الباب في أن أمير المؤمنين (عليه السلام) أول من أسلم وصلى مع النبي (صلى الله عليه وآله) من طريق العامة

الصفحة 151 

فيه سبعة وأربعون حديثا.

الأول: من مسند أحمد بن حنبل روى عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه قال: حدثني أبي قال:

حدثنا عبد الرزاق قال: حدثني معمر، وأخبرني عثمان الجدري عن مقسم عن ابن عباس أن عليا (عليه السلام) أول من أسلم.(1)

الثاني: عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه قال: حدثني أبي قال: أخبرنا عبد الرزاق قال: حدثنا معمر عن قتادة عن الحسن وغيره أن عليا أول من أسلم بعد خديجة.(2)

الثالث: عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه قال: حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا شعبة عن سلمة بن كهيل قال: سمعت حبة العرني يقول: سمعت عليا (عليه السلام) يقول: " أنا أول من صلى مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) ".(3)

الرابع: عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه قال: حدثني أبي قال: حدثنا محمد بن جعفر قال:

حدثنا شعبة عن عمر بن مرة عن أبي حمزة عن زيد بن أرقم قال أول من صلى مع النبي (صلى الله عليه وآله) علي (عليه السلام)(4).

الخامس: عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه قال: حدثني أبي قال: حدثنا يزيد بن هارون قال:

أخبرنا شعبة عن سلمة بن كهيل قال: سمعت حبة العرني يقول: سمعت عليا (عليه السلام) يقول: " أنا أول رجل صلى مع رسول الله ".(5)

السادس: عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثني أبي قال: أخبرنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا

____________

(1) فضائل الصحابة لابن حنبل: 2 / 589 / ح 997.

(2) فضائل الصحابة لابن حنبل: 2 / 590 / ح 998.

(3) فضائل الصحابة لابن حنبل: 2 / 590 / ح 999.

(4) فضائل الصحابة لابن حنبل: 2 / 590 / ح 1000.

(5) فضائل الصحابة لابن حنبل: 2 / 591 / ح 1003.

الصفحة 152 

شعبة عن عمر بن مرة قال: سمعت أبا حمزة يحدث عن زيد بن أرقم قال أول من صلى مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) علي (عليه السلام).(1)

السابع: عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثنا إبراهيم قال: حدثنا أبو الوليد قال: حدثنا شعبة عن عمر يعني بن مرة قال: سمعت أبا حمزة يقول: سمعت زيد بن أرقم يقول أول من صلى مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) علي بن أبي طالب.(2)

الثامن: عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثنا أبو الفضل الخراساني قال: حدثنا أبو غسان عن إسرائيل عن جابر عن عبد الله ابن نجي عن علي (عليه السلام) قال: " صليت مع النبي (صلى الله عليه وآله) ثلاث سنين قبل أن يصلي معه أحد ".(3)

التاسع: عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: سمعت محمد بن علي بن الحسن بن سفيان قال:

سمعت أبي قال: حدثنا أبو حمزة عن جابر الجعفي عن عبد الله بن نجي قال: سمعت عليا (عليه السلام) يقول: " لقد صليت مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) ثلاث سنين قبل أن يصلي معه أحد من الناس "(4).

العاشر: عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثنا [ أبو ] الجهم الأزرق بن علي وداود بن عمرو قالا حدثنا حسان بن إبراهيم، حدثنا محمد بن سلمة عن أبيه عن حبة العرني قال رأيت عليا (عليه السلام) يضحك يوما [ ضحكا ] لم أره ضحك أكثر منه حتى بدت نواجده قال: " بينا أنا مع رسول الله " وذكر الحديث ثم قال: " اللهم إني لا أعرف أن عبدا لك من هذه الأمة عبدك قبلي غير نبيك (صلى الله عليه وآله) " قال ذلك ثلاث مرات ثم قال: " لقد صليت قبل أن يصلي أحد "(5).

الحادي عشر: ابن المغازلي الشافعي الفقيه الواسطي من كتاب المناقب في قوله * (السابقون السابقون) * قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الوهاب إجازة، أخبرنا عمر بن عبد الله بن شوذب، حدثنا محمد بن أحمد بن منصور قال: حدثنا أحمد بن الحسين قال: حدثنا زكريا قال: حدثنا أبو صالح عن الضحاك قال: حدثنا سفيان بن عبد الله(6) عن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس في قوله تعالى: * (والسابقون السابقون) * قال سبق يوشع بن نون إلى موسى وسبق صاحب يس إلى

____________

(1) فضائل الصحابة لابن حنبل: 2 / 591 / ح 1004.

(2) فضائل الصحابة لابن حنبل: 2 / 609 / ح 1040.

(3) فضائل الصحابة لابن حنبل: 2 / 682 / ح 1165.

(4) فضائل الصحابة لابن حنبل: 2 / 682 / ح 1166.

(5) مسند أحمد: 1 / 99، فضائل الصحابة: 2 / 681 / ح 1164.

(6) في المصدر: سفيان بن عيينة.

الصفحة 153 

عيسى وسبق علي إلى محمد (صلى الله عليه وآله).(1)

الثاني عشر: ابن المغازلي الشافعي قال: أخبرنا أبو طالب محمد بن أحمد بن عثمان بن الفرج ابن الأزهر البغدادي قدم علينا واسطا قال: أخبرني أبو الحسن علي بن محمد بن عرفة بن لؤلؤ قال:

حدثني عمر بن محمد الباقلاني قال: حدثني محمد بن خلف الحداد قال: حدثني عبد الرحمن بن قيس بن معاوية قال: حدثني عمر بن ثابت عن بن يزيد بن أبي زياد عن عبد الرحمن بن سعيد مولى أبي أيوب عن أبي أيوب الأنصاري قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): صلت الملائكة علي وعلى علي سبع سنين وذلك أنه لم يصل معي أحد غيره(2).

الثالث عشر: المغازلي أيضا قال: أخبرني أبو القاسم عبد الواحد بن علي بن العباس البزاز قال:

حدثني أبو القاسم عبيد الله بن محمد بن أحمد بن أسد البزاز إملاء قال: حدثني أبو مقاتل، حدثني الحسن بن أحمد بن منصور قال: حدثني سهل بن صالح المروزي قال: سمعت أبا معمر عباد بن عبد الصمد يقول: سمعت أنس بن مالك يقول قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " صلت الملائكة علي وعلى علي سبعا وذلك أنه لم يرفعه إلى السماء شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله إلا مني أو منه ".(3)

الرابع عشر: ابن المغازلي قال: أخبرنا أبو نصر أحمد بن موسى بن الطحان إجازة عن القاضي أبي الفرج الخيوطي، حدثني ابن عبادة، حدثني جعفر بن محمد الخلدي، حدثني عبد السلام بن صالح، حدثني عبد الرزاق عن الثوري عن سلمة بن كهيل عن أبي صادق عن عليم بن قعين الكندي عن سلمان قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " أول الناس ورودا علي الحوض أولهم إسلاما علي ابن أبي طالب ".(4)

الخامس عشر: من تفسير الثعلبي قال روى إسماعيل بن أياس بن عفيف عن أبيه عن جده عفيف قال: كنت أمرء تاجرا فقدمت مكة أيام الحج فنزلت على العباس بن عبد المطلب وكان العباس لي صديقا وكان يختلف إلى اليمن يشتري لعطر فيبيعه أيام الموسم، فبينما أنا والعباس بمنى إذ جاء رجل شاب حين حلقت الشمس في السماء فرمى ببصره إلى السماء ثم استقبل

____________

(1) مناقب ابن المغازلي: 197 / 365.

(2) مناقب ابن المغازلي: 25 / ح 17.

(3) مناقب ابن المغازلي: 26 / ح 19.

(4) مناقب ابن المغازلي: 27 / ح 22.

الصفحة 154 

الكعبة فقام مستقبلها فلم يلبث حتى جاء غلام فقام عن يمينه فلم يلبث أن جاءت امرأة فقامت خلفه فركع الشاب وركع الغلام والمرأة فخر الشاب ساجدا فسجدا معه فرفع الشاب ورفع الغلام والمرأة فقلت: يا عباس أمر عظيم فقال: أمر عظيم.

فقلت: ويحك ما هذا؟

فقال: هذا ابن أخي محمد بن عبد الله بن عبد المطلب يزعم أن الله بعثه رسولا، وأن كنوز كسرى وقيصر ستفتح على يديه وهذا الغلام ابن أخي علي بن أبي طالب وهذه خديجة بنت خويلد زوجته تابعاه على دينه وأيم الله ما على ظهر الأرض كلها أحد على هذا الدين غير هؤلاء.

قال عفيف الكندي: ما أسلم ورسخ الإسلام في قلبه غيرهم يا ليتني كنت رابعا.

ويروى أن أبا طالب قال لعلي أي بني ما هذا الدين الذي أنت عليه قال: " يا أبت آمنت بالله ورسوله وصدقته فيما جاء به وصليت معه لله " وقال له أما أن محمدا لا يدعوا إلا إلى خير فالزمه(1).

السادس عشر: الثعلبي قال روى عبيد الله بن محمد عن العلا بن منهال بن عمرو عن عبادة بن عبد الله قال: سمعت عليا (عليه السلام) يقول: " أنا عبد الله وأخو رسوله وأنا الصديق الأكبر لا يقولها بعدي إلا كذاب مفتر صليت قبل الناس بسبع سنين "(2).

السادس عشر: موفق بن أحمد من أعيان علماء العامة قال: أخبرنا الشيخ الزاهد أبو الحسن علي بن أحمد العاصمي، أخبرنا إسماعيل بن علي الواعظ، أخبرنا والدي أحمد بن الحسين البيهقي، أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد، أخبرنا عبد الله بن جعفر النحوي، حدثنا يعقوب بن سفيان، حدثني عمار بن الحسين، حدثني سلمة بن الفضل عن محمد بن إسحاق قال:

كان أول ذكر من الناس أمن برسول الله (صلى الله عليه وآله) وصلى معه وصدق بما جاء به من الله علي بن أبي طالب (عليه السلام) وهو ابن عشر سنين يومئذ، وكان مما أنعم الله به على علي بن أبي طالب أنه كان في حجر رسول الله (صلى الله عليه وآله) قبل الإسلام قال ابن إسحاق، حدثني عبد الله بن أبي نجيح عن مجاهد بن خير عن أبي الحجاج قال: وكان من نعمة الله على علي بن أبي طالب مما صنع الله وأراد به من الخير إن قريشا أصابتهم أزمة شديدة وكان أبو طالب ذا عيال كثيرة فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) للعباس عمه وكان من أيسر بني هاشم: يا عباس إن أخاك أبا طالب كثير العيال وقد أصاب الناس ما ترى من هذه الأزمة

____________

(1) تفسير الثعلي المخطوط: 210.

(2) تفسير الثعلي المخطوط: 210.

الصفحة 155 

فانطلق حتى تخفف عنه من عياله، فأخذ رسول الله (صلى الله عليه وآله) عليا وضمه إليه ولم يزل مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) حتى بعثه الله نبيا وأتبعه علي وآمن به وصدقه.(1)

الثامن عشر: موفق بن أحمد بإسناده السابق عن أحمد بن الحسين يعني البيهقي، أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ أبو علي الحسين بن علي الحافظ أبو جعفر محمد بن عبد الرحمن القرشي، حدثنا أبو الصلت الهروي، حدثنا عبد الرزاق ويحيى بن اليمان قالا: حدثنا سفيان الثوري، عن سلمة بن كهيل، عن أبي صادق عن عليم بن قيس الكندي، عن سلمان قال: سمعت النبي (صلى الله عليه وآله) يقول: " أول الناس ورودا على الحوض يوم القيامة أولهم إسلاما علي بن أبي طالب كرم الله وجه "(2).

التاسع عشر: موفق بن أحمد قال: أنبأني مهذب الأئمة أبو المظفر عبد الملك بن علي بن محمد الهمداني نزيل بغداد، أخبرنا قيدار(3) بن عبد الرحمن، أخبرنا أحمد بن عبد الله، حدثنا محمد بن يعقوب، حدثنا أحمد بن عبد الجبار، حدثنا يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق قال:

إن علي بن أبي طالب جاء إلى النبي (صلى الله عليه وآله) فوجده يصلي فقال علي: " ما هذا يا محمد " فقال: " دين الله الذي اصطفى لنفسه وبعث به رسله وأدعوك إلى الله وحده لا شريك له وإلى عبادته والكفر باللات والعزى ".

