أبواب فضل العالم

باب فرض العلم و وجوب طلبه و الحث عليه

1-  أخبرنا محمد بن يعقوب عن علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن الحسن بن أبي الحسين الفارسي عن عبد الرحمن بن زيد عن أبيه عن أبي عبد الله ع قال قال رسول الله ص طلب العلم فريضة على كل مسلم ألا إن الله يحب بغاة العلم

2-  محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن محمد بن عبد الله عن عيسى بن عبد الله العمري عن أبي عبد الله ع قال طلب العلم فريضة

3-  علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس بن عبد الرحمن عن بعض أصحابه قال سئل أبو الحسن ع هل يسع الناس ترك المسألة عما يحتاجون إليه فقال لا

4-  علي بن محمد و غيره عن سهل بن زياد و محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى جميعا عن ابن محبوب عن هشام بن سالم عن أبي حمزة عن أبي إسحاق السبيعي عمن حدثه قال سمعت أمير المؤمنين يقول أيها الناس اعلموا أن كمال الدين طلب العلم و العمل به ألا و إن طلب العلم أوجب عليكم من طلب المال إن المال مقسوم مضمون لكم قد قسمه عادل بينكم و ضمنه و سيفي لكم و العلم مخزون عند أهله و قد أمرتم بطلبه من أهله فاطلبوه

5-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد البرقي عن يعقوب بن يزيد عن أبي عبد الله رجل من أصحابنا رفعه قال قال أبو عبد الله ع قال رسول الله ص طلب العلم فريضة و في حديث آخر قال قال أبو عبد الله ع قال رسول الله ص طلب العلم فريضة على كل مسلم ألا و إن الله يحب بغاة العلم

6-  علي بن محمد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن خالد عن عثمان بن عيسى عن علي بن أبي حمزة قال سمعت أبا عبد الله ع يقول تفقهوا في الدين فإنه من لم يتفقه منكم في الدين فهو أعرابي إن الله يقول في كتابه ليتفقهوا في الدين و لينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون

7-  الحسين بن محمد عن جعفر بن محمد عن القاسم بن الربيع عن مفضل بن عمر قال سمعت أبا عبد الله ع يقول عليكم بالتفقه في دين الله و لا تكونوا أعرابا فإنه من لم يتفقه في دين الله لم ينظر الله إليه يوم القيامة و لم يزك له عملا

8-  محمد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان عن ابن أبي عمير عن جميل بن دراج عن أبان بن تغلب عن أبي عبد الله ع قال لوددت أن أصحابي ضربت رءوسهم بالسياط حتى يتفقهوا

9-  علي بن محمد عن سهل بن زياد عن محمد بن عيسى عمن رواه عن أبي عبد الله ع قال قال له رجل جعلت فداك رجل عرف هذا الأمر لزم بيته و لم يتعرف إلى أحد من إخوانه قال فقال كيف يتفقه هذا في دينه

 باب صفة العلم و فضله و فضل العلماء

1-  محمد بن الحسن و علي بن محمد عن سهل بن زياد عن محمد بن عيسى عن عبيد الله بن عبد الله الدهقان عن درست الواسطي عن إبراهيم بن عبد الحميد عن أبي الحسن موسى ع قال دخل رسول الله ص المسجد فإذا جماعة قد أطافوا برجل فقال ما هذا فقيل علامة فقال و ما العلامة فقالوا له أعلم الناس بأنساب العرب و وقائعها و أيام الجاهلية و الأشعار العربية قال فقال النبي ص ذاك علم لا يضر من جهله و لا ينفع من علمه ثم قال النبي ص إنما العلم ثلاثة آية محكمة أو فريضة عادلة أو سنة قائمة و ما خلاهن فهو فضل

2-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن خالد عن أبي البختري عن أبي عبد الله ع قال إن العلماء ورثة الأنبياء و ذاك أن الأنبياء لم يورثوا درهما و لا دينارا و إنما أورثوا أحاديث من أحاديثهم فمن أخذ بشي‏ء منها فقد أخذ حظا وافرا فانظروا علمكم هذا عمن تأخذونه فإن فينا أهل البيت في كل خلف عدولا ينفون عنه تحريف الغالين و انتحال المبطلين و تأويل الجاهلين

3-  الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الحسن بن علي الوشاء عن حماد بن عثمان عن أبي عبد الله ع قال إذا أراد الله بعبد خيرا فقهه في الدين

4-  محمد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان عن حماد بن عيسى عن ربعي بن عبد الله عن رجل عن أبي جعفر ع قال قال الكمال كل الكمال التفقه في الدين و الصبر على النائبة و تقدير المعيشة

 -  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن سنان عن إسماعيل بن جابر عن أبي عبد الله ع قال العلماء أمناء و الأتقياء حصون و الأوصياء سادة و في رواية أخرى العلماء منار و الأتقياء حصون و الأوصياء سادة

6-  أحمد بن إدريس عن محمد بن حسان عن إدريس بن الحسن عن أبي إسحاق الكندي عن بشير الدهان قال قال أبو عبد الله ع لا خير فيمن لا يتفقه من أصحابنا يا بشير إن الرجل منهم إذا لم يستغن بفقهه احتاج إليهم فإذا احتاج إليهم أدخلوه في باب ضلالتهم و هو لا يعلم

7-  علي بن محمد عن سهل بن زياد عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله ع عن آبائه قال قال رسول الله ص لا خير في العيش إلا لرجلين عالم مطاع أو مستمع واع

8-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير و محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن أبي عمير عن سيف بن عميرة عن أبي حمزة عن أبي جعفر ع قال عالم ينتفع بعلمه أفضل من سبعين ألف عابد

9-  الحسين بن محمد عن أحمد بن إسحاق عن سعدان بن مسلم عن معاوية بن عمار قال قلت لأبي عبد الله ع رجل راوية لحديثكم يبث ذلك في الناس و يشدده في قلوبهم و قلوب شيعتكم و لعل عابدا من شيعتكم ليست له هذه الرواية أيهما أفضل قال الراوية لحديثنا يشد به قلوب شيعتنا أفضل من ألف عابد

باب أصناف الناس

1-  علي بن محمد عن سهل بن زياد و محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى جميعا عن ابن محبوب عن أبي أسامة عن هشام بن سالم عن أبي حمزة عن أبي إسحاق السبيعي عمن حدثه ممن يوثق به قال سمعت أمير المؤمنين ع يقول إن الناس آلوا بعد رسول الله ص إلى ثلاثة آلوا إلى عالم على هدى من الله قد أغناه الله بما علم عن علم غيره و جاهل مدع للعلم لا علم له معجب بما عنده قد فتنته الدنيا و فتن غيره و متعلم من عالم على سبيل هدى من الله و نجاة ثم هلك من ادعى و خاب من افترى

2-  الحسين بن محمد الأشعري عن معلى بن محمد عن الحسن بن علي الوشاء عن أحمد بن عائذ عن أبي خديجة سالم بن مكرم عن أبي عبد الله ع قال الناس ثلاثة عالم و متعلم و غثاء

3-  محمد بن يحيى عن عبد الله بن محمد عن علي بن الحكم عن العلاء بن رزين عن محمد بن مسلم عن أبي حمزة الثمالي قال قال لي أبو عبد الله ع اغد عالما أو متعلما أو أحب أهل العلم و لا تكن رابعا فتهلك ببغضهم

4-  علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن جميل عن أبي عبد الله ع قال سمعته يقول يغدو الناس على ثلاثة أصناف عالم و متعلم و غثاء فنحن العلماء و شيعتنا المتعلمون و سائر الناس غثاء

باب ثواب العالم و المتعلم

1-  محمد بن الحسن و علي بن محمد عن سهل بن زياد و محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد جميعا عن جعفر بن محمد الأشعري عن عبد الله بن ميمون القداح و علي بن إبراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسى عن القداح عن أبي عبد الله ع قال قال رسول الله ص من سلك طريقا يطلب فيه علما سلك الله به طريقا إلى الجنة و إن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا به و إنه يستغفر لطالب العلم من في السماء و من في الأرض حتى الحوت في البحر و فضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر النجوم ليلة البدر و إن العلماء ورثة الأنبياء إن الأنبياء لم يورثوا دينارا و لا درهما و لكن ورثوا العلم فمن أخذ منه أخذ بحظ وافر

 -  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسن بن محبوب عن جميل بن صالح عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر ع قال إن الذي يعلم العلم منكم له أجر مثل أجر المتعلم و له الفضل عليه فتعلموا العلم من حملة العلم و علموه إخوانكم كما علمكموه العلماء

3-  علي بن إبراهيم عن أحمد بن محمد البرقي عن علي بن الحكم عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير قال سمعت أبا عبد الله ع يقول من علم خيرا فله مثل أجر من عمل به قلت فإن علمه غيره يجري ذلك له قال إن علمه الناس كلهم جرى له قلت فإن مات قال و إن مات

4-  و بهذا الإسناد عن محمد بن عبد الحميد عن العلاء بن رزين عن أبي عبيدة الحذاء عن أبي جعفر ع قال من علم باب هدى فله مثل أجر من عمل به و لا ينقص أولئك من أجورهم شيئا و من علم باب ضلال كان عليه مثل أوزار من عمل به و لا ينقص أولئك من أوزارهم شيئا

