الباب في قوله تعالى: * (وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم) * من طريق الخاصة

الصفحة 45   

وفيه خمسة وعشرون حديثا.

الحديث الأول: العياشي في تفسيره بإسناده عن مسعدة بن صدقة عن جعفر بن محمد عن جده عن علي (عليه السلام) قال: " أنا يعسوب المؤمنين وأنا أول السابقين وخليفة رسول رب العالمين وأنا قسيم الجنة والنار وأنا صاحب الأعراف "(1).

الحديث الثاني: العياشي بإسناده عن هلقام عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: سألته عن قول الله: * (وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم) * ما يعني بقوله * (وعلى الأعراف رجال) * قال: " ألستم تعرفون عليكم عرفاء على قبائلكم ليعرفون من فيها من صالح أو طالح " قلت: بلى قال: " فنحن أولئك الرجال الذين يعرفون كلا بسيماهم "(2).

الحديث الثالث: العياشي بإسناده عن زادان عن سلمان قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول لعلي أكثر من عشر مرات: " يا علي إنك والأوصياء من بعدك أعراف بين الجنة والنار لا يدخل الجنة إلا من عرفكم وعرفتموه، ولا يدخل النار إلا من أنكركم وأنكرتموه "(3).

الحديث الرابع: العياشي بإسناد عن سعد بن طريف عن أبي جعفر (عليه السلام) في هذه الآية * (وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم) * قال: " يا سعد هم آل محمد (صلى الله عليه وآله) لا يدخل الجنة إلا من عرفهم وعرفوه ولا يدخل النار إلا من أنكرهم وأنكروه "(4).

الحديث الخامس: العياشي عن كرام قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: " إذا كان يوم القيامة أقبل سبع قباب من نور يواقيت خضر وبيض في كل قبة إمام دهره قد احتف به أهل دهره برها وفاجرها حتى يقفون بباب الجنة فيطلع أولها صاحب قبة اطلاعة فيميز أهل ولايته وعدوه ثم يقبل على عدوه فيقول أنتم الذين أقسمتم لا ينالهم الله برحمة ادخلوا الجنة لا خوف عليكم اليوم لأصحابه فيسود وجه الظالم فيميز أصحابه إلى الجنة وهم يقولون * (ربنا لا تجعلنا مع القوم

____________

(1) تفسير العياشي: 2 / 18 ح 42.

(2) تفسير العياشي: 2 / 18 ح 43.

(3) تفسير العياشي: 2 / 18 ح 44.

(4) تفسير العياشي: 2 / 18 ح 45.

الصفحة 46   

الظالمين) * فإذا نظر أهل القبة الثانية إلى قلة من يدخل الجنة وكثرة من يدخل النار خافوا أن لا يدخلوها وذلك قوله * (لم يدخلوها) * وهم يطمعون "(1).

الحديث السادس: العياشي بإسناده عن الثمالي قال: سئل أبو جعفر (عليه السلام) عن قول الله: * (وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم) * فقال أبو جعفر (عليه السلام): " نحن الأعراف الذين لا يعرف الله إلا بسبب معرفتنا ونحن الأعراف الذين لا يدخل الجنة إلا من عرفنا وعرفناه، ولا يدخل النار إلا من أنكرنا وأنكرناه وذلك بأن الله لو شاء أن يعرف الناس نفسه لعرفهم ولكنه جعلنا سببه وسبيله وبابه الذي يؤتى منه "(2).

