المجلس الثاني عبيد الله ابن زياد يبعث بعائلة الحسين (ع) إلى يزيد

القصيدة: للشيخ هاشم الكعبي

 

وأقـبل لـيث الـغاب يـهتف مُطرقا      عـلى الجمع يطفو في الألوف ويرسب

إلـى أن أتـاه الـسهم مـن كفِّ كافرٍ      ألا خـاب بـاريه وضـلَّ الـمصوب

فـخرَّ  عـلى وجـه الـتراب لوجهه      كـما خـرَّ من رأس الشناخيب أخشب

ولـم  أنـس مـهما أنس إذ ذاك زينبا      عـشـيةَ جـاءت والـفواطم زيـنب

عراها  الأسى حتى استباح اصطبارها      وأذهـلـها  حـتى اسـتبان الـمنقَّب

أتـت  وهـي حـسرى دمعها فتُجيبها      ثـواكل  فـي أحـشائها الـنار تلهب

بـأوهى قـوىً مـنهن سـاعة فارقت      حـسينا ونـادى سـابق الركب ركبوا

فـرُكّبن  حـسى لا قـناع ولا غـطا      سـوى  الصون يحمي والأشعة تحجب

ورحـن  كـما شـاء الـعدوُّ بـلوعةٍ      يـذوب  الصفا منها ويشجى المحصب

اســارى بـلافـدٍ ولا مـن مـناجد      يُـعـنِّفها حــادٍ ويـعـنف مـركب

إلـى الله أشـكو لـوعةً عـند ذكرهم      تـسخُّ لـها الـعينان والـخدُّ يـشرب

بـنات رسـول الله تـسبى حـواسرا      ونسوتُكم في الصون تحمى وتحجبُ(1)

 

(مجردات)

شـوف  الزمان اشلون خوان      تـوگف حـراير سيد الأكوان

مـن گال يـسره بين عدوان      عگب الـخدر والمجد والشان

زيـنب تـنادي ابدمع غدران      غربه او يسر واهموم واحزان

واشـلون يـا فـرگة الوليان      آنـه  ابمچان او گلبي بمچان

هـذا  الـيسر علبال ما چان      اولا هـظمتي او طبة الديوان

 

عبيد الله ابن زياد يبعث بعائلة الحسين (ع) إلى يزيد

نقل في المنتخب: أن ابن زياد دعا بشمر وخَوَلي وشبث بن ربعي وعمرو بن الحجاج، وضم إليهم ألف فارس، وزودهم ـ مما يحتاجون إليه من مؤنة السفر ـ وأمرهم بأخذ السبايا والرؤوس إلى دمشق، وأمرهم أن يشهروهم في كل بلدة يدخلونها، فساروا على الفرات، وأخذوا على أول منزل فنزلوا، وكان المنزل خرابا، فوضعوا الرأس بين أيديهم والسبايا معهم وإذا بكف خارج من الحائط وقلم يكتب بدم:

 

أتـرجو  أمةٌ قتلت حسينا      شـفاعة جدِّه يوم الحساب

فـلا  والله ليس لهم شفيعٌ      وهم يوم القيامة في العذاب

 

ففزعوا من ذلك وارتاعوا ورحلوا من ذلك المنزل، فلما وصلو إلى تكريت، أنفذوا إلى صاحب البلد أن تلقانا، فان معنا رأس الحسين وسباياه فلما أخبرهم الرسول بذلك نشرت الأعلام وخرجت الغلمة يتلقونهم فقالت النصارى: ما هذا؟ فقالوا: رأس الحسين، فقالوا: هذا رأس ابن بنت نبيكم؟

قال: نعم، قال: فعظم ذلك عليهم، وصعدوا إلى بيعهم، وضربوا النواقيس تعظيما لله رب العالمين، وقالوا: اللهم إنا إليك براء مما صنع هؤلاء الظالمون.

 

قال: فلما رحلوا من تكريب، وأتوا على واد النخلة، سمعوا بكاء وقائل يقول:

 

مـسح  النبيُّ جبينه      فله بريقٌ في الخدود

أبوه من عليا قُريشٍ      جدُّه خيرُ الجدود(2)

 

أما نساءه فقد كان حزنهن يتجدد في مثل هذه المواطن فكلما سمعن ناعيا ينعى الحسين أو رأين باكيا يبكي عليه. أقول: ولا أدري كيف أقمن المآتم عليه هناك؟ نعم أقاموه على ظهور النياق فكل واحدة تبكيه وتنعاه من فوق ناقتها.

 

مـشين  اسارى خلف رأسٍ معلَّقٍ      على الرمح لا وعيٌ لهنَّ ولا صبرُ

وقـد اضرمت أكبادهن من الأسى      وحل بهنَّ الموت والرعب والذُعرُ

سـبايا  وهـل تُسبى بناتُ محمدٍ      وهـن بـتاج المجد أنجمه الزهر

 

(مجردات)

حـيدر يـبويه ويـن عـنه      غربه  او شماته او يسر شفنه

وافـراگ الأحـباب الـكتلنه      حگه الگلـب لـو زاد ونـه

بـديار  غـربه الـدهر ذبنه      او بالطف چتل راحت اخوتنه

يـا ضـيمنه او يا فگد اهلنه

 

 (أبوذية)

اهروش الگلب سيف البين يمها      الشمر لو چان الي ابمنواي يمها

جـثة احسين اظل للموت يمها      واظـلله ابـرادي الـظل عليه

***

يا كربلاء أفيك يُقتَلُ جهرةً      سبطُ المطهَّر إنَّ ذا لعجيبُ

مـا أنـت إلا كربةٌ وبليةٌ      كـل الأنام بهولها مكروبُ


(1) ـ ديوان الكعبي ص3.

(2) ـ المنتخب ص481.