5-  الحسين بن محمد عن علي بن محمد بن سعد رفعه عن أبي حمزة عن علي بن الحسين ع قال لو يعلم الناس ما في طلب العلم لطلبوه و لو بسفك المهج و خوض اللجج إن الله تبارك و تعالى أوحى إلى دانيال أن أمقت عبيدي إلي الجاهل المستخف بحق أهل العلم التارك للاقتداء بهم و أن أحب عبيدي إلي التقي الطالب للثواب الجزيل اللازم للعلماء التابع للحلماء القابل عن الحكماء

6-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن القاسم بن محمد عن سليمان بن داود المنقري عن حفص بن غياث قال قال لي أبو عبد الله ع من تعلم العلم و عمل به و علم لله دعي في ملكوت السماوات عظيما فقيل تعلم لله و عمل لله و علم لله

 باب صفة العلماء

1-  محمد بن يحيى العطار عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن معاوية بن وهب قال سمعت أبا عبد الله ع يقول اطلبوا العلم و تزينوا معه بالحلم و الوقار و تواضعوا لمن تعلمونه العلم و تواضعوا لمن طلبتم منه العلم و لا تكونوا علماء جبارين فيذهب باطلكم بحقكم

2-  علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن حماد بن عثمان عن الحارث بن المغيرة النصري عن أبي عبد الله ع في قول الله عز و جل إنما يخشى الله من عباده العلماء قال يعني بالعلماء من صدق فعله قوله و من لم يصدق فعله قوله فليس بعالم

3-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد البرقي عن إسماعيل بن مهران عن أبي سعيد القماط عن الحلبي عن أبي عبد الله ع قال قال أمير المؤمنين ع أ لا أخبركم بالفقيه حق الفقيه من لم يقنط الناس من رحمة الله و لم يؤمنهم من عذاب الله و لم يرخص لهم في معاصي الله و لم يترك القرآن رغبة عنه إلى غيره ألا لا خير في علم ليس فيه تفهم ألا لا خير في قراءة ليس فيها تدبر ألا لا خير في عبادة ليس فيها تفكر و في رواية أخرى ألا لا خير في علم ليس فيه تفهم ألا لا خير في قراءة ليس فيها تدبر ألا لا خير في عبادة لا فقه فيها ألا لا خير في نسك لا ورع فيه

4-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى و محمد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان النيسابوري جميعا عن صفوان بن يحيى عن أبي الحسن الرضا ع قال إن من علامات الفقه الحلم و الصمت

5-  أحمد بن عبد الله عن أحمد بن محمد البرقي عن بعض أصحابه رفعه قال قال أمير المؤمنين ع لا يكون السفه و الغرة في قلب العالم

 -  و بهذا الإسناد عن محمد بن خالد عن محمد بن سنان رفعه قال قال عيسى ابن مريم ع يا معشر الحواريين لي إليكم حاجة اقضوها لي قالوا قضيت حاجتك يا روح الله فقام فغسل أقدامهم فقالوا كنا نحن أحق بهذا يا روح الله فقال إن أحق الناس بالخدمة العالم إنما تواضعت هكذا لكيما تتواضعوا بعدي في الناس كتواضعي لكم ثم قال عيسى ع بالتواضع تعمر الحكمة لا بالتكبر و كذلك في السهل ينبت الزرع لا في الجبل

7-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن علي بن معبد عمن ذكره عن معاوية بن وهب عن أبي عبد الله ع قال كان أمير المؤمنين ع يقول يا طالب العلم إن للعالم ثلاث علامات العلم و الحلم و الصمت و للمتكلف ثلاث علامات ينازع من فوقه بالمعصية و يظلم من دونه بالغلبة و يظاهر الظلمة

باب حق العالم

1-  علي بن محمد بن عبد الله عن أحمد بن محمد عن محمد بن خالد عن سليمان بن جعفر الجعفري عمن ذكره عن أبي عبد الله ع قال كان أمير المؤمنين ع يقول إن من حق العالم أن لا تكثر عليه السؤال و لا تأخذ بثوبه و إذا دخلت عليه و عنده قوم فسلم عليهم جميعا و خصه بالتحية دونهم و اجلس بين يديه و لا تجلس خلفه و لا تغمز بعينك و لا تشر بيدك و لا تكثر من القول قال فلان و قال فلان خلافا لقوله و لا تضجر بطول صحبته فإنما مثل العالم مثل النخلة تنتظرها حتى يسقط عليك منها شي‏ء و العالم أعظم أجرا من الصائم القائم الغازي في سبيل الله

 باب فقد العلماء

1-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن عثمان بن عيسى عن أبي أيوب الخزاز عن سليمان بن خالد عن أبي عبد الله ع قال ما من أحد يموت من المؤمنين أحب إلى إبليس من موت فقيه

2-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن بعض أصحابه عن أبي عبد الله ع قال إذا مات المؤمن الفقيه ثلم في الإسلام ثلمة لا يسدها شي‏ء

3-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن علي بن أبي حمزة قال سمعت أبا الحسن موسى بن جعفر ع يقول إذا مات المؤمن بكت عليه الملائكة و بقاع الأرض التي كان يعبد الله عليها و أبواب السماء التي كان يصعد فيها بأعماله و ثلم في الإسلام ثلمة لا يسدها شي‏ء لأن المؤمنين الفقهاء حصون الإسلام كحصن سور المدينة لها

4-  و عنه عن أحمد عن ابن محبوب عن أبي أيوب الخزاز عن سليمان بن خالد عن أبي عبد الله ع قال ما من أحد يموت من المؤمنين أحب إلى إبليس من موت فقيه

5-  علي بن محمد عن سهل بن زياد عن علي بن أسباط عن عمه يعقوب بن سالم عن داود بن فرقد قال قال أبو عبد الله ع إن أبي كان يقول إن الله عز و جل لا يقبض العلم بعد ما يهبطه و لكن يموت العالم فيذهب بما يعلم فتليهم الجفاة فيضلون و يضلون و لا خير في شي‏ء ليس له أصل

6-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن محمد بن علي عمن ذكره عن جابر عن أبي جعفر ع قال كان علي بن الحسين ع يقول إنه يسخي نفسي في سرعة الموت و القتل فينا قول الله أ و لم يروا أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها و هو ذهاب العلماء

 باب مجالسة العلماء و صحبتهم

1-  علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس رفعه قال قال لقمان لابنه يا بني اختر المجالس على عينك فإن رأيت قوما يذكرون الله جل و عز فاجلس معهم فإن تكن عالما نفعك علمك و إن تكن جاهلا علموك و لعل الله أن يظلهم برحمته فيعمك معهم و إذا رأيت قوما لا يذكرون الله فلا تجلس معهم فإن تكن عالما لم ينفعك علمك و إن كنت جاهلا يزيدوك جهلا و لعل الله أن يظلهم بعقوبة فيعمك معهم

2-  علي بن إبراهيم عن أبيه و محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى جميعا عن ابن محبوب عن درست بن أبي منصور عن إبراهيم بن عبد الحميد عن أبي الحسن موسى بن جعفر ع قال محادثة العالم على المزابل خير من محادثة الجاهل على الزرابي

3-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد البرقي عن شريف بن سابق عن الفضل بن أبي قرة عن أبي عبد الله ع قال قال رسول الله ص قالت الحواريون لعيسى يا روح الله من نجالس قال من يذكركم الله رؤيته و يزيد في علمكم منطقه و يرغبكم في الآخرة عمله

4-  محمد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان عن ابن أبي عمير عن منصور بن حازم عن أبي عبد الله ع قال قال رسول الله ص مجالسة أهل الدين شرف الدنيا و الآخرة

5-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن القاسم بن محمد الأصبهاني عن سليمان بن داود المنقري عن سفيان بن عيينة عن مسعر بن كدام قال سمعت أبا جعفر ع يقول لمجلس أجلسه إلى من أثق به أوثق في نفسي من عمل سنة

 باب سؤال العالم و تذاكره

1-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله ع قال سألته عن مجدور أصابته جنابة فغسلوه فمات قال قتلوه ألا سألوا فإن دواء العي السؤال

2-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن حماد بن عيسى عن حريز عن زرارة و محمد بن مسلم و بريد العجلي قالوا قال أبو عبد الله ع لحمران بن أعين في شي‏ء سأله إنما يهلك الناس لأنهم لا يسألون

3-  علي بن محمد عن سهل بن زياد عن جعفر بن محمد الأشعري عن عبد الله بن ميمون القداح عن أبي عبد الله ع قال قال إن هذا العلم عليه قفل و مفتاحه المسألة

 علي بن إبراهيم عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله ع مثله

4-  علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى بن عبيد عن يونس بن عبد الرحمن عن أبي جعفر الأحول عن أبي عبد الله ع قال لا يسع الناس حتى يسألوا و يتفقهوا و يعرفوا إمامهم و يسعهم أن يأخذوا بما يقول و إن كان تقية

5-  علي عن محمد بن عيسى عن يونس عمن ذكره عن أبي عبد الله ع قال قال رسول الله ص أف لرجل لا يفرغ نفسه في كل جمعة لأمر دينه فيتعاهده و يسأل عن دينه و في رواية أخرى لكل مسلم

6-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله ع قال قال رسول الله ص إن الله عز و جل يقول تذاكر العلم بين عبادي مما تحيا عليه القلوب الميتة إذا هم انتهوا فيه إلى أمري

7-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن سنان عن أبي الجارود قال سمعت أبا جعفر ع يقول رحم الله عبدا أحيا العلم قال قلت و ما إحياؤه قال أن يذاكر به أهل الدين و أهل الورع

