( (أبواب التاريخ (النبي والأئمة (ع

باب مولد النبي ص و وفاته

 ولد النبي ص لاثنتي عشرة ليلة مضت من شهر ربيع الأول في عام الفيل يوم الجمعة مع الزوال و روي أيضا عند طلوع الفجر قبل أن يبعث بأربعين سنة و حملت به أمه في أيام التشريق عند الجمرة الوسطى و كانت في منزل عبد الله بن عبد المطلب و ولدته في شعب أبي طالب في دار محمد بن يوسف في الزاوية القصوى عن يسارك و أنت داخل الدار و قد أخرجت الخيزران ذلك البيت فصيرته مسجدا يصلي الناس فيه و بقي بمكة بعد مبعثه ثلاث عشرة سنة ثم هاجر إلى المدينة و مكث بها عشر سنين ثم قبض ع لاثنتي عشرة ليلة مضت من ربيع الأول يوم الإثنين و هو ابن ثلاث و ستين سنة و توفي أبوه عبد الله بن عبد المطلب بالمدينة عند أخواله و هو ابن شهرين و ماتت أمه آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب و هو ع ابن أربع سنين و مات عبد المطلب و للنبي ص نحو ثمان سنين و تزوج خديجة و هو ابن بضع و عشرين سنة فولد له منها قبل مبعثه ع القاسم و رقية و زينب و أم كلثوم و ولد له بعد المبعث الطيب و الطاهر و فاطمة ع و روي أيضا أنه لم يولد بعد المبعث إلا فاطمة ع و أن الطيب و الطاهر ولدا قبل مبعثه و ماتت خديجة ع حين خرج رسول الله ص من الشعب و كان ذلك قبل الهجرة بسنة و مات أبو طالب بعد موت خديجة بسنة فلما فقدهما رسول الله ص شنأ المقام بمكة و دخله حزن شديد و شكا ذلك إلى جبرئيل ع فأوحى الله تعالى إليه اخرج من القرية الظالم أهلها فليس لك بمكة ناصر بعد أبي طالب و أمره بالهجرة

1-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن فضال عن عبد الله بن محمد بن أخي حماد الكاتب عن الحسين بن عبد الله قال قلت لأبي عبد الله ع كان رسول الله ص سيد ولد آدم فقال كان و الله سيد من خلق الله و ما برأ الله برية خيرا من محمد ص

2-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحجال عن حماد عن أبي عبد الله ع و ذكر رسول الله ص فقال قال أمير المؤمنين ع ما برأ الله نسمة خيرا من محمد ص

3-  أحمد بن إدريس عن الحسين بن عبد الله عن محمد بن عيسى و محمد بن عبد الله عن علي بن حديد عن مرازم عن أبي عبد الله ع قال قال الله تبارك و تعالى يا محمد إني خلقتك و عليا نورا يعني روحا بلا بدن قبل أن أخلق سماواتي و أرضي و عرشي و بحري فلم تزل تهللني و تمجدني ثم جمعت روحيكما فجعلتهما واحدة فكانت تمجدني و تقدسني و تهللني ثم قسمتها ثنتين و قسمت الثنتين ثنتين فصارت أربعة محمد واحد و علي واحد و الحسن و الحسين ثنتان ثم خلق الله فاطمة من نور ابتدأها روحا بلا بدن ثم مسحنا بيمينه فأفضى نوره فينا

4-  أحمد عن الحسين عن محمد بن عبد الله عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة قال سمعت أبا جعفر ع يقول أوحى الله تعالى إلى محمد ص أني خلقتك و لم تك شيئا و نفخت فيك من روحي كرامة مني أكرمتك بها حين أوجبت لك الطاعة على خلقي جميعا فمن أطاعك فقد أطاعني و من عصاك فقد عصاني و أوجبت ذلك في علي و في نسله ممن اختصصته منهم لنفسي

5-  الحسين بن محمد الأشعري عن معلى بن محمد عن أبي الفضل عبد الله بن إدريس عن محمد بن سنان قال كنت عند أبي جعفر الثاني ع فأجريت اختلاف الشيعة فقال يا محمد إن الله تبارك و تعالى لم يزل متفردا بوحدانيته ثم خلق محمدا و عليا و فاطمة فمكثوا ألف دهر ثم خلق جميع الأشياء فأشهدهم خلقها و أجرى طاعتهم عليها و فوض أمورها إليهم فهم يحلون ما يشاءون و يحرمون ما يشاءون و لن يشاءوا إلا أن يشاء الله تبارك و تعالى ثم قال يا محمد هذه الديانة التي من تقدمها مرق و من تخلف عنها محق و من لزمها لحق خذها إليك يا محمد

6-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن صالح بن سهل عن أبي عبد الله ع أن بعض قريش قال لرسول الله ص بأي شي‏ء سبقت الأنبياء و أنت بعثت آخرهم و خاتمهم قال إني كنت أول من آمن بربي و أول من أجاب حين أخذ الله ميثاق النبيين و أشهدهم على أنفسهم أ لست بربكم قالوا بلى فكنت أنا أول نبي قال بلى فسبقتهم بالإقرار بالله

7-  علي بن محمد عن سهل بن زياد عن محمد بن علي بن إبراهيم عن علي بن حماد عن المفضل قال قلت لأبي عبد الله ع كيف كنتم حيث كنتم في الأظلة فقال يا مفضل كنا عند ربنا ليس عنده أحد غيرنا في ظلة خضراء نسبحه و نقدسه و نهلله و نمجده و ما من ملك مقرب و لا ذي روح غيرنا حتى بدا له في خلق الأشياء فخلق ما شاء كيف شاء من الملائكة و غيرهم ثم أنهى علم ذلك إلينا

8-  سهل بن زياد عن محمد بن الوليد قال سمعت يونس بن يعقوب عن سنان بن طريف عن أبي عبد الله ع يقول قال إنا أول أهل بيت نوه الله بأسمائنا إنه لما خلق السماوات و الأرض أمر مناديا فنادى أشهد أن لا إله إلا الله ثلاثا أشهد أن محمدا رسول الله ثلاثا أشهد أن عليا أمير المؤمنين حقا ثلاثا

9-  أحمد بن إدريس عن الحسين بن عبد الله الصغير عن محمد بن إبراهيم الجعفري عن أحمد بن علي بن محمد بن عبد الله بن عمر بن علي بن أبي طالب ع عن أبي عبد الله ع قال إن الله كان إذ لا كان فخلق الكان و المكان و خلق نور الأنوار الذي نورت منه الأنوار و أجرى فيه من نوره الذي نورت منه الأنوار و هو النور الذي خلق منه محمدا و عليا فلم يزالا نورين أولين إذ لا شي‏ء كون قبلهما فلم يزالا يجريان طاهرين مطهرين في الأصلاب الطاهرة حتى افترقا في أطهر طاهرين في عبد الله و أبي طالب ع

10-  الحسين عن محمد بن عبد الله عن محمد بن سنان عن المفضل عن جابر بن يزيد قال قال لي أبو جعفر ع يا جابر إن الله أول ما خلق خلق محمدا ص و عترته الهداة المهتدين فكانوا أشباح نور بين يدي الله قلت و ما الأشباح قال ظل النور أبدان نورانية بلا أرواح و كان مؤيدا بروح واحدة و هي روح القدس فبه كان يعبد الله و عترته و لذلك خلقهم حلماء علماء بررة أصفياء يعبدون الله بالصلاة و الصوم و السجود و التسبيح و التهليل و يصلون الصلوات و يحجون و يصومون

11-  علي بن محمد و غيره عن سهل بن زياد عن محمد بن الوليد شباب الصيرفي عن مالك بن إسماعيل النهدي عن عبد السلام بن حارث عن سالم بن أبي حفصة العجلي عن أبي جعفر ع قال كان في رسول الله ص ثلاثة لم تكن في أحد غيره لم يكن له في‏ء و كان لا يمر في طريق فيمر فيه بعد يومين أو ثلاثة إلا عرف أنه قد مر فيه لطيب عرفه و كان لا يمر بحجر و لا بشجر إلا سجد له

12-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن حماد بن عثمان عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال لما عرج برسول الله ص انتهى به جبرئيل إلى مكان فخلى عنه فقال له يا جبرئيل تخليني على هذه الحالة فقال امضه فو الله لقد وطئت مكانا ما وطئه بشر و ما مشى فيه بشر قبلك

13-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن القاسم بن محمد الجوهري عن علي بن أبي حمزة قال سأل أبو بصير أبا عبد الله ع و أنا حاضر فقال جعلت فداك كم عرج برسول الله ص فقال مرتين فأوقفه جبرئيل موقفا فقال له مكانك يا محمد فلقد وقفت موقفا ما وقفه ملك قط و لا نبي إن ربك يصلي فقال يا جبرئيل و كيف يصلي قال يقول سبوح قدوس أنا رب الملائكة و الروح سبقت رحمتي غضبي فقال اللهم عفوك عفوك قال و كان كما قال الله قاب قوسين أو أدنى فقال له أبو بصير جعلت فداك ما قاب قوسين أو أدنى قال ما بين سيتها إلى رأسها فقال كان بينهما حجاب يتلألأ يخفق و لا أعلمه إلا و قد قال زبرجد فنظر في مثل سم الإبرة إلى ما شاء الله من نور العظمة فقال الله تبارك و تعالى يا محمد قال لبيك ربي قال من لأمتك من بعدك قال الله أعلم قال علي بن أبي طالب أمير المؤمنين و سيد المسلمين و قائد الغر المحجلين قال ثم قال أبو عبد الله ع لأبي بصير يا أبا محمد و الله ما جاءت ولاية علي ع من الأرض و لكن جاءت من السماء مشافهة

14-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن علي بن سيف عن عمرو بن شمر عن جابر قال قلت لأبي جعفر ع صف لي نبي الله ع قال كان نبي الله ع أبيض مشرب حمرة أدعج العينين مقرون الحاجبين شثن الأطراف كأن الذهب أفرغ على براثنه عظيم مشاشة المنكبين إذا التفت يلتفت جميعا من شدة استرساله سربته سائلة من لبته إلى سرته كأنها وسط الفضة المصفاة و كأن عنقه إلى كاهله إبريق فضة يكاد أنفه إذا شرب أن يرد الماء و إذا مشى تكفأ كأنه ينزل في صبب لم ير مثل نبي الله قبله و لا بعده ص

15-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن ابن فضال عن أبي جميلة عن محمد الحلبي عن أبي عبد الله ع قال إن رسول الله ص قال إن الله مثل لي أمتي في الطين و علمني أسماءهم كما علم آدم الأسماء كلها فمر بي أصحاب الرايات فاستغفرت لعلي و شيعته إن ربي وعدني في شيعة علي خصلة قيل يا رسول الله و ما هي قال المغفرة لمن آمن منهم و أن لا يغادر منهم صغيرة و لا كبيرة و لهم تبدل السيئات حسنات

16-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن الحسن بن سيف عن أبيه عمن ذكره عن أبي عبد الله ع قال خطب رسول الله ص الناس ثم رفع يده اليمنى قابضا على كفه ثم قال أ تدرون أيها الناس ما في كفي قالوا الله و رسوله أعلم فقال فيها أسماء أهل الجنة و أسماء آبائهم و قبائلهم إلى يوم القيامة ثم رفع يده الشمال فقال أيها الناس أ تدرون ما في كفي قالوا الله و رسوله أعلم فقال أسماء أهل النار و أسماء آبائهم و قبائلهم إلى يوم القيامة ثم قال حكم الله و عدل حكم الله و عدل فريق في الجنة و فريق في السعير

17-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن إسحاق بن غالب عن أبي عبد الله ع في خطبة له خاصة يذكر فيها حال النبي و الأئمة ع و صفاتهم فلم يمنع ربنا لحلمه و أناته و عطفه ما كان من عظيم جرمهم و قبيح أفعالهم أن انتجب لهم أحب أنبيائه إليه و أكرمهم عليه محمد بن عبد الله ع في حومة العز مولده و في دومة الكرم محتده غير مشوب حسبه و لا ممزوج نسبه و لا مجهول عند أهل العلم صفته بشرت به الأنبياء في كتبها و نطقت به العلماء بنعتها و تأملته الحكماء بوصفها مهذب لا يدانى هاشمي لا يوازى أبطحي لا يسامى شيمته الحياء و طبيعته السخاء مجبول على أوقار النبوة و أخلاقها مطبوع على أوصاف الرسالة و أحلامها إلى أن انتهت به أسباب مقادير الله إلى أوقاتها و جرى بأمر الله القضاء فيه إلى نهاياتها أداه محتوم قضاء الله إلى غاياتها تبشر به كل أمة من بعدها و يدفعه كل أب إلى أب من ظهر إلى ظهر لم يخلطه في عنصره سفاح و لم ينجسه في ولادته نكاح من لدن آدم إلى أبيه عبد الله في خير فرقة و أكرم سبط و أمنع رهط و أكلإ حمل و أودع حجر اصطفاه الله و ارتضاه و اجتباه و آتاه من العلم مفاتيحه و من الحكم ينابيعه ابتعثه رحمة للعباد و ربيعا للبلاد و أنزل الله إليه الكتاب فيه البيان و التبيان قرآنا عربيا غير ذي عوج لعلهم يتقون قد بينه للناس و نهجه بعلم قد فصله و دين قد أوضحه و فرائض قد أوجبها و حدود حدها للناس و بينها و أمور قد كشفها لخلقه و أعلنها فيها دلالة إلى النجاة و معالم تدعو إلى هداه فبلغ رسول الله ص ما أرسل به و صدع بما أمر و أدى ما حمل من أثقال النبوة و صبر لربه و جاهد في سبيله و نصح لأمته و دعاهم إلى النجاة و حثهم على الذكر و دلهم على سبيل الهدى بمناهج و دواع أسس للعباد أساسها و منار رفع لهم أعلامها كيلا يضلوا من بعده و كان بهم رءوفا رحيما

18-  محمد بن يحيى عن سعد بن عبد الله عن جماعة من أصحابنا عن أحمد بن هلال عن أمية بن علي القيسي قال حدثني درست بن أبي منصور أنه سأل أبا الحسن الأول ع أ كان رسول الله ص محجوجا بأبي طالب فقال لا و لكنه كان مستودعا للوصايا فدفعها إليه ص قال قلت فدفع إليه الوصايا على أنه محجوج به فقال لو كان محجوجا به ما دفع إليه الوصية قال فقلت فما كان حال أبي طالب قال أقر بالنبي و بما جاء به و دفع إليه الوصايا و مات من يومه

19-  الحسين بن محمد الأشعري عن معلى بن محمد عن منصور بن العباس عن علي بن أسباط عن يعقوب بن سالم عن رجل عن أبي جعفر ع قال لما قبض رسول الله ص بات آل محمد ع بأطول ليلة حتى ظنوا أن لا سماء تظلهم و لا أرض تقلهم لأن رسول الله ص وتر الأقربين و الأبعدين في الله فبينا هم كذلك إذ أتاهم آت لا يرونه و يسمعون كلامه فقال السلام عليكم أهل البيت و رحمة الله و بركاته إن في الله عزاء من كل مصيبة و نجاة من كل هلكة و دركا لما فات كل نفس ذائقة الموت و إنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار و أدخل الجنة فقد فاز و ما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور إن الله اختاركم و فضلكم و طهركم و جعلكم أهل بيت نبيه و استودعكم علمه و أورثكم كتابه و جعلكم تابوت علمه و عصا عزه و ضرب لكم مثلا من نوره و عصمكم من الزلل و آمنكم من الفتن فتعزوا بعزاء الله فإن الله لم ينزع منكم رحمته و لن يزيل عنكم نعمته فأنتم أهل الله عز و جل الذين بهم تمت النعمة و اجتمعت الفرقة و ائتلفت الكلمة و أنتم أولياؤه فمن تولاكم فاز و من ظلم حقكم زهق مودتكم من الله واجبة في كتابه على عباده المؤمنين ثم الله على نصركم إذا يشاء قدير فاصبروا لعواقب الأمور فإنها إلى الله تصير قد قبلكم الله من نبيه وديعة و استودعكم أولياءه المؤمنين في الأرض فمن أدى أمانته آتاه الله صدقه فأنتم الأمانة المستودعة و لكم المودة الواجبة و الطاعة المفروضة و قد قبض رسول الله ص و قد أكمل لكم الدين و بين لكم سبيل المخرج فلم يترك لجاهل حجة فمن جهل أو تجاهل أو أنكر أو نسي أو تناسى فعلى الله حسابه و الله من وراء حوائجكم و أستودعكم الله و السلام عليكم فسألت أبا جعفر ع ممن أتاهم التعزية فقال من الله تبارك و تعالى

20-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن محمد بن سنان عن ابن مسكان عن إسماعيل بن عمار عن أبي عبد الله ع قال كان رسول الله ص إذا رئي في الليلة الظلماء رئي له نور كأنه شقة قمر

21-  أحمد بن إدريس عن الحسين بن عبيد الله عن أبي عبد الله الحسين الصغير عن محمد بن إبراهيم الجعفري عن أحمد بن علي بن محمد بن عبد الله بن عمر بن علي بن أبي طالب عن أبي عبد الله ع و محمد بن يحيى عن سعد بن عبد الله عن يعقوب بن يزيد عن ابن فضال عن بعض رجاله عن أبي عبد الله ع قال نزل جبرئيل ع على النبي ص فقال يا محمد إن ربك يقرئك السلام و يقول إني قد حرمت النار على صلب أنزلك و بطن حملك و حجر كفلك فالصلب صلب أبيك عبد الله بن عبد المطلب و البطن الذي حملك فآمنة بنت وهب و أما حجر كفلك فحجر أبي طالب

 و في رواية ابن فضال و فاطمة بنت أسد

22-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن أبي عمير عن جميل بن دراج عن زرارة بن أعين عن أبي عبد الله ع قال يحشر عبد المطلب يوم القيامة أمة واحدة عليه سيماء الأنبياء و هيبة الملوك

23-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن عبد الله بن عبد الرحمن الأصم عن الهيثم بن واقد عن مقرن عن أبي عبد الله ع قال إن عبد المطلب أول من قال بالبداء يبعث يوم القيامة أمة وحده عليه بهاء الملوك و سيماء الأنبياء

24-  بعض أصحابنا عن ابن جمهور عن أبيه عن ابن محبوب عن ابن رئاب عن عبد الرحمن بن الحجاج و عن محمد بن سنان عن المفضل بن عمر جميعا عن أبي عبد الله ع قال يبعث عبد المطلب أمة وحده عليه بهاء الملوك و سيماء الأنبياء و ذلك أنه أول من قال بالبداء قال و كان عبد المطلب أرسل رسول الله ص إلى رعاته في إبل قد ندت له فجمعها فأبطأ عليه فأخذ بحلقة باب الكعبة و جعل يقول يا رب أ تهلك آلك إن تفعل فأمر ما بدا لك فجاء رسول الله ص بالإبل و قد وجه عبد المطلب في كل طريق و في كل شعب في طلبه و جعل يصيح يا رب أ تهلك آلك إن تفعل فأمر ما بدا لك و لما رأى رسول الله ص أخذه فقبله و قال يا بني لا وجهتك بعد هذا في شي‏ء فإني أخاف أن تغتال فتقتل

25-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن أبي عمير عن محمد بن حمران عن أبان بن تغلب قال قال أبو عبد الله ع لما أن وجه صاحب الحبشة بالخيل و معهم الفيل ليهدم البيت مروا بإبل لعبد المطلب فساقوها فبلغ ذلك عبد المطلب فأتى صاحب الحبشة فدخل الآذن فقال هذا عبد المطلب بن هاشم قال و ما يشاء قال الترجمان جاء في إبل له ساقوها يسألك ردها فقال ملك الحبشة لأصحابه هذا رئيس قوم و زعيمهم جئت إلى بيته الذي يعبده لأهدمه و هو يسألني إطلاق إبله أما لو سألني الإمساك عن هدمه لفعلت ردوا عليه إبله فقال عبد المطلب لترجمانه ما قال لك الملك فأخبره فقال عبد المطلب أنا رب الإبل و لهذا البيت رب يمنعه فردت إليه إبله و انصرف عبد المطلب نحو منزله فمر بالفيل في منصرفه فقال للفيل يا محمود فحرك الفيل رأسه فقال له أ تدري لم جاءوا بك فقال الفيل برأسه لا فقال عبد المطلب جاءوا بك لتهدم بيت ربك أ فتراك فاعل ذلك فقال برأسه لا فانصرف عبد المطلب إلى منزله فلما أصبحوا غدوا به لدخول الحرم فأبى و امتنع عليهم فقال عبد المطلب لبعض مواليه عند ذلك اعل الجبل فانظر ترى شيئا فقال أرى سوادا من قبل البحر فقال له يصيبه بصرك أجمع فقال له لا و لأوشك أن يصيب فلما أن قرب قال هو طير كثير و لا أعرفه يحمل كل طير في منقاره حصاة مثل حصاة الخذف أو دون حصاة الخذف فقال عبد المطلب و رب عبد المطلب ما تريد إلا القوم حتى لما صاروا فوق رءوسهم أجمع ألقت الحصاة فوقعت كل حصاة على هامة رجل فخرجت من دبره فقتلته فما انفلت منهم إلا رجل واحد يخبر الناس فلما أن أخبرهم ألقت عليه حصاة فقتلته

26-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن رفاعة عن أبي عبد الله ع قال كان عبد المطلب يفرش له بفناء الكعبة لا يفرش لأحد غيره و كان له ولد يقومون على رأسه فيمنعون من دنا منه فجاء رسول الله ص و هو طفل يدرج حتى جلس على فخذيه فأهوى بعضهم إليه لينحيه عنه فقال له عبد المطلب دع ابني فإن الملك قد أتاه

27-  محمد بن يحيى عن سعد بن عبد الله عن إبراهيم بن محمد الثقفي عن علي بن المعلى عن أخيه محمد عن درست بن أبي منصور عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال لما ولد النبي ص مكث أياما ليس له لبن فألقاه أبو طالب على ثدي نفسه فأنزل الله فيه لبنا فرضع منه أياما حتى وقع أبو طالب على حليمة السعدية فدفعه إليها

28-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله ع قال إن مثل أبي طالب مثل أصحاب الكهف أسروا الإيمان و أظهروا الشرك فآتاهم الله أجرهم مرتين

29-  الحسين بن محمد و محمد بن يحيى عن أحمد بن إسحاق عن بكر بن محمد الأزدي عن إسحاق بن جعفر عن أبيه ع قال قيل له إنهم يزعمون أن أبا طالب كان كافرا فقال كذبوا كيف يكون كافرا و هو يقول  

أ لم تعلموا أنا وجدنا محمدا نبيا كموسى خط في أول الكتب

و في حديث آخر كيف يكون أبو طالب كافرا و هو يقول

لقد علموا أن ابننا لا مكذب لدينا و لا يعبأ بقيل الأباطل‏و أبيض يستسقى الغمام بوجهه ثمال اليتامى عصمة للأرامل

30-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن الحكم عن أبي عبد الله ع قال بينا النبي ص في المسجد الحرام و عليه ثياب له جدد فألقى المشركون عليه سلى ناقة فملئوا ثيابه بها فدخله من ذلك ما شاء الله فذهب إلى أبي طالب فقال له يا عم كيف ترى حسبي فيكم فقال له و ما ذاك يا ابن أخي فأخبره الخبر فدعا أبو طالب حمزة و أخذ السيف و قال لحمزة خذ السلى ثم توجه إلى القوم و النبي معه فأتى قريشا و هم حول الكعبة فلما رأوه عرفوا الشر في وجهه ثم قال لحمزة أمر السلى على سبالهم ففعل ذلك حتى أتى على آخرهم ثم التفت أبو طالب إلى النبي ص فقال يا ابن أخي هذا حسبك فينا

31-  علي عن أبيه عن ابن أبي نصر عن إبراهيم بن محمد الأشعري عن عبيد بن زرارة عن أبي عبد الله ع قال لما توفي أبو طالب نزل جبرئيل على رسول الله ص فقال يا محمد اخرج من مكة فليس لك فيها ناصر و ثارت قريش بالنبي ص فخرج هاربا حتى جاء إلى جبل بمكة يقال له الحجون فصار إليه

32-  علي بن محمد بن عبد الله و محمد بن يحيى عن محمد بن عبد الله رفعه عن أبي عبد الله ع قال إن أبا طالب أسلم بحساب الجمل قال بكل لسان

33-  محمد بن يحيى عن أحمد و عبد الله ابني محمد بن عيسى عن أبيهما عن عبد الله بن المغيرة عن إسماعيل بن أبي زياد عن أبي عبد الله ع قال أسلم أبو طالب بحساب الجمل و عقد بيده ثلاثا و ستين

 -  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن فضال عن الحسين بن علوان الكلبي عن علي بن الحزور الغنوي عن أصبغ بن نباتة الحنظلي قال رأيت أمير المؤمنين ع يوم افتتح البصرة و ركب بغلة رسول الله ص ثم قال أيها الناس أ لا أخبركم بخير الخلق يوم يجمعهم الله فقام إليه أبو أيوب الأنصاري فقال بلى يا أمير المؤمنين حدثنا فإنك كنت تشهد و نغيب فقال إن خير الخلق يوم يجمعهم الله سبعة من ولد عبد المطلب لا ينكر فضلهم إلا كافر و لا يجحد به إلا جاحد فقام عمار بنياسر رحمه الله فقال يا أمير المؤمنين سمهم لنا لنعرفهم فقال إن خير الخلق يوم يجمعهم الله الرسل و إن أفضل الرسل محمد ص و إن أفضل كل أمة بعد نبيها وصي نبيها حتى يدركه نبي ألا و إن أفضل الأوصياء وصي محمد عليه و آله السلام ألا و إن أفضل الخلق بعد الأوصياء الشهداء ألا و إن أفضل الشهداء حمزة بن عبد المطلب و جعفر بن أبي طالب له جناحان خضيبان يطير بهما في الجنة لم ينحل أحد من هذه الأمة جناحان غيره شي‏ء كرم الله به محمدا ص و شرفه و السبطان الحسن و الحسين و المهدي ع يجعله الله من شاء منا أهل البيت ثم تلا هذه الآية و من يطع الله و الرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين و الصديقين و الشهداء و الصالحين و حسن أولئك رفيقا. ذلك الفضل من الله و كفى بالله عليما

35-  محمد بن الحسين عن سهل بن زياد عن ابن فضال عن علي بن النعمان عن أبي مريم الأنصاري عن أبي جعفر ع قال قلت له كيف كانت الصلاة على النبي ص قال لما غسله أمير المؤمنين ع و كفنه سجاه ثم أدخل عليه عشرة فداروا حوله ثم وقف أمير المؤمنين ع في وسطهم فقال إن الله و ملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه و سلموا تسليما فيقول القوم كما يقول حتى صلى عليه أهل المدينة و أهل العوالي

36-  محمد بن يحيى عن سلمة بن الخطاب عن علي بن سيف عن أبي المغراء عن عقبة بن بشير عن أبي جعفر ع قال قال النبي ص لعلي ع يا علي ادفني في هذا المكان و ارفع قبري من الأرض أربع أصابع و رش عليه من الماء

37-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حماد عن الحلبي عن أبي عبد الله ع قال أتى العباس أمير المؤمنين ع فقال يا علي إن الناس قد اجتمعوا أن يدفنوا رسول الله ص في بقيع المصلى و أن يؤمهم رجل منهم فخرج أمير المؤمنين ع إلى الناس فقال يا أيها الناس إن رسول الله ص إمام حيا و ميتا و قال إني أدفن في البقعة التي أقبض فيها ثم قال على الباب فصلى عليه ثم أمر الناس عشرة عشرة يصلون عليه ثم يخرجون

38-  محمد بن يحيى عن سلمة بن الخطاب عن علي بن سيف عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر ع قال لما قبض النبي ص صلت عليه الملائكة و المهاجرون و الأنصار فوجا فوجا قال و قال أمير المؤمنين ع سمعت رسول الله ص يقول في صحته و سلامته إنما أنزلت هذه الآية علي في الصلاة علي بعد قبض الله لي إن الله و ملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه و سلموا تسليما

39-  بعض أصحابنا رفعه عن محمد بن سنان عن داود بن كثير الرقي قال قلت لأبي عبد الله ما معنى السلام على رسول الله فقال إن الله تبارك و تعالى لما خلق نبيه و وصيه و ابنته و ابنيه و جميع الأئمة و خلق شيعتهم أخذ عليهم الميثاق و أن يصبروا و يصابروا و يرابطوا و أن يتقوا الله و وعدهم أن يسلم لهم الأرض المباركة و الحرم الآمن و أن ينزل لهم البيت المعمور و يظهر لهم السقف المرفوع و يريحهم من عدوهم و الأرض التي يبدلها الله من السلام و يسلم ما فيها لهم لا شية فيها قال لا خصومة فيها لعدوهم و أن يكون لهم فيها ما يحبون و أخذ رسول الله ص على جميع الأئمة و شيعتهم الميثاق بذلك و إنما السلام عليه تذكرة نفس الميثاق و تجديد له على الله لعله أن يعجله جل و عز و يعجل السلام لكم بجميع ما فيه

40-  ابن محبوب عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله ع قال سمعته يقول اللهم صل على محمد صفيك و خليلك و نجيك المدبر لأمرك

 باب النهي عن الإشراف على قبر النبي ص

1-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد البرقي عن جعفر بن المثنى الخطيب قال كنت بالمدينة و سقف المسجد الذي يشرف على القبر قد سقط و الفعلة يصعدون و ينزلون و نحن جماعة فقلت لأصحابنا من منكم له موعد يدخل على أبي عبد الله ع الليلة فقال مهران بن أبي نصر أنا و قال إسماعيل بن عمار الصيرفي أنا فقلنا لهما سلاه لنا عن الصعود لنشرف على قبر النبي ص فلما كان من الغد لقيناهما فاجتمعنا جميعا فقال إسماعيل قد سألناه لكم عما ذكرتم فقال ما أحب لأحد منهم أن يعلو فوقه و لا آمنه أن يرى شيئا يذهب منه بصره أو يراه قائما يصلي أو يراه مع بعض أزواجه ص

باب مولد أمير المؤمنين صلوات الله عليه

 ولد أمير المؤمنين ع بعد عام الفيل بثلاثين سنة و قتل ع في شهر رمضان لتسع بقين منه ليلة الأحد سنة أربعين من الهجرة و هو ابن ثلاث و ستين سنة بقي بعد قبض النبي ص ثلاثين سنة و أمه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف و هو أول هاشمي ولده هاشم مرتين

1-  الحسين بن محمد عن محمد بن يحيى الفارسي عن أبي حنيفة محمد بن يحيى عن الوليد بن أبان عن محمد بن عبد الله بن مسكان عن أبيه قال قال أبو عبد الله ع إن فاطمة بنت أسد جاءت إلى أبي طالب لتبشره بمولد النبي ص فقال أبو طالب اصبري سبتا أبشرك بمثله إلا النبوة و قال السبت ثلاثون سنة و كان بين رسول الله ص و أمير المؤمنين ع ثلاثون سنة