فقال له علي: " هذا أمر لم أسمع به قبل اليوم ولست بقاض أمرا حتى أحدث به أبا طالب " فكره رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن يفشي عليه سره قبل أن يستعلن أمره.

فقال: " يا علي إذا لم تسلم فاكتم " فمكث على تلك الليلة ثم إن الله عز وجل أوقع في قلب علي ابن أبي طالب (رضي الله عنه) الإسلام وأصبح غاديا إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) حتى جاءه فقال: " ماذا عرضت علي يا محمد "؟

فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " تشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وتكفر باللات والعزى وتبرء من الأنداد فدخل علي وأسلم فمكث علي يأتيه على خوف من أبي طالب وكتم علي إسلامه "(4).

العشرون: موفق بن أحمد أنبأني مهذب الأئمة هذا قال: أخبرنا أبو غالب ابن أبي علي بن عبد

____________

(1) المناقب: 51 / ح 13 - 14.

(2) المناقب: 52 / ح 15.

(3) في المصدر: قتيبة.

(4) المناقب: 52 / ح 16.

الصفحة 156 

الله المستعمل، أخبرنا أبو محمد الحسن ابن علي بن محمد عن الحسن المقنعي، حدثنا أبو عمرو محمد بن العباس بن محمد بن زكريا بن حيويه، حدثنا أبو عبيد بن محمد بن أحمد بن المؤمل الصيرفي، حدثنا أحمد بن عبد الله بن يزيد، حدثنا عبد الله بن عبد الجبار اليماني، حدثنا إبراهيم بن أبي يحيى عن سهيل بن أبي صالح عن عكرمة عن ابن عباس (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " صلت الملائكة علي وعلى علي بن أبي طالب سبع سنين ".

قالوا: ولم ذلك يا رسول الله؟

قال: " لم يكن معي من أسلم من الرجال غيره "(1).

الحادي والعشرون: موفق بن أحمد أخبرني الشيخ الإمام شهاب الدين أفضل الحفاظ أبو النجيب سعد بن عبد الله بن الحسن الهمداني المعروف بالمروزي فيما كتب إلي من همدان قال:

أخبرنا الحافظ أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد بأصبهان فيما أذن إلي في الرواية عنه، أخبرنا الشيخ الأديب أبو يعلى عبد الرزاق بن عمر بن إبراهيم الطهراني سنة ثلاث وسبعين وأربعمائة، أخبرنا الإمام الحافظ طراز المحدثين أبو بكر أحمد بن موسى بن مروديه الأصبهاني، حدثنا أبو النجيب سعد بن عبد الله الهمداني، وأخبرنا الحافظ سليمان بن إبراهيم الأصبهاني في كتابه إلي من أصبهان سنة ثمان وثمانين وأربعمائة عن أبي بكر بن مردويه، حدثنا سليمان بن أحمد بن منصور سجادة، حدثنا سهل بن صالح المروزي وحدثنا محمد بن عبد الرحمن، حدثنا الحسن بن علي البصري، حدثنا كامل بن طلحة قالا: حدثنا عباد بن عبد الصمد أبو معمر قال:

سمعت أنس ابن مالك يقول قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " صلت الملائكة علي وعلى علي سبع سنين وذلك أنه لم ترفع شهادة أن لا إله إلا الله إلى السماء إلا مني ومن علي "(2).

الثاني والعشرون: موفق بن أحمد أخبرني الإمام العلامة فخر خوارزم أبو القاسم محمود بن عمر الزمخشري الخوارزمي، أخبرنا الأستاد الأمين أبو الحسن علي بن الحسين بن مدرك الرازي، أخبرنا الحافظ أبو سعيد بن إسماعيل بن الحسن السمان، حدثنا محمد بن عبد الواحد الخزاعي لفظا، أخبرني أبو محمد عبد الله بن سعيد الأنصاري، حدثنا أبو محمد عبد الله بن اردان الخياط

____________

(1) المناقب: 53 / ح 17.

(2) المناقب: 53 / ح 18.

 

 

 

 

الصفحة 157 

السرايري(1)، حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري وصي المأمون، حدثني أمير المؤمنين الرشيد عن أبيه عن جده عن عبد الله بن العباس (رضي الله عنه) قال: سمعت عمر بن الخطاب وعنده جماعة فتذاكروا السابقين إلى الإسلام.

فقال عمر: أما علي فسمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول فيه ثلاث خصال لوددت أن لي واحدة منهن وكانت أحب إلي مما طلعت عليه الشمس كنت أنا وأبو عبيدة وأبو بكر وجماعة من أصحابه إذ ضرب النبي (صلى الله عليه وآله) منكب علي (رضي الله عنه) فقال له: " يا علي أنت أول المؤمنين إيمانا وأول المسلمين إسلاما وأنت مني بمنزلة هارون من موسى "(2).

الثالث والعشرون: موفق بن أحمد، أخبرنا الإمام سيد الحفاظ شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي فيما كتب إلي من همدان، أخبرنا محمود بن إسماعيل، أخبرنا أحمد بن فإذ شاه، أخبرنا الطبراني عن الحسين بن إسحاق التستري عن الحسين أبي السري العسقلاني عن حسين الأشقر عن ابن عيينة عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " السبق ثلاثة:

السابق إلى موسى يوشع بن نون، والسابق إلى عيسى صاحب يس، والسابق إلى محمد (صلى الله عليه وآله) علي ابن أبي طالب "(3).

الرابع والعشرون: موفق بن أحمد قال: أخبرني سيد الحفاظ شهردار هذا، أخبرنا عبدوس بن عبد الله بن عبدوس الهمداني في كتابه، حدثنا الشريف أبو طالب عن علي بن مردويه الحافظ، حدثنا عبيد الله بن جعفر، حدثنا يحيى بن حاتم العسكري، حدثنا بشر بن مهران، حدثنا شريك عن عثمان بن المغيرة عن يزيد بن وهب عن عبد الله بن مسعود قال: أن أول شئ علمته من أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) أني قدمت مكة في عمومة لي فأرشدونا على العباس بن عبد المطلب قدس الله روحه فانتهينا إليه وهو جالس إلى زمزم فجلسنا إليه فبينا نحن عنده إذا أقبل رجل من باب الصفا أبيض تعلوه حمرة له وفرة جعدة إلى أنصاف أذنيه أقنى الأنف براق الثنايا أدعج العينين كث اللحية رقيق المسربة شثن الكفين حسن الوجه معه مراهق أو محتلم تقفوه امرأة قد تسترت محاسنها حتى قصد نحو الحجر فاستلمه ثم استلم الغلام ثم استلمته المرأة ثم طاف بالبيت سبعا والغلام والمرأة

____________

(1) في المصدر: أدران الخياط الشيرازي.

(2) المناقب: 54 / ح 19.

(3) المناقب: 55 / ح 20.

الصفحة 158 

معه يطوفان فقلنا: يا أبا الفضل إن هذا الدين لم نكن نعرفه فيكم أو شئ حدث فقال: هذا ابن أخي محمد بن عبد الله والغلام علي بن أبي طالب والمرأة زوجته خديجة بنت خويلد ما على وجه الأرض أحد يعبد الله بهذا الدين إلا هؤلاء الثلاثة(1).

الخامس والعشرون: موفق بن أحمد، أخبرنا الشيخ الزاهد أبو الفرج الحسن بن علي بن أحمد العاصمي، أخبرنا القاضي زين الإسلام شيخ القضاة إسماعيل بن أحمد الواعظ، أخبرنا والدي شيخ السنة أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي، أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك، أخبرنا عبد الله بن جعفر الأصبهاني، حدثنا يونس بن حبيب، حدثنا أبو داود الطيالسي، حدثنا شعبة أخبرني عمرو بن مرة قال: سمعت أبا حمزة عن زيد ابن أرقم قال: أول من صلى مع النبي (صلى الله عليه وآله) علي ابن أبي طالب (رضي الله عنه).(2)

السادس والعشرون: موفق بن أحمد بهذا الإسناد عن أحمد بن الحسين الحافظ هذا، أخبرنا أبو الحسين محمد بن علي خشيش المقرئ بالكوفة، حدثنا أبو جعفر بن رحيم، حدثنا أحمد بن حازم، حدثنا عبيد الله بن موسى، حدثنا سفيان وشعبة عن سلمة بن كهيل عن حبة العرني قال:

سمعت عليا (رضي الله عنه) يقول: " أنا أول من أسلم ".(3)

السابع والعشرون: موفق بن أحمد بهذا الإسناد عن أحمد بن الحسين هذا، أخبرنا أبو الحسين ابن الفضل، أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يعقوب بن سفيان، حدثنا يحيى بن عبد الحميد، حدثنا علي بن هاشم عن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه عن جده أبي رافع قال: صلى النبي (صلى الله عليه وآله) أول يوم الاثنين وصلت خديجة آخر يوم الاثنين وصلى علي يوم الثلاثاء من الغدو صلى مستخفيا قبل أن يصلي مع النبي (صلى الله عليه وآله) أحد سبع سنين وأشهر، قال (رضي الله عنه): هذا الحديث إن صح فتأويله أنه صلى سبع سنين مع النبي قبل جماعة تأخرت في إسلامها لأنه صلى سبع سنين قبل عبد الرحمن بن عوف وعثمان وسعد بن أبي وقاص وغيرهم وطلحة والزبير فإن هذه المدة التي بين إسلام هؤلاء وإسلام علي (عليه السلام) لا تمتد إلى هذه الغاية عند أصحاب التواريخ كلهم.(4)

____________

(1) المناقب: 55 / ح 21.

(2) المناقب: 56 / ح 22.

(3) المناقب: 57 / ح 23.

(4) المناقب: 57 / ح 24.

(*) يقول محقق هذه الأوراق: ورد في مختلف المصادر التصريح بذلك على عدة ألفاظ وإليك نموذجه مع تفصيل مهم:

الصفحة 159 

 

علي أول من أسلم

وجاء ذلك بعده ألسنة منها:

" أول من أسلم علي - علي أول من أسلم " " أولهم إسلاما ":

رواه كل من: زيد بن أرقم(1)، وحبة العرني(2)، وجابر(3)، والحارث(4)، وابن عباس(5)، وأبي هريرة(6)، وعلي (عليه السلام)(7)، ومالك بن الحويرث(8)، وأبي موسى الأشعري(9)، وعفيف الكندي(10)، وسعد بن أبي وقاص(11)، وعمر(12)، وسلمان والمقداد وأبي سعيد وخباب وأبي ذر(13)، وأبي رافع وبريدة(14)، وأنس(15)، وعمرو ابن ميمونة(16)، ومحمد بن أبي بكر(17)، والحسن (عليه السلام)(18)، وابن إسحاق(19)، والكلبي(20)، وأبي

____________

(1) مسند أحمد: 4 / 367 - 371 ط. م و 5 / 499 ط. ب، وصحيح الترمذي: 5 / 342 ط. دار الحديث و 2 / 301 ط. مصر، والطبقات الكبرى: 3 / 15 ترجمة علي، وأسد الغابة: 4 / 17، وكنز العمال: 13 / 144 ح 36451، وتاريخ الطبري: 2 / 55، وخصائص النسائي:

26 ح 3، والكامل في التاريخ: 1 / 484 ذكر الاختلاف في أول من أسلم، وترجمة علي من تاريخ دمشق: 1 / 75 ح 1014، وذخائر العقبى: 58، جواهر المطالب: 1 / 37 باب 4 وأعلام النبوة: 205 باب 12 والأوائل 30 ح 70.

(2) مناقب الخوارزمي: 57 ح 23، ومسند أبي حنيفة: 247 ط. مصر.

(3) الإصابة: 8 / 183 القسم 1 ط. مصر.

(4) أسد الغابة: 5 / 520.

(5) مستدرك الصحيحين: 3 / 133 مناقبه، وذخائر العقبى: 58، والمسند: 1 / 373 ط. م و 1 / 616 ط. ب، والطبقات الكبرى: 3 / 15، والمعجم الكبير: 12 / 77 ترجمة ابن عباس ما روى عنه عمرو بن ميمون ح 12593، وشواهد التنزيل: 1 / 125 ح 134، وخصائص النسائي: 45 ح 23، وترجمة علي من تاريخ دمشق: 1 / 74 ح 100، وكنز العمال: 13 / 123 ح 36392، وتاريخ الإسلام: 3 / 624، جواهر المطالب: 1 / 37 باب 4 وقال: قال أبو عمر هذا حديث صحيح، والأوائل 30 ح 70.

