أبواب الجهاد

باب فضل الجهاد

1-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن عمر بن أبان عن أبي عبد الله ع قال قال رسول الله ص الخير كله في السيف و تحت ظل السيف و لا يقيم الناس إلا السيف و السيوف مقاليد الجنة و النار

2-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله ع قال قال رسول الله ص للجنة باب يقال له باب المجاهدين يمضون إليه فإذا هو مفتوح و هم متقلدون بسيوفهم و الجمع في الموقف و الملائكة ترحب بهم ثم قال فمن ترك الجهاد ألبسه الله عز و جل ذلا و فقرا في معيشته و محقا في دينه إن الله عز و جل أغنى أمتي بسنابك خيلها و مراكز رماحها

 -  و بإسناده قال قال رسول الله ص خيول الغزاة في الدنيا خيولهم في الجنة و إن أردية الغزاة لسيوفهم و قال النبي ص أخبرني جبرئيل ع بأمر قرت به عيني و فرح به قلبي قال يا محمد من غزا من أمتك في سبيل الله فأصابه قطرة من السماء أو صداع كتب الله عز و جل له شهادة

4-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن بعض أصحابه قال كتب أبو جعفر ع في رسالة إلى بعض خلفاء بني أمية و من ذلك ما ضيع الجهاد الذي فضله الله عز و جل على الأعمال و فضل عامله على العمال تفضيلا في الدرجات و المغفرة و الرحمة لأنه ظهر به الدين و به يدفع عن الدين و به اشترى الله من المؤمنين أنفسهم و أموالهم بالجنة بيعا مفلحا منجحا اشترط عليهم فيه حفظ الحدود و أول ذلك الدعاء إلى طاعة الله عز و جل من طاعة العباد و إلى عبادة الله من عبادة العبادو إلى ولاية الله من ولاية العباد فمن دعي إلى الجزية فأبى قتل و سبي أهله و ليس الدعاء من طاعة عبد إلى طاعة عبد مثله و من أقر بالجزية لم يتعد عليه و لم تخفر ذمته و كلف دون طاقته و كان الفي‏ء للمسلمين عامة غير خاصة و إن كان قتال و سبي سير في ذلك بسيرته و عمل في ذلك بسنته من الدين ثم كلف الأعمى و الأعرج الذين لا يجدون ما ينفقون على الجهاد بعد عذر الله عز و جل إياهم و يكلف الذين يطيقون ما لا يطيقون و إنما كانوا أهل مصر يقاتلون من يليه يعدل بينهم في البعوث فذهب ذلك كله حتى عاد الناس رجلين أجير مؤتجر بعد بيع الله و مستأجر صاحبه غارم و بعد عذر الله و ذهب الحج فضيع و افتقر الناس فمن أعوج ممن عوج هذا و من أقوم ممن أقام هذا فرد الجهاد على العباد و زاد الجهاد على العباد إن ذلك خطأ عظيم

5-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن بعض أصحابه عن عبد الله بن عبد الرحمن الأصم عن حيدرة عن أبي عبد الله ع قال الجهاد أفضل الأشياء بعد الفرائض

6-  أحمد بن محمد بن سعيد عن جعفر بن عبد الله العلوي و أحمد بن محمد الكوفي عن علي بن العباس عن إسماعيل بن إسحاق جميعا عن أبي روح فرج بن قرة عن مسعدة بن صدقة قال حدثني ابن أبي ليلى عن أبي عبد الرحمن السلمي قال قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه أما بعد فإن الجهاد باب من أبواب الجنة فتحه الله لخاصة أوليائه و سوغهم كرامة منه لهم و نعمة ذخرها و الجهاد هو لباس التقوى و درع الله الحصينة و جنته الوثيقة فمن تركه رغبة عنه ألبسه الله ثوب الذل و شمله البلاء و فارق الرضا و ديث بالصغار و القماءة و ضرب على قلبه بالأسداد و أديل الحق منه بتضييع الجهاد و سيم الخسف و منع النصف ألا و إني قد دعوتكم إلى قتال هؤلاء القوم ليلا و نهارا و سرا و إعلانا و قلت لكم اغزوهم قبل أن يغزوكم فو الله ما غزي قوم قط في عقر دارهم إلا ذلوا فتواكلتم و تخاذلتم حتى شنت عليكم الغارات و ملكت عليكم الأوطان هذا أخو غامد قد وردت خيله الأنبار و قتل حسان بن حسان البكري و أزال خيلكم عن مسالحها و قد بلغني أن الرجل منهم كان يدخل على المرأة المسلمة و الأخرى المعاهدة فينتزع حجلها و قلبها و قلائدها و رعاثها ما تمنع منه إلا بالاسترجاع و الاسترحام ثم انصرفوا وافرين ما نال رجلا منهم كلم و لا أريق له دم فلو أن امرأ مسلما مات من بعد هذا أسفا ما كان به ملوما بل كان عندي به جديرا فيا عجبا عجبا و الله يميث القلب و يجلب الهم من اجتماع هؤلاء على باطلهم و تفرقكم عن حقكم فقبحا لكم و ترحا حين صرتم غرضا يرمى يغار عليكم و لا تغيرون و تغزون و لا تغزون و يعصى الله و ترضون فإذا أمرتكم بالسير إليهم في أيام الحر قلتم هذه حمارة القيظ أمهلنا حتى يسبخ عنا الحر و إذا أمرتكم بالسير إليهم في الشتاء قلتم هذه صبارة القر أمهلنا حتى ينسلخ عنا البرد كل هذا فرارا من الحر و القر فإذا كنتم من الحر و القر تفرون فأنتم و الله من السيف أفر يا أشباه الرجال و لا رجال حلوم الأطفال و عقول ربات الحجال لوددت أني لم أركم و لم أعرفكم معرفة و الله جرت ندما و أعقبت ذما قاتلكم الله لقد ملأتم قلبي قيحا و شحنتم صدري غيظا و جرعتموني نغب التهمام أنفاسا و أفسدتم علي رأيي بالعصيان و الخذلان حتى لقد قالت قريش إن ابن أبي طالب رجل شجاع و لكن لا علم له بالحرب لله أبوهم و هل أحد منهم أشد لها مراسا و أقدم فيها مقاما مني لقد نهضت فيها و ما بلغت العشرين و ها أنا قد ذرفت على الستين و لكن لا رأي لمن لا يطاع

 -  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن علي بن الحكم عن أبي حفص الكلبي عن أبي عبد الله ع قال إن الله عز و جل بعث رسوله بالإسلام إلى الناس عشر سنين فأبوا أن يقبلوا حتى أمره بالقتال فالخير في السيف و تحت السيف و الأمر يعود كما بدأ

 -  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبي البختري عن أبي عبد الله ع قال قال رسول الله ص إن جبرئيل أخبرني بأمر قرت به عيني و فرح به قلبي قال يا محمد من غزا غزاة في سبيل الله من أمتك فما أصابه قطرة من السماء أو صداع إلا كانت له شهادة يوم القيامة

9-  و بهذا الإسناد قال قال رسول الله ص من بلغ رسالة غاز كان كمن أعتق رقبة و هو شريكه في ثواب غزوته

10-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله ع قال قال النبي ص من اغتاب مؤمنا غازيا أو آذاه أو خلفه في أهله بسوء نصب له يوم القيامة فيستغرق حسناته ثم يركس في النار إذا كان الغازي في طاعة الله عز و جل

11-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن محبوب رفعه قال قال أمير المؤمنين ع إن الله عز و جل فرض الجهاد و عظمه و جعله نصره و ناصره و الله ما صلحت دنيا و لا دين إلا به

12-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة عن أبي عبد الله ع قال قال النبي ص اغزوا تورثوا أبناءكم مجدا

13-  و بهذا الإسناد أن أبا دجانة الأنصاري اعتم يوم أحد بعمامة له و أرخى عذبة العمامة بين كتفيه حتى جعل يتبختر فقال رسول الله ص إن هذه لمشية يبغضها الله عز و جل إلا عند القتال في سبيل الله

14-  علي عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله ع قال قال رسول الله ص جاهدوا تغنموا

15-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحجال عن ثعلبة عن معمر عن أبي جعفر ع قال الخير كله في السيف و تحت السيف و في ظل السيف قال و سمعته يقول إن الخير كل الخير معقود في نواصي الخيل إلى يوم القيامة

باب جهاد الرجل و المرأة

1-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن أبي الجوزاء عن الحسين بن علوان عن سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباتة قال قال أمير المؤمنين ع كتب الله الجهاد على الرجال و النساء فجهاد الرجل بذل ماله و نفسه حتى يقتل في سبيل الله و جهاد المرأة أن تصبر على ما ترى من أذى زوجها و غيرته

و في حديث آخر جهاد المرأة حسن التبعل

باب وجوه الجهاد

1-  علي بن إبراهيم عن أبيه و علي بن محمد القاساني جميعا عن القاسم بن محمد عن سليمان بن داود المنقري عن فضيل بن عياض قال سألت أبا عبد الله ع عن الجهاد سنة أم فريضة فقال الجهاد على أربعة أوجه فجهادان فرض و جهاد سنة لا يقام إلا مع الفرض فأما أحد الفرضين فمجاهدة الرجل نفسه عن معاصي الله عز و جل و هو من أعظم الجهاد و مجاهدة الذين يلونكم من الكفار فرض و أما الجهاد الذي هو سنة لا يقام إلا مع فرض فإن مجاهدة العدو فرض على جميع الأمة و لو تركوا الجهاد لأتاهم العذاب و هذا هو من عذاب الأمة و هو سنة على الإمام وحده أن يأتي العدو مع الأمة فيجاهدهم و أما الجهاد الذي هو سنة فكل سنة أقامها الرجل و جاهد في إقامتها و بلوغها و إحيائها فالعمل و السعي فيها من أفضل الأعمال لأنها إحياء سنة و قد قال رسول الله ص من سن سنة حسنة فله أجرها و أجر من عمل بها إلى يوم القيامة من غير أن ينقص من أجورهم شي‏ء

2-  و بإسناده عن المنقري عن حفص بن غياث عن أبي عبد الله ع قال سأل رجل أبي ص عن حروب أمير المؤمنين ع و كان السائل من محبينا فقال له أبو جعفر ع بعث الله محمدا ص بخمسة أسياف ثلاثة منها شاهرة فلا تغمد حتى تضع الحرب أوزارها و لن تضع الحرب أوزارها حتى تطلع الشمس من مغربها فإذا طلعت الشمس من مغربها آمن الناس كلهم في ذلك اليوم فيومئذ لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا و سيف منها مكفوف و سيف منها مغمود سله إلى غيرنا و حكمه إلينا و أما السيوف الثلاثة الشاهرة فسيف على مشركي العرب قال الله عز و جل فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم و خذوهم و احصروهم و اقعدوا لهم كل مرصد فإن تابوا يعني آمنوا و أقاموا الصلاة و آتوا الزكاة فإخوانكم في الدين فهؤلاء لا يقبل منهم إلا القتل أو الدخول في الإسلام و أموالهم و ذراريهم سبي على ما سن رسول الله ص فإنه سبى و عفا و قبل الفداء و السيف الثاني على أهل الذمة قال الله تعالى و قولوا للناس حسنا نزلت هذه الآية في أهل الذمة ثم نسخها قوله عز و جل قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله و لا باليوم الآخر و لا يحرمون ما حرم الله و رسوله و لا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد و هم صاغرون فمن كان منهم في دار الإسلام فلن يقبل منهم إلا الجزية أو القتل و مالهم في‏ء و ذراريهم سبي و إذا قبلوا الجزية على أنفسهم حرم علينا سبيهم و حرمت أموالهم و حلت لنا مناكحتهم و من كان منهم في دار الحرب حل لنا سبيهم و أموالهم و لم تحل لنا مناكحتهم و لم يقبل منهم إلا الدخول في دار الإسلام أو الجزية أو القتل و السيف الثالث سيف على مشركي العجم يعني الترك والديلم و الخزر قال الله عز و جل في أول السورة التي يذكر فيها الذين كفروا فقص قصتهم ثم قال فضرب الرقاب حتى إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق فإما منا بعد و إما فداء حتى تضع الحرب أوزارها فأما قوله فإما منا بعد يعني بعد السبي منهم و إما فداء يعني المفاداة بينهم و بين أهل الإسلام فهؤلاء لن يقبل منهم إلا القتل أو الدخول في الإسلام و لا يحل لنا مناكحتهم ما داموا في دار الحرب و أما السيف المكفوف فسيف على أهل البغي و التأويل قال الله عز و جل و إن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفي‏ء إلى أمر الله فلما نزلت هذه الآية قال رسول الله ص إن منكم من يقاتل بعدي على التأويل كما قاتلت على التنزيل فسئل النبي ص من هو فقال خاصف النعل يعني أمير المؤمنين ع فقال عمار بن ياسر قاتلت بهذه الراية مع رسول الله ص ثلاثا و هذه الرابعة و الله لو ضربونا حتى يبلغوا بنا السعفات من هجر لعلمنا أنا على الحق و أنهم على الباطل و كانت السيرة فيهم من أمير المؤمنين ع ما كان من رسول الله ص في أهل مكة يوم فتح مكة فإنه لم يسب لهم ذرية و قال من أغلق بابه فهو آمن و من ألقى سلاحه فهو آمن و كذلك قال أمير المؤمنين ص يوم البصرة نادى فيهم لا تسبوا لهم ذرية و لا تجهزوا على جريح و لا تتبعوا مدبرا و من أغلق بابه و ألقى سلاحه فهو آمن و أما السيف المغمود فالسيف الذي يقوم به القصاص قال الله عز و جل النفس بالنفس و العين بالعين فسله إلى أولياء المقتول و حكمه إلينا فهذه السيوف التي بعث الله بها محمدا ص فمن جحدها أو جحد واحدا منها أو شيئا من سيرها و أحكامها فقد كفر بما أنزل الله على محمد ص

