باب المؤمن و علاماته و صفاته

1-  محمد بن جعفر عن محمد بن إسماعيل عن عبد الله بن داهر عن الحسن بن يحيى عن قثم أبي قتادة الحراني عن عبد الله بن يونس عن أبي عبد الله ع قال قام رجل يقال له همام و كان عابدا ناسكا مجتهدا إلى أمير المؤمنين ع و هو يخطب فقال يا أمير المؤمنين صف لنا صفة المؤمن كأننا ننظر إليه فقال يا همام المؤمن هو الكيس الفطن بشره في وجهه و حزنه في قلبه أوسع شي‏ء صدرا و أذل شي‏ء نفسا زاجر عن كل فان حاض على كل حسن لا حقود و لا حسود و لا وثاب و لا سباب و لا عياب و لا مغتاب يكره الرفعة و يشنأ السمعة طويل الغم بعيد الهم كثير الصمت وقور ذكور صبور شكور مغموم بفكره مسرور بفقره سهل الخليقة لين العريكة رصين الوفاء قليل الأذى لا متأفك و لا متهتك إن ضحك لم يخرق و إن غضب لم ينزق ضحكه تبسم و استفهامه تعلم و مراجعته تفهم كثير علمه عظيم حلمه كثير الرحمة لا يبخل و لا يعجل و لا يضجر و لا يبطر و لا يحيف في حكمه و لا يجور في علمه نفسه أصلب من الصلد و مكادحته أحلى من الشهد لا جشع و لا هلع و لا عنف و لا صلف و لا متكلف و لا متعمقجميل المنازعة كريم المراجعة عدل إن غضب رفيق إن طلب لا يتهور و لا يتهتك و لا يتجبر خالص الود وثيق العهد وفي العقد شفيق وصول حليم خمول قليل الفضول راض عن الله عز و جل مخالف لهواه لا يغلظ على من دونه و لا يخوض فيما لا يعنيه ناصر للدين محام عن المؤمنين كهف للمسلمين لا يخرق الثناء سمعه و لا ينكي الطمع قلبه و لا يصرف اللعب حكمه و لا يطلع الجاهل علمه قوال عمال عالم حازم لا بفحاش و لا بطياش وصول في غير عنف بذول في غير سرف لا بختال و لا بغدار و لا يقتفي أثرا و لا يحيف بشرا رفيق بالخلق ساع في الأرض عون للضعيف غوث للملهوف لا يهتك سترا و لا يكشف سرا كثير البلوى قليل الشكوى إن رأى خيرا ذكره و إن عاين شرا ستره يستر العيب و يحفظ الغيب و يقيل العثرة و يغفر الزلة لا يطلع على نصح فيذره و لا يدع جنح حيف فيصلحه أمين رصين تقي نقي زكي رضي يقبل العذر و يجمل الذكر و يحسن بالناس الظن و يتهم على العيب نفسه يحب في الله بفقه و علم و يقطع في الله بحزم و عزم لا يخرق به فرح و لا يطيش به مرح مذكر للعالم معلم للجاهل لا يتوقع له بائقة و لا يخاف له غائلة كل سعي أخلص عنده من سعيه و كل نفس أصلح عنده من نفسه عالم بعيبه شاغل بغمه لا يثق بغير ربه غريب وحيد جريد حزين يحب في الله و يجاهد في الله ليتبع رضاه و لا ينتقم لنفسه بنفسه و لا يوالي في سخط ربه مجالس لأهل الفقر مصادق لأهل الصدق مؤازر لأهل الحق عون للقريب أب لليتيم بعل للأرملة حفي بأهل المسكنة مرجو لكل كريهة مأمول لكل شدة هشاش بشاش لا بعباس و لا بجساس صليب كظام بسام دقيق النظر عظيم الحذر لا يجهل و إن جهل عليه يحلم لا يبخل و إن بخل عليه صبر عقل فاستحيا