6 - كنز العمال: 11 / 605 ح 32925.

(7) ترجمة علي من تاريخ دمشق: 1 / 57 ح 83، وشواهد التنزيل: 1 / 334 ح 343، مناقب ابن المغازلي: 15 ح 20 - 21.

(8) المعجم الكبير: 19 / 291 ترجمته، وترجمة علي من تاريخ دمشق: 1 / 76 ح 102.

(9) المستدرك: 3 / 465 مناقب أبي موسى الأشعري من كتاب المعرفة وصححه.

(10) المستدرك: 3 / 183 فضائل خديجة من كتاب المعرفة - وصححه الذهبي.

(11) المستدرك: 3 / 500 مناقب سعد.

(12) ترجمة علي من تاريخ دمشق: 1 / 361 ح 401، وذخائر العقبى: 58، وشرح النهج لابن أبي الحديد: 13 / 230 خطبة 238، ومناقب الخوارزمي: 55 ح 19 فصل 4.

(13) شرح النهج لابن أبي الحديد: 13 / 230 خطبة 238، والمعجم الكبير: 5 / 84 ح 4652 ترجمة زيد بن الحارث، و 6 / 265 ترجمة سلمان ما روي عنه الكندي، والاستعياب: 2 / 458، والمستدرك: 3 / 136 مناقب الأمير، والأئمة الاثنا عشر: 48.

(14) المعجم الكبير: 22 / 452 ترجمة خديجة، ومجمع الزوائد: 9 / 220، والأوائل: 30 ح 70، والأئمة الاثنا عشر: 48.

(15) المعجم الكبير: 22 / 411 ترجمة فاطمة - تزويجها، وينابيع المودة: 1 / 239، وصحيح الترمذي: 5 / 640 كتاب المناقب ط. دار الحديث، وشرح النهج لابن أبي الحديد: 13 / 229.

(16) مائة منقبة: 76 المنقبة 25.

(17) مروج الذهب: 3 / 11 ذكر معاوية.

(18) ترجمة علي من تاريخ دمشق: 1 / 45 ح 65 - 68، والاستيعاب: 2 / 458، والحلية: 4 / 294 ط. مصر 1351.

(19) تاريخ الطبري: 2 / 57 ذكر الخبر عما كان من أمر النبي (صلى الله عليه وآله).

(20) تاريخ الطبري: 2 / 57 ذكر أول من أسلم.

الصفحة 160 

إسحاق(1)، وابن عوف(2)، وعروة وسلمان بن يسار(3)، والمقداد وحبان وجابر وحسن البصري(4).

- ومنها بلسان: " علي أقدم أمتي سلما - أولهم أو أقدمهم سلما ".

رواه كل من: أنس ومعقل بن يسار(5)، والصادق عن آبائه(6)، وجابر(7)، وأبي سعيد(8) وسلمان(9)، وبريدة(10)، وأبي أيوب(11)، والمنصور عن آبائه(12)، وأم سلمة(13)، وعائشة وأسماء(14)، والأعمش(15)، والحارث عن علي(16).

- ومنها بلسان: " أنا الصديق الأكبر آمنت قبل أن يؤمن أبو بكر وأسلمت قبل أن يسلم ".

رواه معاذ العدوية عنه، خرجه البلاذري وابن قتيبة في المعارف(17).

- ومنها بلسان: " أولكم ورودا على الحوض أولكم إسلاما هو علي بن أبي طالب ".

أخرجه صاحب الفردوس والحارث والطبراني والخطيب وابن عدي والحاكم وابن مردويه وابن أبي عاصم والقلعي عن سلمان وسفيان الثوري(18).

____________

(1) كنز العمال: 5 / 153 ط. مصر، وتاريخ الإسلام: 1 / 137 إسلام السابقين، والمعجم الكبير: 1 / 94 ح 156 ترجمة علي - صفته، وكنز العمال: 11 / 605 ح 32927.

(2) الفتوح لابن أعثم: 1 / 217 كتاب علي لمعاوية (قبل صفين)، وشواهد التنزيل: 1 / 374 ح 343.

(3) أعلام النبوة: 205 باب 12.

(4) الأئمة الاثنا عشر: 48 (5) تاريخ الإسلام: 3 / 628 عهد الخلفاء - علي، وشواهد التنزيل: 1 / 108 ح 122، والمعجم الكبير: 20 / 230 ترجمة معقل ما روي عنه نافع، والمسند: 5 / 26 ط. م و 6 / ط. ب، وترجمة علي من تاريخ دمشق: 1 / 254 ح 297، وشرح النهج لابن أبي الحديد: 13 / 227 خ 238.

(6) شرح النهج لابن أبي الحديد: 13 / 227 خ 238.

(7) مائة منقبة: 76 المنقبة 25.

(8) البيان للكنجي: 117 باب 9 تصريح النبي بأن المهدي من ولد الحسين.

(9) كنز العمال: 11 / 616 ح 32991، وكتاب سليم: 70 و 93.

(10) مناقب الخوارزمي: 106 فصل 9 ح 111، وترجمة علي من تاريخ دمشق: 1 / 263 ح 305، وكنز الفوائد: 121.

(11) مناقب الخوارزمي: 112 فصل 9 ح 122.

(12) مناقب الخوارزمي: 290 ح 279 فصل 19، وإرشاد القلوب: 2 / 430.

(13) مناقب الخوارزمي: 353 ح 364 فصل 20.

(14) فتح الملك العلي: 67.

(15) مناقب ابن المغازلي: 151 ح 188.

(16) الذرية الطاهرة: 91 ح 83.

(17) الكنى والأسماء للدولابي: 2 / 81 من كنيته أبو الفضل، الجوهرة: 8، وأنساب الأشراف: 2 / 379، وكنز العمال: 13 / 164 ح 3497، وأنساب الأشراف: 2 / 146 ح 146 قبسات من ترجمة علي،، وكنز الفوائد: 339 الفصل العاشر من رسالة التعجب، وذخائر العقبى:

58، وشرح النهج لابن أبي الحديد: 13 / 228 خ 238، وترجمة علي من تاريخ دمشق: 1 / 62 ح 88، وينابيع المودة: 1 / 239 باب، وجواهر المطالب: 1 / 38 باب 4.

(18) الأوائل: 29 ح 67 - 69، بغية الطلب في تاريخ حلب: 3 / 1187، والمستدرك: 3 / 136، وأسد الغابة: 4 / 17، ومناقب الكلابي: 431 ح 10، والمطالب العالية: 4 / 57 ح 3952، ومناقب الخوارزمي: 52 ح 15 فصل 4، وجواهر المطالب: 1 / 38 باب 4، وكنز العمال: 11 / 616 ح 32991 و 13 / 144 ح 36452، وترجمة علي من تاريخ دمشق: 1 / 82 - 85 ح 115، وينابيع المودة: 278 - المناقب السبعون -، ومناقب ابن المغازلي: 16 ح 22، وكنوز الحقائق 410، والفوائد المجموعة: 346 ذكر مناقب علي ح 47 وتاريخ بغداد: 2 / 79.

الصفحة 161 

وزاد ابن أبي الحديد والكراجكي عن أنس: فقال له سلمان قبل أبي بكر وعمر؟

فقال: " قبل أبي بكر وعمر "(1).

- ومنها عن عائشة عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): " دعي لي أخي فإنه أول الناس بي إسلاما "(2).

- ومنها عن أنس: " نبئ رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين وأسلم علي من الغد يوم الثلاثاء وصلى " خرجه ابن عساكر وأبو عمر(3). ونحوه عن حبة عن علي(4). وخرجه الخلعي عن رافع بن خديج(5).

- ومنها: " أما ترضين أن زوجك أول المسلمين إسلاما - الرسول لفاطمة (عليها السلام)(6).

وعن محمد بن أبي بكر:.. " فكان أول من أجاب وأناب ووافق وأسلم وسلم أخوه وابن عمه علي بن أبي طالب فصدقه بالغيب والمكتوم "(7).

وقال محمد القرظي: " علي أولهم إسلاما "(8).

الإحتجاجات على أولية إسلامه (عليه السلام)

فأول إحتجاج لرسول الله (صلى الله عليه وآله) كان في يوم زواجه(9).

ومنها إحتجاج علي يوم الشورى من على منبر الكوفة بأولية إسلامه ولا معترض(10).

وقال (عليه السلام) لعثمان: " بل أنا خير منك ومنهما عبدت الله قبلهما وبعدهما "(11).

وعن حبة العوني إنه سمع عليا يقول: " اللهم لا أعترف أن عبدا لك من هذه الأمة عبدك قبلي غير نبيك - ثلاث مرات - "(12). ومنها احتجاجه على معاوية(13).

____________

(1) شرح النهج: 4 / 117 الخطبة 56، وكنز الفوائد: 121 فصل في أن أمير المؤمنين أول بشر سبق إلى الإسلام.

(2) ترجمة علي من تاريخ دمشق: 1 / 96 ح 131.

(3) ترجمة علي من تاريخ دمشق: 1 / 50 ح 73، وكنز الفوائد: 121، وجواهر المطالب: 1 / 50 باب 8.

(4) ترجمة علي من تاريخ دمشق: 1 / 52 ح 79، وكنز الفوائد: 339 فصل 10 من رسالة التعجب.

(5) جواهر المطالب: 1 / 50 باب 8.

(6) المعجم الكبير: 22 / 416 ترجمة فاطمة ما روي عنها أنس، وترجمة علي من تاريخ دمشق: 1 / 93 ح 127.

(7) أنساب الأشراف: 2 / 3924 أمر مصر في خلافة علي ومقتل محمد بن أبي بكر.

(8) الجوهرة: 8.

(9) الكامل لابن عدي: 4 / 166 رقم الترجمة 1737.

(10) شرح النهج: 6 / 168 خطبة 73، وكنز الفوائد: 121.

(11) كنز الفوائد: 122.

(12) المسند: 1 / 99 ط. م و 1 / 160 ط. ب، وذخائر العقبى: 60 ذكر إنه أول من صلى، ومنتخب كنز العمال: 5 / 40، وكنز العمال: 6 / 365 ط. مصر و 13 / 126 ح 36400 ط. بيروت، وأسد الغابة: 4 / 17 مع تفاوت، وكنز الفوائد: 122، ومجمع الزوائد: 9 / 102، والاستيعاب:

2 / 458، والقول المسدد: 83 الحديث العاشر، وزاد المسلم: 4 / 36.

(13) وقعة صفين: 89 كتابه إلى معاوية.

الصفحة 162 

ومنها احتجاج الإمام الحسن (عليه السلام) على معاوية وعمرو والمغيرة، ولم يعترضوا(1).

ومنها إحتجاج الإمام الحسين (عليه السلام) في كربلاء(2).

ومنها إحتجاج سعد على رجل شتم عليا قال: " ألم يكن أول من أسلم، ألم يكن أول من صلى "(3).

ومنها إحتجاج جنادة بن قضاعة(4).

ومنها إحتجاج سعيد بن جبير على الحجاج(5).

ومنها إحتجاج ابن عباس المشهور على من وقع في علي(6).

واحتجاجه على عمر عند محاورته حول الخلافة(7).

ومنها إحتجاج محمد ابن أبي بكر على معاوية(8).

ومنها إحتجاج نعمان بن جبلة على معاوية قال: وما وقفت لرشد حين أقاتل على ملكك ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأول مؤمن به(9).

بطلان كون أبو بكر أول من أسلم

مما تقدم من الروايات المتواترة يعلم أن أبا بكر لم يكن أول من أسلم من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ونزيد هنا طرقا أخرى تدل على بطلان هذه المقولة:

أولا: ما ورود من روايات أن عليا (عليه السلام) آمن وصلى قبل الناس بسبع سنين، وتقدم طرف من ذلك ويأتي عن عباد بن عبد الله عن علي، وحكيم مولى زاذان، وحبة العرني، وأبي أيوب، وأنس، وأبي هريرة، وأبي رافع، وحبة بن جوين. وهي بألفاظ: " صليت قبل الناس بسبع سنين " " لقد صلت الملائكة علي وعلى علي سبع سنين وذلك إنه لم يصل معي رجل فيها غيره "(10).

