باب في الغيبة

1-  محمد بن يحيى و الحسن بن محمد جميعا عن جعفر بن محمد الكوفي عن الحسن بن محمد الصيرفي عن صالح بن خالد عن يمان التمار قال كنا عند أبي عبد الله ع جلوسا فقال لنا إن لصاحب هذا الأمر غيبة المتمسك فيها بدينه كالخارط للقتاد ثم قال هكذا بيده فأيكم يمسك شوك القتاد بيده ثم أطرق مليا ثم قال إن لصاحب هذا الأمر غيبة فليتق الله عبد و ليتمسك بدينه

2-  علي بن محمد عن الحسن بن عيسى بن محمد بن علي بن جعفر عن أبيه عن جده عن علي بن جعفر عن أخيه موسى بن جعفر ع قال إذا فقد الخامس من ولد السابع فالله الله في أديانكم لا يزيلكم عنها أحد يا بني إنه لا بد لصاحب هذا الأمر من غيبة حتى يرجع عن هذا الأمر من كان يقول به إنما هي محنة من الله عز و جل امتحن بها خلقه لو علم آباؤكم و أجدادكم دينا أصح من هذا لاتبعوه قال فقلت يا سيدي من الخامس من ولد السابع فقال يا بني عقولكم تصغر عن هذا و أحلامكم تضيق عن حمله و لكن إن تعيشوا فسوف تدركونه

3-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن أبي نجران عن محمد بن المساور عن المفضل بن عمر قال سمعت أبا عبد الله ع يقول إياكم و التنويه أما و الله ليغيبن إمامكم سنينا من دهركم و لتمحصن حتى يقال مات قتل هلك بأي واد سلك و لتدمعن عليه عيون المؤمنين و لتكفؤن كما تكفأ السفن في أمواج البحر فلا ينجو إلا من أخذ الله ميثاقه و كتب في قلبه الإيمان و أيده بروح منه و لترفعن اثنتا عشرة راية مشتبهة لا يدرى أي من أي قال فبكيت ثم قلت فكيف نصنع قال فنظر إلى شمس داخلة في الصفة فقال يا أبا عبد الله ترى هذه الشمس قلت نعم فقال و الله لأمرنا أبين من هذه الشمس

4-  علي بن إبراهيم عن محمد بن الحسين عن ابن أبي نجران عن فضالة بن أيوب عن سدير الصيرفي قال سمعت أبا عبد الله ع يقول إن في صاحب هذا الأمر شبها من يوسف ع قال قلت له كأنك تذكره حياته أو غيبته قال فقال لي و ما ينكر من ذلك هذه الأمة أشباه الخنازير إن إخوة يوسف ع كانوا أسباطا أولاد الأنبياء تاجروا يوسف و بايعوه و خاطبوه و هم إخوته و هو أخوهم فلم يعرفوه حتى قال أنا يوسف و هذا أخي فما تنكر هذه الأمة الملعونة أن يفعل الله عز و جل بحجته في وقت من الأوقات كما فعل بيوسف إن يوسف ع كان إليه ملك مصر و كان بينه و بين والده مسيرة ثمانية عشر يوما فلو أراد أن يعلمه لقدر على ذلك لقد سار يعقوب ع و ولده عند البشارة تسعة أيام من بدوهم إلى مصر فما تنكر هذه الأمة أن يفعل الله جل و عز بحجته كما فعل بيوسف أن يمشي في أسواقهم و يطأ بسطهم حتى يأذن الله في ذلك له كما أذن ليوسف قالوا أ إنك لأنت يوسف قال أنا يوسف

5-  علي بن إبراهيم عن الحسن بن موسى الخشاب عن عبد الله بن موسى عن عبد الله بن بكير عن زرارة قال سمعت أبا عبد الله ع يقول إن للغلام غيبة قبل أن يقوم قال قلت و لم قال يخاف و أومأ بيده إلى بطنه ثم قال يا زرارة و هو المنتظر و هو الذي يشك في ولادته منهم من يقول مات أبوه بلا خلف و منهم من يقول حمل و منهم من يقول إنه ولد قبل موت أبيه بسنتين و هو المنتظر غير أن الله عز و جل يحب أن يمتحن الشيعة فعند ذلك يرتاب المبطلون يا زرارة قال قلت جعلت فداك إن أدركت ذلك الزمان أي شي‏ء أعمل قال يا زرارة إذا أدركت هذا الزمان فادع بهذا الدعاء اللهم عرفني نفسك فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف نبيك اللهم عرفني رسولك فإنك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني ثم قال يا زرارة لا بد من قتل غلام بالمدينة قلت جعلت فداك أ ليس يقتله جيش السفياني قال لا و لكن يقتله جيش آل بني فلان يجي‏ء حتى يدخل المدينة فيأخذ الغلام فيقتله فإذا قتله بغيا و عدوانا و ظلما لا يمهلون فعند ذلك توقع الفرج إن شاء الله