2-  علي بن محمد بن عبد الله عن السياري عن محمد بن جمهور عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله ع قال إن فاطمة بنت أسد أم أمير المؤمنين كانت أول امرأة هاجرت إلى رسول الله ص من مكة إلى المدينة على قدميها و كانت من أبر الناس برسول الله ص فسمعت رسول الله و هو يقول إن الناس يحشرون يوم القيامة عراة كما ولدوا فقالت وا سوأتاه فقال لها رسول الله ص فإني أسأل الله أن يبعثك كاسية و سمعته يذكر ضغطة القبر فقالت وا ضعفاه فقال لها رسول الله ص فإني أسأل الله أن يكفيك ذلك و قالت لرسول الله ص يوما إني أريد أن أعتق جاريتي هذه فقال لها إن فعلت أعتق الله بكل عضو منها عضوا منك من النار فلما مرضت أوصت إلى رسول الله ص و أمرت أن يعتق خادمها و اعتقل لسانها فجعلت تومي إلى رسول الله ص إيماء فقبل رسول الله ص وصيتها فبينما هو ذات يوم قاعد إذ أتاه أمير المؤمنين ع و هو يبكي فقال له رسول الله ص ما يبكيك فقال ماتت أمي فاطمة فقال رسول الله و أمي و الله و قام مسرعا حتى دخل فنظر إليها و بكى ثم أمر النساء أن يغسلنها و قال ص إذا فرغتن فلا تحدثن شيئا حتى تعلمنني فلما فرغن أعلمنه بذلك فأعطاهن أحد قميصيه الذي يلي جسده و أمرهن أن يكفنها فيه و قال للمسلمين إذا رأيتموني قد فعلت شيئا لم أفعله قبل ذلك فسلوني لم فعلته فلما فرغن من غسلها و كفنها دخل ص فحمل جنازتها على عاتقه فلم يزل تحت جنازتها حتى أوردها قبرها ثم وضعها و دخل القبر فاضطجع فيه ثم قال فأخذها على يديه حتى وضعها في القبر ثم انكب عليها طويلا يناجيها و يقول لها ابنك ابنك ]ابنك[ ثم خرج و سوى عليها ثم انكب على قبرها فسمعوه يقول لا إله إلا الله اللهم إني أستودعها إياك ثم انصرف فقال له المسلمون إنا رأيناك فعلت أشياء لم تفعلها قبل اليوم فقال اليوم فقدت بر أبي طالب إن كانت ليكون عندها الشي‏ء فتؤثرني به على نفسها و ولدها و إني ذكرت القيامة و أن الناس يحشرون عراة فقالت وا سوأتاه فضمنت لها أن يبعثها الله كاسية و ذكرت ضغطة القبر فقالت وا ضعفاه فضمنت لها أن يكفيها الله ذلك فكفنتها بقميصي و اضطجعت في قبرها لذلك و انكببت عليها فلقنتها ما تسأل عنه فإنها سئلت عن ربها فقالت و سئلت عن رسولها فأجابت و سئلت عن وليها و إمامها فارتج عليها فقلت ابنك ابنك ]ابنك[

3-  بعض أصحابنا عمن ذكره عن ابن محبوب عن عمر بن أبان الكلبي عن المفضل بن عمر قال سمعت أبا عبد الله ع يقول لما ولد رسول الله ص فتح لآمنة بياض فارس و قصور الشام فجاءت فاطمة بنت أسد أم أمير المؤمنين إلى أبي طالب ضاحكة مستبشرة فأعلمته ما قالت آمنة فقال لها أبو طالب و تتعجبين من هذا إنك تحبلين و تلدين بوصيه و وزيره

4-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن عيسى عن البرقي عن أحمد بن زيد النيسابوري قال حدثني عمر بن إبراهيم الهاشمي عن عبد الملك بن عمر عن أسيد بن صفوان صاحب رسول الله ص قال لما كان اليوم الذي قبض فيه أمير المؤمنين ع ارتج الموضع بالبكاء و دهش الناس كيوم قبض النبي ص و جاء رجل باكيا و هو مسرع مسترجع و هو يقول اليوم انقطعت خلافة النبوة حتى وقف على باب البيت الذي فيه أمير المؤمنين ع فقال رحمك الله يا أبا الحسن كنت أول القوم إسلاما و أخلصهم إيمانا و أشدهم يقينا و أخوفهم لله و أعظمهم عناء و أحوطهم على رسول الله ص و آمنهم على أصحابه و أفضلهم مناقب و أكرمهم سوابق و أرفعهم درجة و أقربهم من رسول الله ص و أشبههم به هديا و خلقا و سمتا و فعلا و أشرفهم منزلة و أكرمهم عليه فجزاك الله عن الإسلام و عن رسوله و عن المسلمين خيرا قويت حين ضعف أصحابه و برزت حين استكانوا و نهضت حين وهنوا و لزمت منهاج رسول الله ص إذ هم أصحابه و كنت خليفته حقا لم تنازع و لم تضرع برغم المنافقين و غيظ الكافرين و كره الحاسدين و صغر الفاسقين فقمت بالأمر حين فشلوا و نطقت حين تتعتعوا و مضيت بنور الله إذ وقفوا فاتبعوك فهدوا و كنت أخفضهم صوتا و أعلاهم قنوتا و أقلهم كلاما و أصوبهم نطقا و أكبرهم رأيا و أشجعهم قلبا و أشدهم يقينا و أحسنهم عملا و أعرفهم بالأمور كنت و الله يعسوبا للدين أولا و آخرا الأول حين تفرق الناس و الآخر حين فشلوا كنت للمؤمنين أبا رحيما إذ صاروا عليك عيالا فحملت أثقال ما عنه ضعفوا و حفظت ما أضاعوا و رعيت ما أهملوا و شمرت إذا اجتمعوا و علوت إذ هلعوا و صبرت إذ أسرعوا و أدركت أوتار ما طلبوا و نالوا بك ما لم يحتسبوا كنت على الكافرين عذابا صبا و نهبا و للمؤمنين عمدا و حصنا فطرت و الله بنعمائها و فزت بحبائها و أحرزت سوابغها و ذهبت بفضائلها لم تفلل حجتك و لم يزغ قلبك و لم تضعف بصيرتك و لم تجبن نفسك و لم تخر كنت كالجبل لا تحركه العواصف و كنت كما قال ع آمن الناس في صحبتك و ذات يدك و كنت كما قال ع ضعيفا في بدنك قويا في أمر الله متواضعا في نفسك عظيما عند الله كبيرا في الأرض جليلا عند المؤمنين لم يكن لأحد فيك مهمز و لا لقائل فيك مغمز ]و لا لأحد فيك مطمع[ و لا لأحد عندك هوادة الضعيف الذليل عندك قوي عزيز حتى تأخذ له بحقه و القوي العزيز عندك ضعيف ذليل حتى تأخذ منه الحق و القريب و البعيد عندك في ذلك سواء شأنك الحق و الصدق و الرفق و قولك حكم و حتم و أمرك حلم و حزم و رأيك علم و عزم فيما فعلت و قد نهج السبيل و سهل العسير و أطفئت النيران و اعتدل بك الدين و قوي بك الإسلام فظهر أمر الله و لو كره الكافرون و ثبت بك الإسلام و المؤمنون و سبقت سبقا بعيدا و أتعبت من بعدك تعبا شديدا فجللت عن البكاء و عظمت رزيتك في السماء و هدت مصيبتك الأنام فإنا لله و إنا إليه راجعون رضينا عن الله قضاه و سلمنا لله أمره فو الله لن يصاب المسلمون بمثلك أبدا كنت للمؤمنين كهفا و حصنا و قنة راسيا و على الكافرين غلظة و غيظا فألحقك الله بنبيه و لا أحرمنا أجرك و لا أضلنا بعدك و سكت القوم حتى انقضى كلامه و بكى و بكى أصحاب رسول الله ص ثم طلبوه فلم يصادفوه

5-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن صفوان الجمال قال كنت أنا و عامر و عبد الله بن جذاعة الأزدي عند أبي عبد الله ع قال فقال له عامر جعلت فداك إن الناس يزعمون أن أمير المؤمنين ع دفن بالرحبة قال لا قال فأين دفن قال إنه لما مات احتمله الحسن ع فأتى به ظهر الكوفة قريبا من النجف يسرة عن الغري يمنة عن الحيرة فدفنه بين ركوات بيض قال فلما كان بعد ذهبت إلى الموضع فتوهمت موضعا منه ثم أتيته فأخبرته فقال لي أصبت رحمك الله ثلاث مرات

6-  أحمد بن محمد عن ابن أبي عمير عن القاسم بن محمد عن عبد الله بن سنان قال أتاني عمر بن يزيد فقال لي اركب فركبت معه فمضينا حتى أتينا منزل حفص الكناسي فاستخرجته فركب معنا ثم مضينا حتى أتينا الغري فانتهينا إلى قبر فقال انزلوا هذا قبر أمير المؤمنين ع فقلنا من أين علمت فقال أتيته مع أبي عبد الله ع حيث كان بالحيرة غير مرة و خبرني أنه قبره

7-  محمد بن يحيى عن سلمة بن الخطاب عن عبد الله بن محمد عن عبد الله بن القاسم عن عيسى شلقان قال سمعت أبا عبد الله ع يقول إن أمير المؤمنين ع له خئولة في بني مخزوم و إن شابا منهم أتاه فقال يا خالي إن أخي مات و قد حزنت عليه حزنا شديدا قال فقال له تشتهي أن تراه قال بلى قال فأرني قبره قال فخرج و معه بردة رسول الله ص متزرا بها فلما انتهى إلى القبر تلملمت شفتاه ثم ركضه برجله فخرج من قبره و هو يقول بلسان الفرس فقال أمير المؤمنين ع أ لم تمت و أنت رجل من العرب قال بلى و لكنا متنا على سنة فلان و فلان فانقلبت ألسنتنا

8-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد و علي بن محمد عن سهل بن زياد جميعا عن ابن محبوب عن أبي حمزة عن أبي جعفر ع قال لما قبض أمير المؤمنين ع قام الحسن بن علي ع في مسجد الكوفة فحمد الله و أثنى عليه و صلى على النبي ص ثم قال أيها الناس إنه قد قبض في هذه الليلة رجل ما سبقه الأولون و لا يدركه الآخرون إنه كان لصاحب راية رسول الله ص عن يمينه جبرئيل و عن يساره ميكائيل لا ينثني حتى يفتح الله له و الله ما ترك بيضاء و لا حمراء إلا سبعمائة درهم فضلت عن عطائه أراد أن يشتري بها خادما لأهله و الله لقد قبض في الليلة التي فيها قبض وصي موسى يوشع بن نون و الليلة التي عرج فيها بعيسى ابن مريم و الليلة التي نزل فيها القرآن

9-  علي بن محمد رفعه قال قال أبو عبد الله ع لما غسل أمير المؤمنين ع نودوا من جانب البيت إن أخذتم مقدم السرير كفيتم مؤخره و إن أخذتم مؤخره كفيتم مقدمه

10-  عبد الله بن جعفر و سعد بن عبد الله جميعا عن إبراهيم بن مهزيار عن أخيه علي بن مهزيار عن الحسن بن محبوب عن هشام بن سالم عن حبيب السجستاني قال سمعت أبا جعفر ع يقول ولدت فاطمة بنت محمد ص بعد مبعث رسول الله بخمس سنين و توفيت و لها ثمان عشرة سنة و خمسة و سبعون يوما

 -  سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن علي بن فضال عن عبد الله بكير عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله ع أنه سمعه يقول لما قبض أمير المؤمنين ع أخرجه الحسن و الحسين و رجلان آخران حتى إذا خرجوا من الكوفة تركوها عن أيمانهم ثم أخذوا في الجبانة حتى مروا به إلى الغري فدفنوه و سووا قبره فانصرفوا

باب مولد الزهراء فاطمة ع

 ولدت فاطمة عليها و على بعلها السلام بعد مبعث رسول الله ص بخمس سنين و توفيت ع و لها ثمان عشرة سنة و خمسة و سبعون يوما و بقيت بعد أبيها ص خمسة و سبعين يوما

1-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن ابن رئاب عن أبي عبيدة عن أبي عبد الله ع قال إن فاطمة ع مكثت بعد رسول الله ص خمسة و سبعين يوما و كان دخلها حزن شديد على أبيها و كان يأتيها جبرئيل ع فيحسن عزاءها على أبيها و يطيب نفسها و يخبرها عن أبيها و مكانه و يخبرها بما يكون بعدها في ذريتها و كان علي ع يكتب ذلك

2-  محمد بن يحيى عن العمركي بن علي عن علي بن جعفر عن أخيه أبي الحسن ع قال إن فاطمة ع صديقة شهيدة و إن بنات الأنبياء لا يطمثن

3-  أحمد بن مهران رحمه الله رفعه و أحمد بن إدريس عن محمد بن عبد الجبار الشيباني قال حدثني القاسم بن محمد الرازي قال حدثنا علي بن محمد الهرمزاني عن أبي عبد الله الحسين بن علي ع قال لما قبضت فاطمة ع دفنها أمير المؤمنين سرا و عفا على موضع قبرها ثم قام فحول وجهه إلى قبر رسول الله ص فقال السلام عليك يا رسول الله عني و السلام عليك عن ابنتك و زائرتك و البائتة في الثرى ببقعتك و المختار الله لها سرعة اللحاق بك قل يا رسول الله عن صفيتك صبري و عفا عن سيدة نساء العالمين تجلدي إلا أن لي في التأسي بسنتك في فرقتك موضع تعز فلقد وسدتك في ملحودة قبرك و فاضت نفسك بين نحري و صدري بلى و في كتاب الله لي أنعم القبول إنا لله و إنا إليه راجعون قد استرجعت الوديعة و أخذت الرهينة و أخلست الزهراء فما أقبح الخضراء و الغبراء يا رسول الله أما حزني فسرمد و أما ليلي فمسهد و هم لا يبرح من قلبي أو يختار الله لي دارك التي أنت فيها مقيم كمد مقيح و هم مهيج سرعان ما فرق بيننا و إلى الله أشكو و ستنبئك ابنتك بتظافر أمتك على هضمها فأحفها السؤال و استخبرها الحال فكم من غليل معتلج بصدرها لم تجد إلى بثه سبيلا و ستقول و يحكم الله و هو خير الحاكمين سلام مودع لا قال و لا سئم فإن أنصرف فلا عن ملالة و إن أقم فلا عن سوء ظن بما وعد الله الصابرين واه واها و الصبر أيمن و أجمل و لو لا غلبة المستولين لجعلت المقام و اللبث لزاما معكوفا و لأعولت إعوال الثكلى على جليل الرزية فبعين الله تدفن ابنتك سرا و تهضم حقها و تمنع إرثها و لم يتباعد العهد و لم يخلق منك الذكر و إلى الله يا رسول الله المشتكى و فيك يا رسولالله أحسن العزاء صلى الله عليك و عليها السلام و الرضوان

4-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن عيسى عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن عبد الرحمن بن سالم عن المفضل عن أبي عبد الله ع قال قلت لأبي عبد الله ع من غسل فاطمة قال ذاك أمير المؤمنين و كأني استعظمت ذلك من قوله فقال كأنك ضقت بما أخبرتك به قال فقلت قد كان ذاك جعلت فداك قال فقال لا تضيقن فإنها صديقة و لم يكن يغسلها إلا صديق أ ما علمت أن مريم لم يغسلها إلا عيسى

 -  محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن محمد بن إسماعيل عن صالح بن عقبة عن عبد الله بن محمد الجعفي عن أبي جعفر و أبي عبد الله ع قالا إن فاطمة ع لما أن كان من أمرهم ما كان أخذت بتلابيب عمر فجذبته إليها ثم قالت أما و الله يا ابن الخطاب لو لا أني أكره أن يصيب البلاء من لا ذنب له لعلمت أني سأقسم على الله ثم أجده سريع الإجابة

6-  و بهذا الإسناد عن صالح بن عقبة عن يزيد بن عبد الملك عن أبي جعفر ع قال لما ولدت فاطمة ع أوحى الله إلى ملك فأنطق به لسان محمد ص فسماها فاطمة ثم قال إني فطمتك بالعلم و فطمتك من الطمث ثم قال أبو جعفر ع و الله لقد فطمها الله بالعلم و عن الطمث في الميثاق

7-  و بهذا الإسناد عن صالح بن عقبة عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر ع قال قال النبي ص لفاطمة ع يا فاطمة قومي فأخرجي تلك الصحفة فقامت فأخرجت صحفة فيها ثريد و عراق يفور فأكل النبي ص و علي و فاطمة و الحسن و الحسين ثلاثة عشر يوما ثم إن أم أيمن رأت الحسين معه شي‏ء فقالت له من أين لك هذا قال إنا لنأكله منذ أيام فأتت أم أيمن فاطمة فقالت يا فاطمة إذا كان عند أم أيمن شي‏ء فإنما هو لفاطمة و ولدها و إذا كان عند فاطمة شي‏ء فليس لأم أيمن منه شي‏ء فأخرجت لها منه فأكلت منه أم أيمن و نفدت الصحفة فقال لها النبي ص أما لو لا أنك أطعمتها لأكلت منها أنت و ذريتك إلى أن تقوم الساعة ثم قال أبو جعفر ع و الصحفة عندنا يخرج بها قائمنا ع في زمانه

8-  الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن أحمد بن محمد بن علي عن علي بن جعفر قال سمعت أبا الحسن ع يقول بينا رسول الله ص جالس إذ دخل عليه ملك له أربعة و عشرون وجها فقال له رسول الله ص حبيبي جبرئيل لم أرك في مثل هذه الصورة قال الملك لست بجبرئيل يا محمد بعثني الله عز و جل أن أزوج النور من النور قال من ممن قال فاطمة من علي قال فلما ولى الملك إذا بين كتفيه محمد رسول الله علي وصيه فقال رسول الله ص منذ كم كتب هذا بين كتفيك فقال من قبل أن يخلق الله آدمباثنين و عشرين ألف عام

9-  علي بن محمد و غيره عن سهل بن زياد عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال سألت الرضا ع عن قبر فاطمة ع فقال دفنت في بيتها فلما زادت بنو أمية في المسجد صارت في المسجد

10-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الوشاء عن الخيبري عن يونس بن ظبيان عن أبي عبد الله ع قال سمعته يقول لو لا أن الله تبارك و تعالى خلق أمير المؤمنين ع لفاطمة ما كان لها كفو على ظهر الأرض من آدم و من دونه

باب مولد الحسن بن علي صلوات الله عليهما

 ولد الحسن بن علي ع في شهر رمضان في سنة بدر سنة اثنتين بعد الهجرة و روي أنه ولد في سنة ثلاث و مضى ع في شهر صفر في آخره من سنة تسع و أربعين و مضى و هو ابن سبع و أربعين سنة و أشهر و أمه فاطمة بنت رسول الله ص

1-  محمد بن يحيى عن الحسين بن إسحاق عن علي بن مهزيار عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن عبد الله بن سنان عمن سمع أبا جعفر ع يقول لما حضرت الحسن ع الوفاة بكى فقيل له يا ابن رسول الله تبكي و مكانك من رسول الله ص الذي أنت به و قد قال فيك ما قال و قد حججت عشرين حجة ماشيا و قد قاسمت مالك ثلاث مرات حتى النعل بالنعل فقال إنما أبكي لخصلتين لهول المطلع و فراق الأحبة

2-  سعد بن عبد الله و عبد الله بن جعفر عن إبراهيم بن مهزيار عن أخيه علي بن مهزيار عن الحسن بن سعيد عن محمد بن سنان عن ابن مسكان عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال قبض الحسن بن علي ع و هو ابن سبع و أربعين سنة في عام خمسين عاش بعد رسول الله ص أربعين سنة

3-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن علي بن النعمان عن سيف بن عميرة عن أبي بكر الحضرمي قال إن جعدة بنت أشعث بن قيس الكندي سمت الحسن بن علي و سمت مولاة له فأما مولاته فقاءت السم و أما الحسن فاستمسك في بطنه ثم انتفط به فمات

4-  محمد بن يحيى و أحمد بن محمد عن محمد بن الحسن عن القاسم النهدي عن إسماعيل بن مهران عن الكناسي عن أبي عبد الله ع قال خرج الحسن بن علي ع في بعض عمره و معه رجل من ولد الزبير كان يقول بإمامته فنزلوا في منهل من تلك المناهل تحت نخل يابس قد يبس من العطش ففرش للحسن ع تحت نخلة و فرش للزبيري بحذاه تحت نخلة أخرى قال فقال الزبيري و رفع رأسه لو كان في هذا النخل رطب لأكلنا منه فقال له الحسن و إنك لتشتهي الرطب فقال الزبيري نعم قال فرفع يده إلى السماء فدعا بكلام لم أفهمه فاخضرت النخلة ثم صارت إلى حالها فأورقت و حملت رطبا فقال الجمال الذي اكتروا منه سحر و الله قال فقال الحسن ع ويلك ليس بسحر و لكن دعوة ابن نبي مستجابة قال فصعدوا إلى النخلة فصرموا ما كان فيه فكفاهم

5-  أحمد بن محمد و محمد بن يحيى عن محمد بن الحسن عن يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عن رجاله عن أبي عبد الله ع قال إن الحسن ع قال إن لله مدينتين إحداهما بالمشرق و الأخرى بالمغرب عليهما سور من حديد و على كل واحد منهما ألف ألف مصراع و فيها سبعون ألف ألف لغة يتكلم كل لغة بخلاف لغة صاحبها و أنا أعرف جميع اللغات و ما فيهما و ما بينهما و ما عليهما حجة غيري و غير الحسين أخي

 -  الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن أحمد بن محمد عن محمد بن علي بن النعمان عن صندل عن أبي أسامة عن أبي عبد الله ع قال خرج الحسن بن علي ع إلى مكة سنة ماشيا فورمت قدماه فقال له بعض مواليه لو ركبت لسكن عنك هذا الورم فقال كلا إذا أتينا هذا المنزل فإنه يستقبلك أسود و معه دهن فاشتر منه و لا تماكسه فقال له مولاه بأبي أنت و أمي ما قدمنا منزلا فيه أحد يبيع هذا الدواء فقال له بلى إنه أمامك دون المنزل فسارا ميلا فإذا هو بالأسود فقال الحسن ع لمولاه دونك الرجل فخذ منه الدهن و أعطه الثمن فقال الأسود يا غلام لمن أردت هذا الدهن فقال للحسن بن علي فقال انطلق بي إليه فانطلق فأدخله إليه فقال له بأبي أنت و أمي لم أعلم أنك تحتاج إلى هذا أ و ترى ذلك و لست آخذ له ثمنا إنما أنا مولاك و لكن ادع الله أن يرزقني ذكرا سويا يحبكم أهل البيت فإني خلفت أهلي تمخض فقال انطلق إلى منزلك فقد وهب الله لك ذكرا سويا و هو من شيعتنا

باب مولد الحسين بن علي ع

 ولد الحسين بن علي ع في سنة ثلاث و قبض ع في شهر المحرم من سنة إحدى و ستين من الهجرة و له سبع و خمسون سنة و أشهر قتله عبيد الله بن زياد لعنه الله في خلافة يزيد بن معاوية لعنه الله و هو على الكوفة و كان على الخيل التي حاربته و قتلته عمر بن سعد لعنه الله بكربلاء يوم الإثنين لعشر خلون من المحرم و أمه فاطمة بنت رسول الله ص

1-  سعد و أحمد بن محمد جميعا عن إبراهيم بن مهزيار عن أخيه علي بن مهزيار عن الحسين بن سعيد عن محمد بن سنان عن ابن مسكان عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال قبض الحسين بن علي ع يوم عاشوراء و هو ابن سبع و خمسين سنة

2-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن عبد الرحمن العرزمي عن أبي عبد الله ع قال كان بين الحسن و الحسين ع طهر و كان بينهما في الميلاد ستة أشهر و عشرا

3-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الوشاء و الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الوشاء عن أحمد بن عائذ عن أبي خديجة عن أبي عبد الله ع قال لما حملت فاطمة ع بالحسين جاء جبرئيل إلى رسول الله ص فقال إن فاطمة ع ستلد غلاما تقتله أمتك من بعدك فلما حملت فاطمة بالحسين ع كرهت حمله و حين وضعته كرهت وضعه ثم قال أبو عبد الله ع لم تر في الدنيا أم تلد غلاما تكرهه و لكنها كرهته لما علمت أنه سيقتل قال و فيه نزلت هذه الآية و وصينا الإنسان بوالديه حسنا حملته أمه كرها و وضعته كرها و حمله و فصاله ثلاثون شهرا

4-  محمد بن يحيى عن علي بن إسماعيل عن محمد بن عمرو الزيات عن رجل من أصحابنا عن أبي عبد الله ع قال إن جبرئيل ع نزل على محمد ص فقال له يا محمد إن الله يبشرك بمولود يولد من فاطمة تقتله أمتك من بعدك فقال يا جبرئيل و على ربي السلام لا حاجة لي في مولود يولد من فاطمة تقتله أمتي من بعدي فعرج ثم هبط ع فقال له مثل ذلك فقال يا جبرئيل و على ربي السلام لا حاجة لي في مولود تقتله أمتي من بعدي فعرج جبرئيل ع إلى السماء ثم هبط فقال يا محمد إن ربك يقرئك السلام و يبشرك بأنه جاعل في ذريته الإمامة و الولاية و الوصية فقال قد رضيت ثم أرسل إلى فاطمة أن الله يبشرني بمولود يولد لك تقتله أمتي من بعدي فأرسلت إليه لا حاجة لي في مولود مني تقتله أمتك من بعدك فأرسل إليها أن الله قد جعل في ذريته الإمامة و الولاية و الوصية فأرسلت إليه أني قد رضيت ف حملته أمه كرها و وضعته كرها و حمله و فصاله ثلاثون شهرا حتى إذا بلغ أشده و بلغ أربعين سنة قال رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي و على والدي و أن أعمل صالحا ترضاه و أصلح لي في ذريتي فلو لا أنه قال أصلح لي في ذريتي لكانت ذريته كلهم أئمة و لم يرضع الحسين من فاطمة ع و لا من أنثى كان يؤتى به النبي فيضع إبهامه في فيه فيمص منها ما يكفيها اليومين و الثلاث فنبت لحم الحسين ع من لحم رسول الله و دمه و لم يولد لستة أشهر إلا عيسى ابن مريم ع و الحسين بن علي ع

 و في رواية أخرى عن أبي الحسن الرضا ع أن النبي ص كان يؤتى به الحسين فيلقمه لسانه فيمصه فيجتزئ به و لم يرتضع من أنثى

5-  علي بن محمد رفعه عن أبي عبد الله ع في قول الله عز و جل فنظر نظرة في النجوم فقال إني سقيم قال حسب فرأى ما يحل بالحسين ع فقال إني سقيم لما يحل بالحسين ع

6-  أحمد بن محمد عن محمد بن الحسن عن محمد بن عيسى بن عبيد عن علي بن أسباط عن سيف بن عميرة عن محمد بن حمران قال قال أبو عبد الله ع لما كان من أمر الحسين ع ما كان ضجت الملائكة إلى الله بالبكاء و قالت يفعل هذا بالحسين صفيك و ابن نبيك قال فأقام الله لهم ظل القائم ع و قال بهذا أنتقم لهذا

7-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن عيسى عن علي بن الحكم عن سيف بن عميرة عن عبد الملك بن أعين عن أبي جعفر ع قال لما نزل النصر على الحسين بن علي حتى كان بين السماء و الأرض ثم خير النصر أو لقاء الله فاختار لقاء الله

8-  الحسين بن محمد قال حدثني أبو كريب و أبو سعيد الأشج قال حدثنا عبد الله بن إدريس عن أبيه إدريس بن عبد الله الأودي قال لما قتل الحسين ع أراد القوم أن يوطئوه الخيل فقالت فضة لزينب يا سيدتي إن سفينة كسر به في البحر فخرج إلى جزيرة فإذا هو بأسد فقال يا أبا الحارث أنا مولى رسول الله ص فهمهم بين يديه حتى وقفه على الطريق و الأسد رابض في ناحية فدعيني أمضي إليه و أعلمه ما هم صانعون غدا قال فمضت إليه فقالت يا أبا الحارث فرفع رأسه ثم قالت أ تدري ما يريدون أن يعملوا غدا بأبي عبد الله ع يريدون أن يوطئوا الخيل ظهره قال فمشى حتى وضع يديه على جسد الحسين ع فأقبلت الخيل فلما نظروا إليه قال لهم عمر بن سعد لعنه الله فتنة لا تثيروها انصرفوا فانصرفوا

9-  علي بن محمد عن سهل بن زياد عن محمد بن أحمد عن الحسن بن علي عن يونس عن مصقلة الطحان قال سمعت أبا عبد الله ع يقول لما قتل الحسين ع أقامت امرأته الكلبية عليه مأتما و بكت و بكين النساء و الخدم حتى جفت دموعهن و ذهبت فبينا هي كذلك إذا رأت جارية من جواريها تبكي و دموعها تسيل فدعتها فقالت لها ما لك أنت من بيننا تسيل دموعك قالت إني لما أصابني الجهد شربت شربة سويق قال فأمرت بالطعام و الأسوقة فأكلت و شربت و أطعمت و سقت و قالت إنما نريد بذلك أن نتقوى على البكاء على الحسين ع قال و أهدي إلى الكلبية جونا لتستعين بها على مأتم الحسين ع فلما رأت الجون قالت ما هذه قالوا هدية أهداها فلان لتستعيني على مأتم الحسين فقالت لسنا في عرس فما نصنع بها ثم أمرت بهن فأخرجن من الدار فلما أخرجن من الدار لم يحس لها حس كأنما طرن بين السماء و الأرض و لم ير لهن بها بعد خروجهن من الدار أثر

باب مولد علي بن الحسين ع

 ولد علي بن الحسين ع في سنة ثمان و ثلاثين و قبض في سنة خمس و تسعين و له سبع و خمسون سنة و أمه سلامة بنت يزدجرد بن شهريار بن شيرويه بن كسرى أبرويز و كان يزدجرد آخر ملوك الفرس

1-  الحسين بن الحسن الحسني رحمه الله و علي بن محمد بن عبد الله جميعا عن إبراهيم بن إسحاق الأحمر عن عبد الرحمن بن عبد الله الخزاعي عن نصر بن مزاحم عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر ع قال لما أقدمت بنت يزدجرد على عمر أشرف لها عذارى المدينة و أشرق المسجد بضوئها لما دخلته فلما نظر إليها عمر غطت وجهها و قالت أف بيروج بادا هرمز فقال عمر أ تشتمني هذه و هم بها فقال له أمير المؤمنين ع ليس ذلك لك خيرها رجلا من المسلمين و احسبها بفيئه فخيرها فجاءت حتى وضعت يدها على رأس الحسين ع فقال لها أمير المؤمنين ما اسمك فقالت جهان شاه فقال لها أمير المؤمنين ع بل شهربانويه ثم قال للحسين يا أبا عبد الله لتلدن لك منها خير أهل الأرض فولدت علي بن الحسين ع و كان يقال لعلي بن الحسين ع ابن الخيرتين فخيرة الله من العرب هاشم و من العجم فارس

 و روي أن أبا الأسود الدؤلي قال فيه

و إن غلاما بين كسرى و هاشم لأكرم من نيطت عليه التمائم

2-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن ابن فضال عن ابن بكير عن زرارة قال سمعت أبا جعفر ع يقول كان لعلي بن الحسين ع ناقة حج عليها اثنتين و عشرين حجة ما قرعها قرعة قط قال فجاءت بعد موته و ما شعرنا بها إلا و قد جاءني بعض خدمنا أو بعض الموالي فقال إن الناقة قد خرجت فأتت قبر علي بن الحسين فانبركت عليه فدلكت بجرانها القبر و هي ترغو فقلت أدركوها أدركوها و جيئوني بها قبل أن يعلموا بها أو يروها قال و ما كانت رأت القبر قط

3-  علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن محمد بن عيسى عن حفص بن البختري عمن ذكره عن أبي جعفر ع قال لما مات أبي علي بن الحسين ع جاءت ناقة له من الرعي حتى ضربت بجرانها على القبر و تمرغت عليه فأمرت بها فردت إلى مرعاها و إن أبي ع كان يحج عليها و يعتمر و لم يقرعها قرعة قط