8-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن عبد الله بن محمد الحجال عن بعض أصحابه رفعه قال قال رسول الله ص تذاكروا و تلاقوا و تحدثوا فإن الحديث جلاء للقلوب إن القلوب لترين كما يرين السيف جلاؤها الحديث

9-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه عن فضالة بن أيوب عن عمر بن أبان عن منصور الصيقل قال سمعت أبا جعفر ع يقول تذاكر العلم دراسة و الدراسة صلاة حسنة

باب بذل العلم

1-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن إسماعيل بن بزيع عن منصور بن حازم عن طلحة بن زيد عن أبي عبد الله ع قال قرأت في كتاب علي ع إن الله لم يأخذ على الجهال عهدا بطلب العلم حتى أخذ على العلماء عهدا ببذل العلم للجهال لأن العلم كان قبل الجهل

2-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد البرقي عن أبيه عن عبد الله بن المغيرة و محمد بن سنان عن طلحة بن زيد عن أبي عبد الله ع في هذه الآية و لا تصعر خدك للناس قال ليكن الناس عندك في العلم سواء

3-  و بهذا الإسناد عن أبيه عن أحمد بن النضر عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر ع قال زكاة العلم أن تعلمه عباد الله

 -  علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى بن عبيد عن يونس بن عبد الرحمن عمن ذكره عن أبي عبد الله ع قال قام عيسى ابن مريم ع خطيبا في بني إسرائيل فقال يا بني إسرائيل لا تحدثوا الجهال بالحكمة فتظلموها و لا تمنعوها أهلها فتظلموهم

باب النهي عن القول بغير علم

1-  محمد بن يحيى عن أحمد و عبد الله ابني محمد بن عيسى عن علي بن الحكم عن سيف بن عميرة عن مفضل بن يزيد قال قال لي أبو عبد الله ع أنهاك عن خصلتين فيهما هلاك الرجال أنهاك أن تدين الله بالباطل و تفتي الناس بما لا تعلم

2-  علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى بن عبيد عن يونس بن عبد الرحمن عن عبد الرحمن بن الحجاج قال قال لي أبو عبد الله ع إياك و خصلتين ففيهما هلك من هلك إياك أن تفتي الناس برأيك أو تدين بما لا تعلم

3-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن علي بن رئاب عن أبي عبيدة الحذاء عن أبي جعفر ع قال من أفتى الناس بغير علم و لا هدى لعنته ملائكة الرحمة و ملائكة العذاب و لحقه وزر من عمل بفتياه

4-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن الحسن بن علي الوشاء عن أبان الأحمر عن زياد بن أبي رجاء عن أبي جعفر ع قال ما علمتم فقولوا و ما لم تعلموا فقولوا الله أعلم إن الرجل لينتزع الآية من القرآن يخر فيها أبعد ما بين السماء و الأرض

5-  محمد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان عن حماد بن عيسى عن ربعي بن عبد الله عن محمد بن مسلم عن أبي عبد الله ع قال للعالم إذا سئل عن شي‏ء و هو لا يعلمه أن يقول الله أعلم و ليس لغير العالم أن يقول ذلك

6-  علي بن إبراهيم عن أحمد بن محمد بن خالد عن حماد بن عيسى عن حريز بن عبد الله عن محمد بن مسلم عن أبي عبد الله ع قال إذا سئل الرجل منكم عما لا يعلم فليقل لا أدري و لا يقل الله أعلم فيوقع في قلب صاحبه شكا و إذا قال المسئول لا أدري فلا يتهمه السائل

7-  الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن علي بن أسباط عن جعفر بن سماعة عن غير واحد عن أبان عن زرارة بن أعين قال سألت أبا جعفر ع ما حق الله على العباد قال أن يقولوا ما يعلمون و يقفوا عند ما لا يعلمون

8-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن يونس بن عبد الرحمن عن أبي يعقوب إسحاق بن عبد الله عن أبي عبد الله ع قال إن الله خص عباده بآيتين من كتابه أن لا يقولوا حتى يعلموا و لا يردوا ما لم يعلموا و قال عز و جل أ لم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب أن لا يقولوا على الله إلا الحق و قال بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه و لما يأتهم تأويله

9-  علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن داود بن فرقد عمن حدثه عن ابن شبرمة قال ما ذكرت حديثا سمعته عن جعفر بن محمد ع إلا كاد أن يتصدع قلبي قال حدثني أبي عن جدي عن رسول الله ص قال ابن شبرمة و أقسم بالله ما كذب أبوه على جده و لا جده على رسول الله ص قال قال رسول الله ص من عمل بالمقاييس فقد هلك و أهلك و من أفتى الناس بغير علم و هو لا يعلم الناسخ من المنسوخ و المحكم من المتشابه فقد هلك و أهلك

باب من عمل بغير علم

1-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه عن محمد بن سنان عن طلحة بن زيد قال سمعت أبا عبد الله ع يقول العامل على غير بصيرة كالسائر على غير الطريق لا يزيده سرعة السير إلا بعدا

 -  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن سنان عن ابن مسكان عن حسين الصيقل قال سمعت أبا عبد الله ع يقول لا يقبل الله عملا إلا بمعرفة و لا معرفة إلا بعمل فمن عرف دلته المعرفة على العمل و من لم يعمل فلا معرفة له ألا إن الإيمان بعضه من بعض

3  -44-  عنه عن أحمد بن محمد عن ابن فضال عمن رواه عن أبي عبد الله ع قال قال رسول الله ص من عمل على غير علم كان ما يفسد أكثر مما يصلح

باب استعمال العلم

1-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن حماد بن عيسى عن عمر بن أذينة عن أبان بن أبي عياش عن سليم بن قيس الهلالي قال سمعت أمير المؤمنين ع يحدث عن النبي ص أنه قال في كلام له العلماء رجلان رجل عالم آخذ بعلمه فهذا ناج و عالم تارك لعلمه فهذا هالك و إن أهل النار ليتأذون من ريح العالم التارك لعلمه و إن أشد أهل النار ندامة و حسرة رجل دعا عبدا إلى الله فاستجاب له و قبل منه فأطاع الله فأدخله الله الجنة و أدخل الداعي النار بتركه علمه و اتباعه الهوى و طول الأمل أما اتباع الهوى فيصد عن الحق و طول الأمل ينسي الآخرة

2-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن سنان عن إسماعيل بن جابر عن أبي عبد الله ع قال العلم مقرون إلى العمل فمن علم عمل و من عمل علم و العلم يهتف بالعمل فإن أجابه و إلا ارتحل عنه

3-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن علي بن محمد القاساني عمن ذكره عن عبد الله بن القاسم الجعفري عن أبي عبد الله ع قال إن العالم إذا لم يعمل بعلمه زلت موعظته عن القلوب كما يزل المطر عن الصفا

4-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن القاسم بن محمد عن المنقري عن علي بن هاشم بن البريد عن أبيه قال جاء رجل إلى علي بن الحسين ع فسأله عن مسائل فأجاب ثم عاد ليسأل عن مثلها فقال علي بن الحسين ع مكتوب في الإنجيل لا تطلبوا علم ما لا تعلمون و لما تعملوا بما علمتم فإن العلم إذا لم يعمل به لم يزدد صاحبه إلا كفرا و لم يزدد من الله إلا بعدا

5-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن سنان عن المفضل بن عمر عن أبي عبد الله ع قال قلت له بم يعرف الناجي قال من كان فعله لقوله موافقا فأثبت له الشهادة و من لم يكن فعله لقوله موافقا فإنما ذلك مستودع

6-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه رفعه قال قال أمير المؤمنين ع في كلام له خطب به على المنبر أيها الناس إذا علمتم فاعملوا بما علمتم لعلكم تهتدون إن العالم العامل بغيره كالجاهل الحائر الذي لا يستفيق عن جهله بل قد رأيت أن الحجة عليه أعظم و الحسرة أدوم على هذا العالم المنسلخ من علمه منها على هذا الجاهل المتحير في جهله و كلاهما حائر بائر لا ترتابوا فتشكوا و لا تشكوا فتكفروا و لا ترخصوا لأنفسكم فتدهنوا و لا تدهنوا في الحق فتخسروا و إن من الحق أن تفقهوا و من الفقه أن لا تغتروا و إن أنصحكم لنفسه أطوعكم لربه و أغشكم لنفسه أعصاكم لربه و من يطع الله يأمن و يستبشر و من يعص الله يخب و يندم

7-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه عمن ذكره عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه قال سمعت أبا جعفر ع يقول إذا سمعتم العلم فاستعملوه و لتتسع قلوبكم فإن العلم إذا كثر في قلب رجل لا يحتمله قدر الشيطان عليه فإذا خاصمكم الشيطان فأقبلوا عليه بما تعرفون فإن كيد الشيطان كان ضعيفا فقلت و ما الذي نعرفه قال خاصموه بما ظهر لكم من قدرة الله عز و جل

 باب المستأكل بعلمه و المباهي به

1-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى و علي بن إبراهيم عن أبيه جميعا عن حماد بن عيسى عن عمر بن أذينة عن أبان بن أبي عياش عن سليم بن قيس قال سمعت أمير المؤمنين ع يقول قال رسول الله ص منهومان لا يشبعان طالب دنيا و طالب علم فمن اقتصر من الدنيا على ما أحل الله له سلم و من تناولها من غير حلها هلك إلا أن يتوب أو يراجع و من أخذ العلم من أهله و عمل بعلمه نجا و من أراد به الدنيا فهي حظه