وورد: " صلت الملائكة علي وعلى علي سبع سنين وذلك إنه لم يرفع إلى السماء شهادة أن لا إله إلا الله وأن

____________

(1) شرح النهج: 6 / 288 خ 83.

(2) الأنوار النعمانية: 3 / 243.

(3) المستدرك: 3 / 500 مناقب سعد من كتاب المعرفة.

(4) تاريخ دمشق: 11 / 291 رقم الترجمة 1085.

(5) حلية الأولياء: 4 / 294 ترجمة سعيد بن جبير 275.

(6) الرياض النضرة: 3 / 174، وفضائل الصحابة: 2 / 684 ح 1168.

(7) تاريخ اليعقوبي: 2 / 159 حياة عمر.

(8) أنساب الأشراف: 3 / 165، ووقعة صفين: 118 كتابه إلى معاوية.

(9) مروج الذهب: 2 / 385 ذكر أيام صفين.

(10) راجع: صحيح ابن ماجة - المقدمة -: 44 باب فضل أصحاب الرسول، والكامل في التاريخ: 1 / 484 ذكر الاختلاف من أول من أسلم، وترجمة علي من تاريخ دمشق: 1 / 61 ح 67، ومنتخب كنز العمال بهامش المسند: 5 / 40، وشواهد التنزيل: 1 / 111 ح 124، والمسند: 1 / 616 و 160 ط. ب 99 و 373 ط. م، وشرح النهج: 13 / 229 و 230 خطبة 238، ومناقب المغازلي: 14 ح 17 و 19، وكنز العمال: 13 / 122 و 126 ح 36400، وكنز الفوائد: 125، وخصائص النسائي: 29 ح 6.

الصفحة 163 

محمدا رسول الله إلا مني ومن علي "(1).

وفي لفظ: " قبل أن يعبده أحد من هذه الأمة "(2).

ويؤيد ذلك ما ورد أن أبا بكر أسلم بعد علي بسبع سنين(3).

ويؤيده أيضا ما روي من أن إسلام أبي بكر مع عائشة في وقت واحد، وعائشة ولدت بعد البعثة بخمس سنين، فيكون عمرها لا أقل عند إسلامها سنتين وذلك تمام السبع سنوات التي أسلم بها أمير المؤمنين قبل أبي بكر(4).

ثانيا: تصريح الروايات بعدم كون أبي بكر أول من أسلم: منها ما روي عن محمد بن كعب القرظي عندما سئل عن أول من أسلم علي أو أبو بكر؟

قال: " سبحان الله علي أولهما إسلاما، وإنما اشتبه على الناس لأن عليا أخفى إسلامه عن أبي طالب وأبو بكر أسلم وأظهر إسلامه "(5).

قال ابن عبد البر في الإستيعاب: الصحيح في أمر أبي بكر أنه أول من أظهر إسلامه، كذلك قال مجاهد وغيره(6).

وقال الحافظ في التقريب: المرجح أنه أول من أسلم(7).

ومن المعلوم أن هذه المسألة إن صحت، فإنها تحمل على إخفائه الإسلام مدة يوم واحد، كما في رواية أبي رافع: " وصلى علي يوم الثلاثاء مستخفيا "(8).

وبعد ذلك رآه أبو طالب فسر لذلك، وأمر جعفر أن يصلي إلى جنب أخيه.

وروي في ذلك عدة روايات، وأنشد فيه شعرا(9).

على أن ابن الأثير روى عن ابن إسحاق: تقدم إسلام علي وزيد، ثم أسلم أبو بكر وأظهر إسلامه(10).

وسئل ابن الحنفية: أبو بكر كان أولهما إسلاما؟

قال: لا(11).

____________

(1) كنز الفوائد: 125 فصل في كون الأمير أول بشر أسلم.

(2) المستدرك: 3 / 112 ذكر مناقب الأمير.

(3) كنز الفوائد: 124.

(4) كنز الفوائد: 124.

(5) إمتاع الأسماع للمقريزي: 1 / 17، وتاريخ الخميس: 1 / 286 الركن الثاني ذكر أول من أسلم، وشرح النهج: 4 / 118 الخطبة 56.

(6) شرح النهج: 4 / 119 الخطبة 56.

(7) زاد المسلم: 4 / 217.

(8) كنز الفوائد: 125 فصل في أن علي أول من أسلم.

(9) كنز الفوائد: 124.

(10) الكامل في التاريخ: 1 / 485 ذكر الاختلاف في أول من أسلم.

(11) شرح النهج: 4 / 119 الخطبة 56، وتاريخ دمشق: 30 / 45 ترجمة أبو بكر.

الصفحة 164 

وصح عن سعد بن أبي وقاص أنه أسلم قبل أبي بكر أكثر من خمسة(1).

ورواه الطبري بلفظ: خمسين(2).

ثالثا: المتدبر في التواريخ يدرك أن أنصفه ضميره: أن النبي (صلى الله عليه وآله) لم يظهر دعوته إلا بعد قريب ثلاث سنوات، قال ابن الأثير: ثم إن الله تعالى أمر النبي (صلى الله عليه وآله) بعد مبعثه بثلاث سنين أن يصدع بما يؤمر، وكان قبل ذلك في السنين الثلاث مستترا بدعوته لا يظهرها إلا لمن يثق به، فكان أصحابه إذا أرادوا الصلاة ذهبوا إلى الشعاب فاستخفوا(3).

وعن ابن مسعود: لقد رأيتنا وما نستطيع أن نصل إلى البيت حتى أسلم عمر(4).

فأين كان إظهار إسلام أبي بكر في هذه المدة؟ ولماذا لم يستثنه أصحاب التواريخ؟ وهم على أن إسلام أبي بكر وإظهاره لإسلامه كان في يوم واحد - كما ذكروا في كيفية إسلام أبي بكر - وهذا دليل واضح على أن إسلام أبي بكر كان بعد هذه الثلاث سنين لا أقل.

وذكر الحاكم أن أول من أظهر الإسلام سبعة: رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأبو بكر وعمار وأمه سمية وصهيب والمقداد وبلال(5).

وهذا لا يبين متى أظهر أبو بكر إسلامه بل ظاهره إنه بعد إظهار رسول الله (صلى الله عليه وآله)، أي بعد الثلاث سنوات، إذا كان بمعنى التجاهر لا مجرد الشهادة.

إن قيل: كيف يصح أن أبا بكر أسلم وأظهر إسلامه، والنبي كان قد أعلن إسلامه.

قلنا: هذا أما يدل على كذب هكذا روايات، ويثبت إن أبا بكر أسلم كما أسلم بقية المسلمين.

وأما إن أبا بكر عندما أسلم تجاهر بإعلان إسلامه في مجالس قريش، بلا خوف كما في إسلام حمزة.

وأما صلاة أبي بكر متجاهرا، فيكذبه ما روي في عمر عن عبد الله قال: " والله ما استطعنا أن نصلي عند الكعبة ظاهرين حتى أسلم عمر ".

والحديث صحيح عند الحاكم والذهبي(6).

إلا إذا كان المراد تجاهره أمام نسائه وأولاده!

رابعا: إطباق العلماء وأصحاب التواريخ وإجماعهم على تقديم إسلام علي (عليه السلام) أما علماء الإمامية ومؤلفيهم فقد أطبقوا على ذلك وهو ظاهر.

أما علماء العامة فبملاحظة ما يلي:

____________

(1) تاريخ دمشق: 30 / 45 ترجمة أبو بكر، والصواعق: 76 ط. مصر و 115 بيروت فصل 2 من باب 3.

(2) تاريخ الطبري: 2 / 60 ذكر أول من أسلم.

(3) الكامل في التاريخ: 1 / 486 ذكر أمر الله بنية بإظهار دعوته.

(4) لوامع الأنوار البهية: 2 / 320 فصل في ذكر الصحابة - ذكر الفاروق.

(5) المستدرك: 3 / 349 كتاب معرفة الصحابة مناقب المقداد.

(6) المستدرك وتلخيصه: 3 / 83 كتاب معرفة الصحابة.

الصفحة 165 

- قال ابن حجر: قال ابن عباس وأنس وزيد بن أرقم وسلمان الفارسي وجماعة [ من الصحابة ] إنه أول من أسلم، [ حتى ] ونقل بعضهم الإجماع عليه(1).

كذا في الصواعق المطبوع ولوامع الأنوار البهية.

وفي نزل الأبرار للبدخشاني: قال ابن حجر:... هو الأرجح ونقل بعضهم الإجماع عليه(2).

- وقال الحاكم: ولا أعلم خلافا بين أصحاب التواريخ أن علي بن أبي طالب أولهم إسلاما وإنما اختلفوا في بلوغه(3).

وقال السفاريني: ونقل الحاكم اتفاق المؤرخين عليه(4).

وقال ابن الصباغ: أكثر الأقوال وأشهرها أنه [ عليا ] أول من أسلم وآمن برسول الله صلى الله عليه وسلم(5).

وقال ابن أبي الحديد: أكثر أهل الحديث وأكثر المحققين من أهل السيرة رووا إنه (عليه السلام) أول من أسلم.

وقال: فدل ما ذكرناه أن عليا أول من أسلم، والمخالف في ذلك شاذ، والشاذ لا يعتد به(6).

وقال ابن عبد البر: اتفقوا على أن خديجة أول من آمن بالله ورسوله وصدقه فيما جاء به ثم علي بعدها(7).

وذكر في ترجمة علي ذهاب سلمان وأبي ذر والمقداد وخباب وجابر وأبي سعيد وزيد إلى ذلك(8).

وقال ابن إسحاق: ثم أسلم أبو بكر بن أبي قحافة(9).

أي بعد علي وزيد بن حارثة.

وقال ابن كثير: الظاهر أن أهل بيته آمنوا قبل كل أحد: خديجة وزيد وأم أيمن وعلي وورقة(10).

وذكر الطبري في معرض ذكر قول من قال أن عليا أول من أسلم: قال ابن سعد: قال الواقدي: أجتمع أصحابنا على أن عليا أسلم بعد ما تنبئ رسول الله بسنة فأقام بمكة ثنتي عشرة سنة، وقال آخرون: أول من أسلم من الرجال أبو بكر(11).

____________

(1) الصواعق: 120 ط. مصر و 185 ط. بيروت الباب التاسع - في إسلام علي، ولوامع الأنوار البهية للسفريني: 2 / 338 فصل في فضل الصحاب (ة) علي، وما بين المعقودين منه.

(2) نزل الأبرار للبدخشاني: 119 الباب الثاني.

(3) الغدير: 3 / 238.

(4) لوامع الأنوار البهية للسفريني: 2 / 311 تفضيل الصديق (5) الفصول المهمة: 31 تربية النبي ص) له.

(6) شرح النهج: 4 / 116 و 118 و 125 الخطبة 56.

(7) الإستيعاب: 2 / 457، والغدير: 3 / 238.

(8) جواهر العقدين: 462 الباب الخامس عشر، والاستيعاب 3 / 1150.

(9) سيرة ابن هشام: 1 / 266 إسلام أبي بكر ط. مصر الحلبي 1355 و 285 ط. بيروت.

(10) الصواعق المحرقة: 76 الفصل الثاني من الباب الثالث ط. مصر و 115 ط. بيروت.

(11) تاريخ الطبري: 2 / 58 ذكر الخبر عما كان من أمر النبي عند إرسال جبرائيل.

الصفحة 166 

* وهذا قول كل من: الواقدي وابن جرير الطبري وصاحب كتاب الإستيعاب أبو عمر ابن عبد البر(1)، ومحمد ابن المنذر وربيعة بن أبي عبد الرحمن، وأبو حازم المدني والكلبي وابن إسحاق(2).

وأبو جعفر الإسكافي وشيوخ المعتزلة كافة(3).

والثعلبي في قول تعالى: * (السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار) * قال: وهو قول ابن عباس وجابر وزيد ومحمد بن المنكدر وربيعة المرائي(4).

* خامسا: أننا لو سلمنا جدلا صحة ما قيل: إن أبا بكر أول من أسلم، فإنه يحمل على إنه آمن بما آمن به رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعلي (عليه السلام).

ولذا نجد أن الله لم يصف هارون وزير موسى (عليه السلام) بأنه أول من آمن بموسى ورسالته بل وصف السحرة بذلك، قال تعالى: * (قالوا لا ضير أنا إلى ربنا منقلبون إنا نطمع أن يغفر لنا ربنا خطايانا أن كنا أول المؤمنين) *(5).

وعلي بمنزلة هارون إلا النبوة كما يأتي.

