكت و لم يقل لي شيئا ثم التفت إلي فقال لي أنت هشام بن الحكم فقلت لا قال أ من جلسائه قلت لا قال فمن أين أنت قال قلت من أهل الكوفة قال فأنت إذا هو ثم ضمني إليه و أقعدني في مجلسه و زال عن مجلسه و ما نطق حتى قمت قال فضحك أبو عبد الله ع و قال يا هشام من علمك هذا قلت شي‏ء أخذته منك و ألفته فقال هذا و الله مكتوب في صحف إبراهيم و موسى

4-  علي بن إبراهيم عن أبيه عمن ذكره عن يونس بن يعقوب قال كنت عند أبي عبد الله ع فورد عليه رجل من أهل الشام فقال إني رجل صاحب كلام و فقه و فرائض و قد جئت لمناظرة أصحابك فقال أبو عبد الله ع كلامك من كلام رسول الله ص أو من عندك فقال من كلام رسول الله ص و من عندي فقال أبو عبد الله ع فأنت إذا شريك رسول الله قال لا قال فسمعت الوحي عن الله عز و جل يخبرك قال لا قال فتجب طاعتك كما تجب طاعة رسول الله ص قال لا فالتفت أبو عبد الله ع إلي فقال يا يونس بن يعقوب هذا قد خصم نفسه قبل أن يتكلم ثم قال يا يونس لو كنت تحسن الكلام كلمته قال يونس فيا لها من حسرة فقلت جعلت فداك إني سمعتك تنهى عن الكلام و تقول ويل لأصحاب الكلام يقولون هذا ينقاد و هذا لا ينقاد و هذا ينساق و هذا لا ينساق و هذا نعقله و هذا لا نعقله فقال أبو عبد الله ع إنما قلت فويل لهم إن تركوا ما أقول و ذهبوا إلى ما يريدون ثم قال لي اخرج إلى الباب فانظر من ترى من المتكلمين فأدخله قال فأدخلت حمران بن أعين و كان يحسن الكلام و أدخلت الأحول و كان يحسن الكلام و أدخلت هشام بن سالم و كان يحسن الكلام و أدخلت قيس بن الماصر و كان عندي أحسنهم كلاما و كان قد تعلم الكلام من علي بن الحسين ع فلما استقر بنا المجلس و كان أبو عبد الله ع قبل الحج يستقر أياما في جبل في طرف الحرم في فازة له مضروبة قال فأخرج أبو عبد الله ع رأسه من فازته فإذا هو ببعير يخب فقال هشام و رب الكعبة قال فظننا أن هشاما رجل من ولد عقيل كان شديد المحبة له قال فورد هشام بن الحكم و هو أول ما اختطت لحيته و ليس فينا إلا من هو أكبر سنا منه قال فوسع له أبو عبد الله ع و قال ناصرنا بقلبه و لسانه و يده ثم قال يا حمران كلم الرجل فكلمه فظهر عليه حمران ثم قال يا طاقي كلمه فكلمه فظهر عليه الأحول ثم قال يا هشام بن سالم كلمه فتعارفا ثم قال أبو عبد الله ع لقيس الماصر كلمه فكلمه فأقبل أبو عبد الله ع يضحك من كلامهما مما قد أصاب الشامي فقال للشامي كلم هذا الغلام يعني هشام بن الحكم فقال نعم فقال لهشام يا غلام سلني في إمامة هذا فغضب هشام حتى ارتعد ثم قال للشامي يا هذا أ ربك أنظر لخلقه أم خلقه لأنفسهم فقال الشامي بل ربي أنظر لخلقه قال ففعلبنظره لهم ما ذا قال أقام لهم حجة و دليلا كيلا يتشتتوا أو يختلفوا يتألفهم و يقيم أودهم و يخبرهم بفرض ربهم قال فمن هو قال رسول الله ص قال هشام فبعد رسول الله ص قال الكتاب و السنة قال هشام فهل نفعنا اليوم الكتاب و السنة في رفع الاختلاف عنا قال الشامي نعم قال فلم اختلفنا أنا و أنت و صرت إلينا من الشام في مخالفتنا إياك قال فسكت الشامي فقال أبو عبد الله ع للشامي ما لك لا تتكلم قال الشامي إن قلت لم نختلف كذبت و إن قلت إن الكتاب و السنة يرفعان عنا الاختلاف أبطلت لأنهما يحتملان الوجوه و إن قلت قد اختلفنا و كل واحد منا يدعي الحق فلم ينفعنا إذن الكتاب و السنة إلا أن لي عليه هذه الحجة فقال أبو عبد الله ع سله تجده مليا فقال الشامي يا هذا من أنظر للخلق أ ربهم أو أنفسهم فقال هشام ربهم أنظر لهم منهم لأنفسهم فقال الشامي فهل أقام لهم من يجمع لهم كلمتهم و يقيم أودهم و يخبرهم بحقهم من باطلهم قال هشام في وقت رسول الله ص أو الساعة

 قال الشامي في وقت رسول الله رسول الله ص و الساعة من فقال هشام هذا القاعد الذي تشد إليه الرحال و يخبرنا بأخبار السماء و الأرض وراثة عن أب عن جد قال الشامي فكيف لي أن أعلم ذلك قال هشام سله عما بدا لك قال الشامي قطعت عذري فعلي السؤال فقال أبو عبد الله ع يا شامي أخبرك كيف كان سفرك و كيف كان طريقك كان كذا و كذا فأقبل الشامي يقول صدقت أسلمت لله الساعة فقال أبو عبد الله ع بل آمنت بالله الساعة إن الإسلام قبل الإيمان و عليه يتوارثون و يتناكحون و الإيمان عليه يثابون فقال الشامي صدقت فأنا الساعة أشهد أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله ص و أنك وصي الأوصياء ثم التفت أبو عبد الله ع إلى حمران فقال تجري الكلام على الأثر فتصيب و التفت إلى هشام بن سالم فقال تريد الأثر و لا تعرفه ثم التفت إلى الأحول فقال قياس رواغ تكسر باطلا بباطل إلا أن باطلك أظهر ثم التفت إلى قيس الماصر فقال تتكلم و أقرب ما تكون من الخبر عن رسول الله ص أبعد ما تكون منه تمزج الحق مع الباطل و قليل الحق يكفي عن كثير الباطل أنت و الأحول قفازان حاذقان قال يونس فظننت و الله أنه يقول لهشام قريبا مما قال لهما ثم قال يا هشام لا تكاد تقع تلوي رجليك إذا هممت بالأرض طرت مثلك فليكلم الناس فاتق الزلة و الشفاعة من ورائها إن شاء الله

 -  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن عيسى عن علي بن الحكم عن أبان قال أخبرني الأحول أن زيد بن علي بن الحسين ع بعث إليه و هو مستخف قال فأتيته فقال لي يا أبا جعفر ما تقول إن طرقك طارق منا أ تخرج معه قال فقلت له إن كان أباك أو أخاك خرجت معه قال فقال لي فأنا أريد أن أخرج أجاهد هؤلاء القوم فاخرج معي قال قلت لا ما أفعل جعلت فداك قال فقال لي أ ترغب بنفسك عني قال قلت له إنما هي نفس واحدة فإن كان لله في الأرض حجة فالمتخلف عنك ناج و الخارج معك هالك و إن لا تكن لله حجة في الأرض فالمتخلف عنك و الخارج معك سواء قال فقال لي يا أبا جعفر كنت أجلس مع أبي على الخوان فيلقمني البضعة السمينة و يبرد لي اللقمة الحارة حتى تبرد شفقة علي و لم يشفق علي من حر النار إذا أخبرك بالدين و لم يخبرني به فقلت له جعلت فداك من شفقته عليك من حر النار لم يخبرك خاف عليك أن لا تقبله فتدخل النار و أخبرني أنا فإن قبلت نجوت و إن لم أقبل لم يبال أن أدخل النار ثم قلت له جعلت فداك أنتم أفضل أم الأنبياء قال بل الأنبياء قلت يقول يعقوب ليوسف يا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا لم لم يخبرهم حتى كانوا لا يكيدونه و لكن كتمهم ذلك فكذا أبوك كتمك لأنه خاف عليك قال فقال أما و الله لئن قلت ذلك لقد حدثني صاحبك بالمدينة أني أقتل و أصلب بالكناسة و إن عنده لصحيفة فيها قتلي و صلبي فحججت فحدثت أبا عبد الله ع بمقالة زيد و ما قلت له فقال لي أخذته من بين يديه و من خلفه و عن يمينه و عن شماله و من فوق رأسه و من تحت قدميه و لم تترك له مسلكا يسلكه

باب طبقات الأنبياء و الرسل و الأئمة ع

1-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن أبي يحيى الواسطي عن هشام بن سالم و درست بن أبي منصور عنه قال قال أبو عبد الله ع الأنبياء و المرسلون على أربع طبقات فنبي منبأ في نفسه لا يعدو غيرها و نبي يرى في النوم و يسمع الصوت و لا يعاينه في اليقظة و لم يبعث إلى أحد و عليه إمام مثل ما كان إبراهيم على لوط ع و نبي يرى في منامه و يسمع الصوت و يعاين الملك و قد أرسل إلى طائفة قلوا أو كثروا كيونس قال الله ليونس و أرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون قال يزيدون ثلاثين ألفا و عليه إمام و الذي يرى في نومه و يسمع الصوت و يعاين في اليقظة و هو إمام مثل أولي العزم و قد كان إبراهيم ع نبيا و ليس بإمام حتى قال الله إني جاعلك للناس إماما قال و من ذريتي فقال الله لا ينال عهدي الظالمين من عبد صنما أو وثنا لا يكون إماما

2-  محمد بن الحسن عمن ذكره عن محمد بن خالد عن محمد بن سنان عن زيد الشحام قال سمعت أبا عبد الله ع يقول إن الله تبارك و تعالى اتخذ إبراهيم عبدا قبل أن يتخذه نبيا و إن الله اتخذه نبيا قبل أن يتخذه رسولا و إن الله اتخذه رسولا قبل أن يتخذه خليلا و إن الله اتخذه خليلا قبل أن يجعله إماما فلما جمع له الأشياء قال إني جاعلك للناس إماما قال فمن عظمها في عين إبراهيم قال و من ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين قال لا يكون السفيه إمام التقي

3-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن محمد بن يحيى الخثعمي عن هشام عن ابن أبي يعفور قال سمعت أبا عبد الله ع يقول سادة النبيين و المرسلين خمسة و هم أولو العزم من الرسل و عليهم دارت الرحى نوح و إبراهيم و موسى و عيسى و محمد صلى الله عليه و آله و على جميع الأنبياء

4-  علي بن محمد عن سهل بن زياد عن محمد بن الحسين عن إسحاق بن عبد العزيز أبي السفاتج عن جابر عن أبي جعفر ع قال سمعته يقول إن الله اتخذ إبراهيم عبدا قبل أن يتخذه نبيا و اتخذه نبيا قبل أن يتخذه رسولا و اتخذه رسولا قبل أن يتخذه خليلا و اتخذه خليلا قبل أن يتخذه إماما فلما جمع له هذه الأشياء و قبض يده قال له يا إبراهيم إني جاعلك للناس إماما فمن عظمها في عين إبراهيم ع قال يا رب و من ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين

 باب الفرق بين الرسول و النبي و المحدث

1-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن ثعلبة بن ميمون عن زرارة قال سألت أبا جعفر ع عن قول الله عز و جل و كان رسولا نبيا ما الرسول و ما النبي قال النبي الذي يرى في منامه و يسمع الصوت و لا يعاين الملك و الرسول الذي يسمع الصوت و يرى في المنام و يعاين الملك قلت الإمام ما منزلته قال يسمع الصوت و لا يرى و لا يعاين الملك ثم تلا هذه الآية و ما أرسلنا من قبلك من رسول و لا نبي و لا محدث

2-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن إسماعيل بن مرار قال كتب الحسن بن العباس المعروفي إلى الرضا ع جعلت فداك أخبرني ما الفرق بين الرسول و النبي و الإمام قال فكتب أو قال الفرق بين الرسول و النبي و الإمام أن الرسول الذي ينزل عليه جبرئيل فيراه و يسمع كلامه و ينزل عليه الوحي و ربما رأى في منامه نحو رؤيا إبراهيم ع و النبي ربما سمع الكلام و ربما رأى الشخص و لم يسمع و الإمام هو الذي يسمع الكلام و لا يرى الشخص

3-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسن بن محبوب عن الأحول قال سألت أبا جعفر ع عن الرسول و النبي و المحدث قال الرسول الذي يأتيه جبرئيل قبلا فيراه و يكلمه فهذا الرسول و أما النبي فهو الذي يرى في منامه نحو رؤيا إبراهيم و نحو ما كان رأى رسول الله ص من أسباب النبوة قبل الوحي حتى أتاه جبرئيل ع من عند الله بالرسالة و كان محمد ص حين جمع له النبوة و جاءته الرسالة من عند الله يجيئه بها جبرئيل و يكلمه بها قبلا و من الأنبياء من جمع له النبوة و يرى في منامه و يأتيه الروح و يكلمه و يحدثه من غير أن يكون يرى في اليقظة و أما المحدث فهو الذي يحدث فيسمع و لا يعاين و لا يرى في منامه

 -  أحمد بن محمد و محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن علي بن حسان عن ابن فضال عن علي بن يعقوب الهاشمي عن مروان بن مسلم عن بريد عن أبي جعفر و أبي عبد الله ع في قوله عز و جل و ما أرسلنا من قبلك من رسول و لا نبي و لا محدث قلت جعلت فداك ليست هذه قراءتنا فما الرسول و النبي و المحدث قال الرسول الذي يظهر له الملك فيكلمه و النبي هو الذي يرى في منامه و ربما اجتمعت النبوة و الرسالة لواحد و المحدث الذي يسمع الصوت و لا يرى الصورة قال قلت أصلحك الله كيف يعلم أن الذي رأى في النوم حق و أنه من الملك قال يوفق لذلك حتى يعرفه لقد ختم الله بكتابكم الكتب و ختم بنبيكم الأنبياء

باب أن الحجة لا تقوم لله على خلقه إلا بإمام

1-  محمد بن يحيى العطار عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن أبي عمير عن الحسن بن محبوب عن داود الرقي عن العبد الصالح ع قال إن الحجة لا تقوم لله على خلقه إلا بإمام حتى يعرف

2-  الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الحسن بن علي الوشاء قال سمعت الرضا ع يقول إن أبا عبد الله ع قال إن الحجة لا تقوم لله عز و جل على خلقه إلا بإمام حتى يعرف

3-  أحمد بن محمد عن محمد بن الحسن عن عباد بن سليمان عن سعد بن سعد عن محمد بن عمارة عن أبي الحسن الرضا ع قال إن الحجة لا تقوم لله على خلقه إلا بإمام حتى يعرف

4-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن البرقي عن خلف بن حماد عن أبان بن تغلب قال قال أبو عبد الله ع الحجة قبل الخلق و مع الخلق و بعد الخلق

 باب أن الأرض لا تخلو من حجة

1-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن أبي عمير عن الحسين بن أبي العلاء قال قلت لأبي عبد الله ع تكون الأرض ليس فيها إمام قال لا قلت يكون إمامان قال لا إلا و أحدهما صامت

2-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن محمد بن أبي عمير عن منصور بن يونس و سعدان بن مسلم عن إسحاق بن عمار عن أبي عبد الله ع قال سمعته يقول إن الأرض لا تخلو إلا و فيها إمام كيما إن زاد المؤمنون شيئا ردهم و إن نقصوا شيئا أتمه لهم

3-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن ربيع بن محمد المسلي عن عبد الله بن سليمان العامري عن أبي عبد الله ع قال ما زالت الأرض إلا و لله فيها الحجة يعرف الحلال و الحرام و يدعو الناس إلى سبيل الله

4-  أحمد بن مهران عن محمد بن علي عن الحسين بن أبي العلاء عن أبي عبد الله ع قال قلت له تبقى الأرض بغير إمام قال لا

5-  علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن ابن مسكان عن أبي بصير عن أحدهما ع قال قال إن الله لم يدع الأرض بغير عالم و لو لا ذلك لم يعرف الحق من الباطل

6-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن القاسم بن محمد عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال إن الله أجل و أعظم من أن يترك الأرض بغير إمام عادل

7-  علي بن محمد عن سهل بن زياد عن الحسن بن محبوب عن أبي أسامة و علي بن إبراهيم عن أبيه عن الحسن بن محبوب عن أبي أسامة و هشام بن سالم عن أبي حمزة عن أبي إسحاق عمن يثق به من أصحاب أمير المؤمنين ع أن أمير المؤمنين ع قال اللهم إنك لا تخلي أرضك من حجة لك على خلقك

8-  علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة عن أبي جعفر ع قال قال و الله ما ترك الله أرضا منذ قبض آدم ع إلا و فيها إمام يهتدى به إلى الله و هو حجته على عباده و لا تبقى الأرض بغير إمام حجة لله على عباده

9-  الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن بعض أصحابنا عن أبي علي بن راشد قال قال أبو الحسن ع إن الأرض لا تخلو من حجة و أنا و الله ذلك الحجة

10-  علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة قال قلت لأبي عبد الله ع أ تبقى الأرض بغير إمام قال لو بقيت الأرض بغير إمام لساخت

11-  علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن الرضا ع قال قلت له أ تبقى الأرض بغير إمام قال لا قلت فإنا نروى عن أبي عبد الله ع أنها لا تبقى بغير إمام إلا أن يسخط الله تعالى على أهل الأرض أو على العباد فقال لا لا تبقى إذا لساخت

12-  علي عن محمد بن عيسى عن أبي عبد الله المؤمن عن أبي هراسة عن أبي جعفر ع قال لو أن الإمام رفع من الأرض ساعة لماجت بأهلها كما يموج البحر بأهله

13-  الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الوشاء قال سألت أبا الحسن الرضا ع هل تبقى الأرض بغير إمام قال لا قلت إنا نروى أنها لا تبقى إلا أن يسخط الله عز و جل على العباد قال لا تبقى إذا لساخت

باب أنه لو لم يبق في الأرض إلا رجلان لكان أحدهما الحجة

1-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن سنان عن ابن الطيار قال سمعت أبا عبد الله ع يقول لو لم يبق في الأرض إلا اثنان لكان أحدهما الحجة

2-  أحمد بن إدريس و محمد بن يحيى جميعا عن أحمد بن محمد عن محمد بن عيسى بن عبيد عن محمد بن سنان عن حمزة بن الطيار عن أبي عبد الله ع قال لو بقي اثنان لكان أحدهما الحجة على صاحبه

  محمد بن الحسن عن سهل بن زياد عن محمد بن عيسى مثله

3-  محمد بن يحيى عمن ذكره عن الحسن بن موسى الخشاب عن جعفر بن محمد عن كرام قال قال أبو عبد الله ع لو كان الناس رجلين لكان أحدهما الإمام و قال إن آخر من يموت الإمام لئلا يحتج أحد على الله عز و جل أنه تركه بغير حجة لله عليه

4-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد البرقي عن علي بن إسماعيل عن ابن سنان عن حمزة بن الطيار قال سمعت أبا عبد الله ع يقول لو لم يبق في الأرض إلا اثنان لكان أحدهما الحجة أو الثاني الحجة

 الشك من أحمد بن محمد

5-  أحمد بن محمد عن محمد بن الحسن عن النهدي عن أبيه عن يونس بن يعقوب عن أبي عبد الله ع قال سمعته يقول لو لم يكن في الأرض إلا اثنان لكان الإمام أحدهما

باب معرفة الإمام و الرد إليه

1-  الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الحسن بن علي الوشاء قال حدثنا محمد بن الفضيل عن أبي حمزة قال قال لي أبو جعفر ع إنما يعبد الله من يعرف الله فأما من لا يعرف الله فإنما يعبده هكذا ضلالا قلت جعلت فداك فما معرفة الله قال تصديق الله عز و جل و تصديق رسوله ص و موالاة علي ع و الائتمام به و بأئمة الهدى ع و البراءة إلى الله عز و جل من عدوهم هكذا يعرف الله عز و جل

2-  الحسين عن معلى عن الحسن بن علي عن أحمد بن عائذ عن أبيه عن ابن أذينة قال حدثنا غير واحد عن أحدهما ع أنه قال لا يكون العبد مؤمنا حتى يعرف الله و رسوله و الأئمة كلهم و إمام زمانه و يرد إليه و يسلم له ثم قال كيف يعرف الآخر و هو يجهل الأول

3-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسن بن محبوب عن هشام بن سالم عن زرارة قال قلت لأبي جعفر ع أخبرني عن معرفة الإمام منكم واجبة على جميع الخلق فقال إن الله عز و جل بعث محمدا ص إلى الناس أجمعين رسولا و حجة لله على جميع خلقه في أرضه فمن آمن بالله و بمحمد رسول الله و اتبعه و صدقه فإن معرفة الإمام منا واجبة عليه و من لم يؤمن بالله و برسوله و لم يتبعه و لم يصدقه و يعرف حقهما فكيف يجب عليه معرفة الإمام و هو لا يؤمن بالله و رسوله و يعرف حقهما قال قلت فما تقول فيمن يؤمن بالله و رسوله و يصدق رسوله في جميع ما أنزل الله يجب على أولئك حق معرفتكم قال نعم أ ليس هؤلاء يعرفون فلانا و فلانا قلت بلى قال أ ترى أن الله هو الذي أوقع في قلوبهم معرفة هؤلاء و الله ما أوقع ذلك في قلوبهم إلا الشيطان لا و الله ما ألهم المؤمنين حقنا إلا الله عز و جل

4-  عنه عن أحمد بن محمد عن الحسن بن محبوب عن عمرو بن أبي المقدام عن جابر قال سمعت أبا جعفر ع يقول إنما يعرف الله عز و جل و يعبده من عرف الله و عرف إمامه منا أهل البيت و من لا يعرف الله عز و جل و لا يعرف الإمام منا أهل البيت فإنما يعرف و يعبد غير الله هكذا و الله ضلالا

5-  الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد بن جمهور عن فضالة بن أيوب عن معاوية بن وهب عن ذريح قال سألت أبا عبد الله ع عن الأئمة بعد النبي ص فقال كان أمير المؤمنين ع إماما ثم كان الحسن ع إماما ثم كان الحسين ع إماما ثم كان علي بن الحسين إماما ثم كان محمد بن علي إماما من أنكر ذلك كان كمن أنكر معرفة الله تبارك و تعالى و معرفة رسوله ص ثم قال قلت ثم أنت جعلت فداك فأعدتها عليه ثلاث مرات فقال لي إني إنما حدثتك لتكون من شهداء الله تبارك و تعالى في أرضه

6-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه عمن ذكره عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه عن أبي عبد الله ع قال إنكم لا تكونون صالحين حتى تعرفوا و لا تعرفوا حتى تصدقوا و لا تصدقوا حتى تسلموا أبوابا أربعة لا يصلح أولها إلا بآخرها ضل أصحاب الثلاثة و تاهوا تيها بعيدا إن الله تبارك و تعالى لا يقبل إلا العمل الصالح و لا يقبل الله إلا الوفاء بالشروط و العهود فمن وفى لله عز و جل بشرطه و استعمل ما وصف في عهده نال ما عنده و استكمل ما وعده إن الله تبارك و تعالى أخبر العباد بطرق الهدى و شرع لهم فيها المنار و أخبرهم كيف يسلكون فقال و إني لغفار لمن تاب و آمن و عمل صالحا ثم اهتدى و قال إنما يتقبل الله من المتقين فمن اتقى الله فيما أمره لقي الله مؤمنا بما جاء به محمد ص هيهات هيهات فات قوم و ماتوا قبل أن يهتدوا و ظنوا أنهم آمنوا و أشركوا من حيث لا يعلمون إنه من أتى البيوت من أبوابها اهتدى و من أخذ في غيرها سلك طريق الردى وصل الله طاعة ولي أمره بطاعة رسوله و طاعة رسوله بطاعته فمن ترك طاعة ولاة الأمر لم يطع الله و لا رسوله و هو الإقرار بما أنزل من عند الله عز و جل خذوا زينتكم عند كل مسجد و التمسوا البيوت التي أذن الله أن ترفع و يذكر فيها اسمه فإنه أخبركم أنهم رجال لا تلهيهم تجارة و لا بيع عن ذكر الله و إقام الصلاة و إيتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب و الأبصار إن الله قد استخلص الرسل لأمره ثم استخلصهم مصدقين بذلك في نذره فقال و إن من أمة إلا خلا فيها نذير تاه من جهل و اهتدى من أبصر و عقل إن الله عز و جل يقول فإنها لا تعمى الأبصار و لكن تعمى القلوب التي في الصدور و كيف يهتدي من لم يبصر و كيف يبصر من لم يتدبر اتبعوا رسول الله و أهل بيته و أقروا بما نزل من عند الله و اتبعوا آثار الهدى فإنهم علامات الأمانة و التقى و اعلموا أنه لو أنكر رجل عيسى ابن مريم ع و أقر بمن سواه من الرسل لم يؤمن اقتصوا الطريق بالتماس المنار و التمسوا من وراء الحجب الآثار تستكملوا أمر دينكم و تؤمنوا بالله ربكم

7-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن محمد بن الحسين بن صغير عمن حدثه عن ربعي بن عبد الله عن أبي عبد الله ع أنه قال أبى الله أن يجري الأشياء إلا بأسباب فجعل لكل شي‏ء سببا و جعل لكل سبب شرحا و جعل لكل شرح علما و جعل لكل علم بابا ناطقا عرفه من عرفه و جهله من جهله ذاك رسول الله ص و نحن

8-  محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن صفوان بن يحيى عن العلاء بن رزين عن محمد بن مسلم قال سمعت أبا جعفر ع يقول كل من دان الله عز و جل بعبادة يجهد فيها نفسه و لا إمام له من الله فسعيه غير مقبول و هو ضال متحير و الله شانئ لأعماله و مثله كمثل شاة ضلت عن راعيها و قطيعها فهجمت ذاهبة و جائية يومها فلما جنها الليل بصرت بقطيع غنم مع راعيها فحنت إليها و اغترت بها فباتت معها في مربضها فلما أن ساق الراعي قطيعه أنكرت راعيها و قطيعها فهجمت متحيرة تطلب راعيها و قطيعها فبصرت بغنم مع راعيها فحنت إليها و اغترت بها فصاح بها الراعي الحقي براعيك و قطيعك فأنت تائهة متحيرة عن راعيك و قطيعك فهجمت ذعرة متحيرة تائهة لا راعي لها يرشدها إلى مرعاها أو يردها فبينا هي كذلك إذا اغتنم الذئب ضيعتها فأكلها و كذلك و الله يا محمد من أصبح من هذه الأمة لا إمام له من الله عز و جل ظاهر عادل أصبح ضالا تائها و إن مات على هذه الحالة مات ميتة كفر و نفاق و اعلم يا محمد أن أئمة الجور و أتباعهم لمعزولون عن دين الله قد ضلوا و أضلوا فأعمالهم التي يعملونها كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف لا يقدرون مما كسبوا على شي‏ء ذلك هو الضلال البعيد

9-  الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد بن جمهور عن عبد الله بن عبد الرحمن عن الهيثم بن واقد عن مقرن قال سمعت أبا عبد الله ع يقول جاء ابن الكواء إلى أمير المؤمنين ع فقال يا أمير المؤمنين و على الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم فقال نحن على الأعراف نعرف أنصارنا بسيماهم و نحن الأعراف الذي لا يعرف الله عز و جل إلا بسبيل معرفتنا و نحن الأعراف يعرفنا الله عز و جل يوم القيامة على الصراط فلا يدخل الجنة إلا من عرفنا و عرفناه و لا يدخل النار إلا من أنكرنا و أنكرناه إن الله تبارك و تعالى لو شاء لعرف العباد نفسه و لكن جعلنا أبوابه و صراطه و سبيله و الوجه الذي يؤتى منه فمن عدل عن ولايتنا أو فضل علينا غيرنا فإنهم عن الصراط لناكبون فلا سواء من اعتصم الناس به و لا سواء حيث ذهب الناس إلى عيون كدرة يفرغ بعضها في بعض و ذهب من ذهب إلينا إلى عيون صافية تجري بأمر ربها لا نفاد لها و لا انقطاع

10-  الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن علي بن محمد عن بكر بن صالح عن الريان بن شبيب عن يونس عن أبي أيوب الخزاز عن أبي حمزة قال قال أبو جعفر ع يا أبا حمزة يخرج أحدكم فراسخ فيطلب لنفسه دليلا و أنت بطرق السماء أجهل منك بطرق الأرض فاطلب لنفسك دليلا

11-  علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن أيوب بن الحر عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع في قول الله عز و جل و من يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا فقال طاعة الله و معرفة الإمام

12-  محمد بن يحيى عن عبد الله بن محمد عن علي بن الحكم عن أبان عن أبي بصير قال قال لي أبو جعفر ع هل عرفت إمامك قال قلت إي و الله قبل أن أخرج من الكوفة فقال حسبك إذا

13-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن إسماعيل عن منصور بن يونس عن بريد قال سمعت أبا جعفر ع يقول في قول الله تبارك و تعالى أ و من كان ميتا فأحييناه و جعلنا له نورا يمشي به في الناس فقال ميت لا يعرف شيئا و نورا يمشي به في الناس إماما يؤتم به كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها قال الذي لا يعرف الإمام

14-  الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد بن أورمة و محمد بن عبد الله عن علي بن حسان عن عبد الرحمن بن كثير عن أبي عبد الله ع قال قال أبو جعفر ع دخل أبو عبد الله الجدلي على أمير المؤمنين فقال ع يا أبا عبد الله أ لا أخبرك بقول الله عز و جل من جاء بالحسنة فله خير منها و هم من فزع يومئذ آمنون. و من جاء بالسيئة فكبت وجوههم في النار هل تجزون إلا ما كنتم تعملون قال بلى يا أمير المؤمنين جعلت فداك فقال الحسنة معرفة الولاية و حبنا أهل البيت و السيئة إنكار الولاية و بغضنا أهل البيت ثم قرأ عليه هذه الآية

باب فرض طاعة الأئمة ع

1-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسى عن حريز عن زرارة عن أبي جعفر ع قال ذروة الأمر و سنامه و مفتاحه و باب الأشياء و رضا الرحمن تبارك و تعالى الطاعة للإمام بعد معرفته ثم قال إن الله تبارك و تعالى يقول من يطع الرسول فقد أطاع الله و من تولى فما أرسلناك عليهم حفيظا

2-  الحسين بن محمد الأشعري عن معلى بن محمد عن الحسن بن علي الوشاء عن أبان بن عثمان عن أبي الصباح قال أشهد أني سمعت أبا عبد الله ع يقول أشهد أن عليا إمام فرض الله طاعته و أن الحسن إمام فرض الله طاعته و أن الحسين إمام فرض الله طاعته و أن علي بن الحسين إمام فرض الله طاعته و أن محمد بن علي إمام فرض الله طاعته

3-  و بهذا الإسناد عن معلى بن محمد عن الحسن بن علي قال حدثنا حماد بن عثمان عن بشير العطار قال سمعت أبا عبد الله ع يقول نحن قوم فرض الله طاعتنا و أنتم تأتمون بمن لا يعذر الناس بجهالته

4-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن حماد بن عيسى عن الحسين بن المختار عن بعض أصحابنا عن أبي جعفر ع في قول الله عز و جل و آتيناهم ملكا عظيما قال الطاعة المفروضة

5-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن محمد بن سنان عن أبي خالد القماط عن أبي الحسن العطار قال سمعت أبا عبد الله ع يقول أشرك بين الأوصياء و الرسل في الطاعة

6-  أحمد بن محمد عن محمد بن أبي عمير عن سيف بن عميرة عن أبي الصباح الكناني قال قال أبو عبد الله ع نحن قوم فرض الله عز و جل طاعتنا لنا الأنفال و لنا صفو المال و نحن الراسخون في العلم و نحن المحسودون الذين قال الله أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله

 -  أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن الحسين بن أبي العلاء قال ذكرت لأبي عبد الله ع قولنا في الأوصياء إن طاعتهم مفترضة قال فقال نعم هم الذين قال الله تعالى أطيعوا الله و أطيعوا الرسول و أولي الأمر منكم و هم الذين قال الله عز و جل إنما وليكم الله و رسوله و الذين آمنوا

8-  و بهذا الإسناد عن أحمد بن محمد عن معمر بن خلاد قال سأل رجل فارسي أبا الحسن ع فقال طاعتك مفترضة فقال نعم قال مثل طاعة علي بن أبي طالب ع فقال نعم

9-  و بهذا الإسناد عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال سألته عن الأئمة هل يجرون في الأمر و الطاعة مجرى واحد قال نعم

10-  و بهذا الإسناد عن مروك بن عبيد عن محمد بن زيد الطبري قال كنت قائما على رأس الرضا ع بخراسان و عنده عدة من بني هاشم و فيهم إسحاق بن موسى بن عيسى العباسي فقال يا إسحاق بلغني أن الناس يقولون إنا نزعم أن الناس عبيد لنا لا و قرابتي من رسول الله ص ما قلته قط و لا سمعته من آبائي قاله و لا بلغني عن أحد من آبائي قاله و لكني أقول الناس عبيد لنا في الطاعة موال لنا في الدين فليبلغ الشاهد الغائب

11-  علي بن إبراهيم عن صالح بن السندي عن جعفر بن بشير عن أبي سلمة عن أبي عبد الله ع قال سمعته يقول نحن الذين فرض الله طاعتنا لا يسع الناس إلا معرفتنا و لا يعذر الناس بجهالتنا من عرفنا كان مؤمنا و من أنكرنا كان كافرا و من لم يعرفنا و لم ينكرنا كان ضالا حتى يرجع إلى الهدى الذي افترض الله عليه من طاعتنا الواجبة فإن يمت على ضلالته يفعل الله به ما يشاء

12-  علي عن محمد بن عيسى عن يونس عن محمد بن الفضيل قال سألته عن أفضل ما يتقرب به العباد إلى الله عز و جل قال أفضل ما يتقرب به العباد إلى الله عز و جل طاعة الله و طاعة رسوله و طاعة أولي الأمر قال أبو جعفر ع حبنا إيمان و بغضنا كفر

13-  محمد بن الحسن عن سهل بن زياد عن محمد بن عيسى عن فضالة بن أيوب عن أبان عن عبد الله بن سنان عن إسماعيل بن جابر قال قلت لأبي جعفر ع أعرض عليك ديني الذي أدين الله عز و جل به قال فقال هات قال فقلت أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أن محمدا عبده و رسوله و الإقرار بما جاء به من عند الله و أن عليا كان إماما فرض الله طاعته ثم كان بعده الحسن إماما فرض الله طاعته ثم كان بعده الحسين إماما فرض الله طاعته ثم كان بعده علي بن الحسين إماما فرض الله طاعته حتى انتهى الأمر إليه ثم قلت أنت يرحمك الله قال فقال هذا دين الله و دين ملائكته

14-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن محبوب عن هشام بن سالم عن أبي حمزة عن أبي إسحاق عن بعض أصحاب أمير المؤمنين ع قال قال أمير المؤمنين ع اعلموا أن صحبة العالم و اتباعه دين يدان الله به و طاعته مكسبة للحسنات ممحاة للسيئات و ذخيرة للمؤمنين و رفعة فيهم في حياتهم و جميل بعد مماتهم

15-  محمد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان عن صفوان بن يحيى عن منصور بن حازم قال قلت لأبي عبد الله ع إن الله أجل و أكرم من أن يعرف بخلقه بل الخلق يعرفون بالله قال صدقت قلت إن من عرف أن له ربا فقد ينبغي له أن يعرف أن لذلك الرب رضا و سخطا و أنه لا يعرف رضاه و سخطه إلا بوحي أو رسول فمن لم يأته الوحي فينبغي له أن يطلب الرسل فإذا لقيهم عرف أنهم الحجة و أن لهم الطاعة المفترضة فقلت للناس أ ليس تعلمون أن رسول الله ص كان هو الحجة من الله على خلقه قالوا بلى قلت فحين مضى ص من كان الحجة قالوا القرآن فنظرت في القرآن فإذا هو يخاصم به المرجئ و القدري و الزنديق الذي لا يؤمن به حتى يغلب الرجال بخصومته فعرفت أن القرآن لا يكون حجة إلا بقيم فما قال فيه من شي‏ء كان حقا فقلت لهم من قيم القرآن قالوا ابن مسعود قد كان يعلم و عمر يعلم و حذيفة يعلم قلت كله قالوا لا فلم أجد أحدا يقال إنه يعلم القرآن كله إلا عليا صلوات الله عليه و إذا كان الشي‏ء بين القوم فقال هذا لا أدري و قال هذا لا أدري و قال هذا لا أدري و قال هذا أنا أدري فأشهد أن عليا ع كان قيم القرآن و كانت طاعته مفترضة و كان الحجة على الناس بعد رسول الله ص و أن ما قال في القرآن فهو حق فقال رحمك الله فقلت إن عليا ع لم يذهب حتى ترك حجة من بعده كما ترك رسول الله ص و أن الحجة بعد علي الحسن بن علي و أشهد على الحسن أنه لم يذهب حتى ترك حجة من بعده كما ترك أبوه و جده و أن الحجة بعد الحسن الحسين و كانت طاعته مفترضة فقال رحمك الله فقبلت رأسه و قلت و أشهد على الحسين ع أنه لم يذهب حتى ترك حجة من بعده علي بن الحسين و كانت طاعتهمفترضة فقال رحمك الله فقبلت رأسه و قلت و أشهد على علي بن الحسين أنه لم يذهب حتى ترك حجة من بعده محمد بن علي أبا جعفر و كانت طاعته مفترضة فقال رحمك الله قلت أعطني رأسك حتى أقبله فضحك قلت أصلحك الله قد علمت أن أباك لم يذهب حتى ترك حجة من بعده كما ترك أبوه و أشهد بالله أنك أنت الحجة و أن طاعتك مفترضة فقال كف رحمك الله قلت أعطني رأسك أقبله فقبلت رأسه فضحك و قال سلني عما شئت فلا أنكرك بعد اليوم أبدا

16-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن خالد البرقي عن القاسم بن محمد الجوهري عن الحسين بن أبي العلاء قال قلت لأبي عبد الله ع الأوصياء طاعتهم مفترضة قال نعم هم الذين قال الله عز و جل أطيعوا الله و أطيعوا الرسول و أولي الأمر منكم و هم الذين قال الله عز و جل إنما وليكم الله و رسوله و الذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة و يؤتون الزكاة و هم راكعون

17-  علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس بن عبد الرحمن عن حماد عن عبد الأعلى قال سمعت أبا عبد الله ع يقول السمع و الطاعة أبواب الخير السامع المطيع لا حجة عليه و السامع العاصي لا حجة له و إمام المسلمين تمت حجته و احتجاجه يوم يلقى الله عز و جل ثم قال يقول الله تبارك و تعالى يوم ندعوا كل أناس بإمامهم

باب في أن الأئمة شهداء الله عز و جل على خلقه

1-  علي بن محمد عن سهل بن زياد عن يعقوب بن يزيد عن زياد القندي عن سماعة قال قال أبو عبد الله ع في قول الله عز و جل فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد و جئنا بك على هؤلاء شهيدا قال نزلت في أمة محمد ص خاصة في كل قرن منهم إمام منا شاهد عليهم و محمد ص شاهد علينا

2-  الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الحسن بن علي الوشاء عن أحمد بن عائذ عن عمر بن أذينة عن بريد العجلي قال سألت أبا عبد الله ع عن قول الله عز و جل و كذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس قال نحن الأمة الوسطى و نحن شهداء الله على خلقه و حججه في أرضه قلت قول الله عز و جل ملة أبيكم إبراهيم قال إيانا عنى خاصة هو سماكم المسلمين من قبل في الكتب التي مضت و في هذا القرآن ليكون الرسول شهيدا عليكم فرسول الله ص الشهيد علينا بما بلغنا عن الله عز و جل و نحن الشهداء على الناس فمن صدق صدقناه يوم القيامة و من كذب كذبناه يوم القيامة

3-  و بهذا الإسناد عن معلى بن محمد عن الحسن بن علي عن أحمد بن عمر الحلال قال سألت أبا الحسن ع عن قول الله عز و جل أ فمن كان على بينة من ربه و يتلوه شاهد منه فقال أمير المؤمنين صلوات الله عليه الشاهد على رسول الله ص و رسول الله ص على بينة من ربه

 -  علي بن إبراهيم عن أبيه عن محمد بن أبي عمير عن ابن أذينة عن بريد العجلي قال قلت لأبي جعفر ع قول الله تبارك و تعالى و كذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس و يكون الرسول عليكم شهيدا قال نحن الأمة الوسط و نحن شهداء الله تبارك و تعالى على خلقه و حججه في أرضه قلت قوله تعالى يا أيها الذين آمنوا اركعوا و اسجدوا و اعبدوا ربكم و افعلوا الخير لعلكم تفلحون و جاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم قال إيانا عنى و نحن المجتبون و لم يجعل الله تبارك و تعالى في الدين من حرج فالحرج أشد من الضيق ملة أبيكم إبراهيم إيانا عنى خاصة و سماكم المسلمين الله سمانا المسلمين من قبل في الكتب التي مضت و في هذا القرآن ليكون الرسول شهيدا عليكم و تكونوا شهداء على الناس فرسول الله ص الشهيد علينا بما بلغنا عن الله تبارك و تعالى و نحن الشهداء على الناس فمن صدق يوم القيامة صدقناه و من كذب كذبناه

5-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسى عن إبراهيم بن عمر اليماني عن سليم بن قيس الهلالي عن أمير المؤمنين ص قال إن الله تبارك و تعالى طهرنا و عصمنا و جعلنا شهداء على خلقه و حجته في أرضه و جعلنا مع القرآن و جعل القرآن معنا لا نفارقه و لا يفارقنا

باب أن الأئمة ع هم الهداة

1-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد و فضالة بن أيوب عن موسى بن بكر عن الفضيل قال سألت أبا عبد الله ع عن قول الله عز و جل و لكل قوم هاد فقال كل إمام هاد للقرن الذي هو فيهم

2-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن محمد بن أبي عمير عن ابن أذينة عن بريد العجلي عن أبي جعفر ع في قول الله عز و جل إنما أنت منذر و لكل قوم هاد فقال رسول الله ص المنذر و لكل زمان منا هاد يهديهم إلى ما جاء به نبي الله ص ثم الهداة من بعده علي ثم الأوصياء واحد بعد واحد

3-  الحسين بن محمد الأشعري عن معلى بن محمد عن محمد بن جمهور عن محمد بن إسماعيل عن سعدان عن أبي بصير قال قلت لأبي عبد الله ع إنما أنت منذر و لكل قوم هاد فقال رسول الله ص المنذر و علي الهادي يا أبا محمد هل من هاد اليوم قلت بلى جعلت فداك ما زال منكم هاد بعد هاد حتى دفعت إليك فقال رحمك الله يا أبا محمد لو كانت إذا نزلت آية على رجل ثم مات ذلك الرجل ماتت الآية مات الكتاب و لكنه حي يجري فيمن بقي كما جرى فيمن مضى

4-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن صفوان عن منصور عن عبد الرحيم القصير عن أبي جعفر ع في قول الله تبارك و تعالى إنما أنت منذر و لكل قوم هاد فقال رسول الله ص المنذر و علي الهادي أما و الله ما ذهبت منا و ما زالت فينا إلى الساعة

باب أن الأئمة ع ولاة أمر الله و خزنة علمه

1-  محمد بن يحيى العطار عن أحمد بن أبي زاهر عن الحسن بن موسى عن علي بن حسان عن عبد الرحمن بن كثير قال سمعت أبا عبد الله ع يقول نحن ولاة أمر الله و خزنة علم الله و عيبة وحي الله

2-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن علي بن أسباط عن أبيه أسباط عن سورة بن كليب قال قال لي أبو جعفر ع و الله إنا لخزان الله في سمائه و أرضه لا على ذهب و لا على فضة إلا على علمه

3-  علي بن موسى عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد و محمد بن خالد البرقي عن النضر بن سويد رفعه عن سدير عن أبي جعفر ع قال قلت له جعلت فداك ما أنتم قال نحن خزان علم الله و نحن تراجمة وحي الله و نحن الحجة البالغة على من دون السماء و من فوق الأرض

