الباب في قوله تعالى: * (يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة) * من طريق الخاصة

الصفحة 33   

وفيه سبعة أحاديث

الحديث الأول: ابن بابويه قال: حدثنا أحمد بن الحسن القطان قال: حدثنا عبد الرحمن بن محمد الحسني قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن حفص الخثعمي قال: حدثنا الحسن بن عبد الواحد قال حدثني أحمد بن الثعلبي قال: حدثني محمد بن عبد الحميد قال: حدثني حفص بن منصور العطار قال: حدثنا أبو سعيد الوراق عن أبيه عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده (عليه السلام) في حديث أن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال لأبي بكر: " أنشدك بالله أنت الذي قدم بين يدي نجواه لرسول الله (صلى الله عليه وآله) صدقة فناجاه أم أنا إذ عاتب الله عز وجل قوما فقال: * (أأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات) *؟ الآيات، قال: بل أنت(1).

الحديث الثاني: ابن بابويه قال: حدثنا أحمد بن الحسن القطان ومحمد بن أحمد السناني وعلي بن أحمد بن موسى الدقاق والحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المكتب وعلي بن عبد الله الوراق (رضي الله عنهم) قالوا: حدثنا أبو العباس أحمد بن يحيى بن زكريا القطان قال: حدثنا بكر بن عبد الله بن حبيب قال: حدثنا تميم بن بهلول قال: حدثنا سليمان بن حكيم عن عمرو بن يزيد عن مكحول قال: قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام): " لقد علم المستحفظون من أصحاب النبي محمد (صلى الله عليه وآله) إنه ليس فيهم رجل له منقبة إلا وقد شركته فيها وفضلته ولي سبعون منقبة لم يشركني فيها أحد منهم " قلت: يا أمير المؤمنين فأخبرني بهن؟ فقال (عليه السلام): " إن أول منقبة .... " وذكر السبعين وقال (عليه السلام) في ذلك: " وأما الرابعة والعشرون فإن الله عز وجل أنزل على رسوله * (يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة) * فكان لي دينار فبعته بعشرة دراهم فكنت إذا ناجيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) أتصدق قبل ذلك بدرهم فوالله ما فعل هذا أحد غيري من الصحابة قبلي ولا بعدي فأنزل الله عز وجل * (أأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات فإذا لم تفعلوا وتاب الله عليكم) * الآية فهل تكون التوبة إلا من ذنب كان؟ "(2).

____________

(1) الخصال: 552 / 30.

(2) الخصال: 574 / 1.

الصفحة 34   

الحديث الثالث: علي ابن مسكان في تفسيره قال: حدثنا أحمد بن زياد عن الحسن بن محمد ابن سماعة عن صفوان عن ابن مشكان عن أبي بصير عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سألته عن قول الله * (إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة) * قال: " قدم علي بن أبي طالب (عليه السلام) بين يدي نجواه صدقة ثم نسختها * (أأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات) * "(1).

الحديث الرابع: علي بن إبراهيم قال: حدثنا عبد الرحمن بن محمد الحسني قال: حدثنا الحسين بن سعيد قال: حدثنا محمد بن مروان قال: حدثنا عبيد بن خنيس قال: حدثنا صباح عن ليث بن أبي سليم عن مجاهد قال: قال علي (عليه السلام): " إن في كتاب الله لآية ما عمل بها أحد قبلي ولا يعمل بها أحد بعدي وهي آية النجوى كان لي دينار فبعته بعشرة دراهم فجعلت أقدم بين يدي كل نجوى أناجيها النبي (صلى الله عليه وآله) درهما قال فنسخها قوله * (أأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات) * إلى قوله والله: * (بما تعملون خيبر) * "(2).

الحديث الخامس: محمد بن العباس عن علي بن عتبة ومحمد بن القاسم قالا: حدثنا الحسين الحكم عن حسن بن حسين عن حسان بن علي عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس في قوله عز وجل: * (يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة) * قال: نزلت في علي (عليه السلام) خاصة كان له دينار فباعه بعشرة دراهم، فكان كلما ناجاه قدم درهما حتى ناجاه عشر مرات ثم نسخت فلم يعمل بها أحد قبله ولا بعده(3).

