دعاؤه عليه السلام في القنوت

الفزع الفزع إليك يا ذا المحاضرة(1)، والرغبة الرغبة إليك يا من به المفاخرة، وأنت اللهم مشاهد هواجس النفوس، ومراصد حركات القلوب، ومطالع مسرات السرائر، من غير تكلف ولاتعسف. وقد ترى اللهم ما ليس عنك بمنطوي، ولكن حلمك آمن أهله عليه جرأة وتمردا، وعتوّا وعنادا، وما يعانيه أولياؤك من تعفية آثار الحق، ودروس معالمه، وتزيّد الفواحش، واستمرار أهلها عليها، وظهور الباطل، وعموم التّغاشم، والتراضي بذلك في المعاملات والمتصرّفات، قد جرت به العادات، وصار كالمفروضات والمسنونات. 
 اللهم فبادرنا منك بالعون الذي من أعنته به فاز، ومن أيدته لم يخف لمز لمّاز، وخذ الظالم أخذا عنيفا، ولاتكن له راحما ولا به رؤفا. اللهم اللهم اللهم بادرهم، اللهم عاجلهم، اللهم لاتمهلهم، اللهم غادرهم بكرة وهجرة وسحرة، وبياتا وهم نائمون، وضحى وهم يلعبون، ومكرا وهم يمكرون، وفجأة وهم آمنون.  اللهم بددهم وبدِّد أعوانهم، وافلل أعضادهم، واهزم جنودهم، وافلل حدّهم، واجتث سنامهم، وأضعف عزائمهم. اللهم امنحنا أكتافهم، وبدلهم بالنعم النقم، وبدلنا من محاذرتهم وبغيهم السلامة، واغنمناهم أكمل المغنم، اللهم لاترد عنهم بأسك الذي إذا حلَّ بقوم فساء صباح المنذرين. 
*******
(1) المحاضرة: ان يغالبك، فيغلبك.