هذا، ويمكن أن يقال: أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) لا يقال عنه أول من أسلم وآمن، وذلك لأنه لم يكن مشركا بالله حتى نقول أنه أسلم وآمن من بعد إشراكه، فكذلك أمير المؤمنين (عليه السلام) فبإجماع الأمة إنه لم يسجد لصنم، فهو صلوات الله عليه لم يشرك بالله طرفة عين أبدا حتى يحتاج إلى أن يسلم، أو يكون أول من أسلم وهذا مذهب أكثر الناس:

* قال المسعودي: ذهب كثير من الناس إلى أنه [ علي بن أبي طالب ] لم يشرك بالله شيئا فيستأنف الإسلام، بل كان تابعا للنبي صلى الله عليه وسلم في جميع أفعاله مقتديا به وبلغ وهو على ذلك، وأن الله عصمه وسدده ووفقه لتبعيته لنبيه (عليه السلام) لأنهما كانا غير مضطرين ولا مجبورين على فعل الطاعات، بل مختارين قادرين، فاختارا طاعة الرب وموافقة أمره واجتناب منهياته(6). ونحوه عن المقريزي كما تقدم.

وتقدم قول البلاذري وابن كثير: قال الزهري وسليمان بن يسار وعمران ابن أبي أنس وعروة بن الزبير: أول من أسلم زيد بن حارثة، وكان هو وعلي يلزمان النبي.. ويرصدانه(7).

____________

(1) شرح النهج: 1 / 30 خطبة 1 ذيل القول في نسب الأمير الخطبة.

(2) تاريخ الطبري: 2 / 57 ذكر الخبر عما كان من أمر النبي عند ابتداء الله بإرسال جبرائيل، والكامل في التاريخ: 1 / 484 ذكر الاختلاف في أول من أسلم.

(3) شرح النهج: 13 / 224 خطبة 238 إسلام أبي بكر وعلي الخطبة و 4 / 122 الخطبة 56.

(4) الفصول المهمة: 31 تربية النبي ص) له.

(5) الشعراء: 50 - 51.

(6) مروج الذهب: 2 / 276 - 278 ذكر مبعثه ص) وما جاء في ذلك إلى هجرته.

(7) الكامل في التاريخ: 1 / 485 ذكر الاختلاف في أول من أسلم.

 

 

 

 

الصفحة 167 

بطلان وجوه الجمع في مسألة أول من أسلم

أعلم أن العامة كعادتهم عندما يقفون على كثرة الروايات التي تثبت الفضائل لأمير المؤمنين - وبعد عجزهم عن تحريفها أو إنكارها ثم إيجاد البديل في خلفائهم - يحاولون تأويل الأحاديث مما يتناسب مع مذهبهم من تأخير فضل أمير المؤمنين على خلفائهم الثلاثة، أو لا أقل الأول والثاني.

فقاموا بجعل بعض وجوه للجمع في مسألة أول من أسلم.

فقالوا: إن أبا بكر أول من أسلم من الرجال وعلي أول من أسلم من الصبيان.

فعن سعيد بن عبد العزيز، قال: ما جاءنا أبو حنيفة بشئ أعجب إلينا من هذا قال: إن أول من آمن من النساء خديجة وأول من أسلم من الرجال أبو بكر وأول من أسلم من الغلمان علي بن أبي طالب رضي الله عنه(1).

والقائلون بهذه المقولة مما لا شك فيه أنهم يقصدون رد فضيلة أمير المؤمنين في كونه أول من أسلم، بل لعله بغضا منهم لما فعل بأجدادهم.

* قال المسعودي في الرد عليهم: (وهذا قول من قصد إلى إزالة فضائله ودفع مناقبه ليجعل إسلامه إسلام طفل صغير وصبي غرير، لا يفرق بين الفضل والنقصان، ولا يميز بين الشك واليقين، ولا يعرف حقا فيطلبه ولا باطلا فيجتنبه)(2).

ويبطل هذا النحو من الجمع أمور:

الأول: ما تقدم في كثير من الروايات أن علي أول من أسلم من الرجال أو من الصحابة، كرواية حبة وابن عباس(3). وهذا لا يدع للجمع مجالا، إلا بناء على أن أبا بكر ليس من الرجال أوليس من الصحابة!!.

الثاني: أن الروايات المتقدمة ليست تحت عنوان واحد وهو - أول من أسلم - فحتى لو صح الجمع المذكور في أول من أسلم، فماذا نفسر كون أمير المؤمنين أول من صلى، وأول من عبد الله، وأول من آمن، وأول من صدق النبي، وأول من اتبعه، وكل ذلك يأتي من طرق كثيرة متواترة؟!

فهذه العناوين لم ترد في حق أبي بكر، فغاية ما روي وقيل إنه أول من أسلم، ولم يدع أحد إنه أول من صلى وعبد الله، ولا حتى رواية واحدة، وهذا أكبر دليل على تحريف روايات إسلامه.

الثالث: التصريح في أغلب الروايات أن أمير المؤمنين أسلم بعد البلوغ: فروي أنه أسلم وعمره عشرون

____________

(1) الذرية الطاهرة: 61 ح 29، ولوامع الأنوار البهية للسفريني: 2 / 312 تفضيل الصديق.

(2) الإشراف والتنبيه: 198 ذكر التاريخ من مولد الرسول ص).

(3) راجع إضافة لما تقدم - شرح النهج: 13 / 228 و 224 خطبة 238، وترجمة علي من تاريخ دمشق: 1 / 76 ح 102.

الصفحة 168 

عاما(1).

وروي أنه أسلم وله ستة عشرة سنة(2).

وروي أنه أسلم وله خمسة عشرة سنة(3).

إضافة إلى ما روي أن له أربعة أو ثلاثة عشر كما تقدم.

الرابع: ما ذكره ابن أبي الحديد من كون إسلام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب لم يكن إسلاما عن عدم تفكير وتدبر، بل كان عن تأمل استغرق قريب من نصف يوم وليلة، وهو لا يتناسب مع مقولة: أسلم وهو صبي.

الخامس: أن النبي كما كان يعرض على خديجة نزول الوحي كان يعرض على علي (عليه السلام) ذلك(4)، فهل يعقل أن الرسول عند نزول الوحي أو الرؤيا - في بداية الوحي - يعرض هذا الأمر الخطير والمهم على طفل صغير؟!

وكيف كان يصحبه عند هجرته خارج مكة عند عرض نفسه على القبائل مع وجود الشيبة والشبان!؟

تلك السفرات الخطيرة التبليغية لرسول البشرية (صلى الله عليه وآله)!.

والتي كان أحيانا يصحب فيها أبا بكر(5).

بل أكثر من ذلك كان صلوات الله عليه يرشد أبا بكر في هذا المسير مع النبي إلى القبائل، كما يحدثنا البيهقي عن ذلك قائلا: - بعد ذكر محاورة بين أبي بكر والأعرابي انتهت بغضب أبي بكر وفوز الأعرابي -.. فقال الأعرابي:

صادف در السيل در يدفعه في هضبة ترفعه وتضعه فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال علي: " يا أبا بكر إنك لقد وقعت من هذا الأعرابي على باقعة!

فقال: أجل يا أبا الحسن ما من طامة إلا فوقها طامة وإن البلاء موكل بالمنطق(6).

وزاد في محاضرات الأبرار: قال الأعرابي لأبي بكر: أما والله لو شئت لأخبرتك أنك لست من أشراف قريش.

فاجتذب أبو بكر زمام ناقته منه كهيئة المغضب(7).

____________

(1) معرفة الصحابة: 1 / 20 ترجمة علي، وأنباء الرواة للشيباني: 1 / 11 ط. القاهرة.

(2) المستدرك: 3 / 111 ذكر مناقب الأمير، والمعجم الكبير للطبراني: 1 / 95 ح 163 ترجمة علي - سنة، وشرح النهج: 4 / 121 الخطبة 56، والاستيعاب: 2 / 458 ط. حيدر آباد 1336 عن قتادة عن الحسن، وسنن البيهقي: 6 / 206 ط. دكن 1344، وتاريخ الخميس: 2 / 175 الفصل الثاني من الخاتم - خلافته.

(3) المستدرك: 3 / 111 ذكر مناقب الأمير، والمعجم الكبير: 1 / 95 ح 163 ترجمة علي، وشرح النهج: 13 / 234 خطبة 238، وسنن البيهقي: 6 / 206 ط. دكن 1344، وصفة الصفوة: 1 / 118، وشرح النهج: 4 / 120 الخطبة 56، والإشراف والتنبيه: 198 ذكر التاريخ من مولد الرسول.، وتاريخ الخميس: 1 / 279 ذيل الركن الأول ذكر ولد فاطمة وقال المصنف وهو الأصح عندي.

(4) راجع كنز الفوائد: 117 فصل في ذكر مولد أمير المؤمنين - رسالة في وجوب الأمة -.

(5) شرح النهج: 4 / 125 - 127 - 128 الخطبة 56، ووفاء الوفاء للسمهودي: 1 / 222 الباب الرابع - الفصل التاسع عن الحاكم وغيره، والمحاسن والمساوئ: 76.

(6) المحاسن والمساوئ: 77 - 78 ذيل محاسن المفاخرة.

(7) محاضرات الأبرار: 1 / 178 ذكر حجج الخلفاء.

الصفحة 169 

السادس: أن إسلام علي وكونه السابق إليه كان معرضا للمفاخرة والمناشدة، فكان رسول الله يفتخر على الصحابة بذلك، وكان يقول أول من يرد الحوض أول من أسلم، كما تقدم.

وعلي كان يناشدهم بأنه أول من أسلم كما في الشورى وغيرها(1).

وكذلك الحسن في مجلس معاوية وعمرو وكل ذلك لم يعترض عليه أحد ولم يقل أحد بأنه أسلم وهو طفل صغير أو سبقه إلى تلك المنقبة أبو بكر.

- ومن وجوه الجمع: ما روي عن الحرث قال: " سمعت علي يقول أول من أسلم من الرجال أبو بكر وأول من صلى القبلة من الرجال مع النبي علي ".

وهذا خبر يكذب نفسه، وهو من الأخبار التي لا تصدق.

كيف؟ وقد تقدم تصريح الأمير بكونه أول من أسلم.

على أن مفاد هذا الخبر هو ذم لأبي بكر لا يلتزم به عاقل، فهو يصرح بإسلام أبي بكر ولكنه لم يكن ليصل وراء رسول الله (صلى الله عليه وآله) مع رؤيته لخديجة وعلي.

وكيف تصح الصلاة من علي بلا إسلام وإيمان؟!

فالمسلم لا يصلي وغير المسلم يصلي؟! إن تعجب فعجب قولهم!!

علي أول من آمن

- منها بلسان متواتر: " أول من آمن علي بن أبي طالب ".

روي عن كل من: الإمام الحسن (عليه السلام)(2)، وابن عباس(3)، وعمرو بن عباد(4)، وأبي إسحاق(5)، وليلى الغفارية(6)، وأبي ذر ومعاذة العدوية ومعاذ بن جبل(7)، وسلمان(8)، وأبي رافع(9)، ومحمد بن إسحاق(10)،

____________

(1) كما تقدم.

(2) المعجم الكبير: 1 / 95 ح 163 ترجمة علي - سنة، وترجمة علي من تاريخ دمشق: 1 / 45 ح 66، وسنن البيهقي: 6 / 206 ط. دكن 1344.

(3) شواهد التنزيل: 1 / 262 ح 255، وترجمة علي من تاريخ دمشق: 1 / 73 ح 96 و 122، ومجمع الزوائد: 6 / 239.

(4) خصائص النسائي، 3 ط. مصر التقدم.

(5) أسد الغابة: 4 / 19، وسيرة ابن هشام: 1 / 281 ط. ب 1 / 262 ط. مصر الحلبي، وتاريخ الخميس: 1 / 279.

(6) ترجمة علي من تاريخ دمشق: 1 / 94، والاستيعاب: 2 / 759 ترجمتها.

(7) الرياض النضرة: 2 / 157 و 198، وروضة الواعظين 115، وأنساب الأشراف: 2 / 362.

(8) فيض القدير: 4 / 258 ط. مصر 1356، ومنتخب الكنز: 5 / 33، وذخائر العقبى: 58، وترجمة علي من تاريخ دمشق: 1 / 87، والمعجم الكبير: 6 / 269 ح 6184، وينابيع المودة: 1 / 239.

(9) شرح النهج: 13 / 228 خطبة 238.

