إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ، وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ
أَعْمَالَهُمْ، فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لا يَهْتَدُونَ، أَلاَّ يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ،
اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، فَذُوقُوا بِمَا نَسِيتُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هَذَا إِنَّا نَسِينَاكُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ بِمَا كُنتُمْ
تَعْمَلُونَ. إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ، تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ
الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ، فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ.
اَللَّهُمَّ اجْعَلْني مِنَ الَّذينَ جَعَلْتَ لَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَى نُزُلا بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ، قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ، وَإِنَّ كَثِيرًا
مِّنْ الْخُلَطَاء لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ، إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ، وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ
رَاكِعًا وَأَنَابَ، وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ
تَعْبُدُونَ. اَللَّهُمَّ اَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ وَاَنَا الْمُذْنِبُ الْخاطِىءُ، اَللَّهُمَّ اَنْتَ الْمُعْطي وَاَنَا السَّائِلُ، اَللَّهُمَّ اَنْتَ الْباقي وَاَنَا الْفاني،
اَللَّهُمَّ اَنْتَ الْغَنِىُّ وَاَنَا الْفَقيرُ، اَللَّهُمَّ اَنْتَ الْعَزيزُ وَاَنَا الذَّليلُ، اَللَّهُمَّ اَنْتَ الْخالِقُ وَاَنَا الْمَخْلُوقُ، اَللَّهُمَّ اَنْتَ الْمالِكُ وَاَنَا
الْمَمْلُوكُ. اَللَّهُمَّ اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا، إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا، رَبَّنا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ
رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ، رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا، وَلا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ، رَّبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَل لِّي مِن لَّدُنكَ سُلْطَانًا
نَّصِيرًا. رَّبِّ أَنزِلْنِي مُنزَلا مُّبَارَكًا وَأَنتَ خَيْرُ الْمُنزِلِينَ، رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي، وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي، وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي، رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا
وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا، رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ. رَبَّنا تُبْ عَلَيْنا وَارْحَمْنا وَاهْدِنا
وَاغْفِرْلَنا وَاجْعَلْ خَيْرَ اَعْمارِنا اخِرَها وَخَيْرَ اَعْمالِنا خَواتيمَها وَخَيْرَ اَيَّامِنا يَوْمَ لِقائِكَ، وَاخْتِمْ لَنا بِالسَّعادَةِ (1) يا حَيُّ يا قَيُّومُ، فَاِنّي بِرَحْمَتِكَ
اَسْتَغيثُ، يا فارِجَ الْهَمِّ وَيا كاشِفَ الْغَمِّ، وَيا مُجيبَ دَعْوَةِ الْمُضْطَرّينَ، اَنْتَ رَحْمانُ الدُّنْيا وَالْاخِرَةِ وَرَحيمُهُما، اِرْحَمْني في حَوائِجي رَحْمَةً تُغْنيني بِها عَنْ
رَحْمَةِ مَنْ سِواكَ. اَللَّهُمَّ لا اَمْلِكُ ما اَرْجُو وَلا اَسْتَطيعُ دَفْعَ ما اَحْذَرُ اِلاَّ بِكَ، وَالْاَمْرُ بِيَدِكَ وَاَنَا فَقيرٌ اِلى اَنْ تَغْفِرَ لي وَكُلُّ خَلْقِكَ
اِلَيْكَ فَقيرٌ وَلا اَحَدٌ اَفْقَرَ مِنّي اِلَيْكَ، اَللَّهُمَّ بِنُورِكَ اهْتَدَيْتُ، وَبِفَضْلِكَ اسْتَغْنَيْتُ، وَفي نِعْمَتِكَ اَصْبَحْتُ وَاَمْسَيْتُ، ذُنُوبي بَيْنَ يَدَيْكَ اَسْتَغْفِرُكَ
مِنْها وَاَتُوبُ اِلَيْكَ، اَللَّهُمَّ اِنّي اَدْرَأُ بِكَ في نَحْرِ كُلِّ مَنْ اَخافُ مَكْرَهُ، وَاَسْتَجيرُكَ مِنْ شَرِّهِ وَاَسْتَعينُكَ عَلَيْهِ، لّا إِلَهَ إِلاَّ أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي
كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ. اَللَّهُمَّ اِنّي اَسْأَلُكَ عيشَةً هَنيئَةً وَميتَةً سَوِيَّةً، وَمَرَدّاً غَيْرَ مُخْزٍ وَلا فاضِحٍ يا اَرْحَمَ الرَّاحِمينَ، اَللَّهُمَّ اِنّي اَعُوذُ بِكَ اَنْ
اَذِلَّ اَوْ اُذَلَّ، اَوْ اَضِلَّ اَوْ اُضَلَّ، اَوْ اَظْلِمَ اَوْ اُظْلَمَ، اَوْ اَجْهَلَ اَوْ يُجْهَلَ عَلَىَّ، يا ذَا الْعَرْشِ الْعَظِيمِ وَالْمَنِّ الْقَديمِ تَبارَكْتَ وَتَعالَيْتَ يا
اَرْحَمَ الرَّاحِمينَ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلى سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ وَالِهِ الطَّاهِرينَ.
*******
المصدر: الصحيفة العلوية
(1) بالخير وَالسعادة (خ ل).