  ابن بابويه

4-  الحسين بن محمد بن عامر عن أحمد بن إسحاق بن سعد عن سعدان بن مسلم عن أبي عمارة عن رجل عن أبي عبد الله ع قال لما كان في الليلة التي وعد فيها علي بن الحسين ع قال لمحمد ع يا بني ابغني وضوءا قال فقمت فجئته بوضوء قال لا أبغي هذا فإن فيه شيئا ميتا قال فخرجت فجئت بالمصباح فإذا فيه فأرة ميتة فجئته بوضوء غيره فقال يا بني هذه الليلة التي وعدتها فأوصى بناقته أن يحظر لها حظار و أن يقام لها علف فجعلت فيه قال فلم تلبث أن خرجت حتى أتت القبر فضربت بجرانها و رغت و هملت عيناها فأتي محمد بن علي فقيل له إن الناقة قد خرجت فأتاها فقال صه الآن قومي بارك الله فيك فلم تفعل فقال و إن كان ليخرج عليها إلى مكة فيعلق السوط على الرحل فما يقرعها حتى يدخل المدينة قال و كان علي بن الحسين ع يخرج في الليلة الظلماء فيحمل الجراب فيه الصرر من الدنانير و الدراهم حتى يأتي بابا بابا فيقرعه ثم ينيل من يخرج إليه فلما مات علي بن الحسين ع فقدوا ذاك فعلموا أن عليا ع كان يفعله

5-  محمد بن أحمد عن عمه عبد الله بن الصلت عن الحسن بن علي بن بنت إلياس عن أبي الحسن ع قال سمعته يقول إن علي بن الحسين ع لما حضرته الوفاة أغمي عليه ثم فتح عينيه و قرأ إذا وقعت الواقعة و إنا فتحنا لك و قال الحمد لله الذي صدقنا وعده و أورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء فنعم أجر العاملين ثم قبض من ساعته و لم يقل شيئا

6-  سعد بن عبد الله و عبد الله بن جعفر الحميري عن إبراهيم بن مهزيار عن أخيه علي بن مهزيار عن الحسين بن سعيد عن محمد بن سنان عن ابن مسكان عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال قبض علي بن الحسين ع و هو ابن سبع و خمسين سنة في عام خمس و تسعين عاش بعد الحسين خمسا و ثلاثين سنة

 باب مولد أبي جعفر محمد بن علي ع

 ولد أبو جعفر ع سنة سبع و خمسين و قبض ع سنة أربع عشرة و مائة و له سبع و خمسون سنة و دفن بالبقيع بالمدينة في القبر الذي دفن فيه أبوه علي بن الحسين ع و كانت أمه أم عبد الله بنت الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام و على ذريتهم الهادية

1-  محمد بن يحيى عن محمد بن أحمد عن عبد الله بن أحمد عن صالح بن مزيد عن عبد الله بن المغيرة عن أبي الصباح عن أبي جعفر ع قال كانت أمي قاعدة عند جدار فتصدع الجدار و سمعنا هدة شديدة فقالت بيدها لا و حق المصطفى ما أذن الله لك في السقوط فبقي معلقا في الجو حتى جازته فتصدق أبي عنها بمائة دينار قال أبو الصباح و ذكر أبو عبد الله ع جدته أم أبيه يوما فقال كانت صديقة لم تدرك في آل الحسن امرأة مثلها

 محمد بن الحسن عن عبد الله بن أحمد مثله

2-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن محمد بن سنان عن أبان بن تغلب عن أبي عبد الله ع قال إن جابر بن عبد الله الأنصاري كان آخر من بقي من أصحاب رسول الله و كان رجلا منقطعا إلينا أهل البيت و كان يقعد في مسجد رسول الله ص و هو معتجر بعمامة سوداء و كان ينادي يا باقر العلم يا باقر العلم فكان أهل المدينة يقولون جابر يهجر فكان يقول لا و الله ما أهجر و لكني سمعت رسول الله ص يقول إنك ستدرك رجلا مني اسمه اسمي و شمائله شمائلي يبقر العلم بقرا فذاك الذي دعاني إلى ما أقول قال فبينا جابر يتردد ذات يوم في بعض طرق المدينة إذ مر بطريق في ذاك الطريق كتاب فيه محمد بن علي فلما نظر إليه قال يا غلام أقبل فأقبل ثم قال له أدبر فأدبر ثم قال شمائل رسول الله ص و الذي نفسي بيده يا غلام ما اسمك قال اسمي محمد بن علي بن الحسين فأقبل عليه يقبل رأسه و يقول بأبي أنت و أمي أبوك رسول الله ص يقرئك السلام و يقول ذلك قال فرجع محمد بن علي بن الحسين إلى أبيه و هو ذعر فأخبره الخبر فقال له يا بني و قد فعلها جابر قال نعم قال الزم بيتك يا بني فكان جابر يأتيه طرفي النهار و كان أهل المدينة يقولون وا عجباه لجابر يأتي هذا الغلام طرفي النهار و هو آخر من بقي من أصحاب رسول الله ص فلم يلبث أن مضى علي بن الحسين ع فكان محمد بن علي يأتيه على وجه الكرامة لصحبته لرسول الله ص قال فجلس ع يحدثهم عن الله تبارك و تعالى فقال أهل المدينة ما رأينا أحدا أجرأ من هذا فلما رأى ما يقولون حدثهم عن رسول الله ص فقال أهل المدينة ما رأينا أحدا قط أكذب من هذا يحدثنا عمن لم يره فلما رأى ما يقولون حدثهم عن جابر بن عبد الله قال فصدقوه و كان جابر بن عبد الله يأتيه فيتعلم منه

3-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن مثنى الحناط عن أبي بصير قال دخلت على أبي جعفر ع فقلت له أنتم ورثة رسول الله ص قال نعم قلت رسول الله ص وارث الأنبياء علم كل ما علموا قال لي نعم قلت فأنتم تقدرون على أن تحيوا الموتى و تبرءوا الأكمه و الأبرص قال نعم بإذن الله ثم قال لي ادن مني يا أبا محمد فدنوت منه فمسح على وجهي و على عيني فأبصرت الشمس و السماء و الأرض و البيوت و كل شي‏ء في البلد ثم قال لي أ تحب أن تكون هكذا و لك ما للناس و عليك ما عليهم يوم القيامة أو تعود كما كنت و لك الجنة خالصا قلت أعود كما كنت فمسح على عيني فعدت كما كنت قال فحدثت ابن أبي عمير بهذا فقال أشهد أن هذا حق كما أن النهار حق

4-  محمد بن يحيى عن محمد بن أحمد عن محمد بن الحسين عن محمد بن علي عن عاصم بن حميد عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر ع قال كنت عنده يوما إذ وقع زوج ورشان على الحائط و هدلا هديلهما فرد أبو جعفر ع عليهما كلامهما ساعة ثم نهضا فلما طارا على الحائط هدل الذكر على الأنثى ساعة ثم نهضا فقلت جعلت فداك ما هذا الطير قال يا ابن مسلم كل شي‏ء خلقه الله من طير أو بهيمة أو شي‏ء فيه روح فهو أسمع لنا و أطوع من ابن آدم إن هذا الورشان ظن بامرأته فحلفت له ما فعلت فقالت ترضى بمحمد بن علي فرضيا بي فأخبرته أنه لها ظالم فصدقها

5-  الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن علي بن أسباط عن صالح بن حمزة عن أبيه عن أبي بكر الحضرمي قال لما حمل أبو جعفر ع إلى الشام إلى هشام بن عبد الملك و صار ببابه قال لأصحابه و من كان بحضرته من بني أمية إذا رأيتموني قد وبخت محمد بن علي ثم رأيتموني قد سكت فليقبل عليه كل رجل منكم فليوبخه ثم أمر أن يؤذن له فلما دخل عليه أبو جعفر ع قال بيده السلام عليكم فعمهم جميعا بالسلام ثم جلس فازداد هشام عليه حنقا بتركه السلام عليه بالخلافة و جلوسه بغير إذن فأقبليوبخه و يقول فيما يقول له يا محمد بن علي لا يزال الرجل منكم قد شق عصا المسلمين و دعا إلى نفسه و زعم أنه الإمام سفها و قلة علم و وبخه بما أراد أن يوبخه فلما سكت أقبل عليه القوم رجل بعد رجل يوبخه حتى انقضى آخرهم فلما سكت القوم نهض ع قائما ثم قال أيها الناس أين تذهبون و أين يراد بكم بنا هدى الله أولكم و بنا يختم آخركم فإن يكن لكم ملك معجل فإن لنا ملكا مؤجلا و ليس بعد ملكنا ملك لأنا أهل العاقبة يقول الله عز و جل و العاقبة للمتقين فأمر به إلى الحبس فلما صار إلى الحبس تكلم فلم يبق في الحبس رجل إلا ترشفه و حن إليه فجاء صاحب الحبس إلى هشام فقال يا أمير المؤمنين إني خائف عليك من أهل الشام أن يحولوا بينك و بين مجلسك هذا ثم أخبره بخبره فأمر به فحمل على البريد هو و أصحابه ليردوا إلى المدينة و أمر أن لا يخرج لهم الأسواق و حال بينهم و بين الطعام و الشراب فساروا ثلاثا لا يجدون طعاما و لا شرابا حتى انتهوا إلى مدين فأغلق باب المدينة دونهم فشكا أصحابه الجوع و العطش قال فصعد جبلا ليشرف عليهم فقال بأعلى صوته يا أهل المدينة الظالم أهلها أنا بقية الله يقول الله بقيت الله خير لكم إن كنتم مؤمنين و ما أنا عليكم بحفيظ قال و كان فيهم شيخ كبير فأتاهم فقال لهم يا قوم هذه و الله دعوة شعيب النبي و الله لئن لم تخرجوا إلى هذا الرجل بالأسواق لتؤخذن من فوقكم و من تحت أرجلكم فصدقوني في هذه المرة و أطيعوني و كذبوني فيما تستأنفون فإني لكم ناصح قال فبادروا فأخرجوا إلى محمد بن علي و أصحابه بالأسواق فبلغ هشام بن عبد الملك خبر الشيخ فبعث إليه فحمله فلم يدر ما صنع به

6-  سعد بن عبد الله و الحميري جميعا عن إبراهيم بن مهزيار عن أخيه علي بن مهزيار عن الحسين بن سعيد عن محمد بن سنان عن ابن مسكان عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال قبض محمد بن علي الباقر و هو ابن سبع و خمسين سنة في عام أربع عشرة و مائة عاش بعد علي بن الحسين ع تسع عشرة سنة و شهرين

باب مولد أبي عبد الله جعفر بن محمد ع

 ولد أبو عبد الله ع سنة ثلاث و ثمانين و مضى في شوال من سنة ثمان و أربعين و مائة و له خمس و ستون سنة و دفن بالبقيع في القبر الذي دفن فيه أبوه و جده و الحسن بن علي ع و أمه أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر و أمها أسماء بنت عبد الرحمن بن أبي بكر

1-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن عبد الله بن أحمد عن إبراهيم بن الحسن قال حدثني وهب بن حفص عن إسحاق بن جرير قال قال أبو عبد الله ع كان سعيد بن المسيب و القاسم بن محمد بن أبي بكر و أبو خالد الكابلي من ثقات علي بن الحسين ع قال و كانت أمي ممن آمنت و اتقت و أحسنت و الله يحب المحسنين قال و قالت أمي قال أبي يا أم فروة إني لأدعو الله لمذنبي شيعتنا في اليوم و الليلة ألف مرة لأنا نحن فيما ينوبنا من الرزايا نصبر على ما نعلم من الثواب و هم يصبرون على ما لا يعلمون

 -  بعض أصحابنا عن ابن جمهور عن أبيه عن سليمان بن سماعة عن عبد الله بن القاسم عن المفضل بن عمر قال وجه أبو جعفر المنصور إلى الحسن بن زيد و هو واليه على الحرمين أن أحرق على جعفر بن محمد داره فألقى النار في دار أبي عبد الله فأخذت النار في الباب و الدهليز فخرج أبو عبد الله ع يتخطى النار و يمشي فيها و يقول أنا ابن أعراق الثرى أنا ابن إبراهيم خليل الله ع

3-  الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن البرقي عن أبيه عمن ذكره عن رفيد مولى يزيد بن عمرو بن هبيرة قال سخط علي ابن هبيرة و حلف علي ليقتلني فهربت منه و عذت بأبي عبد الله ع فأعلمته خبري فقال لي انصرف و أقرئه مني السلام و قل له إني قد آجرت عليك مولاك رفيدا فلا تهجه بسوء فقلت له جعلت فداك شامي خبيث الرأي فقال اذهب إليه كما أقول لك فأقبلت فلما كنت في بعض البوادي استقبلني أعرابي فقال أين تذهب إني أرى وجه مقتول ثم قال لي أخرج يدك ففعلت فقال يد مقتول ثم قال لي أبرز رجلك فأبرزت رجلي فقال رجل مقتول ثم قال لي أبرز جسدك ففعلت فقال جسد مقتول ثم قال لي أخرج لسانك ففعلت فقال لي امض فلا بأس عليك فإن في لسانك رسالة لو أتيت بها الجبال الرواسي لانقادت لك قال فجئت حتى وقفت على باب ابن هبيرة فاستأذنت فلما دخلت عليه قال أتتك بحائن رجلاه يا غلام النطع و السيف ثم أمر بي فكتفت و شد رأسي و قام علي السياف ليضرب عنقي فقلت أيها الأمير لم تظفر بي عنوة و إنما جئتك من ذات نفسي و هاهنا أمر أذكره لك ثم أنت و شأنك فقال قل فقلت أخلني فأمر من حضر فخرجوا فقلت له جعفر بن محمد يقرئك السلام و يقول لك قد آجرت عليك مولاك رفيدا فلا تهجه بسوء فقال و الله لقد قال لك جعفر بن محمد هذه المقالة و أقرأني السلام فحلفت له فردها علي ثلاثا ثم حل أكتافي ثم قال لا يقنعني منك حتى تفعل بي ما فعلت بك قلت ما تنطلق يدي بذاك و لا تطيب به نفسي فقال و الله ما يقنعني إلا ذاك ففعلت به كما فعل بي و أطلقته فناولني خاتمه و قال أموري في يدك فدبر فيها ما شئت

 -  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن عمر بن عبد العزيز عن الخيبري عن يونس بن ظبيان و مفضل بن عمر و أبي سلمة السراج و الحسين بن ثوير بن أبي فاختة قالوا كنا عند أبي عبد الله ع فقال عندنا خزائن الأرض و مفاتيحها و لو شئت أن أقول بإحدى رجلي أخرجي ما فيك من الذهب لأخرجت قال ثم قال بإحدى رجليه فخطها في الأرض خطا فانفرجت الأرض ثم قال بيده فأخرج سبيكة ذهب قدر شبر ثم قال انظروا حسنا فنظرنا فإذا سبائك كثيرة بعضها على بعض يتلألأ فقال له بعضنا جعلت فداك أعطيتم ما أعطيتم و شيعتكم محتاجون قال فقال إن الله سيجمع لنا و لشيعتنا الدنيا و الآخرة و يدخلهم جنات النعيم و يدخل عدونا الجحيم

5-  الحسين بن محمد عن المعلى بن محمد عن بعض أصحابه عن أبي بصير قال كان لي جار يتبع السلطان فأصاب مالا فأعد قيانا و كان يجمع الجميع إليه و يشرب المسكر و يؤذيني فشكوته إلى نفسه غير مرة فلم ينته فلما أن ألححت عليه فقال لي يا هذا أنا رجل مبتلى و أنت رجل معافى فلو عرضتني لصاحبك رجوت أن ينقذني الله بك فوقع ذلك له في قلبي فلما صرت إلى أبي عبد الله ع ذكرت له حاله فقال لي إذا رجعت إلى الكوفة سيأتيك فقل له يقول لك جعفر بن محمد دع ما أنت عليه و أضمن لك على الله الجنة فلما رجعت إلى الكوفة أتاني فيمن أتى فاحتبسته عندي حتى خلا منزلي ثم قلت له يا هذا إني ذكرتك لأبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق ع فقال لي إذا رجعت إلى الكوفة سيأتيك فقل له يقول لك جعفر بن محمد دع ما أنت عليه و أضمن لك على الله الجنة قال فبكى ثم قال لي الله لقد قال لك أبو عبد الله هذا قال فحلفت له أنه قد قال لي ما قلت فقال لي حسبك و مضى فلما كان بعد أيام بعث إلي فدعاني و إذا هو خلف داره عريان فقال لي يا أبا بصير لا و الله ما بقي في منزلي شي‏ء إلا و قد أخرجته و أنا كما ترى قال فمضيت إلى إخواننا فجمعت له ما كسوته به ثم لم تأت عليه أيام يسيرة حتى بعث إلي أني عليل فأتني فجعلت أختلف إليه و أعالجه حتى نزل به الموت فكنت عنده جالسا و هو يجود بنفسه فغشي عليه غشية ثم أفاق فقال لي يا أبا بصير قد وفى صاحبك لنا ثم قبض رحمة الله عليه فلما حججت أتيت أبا عبد الله ع فاستأذنت عليه فلما دخلت قال لي ابتداء من داخل البيت و إحدى رجلي في الصحن و الأخرى في دهليز داره يا أبا بصير قد وفينا لصاحبك

6-  أبو علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان بن يحيى عن جعفر بن محمد بن الأشعث قال قال لي أ تدري ما كان سبب دخولنا في هذا الأمر و معرفتنا به و ما كان عندنا منه ذكر و لا معرفة شي‏ء مما عند الناس قال قلت له ما ذاك قال إن أبا جعفر يعني أبا الدوانيق قال لأبي محمد بن الأشعث يا محمد ابغ لي رجلا له عقل يؤدي عني فقال له أبي قد أصبته لك هذا فلان بن مهاجر خالي قال فأتني به قال فأتيته بخالي فقال له أبو جعفر يا ابن مهاجر خذ هذا المال و أت المدينة و أت عبد الله بن الحسن بن الحسن و عدة من أهل بيته فيهم جعفر بن محمد فقل لهم إني رجل غريب من أهل خراسان و بها شيعة من شيعتكم وجهوا إليكم بهذا المال و ادفع إلى كل واحد منهم على شرط كذا و كذا فإذا قبضوا المال فقل إني رسول و أحب أن يكون معي خطوطكم بقبضكم ما قبضتم فأخذ المال و أتى المدينة فرجع إلى أبي الدوانيق و محمد بن الأشعث عنده فقال له أبو الدوانيق ما وراءك قال أتيت القوم و هذه خطوطهم بقبضهم المال خلا جعفر بن محمد فإني أتيته و هو يصلي في مسجد الرسول ص فجلست خلفه و قلت حتى ينصرف فأذكر له ما ذكرت لأصحابه فعجل و انصرف ثم التفت إلي فقال يا هذا اتق الله و لا تغر أهل بيت محمد فإنهم قريبو العهد بدولة بني مروان و كلهم محتاج فقلت و ما ذاك أصلحك الله قال فأدنى رأسه مني و أخبرني بجميع ما جرى بيني و بينك حتى كأنه كان ثالثنا قال فقال له أبو جعفر يا ابن مهاجر اعلم أنه ليس من أهل بيت نبوة إلا و فيه محدث و إن جعفر بن محمد محدثنا اليوم و كانت هذه الدلالة سبب قولنا بهذه المقالة

7-  سعد بن عبد الله و عبد الله بن جعفر جميعا عن إبراهيم بن مهزيار عن أخيه علي بن مهزيار عن الحسين بن سعيد عن محمد بن سنان عن ابن مسكان عن أبي بصير قال قبض أبو عبد الله جعفر بن محمد ع و هو ابن خمس و ستين سنة في عام ثمان و أربعين و مائة و عاش بعد أبي جعفر ع أربعا و ثلاثين سنة

8-  سعد بن عبد الله عن أبي جعفر محمد بن عمر بن سعيد عن يونس بن يعقوب عن أبي الحسن الأول ع قال سمعته يقول أنا كفنت أبي في ثوبين شطويين كان يحرم فيهما و في قميص من قمصه و في عمامة كانت لعلي بن الحسين ع و في برد اشتراه بأربعين دينارا

باب مولد أبي الحسن موسى بن جعفر ع

 ولد أبو الحسن موسى ع بالأبواء سنة ثمان و عشرين و مائة و قال بعضهم تسع و عشرين و مائة و قبض ع لست خلون من رجب من سنة ثلاث و ثمانين و مائة و هو ابن أربع أو خمس و خمسين سنة و قبض ع ببغداد في حبس السندي بن شاهك و كان هارون حمله من المدينة لعشر ليال بقين من شوال سنة تسع و سبعين و مائة و قد قدم هارون المدينة منصرفه من عمرة شهر رمضان ثم شخص هارون إلى الحج و حمله معه ثم انصرف على طريق البصرة فحبسه عند عيسى بن جعفر ثم أشخصه إلى بغداد فحبسه عند السندي بن شاهك فتوفي ع في حبسه و دفن ببغداد في مقبرة قريش و أمه أم ولد يقال لها حميدة

1-  الحسين بن محمد الأشعري عن معلى بن محمد عن علي بن السندي القمي قال حدثنا عيسى بن عبد الرحمن عن أبيه قال دخل ابن عكاشة بن محصن الأسدي على أبي جعفر و كان أبو عبد الله ع قائما عنده فقدم إليه عنبا فقال حبة حبة يأكله الشيخ الكبير و الصبي الصغير و ثلاثة و أربعة يأكله من يظن أنه لا يشبع و كله حبتين حبتين فإنه يستحب فقال لأبي جعفر ع لأي شي‏ء لا تزوج أبا عبد الله فقد أدرك التزويج قال و بين يديه صرة مختومة فقال أما إنه سيجي‏ء نخاس من أهل بربر فينزل دار ميمون فنشتري له بهذه الصرة جارية قال فأتى لذلك ما أتى فدخلنا يوما على أبي جعفر ع فقال أ لا أخبركم عن النخاس الذي ذكرته لكم قد قدم فاذهبوا فاشتروا بهذه الصرة منه جارية قال فأتينا النخاس فقال قد بعت ما كان عندي إلا جاريتين مريضتين إحداهما أمثل من الأخرى قلنا فأخرجهما حتى ننظر إليهما فأخرجهما فقلنا بكم تبيعنا هذه المتماثلة قال بسبعين دينارا قلنا أحسن قال لا أنقص من سبعين دينارا قلنا له نشتريها منك بهذه الصرة ما بلغت و لا ندري ما فيها و كان عنده رجل أبيض الرأس و اللحية قال فكوا و زنوا فقال النخاس لا تفكوا فإنها إن نقصت حبة من سبعين دينارا لم أبايعكم فقال الشيخ ادنوا فدنونا و فككنا الخاتم و وزنا الدنانير فإذا هي سبعون دينارا لا تزيد و لا تنقص فأخذنا الجارية فأدخلناها على أبي جعفر ع و جعفر قائم عنده فأخبرنا أبا جعفر بما كان فحمد الله و أثنى عليه ثم قال لها ما اسمك قالت حميدة فقال حميدة في الدنيا محمودة في الآخرة أخبريني عنك أ بكر أنت أم ثيب قالت بكر قال و كيف و لا يقع في أيدي النخاسين شي‏ء إلا أفسدوه فقالت قد كان يجيئني فيقعد مني مقعد الرجل من المرأة فيسلط الله عليه رجلا أبيض الرأس و اللحية فلا يزال يلطمه حتى يقوم عني ففعل بي مرارا و فعل الشيخ به مرارا فقال يا جعفر خذها إليك فولدت خير أهل الأرض موسى بن جعفر ع

2-  محمد بن يحيى عن محمد بن أحمد عن عبد الله بن أحمد عن علي بن الحسين عن ابن سنان عن سابق بن الوليد عن المعلى بن خنيس أن أبا عبد الله ع قال حميدة مصفاة من الأدناس كسبيكة الذهب ما زالت الأملاك تحرسها حتى أديت إلي كرامة من الله لي و الحجة من بعدي

3-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد و علي بن إبراهيم عن أبيه جميعا عن أبي قتادة القمي عن أبي خالد الزبالي قال لما أقدم بأبي الحسن موسى ع على المهدي القدمة الأولى نزل زبالة فكنت أحدثه فرآني مغموما فقال لي يا أبا خالد ما لي أراك مغموما فقلت و كيف لا أغتم و أنت تحمل إلى هذه الطاغية و لا أدري ما يحدث فيك فقال ليس علي بأس إذا كان شهر كذا و كذا و يوم كذا فوافني في أول الميل فما كان لي هم إلا إحصاء الشهور و الأيام حتى كان ذلك اليوم فوافيت الميل فما زلت عنده حتى كادت الشمس أن تغيب و وسوس الشيطان في صدري و تخوفت أن أشك فيما قال فبينا أنا كذلك إذا نظرت إلى سواد قد أقبل من ناحية العراق فاستقبلتهم فإذا أبو الحسن ع أمام القطار على بغلة فقال إيه يا أبا خالد قلت لبيك يا ابن رسول الله فقال لا تشكن ود الشيطان أنك شككت فقلت الحمد لله الذي خلصك منهم فقال إن لي إليهم عودة لا أتخلص منهم

4-  أحمد بن مهران و علي بن إبراهيم جميعا عن محمد بن علي عن الحسن بن راشد عن يعقوب بن جعفر بن إبراهيم قال كنت عند أبي الحسن موسى ع إذ أتاه رجل نصراني و نحن معه بالعريض فقال له النصراني أتيتك من بلد بعيد و سفر شاق و سألت ربي منذ ثلاثين سنة أن يرشدني إلى خير الأديان و إلى خير العباد و أعلمهم و أتاني آت في النوم فوصف لي رجلا بعليا دمشق فانطلقت حتى أتيته فكلمته فقال أنا أعلم أهل ديني و غيري أعلم مني فقلت أرشدني إلى من هو أعلم منك فإني لا أستعظم السفر و لا تبعد علي الشقة و لقد قرأت الإنجيل كلها و مزامير داود و قرأت أربعة أسفار من التوراة و قرأت ظاهر القرآن حتى استوعبته كله فقال لي العالم إن كنت تريد علم النصرانية فأنا أعلم العرب و العجم بها و إن كنت تريد علم اليهود فباطي بن شرحبيل السامري أعلم الناس بها اليوم و إن كنت تريد علم الإسلام و علم التوراة و علم الإنجيل و علم الزبور و كتاب هود و كل ما أنزل على نبي من الأنبياء في دهرك و دهر غيرك و ما أنزل من السماء من خبر فعلمه أحد أو لم يعلم به أحد فيه تبيان كل شي‏ء و شفاء للعالمين و روح لمن استروح إليه و بصيرة لمن أراد الله به خيرا و أنس إلى الحق فأرشدك إليه فأته و لو مشيا على رجليك فإن لم تقدر فحبوا على ركبتيك فإن لم تقدر فزحفا على استك فإن لم تقدر فعلى وجهك فقلت لا بل أنا أقدر على المسير في البدن و المال قال فانطلق من فورك حتى تأتي يثرب فقلت لا أعرف يثرب قال فانطلق حتى تأتي مدينة النبي ص الذي بعث في العرب و هو النبي العربي الهاشمي فإذا دخلتها فسل عن بني غنم بن مالك بن النجار و هو عند باب مسجدها و أظهر بزة النصرانية و حليتها فإن واليها يتشدد عليهم و الخليفة أشد ثم تسأل عن بني عمرو بن مبذول و هو ببقيع الزبير ثم تسأل عن موسى بن جعفر و أين منزله و أين هو مسافر أم حاضر فإن كان مسافرا فالحقه فإن سفره أقرب مما ضربت إليه

 ثم أعلمه أن مطران عليا الغوطة غوطة دمشق هو الذي أرشدني إليك و هو يقرئك السلام كثيرا و يقول لك إني لأكثر مناجاة ربي أن يجعل إسلامي على يديك فقص هذه القصة و هو قائم معتمد على عصاه ثم قال إن أذنت لي يا سيدي كفرت لك و جلست فقال آذن لك أن تجلس و لا آذن لك أن تكفر فجلس ثم ألقى عنه برنسه ثم قال جعلت فداك تأذن لي في الكلام قال نعم ما جئت إلا له فقال له النصراني اردد على صاحبي السلام أ و ما ترد السلام فقال أبو الحسن ع على صاحبك إن هداه الله فأما التسليمفذاك إذا صار في ديننا فقال النصراني إني أسألك أصلحك الله قال سل قال أخبرني عن كتاب الله تعالى الذي أنزل على محمد و نطق به ثم وصفه بما وصفه به فقال حم. و الكتاب المبين. إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين. فيها يفرق كل أمر حكيم ما تفسيرها في الباطن فقال أما حم فهو محمد ص و هو في كتاب هود الذي أنزل عليه و هو منقوص الحروف و أما الكتاب المبين فهو أمير المؤمنين علي ع و أما الليلة ففاطمة ع و أما قوله فيها يفرق كل أمر حكيم يقول يخرج منها خير كثير فرجل حكيم و رجل حكيمو رجل حكيم فقال الرجل صف لي الأول و الآخر من هؤلاء الرجال فقال إن الصفات تشتبه و لكن الثالث من القوم أصف لك ما يخرج من نسله و إنه عندكم لفي الكتب التي نزلت عليكم إن لم تغيروا و تحرفوا و تكفروا و قديما ما فعلتم قال له النصراني إني لا أستر عنك ما علمت و لا أكذبك و أنت تعلم ما أقول في صدق ما أقول و كذبه و الله لقد أعطاك الله من فضله و قسم عليك من نعمه ما لا يخطره الخاطرون و لا يستره الساترون و لا يكذب فيه من كذب فقولي لك في ذلك الحق كما ذكرت فهو كما ذكرت فقال له أبو إبراهيم ع أعجلك أيضا خبرا لا يعرفه إلا قليل ممن قرأ الكتب أخبرني ما اسم أم مريم و أي يوم نفخت فيه مريم و لكم من ساعة من النهار و أي يوم وضعت مريم فيه عيسى ع و لكم من ساعة من النهار فقال النصراني لا أدري فقال أبو إبراهيم ع أما أم مريم فاسمها مرثا و هي وهيبة بالعربية و أما

 اليوم الذي حملت فيه مريم فهو يوم الجمعة للزوال و هو اليوم الذي هبط فيه الروح الأمين و ليس للمسلمين عيد كان أولى منه عظمه الله تبارك و تعالى و عظمه محمد ص فأمر أن يجعله عيدا فهو يوم الجمعة و أما اليوم الذي ولدت فيه مريم فهو يوم الثلاثاء لأربع ساعات و نصف من النهار و النهر الذي ولدت عليه مريم عيسى ع هل تعرفه قال لا قال هو الفرات و عليه شجر النخل و الكرم و ليس يساوى بالفرات شي‏ء للكروم و النخيل فأما اليوم الذي حجبت فيه لسانها و نادى قيدوس ولده و أشياعه فأعانوه و أخرجوا آل عمران لينظروا إلى مريم فقالوا لها ما قص الله عليك في كتابه و علينا في كتابه فهل فهمته قال نعم و قرأته اليوم الأحدث قال إذن لا تقوم من مجلسك حتى يهديك الله قال النصراني ما كان اسم أمي بالسريانية و بالعربية فقال كان اسم أمك بالسريانية عنقالية و عنقورة كان اسم جدتك لأبيك و أما اسم أمك بالعربية فهو مية و أما اسم أبيك فعبد المسيح و هو عبد الله بالعربية و ليس للمسيح عبد قال صدقت و بررت فما كان اسم جدي قال كان اسم جدك جبرئيل و هو عبد الرحمن سميته في مجلسي هذا قال أما إنه كان مسلما قال أبو إبراهيم ع نعم و قتل شهيدا دخلت عليه أجناد فقتلوه في منزله غيلة و الأجناد من أهل الشام قال فما كان اسمي قبل كنيتي قال كان اسمك عبد الصليب قال فما تسميني قال أسميك عبد الله قال فإني آمنت بالله العظيم و شهدت أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له فردا صمدا ليس كما تصفه النصارى و ليس كما تصفه اليهود و لا جنس من أجناس الشرك و أشهد أن محمدا عبده و رسوله أرسله بالحق فأبان به لأهله و عمي المبطلون و أنه كان رسول الله إلى الناس كافة إلى الأحمر و الأسود كل فيه مشترك فأبصر من أبصر و اهتدى من اهتدى و عمي المبطلون و ضل عنهم ما كانوا يدعون و أشهد أن وليه نطق بحكمته و أن من كان قبله من الأنبياء نطقوا بالحكمة البالغة و توازروا على الطاعة لله و فارقوا الباطل و أهله و الرجس و أهله و هجروا سبيل الضلالة و نصرهم الله بالطاعة له و عصمهم من المعصية فهم لله أولياء و للدين أنصار يحثون على الخير و يأمرون به آمنت بالصغير منهم و الكبير و من ذكرت منهم و من لم أذكر و آمنت بالله تبارك و تعالى رب العالمين ثم قطع زناره و قطع صليبا كان في عنقه من ذهب ثم قال مرني حتى أضع صدقتي حيث تأمرني فقال هاهنا أخ لك كان على مثل دينك و هو رجل من قومك من قيس بن ثعلبة و هو في نعمة كنعمتك فتواسيا و تجاورا و لست أدع أن أورد عليكما حقكما في الإسلام فقال و الله أصلحك الله إني لغني و لقد تركت ثلاثمائة طروق بين فرس و فرسة و تركت ألف بعير فحقك فيها أوفر من حقي فقال له أنت مولى الله و رسوله و أنت في حد نسبك على حالك فحسن إسلامه و تزوج امرأة من بني فهر و أصدقها أبو إبراهيم ع خمسين دينارا من صدقة علي بن أبي طالب ع و أخدمه و بوأه و أقام حتى أخرج أبو إبراهيم ع فمات بعد مخرجه بثمان و عشرين ليلة

