دعاؤه عليه السلام في القنوت

اللهم صل على محمد وآل محمد، وأكرم أولياءك بانجاز وعدك، وبلغهم درك ما يأملون من نصرك، واكفف عنهم بأس من نصب الخلاف عليك، وتمرد بمنعك على ركوب مخالفتك، واستعان برفدك على فل حدك، وقصد لكيدك بأيدك، ووسعته حلما لتأخذه على جهرة، أو تستأصله على غرة.فانك اللهم قلت وقولك الحق «حَتَّىَ إِذَا أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ» (1) وقلت: «فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ» (2) وإن الغاية عندنا قد تناهت (3)، وإنا لغضبك غاضبون وإنا على نصر الحق متعاصبون (4)، وإلى ورود أمرك مشتاقون، ولانجاز وعدك مرتقبون، ولحول وعيدك بأعدائك متوقعون.اللهم فأذن بذلك، وافتح طرقاته، وسهل خروجه، ووطئ مسالكه، واشرع شرائعه، وأيد جنوده وأعوانه، وبادر بأسك القوم الظالمين، وابسط سيف نقمتك على أعدائك المعاندين، وخذ بالثار، إنك جواد مكار (5).
دعاء أخر:
«اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ». يا ماجد (6) يا جواد ياذا الجلال (7) والإكرام (8) يا بطّاش يا ذا البطش الشديد يا فعّالا لما يريد يا ذا القوة المتين (9) يا رؤف (10) يا رحيم يا لطيف (11) يا حيّ حين لا حيّ.أسألك باسمك المخزون المكنون الحيّ القيوم الذي استأثرت به (12) في علم الغيب عندك لم يطّلع عليه أحد من خلقك وأسئلك باسمك الذي تصوّر به خلقك في الأرحام كيف يشاء وبه تسوق إليهم ارزاقهم في أطباق الظلمات من بين العروق والعظام.وأسئلك باسمك الذي ألّفت به بين قلوب أوليائك وألّفت بين الثلج والنار لا هذا يذيب هذا ولا هذا يطفىء هذا.واسألك باسمك الذي كوّنت به طعم المياه، واسألك باسمك الذي اجريت به الماء في عروق النبات بين اطباق الثرى، وسقت الماء الى عروق الاشجار بين الصخرة الصّماء.واسألك باسمك الذي كوّنت به طعم الثمار وألوانها وأسئلك باسمك الذي به تبدىء وتعيد وأسألك الفرد الواحد المتفرّد بالوحدانية (13) المتوّحد بالصمدانية (14).وأسئلك باسمك الذي فجّرت به الماء من الصخرة الصماء وسقته من حيث شئت واسئلك باسمك الذي خلقت به خلقك ورزقتهم كيف شئت وكيف شاؤا.
يا من لا يغيّره الأيام والليالي أدعوك بما دعاك به نوح حين ناداك فأنجيته ومن معه وأهلكت قومه وأدعوك بما دعاك إبراهيم خليلك حين ناداك فأنجيته وجعلت النار عليه برداً وسلاماً وأدعوك بما دعاك به موسى كليمك حين ناداك ففلقت له البحر فأنجيته وبني إسرائيل وأغرقت فرعون وقومه في اليم.وأدعوك بما دعاك به عيسى روحك حين ناداك فنجيّته من أعدائه وإليك رفعته وأدعوك بما دعاك حبيبك وصفيّك ونبيّك محمّد (صلى الله عليه وآله) فاستجبت له ومن الأحزاب نجيّته وعلى أعدائك نصرته وأسئلك باسمك الذي إذا دعيت به أجبت يا من له الخلق والأمر يا من أحاط بكلّ شيء علماً يا من أحصى كلّ شيء عدداً يا من لا تغيّره الأيام والليالي ولا تتشابه عليه الأصوات ولا تخفى عليه اللغات ولا يبرمه إلحاح الملحين أسئلك ان تصلّي على محمّد وآل محمّد خيرتك من خلقك فصلّ عليهم بأفضل صلواتك وصلّ على جميع النبيّين والمرسلين الذين بلّغوا عنك الهدى وأعقدوا لك المواثيق (15) بالطاعة وصلّ على عبادك الصالحين.يا من لا يخلف الميعاد أنجز لي ما وعدتني واجمع لي أصحابي وصبّرهم وانصرني على أعدائك وأعداء رسولك ولا تخيّب دعوتي فإنّي عبدك ابن أمتك أسير بين يديك سيّدي أنت الذي مننت عليّ بهذا المقام وتفضّلت به عليَّ دون كثير من خلقك أسئلك أن تصلّي على محمّد وآل محمّد وأن تنجز لي ما وعدتني إنّك أنت الصادق ولا تخلف الميعاد وأنت على كلّ شيء قدير.
*******
(1) يونس: 24.
(2) الزخرف: 55.
(3) ان الغاية عندنا قد تناهت اي ظننا انه لم يبق لامهالهم امد لكثرة طغيانهم، او انا لاننتظر امراً لقتالهم ونصرة اسلامنا سوى امرك له بالخروج ولا نوقّفه على امر آخر.
(4) متعاصبون: اي متعصّب كلّ منّا صاحبه في نصرة الحق.
(5) الثأر: طلب الدم.
(6) المجد: الشرف الواسع، رجل ماجد: كثير الخير شريف.
(7) الجلال: العظمة.
(8) الاكرام: الانعام.
(9) المتين: الشديد القويّ الذي لايلحقه في افعاله مشقة ولا كلفة ولا تعب، المتانة: الشدّة.
(10) الرؤوف: الرحيم بعبده العطوف عليهم بالطافه.
(11) اللطيف: هو الذي اجتمع له الرفق في الفعل والعلم بدقائق المصالح وايصالها من قدّرها له من خلقه.
(12) استأثر بالشيء: استبدّ به وخصّ به نفسه.
(13) المتوحّد بالوحدانية: اذ الواحد من جميع الجهات الحقيقية ليس الاّ الله سبحانه.
(14) المتوحّد بالصّمدانية: اي بكونه مقصوداً اليه في جميع امور الخلق غير محتاج اليهم في شيء من اموره.
(15) عقدوا له المواثيق: اي في قلوبهم لانفسهم، او على عبادك بان يطيعوك بهذا المقام او الاقامة على الولاية.