2-  الحسين بن محمد بن عامر عن معلى بن محمد عن الحسن بن علي الوشاء عن أحمد بن عائذ عن أبي خديجة عن أبي عبد الله ع قال من أراد الحديث لمنفعة الدنيا لم يكن له في الآخرة نصيب و من أراد به خير الآخرة أعطاه الله خير الدنيا و الآخرة

3-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن القاسم بن محمد الأصبهاني عن المنقري عن حفص بن غياث عن أبي عبد الله ع قال من أراد الحديث لمنفعة الدنيا لم يكن له في الآخرة نصيب

4-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن القاسم عن المنقري عن حفص بن غياث عن أبي عبد الله ع قال إذا رأيتم العالم محبا لدنياه فاتهموه على دينكم فإن كل محب لشي‏ء يحوط ما أحب و قال ص أوحى الله إلى داود ع لا تجعل بيني و بينك عالما مفتونا بالدنيا فيصدك عن طريق محبتي فإن أولئك قطاع طريق عبادي المريدين إن أدنى ما أنا صانع بهم أن أنزع حلاوة مناجاتي عن قلوبهم

5-  علي عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله ع قال قال رسول الله ص الفقهاء أمناء الرسل ما لم يدخلوا في الدنيا قيل يا رسول الله و ما دخولهم في الدنيا قال اتباع السلطان فإذا فعلوا ذلك فاحذروهم على دينكم

 -  محمد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان عن حماد بن عيسى عن ربعي بن عبد الله عمن حدثه عن أبي جعفر ع قال من طلب العلم ليباهي به العلماء أو يماري به السفهاء أو يصرف به وجوه الناس إليه فليتبوأ مقعده من النار إن الرئاسة لا تصلح إلا لأهلها

باب لزوم الحجة على العالم و تشديد الأمر عليه

1-  علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن القاسم بن محمد عن المنقري عن حفص بن غياث عن أبي عبد الله ع قال قال يا حفص يغفر للجاهل سبعون ذنبا قبل أن يغفر للعالم ذنب واحد

2-  و بهذا الإسناد قال قال أبو عبد الله ع قال عيسى ابن مريم على نبينا و آله و عليه السلام ويل للعلماء السوء كيف تلظى عليهم النار

3-  علي بن إبراهيم عن أبيه و محمد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان جميعا عن ابن أبي عمير عن جميل بن دراج قال سمعت أبا عبد الله ع يقول إذا بلغت النفس هاهنا و أشار بيده إلى حلقه لم يكن للعالم توبة ثم قرأ إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة

4-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن أبي سعيد المكاري عن أبي بصير عن أبي جعفر ع في قول الله عز و جل فكبكبوا فيها هم و الغاوون قال هم قوم وصفوا عدلا بألسنتهم ثم خالفوه إلى غيره

 باب النوادر

1-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حفص بن البختري رفعه قال كان أمير المؤمنين ع يقول روحوا أنفسكم ببديع الحكمة فإنها تكل كما تكل الأبدان

2-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن نوح بن شعيب النيسابوري عن عبيد الله بن عبد الله الدهقان عن درست بن أبي منصور عن عروة بن أخي شعيب العقرقوفي عن شعيب عن أبي بصير قال سمعت أبا عبد الله ع يقول كان أمير المؤمنين ع يقول يا طالب العلم إن العلم ذو فضائل كثيرة فرأسه التواضع و عينه البراءة من الحسد و أذنه الفهم و لسانه الصدق و حفظه الفحص و قلبه حسن النية و عقله معرفة الأشياء و الأمور و يده الرحمة و رجله زيارة العلماء و همته السلامة و حكمته الورع و مستقره النجاة و قائده العافية و مركبه الوفاء و سلاحه لين الكلمة و سيفه الرضا و قوسه المداراة و جيشه محاورة العلماء و ماله الأدب و ذخيرته اجتناب الذنوب و زاده المعروف و ماؤه الموادعة و دليله الهدى و رفيقه محبة الأخيار

3-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن حماد بن عثمان عن أبي عبد الله ع قال قال رسول الله ص نعم وزير الإيمان العلم و نعم وزير العلم الحلم و نعم وزير الحلم الرفق و نعم وزير الرفق الصبر

4-  علي بن محمد عن سهل بن زياد عن جعفر بن محمد الأشعري عن عبد الله بن ميمون القداح عن أبي عبد الله ع عن آبائه ع قال جاء رجل إلى رسول الله ص فقال يا رسول الله ما العلم قال الإنصات قال ثم مه قال الاستماع قال ثم مه قال الحفظ قال ثم مه قال العمل به قال ثم مه يا رسول الله قال نشره

 -  علي بن إبراهيم رفعه إلى أبي عبد الله ع قال طلبة العلم ثلاثة فاعرفهم بأعيانهم و صفاتهم صنف يطلبه للجهل و المراء و صنف يطلبه للاستطالة و الختل و صنف يطلبه للفقه و العقل فصاحب الجهل و المراء موذ ممار متعرض للمقال في أندية الرجال بتذاكر العلم و صفة الحلم قد تسربل بالخشوع و تخلى من الورع فدق الله من هذا خيشومه و قطع منه حيزومه و صاحب الاستطالة و الختل ذو خب و ملق يستطيل على مثله من أشباهه و يتواضع للأغنياء من دونه فهو لحلوائهم هاضم و لدينه حاطم فأعمى الله على هذا خبره و قطع من آثار العلماء أثره و صاحب الفقه و العقل ذو كآبة و حزن و سهر قد تحنك في برنسه و قام الليل في حندسه يعمل و يخشى وجلا داعيا مشفقا مقبلا على شأنه عارفا بأهل زمانه مستوحشا من أوثق إخوانه فشد الله من هذا أركانه و أعطاه يوم القيامة أمانه

 و حدثني به محمد بن محمود أبو عبد الله القزويني عن عدة من أصحابنا منهم جعفر بن محمد الصيقل بقزوين عن أحمد بن عيسى العلوي عن عباد بن صهيب البصري عن أبي عبد الله ع

6-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن محمد بن يحيى عن طلحة بن زيد قال سمعت أبا عبد الله ع يقول إن رواة الكتاب كثير و إن رعاته قليل و كم من مستنصح للحديث مستغش للكتاب فالعلماء يحزنهم ترك الرعاية و الجهال يحزنهم حفظ الرواية فراع يرعى حياته و راع يرعى هلكته فعند ذلك اختلف الراعيان و تغاير الفريقان

7-  الحسين بن محمد الأشعري عن معلى بن محمد عن محمد بن جمهور عن عبد الرحمن بن أبي نجران عمن ذكره عن أبي عبد الله ع قال من حفظ من أحاديثنا أربعين حديثا بعثه الله يوم القيامة عالما فقيها

8-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه عمن ذكره عن زيد الشحام عن أبي جعفر ع في قول الله عز و جل فلينظر الإنسان إلى طعامه قال قلت ما طعامه قال علمه الذي يأخذه عمن يأخذه

9-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن علي بن النعمان عن عبد الله بن مسكان عن داود بن فرقد عن أبي سعيد الزهري عن أبي جعفر ع قال الوقوف عند الشبهة خير من الاقتحام في الهلكة و تركك حديثا لم تروه خير من روايتك حديثا لم تحصه

10-  محمد عن أحمد عن ابن فضال عن ابن بكير عن حمزة بن الطيار أنه عرض على أبي عبد الله ع بعض خطب أبيه حتى إذا بلغ موضعا منها قال له كف و اسكت ثم قال أبو عبد الله ع لا يسعكم فيما ينزل بكم مما لا تعلمون إلا الكف عنه و التثبت و الرد إلى أئمة الهدى حتى يحملوكم فيه على القصد و يجلوا عنكم فيه العمى و يعرفوكم فيه الحق قال الله تعالى فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون

11-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن القاسم بن محمد عن المنقري عن سفيان بن عيينة قال سمعت أبا عبد الله ع يقول وجدت علم الناس كله في أربع أولها أن تعرف ربك و الثاني أن تعرف ما صنع بك و الثالث أن تعرف ما أراد منك و الرابع أن تعرف ما يخرجك من دينك

12-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم قال قلت لأبي عبد الله ع ما حق الله على خلقه فقال أن يقولوا ما يعلمون و يكفوا عما لا يعلمون فإذا فعلوا ذلك فقد أدوا إلى الله حقه

13-  محمد بن الحسن عن سهل بن زياد عن ابن سنان عن محمد بن مروان العجلي عن علي بن حنظلة قال سمعت أبا عبد الله ع يقول اعرفوا منازل الناس على قدر روايتهم عنا

14-  الحسين بن الحسن عن محمد بن زكريا الغلابي عن ابن عائشة البصري رفعه أن أمير المؤمنين ع قال في بعض خطبه أيها الناس اعلموا أنه ليس بعاقل من انزعج من قول الزور فيه و لا بحكيم من رضي بثناء الجاهل عليه الناس أبناء ما يحسنون و قدر كل امرئ ما يحسن فتكلموا في العلم تبين أقداركم

15-  الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الوشاء عن أبان بن عثمان عن عبد الله بن سليمان قال سمعت أبا جعفر ع يقول و عنده رجل من أهل البصرة يقال له عثمان الأعمى و هو يقول إن الحسن البصري يزعم أن الذين يكتمون العلم يؤذي ريح بطونهم أهل النار فقال أبو جعفر ع فهلك إذن مؤمن آل فرعون ما زال العلم مكتوما منذ بعث الله نوحا ع فليذهب الحسن يمينا و شمالا فو الله ما يوجد العلم إلا هاهنا