3-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله ع أن النبي ص بعث بسرية فلما رجعوا قال مرحبا بقوم قضوا الجهاد الأصغر و بقي الجهاد الأكبر قيل يا رسول الله ص و ما الجهاد الأكبر قال جهاد النفس

 باب من يجب عليه الجهاد و من لا يجب

1-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم بن بريد عن أبي عمرو الزبيري عن أبي عبد الله ع قال قلت له أخبرني عن الدعاء إلى الله و الجهاد في سبيله أ هو لقوم لا يحل إلا لهم و لا يقوم به إلا من كان منهم أم هو مباح لكل من وحد الله عز و جل و آمن برسوله ص و من كان كذا فله أن يدعو إلى الله عز و جل و إلى طاعته و أن يجاهد في سبيله فقال ذلك لقوم لا يحل إلا لهم و لا يقوم بذلك إلا من كان منهم قلت من أولئك قال من قام بشرائط الله عز و جل في القتال و الجهاد على المجاهدين فهو المأذون له في الدعاء إلى الله عز و جل و من لم يكن قائما بشرائط الله عز و جل في الجهاد على المجاهدين فليس بمأذون له في الجهاد و لا الدعاء إلى الله حتى يحكم في نفسه ما أخذ الله عليه من شرائط الجهاد قلت فبين لي يرحمك الله قال إن الله تبارك و تعالى أخبر ]نبيه[ في كتابه الدعاء إليه و وصف الدعاة إليه فجعل ذلك لهم درجات يعرف بعضها بعضا و يستدل ببعضها على بعض فأخبر أنه تبارك و تعالى أول من دعا إلى نفسه و دعا إلى طاعته و اتباع أمره فبدأ بنفسه فقال و الله يدعوا إلى دار السلام و يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم ثم ثنى برسوله فقال ادع إلى سبيل ربك بالحكمة و الموعظة الحسنة و جادلهم بالتي هي أحسن يعني بالقرآن و لم يكن داعيا إلى الله عز و جل من خالف أمر الله و يدعو إليه بغير ما أمر ]به[ في كتابه و الذي أمر أن لا يدعى إلا به و قال في نبيه ص و إنك لتهدي إلى صراط مستقيم يقول تدعو ثم ثلث بالدعاء إليه بكتابه أيضا فقال تبارك و تعالى إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم أي يدعو و يبشر المؤمنين ثم ذكر من أذن له في الدعاء إليه بعده و بعد رسوله في كتابه فقال و لتكن منكم أمة يدعون إلى الخير و يأمرون بالمعروف و ينهون عن المنكر و أولئك هم المفلحون ثم أخبر عن هذه الأمة و ممن هي و أنها من ذرية إبراهيم و من ذرية إسماعيل من سكان الحرم ممن لم يعبدوا غير الله قط الذين وجبت لهم الدعوة دعوة إبراهيم و إسماعيل من أهل المسجد الذين أخبر عنهم في كتابه أنه أذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا الذين وصفناهم قبل هذا في صفة أمة إبراهيم ع الذين عناهم الله تبارك و تعالى في قوله أدعوا إلى الله على بصيرة أنا و من اتبعني يعني أول من اتبعه على الإيمان به و التصديق له بما جاء به من عند الله عز و جل من الأمة التي بعث فيها و منها و إليها قبل الخلق ممن لم يشرك بالله قط و لم يلبس إيمانه بظلم و هو الشرك ثم ذكر أتباع نبيه ص و أتباع هذه الأمة التي وصفها في كتابه بالأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و جعلها داعية إليه و أذن لها في الدعاء إليه فقال يا أيها النبي حسبك الله و من اتبعك من المؤمنين ثم وصف أتباع نبيه ص من المؤمنين فقال عز و جل محمد رسول الله و الذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله و رضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة و مثلهم في الإنجيل و قال يوم لا يخزي الله النبي و الذين آمنوا معه نورهم يسعى بين أيديهم و بأيمانهم يعني أولئك المؤمنين و قال قد أفلح المؤمنون ثم حلاهم و وصفهم كي لا يطمع في اللحاق بهم إلا من كان منهم فقال فيما حلاهم به و وصفهم الذين هم في صلاتهم خاشعون و الذين هم عن اللغو معرضون إلى قوله أولئك هم الوارثون الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون و قال في

 صفتهم و حليتهم أيضا الذين لا يدعون مع الله إلها آخر و لا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق و لا يزنون و من يفعل ذلك يلق أثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة و يخلد فيه مهانا ثم أخبر أنه اشترى من هؤلاء المؤمنين و من كان على مثل صفتهم أنفسهم و أموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون و يقتلون وعدا عليه حقا في التوراة و الإنجيل و القرآن ثم ذكر وفاءهم له بعهده و مبايعته فقال و من أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به و ذلك هو الفوز العظيم فلما نزلت هذه الآية إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم و أموالهم بأن لهم الجنة قام رجل إلى النبي ص فقال يا نبي الله أ رأيتك الرجل يأخذ سيفه فيقاتل حتى يقتل إلا أنه يقترف من هذه المحارم أ شهيد هو فأنزل الله عز و جل على رسوله التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف و الناهون عن المنكر و الحافظون لحدود الله و بشر المؤمنين ففسر النبي ص المجاهدين من المؤمنين الذين هذه صفتهم و حليتهم بالشهادة و الجنة و قال التائبون من الذنوب العابدون الذين لا يعبدون إلا الله و لا يشركون به شيئا الحامدون الذين يحمدون الله على كل حال في الشدة و الرخاء السائحون و هم الصائمون الراكعون الساجدون الذين يواظبون على الصلوات الخمس و الحافظون لها و المحافظون عليها بركوعها و سجودها و في الخشوع فيها و في أوقاتها الآمرون بالمعروف بعد ذلك و العاملون به و الناهون عن المنكر و المنتهون عنه قال فبشر من قتل و هو قائم بهذه الشروط بالشهادة و الجنة ثم أخبر تبارك و تعالى أنه لم يأمر بالقتال إلا أصحاب هذه الشروط فقال عز و جل أذن للذينيقاتلون بأنهم ظلموا و إن الله على نصرهم لقدير الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله و ذلك أن جميع ما بين السماء و الأرض لله عز و جل و لرسوله و لأتباعهما من المؤمنين من أهل هذه الصفة فما كان من الدنيا في أيدي المشركين و الكفار و الظلمة و الفجار من أهل الخلاف لرسول الله ص و المولي عن طاعتهما مما كان في أيديهم ظلموا فيه المؤمنين من أهل هذه الصفات و غلبوهم عليه مما أفاء الله على رسوله فهو حقهم أفاء الله عليهم و رده إليهم و إنما معنى الفي‏ء كل ما صار إلى المشركين ثم رجع مما كان قد غلب عليه أو فيه فما رجع إلى مكانه من قول أو فعل فقد فاء مثل قول الله عز و جل للذين يؤلون من نسائهم تربص أربعة أشهر فإن فاؤ فإن الله غفور رحيم أي رجعوا ثم قال و إن عزموا الطلاق فإن الله سميع عليم و قال و إن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفي‏ء إلى أمر الله أي ترجع فإن فاءت أي رجعت فأصلحوا بينهما بالعدل و أقسطوا إن الله يحب المقسطين يعني بقوله تفي‏ء ترجع فذلك الدليل على أن الفي‏ء كل راجع إلى مكان قد كان عليه أو فيه و يقال للشمس إذا زالت قد فاءت الشمس حين يفي‏ء الفي‏ء عند رجوع الشمس إلى زوالها و كذلك ما أفاء الله على المؤمنين من الكفار فإنما هي حقوق المؤمنين رجعت إليهم بعد ظلم الكفار إياهم فذلك قوله أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا ما كان المؤمنون أحق به منهم و إنما أذن للمؤمنين الذين قاموا بشرائط الإيمان التي وصفناها و ذلك أنه لا يكون مأذونا له في القتال حتى يكون مظلوما و لا يكون مظلوما حتى يكون مؤمنا و لا يكون

 مؤمنا حتى يكون قائما بشرائط الإيمان التي اشترط الله عز و جل على المؤمنين و المجاهدين فإذا تكاملت فيه شرائط الله عز و جل كان مؤمنا و إذا كان مؤمنا كان مظلوما و إذا كان مظلوما كان مأذونا له في الجهاد لقوله عز و جل أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا و إن الله على نصرهم لقدير و إن لم يكن مستكملا لشرائط الإيمان فهو ظالم ممن يبغي و يجب جهاده حتى يتوب و ليس مثله مأذونا له في الجهاد و الدعاء إلى الله عز و جل لأنه ليس من المؤمنين المظلومين الذين أذن لهم في القرآن في القتال فلما نزلت هذه الآية أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا في المهاجرين الذين أخرجهم أهل مكة من ديارهم و أموالهم أحل لهم جهادهم بظلمهم إياهم و أذن لهم في القتال فقلت فهذه نزلت في المهاجرين بظلم مشركي أهل مكة لهم فما بالهم في قتالهم كسرى و قيصر و من دونهم من مشركي قبائل العرب فقال لو كان إنما أذن لهم في قتال من ظلمهم من أهل مكة فقط لم يكن لهم إلى قتال جموع كسرى و قيصر و غير أهل مكة من قبائل العرب سبيل لأن الذين ظلموهم غيرهم و إنما أذن لهم في قتال منظلمهم من أهل مكة لإخراجهم إياهم من ديارهم و أموالهم بغير حق و لو كانت الآية إنما عنت المهاجرين الذين ظلمهم أهل مكة كانت الآية مرتفعة الفرض عمن بعدهم إذا لم يبق من الظالمين و المظلومين أحد و كان فرضها مرفوعا عن الناس بعدهم ]إذا لم يبق من الظالمين و المظلومين أحد[ و ليس كما ظننت و لا كما ذكرت و لكن المهاجرين ظلموا من جهتين ظلمهم أهل مكة بإخراجهم من ديارهم و أموالهم فقاتلوهم بإذن الله لهم في ذلك و ظلمهم كسرى و قيصر و من كان دونهم من قبائل العرب و العجم بما كان في أيديهم مما كان المؤمنون أحق به منهم فقد قاتلوهم بإذن الله عز و جل لهم في ذلك و بحجة هذه الآية يقاتل مؤمنو كل زمان و إنما أذن الله عز و جل للمؤمنين الذين قاموا بما وصفها الله عز و جل من الشرائط التي شرطها الله على المؤمنين في الإيمان و الجهاد و من كان قائما بتلك الشرائط فهو مؤمن و هو مظلوم و مأذون له في الجهاد بذلك المعنى و من كان على خلاف ذلك فهو ظالم و ليس من المظلومين و ليس بمأذون له في القتال و لا بالنهي عن المنكر و الأمر بالمعروف لأنه ليس من أهل ذلك و لا مأذون له في الدعاء إلى الله عز و جل لأنه ليس يجاهد مثله و أمر بدعائه إلى الله و لا يكون مجاهدا من قد أمر المؤمنون بجهاده و حظر الجهاد عليه و منعه منه و لا يكون داعيا إلى الله عز و جل من أمر بدعاء مثله إلى التوبة و الحق و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و لا يأمر بالمعروف من قد أمر أن يؤمر به و لا ينهى عن المنكر من قد أمر أن ينهى عنه فمن كانت قد تمت فيه شرائط الله عز و جل التي وصف بها أهلها من أصحاب النبي ص و هو مظلوم فهو مأذون له في الجهادكما أذن لهم في الجهاد لأن حكم الله عز و جل في الأولين و الآخرين و فرائضه عليهم سواء إلا من علة أو حادث يكون و الأولون و الآخرون أيضا في منع الحوادث شركاء و الفرائض عليهم واحدة يسأل الآخرون عن أداء الفرائض عما يسأل عنه الأولون و يحاسبون عما به يحاسبون و من لم يكن على صفة من أذن الله له في الجهاد من المؤمنين فليس من أهل الجهاد و ليس بمأذون له فيه حتى يفي‏ء بما شرط الله عز و جل عليه فإذا تكاملت فيه شرائط الله عز و جل على المؤمنين و المجاهدين فهو من المأذونين لهم في الجهاد فليتق الله عز و جل عبد و لا يغتر بالأماني التي نهى الله عز و جل عنها من هذه الأحاديث الكاذبة على الله التي يكذبها القرآن و يتبرأ منها و من حملتها و رواتها و لا يقدم على الله عز و جل بشبهة لا يعذر بها فإنه ليس وراء المتعرض للقتل في سبيل الله منزلة يؤتى الله من قبلها و هي غاية الأعمال في عظم قدرها فليحكم امرؤ

