باب في تنقل أحوال القلب

1-  علي بن إبراهيم عن أبيه و عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد و محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد جميعا عن ابن محبوب عن محمد بن النعمان الأحول عن سلام بن المستنير قال كنت عند أبي جعفر ع فدخل عليه حمران بن أعين و سأله عن أشياء فلما هم حمران بالقيام قال لأبي جعفر ع أخبرك أطال الله بقاءك لنا و أمتعنا بك أنا نأتيك فما نخرج من عندك حتى ترق قلوبنا و تسلو أنفسنا عن الدنيا و يهون علينا ما في أيدي الناس من هذه الأموال ثم نخرج من عندك فإذا صرنا مع الناس و التجار أحببنا الدنيا قال فقال أبو جعفر ع إنما هي القلوب مرة تصعب و مرة تسهل ثم قال أبو جعفر ع أما إن أصحاب محمد ص قالوا يا رسول الله نخاف علينا النفاق قال فقال و لم تخافون ذلك قالوا إذا كنا عندك فذكرتنا و رغبتنا وجلنا و نسينا الدنيا و زهدنا حتى كأنا نعاين الآخرة و الجنة و النار و نحن عندك فإذا خرجنا من عندك و دخلنا هذه البيوت و شممنا الأولاد و رأينا العيال و الأهل يكاد أن نحول عن الحال التي كنا عليها عندك و حتى كأنا لم نكن على شي‏ء أ فتخاف علينا أن يكون ذلك نفاقا فقال لهم رسول الله ص كلا إن هذه خطوات الشيطان فيرغبكم في الدنيا و الله لو تدومون على الحالة التي وصفتم أنفسكم بها لصافحتكم الملائكة و مشيتم على الماء و لو لا أنكم تذنبون فتستغفرون الله لخلق الله خلقا حتى يذنبوا ثم يستغفروا الله فيغفر الله لهم إن المؤمن مفتن تواب أ ما سمعت قول الله عز و جل إن الله يحب التوابين و يحب المتطهرين و قال استغفروا ربكم ثم توبوا إليه