باب رواية الكتب و الحديث و فضل الكتابة و التمسك بالكتب

1-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن منصور بن يونس عن أبي بصير قال قلت لأبي عبد الله ع قول الله جل ثناؤه الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه قال هو الرجل يسمع الحديث فيحدث به كما سمعه لا يزيد فيه و لا ينقص منه

2-  محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن ابن أبي عمير عن ابن أذينة عن محمد بن مسلم قال قلت لأبي عبد الله ع أسمع الحديث منك فأزيد و أنقص قال إن كنت تريد معانيه فلا بأس

3-  و عنه عن محمد بن الحسين عن ابن سنان عن داود بن فرقد قال قلت لأبي عبد الله ع إني أسمع الكلام منك فأريد أن أرويه كما سمعته منك فلا يجي‏ء قال فتعمد ذلك قلت لا فقال تريد المعاني قلت نعم قال فلا بأس

4-  و عنه عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن القاسم بن محمد عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير قال قلت لأبي عبد الله ع الحديث أسمعه منك أرويه عن أبيك أو أسمعه من أبيك أرويه عنك قال سواء إلا أنك ترويه عن أبي أحب إلي و قال أبو عبد الله ع لجميل ما سمعت مني فاروه عن أبي

5-  و عنه عن أحمد بن محمد و محمد بن الحسين عن ابن محبوب عن عبد الله بن سنان قال قلت لأبي عبد الله ع يجيئني القوم فيستمعون مني حديثكم فأضجر و لا أقوى قال فاقرأ عليهم من أوله حديثا و من وسطه حديثا و من آخره حديثا

6-  عنه بإسناده عن أحمد بن عمر الحلال قال قلت لأبي الحسن الرضا ع الرجل من أصحابنا يعطيني الكتاب و لا يقول اروه عني يجوز لي أن أرويه عنه قال فقال إذا علمت أن الكتاب له فاروه عنه

7-  علي بن إبراهيم عن أبيه و عن أحمد بن محمد بن خالد عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله ع قال قال أمير المؤمنين ع إذا حدثتم بحديث فأسندوه إلى الذي حدثكم فإن كان حقا فلكم و إن كان كذبا فعليه

8-  علي بن محمد بن عبد الله عن أحمد بن محمد عن أبي أيوب المدني عن ابن أبي عمير عن حسين الأحمسي عن أبي عبد الله ع قال القلب يتكل على الكتابة

9-  الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الحسن بن علي الوشاء عن عاصم بن حميد عن أبي بصير قال سمعت أبا عبد الله ع يقول اكتبوا فإنكم لا تحفظون حتى تكتبوا

10-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن علي بن فضال عن ابن بكير عن عبيد بن زرارة قال قال أبو عبد الله ع احتفظوا بكتبكم فإنكم سوف تحتاجون إليها

11-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد البرقي عن بعض أصحابه عن أبي سعيد الخيبري عن المفضل بن عمر قال قال لي أبو عبد الله ع اكتب و بث علمك في إخوانك فإن مت فأورث كتبك بنيك فإنه يأتي على الناس زمان هرج لا يأنسون فيه إلا بكتبهم

12-  و بهذا الإسناد عن محمد بن علي رفعه قال قال أبو عبد الله ع إياكم و الكذب المفترع قيل له و ما الكذب المفترع قال أن يحدثك الرجل بالحديث فتتركه و ترويه عن الذي حدثك عنه

13-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن جميل بن دراج قال قال أبو عبد الله ع أعربوا حديثنا فإنا قوم فصحاء

 -  علي بن محمد عن سهل بن زياد عن أحمد بن محمد عن عمر بن عبد العزيز عن هشام بن سالم و حماد بن عثمان و غيره قالوا سمعنا أبا عبد الله ع يقول حديثي حديث أبي و حديث أبي حديث جدي و حديث جدي حديث الحسين و حديث الحسين حديث الحسن و حديث الحسن حديث أمير المؤمنين ع و حديث أمير المؤمنين حديث رسول الله ص و حديث رسول الله قول الله عز و جل

15-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن محمد بن الحسن بن أبي خالد شينولة قال قلت لأبي جعفر الثاني ع جعلت فداك إن مشايخنا رووا عن أبي جعفر و أبي عبد الله ع و كانت التقية شديدة فكتموا كتبهم و لم ترو عنهم فلما ماتوا صارت الكتب إلينا فقال حدثوا بها فإنها حق

باب التقليد

1-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن عبد الله بن يحيى عن ابن مسكان عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال قلت له اتخذوا أحبارهم و رهبانهم أربابا من دون الله فقال أما و الله ما دعوهم إلى عبادة أنفسهم و لو دعوهم ما أجابوهم و لكن أحلوا لهم حراما و حرموا عليهم حلالا فعبدوهم من حيث لا يشعرون

2-  علي بن محمد عن سهل بن زياد عن إبراهيم بن محمد الهمذاني عن محمد بن عبيدة قال قال لي أبو الحسن ع يا محمد أنتم أشد تقليدا أم المرجئة قال قلت قلدنا و قلدوا فقال لم أسألك عن هذا فلم يكن عندي جواب أكثر من الجواب الأول فقال أبو الحسن ع إن المرجئة نصبت رجلا لم تفرض طاعته و قلدوه و أنتم نصبتم رجلا و فرضتم طاعته ثم لم تقلدوه فهم أشد منكم تقليدا

3-  محمد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان عن حماد بن عيسى عن ربعي بن عبد الله عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع في قول الله جل و عز اتخذوا أحبارهم و رهبانهم أربابا من دون الله فقال و الله ما صاموا لهم و لا صلوا لهم و لكن أحلوا لهم حراما و حرموا عليهم حلالا فاتبعوهم

 باب البدع و الرأي و المقاييس

1-  الحسين بن محمد الأشعري عن معلى بن محمد عن الحسن بن علي الوشاء و عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن ابن فضال جميعا عن عاصم بن حميد عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر ع قال خطب أمير المؤمنين ع الناس فقال أيها الناس إنما بدء وقوع الفتن أهواء تتبع و أحكام تبتدع يخالف فيها كتاب الله يتولى فيها رجال رجالا فلو أن الباطل خلص لم يخف على ذي حجى و لو أن الحق خلص لم يكن اختلاف و لكن يؤخذ من هذا ضغث و من هذا ضغث فيمزجان فيجيئان معا فهنالك استحوذ الشيطان على أوليائه و نجا الذين سبقت لهم من الله الحسنى

2-  الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد بن جمهور العمي يرفعه قال قال رسول الله ص إذا ظهرت البدع في أمتي فليظهر العالم علمه فمن لم يفعل فعليه لعنة الله

3-  و بهذا الإسناد عن محمد بن جمهور رفعه قال من أتى ذا بدعة فعظمه فإنما يسعى في هدم الإسلام

4-  و بهذا الإسناد عن محمد بن جمهور رفعه قال قال رسول الله ص أبى الله لصاحب البدعة بالتوبة قيل يا رسول الله و كيف ذلك قال إنه قد أشرب قلبه حبها

5-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن معاوية بن وهب قال سمعت أبا عبد الله ع يقول قال رسول الله ص إن عند كل بدعة تكون من بعدي يكاد بها الإيمان وليا من أهل بيتي موكلا به يذب عنه ينطق بإلهام من الله و يعلن الحق و ينوره و يرد كيد الكائدين يعبر عن الضعفاء فاعتبروا يا أولي الأبصار و توكلوا على الله

6-  محمد بن يحيى عن بعض أصحابه و علي بن إبراهيم عن أبيه عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة عن أبي عبد الله ع و علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن محبوب رفعه عن أمير المؤمنين ع أنه قال إن من أبغض الخلق إلى الله عز و جل لرجلين رجل وكله الله إلى نفسه فهو جائر عن قصد السبيل مشعوف بكلام بدعة قد لهج بالصوم و الصلاة فهو فتنة لمن افتتن به ضال عن هدي من كان قبله مضل لمن اقتدى به في حياته و بعد موته حمال خطايا غيره رهن بخطيئته و رجل قمش جهلا في جهال الناس عان بأغباش الفتنة قد سماه أشباه الناس عالما و لم يغن فيه يوما سالما بكر فاستكثر ما قل منه خير مما كثر حتى إذا ارتوى من آجن و اكتنز من غير طائل جلس بين الناس قاضيا ضامنا لتخليص ما التبس على غيره و إن خالف قاضيا سبقه لم يأمن أن ينقض حكمه من يأتي بعده كفعله بمن كان قبله و إن نزلت به إحدى المبهمات المعضلات هيأ لها حشوا من رأيه ثم قطع به فهو من لبس الشبهات في مثل غزل العنكبوت لا يدري أصاب أم أخطأ لا يحسب العلم في شي‏ء مما أنكر و لا يرى أن وراء ما بلغ فيه مذهبا إن قاسشيئا بشي‏ء لم يكذب نظره و إن أظلم عليه أمر اكتتم به لما يعلم من جهل نفسه لكيلا يقال له لا يعلم ثم جسر فقضى فهو مفتاح عشوات ركاب شبهات خباط جهالات لا يعتذر مما لا يعلم فيسلم و لا يعض في العلم بضرس قاطع فيغنم يذري الروايات ذرو الريح الهشيم تبكي منه المواريث و تصرخ منه الدماء يستحل بقضائه الفرج الحرام و يحرم بقضائه الفرج الحلال لا ملي‏ء بإصدار ما عليه ورد و لا هو أهل لما منه فرط من ادعائه علم الحق