5-  علي بن إبراهيم و أحمد بن مهران جميعا عن محمد بن علي عن الحسن بن راشد عن يعقوب بن جعفر قال كنت عند أبي إبراهيم ع و أتاه رجل من أهل نجران اليمن من الرهبان و معه راهبة فاستأذن لهما الفضل بن سوار فقال له إذا كان غدا فأت بهما عند بئر أم خير قال فوافينا من الغد فوجدنا القوم قد وافوا فأمر بخصفة بواري ثم جلس و جلسوا فبدأت الراهبة بالمسائل فسألت عن مسائل كثيرة كل ذلك يجيبها و سألها أبو إبراهيم ع عن أشياء لم يكن عندها فيه شي‏ء ثم أسلمت ثم أقبل الراهب يسأله فكان يجيبه في كل ما يسأله فقال الراهب قد كنت قويا على ديني و ما خلفت أحدا من النصارى في الأرض يبلغ مبلغي في العلم و لقد سمعت برجل في الهند إذا شاء حج إلى بيت المقدس في يوم و ليلة ثم يرجع إلى منزله بأرض الهند فسألت عنه بأي أرض هو فقيل لي إنه بسبذان و سألت الذي أخبرني فقال هو علم الاسم الذي ظفر به آصف صاحب سليمان لما أتى بعرش سبإ و هو الذي ذكره الله لكم في كتابكم و لنا معشر الأديان في كتبنا فقال له أبو إبراهيم ع فكم لله من اسم لا يرد فقال الراهب الأسماء كثيرة فأما المحتوم منها الذي لا يرد سائله فسبعة فقال له أبو الحسن ع فأخبرني عما تحفظ منها قال الراهب لا و الله الذي أنزل التوراة على موسى و جعل عيسى عبرة للعالمين و فتنة لشكر أولي الألباب و جعل محمدا بركة و رحمة و جعل عليا ع عبرة و بصيرة و جعل الأوصياء من نسله و نسل محمد ما أدري و لو دريت ما احتجت فيه إلى كلامك و لا جئتك و لا سألتك فقال له أبو إبراهيم ع عد إلى حديث الهندي فقال له الراهب سمعت بهذه الأسماء و لا أدري ما بطانتها و لا شرائحها و لا أدري ما هي و لا كيف هي و لا بدعائها فانطلقت حتى قدمت سبذان الهند فسألت عن الرجل فقيل لي إنه بنى ديرا في جبل فصار لا يخرج و لا يرى إلا في كل سنة مرتين و زعمت الهند أن الله فجر له عينا في ديره و زعمت الهند أنه يزرع له من غير زرع يلقيه و يحرث له من غير حرث يعمله فانتهيت إلى بابه فأقمت ثلاثا لا أدق الباب و لا أعالج الباب فلما كان اليوم الرابع فتح الله الباب و جاءت بقرة عليها حطب تجر ضرعها يكاد يخرج ما في ضرعها من اللبن فدفعت الباب فانفتح فتبعتها و دخلت فوجدت الرجل قائما ينظر إلى السماء فيبكي و ينظر إلى الأرض فيبكي و ينظر إلى الجبال فيبكي فقلت سبحان الله ما أقل ضربك في دهرنا هذا فقال لي و الله ما أنا إلا حسنة من حسنات رجل خلفته وراء ظهرك فقلت له أخبرت أن عندك اسما من أسماء الله تبلغ به في كل يوم و ليلة بيت المقدس و ترجع إلى بيتك فقال لي و هل تعرف بيت المقدس قلت لا أعرف إلا بيت المقدس الذي بالشام قال ليس بيت المقدس و لكنه البيت المقدس و هو بيت آل محمد ص فقلت له أما ما سمعت به إلى يومي هذا فهو بيت المقدس فقال لي تلك محاريب الأنبياء و إنما كان يقال لها حظيرة المحاريب حتى جاءت الفترة التي كانت بين محمد و عيسى ص و قرب البلاء من أهل الشرك و حلت النقمات في دور الشياطين فحولوا و بدلوا و نقلوا تلك الأسماء و هو قول الله تبارك و تعالى البطن لآل محمد و الظهر مثل إن هي إلا أسماء سميتموها أنتم و آباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان فقلت له إني قد ضربت إليك من بلد بعيد تعرضت إليك بحارا و غموما و هموما و خوفا و أصبحت و أمسيت مؤيسا ألا أكون ظفرت بحاجتي فقال لي ما أرى أمك حملت بك إلا و قد حضرها ملك كريم و لا أعلم أن أباك حين أراد الوقوع بأمك إلا و قد اغتسل و جاءها على طهر و لا أزعم إلا أنه قد كان درس السفر الرابع من سهره ذلك فختم له بخير ارجع من حيث جئت فانطلق حتى تنزل

 مدينة محمد ص التي يقال لها طيبة و قد كان اسمها في الجاهلية يثرب ثم اعمد إلى موضع منها يقال له البقيع ثم سل عن دار يقال لها دار مروان فانزلها و أقم ثلاثا ثم سل عن الشيخ الأسود الذي يكون على بابها يعمل البواري و هي في بلادهم اسمها الخصف فالطف بالشيخ و قل له بعثني إليك نزيلك الذي كان ينزل في الزاوية في البيت الذي فيه الخشيبات الأربع ثم سله عن فلان بن فلان الفلاني و سله أين ناديه و سله أي ساعة يمر فيها فليريكاه أو يصفه لك فتعرفه بالصفة و سأصفه لك قلت فإذا لقيته فأصنع ما ذا قال سله عما كان و عما هو كائن و سله عن معالم دين من مضى و من بقي فقال له أبو إبراهيم ع قد نصحك صاحبك الذي لقيت فقال الراهب ما اسمه جعلت فداك قال هو متمم بن فيروز و هو من أبناء الفرس و هو ممن آمن بالله وحده لا شريك له و عبده بالإخلاص و الإيقان و فر من قومه لما خافهم فوهب له ربه حكما و هداه لسبيل الرشاد و جعله من المتقين و عرف بينه و بين عباده المخلصين و ما من سنة إلا و هو يزور فيها مكة حاجا و يعتمر في رأس كل شهر مرة و يجي‏ء من موضعه من الهند إلى مكة فضلا من الله و عونا و كذلك يجزي الله الشاكرين ثم سأله الراهب عن مسائل كثيرة كل ذلك يجيبه فيها و سأل الراهب عن أشياء لم يكن عند الراهب فيها شي‏ء فأخبره بها ثم إن الراهب قال أخبرني عن ثمانية أحرف نزلت فتبين في الأرض منها أربعة و بقي في الهواء منها أربعة على من نزلت تلك الأربعة التي في الهواء و من يفسرها قال ذاك قائمنا ينزله الله عليه فيفسره و ينزل عليه ما لم ينزل على الصديقين و الرسل و المهتدين ثم قال الراهب فأخبرني عن الاثنين من تلك الأربعة الأحرف التي في الأرض ما هي قال أخبرك بالأربعة كلها أما أولهن فلا إله إلا الله وحده لا شريك له باقيا و الثانية محمد رسول الله ص مخلصا و الثالثة نحن أهل البيت و الرابعة شيعتنا منا و نحن من رسول الله ص و رسول الله من الله بسبب فقال له الراهب أشهد أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله و أن ما جاء به من عند الله حق و أنكم صفوة الله من خلقه و أن شيعتكم المطهرون المستبدلون و لهم عاقبة الله و الحمد لله رب العالمين فدعا أبو إبراهيم ع بجبة خز و قميص قوهي و طيلسان و خف و قلنسوة فأعطاه إياها و صلى الظهر و قال له اختتن فقال قد اختتنت في سابعي

6-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن عبد الله بن المغيرة قال مر العبد الصالح بامرأة بمنى و هي تبكي و صبيانها حولها يبكون و قد ماتت لها بقرة فدنا منها ثم قال لها ما يبكيك يا أمة الله قالت يا عبد الله إن لنا صبيانا يتامى و كانت لي بقرة معيشتي و معيشة صبياني كان منها و قد ماتت و بقيت منقطعا بي و بولدي لا حيلة لنا فقال يا أمة الله هل لك أن أحييها لك فألهمت أن قالت نعم يا عبد الله فتنحى و صلى ركعتين ثم رفع يده هنيئة و حرك شفتيه ثم قام فصوت بالبقرة فنخسها نخسة أو ضربها برجله فاستوت على الأرض قائمة فلما نظرت المرأة إلى البقرة صاحت و قالت عيسى ابن مريم و رب الكعبة فخالط الناس و صار بينهم و مضى ع

7-  أحمد بن مهران رحمه الله عن محمد بن علي عن سيف بن عميرة عن إسحاق بن عمار قال سمعت العبد الصالح ينعى إلى رجل نفسه فقلت في نفسي و إنه ليعلم متى يموت الرجل من شيعته فالتفت إلي شبه المغضب فقال يا إسحاق قد كان رشيد الهجري يعلم علم المنايا و البلايا و الإمام أولى بعلم ذلك ثم قال يا إسحاق اصنع ما أنت صانع فإن عمرك قد فني و إنك تموت إلى سنتين و إخوتك و أهل بيتك لا يلبثون بعدك إلا يسيرا حتى تتفرق كلمتهم و يخون بعضهم بعضا حتى يشمت بهم عدوهم فكان هذا في نفسك فقلت فإني أستغفر الله بما عرض في صدري فلم يلبث إسحاق بعد هذا المجلس إلا يسيرا حتى مات فما أتى عليهم إلا قليل حتى قام بنو عمار بأموال الناس فأفلسوا

 -  علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن موسى بن القاسم البجلي عن علي بن جعفر قال جاءني محمد بن إسماعيل و قد اعتمرنا عمرة رجب و نحن يومئذ بمكة فقال يا عم إني أريد بغداد و قد أحببت أن أودع عمي أبا الحسن يعني موسى بن جعفر ع و أحببت أن تذهب معي إليه فخرجت معه نحو أخي و هو في داره التي بالحوبة و ذلك بعد المغرب بقليل فضربت الباب فأجابني أخي فقال من هذا فقلت علي فقال هو ذا أخرج و كان بطي‏ء الوضوء فقلت العجل قال و أعجل فخرج و عليه إزار ممشق قد عقده في عنقه حتى قعد تحت عتبة الباب فقال علي بن جعفر فانكببت عليه فقبلت رأسه و قلت قد جئتك في أمر إن تره صوابا فالله وفق له و إن يكن غير ذلك فما أكثر ما نخطئ قال و ما هو قلت هذا ابن أخيك يريد أن يودعك و يخرج إلى بغداد فقال لي ادعه فدعوته و كان متنحيا فدنا منه فقبل رأسه و قال جعلت فداك أوصني فقال أوصيك أن تتقي الله في دمي فقال مجيبا له من أرادك بسوء فعل الله به و جعل يدعو على من يريده بسوء ثم عاد فقبل رأسه فقال يا عم أوصني فقال أوصيك أن تتقي الله في دمي فقال من أرادك بسوء فعل الله به و فعل ثم عاد فقبل رأسه ثم قال يا عم أوصني فقال أوصيك أن تتقي الله في دمي فدعا على من أراده بسوء ثم تنحى عنه و مضيت معه فقال لي أخي يا علي مكانك فقمت مكاني فدخل منزله ثم دعاني فدخلت إليه فتناول صرة فيها مائة دينار فأعطانيها و قال قل لابن أخيك يستعين بها على سفره قال علي فأخذتها فأدرجتها في حاشية ردائي ثم ناولني مائة أخرى و قال أعطه أيضا ثم ناولني صرة أخرى و قال أعطه أيضا فقلت جعلت فداك إذا كنت تخاف منه مثل الذي ذكرت فلم تعينه على نفسك فقال إذا وصلته و قطعني قطع الله أجله ثم تناول مخدة أدم فيها ثلاثة آلاف درهم وضح و قال أعطه هذه أيضا قال فخرجت إليه فأعطيته المائة الأولى ففرح بها فرحا شديدا و دعا لعمه ثم أعطيته الثانية و الثالثة ففرح بها حتى ظننت أنه سيرجع و لا يخرج ثم أعطيته الثلاثة آلاف درهم فمضى على وجهه حتى دخل على هارون فسلم عليه بالخلافة و قال ما ظننت أن في الأرض خليفتين حتى رأيت عمي موسى بن جعفر يسلم عليه بالخلافة فأرسل هارون إليه بمائة ألف درهم فرماه الله بالذبحة فما نظر منها إلى درهم و لا مسه

9-  سعد بن عبد الله و عبد الله بن جعفر جميعا عن إبراهيم بن مهزيار عن أخيه علي بن مهزيار عن الحسين بن سعيد عن محمد بن سنان عن ابن مسكان عن أبي بصير قال قبض موسى بن جعفر ع و هو ابن أربع و خمسين سنة في عام ثلاث و ثمانين و مائة و عاش بعد جعفر ع خمسا و ثلاثين سنة

باب مولد أبي الحسن الرضا ع

 ولد أبو الحسن الرضا ع سنة ثمان و أربعين و مائة و قبض ع في صفر من سنة ثلاث و مائتين و هو ابن خمس و خمسين سنة و قد اختلف في تاريخه إلا أن هذا التاريخ هو أقصد إن شاء الله و توفي ع بطوس في قرية يقال لها سناباد من نوقان على دعوة و دفن بها و كان المأمون أشخصه من المدينة إلى مرو على طريق البصرة و فارس فلما خرج المأمون و شخص إلى بغداد أشخصه معه فتوفي في هذه القرية و أمه أم ولد يقال لها أم البنين

1-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن هشام بن أحمر قال قال لي أبو الحسن الأول هل علمت أحدا من أهل المغرب قدم قلت لا قال بلى قد قدم رجل فانطلق بنا فركب و ركبت معه حتى انتهينا إلى الرجل فإذا رجل من أهل المدينة معه رقيق فقلت له اعرض علينا فعرض علينا سبع جوار كل ذلك يقول أبو الحسن ع لا حاجة لي فيها ثم قال اعرض علينا فقال ما عندي إلا جارية مريضة فقال له ما عليك أن تعرضها فأبى عليه فانصرف ثم أرسلني من الغد فقال قل له كم كان غايتك فيها فإذا قال كذا و كذا فقل قد أخذتها فأتيته فقال ما كنت أريد أن أنقصها من كذا و كذا فقلت قد أخذتها فقال هي لك و لكن أخبرني من الرجل الذي كان معك بالأمس فقلت رجل من بني هاشم قال من أي بني هاشم فقلت ما عندي أكثر من هذا فقال أخبرك عن هذه الوصيفة إني اشتريتها من أقصى المغرب فلقيتني امرأة من أهل الكتاب فقالت ما هذه الوصيفة معك قلت اشتريتها لنفسي فقالت ما يكون ينبغي أن تكون هذه عند مثلك إن هذه الجارية ينبغي أن تكون عند خير أهل الأرض فلا تلبث عنده إلا قليلا حتى تلد منه غلاما ما يولد بشرق الأرض و لا غربها مثله قال فأتيته بها فلم تلبث عنده إلا قليلا حتى ولدت الرضا ع

2-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عمن ذكره عن صفوان بن يحيى قال لما مضى أبو إبراهيم ع و تكلم أبو الحسن ع خفنا عليه من ذلك فقيل له إنك قد أظهرت أمرا عظيما و إنا نخاف عليك هذه الطاغية قال فقال ليجهد جهده فلا سبيل له علي

3-  أحمد بن مهران رحمه الله عن محمد بن علي عن الحسن بن منصور عن أخيه قال دخلت على الرضا ع في بيت داخل في جوف بيت ليلا فرفع يده فكانت كأن في البيت عشرة مصابيح و استأذن عليه رجل فخلى يده ثم أذن له

4-  علي بن محمد عن ابن جمهور عن إبراهيم بن عبد الله عن أحمد بن عبد الله عن الغفاري قال كان لرجل من آل أبي رافع مولى النبي ص يقال له طيس علي حق فتقاضاني و ألح علي و أعانه الناس فلما رأيت ذلك صليت الصبح في مسجد الرسول ع ثم توجهت نحو الرضا ع و هو يومئذ بالعريض فلما قربت من بابه إذا هو قد طلع على حمار و عليه قميص و رداء فلما نظرت إليه استحييت منه فلما لحقني وقف و نظر إلي فسلمت عليه و كان شهر رمضان فقلت جعلني الله فداك إن لمولاك طيس علي حقا و قد و الله شهرني و أنا أظن في نفسي أنه يأمره بالكف عني و و الله ما قلت له كم له علي و لا سميت له شيئا فأمرني بالجلوس إلى رجوعه فلم أزل حتى صليت المغرب و أنا صائم فضاق صدري و أردت أن أنصرف فإذا هو قد طلع علي و حوله الناس و قد قعد له السؤال و هو يتصدق عليهم فمضى و دخل بيته ثم خرج و دعاني فقمت إليه و دخلت معه فجلس و جلست فجعلت أحدثه عن ابن المسيب و كان أمير المدينة و كان كثيرا ما أحدثه عنه فلما فرغت قال لا أظنك أفطرت بعد فقلت لا فدعا لي بطعام فوضع بين يدي و أمر الغلام أن يأكل معي فأصبت و الغلام من الطعام فلما فرغنا قال لي ارفع الوسادة و خذ ما تحتها فرفعتها و إذا دنانير فأخذتها و وضعتها في كمي و أمر أربعة من عبيده أن يكونوا معي حتى يبلغوني منزلي فقلت جعلت فداك إن طائف بن المسيب يدور و أكره أن يلقاني و معي عبيدك فقال لي أصبت أصاب الله بك الرشاد و أمرهم أن ينصرفوا إذا رددتهم فلما قربت من منزلي و آنست رددتهم فصرت إلى منزلي و دعوت بالسراج و نظرت إلى الدنانير و إذا هي ثمانية و أربعون دينارا و كان حق الرجل علي ثمانية و عشرين دينارا و كان فيها دينار يلوح فأعجبني حسنه فأخذته و قربته من السراج فإذا عليه نقش واضح حق الرجل ثمانية و عشرون دينارا و ما بقي فهو لك و لا و الله ما عرفت ما له علي و الحمد لله رب العالمين الذي أعز وليه

5-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن بعض أصحابه عن أبي الحسن الرضا ع أنه خرج من المدينة في السنة التي حج فيها هارون يريد الحج فانتهى إلى جبل عن يسار الطريق و أنت ذاهب إلى مكة يقال له فارع فنظر إليه أبو الحسن ثم قال باني فارع و هادمه يقطع إربا إربا فلم ندر ما معنى ذلك فلما ولى وافى هارون و نزل بذلك الموضع صعد جعفر بن يحيى ذلك الجبل و أمر أن يبنى له ثم مجلس فلما رجع من مكة صعد إليه فأمر بهدمه فلما انصرف إلى العراق قطع إربا إربا

6-  أحمد بن محمد عن محمد بن الحسن عن محمد بن عيسى عن محمد بن حمزة بن القاسم عن إبراهيم بن موسى قال ألححت على أبي الحسن الرضا ع في شي‏ء أطلبه منه فكان يعدني فخرج ذات يوم ليستقبل والي المدينة و كنت معه فجاء إلى قرب قصر فلان فنزل تحت شجرات و نزلت معه أنا و ليس معنا ثالث فقلت جعلت فداك هذا العيد قد أظلنا و لا و الله ما أملك درهما فما سواه فحك بسوطه الأرض حكا شديدا ثم ضرب بيده فتناول منه سبيكة ذهب ثم قال انتفع بها و اكتم ما رأيت

7-  علي بن إبراهيم عن ياسر الخادم و الريان بن الصلت جميعا قال لما انقضى أمر المخلوع و استوى الأمر للمأمون كتب إلى الرضا ع يستقدمه إلى خراسان فاعتل عليه أبو الحسن ع بعلل فلم يزل المأمون يكاتبه في ذلك حتى علم أنه لا محيص له و أنه لا يكف عنه فخرج ع و لأبي جعفر ع سبع سنين فكتب إليه المأمون لا تأخذ على طريق الجبل و قم و خذ على طريق البصرة و الأهواز و فارس حتى وافى مرو فعرض عليه المأمون أن يتقلد الأمر و الخلافة فأبى أبو الحسن ع قال فولاية العهد فقال على شروط أسألكها قال المأمون له سل ما شئت فكتب الرضا ع إني داخل في ولاية العهد على أن لا آمر و لا أنهى و لا أفتي و لا أقضي و لا أولي و لا أعزل و لا أغير شيئا مما هو قائم و تعفيني من ذلك كله فأجابه المأمون إلى ذلك كله قال فحدثني ياسر قال فلما حضر العيد بعث المأمون إلى الرضا ع يسأله أن يركب و يحضر العيد و يصلي و يخطب فبعث إليه الرضا ع قد علمت ما كان بيني و بينك من الشروط في دخول هذا الأمر فبعث إليه المأمون إنما أريد بذلك أن تطمئن قلوب الناس و يعرفوا فضلك فلم يزل ع يراده الكلام في ذلك فألح عليه فقال يا أمير المؤمنين إن أعفيتني من ذلك فهو أحب إلي و إن لم تعفني خرجت كما خرج رسول الله ص و أمير المؤمنين ع فقال المأمون اخرج كيف شئت و أمر المأمون القواد و الناس أن يبكروا إلى باب أبي الحسن قال فحدثني ياسر الخادم أنه قعد الناس لأبي الحسن ع في الطرقات و السطوح الرجال و النساء و الصبيان و اجتمع القواد و الجند على باب أبي الحسن ع فلما طلعت الشمس قام ع فاغتسل و تعمم بعمامة بيضاء من قطن ألقى طرفا منها على صدره و طرفا بين كتفيه و تشمر ثم قال لجميع مواليه افعلوا مثل ما فعلت ثم أخذ بيده عكازا ثم خرج و نحن بين يديه و هو حاف قد شمر سراويله إلى نصف الساق و عليه ثياب مشمرة فلما مشى و مشينا بين يديه رفع رأسه إلى السماء و كبر أربع تكبيرات فخيل إلينا أن السماء و الحيطان تجاوبه و القواد و الناس على الباب قد تهيئوا و لبسوا السلاح و تزينوا بأحسن الزينة فلما طلعنا عليهم بهذه الصورة و طلع الرضا ع وقف على الباب وقفة ثم قال الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر على ما هدانا الله أكبر على ما رزقنا من بهيمة الأنعام و الحمد لله على ما أبلانا نرفع بها أصواتنا قال ياسر فتزعزعت مرو بالبكاء و الضجيج و الصياح لما نظروا إلى أبي الحسن ع و سقط القواد عن دوابهم و رموا بخفافهم لما رأوا أبا الحسن ع حافيا و كان يمشي و يقف في كل عشر خطوات و يكبر ثلاث مرات قال ياسر فتخيل إلينا أن السماء و الأرض و الجبال تجاوبه و صارت مرو ضجة واحدة من البكاء و بلغ المأمون ذلك فقال له الفضل بن سهل ذو الرئاستين يا أمير المؤمنين إن بلغ الرضا المصلى على هذا السبيل افتتن به الناس و الرأي أن تسأله أن يرجع فبعث إليه المأمون فسأله الرجوع فدعا أبو الحسن ع بخفه فلبسه و ركب و رجع

8-  علي بن إبراهيم عن ياسر قال لما خرج المأمون من خراسان يريد بغداد و خرج الفضل ذو الرئاستين و خرجنا مع أبي الحسن ع ورد على الفضل بن سهل ذي الرئاستين كتاب من أخيه الحسن بن سهل و نحن في بعض المنازل إني نظرت في تحويل السنة في حساب النجوم فوجدت فيه أنك تذوق في شهر كذا و كذا يوم الأربعاء حر الحديد و حر النار و أرى أن تدخل أنت و أمير المؤمنين و الرضا الحمام في هذا اليوم و تحتجم فيه و تصب على يديك الدم ليزول عنك نحسه فكتب ذو الرئاستين إلى المأمون بذلك و سأله أن يسأل أبا الحسن ذلك فكتب المأمون إلى أبي الحسن يسأله ذلك فكتب إليه أبو الحسن لست بداخل الحمام غدا و لا أرى لك و لا للفضل أن تدخلا الحمام غدا فأعاد عليه الرقعة مرتين فكتب إليه أبو الحسن يا أمير المؤمنين لست بداخل غدا الحمام فإني رأيت رسول الله ص في هذه الليلة في النوم فقال لي يا علي لا تدخل الحمام غدا و لا أرى لك و لا للفضل أن تدخلا الحمام غدا فكتب إليه المأمون صدقت يا سيدي و صدق رسول الله ص لست بداخل الحمام غدا و الفضل أعلم قال فقال ياسر فلما أمسينا و غابت الشمس قال لنا الرضا ع قولوا نعوذ بالله من شر ما ينزل في هذه الليلة فلم نزل نقول ذلك فلما صلى الرضا ع الصبح قال لي اصعد على السطح فاستمع هل تسمع شيئا فلما صعدت سمعت الضجة و التحمت و كثرت فإذا نحن بالمأمون قد دخل من الباب الذي كان إلى داره من دار أبي الحسن و هو يقول يا سيدي يا أبا الحسن آجرك الله في الفضل فإنه قد أبى و كان دخل الحمام فدخل عليه قوم بالسيوف فقتلوه و أخذ ممن دخل عليه ثلاث نفر كان أحدهم ابن خاله الفضل ابن ذي القلمين قال فاجتمع الجند و القواد و من كان من رجال الفضل على باب المأمون فقالوا هذا اغتاله و قتله يعنون المأمون و لنطلبن بدمه و جاءوا بالنيران ليحرقوا الباب فقال المأمون لأبي الحسن ع يا سيدي ترى أن تخرج إليهم و تفرقهم قال فقال ياسر فركب أبو الحسن و قال لي اركب فركبت فلما خرجنا من باب الدار نظر إلى الناس و قد تزاحموا فقال لهم بيده تفرقوا تفرقوا قال ياسر فأقبل الناس و الله يقع بعضهم على بعض و ما أشار إلى أحد إلا ركض و مر

9-  الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن مسافر و عن الوشاء عن مسافر قال لما أراد هارون بن المسيب أن يواقع محمد بن جعفر قال لي أبو الحسن الرضا ع اذهب إليه و قل له لا تخرج غدا فإنك إن خرجت غدا هزمت و قتل أصحابك فإن سألك من أين علمت هذا فقل رأيت في المنام قال فأتيته فقلت له جعلت فداك لا تخرج غدا فإنك إن خرجت هزمت و قتل أصحابك فقال لي من أين علمت هذا فقلت رأيت في المنام فقال نام العبد و لم يغسل استه ثم خرج فانهزم و قتل أصحابه قال و حدثني مسافر قال كنت مع أبي الحسن الرضا ع بمنى فمر يحيى بن خالد فغطى رأسه من الغبار فقال مساكين لا يدرون ما يحل بهم في هذه السنة ثم قال و أعجب من هذا هارون و أنا كهاتين و ضم إصبعيه قال مسافر فو الله ما عرفت معنى حديثه حتى دفناه معه

10-  علي بن محمد عن سهل بن زياد عن علي بن محمد القاساني قال أخبرني بعض أصحابنا أنه حمل إلى أبي الحسن الرضا ع مالا له خطر فلم أره سر به قال فاغتممت لذلك و قلت في نفسي قد حملت هذا المال و لم يسر به فقال يا غلام الطست و الماء قال فقعد على كرسي و قال بيده و قال للغلام صب علي الماء قال فجعل يسيل من بين أصابعه في الطست ذهب ثم التفت إلي فقال لي من كان هكذا لا يبالي بالذي حملته إليه

11-  سعد بن عبد الله و عبد الله بن جعفر جميعا عن إبراهيم بن مهزيار عن أخيه علي بن مهزيار عن الحسين بن سعيد عن محمد بن سنان قال قبض علي بن موسى ع و هو ابن تسع و أربعين سنة و أشهر في عام اثنين و مائتين عاش بعد موسى بن جعفر عشرين سنة إلا شهرين أو ثلاثة

باب مولد أبي جعفر محمد بن علي الثاني ع

 ولد ع في شهر رمضان من سنة خمس و تسعين و مائة و قبض ع سنة عشرين و مائتين في آخر ذي القعدة و هو ابن خمس و عشرين سنة و شهرين و ثمانية عشر يوما و دفن ببغداد في مقابر قريش عند قبر جده موسى ع و قد كان المعتصم أشخصه إلى بغداد في أول هذه السنة التي توفي فيها ع و أمه أم ولد يقال لها سبيكة نوبية و قيل أيضا إن اسمها كان خيزران و روي أنها كانت من أهل بيت مارية أم إبراهيم بن رسول الله ص

1-  أحمد بن إدريس عن محمد بن حسان عن علي بن خالد قال محمد و كان زيديا قال كنت بالعسكر فبلغني أن هناك رجل محبوس أتي به من ناحية الشام مكبولا و قالوا إنه تنبأ قال علي بن خالد فأتيت الباب و داريت البوابين و الحجبة حتى وصلت إليه فإذا رجل له فهم فقلت يا هذا ما قصتك و ما أمرك قال إني كنت رجلا بالشام أعبد الله في الموضع الذي يقال له موضع رأس الحسين فبينا أنا في عبادتي إذ أتاني شخص فقال لي قم بنا فقمت معه فبينا أنا معه إذا أنا في مسجد الكوفة فقال لي تعرف هذا المسجد فقلت نعم هذا مسجد الكوفة قال فصلى و صليت معه فبينا أنا معه إذا أنا في مسجد الرسول ص بالمدينة فسلم على رسول الله ص و سلمت و صلى و صليت معه و صلى على رسول الله ص فبينا أنا معه إذا أنا بمكة فلم أزل معه حتى قضى مناسكه و قضيت مناسكي معه فبينا أنا معه إذا أنا في الموضع الذي كنت أعبد الله فيه بالشام و مضى الرجل فلما كان العام القابل إذا أنا به فعل مثل فعلته الأولى فلما فرغنا من مناسكنا و ردني إلى الشام و هم بمفارقتي قلت له سألتك بالحق الذي أقدرك على ما رأيت إلا أخبرتني من أنت فقال أنا محمد بن علي بن موسى قال فتراقى الخبر حتى انتهى إلى محمد بن عبد الملك الزيات فبعث إلي و أخذني و كبلني في الحديد و حملني إلى العراق قال فقلت له فارفع القصة إلى محمد بن عبد الملك ففعل و ذكر في قصته ما كان فوقع في قصته قل للذي أخرجك من الشام في ليلة إلى الكوفة و من الكوفة إلى المدينة و من المدينة إلى مكة و ردك من مكة إلى الشام أن يخرجك من حبسك هذا قال علي بن خالد فغمني ذلك من أمره و رققت له و أمرته بالعزاء و الصبر قال ثم بكرت عليه فإذا الجند و صاحب الحرس و صاحب السجن و خلق الله فقلت ما هذا فقالوا المحمول من الشام الذي تنبأ افتقد البارحة فلا يدرى أ خسفت به الأرض أو اختطفه الطير