 -  محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن النضر بن شعيب عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة قال سمعت أبا جعفر ع يقول قال رسول الله ص قال الله تبارك و تعالى استكمال حجتي على الأشقياء من أمتك من ترك ولاية علي و الأوصياء من بعدك فإن فيهم سنتك و سنة الأنبياء من قبلك و هم خزاني على علمي من بعدك ثم قال رسول الله ص لقد أنبأني جبرئيل ع بأسمائهم و أسماء آبائهم

5-  أحمد بن إدريس عن محمد بن عبد الجبار عن محمد بن خالد عن فضالة بن أيوب عن عبد الله بن أبي يعفور قال قال أبو عبد الله ع يا ابن أبي يعفور إن الله واحد متوحد بالوحدانية متفرد بأمره فخلق خلقا فقدرهم لذلك الأمر فنحن هم يا ابن أبي يعفور فنحن حجج الله في عباده و خزانه على علمه و القائمون بذلك

6-  علي بن محمد عن سهل بن زياد عن موسى بن القاسم بن معاوية و محمد بن يحيى عن العمركي بن علي جميعا عن علي بن جعفر عن أبي الحسن موسى ع قال قال أبو عبد الله ع إن الله عز و جل خلقنا فأحسن خلقنا و صورنا فأحسن صورنا و جعلنا خزانه في سمائه و أرضه و لنا نطقت الشجرة و بعبادتنا عبد الله عز و جل و لولانا ما عبد الله

باب أن الأئمة ع خلفاء الله عز و جل في أرضه و أبوابه التي منها يؤتى

1-  الحسين بن محمد الأشعري عن معلى بن محمد عن أحمد بن محمد عن أبي مسعود عن الجعفري قال سمعت أبا الحسن الرضا ع يقول الأئمة خلفاء الله عز و جل في أرضه

2-  عنه عن معلى عن محمد بن جمهور عن سليمان بن سماعة عن عبد الله بن القاسم عن أبي بصير قال قال أبو عبد الله ع الأوصياء هم أبواب الله عز و جل التي يؤتى منها و لولاهم ما عرف الله عز و جل و بهم احتج الله تبارك و تعالى على خلقه

3-  الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الوشاء عن عبد الله بن سنان قال سألت أبا عبد الله ع عن قول الله جل جلاله وعد الله الذين آمنوا منكم و عملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم قال هم الأئمة

باب أن الأئمة ع نور الله عز و جل

1-  الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن علي بن مرداس قال حدثنا صفوان بن يحيى و الحسن بن محبوب عن أبي أيوب عن أبي خالد الكابلي قال سألت أبا جعفر ع عن قول الله عز و جل فآمنوا بالله و رسوله و النور الذي أنزلنا فقال يا أبا خالد النور و الله الأئمة من آل محمد ص إلى يوم القيامة و هم و الله نور الله الذي أنزل و هم و الله نور الله في السماوات و في الأرض و الله يا أبا خالد لنور الإمام في قلوب المؤمنين أنور من الشمس المضيئة بالنهار و هم و الله ينورون قلوب المؤمنين و يحجب الله عز و جل نورهم عمن يشاء فتظلم قلوبهم و الله يا أبا خالد لا يحبنا عبد و يتولانا حتى يطهر الله قلبه و لا يطهر الله قلب عبد حتى يسلم لنا و يكون سلما لنا فإذا كان سلما لنا سلمه الله من شديد الحساب و آمنه من فزع يوم القيامة الأكبر

2-  علي بن إبراهيم بإسناده عن أبي عبد الله ع في قول الله تعالى الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة و الإنجيل يأمرهم بالمعروف و ينهاهم عن المنكر و يحل لهم الطيبات و يحرم عليهم الخبائث إلى قوله و اتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون قال النور في هذا الموضع علي أمير المؤمنين و الأئمة ع

3-  أحمد بن إدريس عن محمد بن عبد الجبار عن ابن فضال عن ثعلبة بن ميمون عن أبي الجارود قال قلت لأبي جعفر ع لقد آتى الله أهل الكتاب خيرا كثيرا قال و ما ذاك قلت قول الله تعالى الذين آتيناهم الكتاب من قبله هم به يؤمنون إلى قوله أولئك يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا قال فقال قد آتاكم الله كما آتاهم ثم تلا يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله و آمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته و يجعل لكم نورا تمشون به يعني إماما تأتمون به

4-  أحمد بن مهران عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني عن علي بن أسباط و الحسن بن محبوب عن أبي أيوب عن أبي خالد الكابلي قال سألت أبا جعفر ع عن قول الله تعالى فآمنوا بالله و رسوله و النور الذي أنزلنا فقال يا أبا خالد النور و الله الأئمة ع يا أبا خالد لنور الإمام في قلوب المؤمنين أنور من الشمس المضيئة بالنهار و هم الذين ينورون قلوب المؤمنين و يحجب الله نورهم عمن يشاء فتظلم قلوبهم و يغشاهم بها

5-  علي بن محمد و محمد بن الحسن عن سهل بن زياد عن محمد بن الحسن بن شمون عن عبد الله بن عبد الرحمن الأصم عن عبد الله بن القاسم عن صالح بن سهل الهمداني قال قال أبو عبد الله ع في قول الله تعالى الله نور السماوات و الأرض مثل نوره كمشكاة فاطمة ع فيها مصباح الحسن المصباح في زجاجة الحسين الزجاجة كأنها كوكب دري فاطمة كوكب دري بين نساء أهل الدنيا يوقد من شجرة مباركة إبراهيم ع زيتونة لا شرقية و لا غربية لا يهودية و لا نصرانية يكاد زيتها يضي‏ء يكاد العلم ينفجر بها و لو لم تمسسه نار نور على نور إمام منها بعد إمام يهدي الله لنوره من يشاء يهدي الله للأئمة من يشاء و يضرب الله الأمثال للناس قلت أو كظلمات قال الأول و صاحبه يغشاه موج الثالث من فوقه موج ظلمات الثاني بعضها فوق بعض معاوية و فتن بني أمية إذا أخرج يده المؤمن في ظلمة فتنتهم لم يكد يراها و من لم يجعل الله له نورا إماما من ولد فاطمة ع فما له من نور إمام يوم القيامة و قال في قوله يسعى نورهم بين أيديهم و بأيمانهم أئمة المؤمنين يوم القيامة تسعى بين يدي المؤمنين و بأيمانهم حتى ينزلوهم منازل أهل الجنة

 علي بن محمد و محمد بن الحسن عن سهل بن زياد عن موسى بن القاسم البجلي و محمد بن يحيى عن العمركي بن علي جميعا عن علي بن جعفر عن أخيه موسى ع مثله

6-  أحمد بن إدريس عن الحسين بن عبيد الله عن محمد بن الحسين و موسى بن عمر عن الحسن بن محبوب عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن ع قال سألته عن قول الله تبارك و تعالى يريدون ليطفؤا نور الله بأفواههم قال يريدون ليطفئوا ولاية أمير المؤمنين ع بأفواههم قلت قوله تعالى و الله متم نوره قال يقول و الله متم الإمامة و الإمامة هي النور و ذلك قوله عز و جل فآمنوا بالله و رسوله و النور الذي أنزلنا قال النور هو الإمام

باب أن الأئمة هم أركان الأرض

1-  أحمد بن مهران عن محمد بن علي و محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد جميعا عن محمد بن سنان عن المفضل بن عمر عن أبي عبد الله ع قال ما جاء به علي ع آخذ به و ما نهى عنه أنتهي عنه جرى له من الفضل مثل ما جرى لمحمد ص و لمحمد ص الفضل على جميع من خلق الله عز و جل المتعقب عليه في شي‏ء من أحكامه كالمتعقب على الله و على رسوله و الراد عليه في صغيرة أو كبيرة على حد الشرك بالله كان أمير المؤمنين ع باب الله الذي لا يؤتى إلا منه و سبيله الذي من سلك بغيره هلك و كذلك يجري الأئمة الهدى واحدا بعد واحد جعلهم الله أركان الأرض أن تميد بأهلها و حجته البالغة على من فوق الأرض و من تحت الثرى و كان أمير المؤمنين ص كثيرا ما يقول أنا قسيم الله بين الجنة و النار و أنا الفاروق الأكبر و أنا صاحب العصا و الميسم و لقد أقرت لي جميع الملائكة و الروح و الرسل بمثل ما أقروا به لمحمد ص و لقد حملت على مثل حمولته و هي حمولة الرب و إن رسول الله ص يدعى فيكسى و أدعى فأكسى و يستنطق و أستنطق فأنطق على حد منطقه و لقد أعطيت خصالا ما سبقني إليها أحد قبلي علمت المنايا و البلايا و الأنساب و فصل الخطاب فلم يفتني ما سبقني و لم يعزب عني ما غاب عني أبشر بإذن الله و أؤدي عنه كل ذلك من الله مكنني فيه بعلمه

 الحسين بن محمد الأشعري عن معلى بن محمد عن محمد بن جمهور العمي عن محمد بن سنان قال حدثنا المفضل قال سمعت أبا عبد الله ع يقول ثم ذكر الحديث الأول

2-  علي بن محمد و محمد بن الحسن عن سهل بن زياد عن محمد بن الوليد شباب الصيرفي قال حدثنا سعيد الأعرج قال دخلت أنا و سليمان بن خالد على أبي عبد الله ع فابتدأنا فقال يا سليمان ما جاء عن أمير المؤمنين ع يؤخذ به و ما نهى عنه ينتهى عنه جرى له من الفضل ما جرى لرسول الله ص و لرسول الله ص الفضل على جميع من خلق الله المعيب على أمير المؤمنين ع في شي‏ء من أحكامه كالمعيب على الله عز و جل و على رسوله ص و الراد عليه في صغيرة أو كبيرة على حد الشرك بالله كان أمير المؤمنين ص باب الله الذي لا يؤتى إلا منه و سبيله الذي من سلك بغيره هلك و بذلك جرت الأئمة ع واحد بعد واحد جعلهم الله أركان الأرض أن تميد بهم و الحجة البالغة على من فوق الأرض و من تحت الثرى و قال قال أمير المؤمنين ع أنا قسيم الله بين الجنة و النار و أنا الفاروق الأكبر و أنا صاحب العصا و الميسم و لقد أقرت لي جميع الملائكة و الروح بمثل ما أقرت لمحمد ص و لقد حملت على مثل حمولة محمد ص و هي حمولة الرب و إن محمدا ص يدعى فيكسى و يستنطق و أدعى فأكسى و أستنطق فأنطق على حد منطقه و لقد أعطيت خصالا لم يعطهن أحد قبلي علمت علم المنايا و البلايا و الأنساب و فصل الخطاب فلم يفتني ما سبقني و لم يعزب عني ما غاب عني أبشر بإذن الله و أؤدي عن الله عز و جل كل ذلك مكنني الله فيه بإذنه

3-  محمد بن يحيى و أحمد بن محمد جميعا عن محمد بن الحسن عن علي بن حسان قال حدثني أبو عبد الله الرياحي عن أبي الصامت الحلواني عن أبي جعفر ع قال فضل أمير المؤمنين ع ما جاء به آخذ به و ما نهى عنه أنتهي عنه جرى له من الطاعة بعد رسول الله ص ما لرسول الله ص و الفضل لمحمد ص المتقدم بين يديه كالمتقدم بين يدي الله و رسوله و المتفضل عليه كالمتفضل على رسول الله ص و الراد عليه في صغيرة أو كبيرة على حد الشرك بالله فإن رسول الله ص باب الله الذي لا يؤتى إلا منه و سبيله الذي من سلكه وصل إلى الله عز و جل و كذلك كان أمير المؤمنين ع من بعده و جرى للأئمة ع واحدا بعد واحد جعلهم الله عز و جل أركان الأرض أن تميد بأهلها و عمد الإسلام و رابطة على سبيل هداه لا يهتدي هاد إلا بهداهم و لا يضل خارج من الهدى إلا بتقصير عن حقهم أمناء الله على ما أهبط من علم أو عذر أو نذر و الحجة البالغة على من في الأرض يجري لآخرهم من الله مثل الذي جرى لأولهم و لا يصل أحد إلى ذلك إلا بعون الله و قال أمير المؤمنين ع أنا قسيم الله بين الجنة و النار لا يدخلها داخل إلا على حد قسمي و أنا الفاروق الأكبر و أنا الإمام لمن بعدي و المؤدي عمن كان قبلي لا يتقدمني أحد إلا أحمد ص و إني و إياه لعلى سبيل واحد إلا أنه هو المدعو باسمه و لقد أعطيت الست علم المنايا و البلايا و الوصايا و فصل الخطاب و إني لصاحب الكرات و دولة الدول و إني لصاحب العصا و الميسم و الدابة التي تكلم الناس

باب نادر جامع في فضل الإمام و صفاته

1-  أبو محمد القاسم بن العلاء رحمه الله رفعه عن عبد العزيز بن مسلم قال كنا مع الرضا ع بمرو فاجتمعنا في الجامع يوم الجمعة في بدء مقدمنا فأداروا أمر الإمامة و ذكروا كثرة اختلاف الناس فيها فدخلت على سيدي ع فأعلمته خوض الناس فيه فتبسم ع ثم قال يا عبد العزيز جهل القوم و خدعوا عن آرائهم إن الله عز و جل لم يقبض نبيه ص حتى أكمل له الدين و أنزل عليه القرآن فيه تبيان كل شي‏ء بين فيه الحلال و الحرام و الحدود و الأحكام و جميع ما يحتاج إليه الناس كملا فقال عز و جل ما فرطنا في الكتاب من شي‏ء و أنزل في حجة الوداع و هي آخر عمره ص اليوم أكملت لكم دينكم و أتممت عليكم نعمتي و رضيت لكم الإسلام دينا و أمر الإمامة من تمام الدين و لم يمض ص حتى بين لأمته معالم دينهم و أوضح لهم سبيلهم و تركهم على قصد سبيل الحق و أقام لهم عليا ع علما و إماما و ما ترك لهم شيئا يحتاج إليه الأمة إلا بينه فمن زعم أن الله عز و جل لم يكمل دينه فقد رد كتاب الله و من رد كتاب الله فهو كافر به هل يعرفون قدر الإمامة و محلها من الأمة فيجوز فيها اختيارهم إن الإمامة أجل قدرا و أعظم شأنا و أعلى مكانا و أمنع جانبا و أبعد غورا من أن يبلغها الناس بعقولهم أو ينالوها بآرائهم أو يقيموا إماما باختيارهم إن الإمامة خص الله عز و جل بها إبراهيم الخليل ع بعد النبوة و الخلة مرتبة ثالثة و فضيلة شرفه بها و أشاد بها ذكره فقال إني جاعلك للناس إماما فقال الخليل ع سرورا بها و من ذريتي قال الله تبارك و تعالى لا ينال عهدي الظالمين فأبطلت هذه الآية إمامة كل ظالم إلى يوم القيامة و صارت في الصفوة ثم أكرمه الله تعالى بأن جعلها في ذريته أهل الصفوة و الطهارة فقال و وهبنا له إسحاق و يعقوب نافلة و كلا جعلنا صالحين. و جعلناهم أئمة يهدون بأمرنا و أوحينا إليهم فعل الخيرات و إقام الصلاة و إيتاء الزكاة و كانوا لنا عابدين فلم تزل في ذريته يرثها بعض عن بعض قرنا فقرنا حتى ورثها الله تعالى النبي ص فقال جل و تعالى إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه و هذا النبي و الذين آمنوا و الله ولي المؤمنين فكانت له خاصة فقلدها ص عليا ع بأمر الله تعالى على رسم ما فرض الله فصارت في ذريته الأصفياء الذين آتاهم الله العلم و الإيمان بقوله تعالى و قال الذين أوتوا العلم و الإيمان لقد لبثتم في كتاب الله إلى يوم البعث فهي في ولد علي ع خاصة إلى يوم القيامة إذ لا نبي بعد محمد ص فمن أين يختار هؤلاء الجهال إن الإمامة هي منزلة الأنبياء و إرث الأوصياء إن الإمامة خلافة الله و خلافة الرسول ص و مقام أمير المؤمنين ع و ميراث الحسن و الحسين ع إن الإمامة زمام الدين و نظام المسلمين و صلاح الدنيا و عز المؤمنين إن الإمامة أس الإسلام النامي و فرعه السامي بالإمام تمام الصلاة و الزكاة و الصيام و الحج و الجهاد و توفير الفي‏ء و الصدقات و إمضاء الحدود و الأحكام و منع الثغور و الأطراف الإمام يحل حلال الله و يحرم حرام الله و يقيم حدود الله و يذب عن دين الله و يدعو إلى سبيل ربه بالحكمة و الموعظة الحسنة و الحجة البالغة الإمام كالشمس الطالعة المجللة بنورها للعالم و هي في الأفق بحيث لا تنالها الأيدي و الأبصار الإمام البدر المنير و السراج الزاهر و النور الساطع و النجم الهادي في غياهب الدجى و أجواز البلدان و القفار و لجج البحار الإمام الماء العذب على الظمإ و الدال على الهدى و المنجي من الردى الإمام النار على اليفاع الحار لمن اصطلى به و الدليل في المهالك من فارقه فهالك الإمام السحاب الماطر و الغيث الهاطل و الشمس المضيئة و السماء الظليلة و الأرض البسيطة و العين الغزيرة و الغدير و الروضة الإمام الأنيس الرفيق و الوالد الشفيق و الأخ الشقيق و الأم البرة بالولد الصغير و مفزع العباد في الداهية النآد الإمام أمين الله في خلقه و حجته على عباده و خليفته في بلاده و الداعي إلى الله و الذاب عن حرم الله الإمام المطهر من الذنوب و المبرأ عن العيوب المخصوص بالعلم الموسوم بالحلم نظام الدين و عز المسلمين و غيظ المنافقين و بوار الكافرين

 الإمام واحد دهره لا يدانيه أحد و لا يعادله عالم و لا يوجد منه بدل و لا له مثل و لا نظير مخصوص بالفضل كله من غير طلب منه له و لا اكتساب بل اختصاص من المفضل الوهاب فمن ذا الذي يبلغ معرفة الإمام أو يمكنه اختياره هيهات هيهات ضلت العقول و تاهت الحلوم و حارت الألباب و خسأت العيون و تصاغرت العظماء و تحيرت الحكماء و تقاصرت الحلماء و حصرت الخطباء و جهلت الألباء و كلت الشعراء و عجزت الأدباء و عييت البلغاء عن وصف شأن من شأنه أو فضيلة من فضائله و أقرت بالعجز و التقصير و كيف يوصف بكله أو ينعت بكنهه أو يفهم شي‏ء من أمره أو يوجد من يقوم مقامه و يغني غناه لا كيف و أنى و هو بحيث النجم من يد المتناولين و وصف الواصفين فأين الاختيار من هذا و أين العقول عن هذا و أين يوجد مثل هذا أ تظنون أن ذلك يوجد في غير آل الرسول محمد ص كذبتهم و الله أنفسهم و منتهم الأباطيل فارتقوا مرتقا صعبا دحضا تزل عنه إلى الحضيض أقدامهم راموا إقامة الإمام بعقول حائرة بائرة ناقصة و آراء مضلة فلم يزدادوا منه إلا بعدا قاتلهم الله أنى يؤفكون و لقد راموا صعبا و قالوا إفكا و ضلوا ضلالا بعيدا و وقعوا في الحيرة إذ تركوا الإمام عن بصيرة و زين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل و كانوا مستبصرين رغبوا عن اختيار الله و اختيار رسول الله ص و أهل بيته إلى اختيارهم و القرآن يناديهم و ربك يخلق ما يشاء و يختار ما كان لهم الخيرة سبحان الله و تعالى عما يشركون و قال عز و جل و ما كان لمؤمن و لا مؤمنة إذا قضى الله و رسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم الآية و قال ما لكم كيف تحكمون أم لكم كتاب فيه تدرسون إن لكم فيه لما تخيرون أم لكم أيمان علينا بالغة إلى يوم القيامة إن لكم لما تحكمون سلهم أيهم بذلك زعيم أم لهم شركاء فليأتوا بشركائهم إن كانوا صادقين و قال عز و جل أ فلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها أم طبع الله على قلوبهم فهم لا يفقهون أم قالوا سمعنا و هم لا يسمعون إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون و لو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم و لو أسمعهم لتولوا و هم معرضون أم قالوا سمعنا و عصينا بل هو فضل الله يؤتيه من يشاء و الله ذو الفضل العظيم فكيف لهم باختيار الإمام و الإمام عالم لا يجهلو راع لا ينكل معدن القدس و الطهارة و النسك و الزهادة و العلم و العبادة مخصوص بدعوة الرسول ص و نسل المطهرة البتول لا مغمز فيه في نسب و لا يدانيه ذو حسب في البيت من قريش و الذروة من هاشم و العترة من الرسول ص و الرضا من الله عز و جل شرف الأشراف و الفرع من عبد مناف نامي العلم كامل الحلم مضطلع بالإمامة عالم بالسياسة مفروض الطاعة قائم بأمر الله عز و جل ناصح لعباد الله حافظ لدين الله إن الأنبياء و الأئمة ص يوفقهم الله و يؤتيهم من مخزون علمه و حكمه ما لا يؤتيه غيرهم فيكون علمهم فوق علم أهل الزمان في قوله تعالى أ فمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدي إلا أن يهدى فما لكم كيف تحكمون و قوله تبارك و تعالى و من يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا و قوله في طالوت إن الله اصطفاه عليكم و زاده بسطة في العلم و الجسم و الله يؤتي ملكه من يشاء و الله واسع عليم و قال لنبيه ص أنزل عليك الكتاب و الحكمة و علمك ما لم تكن تعلم و كان فضل الله عليك عظيما و قال في الأئمة من أهل بيت نبيه و عترته و ذريته ص أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب و الحكمة و آتيناهم ملكا عظيما فمنهم من آمن به و منهم من صد عنه و كفى بجهنم سعيرا و إن العبد إذا اختاره الله عز و جل لأمور عباده شرح صدره لذلك و أودع قلبه ينابيع الحكمة و ألهمه العلم إلهاما فلم يعي بعده بجواب و لا يحير فيه عن الصواب

 فهو معصوم مؤيد موفق مسدد قد أمن من الخطايا و الزلل و العثار يخصه الله بذلك ليكون حجته على عباده و شاهده على خلقه و ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء و الله ذو الفضل العظيم فهل يقدرون على مثل هذا فيختارونه أو يكون مختارهم بهذه الصفة فيقدمونه تعدوا و بيت الله الحق و نبذوا كتاب الله وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون و في كتاب الله الهدى و الشفاء فنبذوه و اتبعوا أهواءهم فذمهم الله و مقتهم و أتعسهم فقال جل و تعالى و من أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله إن الله لا يهدي القوم الظالمين و قال فتعسا لهم و أضل أعمالهم و قال كبر مقتا عند الله و عند الذين آمنوا كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر جبار و صلى الله على النبي محمد و آله و سلم تسليما كثيرا

2-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن إسحاق بن غالب عن أبي عبد الله ع في خطبة له يذكر فيها حال الأئمة ع و صفاتهم إن الله عز و جل أوضح بأئمة الهدى من أهل بيت نبينا عن دينه و أبلج بهم عن سبيل منهاجه و فتح بهم عن باطن ينابيع علمه فمن عرف من أمة محمد ص واجب حق إمامه وجد طعم حلاوة إيمانه و علم فضل طلاوة إسلامه لأن الله تبارك و تعالى نصب الإمام علما لخلقه و جعله حجة على أهل مواده و عالمه و ألبسه الله تاج الوقار و غشاه من نور الجبار يمد بسبب إلى السماء لا ينقطع عنه مواده و لا ينال ما عند الله إلا بجهة أسبابه و لا يقبل الله أعمال العباد إلا بمعرفته فهو عالم بما يرد عليه من ملتبسات الدجى و معميات السنن و مشبهات الفتن فلم يزل الله تبارك و تعالى يختارهم لخلقه من ولد الحسين ع من عقب كل إمام يصطفيهم لذلك و يجتبيهم و يرضى بهم لخلقه و يرتضيهم كل ما مضى منهم إمام نصب لخلقه من عقبه إماما علما بينا و هاديا نيرا و إماما قيما و حجة عالما أئمة من الله يهدون بالحق و به يعدلون حجج الله و دعاته و رعاته على خلقه يدين بهديهم العباد و تستهل بنورهم البلاد و ينمو ببركتهم التلاد جعلهم الله حياة للأنام و مصابيح للظلام و مفاتيح للكلام و دعائم للإسلام جرت بذلك فيهم مقادير الله على محتومها فالإمام هو المنتجب المرتضى و الهادي المنتجى و القائم المرتجى اصطفاه الله بذلك و اصطنعه على عينه في الذر حين ذرأه و في البرية حين برأه ظلا قبل خلق نسمة عن يمين عرشه محبوا بالحكمة في علم الغيب عنده اختاره بعلمه و انتجبه لطهره بقية من آدم ع و خيرة من ذرية نوح و مصطفى من آل إبراهيم و سلالة من إسماعيل و صفوة من عترة محمد ص لم يزل مرعيا بعين الله يحفظه و يكلؤه بستره مطرودا عنه حبائل إبليس و جنوده مدفوعا عنه وقوب الغواسق و نفوث كل فاسق مصروفا عنه قوارف السوء مبرأ من العاهات محجوبا عن الآفات معصوما من الزلات مصونا عن الفواحش كلها معروفا بالحلم و البر في يفاعه منسوبا إلى العفاف و العلم و الفضل عند انتهائه مسندا إليه أمر والده صامتا عن المنطق في حياته فإذا انقضت مدة والده إلى أن انتهت به مقادير الله إلى مشيئته و جاءت الإرادة من الله فيه إلى محبته و بلغ منتهى مدة والده ع فمضى و صار أمر الله إليه من بعده و قلده دينه و جعله الحجة على عباده و قيمه في بلاده و أيده بروحه و آتاه علمه و أنبأه فصل بيانه و استودعه سره و انتدبه لعظيم أمره و أنبأه فضل بيان علمه و نصبه علما لخلقه و جعله حجة على أهل عالمه و ضياء لأهل دينه و القيم على عباده رضي الله به إماما لهم استودعه سره و استحفظه علمه و استخبأه حكمته و استرعاه لدينه و انتدبه لعظيم أمره و أحيا به مناهج سبيله و فرائضه و حدوده فقام بالعدل عند تحير أهل الجهل و تحيير أهل الجدل بالنور الساطع و الشفاء النافع بالحق الأبلج و البيان اللائح من كل مخرج على طريق المنهج الذي مضى عليه الصادقون من آبائه ع فليس يجهل حق هذا العالم إلا شقي و لا يجحده إلا غوي و لا يصد عنه إلا جري على الله جل و علا

باب أن الأئمة ع ولاة الأمر و هم الناس المحسودون الذين ذكرهم الله عز و جل

1-  الحسين بن محمد بن عامر الأشعري عن معلى بن محمد قال حدثني الحسن بن علي الوشاء عن أحمد بن عائذ عن ابن أذينة عن بريد العجلي قال سألت أبا جعفر ع عن قول الله عز و جل أطيعوا الله و أطيعوا الرسول و أولي الأمر منكم فكان جوابه أ لم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت و الطاغوت و يقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا يقولون لأئمة الضلالة و الدعاة إلى النار هؤلاء أهدى من آل محمد سبيلا أولئك الذين لعنهم الله و من يلعن الله فلن تجد له نصيرا أم لهم نصيب من الملك يعني الإمامة و الخلافة فإذا لا يؤتون الناس نقيرا نحن الناس الذين عنى الله و النقير النقطة التي في وسط النواة أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله نحن الناس المحسودون على ما آتانا الله من الإمامة دون خلق الله أجمعين فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب و الحكمة و آتيناهم ملكا عظيما يقول جعلنا منهم الرسل و الأنبياء و الأئمة فكيف يقرون به في آل إبراهيم ع و ينكرونه في آل محمد ص فمنهم من آمن به و منهم من صد عنه و كفى بجهنم سعيرا إن الذين كفروا بآياتنا سوف نصليهم نارا كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب إن الله كان عزيزا حكيما

 -  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن ع في قول الله تبارك و تعالى أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله قال نحن المحسودون

3-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن محمد الأحول عن حمران بن أعين قال قلت لأبي عبد الله ع قول الله عز و جل فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب فقال النبوة قلت الحكمة قال الفهم و القضاء قلت و آتيناهم ملكا عظيما فقال الطاعة

4-  الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الوشاء عن حماد بن عثمان عن أبي الصباح قال سألت أبا عبد الله ع عن قول الله عز و جل أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فقال يا أبا الصباح نحن و الله الناس المحسودون

5-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن محمد بن أبي عمير عن عمر بن أذينة عن بريد العجلي عن أبي جعفر ع في قول الله تبارك و تعالى فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب و الحكمة و آتيناهم ملكا عظيما قال جعل منهم الرسل و الأنبياء و الأئمة فكيف يقرون في آل إبراهيم ع و ينكرونه في آل محمد ص قال قلت و آتيناهم ملكا عظيما قال الملك العظيم أن جعل فيهم أئمة من أطاعهم أطاع الله و من عصاهم عصى الله فهو الملك العظيم

باب أن الأئمة ع هم العلامات التي ذكرها الله عز و جل في كتابه

1-  الحسين بن محمد الأشعري عن معلى بن محمد عن أبي داود المسترق قال حدثنا داود الجصاص قال سمعت أبا عبد الله ع يقول و علامات و بالنجم هم يهتدون قال النجم رسول الله ص و العلامات هم الأئمة ع

 -  الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الوشاء عن أسباط بن سالم قال سأل الهيثم أبا عبد الله ع و أنا عنده عن قول الله عز و جل و علامات و بالنجم هم يهتدون فقال رسول الله ص النجم و العلامات هم الأئمة ع

3-  الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الوشاء قال سألت الرضا ع عن قول الله تعالى و علامات و بالنجم هم يهتدون قال نحن العلامات و النجم رسول الله ص

باب أن الآيات التي ذكرها الله عز و جل في كتابه هم الأئمة ع

1-  الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن أحمد بن محمد بن عبد الله عن أحمد بن هلال عن أمية بن علي عن داود الرقي قال سألت أبا عبد الله ع عن قول الله تبارك و تعالى و ما تغني الآيات و النذر عن قوم لا يؤمنون قال الآيات هم الأئمة و النذر هم الأنبياء ع

2-  أحمد بن مهران عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني عن موسى بن محمد العجلي عن يونس بن يعقوب رفعه عن أبي جعفر ع في قول الله عز و جل كذبوا بآياتنا كلها يعني الأوصياء كلهم

3-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن أبي عمير أو غيره عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة عن أبي جعفر ع قال قلت له جعلت فداك إن الشيعة يسألونك عن تفسير هذه الآية عم يتساءلون عن النبإ العظيم قال ذلك إلي إن شئت أخبرتهم و إن شئت لم أخبرهم ثم قال لكني أخبرك بتفسيرها قلت عم يتساءلون قال فقال هي في أمير المؤمنين صلوات الله عليه كان أمير المؤمنين صلوات الله عليه يقول ما لله عز و جل آية هي أكبر مني و لا لله من نبإ أعظم مني

 باب ما فرض الله عز و جل و رسوله ص من الكون مع الأئمة ع

1-  الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الوشاء عن أحمد بن عائذ عن ابن أذينة عن بريد بن معاوية العجلي قال سألت أبا جعفر ع عن قول الله عز و جل اتقوا الله و كونوا مع الصادقين قال إيانا عنى

2-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن أبي نصر عن أبي الحسن الرضا ع قال سألته عن قول الله عز و جل يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله و كونوا مع الصادقين قال الصادقون هم الأئمة و الصديقون بطاعتهم

3-  أحمد بن محمد و محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن محمد بن عبد الحميد عن منصور بن يونس عن سعد بن طريف عن أبي جعفر ع قال قال رسول الله ص من أحب أن يحيا حياة تشبه حياة الأنبياء و يموت ميتة تشبه ميتة الشهداء و يسكن الجنان التي غرسها الرحمن فليتول عليا و ليوال وليه و ليقتد بالأئمة من بعده فإنهم عترتي خلقوا من طينتي اللهم ارزقهم فهمي و علمي و ويل للمخالفين لهم من أمتي اللهم لا تنلهم شفاعتي

4-  محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن النضر بن شعيب عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة الثمالي قال سمعت أبا جعفر ع يقول قال رسول الله ص إن الله تبارك و تعالى يقول استكمال حجتي على الأشقياء من أمتك من ترك ولاية علي و والى أعداءه و أنكر فضله و فضل الأوصياء من بعده فإن فضلك فضلهم و طاعتك طاعتهم و حقك حقهم و معصيتك معصيتهم و هم الأئمة الهداة من بعدك جرى فيهم روحك و روحك ما جرى فيك من ربك و هم عترتك من طينتك و لحمك و دمك و قد أجرى الله عز و جل فيهمسنتك و سنة الأنبياء قبلك و هم خزاني على علمي من بعدك حق علي لقد اصطفيتهم و انتجبتهم و أخلصتهم و ارتضيتهم و نجا من أحبهم و والاهم و سلم لفضلهم و لقد أتاني جبرئيل ع بأسمائهم و أسماء آبائهم و أحبائهم و المسلمين لفضلهم

5-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن فضالة بن أيوب عن أبي المغراء عن محمد بن سالم عن أبان بن تغلب قال سمعت أبا عبد الله ع يقول قال رسول الله ص من أراد أن يحيا حياتي و يموت ميتتي و يدخل جنة عدن التي غرسها الله ربي بيده فليتول علي بن أبي طالب و ليتول وليه و ليعاد عدوه و ليسلم للأوصياء من بعده فإنهم عترتي من لحمي و دمي أعطاهم الله فهمي و علمي إلى الله أشكو أمر أمتي المنكرين لفضلهم القاطعين فيهم صلتي و ايم الله ليقتلن ابني لا أنالهم الله شفاعتي

6-  محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن موسى بن سعدان عن عبد الله بن القاسم عن عبد القهار عن جابر الجعفي عن أبي جعفر ع قال قال رسول الله ص من سره أن يحيا حياتي و يموت ميتتي و يدخل الجنة التي وعدنيها ربي و يتمسك بقضيب غرسه ربي بيده فليتول علي بن أبي طالب ع و أوصياءه من بعده فإنهم لا يدخلونكم في باب ضلال و لا يخرجونكم من باب هدى فلا تعلموهم فإنهم أعلم منكم و إني سألت ربي ألا يفرق بينهم و بين الكتاب حتى يردا علي الحوض هكذا و ضم بين إصبعيه و عرضه ما بين صنعاء إلى أيلة فيه قدحان فضة و ذهب عدد النجوم

 -  الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد بن جمهور عن فضالة بن أيوب عن الحسن بن زياد عن الفضيل بن يسار قال قال أبو جعفر ع و إن الروح و الراحة و الفلج و العون و النجاح و البركة و الكرامة و المغفرة و المعافاة و اليسر و البشرى و الرضوان و القرب و النصر و التمكن و الرجاء و المحبة من الله عز و جل لمن تولى عليا و ائتم به و برئ من عدوه و سلم لفضله و للأوصياء من بعده حقا علي أن أدخلهم في شفاعتي و حق على ربي تبارك و تعالى أن يستجيب لي فيهم فإنهم أتباعي و من تبعني فإنه مني

باب أن أهل الذكر الذين أمر الله الخلق بسؤالهم هم الأئمة ع

1-  الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الوشاء عن عبد الله بن عجلان عن أبي جعفر ع في قول الله عز و جل فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون قال رسول الله ص الذكر أنا و الأئمة أهل الذكر و قوله عز و جل و إنه لذكر لك و لقومك و سوف تسئلون قال أبو جعفر ع نحن قومه و نحن المسئولون

2-  الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد بن أورمة عن علي بن حسان عن عمه عبد الرحمن بن كثير قال قلت لأبي عبد الله ع فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون قال الذكر محمد ص و نحن أهله المسئولون قال قلت قوله و إنه لذكر لك و لقومك و سوف تسئلون قال إيانا عنى و نحن أهل الذكر و نحن المسئولون

3-  الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الوشاء قال سألت الرضا ع فقلت له جعلت فداك فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون فقال نحن أهل الذكر و نحن المسئولون قلت فأنتم المسئولون و نحن السائلون قال نعم قلت حقا علينا أن نسألكم قال نعم قلت حقا عليكم أن تجيبونا قال لا ذاك إلينا إن شئنا فعلنا و إن شئنا لم نفعل أ ما تسمع قول الله تبارك و تعالى هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب

4-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن عاصم بن حميد عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع في قول الله عز و جل و إنه لذكر لك و لقومك و سوف تسئلون فرسول الله ص الذكر و أهل بيته ع المسئولون و هم أهل الذكر

5-  أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن حماد عن ربعي عن الفضيل عن أبي عبد الله ع في قول الله تبارك و تعالى و إنه لذكر لك و لقومك و سوف تسئلون قال الذكر القرآن و نحن قومه و نحن المسئولون

6-  محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن محمد بن إسماعيل عن منصور بن يونس عن أبي بكر الحضرمي قال كنت عند أبي جعفر ع و دخل عليه الورد أخو الكميت فقال جعلني الله فداك اخترت لك سبعين مسألة ما تحضرني منها مسألة واحدة قال و لا واحدة يا ورد قال بلى قد حضرني منها واحدة قال و ما هي قال قول الله تبارك و تعالى فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون من هم قال نحن قال قلت علينا أن نسألكم قال نعم قلت عليكم أن تجيبونا قال ذاك إلينا

7-  محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن صفوان بن يحيى عن العلاء بن رزين عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر ع قال إن من عندنا يزعمون أن قول الله عز و جل فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون أنهم اليهود و النصارى قال إذا يدعونكم إلى دينهم قال قال بيده إلى صدره نحن أهل الذكر و نحن المسئولون

 -  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الوشاء عن أبي الحسن الرضا ع قال سمعته يقول قال علي بن الحسين ع على الأئمة من الفرض ما ليس على شيعتهم و على شيعتنا ما ليس علينا أمرهم الله عز و جل أن يسألونا قال فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون فأمرهم أن يسألونا و ليس علينا الجواب إن شئنا أجبنا و إن شئنا أمسكنا

9-  أحمد بن محمد عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال كتبت إلى الرضا ع كتابا فكان في بعض ما كتبت قال الله عز و جل فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون و قال الله عز و جل و ما كان المؤمنون لينفروا كافة فلو لا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين و لينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون فقد فرضت عليهم المسألة و لم يفرض عليكم الجواب قال قال الله تبارك و تعالى فإن لم يستجيبوا لك فاعلم أنما يتبعون أهواءهم و من أضل ممن اتبع هواه

باب أن من وصفه الله تعالى في كتابه بالعلم هم الأئمة ع

1-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن عبد الله بن المغيرة عن عبد المؤمن بن القاسم الأنصاري عن سعد عن جابر عن أبي جعفر ع في قول الله عز و جل هل يستوي الذين يعلمون و الذين لا يعلمون إنما يتذكر أولوا الألباب قال أبو جعفر ع إنما نحن الذين يعلمون و الذين لا يعلمون عدونا و شيعتنا أولو الألباب

2-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن جابر عن أبي جعفر ع في قوله عز و جل هل يستوي الذين يعلمون و الذين لا يعلمون إنما يتذكر أولوا الألباب قال نحن الذين يعلمون و عدونا الذين لا يعلمون و شيعتنا أولو الألباب

 باب أن الراسخين في العلم هم الأئمة ع

1-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن أيوب بن الحر و عمران بن علي عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال نحن الراسخون في العلم و نحن نعلم تأويله

2-  علي بن محمد عن عبد الله بن علي عن إبراهيم بن إسحاق عن عبد الله بن حماد عن بريد بن معاوية عن أحدهما ع في قول الله عز و جل و ما يعلم تأويله إلا الله و الراسخون في العلم فرسول الله ص أفضل الراسخين في العلم قد علمه الله عز و جل جميع ما أنزل عليه من التنزيل و التأويل و ما كان الله لينزل عليه شيئا لم يعلمه تأويله و أوصياؤه من بعده يعلمونه كله و الذين لا يعلمون تأويله إذا قال العالم فيهم بعلم فأجابهم الله بقوله يقولون آمنا به كل من عند ربنا و القرآن خاص و عام و محكم و متشابه و ناسخ و منسوخ فالراسخون في العلم يعلمونه

3-  الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد بن أورمة عن علي بن حسان عن عبد الرحمن بن كثير عن أبي عبد الله ع قال الراسخون في العلم أمير المؤمنين و الأئمة من بعده ع

باب أن الأئمة قد أوتوا العلم و أثبت في صدورهم

1-  أحمد بن مهران عن محمد بن علي عن حماد بن عيسى عن الحسين بن المختار عن أبي بصير قال سمعت أبا جعفر ع يقول في هذه الآية بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم فأومأ بيده إلى صدره

 -  عنه عن محمد بن علي عن ابن محبوب عن عبد العزيز العبدي عن أبي عبد الله ع في قول الله عز و جل بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم قال هم الأئمة ع

3-  و عنه عن محمد بن علي عن عثمان بن عيسى عن سماعة عن أبي بصير قال قال أبو جعفر ع في هذه الآية بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم ثم قال أما و الله يا أبا محمد ما قال بين دفتي المصحف قلت من هم جعلت فداك قال من عسى أن يكونوا غيرنا

4-  محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن يزيد شغر عن هارون بن حمزة عن أبي عبد الله ع قال سمعته يقول بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم قال هم الأئمة ع خاصة

5-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن محمد بن الفضيل قال سألته عن قول الله عز و جل بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم قال هم الأئمة ع خاصة

باب في أن من اصطفاه الله من عباده و أورثهم كتابه هم الأئمة ع

1-  الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد بن جمهور عن حماد بن عيسى عن عبد المؤمن عن سالم قال سألت أبا جعفر ع عن قول الله عز و جل ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه و منهم مقتصد و منهم سابق بالخيرات بإذن الله قال السابق بالخيرات الإمام و المقتصد العارف للإمام و الظالم لنفسه الذي لا يعرف الإمام

2-  الحسين عن معلى عن الوشاء عن عبد الكريم عن سليمان بن خالد عن أبي عبد الله ع قال سألته عن قوله تعالى ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فقال أي شي‏ء تقولون أنتم قلت نقول إنها في الفاطميين قال ليس حيث تذهب ليس يدخل في هذا من أشار بسيفه و دعا الناس إلى خلاف فقلت فأي شي‏ء الظالم لنفسه قال الجالس في بيته لا يعرف حق الإمام و المقتصد العارف بحق الإمام و السابق بالخيرات الإمام

3-  الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الحسن عن أحمد بن عمر قال سألت أبا الحسن الرضا ع عن قول الله عز و جل ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا الآية قال فقال ولد فاطمة ع و السابق بالخيرات الإمام و المقتصد العارف بالإمام و الظالم لنفسه الذي لا يعرف الإمام

4-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن أبي ولاد قال سألت أبا عبد الله ع عن قول الله عز و جل الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته أولئك يؤمنون به قال هم الأئمة ع

باب أن الأئمة في كتاب الله إمامان إمام يدعو إلى الله و إمام يدعو إلى النار

1-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسن بن محبوب عن عبد الله بن غالب عن جابر عن أبي جعفر ع قال قال لما نزلت هذه الآية يوم ندعوا كل أناس بإمامهم قال المسلمون يا رسول الله أ لست إمام الناس كلهم أجمعين قال فقال رسول الله ص أنا رسول الله إلى الناس أجمعين و لكن سيكون من بعدي أئمة على الناس من الله من أهل بيتي يقومون في الناس فيكذبون و يظلمهم أئمة الكفر و الضلال و أشياعهم فمن والاهم و اتبعهم و صدقهم فهو مني و معي و سيلقاني ألا و من ظلمهم و كذبهم فليس مني و لا معي و أنا منه بري‏ء

 -  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد و محمد بن الحسين عن محمد بن يحيى عن طلحة بن زيد عن أبي عبد الله ع قال قال إن الأئمة في كتاب الله عز و جل إمامان قال الله تبارك و تعالى و جعلناهم أئمة يهدون بأمرنا لا بأمر الناس يقدمون أمر الله قبل أمرهم و حكم الله قبل حكمهم قال و جعلناهم أئمة يدعون إلى النار يقدمون أمرهم قبل أمر الله و حكمهم قبل حكم الله و يأخذون بأهوائهم خلاف ما في كتاب الله عز و جل