(10) تاريخ الإسلام: 1 / 128 - السيرة - أول من آمن خديجة، وترجمة علي من تاريخ دمشق: 1 / 157 ح 194، ومناقب الخوارزمي: 51 فصل 4 ح 13.

الصفحة 170 

ومحمد بن أبي بكر(1)، وحذيفة(2).

- ومنها بلسان: " هذا أول من آمن بي [ وصدقني وصلى معي ] ".

رواه: الشعبي وسلمان وأبي ذر(3).

- ومنها بلسان: " أنت أول المؤمنين بالله إيمانا ".

روي عن أبي سعيد ومعاذ بن جبل(4)، وعمر(5)، وجابر(6) ومعاوية بن يزيد(7)، وابن عباس(8).

وقال المقداد: " واعجبا لقريش ودفعهم هذا الأمر عن أهل بيت نبيهم صلى الله عليه وسلم وفيهم أول المؤمنين وابن عم رسول الله أعلم الناس وأفقههم في دين الله "(9).

وعن الأشتر: " علي أولهم إيمانا "(10).

وعن ابن شهاب: " علي أول المؤمنين بالله "(11).

وعن عمرو بن العاص: " علي أول من آمن بربنا "(12).

وعن ابن عباس: " إن عليا أولكم إسلاما(13).

ونحوه عن جابر(14)، وعن عبد الله بن حجل(15).

وعنه: " علي أول ذكران العالمين إيمانا بالله "(16).

____________

(1) مروج الذهب: 3 / 11 ذكر معاوية.

(2) كنز العمال: 11 / 616 ح 32990.

(3) شرح النهج: 13 / 225 خطبة 238، والمعجم الكبير: 6 / 269 ح 3184 ترجمة سلمان ما روي عنه أبو سخيلة، وأنساب الأشراف: 2 / 118 ح 74.

(4) حلية الأولياء: 1 / 66 ط.، والرياض النضرة: 2 / 198 ط.، وكفاية الطالب: 270 باب 64، ومناقب الخوارزمي: 110 ح 118.

(5) كنز العمال: 6 / 393 ط. مصر و 13 / 117 ح 36378 ط. ب، ومناقب الخوارزمي: 55 ح 19 فصل 4، وترجمة علي من تاريخ دمشق: 1 / 133 - 361 و 401، ومنتخب الكنز: 5 / 45.

(6) مناقب الخوارزمي: 111 فصل 9 ح 120.

(7) تاريخ اليعقوبي: 2 / 254 أيام معاوية بن يزيد.

(8) كنز العمال: 13 / 123 ح 36392، وشواهد التنزيل: 2 / 483 ح 1158 ح 976 و 1 / 70 ح 81.

(9) تاريخ اليعقوبي: 2 / 163 أيام عثمان.

(10) الفتوح: 1 / 388 حرب صفين - ما جرى بين علي ومعاوية من الكتب.

(11) شرح النهج: 1 / 226 الخطبة 6.

(12) الفتوح: 1 / 401 ذكر القوم الذين أنفذهم معاوية لعلي.

(13) مناقب ابن المغازلي: 52 ح 76، وترجمة علي من تاريخ دمشق: 2 / 442 ح 958.

(14) مناقب ابن المغازلي: 52 ح 76، وترجمة علي من تاريخ دمشق: 2 / 442 ح 958.

(15) الإمامة والسياسة: 1 / 106 ط. مصر الحلبي 1378 و 142 ط. إيران.

(16) المحاسن والمساوئ: 43 محاسن علي.

الصفحة 171 

وعن معاذة العدوية: قال علي (عليه السلام): " أنا الصديق الأكبر آمنت بالله قبل أن يؤمن أبو بكر "(1).

وعن عباد قال: قال علي: " آمنت قبل الناس بسبع سنين "(2).

وعن ابن عباس في قوله تعالى: * (والسابقون الأولون) * قال: نزلت في علي سبق الناس كلهم بالإيمان بالله وبرسوله(3).

وقال نعمان بن جبلة لمعاوية: وما وقفت لرشد حين أقاتل على ملكك ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأول مؤمن به(4).

والحسن احتج على معاوية وعمرو والمغيرة بأن عليا أول من آمن ولم يعترضوا(5). كما تقدم في الاحتجاجات.

علي أول من صلى

- منها بلسان: " أول من صلى [ مع النبي ] علي ".

روي عن كل من: ابن عباس(6)، وحبة العرني(7)، وزيد بن أرقم وأبي حمزة(8)، ومجاهد(9)، وابن إسحاق وجابر(10)، وأبي مسعود(11)، وأنس بن مالك(12)، وبريدة(13)، وعفيف الكندي(14)، وابن مسعود(15)، والحكم بن

____________

(1) كنز العمال: 13 / 164 ح 36497، وترجمة علي من تاريخ دمشق: 1 / 62 ح 88، وأنساب الأشراف: 2 / 146 ترجمة علي، وشرح النهج: 13 / 228 خطبة 238، وينابيع المودة: 1 / 239، وذخائر العقبى: 58.

(2) خصائص النسائي: 29 ح 6.

(3) شواهد التنزيل: 1 / 336 ح 346.

(4) مروج الذهب: 2 / 385 ذكر أيام صفين.

(5) شرح النهج: 6 / 288 الخطبة 83.

(6) الكامل في التاريخ: 1 / 484 ذكر اختلاف في أول من أسلم، وشواهد التنزيل: 1 / 111 - 117 ح 124 و 127، والمسند: 1 / 616 ط. م و 373 ط. ب، وتذكرة الخواص: 26 باب 2، وترجمة علي من تاريخ دمشق: 1 / 71 ح 94 وما بعده و ح 202، وتاريخ الطبري: 2 / 55، وشرح النهج: 13 / 224، والمستدرك: 3 / 111، وكنز العمال: 11 / 616 ح 32992، وجواهر المطالب: 1 / 50 باب 8، ومنحة المعبود:

1 / 89 - 180 ح 2323 - 2657.

(7) الأوائل: 30 ح 68، والطبقات الكبرى: 3 / 15 ترجمة علي، وخصائص النسائي: 19 ح 1، وروضة الواعظين: 85، والقول المسدد: 82 الحديث العاشر، وفرائد السمطين: 2 / 82.

(8) خصائص النسائي: 22 و 26 ح 2 و 4، وأسد الغابة: 4 / 17، والمسند: 1 / 141 و 4 / 370 ط. م و 1 / 227 و 5 / 498 ط. ب، ومناقب الخوارزمي: 56 ح 22، وتاريخ الطبري: 2 / 56، وترجمة علي من تاريخ دمشق: 1 / 76 ح 104، ومناقب ابن المغازلي: 14 ح 18، وأنساب الأشراف: 93 ح 10 ترجمة علي، ومنحة المعبود: 1 / 89 - 180 ح 2323 - 2657.

(9) الطبقات الكبرى: 3 / 13 قسم 1 ط. ليدن 1322 و 3 / 15 ترجمة علي ط. بيروت دار الكتب العلمية، وترجمة علي من تاريخ دمشق:

1 / 43 ح 62.

(10) تاريخ الطبري: 2 / 55 ط. مصر 1357، وشرح النهج: 13 / 229 خطبة 238، وسيرة ابن هشام: 1 / 281 ط. ب و 1 / 262 ط. مصر الحلبي، والكامل في التاريخ: 1 / 484.

(11) المعجم الكبير: 10 / 184 ترجمة ابن مسعود ح 10397، والشواهد: 2 / 302 ح 937.

(12) ذخائر العقبى: 59، وشرح النهج: 13 / 228 خطبة 238، وصحيح الترمذي: 2 / 30 و 301، والمستدرك: 3 / 111، ومنتخب الكنز: 5 / 34.

(13) المستدرك: 3 / 112 ذكر إسلامه من كتاب المعرفة.

(14) خصائص النسائي: 27 ح 5، والمستدرك: 3 / 183 مناقب خديجة، والكامل في التاريخ: 1 / 484، وشواهد التنزيل: 1 / 113 ح 125، وترجمة علي من تاريخ دمشق: 1 / 70 ح 93، والمعجم الكبير: 22 / 452 ترجمة خديجة و 18 / 101 ترجمة عفيف الكندي، وشرح النهج: 13 / 226 خطبة 238، وينابيع المودة: 1 / 139، ومنحة المعبود: 1 / 89 - 180 ح 2323 - 2657.

(15) كنز العمال: 7 / 56، وشرح النهج: 13 / 225 خطبة 238.

الصفحة 172 

عيينة(1)، ورافع(2)، وعبد الله ابن نجي(3)، وعمرو بن العاص(4)، وهاشم بن عتبة(5)، ومحمد ابن علي الباقر(6)، وأبي أيوب(7).

- ومنها بلسان: " لقد صلت الملائكة علي وعلى علي سبع سنين وذلك إنه لم يصل معي رجل فيها غيره ".

أخرجه الطبري وابن ماجة وابن مردويه وابن عساكر.

وقد روي عن أبي أيوب وأنس وعباد بن عبد الله وأبي ذر(8).

- وعنه (عليه السلام): " صليت قبل الناس [ سبعا ] بسبع سنين ".

وأخرجه ابن ماجة وابن عساكر والنسائي وابن حبان ووثقه(9).

وعن مروان وعبد الرحمن التميمي: " مكث الإسلام سبع سنين ليس فيه إلا ثلاثة رسول الله وخديجة وعلي "(10).

وعنه أيضا: " صليت قبل الناس لستة أشهر "(11).

وقال (عليه السلام): " أنا أول رجل صلى مع النبي "(12).

وعن حبة: " لقد رأيتني صليت قبل الناس جميعا "(13).

____________

(1) ذخائر العقبى: 59، وجواهر المطالب: 1 / 50 باب 8 عن السلفي.

(2) ذخائر العقبى: 59، ومناقب الخوارزمي: أ 57 ح 24.

(3) ترجمة علي: 1 / 64 ح 91 و 92.

(4) الفتوح: 1 / 401 صفين.

(5) الكامل في التاريخ: 2 / 384 حوادث سنة 37.

(6) شواهد التنزيل: 2 / 300 ح 936.

(7) روضة الواعظين: 85 مجلس في ذكر إسلام علي.

(8) شرح النهج: 13 / 230 خطبة 238، وترجمة علي من تاريخ دمشق: 1 / 80 ح 112، و 113، ومناقب ابن المغازلي: 14 ح 17 و 19، وأنساب الأشراف: 92 ترجمته، وتاريخ الطبري: 2 / 56، والفوائد المجموعة: 343 ذكر مناقب علي ح 41.

(9) صحيح ابن ماجة 44 من المقدمة - فضل علي -، وترجمة علي من تاريخ دمشق: 1 / 61 ح 87، ومنتخب الكنز: 5 / 40، والقول المسدد: 82 الحديث العاشر عن حبة، وجواهر المطالب: 1 / 70 باب 10، وشرح الأخبار: 1 / 178 ح 136، وزاد المسلم: 4 / 36، والفوائد المجموعة: 343 ذكر مناقب علي ح 42.

(10) شرح الأخبار: 1 / 178 ح 137 (11) ربيع الأبرار: 3 / 414 باب الفخر والكبر.

(12) كنز العمال: 13 / 114 ح 36396، ومسند أحمد: 1 / 227 ط. ب، و 141 ط. م، وترجمة علي من تاريخ دمشق: 1 / 57 ح 82، والقول المسدد: 82 الحديث العاشر.

(13) منحة المعبود: 1 / 180 ح 2656.

الصفحة 173 

وعن ابن عباس: " علي.. أول من صلى وركع "(1).

وعنه: " علي أول عربي وأعجمي صلى مع الرسول ".

خرجه الحاكم وأبو عمر(2).

وعن جابر وأبي رافع وبريدة: " بعث [ صلى - أوحي إلي ] النبي يوم الاثنين وصلى علي يوم الثلاثاء "(3).

وعن أبي رافع: " صلى النبي أول يوم الاثنين وصلت خديجة آخر يوم الاثنين وصلى علي يوم الثلاثاء من الغد مستخفيا قبل أن يصلي مع النبي أحد سبع سنين وأشهرا "(4).

وعن الأشتر: " علي أول مصدق بالنبي ومصل معه "(5).

وقال هاشم: " إنه أول ذكر صلى من هذه الأمة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم "(6).

علي أول من عبد الله تعالى

فعن حبة العوني أنه سمع عليا يقول: " اللهم لا أعترف أن عبدا لك من هذه الأمة عبدك قبلي غير نبيك - ثلاث مرات - "(7).