2-  الحسين بن محمد الأشعري قال حدثني شيخ من أصحابنا يقال له عبد الله بن رزين قال كنت مجاورا بالمدينة مدينة الرسول ص و كان أبو جعفر ع يجي‏ء في كل يوم مع الزوال إلى المسجد فينزل في الصحن و يصير إلى رسول الله ص و يسلم عليه و يرجع إلى بيت فاطمة ع فيخلع نعليه و يقوم فيصلي فوسوس إلي الشيطان فقال إذا نزل فاذهب حتى تأخذ من التراب الذي يطأ عليه فجلست في ذلك اليوم أنتظره لأفعل هذا فلما أن كان وقت الزوال أقبل ع على حمار له فلم ينزل في الموضع الذي كان ينزل فيه و جاء حتى نزل على الصخرة التي على باب المسجد ثم دخل فسلم على رسول الله ص قال ثم رجع إلى المكان الذي كان يصلي فيه ففعل هذا أياما فقلت إذا خلع نعليه جئت فأخذت الحصى الذي يطأ عليه بقدميه فلما أن كان من الغد جاء عند الزوال فنزل على الصخرة ثم دخل فسلم على رسول الله ص ثم جاء إلى الموضع الذي كان يصلي فيه فصلى في نعليه و لم يخلعهما حتى فعل ذلك أياما فقلت في نفسي لم يتهيأ لي هاهنا و لكن أذهب إلى باب الحمام فإذا دخل إلى الحمام أخذت من التراب الذي يطأ عليه فسألت عن الحمام الذي يدخله فقيل لي إنه يدخل حماما بالبقيع لرجل من ولد طلحة فتعرفت اليوم الذي يدخل فيه الحمام و صرت إلى باب الحمام و جلست إلى الطلحي أحدثه و أنا أنتظر مجيئه ع فقال الطلحي إن أردت دخول الحمام فقم فادخل فإنه لا يتهيأ لك ذلك بعد ساعة قلت و لم قال لأن ابن الرضا يريد دخول الحمام قال قلت و من ابن الرضا قال رجل من آل محمد له صلاح و ورع قلت له و لا يجوز أن يدخل معه الحمام غيره قال نخلي له الحمام إذا جاء قال فبينا أنا كذلك إذ أقبل ع و معه غلمان له و بين يديه غلام معه حصير حتى أدخله المسلخ فبسطه و وافى فسلم و دخل الحجرة على حماره و دخل المسلخ و نزل على الحصير فقلت للطلحي هذا الذي وصفته بما وصفت من الصلاح و الورع فقال يا هذا لا و الله ما فعل هذا قط إلا في هذا اليوم فقلت في نفسي هذا من عملي أنا جنيته ثم قلت أنتظره حتى يخرج فلعلي أنال ما أردت إذا خرج فلما خرج و تلبس دعا بالحمار فأدخل المسلخ و ركب من فوق الحصير و خرج ع فقلت في نفسي قد و الله آذيته و لا أعود و لا أروم ما رمت منه أبدا و صح عزمي على ذلك فلما كان وقت الزوال من ذلك اليوم أقبل على حماره حتى نزل في الموضع الذي كان ينزل فيه في الصحن فدخل و سلم على رسول الله ص و جاء إلى الموضع الذي كان يصلي فيه في بيت فاطمة ع و خلع نعليه و قام يصلي

3-  الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن علي بن أسباط قال خرج ع علي فنظرت إلى رأسه و رجليه لأصف قامته لأصحابنا بمصر فبينا أنا كذلك حتى قعد و قال يا علي إن الله احتج في الإمامة بمثل ما احتج في النبوة فقال و آتيناه الحكم صبيا قال و لما بلغ أشده و بلغ أربعين سنة فقد يجوز أن يؤتى الحكم صبيا و يجوز أن يعطاها و هو ابن أربعين سنة

4-  علي بن محمد عن بعض أصحابنا عن محمد بن الريان قال احتال المأمون على أبي جعفر ع بكل حيلة فلم يمكنه فيه شي‏ء فلما اعتل و أراد أن يبني عليه ابنته دفع إلى مائتي وصيفة من أجمل ما يكون إلى كل واحدة منهن جاما فيه جوهر يستقبلن أبا جعفر ع إذا قعد في موضع الأخيار فلم يلتفت إليهن و كان رجل يقال له مخارق صاحب صوت و عود و ضرب طويل اللحية فدعاه المأمون فقال يا أمير المؤمنين إن كان في شي‏ء من أمر الدنيا فأنا أكفيك أمره فقعد بين يدي أبي جعفر ع فشهق مخارق شهقة اجتمع عليه أهل الدار و جعل يضرب بعوده و يغني فلما فعل ساعة و إذا أبو جعفر لا يلتفت إليه لا يمينا و لا شمالا ثم رفع إليه رأسه و قال اتق الله يا ذا العثنون قال فسقط المضراب من يده و العود فلم ينتفع بيديه إلى أن مات قال فسأله المأمون عن حاله قال لما صاح بي أبو جعفر فزعت فزعة لا أفيق منها أبدا

5-  علي بن محمد عن سهل بن زياد عن داود بن القاسم الجعفري قال دخلت على أبي جعفر ع و معي ثلاث رقاع غير معنونة و اشتبهت علي فاغتممت فتناول إحداهما و قال هذه رقعة زياد بن شبيب ثم تناول الثانية فقال هذه رقعة فلان فبهت أنا فنظر إلي فتبسم قال و أعطاني ثلاثمائة دينار و أمرني أن أحملها إلى بعض بني عمه و قال أما إنه سيقول لك دلني على حريف يشتري لي بها متاعا فدله عليه قال فأتيته بالدنانير فقال لي يا أبا هاشم دلني على حريف يشتري لي بها متاعا فقلت نعم قال و كلمني جمال أن أكلمه له يدخله في بعض أموره فدخلت عليه لأكلمه له فوجدته يأكل و معه جماعة و لم يمكني كلامه فقال يا أبا هاشم كل و وضع بين يدي ثم قال ابتداء منه من غير مسألة يا غلام انظر إلى الجمال الذي أتانا به أبو هاشم فضمه إليك قال و دخلت معه ذات يوم بستانا فقلت له جعلت فداك إني لمولع بأكل الطين فادع الله لي فسكت ثم قال لي بعد ثلاثة أيام ابتداء منه يا أبا هاشم قد أذهب الله عنك أكل الطين قال أبو هاشم فما شي‏ء أبغض إلي منه اليوم

6-  الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد بن علي عن محمد بن حمزة الهاشمي عن علي بن محمد أو محمد بن علي الهاشمي قال دخلت على أبي جعفر ع صبيحة عرسه حيث بنى بابنة المأمون و كنت تناولت من الليل دواء فأول من دخل عليه في صبيحته أنا و قد أصابني العطش و كرهت أن أدعو بالماء فنظر أبو جعفر ع في وجهي و قال أظنك عطشان فقلت أجل فقال يا غلام أو جارية اسقنا ماء فقلت في نفسي الساعة يأتونه بماء يسمونه به فاغتممت لذلك فأقبل الغلام و معه الماء فتبسم في وجهيثم قال يا غلام ناولني الماء فتناول الماء فشرب ثم ناولني فشربت ثم عطشت أيضا و كرهت أن أدعو بالماء ففعل ما فعل في الأولى فلما جاء الغلام و معه القدح قلت في نفسي مثل ما قلت في الأولى فتناول القدح ثم شرب فناولني و تبسم قال محمد بن حمزة فقال لي هذا الهاشمي و أنا أظنه كما يقولون

7-  علي بن إبراهيم عن أبيه قال استأذن على أبي جعفر ع قوم من أهل النواحي من الشيعة فأذن لهم فدخلوا فسألوه في مجلس واحد عن ثلاثين ألف مسألة فأجاب ع و له عشر سنين

8-  علي بن محمد عن سهل بن زياد عن علي بن الحكم عن دعبل بن علي أنه دخل على أبي الحسن الرضا ع و أمر له بشي‏ء فأخذه و لم يحمد الله قال فقال له لم لم تحمد الله قال ثم دخلت بعد على أبي جعفر ع و أمر لي بشي‏ء فقلت الحمد لله فقال لي تأدبت

9-  الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن أحمد بن محمد بن عبد الله عن محمد بن سنان قال دخلت على أبي الحسن ع فقال يا محمد حدث بآل فرج حدث فقلت مات عمر فقال الحمد لله حتى أحصيت له أربعا و عشرين مرة فقلت يا سيدي لو علمت أن هذا يسرك لجئت حافيا أعدو إليك قال يا محمد أ و لا تدري ما قال لعنه الله لمحمد بن علي أبي قال قلت لا قال خاطبه في شي‏ء فقال أظنك سكران فقال أبي اللهم إن كنت تعلم أني أمسيت لك صائما فأذقه طعم الحرب و ذل الأسر فو الله إن ذهبت الأيام حتى حرب ماله و ما كان له ثم أخذ أسيرا و هو ذا قد مات لا رحمه الله و قد أدال الله عز و جل منه و ما زال يديل أولياءه من أعدائه

10-  أحمد بن إدريس عن محمد بن حسان عن أبي هاشم الجعفري قال صليت مع أبي جعفر ع في مسجد المسيب و صلى بنا في موضع القبلة سواء و ذكر أن السدرة التي في المسجد كانت يابسة ليس عليها ورق فدعا بماء و تهيأ تحت السدرة فعاشت السدرة و أورقت و حملت من عامها

11-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحجال و عمرو بن عثمان عن رجل من أهل المدينة عن المطرفي قال مضى أبو الحسن الرضا ع و لي عليه أربعة آلاف درهم فقلت في نفسي ذهب مالي فأرسل إلي أبو جعفر ع إذا كان غدا فأتني و ليكن معك ميزان و أوزان فدخلت على أبي جعفر ع فقال لي مضى أبو الحسن و لك عليه أربعة آلاف درهم فقلت نعم فرفع المصلى الذي كان تحته فإذا تحته دنانير فدفعها إلي

12-  سعد بن عبد الله و الحميري جميعا عن إبراهيم بن مهزيار عن أخيه علي عن الحسين بن سعيد عن محمد بن سنان قال قبض محمد بن علي و هو ابن خمس و عشرين سنة و ثلاثة أشهر و اثني عشر يوما توفي يوم الثلاثاء لست خلون من ذي الحجة سنة عشرين و مائتين عاش بعد أبيه تسع عشرة سنة إلا خمسا و عشرين يوما

باب مولد أبي الحسن علي بن محمد عليهما السلام و الرضوان

 ولد ع للنصف من ذي الحجة سنة اثنتي عشرة و مائتين

 و روي أنه ولد ع في رجب سنة أربع عشرة و مائتين و مضى لأربع بقين من جمادى الآخرة سنة أربع و خمسين و مائتين

 و روي أنه قبض ع في رجب سنة أربع و خمسين و مائتين و له إحدى و أربعون سنة و ستة أشهر

و أربعون سنة على المولد الآخر الذي روي و كان المتوكل أشخصه مع يحيى بن هرثمة بن أعين من المدينة إلى سر من رأى فتوفي بها ع و دفن في داره و أمه أم ولد يقال لها سمانة

1-  الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الوشاء عن خيران الأسباطي قال قدمت على أبي الحسن ع المدينة فقال لي ما خبر الواثق عندك قلت جعلت فداك خلفته في عافية أنا من أقرب الناس عهدا به عهدي به منذ عشرة أيام قال فقال لي إن أهل المدينة يقولون إنه مات فلما أن قال لي الناس علمت أنه هو ثم قال لي ما فعل جعفر قلت تركته أسوأ الناس حالا في السجن قال فقال أما إنه صاحب الأمر ما فعل ابن الزيات قلت جعلت فداك الناس معه و الأمر أمره قال فقال أما إنه شؤم عليه قال ثم سكت و قال لي لا بد أن تجري مقادير الله تعالى و أحكامه يا خيران مات الواثق و قد قعد المتوكل جعفر و قد قتل ابن الزيات فقلت متى جعلت فداك قال بعد خروجك بستة أيام

2-  الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن أحمد بن محمد بن عبد الله عن محمد بن يحيى عن صالح بن سعيد قال دخلت على أبي الحسن ع فقلت له جعلت فداك في كل الأمور أرادوا إطفاء نورك و التقصير بك حتى أنزلوك هذا الخان الأشنع خان الصعاليك فقال هاهنا أنت يا ابن سعيد ثم أومأ بيده و قال انظر فنظرت فإذا أنا بروضات آنقات و روضات باسرات فيهن خيرات عطرات و ولدان كأنهن اللؤلؤ المكنون و أطيار و ظباء و أنهار تفور فحار بصري و حسرت عيني فقال حيث كنا فهذا لنا عتيد لسنا في خان الصعاليك

3-  الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن أحمد بن محمد بن عبد الله عن علي بن محمد عن إسحاق الجلاب قال اشتريت لأبي الحسن ع غنما كثيرة فدعاني فأدخلني من إصطبل داره إلى موضع واسع لا أعرفه فجعلت أفرق تلك الغنم فيمن أمرني به فبعث إلى أبي جعفر و إلى والدته و غيرهما ممن أمرني ثم استأذنته في الانصراف إلى بغداد إلى والدي و كان ذلك يوم التروية فكتب إلي تقيم غدا عندنا ثم تنصرف قال فأقمت فلما كان يوم عرفة أقمت عنده و بت ليلة الأضحى في رواق له فلما كان فيالسحر أتاني فقال يا إسحاق قم قال فقمت ففتحت عيني فإذا أنا على بابي ببغداد قال فدخلت على والدي و أنا في أصحابي فقلت لهم عرفت بالعسكر و خرجت ببغداد إلى العيد

4-  علي بن محمد عن إبراهيم بن محمد الطاهري قال مرض المتوكل من خراج خرج به و أشرف منه على الهلاك فلم يجسر أحد أن يمسه بحديدة فنذرت أمه إن عوفي أن تحمل إلى أبي الحسن علي بن محمد مالا جليلا من مالها و قال له الفتح بن خاقان لو بعثت إلى هذا الرجل فسألته فإنه لا يخلو أن يكون عنده صفة يفرج بها عنك فبعث إليه و وصف له علته فرد إليه الرسول بأن يؤخذ كسب الشاة فيداف بماء ورد فيوضع عليه فلما رجع الرسول و أخبرهم أقبلوا يهزءون من قوله فقال له الفتح هو و الله أعلم بما قال و أحضر الكسب و عمل كما قال و وضع عليه فغلبه النوم و سكن ثم انفتح و خرج منه ما كان فيه و بشرت أمه بعافيته فحملت إليه عشرة آلاف دينار تحت خاتمها ثم استقل من علته فسعى إليه البطحائي العلوي بأن أموالا تحمل إليه و سلاحا فقال لسعيد الحاجب اهجم عليه بالليل و خذ ما تجد عنده من الأموال و السلاح و احمله إلي قال إبراهيم بن محمد فقال لي سعيد الحاجب صرت إلى داره بالليل و معي سلم فصعدت السطح فلما نزلت على بعض الدرج في الظلمة لم أدر كيف أصل إلى الدار فناداني يا سعيد مكانك حتى يأتوك بشمعة فلم ألبث أن أتوني بشمعة فنزلت فوجدته عليه جبة صوف و قلنسوة منها و سجادة على حصير بين يديه فلم أشك أنه كان يصلي فقال لي دونك البيوت فدخلتها و فتشتها فلم أجد فيها شيئا و وجدت البدرة في بيته مختومة بخاتم أم المتوكل و كيسا مختوما و قال لي دونك المصلى فرفعته فوجدت سيفا في جفن غير ملبس فأخذت ذلك و صرت إليه فلما نظر إلى خاتم أمه على البدرة بعث إليها فخرجت إليه فأخبرني بعض خدم الخاصة أنها قالت له كنت قد نذرت في علتك لما أيست منك إن عوفيت حملت إليه من مالي عشرة آلاف دينار فحملتها إليه و هذا خاتمي على الكيس و فتح الكيس الآخر فإذا فيه أربعمائة دينار فضم إلى البدرة بدرة أخرى و أمرني بحمل ذلك إليه فحملته و رددت السيف و الكيسين و قلت له يا سيدي عز علي فقال لي سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون

5-  الحسين بن محمد عن المعلى بن محمد عن أحمد بن محمد بن عبد الله عن علي بن محمد النوفلي قال قال لي محمد بن الفرج إن أبا الحسن كتب إليه يا محمد أجمع أمرك و خذ حذرك قال فأنا في جمع أمري و ليس أدري ما كتب إلي حتى ورد علي رسول حملني من مصر مقيدا و ضرب على كل ما أملك و كنت في السجن ثمان سنين ثم ورد علي منه في السجن كتاب فيه يا محمد لا تنزل في ناحية الجانب الغربي فقرأت الكتاب فقلت يكتب إلي بهذا و أنا في السجن إن هذا لعجب فما مكثت أن خلي عني و الحمد لله قال و كتب إليه محمد بن الفرج يسأله عن ضياعه فكتب إليه سوف ترد عليك و ما يضرك أن لا ترد عليك فلما شخص محمد بن الفرج إلى العسكر كتب إليه برد ضياعه و مات قبل ذلك قال و كتب أحمد بن الخضيب إلى محمد بن الفرج يسأله الخروج إلى العسكر فكتب إلى أبي الحسن ع يشاوره فكتب إليه اخرج فإن فيه فرجك إن شاء الله تعالى فخرج فلم يلبث إلا يسيرا حتى مات

6-  الحسين بن محمد عن رجل عن أحمد بن محمد قال أخبرني أبو يعقوب قال رأيته يعني محمدا قبل موته بالعسكر في عشية و قد استقبل أبا الحسن ع فنظر إليه و اعتل من غد فدخلت إليه عائدا بعد أيام من علته و قد ثقل فأخبرني أنه بعث إليه بثوب فأخذه و أدرجه و وضعه تحت رأسه قال فكفن فيه قال أحمد قال أبو يعقوب رأيت أبا الحسن ع مع ابن الخضيب فقال له ابن الخضيب سر جعلت فداك فقال له أنت المقدم فما لبث إلا أربعة أيام حتى وضع الدهق على ساق ابن الخضيب ثم نعي قال روي عنه حين ألح عليه ابن الخضيب في الدار التي يطلبها منه بعث إليه لأقعدن بك من الله عز و جل مقعدا لا يبقى لك باقية فأخذه الله عز و جل في تلك الأيام

7-  محمد بن يحيى عن بعض أصحابنا قال أخذت نسخة كتاب المتوكل إلى أبي الحسن الثالث ع من يحيى بن هرثمة في سنة ثلاث و أربعين و مائتين و هذه نسخته بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد فإن أمير المؤمنين عارف بقدرك راع لقرابتك موجب لحقك يقدر من الأمور فيك و في أهل بيتك ما أصلح الله به حالك و حالهم و ثبت به عزك و عزهم و أدخل اليمن و الأمن عليك و عليهم يبتغي بذلك رضاء ربه و أداء ما افترض عليه فيك و فيهم و قد رأى أمير المؤمنين صرف عبد الله بن محمد عما كان يتولاه من الحرب و الصلاة بمدينة رسول الله ص إذ كان على ما ذكرت من جهالته بحقك و استخفافه بقدرك و عند ما قرفك به و نسبك إليه من الأمر الذي قد علم أمير المؤمنين براءتك منه و صدق نيتك في ترك محاولته و أنك لم تؤهل نفسك له و قد ولى أمير المؤمنين ما كان يلي من ذلك محمد بن الفضل و أمره بإكرامك و تبجيلك و الانتهاء إلى أمرك و رأيك و التقرب إلى الله و إلى أمير المؤمنين بذلك و أمير المؤمنين مشتاق إليك يحب إحداث العهد بك و النظر إليك فإن نشطت لزيارته و المقام قبله ما رأيت شخصت و من أحببت من أهل بيتك و مواليك و حشمك على مهلة و طمأنينة ترحل إذا شئت و تنزل إذا شئت و تسير كيف شئت و إن أحببت أن يكون يحيى بن هرثمة مولى أمير المؤمنين و من معه من الجند مشيعين لك يرحلون برحيلك و يسيرون بسيرك و الأمر في ذلك إليك حتى توافي أمير المؤمنين فما أحد من إخوته و ولده و أهل بيته و خاصته ألطف منه منزلة و لا أحمد له أثرة و لا هو لهم أنظر و عليهم أشفق و بهم أبر و إليهم أسكن منه إليك إن شاء الله تعالى و السلام عليك و رحمة الله و بركاته و كتب إبراهيم بن العباس و صلى الله على محمد و آله و سلم

8-  الحسين بن الحسن الحسني قال حدثني أبو الطيب المثنى يعقوب بن ياسر قال كان المتوكل يقول ويحكم قد أعياني أمر ابن الرضا أبى أن يشرب معي أو ينادمني أو أجد منه فرصة في هذا فقالوا له فإن لم تجد منه فهذا أخوه موسى قصاف عزاف يأكل و يشرب و يتعشق قال ابعثوا إليه فجيئوا به حتى نموه به على الناس و نقول ابن الرضا فكتب إليه و أشخص مكرما و تلقاه جميع بني هاشم و القواد و الناس على أنه إذا وافى أقطعه قطيعة و بنى له فيها و حول الخمارين و القيان إليه و وصله و بره و جعل له منزلا سريا حتى يزوره هو فيه فلما وافى موسى تلقاه أبو الحسن في قنطرة وصيف و هو موضع تتلقى فيه القادمون فسلم عليه و وفاه حقه ثم قال له إن هذا الرجل قد أحضرك ليهتكك و يضع منك فلا تقر له أنك شربت نبيذا قط فقال له موسى فإذا كان دعاني لهذا فما حيلتي قال فلا تضع من قدرك و لا تفعل فإنما أراد هتكك فأبى عليه فكرر عليه فلما رأى أنه لا يجيب قال أما إن هذا مجلس لا تجمع أنت و هو عليه أبدا فأقام ثلاث سنين يبكر كل يوم فيقال له قد تشاغل اليوم فرح فيروح فيقال قد سكر فبكر فيبكر فيقال شرب دواء فما زال على هذا ثلاث سنين حتى قتل المتوكل و لم يجتمع معه عليه

9-  بعض أصحابنا عن محمد بن علي قال أخبرني زيد بن علي بن الحسين بن زيد قال مرضت فدخل الطبيب علي ليلا فوصف لي دواء بليل آخذه كذا و كذا يوما فلم يمكني فلم يخرج الطبيب من الباب حتى ورد علي نصر بقارورة فيها ذلك الدواء بعينه فقال لي أبو الحسن يقرئك السلام و يقول لك خذ هذا الدواء كذا و كذا يوما فأخذته فشربته فبرأت قال محمد بن علي قال لي زيد بن علي يأبى الطاعن أين الغلاة عن هذا الحديث

 باب مولد أبي محمد الحسن بن علي ع

 ولد ع في شهر رمضان و في نسخة أخرى في شهر ربيع الآخر سنة اثنتين و ثلاثين و مائتين و قبض ع يوم الجمعة لثمان ليال خلون من شهر ربيع الأول سنة ستين و مائتين و هو ابن ثمان و عشرين سنة و دفن في داره في البيت الذي دفن فيه أبوه بسر من رأى و أمه أم ولد يقال لها حديث و قيل سوسن

1-  الحسين بن محمد الأشعري و محمد بن يحيى و غيرهما قالوا كان أحمد بن عبيد الله بن خاقان على الضياع و الخراج بقم فجرى في مجلسه يوما ذكر العلوية و مذاهبهم و كان شديد النصب فقال ما رأيت و لا عرفت بسر من رأى رجلا من العلوية مثل الحسن بن علي بن محمد بن الرضا في هديه و سكونه و عفافه و نبله و كرمه عند أهل بيته و بني هاشم و تقديمهم إياه على ذوي السن منهم و الخطر و كذلك القواد و الوزراء و عامة الناس فإني كنت يوما قائما على رأس أبي و هو يوم مجلسه للناس إذ دخل عليه حجابه فقالوا أبو محمد بن الرضا بالباب فقال بصوت عال ائذنوا له فتعجبت مما سمعت منهم أنهم جسروا يكنون رجلا على أبي بحضرته و لم يكن عنده إلا خليفة أو ولي عهد أو من أمر السلطان أن يكنى فدخل رجل أسمر حسن القامة جميل الوجه جيد البدن حدث السن له جلالة و هيبة فلما نظر إليه أبي قام يمشي إليه خطى و لا أعلمه فعل هذا بأحد من بني هاشم و القواد فلما دنا منه عانقه و قبل وجهه و صدره و أخذ بيده و أجلسه على مصلاه الذي كان عليه و جلس إلى جنبه مقبلا عليه بوجهه و جعل يكلمه و يفديه بنفسه و أنا متعجب مما أرى منه إذ دخل عليه الحاجب فقال الموفق قد جاء و كان الموفق إذا دخل على أبي تقدم حجابه و خاصة قواده فقاموا بين مجلس أبي و بين باب الدار سماطين إلى أن يدخل و يخرج فلم يزل أبي مقبلا على أبي محمد يحدثه حتى نظر إلى غلمان الخاصة فقال حينئذ إذا شئت جعلني الله فداك ثم قال لحجابه خذوا به خلف السماطين حتى لا يراه هذا يعني الموفق فقام و قام أبي و عانقه و مضى فقلت لحجاب أبي و غلمانه ويلكم من هذا الذي كنيتموه على أبي و فعل به أبي هذا الفعل فقالوا هذا علوي يقال له الحسن بن علي يعرف بابن الرضا فازددت تعجبا و لم أزل يومي ذلك قلقا متفكرا في أمره و أمر أبي و ما رأيت فيه حتى كان الليل و كانت عادته أن يصلي العتمة ثم يجلس فينظر فيما يحتاج إليه من المؤامرات و ما يرفعه إلى السلطان فلما صلى و جلس جئت فجلست بين يديه و ليس عنده أحد فقال لي يا أحمد لك حاجة قلت نعم يا أبه فإن أذنت لي سألتك عنها فقال قد أذنت لك يا بني فقل ما أحببت قلت يا أبه من الرجل الذي رأيتك بالغداة فعلت به ما فعلت من الإجلال و الكرامة و التبجيل و فديته بنفسك و أبويك فقال يا بني ذاك إمام الرافضة ذاك الحسن بن علي المعروف بابن الرضا فسكت ساعة ثم قال يا بني لو زالت الإمامة عن خلفاء بني العباس ما استحقها أحد من بني هاشم غير هذا و إن هذا ليستحقها في فضله و عفافه و هديه و صيانته و زهده و عبادته و جميل أخلاقه و صلاحه و لو رأيت أباه رأيت رجلا جزلا نبيلا فاضلا فازددت قلقا و تفكرا و غيظا على أبي و ما سمعت منه و استزدته في فعله و قوله فيه ما قال فلم يكن لي همة بعد ذلك إلا السؤال عن خبره و البحث عن أمره فما سألت أحدا من بني هاشم و القواد و الكتاب و القضاة و الفقهاء و سائر الناس إلا وجدته عنده في غاية الإجلال و الإعظام و المحل الرفيع و القول الجميل و التقديم له على جميع أهل بيته و مشايخه فعظم قدره عندي إذ لم أر له وليا و لا عدوا إلا و هو يحسن القول فيه و الثناء عليه فقال له بعض من حضر مجلسه من الأشعريين يا أبا بكر فما خبر أخيه جعفر فقال و من جعفر فتسأل عن خبره أو يقرن بالحسن جعفر معلن الفسق فاجر ماجن شريب للخمور أقل من رأيته من الرجال و أهتكهم لنفسه خفيف قليل في نفسه و لقد ورد على السلطان و أصحابه في وقت وفاة الحسن بن علي ما تعجبت منه و ما ظننت أنه يكون و ذلك أنه

 لما اعتل بعث إلى أبي أن ابن الرضا قد اعتل فركب من ساعته فبادر إلى دار الخلافة ثم رجع مستعجلا و معه خمسة من خدم أمير المؤمنين كلهم من ثقاته و خاصته فيهم نحرير فأمرهم بلزوم دار الحسن و تعرف خبره و حاله و بعث إلى نفر من المتطببين فأمرهم بالاختلاف إليه و تعاهده صباحا و مساء فلما كان بعد ذلك بيومين أو ثلاثة أخبر أنه قد ضعف فأمر المتطببين بلزوم داره و بعث إلى قاضي القضاة فأحضره مجلسه و أمره أن يختار من أصحابه عشرة ممن يوثق به في دينه و أمانتهو ورعه فأحضرهم فبعث بهم إلى دار الحسن و أمرهم بلزومه ليلا و نهارا فلم يزالوا هناك حتى توفي ع فصارت سر من رأى ضجة واحدة و بعث السلطان إلى داره من فتشها و فتش حجرها و ختم على جميع ما فيها و طلبوا أثر ولده و جاءوا بنساء يعرفن الحمل فدخلن إلى جواريه ينظرن إليهن فذكر بعضهن أن هناك جارية بها حمل فجعلت في حجرة و وكل بها نحرير الخادم و أصحابه و نسوة معهم ثم أخذوا بعد ذلك في تهيئته و عطلت الأسواق و ركبت بنو هاشم و القواد و أبي و سائر الناس إلى جنازته فكانت سر منرأى يومئذ شبيها بالقيامة فلما فرغوا من تهيئته بعث السلطان إلى أبي عيسى بن المتوكل فأمره بالصلاة عليه فلما وضعت الجنازة للصلاة عليه دنا أبو عيسى منه فكشف عن وجهه فعرضه على بني هاشم من العلوية و العباسية و القواد و الكتاب و القضاة و المعدلين و قال هذا الحسن بن علي بن محمد بن الرضا مات حتف أنفه على فراشه حضره من حضره من خدم أمير المؤمنين و ثقاته فلان و فلان و من القضاة فلان و فلان و من المتطببين فلان و فلان ثم غطى وجهه و أمر بحمله فحمل من وسط داره و دفن في البيت الذي دفن فيه أبوه فلما دفن أخذ السلطان و الناس في طلب ولده و كثر التفتيش في المنازل و الدور و توقفوا عن قسمة ميراثه و لم يزل الذين وكلوا بحفظ الجارية التي توهم عليها الحمل لازمين حتى تبين بطلان الحمل فلما بطل الحمل عنهن قسم ميراثه بين أمه و أخيه جعفر و ادعت أمه وصيته و ثبت ذلك عند القاضي و السلطان على ذلك يطلب أثر ولده فجاء جعفر بعد ذلك إلى أبي فقال اجعل لي مرتبة أخي و أوصل إليك في كل سنة عشرين ألف دينار فزبره أبي و أسمعه و قال له يا أحمق السلطان جرد سيفه في الذين زعموا أن أباك و أخاك أئمة ليردهم عن ذلك فلم يتهيأ له ذلك فإن كنت عند شيعة أبيك أو أخيك إماما فلا حاجة بك إلى السلطان أن يرتبك مراتبهما و لا غير السلطان و إن لم تكن عندهم بهذه المنزلة لم تنلها بنا و استقله أبي عند ذلك و استضعفه و أمر أن يحجب عنه فلم يأذن له في الدخول عليه حتى مات أبي و خرجنا و هو على تلك الحال و السلطان يطلب أثر ولد الحسن بن علي

2-  علي بن محمد عن محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن موسى بن جعفر قال كتب أبو محمد ع إلى أبي القاسم إسحاق بن جعفر الزبيري قبل موت المعتز بنحو عشرين يوما الزم بيتك حتى يحدث الحادث فلما قتل بريحة كتب إليه قد حدث الحادث فما تأمرني فكتب ليس هذا الحادث هو الحادث الآخر فكان من أمر المعتز ما كان و عنه قال كتب إلى رجل آخر يقتل ابن محمد بن داود عبد الله قبل قتله بعشرة أيام فلما كان في اليوم العاشر قتل

