باب الكبائر

1-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن ابن فضال عن أبي جميلة عن الحلبي عن أبي عبد الله ع في قول الله عز و جل إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم و ندخلكم مدخلا كريما قال الكبائر التي أوجب الله عز و جل عليها النار

2-  عنه عن ابن محبوب قال كتب معي بعض أصحابنا إلى أبي الحسن ع يسأله عن الكبائر كم هي و ما هي فكتب الكبائر من اجتنب ما وعد الله عليه النار كفر عنه سيئاته إذا كان مؤمنا و السبع الموجبات قتل النفس الحرام و عقوق الوالدين و أكل الربا و التعرب بعد الهجرة و قذف المحصنات و أكل مال اليتيم و الفرار من الزحف

3-  علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن عبد الله بن مسكان عن محمد بن مسلم عن أبي عبد الله ع قال سمعته يقول الكبائر سبع قتل المؤمن متعمدا و قذف المحصنة و الفرار من الزحف و التعرب بعد الهجرة و أكل مال اليتيم ظلما و أكل الربا بعد البينة و كل ما أوجب الله عليه النار

 -  يونس عن عبد الله بن سنان قال سمعت أبا عبد الله ع يقول إن من الكبائر عقوق الوالدين و اليأس من روح الله و الأمن لمكر الله و قد روي أن أكبر الكبائر الشرك بالله

5-  يونس عن حماد عن نعمان الرازي قال سمعت أبا عبد الله ع يقول من زنى خرج من الإيمان و من شرب الخمر خرج من الإيمان و من أفطر يوما من شهر رمضان متعمدا خرج من الإيمان

6-  عنه عن محمد بن عبدة قال قلت لأبي عبد الله ع لا يزني الزاني و هو مؤمن قال لا إذا كان على بطنها سلب الإيمان منه فإذا قام رد إليه فإذا عاد سلب قلت فإنه يريد أن يعود فقال ما أكثر من يريد أن يعود فلا يعود إليه أبدا

7-  يونس عن إسحاق بن عمار عن أبي عبد الله ع في قول الله عز و جل الذين يجتنبون كبائر الإثم و الفواحش إلا اللمم قال الفواحش الزنى و السرقة و اللمم الرجل يلم بالذنب فيستغفر الله منه قلت بين الضلال و الكفر منزلة فقال ما أكثر عرى الإيمان

8-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن عبد الرحمن بن الحجاج عن عبيد بن زرارة قال سألت أبا عبد الله ع عن الكبائر فقال هن في كتاب علي ع سبع الكفر بالله و قتل النفس و عقوق الوالدين و أكل الربا بعد البينة و أكل مال اليتيم ظلما و الفرار من الزحف و التعرب بعد الهجرة قال فقلت فهذا أكبر المعاصي قال نعم قلت فأكل درهم من مال اليتيم ظلما أكبر أم ترك الصلاة قال ترك الصلاة قلت فما عددت ترك الصلاة في الكبائر فقال أي شي‏ء أول ما قلت لك قال قلت الكفر قال فإن تارك الصلاة كافر يعني من غير علة

9-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن محمد بن حبيب عن عبد الله بن عبد الرحمن الأصم عن عبد الله بن مسكان عن أبي عبد الله ع قال قال أمير المؤمنين ص ما من عبد إلا و عليه أربعون جنة حتى يعمل أربعين كبيرة فإذا عمل أربعين كبيرة انكشفت عنه الجنن فيوحي الله إليهم أن استروا عبدي بأجنحتكم فتستره الملائكة بأجنحتها قال فما يدع شيئا من القبيح إلا قارفه حتى يمتدح إلى الناس بفعله القبيح فيقول الملائكة يا رب هذا عبدك ما يدع شيئا إلا ركبه و إنا لنستحيي مما يصنع فيوحي الله عز و جل إليهم أن ارفعوا أجنحتكم عنه فإذا فعل ذلك أخذ في بغضنا أهل البيت فعند ذلك ينهتك ستره في السماء و ستره في الأرض فيقول الملائكة يا رب هذا عبدك قد بقي مهتوك الستر فيوحي الله عز و جل إليهم لو كانت لله فيه حاجة ما أمركم أن ترفعوا أجنحتكم عنه