باب أن القرآن يهدي للإمام

1-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب قال سألت أبا الحسن الرضا ع عن قوله عز و جل و لكل جعلنا موالي مما ترك الوالدان و الأقربون و الذين عقدت أيمانكم قال إنما عنى بذلك الأئمة ع بهم عقد الله عز و جل أيمانكم

2-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن إبراهيم بن عبد الحميد عن موسى بن أكيل النميري عن العلاء بن سيابة عن أبي عبد الله ع في قوله تعالى إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم قال يهدي إلى الإمام

 باب أن النعمة التي ذكرها الله عز و جل في كتابه الأئمة ع

1-  الحسين بن محمد عن المعلى بن محمد عن بسطام بن مرة عن إسحاق بن حسان عن الهيثم بن واقد عن علي بن الحسين العبدي عن سعد الإسكاف عن الأصبغ بن نباتة قال قال أمير المؤمنين ع ما بال أقوام غيروا سنة رسول الله ص و عدلوا عن وصيه لا يتخوفون أن ينزل بهم العذاب ثم تلا هذه الآية أ لم تر إلى الذين بدلوا نعمت الله كفرا و أحلوا قومهم دار البوار جهنم ثم قال نحن النعمة التي أنعم الله بها على عباده و بنا يفوز من فاز يوم القيامة

2-  الحسين بن محمد عن معلى بن محمد رفعه في قول الله عز و جل فبأي آلاء ربكما تكذبان أ بالنبي أم بالوصي تكذبان نزلت في الرحمن

3-  الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد بن جمهور عن عبد الله بن عبد الرحمن عن الهيثم بن واقد عن أبي يوسف البزاز قال تلا أبو عبد الله ع هذه الآية فاذكروا آلاء الله قال أ تدري ما آلاء الله قلت لا قال هي أعظم نعم الله على خلقه و هي ولايتنا

4-  الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد بن أورمة عن علي بن حسان عن عبد الرحمن بن كثير قال سألت أبا عبد الله ع عن قول الله عز و جل أ لم تر إلى الذين بدلوا نعمت الله كفرا الآية قال عنى بها قريشا قاطبة الذين عادوا رسول الله ص و نصبوا له الحرب و جحدوا وصية وصيه

 باب أن المتوسمين الذين ذكرهم الله تعالى في كتابه هم الأئمة ع و السبيل فيهم مقيم

1-  أحمد بن مهران عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني عن ابن أبي عمير قال أخبرني أسباط بياع الزطي قال كنت عند أبي عبد الله ع فسأله رجل عن قول الله عز و جل إن في ذلك لآيات للمتوسمين و إنها لبسبيل مقيم قال فقال نحن المتوسمون و السبيل فينا مقيم

2-  محمد بن يحيى عن سلمة بن الخطاب عن يحيى بن إبراهيم قال حدثني أسباط بن سالم قال كنت عند أبي عبد الله ع فدخل عليه رجل من أهل هيت فقال له أصلحك الله ما تقول في قول الله عز و جل إن في ذلك لآيات للمتوسمين قال نحن المتوسمون و السبيل فينا مقيم

3-  محمد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان عن حماد بن عيسى عن ربعي بن عبد الله عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر ع في قول الله عز و جل إن في ذلك لآيات للمتوسمين قال هم الأئمة ع قال رسول الله ص اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله عز و جل في قول الله تعالى إن في ذلك لآيات للمتوسمين

4-  محمد بن يحيى عن الحسن بن علي الكوفي عن عبيس بن هشام عن عبد الله بن سليمان عن أبي عبد الله ع في قول الله عز و جل إن في ذلك لآيات للمتوسمين فقال هم الأئمة ع و إنها لبسبيل مقيم قال لا يخرج منا أبدا

5-  محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن محمد بن أسلم عن إبراهيم بن أيوب عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر ع قال قال أمير المؤمنين ع في قوله تعالى إن في ذلك لآيات للمتوسمين قال كان رسول الله ص المتوسم و أنا من بعده و الأئمة من ذريتي المتوسمون

 و في نسخة أخرى عن أحمد بن مهران عن محمد بن علي عن محمد بن أسلم عن إبراهيم بن أيوب بإسناده مثله

باب عرض الأعمال على النبي ص و الأئمة ع

1-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن القاسم بن محمد عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال تعرض الأعمال على رسول الله ص أعمال العباد كل صباح أبرارها و فجارها فاحذروها و هو قول الله تعالى اعملوا فسيرى الله عملكم و رسوله و سكت

2-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن عبد الحميد الطائي عن يعقوب بن شعيب قال سألت أبا عبد الله ع عن قول الله عز و جل اعملوا فسيرى الله عملكم و رسوله و المؤمنون قال هم الأئمة

3-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن عثمان بن عيسى عن سماعة عن أبي عبد الله ع قال سمعته يقول ما لكم تسوءون رسول الله ص فقال رجل كيف نسوؤه فقال أ ما تعلمون أن أعمالكم تعرض عليه فإذا رأى فيها معصية ساءه ذلك فلا تسوءوا رسول الله و سروه

4-  علي عن أبيه عن القاسم بن محمد عن الزيات عن عبد الله بن أبان الزيات و كان مكينا عند الرضا ع قال قلت للرضا ع ادع الله لي و لأهل بيتي فقال أ و لست أفعل و الله إن أعمالكم لتعرض علي في كل يوم و ليلة قال فاستعظمت ذلك فقال لي أ ما تقرأ كتاب الله عز و جل و قل اعملوا فسيرى الله عملكم و رسوله و المؤمنون قال هو و الله علي بن أبي طالب ع

5-  أحمد بن مهران عن محمد بن علي عن أبي عبد الله الصامت عن يحيى بن مساور عن أبي جعفر ع أنه ذكر هذه الآية فسيرى الله عملكم و رسوله و المؤمنون قال هو و الله علي بن أبي طالب ع

6-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الوشاء قال سمعت الرضا ع يقول إن الأعمال تعرض على رسول الله ص أبرارها و فجارها

باب أن الطريقة التي حث على الاستقامة عليها ولاية علي ع

1-  أحمد بن مهران عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني عن موسى بن محمد عن يونس بن يعقوب عمن ذكره عن أبي جعفر ع في قوله تعالى و أن لو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا قال يعني لو استقاموا على ولاية علي بن أبي طالب أمير المؤمنين و الأوصياء من ولده ع و قبلوا طاعتهم في أمرهم و نهيهم لأسقيناهم ماء غدقا يقول لأشربنا قلوبهم الإيمان و الطريقة هي الإيمان بولاية علي و الأوصياء

2-  الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد بن جمهور عن فضالة بن أيوب عن الحسين بن عثمان عن أبي أيوب عن محمد بن مسلم قال سألت أبا عبد الله ع عن قول الله عز و جل الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فقال أبو عبد الله ع استقاموا على الأئمة واحد بعد واحد تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا و لا تحزنوا و أبشروا بالجنة التي كنتم توعدون

 باب أن الأئمة ع معدن العلم و شجرة النبوة و مختلف الملائكة

1-  أحمد بن مهران عن محمد بن علي عن غير واحد عن حماد بن عيسى عن ربعي بن عبد الله عن أبي الجارود قال قال علي بن الحسين ع ما ينقم الناس منا فنحن و الله شجرة النبوة و بيت الرحمة و معدن العلم و مختلف الملائكة

2-  محمد بن يحيى عن عبد الله بن محمد بن عيسى عن أبيه عن عبد الله بن المغيرة عن إسماعيل بن أبي زياد عن جعفر بن محمد عن أبيه ع قال قال أمير المؤمنين ع إنا أهل البيت شجرة النبوة و موضع الرسالة و مختلف الملائكة و بيت الرحمة و معدن العلم

3-  أحمد بن محمد عن محمد بن الحسين عن عبد الله بن محمد عن الخشاب قال حدثنا بعض أصحابنا عن خيثمة قال قال لي أبو عبد الله ع يا خيثمة نحن شجرة النبوة و بيت الرحمة و مفاتيح الحكمة و معدن العلم و موضع الرسالة و مختلف الملائكة و موضع سر الله و نحن وديعة الله في عباده و نحن حرم الله الأكبر و نحن ذمة الله و نحن عهد الله فمن وفى بعهدنا فقد وفى بعهد الله و من خفرها فقد خفر ذمة الله و عهده

باب أن الأئمة ع ورثة العلم يرث بعضهم بعضا العلم

1-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن بريد بن معاوية عن محمد بن مسلم عن أبي عبد الله ع قال إن عليا ع كان عالما و العلم يتوارث و لن يهلك عالم إلا بقي من بعده من يعلم علمه أو ما شاء الله

2-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسى عن حريز عن زرارة و الفضيل عن أبي جعفر ع قال إن العلم الذي نزل مع آدم ع لم يرفع و العلم يتوارث و كان علي ع عالم هذه الأمة و إنه لم يهلك منا عالم قط إلا خلفه من أهله من علم مثل علمه أو ما شاء الله

3-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن البرقي عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن عبد الحميد الطائي عن محمد بن مسلم قال قال أبو جعفر ع إن العلم يتوارث و لا يموت عالم إلا و ترك من يعلم مثل علمه أو ما شاء الله

4-  أبو علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان عن موسى بن بكر عن الفضيل بن يسار قال سمعت أبا عبد الله ع يقول إن في علي ع سنة ألف نبي من الأنبياء و إن العلم الذي نزل مع آدم ع لم يرفع و ما مات عالم فذهب علمه و العلم يتوارث

5-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن فضالة بن أيوب عن عمر بن أبان قال سمعت أبا جعفر ع يقول إن العلم الذي نزل مع آدم ع لم يرفع و ما مات عالم فذهب علمه

6-  محمد عن أحمد عن علي بن النعمان رفعه عن أبي جعفر ع قال قال أبو جعفر ع يمصون الثماد و يدعون النهر العظيم قيل له و ما النهر العظيم قال رسول الله ص و العلم الذي أعطاه الله إن الله عز و جل جمع لمحمد ص سنن النبيين من آدم و هلم جرا إلى محمد ص قيل له و ما تلك السنن قال علم النبيين بأسره و إن رسول الله ص صير ذلك كله عند أمير المؤمنين ع فقال له رجل يا ابن رسول الله فأمير المؤمنين أعلم أم بعض النبيين فقال أبو جعفر ع اسمعوا ما يقول إن الله يفتح مسامع من يشاء إني حدثته أن الله جمع لمحمد ص علم النبيين و أنه جمع ذلك كله عند أمير المؤمنين ع و هو يسألني أ هو أعلم أم بعض النبيين

7-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن البرقي عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن عبد الحميد الطائي عن محمد بن مسلم قال قال أبو جعفر ع إن العلم يتوارث فلا يموت عالم إلا ترك من يعلم مثل علمه أو ما شاء الله

8-  علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن الحارث بن المغيرة قال سمعت أبا عبد الله ع يقول إن العلم الذي نزل مع آدم ع لم يرفع و ما مات عالم إلا و قد ورث علمه إن الأرض لا تبقى بغير عالم

باب أن الأئمة ورثوا علم النبي و جميع الأنبياء و الأوصياء الذين من قبلهم

1-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن عبد العزيز بن المهتدي عن عبد الله بن جندب أنه كتب إليه الرضا ع أما بعد فإن محمدا ص كان أمين الله في خلقه فلما قبض ص كنا أهل البيت ورثته فنحن أمناء الله في أرضه عندنا علم البلايا و المنايا و أنساب العرب و مولد الإسلام و إنا لنعرف الرجل إذا رأيناه بحقيقة الإيمان و حقيقة النفاق و إن شيعتنا لمكتوبون بأسمائهم و أسماء آبائهم أخذ الله علينا و عليهم الميثاق يردون موردنا و يدخلون مدخلنا ليس على ملة الإسلام غيرنا و غيرهم نحن النجباء النجاة و نحن أفراط الأنبياء و نحن أبناء الأوصياء و نحن المخصوصون في كتاب الله عز و جل و نحن أولى الناس بكتاب الله و نحن أولى الناس برسول الله ص و نحن الذين شرع الله لنا دينه فقال في كتابه شرع لكم يا آل محمد من الدين ما وصى به نوحا قد وصانا بما وصى به نوحا و الذي أوحينا إليك يا محمد و ما وصينا به إبراهيم و موسى و عيسى فقد علمنا و بلغنا علم ما علمنا و استودعنا علمهم نحن ورثة أولي العزم من الرسل أن أقيموا الدين يا آل محمد و لا تتفرقوا فيه و كونوا على جماعة كبر على المشركين من أشرك بولاية علي ما تدعوهم إليه من ولاية علي إن الله يا محمد يهدي إليه من ينيب من يجيبك إلى ولاية علي ع

2-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن عبد الرحمن بن كثير عن أبي جعفر ع قال قال رسول الله ص إن أول وصي كان على وجه الأرض هبة الله بن آدم و ما من نبي مضى إلا و له وصي و كان جميع الأنبياء مائة ألف نبي و عشرين ألف نبي منهم خمسة أولو العزم نوح و إبراهيم و موسى و عيسى و محمد ع و إن علي بن أبي طالب كان هبة الله لمحمد و ورث علم الأوصياء و علم من كان قبله أما إن محمدا ورث علم من كان قبله من الأنبياء و المرسلين على قائمة العرش مكتوب حمزة أسد الله و أسد رسوله و سيد الشهداء و في ذؤابة العرش علي أمير المؤمنين فهذه حجتنا على من أنكر حقنا و جحد ميراثنا و ما منعنا من الكلام و أمامنا اليقين فأي حجة تكون أبلغ من هذا

3-  محمد بن يحيى عن سلمة بن الخطاب عن عبد الله بن محمد عن عبد الله بن القاسم عن زرعة بن محمد عن المفضل بن عمر قال قال أبو عبد الله ع إن سليمان ورث داود و إن محمدا ورث سليمان و إنا ورثنا محمدا و إن عندنا علم التوراة و الإنجيل و الزبور و تبيان ما في الألواح قال قلت إن هذا لهو العلم قال ليس هذا هو العلم إن العلم الذي يحدث يوما بعد يوم و ساعة بعد ساعة

4-  أحمد بن إدريس عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان بن يحيى عن شعيب الحداد عن ضريس الكناسي قال كنت عند أبي عبد الله ع و عنده أبو بصير فقال أبو عبد الله ع إن داود ورث علم الأنبياء و إن سليمان ورث داود و إن محمدا ص ورث سليمان و إنا ورثنا محمدا ص و إن عندنا صحف إبراهيم و ألواح موسى فقال أبو بصير إن هذا لهو العلم فقال يا أبا محمد ليس هذا هو العلم إنما العلم ما يحدث بالليل و النهار يوما بيوم و ساعة بساعة

5-  محمد بن يحيى عن محمد بن عبد الجبار عن محمد بن إسماعيل عن علي بن النعمان عن ابن مسكان عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال قال لي يا أبا محمد إن الله عز و جل لم يعط الأنبياء شيئا إلا و قد أعطاه محمدا ص قال و قد أعطى محمدا جميع ما أعطى الأنبياء و عندنا الصحف التي قال الله عز و جل صحف إبراهيم و موسى قلت جعلت فداك هي الألواح قال نعم

6-  محمد عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله ع أنه سأله عن قول الله عز و جل و لقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر ما الزبور و ما الذكر قال الذكر عند الله و الزبور الذي أنزل على داود و كل كتاب نزل فهو عند أهل العلم و نحن هم

7-  محمد بن يحيى عن أحمد بن أبي زاهر أو غيره عن محمد بن حماد عن أخيه أحمد بن حماد عن إبراهيم عن أبيه عن أبي الحسن الأول ع قال قلت له جعلت فداك أخبرني عن النبي ص ورث النبيين كلهم قال نعم قلت من لدن آدم حتى انتهى إلى نفسه قال ما بعث الله نبيا إلا و محمد ص أعلم منه قال قلت إن عيسى ابن مريم كان يحيي الموتى بإذن الله قال صدقت و سليمان بن داود كان يفهم منطق الطير و كان رسول الله ص يقدر على هذه المنازل قال فقال إن سليمان بن داود قال للهدهد حين فقده و شك في أمره فقال ما لي لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين حين فقده فغضب عليه فقال لأعذبنه عذابا شديدا أو لأذبحنه أو ليأتيني بسلطان مبين و إنما غضب لأنه كان يدله على الماء فهذا و هو طائر قد أعطي ما لم يعط سليمان و قد كانت الريح و النمل و الإنس و الجن و الشياطين و المردة له طائعين و لم يكن يعرف الماء تحت الهواء و كان الطير يعرفه و إن الله يقول في كتابه و لو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى و قد ورثنا نحن هذا القرآن الذي فيه ما تسير به الجبال و تقطع به البلدان و تحيا به الموتى و نحن نعرف الماء تحت الهواء و إن في كتاب الله لآيات ما يراد بها أمر إلا أن يأذن الله به مع ما قد يأذن الله مما كتبه الماضون جعله الله لنا في أم الكتاب إن الله يقول و ما من غائبة في السماء و الأرض إلا في كتاب مبين ثم قال ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فنحن الذين اصطفانا الله عز و جل و أورثنا هذا الذي فيه تبيان كل شي‏ء

 باب أن الأئمة ع عندهم جميع الكتب التي نزلت من عند الله عز و جل و أنهم يعرفونها على اختلاف ألسنتها

1-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن الحسن بن إبراهيم عن يونس عن هشام بن الحكم في حديث بريه أنه لما جاء معه إلى أبي عبد الله ع فلقي أبا الحسن موسى بن جعفر ع فحكى له هشام الحكاية فلما فرغ قال أبو الحسن ع لبريه يا بريه كيف علمك بكتابك قال أنا به عالم ثم قال كيف ثقتك بتأويله قال ما أوثقني بعلمي فيه قال فابتدأ أبو الحسن ع يقرأ الإنجيل فقال بريه إياك كنت أطلب منذ خمسين سنة أو مثلك قال فآمن بريه و حسن إيمانه و آمنت المرأة التي كانت معه فدخل هشام و بريه و المرأة على أبي عبد الله ع فحكى له هشام الكلام الذي جرى بين أبي الحسن موسى ع و بين بريه فقال أبو عبد الله ع ذرية بعضها من بعض و الله سميع عليم فقال بريه أنى لكم التوراة و الإنجيل و كتب الأنبياء قال هي عندنا وراثة من عندهم نقرؤها كما قرءوها و نقولها كما قالوا إن الله لا يجعل حجة في أرضه يسأل عن شي‏ء فيقول لا أدري

2-  علي بن محمد و محمد بن الحسن عن سهل بن زياد عن بكر بن صالح عن محمد بن سنان عن مفضل بن عمر قال أتينا باب أبي عبد الله ع و نحن نريد الإذن عليه فسمعناه يتكلم بكلام ليس بالعربية فتوهمنا أنه بالسريانية ثم بكى فبكينا لبكائه ثم خرج إلينا الغلام فأذن لنا فدخلنا عليه فقلت أصلحك الله أتيناك نريد الإذن عليك فسمعناك تتكلم بكلام ليس بالعربية فتوهمنا أنه بالسريانية ثم بكيت فبكينا لبكاءك قال نعم ذكرت إلياس النبي و كان من عباد أنبياء بني إسرائيل فقلت كما كان يقول في سجوده ثم اندفع فيه بالسريانية فلا و الله ما رأينا قسا و لا جاثليقا أفصح لهجة منه به ثم فسره لنا بالعربية فقال كان يقول في سجوده أ تراك معذبي و قد أظمأت لك هواجري أ تراك معذبي و قد عفرت لك في التراب وجهي أ تراك معذبي و قد اجتنبت لك المعاصي أ تراك معذبي و قد أسهرت لك ليلي قال فأوحى الله إليه أن ارفع رأسك فإني غير معذبك قال فقال إن قلت لا أعذبك ثم عذبتني ما ذا أ لست عبدك و أنت ربي قال فأوحى الله إليه أن ارفع رأسك فإني غير معذبك إني إذا وعدت وعدا وفيت به

باب أنه لم يجمع القرآن كله إلا الأئمة ع و أنهم يعلمون علمه كله

1-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن عمرو بن أبي المقدام عن جابر قال سمعت أبا جعفر ع يقول ما ادعى أحد من الناس أنه جمع القرآن كله كما أنزل إلا كذاب و ما جمعه و حفظه كما نزله الله تعالى إلا علي بن أبي طالب ع و الأئمة من بعده ع

2-  محمد بن الحسين عن محمد بن الحسن عن محمد بن سنان عن عمار بن مروان عن المنخل عن جابر عن أبي جعفر ع أنه قال ما يستطيع أحد أن يدعي أن عنده جميع القرآن كله ظاهره و باطنه غير الأوصياء

 -  علي بن محمد و محمد بن الحسن عن سهل بن زياد عن القاسم بن الربيع عن عبيد بن عبد الله بن أبي هاشم الصيرفي عن عمرو بن مصعب عن سلمة بن محرز قال سمعت أبا جعفر ع يقول إن من علم ما أوتينا تفسير القرآن و أحكامه و علم تغيير الزمان و حدثانه إذا أراد الله بقوم خيرا أسمعهم و لو أسمع من لم يسمع لولى معرضا كأن لم يسمع ثم أمسك هنيئة ثم قال و لو وجدنا أوعية أو مستراحا لقلنا و الله المستعان

4-  محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن محمد بن عيسى عن أبي عبد الله المؤمن عن عبد الأعلى مولى آل سام قال سمعت أبا عبد الله ع يقول و الله إني لأعلم كتاب الله من أوله إلى آخره كأنه في كفي فيه خبر السماء و خبر الأرض و خبر ما كان و خبر ما هو كائن قال الله عز و جل فيه تبيان كل شي‏ء

5-  محمد بن يحيى عن أحمد بن أبي زاهر عن الخشاب عن علي بن حسان عن عبد الرحمن بن كثير عن أبي عبد الله ع قال قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك قال ففرج أبو عبد الله ع بين أصابعه فوضعها في صدره ثم قال و عندنا و الله علم الكتاب كله

6-  علي بن إبراهيم عن أبيه و محمد بن يحيى عن محمد بن الحسن عمن ذكره جميعا عن ابن أبي عمير عن ابن أذينة عن بريد بن معاوية قال قلت لأبي جعفر ع قل كفى بالله شهيدا بيني و بينكم و من عنده علم الكتاب قال إيانا عنى و علي أولنا و أفضلنا و خيرنا بعد النبي ع

 باب ما أعطي الأئمة ع من اسم الله الأعظم

1-  محمد بن يحيى و غيره عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن محمد بن الفضيل قال أخبرني شريس الوابشي عن جابر عن أبي جعفر ع قال إن اسم الله الأعظم على ثلاثة و سبعين حرفا و إنما كان عند آصف منها حرف واحد فتكلم به فخسف بالأرض ما بينه و بين سرير بلقيس حتى تناول السرير بيده ثم عادت الأرض كما كانت أسرع من طرفة عين و نحن عندنا من الاسم الأعظم اثنان و سبعون حرفا و حرف واحد عند الله تعالى استأثر به في علم الغيب عنده و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم

2-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد و محمد بن خالد عن زكريا بن عمران القمي عن هارون بن الجهم عن رجل من أصحاب أبي عبد الله ع لم أحفظ اسمه قال سمعت أبا عبد الله ع يقول إن عيسى ابن مريم ع أعطي حرفين كان يعمل بهما و أعطي موسى أربعة أحرف و أعطي إبراهيم ثمانية أحرف و أعطي نوح خمسة عشر حرفا و أعطي آدم خمسة و عشرين حرفا و إن الله تعالى جمع ذلك كله لمحمد ص و إن اسم الله الأعظم ثلاثة و سبعون حرفا أعطي محمد ص اثنين و سبعين حرفا و حجب عنه حرف واحد

3-  الحسين بن محمد الأشعري عن معلى بن محمد عن أحمد بن محمد بن عبد الله عن علي بن محمد النوفلي عن أبي الحسن صاحب العسكر ع قال سمعته يقول اسم الله الأعظم ثلاثة و سبعون حرفا كان عند آصف حرف فتكلم به فانخرقت له الأرض فيما بينه و بين سبإ فتناول عرش بلقيس حتى صيره إلى سليمان ثم انبسطت الأرض في أقل من طرفة عين و عندنا منه اثنان و سبعون حرفا و حرف عند الله مستأثر به في علم الغيب

 باب ما عند الأئمة من آيات الأنبياء ع

1-  محمد بن يحيى عن سلمة بن الخطاب عن عبد الله بن محمد عن منيع بن الحجاج البصري عن مجاشع عن معلى عن محمد بن الفيض عن أبي جعفر ع قال كانت عصا موسى لآدم ع فصارت إلى شعيب ثم صارت إلى موسى بن عمران و إنها لعندنا و إن عهدي بها آنفا و هي خضراء كهيئتها حين انتزعت من شجرتها و إنها لتنطق إذا استنطقت أعدت لقائمنا ع يصنع بها ما كان يصنع موسى و إنها لتروع و تلقف ما يأفكون و تصنع ما تؤمر به إنها حيث أقبلت تلقف ما يأفكون يفتح لها شعبتان إحداهما في الأرض و الأخرى في السقف و بينهما أربعون ذراعا تلقف ما يأفكون بلسانها

2-  أحمد بن إدريس عن عمران بن موسى عن موسى بن جعفر البغدادي عن علي بن أسباط عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة الثمالي عن أبي عبد الله ع قال سمعته يقول ألواح موسى ع عندنا و عصا موسى عندنا و نحن ورثة النبيين

3-  محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن موسى بن سعدان عن عبد الله بن القاسم عن أبي سعيد الخراساني عن أبي عبد الله ع قال قال أبو جعفر ع إن القائم إذا قام بمكة و أراد أن يتوجه إلى الكوفة نادى مناديه ألا لا يحمل أحد منكم طعاما و لا شرابا و يحمل حجر موسى بن عمران و هو وقر بعير فلا ينزل منزلا إلا انبعث عين منه فمن كان جائعا شبع و من كان ظامئا روي فهو زادهم حتى ينزلوا النجف من ظهر الكوفة

4-  محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن موسى بن سعدان عن أبي الحسن الأسدي عن أبي بصير عن أبي جعفر ع قال خرج أمير المؤمنين ع ذات ليلة بعد عتمة و هو يقول همهمة همهمة و ليلة مظلمة خرج عليكم الإمام عليه قميص آدم و في يده خاتم سليمان و عصا موسى ع

5-  محمد عن محمد بن الحسين عن محمد بن إسماعيل عن أبي إسماعيل السراج عن بشر بن جعفر عن مفضل بن عمر عن أبي عبد الله ع قال سمعته يقول أ تدري ما كان قميص يوسف ع قال قلت لا قال إن إبراهيم ع لما أوقدت له النار أتاه جبرئيل ع بثوب من ثياب الجنة فألبسه إياه فلم يضره معه حر و لا برد فلما حضر إبراهيم الموت جعله في تميمة و علقه على إسحاق و علقه إسحاق على يعقوب فلما ولد يوسف ع علقه عليه فكان في عضده حتى كان من أمره ما كان فلما أخرجه يوسف بمصر من التميمة وجد يعقوب ريحه و هو قوله إني لأجد ريح يوسف لو لا أن تفندون فهو ذلك القميص الذي أنزله الله من الجنة قلت جعلت فداك فإلى من صار ذلك القميص قال إلى أهله ثم قال كل نبي ورث علما أو غيره فقد انتهى إلى آل محمد ص

باب ما عند الأئمة من سلاح رسول الله ص و متاعه

1-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن عيسى عن علي بن الحكم عن معاوية بن وهب عن سعيد السمان قال كنت عند أبي عبد الله ع إذ دخل عليه رجلان من الزيدية فقالا له أ فيكم إمام مفترض الطاعة قال فقال لا قال فقالا له قد أخبرنا عنك الثقات أنك تفتي و تقر و تقول به و نسميهم لك فلان و فلان و هم أصحاب ورع و تشمير و هم ممن لا يكذب فغضب أبو عبد الله ع فقال ما أمرتهم بهذا فلما رأيا الغضب في وجهه خرجا فقال لي أ تعرف هذين قلت نعم هما من أهل سوقنا و هما من الزيدية و هما يزعمان أن سيف رسول الله ص عند عبد الله بن الحسن فقال كذبا لعنهما الله و الله ما رآه عبد الله بن الحسن بعينيه و لا بواحدة من عينيه و لا رآه أبوه اللهم إلا أن يكون رآه عند علي بن الحسين فإن كانا صادقين فما علامة في مقبضه و ما أثر في موضع مضربه و إن عندي لسيف رسول الله ص و إن عندي لراية رسول الله ص و درعه و لامته و مغفره فإن كانا صادقين فما علامة في درع رسول الله ص و إن عندي لراية رسول الله ص المغلبة و إن عندي ألواح موسى و عصاه و إن عندي لخاتم سليمان بن داود و إن عندي الطست الذي كان موسى يقرب به القربان و إن عندي الاسم الذي كان رسول الله ص إذا وضعه بين المسلمين و المشركين لم يصل من المشركين إلى المسلمين نشابة و إن عندي لمثل الذي جاءت به الملائكة و مثل السلاح فينا كمثل التابوت في بني إسرائيل كانت بنو إسرائيل في أي أهل بيت وجد التابوت على أبوابهم أوتوا النبوة و من صار إليه السلاح منا أوتي الإمامة و لقد لبس أبي درع رسول الله ص فخطت على الأرض خطيطا و لبستها أنا فكانت و كانت و قائمنا من إذا لبسها ملأها إن شاء الله

 -  الحسين بن محمد الأشعري عن معلى بن محمد عن الحسن بن علي الوشاء عن حماد بن عثمان عن عبد الأعلى بن أعين قال سمعت أبا عبد الله ع يقول عندي سلاح رسول الله ص لا أنازع فيه ثم قال إن السلاح مدفوع عنه لو وضع عند شر خلق الله لكان خيرهم ثم قال إن هذا الأمر يصير إلى من يلوى له الحنك فإذا كانت من الله فيه المشيئة خرج فيقول الناس ما هذا الذي كان و يضع الله له يدا على رأس رعيته

 -  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن ابن مسكان عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال قال ترك رسول الله ص في المتاع سيفا و درعا و عنزة و رحلا و بغلته الشهباء فورث ذلك كله علي بن أبي طالب ع

4-  الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الوشاء عن أبان بن عثمان عن فضيل بن يسار عن أبي عبد الله ع قال لبس أبي درع رسول الله ص ذات الفضول فخطت و لبستها أنا ففضلت

5-  أحمد بن محمد و محمد بن يحيى عن محمد بن الحسن عن محمد بن عيسى عن أحمد بن أبي عبد الله عن أبي الحسن الرضا ع قال سألته عن ذي الفقار سيف رسول الله ص من أين هو قال هبط به جبرئيل ع من السماء و كانت حليته من فضة و هو عندي

6-  علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس بن عبد الرحمن عن محمد بن حكيم عن أبي إبراهيم ع قال السلاح موضوع عندنا مدفوع عنه لو وضع عند شر خلق الله كان خيرهم لقد حدثني أبي أنه حيث بنى بالثقفية و كان قد شق له في الجدار فنجد البيت فلما كانت صبيحة عرسه رمى ببصره فرأى حذوه خمسة عشر مسمارا ففزع لذلك و قال لها تحولي فإني أريد أن أدعو موالي في حاجة فكشطه فما منها مسمار إلا وجده مصرفا طرفه عن السيف و ما وصل إليه منها شي‏ء

7-  محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن صفوان بن يحيى عن ابن مسكان عن حجر عن حمران عن أبي جعفر ع قال سألته عما يتحدث الناس أنه دفعت إلى أم سلمة صحيفة مختومة فقال إن رسول الله ص لما قبض ورث علي ع علمه و سلاحه و ما هناك ثم صار إلى الحسن ثم صار إلى الحسين ع فلما خشينا أن نغشى استودعها أم سلمة ثم قبضها بعد ذلك علي بن الحسين ع قال فقلت نعم ثم صار إلى أبيك ثم انتهى إليك و صار بعد ذلك إليك قال نعم

8-  محمد عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن فضالة عن عمر بن أبان قال سألت أبا عبد الله ع عما يتحدث الناس أنه دفع إلى أم سلمة صحيفة مختومة فقال إن رسول الله ص لما قبض ورث علي ع علمه و سلاحه و ما هناك ثم صار إلى الحسن ثم صار إلى الحسين ع قال قلت ثم صار إلى علي بن الحسين ثم صار إلى ابنه ثم انتهى إليك فقال نعم

9-  محمد بن الحسين و علي بن محمد عن سهل بن زياد عن محمد بن الوليد شباب الصيرفي عن أبان بن عثمان عن أبي عبد الله ع قال لما حضرت رسول الله ص الوفاة دعا العباس بن عبد المطلب و أمير المؤمنين ع فقال للعباس يا عم محمد تأخذ تراث محمد و تقضي دينه و تنجز عداته فرد عليه فقال يا رسول الله بأبي أنت و أمي إني شيخ كثير العيال قليل المال من يطيقك و أنت تباري الريح قال فأطرق ص هنيئة ثم قال يا عباس أ تأخذ تراث محمد و تنجز عداته و تقضي دينه فقال بأبي أنت و أمي شيخ كثير العيال قليل المال و أنت تباري الريح قال أما إني سأعطيها من يأخذها بحقها ثم قال يا علي يا أخا محمد أ تنجز عدات محمد و تقضي دينه و تقبض تراثه فقال نعم بأبي أنت و أمي ذاك علي و لي قال فنظرت إليه حتى نزع خاتمه من إصبعه فقال تختم بهذا في حياتي قال فنظرت إلى الخاتم حين وضعته في إصبعي فتمنيت من جميع ما ترك الخاتم ثم صاح يا بلال علي بالمغفر و الدرع و الراية و القميص و ذي الفقار و السحاب و البرد و الأبرقة و القضيب قال فو الله ما رأيتها غير ساعتي تلك يعني الأبرقة فجي‏ء بشقة كادت تخطف الأبصار فإذا هي من أبرق الجنة فقال يا علي إن جبرئيل أتاني بها و قال يا محمد اجعلها في حلقة الدرع و استذفر بها مكان المنطقة ثم دعا بزوجي نعال عربيين جميعا أحدهما مخصوف و الآخر غير مخصوف و القميصين القميص الذي أسري به فيه و القميص الذي خرج فيه يوم أحد و القلانس الثلاث قلنسوة السفر و قلنسوة العيدين و الجمع و قلنسوة كان يلبسها و يقعد مع أصحابه ثم قال يا بلال علي بالبغلتين الشهباء و الدلدل و الناقتين العضباء و القصواء و الفرسين الجناح كانت توقف بباب المسجد لحوائج رسول الله ص يبعث الرجل في حاجته فيركبه فيركضه في حاجة رسول الله ص و حيزوم و هو الذي كان يقول أقدم حيزوم و الحمار عفير فقال اقبضها في حياتي فذكر أمير المؤمنين ع أن أول شي‏ء من الدواب توفي عفير ساعة قبض رسول الله ص قطع خطامه ثم مر يركض حتى أتى بئر بني خطمة بقبا فرمى بنفسه فيها فكانت قبره و روي أن أمير المؤمنين ع قال إن ذلك الحمار كلم رسول الله ص فقال بأبي أنت و أمي إن أبي حدثني عن أبيه عن جده عن أبيه أنه كان مع نوح في السفينة فقام إليه نوح فمسح على كفله ثم قال يخرج من صلب هذا الحمار حمار يركبه سيد النبيين و خاتمهم فالحمد لله الذي جعلني ذلك الحمار

 باب أن مثل سلاح رسول الله ص مثل التابوت في بني إسرائيل

1-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن معاوية بن وهب عن سعيد السمان قال سمعت أبا عبد الله ص يقول إنما مثل السلاح فينا مثل التابوت في بني إسرائيل كانت بنو إسرائيل أي أهل بيت وجد التابوت على بابهم أوتوا النبوة فمن صار إليه السلاح منا أوتي الإمامة

2-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن محمد بن السكين عن نوح بن دراج عن عبد الله بن أبي يعفور قال سمعت أبا عبد الله ع يقول إنما مثل السلاح فينا مثل التابوت في بني إسرائيل حيثما دار التابوت دار الملك فأينما دار السلاح فينا دار العلم

3-  محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن صفوان عن أبي الحسن الرضا ع قال كان أبو جعفر ع يقول إنما مثل السلاح فينا مثل التابوت في بني إسرائيل حيثما دار التابوت أوتوا النبوة و حيثما دار السلاح فينا فثم الأمر قلت فيكون السلاح مزائلا للعلم قال لا

4-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن ابن أبي نصر عن أبي الحسن الرضا ع قال قال أبو جعفر ع إنما مثل السلاح فينا كمثل التابوت في بني إسرائيل أينما دار التابوت دار الملك و أينما دار السلاح فينا دار العلم

باب فيه ذكر الصحيفة و الجفر و الجامعة و مصحف فاطمة ع

1-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن عبد الله بن الحجال عن أحمد بن عمر الحلبي عن أبي بصير قال دخلت على أبي عبد الله ع فقلت له جعلت فداك إني أسألك عن مسألة هاهنا أحد يسمع كلامي قال فرفع أبو عبد الله ع سترا بينه و بين بيت آخر فاطلع فيه ثم قال يا أبا محمد سل عما بدا لك قال قلت جعلت فداك إن شيعتك يتحدثون أن رسول الله ص علم عليا ع بابا يفتح له منه ألف باب قال فقال يا أبا محمد علم رسول الله ص عليا ع ألف باب يفتح من كل باب ألف باب قال قلت هذا و الله العلم قال فنكت ساعة في الأرض ثم قال إنه لعلم و ما هو بذاك قال ثم قال يا أبا محمد و إن عندنا الجامعة و ما يدريهم ما الجامعة قال قلت جعلت فداك و ما الجامعة قال صحيفة طولها سبعون ذراعا بذراع رسول الله ص و إملائه من فلق فيه و خط علي بيمينه فيها كل حلال و حرام و كل شي‏ء يحتاج الناس إليه حتى الأرش في الخدش و ضرب بيده إلي فقال تأذن لي يا أبا محمد قال قلت جعلت فداك إنما أنا لك فاصنع ما شئت قال فغمزني بيده و قال حتى أرش هذا كأنه مغضب قال قلت هذا و الله العلم قال إنه لعلمو ليس بذاك ثم سكت ساعة ثم قال و إن عندنا الجفر و ما يدريهم ما الجفر قال قلت و ما الجفر قال وعاء من أدم فيه علم النبيين و الوصيين و علم العلماء الذين مضوا من بني إسرائيل قال قلت إن هذا هو العلم قال إنه لعلم و ليس بذاك ثم سكت ساعة ثم قال و إن عندنا لمصحف فاطمة ع و ما يدريهم ما مصحف فاطمة ع قال قلت و ما مصحف فاطمة ع قال مصحف فيه مثل قرآنكم هذا ثلاث مرات و الله ما فيه من قرآنكم حرف واحد قال قلت هذا و الله العلم قال إنه لعلم و ما هو بذاك ثم سكت ساعة ثم قال إن عندنا علم ما كان و علم ما هو كائن إلى أن تقوم الساعة قال قلت جعلت فداك هذا و الله هو العلم قال إنه لعلم و ليس بذاك قال قلت جعلت فداك فأي شي‏ء العلم قال ما يحدث بالليل و النهار الأمر من بعد الأمر و الشي‏ء بعد الشي‏ء إلى يوم القيامة

2-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن عمر بن عبد العزيز عن حماد بن عثمان قال سمعت أبا عبد الله ع يقول تظهر الزنادقة في سنة ثمان و عشرين و مائة و ذلك أني نظرت في مصحف فاطمة ع قال قلت و ما مصحف فاطمة قال إن الله تعالى لما قبض نبيه ص دخل على فاطمة ع من وفاته من الحزن ما لا يعلمه إلا الله عز و جل فأرسل الله إليها ملكا يسلي غمها و يحدثها فشكت ذلك إلى أمير المؤمنين ع فقال إذا أحسست بذلك و سمعت الصوت قولي لي فأعلمته بذلك فجعل أمير المؤمنين ع يكتب كل ما سمع حتى أثبت من ذلك مصحفا قال ثم قال أما إنه ليس فيه شي‏ء من الحلال و الحرام و لكن فيه علم ما يكون

3-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن الحسين بن أبي العلاء قال سمعت أبا عبد الله ع يقول إن عندي الجفر الأبيض قال قلت فأي شي‏ء فيه قال زبور داود و توراة موسى و إنجيل عيسى و صحف إبراهيم ع و الحلال و الحرام و مصحف فاطمة ما أزعم أن فيه قرآنا و فيه ما يحتاج الناس إلينا و لا نحتاج إلى أحد حتى فيه الجلدة و نصف الجلدة و ربع الجلدة و أرش الخدش و عندي الجفر الأحمر قال قلت و أي شي‏ء في الجفر الأحمر قال السلاح و ذلك إنما يفتح للدم يفتحه صاحب السيف للقتل فقال له عبد الله بن أبي يعفور أصلحك الله أ يعرف هذا بنو الحسن فقال إي و الله كما يعرفون الليل أنه ليل و النهار أنه نهار و لكنهم يحملهم الحسد و طلب الدنيا على الجحود و الإنكار و لو طلبوا الحق بالحق لكان خيرا لهم

 -  علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عمن ذكره عن سليمان بن خالد قال قال أبو عبد الله ع إن في الجفر الذي يذكرونه لما يسوؤهم لأنهم لا يقولون الحق و الحق فيه فليخرجوا قضايا علي و فرائضه إن كانوا صادقين و سلوهم عن الخالات و العمات و ليخرجوا مصحف فاطمة ع فإن فيه وصية فاطمة ع و معه سلاح رسول الله ص إن الله عز و جل يقول فأتوا بكتاب من قبل هذا أو أثارة من علم إن كنتم صادقين

5-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن ابن رئاب عن أبي عبيدة قال سأل أبا عبد الله ع بعض أصحابنا عن الجفر فقال هو جلد ثور مملوء علما قال له فالجامعة قال تلك صحيفة طولها سبعون ذراعا في عرض الأديم مثل فخذ الفالج فيها كل ما يحتاج الناس إليه و ليس من قضية إلا و هي فيها حتى أرش الخدش قال فمصحف فاطمة ع قال فسكت طويلا ثم قال إنكم لتبحثون عما تريدون و عما لا تريدون إن فاطمة مكثت بعد رسول الله ص خمسة و سبعين يوما و كان دخلها حزن شديد على أبيها و كان جبرئيل ع يأتيها فيحسن عزاءها على أبيها و يطيب نفسها و يخبرها عن أبيها و مكانه و يخبرها بما يكون بعدها في ذريتها و كان علي ع يكتب ذلك فهذا مصحف فاطمة ع

6-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن صالح بن سعيد عن أحمد بن أبي بشر عن بكر بن كرب الصيرفي قال سمعت أبا عبد الله ع يقول إن عندنا ما لا نحتاج معه إلى الناس و إن الناس ليحتاجون إلينا و إن عندنا كتابا إملاء رسول الله ص و خط علي ع صحيفة فيها كل حلال و حرام و إنكم لتأتونا بالأمر فنعرف إذا أخذتم به و نعرف إذا تركتموه

7-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن عمر بن أذينة عن فضيل بن يسار و بريد بن معاوية و زرارة أن عبد الملك بن أعين قال لأبي عبد الله ع إن الزيدية و المعتزلة قد أطافوا بمحمد بن عبد الله فهل له سلطان فقال و الله إن عندي لكتابين فيهما تسمية كل نبي و كل ملك يملك الأرض لا و الله ما محمد بن عبد الله في واحد منهما

8-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن القاسم بن محمد عن عبد الصمد بن بشير عن فضيل بن سكرة قال دخلت على أبي عبد الله ع فقال يا فضيل أ تدري في أي شي‏ء كنت أنظر قبيل قال قلت لا قال كنت أنظر في كتاب فاطمة ع ليس من ملك يملك الأرض إلا و هو مكتوب فيه باسمه و اسم أبيه و ما وجدت لولد الحسن فيه شيئا