7-  الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الحسن بن علي الوشاء عن أبان بن عثمان عن أبي شيبة الخراساني قال سمعت أبا عبد الله ع يقول إن أصحاب المقاييس طلبوا العلم بالمقاييس فلم تزدهم المقاييس من الحق إلا بعدا و إن دين الله لا يصاب بالمقاييس

8-  علي بن إبراهيم عن أبيه و محمد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان رفعه عن أبي جعفر و أبي عبد الله ع قالا كل بدعة ضلالة و كل ضلالة سبيلها إلى النار

9-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن محمد بن حكيم قال قلت لأبي الحسن موسى ع جعلت فداك فقهنا في الدين و أغنانا الله بكم عن الناس حتى إن الجماعة منا لتكون في المجلس ما يسأل رجل صاحبه تحضره المسألة و يحضره جوابها فيما من الله علينا بكم فربما ورد علينا الشي‏ء لم يأتنا فيه عنك و لا عن آبائك شي‏ء فنظرنا إلى أحسن ما يحضرنا و أوفق الأشياء لما جاءنا عنكم فنأخذ به فقال هيهات هيهات في ذلك و الله هلك من هلك يا ابن حكيم قال ثم قال لعن الله أبا حنيفة كان يقول قال علي و قلت قال محمد بن حكيم لهشام بن الحكم و الله ما أردت إلا أن يرخص لي في القياس

10-  محمد بن أبي عبد الله رفعه عن يونس بن عبد الرحمن قال قلت لأبي الحسن الأول ع بما أوحد الله فقال يا يونس لا تكونن مبتدعا من نظر برأيه هلك و من ترك أهل بيت نبيه ص ضل و من ترك كتاب الله و قول نبيه كفر

11-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الوشاء عن مثنى الحناط عن أبي بصير قال قلت لأبي عبد الله ع ترد علينا أشياء ليس نعرفها في كتاب الله و لا سنة فننظر فيها فقال لا أما إنك إن أصبت لم تؤجر و إن أخطأت كذبت على الله عز و جل

12-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن عيسى عن علي بن الحكم عن عمر بن أبان الكلبي عن عبد الرحيم القصير عن أبي عبد الله ع قال قال رسول الله ص كل بدعة ضلالة و كل ضلالة في النار

13-  علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى بن عبيد عن يونس بن عبد الرحمن عن سماعة بن مهران عن أبي الحسن موسى ع قال قلت أصلحك الله إنا نجتمع فنتذاكر ما عندنا فلا يرد علينا شي‏ء إلا و عندنا فيه شي‏ء مسطر و ذلك مما أنعم الله به علينا بكم ثم يرد علينا الشي‏ء الصغير ليس عندنا فيه شي‏ء فينظر بعضنا إلى بعض و عندنا ما يشبهه فنقيس على أحسنه فقال و ما لكم و للقياس إنما هلك من هلك من قبلكم بالقياس ثم قال إذا جاءكم ما تعلمون فقولوا به و إن جاءكم ما لا تعلمون فها و أهوى بيده إلى فيه ثم قال لعن الله أبا حنيفة كان يقول قال علي و قلت أنا و قالت الصحابة و قلت ثم قال أ كنت تجلس إليه فقلت لا و لكن هذا كلامه فقلت أصلحك الله أتى رسول الله ص الناس بما يكتفون به في عهده قال نعم و ما يحتاجون إليه إلى يوم القيامة فقلت فضاع من ذلك شي‏ء فقال لا هو عند أهله

14-  عنه عن محمد عن يونس عن أبان عن أبي شيبة قال سمعت أبا عبد الله ع يقول ضل علم ابن شبرمة عند الجامعة إملاء رسول الله ص و خط علي ع بيده إن الجامعة لم تدع لأحد كلاما فيها علم الحلال و الحرام إن أصحاب القياس طلبوا العلم بالقياس فلم يزدادوا من الحق إلا بعدا إن دين الله لا يصاب بالقياس

15-  محمد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان عن صفوان بن يحيى عن عبد الرحمن بن الحجاج عن أبان بن تغلب عن أبي عبد الله ع قال إن السنة لا تقاس أ لا ترى أن امرأة تقضي صومها و لا تقضي صلاتها يا أبان إن السنة إذا قيست محق الدين

16-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن عثمان بن عيسى قال سألت أبا الحسن موسى ع عن القياس فقال ما لكم و القياس إن الله لا يسأل كيف أحل و كيف حرم

17-  علي بن إبراهيم عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة قال حدثني جعفر عن أبيه ع أن عليا ص قال من نصب نفسه للقياس لم يزل دهره في التباس و من دان الله بالرأي لم يزل دهره في ارتماس قال و قال أبو جعفر ع من أفتى الناس برأيه فقد دان الله بما لا يعلم و من دان الله بما لا يعلم فقد ضاد الله حيث أحل و حرم فيما لا يعلم

18-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسن بن علي بن يقطين عن الحسين بن مياح عن أبيه عن أبي عبد الله ع قال إن إبليس قاس نفسه بآدم فقال خلقتني من نار و خلقته من طين و لو قاس الجوهر الذي خلق الله منه آدم بالنار كان ذلك أكثر نورا و ضياء من النار

19-  علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى بن عبيد عن يونس عن حريز عن زرارة قال سألت أبا عبد الله ع عن الحلال و الحرام فقال حلال محمد حلال أبدا إلى يوم القيامة و حرامه حرام أبدا إلى يوم القيامة لا يكون غيره و لا يجي‏ء غيره و قال قال علي ع ما أحد ابتدع بدعة إلا ترك بها سنة

20-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن أحمد بن عبد الله العقيلي عن عيسى بن عبد الله القرشي قال دخل أبو حنيفة على أبي عبد الله ع فقال له يا أبا حنيفة بلغني أنك تقيس قال نعم قال لا تقس فإن أول من قاس إبليس حين قال خلقتني من نار و خلقته من طين فقاس ما بين النار و الطين و لو قاس نورية آدم بنورية النار عرف فضل ما بين النورين و صفاء أحدهما على الآخر

21-  علي عن محمد بن عيسى عن يونس عن قتيبة قال سأل رجل أبا عبد الله ع عن مسألة فأجابه فيها فقال الرجل أ رأيت إن كان كذا و كذا ما يكون القول فيها فقال له مه ما أجبتك فيه من شي‏ء فهو عن رسول الله ص لسنا من أ رأيت في شي‏ء

 -  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه مرسلا قال قال أبو جعفر ع لا تتخذوا من دون الله وليجة فلا تكونوا مؤمنين فإن كل سبب و نسب و قرابة و وليجة و بدعة و شبهة منقطع إلا ما أثبته القرآن

باب الرد إلى الكتاب و السنة و أنه ليس شي‏ء من الحلال و الحرام و جميع ما يحتاج الناس إليه إلا و قد جاء فيه كتاب أو سنة

1-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن علي بن حديد عن مرازم عن أبي عبد الله ع قال إن الله تبارك و تعالى أنزل في القرآن تبيان كل شي‏ء حتى و الله ما ترك الله شيئا يحتاج إليه العباد حتى لا يستطيع عبد يقول لو كان هذا أنزل في القرآن إلا و قد أنزله الله فيه

2-  علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن حسين بن المنذر عن عمر بن قيس عن أبي جعفر ع قال سمعته يقول إن الله تبارك و تعالى لم يدع شيئا يحتاج إليه الأمة إلا أنزله في كتابه و بينه لرسوله ص و جعل لكل شي‏ء حدا و جعل عليه دليلا يدل عليه و جعل على من تعدى ذلك الحد حدا

3-  علي عن محمد عن يونس عن أبان عن سليمان بن هارون قال سمعت أبا عبد الله ع يقول ما خلق الله حلالا و لا حراما إلا و له حد كحد الدار فما كان من الطريق فهو من الطريق و ما كان من الدار فهو من الدار حتى أرش الخدش فما سواه و الجلدة و نصف الجلدة

4-  علي عن محمد بن عيسى عن يونس عن حماد عن أبي عبد الله ع قال سمعته يقول ما من شي‏ء إلا و فيه كتاب أو سنة

 -  علي بن إبراهيم عن أبيه عن محمد بن عيسى عن يونس عن حماد عن عبد الله بن سنان عن أبي الجارود قال قال أبو جعفر ع إذا حدثتكم بشي‏ء فاسألوني من كتاب الله ثم قال في بعض حديثه إن رسول الله ص نهى عن القيل و القال و فساد المال و كثرة السؤال فقيل له يا ابن رسول الله أين هذا من كتاب الله قال إن الله عز و جل يقول لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس و قال و لا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قياما و قال لا تسئلوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم

6-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن فضال عن ثعلبة بن ميمون عمن حدثه عن المعلى بن خنيس قال قال أبو عبد الله ع ما من أمر يختلف فيه اثنان إلا و له أصل في كتاب الله عز و جل و لكن لا تبلغه عقول الرجال

