باب الصبر

1-  عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن الحسن بن محبوب عن علي بن رئاب عن ابن أبي يعفور عن أبي عبد الله ع قال الصبر رأس الإيمان

2-  أبو علي الأشعري عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن سنان عن العلاء بن فضيل عن أبي عبد الله ع قال الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد فإذا ذهب الرأس ذهب الجسد كذلك إذا ذهب الصبر ذهب الإيمان

 -  علي بن إبراهيم عن أبيه و علي بن محمد القاساني جميعا عن القاسم بن محمد الأصبهاني عن سليمان بن داود المنقري عن حفص بن غياث قال قال أبو عبد الله ع يا حفص إن من صبر صبر قليلا و إن من جزع جزع قليلا ثم قال عليك بالصبر في جميع أمورك فإن الله عز و جل بعث محمدا ص فأمره بالصبر و الرفق فقال و اصبر على ما يقولون و اهجرهم هجرا جميلا و ذرني و المكذبين أولي النعمة و قال تبارك و تعالى ادفع بالتي هي أحسن ]السيئة[ فإذا الذي بينك و بينه عداوة كأنه ولي حميم و ما يلقاها إلا الذين صبروا و ما يلقاها إلا ذو حظ عظيم فصبر رسول الله ص حتى نالوه بالعظائم و رموه بها فضاق صدره فأنزل الله عز و جل عليه و لقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون فسبح بحمد ربك و كن من الساجدين ثم كذبوه و رموه فحزن لذلك فأنزل الله عز و جل قد نعلم إنه ليحزنك الذي يقولون فإنهم لا يكذبونك و لكن الظالمين بآيات الله يجحدون و لقد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا و أوذوا حتى أتاهم نصرنا فألزم النبي ص نفسه الصبر فتعدوا فذكر الله تبارك و تعالى و كذبوه فقال قد صبرت في نفسي و أهلي و عرضي و لا صبر لي على ذكر إلهي فأنزل الله عز و جل و لقد خلقنا السماوات و الأرض و ما بينهما في ستة أيام و ما مسنا من لغوب فاصبر على ما يقولون فصبر النبي ص في جميع أحواله ثم بشر في عترته بالأئمة و وصفوا بالصبر فقال جل ثناؤه و جعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا و كانوا بآياتنا يوقنون فعند ذلك قال ص الصبر من الإيمان كالرأس من الجسد فشكر الله عز و جل ذلك له فأنزل الله عز و جل و تمت كلمت ربك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا و دمرنا ما كان يصنع فرعونو قومه و ما كانوا يعرشون فقال ص إنه بشرى و انتقام فأباح الله عز و جل له قتال المشركين فأنزل الله فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم و خذوهم و احصروهم و اقعدوا لهم كل مرصد و اقتلوهم حيث ثقفتموهم فقتلهم الله على يدي رسول الله ص و أحبائه و جعل له ثواب صبره مع ما ادخر له في الآخرة فمن صبر و احتسب لم يخرج من الدنيا حتى يقر الله له عينه في أعدائه مع ما يدخر له في الآخرة

4-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن علي بن الحكم عن أبي محمد عبد الله السراج رفعه إلى علي بن الحسين ع قال الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد و لا إيمان لمن لا صبر له

5-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسى عن ربعي بن عبد الله عن فضيل بن يسار عن أبي عبد الله ع قال الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد فإذا ذهب الرأس ذهب الجسد كذلك إذا ذهب الصبر ذهب الإيمان

6-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه عن علي بن النعمان عن عبد الله بن مسكان عن أبي بصير قال سمعت أبا عبد الله ع يقول إن الحر حر على جميع أحواله إن نابته نائبة صبر لها و إن تداكت عليه المصائب لم تكسره و إن أسر و قهر و استبدل باليسر عسرا كما كان يوسف الصديق الأمين ص لم يضرر حريته أن استعبد و قهر و أسر و لم تضرره ظلمة الجب و وحشته و ما ناله أن من الله عليه فجعل الجبار العاتي له عبدا بعد إذ كان له مالكا فأرسله و رحم به أمة و كذلك الصبر يعقب خيرا فاصبروا و وطنوا أنفسكم على الصبر توجروا