6-  محمد بن يحيى عن جعفر بن محمد عن إسحاق بن محمد عن يحيى بن المثنى عن عبد الله بن بكير عن عبيد بن زرارة قال سمعت أبا عبد الله ع يقول يفقد الناس إمامهم يشهد الموسم فيراهم و لا يرونه

7-  علي بن محمد عن عبد الله بن محمد بن خالد قال حدثني منذر بن محمد بن قابوس عن منصور بن السندي عن أبي داود المسترق عن ثعلبة بن ميمون عن مالك الجهني عن الحارث بن المغيرة عن الأصبغ بن نباتة قال أتيت أمير المؤمنين ع فوجدته متفكرا ينكت في الأرض فقلت يا أمير المؤمنين ما لي أراك متفكرا تنكت في الأرض أ رغبة منك فيها فقال لا و الله ما رغبت فيها و لا في الدنيا يوما قط و لكني فكرت في مولود يكون من ظهري الحادي عشر من ولدي هو المهدي الذي يملأ الأرض عدلا و قسطا كما ملئت جورا و ظلما تكون له غيبة و حيرة يضل فيها أقوام و يهتدي فيها آخرون فقلت يا أمير المؤمنين و كم تكون الحيرة و الغيبة قال ستة أيام أو ستة أشهر أو ست سنين فقلت و إن هذا لكائن فقال نعم كما أنه مخلوق و أنى لك بهذا الأمر يا أصبغ أولئك خيار هذه الأمة مع خيار أبرار هذه العترة فقلت ثم ما يكون بعد ذلك فقال ثم يفعل الله ما يشاء فإن له بداءات و إرادات و غايات و نهايات

8-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن حنان بن سدير عن معروف بن خربوذ عن أبي جعفر ع قال إنما نحن كنجوم السماء كلما غاب نجم طلع نجم حتى إذا أشرتم بأصابعكم و ملتم بأعناقكم غيب الله عنكم نجمكم فاستوت بنو عبد المطلب فلم يعرف أي من أي فإذا طلع نجمكم فاحمدوا ربكم

9-  محمد بن يحيى عن جعفر بن محمد عن الحسن بن معاوية عن عبد الله بن جبلة عن عبد الله بن بكير عن زرارة قال سمعت أبا عبد الله ع يقول إن للقائم ع غيبة قبل أن يقوم قلت و لم قال إنه يخاف و أومأ بيده إلى بطنه يعني القتل

10-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن أبي أيوب الخزاز عن محمد بن مسلم قال سمعت أبا عبد الله ع يقول إن بلغكم عن صاحب هذا الأمر غيبة فلا تنكروها

11-  الحسين بن محمد و محمد بن يحيى عن جعفر بن محمد عن الحسن بن معاوية عن عبد الله بن جبلة عن إبراهيم بن خلف بن عباد الأنماطي عن مفضل بن عمر قال كنت عند أبي عبد الله ع و عنده في البيت أناس فظننت أنه إنما أراد بذلك غيري فقال أما و الله ليغيبن عنكم صاحب هذا الأمر و ليخملن هذا حتى يقال مات هلك في أي واد سلك و لتكفؤن كما تكفأ السفينة في أمواج البحر لا ينجو إلا من أخذ الله ميثاقه و كتب الإيمان في قلبه و أيده بروح منه و لترفعن اثنتا عشرة راية مشتبهة لا يدرى أي من أي قال فبكيت فقال ما يبكيك يا أبا عبد الله فقلت جعلت فداك كيف لا أبكي و أنت تقول اثنتا عشرة راية مشتبهة لا يدرى أي من أي قال و في مجلسه كوة تدخل فيها الشمس فقال أ بينة هذه فقلت نعم قال أمرنا أبين من هذه الشمس

12-  الحسين بن محمد عن جعفر بن محمد عن القاسم بن إسماعيل الأنباري عن يحيى بن المثنى عن عبد الله بن بكير عن عبيد بن زرارة عن أبي عبد الله ع قال للقائم غيبتان يشهد في إحداهما المواسم يرى الناس و لا يرونه