7-  محمد بن يحيى عن بعض أصحابه عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة عن أبي عبد الله ع قال قال أمير المؤمنين ع أيها الناس إن الله تبارك و تعالى أرسل إليكم الرسول ص و أنزل إليه الكتاب بالحق و أنتم أميون عن الكتاب و من أنزله و عن الرسول و من أرسله على حين فترة من الرسل و طول هجعة من الأمم و انبساط من الجهل و اعتراض من الفتنة و انتقاض من المبرم و عمى عن الحق و اعتساف من الجور و امتحاق من الدين و تلظ من الحروب على حين اصفرار من رياض جنات الدنيا و يبس من أغصانها و انتثار من ورقها و يأس من ثمرها و اغورار من مائها قد درست أعلام الهدى فظهرت أعلام الردى فالدنيا متهجمة في وجوه أهلها مكفهرة مدبرة غير مقبلة ثمرتها الفتنة و طعامها الجيفة و شعارها الخوف و دثارها السيف مزقتم كل ممزق و قد أعمت عيون أهلها و أظلمت عليها أيامها قد قطعوا أرحامهم و سفكوا دماءهم و دفنوا في التراب الموءودة بينهم من أولادهم يجتاز دونهم طيب العيش و رفاهية خفوض الدنيا لا يرجون من الله ثوابا و لا يخافون و الله منه عقابا حيهم أعمى نجس و ميتهم في النار مبلس فجاءهم بنسخة ما في الصحف الأولى و تصديق الذي بين يديه و تفصيل الحلال من ريب الحرام ذلك القرآن فاستنطقوه و لن ينطق لكم أخبركم عنه إن فيه علم ما مضى و علم ما يأتي إلى يوم القيامة و حكم ما بينكم و بيان ما أصبحتم فيه تختلفون فلو سألتموني عنه لعلمتكم

8-  محمد بن يحيى عن محمد بن عبد الجبار عن ابن فضال عن حماد بن عثمان عن عبد الأعلى بن أعين قال سمعت أبا عبد الله ع يقول قد ولدني رسول الله ص و أنا أعلم كتاب الله و فيه بدء الخلق و ما هو كائن إلى يوم القيامة و فيه خبر السماء و خبر الأرض و خبر الجنة و خبر النار و خبر ما كان و خبر ما هو كائن أعلم ذلك كما أنظر إلى كفي إن الله يقول فيه تبيان كل شي‏ء

9-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن عيسى عن علي بن النعمان عن إسماعيل بن جابر عن أبي عبد الله ع قال كتاب الله فيه نبأ ما قبلكم و خبر ما بعدكم و فصل ما بينكم و نحن نعلمه

 -  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن إسماعيل بن مهران عن سيف بن عميرة عن أبي المغراء عن سماعة عن أبي الحسن موسى ع قال قلت له أ كل شي‏ء في كتاب الله و سنة نبيه ص أو تقولون فيه قال بل كل شي‏ء في كتاب الله و سنة نبيه ص

باب اختلاف الحديث

1-  علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن حماد بن عيسى عن إبراهيم بن عمر اليماني عن أبان بن أبي عياش عن سليم بن قيس الهلالي قال قلت لأمير المؤمنين ع إني سمعت من سلمان و المقداد و أبي ذر شيئا من تفسير القرآن و أحاديث عن نبي الله ص غير ما في أيدي الناس ثم سمعت منك تصديق ما سمعت منهم و رأيت في أيدي الناس أشياء كثيرة من تفسير القرآن و من الأحاديث عن نبي الله ص أنتم تخالفونهم فيها و تزعمون أن ذلك كله باطل أ فترى الناس يكذبون على رسول الله ص متعمدين و يفسرون القرآن بآرائهم قال فأقبل علي فقال قد سألت فافهم الجواب إن في أيدي الناس حقا و باطلا و صدقا و كذبا و ناسخا و منسوخا و عاما و خاصا و محكما و متشابها و حفظا و وهما و قد كذب على رسول الله ص على عهده حتى قام خطيبا فقال أيها الناس قد كثرت علي الكذابة فمن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ثم كذب عليه من بعده و إنما أتاكم الحديث من أربعة ليس لهم خامس رجل منافق يظهر الإيمان متصنع بالإسلام لا يتأثم و لا يتحرج أن يكذب على رسول الله ص متعمدا فلو علم الناس أنه منافق كذاب لم يقبلوا منه و لم يصدقوه و لكنهم قالوا هذا قد صحب رسول الله ص و رآه و سمع منه و أخذوا عنه و هم لا يعرفون حاله و قد أخبره الله عن المنافقين بما أخبره و وصفهم بما وصفهم فقال عز و جل و إذا رأيتهم تعجبك أجسامهم و إن يقولوا تسمع لقولهم ثم بقوا بعده فتقربوا إلى أئمة الضلالة و الدعاة إلى النار بالزور و الكذب و البهتان فولوهم الأعمال و حملوهم على رقاب الناس و أكلوا بهم الدنيا و إنما الناس مع الملوك و الدنيا إلا من عصم الله فهذا أحد الأربعة و رجل سمع من رسول الله شيئا لم يحمله على وجهه و وهم فيه و لم يتعمد كذبا فهو في يده يقول به و يعمل به و يرويه فيقول أنا سمعته من رسول الله ص فلو علم المسلمون أنه وهم لم يقبلوه و لو علم هو أنه وهم لرفضه و رجل ثالث سمع من رسول الله ص شيئا أمر به ثم نهى عنه و هو لا يعلم أو سمعه ينهى عن شي‏ء ثم أمر به و هو لا يعلم فحفظ منسوخه و لم يحفظ الناسخ و لو علم أنه منسوخ لرفضه و لو علم المسلمون إذ سمعوه منه أنه منسوخ لرفضوه و آخر رابع لم يكذب على رسول الله ص مبغض للكذب خوفا من الله و تعظيما لرسول الله ص لم ينسه بل حفظ ما سمع على وجهه فجاء به كما سمع لم يزد فيه و لم ينقص منه و علم الناسخ من المنسوخ فعمل بالناسخ و رفض المنسوخ فإن أمر النبي ص مثل القرآن ناسخ و منسوخ و خاص و عام و محكم و متشابه قد كان يكون من رسول الله ص الكلام له وجهان كلام عام و كلام خاص مثل

 القرآن و قال الله عز و جل في كتابه ما آتاكم الرسول فخذوه و ما نهاكم عنه فانتهوا فيشتبه على من لم يعرف و لم يدر ما عنى الله به و رسوله ص و ليس كل أصحاب رسول الله ص كان يسأله عن الشي‏ء فيفهم و كان منهم من يسأله و لا يستفهمه حتى إن كانوا ليحبون أن يجي‏ء الأعرابي و الطارئ فيسأل رسول الله ص حتى يسمعوا و قد كنت أدخل على رسول الله ص كل يوم دخلة و كل ليلة دخلة فيخليني فيها أدور معه حيث دار و قد علم أصحاب رسول الله ص أنه لم يصنع ذلك بأحد من الناس غيري فربما كان في بيتي يأتيني رسول الله ص أكثر ذلك في بيتي و كنت إذا دخلت عليه بعض منازله أخلاني و أقام عني نساءه فلا يبقى عنده غيري و إذا أتاني للخلوة معي في منزلي لم تقم عني فاطمة و لا أحد من بني و كنت إذا سألته أجابني و إذا سكت عنه و فنيت مسائلي ابتدأني فما نزلت على رسول الله ص آية من القرآن إلا أقرأنيها و أملاها علي فكتبتها بخطي و علمني تأويلها و تفسيرها و ناسخها و منسوخها و محكمها و متشابهها و خاصها و عامها و دعا الله أن يعطيني فهمها و حفظها فما نسيت آية من كتاب الله و لا علما أملاه علي و كتبته منذ دعا الله لي بما دعا و ما ترك شيئا علمه الله من حلال و لا حرام و لا أمر و لا نهي كان أو يكون و لا كتاب منزل على أحد قبله من طاعة أو معصية إلا علمنيه و حفظته فلم أنس حرفا واحدا ثم وضع يده على صدري و دعا الله لي أن يملأ قلبي علما و فهما و حكما و نورا فقلت يا نبي الله بأبي أنت و أمي منذ دعوت الله لي بما دعوت لم أنس شيئا و لم يفتني شي‏ء لم أكتبه أ فتتخوف علي النسيان فيما بعد فقال لا لست أتخوف عليك النسيان و الجهل

2-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن عثمان بن عيسى عن أبي أيوب الخزاز عن محمد بن مسلم عن أبي عبد الله ع قال قلت له ما بال أقوام يروون عن فلان و فلان عن رسول الله ص لا يتهمون بالكذب فيجي‏ء منكم خلافه قال إن الحديث ينسخ كما ينسخ القرآن

3  -65-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي نجران عن عاصم بن حميد عن منصور بن حازم قال قلت لأبي عبد الله ع ما بالي أسألك عن المسألة فتجيبني فيها بالجواب ثم يجيئك غيري فتجيبه فيها بجواب آخر فقال إنا نجيب الناس على الزيادة و النقصان قال قلت فأخبرني عن أصحاب رسول الله ص صدقوا على محمد ص أم كذبوا قال بل صدقوا قال قلت فما بالهم اختلفوا فقال أ ما تعلم أن الرجل كان يأتي رسول الله ص فيسأله عن المسألة فيجيبه فيها بالجواب ثم يجيبه بعد ذلك ما ينسخ ذلك الجواب فنسخت الأحاديث بعضها بعضا