 و رواه ابن فضال عن ابن مسكان

10-  علي بن إبراهيم عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة قال سمعت أبا عبد الله ع يقول الكبائر القنوط من رحمة الله و اليأس من روح الله و الأمن من مكر الله و قتل النفس التي حرم الله و عقوق الوالدين و أكل مال اليتيم ظلما و أكل الربا بعد البينة و التعرب بعد الهجرة و قذف المحصنة و الفرار من الزحف فقيل له أ رأيت المرتكب للكبيرة يموت عليها أ تخرجه من الإيمان و إن عذب بها فيكون عذابه كعذاب المشركين أو له انقطاع قال يخرج من الإسلام إذا زعم أنها حلال و لذلك يعذب أشد العذاب و إن كان معترفا بأنها كبيرة و هي عليه حرام و أنه يعذب عليها و أنها غير حلال فإنه معذب عليها و هو أهون عذابا من الأول و يخرجه من الإيمان و لا يخرجه من الإسلام

11-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن فضال عن ابن بكير قال قلت لأبي جعفر ع في قول رسول الله ص إذا زنى الرجل فارقه روح الإيمان قال هو قوله و أيدهم بروح منه ذاك الذي يفارقه

 -  علي بن إبراهيم عن أبيه عن حماد عن ربعي عن الفضيل عن أبي عبد الله ع قال يسلب منه روح الإيمان ما دام على بطنها فإذا نزل عاد الإيمان قال قلت له أ رأيت إن هم قال لا أ رأيت إن هم أن يسرق أ تقطع يده

13-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن معاوية بن عمار عن صباح بن سيابة قال كنت عند أبي عبد الله ع فقال له محمد بن عبدة يزني الزاني و هو مؤمن قال لا إذا كان على بطنها سلب الإيمان منه فإذا قام رد عليه قلت فإنه أراد أن يعود قال ما أكثر ما يهم أن يعود ثم لا يعود

14-  الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الوشاء عن أبان عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال سمعته يقول الكبائر سبعة منها قتل النفس متعمدا و الشرك بالله العظيم و قذف المحصنة و أكل الربا بعد البينة و الفرار من الزحف و التعرب بعد الهجرة و عقوق الوالدين و أكل مال اليتيم ظلما قال و التعرب و الشرك واحد

15-  أبان عن زياد الكناسي قال قال أبو عبد الله ع و الذي إذا دعاه أبوه لعن أباه و الذي إذا أجابه ابنه يضربه