 لنفسه و ليرها كتاب الله عز و جل و يعرضها عليه فإنه لا أحد أعرف بالمرء من نفسه فإن وجدها قائمة بما شرط الله عليه في الجهاد فليقدم على الجهاد و إن علم تقصيرا فليصلحها و ليقمها على ما فرض الله عليها من الجهاد ثم ليقدم بها و هي طاهرة مطهرة من كل دنس يحول بينها و بين جهادها و لسنا نقول لمن أراد الجهاد و هو على خلاف ما وصفنا من شرائط الله عز و جل على المؤمنين و المجاهدين لا تجاهدوا و لكن نقول قد علمناكم ما شرط الله عز و جل على أهل الجهاد الذين بايعهم و اشترى منهم أنفسهم و أموالهم بالجنان فليصلح امرؤ ما علم من نفسه من تقصير عن ذلك و ليعرضها على شرائط الله فإن رأى أنه قد وفى بها و تكاملت فيه فإنه ممن أذن الله عز و جل له في الجهاد فإن أبى أن لا يكون مجاهدا على ما فيه من الإصرار على المعاصي و المحارم و الإقدام على الجهاد بالتخبيط و العمى و القدوم على الله عز و جل بالجهل و الروايات الكاذبة فلقد لعمري جاء الأثر فيمن فعل هذا الفعل إن الله عز و جل ينصر هذا الدين بأقوام لا خلاق لهم فليتق الله عز و جل امرؤ و ليحذر أن يكون منهم فقد بين لكم و لا عذر لكم بعد البيان في الجهل و لا قوة إلا بالله و حسبنا الله عليه توكلنا و إليه المصير

2-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن الحكم بن مسكين عن عبد الملك بن عمرو قال قال لي أبو عبد الله ع يا عبد الملك ما لي لا أراك تخرج إلى هذه المواضع التي يخرج إليها أهل بلادك قال قلت و أين فقال جدة و عبادان و المصيصة و قزوين فقلت انتظارا لأمركم و الاقتداء بكم فقال إي و الله لو كان خيرا ما سبقونا إليه قال قلت له فإن الزيدية يقولون ليس بيننا و بين جعفر خلاف إلا أنه لا يرى الجهاد فقال أنا لا أراه بلى و الله إني لأراه و لكن أكره أن أدع علمي إلى جهلهم

 باب الغزو مع الناس إذا خيف على الإسلام

1-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن علي بن الحكم عن أبي عمرة السلمي عن أبي عبد الله ع قال سأله رجل فقال إني كنت أكثر الغزو و أبعد في طلب الأجر و أطيل الغيبة فحجر ذلك علي فقالوا لا غزو إلا مع إمام عادل فما ترى أصلحك الله فقال أبو عبد الله ع إن شئت أن أجمل لك أجملت و إن شئت أن ألخص لك لخصت فقال بل أجمل قال إن الله عز و جل يحشر الناس على نياتهم يوم القيامة قال فكأنه اشتهى أن يلخص له قال فلخص لي أصلحك الله فقال هات فقال الرجل غزوت فواقعت المشركين فينبغي قتالهم قبل أن أدعوهم فقال إن كانوا غزوا و قوتلوا و قاتلوا فإنك تجترئ بذلك و إن كانوا قوما لم يغزوا و لم يقاتلوا فلا يسعك قتالهم حتى تدعوهم قال الرجل فدعوتهم فأجابني مجيب و أقر بالإسلام في قلبه و كان في الإسلام فجير عليه في الحكم و انتهكت حرمته و أخذ ماله و اعتدي عليه فكيف بالمخرج و أنا دعوته فقال إنكما مأجوران على ما كان من ذلك و هو معك يحوطك من وراء حرمتك و يمنع قبلتك و يدفع عن كتابك و يحقن دمك خير من أن يكون عليك يهدم قبلتك و ينتهك حرمتك و يسفك دمك و يحرق كتابك

2-  علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن أبي الحسن الرضا ع قال قلت له جعلت فداك إن رجلا من مواليك بلغه أن رجلا يعطي السيف و الفرس في سبيل الله فأتاه فأخذهما منه و هو جاهل بوجه السبيل ثم لقيه أصحابه فأخبروه أن السبيل مع هؤلاء لا يجوز و أمروه بردهما فقال فليفعل قال قد طلب الرجل فلم يجده و قيل له قد شخص الرجل قال فليرابط و لا يقاتل قال ففي مثل قزوين و الديلم و عسقلان و ما أشبه هذه الثغور فقال نعم فقال له يجاهد قال لا إلا أن يخاف على ذراري المسلمين ]فقال[ أ رأيتك لو أن الروم دخلوا على المسلمين لم ينبغ لهم أن يمنعوهم قال يرابط و لا يقاتل و إن خاف على بيضة الإسلام و المسلمين قاتل فيكون قتاله لنفسه و ليس للسلطان قال قلت فإن جاء العدو إلى الموضع الذي هو فيه مرابط كيف يصنع قال يقاتل عن بيضة الإسلام لا عن هؤلاء لأن في دروس الإسلام دروس دين محمد ص

 علي عن أبيه عن يحيى بن أبي عمران عن يونس عن الرضا ع نحوه

 باب الجهاد الواجب مع من يكون

1-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن عثمان بن عيسى عن سماعة عن أبي عبد الله ع قال لقي عباد البصري علي بن الحسين ص في طريق مكة فقال له يا علي بن الحسين تركت الجهاد و صعوبته و أقبلت على الحج و لينته إن الله عز و جل يقول إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم و أموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون و يقتلون وعدا عليه حقا في التوراة و الإنجيل و القرآن و من أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به و ذلك هو الفوز العظيم فقال له علي بن الحسين ع أتم الآية فقال التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف و الناهون عن المنكر و الحافظون لحدود الله و بشر المؤمنين فقال علي بن الحسين ع إذا رأينا هؤلاء الذين هذه صفتهم فالجهاد معهم أفضل من الحج

2-  عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن محمد بن عبد الله و محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن العباس بن معروف عن صفوان بن يحيى عن عبد الله بن المغيرة قال قال محمد بن عبد الله للرضا ص و أنا أسمع حدثني أبي عن أهل بيته عن آبائه ع أنه قال لبعضهم إن في بلادنا موضع رباط يقال له قزوين و عدوا يقال له الديلم فهل من جهاد أو هل من رباط فقال عليكم بهذا البيت فحجوه فأعاد عليه الحديث فقال عليكم بهذا البيت فحجوه أ ما يرضى أحدكم أن يكون في بيته ينفق على عياله من طوله ينتظر أمرنا فإن أدركه كان كمن شهد مع رسول الله ص بدرا و إن مات منتظرا لأمرنا كان كمن كان مع قائمنا ع هكذا في فسطاطه و جمع بين السبابتين و لا أقول هكذا و جمع بين السبابة و الوسطى فإن هذه أطول من هذه فقال أبو الحسن ع صدق

3-  محمد بن الحسن الطاطري عمن ذكره عن علي بن النعمان عن سويد القلانسي عن بشير الدهان عن أبي عبد الله ع قال قلت له إني رأيت في المنام أني قلت لك إن القتال مع غير الإمام المفروض طاعته حرام مثل الميتة و الدم و لحم الخنزير فقلت لي هو كذلك فقال أبو عبد الله ع هو كذلك هو كذلك

باب دخول عمرو بن عبيد و المعتزلة على أبي عبد الله ع

1-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن عمر بن أذينة عن زرارة عن عبد الكريم عتبة الهاشمي قال كنت قاعدا عند أبي عبد الله ع بمكة إذ دخل عليه أناس من المعتزلة فيهم عمرو بن عبيد و واصل بن عطاء و حفص بن سالم مولى ابن هبيرة و ناس من رؤسائهم و ذلك حدثان قتل الوليد و اختلاف أهل الشام بينهم فتكلموا و أكثروا و خطبوا فأطالوا فقال لهم أبو عبد الله ع إنكم قد أكثرتم علي فأسندوا أمركم إلى رجل منكم و ليتكلم بحججكم و يوجز فأسندوا أمرهم إلى عمرو بن عبيد فتكلم فأبلغ و أطال فكان فيما قال أن قال قد قتل أهل الشام خليفتهم و ضرب الله عز و جل بعضهم ببعض و شتت الله أمرهم فنظرنا فوجدنا رجلا له دين و عقل و مروة و موضع و معدن للخلافة و هو محمد بن عبد الله بن الحسن فأردنا أن نجتمع عليه فنبايعه ثم نظهر معه فمن كان بايعنا فهو منا و كنا منه و من اعتزلنا كففنا عنه و من نصب لنا جاهدناه و نصبنا له على بغيه و رده إلى الحق و أهله و قد أحببنا أن نعرض ذلك عليك فتدخل معنا فإنه لا غنى بنا عن مثلك لموضعك و كثرة شيعتك فلما فرغ قال أبو عبد الله ع أ كلكم على مثل ما قال عمرو قالوا نعم فحمد الله و أثنى عليه و صلى على النبي ص ثم قال إنما نسخط إذا عصي الله فأما إذا أطيع رضينا أخبرني يا عمرو لو أن الأمة قلدتك أمرها و ولتك بغير قتال و لا مئونة و قيل لك و لها من شئت من كنت توليها قال كنت أجعلها شورى بين المسلمين قال بين المسلمين كلهم قال نعم قال بين فقهائهم و خيارهم قال نعم قال قريش و غيرهم قال نعم قال و العرب و العجم قال نعم قال أخبرني يا عمرو أ تتولى أبا بكر و عمر أو تتبرأ منهما قال أتولاهما فقال فقد خالفتهما ما تقولون أنتم تتولونهما أو تتبرءون منهما قالوا نتولاهما قال يا عمرو إن كنت رجلا تتبرأ منهما فإنه يجوز لك الخلاف عليهما و إن كنت تتولاهما فقد خالفتهما قد عهد عمر إلى أبي بكر فبايعه و لم يشاور فيه أحدا ثم ردها أبو بكر عليه و لم يشاور فيه أحدا ثم جعلها عمر شورى بين ستة و أخرج منها جميع المهاجرين و الأنصار غير أولئك الستة من قريش و أوصى فيهم شيئا لا أراك ترضى به أنت و لا أصحابك إذ جعلتها شورى بين جميع المسلمين قال و ما صنع قال أمر صهيبا أن يصلي بالناس ثلاثة أيام و أن يشاور أولئك الستة ليس معهم أحد إلا ابن عمر يشاورونه و ليس له من الأمر شي‏ء و أوصى من بحضرته من المهاجرين و الأنصار إن مضت ثلاثة أيام قبل أن يفرغوا أو يبايعوا رجلا أن يضربوا أعناق أولئك الستة جميعا فإن اجتمع أربعة قبل أن تمضي ثلاثة أيام و خالف اثنان أن يضربوا أعناق الاثنين أ فترضون بهذا أنتم فيما تجعلون من الشورى في جماعة من المسلمين قالوا لا ثم قال يا عمرو دع ذا أ رأيت لو بايعت صاحبك الذي تدعوني إلى بيعته ثم اجتمعت لكم الأمة فلم يختلف عليكم رجلان فيها فأفضتم إلى المشركين الذين لا يسلمون و لا يؤدون الجزية أ كان عندكم و عند صاحبكم من العلم ما تسيرون بسيرة رسول الله ص في المشركين في حروبه قال نعم قال فتصنع ما ذا قال ندعوهم إلى الإسلام فإن أبوا دعوناهم إلى الجزية قال و إن كانوا مجوسا ليسوا بأهل الكتاب قال سواء قال و إن كانوا مشركي العرب و عبدة الأوثان قال سواء قال أخبرني عن القرآن تقرؤه قال نعم قال اقرأ قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله و لا باليوم الآخر و لا يحرمون ما حرم الله و رسوله و لا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد و هم صاغرون فاستثناء الله عز و جل و اشتراطه من الذين أوتوا الكتاب فهم و الذين لم يؤتوا الكتاب سواء قال نعم قال عمن أخذت ذا قال سمعت الناس يقولون قال فدع ذا فإن هم أبوا