باب في شأن إنا أنزلناه في ليلة القدر و تفسيرها

1-  محمد بن أبي عبد الله و محمد بن الحسن عن سهل بن زياد و محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد جميعا عن الحسن بن العباس بن الحريش عن أبي جعفر الثاني ع قال قال أبو عبد الله ع بينا أبي ع يطوف بالكعبة إذا رجل معتجر قد قيض له فقطع عليه أسبوعه حتى أدخله إلى دار جنب الصفا فأرسل إلي فكنا ثلاثة فقال مرحبا يا ابن رسول الله ثم وضع يده على رأسي و قال بارك الله فيك يا أمين الله بعد آبائه يا أبا جعفر إن شئت فأخبرني و إن شئت فأخبرتك و إن شئت سلني و إن شئت سألتك و إن شئت فاصدقني و إن شئت صدقتك قال كل ذلك أشاء قال فإياك أن ينطق لسانك عند مسألتي بأمر تضمر لي غيره قال إنما يفعل ذلك من في قلبه علمان يخالف أحدهما صاحبه و إن الله عز و جل أبى أن يكون له علم فيه اختلاف قال هذه مسألتي و قد فسرت طرفا منها أخبرني عن هذا العلم الذي ليس فيه اختلاف من يعلمه قال أما جملة العلم فعند الله جل ذكره و أما ما لا بد للعباد منه فعند الأوصياء قال ففتح الرجل عجيرته و استوى جالسا و تهلل وجهه و قال هذه أردت و لها أتيت زعمت أن علم ما لا اختلاف فيه من العلم عند الأوصياء فكيف يعلمونه قال كما كان رسول الله ص يعلمه إلا أنهم لا يرون ما كان رسول الله ص يرى لأنه كان نبيا و هم محدثون و أنه كان يفد إلى الله عز و جل فيسمع الوحي و هم لا يسمعون فقال صدقت يا ابن رسول الله سآتيك بمسألة صعبة أخبرني عن هذا العلم ما له لا يظهر كما كان يظهر مع رسول الله ص قال فضحك أبي ع و قال أبى الله عز و جل أن يطلع على علمه إلا ممتحنا للإيمان به كما قضى على رسول الله ص أن يصبر على أذى قومه و لا يجاهدهم إلا بأمره فكم من اكتتام قد اكتتم به حتى قيل له فاصدع بما تؤمر و أعرض عن المشركين و ايم الله أن لو صدع قبل ذلك لكان آمنا و لكنه إنما نظر في الطاعة و خاف الخلاف فلذلك كف فوددت أن عينك تكون مع مهدي هذه الأمة و الملائكة بسيوف آل داود بين السماء و الأرض تعذب أرواح الكفرة من الأموات و تلحق بهم أرواح أشباههم من الأحياء ثم أخرج سيفا ثم قال ها إن هذا منها قال فقال أبي إي و الذي اصطفى محمدا على البشر قال فرد الرجل اعتجاره و قال أنا إلياس ما سألتك عن أمرك و بي منه جهالة غير أني أحببت أن يكون هذا الحديث قوة لأصحابك و سأخبرك بآية أنت تعرفها إن خاصموا بها فلجوا

 قال فقال له أبي إن شئت أخبرتك بها قال قد شئت قال إن شيعتنا إن قالوا لأهل الخلاف لنا إن الله عز و جل يقول لرسوله ص إنا أنزلناه في ليلة القدر إلى آخرها فهل كان رسول الله ص يعلم من العلم شيئا لا يعلمه في تلك الليلة أو يأتيه به جبرئيل ع في غيرها فإنهم سيقولون لا فقل لهم فهل كان لما علم بد من أن يظهر فيقولون لا فقل لهم فهل كان فيما أظهر رسول الله ص من علم الله عز ذكره اختلاف فإن قالوا لا فقل لهم فمن حكم بحكم الله فيه اختلاف فهل خالف رسول الله ص فيقولون نعم فإن قالوا لا فقد نقضوا أول كلامهم فقل لهم ما يعلم تأويله إلا الله و الراسخون في العلم فإن قالوا من الراسخون في العلم فقل من لا يختلف في علمه فإن قالوا فمن هو ذاك فقل كان رسول الله ص صاحب ذلك فهل بلغ أو لا فإن قالوا قد بلغ فقل فهل مات ص و الخليفة من بعده يعلم علما ليس فيه اختلاف فإن قالوا لا فقل إن خليفة رسول الله ص مؤيد و لا يستخلف رسول الله ص إلا من يحكم بحكمه و إلا من يكون مثله إلا النبوة و إن كان رسول الله ص لم يستخلف في علمه أحدا فقد ضيع من في أصلاب الرجال ممن يكون بعده فإن قالوا لك فإن علم رسول الله ص كان من القرآن فقل حم. و الكتاب المبين. إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين فيها إلى قوله إنا كنا مرسلين فإن قالوا لك لا يرسل الله عز و جل إلا إلى نبي فقل هذا الأمر الحكيم الذي يفرق فيه هو من الملائكة و الروح التي تنزل من سماء إلى سماء أو من سماء إلى أرض فإن قالوا من سماء إلى سماء فليس في السماء أحد يرجع من طاعة إلى معصية فإن قالوا من سماء إلى أرض و أهل الأرض أحوج الخلق إلى ذلك فقل فهل لهم بد من سيد يتحاكمون إليه فإن قالوا فإن الخليفة هو حكمهم فقل الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور إلى قوله خالدون لعمري ما في الأرض و لا في السماء ولي لله عز ذكره إلا و هو مؤيد و من أيد لم يخط و ما في الأرض عدو لله عز ذكره إلا و هو مخذول و من خذل لم يصب كما أن الأمر لا بد من تنزيله من السماء يحكم به أهل الأرض كذلك لا بد من وال فإن قالوا لا نعرف هذا فقل لهم قولوا ما أحببتم أبى الله عز و جل بعد محمد ص أن يترك العباد و لا حجة عليهم قال أبو عبد الله ع ثم وقف فقال هاهنا يا ابن رسول الله باب غامض أ رأيت إن قالوا حجة الله القرآن قال إذن أقول لهم إن القرآن ليس بناطق يأمر و ينهى و لكن للقرآن أهل يأمرون و ينهون و أقول قد عرضت لبعض أهل الأرض مصيبة ما هي في السنة و الحكم الذي ليس فيه اختلاف و ليست في القرآن أبى الله لعلمه بتلك الفتنة أن تظهر في الأرض و ليس في حكمه راد لها و مفرج عن أهلها فقال هاهنا تفلجون يا ابن رسول الله أشهد أن الله عز ذكره قد علم بما يصيب الخلق من مصيبة في الأرض أو في أنفسهم من الدين أو غيره فوضع القرآن دليلا قال فقال الرجل هل تدري يا ابن رسول الله دليل ما هو قال أبو جعفر ع نعم فيه جمل الحدود و تفسيرها عند الحكم فقال أبى الله أن يصيب عبدا بمصيبة في دينه أو في نفسه أو في ماله ليس في أرضه من حكمه قاض بالصواب في تلك المصيبة قال فقال الرجل أما في هذا الباب فقد فلجتهم بحجة إلا أن يفتري خصمكم على الله فيقول ليس لله جل ذكره حجة و لكن أخبرني عن تفسير لكيلا تأسوا على ما فاتكم مما خص به علي ع و لا تفرحوا بما آتاكم قال في أبي فلان و أصحابه واحدة مقدمة و واحدة مؤخرة لكيلا تأسوا على ما فاتكم مما خص به علي ع و لا تفرحوا بما آتاكم من الفتنة التي عرضت لكم بعد رسول الله ص فقال الرجل أشهد أنكم أصحاب الحكم الذي لا اختلاف فيه ثم قام الرجل و ذهب فلم أره

2-  عن أبي عبد الله ع قال بينا أبي جالس و عنده نفر إذا استضحك حتى اغرورقت عيناه دموعا ثم قال هل تدرون ما أضحكني قال فقالوا لا قال زعم ابن عباس أنه من الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فقلت له هل رأيت الملائكة يا ابن عباس تخبرك بولايتها لك في الدنيا و الآخرة مع الأمن من الخوف و الحزن قال فقال إن الله تبارك و تعالى يقول إنما المؤمنون إخوة و قد دخل في هذا جميع الأمة فاستضحكت ثم قلت صدقت يا ابن عباس أنشدك الله هل في حكم الله جل ذكره اختلاف قال فقال لا فقلت ما ترى في رجل ضرب رجلا أصابعه بالسيف حتى سقطت ثم ذهب و أتى رجل آخر فأطار كفه فأتي به إليك و أنت قاض كيف أنت صانع قال أقول لهذا القاطع أعطه دية كفه و أقول لهذا المقطوع صالحه على ما شئت و ابعث به إلى ذوي عدل قلت جاء الاختلاف في حكم الله عز ذكره و نقضت القول الأول أبى الله عز ذكره أن يحدث في خلقه شيئا من الحدود و ليس تفسيره في الأرض اقطع قاطع الكف أصلا ثم أعطه دية الأصابع هكذا حكم الله ليلة ينزل فيها أمره إن جحدتها بعد ما سمعت من رسول الله ص فأدخلك الله النار كما أعمى بصرك يوم جحدتها على ابن أبي طالب قال فلذلك عمي بصري قال و ما علمك بذلك فو الله إن عمي بصري إلا من صفقة جناح الملك قال فاستضحكت ثم تركته يومه ذلك لسخافة عقله ثم لقيته فقلت يا ابن عباس ما تكلمت بصدق مثل أمس قال لك علي بن أبي طالب ع إن ليلة القدر في كل سنة و إنه ينزل في تلك الليلة أمر السنة و إن لذلك الأمر ولاة بعد رسول الله ص فقلت من هم فقال أنا و أحد عشر من صلبي أئمة محدثون فقلت لا أراها كانت إلا مع رسول الله فتبدى لك الملك الذي يحدثه فقال كذبت يا عبد الله رأت عيناي الذي حدثك به علي و لم تره عيناه و لكن وعى قلبه و وقر في سمعه ثم صفقك بجناحه فعميت قال فقال ابن عباس ما اختلفنا في شي‏ء فحكمه إلى الله فقلت له فهل حكم الله في حكم من حكمه بأمرين قال لا فقلت هاهنا هلكت و أهلكت

3-  و بهذا الإسناد عن أبي جعفر ع قال قال الله عز و جل في ليلة القدر فيها يفرق كل أمر حكيم يقول ينزل فيها كل أمر حكيم و المحكم ليس بشيئين إنما هو شي‏ء واحد فمن حكم بما ليس فيه اختلاف فحكمه من حكم الله عز و جل و من حكم بأمر فيه اختلاف فرأى أنه مصيب فقد حكم بحكم الطاغوت إنه لينزل في ليلة القدر إلى ولي الأمر تفسير الأمور سنة سنة يؤمر فيها في أمر نفسه بكذا و كذا و في أمر الناس بكذا و كذا و إنه ليحدث لولي الأمر سوى ذلك كل يوم علم الله عز و جل الخاص و المكنون العجيب المخزون مثل ما ينزل في تلك الليلة من الأمر ثم قرأ و لو أن ما في الأرض من شجرة أقلام و البحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله إن الله عزيز حكيم

4-  و بهذا الإسناد عن أبي عبد الله ع قال كان علي بن الحسين صلوات الله عليه يقول إنا أنزلناه في ليلة القدر صدق الله عز و جل أنزل الله القرآن في ليلة القدر و ما أدراك ما ليلة القدر قال رسول الله ص لا أدري قال الله عز و جل ليلة القدر خير من ألف شهر ليس فيها ليلة القدر قال لرسول الله ص و هل تدري لم هي خير من ألف شهر قال لا قال لأنها تنزل فيها الملائكة و الروح بإذن ربهم من كل أمر و إذا أذن الله عز و جل بشي‏ء فقد رضيه سلام هي حتى مطلع الفجر يقول تسلم عليك يا محمد ملائكتي و روحي بسلامي من أول ما يهبطون إلى مطلع الفجر ثم قال في بعض كتابه و اتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة في إنا أنزلناه في ليلة القدر و قال في بعض كتابه و ما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أ فإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم و من ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا و سيجزي الله الشاكرين يقول في الآية الأولى إن محمدا حين يموت يقول أهل الخلاف لأمر الله عز و جل مضت ليلة القدر مع رسول الله ص فهذه فتنة أصابتهم خاصة و بها ارتدوا على أعقابهم لأنهم إن قالوا لم تذهب فلا بد أن يكون لله عز و جل فيها أمر و إذا أقروا بالأمر لم يكن له من صاحب بد

5-  و عن أبي عبد الله ع قال كان علي ع كثيرا ما يقول ما اجتمع التيمي و العدوي عند رسول الله ص و هو يقرأ إنا أنزلناه بتخشع و بكاء فيقولان ما أشد رقتك لهذه السورة فيقول رسول الله ص لما رأت عيني و وعى قلبي و لما يرى قلب هذا من بعدي فيقولان و ما الذي رأيت و ما الذي يرى قال فيكتب لهما في التراب تنزل الملائكة و الروح فيها بإذن ربهم من كل أمر قال ثم يقول هل بقي شي‏ء بعد قوله عز و جل كل أمر فيقولان لا فيقول هل تعلمان من المنزل إليه بذلك فيقولان أنت يا رسول الله فيقول نعم فيقول هل تكون ليلة القدر من بعدي فيقولان نعم قال فيقول فهل ينزل ذلك الأمر فيها فيقولان نعم قال فيقول إلى من فيقولان لا ندري فيأخذ برأسي و يقول إن لم تدريا فادريا هو هذا من بعدي قال فإن كانا ليعرفان تلك الليلة بعد رسول الله ص من شدة ما يداخلهما من الرعب

6-  و عن أبي جعفر ع قال يا معشر الشيعة خاصموا بسورة إنا أنزلناه تفلجوا فو الله إنها لحجة الله تبارك و تعالى على الخلق بعد رسول الله ص و إنها لسيدة دينكم و إنها لغاية علمنا يا معشر الشيعة خاصموا ب حم و الكتاب المبين إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين فإنها لولاة الأمر خاصة بعد رسول الله ص يا معشر الشيعة يقول الله تبارك و تعالى و إن من أمة إلا خلا فيها نذير قيل يا أبا جعفر نذيرها محمد ص قال صدقت فهل كان نذير و هو حي من البعثة في أقطار الأرض فقال السائل لا قال أبو جعفر ع أ رأيت بعيثه أ ليس نذيره كما أن رسول الله ص في بعثته من الله عز و جل نذير فقال بلى قال فكذلك لم يمت محمد إلا و له بعيث نذير قال فإن قلت لا فقد ضيع رسول الله ص من في أصلاب الرجال من أمته قال و ما يكفيهم القرآن قال بلى إن وجدوا له مفسرا قال و ما فسره رسول الله ص قال بلى قد فسره لرجل واحد و فسر للأمة شأن ذلك الرجل و هو علي بن أبي طالب ع قال السائل يا أبا جعفر كان هذا أمر خاص لا يحتمله العامة قال أبى الله أن يعبد إلا سرا حتى يأتي إبان أجله الذي يظهر فيه دينه كما أنه كان رسول الله مع خديجة مستترا حتى أمر بالإعلان قال السائل ينبغي لصاحب هذا الدين أن يكتم قال أ و ما كتم علي بن أبي طالب ع يوم أسلم مع رسول الله ص حتى ظهر أمره قال بلى قال فكذلك أمرنا حتى يبلغ الكتاب أجله

7-  و عن أبي جعفر ع قال لقد خلق الله جل ذكره ليلة القدر أول ما خلق الدنيا و لقد خلق فيها أول نبي يكون و أول وصي يكون و لقد قضى أن يكون في كل سنة ليلة يهبط فيها بتفسير الأمور إلى مثلها من السنة المقبلة من جحد ذلك فقد رد على الله عز و جل علمه لأنه لا يقوم الأنبياء و الرسل و المحدثون إلا أن تكون عليهم حجة بما يأتيهم في تلك الليلة مع الحجة التي يأتيهم بها جبرئيل ع قلت و المحدثون أيضا يأتيهم جبرئيل أو غيره من الملائكة ع قال أما الأنبياء و الرسل صلى الله عليهم فلا شك و لا بد لمن سواهم من أول يوم خلقت فيه الأرض إلى آخر فناء الدنيا أن تكون على أهل الأرض حجة ينزل ذلك في تلك الليلة إلى من أحب من عباده و ايم الله لقد نزل الروح و الملائكة بالأمر في ليلة القدر على آدم و ايم الله ما مات آدم إلا و له وصي و كل من بعد آدم من الأنبياء قد أتاه الأمر فيها و وضع لوصيه من بعده و ايم الله إن كان النبي ليؤمر فيما يأتيه من الأمر في تلك الليلة من آدم إلى محمد ص أن أوص إلى فلان و لقد قال الله عز و جل في كتابه لولاة الأمر من بعد محمد ص خاصة وعد الله الذين آمنوا منكم و عملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم إلى قوله فأولئك هم الفاسقون يقول أستخلفكم لعلمي و ديني و عبادتي بعد نبيكم كما استخلف وصاة آدم من بعده حتى يبعث النبي الذي يليه يعبدونني لا يشركون بي شيئا يقول يعبدونني بإيمان لا نبي بعد محمد ص فمن قال غير ذلك فأولئك هم الفاسقون فقد مكن ولاة الأمر بعد محمد بالعلم و نحن هم فاسألونا فإن صدقناكم فأقروا و ما أنتم بفاعلين أما علمنا فظاهر و أما إبان أجلنا الذييظهر فيه الدين منا حتى لا يكون بين الناس اختلاف فإن له أجلا من ممر الليالي و الأيام إذا أتى ظهر و كان الأمر واحدا و ايم الله لقد قضي الأمر أن لا يكون بين المؤمنين اختلاف و لذلك جعلهم شهداء على الناس ليشهد محمد ص علينا و لنشهد على شيعتنا و لتشهد شيعتنا على الناس أبى الله عز و جل أن يكون في حكمه اختلاف أو بين أهل علمه تناقض ثم قال أبو جعفر ع فضل إيمان المؤمن بجملة إنا أنزلناه و بتفسيرها على من ليس مثله في الإيمان بها كفضل الإنسان على البهائم و إن الله عز و جل ليدفع بالمؤمنين بها عن الجاحدين لها في الدنيا لكمال عذاب الآخرة لمن علم أنه لا يتوب منهم ما يدفع بالمجاهدين عن القاعدين و لا أعلم أن في هذا الزمان جهادا إلا الحج و العمرة و الجوار

8-  قال و قال رجل لأبي جعفر ع يا ابن رسول الله لا تغضب علي قال لما ذا قال لما أريد أن أسألك عنه قال قل قال و لا تغضب قال و لا أغضب قال أ رأيت قولك في ليلة القدر و تنزل الملائكة و الروح فيها إلى الأوصياء يأتونهم بأمر لم يكن رسول الله ص قد علمه أو يأتونهم بأمر كان رسول الله ص يعلمه و قد علمت أن رسول الله ص مات و ليس من علمه شي‏ء إلا و علي ع له واع قال أبو جعفر ع ما لي و لك أيها الرجل و من أدخلك علي قال أدخلني عليك القضاء لطلب الدين قال فافهم ما أقول لك إن رسول الله ص لما أسري به لم يهبط حتى أعلمه الله جل ذكره علم ما قد كان و ما سيكون و كان كثير من علمه ذلك جملا يأتي تفسيرها في ليلة القدر و كذلك كان علي بن أبي طالب ع قد علم جمل العلم و يأتي تفسيره في ليالي القدر كما كان مع رسول الله ص قال السائل أ و ما كان في الجمل تفسير قال بلى و لكنه إنما يأتي بالأمر من الله تعالى في ليالي القدر إلى النبي و إلى الأوصياء افعل كذا و كذا لأمر قد كانوا علموه أمروا كيف يعملون فيه قلت فسر لي هذا قال لم يمت رسول الله ص إلا حافظا لجملة العلم و تفسيره قلت فالذي كان يأتيه في ليالي القدر علم ما هو قال الأمر و اليسر فيما كان قد علم قال السائل فما يحدث لهم في ليالي القدر علم سوى ما علموا قال هذا مما أمروا بكتمانه و لا يعلم تفسير ما سألت عنه إلا الله عز و جل قال السائل فهل يعلم الأوصياء ما لا يعلم الأنبياء قال لا و كيف يعلم وصي غير علم ما أوصي إليه قال السائل فهل يسعنا أن نقول إن أحدا من الوصاة يعلم ما لا يعلم الآخر قال لا لم يمت نبي إلا و علمه في جوف وصيه و إنما تنزل الملائكة و الروح في ليلة القدر بالحكم الذي يحكم به بين العباد قال السائل و ما كانوا علموا ذلك الحكم قال بلى قد علموه و لكنهم لا يستطيعون إمضاء شي‏ء منه حتى يؤمروا في ليالي القدر كيف يصنعون إلى السنة المقبلة قال السائل يا أبا جعفر لا أستطيع إنكار هذا قال أبو جعفر ع من أنكره فليس منا قال السائل يا أبا جعفر أ رأيت النبي ص هل كان يأتيه في ليالي القدر شي‏ء لم يكن علمه قال لا يحل لك أن تسأل عن هذا أما علم ما كان و ما سيكون فليس يموت نبي و لا وصي إلا و الوصي الذي بعده يعلمه أما هذا العلم الذي تسأل عنه فإن الله عز و جل أبى أن يطلع الأوصياء عليه إلا أنفسهم قال السائل يا ابن رسول الله كيف أعرف أن ليلة القدر تكون في كل سنة قال إذا أتى شهر رمضان فاقرأ سورة الدخان في كل ليلة مائة مرة فإذا أتت ليلة ثلاث و عشرين فإنك ناظر إلى تصديق الذي سألت عنه

9-  و قال قال أبو جعفر ع لما ترون من بعثه الله عز و جل للشقاء على أهل الضلالة من أجناد الشياطين و أزواجهم أكثر مما ترون خليفة الله الذي بعثه للعدل و الصواب من الملائكة قيل يا أبا جعفر و كيف يكون شي‏ء أكثر من الملائكة قال كما شاء الله عز و جل قال السائل يا أبا جعفر إني لو حدثت بعض الشيعة بهذا الحديث لأنكروه قال كيف ينكرونه قال يقولون إن الملائكة ع أكثر من الشياطين قال صدقت افهم عني ما أقول إنه ليس من يوم و لا ليلة إلا و جميع الجن و الشياطين تزور أئمةالضلالة و يزور إمام الهدى عددهم من الملائكة حتى إذا أتت ليلة القدر فيهبط فيها من الملائكة إلى ولي الأمر خلق الله أو قال قيض الله عز و جل من الشياطين بعددهم ثم زاروا ولي الضلالة فأتوه بالإفك و الكذب حتى لعله يصبح فيقول رأيت كذا و كذا فلو سأل ولي الأمر عن ذلك لقال رأيت شيطانا أخبرك بكذا و كذا حتى يفسر له تفسيرا و يعلمه الضلالة التي هو عليها و ايم الله إن من صدق بليلة القدر ليعلم أنها لنا خاصة لقول رسول الله ص لعلي ع حين دنا موته هذا وليكم من بعدي فإن أطعتموه رشدتم و لكن من لا يؤمن بما في ليلة القدر منكر و من آمن بليلة القدر ممن على غير رأينا فإنه لا يسعه في الصدق إلا أن يقول إنها لنا و من لم يقل فإنه كاذب إن الله عز و جل أعظم من أن ينزل الأمر مع الروح و الملائكة إلى كافر فاسق فإن قال إنه ينزل إلى الخليفة الذي هو عليها فليس قولهم ذلك بشي‏ء و إن قالوا إنه ليس ينزل إلى أحد فلا يكون أن ينزل شي‏ء إلى غير شي‏ء و إن قالوا و سيقولون ليس هذا بشي‏ء فقد ضلوا ضلالا بعيدا

باب في أن الأئمة ع يزدادون في ليلة الجمعة

1-  حدثني أحمد بن إدريس القمي و محمد بن يحيى عن الحسن بن علي الكوفي عن موسى بن سعدان عن عبد الله بن أيوب عن أبي يحيى الصنعاني عن أبي عبد الله ع قال قال لي يا أبا يحيى إن لنا في ليالي الجمعة لشأنا من الشأن قال قلت جعلت فداك و ما ذاك الشأن قال يؤذن لأرواح الأنبياء الموتى ع و أرواح الأوصياء الموتى و روح الوصي الذي بين ظهرانيكم يعرج بها إلى السماء حتى توافي عرش ربها فتطوف به أسبوعا و تصلي عند كل قائمة من قوائم العرش ركعتين ثم ترد إلى الأبدان التي كانت فيها فتصبح الأنبياء و الأوصياء قد ملئوا سرورا و يصبح الوصي الذي بين ظهرانيكم و قد زيد في علمه مثل جم الغفير

2-  محمد بن يحيى عن أحمد بن أبي زاهر عن جعفر بن محمد الكوفي عن يوسف الأبزاري عن المفضل قال قال لي أبو عبد الله ع ذات يوم و كان لا يكنيني قبل ذلك يا أبا عبد الله قال قلت لبيك قال إن لنا في كل ليلة جمعة سرورا قلت زادك الله و ما ذاك قال إذا كان ليلة الجمعة وافى رسول الله ص العرش و وافى الأئمة ع معه و وافينا معهم فلا ترد أرواحنا إلى أبداننا إلا بعلم مستفاد و لو لا ذلك لأنفدنا

3-  محمد بن يحيى عن سلمة بن الخطاب عن عبد الله بن محمد عن الحسين بن أحمد المنقري عن يونس أو المفضل عن أبي عبد الله ع قال ما من ليلة جمعة إلا و لأولياء الله فيها سرور قلت كيف ذلك جعلت فداك قال إذا كان ليلة الجمعة وافى رسول الله ص العرش و وافى الأئمة ع و وافيت معهم فما أرجع إلا بعلم مستفاد و لو لا ذلك لنفد ما عندي

باب لو لا أن الأئمة ع يزدادون لنفد ما عندهم

1-  علي بن محمد و محمد بن الحسن عن سهل بن زياد عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن صفوان بن يحيى قال سمعت أبا الحسن ع يقول كان جعفر بن محمد ع يقول لو لا أنا نزداد لأنفدنا

 محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن خالد عن صفوان عن أبي الحسن مثله

2-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن ذريح المحاربي قال قال لي أبو عبد الله ع يا ذريح لو لا أنا نزداد لأنفدنا

 -  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن أبي نصر عن ثعلبة عن زرارة قال سمعت أبا جعفر ع يقول لو لا أنا نزداد لأنفدنا قال قلت تزدادون شيئا لا يعلمه رسول الله ص قال أما إنه إذا كان ذلك عرض على رسول الله ص ثم على الأئمة ثم انتهى الأمر إلينا

4-  علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس بن عبد الرحمن عن بعض أصحابه عن أبي عبد الله ع قال ليس يخرج شي‏ء من عند الله عز و جل حتى يبدأ برسول الله ص ثم بأمير المؤمنين ع ثم بواحد بعد واحد لكيلا يكون آخرنا أعلم من أولنا

باب أن الأئمة ع يعلمون جميع العلوم التي خرجت إلى الملائكة و الأنبياء و الرسل ع

1-  علي بن محمد و محمد بن الحسن عن سهل بن زياد عن محمد بن الحسن بن شمون عن عبد الله بن عبد الرحمن عن عبد الله بن القاسم عن سماعة عن أبي عبد الله ع قال إن لله تبارك و تعالى علمين علما أظهر عليه ملائكته و أنبياءه و رسله فما أظهر عليه ملائكته و رسله و أنبياءه فقد علمناه و علما استأثر به فإذا بدا لله في شي‏ء منه أعلمنا ذلك و عرض على الأئمة الذين كانوا من قبلنا

 علي بن محمد و محمد بن الحسن عن سهل بن زياد عن موسى بن القاسم و محمد بن يحيى عن العمركي بن علي جميعا عن علي بن جعفر عن أخيه موسى بن جعفر ع مثله

2-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن القاسم بن محمد عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال إن لله عز و جل علمين علما عنده لم يطلع عليه أحدا من خلقه و علما نبذه إلى ملائكته و رسله فما نبذه إلى ملائكته و رسله فقد انتهى إلينا

3-  علي بن إبراهيم عن صالح بن السندي عن جعفر بن بشير عن ضريس قال سمعت أبا جعفر ع يقول إن لله عز و جل علمين علم مبذول و علم مكفوف فأما المبذول فإنه ليس من شي‏ء تعلمه الملائكة و الرسل إلا نحن نعلمه و أما المكفوف فهو الذي عند الله عز و جل في أم الكتاب إذا خرج نفذ

4-  أبو علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن محمد بن إسماعيل عن علي بن النعمان عن سويد القلاء عن أبي أيوب عن أبي بصير عن أبي جعفر ع قال إن لله عز و جل علمين علم لا يعلمه إلا هو و علم علمه ملائكته و رسله فما علمه ملائكته و رسله ع فنحن نعلمه

باب نادر فيه ذكر الغيب

1-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن عيسى عن معمر بن خلاد قال سأل أبا الحسن ع رجل من أهل فارس فقال له أ تعلمون الغيب فقال قال أبو جعفر ع يبسط لنا العلم فنعلم و يقبض عنا فلا نعلم و قال سر الله عز و جل أسره إلى جبرئيل ع و أسره جبرئيل إلى محمد ص و أسره محمد إلى من شاء الله

2-  محمد بن يحيى عن عبد الله بن محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن علي بن رئاب عن سدير الصيرفي قال سمعت حمران بن أعين يسأل أبا جعفر ع عن قول الله عز و جل بديع السماوات و الأرض قال أبو جعفر ع إن الله عز و جل ابتدع الأشياء كلها بعلمه على غير مثال كان قبله فابتدع السماوات و الأرضين و لم يكن قبلهن سماوات و لا أرضون أ ما تسمع لقوله تعالى و كان عرشه على الماء فقال له حمران أ رأيت قوله جل ذكره عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا فقال أبو جعفر ع إلا من ارتضى من رسول و كان و الله محمد ممن ارتضاه و أما قوله عالم الغيب فإن الله عز و جل عالم بما غاب عن خلقه فيما يقدر من شي‏ء و يقضيه في علمه قبل أن يخلقه و قبل أن يفضيه إلى الملائكة فذلك يا حمران علم موقوف عنده إليه فيه المشيئة فيقضيه إذا أراد و يبدو له فيه فلا يمضيه فأما العلم الذي يقدره الله عز و جل فيقضيه و يمضيه فهو العلم الذي انتهى إلى رسول الله ص ثم إلينا

3-  أحمد بن محمد عن محمد بن الحسن عن عباد بن سليمان عن محمد بن سليمان عن أبيه عن سدير قال كنت أنا و أبو بصير و يحيى البزاز و داود بن كثير في مجلس أبي عبد الله ع إذ خرج إلينا و هو مغضب فلما أخذ مجلسه قال يا عجبا لأقوام يزعمون أنا نعلم الغيب ما يعلم الغيب إلا الله عز و جل لقد هممت بضرب جاريتي فلانة فهربت مني فما علمت في أي بيوت الدار هي قال سدير فلما أن قام من مجلسه و صار في منزله دخلت أنا و أبو بصير و ميسر و قلنا له جعلنا فداك سمعناك و أنت تقول كذا و كذا في أمر جاريتك و نحن نعلم أنك تعلم علما كثيرا و لا ننسبك إلى علم الغيب قال فقال يا سدير أ لم تقرأ القرآن قلت بلى قال فهل وجدت فيما قرأت من كتاب الله عز و جل قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك قال قلت جعلت فداك قد قرأته قال فهل عرفت الرجل و هل علمت ما كان عنده من علم الكتاب قال قلت أخبرني به قال قدر قطرة من الماء في البحر الأخضر فما يكون ذلك من علم الكتاب قال قلت جعلت فداك ما أقل هذا فقال يا سدير ما أكثر هذا أن ينسبه الله عز و جل إلى العلم الذي أخبرك به يا سدير فهل وجدت فيما قرأت من كتاب الله عز و جل أيضا قل كفى بالله شهيدا بيني و بينكم و من عنده علم الكتاب قال قلت قد قرأته جعلت فداك قال أ فمن عنده علم الكتاب كله أفهم أم من عنده علم الكتاب بعضه قلت لا بل من عنده علم الكتاب كله قال فأومأ بيده إلى صدره و قال علم الكتاب و الله كله عندنا علم الكتاب و الله كله عندنا

4-  أحمد بن محمد عن محمد بن الحسن عن أحمد بن الحسن بن علي عن عمرو بن سعيد عن مصدق بن صدقة عن عمار الساباطي قال سألت أبا عبد الله ع عن الإمام يعلم الغيب فقال لا و لكن إذا أراد أن يعلم الشي‏ء أعلمه الله ذلك

 باب أن الأئمة ع إذا شاءوا أن يعلموا علموا

1-  علي بن محمد و غيره عن سهل بن زياد عن أيوب بن نوح عن صفوان بن يحيى عن ابن مسكان عن بدر بن الوليد عن أبي الربيع الشامي عن أبي عبد الله ع قال إن الإمام إذا شاء أن يعلم علم

2-  أبو علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان عن ابن مسكان عن بدر بن الوليد عن أبي الربيع عن أبي عبد الله ع قال إن الإمام إذا شاء أن يعلم أعلم

3-  محمد بن يحيى عن عمران بن موسى عن موسى بن جعفر عن عمرو بن سعيد المدائني عن أبي عبيدة المدائني عن أبي عبد الله ع قال إذا أراد الإمام أن يعلم شيئا أعلمه الله ذلك

باب أن الأئمة ع يعلمون متى يموتون و أنهم لا يموتون إلا باختيار منهم

1-  محمد بن يحيى عن سلمة بن الخطاب عن سليمان بن سماعة و عبد الله بن محمد عن عبد الله بن القاسم البطل عن أبي بصير قال قال أبو عبد الله ع أي إمام لا يعلم ما يصيبه و إلى ما يصير فليس ذلك بحجة لله على خلقه

2-  علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن الحسن بن محمد بن بشار قال حدثني شيخ من أهل قطيعة الربيع من العامة ببغداد ممن كان ينقل عنه قال قال لي قد رأيت بعض من يقولون بفضله من أهل هذا البيت فما رأيت مثله قط في فضله و نسكه فقلت له من و كيف رأيته قال جمعنا أيام السندي بن شاهك ثمانين رجلا من الوجوه المنسوبين إلى الخير فأدخلنا على موسى بن جعفر ع فقال لنا السندي يا هؤلاء انظروا إلى هذا الرجل هل حدث به حدث فإن الناس يزعمون أنه قد فعل به و يكثرون في ذلك و هذا منزله و فراشه موسع عليه غير مضيق و لم يرد به أمير المؤمنين سوءا و إنما ينتظر به أن يقدم فيناظر أمير المؤمنين و هذا هو صحيح موسع عليه في جميع أموره فسلوه قال و نحن ليس لنا هم إلا النظر إلى الرجل و إلى فضله و سمته فقال موسى بن جعفر ع أما ما ذكر من التوسعة و ما أشبهها فهو على ما ذكر غير أني أخبركم أيها النفر أني قد سقيت السم في سبع تمرات و أنا غدا أخضر و بعد غد أموت قال فنظرت إلى السندي بن شاهك يضطرب و يرتعد مثل السعفة

3-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن فضال عن أبي جميلة عن عبد الله بن أبي جعفر قال حدثني أخي عن جعفر عن أبيه أنه أتى علي بن الحسين ع ليلة قبض فيها بشراب فقال يا أبت اشرب هذا فقال يا بني إن هذه الليلة التي أقبض فيها و هي الليلة التي قبض فيها رسول الله ص

4-  علي بن محمد عن سهل بن زياد عن محمد بن عبد الحميد عن الحسن بن الجهم قال قلت للرضا ع إن أمير المؤمنين ع قد عرف قاتله و الليلة التي يقتل فيها و الموضع الذي يقتل فيه و قوله لما سمع صياح الإوز في الدار صوائح تتبعها نوائح و قول أم كلثوم لو صليت الليلة داخل الدار و أمرت غيرك يصلي بالناس فأبى عليها و كثر دخوله و خروجه تلك الليلة بلا سلاح و قد عرف ع أن ابن ملجم لعنه الله قاتله بالسيف كان هذا مما لم يجز تعرضه فقال ذلك كان و لكنه خير في تلك الليلة لتمضي مقادير الله عز و جل

 -  علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن بعض أصحابنا عن أبي الحسن موسى ع قال إن الله عز و جل غضب على الشيعة فخيرني نفسي أو هم فوقيتهم و الله بنفسي

6-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الوشاء عن مسافر أن أبا الحسن الرضا ع قال له يا مسافر هذا القناة فيها حيتان قال نعم جعلت فداك فقال إني رأيت رسول الله ص البارحة و هو يقول يا علي ما عندنا خير لك

7-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الوشاء عن أحمد بن عائذ عن أبي خديجة عن أبي عبد الله ع قال كنت عند أبي في اليوم الذي قبض فيه فأوصاني بأشياء في غسله و في كفنه و في دخوله قبره فقلت يا أباه و الله ما رأيتك منذ اشتكيت أحسن منك اليوم ما رأيت عليك أثر الموت فقال يا بني أ ما سمعت علي بن الحسين ع ينادي من وراء الجدار يا محمد تعال عجل

8-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن سيف بن عميرة عن عبد الملك بن أعين عن أبي جعفر ع قال أنزل الله تعالى النصر على الحسين ع حتى كان ما بين السماء و الأرض ثم خير النصر أو لقاء الله فاختار لقاء الله تعالى

باب أن الأئمة ع يعلمون علم ما كان و ما يكون و أنه لا يخفى عليهم الشي‏ء صلوات الله عليهم

1-  أحمد بن محمد و محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن إبراهيم بن إسحاق الأحمر عن عبد الله بن حماد عن سيف التمار قال كنا مع أبي عبد الله ع جماعة من الشيعة في الحجر فقال علينا عين فالتفتنا يمنة و يسرة فلم نر أحدا فقلنا ليس علينا عين فقال و رب الكعبة و رب البنية ثلاث مرات لو كنت بين موسى و الخضر لأخبرتهما أني أعلم منهما و لأنبأتهما بما ليس في أيديهما لأن موسى و الخضر ع أعطيا علم ما كان و لم يعطيا علم ما يكون و ما هو كائن حتى تقوم الساعة و قد ورثناه من رسول الله ص وراثة

2-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن محمد بن سنان عن يونس بن يعقوب عن الحارث بن المغيرة و عدة من أصحابنا منهم عبد الأعلى و أبو عبيدة و عبد الله بن بشر الخثعمي سمعوا أبا عبد الله ع يقول إني لأعلم ما في السماوات و ما في الأرض و أعلم ما في الجنة و أعلم ما في النار و أعلم ما كان و ما يكون قال ثم مكث هنيئة فرأى أن ذلك كبر على من سمعه منه فقال علمت ذلك من كتاب الله عز و جل إن الله عز و جل يقول فيه تبيان كل شي‏ء

3-  علي بن محمد عن سهل عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن عبد الكريم عن جماعة بن سعد الخثعمي أنه قال كان المفضل عند أبي عبد الله ع فقال له المفضل جعلت فداك يفرض الله طاعة عبد على العباد و يحجب عنه خبر السماء قال لا الله أكرم و أرحم و أرأف بعباده من أن يفرض طاعة عبد على العباد ثم يحجب عنه خبر السماء صباحا و مساء

4-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن ابن رئاب عن ضريس الكناسي قال سمعت أبا جعفر ع يقول و عنده أناس من أصحابه عجبت من قوم يتولونا و يجعلونا أئمة و يصفون أن طاعتنا مفترضة عليهم كطاعة رسول الله ص ثم يكسرون حجتهم و يخصمون أنفسهم بضعف قلوبهم فينقصونا حقنا و يعيبون ذلك على من أعطاه الله برهان حق معرفتنا و التسليم لأمرنا أ ترون أن الله تبارك و تعالى افترض طاعة أوليائه على عباده ثم يخفي عنهم أخبار السماوات و الأرض و يقطع عنهم مواد العلم فيما يرد عليهم مما فيه قوام دينهم فقال له حمران جعلت فداك أ رأيت ما كان من أمر قيام علي بن أبي طالب و الحسن و الحسين ع و خروجهم و قيامهم بدين الله عز ذكره و ما أصيبوا من قتل الطواغيت إياهم و الظفر بهم حتى قتلوا و غلبوا فقال أبو جعفر ع يا حمران إن الله تبارك و تعالى قد كان قدر ذلك عليهم و قضاه و أمضاه و حتمه على سبيل الاختيار ثم أجراه فبتقدم علم إليهم من رسول الله ص قام علي و الحسن و الحسين ع و بعلم صمت من صمت منا و لو أنهم يا حمران حيث نزل بهم ما نزل من أمر الله عز و جل و إظهار الطواغيت عليهم سألوا الله عز و جل أن يدفع عنهم ذلك و ألحوا عليه في طلب إزالة ملك الطواغيت و ذهاب ملكهم إذا لأجابهم و دفع ذلك عنهم ثم كان انقضاء مدة الطواغيت و ذهاب ملكهم أسرع من سلك منظوم انقطع فتبدد و ما كان ذلك الذي أصابهم يا حمران لذنب اقترفوه و لا لعقوبة معصية خالفوا الله فيها و لكن لمنازل و كرامة من الله أراد أن يبلغوها فلا تذهبن بك المذاهب فيهم

5-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن علي بن معبد عن هشام بن الحكم قال سألت أبا عبد الله ع بمنى عن خمسمائة حرف من الكلام فأقبلت أقول يقولون كذا و كذا قال فيقول قل كذا و كذا قلت جعلت فداك هذا الحلال و هذا الحرام أعلم أنك صاحبه و أنك أعلم الناس به و هذا هو الكلام فقال لي ويك يا هشام لا يحتج الله تبارك و تعالى على خلقه بحجة لا يكون عنده كل ما يحتاجون إليه

6-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن عمر بن عبد العزيز عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة قال سمعت أبا جعفر ع يقول لا و الله لا يكون عالم جاهلا أبدا عالما بشي‏ء جاهلا بشي‏ء ثم قال الله أجل و أعز و أكرم من أن يفرض طاعة عبد يحجب عنه علم سمائه و أرضه ثم قال لا يحجب ذلك عنه

 باب أن الله عز و جل لم يعلم نبيه علما إلا أمره أن يعلمه أمير المؤمنين و أنه كان شريكه في العلم

1-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن ابن أذينة عن عبد الله بن سليمان عن حمران بن أعين عن أبي عبد الله ع قال إن جبرئيل ع أتى رسول الله ص برمانتين فأكل رسول الله ص إحداهما و كسر الأخرى بنصفين فأكل نصفا و أطعم عليا نصفا ثم قال رسول الله ص يا أخي هل تدري ما هاتان الرمانتان قال لا قال أما الأولى فالنبوة ليس لك فيها نصيب و أما الأخرى فالعلم أنت شريكي فيه فقلت أصلحك الله كيف كان يكون شريكه فيه قال لم يعلم الله محمدا ص علما إلا و أمره أن يعلمه عليا ع

2-  علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن ابن أذينة عن زرارة عن أبي جعفر ع قال نزل جبرئيل ع على رسول الله ص برمانتين من الجنة فأعطاه إياهما فأكل واحدة و كسر الأخرى بنصفين فأعطى عليا ع نصفها فأكلها فقال يا علي أما الرمانة الأولى التي أكلتها فالنبوة ليس لك فيها شي‏ء و أما الأخرى فهو العلم فأنت شريكي فيه

3-  محمد بن يحيى عن محمد بن الحسن عن محمد بن عبد الحميد عن منصور بن يونس عن ابن أذينة عن محمد بن مسلم قال سمعت أبا جعفر ع يقول نزل جبرئيل على محمد ص برمانتين من الجنة فلقيه علي ع فقال ما هاتان الرمانتان اللتان في يدك فقال أما هذه فالنبوة ليس لك فيها نصيب و أما هذه فالعلم ثم فلقها رسول الله ص بنصفين فأعطاه نصفها و أخذ رسول الله ص نصفها ثم قال أنت شريكي فيه و أنا شريكك فيه قال فلم يعلم و الله رسول الله ص حرفا مما علمه الله عز و جل إلا و قد علمه عليا ثم انتهى العلم إلينا ثم وضع يده على صدره