13-  علي بن محمد عن سهل بن زياد و محمد بن يحيى و غيره عن أحمد بن محمد و علي بن إبراهيم عن أبيه جميعا عن ابن محبوب عن هشام بن سالم عن أبي حمزة عن أبي إسحاق السبيعي عن بعض أصحاب أمير المؤمنين ع ممن يوثق به أن أمير المؤمنين ع تكلم بهذا الكلام و حفظ عنه و خطب به على منبر الكوفة اللهم إنه لا بد لك من حجج في أرضك حجة بعد حجة على خلقك يهدونهم إلى دينك و يعلمونهم علمك كيلا يتفرق أتباع أوليائك ظاهر غير مطاع أو مكتتم يترقب إن غاب عن الناس شخصهم في حال هدنتهم فلم يغب عنهم قديم مبثوث علمهم و آدابهم في قلوب المؤمنين مثبتة فهم بها عاملون و يقول ع في هذه الخطبة في موضع آخر فيمن هذا و لهذا يأرز العلم إذا لم يوجد له حملة يحفظونه و يروونه كما سمعوه من العلماء و يصدقون عليهم فيه اللهم فإني لأعلم أن العلم لا يأرز كله و لا ينقطع مواده و إنك لا تخلي أرضك من حجة لك على خلقك ظاهر ليس بالمطاع أو خائف مغمور كيلا تبطل حجتك و لا يضل أولياؤك بعد إذ هديتهم بل أين هم و كم هم أولئك الأقلون عددا الأعظمون عند الله قدرا

14-  علي بن محمد عن سهل بن زياد عن موسى بن القاسم بن معاوية البجلي عن علي بن جعفر عن أخيه موسى بن جعفر ع في قول الله عز و جل قل أ رأيتم إن أصبح ماؤكم غورا فمن يأتيكم بماء معين قال إذا غاب عنكم إمامكم فمن يأتيكم بإمام جديد

15-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن أبي أيوب الخزاز عن محمد بن مسلم قال سمعت أبا عبد الله ع يقول إن بلغكم عن صاحبكم غيبة فلا تنكروها

16-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسن بن علي الوشاء عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال لا بد لصاحب هذا الأمر من غيبة و لا بد له في غيبته من عزلة و نعم المنزل طيبة و ما بثلاثين من وحشة

17-  و بهذا الإسناد عن الوشاء عن علي بن الحسن عن أبان بن تغلب قال قال أبو عبد الله ع كيف أنت إذا وقعت البطشة بين المسجدين فيأرز العلم كما تأرز الحية في جحرها و اختلفت الشيعة و سمى بعضهم بعضا كذابين و تفل بعضهم في وجوه بعض قلت جعلت فداك ما عند ذلك من خير فقال لي الخير كله عند ذلك ثلاثا

18-  و بهذا الإسناد عن أحمد بن محمد عن أبيه محمد بن عيسى عن ابن بكير عن زرارة قال سمعت أبا عبد الله ع يقول إن للقائم غيبة قبل أن يقوم إنه يخاف و أومأ بيده إلى بطنه يعني القتل

19-  محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن ابن محبوب عن إسحاق بن عمار قال قال أبو عبد الله ع للقائم غيبتان إحداهما قصيرة و الأخرى طويلة الغيبة الأولى لا يعلم بمكانه فيها إلا خاصة شيعته و الأخرى لا يعلم بمكانه فيها إلا خاصة مواليه

20-  محمد بن يحيى و أحمد بن إدريس عن الحسن بن علي الكوفي عن علي بن حسان عن عمه عبد الرحمن بن كثير عن مفضل بن عمر قال سمعت أبا عبد الله ع يقول لصاحب هذا الأمر غيبتان إحداهما يرجع منها إلى أهله و الأخرى يقال هلك في أي واد سلك قلت كيف نصنع إذا كان كذلك قال إذا ادعاها مدع فاسألوه عن أشياء يجيب فيها مثله

 -  أحمد بن إدريس عن محمد بن أحمد عن جعفر بن القاسم عن محمد بن الوليد الخزاز عن الوليد بن عقبة عن الحارث بن زياد عن شعيب عن أبي حمزة قال دخلت على أبي عبد الله ع فقلت له أنت صاحب هذا الأمر فقال لا فقلت فولدك فقال لا فقلت فولد ولدك هو قال لا فقلت فولد ولد ولدك فقال لا قلت من هو قال الذي يملأها عدلا كما ملئت ظلما و جورا على فترة من الأئمة كما أن رسول الله ص بعث على فترة من الرسل