16-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه رفعه عن محمد بن داود الغنوي عن الأصبغ بن نباتة قال جاء رجل إلى أمير المؤمنين ص فقال يا أمير المؤمنين إن ناسا زعموا أن العبد لا يزني و هو مؤمن و لا يسرق و هو مؤمن و لا يشرب الخمر و هو مؤمن و لا يأكل الربا و هو مؤمن و لا يسفك الدم الحرام و هو مؤمن فقد ثقل علي هذا و حرج منه صدري حين أزعم أن هذا العبد يصلي صلاتي و يدعو دعائي و يناكحني و أناكحه و يوارثني و أوارثه و قد خرج من الإيمان من أجل ذنب يسير أصابه فقال أمير المؤمنين ص صدقت سمعت رسول الله ص يقول و الدليل عليه كتاب الله خلق الله عز و جل الناس على ثلاث طبقات و أنزلهم ثلاث منازل و ذلك قول الله عز و جل في الكتاب أصحاب الميمنة و أصحاب المشأمة و السابقون فأما ما ذكر من أمر السابقين فإنهم أنبياء مرسلون و غير مرسلين جعل الله فيهم خمسة أرواح روح القدس و روح الإيمان و روح القوة و روح الشهوة و روح البدن فبروح القدس بعثوا أنبياء مرسلين و غير مرسلين و بها علموا الأشياء و بروح الإيمان عبدوا الله و لم يشركوا به شيئا و بروح القوة جاهدوا عدوهم و عالجوا معاشهم و بروح الشهوة أصابوا لذيذ الطعام و نكحوا الحلال من شباب النساء و بروح البدن دبوا و درجوا فهؤلاء مغفور لهم مصفوح عن ذنوبهم ثم قال قال الله عز و جل تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله و رفع بعضهم درجات و آتينا عيسى ابن مريم البينات و أيدناه بروح القدس ثم قال في جماعتهم و أيدهم بروح منه يقول أكرمهم بها ففضلهم على من سواهم فهؤلاء مغفور لهم مصفوح عن ذنوبهم ثم ذكر أصحاب الميمنة و هم المؤمنون حقا بأعيانهم جعل الله فيهمأربعة أرواح روح الإيمان و روح القوة و روح الشهوة و روح البدن فلا يزال العبد يستكمل هذه الأرواح الأربعة حتى تأتي عليه حالات فقال الرجل يا أمير المؤمنين ما هذه الحالات فقال أما أولاهن فهو كما قال الله عز و جل و منكم من يرد إلى أرذل العمر لكي لا يعلم بعد علم شيئا فهذا ينتقص منه جميع الأرواح و ليس بالذي يخرج من دين الله لأن الفاعل به رده إلى أرذل عمره فهو لا يعرف للصلاة وقتا و لا يستطيع التهجد بالليل و لا بالنهار و لا القيام في الصف مع الناس فهذا نقصان من روح الإيمان و ليس يضره شيئا و منهم من ينتقص منه روح القوة فلا يستطيع جهاد عدوه و لا يستطيع طلب المعيشة و منهم من ينتقص منه روح الشهوة فلو مرت به أصبح بنات آدم لم يحن إليها و لم يقم و تبقى روح البدن فيه فهو يدب و يدرج حتى يأتيه ملك الموت فهذا الحال خير لأن الله عز و جل هو الفاعل به و قد تأتي عليه حالات في قوته و شبابه فيهم بالخطيئة فيشجعه روح القوة و يزين له روح الشهوة و يقوده روح البدن حتى توقعه في الخطيئة فإذا لامسها نقص من الإيمان و تفصى منه فليس يعود فيه حتى يتوب فإذا تاب تاب الله عليه و إن عاد أدخله الله نار جهنم فأما أصحاب المشأمة فهم اليهود و النصارى يقول الله عز و جل الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم يعرفون محمدا و الولاية في التوراة و الإنجيل كما يعرفون أبناءهم في منازلهم و إن فريقا منهم ليكتمون الحق و هم يعلمون الحق من ربك أنك الرسول إليهم فلا تكونن من الممترين فلما جحدوا ما عرفوا ابتلاهم الله بذلك فسلبهم روح الإيمان و أسكن أبدانهم ثلاثة أرواح روح القوة و روح الشهوة و روح البدنثم أضافهم إلى الأنعام فقال إن هم إلا كالأنعام لأن الدابة إنما تحمل بروح القوة و تعتلف بروح الشهوة و تسير بروح البدن فقال له السائل أحييت قلبي بإذن الله يا أمير المؤمنين

17-  علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن داود قال سألت أبا عبد الله ع عن قول رسول الله ص إذا زنى الرجل فارقه روح الإيمان قال فقال هو مثل قول الله عز و جل و لا تيمموا الخبيث منه تنفقون ثم قال غير هذا أبين منه ذلك قول الله عز و جل و أيدهم بروح منه هو الذي فارقه

18-  يونس عن ابن بكير عن سليمان بن خالد عن أبي عبد الله ع قال إن الله لا يغفر أن يشرك به و يغفر ما دون ذلك لمن يشاء الكبائر فما سواها قال قلت دخلت الكبائر في الاستثناء قال نعم

19-  يونس عن إسحاق بن عمار قال قلت لأبي عبد الله ع الكبائر فيها استثناء أن يغفر لمن يشاء قال نعم

20-  يونس عن ابن مسكان عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال سمعته يقول و من يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا قال معرفة الإمام و اجتناب الكبائر التي أوجب الله عليها النار