الحديث السابع: الطبرسي في (مجمع البيان) في معنى الآية قال أبو عبد الله جعفر بن محمد (عليه السلام): " الأعراف كثبان(3) بين الجنة والنار فيقف عليها كل نبي وكل خليفة نبي مع المذنبين من أهل زمانه، كما يقف صاحب الجيش مع الضعفاء من جنده، وقد سيق المحسنون إلى الجنة، فيقول ذلك الخليفة للمذنبين الواقفين: انظروا إلى إخوانكم المحسنين قد سبقوا(4) فيسلم المذنبون عليهم وذلك قوله: * (ونادوا أصحاب الجنة إن سلام عليكم) *، ثم أخبر سبحانه أنهم * (لم يدخلوها وهم يطمعون) * يعني: هؤلاء المذنبين لم يدخلوا الجنة وهم يطمعون أن يدخلهم الله إياها بشفاعة النبي (صلى الله عليه وآله) والإمام، وينظر هؤلاء المذنبون إلى أهل النار * (فيقولون ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين) * ثم ينادي أصحاب الأعراف وهم الأنبياء والخلفاء أهل النار مقرعين لهم: * (ما أغنى عنكم جمعكم وما كنتم تستكبرون أهؤلاء الذين أقسمتم) * يعني: هؤلاء المستضعفين الذين كنتم تحقرونهم، تستطيلون بدنياكم عليهم، ثم يقولون لهؤلاء المستضعفين عن أمر من الله بذلك لهم * (ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون) * "(5).

الحديث الثامن: محمد بن الحسن الشيباني في تفسيره (نهج البيان) في معنى الآية قال: قال أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين (عليه السلام): " الرجال هنا الأئمة من آل محمد (عليهم السلام) يكونون على الأعراف حول النبي (صلى الله عليه وآله) يعرفون المؤمنين بسيماهم، فيدخلون الجنة كل من عرفهم وعرفوه ويدخلون النار من أنكرهم وأنكروه "(6).

____________

(1) تفسير العياشي: 2 / 19 ح 47.

(2) تفسير العياشي: 2 / 19 ح 48.

(3) وهو التل من الرمل.

(4) في المصدر: سيقوا.

(5) مجمع البيان: 4 / 262.

(6) تأويل الآيات: 1 / 175 ح 11 بتفاوت وشرح النهج لابن أبي الحديد: 9 / 152 شرح المختار (152) روى ذيل الحديث.

الصفحة 47   

الحديث التاسع: محمد بن يعقوب عن الحسين بن محمد عن محمد بن جمهور عن عبد الله ابن عبد الرحمن الأصم عن الهيثم بن واقد عن مقرن قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: " جاء ابن الكوا إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال: يا أمير المؤمنين * (وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم) * فقال: " نحن على الأعراف نعرف أنصارنا بسيماهم، ونحن الأعراف الذي لا يعرف الله عز وجل إلا بسبيل معرفتنا، ونحن الأعراف يوقفنا الله عز وجل يوم القيامة على الصراط فلا يدخل الجنة إلا من عرفنا وعرفناه ولا يدخل النار إلا من أنكرنا وأنكرناه إن الله تبارك وتعالى لو شاء لعرف الناس نفسه ولكن جعلنا أبوابه وصراطه وسبيله والوجه الذي يؤتى منه فمن عدل عن ولايتنا أو فضل علينا غيرنا * (فإنهم عن الصراط لناكبون) * فلا سواء من اعتصم الناس به ولا سواء حيث ذهب الناس إلى عيون كدرة يفرغ بعضها في بعض وذهب من ذهب إلينا إلى عيون صافية تجري بأمر ربها لا نفاد لها ولا انقطاع "(1).

الحديث العاشر: ابن بابويه قال: حدثنا أبو العباس محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني (رضي الله عنه) قال: حدثنا عبد العزيز بن يحيى بالبصرة قال: حدثني المغيرة بن محمد قال: حدثنا رجا بن سلمة عن عمرو بن شمر عن جابر الجعفي عن أبي جعفر محمد بن علي (عليه السلام) عن علي (عليه السلام) في خطبته أشير إليها قريبا قال (عليه السلام): " ونحن أصحاب الأعراف أنا وعمي وأخي وابن عمي والله فالق الحب والنوى لا يلج النار لنا محب ولا يدخل الجنة لنا مبغض يقول الله عز وجل: * (وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم) * "(2).