ورواه النسائي بلفظ: " ما أعرف أحدا من هذه الأمة عبد الله بعد نبينا غيري عبدت الله قبل أن يعبده أحد من هذه الأمة تسع سنين "(8).

وعن حبة بن جوين عنه (عليه السلام) قال: " عبدت الله مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سبع سنين قبل أن يعبده أحد من هذه الأمة "(9).

وأخرجه الطبراني في الأوسط بلفظ: " اللهم إنك تعلم أن لم يعبدك أحد من هذه الأمة بعد نبيها صلى الله عليه

____________

(1) المحاسن والمساوئ: 43 محاسن علي.

(2) المستدرك: 3 / 11 مناقبه من كتاب المعرفة، وجواهر المطالب: 1 / 209 باب 33.

(3) تاريخ الطبري: 2 / 55، والمستدرك: 3 / 112 ذكر إسلامه و 183 مناقب خديجة.

(4) شواهد التنزيل: 2 / 185 ح 820، وترجمة علي من تاريخ دمشق: 1 / 48 ح 70، و 71، وروضة الواعظين: 85.

(5) شرح النهج: 1 / 38 خطبة 22.

(6) الفتوح: 1 / 349 - صفين، وتاريخ الإسلام: 1 / 137 إسلام السابقين.

(7) مسند أحمد: 1 / 99 ط. م، و 1 / 160 ط. ب، وذخائر العقبى: 60 ذكر إنه أول من صلى، ومنتخب كنز العمال: 5 / 40، وكنز العمال: 6 / 365 ط. مصر، و 13 / 126 ح 36400 ط. بيروت، وأسد الغابة: 4 / 17 مع تفاوت، وكنز الفوائد: 122، ومجمع الزوائد: 9 / 102، والاستيعاب: 2 / 458، والقول المسدد: 83 الحديث العاشر وزاد المسلم: 4 / 36.

(8) خصائص النسائي: 3 ط. مصر، و 31 ح 7 ط. بيروت.

(9) ترجمة علي من تاريخ دمشق: 1 / 53 ح 80، و 81، و 86، وروضة الواعظين: 85، والمستدرك: 3 / 113 مناقبه، وكنز العمال: 6 / 394 ط. مصر، و 13 / 122 ح 36390 ط. بيروت، والجوهرة: 11.

الصفحة 174 

وسلم قبلي، ولقد عبدتك قبل أن يعبدك أحد من هذه الأمة بست سنين "(1).

وقال العباس لابن مسعود عندما رأى علي وخديجة يصلون: " ما على وجه الأرض أحد يعبد الله تعالى بهذا الدين إلا هؤلاء الثلاثة "(2).

وعن ابن عباس: " (علي كان أول من صلى وعبد الله من أهل الأرض مع رسول الله صلى الله عليه وسلم "(3).

وقال (عليه السلام) لعثمان: " بل أنا خير منك ومنهما عبدت الله قبلهما وبعدهما "(4).

  ومما يؤيد هذه المطالب:

ما روي عن ابن عباس عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): " السابقون ثلاثة - أو - السابق إلى محمد علي بن أبي طالب "(5).

وعن عمرو بن العاص: " علي أول من صدق نبينا "(6).

ونحوه عن ابن عباس وحذيفة وفيه: " علي أول من صدق به "(7).

وعن الإمام الحسن (عليه السلام): " علي أول من هداه الله مع النبي وأول من لحق بالنبي صلى الله عليه وسلم "(8).

وعن محمد بن أبي بكر: " كان أول الناس لرسول الله اتباعا وآخرهم به عهدا يشركه في أمره ويطلعه "(9).

في أن أمير المؤمنين (عليه السلام) أول من أسلم وصلى مع النبي (صلى الله عليه وآله)

  قال محقق هذا الكتاب:

هذه مجوعة طوائف متواترة تثبت تقدم صلاة وإيمان وإسلام علي بن أبي طالب (عليه السلام). ولأبي جعفر الإسكافي في رده على الجاحظ كلام لطيف فليراجع(10).

____________

(1) المعجم الأوسط: 2 / 444 ح 1767 من اسمه أحمد.

(2) المعجم الكبير: 10 / 184 ح 10397 ترجمة عبد الله بن مسعود، وكنز العمال: 13 / 467 ح 37215، ومناقب الخوارزمي: 56 فصل 4 ح 21.

(3) شواهد التنزيل: 2 / 483 ح 1158.

(4) كنز الفوائد: 122.

(5) المعجم الكبير: 11 / 77 ح 11152 ترجمة ابن عباس ما روي مجاهد عنه، ومناقب ابن المغازلي: 320 ح 365، وتاريخ الخميس: 1 / 286 ذكر أول من أسلم، والدر المنثور: 6 / 154، وكنز العمال: 11 / 601 ح 33896، وشواهد التنزيل: 2 / 292، و 924، و 926.

(6) الفتوح: 1 / 401 ذكر القوم الذين أنفذهم معاوية لعلي.

(7) شواهد التنزيل: 2 / 181 ح 814، و 1 / 196 ح 206، و 209، وأخبار الدول: 103 فصل 2 باب 4.

(8) شواهد التنزيل: 1 / 120 - 122 ح 130 - 132.

(9) أنساب الأشراف: 2 / 395 أمر مصر في خلافة علي، ومقتل محمد بن أبي بكر.

(10) يراجع شرح النهج لابن أبي الحديد: 13 / 215 إلى 295 خطبة 238 إسلام أبي بكر.

الصفحة 175 

الثامن والعشرون: موفق بن أحمد بهذا الإسناد عن أحمد بن الحسين هذا، أخبرنا أبو الحسين ابن الفضل القطان ببغداد، أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يعقوب بن سفيان، حدثنا يحيى بن عبد الله بن بكير قال: حدثني الليث بن سعد قال: حدثني أبو الأسود عن عروة قال: أسلم علي وهو ابن ثمان سنين.(1)

التاسع والعشرون: موفق بن أحمد بهذا الإسناد عن أحمد بن الحسين هذا، أخبرنا أبو طاهر محمد بن محمد بن محمد بن محمش بن الفقيه، أخبرنا [ محمد بن ] أبو حامد أحمد بن محمد بن يحيى بن بلال قال: حدثنا محمد بن إسماعيل الأحمشي، حدثنا مفضل بن صالح الأسدي، حدثني سماك بن حرب عن عكرمة عن ابن عباس (رضي الله عنه) قال لعلي أربع خصال هو أول عربي وعجمي صلى مع النبي وهو الذي كان لوائه معه في كل زحف وهو الذي صبر معه يوم المهراس أحد انهزم الناس كلهم غيره وهو الذي غسله وأدخله قبره.(2)

الثلاثون: موفق بن أحمد، أنبأني مهذب الأئمة أبو المظفر عبد الملك ابن علي بن محمد الهمداني، أخبرنا محمد بن عبد الباقي ابن محمد العدل قال: حدثنا الحسن بن علي بن محمد المقنعي، أخبرنا محمد بن العباس، أخبرنا أبو الحسن، حدثنا الحسين، حدثنا محمد بن سعد، أخبرنا يحيى بن حماد البصري، أخبرنا أبو عوانة عن أبي بلج عن عمرو بن ميمون عن ابن عباس (رضي الله عنه) قال: أول من أسلم من الناس بعد خديجة علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال (رضي الله عنه) ولبعض أهل الكوفة في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) في أيام صفين:

 

أنت الإمام الذي نرجو بطاعته   يوم النشور من الرحمن غفرانا

أوضحت من ديننا ما كان مشتبها        جزاك ربك عنا فيه إحسانا

نفسي الفداء لخير الناس كلهم  بعد النبي على الخير مولانا

أخي النبي ومولى المؤمنين معا وأول الناس تصديقا وإيمانا(3)

 

الحادي والثلاثون: موفق بن أحمد قال: أنبأني الحافظ أبو العلاء هذا أخبرنا الحسن بن أحمد المقرئ الهمداني، حدثنا أبو عبد الله الحافظ، حدثنا إبراهيم بن أحمد بن أبي حصين، حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، حدثنا خلف بن خالد العبدي البصري، حدثنا بشر بن إبراهيم الأنصاري عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعلي (رضي الله عنه):

____________

(1) المناقب: 57 / ح 25.

(2) المناقب: 58 / ح 26.

(3) المناقب: 58 / ح 27.

الصفحة 176 

" اختصمت بالنبوة ولا نبوة بعدي وتخصم الناس بسبع لا يحاجك فيهن أحد من قريش أنت أولهم إيمانا بالله وأوفاهم بعهد الله وأقومهم بأمر الله وأقسمهم بالسوية وأعدلهم في الرعية وأبصرهم في القضية وأعظمهم عند الله يوم القيامة مزية "(1).

الثاني والثلاثون: إبراهيم بن محمد الحمويني من أعيان علماء العامة قال من كتاب الأمالي لأبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي (رحمه الله) كتب إلى الشيخ سديد الدين يوسف بن علي بن مطهر الحلي، أخبرنا الشيخ الإمام مهذب الدين أبو عبد الله الحسين بن أبي الفرج بن ردة النيلي عن الشيخ محمد بن الحسين بن علي بن عبد الصمد التميمي عن جديه عن أبيهما علي وعن المفيد ابن أبي علي كليهما عن أبي جعفر محمد بن الحسن بن علي الطوسي قال: أنبأنا أبو العباس قال:

أنبأنا محمد بن أحمد بن الحسن القطواني قال: أنبأنا مخلد بن شداد قال: أنبأنا محمد بن عبيد الله عن أبي سخيلة قال: حججت أنا وسلمان فنزلنا بأبي ذر فكنا عنده ما شاء الله فلما حان منا خفوق قلنا: يا أبا ذر إني أرى أمورا قد أحدثت وإني خائف على الناس الاختلاف فإن كان ذلك فما تأمرني، قال: إلزم كتاب الله وعلي بن أبي طالب (عليه السلام) فأشهد أني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: " علي أول من أمن بي وأول من يصافحني يوم القيامة وهو الصديق الأكبر والفاروق يفرق بين الحق والباطل ".(2)

الثالث والثلاثون: الحمويني هذا قال: أخبرني الشيخ الإمام المتقي المتقن كمال الدين أحمد ابن أبي الفضائل ابن أبي المجد ابن أبي المعالي ابن الدخميسي كتابة من كرمان، أنبأنا الشيخ العدل الرضا الصدوق أبو علي الحسين ابن صباح المصري قراءة عليه قال: أنبأنا القاضي أبو محمد عبد الله ابن رفاعة بن غدير العرضي السعدي، أنبأنا القاضي أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسيني الخلفي قراءة عليه وأنا أسمع في سنة إحدى عشرة وأربعمائة، أنبأنا أبو محمد الحسن بن رشيق العسكري نبأنا أبو عبد الله محمد بن رزين بن جامع المدني سنة سبع وسبعين ومائتين، أنبأنا أبو الحسين سفيان بن بشر الأسدي الكوفي، حيلولة، وأخبرنا القاضي الإمام بهاء الدين عبد الغفار بن عبد الحميد بن وهودان الزياتي الزنجاني بقراءتي عليه بها قال: أنبأ الإمام ضياء الدين أبو حامد محمد بن الحسن بن محمد العربوني الأصل إجازة، أنبأنا الإمام رضي الدين أبو الخير أحمد بن إسماعيل الطالقاني قال: أنبأنا زاهر ابن طاهر الشحامي قال أنبأ أبو بكر البيهقي إذنا قال: أنبأنا الحاكم أبو عبد الله الحافظ قال: أنبأنا محمد بن علي الإسفرايني، أنبأنا أحمد بن محمد بن إسماعيل، أنبأنا

____________

(1) المناقب: 110 / ح 118.

(2) فرائد السمطين: 1 / 39 / ب 1 / ح 3.