 و قنع فاستغنى حياؤه يعلو شهوته و وده يعلو حسده و عفوه يعلو حقده لا ينطق بغير صواب و لا يلبس إلا الاقتصاد مشيه التواضع خاضع لربه بطاعته راض عنه في كل حالاته نيته خالصة أعماله ليس فيها غش و لا خديعة نظره عبرة سكوته فكرة و كلامه حكمة مناصحا متباذلا متواخيا ناصح في السر و العلانية لا يهجر أخاه و لا يغتابه و لا يمكر به و لا يأسف على ما فاته و لا يحزن على ما أصابه و لا يرجو ما لا يجوز له الرجاء و لا يفشل في الشدة و لا يبطر في الرخاء يمزج الحلم بالعلم و العقل بالصبر تراه بعيدا كسله دائما نشاطه قريبا أمله قليلا زلله متوقعا لأجله خاشعا قلبه ذاكرا ربه قانعة نفسه منفيا جهله سهلا أمره حزينا لذنبه ميتة شهوته كظوما غيظه صافيا خلقه آمنا منه جاره ضعيفا كبره قانعا بالذي قدر له متينا صبره محكما أمره كثيرا ذكره يخالط الناس ليعلم و يصمت ليسلم و يسأل ليفهم و يتجر ليغنم لا ينصت للخبر ليفجر به و لا يتكلم ليتجبر به على من سواه نفسه منه في عناء و الناس منه في راحة أتعب نفسه لآخرته فأراح الناس من نفسه إن بغي عليه صبر حتى يكون الله الذي ينتصر له بعده ممن تباعد منه بغض و نزاهة و دنوه ممن دنا منه لين و رحمة ليس تباعده تكبرا و لا عظمة و لا دنوه خديعة و لا خلابة بل يقتدي بمن كان قبله من أهل الخير فهو إمام لمن بعده من أهل البر قال فصاح همام صيحة ثم وقع مغشيا عليه فقال أمير المؤمنين ع أما و الله لقد كنت أخافها عليه و قال هكذا تصنع الموعظة البالغة بأهلها فقال له قائل فما بالك يا أمير المؤمنين فقال إن لكل أجلا لا يعدوه و سببا لا يجاوزه فمهلا لا تعد فإنما نفث على لسانك شيطان

2-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن محبوب عن جميل بن صالح عن عبد الله بن غالب عن أبي عبد الله ع قال ينبغي للمؤمن أن يكون فيه ثمان خصال وقور عند الهزاهز صبور عند البلاء شكور عند الرخاء قانع بما رزقه الله لا يظلم الأعداء و لا يتحامل للأصدقاء بدنه منه في تعب و الناس منه في راحة إن العلم خليل المؤمن و الحلم وزيره و الصبر أمير جنوده و الرفق أخوه و اللين والده

3-  أبو علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن ابن فضال عن منصور بن يونس عن أبي حمزة عن علي بن الحسين ع قال المؤمن يصمت ليسلم و ينطق ليغنم لا يحدث أمانته الأصدقاء و لا يكتم شهادته من البعداء و لا يعمل شيئا من الخير رياء و لا يتركه حياء إن زكي خاف مما يقولون و يستغفر الله لما لا يعلمون لا يغره قول من جهله و يخاف إحصاء ما عمله

4-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن بعض من رواه رفعه إلى أبي عبد الله ع قال المؤمن له قوة في دين و حزم في لين و إيمان في يقين و حرص في فقه و نشاط في هدى و بر في استقامة و علم في حلم و كيس في رفق و سخاء في حق و قصد في غنى و تجمل في فاقة و عفو في قدرة و طاعة لله في نصيحة و انتهاء في شهوة و ورع في رغبة و حرص في جهاد و صلاة في شغل و صبر في شدة و في الهزاهز وقور و في المكاره صبور و في الرخاء شكور و لا يغتاب و لا يتكبر و لا يقطع الرحم و ليس بواهن و لا فظ و لا غليظ و لا يسبقه بصره و لا يفضحه بطنه و لا يغلبه فرجه و لا يحسد الناس يعير و لا يعير و لا يسرف ينصر المظلوم و يرحم المسكين نفسه منه في عناء و الناس منه في راحة لا يرغب في عز الدنيا و لا يجزع من ذلها للناس هم قد أقبلوا عليه و له هم قد شغله لا يرى في حكمه نقص و لا في رأيه وهن و لا في دينه ضياع يرشد من استشاره و يساعد من ساعده و يكيع عن الخنا و الجهل