 الجزية فقاتلتهم فظهرت عليهم كيف تصنع بالغنيمة قال أخرج الخمس و أقسم أربعة أخماس بين من قاتل عليه قال أخبرني عن الخمس من تعطيه قال حيثما سمى الله قال فقرأ و اعلموا أنما غنمتم من شي‏ء فأن لله خمسه و للرسول و لذي القربى و اليتامى و المساكين و ابن السبيل قال الذي للرسول من تعطيه و من ذو القربى قال قد اختلف فيه الفقهاء فقال بعضهم قرابة النبي ص و أهل بيته و قال بعضهم الخليفة و قال بعضهم قرابة الذين قاتلوا عليه من المسلمين قال فأي ذلك تقول أنت قال لا أدري قال فأراك لا تدري فدع ذا ثم قال أ رأيت الأربعة أخماس تقسمها بين جميع من قاتل عليها قال نعم قال فقد خالفت رسول الله ص في سيرته بيني و بينك فقهاء أهل المدينة و مشيختهم فاسألهم فإنهم لا يختلفون و لا يتنازعون في أن رسول الله ص إنما صالح الأعراب على أن يدعهم في ديارهم و لا يهاجروا على إن دهمه من عدوه دهم أن يستنفرهم فيقاتل بهم و ليس لهم في الغنيمة نصيب و أنت تقول بين جميعهم فقد خالفت رسول الله ص في كل ما قلت في سيرته في المشركين و مع هذا ما تقول في الصدقة فقرأ عليه الآية إنما الصدقات للفقراء و المساكين و العاملين عليها إلى آخر الآية قال نعم فكيف تقسمها قال أقسمها على ثمانية أجزاء فأعطي كل جزء من الثمانية جزءا قال و إن كان صنف منهم عشرة آلاف و صنف منهم رجلا واحدا أو رجلين أو ثلاثة جعلت لهذا الواحد مثل ما جعلت للعشرة آلاف قال نعم قال و تجمع صدقات أهل الحضر و أهل البوادي فتجعلهم فيها سواء قال نعم قال فقد خالفت رسول الله ص في كل ما قلت في سيرته كان رسول الله ص يقسم صدقة أهل البوادي في أهل البوادي و صدقة أهل الحضر في أهل الحضر و لا يقسمه بينهم بالسوية و إنما يقسمه على قدر ما يحضره منهم و ما يرى و ليس عليه في ذلك شي‏ء موقت موظف و إنما يصنع ذلك بما يرى على قدر من يحضره منهم فإن كان في نفسك مما قلت شي‏ء فالق فقهاء أهل المدينة فإنهم لا يختلفون في أن رسول الله ص كذا كان يصنع ثم أقبل على عمرو بن عبيد فقال له اتق الله و أنتم أيها الرهط فاتقوا الله فإن أبي حدثني و كان خير أهل الأرض و أعلمهم بكتاب الله عز و جل و سنة نبيه ص أن رسول الله ص قال من ضرب الناس بسيفه و دعاهم إلى نفسه و في المسلمين من هو أعلم منه فهو ضال متكلف

2-  محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن علي بن النعمان عن سويد القلانسي عن بشير عن أبي عبد الله ع قال قلت له إني رأيت في المنام أني قلت لك إن القتال مع غير الإمام المفترض طاعته حرام مثل الميتة و الدم و لحم الخنزير فقلت لي نعم هو كذلك فقال أبو عبد الله ع هو كذلك هو كذلك

باب وصية رسول الله ص و أمير المؤمنين ع في السرايا

1-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن معاوية بن عمار قال أظنه عن أبي حمزة الثمالي عن أبي عبد الله ع قال كان رسول الله ص إذا أراد أن يبعث سرية دعاهم فأجلسهم بين يديه ثم يقول سيروا بسم الله و بالله و في سبيل الله و على ملة رسول الله لا تغلوا و لا تمثلوا و لا تغدروا و لا تقتلوا شيخا فانيا و لا صبيا و لا امرأة و لا تقطعوا شجرا إلا أن تضطروا إليها و أيما رجل من أدنى المسلمين أو أفضلهم نظر إلى رجل من المشركين فهو جار حتى يسمع كلام الله فإن تبعكم فأخوكم في الدين و إن أبى فأبلغوه مأمنه و استعينوا بالله عليه

2-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله ع قال قال أمير المؤمنين ع نهى رسول الله ص أن يلقى السم في بلاد المشركين

3-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن محبوب عن عباد بن صهيب قال سمعت أبا عبد الله ع يقول ما بيت رسول الله ص عدوا قط

4-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله ع قال قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه بعثني رسول الله ص إلى اليمن و قال لي يا علي لا تقاتلن أحدا حتى تدعوه و ايم الله لأن يهدي الله على يديك رجلا خير لك مما طلعت عليه الشمس و غربت و لك ولاؤه يا علي

5-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن أبان بن عثمان عن يحيى بن أبي العلاء عن أبي عبد الله ع قال كان أمير المؤمنين ص لا يقاتل حتى تزول الشمس و يقول تفتح أبواب السماء و تقبل الرحمة و ينزل النصر و يقول هو أقرب إلى الليل و أجدر أن يقل القتل و يرجع الطالب و يفلت المنهزم

6-  علي عن أبيه عن القاسم بن محمد عن المنقري عن حفص بن غياث قال سألت أبا عبد الله ع عن مدينة من مدائن أهل الحرب هل يجوز أن يرسل عليهم الماء و تحرق بالنار أو ترمى بالمجانيق حتى يقتلوا و فيهم النساء و الصبيان و الشيخ الكبير و الأسارى من المسلمين و التجار فقال يفعل ذلك بهم و لا يمسك عنهم لهؤلاء و لا دية عليهم للمسلمين و لا كفارة و سألته عن النساء كيف سقطت الجزية عنهن و رفعت عنهن فقال لأن رسول الله ص نهى عن قتال النساء و الولدان في دار الحرب إلا أن يقاتلوا فإن قاتلت أيضا فأمسك عنها ما أمكنك و لم تخف خللا فلما نهى عن قتلهن في دار الحرب كان في دار الإسلام أولى و لو امتنعت أن تؤدي الجزية لم يمكن قتلها فلما لم يمكن قتلها رفعت الجزية عنها و لو امتنع الرجال أن يؤدوا الجزية كانوا ناقضين للعهد و حلت دماؤهم و قتلهم لأن قتل الرجال مباح في دار الشرك و كذلك المقعد من أهل الذمة و الأعمى و الشيخ الفاني و المرأة و الولدان في أرض الحرب فمن أجل ذلك رفعت عنهم الجزية

7-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله ع أن النبي ص كان إذا بعث بسرية دعا لها

8-  علي بن إبراهيم عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة عن أبي عبد الله ع قال إن النبي ص كان إذا بعث أميرا له على سرية أمره بتقوى الله عز و جل في خاصة نفسه ثم في أصحابه عامة ثم يقول اغز بسم الله و في سبيل الله قاتلوا من كفر بالله و لا تغدروا و لا تغلوا و تمثلوا و لا تقتلوا وليدا و لا متبتلا في شاهق و لا تحرقوا النخل و لا تغرقوه بالماء و لا تقطعوا شجرة مثمرة و لا تحرقوا زرعا لأنكم لا تدرون لعلكم تحتاجون إليه و لا تعقروا من البهائم مما يؤكل لحمه إلا ما لا بد لكم من أكلهو إذا لقيتم عدوا للمسلمين فادعوهم إلى إحدى ثلاث فإن هم أجابوكم إليها فاقبلوا منهم و كفوا عنهم ادعوهم إلى الإسلام فإن دخلوا فيه فاقبلوه منهم و كفوا عنهم و ادعوهم إلى الهجرة بعد الإسلام فإن فعلوا فاقبلوا منهم و كفوا عنهم و إن أبوا أن يهاجروا و اختاروا ديارهم و أبوا أن يدخلوا في دار الهجرة كانوا بمنزلة أعراب المؤمنين يجري عليهم ما يجري على أعراب المؤمنين و لا يجري لهم في الفي‏ء و لا في القسمة شي‏ء إلا أن يهاجروا في سبيل الله فإن أبوا هاتين فادعوهم إلى إعطاء الجزية عن يد و هم صاغرون فإن أعطوا الجزية فاقبل منهم و كف عنهم و إن أبوا فاستعن الله عز و جل عليهم و جاهدهم في الله حق جهاده و إذا حاصرت أهل حصن فأرادوك على أن ينزلوا على حكم الله عز و جل فلا تنزل لهم و لكن أنزلهم على حكمكم ثم اقض فيهم بعد ما شئتم فإنكم إن تركتموهم على حكم الله لم تدروا تصيبوا حكم الله فيهم أم لا و إذا حاصرتم أهل حصن فإن آذنوك على أن تنزلهم على ذمة الله و ذمة رسوله فلا تنزلهم و لكن أنزلهم على ذممكم و ذمم آبائكم و إخوانكم فإنكم إن تخفروا ذممكم و ذمم آبائكم و إخوانكم كان أيسر عليكم يوم القيامة من أن تخفروا ذمة الله و ذمة رسوله ص

9-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الوشاء عن محمد بن حمران و جميل بن دراج كلاهما عن أبي عبد الله ع قال كان رسول الله ص إذا بعث سرية دعا بأميرها فأجلسه إلى جنبه و أجلس أصحابه بين يديه ثم قال سيروا بسم الله و بالله و في سبيل الله و على ملة رسول الله ص لا تغدروا و لا تغلوا و لا تمثلوا و لا تقطعوا شجرة إلا أن تضطروا إليها و لا تقتلوا شيخا فانيا و لا صبيا و لا امرأة و أيما رجل من أدنى المسلمين و أفضلهم نظر إلى أحد من المشركين فهو جار حتى يسمع كلام الله فإذا سمع كلام الله عز و جل فإن تبعكم فأخوكم في دينكم و إن أبى فاستعينوا بالله عليه و أبلغوه مأمنه

 علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن جميل عن أبي عبد الله ع مثله إلا أنه قال و أيما رجل من المسلمين نظر إلى رجل من المشركين في أقصى العسكر و أدناه فهو جار

باب إعطاء الأمان

1-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله ع قال قلت له ما معنى قول النبي ص يسعى بذمتهم أدناهم قال لو أن جيشا من المسلمين حاصروا قوما من المشركين فأشرف رجل فقال أعطوني الأمان حتى ألقى صاحبكم و أناظره فأعطاه أدناهم الأمان وجب على أفضلهم الوفاء به

2-  علي عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة عن أبي عبد الله ع أن عليا ع أجاز أمان عبد مملوك لأهل حصن من الحصون و قال هو من المؤمنين

3-  علي عن أبيه عن يحيى بن عمران عن يونس عن عبد الله بن سليمان قال سمعت أبا جعفر ع يقول ما من رجل آمن رجلا على ذمة ثم قتله إلا جاء يوم القيامة يحمل لواء الغدر

4-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن محمد بن الحكم عن أبي عبد الله ع أو عن أبي الحسن ع قال لو أن قوما حاصروا مدينة فسألوهم الأمان فقالوا لا فظنوا أنهم قالوا نعم فنزلوا إليهم كانوا آمنين

5-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن يحيى عن طلحة بن زيد عن أبي عبد الله ع عن أبيه ع قال قرأت في كتاب لعلي ع أن رسول الله ص كتب كتابا بين المهاجرين و الأنصار و من لحق بهم من أهل يثرب أن كل غازية غزت بما يعقب بعضها بعضا بالمعروف و القسط بين المسلمين فإنه لا يجوز حرب إلا بإذن أهلها و إن الجار كالنفس غير مضار و لا آثم و حرمة الجار على الجار كحرمة أمه و أبيه لا يسالم مؤمن دون مؤمن في قتال في سبيل الله إلا على عدل و سواء

 باب

1-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن يحيى عن طلحة بن زيد قال سمعت أبا عبد الله ع يقول كان أبي ع يقول إن للحرب حكمين إذا كانت الحرب قائمة لم تضع أوزارها و لم يثخن أهلها فكل أسير أخذ في تلك الحال فإن الإمام فيه بالخيار إن شاء ضرب عنقه و إن شاء قطع يده و رجله من خلاف بغير حسم و تركه يتشحط في دمه حتى يموت و هو قول الله عز و جل إنما جزاء الذين يحاربون الله و رسوله و يسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم و أرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا و لهم في الآخرة عذاب عظيم أ لا ترى أن المخير الذي خير الله الإمام على شي‏ء واحد و هو الكفر و ليس هو على أشياء مختلفة فقلت لأبي عبد الله ع قول الله عز و جل أو ينفوا من الأرض قال ذلك الطلب أن تطلبه الخيل حتى يهرب فإن أخذته الخيل حكم عليه ببعض الأحكام التي وصفت لك و الحكم الآخر إذا وضعت الحرب أوزارها و أثخن أهلها فكل أسير أخذ في تلك الحال فكان في أيديهم فالإمام فيه بالخيار إن شاء من عليهم فأرسلهم و إن شاء فاداهم أنفسهم و إن شاء استعبدهم فصاروا عبيدا

2-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن القاسم بن محمد عن سليمان المنقري عن حفص بن غياث قال سألت أبا عبد الله ع عن الطائفتين من المؤمنين إحداهما باغية و الأخرى عادلة فهزمت العادلة الباغية فقال ليس لأهل العدل أن يتبعوا مدبرا و لا يقتلوا أسيرا و لا يجهزوا على جريح و هذا إذا لم يبق من أهل البغي أحد و لم يكن لهم فئة يرجعون إليها فإذا كان لهم فئة يرجعون إليها فإن أسيرهم يقتل و مدبرهم يتبع و جريحهم يجهز