الحديث السادس: محمد بن العباس قال: حدثنا علي بن عباس عن محمد بن مروان عن إبراهيم بن الحكم بن ظهير عن أبيه عن السدي عن عبد خيبر عن علي (عليه السلام) قال: " كنت أول من ناجى رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان عندي دينار فصرفته بعشرة دراهم وكلمت رسول الله (صلى الله عليه وآله) عشر مرات كلما أردت أن أناجيه تصدقت بدرهم فشق ذلك على أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال المنافقون: ما يألوا ما ينجش لابن عمه حتى نسخها الله عز وجل فقال: * (أأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات) * إلى آخر الآية ثم قال (عليه السلام): فكنت أول من عمل بهذه الآية وآخر من عمل بها فلم يعمل بها أحد قبلي ولا بعدي "(4).

الحديث السابع: محمد بن العباس قال: حدثنا عبد العزيز عن محمد بن زكريا عن أيوب بن سليمان عن محمد بن مروان عن أبي صالح عن ابن عباس في قوله تعالى: * (يا أيها الذين آمنوا إذا

____________

(1) تفسير القمي: 2 / 357.

(2) تفسير القمي: 2 / 357.

(3) بحار الأنوار: 31 / 380 ح 6.

(4) بحار الأنوار: 31 / 380 ح 7.

الصفحة 35   

ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة) * أنه حرم كلام رسول الله (صلى الله عليه وآله) ثم رخص لهم في كلامه بالصدقة فكان إذا أراد الرجل أن يكلمه تصدق بدرهم ثم كلمه بما يريد قال: فكف الناس عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) وبخلوا أن يتصدقوا قبل كلامه فتصدق علي (عليه السلام) بدينار له كان له فباعه بعشرة دراهم في عشر كلمات سألهن رسول الله (صلى الله عليه وآله) ولم يفعل ذلك أحد من المسلمين غيره، وبخل أهل الميسرة أن يفعلوا ذلك، فقال المنافقون: ما صنع علي بن أبي طالب (عليه السلام) الذي من الصدقة إلا أنه أراد أن يروج لابن عمه فأنزل الله تبارك وتعالى: * (يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة ذلك خير لكم) * عن إمساكها (وأطهر) يقول وأزكى لكم من المعصية * (فإن لم تجدوا) * الصدقة * (فإن الله غفور رحيم) * * (أأشفقتم) * يقول الحكيم * (أأشفقتم) * يا أهل الميسرة (أن تقدموا بين يدي نجواكم) يقول: قدام نجواكم يعني كلام رسول الله (صلى الله عليه وآله) صدقة على الفقراء * (فإن لم تفعلوا) * يا أهل الميسرة * (وتاب الله عليكم) * يعني تجاوز عنكم إذ لم تفعلوا * (فأقيموا الصلاة) * يقول:

أقيموا الصلاة الخمس * (وآتوا الزكاة) * يعني أعطوا الزكاة يقول: تصدقوا، فنسخت ما أمروا به عند المناجاة بإتمام الصلاة وإيتاء الزكاة * (وأطيعوا الله ورسوله) * بالصدقة في الفريضة والتطوع * (والله خبير بما تعملون) * أي بما تنفقون خبير قال شرف الدين النجفي في كتاب (تأويل الآيات الباهرة في العترة الطاهرة) بعد ذكره هذه الروايات المنقولة عن محمد بن العباس قال: اعلم أن محمد بن العباس ذكر في تفسيره هذا المنقول منه في آية المناجاة سبعين حديثا من طريق الخاصة والعامة يتضمن أن المناجي لرسول الله (صلى الله عليه وآله) هو أمير المؤمنين (عليه السلام) دون الناس أجمعين: اخترنا منها هذه الثلاثة الأحاديث ففيها كفاية(1).

____________

(1) تأويل الآيات: 2 / 674 ح 6.