الباب في قوله تعالى * (أن تقول نفس يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله وإن كنت لمن الساخرين)* من طريق الخاصة

الصفحة 8      

وفيه سبعة عشر حديثا

الحديث الأول: محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن محمد بن إسماعيل بن بزيع عن حمزة بن بزيع عن علي بن سويد عن أبي الحسن موسى بن جعفر (عليه السلام) في قول الله عز وجل: * (أن تقول نفس يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله) * قال: قال: " جنب الله أمير المؤمنين (عليه السلام) وكذلك ما كان بعده من الأوصياء بالمكان الرفيع إلى أن ينتهي الأمر إلى آخرهم "(1).

الحديث الثاني: ابن يعقوب عن محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن أحمد بن أبي نصر عن حسان الجمال قال: حدثنا هاشم أبي عمار الحسيني قال: سمعت أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول:

" أنا عين الله وأنا يد الله وأنا جنب الله وأنا باب الله "(2).

الحديث الثالث: ابن بابويه قال: حدثنا محمد بن الحسن الوليد قال: حدثنا الحسين بن الحسن ابن أبان عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن ابن سنان عن أبي بصير عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) في خطبته: " أنا الهادي وأنا المهتدي، وأنا أبو اليتامى والمساكين وزوج الأرامل، وأنا ملجأ كل ضعيف ومأمن كل خائف، وأنا قائد المؤمنين إلى الجنة، وأنا حبل الله المتين، وأنا عروة الله الوثقى وكلمة التقوى، وأنا عين الله ولسانه الصادق ويده، وأنا جنب الله الذي يقول: * (أن تقول نفس يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله) * وأنا يد الله المبسوطة على عباده بالرحمة والمغفرة، وأنا باب حطة من عرفني وعرف حقي فقد عرف ربه، لأني وصي نبيه في أرضه وحجته على خلقه لا ينكر هذا إلا راد على الله ورسوله "(3).

ورواه المفيد في (الاختصاص) عن الحسين بن الحسن عن بكر بن صالح عن الحسين بن سعيد عن النصر بن سويد عن محمد بن سنان عن أبي بصير عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أمير

____________

(1) الكافي: 1 / 145 ح 9.

(2) الكافي: 1 / 145 ح 8.

(3) التوحيد: 164 / 2.

الصفحة 9      

المؤمنين (عليه السلام) " أنا الهادي أنا المهتدي " وذكر الحديث(1).

الحديث الرابع: ابن بابويه قال: حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق (رضي الله عنه) قال:

حدثنا محمد بن جعفر الكوفي قال: حدثنا موسى بن عمران النخعي الكوفي عن عمه الحسين بن يزيد عن علي بن الحسين عن من حدثه عن عبد الرحمن بن كثير عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " إن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: أنا علم الله وأنا قلب الله الواعي ولسان الله الناطق وعين الله وجنب الله وأنا يد الله "(2).

الحديث الخامس: محمد بن العباس بن ماهيار الثقة قال: حدثنا أحمد بن هودة الباهلي عن إبراهيم بن إسحاق عن عبد الله بن حماد عن حمران بن أعين عن أبان بن تغلب عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه (عليهم السلام) في قول الله عز وجل * (يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله) * قال:

" خلقنا الله جزءا من جنب الله وذلك قوله عز وجل: * (يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله) * يعني في ولاية علي (عليه السلام) "(3).

الحديث السادس: محمد بن العباس قال: حدثنا علي بن العباس عن حسن بن محمد عن حسين ابن علي بن ينهس عن موسى بن أبي الغدير عن عطاء الهمداني عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله الله عز وجل: * (أن تقول نفس يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله) * قال: " قال علي (عليه السلام): أنا جنب الله وأنا حسرة الناس يوم القيامة "(4).