 -  عنه عن بعض أصحابنا رفعه عن أحدهما ع قال مر أمير المؤمنين ع بمجلس من قريش فإذا هو بقوم بيض ثيابهم صافية ألوانهم كثير ضحكهم يشيرون بأصابعهم إلى من يمر بهم ثم مر بمجلس للأوس و الخزرج فإذا قوم بليت منهم الأبدان و دقت منهم الرقاب و اصفرت منهم الألوان و قد تواضعوا بالكلام فتعجب علي ع من ذلك و دخل على رسول الله ص فقال بأبي أنت و أمي إني مررت بمجلس لآل فلان ثم وصفهم و مررت بمجلس للأوس و الخزرج فوصفهم ثم قال و جميع مؤمنون فأخبرني يا رسول اللهبصفة المؤمن فنكس رسول الله ص ثم رفع رأسه فقال عشرون خصلة في المؤمن فإن لم تكن فيه لم يكمل إيمانه إن من أخلاق المؤمنين يا علي الحاضرون الصلاة و المسارعون إلى الزكاة و المطعمون المسكين الماسحون رأس اليتيم المطهرون أطمارهم المتزرون على أوساطهم الذين إن حدثوا لم يكذبوا و إذا وعدوا لم يخلفوا و إذا ائتمنوا لم يخونوا و إذا تكلموا صدقوا رهبان بالليل أسد بالنهار صائمون النهار قائمون الليل لا يؤذون جارا و لا يتأذى بهم جار الذين مشيهم على الأرض هون و خطاهم إلى بيوت الأرامل و على أثر الجنائز جعلنا الله و إياكم من المتقين

6-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن القاسم بن عروة عن أبي العباس قال قال أبو عبد الله ع من سرته حسنته و ساءته سيئته فهو مؤمن

 -  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن الحسن بن زعلان عن أبي إسحاق الخراساني عن عمرو بن جميع العبدي عن أبي عبد الله ع قال شيعتنا هم الشاحبون الذابلون الناحلون الذين إذا جنهم الليل استقبلوه بحزن

8-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسى عن إبراهيم بن عمر اليماني عن رجل عن أبي عبد الله ع قال شيعتنا أهل الهدى و أهل التقى و أهل الخير و أهل الإيمان و أهل الفتح و الظفر

9-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن إسماعيل عن منصور بزرج عن مفضل قال قال أبو عبد الله ع إياك و السفلة فإنما شيعة علي من عف بطنه و فرجه و اشتد جهاده و عمل لخالقه و رجا ثوابه و خاف عقابه فإذا رأيت أولئك فأولئك شيعة جعفر

10-  عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن ابن محبوب عن علي بن رئاب عن ابن أبي يعفور عن أبي عبد الله ع قال إن شيعة علي كانوا خمص البطون ذبل الشفاه أهل رأفة و علم و حلم يعرفون بالرهبانية فأعينوا على ما أنتم عليه بالورع و الاجتهاد

11-  علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن صفوان الجمال قال قال أبو عبد الله ع إنما المؤمن الذي إذا غضب لم يخرجه غضبه من حق و إذا رضي لم يدخله رضاه في باطل و إذا قدر لم يأخذ أكثر مما له

12-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن علي بن النعمان عن ابن مسكان عن سليمان بن خالد عن أبي جعفر ع قال قال أبو جعفر ع يا سليمان أ تدري من المسلم قلت جعلت فداك أنت أعلم قال المسلم من سلم المسلمون من لسانه و يده ثم قال و تدري من المؤمن قال قلت أنت أعلم قال إن المؤمن من ائتمنه المسلمون على أموالهم و أنفسهم و المسلم حرام على المسلم أن يظلمه أو يخذله أو يدفعه دفعة تعنته

13-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسن بن محبوب عن أبي أيوب عن أبي عبيدة عن أبي جعفر ع قال إنما المؤمن الذي إذا رضي لم يدخله رضاه في إثم و لا باطل و إذا سخط لم يخرجه سخطه من قول الحق و الذي إذا قدر لم تخرجه قدرته إلى التعدي إلى ما ليس له بحق

14-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه عن أبي البختري رفعه قال سمعته يقول المؤمنون هينون لينون كالجمل الأنف إذا قيد انقاد و إن أنيخ على صخرة استناخ

 -  علي بن إبراهيم عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله ع قال ثلاثة من علامات المؤمن العلم بالله و من يحب و من يكره

16-  و بهذا الإسناد قال قال رسول الله ص المؤمن كمثل شجرة لا يتحات ورقها في شتاء و لا صيف قالوا يا رسول الله و ما هي قال النخلة