3-  علي بن محمد عن محمد بن إبراهيم المعروف بابن الكردي عن محمد بن علي بن إبراهيم بن موسى بن جعفر قال ضاق بنا الأمر فقال لي أبي امض بنا حتى نصير إلى هذا الرجل يعني أبا محمد فإنه قد وصف عنه سماحة فقلت تعرفه فقال ما أعرفه و لا رأيته قط قال فقصدناه فقال لي أبي و هو في طريقه ما أحوجنا إلى أن يأمر لنا بخمسمائة درهم مائتا درهم للكسوة و مائتا درهم للدين و مائة للنفقة فقلت في نفسي ليته أمر لي بثلاثمائة درهم مائة أشتري بها حمارا و مائة للنفقة و مائة للكسوة و أخرج إلى الجبل قال فلما وافينا الباب خرج إلينا غلامه فقال يدخل علي بن إبراهيم و محمد ابنه فلما دخلنا عليه و سلمنا قال لأبي يا علي ما خلفك عنا إلى هذا الوقت فقال يا سيدي استحييت أن ألقاك على هذه الحال فلما خرجنا من عنده جاءنا غلامه فناول أبي صرة فقال هذه خمسمائة درهم مائتان للكسوة و مائتان للدين و مائة للنفقة و أعطاني صرة فقال هذه ثلاثمائة درهم اجعل مائة في ثمن حمار و مائة للكسوة و مائة للنفقة و لا تخرج إلى الجبل و صر إلى سوراء فصار إلى سوراء و تزوج بامرأة فدخله اليوم ألف دينار و مع هذا يقول بالوقف فقال محمد بن إبراهيم فقلت له ويحك أ تريد أمرا أبين من هذا قال فقال هذا أمر قد جرينا عليه

4-  علي بن محمد عن أبي علي محمد بن علي بن إبراهيم قال حدثني أحمد بن الحارث القزويني قال كنت مع أبي بسر من رأى و كان أبي يتعاطى البيطرة في مربط أبي محمد قال و كان عند المستعين بغل لم ير مثله حسنا و كبرا و كان يمنع ظهره و اللجام و السرج و قد كان جمع عليه الراضة فلم يمكن لهم حيلة في ركوبه قال فقال له بعض ندمائه يا أمير المؤمنين أ لا تبعث إلى الحسن ابن الرضا حتى يجي‏ء فإما أن يركبه و إما أن يقتله فتستريح منه قال فبعث إلى أبي محمد و مضى معه أبي فقال أبي لما دخل أبو محمد الدار كنت معه فنظر أبو محمد إلى البغل واقفا في صحن الدار فعدل إليه فوضع بيده على كفله قال فنظرت إلى البغل و قد عرق حتى سال العرق منه ثم صار إلى المستعين فسلم عليه فرحب به و قرب فقال يا أبا محمد ألجم هذا البغل فقال أبو محمد لأبي ألجمه يا غلام فقال المستعين ألجمه أنت فوضع طيلسانه ثم قام فألجمه ثم رجع إلى مجلسه و قعد فقال له يا أبا محمد أسرجه فقال لأبي يا غلام أسرجه فقال أسرجه أنت فقام ثانية فأسرجه و رجع فقال له ترى أن تركبه فقال نعم فركبه من غير أن يمتنع عليه ثم ركضه في الدار ثم حمله على الهملجة فمشى أحسن مشي يكون ثم رجع و نزل فقال له المستعين يا أبا محمد كيف رأيته قال يا أمير المؤمنين ما رأيت مثله حسنا و فراهة و ما يصلح أن يكون مثله إلا لأمير المؤمنين قال فقال يا أبا محمد فإن أمير المؤمنين قد حملك عليه فقال أبو محمد لأبي يا غلام خذه فأخذه أبي فقاده

5-  علي عن أبي أحمد بن راشد عن أبي هاشم الجعفري قال شكوت إلى أبي محمد ع الحاجة فحك بسوطه الأرض قال و أحسبه غطاه بمنديل و أخرج خمسمائة دينار فقال يا أبا هاشم خذ و أعذرنا

6-  علي بن محمد عن أبي عبد الله بن صالح عن أبيه عن أبي علي المطهر أنه كتب إليه سنة القادسية يعلمه انصراف الناس و أنه يخاف العطش فكتب ع امضوا فلا خوف عليكم إن شاء الله فمضوا سالمين و الحمد لله رب العالمين

7-  علي بن محمد عن علي بن الحسن بن الفضل اليماني قال نزل بالجعفري من آل جعفر خلق لا قبل له بهم فكتب إلى أبي محمد يشكو ذلك فكتب إليه تكفون ذلك إن شاء الله تعالى فخرج إليهم في نفر يسير و القوم يزيدون على عشرين ألفا و هو في أقل من ألف فاستباحهم

8-  علي بن محمد عن محمد بن إسماعيل العلوي قال حبس أبو محمد عند علي بن نارمش و هو أنصب الناس و أشدهم على آل أبي طالب و قيل له افعل به و افعل فما أقام عنده إلا يوما حتى وضع خديه له و كان لا يرفع بصره إليه إجلالا و إعظاما فخرج من عنده و هو أحسن الناس بصيرة و أحسنهم فيه قولا

9-  علي بن محمد و محمد بن أبي عبد الله عن إسحاق بن محمد النخعي قال حدثني سفيان بن محمد الضبعي قال كتبت إلى أبي محمد أسأله عن الوليجة و هو قول الله تعالى و لم يتخذوا من دون الله و لا رسوله و لا المؤمنين وليجة قلت في نفسي لا في الكتاب من ترى المؤمنين هاهنا فرجع الجواب الوليجة الذي يقام دون ولي الأمر و حدثتك نفسك عن المؤمنين من هم في هذا الموضع فهم الأئمة الذين يؤمنون على الله فيجيز أمانهم

10-  إسحاق قال حدثني أبو هاشم الجعفري قال شكوت إلى أبي محمد ع ضيق الحبس و كتل القيد فكتب إلي أنت تصلي اليوم الظهر في منزلك فأخرجت في وقت الظهر فصليت في منزلي كما قال ع و كنت مضيقا فأردت أن أطلب منه دنانير في الكتاب فاستحييت فلما صرت إلى منزلي وجه إلي بمائة دينار و كتب إلي إذا كانت لك حاجة فلا تستحي و لا تحتشم و اطلبها فإنك ترى ما تحب إن شاء الله

 -  إسحاق عن أحمد بن محمد بن الأقرع قال حدثني أبو حمزة نصير الخادم قال سمعت أبا محمد غير مرة يكلم غلمانه بلغاتهم ترك و روم و صقالبة فتعجبت من ذلك و قلت هذا ولد بالمدينة و لم يظهر لأحد حتى مضى أبو الحسن ع و لا رآه أحد فكيف هذا أحدث نفسي بذلك فأقبل علي فقال إن الله تبارك و تعالى بين حجته من سائر خلقه بكل شي‏ء و يعطيه اللغات و معرفة الأنساب و الآجال و الحوادث و لو لا ذلك لم يكن بين الحجة و المحجوج فرق

12-  إسحاق عن الأقرع قال كتبت إلى أبي محمد أسأله عن الإمام هل يحتلم و قلت في نفسي بعد ما فصل الكتاب الاحتلام شيطنة و قد أعاذ الله تبارك و تعالى أولياءه من ذلك فورد الجواب حال الأئمة في المنام حالهم في اليقظة لا يغير النوم منهم شيئا و قد أعاذ الله أولياءه من لمة الشيطان كما حدثتك نفسك

13-  إسحاق قال حدثني الحسن بن ظريف قال اختلج في صدري مسألتان أردت الكتاب فيهما إلى أبي محمد ع فكتبت أسأله عن القائم ع إذا قام بما يقضي و أين مجلسه الذي يقضي فيه بين الناس و أردت أن أسأله عن شي‏ء لحمى الربع فأغفلت خبر الحمى فجاء الجواب سألت عن القائم فإذا قام قضى بين الناس بعلمه كقضاء داود ع لا يسأل البينة و كنت أردت أن تسأل لحمى الربع فأنسيت فاكتب في ورقة و علقه على المحموم فإنه يبرأ بإذن الله إن شاء الله يا نار كوني بردا و سلاما على إبراهيم فعلقنا عليه ما ذكر أبو محمد ع فأفاق

14-  إسحاق قال حدثني إسماعيل بن محمد بن علي بن إسماعيل بن علي بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب قال قعدت لأبي محمد ع على ظهر الطريق فلما مر بي شكوت إليه الحاجة و حلفت له أنه ليس عندي درهم فما فوقها و لا غداء و لا عشاء قال فقال تحلف بالله كاذبا و قد دفنت مائتي دينار و ليس قولي هذا دفعا لك عن العطية أعطه يا غلام ما معك فأعطاني غلامه مائة دينار ثم أقبل علي فقال لي إنك تحرمها أحوج ما تكون إليها يعني الدنانير التي دفنت و صدق ع و كان كما قال دفنت مائتي دينار و قلت يكون ظهرا و كهفا لنا فاضطررت ضرورة شديدة إلى شي‏ء أنفقه و انغلقت علي أبواب الرزق فنبشت عنها فإذا ابن لي قد عرف موضعها فأخذها و هرب فما قدرت منها على شي‏ء

15-  إسحاق قال حدثني علي بن زيد بن علي بن الحسين بن علي قال كان لي فرس و كنت به معجبا أكثر ذكره في المحال فدخلت على أبي محمد يوما فقال لي ما فعل فرسك فقلت هو عندي و هو ذا هو على بابك و عنه نزلت فقال لي استبدل به قبل المساء إن قدرت على مشتري و لا تؤخر ذلك و دخل علينا داخل و انقطع الكلام فقمت متفكرا و مضيت إلى منزلي فأخبرت أخي الخبر فقال ما أدري ما أقول في هذا و شححت به و نفست على الناس ببيعه و أمسينا فأتانا السائس و قد صلينا العتمة فقال يا مولاي نفق فرسك فاغتممت و علمت أنه عنى هذا بذلك القول قال ثم دخلت على أبي محمد بعد أيام و أنا أقول في نفسي ليته أخلف علي دابة إذ كنت اغتممت بقوله فلما جلست قال نعم نخلف دابة عليك يا غلام أعطه برذوني الكميت هذا خير من فرسك و أوطأ و أطول عمرا

16-  إسحاق قال حدثني محمد بن الحسن بن شمون قال حدثني أحمد بن محمد قال كتبت إلى أبي محمد ع حين أخذ المهتدي في قتل الموالي يا سيدي الحمد لله الذي شغله عنا فقد بلغني أنه يتهددك و يقول و الله لأجلينهم عن جديد الأرض فوقع أبو محمد ع بخطه ذاك أقصر لعمره عد من يومك هذا خمسة أيام و يقتل في اليوم السادس بعد هوان و استخفاف يمر به فكان كما قال ع

17-  إسحاق قال حدثني محمد بن الحسن بن شمون قال كتبت إلى أبي محمد ع أسأله أن يدعو الله لي من وجع عيني و كانت إحدى عيني ذاهبة و الأخرى على شرف ذهاب فكتب إلي حبس الله عليك عينك فأفاقت الصحيحة و وقع في آخر الكتاب آجرك الله و أحسن ثوابك فاغتممت لذلك و لم أعرف في أهلي أحدا مات فلما كان بعد أيام جاءتني وفاة ابني طيب فعلمت أن التعزية له

 -  إسحاق قال حدثني عمر بن أبي مسلم قال قدم علينا بسر من رأى رجل من أهل مصر يقال له سيف بن الليث يتظلم إلى المهتدي في ضيعة له قد غصبها إياه شفيع الخادم و أخرجه منها فأشرنا عليه أن يكتب إلى أبي محمد ع يسأله تسهيل أمرها فكتب إليه أبو محمد ع لا بأس عليك ضيعتك ترد عليك فلا تتقدم إلى السلطان و الق الوكيل الذي في يده الضيعة و خوفه بالسلطان الأعظم الله رب العالمين فلقيه فقال له الوكيل الذي في يده الضيعة قد كتب إلي عند خروجك من مصر أن أطلبك و أرد الضيعة عليك فردها عليه بحكم القاضي ابن أبي الشوارب و شهادة الشهود و لم يحتج إلى أن يتقدم إلى المهتدي فصارت الضيعة له و في يده و لم يكن لها خبر بعد ذلك قال و حدثني سيف بن الليث هذا قال خلفت ابنا لي عليلا بمصر عند خروجي عنها و ابنا لي آخر أسن منه كان وصيي و قيمي على عيالي و في ضياعي فكتبت إلى أبي محمد ع أسأله الدعاء لابني العليل فكتب إلي قد عوفي ابنك المعتل و مات الكبير وصيك و قيمك فاحمد الله و لا تجزع فيحبط أجرك فورد علي الخبر أن ابني قد عوفي من علته و مات الكبير يوم ورد علي جواب أبي محمد ع

19-  إسحاق قال حدثني يحيى بن القشيري من قرية تسمى قير قال كان لأبي محمد وكيل قد اتخذ معه في الدار حجرة يكون فيها معه خادم أبيض فأراد الوكيل الخادم على نفسه فأبى إلا أن يأتيه بنبيذ فاحتال له بنبيذ ثم أدخله عليه و بينه و بين أبي محمد ثلاثة أبواب مغلقة قال فحدثني الوكيل قال إني لمنتبه إذ أنا بالأبواب تفتح حتى جاء بنفسه فوقف على باب الحجرة ثم قال يا هؤلاء اتقوا الله خافوا الله فلما أصبحنا أمر ببيع الخادم و إخراجي من الدار

20-  إسحاق قال أخبرني محمد بن الربيع الشائي قال ناظرت رجلا من الثنوية بالأهواز ثم قدمت سر من رأى و قد علق بقلبي شي‏ء من مقالته فإني لجالس على باب أحمد بن الخضيب إذ أقبل أبو محمد ع من دار العامة يؤم الموكب فنظر إلي و أشار بسباحته أحد أحد فرد فسقطت مغشيا علي

 -  إسحاق عن أبي هاشم الجعفري قال دخلت على أبي محمد يوما و أنا أريد أن أسأله ما أصوغ به خاتما أتبرك به فجلست و أنسيت ما جئت له فلما ودعت و نهضت رمى إلي بالخاتم فقال أردت فضة فأعطيناك خاتما ربحت الفص و الكراء هنأك الله يا أبا هاشم فقلت يا سيدي أشهد أنك ولي الله و إمامي الذي أدين الله بطاعته فقال غفر الله لك يا أبا هاشم

22-  إسحاق قال حدثني محمد بن القاسم أبو العيناء الهاشمي مولى عبد الصمد بن علي عتاقة قال كنت أدخل على أبي محمد ع فأعطش و أنا عنده فأجله أن أدعو بالماء فيقول يا غلام اسقه و ربما حدثت نفسي بالنهوض فأفكر في ذلك فيقول يا غلام دابته

23-  علي بن محمد عن محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن موسى بن جعفر بن محمد عن علي بن عبد الغفار قال دخل العباسيون على صالح بن وصيف و دخل صالح بن علي و غيره من المنحرفين عن هذه الناحية على صالح بن وصيف عند ما حبس أبا محمد ع فقال لهم صالح و ما أصنع قد وكلت به رجلين من أشر من قدرت عليه فقد صارا من العبادة و الصلاة و الصيام إلى أمر عظيم فقلت لهما ما فيه فقالا ما تقول في رجل يصوم النهار و يقوم الليل كله لا يتكلم و لا يتشاغل و إذا نظرنا إليه ارتعدت فرائصنا و يداخلنا ما لا نملكه من أنفسنا فلما سمعوا ذلك انصرفوا خائبين

24-  علي بن محمد عن الحسن بن الحسين قال حدثني محمد بن الحسن المكفوف قال حدثني بعض أصحابنا عن بعض فصادي العسكر من النصارى أن أبا محمد ع بعث إلي يوما في وقت صلاة الظهر فقال لي افصد هذا العرق قال و ناولني عرقا لم أفهمه من العروق التي تفصد فقلت في نفسي ما رأيت أمرا أعجب من هذا يأمرني أن أفصد في وقت الظهر و ليس بوقت فصد و الثانية عرق لا أفهمه ثم قال لي انتظر و كن في الدار فلما أمسى دعاني و قال لي سرح الدم فسرحت ثم قال لي أمسك فأمسكت ثم قال لي كن في الدار فلما كان نصف الليل أرسل إلي و قال لي سرح الدم قال فتعجبت أكثر من عجبي الأول و كرهت أن أسأله قال فسرحت فخرج دم أبيض كأنه الملح قال ثم قال لي احبس قال فحبست قال ثم قال كن في الدار فلما أصبحت أمر قهرمانه أن يعطيني ثلاثة دنانير فأخذتها و خرجت حتى أتيت ابن بختيشوع النصراني فقصصت عليه القصة قال فقال لي و الله ما أفهم ما تقول و لا أعرفه في شي‏ء من الطب و لا قرأته في كتاب و لا أعلم في دهرنا أعلم بكتب النصرانية من فلان الفارسي فاخرج إليه قال فاكتريت زورقا إلى البصرة و أتيت الأهواز ثم صرت إلى فارس إلى صاحبي فأخبرته الخبر قال و قال أنظرني أياما فأنظرته ثم أتيته متقاضيا قال فقال لي إن هذا الذي تحكيه عن هذا الرجل فعله المسيح في دهره مرة

25-  علي بن محمد عن بعض أصحابنا قال كتب محمد بن حجر إلى أبي محمد ع يشكو عبد العزيز بن دلف و يزيد بن عبد الله فكتب إليه أما عبد العزيز فقد كفيته و أما يزيد فإن لك و له مقاما بين يدي الله فمات عبد العزيز و قتل يزيد محمد بن حجر

26-  علي بن محمد عن بعض أصحابنا قال سلم أبو محمد ع إلى نحرير فكان يضيق عليه و يؤذيه قال فقالت له امرأته ويلك اتق الله لا تدري من في منزلك و عرفته صلاحه و قالت إني أخاف عليك منه فقال لأرمينه بين السباع ثم فعل ذلك به فرئي ع قائما يصلي و هي حوله

27-  محمد بن يحيى عن أحمد بن إسحاق قال دخلت على أبي محمد ع فسألته أن يكتب لأنظر إلى خطه فأعرفه إذا ورد فقال نعم ثم قال يا أحمد إن الخط سيختلف عليك من بين القلم الغليظ إلى القلم الدقيق فلا تشكن ثم دعا بالدواة فكتب و جعل يستمد إلى مجرى الدواة فقلت في نفسي و هو يكتب أستوهبه القلم الذي كتب به فلما فرغ من الكتابة أقبل يحدثني و هو يمسح القلم بمنديل الدواة ساعة ثم قال هاك يا أحمد فناولنيه فقلت جعلت فداك إني مغتم لشي‏ء يصيبني في نفسي و قد أردت أن أسأل أباك فلم يقض لي ذلك فقال و ما هو يا أحمد فقلت يا سيدي روي لنا عن آبائك أن نوم الأنبياء على أقفيتهم و نوم المؤمنين على أيمانهم و نوم المنافقين على شمائلهم و نوم الشياطين على وجوههم فقال ع كذلك هو فقلت يا سيدي فإني أجهد أن أنام على يميني فما يمكنني و لا يأخذني النوم عليها فسكت ساعة ثم قال يا أحمد ادن مني فدنوت منه فقال أدخل يدك تحت ثيابك فأدخلتها فأخرج يده من تحت ثيابه و أدخلها تحت ثيابي فمسح بيده اليمنى على جانبي الأيسر و بيده اليسرى على جانبي الأيمن ثلاث مرات فقال أحمد فما أقدر أن أنام على يساري منذ فعل ذلك بي ع و ما يأخذني نوم عليها أصلا

باب مولد الصاحب ع

 ولد ع للنصف من شعبان سنة خمس و خمسين و مائتين

1-  الحسين بن محمد الأشعري عن معلى بن محمد عن أحمد بن محمد قال خرج عن أبي محمد ع حين قتل الزبيري هذا جزاء من افترى على الله في أوليائه زعم أنه يقتلني و ليس لي عقب فكيف رأى قدرة الله و ولد له ولد سماه م‏ح‏م‏د سنة ست و خمسين و مائتين

2-  علي بن محمد قال حدثني محمد و الحسن ابنا علي بن إبراهيم في سنة تسع و سبعين و مائتين قالا حدثنا محمد بن علي بن عبد الرحمن العبدي من عبد قيس عن ضوء بن علي العجلي عن رجل من أهل فارس سماه قال أتيت سر من رأى و لزمت باب أبي محمد ع فدعاني من غير أن أستأذن فلما دخلت و سلمت قال لي يا أبا فلان كيف حالك ثم قال لي اقعد يا فلان ثم سألني عن جماعة من رجال و نساء من أهلي ثم قال لي ما الذي أقدمك قلت رغبة في خدمتك قال فقال فالزم الدار قال فكنت في الدار مع الخدم ثم صرت أشتري لهم الحوائج من السوق و كنت أدخل عليه من غير إذن إذا كان في دار الرجال فدخلت عليه يوما و هو في دار الرجال فسمعت حركة في البيت فناداني مكانك لا تبرح فلم أجسر أن أخرج و لا أدخل فخرجت علي جارية معها شي‏ء مغطى ثم ناداني ادخل فدخلت و نادى الجارية فرجعت فقال لها اكشفي عما معك فكشفت عن غلام أبيض حسن الوجه و كشفت عن بطنه فإذا شعر نابت من لبته إلى سرته أخضر ليس بأسود فقال هذا صاحبكم ثم أمرها فحملته فما رأيته بعد ذلك حتى مضى أبو محمد ع فقال ضوء بن علي فقلت للفارسي كم كنت تقدر له من السنين قال سنتين قال العبدي فقلت لضوء كم تقدر له أنت قال أربع عشرة سنة قال أبو علي و أبو عبد الله و نحن نقدر له إحدى و عشرين سنة

3-  علي بن محمد و عن غير واحد من أصحابنا القميين عن محمد بن محمد العامري عن أبي سعيد غانم الهندي قال كنت بمدينة الهند المعروفة بقشمير الداخلة و أصحاب لي يقعدون على كراسي عن يمين الملك أربعون رجلا كلهم يقرأ الكتب الأربعة التوراة و الإنجيل و الزبور و صحف إبراهيم نقضي بين الناس و نفقههم في دينهم و نفتيهم في حلالهم و حرامهم يفزع الناس إلينا الملك فمن دونه فتجارينا ذكر رسول الله ص فقلنا هذا النبي المذكور في الكتب قد خفي علينا أمره و يجب علينا الفحص عنه و طلب أثره و اتفق رأينا و توافقنا على أن أخرج فأرتاد لهم فخرجت و معي مال جليل فسرت اثني عشر شهرا حتى قربت من كابل فعرض لي قوم من الترك فقطعوا علي و أخذوا مالي و جرحت جراحات شديدة و دفعت إلى مدينة كابل فأنفذني ملكها لما وقف على خبري إلى مدينة بلخ و عليها إذ ذاك داود بن العباس بن أبي الأسود فبلغه خبري و أني خرجت مرتادا من الهند و تعلمت الفارسية و ناظرت الفقهاء و أصحاب الكلام فأرسل إلي داود بن العباس فأحضرني مجلسه و جمع علي الفقهاء فناظروني فأعلمتهم أني خرجت من بلدي أطلب هذا النبي الذي وجدته في الكتب فقال لي من هو و ما اسمه فقلت محمد فقالوا هو نبينا الذي تطلب فسألتهم عن شرائعه فأعلموني فقلت لهم أنا أعلم أن محمدا نبي و لا أعلمه هذا الذي تصفون أم لا فأعلموني موضعه لأقصده فأسائله عن علامات عندي و دلالات فإن كان صاحبي الذي طلبت آمنت به فقالوا قد مضى ص فقلت فمن وصيه و خليفته فقالوا أبو بكر قلت فسموه لي فإن هذه كنيته قالوا عبد الله بن عثمان و نسبوه إلى قريش قلت فانسبوا لي محمدا نبيكم فنسبوه لي فقلت ليس هذا صاحبي الذي طلبت صاحبي الذي أطلبه خليفته أخوه في الدين و ابن عمه في النسب و زوج ابنته و أبو ولده ليس لهذا النبي ذرية على الأرض غير ولد هذا الرجل الذي هو خليفته قال فوثبوا بي و قالوا أيها الأمير إن هذا قد خرج من الشرك إلى الكفر هذا حلال الدم فقلت لهم يا قوم أنا رجل معي دين متمسك به لا أفارقه حتى أرى ما هو أقوى منه إني وجدت صفة هذا الرجل في الكتب التي أنزلها الله على أنبيائه و إنما خرجت من بلاد الهند و من العز الذي كنت فيه طلبا له فلما فحصت عن أمر صاحبكم الذي ذكرتم لم يكن النبي الموصوف في الكتب فكفوا عني و بعث العامل إلى رجل يقال له الحسين بن إشكيب فدعاه فقال له ناظر هذا الرجل الهندي فقال له الحسين أصلحك الله عندك الفقهاء و العلماء و هم أعلم و أبصر بمناظرته فقال له ناظره كما أقول لك و اخل به و الطف له فقال لي الحسين بن إشكيب بعد ما فاوضته إن صاحبك الذي تطلبه هو النبي الذي وصفه هؤلاء و ليس الأمر في خليفته كما قالوا هذا النبي محمد بن عبد الله بن عبد المطلب و وصيه علي بن أبي طالب بن عبد المطلب و هو زوج فاطمة بنت محمد و أبو الحسن و الحسين سبطي محمد ص قال غانم أبو سعيد فقلت الله أكبر هذا الذي طلبت فانصرفت إلى داود بن العباس فقلت له أيها الأمير وجدت ما طلبت و أنا أشهد أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله قال فبرني و وصلني و قال للحسين تفقده قال فمضيت إليه حتى آنست به و فقهني فيما احتجت إليه من الصلاة و الصيام و الفرائض قال فقلت له إنا نقرأ في كتبنا أن محمدا ص خاتم النبيين لا نبي بعده و أن الأمر من بعده إلى وصيه و وارثه و خليفته من بعده ثم إلى الوصي بعد الوصي لا يزال أمر الله جاريا في أعقابهم حتى تنقضي الدنيا فمن وصي وصي محمد قال الحسن ثم الحسين ابنا محمد ص ثم ساق الأمر في الوصية حتى انتهى إلى صاحب الزمان ع ثم أعلمني ما حدث فلم يكن لي همة إلا طلب الناحية فوافى قم و قعد مع أصحابنا في سنة أربع و ستين و مائتين و خرج معهم حتى وافى بغداد و معه رفيق له من أهل السند كان صحبه على المذهب قال فحدثني غانم قال

 و أنكرت من رفيقي بعض أخلاقه فهجرته و خرجت حتى سرت إلى العباسية أتهيأ للصلاة و أصلي و إني لواقف متفكر فيما قصدت لطلبه إذا أنا بآت قد أتاني فقال أنت فلان اسمه بالهند فقلت نعم فقال أجب مولاك فمضيت معه فلم يزل يتخلل بي الطرق حتى أتى دارا و بستانا فإذا أنا به ع جالس فقال مرحبا يا فلان بكلام الهند كيف حالك و كيف خلفت فلانا و فلانا حتى عد الأربعين كلهم فسألني عنهم واحدا واحدا ثم أخبرني بما تجارينا كل ذلك بكلام الهند ثم قال أردت أن تحج مع أهل قمقلت نعم يا سيدي فقال لا تحج معهم و انصرف سنتك هذه و حج في قابل ثم ألقى إلي صرة كانت بين يديه فقال لي اجعلها نفقتك و لا تدخل إلى بغداد إلى فلان سماه و لا تطلعه على شي‏ء و انصرف إلينا إلى البلد ثم وافانا بعض الفيوج فأعلمونا أن أصحابنا انصرفوا من العقبة و مضى نحو خراسان فلما كان في قابل حج و أرسل إلينا بهدية من طرف خراسان فأقام بها مدة ثم مات رحمه الله

4-  علي بن محمد عن سعد بن عبد الله قال إن الحسن بن النضر و أبا صدام و جماعة تكلموا بعد مضي أبي محمد ع فيما في أيدي الوكلاء و أرادوا الفحص فجاء الحسن بن النضر إلى أبي الصدام فقال إني أريد الحج فقال له أبو صدام أخره هذه السنة فقال له الحسن بن النضر إني أفزع في المنام و لا بد من الخروج و أوصى إلى أحمد بن يعلى بن حماد و أوصى للناحية بمال و أمره أن لا يخرج شيئا إلا من يده إلى يده بعد ظهوره قال فقال الحسن لما وافيت بغداد اكتريت دارا فنزلتها فجاءني بعض الوكلاء بثياب و دنانير و خلفها عندي فقلت له ما هذا قال هو ما ترى ثم جاءني آخر بمثلها و آخر حتى كبسوا الدار ثم جاءني أحمد بن إسحاق بجميع ما كان معه فتعجبت و بقيت متفكرا فوردت علي رقعة الرجل ع إذا مضى من النهار كذا و كذا فاحمل ما معك فرحلت و حملت ما معي و في الطريق صعلوك يقطع الطريق في ستين رجلا فاجتزت عليه و سلمني الله منه فوافيت العسكر و نزلت فوردت علي رقعة أن احمل ما معك فعبيته في صنان الحمالين فلما بلغت الدهليز إذا فيه أسود قائم فقال أنت الحسن بن النضر قلت نعم قال ادخل فدخلت الدار و دخلت بيتا و فرغت صنان الحمالين و إذا في زاوية البيت خبز كثير فأعطى كل واحد من الحمالين رغيفين و أخرجوا و إذا بيت عليه ستر فنوديت منه يا حسن بن النضر احمد الله على ما من به عليك و لا تشكن فود الشيطان أنك شككت و أخرج إلي ثوبين و قيل خذها فستحتاج إليهما فأخذتهما و خرجت قال سعد فانصرف الحسن بن النضر و مات في شهر رمضان و كفن في الثوبين

5-  علي بن محمد عن محمد بن حمويه السويداوي عن محمد بن إبراهيم بن مهزيار قال شككت عند مضي أبي محمد ع و اجتمع عند أبي مال جليل فحمله و ركب السفينة و خرجت معه مشيعا فوعك وعكا شديدا فقال يا بني ردني فهو الموت و قال لي اتق الله في هذا المال و أوصى إلي فمات فقلت في نفسي لم يكن أبي ليوصي بشي‏ء غير صحيح أحمل هذا المال إلى العراق و أكتري دارا على الشط و لا أخبر أحدا بشي‏ء و إن وضح لي شي‏ء كوضوحه في أيام أبي محمد ع أنفذته و إلا قصفت به فقدمت العراق و اكتريت دارا على الشط و بقيت أياما فإذا أنا برقعة مع رسول فيها يا محمد معك كذا و كذا في جوف كذا و كذا حتى قص علي جميع ما معي مما لم أحط به علما فسلمته إلى الرسول و بقيت أياما لا يرفع لي رأس و اغتممت فخرج إلي قد أقمناك مكان أبيك فاحمد الله

6-  محمد بن أبي عبد الله عن أبي عبد الله النسائي قال أوصلت أشياء للمرزباني الحارثي فيها سوار ذهب فقبلت و رد علي السوار فأمرت بكسره فكسرته فإذا في وسطه مثاقيل حديد و نحاس أو صفر فأخرجته و أنفذت الذهب فقبل

7-  علي بن محمد عن الفضل الخزاز المدائني مولى خديجة بنت محمد أبي جعفر ع قال إن قوما من أهل المدينة من الطالبيين كانوا يقولون بالحق و كانت الوظائف ترد عليهم في وقت معلوم فلما مضى أبو محمد ع رجع قوم منهم عن القول بالولد فوردت الوظائف على من ثبت منهم على القول بالولد و قطع عن الباقين فلا يذكرون في الذاكرين و الحمد لله رب العالمين