 باب جهات علوم الأئمة ع

1-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن إسماعيل عن عمه حمزة بن بزيع عن علي السائي عن أبي الحسن الأول موسى ع قال قال مبلغ علمنا على ثلاثة وجوه ماض و غابر و حادث فأما الماضي فمفسر و أما الغابر فمزبور و أما الحادث فقذف في القلوب و نقر في الأسماع و هو أفضل علمنا و لا نبي بعد نبينا

2-  محمد بن يحيى عن أحمد بن أبي زاهر عن علي بن موسى عن صفوان بن يحيى عن الحارث بن المغيرة عن أبي عبد الله ع قال قلت أخبرني عن علم عالمكم قال وراثة من رسول الله ص و من علي ع قال قلت إنا نتحدث أنه يقذف في قلوبكم و ينكت في آذانكم قال أو ذاك

3-  علي بن إبراهيم عن أبيه عمن حدثه عن المفضل بن عمر قال قلت لأبي الحسن ع روينا عن أبي عبد الله ع أنه قال إن علمنا غابر و مزبور و نكت في القلوب و نقر في الأسماع فقال أما الغابر فما تقدم من علمنا و أما المزبور فما يأتينا و أما النكت في القلوب فإلهام و أما النقر في الأسماع فأمر الملك

باب أن الأئمة ع لو ستر عليهم لأخبروا كل امرئ بما له و عليه

1-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن فضالة بن أيوب عن أبان بن عثمان عن عبد الواحد بن المختار قال قال أبو جعفر ع لو كان لألسنتكم أوكية لحدثت كل امرئ بما له و عليه

2-  و بهذا الإسناد عن أحمد بن محمد عن ابن سنان عن عبد الله بن مسكان قال سمعت أبا بصير يقول قلت لأبي عبد الله ع من أين أصاب أصحاب علي ما أصابهم مع علمهم بمناياهم و بلاياهم قال فأجابني شبه المغضب ممن ذلك إلا منهم فقلت ما يمنعك جعلت فداك قال ذلك باب أغلق إلا أن الحسين بن علي صلوات عليهما فتح منه شيئا يسيرا ثم قال يا أبا محمد إن أولئك كانت على أفواههم أوكية

باب التفويض إلى رسول الله ص و إلى الأئمة ع في أمر الدين

1-  محمد بن يحيى عن أحمد بن أبي زاهر عن علي بن إسماعيل عن صفوان بن يحيى عن عاصم بن حميد عن أبي إسحاق النحوي قال دخلت على أبي عبد الله ع فسمعته يقول إن الله عز و جل أدب نبيه على محبته فقال و إنك لعلى خلق عظيم ثم فوض إليه فقال عز و جل و ما آتاكم الرسول فخذوه و ما نهاكم عنه فانتهوا و قال عز و جل من يطع الرسول فقد أطاع الله قال ثم قال و إن نبي الله فوض إلى علي و ائتمنه فسلمتم و جحد الناس فو الله لنحبكم أن تقولوا إذا قلنا و أن تصمتوا إذا صمتنا و نحن فيما بينكم و بين الله عز و جل ما جعل الله لأحد خيرا في خلاف أمرنا

 عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن ابن أبي نجران عن عاصم بن حميد عن أبي إسحاق قال سمعت أبا جعفر ع يقول ثم ذكر نحوه

2-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن يحيى بن أبي عمران عن يونس عن بكار بن بكر عن موسى بن أشيم قال كنت عند أبي عبد الله ع فسأله رجل عن آية من كتاب الله عز و جل فأخبره بها ثم دخل عليه داخل فسأله عن تلك الآية فأخبره بخلاف ما أخبر به الأول فدخلني من ذلك ما شاء الله حتى كأن قلبي يشرح بالسكاكين فقلت في نفسي تركت أبا قتادة بالشام لا يخطئ في الواو و شبهه و جئت إلى هذا يخطئ هذا الخطأ كله فبينا أنا كذلك إذ دخل عليه آخر فسأله عن تلك الآية فأخبره بخلاف ما أخبرني و أخبر صاحبي فسكنت نفسي فعلمت أن ذلك منه تقية قال ثم التفت إلي فقال لي يا ابن أشيم إن الله عز و جل فوض إلى سليمان بن داود فقال هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب و فوض إلى نبيه ص فقال ما آتاكم الرسول فخذوه و ما نهاكم عنه فانتهوا فما فوض إلى رسول الله ص فقد فوضه إلينا

3-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحجال عن ثعلبة عن زرارة قال سمعت أبا جعفر و أبا عبد الله ع يقولان إن الله عز و جل فوض إلى نبيه ص أمر خلقه لينظر كيف طاعتهم ثم تلا هذه الآية ما آتاكم الرسول فخذوه و ما نهاكم عنه فانتهوا

4-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن عمر بن أذينة عن فضيل بن يسار قال سمعت أبا عبد الله ع يقول لبعض أصحاب قيس الماصر إن الله عز و جل أدب نبيه فأحسن أدبه فلما أكمل له الأدب قال إنك لعلى خلق عظيم ثم فوض إليه أمر الدين و الأمة ليسوس عباده فقال عز و جل ما آتاكم الرسول فخذوه و ما نهاكم عنه فانتهوا و إن رسول الله ص كان مسددا موفقا مؤيدا بروح القدس لا يزل و لا يخطئ في شي‏ء مما يسوس به الخلق فتأدب بآداب الله ثم إن الله عز و جل فرض الصلاة ركعتين ركعتين عشر ركعات فأضاف رسول الله ص إلى الركعتين ركعتين و إلى المغرب ركعة فصارت عديل الفريضة لا يجوز تركهن إلا في سفر و أفرد الركعة في المغرب فتركها قائمة في السفر و الحضر فأجاز الله عز و جل له ذلك كله فصارت الفريضة سبع عشرة ركعة ثم سن رسول الله ص النوافل أربعا و ثلاثين ركعة مثلي الفريضة فأجاز الله عز و جل له ذلك و الفريضة و النافلة إحدى و خمسون ركعة منها ركعتان بعد العتمة جالسا تعد بركعة مكان الوتر و فرض الله في السنة صوم شهر رمضان و سن رسول الله ص صوم شعبان و ثلاثة أيام في كل شهر مثلي الفريضة فأجاز الله عز و جل له ذلك و حرم الله عز و جل الخمر بعينها و حرم رسول الله ص المسكر من كل شراب فأجاز الله له ذلك كله و عاف رسول الله ص أشياء و كرهها و لم ينه عنها نهي حرام إنما نهى عنها نهي إعافة و كراهة ثم رخص فيها فصار الأخذ برخصه واجبا على العباد كوجوب ما يأخذون بنهيه و عزائمه و لم يرخص لهم رسول الله ص فيما نهاهم عنه نهي حرام و لا فيما أمر به أمر فرض لازم فكثير المسكر من الأشربة نهاهم عنه نهي حرام لم يرخص فيه لأحد و لم يرخص رسول الله ص لأحد تقصير الركعتين اللتين ضمهما إلى ما فرض الله عز و جل بل ألزمهم ذلك إلزاما واجبا لم يرخص لأحد في شي‏ء من ذلك إلا للمسافر و ليس لأحد أن يرخص شيئا ما لم يرخصه رسول الله ص فوافق أمر رسول الله ص أمر الله عز و جل و نهيه نهي الله عز و جل و وجب على العباد التسليم له كالتسليم لله تبارك و تعالى

5-  أبو علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن ابن فضال عن ثعلبة بن ميمون عن زرارة أنه سمع أبا جعفر و أبا عبد الله ع يقولان إن الله تبارك و تعالى فوض إلى نبيه ص أمر خلقه لينظر كيف طاعتهم ثم تلا هذه الآية ما آتاكم الرسول فخذوه و ما نهاكم عنه فانتهوا

 محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحجال عن ثعلبة بن ميمون عن زرارة مثله

6-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن سنان عن إسحاق بن عمار عن أبي عبد الله ع قال إن الله تبارك و تعالى أدب نبيه ص فلما انتهى به إلى ما أراد قال له إنك لعلى خلق عظيم ففوض إليه دينه فقال و ما آتاكم الرسول فخذوه و ما نهاكم عنه فانتهوا و إن الله عز و جل فرض الفرائض و لم يقسم للجد شيئا و إن رسول الله ص أطعمه السدس فأجاز الله جل ذكره له ذلك و ذلك قول الله عز و جل هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب

7-  الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الوشاء عن حماد بن عثمان عن زرارة عن أبي جعفر ع قال وضع رسول الله ص دية العين و دية النفس و حرم النبيذ و كل مسكر فقال له رجل وضع رسول الله ص من غير أن يكون جاء فيه شي‏ء قال نعم ليعلم من يطيع الرسول ممن يعصيه

8-  محمد بن يحيى عن محمد بن الحسن قال وجدت في نوادر محمد بن سنان عن عبد الله بن سنان قال قال أبو عبد الله ع لا و الله ما فوض الله إلى أحد من خلقه إلا إلى رسول الله ص و إلى الأئمة قال عز و جل إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله و هي جارية في الأوصياء ع

9-  محمد بن يحيى عن محمد بن الحسن عن يعقوب بن يزيد عن الحسن بن زياد عن محمد بن الحسن الميثمي عن أبي عبد الله ع قال سمعته يقول إن الله عز و جل أدب رسوله حتى قومه على ما أراد ثم فوض إليه فقال عز ذكره ما آتاكم الرسول فخذوه و ما نهاكم عنه فانتهوا فما فوض الله إلى رسوله ص فقد فوضه إلينا

10-  علي بن محمد عن بعض أصحابنا عن الحسين بن عبد الرحمن عن صندل الخياط عن زيد الشحام قال سألت أبا عبد الله ع في قوله تعالى هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب قال أعطى سليمان ملكا عظيما ثم جرت هذه الآية في رسول الله ص فكان له أن يعطي ما شاء من شاء و يمنع من شاء و أعطاه الله أفضل مما أعطى سليمان لقوله ما آتاكم الرسول فخذوه و ما نهاكم عنه فانتهوا

باب في أن الأئمة بمن يشبهون ممن مضى و كراهية القول فيهم بالنبوة

1-  أبو علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان بن يحيى عن حمران بن أعين قال قلت لأبي جعفر ع ما موضع العلماء قال مثل ذي القرنين و صاحب سليمان و صاحب موسى ع

2-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن الحسين بن أبي العلاء قال قال أبو عبد الله ع إنما الوقوف علينا في الحلال و الحرام فأما النبوة فلا

 -  محمد بن يحيى الأشعري عن أحمد بن محمد عن البرقي عن النضر بن سويد عن يحيى بن عمران الحلبي عن أيوب بن الحر قال سمعت أبا عبد الله ع يقول إن الله عز ذكره ختم بنبيكم النبيين فلا نبي بعده أبدا و ختم بكتابكم الكتب فلا كتاب بعده أبدا و أنزل فيه تبيان كل شي‏ء و خلقكم و خلق السماوات و الأرض و نبأ ما قبلكم و فصل ما بينكم و خبر ما بعدكم و أمر الجنة و النار و ما أنتم صائرون إليه

4-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن حماد بن عيسى عن الحسين بن المختار عن الحارث بن المغيرة قال قال أبو جعفر ع إن عليا ع كان محدثا فقلت فتقول نبي قال فحرك بيده هكذا ثم قال أو كصاحب سليمان أو كصاحب موسى أو كذي القرنين أ و ما بلغكم أنه قال و فيكم مثله

5-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن ابن أذينة عن بريد بن معاوية عن أبي جعفر و أبي عبد الله ع قال قلت له ما منزلتكم و من تشبهون ممن مضى قال صاحب موسى و ذو القرنين كانا عالمين و لم يكونا نبيين

6-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن البرقي عن أبي طالب عن سدير قال قلت لأبي عبد الله ع إن قوما يزعمون أنكم آلهة يتلون بذلك علينا قرآنا و هو الذي في السماء إله و في الأرض إله فقال يا سدير سمعي و بصري و بشري و لحمي و دمي و شعري من هؤلاء براء و برئ الله منهم ما هؤلاء على ديني و لا على دين آبائي و الله لا يجمعني الله و إياهم يوم القيامة إلا و هو ساخط عليهم قال قلت و عندنا قوم يزعمون أنكم رسل يقرءون علينا بذلك قرآنا يا أيها الرسل كلوا من الطيبات و اعملوا صالحا إني بما تعملون عليم فقال يا سدير سمعي و بصري و شعري و بشري و لحمي و دمي من هؤلاء براء و برئ الله منهم و رسوله ما هؤلاء على ديني و لا على دين آبائي و الله لا يجمعني الله و إياهم يوم القيامة إلا و هو ساخط عليهم قال قلت فما أنتم قال نحن خزان علم الله نحن تراجمة أمر الله نحن قوم معصومون أمر الله تبارك و تعالى بطاعتنا و نهى عن معصيتنا نحن الحجة البالغة على من دون السماء و فوق الأرض

7-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن عبد الله بن بحر عن ابن مسكان عن عبد الرحمن بن أبي عبد الله عن محمد بن مسلم قال سمعت أبا عبد الله ع يقول الأئمة بمنزلة رسول الله ص إلا أنهم ليسوا بأنبياء و لا يحل لهم من النساء ما يحل للنبي ص فأما ما خلا ذلك فهم فيه بمنزلة رسول الله ص

باب أن الأئمة ع محدثون مفهمون

1-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحجال عن القاسم بن محمد عن عبيد بن زرارة قال أرسل أبو جعفر ع إلى زرارة أن يعلم الحكم بن عتيبة أن أوصياء محمد عليه و عليهم السلام محدثون

2-  محمد عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن جميل بن صالح عن زياد بن سوقة عن الحكم بن عتيبة قال دخلت على علي بن الحسين ع يوما فقال يا حكم هل تدري الآية التي كان علي بن أبي طالب ع يعرف قاتله بها و يعرف بها الأمور العظام التي كان يحدث بها الناس قال الحكم فقلت في نفسي قد وقعت على علم من علم علي بن الحسين أعلم بذلك تلك الأمور العظام قال فقلت لا و الله لا أعلم قال ثم قلت الآية تخبرني بها يا ابن رسول الله قال هو و الله قول الله عز ذكره و ما أرسلنا من قبلك من رسول و لا نبي و لا محدث و كان علي بن أبي طالب ع محدثا فقال له رجل يقال له عبد الله بن زيد كان أخا علي لأمه سبحان الله محدثا كأنه ينكر ذلك فأقبل علينا أبو جعفر ع فقال أما و الله إن ابن أمك بعد قد كان يعرف ذلك قال فلما قال ذلك سكت الرجل فقال هي التي هلك فيها أبو الخطاب فلم يدر ما تأويل المحدث و النبي

 -  أحمد بن محمد و محمد بن يحيى عن محمد بن الحسن عن يعقوب بن يزيد عن محمد بن إسماعيل قال سمعت أبا الحسن ع يقول الأئمة علماء صادقون مفهمون محدثون

4-  علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن رجل عن محمد بن مسلم قال ذكر المحدث عند أبي عبد الله ع فقال إنه يسمع الصوت و لا يرى الشخص فقلت له جعلت فداك كيف يعلم أنه كلام الملك قال إنه يعطى السكينة و الوقار حتى يعلم أنه كلام ملك

5-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن حماد بن عيسى عن الحسين بن المختار عن الحارث بن المغيرة عن حمران بن أعين قال قال أبو جعفر ع إن عليا ع كان محدثا فخرجت إلى أصحابي فقلت جئتكم بعجيبة فقالوا و ما هي فقلت سمعت أبا جعفر ع يقول كان علي ع محدثا فقالوا ما صنعت شيئا إلا سألته من كان يحدثه فرجعت إليه فقلت إني حدثت أصحابي بما حدثتني فقالوا ما صنعت شيئا إلا سألته من كان يحدثه فقال لي يحدثه ملك قلت تقول إنه نبي قال فحرك يده هكذا أو كصاحب سليمان أو كصاحب موسى أو كذي القرنين أ و ما بلغكم أنه قال و فيكم مثله

باب فيه ذكر الأرواح التي في الأئمة ع

1-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن حماد بن عيسى عن إبراهيم بن عمر اليماني عن جابر الجعفي قال قال أبو عبد الله ع يا جابر إن الله تبارك و تعالى خلق الخلق ثلاثة أصناف و هو قول الله عز و جل و كنتم أزواجا ثلاثة فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة و أصحاب المشئمة ما أصحاب المشئمة و السابقون السابقون أولئك المقربون فالسابقون هم رسل الله ع و خاصة الله من خلقه جعل فيهم خمسة أرواح أيدهم بروح القدس فبه عرفوا الأشياء و أيدهم بروح الإيمان فبه خافوا الله عز و جل و أيدهم بروح القوة فبه قدروا على طاعة الله و أيدهم بروح الشهوة فبه اشتهوا طاعة الله عز و جل و كرهوا معصيته و جعل فيهم روح المدرج الذي به يذهب الناس و يجيئون و جعل في المؤمنين و أصحاب الميمنة روح الإيمان فبه خافوا الله و جعل فيهم روح القوة فبه قدروا على طاعة الله و جعل فيهم روح الشهوة فبه اشتهوا طاعة الله و جعل فيهم روح المدرج الذي به يذهب الناس و يجيئون

2-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن موسى بن عمر عن محمد بن سنان عن عمار بن مروان عن المنخل عن جابر عن أبي جعفر ع قال سألته عن علم العالم فقال لي يا جابر إن في الأنبياء و الأوصياء خمسة أرواح روح القدس و روح الإيمان و روح الحياة و روح القوة و روح الشهوة فبروح القدس يا جابر عرفوا ما تحت العرش إلى ما تحت الثرى ثم قال يا جابر إن هذه الأربعة أرواح يصيبها الحدثان إلا روح القدس فإنها لا تلهو و لا تلعب

3-  الحسين بن محمد عن المعلى بن محمد عن عبد الله بن إدريس عن محمد بن سنان عن المفضل بن عمر عن أبي عبد الله ع قال سألته عن علم الإمام بما في أقطار الأرض و هو في بيته مرخى عليه ستره فقال يا مفضل إن الله تبارك و تعالى جعل في النبي ص خمسة أرواح روح الحياة فبه دب و درج و روح القوة فبه نهض و جاهد و روح الشهوة فبه أكل و شرب و أتى النساء من الحلال و روح الإيمان فبه آمن و عدل و روح القدس فبه حمل النبوة فإذا قبض النبي ص انتقل روح القدس فصار إلى الإمام و روح القدس لا ينام و لا يغفل و لا يلهو و لا يزهو و الأربعة الأرواح تنام و تغفل و تزهو و تلهو و روح القدس كان يرى به

 باب الروح التي يسدد الله بها الأئمة ع

1-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن أبي الصباح الكناني عن أبي بصير قال سألت أبا عبد الله ع عن قول الله تبارك و تعالى و كذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب و لا الإيمان قال خلق من خلق الله عز و جل أعظم من جبرئيل و ميكائيل كان مع رسول الله ص يخبره و يسدده و هو مع الأئمة من بعده

2-  محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن علي بن أسباط عن أسباط بن سالم قال سأله رجل من أهل هيت و أنا حاضر عن قول الله عز و جل و كذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا فقال منذ أنزل الله عز و جل ذلك الروح على محمد ص ما صعد إلى السماء و إنه لفينا

3-  علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن ابن مسكان عن أبي بصير قال سألت أبا عبد الله ع عن قول الله عز و جل يسئلونك عن الروح قل الروح من أمر ربي قال خلق أعظم من جبرئيل و ميكائيل كان مع رسول الله ص و هو مع الأئمة و هو من الملكوت

4-  علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن أبي أيوب الخزاز عن أبي بصير قال سمعت أبا عبد الله ع يقول يسئلونك عن الروح قل الروح من أمر ربي قال خلق أعظم من جبرئيل و ميكائيل لم يكن مع أحد ممن مضى غير محمد ص و هو مع الأئمة يسددهم و ليس كل ما طلب وجد

5-  محمد بن يحيى عن عمران بن موسى عن موسى بن جعفر عن علي بن أسباط عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة قال سألت أبا عبد الله ع عن العلم أ هو علم يتعلمه العالم من أفواه الرجال أم في الكتاب عندكم تقرءونه فتعلمون منه قال الأمر أعظم من ذلك و أوجب أ ما سمعت قول الله عز و جل و كذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب و لا الإيمان ثم قال أي شي‏ء يقول أصحابكم في هذه الآية أ يقرون أنه كان في حال لا يدري ما الكتاب و لا الإيمان فقلت لا أدري جعلت فداك ما يقولون فقال لي بلى قد كان في حال لا يدري ما الكتاب و لا الإيمان حتى بعث الله تعالى الروح التي ذكر في الكتاب فلما أوحاها إليه علم بها العلم و الفهم و هي الروح التي يعطيها الله تعالى من شاء فإذا أعطاها عبدا علمه الفهم

6-  محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن علي بن أسباط عن الحسين بن أبي العلاء عن سعد الإسكاف قال أتى رجل أمير المؤمنين ع يسأله عن الروح أ ليس هو جبرئيل فقال له أمير المؤمنين ع جبرئيل ع من الملائكة و الروح غير جبرئيل فكرر ذلك على الرجل فقال له لقد قلت عظيما من القول ما أحد يزعم أن الروح غير جبرئيل فقال له أمير المؤمنين ع إنك ضال تروي عن أهل الضلال يقول الله تعالى لنبيه ص أتى أمر الله فلا تستعجلوه سبحانه و تعالى عما يشركون ينزل الملائكة بالروح و الروح غير الملائكة صلوات الله عليهم

باب وقت ما يعلم الإمام جميع علم الإمام الذي كان قبله ع

1-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن علي بن أسباط عن الحكم بن مسكين عن بعض أصحابنا قال قلت لأبي عبد الله ع متى يعرف الأخير ما عند الأول قال في آخر دقيقة تبقى من روحه

2-  محمد عن محمد بن الحسين عن علي بن أسباط عن الحكم بن مسكين عن عبيد بن زرارة و جماعة معه قالوا سمعنا أبا عبد الله ع يقول يعرف الذي بعد الإمام علم من كان قبله في آخر دقيقة تبقى من روحه

3-  محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن يعقوب بن يزيد عن علي بن أسباط عن بعض أصحابه عن أبي عبد الله ع قال قلت له الإمام متى يعرف إمامته و ينتهي الأمر إليه قال في آخر دقيقة من حياة الأول

باب في أن الأئمة صلوات الله عليهم في العلم و الشجاعة و الطاعة سواء

1-  محمد بن يحيى عن أحمد بن أبي زاهر عن الخشاب عن علي بن حسان عن عبد الرحمن بن كثير عن أبي عبد الله ع قال قال الله تعالى الذين آمنوا و اتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم و ما ألتناهم من عملهم من شي‏ء قال الذين آمنوا النبي ص و أمير المؤمنين ع و ذريته الأئمة و الأوصياء صلوات الله عليهم ألحقنا بهم و لم ننقص ذريتهم الحجة التي جاء بها محمد ص في علي ع و حجتهم واحدة و طاعتهم واحدة

2-  علي بن محمد بن عبد الله عن أبيه عن محمد بن عيسى عن داود النهدي عن علي بن جعفر عن أبي الحسن ع قال قال لي نحن في العلم و الشجاعة سواء و في العطايا على قدر ما نؤمر

3-  أحمد بن محمد عن محمد بن الحسن عن علي بن إسماعيل عن صفوان بن يحيى عن ابن مسكان عن الحارث بن المغيرة عن أبي عبد الله ع قال سمعته يقول قال رسول الله ص نحن في الأمر و الفهم و الحلال و الحرام نجري مجرى واحدا فأما رسول الله ص و علي ع فلهما فضلهما

 باب أن الإمام ع يعرف الإمام الذي يكون من بعده و أن قول الله تعالى إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها فيهم ع نزلت

1-  الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الحسن بن علي الوشاء عن أحمد بن عائذ عن ابن أذينة عن بريد العجلي قال سألت أبا جعفر ع عن قول الله عز و جل إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها و إذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل قال إيانا عنى أن يؤدي الأول إلى الإمام الذي بعده الكتب و العلم و السلاح و إذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل الذي في أيديكم ثم قال للناس يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله و أطيعوا الرسول و أولي الأمر منكم إيانا عنى خاصة أمر جميع المؤمنين إلى يوم القيامة بطاعتنا فإن خفتم تنازعا في أمر فردوه إلى الله و إلى الرسول و إلى أولي الأمر منكم كذا نزلت و كيف يأمرهم الله عز و جل بطاعة ولاة الأمر و يرخص في منازعتهم إنما قيل ذلك للمأمورين الذين قيل لهم أطيعوا الله و أطيعوا الرسول و أولي الأمر منكم

2-  الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الحسن بن علي الوشاء عن أحمد بن عمر قال سألت الرضا ع عن قول الله عز و جل إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها قال هم الأئمة من آل محمد ص أن يؤدي الإمام الأمانة إلى من بعده و لا يخص بها غيره و لا يزويها عنه

3-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن الرضا ع في قول الله عز و جل إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها قال هم الأئمة يؤدي الإمام إلى الإمام من بعده و لا يخص بها غيره و لا يزويها عنه

4-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن سنان عن إسحاق بن عمار عن ابن أبي يعفور عن المعلى بن خنيس قال سألت أبا عبد الله ع عن قول الله عز و جل إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها قال أمر الله الإمام الأول أن يدفع إلى الإمام الذي بعده كل شي‏ء عنده

5-  محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن ابن محبوب عن العلاء بن رزين عن عبد الله بن أبي يعفور عن أبي عبد الله ع قال لا يموت الإمام حتى يعلم من يكون من بعده فيوصي إليه

6-  أحمد بن إدريس عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان بن يحيى عن ابن أبي عثمان عن المعلى بن خنيس عن أبي عبد الله ع قال إن الإمام يعرف الإمام الذي من بعده فيوصي إليه

7-  أحمد عن محمد بن عبد الجبار عن أبي عبد الله البرقي عن فضالة بن أيوب عن سليمان بن خالد عن أبي عبد الله ع قال ما مات عالم حتى يعلمه الله عز و جل إلى من يوصي

باب أن الإمامة عهد من الله عز و جل معهود من واحد إلى واحد ع

1-  الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الحسن بن علي الوشاء قال حدثني عمر بن أبان عن أبي بصير قال كنت عند أبي عبد الله ع فذكروا الأوصياء و ذكرت إسماعيل فقال لا و الله يا أبا محمد ما ذاك إلينا و ما هو إلا إلى الله عز و جل ينزل واحدا بعد واحد

2-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن ابن أبي عمير عن حماد بن عثمان عن عمرو بن الأشعث قال سمعت أبا عبد الله ع يقول أ ترون الموصي منا يوصي إلى من يريد لا و الله و لكن عهد من الله و رسوله ص لرجل فرجل حتى ينتهي الأمر إلى صاحبه

 الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد بن جمهور عن حماد بن عيسى عن منهال عن عمرو بن الأشعث عن أبي عبد الله ع مثله

3-  الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن علي بن محمد عن بكر بن صالح عن محمد بن سليمان عن عيثم بن أسلم عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله ع قال إن الإمامة عهد من الله عز و جل معهود لرجال مسمين ليس للإمام أن يزويها عن الذي يكون من بعده إن الله تبارك و تعالى أوحى إلى داود ع أن اتخذ وصيا من أهلك فإنه قد سبق في علمي أن لا أبعث نبيا إلا و له وصي من أهله و كان لداود ع أولاد عدة و فيهم غلام كانت أمه عند داود و كان لها محبا فدخل داود ع عليها حين أتاه الوحي فقال لها إن الله عز و جل أوحى إلي يأمرني أن أتخذ وصيا من أهلي فقالت له امرأته فليكن ابني قال ذلك أريد و كان السابق في علم الله المحتوم عنده أنه سليمان فأوحى الله تبارك و تعالى إلى داود أن لا تعجل دون أن يأتيك أمري فلم يلبث داود ع أن ورد عليه رجلان يختصمان في الغنم و الكرم فأوحى الله عز و جل إلى داود أن اجمع ولدك فمن قضى بهذه القضية فأصاب فهو وصيك من بعدك فجمع داود ع ولده فلما أن قص الخصمان قال سليمان ع يا صاحب الكرم متى دخلت غنم هذا الرجل كرمك قال دخلته ليلا قال قضيت عليك يا صاحب الغنم بأولاد غنمك و أصوافها في عامك هذا ثم قال له داود فكيف لم تقض برقاب الغنم و قد قوم ذلك علماء بني إسرائيل و كان ثمن الكرم قيمة الغنم فقال سليمان إن الكرم لم يجتث من أصله و إنما أكل حمله و هو عائد في قابل فأوحى الله عز و جل إلى داود إن القضاء في هذه القضية ما قضى سليمان به يا داود أردت أمرا و أردنا أمرا غيره فدخل داود على امرأته فقال أردنا أمرا و أراد الله عز و جل أمرا غيره و لم يكن إلا ما أراد الله عز و جل فقد رضينا بأمر الله عز و جل و سلمنا و كذلك الأوصياء ع ليس لهم أن يتعدوا بهذا الأمر فيجاوزون صاحبه إلى غيره

 قال الكليني معنى الحديث الأول أن الغنم لو دخلت الكرم نهارا لم يكن على صاحب الغنم شي‏ء لأن لصاحب الغنم أن يسرح غنمه بالنهار ترعى و على صاحب الكرم حفظه و على صاحب الغنم أن يربط غنمه ليلا و لصاحب الكرم أن ينام في بيته

4-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن أبي عمير عن ابن بكير و جميل عن عمرو بن مصعب قال سمعت أبا عبد الله ع يقول أ ترون أن الموصي منا يوصي إلى من يريد لا و الله و لكنه عهد من رسول الله ص إلى رجل فرجل حتى انتهى إلى نفسه

باب أن الأئمة ع لم يفعلوا شيئا و لا يفعلون إلا بعهد من الله عز و جل و أمر منه لا يتجاوزونه

1-  محمد بن يحيى و الحسين بن محمد عن جعفر بن محمد عن علي بن الحسين بن علي عن إسماعيل بن مهران عن أبي جميلة عن معاذ بن كثير عن أبي عبد الله ع قال إن الوصية نزلت من السماء على محمد كتابا لم ينزل على محمد ص كتاب مختوم إلا الوصية فقال جبرئيل ع يا محمد هذه وصيتك في أمتك عند أهل بيتك فقال رسول الله ص أي أهل بيتي يا جبرئيل قال نجيب الله منهم و ذريته ليرثك علم النبوة كما ورثه إبراهيم ع و ميراثه لعلي ع و ذريتك من صلبه قال و كان عليها خواتيم قال ففتح علي ع الخاتم الأول و مضى لما فيها ثم فتح الحسن ع الخاتم الثاني و مضى لما أمر به فيها فلما توفي الحسن و مضى فتح الحسين ع الخاتم الثالث فوجد فيها أن قاتل فاقتل و تقتل و اخرج بأقوام للشهادة لا شهادة لهم إلا معك قال ففعل ع فلما مضى دفعها إلى علي بن الحسين ع قبل ذلك ففتح الخاتم الرابع فوجد فيها أن اصمت و أطرق لما حجب العلم فلما توفي و مضى دفعها إلى محمد بن علي ع ففتح الخاتم الخامس فوجد فيها أن فسر كتاب الله تعالى و صدق أباك و ورث ابنك و اصطنع الأمة و قم بحق اللهعز و جل و قل الحق في الخوف و الأمن و لا تخش إلا الله ففعل ثم دفعها إلى الذي يليه قال قلت له جعلت فداك فأنت هو قال فقال ما بي إلا أن تذهب يا معاذ فتروي علي قال فقلت أسأل الله الذي رزقك من آبائك هذه المنزلة أن يرزقك من عقبك مثلها قبل الممات قال قد فعل الله ذلك يا معاذ قال فقلت فمن هو جعلت فداك قال هذا الراقد و أشار بيده إلى العبد الصالح و هو راقد

2-  أحمد بن محمد و محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن أحمد بن محمد عن أبي الحسن الكناني عن جعفر بن نجيح الكندي عن محمد بن أحمد بن عبيد الله العمري عن أبيه عن جده عن أبي عبد الله ع قال إن الله عز و جل أنزل على نبيه ص كتابا قبل وفاته فقال يا محمد هذه وصيتك إلى النجبة من أهلك قال و ما النجبة يا جبرئيل فقال علي بن أبي طالب و ولده ع و كان على الكتاب خواتيم من ذهب فدفعه النبي ص إلى أمير المؤمنين ع و أمره أن يفك خاتما منه و يعمل بما فيه ففك أمير المؤمنين ع خاتما و عمل بما فيه ثم دفعه إلى ابنه الحسن ع ففك خاتما و عمل بما فيه ثم دفعه إلى الحسين ع ففك خاتما فوجد فيه أن اخرج بقوم إلى الشهادة فلا شهادة لهم إلا معك و اشر نفسك لله عز و جل ففعل ثم دفعه إلى علي بن الحسين ع ففك خاتما فوجد فيه أن أطرق و اصمت و الزم منزلك و اعبد ربك حتى يأتيك اليقين ففعل ثم دفعه إلى ابنه محمد بن علي ع ففك خاتما فوجد فيه حدث الناس و أفتهم و لا تخافن إلا الله عز و جل فإنه لا سبيل لأحد عليك ففعل ثم دفعه إلى ابنه جعفر ففك خاتما فوجد فيه حدث الناس و أفتهم و انشر علوم أهل بيتك و صدق آباءك الصالحين و لا تخافن إلا الله عز و جل و أنت في حرز و أمان ففعل ثم دفعه إلى ابنه موسى ع و كذلك يدفعه موسى إلى الذي بعده ثم كذلك إلى قيام المهدي صلى الله عليه

3-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن ابن رئاب عن ضريس الكناسي عن أبي جعفر ع قال قال له حمران جعلت فداك أ رأيت ما كان من أمر علي و الحسن و الحسين ع و خروجهم و قيامهم بدين الله عز و جل و ما أصيبوا من قتل الطواغيت إياهم و الظفر بهم حتى قتلوا و غلبوا فقال أبو جعفر ع يا حمران إن الله تبارك و تعالى قد كان قدر ذلك عليهم و قضاه و أمضاه و حتمه ثم أجراه فبتقدم علم ذلك إليهم من رسول الله قام علي و الحسن و الحسين و بعلم صمت من صمت منا

4-  الحسين بن محمد الأشعري عن معلى بن محمد عن أحمد بن محمد عن الحارث بن جعفر عن علي بن إسماعيل بن يقطين عن عيسى بن المستفاد أبي موسى الضرير قال حدثني موسى بن جعفر ع قال قلت لأبي عبد الله أ ليس كان أمير المؤمنين ع كاتب الوصية و رسول الله ص المملي عليه و جبرئيل و الملائكة المقربون ع شهود قال فأطرق طويلا ثم قال يا أبا الحسن قد كان ما قلت و لكن حين نزل برسول الله ص الأمر نزلت الوصية من عند الله كتابا مسجلا نزل به جبرئيل مع أمناء الله تبارك و تعالى من الملائكة فقال جبرئيل يا محمد مر بإخراج من عندك إلا وصيك ليقبضها منا و تشهدنا بدفعك إياها إليه ضامنا لها يعني عليا ع فأمر النبي ص بإخراج من كان في البيت ما خلا عليا ع و فاطمة فيما بين الستر و الباب فقال جبرئيل يا محمد ربك يقرئك السلام و يقول هذا كتاب ما كنت عهدت إليك و شرطت عليك و شهدت به عليك و أشهدت به عليك ملائكتي و كفى بي يا محمد شهيدا قال فارتعدت مفاصل النبي ص فقال يا جبرئيل ربي هو السلام و منه السلام و إليه يعود السلام صدق عز و جل و بر هات الكتاب فدفعه إليه و أمره بدفعه إلى أمير المؤمنين ع فقال له اقرأه فقرأه حرفا حرفا فقال يا علي هذا عهد ربي تبارك و تعالى إلي و شرطه علي و أمانته و قد بلغت و نصحت و أديت فقال علي ع و أنا أشهد لك بأبي و أمي أنت بالبلاغ و النصيحة و التصديق على ما قلت و يشهد لك به سمعي و بصري و لحمي و دمي فقال جبرئيل ع و أنا لكما على ذلك من الشاهدين فقال رسول الله ص يا علي أخذت وصيتي و عرفتها و ضمنت لله و لي الوفاء بما فيها فقال علي ع نعم بأبي أنت و أمي علي ضمانها و على الله عوني و توفيقي على أدائها فقال رسول الله ص يا علي إني أريد أن أشهد عليك بموافاتي بها يوم القيامة فقال علي ع نعم أشهد فقال النبي ص إن جبرئيل و ميكائيل فيما بيني و بينك الآن و هما حاضران معهما الملائكة المقربون لأشهدهم عليك فقال نعم ليشهدوا و أنا بأبي أنت و أمي أشهدهم فأشهدهم رسول الله ص و كان فيما اشترط عليه النبي بأمر جبرئيل ع فيما أمر الله عز و جل أن قال له يا علي تفي بما فيها من موالاة من والى الله و رسوله و البراءة و العداوة لمن عادى الله و رسوله و البراءة منهم على الصبر منك و على كظم الغيظ و على ذهاب حقي و غصب خمسك و انتهاك حرمتك فقال نعم يا رسول الله فقال أمير المؤمنين ع و الذي فلق الحبة و برأ النسمة لقد سمعت جبرئيل ع يقول للنبي يا محمد عرفه أنه ينتهك الحرمة و هي حرمة الله و حرمة رسول الله ص و على أن تخضب لحيته من رأسه بدم عبيط قال أمير المؤمنين ع فصعقت حين فهمت الكلمة من الأمين جبرئيل حتى سقطت على وجهي و قلت نعم قبلت و رضيت و إن انتهكت الحرمة و عطلت السنن و مزق الكتاب و هدمت الكعبة و خضبت لحيتي من رأسي بدم عبيط صابرا محتسبا أبدا حتى أقدم عليك ثم دعا رسول الله ص فاطمة و الحسن و الحسين و أعلمهم مثل ما أعلم أمير المؤمنين فقالوا مثل قوله فختمت الوصية بخواتيم من ذهب لم تمسه النار و دفعت إلى أمير المؤمنين ع فقلت لأبي الحسن ع بأبي أنت و أمي أ لا تذكر ما كان في الوصية فقال سنن الله و سنن رسوله فقلت أ كان في الوصية توثبهم و خلافهم على أمير المؤمنين ع فقال نعم و الله شيئا شيئا و حرفا حرفا أ ما سمعت قول الله عز و جل إنا نحن نحي الموتى و نكتب ما قدموا و آثارهم و كل شي‏ء أحصيناه في إمام مبين و الله لقد قال رسول الله ص لأمير المؤمنين و فاطمة ع أ ليس قد فهمتما ما تقدمت به إليكما و قبلتماه فقالا بلى و صبرنا على ما ساءنا و غاظنا

 و في نسخة الصفواني زيادة علي بن إبراهيم عن أبيه عن عبد الله بن عبد الرحمن الأصم عن أبي عبد الله البزاز عن حريز قال قلت لأبي عبد الله ع جعلت فداك ما أقل بقاءكم أهل البيت و أقرب آجالكم بعضها من بعض مع حاجة الناس إليكم فقال إن لكل واحد منا صحيفة فيها ما يحتاج إليه أن يعمل به في مدته فإذا انقضى ما فيها مما أمر به عرف أن أجله قد حضر فأتاه النبي ص ينعى إليه نفسه و أخبره بما له عند الله و أن الحسين ع قرأ صحيفته التي أعطيها و فسر له ما يأتي بنعي و بقي فيها أشياء لم تقض فخرج للقتال و كانت تلك الأمور التي بقيت أن الملائكة سألت الله في نصرته فأذن لها و مكثت تستعد للقتال و تتأهب لذلك حتى قتل فنزلت و قد انقطعت مدته و قتل ع فقالت الملائكة يا رب أذنت لنا في الانحدار و أذنت لنا في نصرته فانحدرنا و قد قبضته فأوحى الله إليهم أن الزموا قبره حتى تروه و قد خرج فانصروه و ابكوا عليه و على ما فاتكم من نصرته فإنكم قد خصصتم بنصرته و بالبكاء عليه فبكت الملائكة تعزيا و حزنا على ما فاتهم من نصرته فإذا خرج يكونون أنصاره

باب الأمور التي توجب حجة الإمام ع

1-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن أبي نصر قال قلت لأبي الحسن الرضا ع إذا مات الإمام بم يعرف الذي بعده فقال للإمام علامات منها أن يكون أكبر ولد أبيه و يكون فيه الفضل و الوصية و يقدم الركب فيقول إلى من أوصى فلان فيقال إلى فلان و السلاح فينا بمنزلة التابوت في بني إسرائيل تكون الإمامة مع السلاح حيثما كان

2-  محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن يزيد شعر عن هارون بن حمزة عن عبد الأعلى قال قلت لأبي عبد الله ع المتوثب على هذا الأمر المدعي له ما الحجة عليه قال يسأل عن الحلال و الحرام قال ثم أقبل علي فقال ثلاثة من الحجة لم تجتمع في أحد إلا كان صاحب هذا الأمر أن يكون أولى الناس بمن كان قبله و يكون عنده السلاح و يكون صاحب الوصية الظاهرة التي إذا قدمت المدينة سألت عنها العامة و الصبيان إلى من أوصى فلان فيقولون إلى فلان بن فلان

3-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم و حفص بن البختري عن أبي عبد الله ع قال قيل له بأي شي‏ء يعرف الإمام قال بالوصية الظاهرة و بالفضل إن الإمام لا يستطيع أحد أن يطعن عليه في فم و لا بطن و لا فرج فيقال كذاب و يأكل أموال الناس و ما أشبه هذا

4-  محمد بن يحيى عن محمد بن إسماعيل عن علي بن الحكم عن معاوية بن وهب قال قلت لأبي جعفر ع ما علامة الإمام الذي بعد الإمام فقال طهارة الولادة و حسن المنشإ و لا يلهو و لا يلعب

5-  علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن أحمد بن عمر عن أبي الحسن الرضا ع قال سألته عن الدلالة على صاحب هذا الأمر فقال الدلالة عليه الكبر و الفضل و الوصية إذا قدم الركب المدينة فقالوا إلى من أوصى فلان قيل إلى فلان بن فلان و دوروا مع السلاح حيثما دار فأما المسائل فليس فيها حجة

6-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن أبي يحيى الواسطي عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله ع قال إن الأمر في الكبير ما لم تكن فيه عاهة

7-  أحمد بن مهران عن محمد بن علي عن أبي بصير قال قلت لأبي الحسن ع جعلت فداك بم يعرف الإمام قال فقال بخصال أما أولها فإنه بشي‏ء قد تقدم من أبيه فيه بإشارة إليه لتكون عليهم حجة و يسأل فيجيب و إن سكت عنه ابتدأ و يخبر بما في غد و يكلم الناس بكل لسان ثم قال لي يا أبا محمد أعطيك علامة قبل أن تقوم فلم ألبث أن دخل علينا رجل من أهل خراسان فكلمه الخراساني بالعربية فأجابه أبو الحسن ع بالفارسية فقال له الخراساني و الله جعلت فداك ما منعني أن أكلمك بالخراسانية غير أني ظننت أنك لا تحسنها فقال سبحان الله إذا كنت لا أحسن أجيبك فما فضلي عليك ثم قال لي يا أبا محمد إن الإمام لا يخفى عليه كلام أحد من الناس و لا طير و لا بهيمة و لا شي‏ء فيه الروح فمن لم يكن هذه الخصال فيه فليس هو بإمام

باب ثبات الإمامة في الأعقاب و أنها لا تعود في أخ و لا عم و لا غيرهما من القرابات

1-  علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن الحسين بن ثوير بن أبي فاختة عن أبي عبد الله ع قال لا تعود الإمامة في أخوين بعد الحسن و الحسين أبدا إنما جرت من علي بن الحسين كما قال الله تبارك و تعالى و أولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله فلا تكون بعد علي بن الحسين ع إلا في الأعقاب و أعقاب الأعقاب

