باب أن الإيمان يشرك الإسلام و الإسلام لا يشرك الإيمان

1-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسن بن محبوب عن جميل بن صالح عن سماعة قال قلت لأبي عبد الله ع أخبرني عن الإسلام و الإيمان أ هما مختلفان فقال إن الإيمان يشارك الإسلام و الإسلام لا يشارك الإيمان فقلت فصفهما لي فقال الإسلام شهادة أن لا إله إلا الله و التصديق برسول الله ص به حقنت الدماء و عليه جرت المناكح و المواريث و على ظاهره جماعة الناس و الإيمان الهدى و ما يثبت في القلوب من صفة الإسلام و ما ظهر من العمل به و الإيمان أرفع من الإسلام بدرجة إن الإيمان يشارك الإسلام في الظاهر و الإسلام لا يشارك الإيمان في الباطن و إن اجتمعا في القول و الصفة

2-  علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس بن عبد الرحمن عن موسى بن بكر عن فضيل بن يسار عن أبي عبد الله ع قال الإيمان يشارك الإسلام و الإسلام لا يشارك الإيمان

 -  علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن جميل بن دراج عن فضيل بن يسار قال سمعت أبا عبد الله ع يقول إن الإيمان يشارك الإسلام و لا يشاركه الإسلام إن الإيمان ما وقر في القلوب و الإسلام ما عليه المناكح و المواريث و حقن الدماء و الإيمان يشرك الإسلام و الإسلام لا يشرك الإيمان

4-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن الحسن بن محبوب عن أبي الصباح الكناني قال قلت لأبي عبد الله ع أيهما أفضل الإيمان أو الإسلام فإن من قبلنا يقولون إن الإسلام أفضل من الإيمان فقال الإيمان أرفع من الإسلام قلت فأوجدني ذلك قال ما تقول فيمن أحدث في المسجد الحرام متعمدا قال قلت يضرب ضربا شديدا قال أصبت قال فما تقول فيمن أحدث في الكعبة متعمدا قلت يقتل قال أصبت أ لا ترى أن الكعبة أفضل من المسجد و أن الكعبة تشرك المسجد و المسجد لا يشرك الكعبة و كذلك الإيمان يشرك الإسلام و الإسلام لا يشرك الإيمان

5-  عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد و محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد جميعا عن ابن محبوب عن علي بن رئاب عن حمران بن أعين عن أبي جعفر ع قال سمعته يقول الإيمان ما استقر في القلب و أفضى به إلى الله عز و جل و صدقه العمل بالطاعة لله و التسليم لأمره و الإسلام ما ظهر من قول أو فعل و هو الذي عليه جماعة الناس من الفرق كلها و به حقنت الدماء و عليه جرت المواريث و جاز النكاح و اجتمعوا على الصلاة و الزكاة و الصوم و الحج فخرجوا بذلك من الكفر و أضيفوا إلى الإيمان و الإسلام لا يشرك الإيمان و الإيمان يشرك الإسلام و هما في القول و الفعل يجتمعان كما صارت الكعبة في المسجد و المسجد ليس في الكعبة و كذلك الإيمان يشرك الإسلام و الإسلام لا يشرك الإيمان و قد قال الله عز و جل قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا و لكن قولوا أسلمنا و لما يدخل الإيمان في قلوبكم فقول الله عز و جل أصدق القول قلت فهل للمؤمن فضل على المسلم في شي‏ء من الفضائل و الأحكام و الحدود و غير ذلك فقال لا هما يجريان في ذلك مجرى واحد و لكن للمؤمن فضل على المسلم في أعمالهما و ما يتقربان به إلى الله عز و جل قلت أ ليس الله عز و جل يقول من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها و زعمت أنهم مجتمعون على الصلاة و الزكاة و الصوم و الحج مع المؤمن قال أ ليس قد قال الله عز و جل فيضاعفه له أضعافا كثيرة فالمؤمنون هم الذين يضاعف الله عز و جل لهم حسناتهم لكل حسنة سبعون ضعفا فهذا فضل المؤمن و يزيده الله في حسناته على قدر صحة إيمانه أضعافا كثيرة و يفعل الله بالمؤمنين ما يشاء من الخير قلت أ رأيت من دخل في الإسلام أ ليس هو داخلا في الإيمان فقال لا و لكنه قد أضيف إلى الإيمان و خرج من الكفر و سأضرب لك مثلا تعقل به فضل الإيمان على الإسلام أ رأيت لو بصرت رجلا في المسجد أ كنت تشهد أنك رأيته في الكعبة قلت لا يجوز لي ذلك قال فلو بصرت رجلا في الكعبة أ كنت شاهدا أنه قد دخل المسجد الحرام قلت نعم قال و كيف ذلك قلت إنه لا يصل إلى دخول الكعبة حتى يدخل المسجد فقال قد أصبت و أحسنت ثم قال كذلك الإيمان و الإسلام