الحديث السابع: محمد بن العباس قال: حدثنا محمد بن إدريس عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن محمد بن إسماعيل عن حمزة بن بزيع عن علي السابي عن أبي الحسن (عليه السلام) في قول الله عز وجل: * (يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله) * قال: " جنب الله أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) وكذلك من كان بعده من الأوصياء بالمكان الرفيع إلى أن ينتهي إلى الأخير منهم والله أعلم بما هو كائن بعده "(5).

الحديث الثامن: محمد بن العباس قال: حدثنا أحمد بن هودة عن إبراهيم بن إسحاق عن عبد الله بن حماد عن سدير الصيرفي قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: وقد سأله رجل عن قول الله عز وجل * (يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله) * فقال أبو عبد الله (عليه السلام): " نحن والله خلقنا من نور جنب الله، وذلك قول الكافر إذا استقرت به الدار * (يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله) * يعني:

____________

(1) الإختصاص: 248.

(2) التوحيد: 164 / 1.

(3) بحار الأنوار: 24 / 192 ح 8.

(4) بحار الأنوار: 24 / 192 ذيل ح 9.

(5) بحار الأنوار: 24 / 193 ح 10.

الصفحة 10   

ولاية محمد (صلى الله عليه وآله) وآل محمد صلوات الله عليهم أجمعين "(1).

الحديث التاسع: الشيخ في مجالسه قال: أخبرنا الحسين بن عبيد الله عن علي بن محمد العلوي قال: حدثنا محمد بن إبراهيم قال: حدثنا أحمد بن محمد عن محمد بن أحمد بن محمد ابن عيسى عن أحمد بن محمد أبي نصر عن أبي المغرا عن أبي بصير عن خيثمة قال: سمعت الباقر (عليه السلام) يقول: " نحن جنب الله ونحن صفوة الله ونحن خيرة الله ونحن مستودع مواريث الأنبياء ونحن أمنا الله عز وجل ونحن حجج الله ونحن جعل الله ونحن من رحمة الله على خلقه، ونحن الذين بنا يفتح الله وبنا يختم، ونحن أئمة الهدى ونحن مصابيح الدجى، ونحن منار الهدى ونحن العلم المرفوع لأهل الدنيا ونحن السابقون ونحن الآخرون، من تمسك بنا لحق ومن تخلف عنا غرق ونحن قادة الغر المحجلين، ونحن حرم الله ونحن الطريق والصراط المستقيم إلى الله عز وجل.

ونحن من نعم الله على خلقه ونحن المنهاج ونحن معدن النبوة ونحن موضع الرسالة ونحن أصول الدين وإلينا تختلف الملائكة ونحن السراج لمن استضاء بنا، ونحن السبيل لمن اقتدى بنا ونحن الهداة إلى الجنة ونحن عرى الإسلام، ونحن الجسور ونحن القناطر من مضى علينا سبق ومن تخلف عنا محق، ونحن السنام الأعظم ونحن الذين بنا تنزل الرحمة وبنا تسقون الغيث، ونحن الذين بنا يصرف الله عز وجل عنكم العذاب من أبصرنا وعرفنا وعرف حقنا وأخذ بأمرنا فهو من أوليائنا "(2).

الحديث العاشر: ابن شهرآشوب عن السجاد والباقر والصادق وزيد بن علي (عليهم السلام) في هذه الآية قالوا: " جنب الله علي، وهو حجة الله على الخلق يوم القيامة "(3).

الحديث الحادي عشر: الرضا (عليه السلام) في قوله تعالى: * (أن تقول نفس يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله) * قال: " في ولاية علي (عليه السلام) "(4).

الحديث الثاني عشر: أبو ذر في خبر عن النبي (صلى الله عليه وآله): " يا أبا ذر يؤتى بجاحد علي (عليه السلام) يوم القيامة أعمى أبكم يتكبكب في ظلمات القيامة ينادي * (يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله) * وفي عنقه طوق من النار "(5).

الحديث الثالث عشر: الطبرسي في (الاحتجاج) في حديث طويل عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال:

____________

(1) بحار الأنوار: 24 / 192 ح 9.