 

 

 

 

الصفحة 177 

السيوطي مذكور بن سليمان، أنبأنا أبو الصلت الهروي قالا: أنبأنا علي بن هاشم، أنبأنا محمد بن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه عن جده عن أبي ذر قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول لعلي: " أنت أول من أمن بي وصدقني وأنت أول من يصافحني يوم القيامة وأنت الصديق الأكبر وأنت الفاروق الذي يفرق بين الحق والباطل وأنت يعسوب المسلمين والمال يعسوب الظلمة " وفي رواية سفيان ابن بشر الكوفي عن أبي ذر أنه سمع رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول لعلي بن أبي طالب: " أنت أول من أمن بي وأنت أول من يصافحني يوم القيامة وأنت الفاروق الذي يفرق بين الحق والباطل وأنت يعسوب المسلمين والمال يعسوب الكفار ".(1)

الرابع والثلاثون: إبراهيم الحمويني المتقدم قال: أخبرني الشيخ الإمام كمال الدين أحمد بن أبي الفضائل ابن أبي المجد ابن أبي المعالي ابن الدحميسي الحمويني كتابة من كرمان قال: أنبأ الشيخ العدل الرضا الصدوق أبو علي الحسن بن الصباح المصري الحميري قراءة عليه قال: أنبأنا القاضي أبو محمد عبد الله بن رفاعة بن عدير السعدي العرضي، أنبأنا القاضي أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين الخلعي قراءة عليه وأنا أسمع في سنة إحدى وعشرة وأربعمائة، أنبأنا أبو محمد الحسن بن رشيق العسكري، أنبأنا أبو عبد الله محمد بن رزين بن جامع المديني سنة سبع وسبعين ومائتين، أنبأنا أبو الحسين سفيان بن بشر الأحمدي(2) الكوفي، أنبأنا علي بن هاشم بن البريدي عن محمد ابن عبيد الله بن أبي رافع عن سعيد بن عبد الرحمن بن أيوب عن عبد الله بن عبد الرحمن الحزمي عن أبيه عن أبي أيوب قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " لقد صلت الملائكة علي وعلى علي سبع سنين لأنا كنا نصلي ليس معنا أحد يصلي غيرنا "(3).

الخامس والثلاثون: الحمويني هذا بهذا الإسناد إلى محمد بن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه عن أبي رافع قال صلى النبي (صلى الله عليه وآله) أول يوم الاثنين وصلت خديجة رضي الله عنها آخر يوم الاثنين وصلى علي (عليه السلام) يوم الثلاثاء في الغد يوم صلى النبي (صلى الله عليه وآله) مستخفيا قبل أن يصلي مع النبي (صلى الله عليه وآله) أحد سبع سنين وأشهرا(4).

السادس والثلاثون: الحمويني قال: أخبرني الشيخ العدل علي بن أنجب الخازن إجازة في كتابه قال: أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي إجازة قال: أنبأنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن عبد الواحد القزاز قال: أنبأنا الشيخ الإمام الحافظ أبو بكر أحمد بن علي ابن ثابت بن مهدي

____________

(1) فرائد السمطين: 1 / 139 / ب 24 / ح 102 - 103.

(2) في المصدر: الأسدي.

(3) فرائد السمطين: 1 / 242 / ب 47 / ح 187.

(4) فرائد السمطين: 1 / 243 / ب 47 / ح 188.

الصفحة 178 

الخطيب التبريزي من لفظه في المحرم سنة ثلاث وستين وأربعمائة قال: أنبأنا أبو الحسن علي بن القاسم بن الحسن الشاهد بالبصرة، أنبأنا أبو الحسن علي بن إسحاق بن محمد بن البحتري المادرائي، أنبأنا أحمد بن حازم بن أبي عزيز، أنبأنا علي بن قادم، أنبأنا علي بن عابس عن مسلم عن أنس استنبى النبي (صلى الله عليه وآله) يوم الاثنين وأسلم علي صلوات الله عليه وآله يوم الثلاثاء.(1)

السابع والثلاثون: الحمويني قال: أنبأني شيخ المشايخ ناصر الدين عمر بن عبد المنعم القواس وعماد الدين عبد الحافظ بن بدران بن شبل بن طرخان وأبو عبد الله محمد بن عمر بن محمد النجار المعروف بابن المريخ قال: أنبأ القاضي عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل أبو القاسم الحرستاني إجازة قال: أنبأ زاهر بن طاهر بن محمد السحامي المستملي كتابة بروايته كتاب تاريخ نيسابور للحاكم أبي عبد الله البيع عن المشايخ الأربعة أبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي محمد بن عبد العزيز الحيري وأبو عثمان عبد الرحمن بن إسماعيل وسعيد بن أحمد بن محمد البحيري إجازة قالوا: أنبأنا الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله البيع الحافظ سماعا عليه منه قال: حدثني عمر بن أحمد، أنبأنا أبو القاسم عمر بن أحمد بن محمد بن حمدان النسوي، أنبأنا أبو جعفر الشامي، أنبأنا محمد بن حميد، أنبأنا إبراهيم بن المختار، أنبأنا شعبة عن أبي بلج عن عمرو بن ميمون عن ابن عباس أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: " إن أول من صلى معي علي صلوات الله عليه وآله "(2).

الثامن والثلاثون: الحمويني هذا قال: أنبأني الشيخ مجد الدين عبد الصمد بن أحمد بن عبد القادر بن أبي الحسن البغدادي قال: أنبأنا الحافظ أبو الفرج عبد الرحمن بن علي الجوزي قال: أنبأنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد بن الحصين الشيباني قال: أنبأنا أبو علي الحسن بن علي بن المذهب قال: أنبأنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي قال: أنبأنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل قال: حدثنا أبي قال: أنبأنا أبو سعيد مولى بني هاشم قال:

حدثني يحيى بن سلمة يعني ابن كهيل قال: سمعت أبي يحدث عن حبة العرني قال: رأيت عليا صلوات الله عليه وآله ضحك على المنبر لم أره ضحك أكثر منه حتى بدت نواجده ثم قال: " ذكرت قول أبي طالب ظهر علينا أبو طالب وأنا مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) ونحن نصلي ببطن نخلة فقال: ماذا تصنعان يا بن أخي فدعاه رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال ما الذي تصنعان بأس أو بالذي تقولان بأس ولكن والله ما يعلوني استي أبدا " وضحك تعجبا لقول أبيه ثم قال: " اللهم لا أتعرف(3) إن عبدا لك من

____________

(1) فرائد السمطين: 1 / 244 / ب 47 / ح 189.

(2) فرائد السمطين: 1 / 245 / ب 47 / ح 190.

(3) في بعض المصادر: أعرف.

الصفحة 179 

هذه الأمة عبدك قبلي غير نبيك ثلاث مرات لقد صليت قبل أن يصلي الناس سبعا "(1).

التاسع والثلاثون: الحمويني قال: أخبرنا العدل محمد بن أبي القاسم بن عمر بن أبي القاسم المقرئ الحنبلي بقراءتي عليه ببغداد قال: أنبأ الشيخ عبد اللطيف بن أبي القسطي إجازة إن لم يكن سماعا وشيخ الإسلام شهاب الدين عمر بن محمد الشهروردي إجازة أنبأ أبو زرعة طاهر بن أبي الفضل محمد بن طاهر المقدسي، أنبأ أبو منصور محمد بن الحسين بن أحمد بن الهيثم المقرئ القزويني، أنبأ أبو طلحة القاسم بن أبي البدر الخطيب، أنبأنا أبو الحسين علي بن إبراهيم بن سلمة القطان، أنبأنا الإمام ابن ماجة القزويني، أنبأنا محمد بن إسماعيل الرازي، أنبأنا أبو عبيد الله بن موسى: أنبأ العلاء بن صالح عن المنهال عن عباد بن عبد الله قال: قال علي (عليه السلام): " أنا عبد الله وأخو رسول الله وأنا الصديق الأكبر لا يقولها بعدي إلا كاذب صليت قبل الناس سبع سنين "(2).

الأربعون: ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة وهو من أعيان علماء المعتزلة قال: روى عبد الله ابن موسى والفضل بن دكين والحسن بن عطية قالوا، حدثنا خالد بن طهمان عن نافع بن أبي نافع عن معقل بن يسار قال كنت أوصي النبي (صلى الله عليه وآله) فقال لي: " هل لك أن نعود فاطمة " قلت: نعم يا رسول الله، فقام يمشي متوكئا علي وقال: " أما أنه سيحمل ثقلها غيرك ويكون أجرها لك " قال:

فوالله كأنه لم يكن من ثقل النبي (صلى الله عليه وآله) شئ فدخلنا على فاطمة (عليها السلام) فقال لها (صلى الله عليه وآله): " كيف تجدينك " قالت: " لقد طال سقمي واشتد حزني وقال لي النساء زوجك أبوك فقيرا لا مال له " فقال لها: " ألا ترضين أني زوجتك أقدم أمتي سلما وأكثرهم علما وأفضلهم حلما " فقالت: " بلى رضيت يا رسول الله " ثم قال: وقد روى هذا الخبر يحيى بن عبد الحميد وعبد السلام بن صالح عن قيس بن الربيع عن أبي أيوب الأنصاري بألفاظه أو نحوها(3).

الحادي والأربعون: ابن أبي الحديد أيضا في الشرح قال: روى عبد السلام بن صالح عن إسحاق الأزرق عن جعفر بن محمد عن آبائه أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) لما زوج فاطمة دخل النساء عليها فقلن يا بنت رسول الله خطبك فلان وفلان فردهم عنك وزوجك فقيرا لا مال له فلما دخل عليها أبوها (صلى الله عليه وآله) رأى ذلك في وجهها فسألها فذكرت له ذلك فقال: " يا فاطمة إن الله أمرني فأنكحتك أقدمهم سلما وأكثرهم علما وأعظمهم حلما وما زوجتك إلا بأمر من السماء أما علمت أنه أخي في الدنيا والآخرة ".(4)

____________

(1) فرائد السمطين: 1 / 246 / ب 48 / ح 191.

(2) فرائد السمطين: 1 / 248 / ب 48 / ح 192.

(3) شرح نهج البلاغة: 13 / 227.

(4) شرح نهج البلاغة: 13 / 227.

الصفحة 180 

الثاني والأربعون: ابن أبي الحديد في الشرح قال: روى عثمان بن سعيد عن الحكم بن ظهير عن السدي أن أبا بكر وعمر خطبا فاطمة (عليها السلام) فردهما رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقال: " لم أؤمر بذلك " فخطبها علي (عليه السلام) فزوجه إياها وقال لها: " زوجتك أقدم الأمة إسلاما " وذكر تمام الحديث ثم قال وروى هذا الخبر جماعة من الصحابة منهم أسماء بنت عميس وأم أيمن وابن عباس وجابر بن عبد الله، وقد ذكر ابن أبي الحديد في الشرح روايات كثيرة من هذا الباب.(1)

الثالث والأربعون: ومن الجزء الأول من المغازي لمحمد بن إسحاق بن يسار المدني قال: بعث النبي (صلى الله عليه وآله) بعد بنيان البيت بخمس سنين وهو (صلى الله عليه وآله) يومئذ ابن أربعين سنة وكان بنيان الكعبة بعد الفجار لخمس عشرة سنة ورسوله الله (صلى الله عليه وآله) إذ ذاك بعد خمس وثلاثين سنة وكانت قبل بنيان قريش لها أرضهما من الحجارة قدر القامة وأرادوا رفعها وتسقيفها قال: وأسلم أمير المؤمنين علي (عليه السلام) بعد يومين من مبعث رسول الله، قال: إنه جاء والنبي (صلى الله عليه وآله) وخديجة (عليها السلام) يصليان بعد المبعث بيومين وصلى معهما قال وكان مما أنعم الله تعالى على علي بن أبي طالب (عليه السلام) أنه كان في حجر رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ثم ذكر خبر عفيف وقد تقدم.

الرابع والأربعون: صاحب كتاب المغازي هذا بالإسناد عن عبد الله بن بريدة قال: أول الرجال إسلاما علي بن أبي طالب ثم الرهط الثالث أبو ذر وبريدة وابن عم لأبي ذر.

الخامس والأربعون: ومن الجزء الثاني من كتاب الفردوس لابن شيرويه الديلمي بالإسناد في باب اللام عن أبي أيوب الأنصاري قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " إن الملائكة صلت علي وعلى علي سبع سنين قبل أن يسلم بشر ".

السادس والأربعون: ومن الجزء الأول من كتاب الفردوس بالإسناد في باب الألف عن ابن عباس (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " أول من صلى معي علي بن أبي طالب ".

السابع والأربعون: من كتاب فضائل الصحابة للسمعاني بإسناده عن سالم عن حبة العرني عن علي (عليه السلام) قال: " بعث النبي (صلى الله عليه وآله) يوم الاثنين وأسلمت يوم الثلاثاء ".

____________

(1) شرح نهج البلاغة: 13 / 228.