3-  الحسين بن محمد الأشعري عن معلى بن محمد عن الوشاء عن أبان بن عثمان عن أبي حمزة الثمالي قال قلت لعلي بن الحسين ص إن عليا ع سار في أهل القبلة بخلاف سيرة رسول الله ص في أهل الشرك قال فغضب ثم جلس ثم قال سار و الله فيهم بسيرة رسول الله ص يوم الفتح إن عليا ع كتب إلى مالك و هو على مقدمته يوم البصرة بأن لا يطعن في غير مقبل و لا يقتل مدبرا و لا يجيز على جريح و من أغلق بابه فهو آمن فأخذ الكتاب فوضعه بين يديه على القربوس من قبل أن يقرأه ثم قال اقتلوا فقتلهم حتى أدخلهم سكك البصرة ثم فتح الكتاب فقرأه ثم أمر مناديا فنادى بما في الكتاب

4-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن إسماعيل بن مرار عن يونس عن أبي بكر الحضرمي قال سمعت أبا عبد الله ع يقول لسيرة علي ع في أهل البصرة كانت خيرا لشيعته مما طلعت عليه الشمس إنه علم أن للقوم دولة فلو سباهم لسبيت شيعته قلت فأخبرني عن القائم ع يسير بسيرته قال لا إن عليا ص سار فيهم بالمن للعلم من دولتهم و إن القائم عجل الله فرجه يسير فيهم بخلاف تلك السيرة لأنه لا دولة لهم

5-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن عمرو بن عثمان عن محمد بن عذافر عن عقبة بن بشير عن عبد الله بن شريك عن أبيه قال لما هزم الناس يوم الجمل قال أمير المؤمنين ع لا تتبعوا موليا و لا تجيزوا على جريح و من أغلق بابه فهو آمن فلما كان يوم صفين قتل المقبل و المدبر و أجاز على جريح فقال أبان بن تغلب لعبد الله بن شريك هذه سيرتان مختلفتان فقال إن أهل الجمل قتل طلحة و الزبير و إن معاوية كان قائما بعينه و كان قائدهم

 باب

1-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن محبوب عن الحسن بن صالح عن أبي عبد الله ع قال كان يقول من فر من رجلين في القتال من الزحف فقد فر و من فر من ثلاثة في القتال من الزحف فلم يفر

2-  عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن الحسن بن شمون عن عبد الله بن عبد الرحمن الأصم عن مسمع بن عبد الملك عن أبي عبد الله ع قال لما بعث رسول الله ص ببراءة مع علي ع بعث معه أناسا و قال رسول الله ص من استأسر من غير جراحة مثقلة فليس منا

3-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله ع أن أمير المؤمنين ع قال من استأسر من غير جراحة مثقلة فلا يفدى من بيت المال و لكن يفدى من ماله إن أحب أهله

باب طلب المبارزة

1-  حميد بن زياد عن الخشاب عن ابن بقاح عن معاذ بن ثابت عن عمرو بن جميع عن أبي عبد الله ع قال سئل عن المبارزة بين الصفين بعد إذن الإمام ع قال لا بأس و لكن لا يطلب إلا بإذن الإمام

2-  عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن جعفر بن محمد الأشعري عن ابن القداح عن أبي عبد الله ع قال دعا رجل بعض بني هاشم إلى البراز فأبى أن يبارزه فقال له أمير المؤمنين ع ما منعك أن تبارزه قال كان فارس العرب و خشيت أن يغلبني فقال له أمير المؤمنين ص فإنه بغى عليك و لو بارزته لغلبته و لو بغى جبل على جبل لهد الباغي و قال أبو عبد الله ع إن الحسين بن علي ع دعا رجلا إلى المبارزة فعلم به أمير المؤمنين ع فقال لئن عدت إلى مثل هذا لأعاقبنك و لئن دعاك أحد إلى مثلها فلم تجبه لأعاقبنك أ ما علمت أنه بغي

باب الرفق بالأسير و إطعامه

1-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن القاسم بن محمد عن المنقري عن عيسى بن يونس عن الأوزاعي عن الزهري عن علي بن الحسين ص قال إذا أخذت أسيرا فعجز عن المشي و ليس معك محمل فأرسله و لا تقتله فإنك لا تدري ما حكم الإمام فيه قال و قال الأسير إذا أسلم فقد حقن دمه و صار فيئا

2-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن حماد عن حريز عن زرارة عن أبي عبد الله ع قال إطعام الأسير حق على من أسره و إن كان يراد من الغد قتله فإنه ينبغي أن يطعم و يسقى و ]يظل[ و يرفق به كافرا كان أو غيره

3-  أحمد بن محمد الكوفي عن حمدان القلانسي عن محمد بن الوليد عن أبان بن عثمان عن منصور بن حازم عن أبي عبد الله ع قال الأسير طعامه على من أسره حق عليه و إن كان كافرا يقتل من الغد فإنه ينبغي له أن يرؤفه و يطعمه و يسقيه

4-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن النضر بن سويد عن القاسم بن سليمان عن جراح المدائني قال قال أبو عبد الله ع في طعام الأسير فقال إطعامه حق على من أسره و إن كان يريد قتله من الغد فإنه ينبغي أن يطعم و يسقى و يظل و يرفق به كافرا كان أو غيره

 باب الدعاء إلى الإسلام قبل القتال

1-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن القاسم بن محمد عن المنقري عن سفيان بن عيينة عن الزهري قال دخل رجال من قريش على علي بن الحسين ص فسألوه كيف الدعوة إلى الدين قال تقول بسم الله الرحمن الرحيم أدعوكم إلى الله عز و جل و إلى دينه و جماعه أمران أحدهما معرفة الله عز و جل و الآخر العمل برضوانه و إن معرفة الله عز و جل أن يعرف بالوحدانية و الرأفة و الرحمة و العزة و العلم و القدرة و العلو على كل شي‏ء و أنه النافع الضار القاهر لكل شي‏ء الذي لا تدركه الأبصار و هو يدرك الأبصار و هو اللطيف الخبير و أن محمدا عبده و رسوله و أن ما جاء به هو الحق من عند الله عز و جل و ما سواه هو الباطل فإذا أجابوا إلى ذلك فلهم ما للمسلمين و عليهم ما على المسلمين

2-  عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن الحسن بن شمون عن عبد الله بن عبد الرحمن عن مسمع بن عبد الملك عن أبي عبد الله ع قال قال أمير المؤمنين ع لما وجهني رسول الله ص إلى اليمن قال يا علي لا تقاتل أحدا حتى تدعوه إلى الإسلام و ايم الله لأن يهدي الله عز و جل على يديك رجلا خير لك مما طلعت عليه الشمس و غربت و لك ولاؤه

باب ما كان يوصي أمير المؤمنين ع به عند القتال

1-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن بعض أصحابه عن أبي حمزة عن عقيل الخزاعي أن أمير المؤمنين ع كان إذا حضر الحرب يوصي للمسلمين بكلمات فيقول تعاهدوا الصلاة و حافظوا عليها و استكثروا منها و تقربوا بها فإنها كانت على المؤمنين كتابا موقوتا و قد علم ذلك الكفار حين سئلوا ما سلككم في سقر قالوا لم نك من المصلين و قد عرف حقها من طرقها و أكرم بها من المؤمنين الذين لا يشغلهم عنها زين متاع و لا قرة عين من مال و لا ولد يقول الله عز و جل رجال لا تلهيهم تجارة و لا بيع عن ذكر اللهو إقام الصلاة و كان رسول الله ص منصبا لنفسه بعد البشرى له بالجنة من ربه فقال عز و جل و أمر أهلك بالصلاة و اصطبر عليها الآية فكان يأمر بها أهله و يصبر عليها نفسه ثم إن الزكاة جعلت مع الصلاة قربانا لأهل الإسلام على أهل الإسلام و من لم يعطها طيب النفس بها يرجو بها من الثمن ما هو أفضل منها فإنه جاهل بالسنة مغبون الأجر ضال العمر طويل الندم بترك أمر الله عز و جل و الرغبة عما عليه صالحو عباد الله يقول الله عز و جل و من... يتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى من الأمانة فقد خسر من ليس من أهلها و ضل عمله عرضت على السماوات المبنية و الأرض المهاد و الجبال المنصوبة فلا أطول و لا أعرض و لا أعلى و لا أعظم لو امتنعن من طول أو عرض أو عظم أو قوة أو عزة امتنعن و لكن أشفقن من العقوبة ثم إن الجهاد أشرف الأعمال بعد الإسلام و هو قوام الدين و الأجر فيه عظيم مع العزة و المنعة و هو الكرة فيه الحسنات و البشرى بالجنة بعد الشهادة و بالرزق غدا عند الرب و الكرامة يقول الله عز و جل و لا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله الآية ثم إن الرعب و الخوف من جهاد المستحق للجهاد و المتوازرين على الضلال ضلال في الدين و سلب للدنيا مع الذل و الصغار و فيه استيجاب النار بالفرار من الزحف عند حضرة القتال يقول الله عز و جل يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفا فلا تولوهم الأدبار فحافظوا على أمر الله عز و جل في هذه المواطن التي الصبر عليها كرم و سعادة و نجاة في الدنيا و الآخرة من فظيع الهول و المخافة فإن الله عز و جل لا يعبأ بما العباد مقترفون ليلهم و نهارهم لطف به علما و كل ذلك في كتاب لا يضل ربي و لا ينسى فاصبروا و صابروا و اسألوا النصر و وطنوا أنفسكم على القتال و اتقوا الله عز و جل فإن الله مع الذين اتقوا و الذين هم محسنون

2-  و في حديث يزيد بن إسحاق عن أبي صادق قال سمعت عليا ع يحرض الناس في ثلاثة مواطن الجمل و صفين و يوم النهر يقول عباد الله اتقوا الله و غضوا الأبصار و اخفضوا الأصوات و أقلوا الكلام و وطنوا أنفسكم على المنازلة و المجادلة و المبارزة و المناضلة و المنابذة و المعانقة و المكادمة و فاثبتوا و اذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون... و لا تنازعوا فتفشلوا و تذهب ريحكم و اصبروا إن الله مع الصابرين

3-  و في حديث عبد الرحمن بن جندب عن أبيه أن أمير المؤمنين ص كان يأمر في كل موطن لقينا فيه عدونا فيقول لا تقاتلوا القوم حتى يبدءوكم فإنكم بحمد الله على حجة و ترككم إياهم حتى يبدءوكم حجة لكم أخرى فإذا هزمتموهم فلا تقتلوا مدبرا و لا تجهزوا على جريح و لا تكشفوا عورة و لا تمثلوا بقتيل

 -  و في حديث مالك بن أعين قال حرض أمير المؤمنين ص الناس بصفين فقال إن الله عز و جل دلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم و تشفي بكم على الخير الإيمان بالله و الجهاد في سبيل الله و جعل ثوابه مغفرة للذنب و مساكن طيبة في جنات عدن و قال عز و جل إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص فسووا صفوفكم كالبنيان المرصوص فقدموا الدارع و أخروا الحاسر و عضوا على النواجد فإنه أنبأ للسيوف على الهام و التووا على أطراف الرماح فإنه أمور للأسنة و غضوا الأبصار فإنه أربط للجأش و أسكن للقلوب و أميتوا الأصوات فإنه أطرد للفشل و أولى بالوقار و لا تميلوا براياتكم و لا تزيلوها و لا تجعلوها إلا مع شجعانكم فإن المانع للذمار و الصابر عند نزول الحقائق هم أهل الحفاظ و لا تمثلوا بقتيل و إذا وصلتم إلى رجال القوم فلا تهتكوا سترا و لا تدخلوا دارا و لا تأخذوا شيئا من أموالهم إلا ما وجدتم في عسكرهم و لا تهيجوا امرأة بأذى و إن شتمن أعراضكم و سببن أمراءكم و صلحاءكم فإنهن ضعاف القوى و الأنفس و العقول و قد كنا نؤمر بالكف عنهن و هن مشركات و إن كان الرجل ليتناول المرأة فيعير بها و عقبه من بعده و اعلموا أن أهل الحفاظ هم الذين يحفون براياتهم و يكتنفونها و يصيرون حفافيها و وراءها و أمامها و لا يضيعونها لا يتأخرون عنها فيسلموها و لا يتقدمون عليها فيفردوها رحم الله امرأ واسى أخاه بنفسه و لم يكل قرنه إلى أخيه فيجتمع قرنه و قرن أخيه فيكتسب بذلك اللائمة و يأتي بدناءة و كيف لا يكون كذلك و هو يقاتل الاثنين و هذا ممسك يده قد خلى قرنه على أخيه هاربا منه ينظر إليه و هذا فمن يفعله يمقته الله فلا تعرضوا لمقت الله عز و جل فإنما ممركم إلى الله و قد قال الله عز و جل لن ينفعكم الفرار إن فررتم من الموت أو القتل و إذا لا تمتعون إلا قليلا و ايم الله لئن فررتم من سيوف العاجلة لا تسلمون من سيوف الآجلة فاستعينوا بالصبر و الصدق فإنما ينزل النصر بعد الصبر فجاهدوا في الله حق جهاده و لا قوة إلا بالله و قال ع حين مر براية لأهل الشام أصحابها لا يزولون عن مواضعهم فقال ع إنهم لن يزولوا عن مواقفهم دون طعن دراك يخرج منه النسيم و ضرب يفلق الهام و يطيح العظام و يسقط منه المعاصم و الأكف حتى تصدع جباههم بعمد الحديد و تنثر حواجبهم على الصدور و الأذقان أين أهل الصبر و طلاب الأجر فسارت إليه عصابة من المسلمين فعادت ميمنته إلى موقفها و مصافها و كشفت من بإزائها فأقبل حتى انتهى إليهم و قال ع إني قد رأيت جولتكم و انحيازكم عن صفوفكم تحوزكم الجفاة و الطغاة و أعراب أهل الشام و أنتم لهاميم العرب و السنام الأعظم و عمار الليل بتلاوة القرآن و دعوة أهل الحق إذ ضل الخاطئون فلو لا إقبالكم بعد إدباركم و كركم بعد انحيازكم لوجب عليكم ما يجب على المولي يوم الزحف دبره و كنتم فيما أرى من الهالكين و لقد هون علي بعض وجدي و شفى بعض حاج صدري إذا رأيتكم حزتموهم كما حازوكم فأزلتموهم عن مصافهم كما أزالوكم و أنتم تضربونهم بالسيوف حتى ركب أولهم آخرهم كالإبل