17-  عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن أورمة عن أبي إبراهيم الأعجمي عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله ع قال المؤمن حليم لا يجهل و إن جهل عليه يحلم و لا يظلم و إن ظلم غفر و لا يبخل و إن بخل عليه صبر

18-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن إسماعيل بن مهران عن منذر بن جيفر عن آدم أبي الحسين اللؤلؤي عن أبي عبد الله ع قال المؤمن من طاب مكسبه و حسنت خليقته و صحت سريرته و أنفق الفضل من ماله و أمسك الفضل من كلامه و كفى الناس شره و أنصف الناس من نفسه

19-  أبو علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن الحسن بن علي عن أبي كهمس عن سليمان بن خالد عن أبي جعفر ع قال قال رسول الله ص أ لا أنبئكم بالمؤمن من ائتمنه المؤمنون على أنفسهم و أموالهم أ لا أنبئكم بالمسلم من سلم المسلمون من لسانه و يده و المهاجر من هجر السيئات و ترك ما حرم الله و المؤمن حرام على المؤمن أن يظلمه أو يخذله أو يغتابه أو يدفعه دفعة

20-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن سنان عن مفضل بن عمر عن أبي أيوب العطار عن جابر قال قال أبو جعفر ع إنما شيعة علي الحلماء العلماء الذبل الشفاه تعرف الرهبانية على وجوههم

21-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن الحسن بن محبوب عن عبد الله بن سنان عن معروف بن خربوذ عن أبي جعفر ع قال صلى أمير المؤمنين ع بالناس الصبح بالعراق فلما انصرف وعظهم فبكى و أبكاهم من خوف الله ثم قال أما و الله لقد عهدت أقواما على عهد خليلي رسول الله ص و إنهم ليصبحون و يمسون شعثا غبرا خمصا بين أعينهم كركب المعزى يبيتون لربهم سجدا و قياما يراوحون بين أقدامهم و جباههم يناجون ربهم و يسألونه فكاك رقابهم من النار و الله لقد رأيتهم مع هذا و هم خائفون مشفقون

22-  عنه عن السندي بن محمد عن محمد بن الصلت عن أبي حمزة عن علي بن الحسين ع قال صلى أمير المؤمنين ع الفجر ثم لم يزل في موضعه حتى صارت الشمس على قيد رمح و أقبل على الناس بوجهه فقال و الله لقد أدركت أقواما يبيتون لربهم سجدا و قياما يخالفون بين جباههم و ركبهم كان زفير النار في آذانهم إذا ذكر الله عندهم مادوا كما يميد الشجر كأنما القوم باتوا غافلين قال ثم قام فما رئي ضاحكا حتى قبض ص

23-  علي بن إبراهيم عن صالح بن السندي عن جعفر بن بشير عن المفضل بن عمر قال قال أبو عبد الله ع إذا أردت أن تعرف أصحابي فانظر إلى من اشتد ورعه و خاف خالقه و رجا ثوابه و إذا رأيت هؤلاء فهؤلاء أصحابي

24-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن محمد بن الحسن بن شمون عن عبد الله بن عمرو بن الأشعث عن عبد الله بن حماد الأنصاري عن عمرو بن أبي المقدام عن أبيه عن أبي جعفر ع قال قال أمير المؤمنين ع شيعتنا المتباذلون في ولايتنا المتحابون في مودتنا المتزاورون في إحياء أمرنا الذين إن غضبوا لم يظلموا و إن رضوا لم يسرفوا بركة على من جاوروا سلم لمن خالطوا

25-  عنه عن محمد بن علي عن محمد بن سنان عن عيسى النهريري عن أبي عبد الله ع قال قال رسول الله ص من عرف الله و عظمه منع فاه من الكلام و بطنه من الطعام و عفا نفسه بالصيام و القيام قالوا بآبائنا و أمهاتنا يا رسول الله هؤلاء أولياء الله قال إن أولياء الله سكتوا فكان سكوتهم ذكرا و نظروا فكان نظرهم عبرة و نطقوا فكان نطقهم حكمة و مشوا فكان مشيهم بين الناس بركة لو لا الآجال التي قد كتبت عليهم لم تقر أرواحهم في أجسادهم خوفا من العذاب و شوقا إلى الثواب