4-  علي بن محمد عن سهل بن زياد عن ابن محبوب عن علي بن رئاب عن أبي عبيدة عن أبي جعفر ع قال قال لي يا زياد ما تقول لو أفتينا رجلا ممن يتولانا بشي‏ء من التقية قال قلت له أنت أعلم جعلت فداك قال إن أخذ به فهو خير له و أعظم أجرا و في رواية أخرى إن أخذ به أوجر و إن تركه و الله أثم

5-  أحمد بن إدريس عن محمد بن عبد الجبار عن الحسن بن علي عن ثعلبة بن ميمون عن زرارة بن أعين عن أبي جعفر ع قال سألته عن مسألة فأجابني ثم جاءه رجل فسأله عنها فأجابه بخلاف ما أجابني ثم جاء رجل آخر فأجابه بخلاف ما أجابني و أجاب صاحبي فلما خرج الرجلان قلت يا ابن رسول الله رجلان من أهل العراق من شيعتكم قدما يسألان فأجبت كل واحد منهما بغير ما أجبت به صاحبه فقال يا زرارة إن هذا خير لنا و أبقى لنا و لكم و لو اجتمعتم على أمر واحد لصدقكم الناس علينا و لكان أقل لبقائنا و بقائكم قال ثم قلت لأبي عبد الله ع شيعتكم لو حملتموهم على الأسنة أو على النار لمضوا و هم يخرجون من عندكم مختلفين قال فأجابني بمثل جواب أبيه

6-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن سنان عن نصر الخثعمي قال سمعت أبا عبد الله ع يقول من عرف أنا لا نقول إلا حقا فليكتف بما يعلم منا فإن سمع منا خلاف ما يعلم فليعلم أن ذلك دفاع منا عنه

7-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن عثمان بن عيسى و الحسن بن محبوب جميعا عن سماعة عن أبي عبد الله ع قال سألته عن رجل اختلف عليه رجلان من أهل دينه في أمر كلاهما يرويه أحدهما يأمر بأخذه و الآخر ينهاه عنه كيف يصنع فقال يرجئه حتى يلقى من يخبره فهو في سعة حتى يلقاه و في رواية أخرى بأيهما أخذت من باب التسليم وسعك

 -  علي بن إبراهيم عن أبيه عن عثمان بن عيسى عن الحسين بن المختار عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله ع قال أ رأيتك لو حدثتك بحديث العام ثم جئتني من قابل فحدثتك بخلافه بأيهما كنت تأخذ قال قلت كنت آخذ بالأخير فقال لي رحمك الله

9-  و عنه عن أبيه عن إسماعيل بن مرار عن يونس عن داود بن فرقد عن المعلى بن خنيس قال قلت لأبي عبد الله ع إذا جاء حديث عن أولكم و حديث عن آخركم بأيهما نأخذ فقال خذوا به حتى يبلغكم عن الحي فإن بلغكم عن الحي فخذوا بقوله قال ثم قال أبو عبد الله ع إنا و الله لا ندخلكم إلا فيما يسعكم و في حديث آخر خذوا بالأحدث

10-  محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن محمد بن عيسى عن صفوان بن يحيى عن داود بن الحصين عن عمر بن حنظلة قال سألت أبا عبد الله ع عن رجلين من أصحابنا بينهما منازعة في دين أو ميراث فتحاكما إلى السلطان و إلى القضاة أ يحل ذلك قال من تحاكم إليهم في حق أو باطل فإنما تحاكم إلى الطاغوت و ما يحكم له فإنما يأخذ سحتا و إن كان حقا ثابتا لأنه أخذه بحكم الطاغوت و قد أمر الله أن يكفر به قال الله تعالى يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت و قد أمروا أن يكفروا به قلت فكيف يصنعان قال ينظران إلى من كان منكم ممن قد روى حديثنا و نظر في حلالنا و حرامنا و عرف أحكامنا فليرضوا به حكما فإني قد جعلته عليكم حاكما فإذا حكم بحكمنا فلم يقبله منه فإنما استخف بحكم الله و علينا رد و الراد علينا الراد على الله و هو على حد الشرك بالله قلت فإن كان كل رجل اختار رجلا من أصحابنا فرضيا أن يكونا الناظرين في حقهما و اختلفا فيما حكما و كلاهما اختلفا في حديثكم قال الحكم ما حكم به أعدلهما و أفقههما و أصدقهما في الحديث و أورعهما و لا يلتفت إلى ما يحكم به الآخر قال قلت فإنهما عدلان مرضيان عند أصحابنا لا يفضل واحد منهما على الآخر قال فقال ينظر إلى ما كان من روايتهم عنا في ذلك الذي حكما به المجمع عليه من أصحابك فيؤخذ به من حكمنا و يترك الشاذ الذي ليس بمشهور عند أصحابك فإن المجمع عليه لا ريب فيه و إنما الأمور ثلاثة أمر بين رشده فيتبع و أمر بين غيه فيجتنب و أمر مشكل يرد علمه إلى الله و إلى رسوله قال رسول الله ص حلال بين و حرام بين و شبهات بين ذلك فمن ترك الشبهات نجا من المحرمات و من أخذ بالشبهات ارتكب المحرمات و هلك من حيث لا يعلم قلت فإن كان الخبران عنكما مشهورين قد رواهما الثقات عنكم قال ينظر فما وافق حكمه حكم الكتاب و السنة و خالف العامة فيؤخذ به و يترك ما خالف حكمه حكم الكتاب و السنة و وافق العامة قلت جعلت فداك أ رأيت إن كان الفقيهان عرفا حكمه من الكتاب و السنة و وجدنا أحد الخبرين موافقا للعامة و الآخر مخالفا لهم بأي الخبرين يؤخذ قال ما خالف العامة ففيه الرشاد فقلت جعلت فداك فإن وافقهما الخبران جميعا قال ينظر إلى ما هم إليه أميل حكامهم و قضاتهم فيترك و يؤخذ بالآخر قلت فإن وافق حكامهم الخبرين جميعا قال إذا كان ذلك فأرجه حتى تلقى إمامك فإن الوقوف عند الشبهات خير من الاقتحام في الهلكات

 باب الأخذ بالسنة و شواهد الكتاب

1-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله ع قال قال رسول الله ص إن على كل حق حقيقة و على كل صواب نورا فما وافق كتاب الله فخذوه و ما خالف كتاب الله فدعوه

2-  محمد بن يحيى عن عبد الله بن محمد عن علي بن الحكم عن أبان بن عثمان عن عبد الله بن أبي يعفور قال و حدثني حسين بن أبي العلاء أنه حضر ابن أبي يعفور في هذا المجلس قال سألت أبا عبد الله ع عن اختلاف الحديث يرويه من نثق به و منهم من لا نثق به قال إذا ورد عليكم حديث فوجدتم له شاهدا من كتاب الله أو من قول رسول الله ص و إلا فالذي جاءكم به أولى به

3-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن أيوب بن الحر قال سمعت أبا عبد الله ع يقول كل شي‏ء مردود إلى الكتاب و السنة و كل حديث لا يوافق كتاب الله فهو زخرف

4-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن فضال عن علي بن عقبة عن أيوب بن راشد عن أبي عبد الله ع قال ما لم يوافق من الحديث القرآن فهو زخرف

5-  محمد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان عن ابن أبي عمير عن هشام بن الحكم و غيره عن أبي عبد الله ع قال خطب النبي ص بمنى فقال أيها الناس ما جاءكم عني يوافق كتاب الله فأنا قلته و ما جاءكم يخالف كتاب الله فلم أقله

 -  و بهذا الإسناد عن ابن أبي عمير عن بعض أصحابه قال سمعت أبا عبد الله ع يقول من خالف كتاب الله و سنة محمد ص فقد كفر

7-  علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى بن عبيد عن يونس رفعه قال قال علي بن الحسين ع إن أفضل الأعمال عند الله ما عمل بالسنة و إن قل

8-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن إسماعيل بن مهران عن أبي سعيد القماط و صالح بن سعيد عن أبان بن تغلب عن أبي جعفر ع أنه سئل عن مسألة فأجاب فيها قال فقال الرجل إن الفقهاء لا يقولون هذا فقال يا ويحك و هل رأيت فقيها قط إن الفقيه حق الفقيه الزاهد في الدنيا الراغب في الآخرة المتمسك بسنة النبي ص

9-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه عن أبي إسماعيل إبراهيم بن إسحاق الأزدي عن أبي عثمان العبدي عن جعفر عن آبائه عن أمير المؤمنين ع قال قال رسول الله ص لا قول إلا بعمل و لا قول و لا عمل إلا بنية و لا قول و لا عمل و لا نية إلا بإصابة السنة

10-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن أحمد بن النضر عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر ع قال قال ما من أحد إلا و له شرة و فترة فمن كانت فترته إلى سنة فقد اهتدى و من كانت فترته إلى بدعة فقد غوى

11-  علي بن محمد عن أحمد بن محمد البرقي عن علي بن حسان و محمد بن يحيى عن سلمة بن الخطاب عن علي بن حسان عن موسى بن بكر عن زرارة بن أعين عن أبي جعفر ع قال كل من تعدى السنة رد إلى السنة

12-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله عن آبائه ع قال قال أمير المؤمنين ع السنة سنتان سنة في فريضة الأخذ بها هدى و تركها ضلالة و سنة في غير فريضة الأخذ بها فضيلة و تركها إلى غير خطيئة

 تم كتاب فضل العلم و الحمد لله رب العالمين و صلى الله على محمد و آله الطاهرين