 المطرودة الهيم الآن فاصبروا نزلت عليكم السكينة و ثبتكم الله باليقين و ليعلم المنهزم بأنه مسخط ربه و موبق نفسه إن في الفرار موجدة الله و الذل اللازم و العار الباقي و فساد العيش عليه و إن الفار لغير مزيد في عمره و لا محجوز بينه و بين يومه و لا يرضى ربه و لموت الرجل محقا قبل إتيان هذه الخصال خير من الرضا بالتلبيس بها و الإقرار عليها و في كلام له آخر و إذا لقيتم هؤلاء القوم غدا فلا تقاتلوهم حتى يقاتلوكم فإذا بدءوا بكم فانهدوا إليهم و عليكم السكينة و الوقار و عضوا على الأضراس فإنه أنبأ للسيوف عن الهام و غضوا الأبصار و مدوا جباه الخيول و وجوه الرجال و أقلوا الكلام فإنه أطرد للفشل و أذهب بالوهل و وطنوا أنفسكم على المبارزة و المنازلة و المجادلة و اثبتوا و اذكروا الله عز و جل كثيرا فإن المانع للذمار عند نزول الحقائق هم أهل الحفاظ الذين يحفون براياتهم و يضربون حافتيها و أمامها و إذا حملتم فافعلوا فعل رجل واحد و عليكم بالتحامي فإن الحرب سجال لا يشدون عليكم كرة بعد فرة و لا حملة بعد جولة و من ألقى إليكم السلم فاقبلوا منه و استعينوا بالصبر فإن بعد الصبر النصر من الله عز و جل  إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده و العاقبة للمتقين

5-  أحمد بن محمد الكوفي عن ابن جمهور عن أبيه عن محمد بن سنان عن مفضل بن عمر عن أبي عبد الله ع و عن عبد الله بن عبد الرحمن الأصم عن حريز عن محمد بن مسلم عن أبي عبد الله ع قال قال أمير المؤمنين ص لأصحابه إذا لقيتم عدوكم في الحرب فأقلوا الكلام و اذكروا الله عز و جل و لا تولوهم الأدبار فتسخطوا الله تبارك و تعالى و تستوجبوا غضبه و إذا رأيتم من إخوانكم المجروح و من قد نكل به أو من قد طمع عدوكم فيه فقوه بأنفسكم

باب

1-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن هشام بن سالم عن بعض أصحاب أبي عبد الله ع عن أبي عبد الله ع في السبي يأخذه العدو من المسلمين في القتال من أولاد المسلمين أو من مماليكهم فيحوزونهم ثم إن المسلمين بعد قاتلوهم فظفروا بهم و سبوهم و أخذوا منهم ما أخذوا من مماليك المسلمين و أولادهم الذين كانوا أخذوه من المسلمين كيف يصنع بما كانوا أخذوه من أولاد المسلمين و مماليكهم قال فقال أما أولاد المسلمين فلا يقامون في سهام المسلمين و لكن يردون إلى أبيهم أو أخيهم أو إلى وليهم بشهود و أما المماليك فإنهم يقامون في سهام المسلمين فيباعون و يعطى مواليهم قيمة أثمانهم من بيت مال المسلمين

2-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حماد عن الحلبي عن أبي عبد الله ع قال سألته عن رجل لقيه العدو و أصاب منه مالا أو متاعا ثم إن المسلمين أصابوا ذلك كيف يصنع بمتاع الرجل فقال إذا كان أصابوه قبل أن يحوزوا متاع الرجل رد عليه و إن كان أصابوه بعد ما حازوه فهو في‏ء للمسلمين و هو أحق بالشفعة

 باب أنه لا يحل للمسلم أن ينزل دار الحرب

1-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله ع قال بعث رسول الله ص جيشا إلى خثعم فلما غشيهم استعصموا بالسجود فقتل بعضهم فبلغ ذلك النبي ص فقال أعطوا الورثة نصف العقل بصلاتهم و قال النبي ص ألا إني بري‏ء من كل مسلم نزل مع مشرك في دار الحرب

باب قسمة الغنيمة

1-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن محبوب عن معاوية بن وهب قال قلت لأبي عبد الله ع السرية يبعثها الإمام فيصيبون غنائم كيف تقسم قال إن قاتلوا عليها مع أمير أمره الإمام عليهم أخرج منها الخمس لله و للرسول و قسم بينهم أربعة أخماس و إن لم يكونوا قاتلوا عليها المشركين كان كل ما غنموا للإمام يجعله حيث أحب

2-  علي بن إبراهيم عن أبيه و علي بن محمد جميعا عن القاسم بن محمد عن سليمان بن داود عن حفص بن غياث قال كتب إلي بعض إخواني أن أسأل أبا عبد الله ع عن مسائل من السنن فسألته أو كتبت بها إليه فكان فيما سألته أخبرني عن الجيش إذا غزا أرض الحرب فغنموا غنيمة ثم لحقهم جيش آخر قبل أن يخرجوا إلى دار السلام و لم يلقوا عدوا حتى خرجوا إلى دار السلام هل يشاركونهم فقال نعم و عن سرية كانوا في سفينة و لم يركب صاحب الفرس فرسه كيف تقسم الغنيمة بينهم فقال للفارس سهمان و للراجل سهم فقلت و إن لم يركبوا و لم يقاتلوا على أفراسهم فقال أ رأيت لو كانوا في عسكر فتقدم الرجال فقاتلوا و غنموا كيف كان يقسم بينهم أ لم أجعل للفارس سهمين و للراجل سهما و هم الذين غنموا دون الفرسان

3-  أبو علي الأشعري عن محمد بن سالم عن أحمد بن النضر عن حسين بن عبد الله عن أبيه عن جده قال قال أمير المؤمنين ع إذا كان مع الرجل أفراس في الغزو لم يسهم له إلا لفرسين منها

4-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن حماد عن بعض أصحابه عن أبي الحسن ع قال يؤخذ الخمس من الغنائم فيجعل لمن جعله الله عز و جل و يقسم أربعة أخماس بين من قاتل عليه و ولي ذلك قال و للإمام صفو المال أن يأخذ الجارية الفارهة و الدابة الفارهة و الثوب و المتاع مما يحب و يشتهي فذلك له قبل قسمة المال و قبل إخراج الخمس قال و ليس لمن قاتل شي‏ء من الأرضين و لا ما غلبوا عليه إلا ما احتوى عليه العسكر و ليس للأعراب من الغنيمة شي‏ء و إن قاتلوا مع الإمام لأن رسول الله ص صالح الأعراب أنيدعهم في ديارهم و لا يهاجروا على أنه إن دهم رسول الله ص من عدوه دهم أن يستفزهم فيقاتل بهم و ليس لهم في الغنيمة نصيب و سنة جارية فيهم و في غيرهم و الأرض التي أخذت عنوة بخيل أو ركاب فهي موقوفة متروكة في يدي من يعمرها و يحييها و يقوم عليها على ما يصالحهم الوالي على قدر طاقتهم من الحق النصف و الثلث و الثلثين على قدر ما يكون لهم صالحا و لا يضرهم

5-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن عيسى عن منصور عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله ع قال سألته عن الأعراب عليهم جهاد قال لا إلا أن يخاف على الإسلام فيستعان بهم قلت فلهم من الجزية شي‏ء قال لا

6-  عنه عن أحمد بن محمد عن محمد بن يحيى عن طلحة بن زيد عن أبي عبد الله عن آبائه ع عن علي ع في الرجل يأتي القوم و قد غنموا و لم يكن شهد القتال فقال أمير المؤمنين ع هؤلاء المحرومون و أمر أن يقسم لهم

7-  محمد عن أحمد بن محمد بن عيسى عن منصور بن حازم عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله ع قال سألته عن الغنيمة فقال يخرج منها خمس لله و خمس للرسول و ما بقي قسم بين من قاتل عليه و ولي ذلك

8-  علي بن إبراهيم عن أبيه و محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين جميعا عن عثمان بن عيسى عن سماعة عن أحدهما ع قال إن رسول الله ص خرج بالنساء في الحرب حتى يداوين الجرحى و لم يقسم لهن من الفي‏ء شيئا و لكنه نفلهن

باب

1-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن مهران بن محمد عن عمرو بن أبي نصر قال سمعت أبا عبد الله ع يقول خير الرفقاء أربعة و خير السرايا أربعمائة و خير العساكر أربعة آلاف و لا يغلب عشر آلاف من قلة

2-  محمد عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن فضيل بن خيثم عن أبي جعفر ع قال قال رسول الله ص لا يهزم جيش عشرة آلاف من قلة

3-  علي بن إبراهيم عن أبيه و علي بن محمد عن القاسم بن محمد عن سليمان بن داود المنقري قال أخبرني النضر بن إسماعيل البلخي عن أبي حمزة الثمالي عن شهر بن حوشب قال قال لي الحجاج و سألني عن خروج النبي ص إلى مشاهده فقلت شهد رسول الله ص بدرا في ثلاثمائة و ثلاثة عشر و شهد أحدا في ستمائة و شهد الخندق في تسعمائة فقال عمن قلت عن جعفر بن محمد ع فقال ضل و الله من سلك غير سبيله

باب

1-  عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن جعفر بن محمد عن ابن القداح عن أبيه ميمون عن أبي عبد الله ع أن أمير المؤمنين ع كان إذا أراد القتال قال هذه الدعوات اللهم إنك أعلمت سبيلا من سبلك جعلت فيه رضاك و ندبت إليه أولياءك و جعلته أشرف سبلك عندك ثوابا و أكرمها لديك مآبا و أحبها إليك مسلكا ثم اشتريت فيه من المؤمنين أنفسهم و أموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون و يقتلون وعدا عليك حقا فاجعلني ممن اشترى فيه منك نفسه ثم وفى لك ببيعه الذي بايعك عليه غير ناكث و لا ناقض عهدا و لا مبدلا تبديلا بل استيجابا لمحبتك و تقربا به إليك فاجعله خاتمة عملي و صير فيه فناء عمري و ارزقني فيه لك و به مشهدا توجب لي به منك الرضا و تحط به عني الخطايا و تجعلني في الأحياء المرزوقين بأيدي العداة و العصاة تحت لواء الحق و راية الهدى ماضيا على نصرتهم قدما غير مول دبرا و لا محدث شكا اللهم و أعوذ بك عند ذلك من الجبن عند موارد الأهوال و من الضعف عند مساورة الأبطال و من الذنب المحبط للأعمال فأحجم من شك أو مضى بغير يقين فيكون سعيي في تباب و عملي غير مقبول

 باب الشعار

1-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله ع قال شعارنا يا محمد يا محمد و شعارنا يوم بدر يا نصر الله اقترب اقترب و شعار المسلمين يوم أحد يا نصر الله اقترب و يوم بني النضير يا روح القدس أرح و يوم بني قينقاع يا ربنا لا يغلبنك و يوم الطائف يا رضوان و شعار يوم حنين يا بني عبد الله ]يا بني عبد الله[ و يوم الأحزاب حم لا يبصرون و يوم بني قريظة يا سلام أسلمهم و يوم المريسيع و هو يوم بني المصطلق ألا إلى الله الأمر و يوم الحديبية ألا لعنة الله على الظالمين و يوم خيبر يوم القموص يا علي آتهم من عل و يوم الفتح نحن عباد الله حقا حقا و يوم تبوك يا أحد يا صمد و يوم بني الملوح أمت أمت و يوم صفين يا نصر الله و شعار الحسين ع يا محمد و شعارنا يا محمد

2-  علي عن أبيه عن بعض أصحابه عن السكوني عن أبي عبد الله ع قال قدم أناس من مزينة على النبي ص فقال ما شعاركم قالوا حرام قال بل شعاركم حلال

