باب نادر في حال الغيبة

1-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن محمد بن خالد عمن حدثه عن المفضل بن عمر و محمد بن يحيى عن عبد الله بن محمد بن عيسى عن أبيه عن بعض أصحابه عن المفضل بن عمر عن أبي عبد الله ع قال أقرب ما يكون العباد من الله جل ذكره و أرضى ما يكون عنهم إذا افتقدوا حجة الله جل و عز و لم يظهر لهم و لم يعلموا مكانه و هم في ذلك يعلمون أنه لم تبطل حجة الله جل ذكره و لا ميثاقه فعندها فتوقعوا الفرج صباحا و مساء فإن أشد ما يكون غضب الله على أعدائه إذا افتقدوا حجته و لم يظهر لهم و قد علم أن أولياءه لا يرتابون و لو علم أنهم يرتابون ما غيب حجته عنهم طرفة عين و لا يكون ذلك إلا على رأس شرار الناس

2-  الحسين بن محمد الأشعري عن معلى بن محمد عن علي بن مرداس عن صفوان بن يحيى و الحسن بن محبوب عن هشام بن سالم عن عمار الساباطي قال قلت لأبي عبد الله ع أيما أفضل العبادة في السر مع الإمام منكم المستتر في دولة الباطل أو العبادة في ظهور الحق و دولته مع الإمام منكم الظاهر فقال يا عمار الصدقة في السر و الله أفضل من الصدقة في العلانية و كذلك و الله عبادتكم في السر مع إمامكم المستتر في دولة الباطل و تخوفكم من عدوكم في دولة الباطل و حال الهدنة أفضل ممن يعبد الله عز و جل ذكره في ظهور الحق مع إمام الحق الظاهر في دولة الحق و ليست العبادة مع الخوف في دولة الباطل مثل العبادة و الأمن في دولة الحق و اعلموا أن من صلى منكم اليوم صلاة فريضة في جماعة مستتر بها من عدوه في وقتها فأتمها كتب الله له خمسين صلاة فريضة في جماعة و من صلى منكم صلاة فريضة وحده مستترا بها من عدوه في وقتها فأتمها كتب الله عز و جل بها له خمسا و عشرين صلاة فريضة وحدانية و من صلى منكم صلاة نافلة لوقتها فأتمها كتب الله له بها عشر صلوات نوافل و من عمل منكم حسنة كتب الله عز و جل له بها عشرين حسنة و يضاعف الله عز و جل حسنات المؤمن منكم إذا أحسن أعماله و دان بالتقية على دينه و إمامه و نفسه و أمسك من لسانه أضعافا مضاعفة إن الله عز و جل كريم قلت جعلت فداك قد و الله رغبتني في العمل و حثثتني عليه و لكن أحب أن أعلم كيف صرنا نحن اليوم أفضل أعمالا من أصحاب الإمام الظاهر منكم في دولة الحق و نحن على دين واحد فقال إنكم سبقتموهم إلى الدخول في دين الله عز و جل و إلى الصلاة و الصوم و الحج و إلى كل خير و فقه و إلى عبادة الله عز ذكره سرا من عدوكم مع إمامكم المستتر مطيعين له صابرين معه منتظرين لدولة الحق خائفين على إمامكم و أنفسكم من الملوك الظلمة تنتظرون إلى حق إمامكم و حقوقكم في أيدي الظلمة قد منعوكم ذلك و اضطروكم إلى حرث الدنيا و طلب المعاش مع الصبر على دينكم و عبادتكم و طاعة إمامكم و الخوف مع عدوكم فبذلك ضاعف الله عز و جل لكم الأعمال فهنيئا لكم قلت جعلت فداك فما ترى إذا أن نكون من أصحاب القائم و يظهر الحق و نحن اليوم في إمامتك و طاعتك أفضل أعمالا من أصحاب دولة الحق و العدل فقال سبحان الله أ ما تحبون أن يظهر الله تبارك و تعالى الحق و العدل في البلاد و يجمع الله الكلمة و يؤلف الله بين قلوب مختلفة و لا يعصون الله عز و جل في أرضه و تقام حدوده في خلقه و يرد الله الحق إلى أهله فيظهر حتى لا يستخفى بشي‏ء من الحق مخافة أحد من الخلق أما و الله يا عمار لا يموت منكم ميت على الحال التي أنتم عليها إلا كان أفضل عند الله من كثير من شهداء بدر و أحد فأبشروا

3-  علي بن محمد عن سهل بن زياد عن ابن محبوب عن أبي أسامة عن هشام و محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن هشام بن سالم عن أبي حمزة عن أبي إسحاق قال حدثني الثقة من أصحاب أمير المؤمنين ع أنهم سمعوا أمير المؤمنين ع يقول في خطبة له اللهم و إني لأعلم أن العلم لا يأرز كله و لا ينقطع مواده و أنك لا تخلي أرضك من حجة لك على خلقك ظاهر ليس بالمطاع أو خائف مغمور كيلا تبطل حججك و لا يضل أولياؤك بعد إذ هديتهم بل أين هم و كم أولئك الأقلون عددا و الأعظمون عند الله جل ذكره قدرا المتبعون لقادة الدين الأئمة الهادين الذين يتأدبون بآدابهم و ينهجون نهجهم فعند ذلك يهجم بهم العلم على حقيقة الإيمان فتستجيب أرواحهم لقادة العلم و يستلينون من حديثهم ما استوعر على غيرهم و يأنسون بما استوحش منه المكذبون و أباه المسرفون أولئك أتباع العلماء صحبوا أهل الدنيا بطاعة الله تبارك و تعالى و أوليائه و دانوا بالتقية عن دينهم و الخوف من عدوهم فأرواحهم معلقة بالمحل الأعلى فعلماؤهم و أتباعهم خرس صمت في دولة الباطل منتظرون لدولة الحق و سيحق الله الحق بكلماته و يمحق الباطل ها ها طوبى لهم على صبرهم على دينهم في حال هدنتهم و يا شوقاه إلى رؤيتهم في حال ظهور دولتهم و سيجمعنا الله و إياهم في جنات عدن و من صلح من آبائهم و أزواجهم و ذرياتهم