7-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن علي بن الحكم عن عبد الله بن بكير عن حمزة بن حمران عن أبي جعفر ع قال الجنة محفوفة بالمكاره و الصبر فمن صبر على المكاره في الدنيا دخل الجنة و جهنم محفوفة باللذات و الشهوات فمن أعطى نفسه لذتها و شهوتها دخل النار

8-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن محبوب عن عبد الله بن مرحوم عن أبي سيار عن أبي عبد الله ع قال إذا دخل المؤمن في قبره كانت الصلاة عن يمينه و الزكاة عن يساره و البر مطل عليه و يتنحى الصبر ناحية فإذا دخل عليه الملكان اللذان يليان مساءلته قال الصبر للصلاة و الزكاة و البر دونكم صاحبكم فإن عجزتم عنه فأنا دونه

9-  علي عن أبيه عن جعفر بن محمد الأشعري عن عبد الله بن ميمون عن أبي عبد الله ع قال دخل أمير المؤمنين ص المسجد فإذا هو برجل على باب المسجد كئيب حزين فقال له أمير المؤمنين ع ما لك قال يا أمير المؤمنين أصبت بأبي ]و أمي[ و أخي و أخشى أن أكون قد وجلت فقال له أمير المؤمنين ع عليك بتقوى الله و الصبر تقدم عليه غدا و الصبر في الأمور بمنزلة الرأس من الجسد فإذا فارق الرأس الجسد فسد الجسد و إذا فارق الصبر الأمور فسدت الأمور

10-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن علي بن الحكم عن سماعة بن مهران عن أبي الحسن ع قال قال لي ما حبسك عن الحج قال قلت جعلت فداك وقع علي دين كثير و ذهب مالي و ديني الذي قد لزمني هو أعظم من ذهاب مالي فلو لا أن رجلا من أصحابنا أخرجني ما قدرت أن أخرج فقال لي إن تصبر تغتبط و إلا تصبر ينفذ الله مقاديره راضيا كنت أم كارها

11-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن سنان عن أبي الجارود عن الأصبغ قال قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه الصبر صبران صبر عند المصيبة حسن جميل و أحسن من ذلك الصبر عند ما حرم الله عز و جل عليك و الذكر ذكران ذكر الله عز و جل عند المصيبة و أفضل من ذلك ذكر الله عند ما حرم عليك فيكون حاجزا

 -  أبو علي الأشعري عن الحسن بن علي الكوفي عن العباس بن عامر عن العرزمي عن أبي عبد الله ع قال قال رسول الله ص سيأتي على الناس زمان لا ينال الملك فيه إلا بالقتل و التجبر و لا الغنى إلا بالغصب و البخل و لا المحبة إلا باستخراج الدين و اتباع الهوى فمن أدرك ذلك الزمان فصبر على الفقر و هو يقدر على الغنى و صبر على البغضة و هو يقدر على المحبة و صبر على الذل و هو يقدر على العز آتاه الله ثواب خمسين صديقا ممن صدق بي

13-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن أبي عبد الله عن إسماعيل بن مهران عن درست بن أبي منصور عن عيسى بن بشير عن أبي حمزة قال قال أبو جعفر ع لما حضرت أبي علي بن الحسين ع الوفاة ضمني إلى صدره و قال يا بني أوصيك بما أوصاني به أبي حين حضرته الوفاة و بما ذكر أن أباه أوصاه به يا بني اصبر على الحق و إن كان مرا

14-  عنه عن أبيه عن يونس بن عبد الرحمن رفعه عن أبي جعفر ع قال الصبر صبران صبر على البلاء حسن جميل و أفضل الصبرين الورع عن المحارم