و روي أيضا أن شعار المسلمين يوم بدر يا منصور أمت و شعار يوم أحد للمهاجرين يا بني عبد الله يا بني عبد الرحمن و للأوس يا بني عبد الله

باب فضل ارتباط الخيل و إجرائها و الرمي

1-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن غير واحد عن أبان عن زرارة عن أبي عبد الله ع قال إن الخيل كانت وحوشا في بلاد العرب فصعد إبراهيم و إسماعيل ع على جبل جياد ثم صاحا ألا هلا ألا هل قال فما بقي فرس إلا أعطاهما بيده و أمكن من ناصيته

 -  عنه عن علي بن الحكم عن عمر بن أبان عن أبي عبد الله ع قال قال رسول الله ص الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة

3-  عنه عن ابن فضال عن ثعلبة عن معمر عن أبي جعفر ع قال سمعته يقول الخير كله معقود في نواصي الخيل إلى يوم القيامة

4-  عنه عن القاسم بن يحيى عن جده الحسن بن راشد عن يعقوب بن جعفر بن إبراهيم الجعفري قال سمعت أبا الحسن ع يقول من ربط فرسا عتيقا محيت عنه ثلاث سيئات في كل يوم و كتب له إحدى عشرة حسنة و من ارتبط هجينا محيت عنه في كل يوم سيئتان و كتب له سبع حسنات و من ارتبط برذونا يريد به جمالا أو قضاء حوائج أو دفع عدو عنه محيت عنه كل يوم سيئة واحدة و كتب له ست حسنات

5-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن يحيى عن طلحة بن زيد عن أبي عبد الله ع عن أبيه ع أن رسول الله ص أجرى الخيل التي أضمرت من الحفياء إلى مسجد بني زريق و سبقها من ثلاث نخلات فأعطى السابق عذقا و أعطى المصلي عذقا و أعطى الثالث عذقا

 علي بن إبراهيم عن أبيه عن محمد بن يحيى عن طلحة بن زيد عن أبي عبد الله ع مثله سواء

6-  الحسين بن محمد الأشعري عن معلى بن محمد عن الوشاء عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله ع قال سمعته يقول لا سبق إلا في خف أو حافر أو نصل يعني النضال

7-  محمد بن يحيى عن غياث بن إبراهيم عن أبي عبد الله عن أبيه عن علي بن الحسين ع أن رسول الله ص أجرى الخيل و جعل سبقها أواقي من فضة

8-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله ع قال قال رسول الله ص إذا حرنت على أحدكم دابة يعني أقامت في أرض العدو أو في سبيل الله فليذبحها و لا يعرقبها

9-  و بإسناده قال قال أبو عبد الله ع لما كان يوم مؤتة كان جعفر بن أبي طالب على فرس فلما التقوا نزل عن فرسه فعرقبها بالسيف فكان أول من عرقب في الإسلام

10-  الحسين بن محمد عن أحمد بن إسحاق عن سعدان عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال ليس شي‏ء تحضره الملائكة إلا الرهان و ملاعبة الرجل أهله

11-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن يحيى عن طلحة بن زيد عن أبي عبد الله عن آبائه ع قال الرمي سهم من سهام الإسلام

12-  محمد بن يحيى عن عمران بن موسى عن الحسن بن طريف عن عبد الله بن المغيرة رفعه قال قال رسول الله ص في قول الله عز و جل و أعدوا لهم ما استطعتم من قوة و من رباط الخيل قال الرمي

13-  محمد بن يحيى عن محمد بن أحمد عن علي بن إسماعيل رفعه قال قال رسول الله ص اركبوا و ارموا و إن ترموا أحب إلي من أن تركبوا ثم قال كل لهو المؤمن باطل إلا في ثلاث في تأديبه الفرس و رميه عن قوسه و ملاعبته امرأته فإنهن حق ألا إن الله عز و جل ليدخل في السهم الواحد الثلاثة الجنة عامل الخشبة و المقوي به في سبيل الله و الرامي به في سبيل الله

14-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حفص عن أبي عبد الله ع قال لا سبق إلا في خف أو حافر أو نصل يعني النضال

15-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حفص بن البختري عن أبي عبد الله ع أنه كان يحضر الرمي و الرهان

16-  علي بن إبراهيم عن أبيه و محمد بن يحيى عن طلحة بن زيد عن أبي عبد الله ع قال أغار المشركون على سرح المدينة فنادى فيها مناد يا سوء صباحاه فسمعها رسول الله ص في الخيل فركب فرسه في طلب العدو و كان أول أصحابه لحقه أبو قتادة على فرس له و كان تحت رسول الله ص سرج دفتاه ليف ليس فيه أشر و لا بطر فطلب العدو فلم يلقوا أحدا و تتابعت الخيل فقال أبو قتادة يا رسول الله إن العدو قد انصرف فإن رأيت أن نستبق فقال نعم فاستبقوا فخرج رسول الله ص سابقا عليهم ثم أقبل عليهم فقال أنا ابن العواتك من قريش إنه لهو الجواد البحر يعني فرسه

باب الرجل يدفع عن نفسه اللص

1-  أحمد بن محمد الكوفي عن محمد بن أحمد القلانسي عن أحمد بن الفضل عن عبد الله بن جبلة عن فزارة عن أنس أو هيثم بن البراء قال قلت لأبي جعفر ع اللص يدخل في بيتي يريد نفسي و مالي قال اقتل فأشهد الله و من سمع أن دمه في عنقي

2-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله ع قال قال أمير المؤمنين ص إن الله عز و جل ليمقت الرجل يدخل عليه اللص في بيته فلا يحارب

3-  و بإسناده أن أمير المؤمنين ع أتاه رجل فقال يا أمير المؤمنين إن لصا دخل على امرأتي فسرق حليها فقال أمير المؤمنين ع أما إنه لو دخل على ابن صفية لما رضي بذلك حتى يعمه بالسيف

4-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن أبان بن عثمان عن رجل عن الحلبي عن أبي عبد الله ع قال قال أمير المؤمنين ع إذا دخل عليك اللص المحارب فاقتله فما أصابك فدمه في عنقي

 باب من قتل دون مظلمته

1-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن عبد الرحمن بن أبي نجران عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله ع قال قال رسول الله ص من قتل دون مظلمته فهو شهيد

2-  و بهذا الإسناد عن أبي مريم عن أبي جعفر ع قال قال رسول الله ص من قتل دون مظلمته فهو شهيد ثم قال يا أبا مريم هل تدري ما دون مظلمته قلت جعلت فداك الرجل يقتل دون أهله و دون ماله و أشباه ذلك فقال يا أبا مريم إن من الفقه عرفان الحق

3-  عنه عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن الحسين بن أبي العلاء قال سألت أبا عبد الله ع عن الرجل يقاتل دون ماله فقال قال رسول الله ص من قتل دون ماله فهو بمنزلة الشهيد قلت أ يقاتل أفضل أو لم يقاتل قال أما أنا لو كنت لم أقاتل و تركته

4-  عنه عن أحمد عن الوشاء عن صفوان بن يحيى عن أرطاة بن حبيب الأسدي عن رجل عن علي بن الحسين ع قال من اعتدي عليه في صدقة ماله فقاتل فقتل فهو شهيد

5-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه عمن ذكره عن الرضا ع عن الرجل يكون في السفر و معه جارية له فيجي‏ء قوم يريدون أخذ جاريته أ يمنع جاريته من أن تؤخذ و إن خاف على نفسه القتل قال نعم قلت و كذلك إن كانت معه امرأة قال نعم قلت و كذلك الأم و البنت و ابنة العم و القرابة يمنعهن و إن خاف على نفسه القتل قال نعم ]قلت[ و كذلك المال يريدون أخذه في سفر فيمنعه و إن خاف القتل قال نعم

باب فضل الشهادة

1-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن خالد عن سعد بن سعد عن أبي الحسن الرضا ع قال سألته عن قول أمير المؤمنين صلوات الله عليه و الله لألف ضربة بالسيف أهون من موت على فراش قال في سبيل الله

2-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله ع قال قال رسول الله ص فوق كل ذي بر بر حتى يقتل في سبيل الله فإذا قتل في سبيل الله فليس فوقه بر

3-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن عثمان بن عيسى عن عنبسة عن أبي حمزة قال سمعت أبا جعفر ع يقول إن علي بن الحسين ع كان يقول قال رسول الله ص ما من قطرة أحب إلى الله عز و جل من قطرة دم في سبيل الله

4-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن محبوب رفعه أن أمير المؤمنين ع خطب يوم الجمل فحمد الله و أثنى عليه ثم قال أيها الناس إني أتيت هؤلاء القوم و دعوتهم و احتججت عليهم فدعوني إلى أن أصبر للجلاد و أبرز للطعان فلأمهم الهبل و قد كنت و ما أهدد بالحرب و لا أرهب بالضرب أنصف القارة من راماها فلغيري فليبرقوا و ليرعدوا فأنا أبو الحسن الذي فللت حدهم و فرقت جماعتهم و بذلك القلب ألقى عدوي و أنا على ما وعدني ربي من النصر و التأييد و الظفر و إني لعلى يقين من ربي و غير شبهة من أمري أيها الناس إن الموت لا يفوته المقيم و لا يعجزه الهارب ليس عن الموت محيص و من لم يمت يقتل و إن أفضل الموت القتل و الذي نفسي بيده لألف ضربة بالسيف أهون علي من ميتة على فراش وا عجبا لطلحة ألب الناس على ابن عفان حتى إذا قتل أعطاني صفقته بيمينه طائعا ثم نكث بيعتي اللهم خذه و لا تمهله و إن الزبير نكث بيعتي و قطع رحمي و ظاهر علي عدوي فاكفنيه اليوم بما شئت

5-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله ع قال قيل للنبي ص ما بال الشهيد لا يفتن في قبره فقال ]النبي[ ص كفى بالبارقة فوق رأسه فتنة

6-  الحسين بن محمد عن أحمد بن إسحاق عن سعدان عن أبي بصير قال قال أبو عبد الله ع من قتل في سبيل الله لم يعرفه الله شيئا من سيئاته

7-  محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن علي بن النعمان عن سويد القلانسي عن سماعة عن أبي بصير قال قلت لأبي عبد الله ع أي الجهاد أفضل قال من عقر جواده و أهريق دمه في سبيل الله

باب

1-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن ابن فضال عن أبي جميلة عن سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباتة قال قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه يضحك الله عز و جل إلى رجل في كتيبة يعرض لهم سبع أو لص فحماهم أن يجوزوا

 -  علي بن إبراهيم عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله ع قال قال رسول الله ص عونك الضعيف من أفضل الصدقة

3-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن علي بن الحكم عن مثنى عن فطر بن خليفة عن محمد بن علي بن الحسين عن أبيه صلوات الله عليهم قال قال أمير المؤمنين ع قال رسول الله ص من رد عن قوم من المسلمين عادية ماء أو نار وجبت له الجنة

باب

1-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن يحيى الطويل عن أبي عبد الله ع قال ما جعل الله عز و جل بسط اللسان و كف اليد و لكن جعلهما يبسطان معا و يكفان معا

باب الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر

1-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن بعض أصحابنا عن بشر بن عبد الله عن أبي عصمة قاضي مرو عن جابر عن أبي جعفر ع قال يكون في آخر الزمان قوم يتبع فيهم قوم مراءون يتقرءون و يتنسكون حدثاء سفهاء لا يوجبون أمرا بمعروف و لا نهيا عن منكر إلا إذا أمنوا الضرر يطلبون لأنفسهم الرخص و المعاذير يتبعون زلات العلماء و فساد عملهم يقبلون على الصلاة و الصيام و ما لا يكلمهم في نفس و لا مال و لو أضرت الصلاة بسائر ما يعملون بأموالهم و أبدانهم لرفضوها كما رفضوا أسمى الفرائض و أشرفها إن الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر فريضة عظيمة بها تقام الفرائض هنالك يتم غضب الله عز و جل عليهم فيعمهم بعقابه فيهلك الأبرار في دار الفجار و الصغار في دار الكبار إن الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر سبيل الأنبياء و منهاج الصلحاء فريضة عظيمة بها تقام الفرائض و تأمن المذاهب و تحل المكاسب و ترد المظالم و تعمر الأرض و ينتصف من الأعداء و يستقيم الأمر فأنكروا بقلوبكم و الفظوا بألسنتكم و صكوا بها جباههم و لا تخافوا في الله لومة لائم فإن اتعظوا و إلى الحق رجعوا فلا سبيل عليهم إنما السبيل على الذين يظلمون الناس و يبغون في الأرض بغير الحق أولئك لهم عذاب أليم هنالك فجاهدوهم بأبدانكم و أبغضوهم بقلوبكم غير طالبين سلطانا و لا باغين مالا و لا مريدين بظلم ظفرا حتى يفيئوا إلى أمر الله و يمضوا على طاعته قال و أوحى الله عز و جل إلى شعيب النبي ص أني معذب من قومك مائة ألف أربعين ألفا من شرارهم و ستين ألفا من خيارهم فقال ع يا رب هؤلاء الأشرار فما بال الأخيار فأوحى الله عز و جل إليه داهنوا أهل المعاصي و لم يغضبوا لغضبي