21-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن محمد بن حكيم قال قلت لأبي الحسن ع الكبائر تخرج من الإيمان فقال نعم و ما دون الكبائر قال رسول الله ص لا يزني الزاني و هو مؤمن و لا يسرق السارق و هو مؤمن

22-  ابن أبي عمير عن علي بن الزيات عن عبيد بن زرارة قال دخل ابن قيس الماصر و عمرو بن ذر و أظن معهما أبو حنيفة على أبي جعفر ع فتكلم ابن قيس الماصر فقال إنا لا نخرج أهل دعوتنا و أهل ملتنا من الإيمان في المعاصي و الذنوب قال فقال له أبو جعفر ع يا ابن قيس أما رسول الله ص فقد قال لا يزني الزاني و هو مؤمن و لا يسرق السارق و هو مؤمن فاذهب أنت و أصحابك حيث شئت

23-  علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن عبد الله بن سنان قال سألت أبا عبد الله ع عن الرجل يرتكب الكبيرة من الكبائر فيموت هل يخرجه ذلك من الإسلام و إن عذب كان عذابه كعذاب المشركين أم له مدة و انقطاع فقال من ارتكب كبيرة من الكبائر فزعم أنها حلال أخرجه ذلك من الإسلام و عذب أشد العذاب و إن كان معترفا أنه أذنب و مات عليه أخرجه من الإيمان و لم يخرجه من الإسلام و كان عذابه أهون من عذاب الأول

24-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني قال حدثني أبو جعفر ص قال سمعت أبي يقول سمعت أبي موسى بن جعفر ع يقول دخل عمرو بن عبيد على أبي عبد الله ع فلما سلم و جلس تلا هذه الآية الذين يجتنبون كبائر الإثم و الفواحش ثم أمسك فقال له أبو عبد الله ع ما أسكتك قال أحب أن أعرف الكبائر من كتاب الله عز و جل فقال نعم يا عمرو أكبر الكبائر الإشراك بالله يقول الله و من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة و بعده الإياس من روح الله لأن الله عزو جل يقول إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون ثم الأمن لمكر الله لأن الله عز و جل يقول فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون و منها عقوق الوالدين لأن الله سبحانه جعل العاق جبارا شقيا و قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق لأن الله عز و جل يقول فجزاؤه جهنم خالدا فيها إلى آخر الآية و قذف المحصنة لأن الله عز و جل يقول لعنوا في الدنيا و الآخرة و لهم عذاب عظيم و أكل مال اليتيم لأن الله عز و جل يقول إنما يأكلون في بطونهم نارا و سيصلون سعيرا و الفرار من الزحف لأن الله عز و جل يقول و من يولهم يومئذ دبره إلا متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة فقد باء بغضب من الله و مأواه جهنم و بئس المصير و أكل الربا لأن الله عز و جل يقول الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس و السحر لأن الله عز و جل يقول و لقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق و الزنا لأن الله عز و جل يقول و من يفعل ذلك يلق أثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة و يخلد فيه مهانا و اليمين الغموس الفاجرة لأن الله عز و جل يقول الذين يشترون بعهد الله و أيمانهم ثمنا قليلا أولئك لا خلاق لهم في الآخرة و الغلول لأن الله عز و جل يقول و من يغلل يأت بما غل يوم القيامة و منع الزكاة المفروضة لأن الله عز و جل يقول فتكوى بها جباههم و جنوبهم و ظهورهم و شهادة الزور و كتمان الشهادة لأن الله عز و جل يقول و من يكتمها فإنه آثم قلبه و شرب الخمر لأن الله عز و جل نهى عنها كما نهى عن عبادة الأوثان و ترك الصلاة متعمدا أو شيئا مما فرض الله لأن رسول الله ص قال من ترك الصلاة متعمدا فقد برئ من ذمة الله و ذمة رسول الله ص و نقض العهد و قطيعة الرحم لأن الله عز و جل يقول أولئك لهم اللعنة و لهم سوء الدار قال فخرج عمرو و له صراخ من بكائه و هو يقول هلك من قال برأيه و نازعكم في الفضل و العلم