الحديث الحادي عشر: سعد بن عبد الله في (بصائر الدرجات) قال: حدثنا محمد بن الحسين ابن أبي الخطاب عن عبد الرحمن بن أبي هاشم عن أبي سلمة سالم بن مكرم الجمال عن أبي جعفر (عليه السلام) في قول الله عز وجل: * (وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم) * قال: " نحن أولئك الرجال الأئمة منا يعرفون من يدخل النار ومن يدخل الجنة كما تعرفون في قبائلكم الرجل منكم يعرف من فيها من صالح أو طالح "(3).

الحديث الثاني عشر: سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن محمد بن الفضل الصيرفي عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر وإسحاق بن عمار عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله عز وجل: * (وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم) * قال: " هم الأئمة من أهل

____________

(1) الكافي: 1 / 184 ح 9.

(2) معاني الأخبار: 59.

(3) بصائر الدرجات: 495 / 1.

الصفحة 48   

بيت محمد (عليهم السلام) "(1).

الحديث الثالث عشر: سعد هذا قال: حدثني أبو الجواز المنبه بن عبد الله التميمي قال: حدثني الحسين بن علوان الكلبي عن سعد بن طريف عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: سألته عن هذه الآية * (وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم) * فقال: " يا سعد آل محمد (صلى الله عليه وآله) هم الأعراف لا يدخل الجنة إلا من عرفهم وعرفوه ولا يدخل النار إلا من أنكرهم وأنكروه وهم أعراف لا يعرف الله إلا بسبيل معرفتهم "(2).

الحديث الرابع عشر: سعد عن أحمد وعبد الله أبي محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن أبي أيوب الخراز عن بريد بن معاوية العجلي قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن قول الله عز وجل:

* (وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم) * قال: " أنزلت في هذه الأمة والرجال هم الأئمة من آل محمد (صلى الله عليه وآله) " قلت: فما الأعراف؟ قال: " صراط بين الجنة والنار فمن شفع له الأئمة منا من المؤمنين المذنبين نجا ومن لم يشفعوا له هوى "(3).

الحديث الخامس عشر: سعد عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن علوان عن سعد ابن طريف عن الأصبع بن نباتة قال: كنت عند أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال له رجل: * (وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم) * فقال له علي (عليه السلام): " نحن الأعراف نحن نعرف أنصارنا بسيماهم ونحن الأعراف الذي لا يعرف الله إلا بسبيل معرفتنا ونحن الأعراف نوقف يوم القيامة بين الجنة والنار فلا يدخل الجنة إلا من عرفنا وعرفناه، ولا يدخل النار إلا من أنكرنا وأنكرناه وذلك بأن الله عز وجل لو شاء لعرف الناس نفسه حتى يعرفوه ويوحدوه ويأتوه من بابه ولكن جعلنا الله أبوابه وصراطه وسبيله وبابه الذي يؤتى منه "(4).

الحديث السادس عشر: سعد عن علي بن أحمد بن علي بن سعيد الأشعري عن حمدان بن يحيى عن بشر بن حبيب عن أبي عبد الله (عليه السلام) إنه سئل عن قول الله عز وجل * (وبينهما حجاب) * قال: " سور بين الجنة والنار عليه قائم محمد (صلى الله عليه وآله) وعلي والحسن والحسين وفاطمة وخديجة الكبرى فينادون أين محبونا أين شيعتنا؟ فيقبلون إليهم فيعرفونهم بأسمائهم وأسماء آبائهم وذلك قوله عز وجل: * (يعرفون كلا بسيماهم) * أي بأسمائهم فيأخذون بأيديهم فيجوزون بهم على الصراط ويدخلونهم الجنة ".

____________

(1) بصائر الدرجات: 500 / 17.

(2) بصائر الدرجات: 496 / 4.

(3) بصائر الدرجات: 496 / 5.

(4) بصائر الدرجات: 496 / 6.