2-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن جماعة من أصحابنا عن أبي عبد الله ع قال ما قدست أمة لم يؤخذ لضعيفها من قويها بحقه غير متعتع

3-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن محمد بن عيسى عن محمد بن عمر بن عرفة قال سمعت أبا الحسن ع يقول لتأمرن بالمعروف و لتنهن عن المنكر أو ليستعملن عليكم شراركم فيدعو خياركم فلا يستجاب لهم

4-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن النعمان عن عبد الله بن مسكان عن داود بن فرقد عن أبي سعيد الزهري عن أبي جعفر و أبي عبد الله ع قال ويل لقوم لا يدينون الله بالأمر بالمعروف و النهي عن المنكر

5-  و بإسناده قال قال أبو جعفر ع بئس القوم قوم يعيبون الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر

6-  عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن عبد الرحمن بن أبي نجران عن عاصم بن حميد عن أبي حمزة عن يحيى بن عقيل عن حسن قال خطب أمير المؤمنين ع فحمد الله و أثنى عليه و قال أما بعد فإنه إنما هلك من كان قبلكم حيث ما عملوا من المعاصي و لم ينههم الربانيون و الأحبار عن ذلك و إنهم لما تمادوا في المعاصي و لم ينههم الربانيون و الأحبار عن ذلك نزلت بهم العقوبات فأمروا بالمعروف و انهوا عن المنكر و اعلموا أن الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر لم يقربا أجلا و لم يقطعا رزقا إن الأمر ينزل من السماء إلى الأرض كقطر المطر إلى كل نفس بما قدر الله لها من زيادة أو نقصان فإن أصاب أحدكم مصيبة في أهل أو مال أو نفس و رأى عند أخيه غفيرة في أهل أو مال أو نفس فلا تكونن عليه فتنة فإن المرء المسلم لبري‏ء من الخيانة ما لم يغش دناءة تظهر فيخشع لها إذا ذكرت و يغرى بها لئام الناس كان كالفالج الياسر الذي ينتظر أول فوزة من قداحه توجب له المغنم و يدفع بها عنه المغرم و كذلك المرء المسلم البري‏ء من الخيانة ينتظر من الله تعالى إحدى الحسنيين إما داعي الله فما عند الله خير له و إما رزق الله فإذا هو ذو أهل و مال و معه دينه و حسبه إن المال و البنين حرث الدنيا و العمل الصالح حرث الآخرة و قد يجمعهما الله لأقوام فاحذروا من الله ما حذركم من نفسه و اخشوه خشية ليست بتعذير و اعملوا في غير رياء و لا سمعة فإنه من يعمل لغير الله يكله الله إلى من عمل له نسأل الله منازل الشهداء و معايشة السعداء و مرافقة الأنبياء

7-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن علي بن أسباط عن أبي إسحاق الخراساني عن بعض رجاله قال إن الله عز و جل أوحى إلى داود ع أني قد غفرت ذنبك و جعلت عار ذنبك على بني إسرائيل فقال كيف يا رب و أنت لا تظلم قال إنهم لم يعاجلوك بالنكرة

8-  محمد بن يحيى عن الحسين بن إسحاق عن علي بن مهزيار عن النضر بن سويد عن درست عن بعض أصحابه عن أبي عبد الله ع قال إن الله عز و جل بعث ملكين إلى أهل مدينة ليقلباها على أهلها فلما انتهيا إلى المدينة وجدا رجلا يدعو الله و يتضرع فقال أحد الملكين لصاحبه أ ما ترى هذا الداعي فقال قد رأيته و لكن أمضي لما أمر به ربي فقال لا و لكن لا أحدث شيئا حتى أراجع ربي فعاد إلى الله تبارك و تعالى فقال يا رب إني انتهيت إلى المدينة فوجدت عبدك فلانا يدعوك و يتضرع إليك فقال امض بما أمرتك به فإن ذا رجل لم يتمعر وجهه غيظا لي قط

9-  حميد بن زياد عن الحسين بن محمد عن سماعة عن غير واحد عن أبان بن عثمان عن عبد الله بن محمد عن أبي عبد الله ع أن رجلا من خثعم جاء إلى رسول الله ص فقال يا رسول الله أخبرني ما أفضل الإسلام قال الإيمان بالله قال ثم ما ذا قال ثم صلة الرحم قال ثم ما ذا قال الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر قال فقال الرجل فأي الأعمال أبغض إلى الله قال الشرك بالله قال ثم ما ذا قال قطيعة الرحم قال ثم ما ذا قال الأمر بالمنكر و النهي عن المعروف

10-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله ع قال قال أمير المؤمنين ع أمرنا رسول الله ص أن نلقى أهل المعاصي بوجوه مكفهرة

11-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن أبي عبد الله عن يعقوب بن يزيد رفعه قال قال أبو عبد الله ع الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر خلقان من خلق الله فمن نصرهما أعزه الله و من خذلهما خذله الله

12-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن يحيى عن غياث بن إبراهيم قال كان أبو عبد الله ع إذا مر بجماعة يختصمون لا يجوزهم حتى يقول ثلاثا اتقوا الله يرفع بها صوته

13-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن محمد بن عيسى عن محمد بن عرفة قال سمعت أبا الحسن الرضا ع يقول كان رسول الله ص يقول إذا أمتي تواكلت الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر فليأذنوا بوقاع من الله تعالى

14-  علي بن إبراهيم عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة عن أبي عبد الله ع قال قال النبي ص كيف بكم إذا فسدت نساؤكم و فسق شبابكم و لم تأمروا بالمعروف و لم تنهوا عن المنكر فقيل له و يكون ذلك يا رسول الله فقال نعم و شر من ذلك كيف بكم إذا أمرتم بالمنكر و نهيتم عن المعروف فقيل له يا رسول الله و يكون ذلك قال نعم و شر من ذلك كيف بكم إذا رأيتم المعروف منكرا و المنكر معروفا

15-  و بهذا الإسناد قال قال النبي ص إن الله عز و جل ليبغض المؤمن الضعيف الذي لا دين له فقيل له و ما المؤمن الذي لا دين له قال الذي لا ينهى عن المنكر

16-  و بهذا الإسناد قال سمعت أبا عبد الله ع يقول و سئل عن الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر أ واجب هو على الأمة جميعا فقال لا فقيل له و لم قال إنما هو على القوي المطاع العالم بالمعروف من المنكر لا على الضعيف الذي لا يهتدي سبيلا إلى أي من أي يقول من الحق إلى الباطل و الدليل على ذلك كتاب الله عز و جل قوله و لتكن منكم أمة يدعون إلى الخير و يأمرون بالمعروف و ينهون عن المنكر فهذا خاص غير عام كما قال الله عز و جل و من قوم موسى أمة يهدون بالحق و به يعدلون و لم يقل على أمة موسى و لا على كل قومه و هم يومئذ أمم مختلفة و الأمة واحدة فصاعدا كما قال الله عز و جل إن إبراهيم كان أمة قانتا لله يقول مطيعا لله عز و جل و ليس على من يعلم ذلك في هذه الهدنة من حرج إذا كان لا قوة له و لا عذر و لا طاعة قال مسعدة و سمعت أبا عبد الله ع يقول و سئل عن الحديث الذي جاء عن النبي ص إن أفضل الجهاد كلمة عدل عند إمام جائر ما معناه قال هذا على أن يأمره بعد معرفته و هو مع ذلك يقبل منه و إلا فلا

باب إنكار المنكر بالقلب

1-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن يحيى الطويل صاحب المنقري عن أبي عبد الله ع قال حسب المؤمن عزا إذا رأى منكرا أن يعلم الله عز و جل من قلبه إنكاره

2-  و بهذا الإسناد قال قال أبو عبد الله ع إنما يؤمر بالمعروف و ينهى عن المنكر مؤمن فيتعظ أو جاهل فيتعلم و أما صاحب سوط أو سيف فلا

3-  عنه عن أبيه عن ابن أبي عمير عن مفضل بن يزيد عن أبي عبد الله ع قال قال لي يا مفضل من تعرض لسلطان جائر فأصابته بلية لم يؤجر عليها و لم يرزق الصبر عليها

4-  علي عن أبيه عن بعض أصحابه عن غياث بن إبراهيم قال كان أبو عبد الله ع إذا مر بجماعة يختصمون لم يجزهم حتى يقول ثلاثا اتقوا الله اتقوا الله يرفع بها صوته

5-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن سنان عن محفوظ الإسكاف قال رأيت أبا عبد الله ع رمى جمرة العقبة و انصرف فمشيت بين يديه كالمطرق له فإذا رجل أصفر عمركي قد أدخل عودة في الأرض شبه السابح و ربطه إلى فسطاطه و الناس وقوف لا يقدرون على أن يمروا فقال له أبو عبد الله ع يا هذا اتق الله فإن هذا الذي تصنعه ليس لك قال فقال له العمركي أ ما تستطيع أن تذهب إلى عملك لا يزال المكلف الذي لا يدرى من هو يجيئني فيقول يا هذا اتق الله قال فرفع أبو عبد الله ع بخطام بعير له مقطورا فطأطأ رأسه فمضى و تركه العمركي الأسود

 باب

1-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن محمد بن إسماعيل عن محمد بن عذافر عن إسحاق بن عمار عن عبد الأعلى مولى آل سام عن أبي عبد الله ع قال لما نزلت هذه الآية يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم و أهليكم نارا جلس رجل من المسلمين يبكي و قال أنا عجزت عن نفسي كلفت أهلي فقال رسول الله ص حسبك أن تأمرهم بما تأمر به نفسك و تنهاهم عما تنهى عنه نفسك

2-  عنه عن عثمان بن عيسى عن سماعة عن أبي بصير في قول الله عز و جل قوا أنفسكم و أهليكم نارا قلت كيف أقيهم قال تأمرهم بما أمر الله و تنهاهم عما نهاهم الله فإن أطاعوك كنت قد وقيتهم و إن عصوك كنت قد قضيت ما عليك

3-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حفص بن عثمان عن سماعة عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع في قول الله عز و جل قوا أنفسكم و أهليكم نارا كيف نقي أهلنا قال تأمرونهم و تنهونهم

باب من أسخط الخالق في مرضاة المخلوق

1-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن إسماعيل بن مهران عن سيف بن عميرة عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر ع قال قال رسول الله ص من طلب مرضاة الناس بما يسخط الله عز و جل كان حامده من الناس ذاما و من آثر طاعة الله عز و جل بما يغضب الناس كفاه الله عز و جل عداوة كل عدو و حسد كل حاسد و بغي كل باغ و كان الله له ناصرا و ظهيرا

 -  علي بن إبراهيم عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله ع قال قال رسول الله ص من أرضى سلطانا بسخط الله خرج عن دين الإسلام

3-  و بهذا الإسناد قال قال رسول الله ص من طلب مرضاة الناس بما يسخط الله عز و جل كان حامده من الناس ذاما

باب كراهة التعرض لما لا يطيق

1-  محمد بن الحسين عن إبراهيم بن إسحاق الأحمر عن عبد الله بن حماد الأنصاري عن عبد الله بن سنان عن أبي الحسن الأحمسي عن أبي عبد الله ع قال إن الله عز و جل فوض إلى المؤمن أموره كلها و لم يفوض إليه أن يكون ذليلا أ ما تسمع قول الله عز و جل يقول و لله العزة و لرسوله و للمؤمنين فالمؤمن يكون عزيزا و لا يكون ذليلا ثم قال إن المؤمن أعز من الجبل إن الجبل يستقل منه بالمعاول و المؤمن لا يستقل من دينه شي‏ء

2-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن عثمان بن عيسى عن سماعة قال قال أبو عبد الله ع إن الله عز و جل فوض إلى المؤمن أموره كلها و لم يفوض إليه أن يذل نفسه أ لم تسمع لقول الله عز و جل و لله العزة و لرسوله و للمؤمنين فالمؤمن ينبغي أن يكون عزيزا و لا يكون ذليلا يعزه الله بالإيمان و الإسلام

3-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن عثمان بن عيسى عن عبد الله بن مسكان عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال إن الله تبارك و تعالى فوض إلى المؤمن كل شي‏ء إلا إذلال نفسه

4-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن داود الرقي قال سمعت أبا عبد الله ع يقول لا ينبغي للمؤمن أن يذل نفسه قيل له و كيف يذل نفسه قال يتعرض لما لا يطيق

5-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه عن محمد بن سنان عن مفضل بن عمر قال قال أبو عبد الله ع لا ينبغي للمؤمن أن يذل نفسه قلت بما يذل نفسه قال يدخل فيما يتعذر منه

6-  محمد بن أحمد عن عبد الله بن الصلت عن يونس عن سماعة عن أبي عبد الله ع قال إن الله عز و جل فوض إلى المؤمن أموره كلها و لم يفوض إليه أن يذل نفسه أ لم ير قول الله عز و جل هاهنا و لله العزة و لرسوله و للمؤمنين و المؤمن ينبغي له أن يكون عزيزا و لا يكون ذليلا