باب الاستطاعة

1-  علي بن إبراهيم عن الحسن بن محمد عن علي بن محمد القاساني عن علي بن أسباط قال سألت أبا الحسن الرضا ع عن الاستطاعة فقال يستطيع العبد بعد أربع خصال أن يكون مخلى السرب صحيح الجسم سليم الجوارح له سبب وارد من الله قال قلت جعلت فداك فسر لي هذا قال أن يكون العبد مخلى السرب صحيح الجسم سليم الجوارح يريد أن يزني فلا يجد امرأة ثم يجدها فإما أن يعصم نفسه فيمتنع كما امتنع يوسف ع أو يخلي بينه و بين إرادته فيزني فيسمى زانيا و لم يطع الله بإكراه و لم يعصه بغلبة

2-  محمد بن يحيى و علي بن إبراهيم جميعا عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم و عبد الله بن يزيد جميعا عن رجل من أهل البصرة قال سألت أبا عبد الله ع عن الاستطاعة فقال أ تستطيع أن تعمل ما لم يكون قال لا قال فتستطيع أن تنتهي عما قد كون قال لا قال فقال له أبو عبد الله ع فمتى أنت مستطيع قال لا أدري قال فقال له أبو عبد الله ع إن الله خلق خلقا فجعل فيهم آلة الاستطاعة ثم لم يفوض إليهم فهم مستطيعون للفعل وقت الفعل مع الفعل إذا فعلوا ذلك الفعل فإذا لم يفعلوه في ملكه لم يكونوامستطيعين أن يفعلوا فعلا لم يفعلوه لأن الله عز و جل أعز من أن يضاده في ملكه أحد قال البصري فالناس مجبورون قال لو كانوا مجبورين كانوا معذورين قال ففوض إليهم قال لا قال فما هم قال علم منهم فعلا فجعل فيهم آلة الفعل فإذا فعلوه كانوا مع الفعل مستطيعين قال البصري أشهد أنه الحق و أنكم أهل بيت النبوة و الرسالة

3-  محمد بن أبي عبد الله عن سهل بن زياد و علي بن إبراهيم عن أحمد بن محمد و محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد جميعا عن علي بن الحكم عن صالح النيلي قال سألت أبا عبد الله ع هل للعباد من الاستطاعة شي‏ء قال فقال لي إذا فعلوا الفعل كانوا مستطيعين بالاستطاعة التي جعلها الله فيهم قال قلت و ما هي قال الآلة مثل الزاني إذا زنى كان مستطيعا للزنا حين زنى و لو أنه ترك الزنا و لم يزن كان مستطيعا لتركه إذا ترك قال ثم قال ليس له من الاستطاعة قبل الفعل قليل و لا كثير و لكن مع الفعل و الترك كان مستطيعا قلت فعلى ما ذا يعذبه قال بالحجة البالغة و الآلة التي ركب فيهم إن الله لم يجبر أحدا على معصيته و لا أراد إرادة حتم الكفر من أحد و لكن حين كفر كان في إرادة الله أن يكفر و هم في إرادة الله و في علمه أن لا يصيروا إلى شي‏ء من الخير قلت أراد منهم أن يكفروا قال ليس هكذا أقول و لكني أقول علم أنهم سيكفرون فأراد الكفر لعلمه فيهم و ليست هي إرادة حتم إنما هي إرادة اختيار

4-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن بعض أصحابنا عن عبيد بن زرارة قال حدثني حمزة بن حمران قال سألت أبا عبد الله ع عن الاستطاعة فلم يجبني فدخلت عليه دخلة أخرى فقلت أصلحك الله إنه قد وقع في قلبي منها شي‏ء لا يخرجه إلا شي‏ء أسمعه منك قال فإنه لا يضرك ما كان في قلبك قلت أصلحك الله إني أقول إن الله تبارك و تعالى لم يكلف العباد ما لا يستطيعون و لم يكلفهم إلا ما يطيقون و أنهم لا يصنعون شيئا من ذلك إلا بإرادة الله و مشيئته و قضائه و قدره قال فقال هذا دين الله الذي أنا عليه و آبائي أو كما قال