2-  علي بن محمد عن سهل بن زياد عن محمد بن الوليد عن يونس بن يعقوب عن أبي عبد الله ع أنه سمعه يقول أبى الله أن يجعلها لأخوين بعد الحسن و الحسين ع

3-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن إسماعيل بن بزيع عن أبي الحسن الرضا ع أنه سئل أ تكون الإمامة في عم أو خال فقال لا فقلت ففي أخ قال لا قلت ففي من قال في ولدي و هو يومئذ لا ولد له

4-  محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن عبد الرحمن بن أبي نجران عن سليمان بن جعفر الجعفري عن حماد بن عيسى عن أبي عبد الله ع أنه قال لا تجتمع الإمامة في أخوين بعد الحسن و الحسين إنما هي في الأعقاب و أعقاب الأعقاب

5-  محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن ابن أبي نجران عن عيسى بن عبد الله بن عمر بن علي بن أبي طالب ع عن أبي عبد الله ع قال قلت له إن كان كون و لا أراني الله فبمن أئتم فأومأ إلى ابنه موسى قال قلت فإن حدث بموسى حدث فبمن أئتم قال بولده قلت فإن حدث بولده حدث و ترك أخا كبيرا و ابنا صغيرا فبمن أئتم قال بولده ثم واحدا فواحدا

 و في نسخة الصفواني ثم هكذا أبدا

باب ما نص الله عز و جل و رسوله على الأئمة ع واحدا فواحدا

1-  علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس و علي بن محمد عن سهل بن زياد أبي سعيد عن محمد بن عيسى عن يونس عن ابن مسكان عن أبي بصير قال سألت أبا عبد الله ع عن قول الله عز و جل أطيعوا الله و أطيعوا الرسول و أولي الأمر منكم فقال نزلت في علي بن أبي طالب و الحسن و الحسين ع فقلت له إن الناس يقولون فما له لم يسم عليا و أهل بيته ع في كتاب الله عز و جل قال فقال قولوا لهم إن رسول الله ص نزلت عليه الصلاة و لم يسم الله لهم ثلاثا و لا أربعا حتى كان رسول الله ص هو الذي فسر ذلك لهم و نزلت عليه الزكاة و لم يسم لهم من كل أربعين درهما درهم حتى كان رسول الله ص هو الذي فسر ذلك لهم و نزل الحج فلم يقل لهم طوفوا أسبوعا حتى كان رسول الله ص هو الذي فسر ذلك لهم و نزلت أطيعوا الله و أطيعوا الرسول و أولي الأمر منكم و نزلت في علي و الحسن و الحسين فقال رسول الله ص في علي من كنت مولاه فعلي مولاه و قال ص أوصيكم بكتاب الله و أهل بيتي فإني سألت الله عز و جل أن لا يفرق بينهما حتى يوردهما علي الحوض فأعطاني ذلك و قال لا تعلموهم فهم أعلم منكم و قال إنهم لن يخرجوكم من باب هدى و لن يدخلوكم في باب ضلالة فلو سكت رسول الله ص فلم يبين من أهل بيته لادعاها آل فلان و آل فلان و لكن الله عز و جل أنزله في كتابه تصديقا لنبيه ص إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيرا فكان علي و الحسن و الحسين و فاطمة ع فأدخلهم رسول الله ص تحت الكساء في بيت أم سلمة ثم قال اللهم إن لكل نبي أهلا و ثقلا و هؤلاء أهل بيتي و ثقلي فقالت أم سلمة أ لست من أهلك فقال إنك إلى خير و لكن هؤلاء أهلي و ثقلي فلما قبض رسول الله ص كان علي أولى الناس بالناس لكثرة ما بلغ فيه رسول الله ص و إقامته للناس و أخذه بيده فلما مضى علي لم يكن يستطيع علي و لم يكن ليفعل أن يدخل محمد بن علي و لا العباس بن علي و لا واحدا من ولده إذا لقال الحسن و الحسين إن الله تبارك و تعالى أنزل فينا كما أنزل فيك فأمر بطاعتنا كما أمر بطاعتك و بلغ فينا رسول الله ص كما بلغ فيك و أذهب عنا الرجس كما أذهبه عنك فلما مضى علي ع كان الحسن ع أولى بها لكبره فلما توفي لم يستطع أن يدخل ولده و لم يكن ليفعل ذلك و الله عز و جل يقول و أولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله فيجعلها في ولده إذا لقال الحسين أمر الله بطاعتي كما أمر بطاعتك و طاعة أبيك و بلغ في رسول الله ص كما بلغ فيك و في أبيك و أذهب الله عني الرجس كما أذهب عنك و عن أبيك فلما صارت إلى الحسين ع لم يكن أحد من أهل بيته يستطيع أن يدعي عليه كما كان هو يدعي على أخيه و على أبيه لو أرادا أن يصرفا الأمر عنه و لم يكونا ليفعلا ثم صارت حين أفضت إلى الحسين ع فجرى تأويل هذه الآية و أولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله ثم صارت من بعد الحسين لعلي بن الحسين ثم صارت من بعد علي بن الحسين إلى محمد بن علي ع و قال الرجس هو الشك و الله لا نشك في ربنا أبدا

 محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن خالد و الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن يحيى بن عمران الحلبي عن أيوب بن الحر و عمران بن علي الحلبي عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع مثل ذلك

2-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن أبيه عن عبد الله بن المغيرة عن ابن مسكان عن عبد الرحيم بن روح القصير عن أبي جعفر ع في قول الله عز و جل النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم و أزواجه أمهاتهم و أولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله فيمن نزلت فقال نزلت في الإمرة إن هذه الآية جرت في ولد الحسين ع من بعده فنحن أولى بالأمر و برسول الله ص من المؤمنين و المهاجرين و الأنصار قلت فولد جعفر لهم فيها نصيب قال لا قلت فلولد العباس فيها نصيب فقال لا فعددت عليه بطون بني عبد المطلب كل ذلك يقول لا قال و نسيت ولد الحسن ع فدخلت بعد ذلك عليه فقلت له هل لولد الحسن ع فيها نصيب فقال لا و الله يا عبد الرحيم ما لمحمدي فيها نصيب غيرنا

3-  الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن أحمد بن محمد عن الحسن بن محمد الهاشمي عن أبيه عن أحمد بن عيسى عن أبي عبد الله ع في قول الله عز و جل إنما وليكم الله و رسوله و الذين آمنوا قال إنما يعني أولى بكم أي أحق بكم و بأموركم و أنفسكم و أموالكم الله و رسوله و الذين آمنوا يعني عليا و أولاده الأئمة ع إلى يوم القيامة ثم وصفهم الله عز و جل فقال الذين يقيمون الصلاة و يؤتون الزكاة و هم راكعون و كان أمير المؤمنين ع في صلاة الظهر و قد صلى ركعتين و هو راكع و عليه حلة قيمتها ألف دينار و كان النبي ص كساه إياها و كان النجاشي أهداها له فجاء سائل فقال السلام عليك يا ولي الله و أولى بالمؤمنين من أنفسهم تصدق على مسكين فطرح الحلة إليه و أومأ بيده إليه أن احملها فأنزل الله عز و جل فيه هذه الآية و صير نعمة أولاده بنعمته فكل من بلغ من أولاده مبلغ الإمامة يكون بهذه الصفة مثله فيتصدقون و هم راكعون و السائل الذي سأل أمير المؤمنين ع من الملائكة و الذين يسألون الأئمة من أولاده يكونون من الملائكة

4-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن عمر بن أذينة عن زرارة و الفضيل بن يسار و بكير بن أعين و محمد بن مسلم و بريد بن معاوية و أبي الجارود جميعا عن أبي جعفر ع قال أمر الله عز و جل رسوله بولاية علي و أنزل عليه إنما وليكم الله و رسوله و الذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة و يؤتون الزكاة و فرض ولاية أولي الأمر فلم يدروا ما هي فأمر الله محمدا ص أن يفسر لهم الولاية كما فسر لهم الصلاة و الزكاة و الصوم و الحج فلما أتاه ذلك من الله ضاق بذلك صدر رسول الله ص و تخوف أن يرتدوا عن دينهم و أن يكذبوه فضاق صدره و راجع ربه عز و جل فأوحى الله عز و جل إليه يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك و إن لم تفعل فما بلغت رسالته و الله يعصمك من الناس فصدع بأمر الله تعالى ذكره فقام بولاية علي ع يوم غدير خم فنادى الصلاة جامعة و أمر الناس أن يبلغ الشاهد الغائب قال عمر بن أذينة قالوا جميعا غير أبي الجارود و قال أبو جعفر ع و كانت الفريضة تنزل بعد الفريضة الأخرى و كانت الولاية آخر الفرائض فأنزل الله عز و جل اليوم أكملت لكم دينكم و أتممت عليكم نعمتي قال أبو جعفر ع يقول الله عز و جل لا أنزل عليكم بعد هذه فريضة قد أكملت لكم الفرائض

5-  علي بن إبراهيم عن صالح بن السندي عن جعفر بن بشير عن هارون بن خارجة عن أبي بصير عن أبي جعفر ع قال كنت عنده جالسا فقال له رجل حدثني عن ولاية علي أ من الله أو من رسوله فغضب ثم قال ويحك كان رسول الله ص أخوف لله من أن يقول ما لم يأمره به الله بل افترضه كما افترض الله الصلاة و الزكاة و الصوم و الحج

6-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد و محمد بن الحسين جميعا عن محمد بن إسماعيل بن بزيع عن منصور بن يونس عن أبي الجارود عن أبي جعفر ع قال سمعت أبا جعفر ع يقول فرض الله عز و جل على العباد خمسا أخذوا أربعا و تركوا واحدا قلت أ تسميهن لي جعلت فداك فقال الصلاة و كان الناس لا يدرون كيف يصلون فنزل جبرئيل ع فقال يا محمد أخبرهم بمواقيت صلاتهم ثم نزلت الزكاة فقال يا محمد أخبرهم من زكاتهم ما أخبرتهم من صلاتهم ثم نزل الصوم فكان رسول الله ص إذا كان يوم عاشوراء بعث إلى ما حوله من القرى فصاموا ذلك اليوم فنزل شهر رمضان بين شعبان و شوال ثم نزل الحج فنزل جبرئيل ع فقال أخبرهم من حجهم ما أخبرتهم من صلاتهم و زكاتهم و صومهم ثم نزلت الولاية و إنما أتاه ذلك في يوم الجمعة بعرفة أنزل الله عز و جل اليوم أكملت لكم دينكم و أتممت عليكم نعمتي و كان كمال الدين بولاية علي بن أبي طالب ع فقال عند ذلك رسول الله ص أمتي حديثو عهد بالجاهلية و متى أخبرتهم بهذا في ابن عمي يقول قائل و يقول قائل فقلت في نفسي من غير أن ينطق به لساني فأتتني عزيمة من الله عز و جل بتلة أوعدني إن لم أبلغ أن يعذبني فنزلت يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك و إن لم تفعل فما بلغت رسالته و الله يعصمك من الناس إن الله لا يهدي القوم الكافرين فأخذ رسول الله ص بيد علي ع فقال أيها الناس إنه لم يكن نبي من الأنبياء ممن كان قبلي إلا و قد عمره الله ثم دعاه فأجابه فأوشك أن أدعى فأجيب و أنا مسئول و أنتم مسئولون فما ذا أنتم قائلون فقالوا نشهد أنك قد بلغت و نصحت و أديت ما عليك فجزاك الله أفضل جزاء المرسلين فقال اللهم اشهد ثلاث مرات ثم قال يا معشر المسلمين هذا وليكم من بعدي فليبلغ الشاهد منكم الغائب قال أبو جعفر ع كان و الله علي ع أمين الله على خلقه و غيبه و دينه الذي ارتضاه لنفسه ثم إن رسول الله ص حضره الذي حضر فدعا عليا فقال يا علي إني أريد أن أئتمنك على ما ائتمنني الله عليه من غيبه و علمه و من خلقه و من دينه الذي ارتضاه لنفسه فلم يشرك و الله فيها يا زياد أحدا من الخلق ثم إن عليا ع حضره الذي حضره فدعا ولده و كانوا اثني عشر ذكرا فقال لهم يا بني إن الله عز و جل قد أبى إلا أن يجعل في سنة من يعقوب و إن يعقوب دعا ولده و كانوا اثني عشر ذكرا فأخبرهم بصاحبهم ألا و إني أخبركم بصاحبكم ألا إن هذين ابنا رسول الله ص الحسن و الحسين ع فاسمعوا لهما و أطيعوا و وازروهما فإني قد ائتمنتهما على ما ائتمنني عليه رسول الله ص مما ائتمنه الله عليه من خلقه و من غيبه و من دينه الذي ارتضاه لنفسه فأوجب الله لهما من علي ع ما أوجب لعلي ع من رسول الله ص فلم يكن لأحد منهما فضل على صاحبه إلا بكبره و إن الحسين كان إذا حضر الحسن لم ينطق في ذلك المجلس حتى يقوم ثم إن الحسن ع حضره الذي حضره فسلم ذلك إلى الحسين ع ثم إن حسينا حضره الذي حضره فدعا ابنته الكبرى فاطمة بنت الحسين ع فدفع إليها كتابا ملفوفا و وصية ظاهرة و كان علي بن الحسين ع مبطونا لا يرون إلا أنه لما به فدفعت فاطمة الكتاب إلى علي بن الحسين ثم صار و الله ذلك الكتاب إلينا

 الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد بن جمهور عن محمد بن إسماعيل بن بزيع عن منصور بن يونس عن أبي الجارود عن أبي جعفر ع مثله

7-  محمد بن الحسن عن سهل بن زياد عن محمد بن عيسى عن صفوان بن يحيى عن صباح الأزرق عن أبي بصير قال قلت لأبي جعفر ع إن رجلا من المختارية لقيني فزعم أن محمد بن الحنفية إمام فغضب أبو جعفر ع ثم قال أ فلا قلت له قال قلت لا و الله ما دريت ما أقول قال أ فلا قلت له إن رسول الله ص أوصى إلى علي و الحسن و الحسين فلما مضى علي ع أوصى إلى الحسن و الحسين و لو ذهب يزويها عنهما لقالا له نحن وصيان مثلك و لم يكن ليفعل ذلك و أوصى الحسن إلى الحسين و لو ذهب يزويها عنه لقال أنا وصي مثلك من رسول الله ص و من أبي و لم يكن ليفعل ذلك قال الله عز و جل و أولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض هي فينا و في أبنائنا

باب الإشارة و النص على أمير المؤمنين ع

1-  محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن محمد بن إسماعيل عن منصور بن يونس عن زيد بن الجهم الهلالي عن أبي عبد الله ع قال سمعته يقول لما نزلت ولاية علي بن أبي طالب ع و كان من قول رسول الله ص سلموا على علي بإمرة المؤمنين فكان مما أكد الله عليهما في ذلك اليوم يا زيد قول رسول الله ص لهما قوما فسلما عليه بإمرة المؤمنين فقالا أ من الله أو من رسوله يا رسول الله فقال لهما رسول الله ص من الله و من رسوله فأنزل الله عز و جل و لا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها و قد جعلتم الله عليكم كفيلا إن الله يعلم ما تفعلون يعني به قول رسول الله ص لهما و قولهما أ من الله أو من رسوله و لا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا تتخذون أيمانكم دخلا بينكم أن تكون أئمة هي أزكى من أئمتكم قال قلت جعلت فداك أئمة قال إي و الله أئمة قلت فإنا نقرأ أربى فقال ما أربى و أومأ بيده فطرحها إنما يبلوكم الله به يعني بعلي ع و ليبينن لكم يوم القيامة ما كنتم فيه تختلفون. و لو شاء الله لجعلكم أمة واحدة و لكن يضل من يشاء و يهدي من يشاء و لتسئلن يوم القيامة عما كنتم تعملون. و لا تتخذوا أيمانكم دخلا بينكم فتزل قدم بعد ثبوتها يعني بعد مقالة رسول الله ص في علي ع و تذوقوا السوء بما صددتم عن سبيل الله يعني به عليا ع و لكم عذاب عظيم

2-  محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين و أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر ع قال سمعته يقول لما أن قضى محمد نبوته و استكمل أيامه أوحى الله تعالى إليه أن يا محمد قد قضيت نبوتك و استكملت أيامك فاجعل العلم الذي عندك و الإيمان و الاسم الأكبر و ميراث العلم و آثار علم النبوة في أهل بيتك عند علي بن أبي طالب فإني لن أقطع العلم و الإيمان و الاسم الأكبر و ميراث العلم و آثار علم النبوة من العقب من ذريتك كما لم أقطعها من ذريات الأنبياء

3-  محمد بن الحسين و غيره عن سهل عن محمد بن عيسى و محمد بن يحيى و محمد بن الحسين جميعا عن محمد بن سنان عن إسماعيل بن جابر و عبد الكريم بن عمرو عن عبد الحميد بن أبي الديلم عن أبي عبد الله ع قال أوصى موسى ع إلى يوشع بن نون و أوصى يوشع بن نون إلى ولد هارون و لم يوص إلى ولده و لا إلى ولد موسى إن الله تعالى له الخيرة يختار من يشاء ممن يشاء و بشر موسى و يوشع بالمسيح ع فلما أن بعث الله عز و جل المسيح ع قال المسيح لهم إنه سوف يأتي من بعدي نبي اسمه أحمد من ولد إسماعيل ع يجي‏ء بتصديقي و تصديقكم و عذري و عذركم و جرت من بعده في الحواريين في المستحفظين و إنما سماهم الله تعالى المستحفظين لأنهم استحفظوا الاسم الأكبر و هو الكتاب الذي يعلم به علم كل شي‏ء الذي كان مع الأنبياء ص يقول الله تعالى و لقد أرسلنا رسلا من قبلك و أنزلنا معهم الكتاب و الميزان الكتاب الاسم الأكبر و إنما عرف مما يدعى الكتاب التوراة و الإنجيل و الفرقان فيها كتاب نوح و فيها كتاب صالح و شعيب و إبراهيم ع فأخبر الله عز و جل إن هذا لفي الصحف الأولى صحف إبراهيم و موسى فأين صحف إبراهيم إنما صحف إبراهيم الاسم الأكبر و صحف موسى الاسم الأكبر فلم تزل الوصية في عالم بعد عالم حتى دفعوها إلى محمد ص فلما بعث الله عز و جل محمدا ص أسلم له العقب من المستحفظين و كذبه بنو إسرائيل و دعا إلى الله عز و جل و جاهد في سبيله ثم أنزل الله جل ذكره عليه أن أعلن فضل وصيك فقال رب إن العرب قوم جفاة لم يكن فيهم كتاب و لم يبعث إليهم نبي و لا يعرفون فضل نبوات الأنبياء ع و لا شرفهم و لا يؤمنون بي إن أنا أخبرتهم بفضل أهل بيتي فقال الله جل ذكره و لا تحزن عليهم و قل سلام فسوف يعلمون فذكر من فضل وصيه ذكرا فوقع النفاق في قلوبهم فعلم رسول الله ص ذلك و ما يقولون فقال الله جل ذكره يا محمد و لقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون فإنهم لا يكذبونك و لكن الظالمين بآيات الله يجحدون و لكنهم يجحدون بغير حجة لهم و كان رسول الله ص يتألفهم و يستعين ببعضهم على بعض و لا يزال يخرج لهم شيئا في فضل وصيه حتى نزلت هذه السورة فاحتج عليهم حين أعلم بموته و نعيت إليه نفسه فقال الله جل ذكره فإذا فرغت فانصب و إلى ربك فارغب يقول إذا فرغت فانصب علمك و أعلن وصيك فأعلمهم فضله علانية فقال ص من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه ثلاث مرات ثم قال لأبعثن رجلا يحب الله و رسوله و يحبه الله و رسوله ليس بفرار يعرض بمن رجع يجبن أصحابه و يجبنونه و قال ص علي سيد المؤمنين و قال علي عمود الدين و قال هذا هو الذي يضرب الناس بالسيف على الحق بعدي و قال الحق مع علي أينما مال و قال إني تارك فيكم أمرين إن أخذتم بهما لن تضلوا كتاب الله عز و جل و أهل بيتي عترتي أيها الناس اسمعوا و قد بلغت إنكم ستردون علي الحوض فأسألكم عما فعلتم في الثقلين و الثقلان كتاب الله جل ذكره و أهل بيتي فلا تسبقوهم فتهلكوا و لا تعلموهم فإنهم أعلم منكم فوقعت الحجة بقول النبي ص و بالكتاب الذي يقرأه الناس فلم يزل يلقي فضل أهل بيته بالكلام و يبين لهم بالقرآن إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيرا و قال عز ذكره و اعلموا أنما غنمتم من شي‏ء فأن لله خمسه و للرسول و لذي القربى ثم قال و آت ذا القربى حقه فكان علي ع و كان حقه الوصية التي جعلت له و الاسم الأكبر و ميراث العلم و آثار علم النبوة

 فقال قل لا أسئلكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ثم قال و إذا الموؤدة سئلت بأي ذنب قتلت يقول أسألكم عن المودة التي أنزلت عليكم فضلها مودة القربى بأي ذنب قتلتموهم و قال جل ذكره فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون قال الكتاب هو الذكر و أهله آل محمد ع أمر الله عز و جل بسؤالهم و لم يؤمروا بسؤال الجهال و سمى الله عز و جل القرآن ذكرا فقال تبارك و تعالى و أنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم و لعلهم يتفكرون و قال عز و جل و إنه لذكر لك و لقومك و سوف تسئلون و قال عز و جل أطيعوا الله و أطيعوا الرسول و أولي الأمر منكم و قال عز و جل و لو ردوه إلى الله و إلى الرسول و إلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم فرد الأمر أمر الناس إلى أولي الأمر منهم الذين أمر بطاعتهم و بالرد إليهم فلما رجع رسول الله ص من حجة الوداع نزل عليه جبرئيل ع فقال يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك و إن لم تفعل فما بلغت رسالته و الله يعصمك من الناس إن الله لا يهدي القوم الكافرين فنادى الناس فاجتمعوا و أمر بسمرات فقم شوكهن ثم قال ص يا أيها الناس من وليكم و أولى بكم من أنفسكم فقالوا الله و رسوله فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه ثلاث مرات فوقعت حسكة النفاق في قلوب القوم و قالوا ما أنزل الله جل ذكره هذا على محمد قط و ما يريد إلا أن يرفع بضبع ابن عمه فلما قدم المدينة أتته الأنصار فقالوا يا رسول الله إن الله جل ذكره قد أحسن إلينا و شرفنا بك و بنزولك بين ظهرانينا فقد فرح الله صديقنا و كبت عدونا و قد يأتيك وفود فلا تجد ما تعطيهم فيشمت بك العدو فنحب أن تأخذ ثلث أموالنا حتى إذا قدم عليك وفد مكة وجدت ما تعطيهم فلم يرد رسول الله ص عليهم شيئا و كان ينتظر ما يأتيه من ربه فنزل جبرئيل ع و قال قل لا أسئلكم عليه أجرا إلا المودة في القربى و لم يقبل أموالهم فقال المنافقون ما أنزل الله هذا على محمد و ما يريد إلا أن يرفع بضبع ابن عمه و يحمل علينا أهل بيته يقول أمس من كنت مولاه فعلي مولاه و اليوم قل لا أسئلكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ثم نزل عليه آية الخمس فقالوا يريد أن يعطيهم أموالنا و فيئنا ثم أتاه جبرئيل فقال يا محمد إنك قد قضيت نبوتك و استكملت أيامك فاجعل الاسم الأكبر و ميراث العلم و آثار علم النبوة عند علي ع فإني لم أترك الأرض إلا و لي فيها عالم تعرف به طاعتي و تعرف به ولايتي و يكون حجة لمن يولد بين قبض النبي إلى خروج النبي الآخر قال فأوصى إليه بالاسم الأكبر و ميراث العلم و آثار علم النبوة و أوصى إليه بألف كلمة و ألف باب يفتح كل كلمة و كل باب ألف كلمة و ألف باب

4-  علي بن إبراهيم عن أبيه و صالح بن السندي عن جعفر بن بشير عن يحيى بن معمر العطار عن بشير الدهان عن أبي عبد الله ع قال قال رسول الله ص في مرضه الذي توفي فيه ادعوا لي خليلي فأرسلتا إلى أبويهما فلما نظر إليهما رسول الله ص أعرض عنهما ثم قال ادعوا لي خليلي فأرسل إلى علي فلما نظر إليه أكب عليه يحدثه فلما خرج لقياه فقالا له ما حدثك خليلك فقال حدثني ألف باب يفتح كل باب ألف باب

5-  أحمد بن إدريس عن محمد بن عبد الجبار عن محمد بن إسماعيل عن منصور بن يونس عن أبي بكر الحضرمي عن أبي جعفر ع قال علم رسول الله ص عليا ص ألف حرف كل حرف يفتح ألف حرف

6-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال كان في ذؤابة سيف رسول الله ص صحيفة صغيرة فقلت لأبي عبد الله ع أي شي‏ء كان في تلك الصحيفة قال هي الأحرف التي يفتح كل حرف ألف حرف قال أبو بصير قال أبو عبد الله ع فما خرج منها حرفان حتى الساعة

7-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن ابن أبي نصر عن فضيل بن سكرة قال قلت لأبي عبد الله ع جعلت فداك هل للماء الذي يغسل به الميت حد محدود قال إن رسول الله ص قال لعلي ع إذا مت فاستق ست قرب من ماء بئر غرس فغسلني و كفني و حنطني فإذا فرغت من غسلي و كفني فخذ بجوامع كفني و أجلسني ثم سلني عما شئت فو الله لا تسألني عن شي‏ء إلا أجبتك فيه

8-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن القاسم بن محمد عن علي بن أبي حمزة عن ابن أبي سعيد عن أبان بن تغلب عن أبي عبد الله ع قال لما حضر رسول الله ص الموت دخل عليه علي ع فأدخل رأسه ثم قال يا علي إذا أنا مت فغسلني و كفني ثم أقعدني و سلني و اكتب

9-  علي بن محمد عن سهل بن زياد عن محمد بن الوليد شباب الصيرفي عن يونس بن رباط قال دخلت أنا و كامل التمار على أبي عبد الله ع فقال له كامل جعلت فداك حديث رواه فلان فقال اذكره فقال حدثني أن النبي ص حدث عليا ع بألف باب يوم توفي رسول الله ص كل باب يفتح ألف باب فذلك ألف ألف باب فقال لقد كان ذلك قلت جعلت فداك فظهر ذلك لشيعتكم و مواليكم فقال يا كامل باب أو بابان فقلت له جعلت فداك فما يروى من فضلكم من ألف ألف باب إلا باب أو بابان قال فقال و ما عسيتم أن ترووا من فضلنا ما تروون من فضلنا إلا ألفا غير معطوفة

باب الإشارة و النص على الحسن بن علي ع

1-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسى عن إبراهيم بن عمر اليماني و عمر بن أذينة عن أبان عن سليم بن قيس قال شهدت وصية أمير المؤمنين ع حين أوصى إلى ابنه الحسن ع و أشهد على وصيته الحسين ع و محمدا و جميع ولده و رؤساء شيعته و أهل بيته ثم دفع إليه الكتاب و السلاح و قال لابنه الحسن ع يا بني أمرني رسول الله ص أن أوصي إليك و أن أدفع إليك كتبي و سلاحي كما أوصى إلي رسول الله ص و دفع إلي كتبه و سلاحه و أمرني أن آمرك إذا حضرك الموت أن تدفعها إلى أخيك الحسين ع ثم أقبل على ابنه الحسين ع فقال و أمرك رسول الله ص أن تدفعها إلى ابنك هذا ثم أخذ بيد علي بن الحسين ع ثم قال لعلي بن الحسين و أمرك رسول الله ص أن تدفعها إلى ابنك محمد بن علي و أقرئه من رسول الله ص و مني السلام

2-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن عبد الصمد بن بشير عن أبي الجارود عن أبي جعفر ع قال إن أمير المؤمنين ص لما حضره الذي حضره قال لابنه الحسن ادن مني حتى أسر إليك ما أسر رسول الله ص إلي و أئتمنك على ما ائتمنني عليه ففعل

3-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن سيف بن عميرة عن أبي بكر الحضرمي قال حدثني الأجلح و سلمة بن كهيل و داود بن أبي يزيد و زيد اليمامي قالوا حدثنا شهر بن حوشب أن عليا ع حين سار إلى الكوفة استودع أم سلمة كتبه و الوصية فلما رجع الحسن ع دفعتها إليه

4-  و في نسخة الصفواني أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن سيف عن أبي بكر عن أبي عبد الله ع أن عليا صلوات الله عليه حين سار إلى الكوفة استودع أم سلمة كتبه و الوصية فلما رجع الحسن دفعتها إليه

5-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن حماد بن عيسى عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر ع قال أوصى أمير المؤمنين ع إلى الحسن و أشهد على وصيته الحسين ع و محمدا و جميع ولده و رؤساء شيعته و أهل بيته ثم دفع إليه الكتاب و السلاح ثم قال لابنه الحسن يا بني أمرني رسول الله أن أوصي إليك و أن أدفع إليك كتبي و سلاحي كما أوصى إلي رسول الله و دفع إلي كتبه و سلاحه و أمرني أن آمرك إذا حضرك الموت أن تدفعه إلى أخيك الحسين ثم أقبل على ابنه الحسين و قال أمرك رسول الله ص أن تدفعه إلى ابنك هذا ثم أخذ بيد ابن ابنه علي بن الحسين ثم قال لعلي بن الحسين يا بني و أمرك رسول الله ص أن تدفعه إلى ابنك محمد بن علي و أقرئه من رسول الله ص و مني السلام ثم أقبل على ابنه الحسن فقال يا بني أنت ولي الأمر و ولي الدم فإن عفوت فلك و إن قتلت فضربة مكان ضربة و لا تأثم

6-  الحسين بن الحسن الحسني رفعه و محمد بن الحسن عن إبراهيم بن إسحاق الأحمري رفعه قال لما ضرب أمير المؤمنين ع حف به العواد و قيل له يا أمير المؤمنين أوص فقال اثنوا لي وسادة ثم قال الحمد لله حق قدره متبعين أمره و أحمده كما أحب و لا إله إلا الله الواحد الأحد الصمد كما انتسب أيها الناس كل امرئ لاق في فراره ما منه يفر و الأجل مساق النفس إليه و الهرب منه موافاته كم أطردت الأيام أبحثها عن مكنون هذا الأمر فأبى الله عز ذكره إلا إخفاءه هيهات علم مكنون أما وصيتي فأن لا تشركوا بالله جل ثناؤه شيئا و محمدا ص فلا تضيعوا سنته أقيموا هذين العمودين و أوقدوا هذين المصباحين و خلاكم ذم ما لم تشردوا حمل كل امرئ مجهوده و خفف عن الجهلة رب رحيم و إمام عليم و دين قويم أنا بالأمس صاحبكم و أنا اليوم عبرة لكم و غدا مفارقكم إن تثبت الوطأة في هذه المزلة فذاك المراد و إن تدحض القدم فإنا كنا في أفياء أغصان و ذرى رياح و تحت ظل غمامة اضمحل في الجو متلفقها و عفا في الأرض محطها و إنما كنت جارا جاوركم بدني أياما و ستعقبون مني جثة خلاء ساكنة بعد حركة و كاظمة بعد نطق ليعظكم هدوي و خفوت إطراقي و سكون أطرافي فإنه أوعظ لكم من الناطق البليغ ودعتكم وداع مرصد للتلاقي غدا ترون أيامي و يكشف الله عز و جل عن سرائري و تعرفوني بعد خلو مكاني و قيام غيري مقامي إن أبق فأنا ولي دمي و إن أفن فالفناء ميعادي و إن أعف فالعفو لي قربة و لكم حسنة فاعفوا و اصفحوا أ لا تحبون أن يغفر الله لكم فيا لها حسرة على كل ذي غفلة أن يكون عمره عليه حجة أو تؤديه أيامه إلى شقوة جعلنا الله و إياكم ممن لا يقصر به عن طاعة الله رغبة أو تحل به بعد الموت نقمة فإنما نحن له و به ثم أقبل على الحسن ع فقال يا بني ضربة مكان ضربة و لا تأثم

7-  محمد بن يحيى عن علي بن الحسن عن علي بن إبراهيم العقيلي يرفعه قال قال لما ضرب ابن ملجم أمير المؤمنين ع قال للحسن يا بني إذا أنا مت فاقتل ابن ملجم و احفر له في الكناسة و وصف العقيلي الموضع على باب طاق المحامل موضع الشواء و الرؤاس ثم ارم به فيه فإنه واد من أودية جهنم

باب الإشارة و النص على الحسين بن علي ع

1-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح قال الكليني و عدة من أصحابنا عن ابن زياد عن محمد بن سليمان الديلمي عن هارون بن الجهم عن محمد بن مسلم قال سمعت أبا جعفر ع يقول لما حضر الحسن بن علي ع الوفاة قال للحسين ع يا أخي إني أوصيك بوصية فاحفظها إذا أنا مت فهيئني ثم وجهني إلى رسول الله ص لأحدث به عهدا ثم اصرفني إلى أمي ع ثم ردني فادفني بالبقيع و اعلم أنه سيصيبني من عائشة ما يعلم الله و الناس صنيعها و عداوتها لله و لرسوله و عداوتها لنا أهل البيت فلما قبض الحسن ع و وضع على السرير ثم انطلقوا به إلى مصلى رسول الله ص الذي كان يصلي فيه على الجنائز فصلى عليه الحسين ع و حمل و أدخل إلى المسجد فلما أوقف على قبر رسول الله ص ذهب ذو العوينين إلى عائشة فقال لها إنهم قد أقبلوا بالحسن ليدفنوا مع النبي ص فخرجت مبادرة على بغل بسرج فكانت أول امرأة ركبت في الإسلام سرجا فقالت نحوا ابنكم عن بيتي فإنه لا يدفن في بيتي و يهتك على رسول الله حجابه فقال لها الحسين ع قديما هتكت أنت و أبوك حجاب رسول الله ص و أدخلت عليه بيته من لا يحب قربه و إن الله سائلك عن ذلك يا عائشة

2-  محمد بن الحسن و علي بن محمد عن سهل بن زياد عن محمد بن سليمان الديلمي عن بعض أصحابنا عن المفضل بن عمر عن أبي عبد الله ع قال لما حضرت الحسن بن علي ع الوفاة قال يا قنبر انظر هل ترى من وراء بابك مؤمنا من غير آل محمد ع فقال الله تعالى و رسوله و ابن رسوله أعلم به مني قال ادع لي محمد بن علي فأتيته فلما دخلت عليه قال هل حدث إلا خير قلت أجب أبا محمد فعجل على شسع نعله فلم يسوه و خرج معي يعدو فلما قام بين يديه سلم فقال له الحسن بن علي ع اجلس فإنه ليس مثلك يغيب عن سماع كلام يحيا به الأموات و يموت به الأحياء كونوا أوعية العلم و مصابيح الهدى فإن ضوء النهار بعضه أضوأ من بعض أ ما علمت أن الله جعل ولد إبراهيم ع أئمة و فضل بعضهم على بعض و آتى داود ع زبورا و قد علمت بما استأثر به محمدا ص يا محمد بن علي إني أخاف عليك الحسد و إنما وصف الله به الكافرين فقال الله عز و جل كفارا حسدا من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق و لم يجعل الله عز و جل للشيطان عليك سلطانا يا محمد بن علي أ لا أخبرك بما سمعت من أبيك فيك قال بلى قال سمعت أباك ع يقول يوم البصرة من أحب أن يبرني في الدنيا و الآخرة فليبر محمدا ولدي يا محمد بن علي لو شئت أن أخبرك و أنت نطفة في ظهر أبيك لأخبرتك يا محمد بن علي أ ما علمت أن الحسين بن علي ع بعد وفاة نفسي و مفارقة روحي جسمي إمام من بعدي و عند الله جل اسمه في الكتاب وراثة من النبي ص أضافها الله عز و جل له في وراثة أبيه و أمه فعلم الله أنكم خيرة خلقه فاصطفى منكم محمدا ص و اختار محمد عليا ع و اختارني علي ع بالإمامة و اخترت أنا الحسين ع فقال له محمد بن علي أنت إمام و أنت وسيلتي إلى محمد ص و الله لوددت أن نفسي ذهبت قبل أن أسمع منك هذا الكلام ألا و إن في رأسي كلاما لا تنزفه الدلاء و لا تغيره نغمة الرياح كالكتاب المعجم في الرق المنمنم أهم بإبدائه فأجدني سبقت إليه سبق الكتاب المنزل أو ما جاءت به الرسل و إنه لكلام يكل به لسان الناطق و يد الكاتب حتى لا يجد قلما و يؤتوا بالقرطاس حمما فلا يبلغ إلى فضلك و كذلك يجزي الله المحسنين و لا قوة إلا بالله الحسين أعلمنا علما و أثقلنا حلما و أقربنا من رسول الله ص رحما كان فقيها قبل أن يخلق و قرأ الوحي قبل أن ينطق و لو علم الله في أحد خيرا ما اصطفى محمدا ص فلما اختار الله محمدا و اختار محمد عليا و اختارك علي إماما و اخترت الحسين سلمنا و رضينا من هو بغيره يرضى و من غيره كنا نسلم به من مشكلات أمرنا

3-  و بهذا الإسناد عن سهل عن محمد بن سليمان عن هارون بن الجهم عن محمد بن مسلم قال سمعت أبا جعفر ع يقول لما احتضر الحسن بن علي ع قال للحسين يا أخي إني أوصيك بوصية فاحفظها فإذا أنا مت فهيئني ثم وجهني إلى رسول الله ص لأحدث به عهدا ثم اصرفني إلى أمي فاطمة ع ثم ردني فادفني بالبقيع و اعلم أنه سيصيبني من الحميراء ما يعلم الناس من صنيعها و عداوتها لله و لرسوله ص و عداوتها لنا أهل البيت فلما قبض الحسن ع و وضع على سريره فانطلقوا به إلى مصلى رسول الله ص الذي كان يصلي فيه على الجنائز فصلى على الحسن ع فلما أن صلى عليه حمل فأدخل المسجد فلما أوقف على قبر رسول الله ص بلغ عائشة الخبر و قيل لها إنهم قد أقبلوا بالحسن بن علي ليدفن مع رسول الله فخرجت مبادرة على بغل بسرج فكانت أول امرأة ركبت في الإسلام سرجا فوقفت و قالت نحوا ابنكم عن بيتي فإنه لا يدفن فيه شي‏ء و لا يهتك على رسول الله حجابه فقال لها الحسين بن علي صلوات الله عليهما قديما هتكت أنت و أبوك حجاب رسول الله و أدخلت بيته من لا يحب رسول الله قربه و إن الله سائلك عن ذلك يا عائشة إن أخي أمرني أن أقربه من أبيه رسول الله ص ليحدث به عهدا و اعلمي أن أخي أعلم الناس بالله و رسوله و أعلم بتأويل كتابه من أن يهتك على رسول الله ستره لأن الله تبارك و تعالى يقول يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم و قد أدخلت أنت بيت رسول الله ص الرجال بغير إذنه و قد قال الله عز و جل يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي و لعمري لقد ضربت أنت لأبيك و فاروقه عند أذن رسول الله ص المعاول و قال الله عز و جل إن الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى و لعمري لقد أدخل أبوك و فاروقه على رسول الله ص بقربهما منه الأذى و ما رعيا من حقه ما أمرهما الله به على لسان رسول الله ص إن الله حرم من المؤمنين أمواتا ما حرم منهم أحياء و تالله يا عائشة لو كان هذا الذي كرهتيه من دفن الحسن عند أبيه رسول الله ص جائزا فيما بيننا و بين الله لعلمت أنه سيدفن و إن رغم معطسك قال ثم تكلم محمد بن الحنفية و قال يا عائشة يوما على بغل و يوما على جمل فما تملكين نفسك و لا تملكين الأرض عداوة لبني هاشم قال فأقبلت عليه فقالت يا ابن الحنفية هؤلاء الفواطم يتكلمون فما كلامك فقال لها الحسين ع و أنى تبعدين محمدا من الفواطم فو الله لقد ولدته ثلاث فواطم فاطمة بنت عمران بن عائذ بن عمرو بن مخزوم و فاطمة بنت أسد بن هاشم و فاطمة بنت زائدة بن الأصم ابن رواحة بن حجر بن عبد معيص بن عامر قال فقالت عائشة للحسين ع نحوا ابنكم و اذهبوا به فإنكم قوم خصمون قال فمضى الحسين ع إلى قبر أمه ثم أخرجه فدفنه بالبقيع

باب الإشارة و النص على علي بن الحسين صلوات الله عليهما

1-  محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين و أحمد بن محمد عن محمد بن إسماعيل عن منصور بن يونس عن أبي الجارود عن أبي جعفر ع قال إن الحسين بن علي ع لما حضره الذي حضره دعا ابنته الكبرى فاطمة بنت الحسين ع فدفع إليها كتابا ملفوفا و وصية ظاهرة و كان علي بن الحسين ع مبطونا معهم لا يرون إلا أنه لما به فدفعت فاطمة الكتاب إلى علي بن الحسين ع ثم صار و الله ذلك الكتاب إلينا يا زياد قال قلت ما في ذلك الكتاب جعلني الله فداك قال فيه و الله ما يحتاج إليه ولد آدم منذ خلق الله آدم إلى أن تفنى الدنيا و الله إن فيه الحدود حتى أن فيه أرش الخدش

2-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن ابن سنان عن أبي الجارود عن أبي جعفر ع قال لما حضر الحسين ع ما حضره دفع وصيته إلى ابنته فاطمة ظاهرة في كتاب مدرج فلما أن كان من أمر الحسين ع ما كان دفعت ذلك إلى علي بن الحسين ع قلت له فما فيه يرحمك الله فقال ما يحتاج إليه ولد آدم منذ كانت الدنيا إلى أن تفنى

3-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن سيف بن عميرة عن أبي بكر الحضرمي عن أبي عبد الله ع قال إن الحسين صلوات الله عليه لما صار إلى العراق استودع أم سلمة رضي الله عنها الكتب و الوصية فلما رجع علي بن الحسين ع دفعتها إليه

4-  و في نسخة الصفواني علي بن إبراهيم عن أبيه عن حنان بن سدير عن فليح بن أبي بكر الشيباني قال و الله إني لجالس عند علي بن الحسين و عنده ولده إذ جاءه جابر بن عبد الله الأنصاري فسلم عليه ثم أخذ بيد أبي جعفر ع فخلا به فقال إن رسول الله ص أخبرني أني سأدرك رجلا من أهل بيته يقال له محمد بن علي يكنى أبا جعفر فإذا أدركته فأقرئه مني السلام قال و مضى جابر و رجع أبو جعفر ع فجلس مع أبيه علي بن الحسين ع و إخوته فلما صلى المغرب قال علي بن الحسين لأبي جعفر ع أي شي‏ء قال لك جابر بن عبد الله الأنصاري فقال قال إن رسول الله ص قال إنك ستدرك رجلا من أهل بيتي اسمه محمد بن علي يكنى أبا جعفر فأقرئه مني السلام فقال له أبوه هنيئا لك يا بني ما خصك الله به من رسوله من بين أهل بيتك لا تطلع إخوتك على هذا فيكيدوا لك كيدا كما كادوا إخوة يوسف ليوسف ع

 باب الإشارة و النص على أبي جعفر ع

1-  أحمد بن إدريس عن محمد بن عبد الجبار عن أبي القاسم الكوفي عن محمد بن سهل عن إبراهيم بن أبي البلاد عن إسماعيل بن محمد بن عبد الله بن علي بن الحسين عن أبي جعفر ع قال لما حضر علي بن الحسين ع الوفاة قبل ذلك أخرج سفطا أو صندوقا عنده فقال يا محمد احمل هذا الصندوق قال فحمل بين أربعة فلما توفي جاء إخوته يدعون ما في الصندوق فقالوا أعطنا نصيبنا في الصندوق فقال و الله ما لكم فيه شي‏ء و لو كان لكم فيه شي‏ء ما دفعه إلي و كان في الصندوق سلاح رسول الله ص و كتبه

2-  محمد بن يحيى عن عمران بن موسى عن محمد بن الحسين عن محمد بن عبد الله عن عيسى بن عبد الله عن أبيه عن جده قال التفت علي بن الحسين ع إلى ولده و هو في الموت و هم مجتمعون عنده ثم التفت إلى محمد بن علي فقال يا محمد هذا الصندوق اذهب به إلى بيتك قال أما إنه لم يكن فيه دينار و لا درهم و لكن كان مملوءا علما

