دعاؤه (عليه السلام) في الاحتراز من العدوّ

يَا مَنْ لَيْسَ لَهُ ابْتِدَاءٌ وَلاَ انْتِهاءٌ، يَا مَنْ لَيْسَ لَهُ أمَدٌ وَلاَ نِهَايَةٌ، وَلاَ مِيقَاتٌ وَلاَ غَايَةٌ، يَا ذَا الْعَرْشِ الَمجِيدِ، يَا ذَا البَطْشِ الشَدِيدِ، يَا مَنْ هُوَ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ، يَا مَنْ لاَ تَخْفَى عَلَيْهِ اللُغَاتُ، وَلاَ تَشْتَبِهُ عَلَيْهِ الأصْوَاتُ، يَا مَنْ قَامَتْ بِجَبَرُوتِهِ الأرْضُ وَالسَمَاوَاتُ. يَا حَسَنَ الصُحْبَةِ، يَا وَاسِعَ المَغْفِرَةِ، يَا كَرِيمَ العَفْوِ، صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، وَاحْرُسْنِي فِي سَفَرِي وَمُقَامِي وَانْتِقَالِي بِعَيْنِكَ التِي لاَ تـَنامُ، وَاكْنُفْنِي بِرُكْنِكَ الـَّذي لاَ يُضَامُ.  اللّهُمَّ إنِّي أتَوَجَّهُ إلَيْكَ فِي سَفَرِي هذَا، بِلاَ ثِقَة مِنِّي لِغَيْرِكَ، وَلاَ رَجاءَ يَأوِي بِي إلاَّ إلَيْكَ، وَلاَ قُوَّةَ لِي أتَّكِلُ عَلَيْهَا، وَلاَ حِيلَةً ألْجَأُ إلَيْهَا، إلاَّ ابْتِغَاءَ فَضْلِكَ، وَالِْتمَاسَ عَافِيَـتِكَ، وَطَلَبَ فَضْلِكَ، وَإجْراءَكَ لِي عَلَى أفْضَلِ عَوَائِدِكَ عِنْدِي. اللّهُمَّ وَأنْتَ أعْلَمُ بِمَا سَبَقَ لِي فِي سَفَرِي هذَا، مِمَّا أُحِبُّ وَأكْرَهُ، فَمَهْمَا أوْقَعْتَ عَلَيْهِ قَدَرَكَ، فَمَحْمُودٌ فِيهِ بَلاَؤُكَ، مُتَنَصِّحٌ فِيهِ قَضَاؤُكَ، وَأنْتَ تَمْحُو مَا تَشَاءُ وَتُثْبِتُ وَعِنْدَكَ أُمُّ الْكِتَابِ.  اللّهُمَّ فَاصْرِفْ عَنِّي مَقَادِيرَ كُلِّ بَلاَءٍ، وَمَقْضِيَّ كُلِّ لاَوَاء، وَابْسُطْ عَلَيَّ كَنَفاً مِنْ رَحْمَتِكَ، وَلُطْفاً مِنْ عَفْوِكَ، وَتَمَاماً مِنْ نِعْمَتِكَ، حَتَّى تَحْفَظَنِي فِيهِ بِأحْسَنِ مَا حَفِظْتَ بِهِ غَائِباً مِنَ المُؤْمِنِينَ وَخَلَفْتَهُ، فِي سِتْرِ كُلِّ عَوْرَة، وَكِفَايَةِ كُلِّ مَضَرَّة، وَصَرْفِ كُلِّ مَحْذُور، وَهَبْ لِي فِيهِ أمْناً وَإيمَاناً، وَعَافِيَةً وَيُسْراً، وَصَبْراً وَشُكْراً، وَارْجِعْنِي فِيهِ سَالِماً إلَى سَالِمِينَ، يَا أرْحَمَ الرَاحِمِينَ.