الصفحة 49   

الحديث السابع عشر: سعد عن معلى بن محمد البصري قال: حدثنا أبو الفضل المدني عن أبي مريم الأنصاري عن المنهال بن عمرو عن رزين بن حبش عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: سمعته يقول: " إن العبد إذا أدخل حفرته أتاه ملكان اسمهما منكر ونكير فأول ما يسألانه عن ربه ثم عن نبيه ثم عن وليه فإن أجاب نجا وإن تحير عذباه " فقال له رجل: فما حال من عرف ربه ولم يعرف وليه(1)؟

قال: " مذبذب لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء * (ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا) * فذلك لا سبيل له وقد قيل للنبي (صلى الله عليه وآله): من ولينا يا نبي الله؟ فقال: وليكم في هذا الزمان علي (عليه السلام) ومن بعده وصيه ولكل زمان عالم يحتج الله به لئلا يكون كما قال الضلال قبلهم حين فارقتهم أنبيائهم * (ربنا لولا أرسلت إلينا رسولا فنتبع آياتك من قبل أن نذل ونخزى) * فما كان من ضلالهم وهي جهالتهم بالآيات وهم الأوصياء فأجابهم الله عز وجل: * (فتربصوا فستعلمون من أصحاب الصراط السوي) * ومن أهتدي، وإنما كان تربصهم إن قالوا: نحن في سعة عن معرفة الأوصياء حتى نعرف إماما فعرفهم الله بذلك.

والأوصياء هم أصحاب الصراط وقوف عليه لا يدخل الجنة إلا من عرفهم وعرفوه ولا يدخل النار إلا من أنكرهم وأنكروه، لأنهم عرفاء الله عرفهم عليه عند أخذ المواثيق عليهم ووصفهم في كتابه فقال عز وجل: * (وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم) * وهم الشهداء على أوليائهم والنبي (صلى الله عليه وآله) الشهيد عليهم أخذ لهم مواثيق العباد بالطاعة وأخذ النبي (صلى الله عليه وآله) المواثيق بالطاعة فجرت نبوته عليهم ذلك قول الله عز وجل: * (فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بهم الأرض ولا يكتمون الله حديثا) * "(2).

الحديث الثامن عشر: سعد عن أحمد بن الحسن بن علي بن فضال عن علي بن أسباط عن أحمد بن حبك عن بعض أصحابه عن من حدثه عن الأصبغ بن نباتة عن سلمان الفارسي قال: قال:

أشهدوا قال: أقسم بالله لسمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول لعلي (عليه السلام): " يا علي إنك والأوصياء من بعدي " أو قال: " من بعدك أعراف لا يعرف الله إلا بسبيل معرفتهم، وأعراف لا يدخل الجنة إلا من عرفكم وعرفتموه، ولا يدخل النار إلا من أنكركم وأنكرتموه ".

الحديث التاسع عشر: سعد عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن بعض أصحابه عن سعد بن طريف قال: قلت لأبي جعفر: قول الله عز وجل: * (وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا

____________

(1) في المصدر: نبيه.

(2) بصائر الدرجات: 498 / 9.

الصفحة 50   

بسيماهم) * قال: " يا سعد إنها أعراف لا يدخل الجنة إلا من عرفهم وعرفوه، وأعراف لا يدخل النار إلا من أنكرهم وأنكروه، وأعراف لا يعرف الله إلا بسبيل معرفتهم فلا سواء ما اعتصمت به المعتصمة، ومن ذهب من الناس ذهب الناس إلى عين كدرة يفرغ بعضها في بعض، ومن أتى آل محمد أتى عينا صافية تجري بأمر الله ليس لها نفاد ولا انقطاع، وذلك أن الله لا أراهم شخصه حتى يأتوه من بابه ولكن جعل الله محمدا وآل محمد (صلى الله عليه وآله) أبوابه التي يؤتى منها وذلك قول الله: * (ليس البر أن تأتوا البيوت من ظهورها ولكن البر من اتقى وأتوا البيوت من أبوابها) * "(1).

