باب طينة المؤمن و الكافر

1-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسى عن ربعي بن عبد الله عن رجل عن علي بن الحسين ع قال إن الله عز و جل خلق النبيين من طينة عليين قلوبهم و أبدانهم و خلق قلوب المؤمنين من تلك الطينة و جعل خلق أبدان المؤمنين من دون ذلك و خلق الكفار من طينة سجين قلوبهم و أبدانهم فخلط بين الطينتين فمن هذا يلد المؤمن الكافر و يلد الكافر المؤمن و من هاهنا يصيب المؤمن السيئة و من هاهنا يصيب الكافر الحسنة فقلوب المؤمنين تحن إلى ما خلقوا منه و قلوب الكافرين تحن إلى ما خلقوا منه

 -  محمد بن يحيى عن محمد بن الحسن عن النضر بن شعيب عن عبد الغفار الجازي عن أبي عبد الله ع قال إن الله عز و جل خلق المؤمن من طينة الجنة و خلق الكافر من طينة النار و قال إذا أراد الله عز و جل بعبد خيرا طيب روحه و جسده فلا يسمع شيئا من الخير إلا عرفه و لا يسمع شيئا من المنكر إلا أنكره قال و سمعته يقول الطينات ثلاث طينة الأنبياء و المؤمن من تلك الطينة إلا أن الأنبياء هم من صفوتها هم الأصل و لهم فضلهم و المؤمنون الفرع من طين لازب كذلك لا يفرق الله عز و جل بينهم و بين شيعتهم و قال طينة الناصب من حمإ مسنون و أما المستضعفون فمن تراب لا يتحول مؤمن عن إيمانه و لا ناصب عن نصبه و لله المشيئة فيهم

3-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن محبوب عن صالح بن سهل قال قلت لأبي عبد الله ع جعلت فداك من أي شي‏ء خلق الله عز و جل طينة المؤمن فقال من طينة الأنبياء فلم تنجس أبدا

 -  محمد بن يحيى و غيره عن أحمد بن محمد و غيره عن محمد بن خلف عن أبي نهشل قال حدثني محمد بن إسماعيل عن أبي حمزة الثمالي قال سمعت أبا جعفر ع يقول إن الله جل و عز خلقنا من أعلى عليين و خلق قلوب شيعتنا مما خلقنا منه و خلق أبدانهم من دون ذلك و قلوبهم تهوي إلينا لأنها خلقت مما خلقنا منه ثم تلا هذه الآية كلا إن كتاب الأبرار لفي عليين و ما أدراك ما عليون كتاب مرقوم يشهده المقربون و خلق عدونا من سجين و خلق قلوب شيعتهم مما خلقهم منه و أبدانهم من دون ذلك فقلوبهم تهوي إليهم لأنها خلقت مما خلقوا منه ثم تلا هذه الآية كلا إن كتاب الفجار لفي سجين و ما أدراك ما سجين كتاب مرقوم ويل يومئذ للمكذبين

5-  عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد و غير واحد عن الحسين بن الحسن جميعا عن محمد بن أورمة عن محمد بن علي عن إسماعيل بن يسار عن عثمان بن يوسف قال أخبرني عبد الله بن كيسان عن أبي عبد الله ع قال قلت له جعلت فداك أنا مولاك عبد الله بن كيسان قال أما النسب فأعرفه و أما أنت فلست أعرفك قال قلت له إني ولدت بالجبل و نشأت في أرض فارس و إنني أخالط الناس في التجارات و غير ذلك فأخالط الرجل فأرى له حسن السمت و حسن الخلق و كثرة أمانة ثم أفتشه فأتبينه عن عداوتكم و أخالط الرجل فأرى منه سوء الخلق و قلة أمانة و زعارة ثم أفتشه فأتبينه عن ولايتكم فكيف يكون ذلك فقال لي أ ما علمت يا ابن كيسان أن الله عز و جل أخذ طينة من الجنة و طينة من النار فخلطهما جميعا ثم نزع هذه من هذه و هذه من هذه فما رأيت من أولئك من الأمانة و حسن الخلق و حسن السمت فمما مستهم من طينة الجنة و هم يعودون إلى ما خلقوا منه و ما رأيت من هؤلاء من قلة الأمانة و سوء الخلق و الزعارة فمما مستهم من طينة النار و هم يعودون إلى ما خلقوا منه

6-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن خالد عن صالح بن سهل قال قلت لأبي عبد الله ع المؤمنون من طينة الأنبياء قال نعم

7-  علي بن محمد عن صالح بن أبي حماد عن الحسين بن يزيد عن الحسن بن علي بن أبي حمزة عن إبراهيم عن أبي عبد الله ع قال إن الله عز و جل لما أراد أن يخلق آدم ع بعث جبرئيل ع في أول ساعة من يوم الجمعة فقبض بيمينه قبضة بلغت قبضته من السماء السابعة إلى السماء الدنيا و أخذ من كل سماء تربة و قبض قبضة أخرى من الأرض السابعة العليا إلى الأرض السابعة القصوى فأمر الله عز و جل كلمته فأمسك القبضة الأولى بيمينه و القبضة الأخرى بشماله ففلق الطين فلقتين فذرا من الأرض ذروا و من السماوات ذروا فقال للذي بيمينه منك الرسل و الأنبياء و الأوصياء و الصديقون و المؤمنون و السعداء و من أريد كرامته فوجب لهم ما قال كما قال و قال للذي بشماله منك الجبارون و المشركون و الكافرون و الطواغيت و من أريد هوانه و شقوته فوجب لهم ما قال كما قال ثم إن الطينتين خلطتا جميعا و ذلك قول الله عز و جل إن الله فالق الحب و النوى فالحب طينة المؤمنين التي ألقى الله عليها محبته و النوى طينة الكافرين الذين نأوا عن كل خير و إنما سمي النوى من أجل أنه نأى عن كل خير و تباعد عنه و قال الله عز و جل يخرج الحي من الميت و مخرج الميت من الحي فالحي المؤمن الذي تخرج طينته من طينة الكافر و الميت الذي يخرج من الحي هو الكافر الذي يخرج من طينة المؤمن فالحي المؤمن و الميت الكافر و ذلك قوله عز و جل أ و من كان ميتا فأحييناه فكان موته اختلاط طينته مع طينة الكافر و كان حياته حين فرق الله عز و جل بينهما بكلمته كذلك يخرج الله عز و جل المؤمن في الميلاد من الظلمة بعد دخوله فيها إلى النور و يخرج الكافر من النور إلى الظلمة بعد دخوله إلى النور و ذلك قوله عز و جل لينذر من كان حيا و يحق القول على الكافرين