8-  علي بن محمد قال أوصل رجل من أهل السواد مالا فرد عليه و قيل له أخرج حق ولد عمك منه و هو أربعمائة درهم و كان الرجل في يده ضيعة لولد عمه فيها شركة قد حبسها عليهم فنظر فإذا الذي لولد عمه من ذلك المال أربعمائة درهم فأخرجها و أنفذ الباقي فقبل

9-  القاسم بن العلاء قال ولد لي عدة بنين فكنت أكتب و أسأل الدعاء فلا يكتب إلي لهم بشي‏ء فماتوا كلهم فلما ولد لي الحسن ابني كتبت أسأل الدعاء فأجبت يبقى و الحمد لله

10-  علي بن محمد عن أبي عبد الله بن صالح قال كنت خرجت سنة من السنين ببغداد فاستأذنت في الخروج فلم يؤذن لي فأقمت اثنين و عشرين يوما و قد خرجت القافلة إلى النهروان فأذن في الخروج لي يوم الأربعاء و قيل لي اخرج فيه فخرجت و أنا آيس من القافلة أن ألحقها فوافيت النهروان و القافلة مقيمة فما كان إلا أن أعلفت جمالي شيئا حتى رحلت القافلة فرحلت و قد دعا لي بالسلامة فلم ألق سوءا و الحمد لله

11-  علي عن النضر بن صباح البجلي عن محمد بن يوسف الشاشي قال خرج بي ناصور على مقعدتي فأريته الأطباء و أنفقت عليه مالا فقالوا لا نعرف له دواء فكتبت رقعة أسأل الدعاء فوقع ع إلي ألبسك الله العافية و جعلك معنا في الدنيا و الآخرة قال فما أتت علي جمعة حتى عوفيت و صار مثل راحتي فدعوت طبيبا من أصحابنا و أريته إياه فقال ما عرفنا لهذا دواء

12-  علي عن علي بن الحسين اليماني قال كنت ببغداد فتهيأت قافلة لليمانيين فأردت الخروج معها فكتبت ألتمس الإذن في ذلك فخرج لا تخرج معهم فليس لك في الخروج معهم خيرة و أقم بالكوفة قال و أقمت و خرجت القافلة فخرجت عليهم حنظلة فاجتاحتهم و كتبت أستأذن في ركوب الماء فلم يأذن لي فسألت عن المراكب التي خرجت في تلك السنة في البحر فما سلم منها مركب خرج عليها قوم من الهند يقال لهم البوارج فقطعوا عليها قال و زرت العسكر فأتيت الدرب مع المغيب و لم أكلم أحدا و لم أتعرف إلى أحد و أنا أصلي في المسجد بعد فراغي من الزيارة إذا بخادم قد جاءني فقال لي قم فقلت له إذن إلى أين فقال لي إلى المنزل قلت و من أنا لعلك أرسلت إلى غيري فقال لا ما أرسلت إلا إليك أنت علي بن الحسين رسول جعفر بن إبراهيم فمر بي حتى أنزلني في بيت الحسين بن أحمد ثم ساره فلم أدر ما قال له حتى آتاني جميع ما أحتاج إليه و جلست عنده ثلاثة أيام و استأذنته في الزيارة من داخل فأذن لي فزرت ليلا

13-  الحسن بن الفضل بن زيد اليماني قال كتب أبي بخطه كتابا فورد جوابه ثم كتبت بخطي فورد جوابه ثم كتب بخطه رجل من فقهاء أصحابنا فلم يرد جوابه فنظرنا فكانت العلة أن الرجل تحول قرمطيا قال الحسن بن الفضل فزرت العراق و وردت طوس و عزمت أن لا أخرج إلا عن بينة من أمري و نجاح من حوائجي و لو احتجت أن أقيم بها حتى أتصدق قال و في خلال ذلك يضيق صدري بالمقام و أخاف أن يفوتني الحج قال فجئت يوما إلى محمد بن أحمد أتقاضاه فقال لي صر إلى مسجد كذا و كذا و إنه يلقاك رجل قال فصرت إليه فدخل علي رجل فلما نظر إلي ضحك و قال لا تغتم فإنك ستحج في هذه السنة و تنصرف إلى أهلك و ولدك سالما قال فاطمأننت و سكن قلبي و أقول ذا مصداق ذلك و الحمد لله قال ثم وردت العسكر فخرجت إلي صرة فيها دنانير و ثوب فاغتممت و قلت في نفسي جزائي عند القوم هذا و استعملت الجهل فرددتها و كتبت رقعة و لم يشر الذي قبضها مني علي بشي‏ء و لم يتكلم فيها بحرف ثم ندمت بعد ذلك ندامة شديدة و قلت في نفسي كفرت بردي على مولاي و كتبت رقعة أعتذر من فعلي و أبوء بالإثم و أستغفر من ذلك و أنفذتها و قمت أتمسح فأنا في ذلك أفكر في نفسي و أقول إن ردت علي الدنانير لم أحلل صرارها و لم أحدث فيها حتى أحملها إلى أبي فإنه أعلم مني ليعمل فيها بما شاء فخرج إلى الرسول الذي حمل إلي الصرة أسأت إذ لم تعلم الرجل إنا ربما فعلنا ذلك بموالينا و ربما سألونا ذلك يتبركون به و خرج إلي أخطأت في ردك برنا فإذا استغفرت الله فالله يغفر لك فأما إذا كانت عزيمتك و عقد نيتك ألا تحدث فيها حدثا و لا تنفقها في طريقك فقد صرفناها عنك فأما الثوب فلا بد منه لتحرم فيه قال و كتبت في معنيين و أردت أن أكتب في الثالث و امتنعت منه مخافة أن يكره ذلك فورد جواب المعنيين و الثالث الذي طويت مفسرا و الحمد لله قال و كنت وافقت جعفر بن إبراهيم النيسابوري بنيسابور على أن أركب معه و أزامله فلما وافيت بغداد بدا لي فاستقلته و ذهبت أطلب عديلا فلقيني ابن الوجناء بعد أن كنت صرت إليه و سألته أن يكتري لي فوجدته كارها فقال لي أنا في طلبك و قد قيل لي إنه يصحبك فأحسن معاشرته و اطلب له عديلا و اكتر له

14-  علي بن محمد عن الحسن بن عبد الحميد قال شككت في أمر حاجز فجمعت شيئا ثم صرت إلى العسكر فخرج إلي ليس فينا شك و لا فيمن يقوم مقامنا بأمرنا رد ما معك إلى حاجز بن يزيد

15-  علي بن محمد عن محمد بن صالح قال لما مات أبي و صار الأمر لي كان لأبي على الناس سفاتج من مال الغريم فكتبت إليه أعلمه فكتب طالبهم و استقض عليهم فقضاني الناس إلا رجل واحد كانت عليه سفتجة بأربعمائة دينار فجئت إليه أطالبه فماطلني و استخف بي ابنه و سفه علي فشكوت إلى أبيه فقال و كان ما ذا فقبضت على لحيته و أخذت برجله و سحبته إلى وسط الدار و ركلته ركلا كثيرا فخرج ابنه يستغيث بأهل بغداد و يقول قمي رافضي قد قتل والدي فاجتمع علي منهم الخلق فركبت دابتي و قلت أحسنتم يا أهل بغداد تميلون مع الظالم على الغريب المظلوم أنا رجل من أهل همدان من أهل السنة و هذا ينسبني إلى أهل قم و الرفض ليذهب بحقي و مالي قال فمالوا عليه و أرادوا أن يدخلوا على حانوته حتى سكنتهم و طلب إلي صاحب السفتجة و حلف بالطلاق أن يوفيني مالي حتى أخرجتهم عنه

16-  علي عن عدة من أصحابنا عن أحمد بن الحسن و العلاء بن رزق الله عن بدر غلام أحمد بن الحسن قال وردت الجبل و أنا لا أقول بالإمامة أحبهم جملة إلى أن مات يزيد بن عبد الله فأوصى في علته أن يدفع الشهري السمند و سيفه و منطقته إلى مولاه فخفت إن أنا لم أدفع الشهري إلى إذكوتكين نالني منه استخفاف فقومت الدابة و السيف و المنطقة بسبعمائة دينار في نفسي و لم أطلع عليه أحدا فإذا الكتاب قد ورد علي من العراق وجه السبع مائة دينار التي لنا قبلك من ثمن الشهري و السيف و المنطقة

17-  علي عمن حدثه قال ولد لي ولد فكتبت أستأذن في طهره يوم السابع فورد لا تفعل فمات يوم السابع أو الثامن ثم كتبت بموته فورد ستخلف غيره و غيره تسميه أحمد و من بعد أحمد جعفرا فجاء كما قال قال و تهيأت للحج و ودعت الناس و كنت على الخروج فورد نحن لذلك كارهون و الأمر إليك قال فضاق صدري و اغتممت و كتبت أنا مقيم على السمع و الطاعة غير أني مغتم بتخلفي عن الحج فوقع لا يضيقن صدرك فإنك ستحج من قابل إن شاء الله قال و لما كان من قابل كتبت أستأذن فورد الإذن فكتبت أني عادلت محمد بن العباس و أنا واثق بديانته و صيانته فورد الأسدي نعم العديل فإن قدم فلا تختر عليه فقدم الأسدي و عادلته

18-  الحسن بن علي العلوي قال أودع المجروح مرداس بن علي مالا للناحية و كان عند مرداس مال لتميم بن حنظلة فورد على مرداس أنفذ مال تميم مع ما أودعك الشيرازي

19-  علي بن محمد عن الحسن بن عيسى العريضي أبي محمد قال لما مضى أبو محمد ع ورد رجل من أهل مصر بمال إلى مكة للناحية فاختلف عليه فقال بعض الناس إن أبا محمد ع مضى من غير خلف و الخلف جعفر و قال بعضهم مضى أبو محمد عن خلف فبعث رجلا يكنى بأبي طالب فورد العسكر و معه كتاب فصار إلى جعفر و سأله عن برهان فقال لا يتهيأ في هذا الوقت فصار إلى الباب و أنفذ الكتاب إلى أصحابنا فخرج إليه آجرك الله في صاحبك فقد مات و أوصى بالمال الذي كان معه إلى ثقة ليعمل فيه بما يجب و أجيب عن كتابه

20-  علي بن محمد قال حمل رجل من أهل آبة شيئا يوصله و نسي سيفا بآبة فأنفذ ما كان معه فكتب إليه ما خبر السيف الذي نسيته

21-  الحسن بن خفيف عن أبيه قال بعث بخدم إلى مدينة الرسول ص و معهم خادمان و كتب إلى خفيف أن يخرج معهم فخرج معهم فلما وصلوا إلى الكوفة شرب أحد الخادمين مسكرا فما خرجوا من الكوفة حتى ورد كتاب من العسكر برد الخادم الذي شرب المسكر و عزل عن الخدمة

22-  علي بن محمد عن أحمد بن أبي علي بن غياث عن أحمد بن الحسن قال أوصى يزيد بن عبد الله بدابة و سيف و مال و أنفذ ثمن الدابة و غير ذلك و لم يبعث السيف فورد كان مع ما بعثتم سيف فلم يصل أو كما قال

23-  علي بن محمد عن محمد بن علي بن شاذان النيسابوري قال اجتمع عندي خمسمائة درهم تنقص عشرين درهما فأنفت أن أبعث بخمسمائة تنقص عشرين درهما فوزنت من عندي عشرين درهما و بعثتها إلى الأسدي و لم أكتب ما لي فيها فورد وصلت خمسمائة درهم لك منها عشرون درهما

24-  الحسين بن محمد الأشعري قال كان يرد كتاب أبي محمد ع في الإجراء على الجنيد قاتل فارس و أبي الحسن و آخر فلما مضى أبو محمد ع ورد استئناف من الصاحب لإجراء أبي الحسن و صاحبه و لم يرد في أمر الجنيد بشي‏ء قال فاغتممت لذلك فورد نعي الجنيد بعد ذلك

25-  علي بن محمد عن محمد بن صالح قال كانت لي جارية كنت معجبا بها فكتبت أستأمر في استيلادها فورد استولدها و يفعل الله ما يشاء فوطئتها فحبلت ثم أسقطت فماتت

26-  علي بن محمد قال كان ابن العجمي جعل ثلثه للناحية و كتب بذلك و قد كان قبل إخراجه الثلث دفع مالا لابنه أبي المقدام لم يطلع عليه أحد فكتب إليه فأين المال الذي عزلته لأبي المقدام

27-  علي بن محمد عن أبي عقيل عيسى بن نصر قال كتب علي بن زياد الصيمري يسأل كفنا فكتب إليه إنك تحتاج إليه في سنة ثمانين فمات في سنة ثمانين و بعث إليه بالكفن قبل موته بأيام

28-  علي بن محمد عن محمد بن هارون بن عمران الهمذاني قال كان للناحية علي خمسمائة دينار فضقت بها ذرعا ثم قلت في نفسي لي حوانيت اشتريتها بخمسمائة و ثلاثين دينارا قد جعلتها للناحية بخمسمائة دينار و لم أنطق بها فكتب إلى محمد بن جعفر اقبض الحوانيت من محمد بن هارون بالخمسمائة دينار التي لنا عليه

29-  علي بن محمد قال باع جعفر فيمن باع صبية جعفرية كانت في الدار يربونها فبعث بعض العلويين و أعلم المشتري خبرها فقال المشتري قد طابت نفسي بردها و أن لا أرزأ من ثمنها شيئا فخذها فذهب العلوي فأعلم أهل الناحية الخبر فبعثوا إلى المشتري بأحد و أربعين دينارا و أمروه بدفعها إلى صاحبها

30-  الحسين بن الحسن العلوي قال كان رجل من ندماء روزحسنى و آخر معه فقال له هو ذا يجبي الأموال و له وكلاء و سموا جميع الوكلاء في النواحي و أنهي ذلك إلى عبيد الله بن سليمان الوزير فهم الوزير بالقبض عليهم فقال السلطان اطلبوا أين هذا الرجل فإن هذا أمر غليظ فقال عبيد الله بن سليمان نقبض على الوكلاء فقال السلطان لا و لكن دسوا لهم قوما لا يعرفون بالأموال فمن قبض منهم شيئا قبض عليه قال فخرج بأن يتقدم إلى جميع الوكلاء أن لا يأخذوا من أحد شيئا و أن يمتنعوا من ذلك و يتجاهلوا الأمر فاندس لمحمد بن أحمد رجل لا يعرفه و خلا به فقال معي مال أريد أن أوصله فقال له محمد غلطت أنا لا أعرف من هذا شيئا فلم يزل يتلطفه و محمد يتجاهل عليه و بثوا الجواسيس و امتنع الوكلاء كلهم لما كان تقدم إليهم

31-  علي بن محمد قال خرج نهي عن زيارة مقابر قريش و الحير فلما كان بعد أشهر دعا الوزير الباقطائي فقال له الق بني الفرات و البرسيين و قل لهم لا يزوروا مقابر قريش فقد أمر الخليفة أن يتفقد كل من زار فيقبض عليه

باب ما جاء في الاثني عشر و النص عليهم ع

1-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد البرقي عن أبي هاشم داود بن القاسم الجعفري عن أبي جعفر الثاني ع قال أقبل أمير المؤمنين ع و معه الحسن بن علي ع و هو متكئ على يد سلمان فدخل المسجد الحرام فجلس إذ أقبل رجل حسن الهيئة و اللباس فسلم على أمير المؤمنين فرد عليه السلام فجلس ثم قال يا أمير المؤمنين أسألك عن ثلاث مسائل إن أخبرتني بهن علمت أن القوم ركبوا من أمرك ما قضي عليهم و أن ليسوا بمأمونين في دنياهم و آخرتهم و إن تكن الأخرى علمت أنك و هم شرع سواء فقال له أمير المؤمنين ع سلني عما بدا لك قال أخبرني عن الرجل إذا نام أين تذهب روحه و عن الرجل كيف يذكر و ينسى و عن الرجل كيف يشبه ولده الأعمام و الأخوال فالتفت أمير المؤمنين ع إلى الحسن فقال يا أبا محمد أجبه قال فأجابه الحسن ع فقال الرجل أشهد أن لا إله إلا الله و لم أزل أشهد بها و أشهد أن محمدا رسول الله و لم أزل أشهد بذلك و أشهد أنك وصي رسول الله ص و القائم بحجته و أشار إلى أمير المؤمنين و لم أزل أشهد بها و أشهد أنك وصيه و القائم بحجته و أشار إلى الحسن ع و أشهد أن الحسين بن علي وصي أخيه و القائم بحجته بعده و أشهد على علي بن الحسين أنه القائم بأمر الحسين بعده و أشهد على محمد بن علي أنه القائم بأمر علي بن الحسين و أشهد على جعفر بن محمد بأنه القائم بأمر محمد و أشهد على موسى أنه القائم بأمر جعفر بن محمد و أشهد على علي بن موسى أنه القائم بأمر موسى بن جعفر و أشهد على محمد بن علي أنه القائم بأمر علي بن موسى و أشهد على علي بن محمد بأنه القائم بأمر محمد بن علي و أشهد على الحسن بن علي بأنه القائم بأمر علي بن محمد و أشهد على رجل من ولد الحسن لا يكنى و لا يسمى حتى يظهر أمره فيملأها عدلا كما ملئت جورا و السلام عليك يا أمير المؤمنين و رحمة الله و بركاته ثم قام فمضى فقال أمير المؤمنين يا أبا محمد اتبعه فانظر أين يقصد فخرج الحسن بن علي ع فقال ما كان إلا أن وضع رجله خارجا من المسجد فما دريت أين أخذ من أرض الله فرجعت إلى أمير المؤمنين ع فأعلمته فقال يا أبا محمد أ تعرفه قلت الله و رسوله و أمير المؤمنين أعلم قال هو الخضر ع

2-  و حدثني محمد بن يحيى عن محمد بن الحسن الصفار عن أحمد بن أبي عبد الله عن أبي هاشم مثله سواء قال محمد بن يحيى فقلت لمحمد بن الحسن يا أبا جعفر وددت أن هذا الخبر جاء من غير جهة أحمد بن أبي عبد الله قال فقال لقد حدثني قبل الحيرة بعشر سنين

3-  محمد بن يحيى و محمد بن عبد الله عن عبد الله بن جعفر عن الحسن بن ظريف و علي بن محمد عن صالح بن أبي حماد عن بكر بن صالح عن عبد الرحمن بن سالم عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال قال أبي لجابر بن عبد الله الأنصاري إن لي إليك حاجة فمتى يخف عليك أن أخلو بك فأسألك عنها فقال له جابر أي الأوقات أحببته فخلا به في بعض الأيام فقال له يا جابر أخبرني عن اللوح الذي رأيته في يد أمي فاطمة ع بنت رسول الله ص و ما أخبرتك به أمي أنه في ذلك اللوح مكتوب فقال جابر أشهد بالله أني دخلت على أمك فاطمة ع في حياة رسول الله ص فهنيتها بولادة الحسين و رأيت في يديها لوحا أخضر ظننت أنه من زمرد و رأيت فيه كتابا أبيض شبه لون الشمس فقلت لها بأبي و أمي يا بنت رسول الله ص ما هذا اللوح فقالت هذا لوح أهداه الله إلى رسوله ص فيه اسم أبي و اسم بعلي و اسم ابني و اسم الأوصياء من ولدي و أعطانيه أبي ليبشرني بذلك قال جابر فأعطتنيه أمك فاطمة ع فقرأته و استنسخته فقال له أبي فهل لك يا جابر أن تعرضه علي قال نعم فمشى معه أبي إلى منزل جابر فأخرج صحيفة من رق فقال يا جابر انظر في كتابك لأقرأ أنا عليك فنظر جابر في نسخة فقرأه أبي فما خالف حرف حرفا فقال جابر فأشهد بالله أني هكذا رأيته في اللوح مكتوبا بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من الله العزيز الحكيم لمحمد نبيه و نوره و سفيره و حجابه و دليله نزل به الروح الأمين من عند رب العالمين عظم يا محمد أسمائي و اشكر نعمائي و لا تجحد آلائي إني أنا الله لا إله إلا أنا قاصم الجبارين و مديل المظلومين و ديان الدين إني أنا الله لا إله إلا أنا فمن رجا غير فضلي أو خاف غير عدلي عذبته عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين فإياي فاعبد و علي فتوكل إني لم أبعث نبيا فأكملت أيامه و انقضت مدته إلا جعلت له وصيا و إني فضلتك على الأنبياء و فضلت وصيك على الأوصياء و أكرمتك بشبليك و سبطيك حسن و حسين فجعلت حسنا معدن علمي بعد انقضاء مدة أبيه و جعلت حسينا خازن وحيي و أكرمته بالشهادة و ختمت له بالسعادة فهو أفضل من استشهد و أرفع الشهداء درجة جعلت كلمتي التامة معه و حجتي البالغة عنده بعترته أثيب و أعاقب أولهم علي سيد العابدين و زين أوليائي الماضين و ابنه شبه جده المحمود محمد الباقر علمي و المعدن لحكمتي سيهلك المرتابون في جعفر الراد عليه كالراد علي حق القول مني لأكرمن مثوى جعفر و لأسرنه في أشياعه و أنصاره و أوليائه أتيحت بعده موسى فتنة عمياء حندس لأن خيط فرضي لا ينقطع و حجتي لا تخفى و أن أوليائي يسقون بالكأس الأوفى من جحد واحدا منهم فقد جحد نعمتي و من غير آية من كتابي فقد افترى علي ويل للمفترين الجاحدين عند انقضاء مدة موسى عبدي و حبيبي و خيرتي في علي وليي و ناصري و من أضع عليه أعباء النبوة و أمتحنه بالاضطلاع بها يقتله عفريت مستكبر يدفن في المدينة التي بناها العبد الصالح إلى جنب شر خلقي حق القول مني لأسرنه بمحمد ابنه و خليفته من بعده و وارث علمه فهو معدن علمي و موضع سري و حجتي على خلقي لا يؤمن عبد به إلا جعلت الجنة مثواه و شفعته في سبعين من أهل بيته كلهم قد استوجبوا النار و أختم بالسعادة لابنه علي وليي و ناصري و الشاهد في خلقي و أميني على وحيي أخرج منه الداعي إلى سبيلي و الخازن لعلمي الحسن و أكمل ذلك بابنه م‏ح‏م‏د رحمة للعالمين عليه كمال موسى و بهاء عيسى و صبر أيوب فيذل أوليائي في زمانه و تتهادى رءوسهم كما تتهادى رءوس الترك و الديلم فيقتلون و يحرقون و يكونون خائفين مرعوبين وجلين تصبغ الأرض بدمائهم و يفشو الويل و الرنة في نسائهم أولئك أوليائي حقا بهم أدفع كل فتنة عمياء حندس و بهم أكشف الزلازل و أدفع الآصار و الأغلال أولئك عليهم صلوات من ربهم و رحمة و أولئك هم المهتدون قال عبد الرحمن بن سالم قال أبو بصير لو لم تسمع في دهرك إلا هذا الحديث لكفاك فصنه إلا عن أهله

 -  علي بن إبراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسى عن إبراهيم بن عمر اليماني عن أبان بن أبي عياش عن سليم بن قيس و محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن أبي عمير عن عمر بن أذينة و علي بن محمد عن أحمد بن هلال عن ابن أبي عمير عن عمر بن أذينة عن أبان بن أبي عياش عن سليم بن قيس قال سمعت عبد الله بن جعفر الطيار يقول كنا عند معاوية أنا و الحسن و الحسين و عبد الله بن عباس و عمر ابن أم سلمة و أسامة بن زيد فجرى بيني و بين معاوية كلام فقلت لمعاوية سمعت رسول الله ص يقول أنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم ثم أخي علي بن أبي طالب أولى بالمؤمنين من أنفسهم فإذا استشهد علي فالحسن بن علي أولى بالمؤمنين من أنفسهم ثم ابني الحسين من بعده أولى بالمؤمنين من أنفسهم فإذا استشهد فابنه علي بن الحسين أولى بالمؤمنين من أنفسهم و ستدركه يا علي ثم ابنه محمد بن علي أولى بالمؤمنين من أنفسهم و ستدركه يا حسين ثم يكمله اثني عشر إماما تسعة من ولد الحسين قال عبد الله بن جعفر و استشهدت الحسن و الحسين و عبد الله بن عباس و عمر ابن أم سلمة و أسامة بن زيد فشهدوا لي عند معاوية قال سليم و قد سمعت ذلك من سلمان و أبي ذر و المقداد و ذكروا أنهم سمعوا ذلك من رسول الله ص

5-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه عن عبد الله بن القاسم عن حنان بن السراج عن داود بن سليمان الكسائي عن أبي الطفيل قال شهدت جنازة أبي بكر يوم مات و شهدت عمر حين بويع و علي ع جالس ناحية فأقبل غلام يهودي جميل الوجه بهي عليه ثياب حسان و هو من ولد هارون حتى قام على رأس عمر فقال يا أمير المؤمنين أنت أعلم هذه الأمة بكتابهم و أمر نبيهم قال فطأطأ عمر رأسه فقال إياك أعني و أعاد عليه القول فقال له عمر لم ذاك قال إني جئتك مرتادا لنفسي شاكا في ديني فقال دونك هذا الشاب قال و من هذا الشاب قال هذا علي بن أبي طالب ابن عم رسول الله ص و هذا أبو الحسن و الحسين ابني رسول الله ص و هذا زوج فاطمة بنت رسول الله ص فأقبل اليهودي على علي ع فقال أ كذاك أنت قال نعم قال إني أريد أن أسألك عن ثلاث و ثلاث و واحدة قال فتبسم أمير المؤمنين ع من غير تبسم و قال يا هاروني ما منعك أن تقول سبعا قال أسألك عن ثلاث فإن أجبتني سألت عما بعدهن و إن لم تعلمهن علمت أنه ليس فيكم عالم قال علي ع فإني أسألك بالإله الذي تعبده لئن أنا أجبتك في كل ما تريد لتدعن دينك و لتدخلن في ديني قال ما جئت إلا لذاك قال فسل قال أخبرني عن أول قطرة دم قطرت على وجه الأرض أي قطرة هي و أول عين فاضت على وجه الأرض أي عين هي و أول شي‏ء اهتز على وجه الأرض أي شي‏ء هو فأجابه أمير المؤمنين ع فقال له أخبرني عن الثلاث الأخر أخبرني عن محمد كم له من إمام عدل و في أي جنة يكون و من ساكنه معه في جنته فقال يا هاروني إن لمحمد اثني عشر إمام عدل لا يضرهم خذلان من خذلهم و لا يستوحشون بخلاف من خالفهم و إنهم في الدين أرسب من الجبال الرواسي في الأرض و مسكن محمد في جنته معه أولئك الاثني عشر الإمام العدل فقال صدقت و الله الذي لا إله إلا هو إني لأجدها في كتب أبي هارون كتبه بيده و أملاه موسى عمي ع قال فأخبرني عن الواحدة أخبرني عن وصي محمد كم يعيش من بعده و هل يموت أو يقتل قال يا هاروني يعيش بعده ثلاثين سنة لا يزيد يوما و لا ينقص يوما ثم يضرب ضربة هاهنا يعني على قرنه فتخضب هذه من هذا قال فصاح الهاروني و قطع كستيجه و هو يقول أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أن محمدا عبده و رسوله و أنك وصيه ينبغي أن تفوق و لا تفاق و أن تعظم و لا تستضعف قال ثم مضى به علي ع إلى منزله فعلمه معالم الدين

6-  محمد بن يحيى عن محمد بن أحمد عن محمد بن الحسين عن أبي سعيد العصفوري عن عمرو بن ثابت عن أبي حمزة قال سمعت علي بن الحسين ع يقول إن الله خلق محمدا و عليا و أحد عشر من ولده من نور عظمته فأقامهم أشباحا في ضياء نوره يعبدونه قبل خلق الخلق يسبحون الله و يقدسونه و هم الأئمة من ولد رسول الله ص

7-  محمد بن يحيى عن عبد الله بن محمد الخشاب عن ابن سماعة عن علي بن الحسن بن رباط عن ابن أذينة عن زرارة قال سمعت أبا جعفر ع يقول الاثنا عشر الإمام من آل محمد ع كلهم محدث من ولد رسول الله ص و من ولد علي و رسول الله و علي ع هما الوالدان فقال علي بن راشد كان أخا علي بن الحسين لأمه و أنكر ذلك فصرر أبو جعفر ع و قال أما إن ابن أمك كان أحدهم

8-  محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن مسعدة بن زياد عن أبي عبد الله و محمد بن الحسين عن إبراهيم عن أبي يحيى المدائني عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري قال كنت حاضرا لما هلك أبو بكر و استخلف عمر أقبل يهودي من عظماء يهود يثرب و تزعم يهود المدينة أنه أعلم أهل زمانه حتى رفع إلى عمر فقال له يا عمر إني جئتك أريد الإسلام فإن أخبرتني عما أسألك عنه فأنت أعلم أصحاب محمد بالكتاب و السنة و جميع ما أريد أن أسأل عنه قال فقال له عمر إني لست هناك لكني أرشدك إلى من هو أعلم أمتنا بالكتاب و السنة و جميع ما قد تسأل عنه و هو ذاك فأومأ إلى علي ع فقال له اليهودي يا عمر إن كان هذا كما تقول فما لك و لبيعة الناس و إنما ذاك أعلمكم فزبره عمر ثم إن اليهودي قام إلى علي ع فقال له أنت كما ذكر عمر فقال و ما قال عمر فأخبره قال فإن كنت كما قال سألتك عن أشياء أريد أن أعلم هل يعلمه أحد منكم فأعلم أنكم في دعواكم خير الأمم و أعلمها صادقين و مع ذلك أدخل في دينكم الإسلام فقال أمير المؤمنين ع نعم أنا كما ذكر لك عمر سل عما بدا لك أخبرك به إن شاء الله قال أخبرني عن ثلاث و ثلاث و واحدة فقال له علي ع يا يهودي و لم لم تقل أخبرني عن سبع فقال له اليهودي إنك إن أخبرتني بالثلاث سألتك عن البقية و إلا كففت فإن أنت أجبتني في هذه السبع فأنت أعلم أهل الأرض و أفضلهم و أولى الناس بالناس فقال له سل عما بدا لك يا يهودي قال أخبرني عن أول حجر وضع على وجه الأرض و أول شجرة غرست على وجه الأرض و أول عين نبعت على وجه الأرض فأخبره أمير المؤمنين ع ثم قال له اليهودي أخبرني عن هذه الأمة كم لها من إمام هدى و أخبرني عن نبيكم محمد أين منزله في الجنة و أخبرني من معه في الجنة فقال له أمير المؤمنين ع إن لهذه الأمة اثني عشر إماما هدى من ذرية نبيها و هم مني و أما منزل نبينا في الجنة ففي أفضلها و أشرفها جنة عدن و أما من معه في منزله فيها فهؤلاء الاثنا عشر من ذريته و أمهم و جدتهم و أم أمهم و ذراريهم لا يشركهم فيها أحد

9  -15-  محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن ابن محبوب عن أبي الجارود عن أبي جعفر ع عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال دخلت على فاطمة ع و بين يديها لوح فيه أسماء الأوصياء من ولدها فعددت اثني عشر آخرهم القائم ع ثلاثة منهم محمد و ثلاثة منهم علي

10-  علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى بن عبيد عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة عن أبي جعفر ع قال إن الله أرسل محمدا ص إلى الجن و الإنس و جعل من بعده اثني عشر وصيا منهم من سبق و منهم من بقي و كل وصي جرت به سنة و الأوصياء الذين من بعد محمد ص على سنة أوصياء عيسى و كانوا اثني عشر و كان أمير المؤمنين ع على سنة المسيح

11-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى و محمد بن أبي عبد الله و محمد بن الحسن عن سهل بن زياد جميعا عن الحسن بن العباس بن الحريش عن أبي جعفر الثاني ع أن أمير المؤمنين ع قال لابن عباس إن ليلة القدر في كل سنة و إنه ينزل في تلك الليلة أمر السنة و لذلك الأمر ولاة بعد رسول الله ص فقال ابن عباس من هم قال أنا و أحد عشر من صلبي أئمة محدثون

