844- قال الصّادق ع إنّ اللّه تبارك و تعالى جعل الكعبة قبلة لأهل المسجد و جعل المسجد قبلة لأهل الحرم و جعل الحرم قبلة لأهل الدّنيا
845- و سأل المفضّل بن عمر أبا عبد اللّه ع عن التّحريف لأصحابنا ذات اليسار عن القبلة و عن السّبب فيه فقال إنّ الحجر الأسود لمّا أنزل من الجنّة و وضع في موضعه جعل أنصاب الحرم من حيث لحقه النّور نور الحجر فهو عن يمين الكعبة أربعة أميال و عن يسارها ثمانية أميال كلّه اثنا عشر ميلا فإذا انحرف الإنسان ذات اليمين خرج عن حدّ القبلة لقلّة أنصاب الحرم و إذا انحرف الإنسان ذات اليسار لم يكن خارجا عن حدّ القبلة
و من كان في المسجد الحرام صلّى إلى الكعبة إلى أيّ جوانبها شاء و من صلّى في الكعبة صلّى إلى أيّ جوانبها شاء و أفضل ذلك أن يقف بين العمودين على البلاطة الحمراء و يستقبل الرّكن الّذي فيه الحجر الأسود و من كان فوق الكعبة و حضرت الصّلاة اضطجع و أومأ برأسه إلى البيت المعمور و من كان فوق أبي قبيس استقبل الكعبة و صلّى فإنّ الكعبة قبلة ما فوقها إلى السّماء و صلّى رسول اللّه ص إلى البيت المقدس بعد النّبوّة ثلاث عشرة سنة بمكّة و تسعة عشر شهرا بالمدينة ثمّ عيّرته اليهود فقالوا له إنّك تابع لقبلتنا فاغتمّ لذلك غمّا شديدا فلمّا كان في بعض اللّيل خرج ص يقلّب وجهه في آفاق السّماء فلمّا أصبح صلّى الغداة فلمّا صلّى من الظّهر ركعتين جاءه جبرئيل ع فقال له قد نرى تقلّب وجهك في السّماء فلنولّينّك قبلة ترضاها فولّ وجهك شطر المسجد الحرام الآية ثمّ أخذ بيد النّبيّ ص فحوّل وجهه إلى الكعبة و حوّل من خلفه وجوههم حتّى قام الرّجال مقام النّساء و النّساء مقام الرّجال فكان أوّل صلاته إلى بيت المقدس و آخرها إلى الكعبة و بلغ الخبر مسجدا بالمدينة و قد صلّى أهله من العصر ركعتين فحوّلوا نحو الكعبة فكانت أوّل صلاتهم إلى بيت المقدس و آخرها إلى الكعبة فسمّي ذلك المسجد مسجد القبلتين فقال المسلمون صلاتنا إلى بيت المقدس تضيع يا رسول اللّه فأنزل اللّه عزّ و جلّ و ما كان اللّه ليضيع إيمانكم يعني صلاتكم إلى بيت المقدس و قد أخرجت الخبر في ذلك على وجهه في كتاب النّبوّة
846- و روي عن عبد الرّحمن بن أبي عبد اللّه أنّه سأل الصّادق ع عن رجل أعمى صلّى على غير القبلة فقال إن كان في وقت فليعد و إن كان قد مضى الوقت فلا يعيد قال و سألته عن رجل صلّى و هي متغيّمة ثمّ تجلّت فعلم أنّه صلّى على غير القبلة فقال إن كان في وقت فليعد و إن كان الوقت قد مضى فلا يعيد
847- و روى زرارة و محمّد بن مسلم عن أبي جعفر ع أنّه قال يجزي المتحيّر أبدا أينما توجّه إذا لم يعلم أين وجه القبلة
848- و سأله معاوية بن عمّار عن الرّجل يقوم في الصّلاة ثمّ ينظر بعد ما فرغ فيرى أنّه قد انحرف عن القبلة يمينا أو شمالا فقال له قد مضت صلاته و ما بين المشرق و المغرب قبلة
و نزلت هذه الآية في قبلة المتحيّر و للّه المشرق و المغرب فأينما تولّوا فثمّ وجه اللّه
