باب سيرة الإمام في نفسه و في المطعم و الملبس إذا ولي الأمر

1-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن محبوب عن حماد عن حميد و جابر العبدي قال قال أمير المؤمنين ع إن الله جعلني إماما لخلقه ففرض علي التقدير في نفسي و مطعمي و مشربي و ملبسي كضعفاء الناس كي يقتدي الفقير بفقري و لا يطغي الغني غناه

2-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حماد بن عثمان عن المعلى بن خنيس قال قلت لأبي عبد الله ع يوما جعلت فداك ذكرت آل فلان و ما هم فيه من النعيم فقلت لو كان هذا إليكم لعشنا معكم فقال هيهات يا معلى أما و الله أن لو كان ذاك ما كان إلا سياسة الليل و سياحة النهار و لبس الخشن و أكل الجشب فزوي ذلك عنا فهل رأيت ظلامة قط صيرها الله تعالى نعمة إلا هذه

3-  علي بن محمد عن صالح بن أبي حماد و عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد و غيرهما بأسانيد مختلفة في احتجاج أمير المؤمنين ع على عاصم بن زياد حين لبس العباء و ترك الملاء و شكاه أخوه الربيع بن زياد إلى أمير المؤمنين ع أنه قد غم أهله و أحزن ولده بذلك فقال أمير المؤمنين ع علي بعاصم بن زياد فجي‏ء به فلما رآه عبس في وجهه فقال له أ ما استحييت من أهلك أ ما رحمت ولدك أ ترى الله أحل لك الطيبات و هو يكره أخذك منها أنت أهون على الله من ذلك أ و ليس الله يقول و الأرض وضعها للأنام. فيها فاكهة و النخل ذات الأكمام أ و ليس الله يقول مرج البحرين يلتقيان. بينهما برزخ لا يبغيان إلى قوله يخرج منهما اللؤلؤ و المرجان فبالله لابتذال نعم الله بالفعال أحب إليه من ابتذالها بالمقال و قد قال الله عز و جل و أما بنعمة ربك فحدث فقال عاصم يا أمير المؤمنين فعلى ما اقتصرت في مطعمك على الجشوبة و في ملبسك على الخشونة فقال ويحك إن الله عز و جل فرض على أئمة العدل أن يقدروا أنفسهم بضعفة الناس كيلا يتبيغ بالفقير فقره فألقى عاصم بن زياد العباء و لبس الملاء

4-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد البرقي عن أبيه عن محمد بن يحيى الخزاز عن حماد بن عثمان قال حضرت أبا عبد الله ع و قال له رجل أصلحك الله ذكرت أن علي بن أبي طالب ع كان يلبس الخشن يلبس القميص بأربعة دراهم و ما أشبه ذلك و نرى عليك اللباس الجديد فقال له إن علي بن أبي طالب ع كان يلبس ذلك في زمان لا ينكر عليه و لو لبس مثل ذلك اليوم شهر به فخير لباس كل زمان لباس أهله غير أن قائمنا أهل البيت ع إذا قام لبس ثياب علي ع و سار بسيرة علي ع