26-  عنه عن بعض أصحابه من العراقيين رفعه قال خطب الناس الحسن بن علي ص فقال أيها الناس أنا أخبركم عن أخ لي كان من أعظم الناس في عيني و كان رأس ما عظم به في عيني صغر الدنيا في عينه كان خارجا من سلطان بطنه فلا يشتهي ما لا يجد و لا يكثر إذا وجد كان خارجا من سلطان فرجه فلا يستخف له عقله و لا رأيه كان خارجا من سلطان الجهالة فلا يمد يده إلا على ثقة لمنفعة كان لا يتشهى و لا يتسخط و لا يتبرم كان أكثر دهره صماتا فإذا قال بذ القائلين كان لا يدخل في مراء و لا يشارك في دعوى و لا يدلي بحجة حتى يرى قاضيا و كان لا يغفل عن إخوانه و لا يخص نفسه بشي‏ء دونهم كان ضعيفا مستضعفا فإذا جاء الجد كان ليثا عاديا كان لا يلوم أحدا فيما يقع العذر في مثله حتى يرى اعتذارا كان يفعل ما يقول و يفعل ما لا يقول كان إذا ابتزه أمران لا يدري أيهما أفضل نظر إلى أقربهما إلى الهوى فخالفه كان لا يشكو وجعا إلا عند من يرجو عنده البرء و لا يستشير إلا من يرجو عنده النصيحة كان لا يتبرم و لا يتسخط و لا يتشكى و لا يتشهى و لا ينتقم و لا يغفل عن العدو فعليكم بمثل هذه الأخلاق الكريمة إن أطقتموها فإن لم تطيقوها كلها فأخذ القليل خير من ترك الكثير و لا حول و لا قوة إلا بالله

27-  علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن مهزم و بعض أصحابنا عن محمد بن علي عن محمد بن إسحاق الكاهلي و أبو علي الأشعري عن الحسن بن علي الكوفي عن العباس بن عامر عن ربيع بن محمد جميعا عن مهزم الأسدي قال قال أبو عبد الله ع يا مهزم شيعتنا من لا يعدو صوته سمعه و لا شحناؤه بدنه و لا يمتدح بنا معلنا و لا يجالس لنا عائبا و لا يخاصم لنا قاليا إن لقي مؤمنا أكرمه و إن لقي جاهلا هجره قلت جعلت فداك فكيف أصنع بهؤلاء المتشيعة قال فيهم التمييز و فيهم التبديل و فيهم التمحيص تأتي عليهم سنون تفنيهم و طاعون يقتلهم و اختلاف يبددهم شيعتنا من لا يهر هرير الكلب و لا يطمع طمع الغراب و لا يسأل عدونا و إن مات جوعا قلت جعلت فداك فأين أطلب هؤلاء قال في أطراف الأرض أولئك الخفيض عيشهم المنتقلة ديارهم إن شهدوا لم يعرفوا و إن غابوا لم يفتقدوا و من الموت لا يجزعون و في القبور يتزاورون و إن لجأ إليهم ذو حاجة منهم رحموه لن تختلف قلوبهم و إن اختلف بهم الدار ثم قال قال رسول الله ص أنا المدينة و علي الباب و كذب من زعم أنه يدخل المدينة لا من قبل الباب و كذب من زعم أنه يحبني و يبغض عليا ص

28-  عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن عثمان بن عيسى عن سماعة بن مهران عن أبي عبد الله ع قال قال من عامل الناس فلم يظلمهم و حدثهم فلم يكذبهم و وعدهم فلم يخلفهم كان ممن حرمت غيبته و كملت مروءته و ظهر عدله و وجبت أخوته

29-  عنه عن ابن فضال عن عاصم بن حميد عن أبي حمزة الثمالي عن عبد الله بن الحسن عن أمه فاطمة بنت الحسين بن علي ع قال قال رسول الله ص ثلاث خصال من كن فيه استكمل خصال الإيمان إذا رضي لم يدخله رضاه في باطل و إذا غضب لم يخرجه الغضب من الحق و إذا قدر لم يتعاط ما ليس له