22-  علي بن محمد عن جعفر بن محمد عن موسى بن جعفر البغدادي عن وهب بن شاذان عن الحسن بن أبي الربيع عن محمد بن إسحاق عن أم هانئ قالت سألت أبا جعفر محمد بن علي ع عن قول الله تعالى فلا أقسم بالخنس الجوار الكنس قالت فقال إمام يخنس سنة ستين و مائتين ثم يظهر كالشهاب يتوقد في الليلة الظلماء فإن أدركت زمانه قرت عينك

23-  عدة من أصحابنا عن سعد بن عبد الله عن أحمد بن الحسن عن عمر بن يزيد عن الحسن بن الربيع الهمداني قال حدثنا محمد بن إسحاق عن أسيد بن ثعلبة عن أم هانئ قالت لقيت أبا جعفر محمد بن علي ع فسألته عن هذه الآية فلا أقسم بالخنس الجوار الكنس قال الخنس إمام يخنس في زمانه عند انقطاع من علمه عند الناس سنة ستين و مائتين ثم يبدو كالشهاب الواقد في ظلمة الليل فإن أدركت ذلك قرت عينك

24-  علي بن محمد عن بعض أصحابنا عن أيوب بن نوح عن أبي الحسن الثالث ع قال إذا رفع علمكم من بين أظهركم فتوقعوا الفرج من تحت أقدامكم

25-  عدة من أصحابنا عن سعد بن عبد الله عن أيوب بن نوح قال قلت لأبي الحسن الرضا ع إني أرجو أن تكون صاحب هذا الأمر و أن يسوقه الله إليك بغير سيف فقد بويع لك و ضربت الدراهم باسمك فقال ما منا أحد اختلفت إليه الكتب و أشير إليه بالأصابع و سئل عن المسائل و حملت إليه الأموال إلا اغتيل أو مات على فراشه حتى يبعث الله لهذا الأمر غلاما منا خفي الولادة و المنشإ غير خفي في نسبه

26-  الحسين بن محمد و غيره عن جعفر بن محمد عن علي بن العباس بن عامر عن موسى بن هلال الكندي عن عبد الله بن عطاء عن أبي جعفر ع قال قلت له إن شيعتك بالعراق كثيرة و الله ما في أهل بيتك مثلك فكيف لا تخرج قال فقال يا عبد الله بن عطاء قد أخذت تفرش أذنيك للنوكى إي و الله ما أنا بصاحبكم قال قلت له فمن صاحبنا قال انظروا من عمي على الناس ولادته فذاك صاحبكم إنه ليس منا أحد يشار إليه بالإصبع و يمضغ بالألسن إلا مات غيظا أو رغم أنفه

27-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله ع قال يقوم القائم و ليس لأحد في عنقه عهد و لا عقد و لا بيعة

28-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن فضال عن الحسن بن علي العطار عن جعفر بن محمد عن منصور عمن ذكره عن أبي عبد الله ع قال قلت إذا أصبحت و أمسيت لا أرى إماما أئتم به ما أصنع قال فأحب من كنت تحب و أبغض من كنت تبغض حتى يظهره الله عز و جل

29-  الحسين بن أحمد عن أحمد بن هلال قال حدثنا عثمان بن عيسى عن خالد بن نجيح عن زرارة بن أعين قال قال أبو عبد الله ع لا بد للغلام من غيبة قلت و لم قال يخاف و أومأ بيده إلى بطنه و هو المنتظر و هو الذي يشك الناس في ولادته فمنهم من يقول حمل و منهم من يقول مات أبوه و لم يخلف و منهم من يقول ولد قبل موت أبيه بسنتين قال زرارة فقلت و ما تأمرني لو أدركت ذلك الزمان قال ادع الله بهذا الدعاء اللهم عرفني نفسك فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرفك اللهم عرفني نبيك فإنك إن لم تعرفني نبيك لم أعرفه قط اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني قال أحمد بن الهلال سمعت هذا الحديث منذ ست و خمسين سنة

 -  أبو علي الأشعري عن محمد بن حسان عن محمد بن علي عن عبد الله بن القاسم عن المفضل بن عمر عن أبي عبد الله ع في قول الله عز و جل فإذا نقر في الناقور قال إن منا إماما مظفرا مستترا فإذا أراد الله عز ذكره إظهار أمره نكت في قلبه نكتة فظهر فقام بأمر الله تبارك و تعالى

31-  محمد بن يحيى عن جعفر بن محمد عن أحمد بن الحسين عن محمد بن عبد الله عن محمد بن الفرج قال كتب إلي أبو جعفر ع إذا غضب الله تبارك و تعالى على خلقه نحانا عن جوارهم