باب الإشارة و النص على أبي الحسن الثالث ع

1-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن إسماعيل بن مهران قال لما خرج أبو جعفر ع من المدينة إلى بغداد في الدفعة الأولى من خرجتيه قلت له عند خروجه جعلت فداك إني أخاف عليك في هذا الوجه فإلى من الأمر بعدك فكر بوجهه إلي ضاحكا و قال ليس الغيبة حيث ظننت في هذه السنة فلما أخرج به الثانية إلى المعتصم صرت إليه فقلت له جعلت فداك أنت خارج فإلى من هذا الأمر من بعدك فبكى حتى اخضلت لحيته ثم التفت إلي فقال عند هذه يخاف علي الأمر من بعدي إلى ابني علي

 -  الحسين بن محمد عن الخيراني عن أبيه أنه قال كان يلزم باب أبي جعفر ع للخدمة التي كان وكل بها و كان أحمد بن محمد بن عيسى يجي‏ء في السحر في كل ليلة ليعرف خبر علة أبي جعفر ع و كان الرسول الذي يختلف بين أبي جعفر ع و بين أبي إذا حضر قام أحمد و خلا به أبي فخرجت ذات ليلة و قام أحمد عن المجلس و خلا أبي بالرسول و استدار أحمد فوقف حيث يسمع الكلام فقال الرسول لأبي إن مولاك يقرأ عليك السلام و يقول لك إني ماض و الأمر صائر إلى ابني علي و له عليكم بعدي ما كان لي عليكم بعد أبي ثم مضى الرسول و رجع أحمد إلى موضعه و قال لأبي ما الذي قد قال لك قال خيرا قال قد سمعت ما قال فلم تكتمه و أعاد ما سمع فقال له أبي قد حرم الله عليك ما فعلت لأن الله تعالى يقول و لا تجسسوا فاحفظ الشهادة لعلنا نحتاج إليها يوما ما و إياك أن تظهرها إلى وقتها فلما أصبح أبي كتب نسخة الرسالة في عشر رقاع و ختمها و دفعها إلى عشرة من وجوه العصابة و قال إن حدث بي حدث الموت قبل أن أطالبكم بها فافتحوها و أعلموا بما فيها فلما مضى أبو جعفر ع ذكر أبي أنه لم يخرج من منزله حتى قطع على يديه نحو من أربعمائة إنسان و اجتمع رؤساء العصابة عند محمد بن الفرج يتفاوضون هذا الأمر فكتب محمد بن الفرج إلى أبي يعلمه باجتماعهم عنده و أنه لو لا مخافة الشهرة لصار معهم إليه و يسأله أن يأتيه فركب أبي و صار إليه فوجد القوم مجتمعين عنده فقالوا لأبي ما تقول في هذا الأمر فقال أبي لمن عنده الرقاع أحضروا الرقاع فأحضروها فقال لهم هذا ما أمرت به فقال بعضهم قد كنا نحب أن يكون معك في هذا الأمر شاهد آخر فقال لهم قد أتاكم الله عز و جل به هذا أبو جعفر الأشعري يشهد لي بسماع هذه الرسالة و سأله أن يشهد بما عنده فأنكر أحمد أن يكون سمع من هذا شيئا فدعاه أبي إلى المباهلة فقال لما حقق عليه قال قد سمعت ذلك و هذا مكرمة كنت أحب أن تكون لرجل من العرب لا لرجل من العجم فلم يبرح القوم حتى قالوا بالحق جميعا

 -  و في نسخة الصفواني محمد بن جعفر الكوفي عن محمد بن عيسى بن عبيد عن محمد بن الحسين الواسطي أنه سمع أحمد بن أبي خالد مولى أبي جعفر يحكي أنه أشهده على هذه الوصية المنسوخة شهد أحمد بن أبي خالد مولى أبي جعفر أن أبا جعفر محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ع أشهده أنه أوصى إلى علي ابنه بنفسه و أخواته و جعل أمر موسى إذا بلغ إليه و جعل عبد الله بن المساور قائما على تركته من الضياع و الأموال و النفقات و الرقيق و غير ذلك إلى أن يبلغ علي بن محمد صير عبد الله بن المساور ذلك اليوم إليه يقوم بأمر نفسه و أخواته و يصير أمر موسى إليه يقوم لنفسه بعدهما على شرط أبيهما في صدقاته التي تصدق بها و ذلك يوم الأحد لثلاث ليال خلون من ذي الحجة سنة عشرين و مائتين و كتب أحمد بن أبي خالد شهادته بخطه و شهد الحسن بن محمد بن عبد الله بن الحسن بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ع و هو الجواني على مثل شهادة أحمد بن أبي خالد في صدر هذا الكتاب و كتب شهادته بيده و شهد نصر الخادم و كتب شهادته بيده