دعاؤه عليه السلام في الاستخارة

روى عنه عليه السلام انه قال: يكتب في رقعتين: خيرة من الله ورسوله لفلان بن فلان، ويكتب في احداهما افعل، وفي الاخرى لا تفعل، ويترك في بُندقتين من طين، ويرمي في قدح فيه ماء، ثمّ يتطهر ويصلي ركعتين، ويدعو عقيبهما: "اللهم إني أستخيرك خيار من فوض إليك أمره وأسلم إليك نفسه، وتوكل عليك في أمره، واستسلم بك فيما نزل به أمره، اللهم خر لي ولا تخر علي وأعنى ولا تعن علي ومكني ولا تمكن مني، واهدني للخير ولا تضلني، وارضني بقضائك، وبارك لي في قدرك، إنك تفعل ما تشاء وتعطي ما تريد. اللهم إن كانت الخيرة لي في أمري هذا وهو كذا وكذا فمكني منه، وأقدرني عليه، وأمرني بفعله وأوضح لي طريق الهداية إليه. وإن كان اللهم غير ذلك فاصرفه عني إلى الذي هو خير لي منه، فانك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب يا أرحم الراحمين". ثم تسجد سجدة وتقول فيها: أستخير الله خيرة في عافية (مائة مرة). ثم ترفع رأسك وتتوقع البنادق، فاذا خرجت الرقعة من الماء فاعمل بمقتضاها إنشاء الله تعالى.
دعاء أخر:
روى عنه عليه السلام انه قال: يقرأ فاتحة الكتاب عشر مرات، واقله ثلاث مرات، والا دون منه مرة، ثم يقرأ (انا انزلناه) عشر مرات، ثم يقرأ هذا الدعاء ثلاث مرات: "اللهمّ انّي استخيرك بعلمك بعواقب الأمور، واستشيرك لحسن ظنّي بك في المأمول والمحذور. اللهم إن كان الأمر الفلاني قد نيطت (1) بالبركة اعجازه وبَواديه (2)، وحفّت بالكرامة أيامه ولياليه، فخر لي فيه خيرة ترد شموسه (3) ذلولا(4)، وتقعص(5) أيامه سروراً. اللهم إمّا أمر فأأتمر، وإمّا نهي فانتهي. اللهم انّي استخيرك برحمتك خيرة في عافية. ثمّ يقبض على قطعة من السبحة ويضمر حاجته، ويخرج ان كان عدد تلك القطعة زوجاً فهو افعل، وإن كان فرداً لا تفعل، أو بالعكس.
دعاء أخر:
روى انه هذا الدعاء خرج من ناحيته عليه السلام، وقيل هو آخر ما خرج من مقدس حضرته ايام الوكالات: بسم الله الرحمن الرحيم، اللهمّ إنّي أسألك باسمك الذي عزمت به على السموات والأرض، فقلت لهما: ائتيا طوعاً أو كرهاً قالتا: أتينا طائعين، وباسمك الذي عزمت به على عصا موسى فإذا هي تلقف (6) ما يأفكون. وأسألك باسمك الذي صرفت به قلوب السحرة إليك حتى قالوا: آمنّا بربّ العالمين، ربّ موسى وهارون، أنت اللهّ ربّ العالمين. وأسألك بالقدرة التي تبلي بها كلّ جديد، وتجدّد بها كلّ بال (7)، وأسألك بحقّ كلّ حق هو لك، وبكلّ حق جعلته عليك، إن كان هذا الأمر خيراً لي في ديني ودنياي واخرتي أنّ تصلّي على محمد وآل محمد، وتسلّم عليهم تسليماً، وتهيّأه ليِ وتسهله عَلَيّ، وتلطّف لي فيه برحمتك يا أرحم الراحمين. وإنْ كان شراً لي في ديني ودنياي واخرتي، أنْ تصلّي على محمد وآل محمد، وتسلّم عليهم تسليماً، وأنْ تصرفه عني بماشئت، وكيف شئت، (وحيث شئت)، وتُرضيني بقضائك، وتبارك لي في قدرك، حتّى لا أحب تعجيل شيء أخَرْته، ولا تأخير شيء عجّلته، فإنّه لا حول ولا قوة إلاّ بك، يا عليّ يا عظيم يا ذا الجلال والإكرام.
*******
(1) نيطت: تعلقت، وناط الشيء، تعلق.
(2) اعجاز الشيء: آخره، بواديه: اوله ومفتتح الامر ومبتداه.
(3) شموسه: صعبه.
(4) الذلول ضد الصعب.
(5) تعقص (خ ل)، اقول: تقعض: ترد وتعطف، القعص: الموت سريعاً.
(6) لقف الشيء: تناوله بسرعة، والطعام: بلعه.
(7) البلى: القديم البالي.