(2) أمالي الطوسي: 654 / 1354.

(3) مناقب آل أبي طالب: 3 / 65.

(4) مناقب آل أبي طالب: 3 / 65.

(5) مناقب آل أبي طالب: 3 / 64.

الصفحة 11   

" قد زاد جل ذكره في التبيان وإثبات الحجة بقوله في أصفيائه وأوليائه (عليهم السلام): * (أن تقول نفس يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله) * تعريفا للخليقة قربهم ألا ترى أنك تقول: فلان إلى جنب فلان إذا أردت أن تصف قربه منه، وإنما جعل الله تبارك وتعالى في كتابه هذه الرموز التي لا يعلمها غيره وغير أنبيائه وحججه في أرضه، لعلمه ما يحدثه في كتابه المبدلون من إسقاط أسماء حججه منه، وتلبيسهم ذلك على الأمة ليعينوهم على باطلهم فأثبت به الرموز، وأعمى قلوبهم وأبصارهم لما عليهم في تركها وترك غيرها من الخطاب الدال على ما أحدثوه فيه "(1).

الحديث الرابع عشر: محمد بن الحسن الصفار في (بصائر الدرجات) عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن فضالة بن أيوب عن القاسم بن بريد عن مالك الجهني قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: " أنا شجرة من جنب الله فمن وصلنا وصله الله " قال: ثم تلا هذه الآية * (أن تقول نفس يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله وأن كنت لمن الساخرين) *(2).

الحديث الخامس عشر: الصفار هذا عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن محمد بن إسماعيل عن حمزة بن بزيع عن علي السابي قال: سألت أبا الحسن الرضا (عليه السلام) عن قول الله تبارك وتعالى: * (أن تقول نفس يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله) * قال: " جنب الله أمير المؤمنين وكذلك من كان من بعده من الأوصياء بالمكان الرفيع إلى أن ينتهي الأمر إلى آخرهم والله أعلم بمن هو كائن بعده "(3).

الحديث السادس عشر: أبو علي الطبرسي في (مجمع البيان) قال: روى العياشي بالإسناد عن أبي الجارود عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: " نحن جنب الله "(4).

الحديث السابع عشر: الشيخ المفيد في (الاختصاص) عن الحسين بن الحسن عن بكر بن صالح عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن محمد بن سنان عن أبي بصير عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " قال علي أمير المؤمنين (عليه السلام) أنا الهادي والمهتدي، وأبو اليتامى وزوج الأرامل والمساكين، وأنا ملجأ كل ضعيف ومأمن كل خائف، وأنا قائد المؤمنين في الجنة وأنا حبل الله المتين وأنا عروة الله الوثقى، وأنا عين الله ولسانه الصادق ويده، وأنا جنب الله الذي * (تقول نفس يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله) *، وأنا يد الله المبسوطة على عباده بالرحمة والمغفرة، وأنا باب حطة من عرفني وعرف حقي فقد عرف ربه، لأني وصي نبيه في أرضه وحجته على خلقه لا

____________

(1) الإحتجاج: 1 / 375 - 376.

(2) بصائر الدرجات: 62 / 5.

(3) بصائر الدرجات: 62 / 6.

(4) مجمع البيان: 8 / 410.

الصفحة 12   

ينكر هذا إلا راد على الله ورسوله.

وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ليس منا من يحقر الأمانة - يعني يستهلكها - إذا استودعها، وليس منا من خان مسلما في أهله وماله ".

وقال: من أطاع الله فقد ذكر الله، وإن قلت صلاته وصيامه وتلاوته للقرآن، ومن عصى الله فقد نسي الله وإن كثرت صلاته وصيامه وتلاوته للقرآن.

وقال: " من ترك معصية من مخافة الله عز وجل أرضاه الله يوم القيامة " وقال: " إن كان الشؤم في شئ ففي اللسان "(1).

____________

(1) الإختصاص: 248.