الحديث العشرون: سعد عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن محمد بن سنان عن عثمان بن مروان عن المنخل بن جميل عن جابر بن يزيد قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن الأعراف ما هم؟ فقال: " هم أكرم الخلق على الله تبارك وتعالى "(2).

الحديث الحادي والعشرون: سعد عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن صفوان بن يحيى عن عبد الله بن مسكان عن أبي بصير عن أبي جعفر (عليه السلام) في قول الله عز وجل: * (وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم) * فقال: " هم الأئمة منا أهل البيت في باب من ياقوت أحمر على سور الجنة يعرف كل إمام منا ما يليه " قال رجل: ما معنى ما يليه فقال: " من القرن الذي هو فيه إلى القرن الذي كان "(3).

الحديث الثاني والعشرون: سعد عن معلى بن محمد البصري عن محمد بن جمهور عن عبد الله بن عبد الرحمن الأصم عن الهيثم بن واقد عن مقرن قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: " جاء ابن الكوا إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) " وقد تقدم من طريق محمد بن يعقوب(4).

الحديث الثالث والعشرون: سعد عن أحمد بن الحسين الكناني قال: حدثنا عصم بن محمد المجاري قال: حدثنا يزيد بن عبد الله الخيبري قال: حدثنا الحسين بن مسلم البجلي عن أبي بصير عن أبي عبد الله (عليه السلام) * (وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم) * قال: " نحن أصحاب الأعراف من عرفنا فإلى(5) الجنة ومن أنكرنا فإلى النار "(6).

الحديث الرابع والعشرون: علي بن إبراهيم في تفسيره قال: حدثني أبي عن الحسن بن محبوب عن أبي أيوب عن بريد عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " الأعراف كثبان بين الجنة والنار

____________

(1) بصائر الدرجات: 499 / 1.

(2) بصائر الدرجات: 500 / 16.

(3) بصائر الدرجات: 500 / 19.

(4) بصائر الدرجات: 497 / 8.

(5) هذا من المختصر وفي البصائر المطبوع: كان منا ومن كان منا كان في الجنة.

(6) مختصر البصائر: 55، والبصائر: 519 / ح 13 باب أنهم يعرفون أهل الجنة.

الصفحة 51   

والرجال الأئمة (عليهم السلام)، يقفون على الأعراف مع شيعتهم وقد سبق المؤمنون إلى الجنة بلا حساب فيقول الأئمة لشيعتهم من أصحاب الذنوب: انظروا إلى إخوانكم في الجنة قد سبقوا لها بلا حساب، وهو قوله تعالى: * (سلام عليكم لم يدخلوها وهم يطمعون) * ثم يقال لهم: انظروا إلى أعدائكم في النار وهو قوله: * (وإذا صرفت أبصارهم تلقاء أصحاب النار قالوا ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين ونادى أصحاب الأعراف رجالا يعرفونهم بسيماهم) * في النار * (قالوا ما أغنى عنكم جمعكم) في الدنيا (وما كنتم تستكبرون) * ثم يقولون لمن في النار من أعدائهم أهؤلاء شيعتي وإخواني الذين كنتم أنتم تخلفون في الدنيا أن لا ينالهم الله برحمة ثم يقول الأئمة لشيعتهم * (ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون) * "(1).

الحديث الخامس والعشرون: أبو علي الطبرسي في (مجمع البيان) في تفسير هذه الآية قال:

اختلف في المراد بالرجال هنا على أقوال إلى أن قال: وقال أبو جعفر (عليه السلام): " هم آل محمد (عليهم السلام) لا يدخل الجنة إلا من عرفهم وعرفوه ولا يدخل النار إلا من أنكرهم وأنكروه "(2).

____________

(1) تفسير القمي: 1 / 232.

(2) مجمع البيان: 4 / 261.