30-  عنه عن أبيه عن عبد الله بن القاسم عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال قال أمير المؤمنين ع إن لأهل الدين علامات يعرفون بها صدق الحديث و أداء الأمانة و وفاء بالعهد و صلة الأرحام و رحمة الضعفاء و قلة المراقبة للنساء أو قال قلة المواتاة للنساء و بذل المعروف و حسن الخلق و سعة الخلق و اتباع العلم و ما يقرب إلى الله عز و جل زلفى طوبى لهم و حسن مآب و طوبى شجرة في الجنة أصلها في دار النبي محمد ص و ليس من مؤمن إلا و في داره غصن منها لا يخطر على قلبه شهوة شي‏ء إلا أتاه به ذلك و لو أن راكبا مجدا سار في ظلها مائة عام ما خرج منه و لو طار من أسفلها غراب ما بلغ أعلاها حتى يسقط هرما ألا ففي هذا فارغبوا إن المؤمن من نفسه في شغل و الناس منه في راحة إذا جن عليه الليل افترش وجهه و سجد لله عز و جل بمكارم بدنه يناجي الذي خلقه في فكاك رقبته ألا فهكذا كونوا

31-  عنه عن إسماعيل بن مهران عن سيف بن عميرة عن سليمان بن عمرو النخعي قال و حدثني الحسين بن سيف عن أخيه علي عن سليمان عمن ذكره عن أبي جعفر ع قال سئل النبي ص عن خيار العباد فقال الذين إذا أحسنوا استبشروا و إذا أساءوا استغفروا و إذا أعطوا شكروا و إذا ابتلوا صبروا و إذا غضبوا غفروا

32-  و بإسناده عن أبي جعفر ع قال قال النبي ص إن خياركم أولو النهى قيل يا رسول الله و من أولو النهى قال هم أولو الأخلاق الحسنة و الأحلام الرزينة و صلة الأرحام و البررة بالأمهات و الآباء و المتعاهدين للفقراء و الجيران و اليتامى و يطعمون الطعام و يفشون السلام في العالم و يصلون و الناس نيام غافلون

33-  عنه عن الهيثم النهدي عن عبد العزيز بن عمر عن بعض أصحابه عن يحيى بن عمران الحلبي قال قلت لأبي عبد الله ع أي الخصال بالمرء أجمل فقال وقار بلا مهابة و سماح بلا طلب مكافأة و تشاغل بغير متاع الدنيا

34-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن أبي ولاد الحناط عن أبي عبد الله ع قال كان علي بن الحسين ع يقول إن المعرفة بكمال دين المسلم تركه الكلام فيما لا يعنيه و قلة مرائه و حلمه و صبره و حسن خلقه

35-  علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن محمد بن عرفة عن أبي عبد الله ع قال قال النبي ص أ لا أخبركم بأشبهكم بي قالوا بلى يا رسول الله قال أحسنكم خلقا و ألينكم كنفا و أبركم بقرابته و أشدكم حبا لإخوانه في دينه و أصبركم على الحق و أكظمكم للغيظ و أحسنكم عفوا و أشدكم من نفسه إنصافا في الرضا و الغضب

36-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن مالك بن عطية عن أبي حمزة عن علي بن الحسين ع قال من أخلاق المؤمن الإنفاق على قدر الإقتار و التوسع على قدر التوسع و إنصاف الناس و ابتداؤه إياهم بالسلام عليهم

37-  محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن فضال عن ابن بكير عن زرارة عن أبي جعفر ع قال المؤمن أصلب من الجبل الجبل يستقل منه و المؤمن لا يستقل من دينه شي‏ء

38-  علي بن إبراهيم عن صالح بن السندي عن جعفر بن بشير عن إسحاق بن عمار عن أبي عبد الله ع قال المؤمن حسن المعونة خفيف المئونة جيد التدبير لمعيشته لا يلسع من جحر مرتين

39-  علي بن محمد بن بندار عن إبراهيم بن إسحاق عن سهل بن الحارث عن الدلهاث مولى الرضا ع قال سمعت الرضا ع يقول لا يكون المؤمن مؤمنا حتى يكون فيه ثلاث خصال سنة من ربه و سنة من نبيه و سنة من وليه فأما السنة من ربه فكتمان سره قال الله عز و جل عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول و أما السنة من نبيه فمداراة الناس فإن الله عز و جل أمر نبيه ص بمداراة الناس فقال خذ العفو و أمر بالعرف و أما السنة من وليه فالصبر في البأساء و الضراء