15-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى قال أخبرني يحيى بن سليم الطائفي قال أخبرني عمرو بن شمر اليماني يرفع الحديث إلى علي ع قال قال رسول الله ص الصبر ثلاثة صبر عند المصيبة و صبر على الطاعة و صبر عن المعصية فمن صبر على المصيبة حتى يردها بحسن عزائها كتب الله له ثلاثمائة درجة ما بين الدرجة إلى الدرجة كما بين السماء إلى الأرض و من صبر على الطاعة كتب الله له ستمائة درجة ما بين الدرجة إلى الدرجة كما بين تخوم الأرض إلى العرش و من صبر عن المعصية كتب الله له تسعمائة درجة ما بين الدرجة إلى الدرجة كما بين تخوم الأرض إلى منتهى العرش

 -  عنه عن علي بن الحكم عن يونس بن يعقوب قال أمرني أبو عبد الله ع أن آتي المفضل و أعزيه بإسماعيل و قال أقرئ المفضل السلام و قل له إنا قد أصبنا بإسماعيل فصبرنا فاصبر كما صبرنا إنا أردنا أمرا و أراد الله عز و جل أمرا فسلمنا لأمر الله عز و جل

17-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن سيف بن عميرة عن أبي حمزة الثمالي قال قال أبو عبد الله ع من ابتلي من المؤمنين ببلاء فصبر عليه كان له مثل أجر ألف شهيد

18-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن سنان عن عمار بن مروان عن سماعة عن أبي عبد الله ع قال إن الله عز و جل أنعم على قوم فلم يشكروا فصارت عليهم وبالا و ابتلى قوما بالمصائب فصبروا فصارت عليهم نعمة

19-  علي بن إبراهيم عن أبيه و محمد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان جميعا عن ابن أبي عمير عن إبراهيم بن عبد الحميد عن أبان بن أبي مسافر عن أبي عبد الله ع في قول الله عز و جل يا أيها الذين آمنوا اصبروا و صابروا قال اصبروا على المصائب

 و في رواية ابن أبي يعفور عن أبي عبد الله ع قال صابروا على المصائب

20-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن محمد بن عيسى عن علي بن محمد بن أبي جميلة عن جده أبي جميلة عن بعض أصحابه قال لو لا أن الصبر خلق قبل البلاء لتفطر المؤمن كما تتفطر البيضة على الصفا

21-  أبو علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان عن إسحاق بن عمار و عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله ع قال قال رسول الله ص قال الله عز و جل إني جعلت الدنيا بين عبادي قرضا فمن أقرضني منها قرضا أعطيته بكل واحدة عشرا إلى سبعمائة ضعف و ما شئت من ذلك و من لم يقرضني منها قرضا فأخذت منه شيئا قسرا فصبر أعطيته ثلاث خصال لو أعطيت واحدة منهن ملائكتي لرضوا بها مني قال ثم تلا أبو عبد الله ع قول الله عز و جل الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله و إنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم فهذه واحدة من ثلاث خصال و رحمة اثنتان و أولئك هم المهتدون ثلاث ثم قال أبو عبد الله ع هذا لمن أخذ الله منه شيئا قسرا

22-  علي بن إبراهيم عن أبيه و علي بن محمد القاساني عن القاسم بن محمد عن سليمان بن داود عن يحيى بن آدم عن شريك عن جابر بن يزيد عن أبي جعفر ع قال مروة الصبر في حال الحاجة و الفاقة و التعفف و الغنى أكثر من مروة الإعطاء

23-  أبو علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن أحمد بن النضر عن عمرو بن شمر عن جابر قال قلت لأبي جعفر ع يرحمك الله ما الصبر الجميل قال ذلك صبر ليس فيه شكوى إلى الناس

24-  حميد بن زياد عن الحسن بن محمد بن سماعة عن بعض أصحابه عن أبان عن عبد الرحمن بن سيابة عن أبي النعمان عن أبي عبد الله أو أبي جعفر ع قال من لا يعد الصبر لنوائب الدهر يعجز

25-  أبو علي الأشعري عن معلى بن محمد عن الوشاء عن بعض أصحابه عن أبي عبد الله ع قال إنا صبر و شيعتنا أصبر منا قلت جعلت فداك كيف صار شيعتكم أصبر منكم قال لأنا نصبر على ما نعلم و شيعتنا يصبرون على ما لا يعلمون