12-  و بهذا الإسناد قال قال رسول الله ص لأصحابه آمنوا بليلة القدر إنها تكون لعلي بن أبي طالب و لولده الأحد عشر من بعدي

13-  و بهذا الإسناد أن أمير المؤمنين ع قال لأبي بكر يوما لا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون و أشهد أن محمدا ص رسول الله مات شهيدا و الله ليأتينك فأيقن إذا جاءك فإن الشيطان غير متخيل به فأخذ علي بيد أبي بكر فأراه النبي ص فقال له يا أبا بكر آمن بعلي و بأحد عشر من ولده إنهم مثلي إلا النبوة و تب إلى الله مما في يدك فإنه لا حق لك فيه قال ثم ذهب فلم ير

14-  أبو علي الأشعري عن الحسن بن عبيد الله عن الحسن بن موسى الخشاب عن علي بن سماعة عن علي بن الحسن بن رباط عن ابن أذينة عن زرارة قال سمعت أبا جعفر ع يقول الاثنا عشر الإمام من آل محمد كلهم محدث من ولد رسول الله ص و ولد علي بن أبي طالب ع فرسول الله ص و علي ع هما الوالدان

15-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن سعيد بن غزوان عن أبي بصير عن أبي جعفر ع قال يكون تسعة أئمة بعد الحسين بن علي تاسعهم قائمهم

16-  الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الوشاء عن أبان عن زرارة قال سمعت أبا جعفر ع يقول نحن اثنا عشر إماما منهم حسن و حسين ثم الأئمة من ولد الحسين ع

 -  محمد بن يحيى عن محمد بن أحمد عن محمد بن الحسين عن أبي سعيد العصفوري عن عمرو بن ثابت عن أبي الجارود عن أبي جعفر ع قال قال رسول الله ص إني و اثني عشر من ولدي و أنت يا علي زر الأرض يعني أوتادها و جبالها بنا أوتد الله الأرض أن تسيخ بأهلها فإذا ذهب الاثنا عشر من ولدي ساخت الأرض بأهلها و لم ينظروا

18-  و بهذا الإسناد عن أبي سعيد رفعه عن أبي جعفر ع قال قال رسول الله ص من ولدي اثنا عشر نقيبا نجباء محدثون مفهمون آخرهم القائم بالحق يملأها عدلا كما ملئت جورا

19-  علي بن محمد و محمد بن الحسن عن سهل بن زياد عن محمد بن الحسن بن شمون عن عبد الله بن عبد الرحمن الأصم عن كرام قال حلفت فيما بيني و بين نفسي ألا آكل طعاما بنهار أبدا حتى يقوم قائم آل محمد فدخلت على أبي عبد الله ع قال فقلت له رجل من شيعتكم جعل لله عليه ألا يأكل طعاما بنهار أبدا حتى يقوم قائم آل محمد قال فصم إذا يا كرام و لا تصم العيدين و لا ثلاثة التشريق و لا إذا كنت مسافرا و لا مريضا فإن الحسين ع لما قتل عجت السماوات و الأرض و من عليهما و الملائكة فقالوا يا ربنا ائذن لنا في هلاك الخلق حتى نجدهم عن جديد الأرض بما استحلوا حرمتك و قتلوا صفوتك فأوحى الله إليهم يا ملائكتي و يا سماواتي و يا أرضي اسكنوا ثم كشف حجابا من الحجب فإذا خلفه محمد ص و اثنا عشر وصيا له ع و أخذ بيد فلان القائم من بينهم فقال يا ملائكتي و يا سماواتي و يا أرضي بهذا أنتصر لهذا قالها ثلاث مرات

20-  محمد بن يحيى و أحمد بن محمد عن محمد بن الحسين عن أبي طالب عن عثمان بن عيسى عن سماعة بن مهران قال كنت أنا و أبو بصير و محمد بن عمران مولى أبي جعفر ع في منزله بمكة فقال محمد بن عمران سمعت أبا عبد الله ع يقول نحن اثنا عشر محدثا فقال له أبو بصير سمعت من أبي عبد الله ع فحلفه مرة أو مرتين أنه سمعه فقال أبو بصير لكني سمعته من أبي جعفر ع

باب في أنه إذا قيل في الرجل شي‏ء فلم يكن فيه و كان في ولده أو ولد ولده فإنه هو الذي قيل فيه

1-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد و علي بن إبراهيم عن أبيه جميعا عن ابن محبوب عن ابن رئاب عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال إن الله تعالى أوحى إلى عمران أني واهب لك ذكرا سويا مباركا يبرئ الأكمه و الأبرص و يحيي الموتى بإذن الله و جاعله رسولا إلى بني إسرائيل فحدث عمران امرأته حنة بذلك و هي أم مريم فلما حملت كان حملها بها عند نفسها غلام فلما وضعتها قالت رب إني وضعتها أنثى... و ليس الذكر كالأنثى أي لا يكون البنت رسولا يقول الله عز و جل و الله أعلم بما وضعت فلما وهب الله تعالى لمريم عيسى كان هو الذي بشر به عمران و وعده إياه فإذا قلنا في الرجل منا شيئا و كان في ولده أو ولد ولده فلا تنكروا ذلك

2-  محمد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان عن حماد بن عيسى عن إبراهيم بن عمر اليماني عن أبي عبد الله ع قال إذا قلنا في رجل قولا فلم يكن فيه و كان في ولده أو ولد ولده فلا تنكروا ذلك فإن الله تعالى يفعل ما يشاء

3-  الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الوشاء عن أحمد بن عائذ عن أبي خديجة قال سمعت أبا عبد الله ع يقول قد يقوم الرجل بعدل أو بجور و ينسب إليه و لم يكن قام به فيكون ذلك ابنه أو ابن ابنه من بعده فهو هو

 باب أن الأئمة ع كلهم قائمون بأمر الله تعالى هادون إليه

1-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن عيسى عن علي بن الحكم عن زيد أبي الحسن عن الحكم بن أبي نعيم قال أتيت أبا جعفر ع و هو بالمدينة فقلت له علي نذر بين الركن و المقام إن أنا لقيتك أن لا أخرج من المدينة حتى أعلم أنك قائم آل محمد أم لا فلم يجبني بشي‏ء فأقمت ثلاثين يوما ثم استقبلني في طريق فقال يا حكم و إنك لهاهنا بعد فقلت نعم إني أخبرتك بما جعلت لله علي فلم تأمرني و لم تنهني عن شي‏ء و لم تجبني بشي‏ء فقال بكر علي غدوة المنزل فغدوت عليه فقال ع سل عن حاجتك فقلت إني جعلت لله علي نذرا و صياما و صدقة بين الركن و المقام إن أنا لقيتك أن لا أخرج من المدينة حتى أعلم أنك قائم آل محمد أم لا فإن كنت أنت رابطتك و إن لم تكن أنت سرت في الأرض فطلبت المعاش فقال يا حكم كلنا قائم بأمر الله قلت فأنت المهدي قال كلنا نهدي إلى الله قلت فأنت صاحب السيف قال كلنا صاحب السيف و وارث السيف قلت فأنت الذي تقتل أعداء الله و يعز بك أولياء الله و يظهر بك دين الله فقال يا حكم كيف أكون أنا و قد بلغت خمسا و أربعين سنة و إن صاحب هذا الأمر أقرب عهدا باللبن مني و أخف على ظهر الدابة

2-  الحسين بن محمد الأشعري عن معلى بن محمد عن الوشاء عن أحمد بن عائذ عن أبي خديجة عن أبي عبد الله ع أنه سئل عن القائم فقال كلنا قائم بأمر الله واحد بعد واحد حتى يجي‏ء صاحب السيف فإذا جاء صاحب السيف جاء بأمر غير الذي كان

3-  علي بن محمد عن سهل بن زياد عن محمد بن الحسن بن شمون عن عبد الله بن عبد الرحمن عن عبد الله بن القاسم البطل عن عبد الله بن سنان قال قلت لأبي عبد الله ع يوم ندعوا كل أناس بإمامهم قال إمامهم الذي بين أظهرهم و هو قائم أهل زمانه

باب صلة الإمام ع

1-  الحسين بن محمد بن عامر بإسناده رفعه قال قال أبو عبد الله ع من زعم أن الإمام يحتاج إلى ما في أيدي الناس فهو كافر إنما الناس يحتاجون أن يقبل منهم الإمام قال الله عز و جل خذ من أموالهم صدقة تطهرهم و تزكيهم بها

2-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الوشاء عن عيسى بن سليمان النحاس عن المفضل بن عمر عن الخيبري و يونس بن ظبيان قالا سمعنا أبا عبد الله ع يقول ما من شي‏ء أحب إلى الله من إخراج الدراهم إلى الإمام و إن الله ليجعل له الدرهم في الجنة مثل جبل أحد ثم قال إن الله تعالى يقول في كتابه من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة قال هو و الله في صلة الإمام خاصة

3-  و بهذا الإسناد عن أحمد بن محمد عن محمد بن سنان عن حماد بن أبي طلحة عن معاذ صاحب الأكسية قال سمعت أبا عبد الله ع يقول إن الله لم يسأل خلقه ما في أيديهم قرضا من حاجة به إلى ذلك و ما كان لله من حق فإنما هو لوليه

4-  أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن أبي المغراء عن إسحاق بن عمار عن أبي إبراهيم ع قال سألته عن قول الله عز و جل من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له و له أجر كريم قال نزلت في صلة الإمام

5-  علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن الحسن بن مياح عن أبيه قال قال لي أبو عبد الله ع يا مياح درهم يوصل به الإمام أعظم وزنا من أحد

6-  علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن بعض رجاله عن أبي عبد الله ع قال درهم يوصل به الإمام أفضل من ألفي ألف درهم فيما سواه من وجوه البر

7-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن فضال عن ابن بكير قال سمعت أبا عبد الله ع يقول إني لآخذ من أحدكم الدرهم و إني لمن أكثر أهل المدينة مالا ما أريد بذلك إلا أن تطهروا

باب الفي‏ء و الأنفال و تفسير الخمس و حدوده و ما يجب فيه

 إن الله تبارك و تعالى جعل الدنيا كلها بأسرها لخليفته حيث يقول للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة فكانت الدنيا بأسرها لآدم و صارت بعده لأبرار ولده و خلفائه فما غلب عليه أعداؤهم ثم رجع إليهم بحرب أو غلبة سمي فيئا و هو أن يفي‏ء إليهم بغلبة و حرب و كان حكمه فيه ما قال الله تعالى و اعلموا أنما غنمتم من شي‏ء فأن لله خمسه و للرسول و لذي القربى و اليتامى و المساكين و ابن السبيل فهو لله و للرسول و لقرابة الرسول فهذا هو الفي‏ء الراجع و إنما يكون الراجع ما كان في يد غيرهم فأخذ منهم بالسيف و أما ما رجع إليهم من غير أن يوجف عليه بخيل و لا ركاب فهو الأنفال هو لله و للرسول خاصة ليس لأحد فيه الشركة و إنما جعل الشركة في شي‏ء قوتل عليه فجعل لمن قاتل من الغنائم أربعة أسهم و للرسول سهم و الذي للرسول ص يقسمه على ستة أسهم ثلاثة له و ثلاثة لليتامى و المساكين و ابن السبيل و أما الأنفال فليس هذه سبيلها كان للرسول ع خاصة و كانت فدك لرسول الله ص خاصة لأنه ص فتحها و أمير المؤمنين ع لم يكن معهما أحد فزال عنها اسم الفي‏ء و لزمها اسم الأنفال و كذلك الآجام و المعادن و البحار و المفاوز هي للإمام خاصة فإن عمل فيها قوم بإذن الإمام فلهم أربعة أخماس و للإمام خمس و الذي للإمام يجري مجرى الخمس و من عمل فيها بغير إذن الإمام فالإمام يأخذه كله ليس لأحد فيه شي‏ء و كذلك من عمر شيئا أو أجرى قناة أو عمل في أرض خراب بغير إذن صاحب الأرض فليس له ذلك فإن شاء أخذها منه كلها و إن شاء تركها في يده

1-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسى عن إبراهيم بن عمر اليماني عن أبان بن أبي عياش عن سليم بن قيس قال سمعت أمير المؤمنين ع يقول نحن و الله الذين عنى الله بذي القربى الذين قرنهم الله بنفسه و نبيه ص فقال ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله و للرسول و لذي القربى و اليتامى و المساكين منا خاصة و لم يجعل لنا سهما في الصدقة أكرم الله نبيه و أكرمنا أن يطعمنا أوساخ ما في أيدي الناس

2-  الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الوشاء عن أبان عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر ع في قول الله تعالى و اعلموا أنما غنمتم من شي‏ء فأن لله خمسه و للرسول و لذي القربى قال هم قرابة رسول الله ص و الخمس لله و للرسول و لنا

3-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حفص بن البختري عن أبي عبد الله ع قال الأنفال ما لم يوجف عليه بخيل و لا ركاب أو قوم صالحوا أو قوم أعطوا بأيديهم و كل أرض خربة و بطون الأودية فهو لرسول الله ص و هو للإمام من بعده يضعه حيث يشاء

4-  علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن حماد بن عيسى عن بعض أصحابنا عن العبد الصالح ع قال الخمس من خمسة أشياء من الغنائم و الغوص و من الكنوز و من المعادن و الملاحة يؤخذ من كل هذه الصنوف الخمس فيجعل لمن جعله الله تعالى له و يقسم الأربعة الأخماس بين من قاتل عليه و ولي ذلك و يقسم بينهم الخمس على ستة أسهم سهم لله و سهم لرسول الله و سهم لذي القربى و سهم لليتامى و سهم للمساكين و سهم لأبناء السبيل فسهم الله و سهم رسول الله لأولي الأمر من بعد رسول الله ص وراثة فله ثلاثة أسهم سهمان وراثة و سهم مقسوم له من الله و له نصف الخمس كملا و نصف الخمس الباقي بين أهل بيته فسهم ليتاماهم و سهم لمساكينهم و سهم لأبناء سبيلهم يقسم بينهم على الكتاب و السنة ما يستغنون به في سنتهم فإن فضل عنهم شي‏ء فهو للوالي و إن عجز أو نقص عن استغنائهم كان على الوالي أن ينفق من عنده بقدر ما يستغنون به و إنما صار عليه أن يمونهم لأن له ما فضل عنهم و إنما جعل الله هذا الخمس خاصة لهم دون مساكين الناس و أبناء سبيلهم عوضا لهم من صدقات الناس تنزيها من الله لهم لقرابتهم برسول الله ص و كرامة من الله لهم عن أوساخ الناس فجعل لهم خاصة من عنده ما يغنيهم به عن أن يصيرهم في موضع الذل و المسكنة و لا بأس بصدقات بعضهم على بعض و هؤلاء الذين جعل الله لهم الخمس هم قرابة النبي ص الذين ذكرهم الله فقال و أنذر عشيرتك الأقربين و هم بنو عبد المطلب أنفسهم الذكر منهم و الأنثى ليس فيهم من أهل بيوتات قريش و لا من العرب أحد و لا فيهم و لا منهم في هذا الخمس من مواليهم و قد تحل صدقات الناس لمواليهم و هم و الناس سواء و من كانت أمه من بني هاشم و أبوه من سائر قريش فإن الصدقات تحل له و ليس له من الخمس شي‏ء لأن الله تعالى يقول ادعوهم لآبائهم و للإمام صفو المال أن يأخذ من هذه الأموال صفوها الجارية الفارهة و الدابة الفارهة و الثوب و المتاع بما يحب أو يشتهي فذلك له قبل القسمة و قبل إخراج الخمس و له أن يسد بذلك المال جميع ما ينوبه من مثل إعطاء المؤلفة قلوبهم و غير

 ذلك مما ينوبه فإن بقي بعد ذلك شي‏ء أخرج الخمس منه فقسمه في أهله و قسم الباقي على من ولي ذلك و إن لم يبق بعد سد النوائب شي‏ء فلا شي‏ء لهم و ليس لمن قاتل شي‏ء من الأرضين و لا ما غلبوا عليه إلا ما احتوى عليه العسكر و ليس للأعراب من القسمة شي‏ء و إن قاتلوا مع الوالي لأن رسول الله ص صالح الأعراب أن يدعهم في ديارهم و لا يهاجروا على أنه إن دهم رسول الله ص من عدوه دهم أن يستنفرهم فيقاتل بهم و ليس لهم في الغنيمة نصيب و سنته جارية فيهم و في غيرهم و الأرضون التي أخذت عنوة بخيل و رجال فهي موقوفة متروكة في يد من يعمرها و يحييها و يقوم عليها على ما يصالحهم الوالي على قدر طاقتهم من الحق النصف أو الثلث أو الثلثين و على قدر ما يكون لهم صلاحا و لا يضرهم فإذا أخرج منها ما أخرج بدأ فأخرج منه العشر من الجميع مما سقت السماء أو سقي سيحا و نصف العشر مما سقي بالدوالي و النواضح فأخذه الوالي فوجهه في الجهة التي وجهها الله على ثمانية أسهم للفقراء و المساكين و العاملين عليها و المؤلفة قلوبهم و في الرقاب و الغارمين و في سبيل الله و ابن السبيل ثمانية أسهم يقسم بينهم في مواضعهم بقدر ما يستغنون به في سنتهم بلا ضيق و لا تقتير فإن فضل من ذلك شي‏ء رد إلى الوالي و إن نقص من ذلك شي‏ء و لم يكتفوا به كان على الوالي أن يمونهم من عنده بقدر سعتهم حتى يستغنوا و يؤخذ بعد ما بقي من العشر فيقسم بين الوالي و بين شركائه الذين هم عمال الأرض و أكرتها فيدفع إليهم أنصباؤهم على ما صالحهم عليه و يؤخذ الباقي فيكون بعد ذلك أرزاق أعوانه على دين الله و في مصلحة ما ينوبه من تقوية الإسلام و تقوية الدين في وجوه الجهاد وغير ذلك مما فيه مصلحة العامة ليس لنفسه من ذلك قليل و لا كثير و له بعد الخمس الأنفال و الأنفال كل أرض خربة قد باد أهلها و كل أرض لم يوجف عليها بخيل و لا ركاب و لكن صالحوا صلحا و أعطوا بأيديهم على غير قتال و له رءوس الجبال و بطون الأودية و الآجام و كل أرض ميتة لا رب لها و له صوافي الملوك ما كان في أيديهم من غير وجه الغصب لأن الغصب كله مردود و هو وارث من لا وارث له يعول من لا حيلة له و قال إن الله لم يترك شيئا من صنوف الأموال إلا و قد قسمه و أعطى كل ذيحق حقه الخاصة و العامة و الفقراء و المساكين و كل صنف من صنوف الناس فقال لو عدل في الناس لاستغنوا ثم قال إن العدل أحلى من العسل و لا يعدل إلا من يحسن العدل قال و كان رسول الله ص يقسم صدقات البوادي في البوادي و صدقات أهل الحضر في أهل الحضر و لا يقسم بينهم بالسوية على ثمانية حتى يعطي أهل كل سهم ثمنا و لكن يقسمها على قدر من يحضره من أصناف الثمانية على قدر ما يقيم كل صنف منهم يقدر لسنته ليس في ذلك شي‏ء موقوت و لا مسمى و لا مؤلف إنما يضع ذلك على قدر ما يرى و ما يحضره حتى يسد فاقة كل قوم منهم و إن فضل من ذلك فضل عرضوا المال جملة إلى غيرهم و الأنفال إلى الوالي و كل أرض فتحت في أيام النبي ص إلى آخر الأبد و ما كان افتتاحا بدعوة أهل الجور و أهل العدل لأن ذمة رسول الله في الأولين و الآخرين ذمة واحدة لأن رسول الله ص قال المسلمون إخوة تتكافى دماؤهم و يسعى بذمتهم أدناهم و ليس في مال الخمس زكاة لأن فقراء الناس جعل أرزاقهم في أموال الناس على ثمانية أسهم فلم يبق منهم أحد و جعل للفقراء قرابة الرسول ص نصف الخمس فأغناهم به عن صدقات الناس و صدقات النبي ص و ولي الأمر فلم يبق فقير من فقراء الناس و لم يبق فقير من فقراء قرابة رسول الله ص إلا و قد استغنى فلا فقير و لذلك لم يكن على مال النبي ص و الوالي زكاة لأنه لم يبق فقير محتاج و لكن عليهم أشياء تنوبهم من وجوه و لهم من تلك الوجوه كما عليهم

5-  علي بن محمد بن عبد الله عن بعض أصحابنا أظنه السياري عن علي بن أسباط قال لما ورد أبو الحسن موسى ع على المهدي رآه يرد المظالم فقال يا أمير المؤمنين ما بال مظلمتنا لا ترد فقال له و ما ذاك يا أبا الحسن قال إن الله تبارك و تعالى لما فتح على نبيه ص فدكا و ما والاها لم يوجف عليه بخيل و لا ركاب فأنزل الله على نبيه ص و آت ذا القربى حقه فلم يدر رسول الله ص من هم فراجع في ذلك جبرئيل و راجع جبرئيل ع ربه فأوحى الله إليه أن ادفع فدكا إلى فاطمة ع فدعاها رسول الله ص فقال لها يا فاطمة إن الله أمرني أن أدفع إليك فدكا فقالت قد قبلت يا رسول الله من الله و منك فلم يزل وكلاؤها فيها حياة رسول الله ص فلما ولي أبو بكر أخرج عنها وكلاءها فأتته فسألته أن يردها عليها فقال لها ائتيني بأسود أو أحمر يشهد لك بذلك فجاءت بأمير المؤمنين ع و أم أيمن فشهدا لها فكتب لها بترك التعرض فخرجت و الكتاب معها فلقيها عمر فقال ما هذا معك يا بنت محمد قالت كتاب كتبه لي ابن أبي قحافة قال أرينيه فأبت فانتزعه من يدها و نظر فيه ثم تفل فيه و محاه و خرقه فقال لها هذا لم يوجف عليه أبوك بخيل و لا ركاب فضعي الحبال في رقابنا فقال له المهدي يا أبا الحسن حدها لي فقال حد منها جبل أحد و حد منها عريش مصر و حد منها سيف البحر و حد منها دومة الجندل فقال له كل هذا قال نعم يا أمير المؤمنين هذا كله إن هذا كله مما لم يوجف على أهله رسول الله ص بخيل و لا ركاب فقال كثير و أنظر فيه

6-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن علي بن أبي حمزة عن محمد بن مسلم قال سمعت أبا جعفر ع يقول الأنفال هو النفل و في سورة الأنفال جدع الأنف

7-  أحمد عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن الرضا ع قال سئل عن قول الله عز و جل و اعلموا أنما غنمتم من شي‏ء فأن لله خمسه و للرسول و لذي القربى فقيل له فما كان لله فلمن هو فقال لرسول الله ص و ما كان لرسول الله فهو للإمام فقيل له أ فرأيت إن كان صنف من الأصناف أكثر و صنف أقل ما يصنع به قال ذاك إلى الإمام أ رأيت رسول الله ص كيف يصنع أ ليس إنما كان يعطي على ما يرى كذلك الإمام

8-  علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن جميل بن دراج عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر ع أنه سئل عن معادن الذهب و الفضة و الحديد و الرصاص و الصفر فقال عليها الخمس

9-  علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن جميل عن زرارة قال الإمام يجري و ينفل و يعطي ما شاء قبل أن تقع السهام و قد قاتل رسول الله ص بقوم لم يجعل لهم في الفي‏ء نصيبا و إن شاء قسم ذلك بينهم

10-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن سنان عن عبد الصمد بن بشير عن حكيم مؤذن ابن عيسى قال سألت أبا عبد الله ع عن قول الله تعالى و اعلموا أنما غنمتم من شي‏ء فأن لله خمسه و للرسول و لذي القربى فقال أبو عبد الله ع بمرفقيه على ركبتيه ثم أشار بيده ثم قال هي و الله الإفادة يوما بيوم إلا أن أبي جعل شيعته في حل ليزكوا

 -  علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن الحسين بن عثمان عن سماعة قال سألت أبا الحسن ع عن الخمس فقال في كل ما أفاد الناس من قليل أو كثير

12-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن عيسى بن يزيد قال كتبت جعلت لك الفداء تعلمني ما الفائدة و ما حدها رأيك أبقاك الله تعالى أن تمن علي ببيان ذلك لكيلا أكون مقيما على حرام لا صلاة لي و لا صوم فكتب الفائدة مما يفيد إليك في تجارة من ربحها و حرث بعد الغرام أو جائزة

13-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن ابن أبي نصر قال كتبت إلى أبي جعفر ع الخمس أخرجه قبل المئونة أو بعد المئونة فكتب بعد المئونة

14-  أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي جعفر ع قال كل شي‏ء قوتل عليه على شهادة أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله فإن لنا خمسه و لا يحل لأحد أن يشتري من الخمس شيئا حتى يصل إلينا حقنا

15-  أحمد بن محمد عن محمد بن سنان عن يونس بن يعقوب عن عبد العزيز بن نافع قال طلبنا الإذن على أبي عبد الله ع و أرسلنا إليه فأرسل إلينا ادخلوا اثنين اثنين فدخلت أنا و رجل معي فقلت للرجل أحب أن تستأذن بالمسألة فقال نعم فقال له جعلت فداك إن أبي كان ممن سباه بنو أمية قد علمت أن بني أمية لم يكن لهم أن يحرموا و لا يحللوا و لم يكن لهم مما في أيديهم قليل و لا كثير و إنما ذلك لكم فإذا ذكرت رد الذي كنت فيه دخلني من ذلك ما يكاد يفسد علي عقلي ما أنا فيه فقال له أنت في حل مما كان من ذلك و كل من كان في مثل حالك من ورائي فهو في حل من ذلك قال فقمنا و خرجنا فسبقنا معتب إلى النفر القعود الذين ينتظرون إذن أبي عبد الله ع فقال لهم قد ظفر عبد العزيز بن نافع بشي‏ء ما ظفر بمثله أحد قط قد قيل له و ما ذاك ففسره لهم فقام اثنان فدخلا على أبي عبد الله ع فقال أحدهما جعلت فداك إن أبي كان من سبايا بني أمية و قد علمت أن بني أمية لم يكن لهم من ذلك قليل و لا كثير و أنا أحب أن تجعلني من ذلك في حل فقال و ذاك إلينا ما ذاك إلينا ما لنا أن نحل و لا أن نحرم فخرج الرجلان و غضب أبو عبد الله ع فلم يدخل عليه أحد في تلك الليلة إلا بدأه أبو عبد الله ع فقال أ لا تعجبون من فلان يجيئني فيستحلني مما صنعت بنو أمية كأنه يرى أن ذلك لنا و لم ينتفع أحد في تلك الليلة بقليل و لا كثير إلا الأولين فإنهما غنيا بحاجتهما

16-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن محبوب عن ضريس الكناسي قال قال أبو عبد الله ع من أين دخل على الناس الزنا قلت لا أدري جعلت فداك قال من قبل خمسنا أهل البيت إلا شيعتنا الأطيبين فإنه محلل لهم لميلادهم

17-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن شعيب عن أبي الصباح قال قال لي أبو عبد الله ع نحن قوم فرض الله طاعتنا لنا الأنفال و لنا صفو المال

18-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن القاسم بن محمد عن رفاعة عن أبان بن تغلب عن أبي عبد الله ع في الرجل يموت لا وارث له و لا مولى قال هو من أهل هذه الآية يسئلونك عن الأنفال

19-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حماد عن الحلبي عن أبي عبد الله ع عن الكنز كم فيه قال الخمس و عن المعادن كم فيها قال الخمس و كذلك الرصاص و الصفر و الحديد و كل ما كان من المعادن يؤخذ منها ما يؤخذ من الذهب و الفضة

20-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن سنان عن صباح الأزرق عن محمد بن مسلم عن أحدهما ع قال إن أشد ما فيه الناس يوم القيامة أن يقوم صاحب الخمس فيقول يا رب خمسي و قد طيبنا ذلك لشيعتنا لتطيب ولادتهم و لتزكو ولادتهم

21-  محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن محمد بن علي عن أبي الحسن ع قال سألته عما يخرج من البحر من اللؤلؤ و الياقوت و الزبرجد و عن معادن الذهب و الفضة ما فيه قال إذا بلغ ثمنه دينارا ففيه الخمس

22-  محمد بن الحسين و علي بن محمد عن سهل بن زياد عن علي بن مهزيار قال كتبت إليه يا سيدي رجل دفع إليه مال يحج به هل عليه في ذلك المال حين يصير إليه الخمس أو على ما فضل في يده بعد الحج فكتب ع ليس عليه الخمس

23-  سهل بن زياد عن محمد بن عيسى عن علي بن الحسين بن عبد ربه قال سرح الرضا ع بصلة إلى أبي فكتب إليه أبي هل علي فيما سرحت إلي خمس فكتب إليه لا خمس عليك فيما سرح به صاحب الخمس

24-  سهل عن إبراهيم بن محمد الهمذاني قال كتبت إلى أبي الحسن ع أقرأني علي بن مهزيار كتاب أبيك ع فيما أوجبه على أصحاب الضياع نصف السدس بعد المئونة و أنه ليس على من لم تقم ضيعته بمئونته نصف السدس و لا غير ذلك فاختلف من قبلنا في ذلك فقالوا يجب على الضياع الخمس بعد المئونة مئونة الضيعة و خراجها لا مئونة الرجل و عياله فكتب ع بعد مئونته و مئونة عياله و بعد خراج السلطان

25-  سهل عن أحمد بن المثنى قال حدثني محمد بن زيد الطبري قال كتب رجل من تجار فارس من بعض موالي أبي الحسن الرضا ع يسأله الإذن في الخمس فكتب إليه بسم الله الرحمن الرحيم إن الله واسع كريم ضمن على العمل الثواب و على الضيق الهم لا يحل مال إلا من وجه أحله الله و إن الخمس عوننا على ديننا و على عيالاتنا و على موالينا و ما نبذله و نشتري من أعراضنا ممن نخاف سطوته فلا تزووه عنا و لا تحرموا أنفسكم دعاءنا ما قدرتم عليه فإن إخراجه مفتاح رزقكم و تمحيص ذنوبكم و ما تمهدون لأنفسكم ليوم فاقتكم و المسلم من يفي لله بما عهد إليه و ليس المسلم من أجاب باللسان و خالف بالقلب و السلام

26-  و بهذا الإسناد عن محمد بن زيد قال قدم قوم من خراسان على أبي الحسن الرضا ع فسألوه أن يجعلهم في حل من الخمس فقال ما أمحل هذا تمحضونا بالمودة بألسنتكم و تزوون عنا حقا جعله الله لنا و جعلنا له و هو الخمس لا نجعل لا نجعل لا نجعل لأحد منكم في حل

27-  علي بن إبراهيم عن أبيه قال كنت عند أبي جعفر الثاني ع إذ دخل عليه صالح بن محمد بن سهل و كان يتولى له الوقف بقم فقال يا سيدي اجعلني من عشرة آلاف في حل فإني أنفقتها فقال له أنت في حل فلما خرج صالح قال أبو جعفر ع أحدهم يثب على أموال حق آل محمد و أيتامهم و مساكينهم و فقرائهم و أبناء سبيلهم فيأخذه ثم يجي‏ء فيقول اجعلني في حل أ تراه ظن أني أقول لا أفعل و الله ليسألنهم الله يوم القيامة عن ذلك سؤالا حثيثا

28-  علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حماد عن الحلبي قال سألت أبا عبد الله ع عن العنبر و غوص اللؤلؤ فقال ع عليه الخمس

 كمل الجزء الثاني من كتاب الحجة من كتاب الكافي و يتلوه كتاب الإيمان و الكفر و الحمد لله رب العالمين و السلام على محمد و آله الطيبين الطاهرين