- و روى محمّد بن أبي حمزة عن أبي الحسن الأوّل ع أنّه قال إذا ظهر النّزّ من خلف الكنيف و هو في القبلة يستره بشيء
و لا يقطع صلاة المسلم شيء يمرّ بين يديه من كلب أو امرأة أو حمار أو غير ذلك
850- و نهى رسول اللّه ص عن البزاق في القبلة
851- و رأى ص نخامة في المسجد فمشى إليها بعرجون من عراجين ابن طاب فحكّها ثمّ رجع القهقرى فبنى على صلاته و قال الصّادق ع و هذا يفتح من الصّلاة أبوابا كثيرة
852- و نهى ص عن الجماع مستقبل القبلة و مستدبرها و نهى عن استقبال القبلة ببول أو غائط
853- و قال أبو جعفر ع لا يبزقنّ أحدكم في الصّلاة قبل وجهه و لا عن يمينه و ليبزق عن يساره و تحت قدمه اليسرى
- قال الصّادق ع من حبس ريقه إجلالا للّه عزّ و جلّ في صلاته أورثه اللّه تعالى صحّة حتّى الممات
و قد روي فيمن لا يهتدي إلى القبلة في مفازة أنّه يصلّي إلى أربع جوانب
855- و روى زرارة عن أبي جعفر ع أنّه قال لا صلاة إلّا إلى القبلة قال قلت و أين حدّ القبلة قال ما بين المشرق و المغرب قبلة كلّه قال قلت فمن صلّى لغير القبلة أو في يوم غيم في غير الوقت قال يعيد
856- و قال في حديث آخر ذكره له ثمّ استقبل القبلة بوجهك و لا تقلّب بوجهك عن القبلة فتفسد صلاتك فإنّ اللّه عزّ و جلّ يقول لنبيّه ص في الفريضة فولّ وجهك شطر المسجد الحرام و حيث ما كنتم فولّوا وجوهكم شطره فقم منتصبا فإنّ رسول اللّه ص قال من لم يقم صلبه فلا صلاة له و اخشع ببصرك للّه عزّ و جلّ و لا ترفعه إلى السّماء و ليكن حذاء وجهك في موضع سجودك
- و قال ع لزرارة لا تعاد الصّلاة إلّا من خمسة الطّهور و الوقت و القبلة و الرّكوع و السّجود
و قال أبي رضي اللّه عنه في رسالته إليّ إذا أردت أن تصلّي نافلة و أنت راكب فصلّها و استقبل برأس دابّتك حيث توجّهت بك مستقبل القبلة و مستدبرها و يمينا و يسارا فإن صلّيت فريضة على ظهر دابّتك فاستقبل القبلة و كبّر تكبيرة الافتتاح ثمّ امض حيث توجّهت بك دابّتك و اقرأ فإذا أردت الرّكوع و السّجود فاركع و اسجد على شيء يكون معك ممّا يجوز عليه السّجود و لا تصلّها إلّا على حال اضطرار شديد و تفعل فيها إذا صلّيت ماشيا مثل ذلك إلّا أنّك إذا أردت السّجود سجدت على الأرض و قال فيها إذا تعرّض لك سبع و خفت فوت الصّلاة فاستقبل القبلة و صلّ صلاتك بالإيماء و إن خشيت السّبع و تعرّض لك فدر معه كيف دار و صلّ بالإيماء
- و روي أنّه إذا عصفت الرّيح بمن في السّفينة و لم يقدر على أن يدور إلى القبلة صلّى إلى صدر السّفينة
859- و قال النّبيّ ص كلّ واعظ قبلة و كلّ موعوظ قبلة للواعظ
يعني في الجمعة و العيدين و صلاة الاستسقاء في الخطبة يستقبلهم الإمام و يستقبلونه حتّى يفرغ من خطبته
860- و قال رجل للصّادق ع إنّي أكون في السّفر و لا أهتدي إلى القبلة باللّيل فقال أ تعرف الكوكب الّذي يقال له الجدي قلت نعم قال فاجعله على يمينك و إذا كنت على طريق الحجّ فاجعله بين كتفيك