3-  محمد بن الحسن عن سهل عن محمد بن عيسى عن فضالة بن أيوب عن الحسين بن أبي العلاء عن أبي عبد الله ع قال سمعته يقول إن عمر بن عبد العزيز كتب إلى ابن حزم أن يرسل إليه بصدقة علي و عمر و عثمان و إن ابن حزم بعث إلى زيد بن الحسن و كان أكبرهم فسأله الصدقة فقال زيد إن الوالي كان بعد علي الحسن و بعد الحسن الحسين و بعد الحسين علي بن الحسين و بعد علي بن الحسين محمد بن علي فابعث إليه فبعث ابن حزم إلى أبي فأرسلني أبي بالكتاب إليه حتى دفعته إلى ابن حزم فقال له بعضنا يعرف هذا ولد الحسن قال نعم كما يعرفون أن هذا ليل و لكنهم يحملهم الحسد و لو طلبوا الحق بالحق لكان خيرا لهم و لكنهم يطلبون الدنيا

4-  الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الحسن بن علي الوشاء عن عبد الكريم بن عمرو عن ابن أبي يعفور قال سمعت أبا عبد الله ع يقول إن عمر بن عبد العزيز كتب إلى ابن حزم ثم ذكر مثله إلا أنه قال بعث ابن حزم إلى زيد بن الحسن و كان أكبر من أبي ع

 عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الوشاء مثله

باب الإشارة و النص على أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق صلوات الله عليهما

1-  الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الوشاء عن أبان بن عثمان عن أبي الصباح الكناني قال نظر أبو جعفر ع إلى أبي عبد الله ع يمشي فقال ترى هذا هذا من الذين قال الله عز و جل و نريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض و نجعلهم أئمة و نجعلهم الوارثين

2-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله ع قال لما حضرت أبي ع الوفاة قال يا جعفر أوصيك بأصحابي خيرا قلت جعلت فداك و الله لأدعنهم و الرجل منهم يكون في المصر فلا يسأل أحدا

3-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن المثنى عن سدير الصيرفي قال سمعت أبا جعفر ع يقول إن من سعادة الرجل أن يكون له الولد يعرف فيه شبه خلقه و خلقه و شمائله و إني لأعرف من ابني هذا شبه خلقي و خلقي و شمائلي يعني أبا عبد الله ع

4-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن طاهر قال كنت عند أبي جعفر ع فأقبل جعفر ع فقال أبو جعفر ع هذا خير البرية أو أخير

 -  أحمد بن محمد عن محمد بن خالد عن بعض أصحابنا عن يونس بن يعقوب عن طاهر قال كنت عند أبي جعفر ع فأقبل جعفر ع فقال أبو جعفر ع هذا خير البرية

6-  أحمد بن مهران عن محمد بن علي عن فضيل بن عثمان عن طاهر قال كنت قاعدا عند أبي جعفر ع فأقبل جعفر ع فقال أبو جعفر ع هذا خير البرية

7-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن هشام بن سالم عن جابر بن يزيد الجعفي عن أبي جعفر ع قال سئل عن القائم ع فضرب بيده على أبي عبد الله ع فقال هذا و الله قائم آل محمد ص قال عنبسة فلما قبض أبو جعفر ع دخلت على أبي عبد الله ع فأخبرته بذلك فقال صدق جابر ثم قال لعلكم ترون أن ليس كل إمام هو القائم بعد الإمام الذي كان قبله

8-  علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس بن عبد الرحمن عن عبد الأعلى عن أبي عبد الله ع قال إن أبي ع استودعني ما هناك فلما حضرته الوفاة قال ادع لي شهودا فدعوت له أربعة من قريش فيهم نافع مولى عبد الله بن عمر فقال اكتب هذا ما أوصى به يعقوب بنيه يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا و أنتم مسلمون و أوصى محمد بن علي إلى جعفر بن محمد و أمره أن يكفنه في برده الذي كان يصلي فيه الجمعة و أن يعممه بعمامته و أن يربع قبره و يرفعه أربع أصابع و أن يحل عنه أطماره عند دفنه ثم قال للشهود انصرفوا رحمكم الله فقلت له يا أبت بعد ما انصرفوا ما كان في هذا بأن تشهد عليه فقال يا بني كرهت أن تغلب و أن يقال إنه لم يوص إليه فأردت أن تكون لك الحجة

باب الإشارة و النص على أبي الحسن موسى ع

1-  أحمد بن مهران عن محمد بن علي عن عبد الله القلاء عن الفيض بن المختار قال قلت لأبي عبد الله ع خذ بيدي من النار من لنا بعدك فدخل عليه أبو إبراهيم ع و هو يومئذ غلام فقال هذا صاحبكم فتمسك به

 -  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن أبي أيوب الخزاز عن ثبيت عن معاذ بن كثير عن أبي عبد الله ع قال قلت له أسأل الله الذي رزق أباك منك هذه المنزلة أن يرزقك من عقبك قبل الممات مثلها فقال قد فعل الله ذلك قال قلت من هو جعلت فداك فأشار إلى العبد الصالح و هو راقد فقال هذا الراقد و هو غلام

3-  و بهذا الإسناد عن أحمد بن محمد قال حدثني أبو علي الأرجاني الفارسي عن عبد الرحمن بن الحجاج قال سألت عبد الرحمن في السنة التي أخذ فيها أبو الحسن الماضي ع فقلت له إن هذا الرجل قد صار في يد هذا و ما ندري إلى ما يصير فهل بلغك عنه في أحد من ولده شي‏ء فقال لي ما ظننت أن أحدا يسألني عن هذه المسألة دخلت على جعفر بن محمد في منزله فإذا هو في بيت كذا في داره في مسجد له و هو يدعو و على يمينه موسى بن جعفر ع يؤمن على دعائه فقلت له جعلني الله فداك قد عرفت انقطاعي إليك و خدمتي لك فمن ولي الناس بعدك فقال إن موسى قد لبس الدرع و ساوى عليه فقلت له لا أحتاج بعد هذا إلى شي‏ء

4-  أحمد بن مهران عن محمد بن علي عن موسى الصيقل عن المفضل بن عمر قال كنت عند أبي عبد الله ع فدخل أبو إبراهيم ع و هو غلام فقال استوص به و ضع أمره عند من تثق به من أصحابك

5-  أحمد بن مهران عن محمد بن علي عن يعقوب بن جعفر الجعفري قال حدثني إسحاق بن جعفر قال كنت عند أبي يوما فسأله علي بن عمر بن علي فقال جعلت فداك إلى من نفزع و يفزع الناس بعدك فقال إلى صاحب الثوبين الأصفرين و الغديرتين يعني الذؤابتين و هو الطالع عليك من هذا الباب يفتح البابين بيده جميعا فما لبثنا أن طلعت علينا كفان آخذة بالبابين ففتحهما ثم دخل علينا أبو إبراهيم

 -  علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي نجران عن صفوان الجمال عن أبي عبد الله ع قال قال له منصور بن حازم بأبي أنت و أمي إن الأنفس يغدى عليها و يراح فإذا كان ذلك فمن فقال أبو عبد الله ع إذا كان ذلك فهو صاحبكم و ضرب بيده على منكب أبي الحسن ع الأيمن في ما أعلم و هو يومئذ خماسي و عبد الله بن جعفر جالس معنا

7-  محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن عبد الرحمن بن أبي نجران عن عيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب عن أبي عبد الله ع قال قلت له إن كان كون و لا أراني الله ذلك فبمن أئتم قال فأومأ إلى ابنه موسى ع قلت فإن حدث بموسى حدث فبمن أئتم قال بولده قلت فإن حدث بولده حدث و ترك أخا كبيرا و ابنا صغيرا فبمن أئتم قال بولده ثم قال هكذا أبدا قلت فإن لم أعرفه و لا أعرف موضعه قال تقول اللهم إني أتولى من بقي من حججك من ولد الإمام الماضي فإن ذلك يجزيك إن شاء الله

8-  أحمد بن مهران عن محمد بن علي عن عبد الله القلاء عن المفضل بن عمر قال ذكر أبو عبد الله ع أبا الحسن ع و هو يومئذ غلام فقال هذا المولود الذي لم يولد فينا مولود أعظم بركة على شيعتنا منه ثم قال لي لا تجفوا إسماعيل

9-  محمد بن يحيى و أحمد بن إدريس عن محمد بن عبد الجبار عن الحسن بن الحسين عن أحمد بن الحسن الميثمي عن فيض بن المختار في حديث طويل في أمر أبي الحسن ع حتى قال له أبو عبد الله ع هو صاحبك الذي سألت عنه فقم إليه فأقر له بحقه فقمت حتى قبلت رأسه و يده و دعوت الله عز و جل له فقال أبو عبد الله ع أما إنه لم يؤذن لنا في أول منك قال قلت جعلت فداك فأخبر به أحدا فقال نعم أهلك و ولدك و كان معي أهلي و ولدي و رفقائي و كان يونس بن ظبيان من رفقائي فلما أخبرتهم حمدوا الله عز و جل و قال يونس لا و الله حتى أسمع ذلك منه و كانت به عجلة فخرج فاتبعته فلما انتهيت إلى الباب سمعت أبا عبد الله ع يقول له و قد سبقني إليه يا يونس الأمر كما قال لك فيض قال فقال سمعت و أطعت فقال لي أبو عبد الله ع خذه إليك يا فيض

10-  محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن جعفر بن بشير عن فضيل عن طاهر عن أبي عبد الله قال كان أبو عبد الله ع يلوم عبد الله و يعاتبه و يعظه و يقول ما منعك أن تكون مثل أخيك فو الله إني لأعرف النور في وجهه فقال عبد الله لم أ ليس أبي و أبوه واحدا و أمي و أمه واحدة فقال له أبو عبد الله إنه من نفسي و أنت ابني

11-  الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الوشاء عن محمد بن سنان عن يعقوب السراج قال دخلت على أبي عبد الله ع و هو واقف على رأس أبي الحسن موسى و هو في المهد فجعل يساره طويلا فجلست حتى فرغ فقمت إليه فقال لي ادن من مولاك فسلم فدنوت فسلمت عليه فرد علي السلام بلسان فصيح ثم قال لي اذهب فغير اسم ابنتك التي سميتها أمس فإنه اسم يبغضه الله و كان ولدت لي ابنة سميتها بالحميراء فقال أبو عبد الله ع انته إلى أمره ترشد فغيرت اسمها

12-  أحمد بن إدريس عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان عن ابن مسكان عن سليمان بن خالد قال دعا أبو عبد الله ع أبا الحسن ع يوما و نحن عنده فقال لنا عليكم بهذا فهو و الله صاحبكم بعدي

13-  علي بن محمد عن سهل أو غيره عن محمد بن الوليد عن يونس عن داود بن زربي عن أبي أيوب النحوي قال بعث إلي أبو جعفر المنصور في جوف الليل فأتيته فدخلت عليه و هو جالس على كرسي و بين يديه شمعة و في يده كتاب قال فلما سلمت عليه رمى بالكتاب إلي و هو يبكي فقال لي هذا كتاب محمد بن سليمان يخبرنا أن جعفر بن محمد قد مات فإنا لله و إنا إليه راجعون ثلاثا و أين مثل جعفر ثم قال لي اكتب قال فكتبت صدر الكتاب ثم قال اكتب إن كان أوصى إلى رجل واحد بعينه فقدمه و اضرب عنقه قال فرجع إليه الجواب أنه قد أوصى إلى خمسة واحدهم أبو جعفر المنصور و محمد بن سليمان و عبد الله و موسى و حميدة

14-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن النضر بن سويد بنحو من هذا إلا أنه ذكر أنه أوصى إلى أبي جعفر المنصور و عبد الله و موسى و محمد بن جعفر و مولى لأبي عبد الله ع قال فقال أبو جعفر ليس إلى قتل هؤلاء سبيل

15-  الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الوشاء عن علي بن الحسن عن صفوان الجمال قال سألت أبا عبد الله ع عن صاحب هذا الأمر فقال إن صاحب هذا الأمر لا يلهو و لا يلعب و أقبل أبو الحسن موسى و هو صغير و معه عناق مكية و هو يقول لها اسجدي لربك فأخذه أبو عبد الله ع و ضمه إليه و قال بأبي و أمي من لا يلهو و لا يلعب

16-  علي بن محمد عن بعض أصحابنا عن عبيس بن هشام قال حدثني عمر الرماني عن فيض بن المختار قال إني لعند أبي عبد الله ع إذ أقبل أبو الحسن موسى ع و هو غلام فالتزمته و قبلته فقال أبو عبد الله ع أنتم السفينة و هذا ملاحها قال فحججت من قابل و معي ألفا دينار فبعثت بألف إلى أبي عبد الله ع و ألف إليه فلما دخلت على أبي عبد الله ع قال يا فيض عدلته بي قلت إنما فعلت ذلك لقولك فقال أما و الله ما أنا فعلت ذلك بل الله عز و جل فعله به

باب الإشارة و النص على أبي الحسن الرضا ع

1-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن الحسين بن نعيم الصحاف قال كنت أنا و هشام بن الحكم و علي بن يقطين ببغداد فقال علي بن يقطين كنت عند العبد الصالح جالسا فدخل عليه ابنه علي فقال لي يا علي بن يقطين هذا علي سيد ولدي أما إني قد نحلته كنيتي فضرب هشام بن الحكم براحته جبهته ثم قال ويحك كيف قلت فقال علي بن يقطين سمعت و الله منه كما قلت فقال هشام أخبرك أن الأمر فيه من بعده

 أحمد بن مهران عن محمد بن علي عن الحسين بن نعيم الصحاف قال كنت عند العبد الصالح و في نسخة الصفواني قال كنت أنا ثم ذكر مثله

2-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن معاوية بن حكيم عن نعيم القابوسي عن أبي الحسن ع أنه قال إن ابني عليا أكبر ولدي و أبرهم عندي و أحبهم إلي و هو ينظر معي في الجفر و لم ينظر فيه إلا نبي أو وصي نبي

3-  أحمد بن مهران عن محمد بن علي عن محمد بن سنان و إسماعيل بن عباد القصري جميعا عن داود الرقي قال قلت لأبي إبراهيم ع جعلت فداك إني قد كبر سني فخذ بيدي من النار قال فأشار إلى ابنه أبي الحسن ع فقال هذا صاحبكم من بعدي

4-  الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن أحمد بن محمد بن عبد الله عن الحسن عن ابن أبي عمير عن محمد بن إسحاق بن عمار قال قلت لأبي الحسن الأول ع أ لا تدلني إلى من آخذ عنه ديني فقال هذا ابني علي إن أبي أخذ بيدي فأدخلني إلى قبر رسول الله ص فقال يا بني إن الله عز و جل قال إني جاعل في الأرض خليفة و إن الله عز و جل إذا قال قولا وفى به

5-  أحمد بن إدريس عن محمد بن عبد الجبار عن الحسن بن الحسين اللؤلؤي عن يحيى بن عمرو عن داود الرقي قال قلت لأبي الحسن موسى ع إني قد كبرت سني و دق عظمي و إني سألت أباك ع فأخبرني بك فأخبرني من بعدك فقال هذا أبو الحسن الرضا

6-  أحمد بن مهران عن محمد بن علي عن زياد بن مروان القندي و كان من الواقفة قال دخلت على أبي إبراهيم و عنده ابنه أبو الحسن ع فقال لي يا زياد هذا ابني فلان كتابه كتابي و كلامه كلامي و رسوله رسولي و ما قال فالقول قوله

7-  أحمد بن مهران عن محمد بن علي عن محمد بن الفضيل قال حدثني المخزومي و كانت أمه من ولد جعفر بن أبي طالب ع قال بعث إلينا أبو الحسن موسى ع فجمعنا ثم قال لنا أ تدرون لم دعوتكم فقلنا لا فقال اشهدوا أن ابني هذا وصيي و القيم بأمري و خليفتي من بعدي من كان له عندي دين فليأخذه من ابني هذا و من كانت له عندي عدة فلينجزها منه و من لم يكن له بد من لقائي فلا يلقني إلا بكتابه

8-  أحمد بن مهران عن محمد بن علي عن محمد بن سنان و علي بن الحكم جميعا عن الحسين بن المختار قال خرجت إلينا ألواح من أبي الحسن ع و هو في الحبس عهدي إلى أكبر ولدي أن يفعل كذا و أن يفعل كذا و فلان لا تنله شيئا حتى ألقاك أو يقضي الله علي الموت

9-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن عبد الله بن المغيرة عن الحسين بن المختار قال خرج إلينا من أبي الحسن ع بالبصرة ألواح مكتوب فيها بالعرض عهدي إلى أكبر ولدي يعطى فلان كذا و فلان كذا و فلان كذا و فلان لا يعطى حتى أجي‏ء أو يقضي الله عز و جل علي الموت إن الله يفعل ما يشاء

10-  أحمد بن مهران عن محمد بن علي عن ابن محرز عن علي بن يقطين عن أبي الحسن ع قال كتب إلي من الحبس أن فلانا ابني سيد ولدي و قد نحلته كنيتي

11-  أحمد بن مهران عن محمد بن علي عن أبي علي الخزاز عن داود بن سليمان قال قلت لأبي إبراهيم ع إني أخاف أن يحدث حدث و لا ألقاك فأخبرني من الإمام بعدك فقال ابني فلان يعني أبا الحسن ع

12-  أحمد بن مهران عن محمد بن علي عن سعيد بن أبي الجهم عن النصر بن قابوس قال قلت لأبي إبراهيم ع إني سألت أباك ع من الذي يكون من بعدك فأخبرني أنك أنت هو فلما توفي أبو عبد الله ع ذهب الناس يمينا و شمالا و قلت فيك أنا و أصحابي فأخبرني من الذي يكون من بعدك من ولدك فقال ابني فلان

13-  أحمد بن مهران عن محمد بن علي عن الضحاك بن الأشعث عن داود بن زربي قال جئت إلى أبي إبراهيم ع بمال فأخذ بعضه و ترك بعضه فقلت أصلحك الله لأي شي‏ء تركته عندي قال إن صاحب هذا الأمر يطلبه منك فلما جاءنا نعيه بعث إلي أبو الحسن ع ابنه فسألني ذلك المال فدفعته إليه

14-  أحمد بن مهران عن محمد بن علي عن أبي الحكم الأرمني قال حدثني عبد الله بن إبراهيم بن علي بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب عن يزيد بن سليط الزيدي قال أبو الحكم و أخبرني عبد الله بن محمد بن عمارة الجرمي عن يزيد بن سليط قال لقيت أبا إبراهيم ع و نحن نريد العمرة في بعض الطريق فقلت جعلت فداك هل تثبت هذا الموضع الذي نحن فيه قال نعم فهل تثبته أنت قلت نعم إني أنا و أبي لقيناك هاهنا و أنت مع أبي عبد الله ع و معه إخوتك فقال له أبي بأبي أنت و أمي أنتم كلكم أئمة مطهرون و الموت لا يعرى منه أحد فأحدث إلي شيئا أحدث به من يخلفني من بعدي فلا يضل قال نعم يا أبا عبد الله هؤلاء ولدي و هذا سيدهم و أشار إليك و قد علم الحكم و الفهم و السخاء و المعرفة بما يحتاج إليه الناس و ما اختلفوا فيه من أمر دينهم و دنياهم و فيه حسن الخلق و حسن الجواب و هو باب من أبواب الله عز و جل و فيه أخرى خير من هذا كله فقال له أبي و ما هي بأبي أنت و أمي قال ع يخرج الله عز و جل منه غوث هذه الأمة و غياثها و علمها و نورها و فضلها و حكمتها خير مولودو خير ناشئ يحقن الله عز و جل به الدماء و يصلح به ذات البين و يلم به الشعث و يشعب به الصدع و يكسو به العاري و يشبع به الجائع و يؤمن به الخائف و ينزل الله به القطر و يرحم به العباد خير كهل و خير ناشئ قوله حكم و صمته علم يبين للناس ما يختلفون فيه و يسود عشيرته من قبل أوان حلمه فقال له أبي بأبي أنت و أمي و هل ولد قال نعم و مرت به سنون قال يزيد فجاءنا من لم نستطع معه كلاما قال يزيد فقلت لأبي إبراهيم ع فأخبرني أنت بمثل ما أخبرني به أبوك ع فقال لي نعم إن أبي ع كان فيزمان ليس هذا زمانه فقلت له فمن يرضى منك بهذا فعليه لعنة الله قال فضحك أبو إبراهيم ضحكا شديدا ثم قال أخبرك يا أبا عمارة إني خرجت من منزلي فأوصيت إلى ابني فلان و أشركت معه بني في الظاهر و أوصيته في الباطن فأفردته وحده و لو كان الأمر إلي لجعلته في القاسم ابني لحبي إياه و رأفتي عليه و لكن ذلك إلى الله عز و جل يجعله حيث يشاء و لقد جاءني بخبره رسول الله ص ثم أرانيه و أراني من يكون معه و كذلك لا يوصى إلى أحد منا حتى يأتي بخبره رسول الله ص و جدي علي صلوات الله عليه و رأيت مع رسول الله ص خاتما و سيفا و عصا و كتابا و عمامة فقلت ما هذا يا رسول الله فقال لي أما العمامة فسلطان الله عز و جل و أما السيف فعز الله تبارك و تعالى و أما الكتاب فنور الله تبارك و تعالى و أما العصا فقوة الله و أما الخاتم فجامع هذه الأمور ثم قال لي و الأمر قد خرج منك إلى غيرك فقلت يا رسول الله أرنيه أيهم هو فقال رسول الله ص ما رأيت من الأئمة أحدا أجزع على فراق هذا الأمر

 منك و لو كانت الإمامة بالمحبة لكان إسماعيل أحب إلى أبيك منك و لكن ذلك من الله عز و جل ثم قال أبو إبراهيم و رأيت ولدي جميعا الأحياء منهم و الأموات فقال لي أمير المؤمنين ع هذا سيدهم و أشار إلى ابني علي فهو مني و أنا منه و الله مع المحسنين قال يزيد ثم قال أبو إبراهيم ع يا يزيد إنها وديعة عندك فلا تخبر بها إلا عاقلا أو عبدا تعرفه صادقا و إن سئلت عن الشهادة فاشهد بها و هو قول الله عز و جل إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها و قال لنا أيضا و من أظلم ممن كتم شهادة عنده من الله قال فقال أبو إبراهيم ع فأقبلت على رسول الله ص فقلت قد جمعتهم لي بأبي و أمي فأيهم هو فقال هو الذي ينظر بنور الله عز و جل و يسمع بفهمه و ينطق بحكمته يصيب فلا يخطئ و يعلم فلا يجهل معلما حكما و علما هو هذا و أخذ بيد علي ابني ثم قال ما أقل مقامك معه فإذا رجعت من سفرك فأوص و أصلح أمرك و افرغ مما أردت فإنك منتقل عنهم و مجاور غيرهم فإذا أردت فادع عليا فليغسلك و ليكفنك فإنه طهر لك و لا يستقيم إلا ذلك و ذلك سنة قد مضت فاضطجع بينيديه و صف إخوته خلفه و عمومته و مره فليكبر عليك تسعا فإنه قد استقامت وصيته و وليك و أنت حي ثم اجمع له ولدك من بعدهم فأشهد عليهم و أشهد الله عز و جل و كفى بالله شهيدا قال يزيد ثم قال لي أبو إبراهيم ع إني أؤخذ في هذه السنة و الأمر هو إلى ابني علي سمي علي و علي فأما علي الأول فعلي بن أبي طالب و أما الآخر فعلي بن الحسين ع أعطي فهم الأول و حلمه و نصره و وده و دينه و محنته و محنة الآخر و صبره على ما يكره و ليس له أن يتكلم إلا بعد موت هارون بأربع سنين ثم قال لي يا يزيد و إذا مررت بهذا الموضع و لقيته و ستلقاه فبشره أنه سيولد له غلام أمين مأمون مبارك و سيعلمك أنك قد لقيتني فأخبره عند ذلك أن الجارية التي يكون منها هذا الغلام جارية من أهل بيت مارية جارية رسول الله ص أم إبراهيم فإن قدرت أن تبلغها مني السلام فافعل قال يزيد فلقيت بعد مضي أبي إبراهيم ع عليا ع فبدأني فقال لي يا يزيد ما تقول في العمرة فقلت بأبي أنت و أمي ذلك إليك و ما عندي نفقة فقال سبحان الله ما كنا نكلفك و لا نكفيك فخرجنا حتى انتهينا إلى ذلك الموضع فابتدأني فقال يا يزيد إن هذا الموضع كثيرا ما لقيت فيه جيرتك و عمومتك قلت نعم ثم قصصت عليه الخبر فقال لي أما الجارية فلم تجئ بعد فإذا جاءت بلغتها منه السلام فانطلقنا إلى مكة فاشتراها في تلك السنة فلم تلبث إلا قليلا حتى حملت فولدت ذلك الغلام قال يزيد و كان إخوة علي يرجون أن يرثوه فعادوني إخوته من غير ذنب فقال لهم إسحاق بن جعفر و الله لقد رأيته و إنه ليقعد من أبي إبراهيم بالمجلس الذي لا أجلس فيه أنا

15-  أحمد بن مهران عن محمد بن علي عن أبي الحكم قال حدثني عبد الله بن إبراهيم الجعفري و عبد الله بن محمد بن عمارة عن يزيد بن سليط قال لما أوصى أبو إبراهيم ع أشهد إبراهيم بن محمد الجعفري و إسحاق بن محمد الجعفري و إسحاق بن جعفر بن محمد و جعفر بن صالح و معاوية الجعفري و يحيى بن الحسين بن زيد بن علي و سعد بن عمران الأنصاري و محمد بن الحارث الأنصاري و يزيد بن سليط الأنصاري و محمد بن جعفر بن سعد الأسلمي و هو كاتب الوصية الأولى أشهدهم أنه يشهد أن لا إلهإلا الله وحده لا شريك له و أن محمدا عبده و رسوله و أن الساعة آتية لا ريب فيها و أن الله يبعث من في القبور و أن البعث بعد الموت حق و أن الوعد حق و أن الحساب حق و القضاء حق و أن الوقوف بين يدي الله حق و أن ما جاء به محمد ص حق و أن ما نزل به الروح الأمين حق على ذلك أحيا و عليه أموت و عليه أبعث إن شاء الله و أشهدهم أن هذه وصيتي بخطي و قد نسخت وصية جدي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع و وصية محمد بن علي قبل ذلك نسختها حرفا بحرف و وصية جعفر بن محمد على مثل ذلك و إني قد أوصيت إلى علي و بني بعد معه إن شاء و آنس منهم رشدا و أحب أن يقرهم فذاك له و إن كرههم و أحب أن يخرجهم فذاك له و لا أمر لهم معه و أوصيت إليه بصدقاتي و أموالي و موالي و صبياني الذين خلفت و ولدي إلى إبراهيم و العباس و قاسم و إسماعيل و أحمد و أم أحمد و إلى علي أمر نسائي دونهم و ثلث صدقة أبي و ثلثي يضعه حيث يرى و يجعل فيه ما يجعل ذو المال في ماله فإن أحب أن يبيع أو يهب أو ينحل أو يتصدق بها على من سميت له و على غير من سميت فذاك له

 و هو أنا في وصيتي في مالي و في أهلي و ولدي و إن يرى أن يقر إخوته الذين سميتهم في كتابي هذا أقرهم و إن كره فله أن يخرجهم غير مثرب عليه و لا مردود فإن آنس منهم غير الذي فارقتهم عليه فأحب أن يردهم في ولاية فذاك له و إن أراد رجل منهم أن يزوج أخته فليس له أن يزوجها إلا بإذنه و أمره فإنه أعرف بمناكح قومه و أي سلطان أو أحد من الناس كفه عن شي‏ء أو حال بينه و بين شي‏ء مما ذكرت في كتابي هذا أو أحد ممن ذكرت فهو من الله و من رسوله بري‏ء و الله و رسوله منه برآء و عليه لعنة الله و غضبه و لعنة اللاعنين و الملائكة المقربين و النبيين و المرسلين و جماعة المؤمنين و ليس لأحد من السلاطين أن يكفه عن شي‏ء و ليس لي عنده تبعة و لا تباعة و لا لأحد من ولدي له قبلي مال فهو مصدق فيما ذكر فإن أقل فهو أعلم و إن أكثر فهو الصادق كذلك و إنما أردت بإدخال الذين أدخلتهم معه من ولدي التنويه بأسمائهم و التشريف لهم و أمهات أولادي من أقامت منهن في منزلها و حجابها فلها ما كان يجري عليها في حياتي إن رأى ذلك و من خرجت منهن إلى زوج فليس لها أن ترجع إلى محواي إلا أن يرى علي غير ذلك و بناتي بمثل ذلك و لا يزوج بناتي أحد من إخوتهن من أمهاتهن و لا سلطان و لا عم إلا برأيه و مشورته فإن فعلوا غير ذلك فقد خالفوا الله و رسوله و جاهدوه في ملكه و هو أعرف بمناكح قومه فإن أراد أن يزوج زوج و إن أراد أن يترك ترك و قد أوصيتهن بمثل ما ذكرت في كتابي هذا و جعلت الله عز و جل عليهن شهيدا و هو و أم أحمد شاهدان و ليس لأحد أن يكشف وصيتي و لا ينشرها و هو منها على غير ما ذكرت و سميت فمن أساء فعليه و من أحسن فلنفسه و ما ربك بظلام للعبيد و صلى الله على محمد و على آله و ليس لأحد من سلطان و لا غيره أن يفض كتابي هذا الذي ختمت عليه الأسفل فمن فعل ذلك فعليه لعنة الله و غضبه و لعنة اللاعنين و الملائكة المقربين و جماعة المرسلين و المؤمنين من المسلمين و على من فض كتابي هذا و كتب و ختم أبو إبراهيم و الشهود و صلى الله على محمد و على آله قال أبو الحكم فحدثني عبد الله بن آدم الجعفري عن يزيد بن سليط قال كان أبو عمران الطلحي قاضي المدينة فلما مضى موسى قدمه إخوته إلى الطلحي القاضي فقال العباس بن موسى أصلحك الله و أمتع بك إن في أسفل هذا الكتاب كنزا و جوهرا و يريد أن يحتجبه

 و يأخذه دوننا و لم يدع أبونا رحمه الله شيئا إلا ألجأه إليه و تركنا عالة و لو لا أني أكف نفسي لأخبرتك بشي‏ء على رءوس الملإ فوثب إليه إبراهيم بن محمد فقال إذا و الله تخبر بما لا نقبله منك و لا نصدقك عليه ثم تكون عندنا ملوما مدحورا نعرفك بالكذب صغيرا و كبيرا و كان أبوك أعرف بك لو كان فيك خيرا و إن كان أبوك لعارفا بك في الظاهر و الباطن و ما كان ليأمنك على تمرتين ثم وثب إليه إسحاق بن جعفر عمه فأخذ بتلبيبه فقال له إنك لسفيه ضعيف أحمق اجمع هذا مع ما كان بالأمس منك و أعانه القوم أجمعون فقال أبو عمران القاضي لعلي قم يا أبا الحسن حسبي ما لعنني أبوك اليوم و قد وسع لك أبوك و لا و الله ما أحد أعرف بالولد من والده و لا و الله ما كان أبوك عندنا بمستخف في عقله و لا ضعيف في رأيه فقال العباس للقاضي أصلحك الله فض الخاتم و اقرأ ما تحته فقال أبو عمران لا أفضه حسبي ما لعنني أبوك اليوم فقال العباس فأنا أفضه فقال ذاك إليك ففض العباس الخاتم فإذا فيه إخراجهم و إقرار علي لها وحده و إدخاله إياهم في ولاية علي إن أحبوا أو كرهوا و إخراجهم من حد الصدقة و غيرها و كان فتحه عليهم بلاء و فضيحة و ذلة و لعلي ع خيرة و كان في الوصية التي فض العباس تحت الخاتم هؤلاء الشهود إبراهيم بن محمد و إسحاق بن جعفر و جعفر بن صالح و سعيد بن عمران و أبرزوا وجه أم أحمد في مجلس القاضي و ادعوا أنها ليست إياها حتى كشفوا عنها و عرفوها فقالت عند ذلك قد و الله قال سيدي هذا إنك ستؤخذين جبرا و تخرجين إلى المجالس فزجرها إسحاق بن جعفر و قال اسكتي فإن النساء إلى الضعف ما أظنه قال من هذا شيئا ثم إن عليا ع التفت إلى العباس فقال يا أخي إني أعلم أنه إنما حملكم على هذه الغرائم و الديون التي عليكم فانطلق يا سعيد فتعين لي ما عليهم ثم اقض عنهم و لا و الله لا أدع مواساتكم و بركم ما مشيت على الأرض فقولوا ما شئتم فقال العباس ما تعطينا إلا من فضول أموالنا و ما لنا عندك أكثر فقال قولوا ما شئتم فالعرض عرضكم فإن تحسنوا فذاك لكم عند الله و إن تسيئوا فإن الله غفور رحيم و الله إنكم لتعرفون أنه ما لي يومي هذا ولد و لا وارث غيركم و لئن حبست شيئا مما تظنون أو ادخرته فإنما هو لكم و مرجعه إليكم و الله ما ملكت منذ مضى أبوكم رضي الله عنه شيئا إلا و قد سيبته حيث رأيتم فوثب العباس فقال و الله ما هو كذلك و ما جعل الله لك من رأي علينا و لكن حسد أبينا لنا و إرادته ما أراد مما لا يسوغه الله إياه و لا إياك و إنك لتعرف أني أعرف صفوان بن يحيى بياع السابري بالكوفة و لئن سلمت لأغصصنه بريقه و أنت معه فقال علي ع لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم أما إني يا إخوتي فحريص على مسرتكم الله يعلم اللهم إن كنت تعلم أني أحب صلاحهم و أني بار بهم واصل لهم رفيق عليهم أعنى بأمورهم ليلا و نهارا فاجزني به خيرا و إن كنت على غير ذلك فأنت علام الغيوب فاجزني به ما أنا أهله إن كان شرا فشرا و إن كان خيرا فخيرا اللهم أصلحهم و أصلح لهم و اخسأ عنا و عنهم الشيطان و أعنهم على طاعتك و وفقهم لرشدك أما أنا يا أخي فحريص على مسرتكم جاهد على صلاحكم و الله على ما نقول وكيل فقال العباس ما أعرفني بلسانك و ليس لمسحاتك عندي طين فافترق القوم على هذا و صلى الله على محمد و آله

16-  محمد بن الحسن عن سهل بن زياد عن محمد بن علي و عبيد الله بن المرزبان عن ابن سنان قال دخلت على أبي الحسن موسى ع من قبل أن يقدم العراق بسنة و علي ابنه جالس بين يديه فنظر إلي فقال يا محمد أما إنه سيكون في هذه السنة حركة فلا تجزع لذلك قال قلت و ما يكون جعلت فداك فقد أقلقني ما ذكرت فقال أصير إلى الطاغية أما إنه لا يبدأني منه سوء و من الذي يكون بعده قال قلت و ما يكون جعلت فداك قال يضل الله الظالمين و يفعل الله ما يشاء قال قلت و ما ذاك جعلت فداك قال من ظلم ابني هذا حقه و جحد إمامته من بعدي كان كمن ظلم علي بن أبي طالب حقه و جحده إمامته بعد رسول الله ص قال قلت و الله لئن مد الله لي في العمر لأسلمن له حقه و لأقرن له بإمامته قال صدقت يا محمد يمد الله في عمرك و تسلم له حقه و تقر له بإمامته و إمامة من يكون من بعده قال قلت و من ذاك قال محمد ابنه قال قلت له الرضا و التسليم

 

 

 باب الإشارة و النص على أبي جعفر الثاني ع

1-  علي بن محمد عن سهل بن زياد عن محمد بن الوليد عن يحيى بن حبيب الزيات قال أخبرني من كان عند أبي الحسن الرضا ع جالسا فلما نهضوا قال لهم القوا أبا جعفر فسلموا عليه و أحدثوا به عهدا فلما نهض القوم التفت إلي فقال يرحم الله المفضل إنه كان ليقنع بدون هذا

2-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن معمر بن خلاد قال سمعت الرضا ع و ذكر شيئا فقال ما حاجتكم إلى ذلك هذا أبو جعفر قد أجلسته مجلسي و صيرته مكاني و قال إنا أهل بيت يتوارث أصاغرنا عن أكابرنا القذة بالقذة

3-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن أبيه محمد بن عيسى قال دخلت على أبي جعفر الثاني ع فناظرني في أشياء ثم قال لي يا أبا علي ارتفع الشك ما لأبي غيري

4-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن جعفر بن يحيى عن مالك بن أشيم عن الحسين بن بشار قال كتب ابن قياما إلى أبي الحسن ع كتابا يقول فيه كيف تكون إماما و ليس لك ولد فأجابه أبو الحسن الرضا ع شبه المغضب و ما علمك أنه لا يكون لي ولد و الله لا تمضي الأيام و الليالي حتى يرزقني الله ولدا ذكرا يفرق به بين الحق و الباطل

5-  بعض أصحابنا عن محمد بن علي عن معاوية بن حكيم عن ابن أبي نصر قال قال لي ابن النجاشي من الإمام بعد صاحبك فأشتهي أن تسأله حتى أعلم فدخلت على الرضا ع فأخبرته قال فقال لي الإمام ابني ثم قال هل يتجرأ أحد أن يقول ابني و ليس له ولد

 -  أحمد بن مهران عن محمد بن علي عن معمر بن خلاد قال ذكرنا عند أبي الحسن ع شيئا بعد ما ولد له أبو جعفر ع فقال ما حاجتكم إلى ذلك هذا أبو جعفر قد أجلسته مجلسي و صيرته في مكاني

7-  أحمد عن محمد بن علي عن ابن قياما الواسطي قال دخلت على علي بن موسى ع فقلت له أ يكون إمامان قال لا إلا و أحدهما صامت فقلت له هو ذا أنت ليس لك صامت و لم يكن ولد له أبو جعفر ع بعد فقال لي و الله ليجعلن الله مني ما يثبت به الحق و أهله و يمحق به الباطل و أهله فولد له بعد سنة أبو جعفر ع و كان ابن قياما واقفيا

8-  أحمد عن محمد بن علي عن الحسن بن الجهم قال كنت مع أبي الحسن ع جالسا فدعا بابنه و هو صغير فأجلسه في حجري فقال لي جرده و انزع قميصه فنزعته فقال لي انظر بين كتفيه فنظرت فإذا في أحد كتفيه شبيه بالخاتم داخل في اللحم ثم قال أ ترى هذا كان مثله في هذا الموضع من أبي ع

9-  عنه عن محمد بن علي عن أبي يحيى الصنعاني قال كنت عند أبي الحسن الرضا ع فجي‏ء بابنه أبي جعفر ع و هو صغير فقال هذا المولود الذي لم يولد مولود أعظم بركة على شيعتنا منه

10-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن صفوان بن يحيى قال قلت للرضا ع قد كنا نسألك قبل أن يهب الله لك أبا جعفر ع فكنت تقول يهب الله لي غلاما فقد وهبه الله لك فأقر عيوننا فلا أرانا الله يومك فإن كان كون فإلى من فأشار بيده إلى أبي جعفر ع و هو قائم بين يديه فقلت جعلت فداك هذا ابن ثلاث سنين فقال و ما يضره من ذلك فقد قام عيسى ع بالحجة و هو ابن ثلاث سنين

11-  الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد بن جمهور عن معمر بن خلاد قال سمعت إسماعيل بن إبراهيم يقول للرضا ع إن ابني في لسانه ثقل فأنا أبعث به إليك غدا تمسح على رأسه و تدعو له فإنه مولاك فقال هو مولى أبي جعفر فابعث به غدا إليه

 -  الحسين بن محمد عن محمد بن أحمد النهدي عن محمد بن خلاد الصيقل عن محمد بن الحسن بن عمار قال كنت عند علي بن جعفر بن محمد جالسا بالمدينة و كنت أقمت عنده سنتين أكتب عنه ما يسمع من أخيه يعني أبا الحسن ع إذ دخل عليه أبو جعفر محمد بن علي الرضا ع المسجد مسجد الرسول ص فوثب علي بن جعفر بلا حذاء و لا رداء فقبل يده و عظمه فقال له أبو جعفر ع يا عم اجلس رحمك الله فقال يا سيدي كيف أجلس و أنت قائم فلما رجع علي بن جعفر إلى مجلسه جعل أصحابه يوبخونه و يقولون أنت عم أبيه و أنت تفعل به هذا الفعل فقال اسكتوا إذا كان الله عز و جل و قبض على لحيته لم يؤهل هذه الشيبة و أهل هذا الفتى و وضعه حيث وضعه أنكر فضله نعوذ بالله مما تقولون بل أنا له عبد

13-  الحسين بن محمد عن الخيراني عن أبيه قال كنت واقفا بين يدي أبي الحسن ع بخراسان فقال له قائل يا سيدي إن كان كون فإلى من قال إلى أبي جعفر ابني فكأن القائل استصغر سن أبي جعفر ع فقال أبو الحسن ع إن الله تبارك و تعالى بعث عيسى ابن مريم رسولا نبيا صاحب شريعة مبتدأة في أصغر من السن الذي فيه أبو جعفر ع

14-  علي بن إبراهيم عن أبيه و علي بن محمد القاساني جميعا عن زكريا بن يحيى بن النعمان الصيرفي قال سمعت علي بن جعفر يحدث الحسن بن الحسين بن علي بن الحسين فقال و الله لقد نصر الله أبا الحسن الرضا ع فقال له الحسن إي و الله جعلت فداك لقد بغى عليه إخوته فقال علي بن جعفر إي و الله و نحن عمومته بغينا عليه فقال له الحسن جعلت فداك كيف صنعتم فإني لم أحضركم قال قال له إخوته و نحن أيضا ما كان فينا إمام قط حائل اللون فقال لهم الرضا ع هو ابني قالوا فإن رسول الله ص قد قضى بالقافة فبيننا و بينك القافة قال ابعثوا أنتم إليهم فأما أنا فلا و لا تعلموهم لما دعوتموهم و لتكونوا في بيوتكم فلما جاءوا أقعدونا في البستان و اصطف عمومته و إخوته و أخواته و أخذوا الرضا ع و ألبسوه جبة صوف و قلنسوة منها و وضعوا على عنقه مسحاة و قالوا له ادخل البستان كأنك تعمل فيه ثم جاءوا بأبي جعفر ع فقالوا ألحقوا هذا الغلام بأبيه فقالوا ليس له هاهنا أب و لكن هذا عم أبيه و هذا عم أبيه و هذا عمه و هذه عمته و إن يكن له هاهنا أب فهو صاحب البستان فإن قدميه و قدميه واحدة فلما رجع أبو الحسن ع قالوا هذا أبوه قال علي بن جعفر فقمت فمصصت ريق أبي جعفر ع ثم قلت له أشهد أنك إمامي عند الله فبكى الرضا ع ثم قال يا عم أ لم تسمع أبي و هو يقول قال رسول الله ص بأبي ابن خيرة الإماء ابن النوبية الطيبة الفم المنتجبة الرحم ويلهم لعن الله الأعيبس و ذريته صاحب الفتنة و يقتلهم سنين و شهورا و أياما يسومهم خسفا و يسقيهم كأسا مصبرة و هو الطريد الشريد الموتور بأبيه و جده صاحب الغيبة يقال مات أو هلك أي واد سلك أ فيكون هذا يا عم إلا مني فقلت صدقت جعلت فداك

باب الإشارة و النص على أبي الحسن الثالث ع

1-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن إسماعيل بن مهران قال لما خرج أبو جعفر ع من المدينة إلى بغداد في الدفعة الأولى من خرجتيه قلت له عند خروجه جعلت فداك إني أخاف عليك في هذا الوجه فإلى من الأمر بعدك فكر بوجهه إلي ضاحكا و قال ليس الغيبة حيث ظننت في هذه السنة فلما أخرج به الثانية إلى المعتصم صرت إليه فقلت له جعلت فداك أنت خارج فإلى من هذا الأمر من بعدك فبكى حتى اخضلت لحيته ثم التفت إلي فقال عند هذه يخاف علي الأمر من بعدي إلى ابني علي

 -  الحسين بن محمد عن الخيراني عن أبيه أنه قال كان يلزم باب أبي جعفر ع للخدمة التي كان وكل بها و كان أحمد بن محمد بن عيسى يجي‏ء في السحر في كل ليلة ليعرف خبر علة أبي جعفر ع و كان الرسول الذي يختلف بين أبي جعفر ع و بين أبي إذا حضر قام أحمد و خلا به أبي فخرجت ذات ليلة و قام أحمد عن المجلس و خلا أبي بالرسول و استدار أحمد فوقف حيث يسمع الكلام فقال الرسول لأبي إن مولاك يقرأ عليك السلام و يقول لك إني ماض و الأمر صائر إلى ابني علي و له عليكم بعدي ما كان لي عليكم بعد أبي ثم مضى الرسول و رجع أحمد إلى موضعه و قال لأبي ما الذي قد قال لك قال خيرا قال قد سمعت ما قال فلم تكتمه و أعاد ما سمع فقال له أبي قد حرم الله عليك ما فعلت لأن الله تعالى يقول و لا تجسسوا فاحفظ الشهادة لعلنا نحتاج إليها يوما ما و إياك أن تظهرها إلى وقتها فلما أصبح أبي كتب نسخة الرسالة في عشر رقاع و ختمها و دفعها إلى عشرة من وجوه العصابة و قال إن حدث بي حدث الموت قبل أن أطالبكم بها فافتحوها و أعلموا بما فيها فلما مضى أبو جعفر ع ذكر أبي أنه لم يخرج من منزله حتى قطع على يديه نحو من أربعمائة إنسان و اجتمع رؤساء العصابة عند محمد بن الفرج يتفاوضون هذا الأمر فكتب محمد بن الفرج إلى أبي يعلمه باجتماعهم عنده و أنه لو لا مخافة الشهرة لصار معهم إليه و يسأله أن يأتيه فركب أبي و صار إليه فوجد القوم مجتمعين عنده فقالوا لأبي ما تقول في هذا الأمر فقال أبي لمن عنده الرقاع أحضروا الرقاع فأحضروها فقال لهم هذا ما أمرت به فقال بعضهم قد كنا نحب أن يكون معك في هذا الأمر شاهد آخر فقال لهم قد أتاكم الله عز و جل به هذا أبو جعفر الأشعري يشهد لي بسماع هذه الرسالة و سأله أن يشهد بما عنده فأنكر أحمد أن يكون سمع من هذا شيئا فدعاه أبي إلى المباهلة فقال لما حقق عليه قال قد سمعت ذلك و هذا مكرمة كنت أحب أن تكون لرجل من العرب لا لرجل من العجم فلم يبرح القوم حتى قالوا بالحق جميعا

 -  و في نسخة الصفواني محمد بن جعفر الكوفي عن محمد بن عيسى بن عبيد عن محمد بن الحسين الواسطي أنه سمع أحمد بن أبي خالد مولى أبي جعفر يحكي أنه أشهده على هذه الوصية المنسوخة شهد أحمد بن أبي خالد مولى أبي جعفر أن أبا جعفر محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ع أشهده أنه أوصى إلى علي ابنه بنفسه و أخواته و جعل أمر موسى إذا بلغ إليه و جعل عبد الله بن المساور قائما على تركته من الضياع و الأموال و النفقات و الرقيق و غير ذلك إلى أن يبلغ علي بن محمد صير عبد الله بن المساور ذلك اليوم إليه يقوم بأمر نفسه و أخواته و يصير أمر موسى إليه يقوم لنفسه بعدهما على شرط أبيهما في صدقاته التي تصدق بها و ذلك يوم الأحد لثلاث ليال خلون من ذي الحجة سنة عشرين و مائتين و كتب أحمد بن أبي خالد شهادته بخطه و شهد الحسن بن محمد بن عبد الله بن الحسن بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ع و هو الجواني على مثل شهادة أحمد بن أبي خالد في صدر هذا الكتاب و كتب شهادته بيده و شهد نصر الخادم وكتب شهادته بيده

باب الإشارة و النص على أبي محمد ع

1-  علي بن محمد عن محمد بن أحمد النهدي عن يحيى بن يسار القنبري قال أوصى أبو الحسن ع إلى ابنه الحسن قبل مضيه بأربعة أشهر و أشهدني على ذلك و جماعة من الموالي

2-  علي بن محمد عن جعفر بن محمد الكوفي عن بشار بن أحمد البصري عن علي بن عمر النوفلي قال كنت مع أبي الحسن ع في صحن داره فمر بنا محمد ابنه فقلت له جعلت فداك هذا صاحبنا بعدك فقال لا صاحبكم بعدي الحسن

3-  عنه عن بشار بن أحمد عن عبد الله بن محمد الأصفهاني قال قال أبو الحسن ع صاحبكم بعدي الذي يصلي علي قال و لم نعرف أبا محمد قبل ذلك قال فخرج أبو محمد فصلى عليه

4-  و عنه عن موسى بن جعفر بن وهب عن علي بن جعفر قال كنت حاضرا أبا الحسن ع لما توفي ابنه محمد فقال للحسن يا بني أحدث لله شكرا فقد أحدث فيك أمرا

5-  الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن أحمد بن محمد بن عبد الله بن مروان الأنباري قال كنت حاضرا عند مضي أبي جعفر محمد بن علي ع فجاء أبو الحسن ع فوضع له كرسي فجلس عليه و حوله أهل بيته و أبو محمد قائم في ناحية فلما فرغ من أمر أبي جعفر التفت إلى أبي محمد ع فقال يا بني أحدث لله تبارك و تعالى شكرا فقد أحدث فيك أمرا

6-  علي بن محمد عن محمد بن أحمد القلانسي عن علي بن الحسين بن عمرو عن علي بن مهزيار قال قلت لأبي الحسن ع إن كان كون و أعوذ بالله فإلى من قال عهدي إلى الأكبر من ولدي

7-  علي بن محمد عن أبي محمد الإسبارقيني عن علي بن عمرو العطار قال دخلت على أبي الحسن العسكري ع و أبو جعفر ابنه في الأحياء و أنا أظن أنه هو فقلت له جعلت فداك من أخص من ولدك فقال لا تخصوا أحدا حتى يخرج إليكم أمري قال فكتبت إليه بعد فيمن يكون هذا الأمر قال فكتب إلي في الكبير من ولدي قال و كان أبو محمد أكبر من أبي جعفر

8-  محمد بن يحيى و غيره عن سعد بن عبد الله عن جماعة من بني هاشم منهم الحسن بن الحسن الأفطس أنهم حضروا يوم توفي محمد بن علي بن محمد باب أبي الحسن يعزونه و قد بسط له في صحن داره و الناس جلوس حوله فقالوا قدرنا أن يكون حوله من آل أبي طالب و بني هاشم و قريش مائة و خمسون رجلا سوى مواليه و سائر الناس إذ نظر إلى الحسن بن علي قد جاء مشقوق الجيب حتى قام عن يمينه و نحن لا نعرفه فنظر إليه أبو الحسن ع بعد ساعة فقال يا بني أحدث لله عز و جل شكرا فقد أحدث فيك أمرا فبكى الفتى و حمد الله و استرجع و قال الحمد لله رب العالمين و أنا أسأل الله تمام نعمه لنا فيك و إنا لله و إنا إليه راجعون فسألنا عنه فقيل هذا الحسن ابنه و قدرنا له في ذلك الوقت عشرين سنة أو أرجح فيومئذ عرفناه و علمنا أنه قد أشار إليه بالإمامة و أقامه مقامه

9-  علي بن محمد عن إسحاق بن محمد عن محمد بن يحيى بن درياب قال دخلت على أبي الحسن ع بعد مضي أبي جعفر فعزيته عنه و أبو محمد ع جالس فبكى أبو محمد ع فأقبل عليه أبو الحسن ع فقال له إن الله تبارك و تعالى قد جعل فيك خلفا منه فاحمد الله

10-  علي بن محمد عن إسحاق بن محمد عن أبي هاشم الجعفري قال كنت عند أبي الحسن ع بعد ما مضى ابنه أبو جعفر و إني لأفكر في نفسي أريد أن أقول كأنهما أعني أبا جعفر و أبا محمد في هذا الوقت كأبي الحسن موسى و إسماعيل ابني جعفر بن محمد ع و إن قصتهما كقصتهما إذ كان أبو محمد المرجى بعد أبي جعفر ع فأقبل علي أبو الحسن قبل أن أنطق فقال نعم يا أبا هاشم بدا لله في أبي محمد بعد أبي جعفر ع ما لم يكن يعرف له كما بدا له في موسى بعد مضي إسماعيل ما كشف به عن حاله و هو كما حدثتك نفسك و إن كره المبطلون و أبو محمد ابني الخلف من بعدي عنده علم ما يحتاج إليه و معه آلة الإمامة

11-  علي بن محمد عن إسحاق بن محمد عن محمد بن يحيى بن درياب عن أبي بكر الفهفكي قال كتب إلي أبو الحسن ع أبو محمد ابني أنصح آل محمد غريزة و أوثقهم حجة و هو الأكبر من ولدي و هو الخلف و إليه ينتهي عرى الإمامة و أحكامها فما كنت سائلي فسله عنه فعنده ما يحتاج إليه

12-  علي بن محمد عن إسحاق بن محمد عن شاهويه بن عبد الله الجلاب قال كتب إلي أبو الحسن في كتاب أردت أن تسأل عن الخلف بعد أبي جعفر و قلقت لذلك فلا تغتم فإن الله عز و جل لا يضل قوما بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون و صاحبك بعدي أبو محمد ابني و عنده ما تحتاجون إليه يقدم ما يشاء الله و يؤخر ما يشاء الله ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها قد كتبت بما فيه بيان و قناع لذي عقل يقظان

13-  علي بن محمد عمن ذكره عن محمد بن أحمد العلوي عن داود بن القاسم قال سمعت أبا الحسن ع يقول الخلف من بعدي الحسن فكيف لكم بالخلف من بعد الخلف فقلت و لم جعلني الله فداك فقال إنكم لا ترون شخصه و لا يحل لكم ذكره باسمه فقلت فكيف نذكره فقال قولوا الحجة من آل محمد عليهم السلام

باب الإشارة و النص إلى صاحب الدار ع

1-  علي بن محمد عن محمد بن علي بن بلال قال خرج إلي من أبي محمد قبل مضيه بسنتين يخبرني بالخلف من بعده ثم خرج إلي من قبل مضيه بثلاثة أيام يخبرني بالخلف من بعده

2-  محمد بن يحيى عن أحمد بن إسحاق عن أبي هاشم الجعفري قال قلت لأبي محمد ع جلالتك تمنعني من مسألتك فتأذن لي أن أسألك فقال سل قلت يا سيدي هل لك ولد فقال نعم فقلت فإن حدث بك حدث فأين أسأل عنه قال بالمدينة

3-  علي بن محمد عن جعفر بن محمد الكوفي عن جعفر بن محمد المكفوف عن عمرو الأهوازي قال أراني أبو محمد ابنه و قال هذا صاحبكم من بعدي

 -  علي بن محمد عن حمدان القلانسي قال قلت للعمري قد مضى أبو محمد فقال لي قد مضى و لكن قد خلف فيكم من رقبته مثل هذه و أشار بيده

5-  الحسين بن محمد الأشعري عن معلى بن محمد عن أحمد بن محمد بن عبد الله قال خرج عن أبي محمد ع حين قتل الزبيري لعنه الله هذا جزاء من اجترأ على الله في أوليائه يزعم أنه يقتلني و ليس لي عقب فكيف رأى قدرة الله فيه و ولد له ولد سماه م‏ح‏م‏د في سنة ست و خمسين و مائتين

6-  علي بن محمد عن الحسين و محمد ابني علي بن إبراهيم عن محمد بن علي بن عبد الرحمن العبدي من عبد قيس عن ضوء بن علي العجلي عن رجل من أهل فارس سماه قال أتيت سامراء و لزمت باب أبي محمد ع فدعاني فدخلت عليه و سلمت فقال ما الذي أقدمك قال قلت رغبة في خدمتك قال فقال لي فالزم الباب قال فكنت في الدار مع الخدم ثم صرت أشتري لهم الحوائج من السوق و كنت أدخل عليهم من غير إذن إذا كان في الدار رجال قال فدخلت عليه يوما و هو في دار الرجال فسمعت حركة في البيت فناداني مكانك لا تبرح فلم أجسر أن أدخل و لا أخرج فخرجت علي جارية معها شي‏ء مغطى ثم ناداني ادخل فدخلت و نادى الجارية فرجعت إليه فقال لها اكشفي عما معك فكشفت عن غلام أبيض حسن الوجه و كشف عن بطنه فإذا شعر نابت من لبته إلى سرته أخضر ليس بأسود فقال هذا صاحبكم ثم أمرها فحملته فما رأيته بعد ذلك حتى مضى أبو محمد ع

باب في تسمية من رآه ع

1-  محمد بن عبد الله و محمد بن يحيى جميعا عن عبد الله بن جعفر الحميري قال اجتمعت أنا و الشيخ أبو عمرو رحمه الله عند أحمد بن إسحاق فغمزني أحمد بن إسحاق أن أسأله عن الخلف فقلت له يا أبا عمرو إني أريد أن أسألك عن شي‏ء و ما أنا بشاك فيما أريد أن أسألك عنه فإن اعتقادي و ديني أن الأرض لا تخلو من حجة إلا إذا كان قبل يوم القيامة بأربعين يوما فإذا كان ذلك رفعت الحجة و أغلق باب التوبة فلم يك ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا فأولئك أشرار من خلق الله عز و جل و هم الذين تقوم عليهم القيامة و لكني أحببت أن أزداد يقينا و إن إبراهيم ع سأل ربه عز و جل أن يريه كيف يحيي الموتى قال أ و لم تؤمن قال بلى و لكن ليطمئن قلبي و قد أخبرني أبو علي أحمد بن إسحاق عن أبي الحسن ع قال سألته و قلت من أعامل أو عمن آخذ و قول من أقبل فقال له العمري ثقتي فما أدى إليك عني فعني يؤدي و ما قال لك عني فعني يقول فاسمع له و أطع فإنه الثقة المأمون و أخبرني أبو علي أنه سأل أبا محمد ع عن مثل ذلك فقال له العمري وابنه ثقتان فما أديا إليك عني فعني يؤديان و ما قالا لك فعني يقولان فاسمع لهما و أطعهما فإنهما الثقتان المأمونان فهذا قول إمامين قد مضيا فيك قال فخر أبو عمرو ساجدا و بكى ثم قال سل حاجتك فقلت له أنت رأيت الخلف من بعد أبي محمد ع فقال إي و الله و رقبته مثل ذا و أومأ بيده فقلت له فبقيت واحدة فقال لي هات قلت فالاسم قال محرم عليكم أن تسألوا عن ذلك و لا أقول هذا من عندي فليس لي أن أحلل و لا أحرم و لكن عنه ع فإن الأمر عند السلطان أن أبا محمد مضى و لم يخلف ولدا و قسم ميراثه و أخذه من لا حق له فيه و هو ذا عياله يجولون ليس أحد يجسر أن يتعرف إليهم أو ينيلهم شيئا و إذا وقع الاسم وقع الطلب فاتقوا الله و أمسكوا عن ذلك

 قال الكليني رحمه الله و حدثني شيخ من أصحابنا ذهب عني اسمه أن أبا عمرو سأل عن أحمد بن إسحاق عن مثل هذا فأجاب بمثل هذا

2-  علي بن محمد عن محمد بن إسماعيل بن موسى بن جعفر و كان أسن شيخ من ولد رسول الله ص بالعراق فقال رأيته بين المسجدين و هو غلام ع

3-  محمد بن يحيى عن الحسين بن رزق الله أبو عبد الله قال حدثني موسى بن محمد بن القاسم بن حمزة بن موسى بن جعفر قال حدثتني حكيمة ابنة محمد بن علي و هي عمة أبيه أنها رأته ليلة مولده و بعد ذلك

4-  علي بن محمد عن حمدان القلانسي قال قلت للعمري قد مضى أبو محمد ع فقال قد مضى و لكن قد خلف فيكم من رقبته مثل هذا و أشار بيده

5-  علي بن محمد عن فتح مولى الزراري قال سمعت أبا علي بن مطهر يذكر أنه قد رآه و وصف له قده

6-  علي بن محمد عن محمد بن شاذان بن نعيم عن خادم لإبراهيم بن عبدة النيسابوري أنها قالت كنت واقفة مع إبراهيم على الصفا فجاء ع حتى وقف على إبراهيم و قبض على كتاب مناسكه و حدثه بأشياء

7-  علي بن محمد عن محمد بن علي بن إبراهيم عن أبي عبد الله بن صالح أنه رآه عند الحجر الأسود و الناس يتجاذبون عليه و هو يقول ما بهذا أمروا

8-  علي عن أبي علي أحمد بن إبراهيم بن إدريس عن أبيه أنه قال رأيته ع بعد مضي أبي محمد حين أيفع و قبلت يديه و رأسه

9-  علي عن أبي عبد الله بن صالح و أحمد بن النضر عن القنبري رجل من ولد قنبر الكبير مولى أبي الحسن الرضا ع قال جرى حديث جعفر بن علي فذمه فقلت له فليس غيره فهل رأيته فقال لم أره و لكن رآه غيري قلت و من رآه قال قد رآه جعفر مرتين و له حديث

10-  علي بن محمد عن أبي محمد الوجناني أنه أخبرني عمن رآه أنه خرج من الدار قبل الحادث بعشرة أيام و هو يقول اللهم إنك تعلم أنها من أحب البقاع لو لا الطرد أو كلام هذا نحوه

11-  علي بن محمد عن علي بن قيس عن بعض جلاوزة السواد قال شاهدت سيماء آنفا بسر من رأى و قد كسر باب الدار فخرج عليه و بيده طبرزين فقال له ما تصنع في داري فقال سيماء إن جعفرا زعم أن أباك مضى و لا ولد له فإن كانت دارك فقد انصرفت عنك فخرج عن الدار قال علي بن قيس فخرج علينا خادم من خدم الدار فسألته عن هذا الخبر فقال لي من حدثك بهذا فقلت له حدثني بعض جلاوزة السواد فقال لي لا يكاد يخفى على الناس شي‏ء

12-  علي بن محمد عن جعفر بن محمد الكوفي عن جعفر بن محمد المكفوف عن عمرو الأهوازي قال أرانيه أبو محمد ع و قال هذا صاحبكم

13-  محمد بن يحيى عن الحسن بن علي النيسابوري عن إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن موسى بن جعفر عن أبي نصر ظريف الخادم أنه رآه

14-  علي بن محمد عن محمد و الحسن ابني علي بن إبراهيم أنهما حدثاه في سنة تسع و سبعين و مائتين عن محمد بن عبد الرحمن العبدي عن ضوء بن علي العجلي عن رجل من أهل فارس سماه أن أبا محمد أراه إياه

15-  علي بن محمد عن أبي أحمد بن راشد عن بعض أهل المدائن قال كنت حاجا مع رفيق لي فوافينا إلى الموقف فإذا شاب قاعد عليه إزار و رداء و في رجليه نعل صفراء قومت الإزار و الرداء بمائة و خمسين دينارا و ليس عليه أثر السفر فدنا منا سائل فرددناه فدنا من الشاب فسأله فحمل شيئا من الأرض و ناوله فدعا له السائل و اجتهد في الدعاء و أطال فقام الشاب و غاب عنا فدنونا من السائل فقلنا له ويحك ما أعطاك فأرانا حصاة ذهب مضرسة قدرناها عشرين مثقالا فقلت لصاحبي مولانا عندنا و نحن لا ندري ثم ذهبنا في طلبه فدرنا الموقف كله فلم نقدر عليه فسألنا كل من كان حوله من أهل مكة و المدينة فقالوا شاب علوي يحج في كل سنة ماشيا

باب في النهي عن الاسم

1-  علي بن محمد عمن ذكره عن محمد بن أحمد العلوي عن داود بن القاسم الجعفري قال سمعت أبا الحسن العسكري ع يقول الخلف من بعدي الحسن فكيف لكم بالخلف من بعد الخلف فقلت و لم جعلني الله فداك قال إنكم لا ترون شخصه و لا يحل لكم ذكره باسمه فقلت فكيف نذكره فقال قولوا الحجة من آل محمد صلوات الله عليه و سلامه

2-  علي بن محمد عن أبي عبد الله الصالحي قال سألني أصحابنا بعد مضي أبي محمد ع أن أسأل عن الاسم و المكان فخرج الجواب إن دللتهم على الاسم أذاعوه و إن عرفوا المكان دلوا عليه

3-  عدة من أصحابنا عن جعفر بن محمد عن ابن فضال عن الريان بن الصلت قال سمعت أبا الحسن الرضا ع يقول و سئل عن القائم فقال لا يرى جسمه و لا يسمى اسمه

4-  محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن الحسن بن محبوب عن ابن رئاب عن أبي عبد الله ع قال صاحب هذا الأمر لا يسميه باسمه إلا كافر

باب نادر في حال الغيبة

1-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن محمد بن خالد عمن حدثه عن المفضل بن عمر و محمد بن يحيى عن عبد الله بن محمد بن عيسى عن أبيه عن بعض أصحابه عن المفضل بن عمر عن أبي عبد الله ع قال أقرب ما يكون العباد من الله جل ذكره و أرضى ما يكون عنهم إذا افتقدوا حجة الله جل و عز و لم يظهر لهم و لم يعلموا مكانه و هم في ذلك يعلمون أنه لم تبطل حجة الله جل ذكره و لا ميثاقه فعندها فتوقعوا الفرج صباحا و مساء فإن أشد ما يكون غضب الله على أعدائه إذا افتقدوا حجته و لم يظهر لهم و قد علم أن أولياءه لا يرتابون و لو علم أنهم يرتابون ما غيب حجته عنهم طرفة عين و لا يكون ذلك إلا على رأس شرار الناس

2-  الحسين بن محمد الأشعري عن معلى بن محمد عن علي بن مرداس عن صفوان بن يحيى و الحسن بن محبوب عن هشام بن سالم عن عمار الساباطي قال قلت لأبي عبد الله ع أيما أفضل العبادة في السر مع الإمام منكم المستتر في دولة الباطل أو العبادة في ظهور الحق و دولته مع الإمام منكم الظاهر فقال يا عمار الصدقة في السر و الله أفضل من الصدقة في العلانية و كذلك و الله عبادتكم في السر مع إمامكم المستتر في دولة الباطل و تخوفكم من عدوكم في دولة الباطل و حال الهدنة أفضل ممن يعبد الله عز و جل ذكره في ظهور الحق مع إمام الحق الظاهر في دولة الحق و ليست العبادة مع الخوف في دولة الباطل مثل العبادة و الأمن في دولة الحق و اعلموا أن من صلى منكم اليوم صلاة فريضة في جماعة مستتر بها من عدوه في وقتها فأتمها كتب الله له خمسين صلاة فريضة في جماعة و من صلى منكم صلاة فريضة وحده مستترا بها من عدوه في وقتها فأتمها كتب الله عز و جل بها له خمسا و عشرين صلاة فريضة وحدانية و من صلى منكم صلاة نافلة لوقتها فأتمها كتب الله له بها عشر صلوات نوافلو من عمل منكم حسنة كتب الله عز و جل له بها عشرين حسنة و يضاعف الله عز و جل حسنات المؤمن منكم إذا أحسن أعماله و دان بالتقية على دينه و إمامه و نفسه و أمسك من لسانه أضعافا مضاعفة إن الله عز و جل كريم قلت جعلت فداك قد و الله رغبتني في العمل و حثثتني عليه و لكن أحب أن أعلم كيف صرنا نحن اليوم أفضل أعمالا من أصحاب الإمام الظاهر منكم في دولة الحق و نحن على دين واحد فقال إنكم سبقتموهم إلى الدخول في دين الله عز و جل و إلى الصلاة و الصوم و الحج و إلى كل خير و فقه و إلى عبادة الله عز ذكره سرا من عدوكم مع إمامكم المستتر مطيعين له صابرين معه منتظرين لدولة الحق خائفين على إمامكم و أنفسكم من الملوك الظلمة تنتظرون إلى حق إمامكم و حقوقكم في أيدي الظلمة قد منعوكم ذلك و اضطروكم إلى حرث الدنيا و طلب المعاش مع الصبر على دينكم و عبادتكم و طاعة إمامكم و الخوف مع عدوكم فبذلك ضاعف الله عز و جل لكم الأعمال فهنيئا لكم قلت جعلت فداك فما ترى إذا أن نكون من أصحاب القائم و يظهر الحق و نحن اليوم في إمامتك و طاعتك أفضل أعمالا من أصحاب دولة الحق و العدل فقال سبحان الله أ ما تحبون أن يظهر الله تبارك و تعالى الحق و العدل في البلاد و يجمع الله الكلمة و يؤلف الله بين قلوب مختلفة و لا يعصون الله عز و جل في أرضه و تقام حدوده في خلقه و يرد الله الحق إلى أهله فيظهر حتى لا يستخفى بشي‏ء من الحق مخافة أحد من الخلق أما و الله يا عمار لا يموت منكم ميت على الحال التي أنتم عليها إلا كان أفضل عند الله من كثير من شهداء بدر و أحد فأبشروا

3-  علي بن محمد عن سهل بن زياد عن ابن محبوب عن أبي أسامة عن هشام و محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن هشام بن سالم عن أبي حمزة عن أبي إسحاق قال حدثني الثقة من أصحاب أمير المؤمنين ع أنهم سمعوا أمير المؤمنين ع يقول في خطبة له اللهم و إني لأعلم أن العلم لا يأرز كله و لا ينقطع مواده و أنك لا تخلي أرضك من حجة لك على خلقك ظاهر ليس بالمطاع أو خائف مغمور كيلا تبطل حججك و لا يضل أولياؤك بعد إذ هديتهم بل أين هم و كم أولئك الأقلون عددا و الأعظمون عند الله جل ذكره قدرا المتبعون لقادة الدين الأئمة الهادين الذين يتأدبون بآدابهم و ينهجون نهجهم فعند ذلك يهجم بهم العلم على حقيقة الإيمان فتستجيب أرواحهم لقادة العلم و يستلينون من حديثهم ما استوعر على غيرهم و يأنسون بما استوحش منه المكذبون و أباه المسرفون أولئك أتباع العلماء صحبوا أهل الدنيا بطاعة الله تبارك و تعالى و أوليائه و دانوا بالتقية عن دينهم و الخوف من عدوهم فأرواحهم معلقة بالمحل الأعلى فعلماؤهم و أتباعهم خرس صمت في دولة الباطل منتظرون لدولة الحق و سيحق الله الحق بكلماته و يمحق الباطل ها ها طوبى لهم على صبرهم على دينهم في حال هدنتهم و يا شوقاه إلى رؤيتهم في حال ظهور دولتهم و سيجمعنا الله و إياهم في جنات عدن و من صلح من آبائهم و أزواجهم و ذرياتهم

باب في الغيبة

1-  محمد بن يحيى و الحسن بن محمد جميعا عن جعفر بن محمد الكوفي عن الحسن بن محمد الصيرفي عن صالح بن خالد عن يمان التمار قال كنا عند أبي عبد الله ع جلوسا فقال لنا إن لصاحب هذا الأمر غيبة المتمسك فيها بدينه كالخارط للقتاد ثم قال هكذا بيده فأيكم يمسك شوك القتاد بيده ثم أطرق مليا ثم قال إن لصاحب هذا الأمر غيبة فليتق الله عبد و ليتمسك بدينه

2-  علي بن محمد عن الحسن بن عيسى بن محمد بن علي بن جعفر عن أبيه عن جده عن علي بن جعفر عن أخيه موسى بن جعفر ع قال إذا فقد الخامس من ولد السابع فالله الله في أديانكم لا يزيلكم عنها أحد يا بني إنه لا بد لصاحب هذا الأمر من غيبة حتى يرجع عن هذا الأمر من كان يقول به إنما هي محنة من الله عز و جل امتحن بها خلقه لو علم آباؤكم و أجدادكم دينا أصح من هذا لاتبعوه قال فقلت يا سيدي من الخامس من ولد السابع فقال يا بني عقولكم تصغر عن هذا و أحلامكم تضيق عن حمله و لكن إن تعيشوا فسوف تدركونه

3-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن أبي نجران عن محمد بن المساور عن المفضل بن عمر قال سمعت أبا عبد الله ع يقول إياكم و التنويه أما و الله ليغيبن إمامكم سنينا من دهركم و لتمحصن حتى يقال مات قتل هلك بأي واد سلك و لتدمعن عليه عيون المؤمنين و لتكفؤن كما تكفأ السفن في أمواج البحر فلا ينجو إلا من أخذ الله ميثاقه و كتب في قلبه الإيمان و أيده بروح منه و لترفعن اثنتا عشرة راية مشتبهة لا يدرى أي من أي قال فبكيت ثم قلت فكيف نصنع قال فنظر إلى شمس داخلة في الصفة فقال يا أبا عبد الله ترى هذه الشمس قلت نعم فقال و الله لأمرنا أبين من هذه الشمس

4-  علي بن إبراهيم عن محمد بن الحسين عن ابن أبي نجران عن فضالة بن أيوب عن سدير الصيرفي قال سمعت أبا عبد الله ع يقول إن في صاحب هذا الأمر شبها من يوسف ع قال قلت له كأنك تذكره حياته أو غيبته قال فقال لي و ما ينكر من ذلك هذه الأمة أشباه الخنازير إن إخوة يوسف ع كانوا أسباطا أولاد الأنبياء تاجروا يوسف و بايعوه و خاطبوه و هم إخوته و هو أخوهم فلم يعرفوه حتى قال أنا يوسف و هذا أخي فما تنكر هذه الأمة الملعونة أن يفعل الله عز و جل بحجته في وقت من الأوقات كما فعل بيوسف إن يوسف ع كان إليه ملك مصر و كان بينه و بين والده مسيرة ثمانية عشر يوما فلو أراد أن يعلمه لقدر على ذلك لقد سار يعقوب ع و ولده عند البشارة تسعة أيام من بدوهم إلى مصر فما تنكر هذه الأمة أن يفعل الله جل و عز بحجته كما فعل بيوسف أن يمشي في أسواقهم و يطأ بسطهم حتى يأذن الله في ذلك له كما أذن ليوسف قالوا أ إنك لأنت يوسف قال أنا يوسف

5-  علي بن إبراهيم عن الحسن بن موسى الخشاب عن عبد الله بن موسى عن عبد الله بن بكير عن زرارة قال سمعت أبا عبد الله ع يقول إن للغلام غيبة قبل أن يقوم قال قلت و لم قال يخاف و أومأ بيده إلى بطنه ثم قال يا زرارة و هو المنتظر و هو الذي يشك في ولادته منهم من يقول مات أبوه بلا خلف و منهم من يقول حمل و منهم من يقول إنه ولد قبل موت أبيه بسنتين و هو المنتظر غير أن الله عز و جل يحب أن يمتحن الشيعة فعند ذلك يرتاب المبطلون يا زرارة قال قلت جعلت فداك إن أدركت ذلك الزمان أي شي‏ء أعمل قال يا زرارة إذا أدركت هذا الزمان فادع بهذا الدعاء اللهم عرفني نفسك فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف نبيك اللهم عرفني رسولك فإنك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني ثم قال يا زرارة لا بد من قتل غلام بالمدينة قلت جعلت فداك أ ليس يقتله جيش السفياني قال لا و لكن يقتله جيش آل بني فلان يجي‏ء حتى يدخل المدينة فيأخذ الغلام فيقتله فإذا قتله بغيا و عدوانا و ظلما لا يمهلون فعند ذلك توقع الفرجإن شاء الله

6-  محمد بن يحيى عن جعفر بن محمد عن إسحاق بن محمد عن يحيى بن المثنى عن عبد الله بن بكير عن عبيد بن زرارة قال سمعت أبا عبد الله ع يقول يفقد الناس إمامهم يشهد الموسم فيراهم و لا يرونه

7-  علي بن محمد عن عبد الله بن محمد بن خالد قال حدثني منذر بن محمد بن قابوس عن منصور بن السندي عن أبي داود المسترق عن ثعلبة بن ميمون عن مالك الجهني عن الحارث بن المغيرة عن الأصبغ بن نباتة قال أتيت أمير المؤمنين ع فوجدته متفكرا ينكت في الأرض فقلت يا أمير المؤمنين ما لي أراك متفكرا تنكت في الأرض أ رغبة منك فيها فقال لا و الله ما رغبت فيها و لا في الدنيا يوما قط و لكني فكرت في مولود يكون من ظهري الحادي عشر من ولدي هو المهدي الذي يملأ الأرض عدلا و قسطا كما ملئت جورا و ظلما تكون له غيبة و حيرة يضل فيها أقوام و يهتدي فيها آخرون فقلت يا أمير المؤمنين و كم تكون الحيرة و الغيبة قال ستة أيام أو ستة أشهر أو ست سنين فقلت و إن هذا لكائن فقال نعم كما أنه مخلوق و أنى لك بهذا الأمر يا أصبغ أولئك خيار هذه الأمة مع خيار أبرار هذه العترة فقلت ثم ما يكون بعد ذلك فقال ثم يفعل الله ما يشاء فإن له بداءات و إرادات و غايات و نهايات

8-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن حنان بن سدير عن معروف بن خربوذ عن أبي جعفر ع قال إنما نحن كنجوم السماء كلما غاب نجم طلع نجم حتى إذا أشرتم بأصابعكم و ملتم بأعناقكم غيب الله عنكم نجمكم فاستوت بنو عبد المطلب فلم يعرف أي من أي فإذا طلع نجمكم فاحمدوا ربكم

9-  محمد بن يحيى عن جعفر بن محمد عن الحسن بن معاوية عن عبد الله بن جبلة عن عبد الله بن بكير عن زرارة قال سمعت أبا عبد الله ع يقول إن للقائم ع غيبة قبل أن يقوم قلت و لم قال إنه يخاف و أومأ بيده إلى بطنه يعني القتل

10-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن أبي أيوب الخزاز عن محمد بن مسلم قال سمعت أبا عبد الله ع يقول إن بلغكم عن صاحب هذا الأمر غيبة فلا تنكروها

11-  الحسين بن محمد و محمد بن يحيى عن جعفر بن محمد عن الحسن بن معاوية عن عبد الله بن جبلة عن إبراهيم بن خلف بن عباد الأنماطي عن مفضل بن عمر قال كنت عند أبي عبد الله ع و عنده في البيت أناس فظننت أنه إنما أراد بذلك غيري فقال أما و الله ليغيبن عنكم صاحب هذا الأمر و ليخملن هذا حتى يقال مات هلك في أي واد سلك و لتكفؤن كما تكفأ السفينة في أمواج البحر لا ينجو إلا من أخذ الله ميثاقه و كتب الإيمان في قلبه و أيده بروح منه و لترفعن اثنتا عشرة راية مشتبهة لا يدرى أي من أي قال فبكيت فقال ما يبكيك يا أبا عبد الله فقلت جعلت فداك كيف لا أبكي و أنت تقول اثنتا عشرة راية مشتبهة لا يدرى أي من أي قال و في مجلسه كوة تدخل فيها الشمس فقال أ بينة هذه فقلت نعم قال أمرنا أبين من هذه الشمس

12-  الحسين بن محمد عن جعفر بن محمد عن القاسم بن إسماعيل الأنباري عن يحيى بن المثنى عن عبد الله بن بكير عن عبيد بن زرارة عن أبي عبد الله ع قال للقائم غيبتان يشهد في إحداهما المواسم يرى الناس و لا يرونه

13-  علي بن محمد عن سهل بن زياد و محمد بن يحيى و غيره عن أحمد بن محمد و علي بن إبراهيم عن أبيه جميعا عن ابن محبوب عن هشام بن سالم عن أبي حمزة عن أبي إسحاق السبيعي عن بعض أصحاب أمير المؤمنين ع ممن يوثق به أن أمير المؤمنين ع تكلم بهذا الكلام و حفظ عنه و خطب به على منبر الكوفة اللهم إنه لا بد لك من حجج في أرضك حجة بعد حجة على خلقك يهدونهم إلى دينك و يعلمونهم علمك كيلا يتفرق أتباع أوليائك ظاهر غير مطاع أو مكتتم يترقب إن غاب عن الناس شخصهم في حال هدنتهم فلم يغب عنهم قديم مبثوث علمهم و آدابهم في قلوب المؤمنين مثبتة فهم بها عاملون و يقول ع في هذه الخطبة في موضع آخر فيمن هذا و لهذا يأرز العلم إذا لم يوجد له حملة يحفظونه و يروونه كما سمعوه من العلماء و يصدقون عليهم فيه اللهم فإني لأعلم أن العلم لا يأرز كله و لا ينقطع مواده و إنك لا تخلي أرضك من حجة لك على خلقك ظاهر ليس بالمطاع أو خائف مغمور كيلا تبطل حجتك و لا يضل أولياؤك بعد إذ هديتهم بل أين هم و كم هم أولئك الأقلون عددا الأعظمون عند الله قدرا

14-  علي بن محمد عن سهل بن زياد عن موسى بن القاسم بن معاوية البجلي عن علي بن جعفر عن أخيه موسى بن جعفر ع في قول الله عز و جل قل أ رأيتم إن أصبح ماؤكم غورا فمن يأتيكم بماء معين قال إذا غاب عنكم إمامكم فمن يأتيكم بإمام جديد

15-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن أبي أيوب الخزاز عن محمد بن مسلم قال سمعت أبا عبد الله ع يقول إن بلغكم عن صاحبكم غيبة فلا تنكروها

16-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسن بن علي الوشاء عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال لا بد لصاحب هذا الأمر من غيبة و لا بد له في غيبته من عزلة و نعم المنزل طيبة و ما بثلاثين من وحشة

17-  و بهذا الإسناد عن الوشاء عن علي بن الحسن عن أبان بن تغلب قال قال أبو عبد الله ع كيف أنت إذا وقعت البطشة بين المسجدين فيأرز العلم كما تأرز الحية في جحرها و اختلفت الشيعة و سمى بعضهم بعضا كذابين و تفل بعضهم في وجوه بعض قلت جعلت فداك ما عند ذلك من خير فقال لي الخير كله عند ذلك ثلاثا

18-  و بهذا الإسناد عن أحمد بن محمد عن أبيه محمد بن عيسى عن ابن بكير عن زرارة قال سمعت أبا عبد الله ع يقول إن للقائم غيبة قبل أن يقوم إنه يخاف و أومأ بيده إلى بطنه يعني القتل

19-  محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن ابن محبوب عن إسحاق بن عمار قال قال أبو عبد الله ع للقائم غيبتان إحداهما قصيرة و الأخرى طويلة الغيبة الأولى لا يعلم بمكانه فيها إلا خاصة شيعته و الأخرى لا يعلم بمكانه فيها إلا خاصة مواليه

20-  محمد بن يحيى و أحمد بن إدريس عن الحسن بن علي الكوفي عن علي بن حسان عن عمه عبد الرحمن بن كثير عن مفضل بن عمر قال سمعت أبا عبد الله ع يقول لصاحب هذا الأمر غيبتان إحداهما يرجع منها إلى أهله و الأخرى يقال هلك في أي واد سلك قلت كيف نصنع إذا كان كذلك قال إذا ادعاها مدع فاسألوه عن أشياء يجيب فيها مثله

 -  أحمد بن إدريس عن محمد بن أحمد عن جعفر بن القاسم عن محمد بن الوليد الخزاز عن الوليد بن عقبة عن الحارث بن زياد عن شعيب عن أبي حمزة قال دخلت على أبي عبد الله ع فقلت له أنت صاحب هذا الأمر فقال لا فقلت فولدك فقال لا فقلت فولد ولدك هو قال لا فقلت فولد ولد ولدك فقال لا قلت من هو قال الذي يملأها عدلا كما ملئت ظلما و جورا على فترة من الأئمة كما أن رسول الله ص بعث على فترة من الرسل

22-  علي بن محمد عن جعفر بن محمد عن موسى بن جعفر البغدادي عن وهب بن شاذان عن الحسن بن أبي الربيع عن محمد بن إسحاق عن أم هانئ قالت سألت أبا جعفر محمد بن علي ع عن قول الله تعالى فلا أقسم بالخنس الجوار الكنس قالت فقال إمام يخنس سنة ستين و مائتين ثم يظهر كالشهاب يتوقد في الليلة الظلماء فإن أدركت زمانه قرت عينك

23-  عدة من أصحابنا عن سعد بن عبد الله عن أحمد بن الحسن عن عمر بن يزيد عن الحسن بن الربيع الهمداني قال حدثنا محمد بن إسحاق عن أسيد بن ثعلبة عن أم هانئ قالت لقيت أبا جعفر محمد بن علي ع فسألته عن هذه الآية فلا أقسم بالخنس الجوار الكنس قال الخنس إمام يخنس في زمانه عند انقطاع من علمه عند الناس سنة ستين و مائتين ثم يبدو كالشهاب الواقد في ظلمة الليل فإن أدركت ذلك قرت عينك

24-  علي بن محمد عن بعض أصحابنا عن أيوب بن نوح عن أبي الحسن الثالث ع قال إذا رفع علمكم من بين أظهركم فتوقعوا الفرج من تحت أقدامكم

25-  عدة من أصحابنا عن سعد بن عبد الله عن أيوب بن نوح قال قلت لأبي الحسن الرضا ع إني أرجو أن تكون صاحب هذا الأمر و أن يسوقه الله إليك بغير سيف فقد بويع لك و ضربت الدراهم باسمك فقال ما منا أحد اختلفت إليه الكتب و أشير إليه بالأصابع و سئل عن المسائل و حملت إليه الأموال إلا اغتيل أو مات على فراشه حتى يبعث الله لهذا الأمر غلاما منا خفي الولادة و المنشإ غير خفي في نسبه

26-  الحسين بن محمد و غيره عن جعفر بن محمد عن علي بن العباس بن عامر عن موسى بن هلال الكندي عن عبد الله بن عطاء عن أبي جعفر ع قال قلت له إن شيعتك بالعراق كثيرة و الله ما في أهل بيتك مثلك فكيف لا تخرج قال فقال يا عبد الله بن عطاء قد أخذت تفرش أذنيك للنوكى إي و الله ما أنا بصاحبكم قال قلت له فمن صاحبنا قال انظروا من عمي على الناس ولادته فذاك صاحبكم إنه ليس منا أحد يشار إليه بالإصبع و يمضغ بالألسن إلا مات غيظا أو رغم أنفه

27-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله ع قال يقوم القائم و ليس لأحد في عنقه عهد و لا عقد و لا بيعة

28-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن فضال عن الحسن بن علي العطار عن جعفر بن محمد عن منصور عمن ذكره عن أبي عبد الله ع قال قلت إذا أصبحت و أمسيت لا أرى إماما أئتم به ما أصنع قال فأحب من كنت تحب و أبغض من كنت تبغض حتى يظهره الله عز و جل

29-  الحسين بن أحمد عن أحمد بن هلال قال حدثنا عثمان بن عيسى عن خالد بن نجيح عن زرارة بن أعين قال قال أبو عبد الله ع لا بد للغلام من غيبة قلت و لم قال يخاف و أومأ بيده إلى بطنه و هو المنتظر و هو الذي يشك الناس في ولادته فمنهم من يقول حمل و منهم من يقول مات أبوه و لم يخلف و منهم من يقول ولد قبل موت أبيه بسنتين قال زرارة فقلت و ما تأمرني لو أدركت ذلك الزمان قال ادع الله بهذا الدعاء اللهم عرفني نفسك فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرفك اللهم عرفني نبيك فإنك إن لم تعرفني نبيك لم أعرفه قط اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني قال أحمد بن الهلال سمعت هذا الحديث منذ ست و خمسين سنة

 -  أبو علي الأشعري عن محمد بن حسان عن محمد بن علي عن عبد الله بن القاسم عن المفضل بن عمر عن أبي عبد الله ع في قول الله عز و جل فإذا نقر في الناقور قال إن منا إماما مظفرا مستترا فإذا أراد الله عز ذكره إظهار أمره نكت في قلبه نكتة فظهر فقام بأمر الله تبارك و تعالى

31-  محمد بن يحيى عن جعفر بن محمد عن أحمد بن الحسين عن محمد بن عبد الله عن محمد بن الفرج قال كتب إلي أبو جعفر ع إذا غضب الله تبارك و تعالى على خلقه نحانا عن جوارهم